EveryScreen.com/festivals
المهرجان القومى للسينما المصرية
( التوضيبة السابعة ، 12-19 أغسطس 2001 )
الجزء
الثانى : الدورة الحالية
Egyptian National Film Festival
(7th Edition, August 12-19, 2001)
Part II: The Recent Edition
Official Website: …
Entry No.: 020.
Date Written: August 13, 2001.
[Last Minor or Link Updates: Saturday, July 30, 2005].
ê Please wait until the rest of page downloads ê
2000 هو
العام الذهبى للسينما المصرية . فيه وصل رقم الايرادات إلى 60 مليون جنيه
لأول مرة ، بزيادة 10 0/0 كاملة عن العام السابق 1999
والتى كانت سنة قياسية أيضا . أنجح الأفلام جميعا كان ’ الناظر صلاح
الدين ‘ للنجم علاء ولى الدين محققا 16 مليون جنيه ، يليه فيلم
’ بليه ودماغه العالية ‘ لزميله نجم الكوميديا محمد هنيدى وحقق 14 مليون
جنيه ، وكانت السنة الوحيدة منذ ظهور هذه المجموعة من النجوم الجدد سنة 1997
التى يتخلى فيها هنيدى عن القمة . لكن ترى ماذا كانت صورة هذه السنة الناجحة من منظور
الجوائز ؟ هذا هو موضوع حلقتنا اليوم ، التى سنواصل فيها الحديث عن
المهرجان القومى للسينما المصرية ، بالتزكيز على دورته الجديدة ، الدورة
السابعة ، التى شهدت مدينة القاهرة وقائعها ما بين الثانى عشر والتاسع عشر من
أغسطس 2001 . وهى الدورة التى تشهد المسابقة الحادية عشرة للأفلام الروائية
منذ اتخذت صورتها الحالية سنة 1991 ، والمسابقة الثالثة والعشرين للأفلام
التسجيلية والروائية القصيرة ، وذلك قبل أن ينضما معا تحت المسمى الجديد
’ المهرجان القومى للسينما المصرية ‘ سنة 1995 ، وللعام السابع على
التوالى الآن . أيضا هذه الدورة وكأغلب الدورات ، سوف نتابع فيها الفيلم
المفقود أو القديم الذى اختارته للعرض فى حفل الافتتاح ، وكذلك ستة شخصيات
ارتأت إدارة المهرجان تكريمها هذا العام . ————————— أقيم حفل الافتتاح بالمسرح الكبير لدار الأوپرا
المصرية بحضور وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى ، وعدد كبير من نجوم السينما
المصرية وصانعيها . بدأ الحفل بصعود شعار المهرجان من أرضية المسرح محاطا
بقوس معدنى كبير وبعد أن انتصبت خلفه كخلفية بكرة أو ’ بوبينة ‘ فيلم
سينمائى عملاقة . كانت هذه ديكورات مبهرة متحركة تستخدم الإمكانات الحديثة
لمسرح الأوپرا ، لكنها لم تستغل إلا كنوع من الخلفية بعد ذلك ، ولم
تتداخل مثلا مع العرض الراقص التالى . هذا العرض كان يخص بطبيعة الحال الفنانة سعاد حسنى
التى رحلت قبل إقامة المهرجان بأسابيع قليلة ، وهو من تصميم فنان الباليه
المخضرم عبد المنعم كامل وأداء الراقصة نيللى كريم بالاشتراك مع زملائها فى فرقة
باليه دار الأوپرا . وتكون من أربعة مشاهد سينمائية من أبرز العلامات
السينمائية فى حياة النجمة سعاد حسنى ، سرعان ما يعقبها دخول الراقصين لتقديم
مناظر تعبيرى راقص لهذه الأفلام ، وهى ’ الزوجة الثانية ‘
و’ شفيقة ومتولى ‘ و’ الكرنك ‘ و’ خللى بالك من
زوزو ‘ . بعد ذلك تم تقديم أعضاء لجنتى تحكيم المهرجان ،
وكذا الشخصيات المكرمة ، لينتهى الحفل بعرض فيلم ’ فتاة من
فلسطين ‘ ، وهو من الأفلام شبه المنسية فى تاريخ السينما المصرية ،
لكنه ليس فيلما مفقودا تم العثور عليه ، أو على الأفلام ليس فيلما قديما رمم
بمناسبة المهرجان ، وهو التقليد الذى طالما حرص عليه المهرجان أغلب سنواته
منذ بداية المسابقة الروائية عام 1991 ، وكثيرا ما حمل مفاجأة رائعة لجمهور
حفل الافتتاح . الفيلم أنتج فى أواخر سنة 1948 وهى من فترات الازدهار والتقدم
فى السينما المصرية ، إلا أنه على العكس من كثير من أفلامها آنذاك حمل هذا
الإنتاج سمات واضحة من البدائية والركاكة ، وهو كتابة وإنتاجا فيلم ينسب
لعزيزة أمير إحدى رائدات السينما المصرية ، ومن إخراج وتمثيل زوجها محمود ذو
الفقار . رغم كل شىء فقد قوبل عرض الفيلم بحضور واهتمام واسعين ، وكانت
المفاجأة حضور بطلته سعاد محمد أثناء العرض والحفاوة البالغة التى قابلها بها كبار
الفنانين ممن حرصوا على مشاهدة العرض ، وشاركهم فى هذا الإعلاميون والجمهور
وذلك بعيد انتهاء العرض . [ يفضل استضافة سعاد محمد نفسها ، وفى
المقابل يستطلع رأى الضيوف ومسئولى المهرجان فى مبررات اختيار هذا الفيلم رغم
مستواه الفنى الركيك ( وأبرزها مزجه غير الموفق بين الفيلم الحربى والفيلم
العاطفى والفيلم الموسيقى والفيلم الكوميدى ، والