EveryScreen.com/festivals

(Festivals List)

 

المهرجان القومى للسينما المصرية

( التوضيبة السابعة ، 12-19 أغسطس 2001 )

الجزء الأول : تاريخ جوائز الدولة

Egyptian National Film Festival

(7th Edition, August 12-19 2001)

Part I: History of State Awards

 

Official Website: …

 

Entry No.: 014.

Date Written: June 16, 2001.

[Last Minor or Link Updates: Saturday, July 30, 2005].

 

 

ê Please wait until the rest of page downloads ê

 

بدأت صناعة السينما فى مصر سنة 1896 بصناعة دور العرض ، ثم سرعان ما لحقت بها عمليات إنتاج الأفلام الوثائقية والصحف الإخبارية ، وفى سنة 1924 أنتجت السينما المصرية أول أفلامها الطويلة ’ فى بلاد توت عنخ آمون ‘ .

ظلت صناعة السينما مملوكة للقطاع الخاص ، أغلبه كان شركات صغيرة ، وقليل منه شركات كبيرة مثل مصر للتمثيل والسينما أو لوتس فيلم وغيرهما . ولم يكن للدولة يد فى هذه الصناعة برمتها أكثر من ممارسة الرقابة على محتوى الأفلام ، زائد بالطبع تنظيم تصريح بمزاولة النشاط تماما كأى بيزنس تجارى آخر . جمال الغيطانى تحياتى من لندن ، نفس يوم الكتابة : الشكل الثقافى الوحيد لاهتمام الدولة والثقافة ما كان يسمى بإدارة الثقافة فى وزارة المعارف ، وهى الإدارة التى كان يتولاها يوما د. طه حسين . المهرجان القومى الثالث ص21 نقلا عن سعد الدين توفيق ، وربما كان هناك فائزون آخرون لكن المقال يهتم بالرائدات النساء ] : ومن الأخبار التى سجلت عن أول جوائز للدولة تلك المسابقة التى نظمتها وأشرفت عليها ما يسمى بلجنة مراقبة التمثيل بوزارة المعارف ، وكان من بين الفائزين عزيزة أمير وفاطمة رشدى وبهيجة حافظ وآسيا داغر بصفتهن منتجات ونالت كل منهن 50 جنيها .

لكن لم يحدث أن تدخلت الدولة فى تسيير الصناعة نفسها حتى عام 1953 ومع تحول البلاد للنظام الجمهورى . المحاولة الأولى لم تخرج كثيرا عن عملية تعزيز الصناعة بتأسيس شركة توزيع برأسمال ضخم تسهم فيها شركات التوزيع والإنتاج المختلفة ، ويرأسها أحد رجال النظام الجديد وهو الضابط وجيه أباظة . كان اسم هذه الشركة ’ النيل للسينما ‘ .

استمر نشاط هذه الشركة 5 سنوات تعثرت بعدها ، لكن قبل إغلاقها بكثير كان قد تبلورت لدى الدولة قناعة هى ضرورة التدخل بصورة أكبر فى تسيير صناعة السينما ، وفى الثقافة بشكل عام . كما كانت بالفعل قد بدأت تأميم بعض مؤسسات القطاع الخصوصى فى مجالات أخرى .

فى سنة 1955 أنشأت الدولة مصلحة الفنون ، وانتقلت إليها الاختصاصات المحدودة والمتفرقة بين الوزارات المختلفة وأبرزها كانت وزارة الشئون الاجتماعية ، والتى تخص السينما وغيرها من الفنون . فى نفس الوقت أنشأ الحكم الجديد وزارة الإعلام تحت مسمى وزارة الإرشاد القومى ، وفى سنة 1957 صدر القرار الجمهورى رقم 945 بإنشاء ما سمى مؤسسة دعم السينما وإلحاقها بوزارة الإرشاد القومى . لكن الدولة سرعان ما اكتشفت أنها أدمجت اختصاصات الإعلام والثقافة فى وزارة واحدة ، لذا عدلت اسمها فى العام التالى إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومى . وفى سنة 1960 أعاد القرار الجمهورى رقم 855 بتنظيم مؤسسة دعم السينما ، وهو يؤشر إلى بداية مرحلة جديدة هى تأميم صناعة السينما ممثلة فى الستديوهات والمعامل وبعض شركات الإنتاج والتوزيع وذلك اعتبارا من فبراير 1960 .

توالت التعديلات بسرعة بعد ذلك ، كتغيير اسم المؤسسة إلى المؤسسة المصرية العامة للسينما عام 1962 . ثم عادت لتندمج مرة أخرى مع الجهاز الإعلامى تحت مسمى المؤسسة المصرية العامة للسينما والإذاعة والتليڤزيون ، بالقرار الجمهورى رقم 48 لسنة 1963 الذى يحدد أغراضها كمؤسسة إنتاجية لكل من هذه الحقول ، بجانب الإشراف على ما تبقى من شركات تجارية فى ذلك الوقت . بعد قليل تعدل الاسم من جديد إلى المؤسسة المصرية العامة للسينما والهندسة الإذاعية ، تمهيدا للفصل الأخير يبن الثقافة والإعلام بإنشاء وزارة الثقافة فى أواخر فى الحقيقة كتبتها منى هنا 1956 وصححتها بلا رجوع للمصدر بعد ، وربما 1966 سنة 1965 . ولا تزال كلتاهما وزارة مستقلة حتى الآن ، رغم ظهور بعض الخطط خلال فترة حكم الرئيس السادات لإعادة دمج الوزارتين من جديد ، أو لإلغاء وزارة الثقافة .

هذه بشكل عام هى صورة علاقة الدولة بالسينما ، والتى تقريبا عادت لصورتها الأولية بعد كل هذه المراحل التى أسفرت عن خسائر مادية جسيمة للقطاع العام السينمائى . ذلك إلى أن انتهت فى مطلع السبعينيات برفع يده من عملية إنتاج الأفلام ، والإبقاء فقط على الستديوهات والمعامل ودور العرض التى كانت فى حوزته ، والتى شهدت بدورها عمليات خصخصة وتأجير تشغيلى اعتبارا من أواخر التسعينيات .

—————————

وسط كل هذا كانت فكرة منح الدولة لجوائز للأفلام والسينمائيين المتميزين ، فكرة أساسية توارثتها جميع هذه التنظيمات المتوالية . فى نفس سنة 1955 التى أنشأت فيها أول مصلحة حكومية مستقلة للثقافة ’ مصلحة الفنون ‘ صدر قرار وزير الإرشاد القومى رقم 37 بعقد مسابقة لاختيار أفضل الأفلام والسينمائيين ، تعقد فى كل عام مع منحها جوائز مالية وشهادات تقدير . فى ذلك الوقت كانت دور العرض لا تعمل طوال السنة ومن ثم سارت الجوائز على نفس نظام ’ الموسم ‘ ، وذلك للأفلام التى تعرض من أول يوليو حتى آخر يونيو . فى الموسم الأول 54-1955 بلغت قيمة الجوائز 23 ألف جنيه تقاسمتها خمسة أفلام تم اختيارها كالأفضل لذلك الموسم .

7 آلاف جنيه زائد ميداليات متنوعة ذهبت إلى منتج وفنيى فيلم ’ ارحم حبى ‘ من إنتاج أفلام حلمى رفلة وإخراج بركات وتمثيل فاتن حمامة ويحيى شاهين .

5 آلاف جنيه وشهادات تقدير للفيلم الثانى ’ جعلونى مجرما ‘ ، و4 آلاف للفيلم الثالث ’ موعد مع الحياة ‘ . ثم تقاسم المركز بين الرابع والخامس بالتساوى كل من ’ حياة أو موت ‘ و’ جنون الحب ‘ بـ 3500 جنيه وشهادات تقدير لكليهما .

فى الموسم التالى ألغيت الدولة الجوائز المادية ، فرفض المنتجون التقدم للمسابقة ، باستثناء الفنانة ماجدة التى تقدمت بفيلم ’ أين عمرى ‘ . لولا تقدم ماجدة لكانت الدولة قد وقعت فى حرج بالغ ، لذا قرروا تراجعا منهم مكافأة الفيلم بأربعة آلاف جنيه !

إذن طبيعى بعد هذا أن توقفت المسابقة بعد ذلك ولم تقم إلا سنة 1959 ، حيث سمح لأفلام المواسم الثلاث من 55-1956 إلى 57-1958 بالتقدم . اكتسح فيلم ’ رد قلبى ‘ الجوائز حيث حصل على 14 جائزة قيمتها 16 ألف جنيه تقارب نصف المبلغ الإجمالى المخصص وكان 37 ألف جنيه . هذه المرة اتخذت الجوائز أسلوبا مقاربا لفكرة الأوسكار ، وذلك من حيث منحها فى 16 فرعا مختلفا وإن بجائزتين أولى وثانية لكل فرع  .

المسابقة الرابعة أقيمت لأفلام الموسم التالى 58-1959 وتوسعت لتصبح 23 فرعا وثلاث جوائز لكل فرع ، ومبلغ إجمالى 40 ألف جنيه . ’ جميلة بو حريد ‘ تصدر الجوائز بـ 16 ألف جنيه عن 15 جائزة زائد جائزة الإنتاج الأولى ، يليه ’ بين الأطلال ‘ بجائزة الإنتاج الثانية و9 جوائز فى الفروع .

المسابقة الخامسة سنة 1962 شهدت تغييرا جذريا فى أسلوب الجوائز . وبدا أنها تلغى ما سبق لأنها أقيمت لكل الأفلام منذ 56-1957 حتى 61-1962 . ومسألة إلغاء ما سبق والبدء من جديد بتسمية مختلفة وترقيم للمسابقة بالمسابقة الأولى سوف تتكرر أكثر من مرة ، لكن على الأقل هذه المرة ظلت تحمل اسم المسابقة الخامسة .

الشكل الذى اتخذته المسابقة الجديدة هو الشكل الذى ظلت تتأرجح جوائز الدولة بينه وبين الشكل السابق : جوائز الإنتاج . بمعنى جائزة إعانة مالية للمنتج فقط دون الفنيين أو الفروع . قيمة ’ الإعانة ‘ وهذا ما كان اسمها فعلا 3 آلاف جنيه للفيلم الملون وألفا جنيه للفيلم الأبيض وأسود ، نظير الحصول على نسخة تستخدم للعروض الثقافية .

حصل على الإعانة 11 فيلما بإجمالى 25 ألف جنيه هى : ’ إحنا التلامذة ‘ ، ’ أرضنا الخضراء ‘ ، ’ إشاعة حب ‘ ، ’ بداية ونهاية ‘ ، ’ حب من نار ‘ ، ’ عمالقة البحار ‘ ، ’ فى بيتنا رجل ‘ ، ’ قيس وليلى ‘ ، ’ لا أنام ‘ ، ’ ملاك وشيطان ‘ ، ’ وا إسلاماه ‘ .

ويلاحظ أن أغلب الأفلام التى سبق لها الفوز مثل ’ رد قلبى ‘ و’ جميلة ‘ و’ بين الأطلال ‘ لم تفز رغم تأهلها لهذه المسابقة . بدوره لم يستمر هذا النظام إلا عاما واحدا حيث فى العام التالى عادت الجوائز للفروع حيث 3 جوائز متساوية وبدون ترتيب لثمانية فروع بإجمالى 33 ألف جنيه . انسحبت المسابقة على أفلام ثلاثة مواسم التى لم يتح لفنييها التأهل للمسابقة الماضية ، نقصد من 59-1960 حتى 61-1962 . ’ دعاء الكروان ‘ جاء فى الصدارة بخمس جوائز قيمتها 3750 جنيه .

بعد عامين أقيمت المسابقة السابقة لموسمى 62-1963 و63-1964 وبتغيير جذرى آخر حيث أصبحت 21 فرعا بدلا من ثمانية وبجوائز متدرجة . ’ الليلة الأخيرة ‘ جاء فى الصدارة بعشر جوائز بأجمالى حوالى 12 ألف جنيه من إجمالى الجوائز البالغ 35 ألف جنيه . ما لفت النظر أن الفيلم باهظ التكاليف والخسائر معا ’ الناصر صلاح الدين ‘ ، لم يفز بأى جوائز أولى . هنا عبرت الصحافة ورجال السينما عن سخطهم على الجوائز ، مما دعا بوزير الثقافة ثروت عكاشة بعد ثلاثة أيام لتقرير جائزة قدرها 3 آلاف جنيه للمنتجة آسيا ، زائد 3500 نظير حقوق العرض الثقافى للفيلم . [ أما لماذا لم تر لجنة التحكيم أفضلية فنية للناصر صلاح الدين ، فهى ربما تكون قضية أخرى تستحق المناقشة اليوم بهدوء ، بعيدا عن حملة التعاطف والتقدير تلك للمنتجة آسيا ، والتى تحولت بمرور الوقت لضجة من غسيل المخ الصحفى لتمجيد الفيلم نفسه ، ومن ثم طمس الأخطاء القاتلة التى تسببت فى الكارثة التجارية لعمل قائم على الذهنية وحافل بالركاكة الدرامية والديماجوجية الفكرية والإسقاط السياسى المباشر الساذج ، وما كان سيظهر بهذه الصورة قط لو امتد العمر بصاحبه الأصلى عز الدين ذو الفقار لإخراجه ، أو على الأقل ما كان سيهدر الجهد المتفرد لمصمم الإنتاج شادى عبد السلام وقبله السخاء التمويلى لآسيا ] .

مرة أخرى تتوقف الجوائز ولا تعود إلا فى سنة 1968 لـ 12 فرعا بثلاث جوائز متدرجة ، وجاء ’ البوسطجى ‘ فى الصدارة بـ 8 جوائز ، كما حجبت لأول مرة بعض الجوائز ، وبالطبع كانت هذه فترة حرب ولم توزع إلا جوائز مالية رمزية . نفس الحال فى العام التالى ، لكن مع حرص الدولة الواضح على أن لا تقام مسابقتين متتاليتين بنفس النظام أبدا ! ! الفروع أصبح 7 والجوائز ثلاث متساوية . وتقدم فيلم ’ الرجل الذى نقد ظله ‘ بخمس جوائز .

—————————

إلى هنا تنتهى حقبة ما يسمى ’ جوائز السينما ‘ وسط إحساس شديد بالفشل ، وهى جائزة تمنح مباشرة من الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة للسينمائيين ، تقررها لجنة التحكيم بين الأفلام المتقدمة . ذلك أنه اعتبارا من 1971 بدأت تجربة شىء جديد .

هذا الشىء اسمه ’ المهرجان القومى الأولى للأفلام الروائية ‘ ، ويدخل لأول مرة مبدأ عرض الأفلام للجمهور ، أى بطريقة المهرجانات الدولية وليس طريقة جائزة الأوسكار مثلا . عهد لمصلحة الثقافة الجماهيرية التى تأسست قبل ثلاث سنوات بإقامة المهرجان والذى يذكره السينمائيون اليوم باسم المكان الذى عقد فيه ’ مهرجان بلطيم ‘ . بالطبع كان هذا مهرجانا صيفيا أقيم فيما بين 1- 11 أغسطس . فى ذلك الوقت كان مفهوم الموسم السينمائى قد بدأ فى التلاشى وأصبحت الأفلام تعرض طوال السنة ، وأصبح مجال الأفلام المرشحة هو التى عرضت من أول يناير 1970 حتى 31 ديسمبر منه . فيلم ’ الأرض ‘ كان نجم هذا المهرجان وفاز بثمانية جوائز منها جائزة أفضل فيلم يليه فيلم ’ أوهام الحب ‘ بأربع جوائز ، كما منحت جائزة خاصة من لجنة التحكيم للمخرج كمال الشيخ لما سمى ’ مجموعة أفلامه خاصة فيلم ’ غروب وشروق ‘ ‘ .

التخبط وعدم الاستمرارية هى كما قلنا السمة الأولى بالغة الوضوح لمسيرة جوائز الدولة ، والمهرجان الثانى تأخر حتى سنة 1973 وأقيم فى مصيف جمصة وانتهى بفضيحة حيث لم تعلن جوائزه ، وانضمت هذه الفترة لحقبة التجربة والخطأ اللا نهائية السابقة عليها .

—————————

هكذا تنتهى حقبة استمرت قرابة عشرين عاما أقيمت خلالها 10 مسابقات وألغيت واحدة ، يمكن إجمالها بحقبة عدم الاستقرار على شكل معين حيث يلاحظ أنه لم يحدث قط أن تطابقت أو حتى تقاربت الطريقة فى عامين متتاليين . لحسن الحظ المرحلة التالية ستشهد نوعا من الاستقرار ، لكن ليس الاستمرارية الدائمة أو المطلقة . سنجد أسلوبا لمسابقات السبعينيات ، وآخرا للثمانينيات وثالثا للتسعينيات وحتى هذا الأخير انكسر فى منتصفه بتعديل اسم المهرجان وبدء العد بكلمة المهرجان الأول من جديد . لكنها تمثل جميعا درجة من النضج وصلت لها فكرة جوائز الدولة بعد عقدين من المخاض العسير .

—————————

فى السبعينيات عاد مسمى جوائز الدولة مرة أخرى لكن بصورة مستقرة هذه المرة لحد ما . 17 فرعا منحت فى عامى 74 ، 75 بثلاث جوائز لكل فرع ، ثم انتظمت بعد ذلك كجائزة واحدة لكل فرع فى المسابقات من 1976 حتى 1980 .

الفروع السبعة عشر هى : الإنتاج ، الإخراج ، تمثيل نساء ورجال دور أول وثانى ، التصوير ، السيناريو ، القصة ، الحوار ، الموسيقى التصويرية ، الديكور ، تسجيل الصوت ، المونتاچ ، الماكياچ ، الملصقات ، النقد السينمائى .

الأفلام الفائزة بجوائز الإنتاج كانت كما يلى :

1974 : ’ دمى ودموعى وابتساماتى ‘ ( أول ) ، ’ نساء الليل ‘ ( ثانى ) ، ’ حمام الملاطيلى ‘ ( ثالث )

1975 : ’ أميرة حبى أنا ‘ ( أول ) ، ’ الرصاصة لا تزال فى جيبى ‘ ( ثانى ) ، ’ أين عقلى ‘ ( ثالث )

1976 : ’ أريد حلا ‘

1977 : ’ المذنبون ‘

1978 : ’ أفواه وأرانب ‘

1979 : ’ وراء الشمس ‘ و’ الصعود إلى الهاوية ‘

1980 : ’ قاهر الظلام ‘

الإنجاز الواضح أقله هنا هو الاستقرار لسبع سنوات متتالية ليصح إجمالى مسابقات الدولة 18 مسابقة ولتبدأ الثمانينيات حقبة جديدة بمفهوم آخر .

—————————

فى 18 مارس 1981صدر القرار الجمهورى رقم 165 بإنشاء ما يسمى ’ صندوق دعم السينما ‘ ، بهدف تقديم دعم مادى للأفلام المتميزة تذهب للمنتج بهدف تشجيعه على الدخول فى مشروعات طموح ، بجانب مهمة ثانوية هى عرض الأفلام خارج البلاد . ونقول ثانوية لأنها تكاد تتطابق مع اختصاصات إدارة المهرجانات فى المجلس القومى للسينما ، مع فارق واحد هو الطابع التسويقى والتجارى أكثر منه الفنى ، لكن النتائج الفعلية كانت ثقافية أكثر منها تجارية .

التمويل كان أحد المشاكل الحاسمة وراء عدم ثبات شكل جوائز الدولة فى الثلاثين سنة السابقة . لذا حدد القرار الجمهورى مصادر التمويل بضريبة خاصة تفرض على تذاكر السينما وتوجه لهذا الغرض تحديدا ، بمعنى آخر هذا كان الحل النهائى لقضية مزمنة ، هذا بأن أصبحت صناعة السينما وليس الدولة هى التى تكافئ المتميزين من أبنائها .

فى العام الأول 1983 تخصص للجوائز 40 ألف جنيه تقاسمتها أربعة أفلام هى ’ حدوتة مصرية ‘ ، ’ سواق الأوتوبيس ‘ ، ’ الطاووس ‘ ، ’ العذراء والشعر الأبيض ‘ .

فى العام التالى رفعت قيمة الجائزة إلى 15 ألف جنيه لكل فيلم وكان الفائزون ’ الحريف ‘ ، ’ السادة المرتشون ‘ ، ’ الغول ‘ ، ’ النمر الأسود ‘ .

فى 1985 رئى أن تقسم الستون ألفا على ستة أفلام وأصبحت هذه السمة السائدة ’ لجوائز دعم السينما ‘ واستمرت لثلاثة أعوام . فى 1988 رفعت قيمة الجوائز إلى 80 ألف جنيه موزعة على أربعة أفلام ، لكن وقعت مفاجأة بأن حجبت لجنة التحكيم جميع الجوائز . وأخيرا سنة 1989 فاز فيلم واحد هو ’ عنبر الموت ‘ بجائزة العشرين ألف جنيه . لتنتهى بهذا حقبة جوائز الدولة أرقام 19 حتى 25 والمسماة جوائز ’ دعم السينما ‘ ، وذلك بتفكيك صندوق دعم السينما وإدماجه فى كيان جديد أكبر أثبت فيما بعد أنه أحد أكثر المؤسسات الثقافية التى أنشأتها الدولة قوة واستقرار وأيضا نجاحا : ’ صندوق التنمية الثقافية ‘ .

—————————

حتى نضعكم فى خلفية هذه التحولات فى الهيئات الثقافية الرسمية ، نقول أن مصر كانت تعتمد النظام الاشتراكى القائم على التأميم وملكية الدولة لوسائل الإنتاج ، ومنها كانت السينما ممثلة فى مؤسسات القطاع العام الإنتاجية للستينيات . بعد حرب أكتوبر أعلن الرئيس السادات التحول إلى ما سمى بسياسة الانفتاح الاقتصادى . وبمجىء الرئيس مبارك سنة 1981 كان أول ما دعى له ما سمى فى ذلك الوقت بالمؤتمر الاقتصادى . وبدأت بعده مصر سلسلة من الاتفاقيات مع المؤسسات المالية الدولية كالبنك العالمى وصندوق النقد الدولى تنفيذا للسياسة الجديدة المتمثلة فى تحرير الاقتصاد . بالنسبة لشركات القطاع العام بدأ الاتجاه تدريجيا نحو خصخصتها . أما انعكاس هذا على الكثير من المصالح الحكومية فقد جاء فى صدارته تحويلها لهيئات تحظى بالكثير من الاستقلالية ، وفى حالات بعينها تحظى أيضا بالتمويل المستقل كما رأينا فى حالة صندوق دعم السينما . صندوق التنمية الثقافية ما هو إلا تعميم لهذه الفكرة الناجحة على مجمل مناحى النشاط الثقافى ، بعد أن كان قصرا على السينما وحدها .

فى 5 نوڤمبر 1989 صدر القرار الجمهورى رقم 430 بإنشاء صندوق التنمية الثقافية على أن يدمج فيه صندوق دعم السينما . منذ البداية برز صندوق التنمية كهيئة واضحة الرؤية قوية الشخصية وجزء كبير من هذا يرجع لاتساقه مع سياسة الوزير الجديد فاروق حسنى حول الاستثمار الثقافى ، وربما أكثر منه للصفات والقدرات الشخصية لأول مديريه الكاتب سمير غريب . من بين مجمل التجارب الخمس والعشرين السابقة لجوائز الدولة اختار الصندوق التقاليد التالية ، والتى لحسن الحظ لا يزال معمولا بها بقدر كبير من الثبات حتى العام الحادى العشر على التوالى هذه السنة التى ستمنح فيها الجوائز لأفلام سنة 2000 :

1- أسلوب المهرجان ، بمعنى عرض الأفلام للجمهور وليس مسابقة منغلقة .

2- أسلوب جوائز الإنتاج والفروع معا . بمعنى جوائز ذات قيمة مالية كبيرة نسبيا للمنتجين ، وجوائز أخرى أصغر للمبدعين الأفراد فى الفروع المختلفة .

3- تمويل الصندوق لعملية ترميم أحد الأفلام المصرية القديمة ، لاسيما لو كان فيلما مفقودا ، وذلك مع عرضه فى حفل الافتتاح .

4- تقليد آخر غير معلن هو أن يتولى رئيس لجنة التحكيم أحد كبار الأدباء أو المفكرين من خارج الحقل السينمائى .

تغيير واحد طرأ بعد 4 أعوام ، أى بدءا من المهرجان الخاص بأفلام سنة 1994 ، هو دمج المهرجان القومى للأفلام التسجيلية والقصيرة ، ومن هنا بدأ العدد من البداية مرة أخرى ، فاصح اسم المهرجان ’ المهرجان القومى الأول للسينما المصرية ‘ بعد أن أقيم أربع مرات تحت مسمى ’ المهرجان القومى للأفلام الروائية ‘ .

—————————

الأفلام التى تم ترميمها أو اكتشافها من الفقد كانت بالترتيب مهرجان 1990 ( المقام يونيو التالى ) : ’ المومياء ‘ ثم ’ عايدة ‘ . وكلاهما غير مفقود لكن أجريت عليه عملية ترميم من تمويل الصندوق . ثم الخطيب نمرة 13 ( كان مفقودا ، مدته 50 دقيقة من إنتاج سنة 1933 واخرج محمد بيومى ) . ثم لاشين فى المهرجان الرابع فى أپريل 1994 ( غير مفقود زائد ترميم ) .

فى المهرجان القومى الأول للسينما المصرية كانت بداية المفاجآت الحقيقية بعرض ’ الضحايا ‘ من إخراج إبراهيم لاما إنتاج 1932 وكان مفقودا من قبل ، وهو من إنتاج وتمثيل بهيجة حافظ .

فى العام التالى تم ترميم فيلم آخر لبهيجة حافظ ليعرض فى الافتتاح وهو ’ ليلى البدوية ‘ 1937 .

وفى المهرجان الثالث فى مايو 1997 عرض ’ ضحايا المدينة ‘ من إنتاج وتمثيل أمينة رزق وإخراج نيازى مصطفى ، وهو من إنتاج 1946 وكان مفقودا أيضا .

لكن المفاجآت لم تدم طويلا ، ففى المهرجان الرابع لم يكن هناك فيلما تحت الترميم واكتفى بعرض فيلم حديث الإنتاج هو ’ عرق البلح ‘ . بالمثل فى المهرجان الخامس الذى أفتتح فى 31 يوليو 1999 عرض فيلم ’ صراع الأبطال ‘ من إنتاج 1963 وهو فيلم متاح ولم يخضع لترميم . لكن مهرجان العام التالى أحيا لمرة وحيدة أخرى وربما أخيرة ( من يدرى ؟ ) ، تقاليد صندوق التنمية فى اكتشاف الأفلام المفقودة ، فقدم مفاجأة كبيرة بفيلم نجيب الريحانى ’ ياقوت ‘ 1934 .

—————————

أما جوائز المهرجانات الأحد عشرا ، والتى لازالت مسابقاتها الروائية تحمل هذا الرقم المسلسل لمسابقة الأفلام الروائية التى بدأت فى 1990 ، فى الأوراق الرسمية رغم أنها لم تعد تستخدم كثيرا صحفيا وطغى عليها رقم المهرجان نفسه . فنظامها طبقا للدورة الأخيرة أنها تمنح للأفلام ’ المنتهية ‘ خلال العام السابق على للمسابقة . وتعريف كلمة منتهية أنها التى تصدر بها شهادة طبع من المعامل ، ولا علاقة لها بالمرة بعرض الفيلم أو عدم عرضه للجمهور . وفى العام الحالى- وبعد تكاثر عدد الأفلام المطبوعة فى الخارج - تم اعتماد تاريخ التقدم للرقابة كوثيقة مؤهلة للتقدم للمسابقة .

مهرجان الأفلام الروائية ومن بعده المهرجان القومى للسينما المصرية ، يمثلان قفزة ملحوظة فى أرقام قيم الجوائز ، فوصلت فى المهرجان الأول لأفلام سنة 1990 250 ألف جنيه زادت تدريجيا حتى وصلت إلى 307 ألف فى الأعوام الأخيرة .

جوائز الإنتاج الثلاثة تمثل الكتلة الأساسية للجوائز : 100 + 75 + 50 أى 225 ألف جنيه .

أما الـ 82 ألفا الباقية فوزعت على الفنيين التاليين : الإخراج ، إخراج العمل الأول ، السيناريو ، التصوير ، التمثيل رجال ونساء دور أول وثان ، الديكور ، المونتاچ ، الموسيقى ، بالإضافة لجائزة خاصة للجنة التحكيم تمنح لموهبة ترتأى لجنة التحكيم تميزها بغض النظر عن الفرع الذى تنتمى إليه .

الأفلام العشرة التى فازت بجائزة الإنتاج الأولى كانت كالآتى :

سوپرماركت ( 1990 ) ، الكيت كات ( 1991 ) ، الإرهاب والكباب ( 1992 ) ، ديسكو ديسكو ( 1993 ) ، قليل من الحب كثير من العنف ( 1994 ) ، يا دنيا يا غرامى ( 1995 ) ، القبطان ( 1996 ) ، هستريا ( 1997 ) ، عرق البلح ( 1998 ) ، جنة الشياطين ( 1999 ) ، ومن تقاليد المهرجان أن يعرض هذا الفيلم الفائز فى حفل الختام .

—————————

أما أسماء رؤساء لجنة التحكيم والتى قلنا أنها تنتهج تقليديا غير رسمى بأن يكونوا من كبار الأدباء والمفكرين فضمت القائمة أسماء مثل : فتحى غانم ، أنيس منصور ، لطفى الخولى ، كامل زهيرى ، رجاء النقاش ، سعد الدين وهبة ، محمود أمين العالم ، بهاء طاهر ، عبد القادر القط ، أحمد عبد المعطى حجازى .

هذه الأسماء رغم مكانتها الأدبية والفكرية ، أغلبها بعيد عن عالم السينما بدرجة ملفتة ، لم يشتغل بها أصلا أو انقطعت صلته بها منذ زمن بعيد . وكثيرا ما كانت الكلمة التى يلقيها رئيس اللجنة فى حفل الختام تقابل باعتراضات من السينمائيين وجمهور لحضور ، حيث تراوحت آراؤهم ما بين السخط الشديد مثل لطفى الخولى والانبهار الشديد مثل أحمد عبد المعطى حجازى ، وهذه قضية خلافية [ يستطلع فيها رأى الضيوف ] .

فى حلقة تالية نغطى وقائع الدورة الجديدة ’ المهرجان القومى السابع للسينما المصرية ‘ الذى سيقام فيما بين 12 و19 أغسطس 2001 .

 

 

More on This Edition: I - II

More National Egyptian Entries: 2000 (I - II) - 2002 - 2003

(Festivals List)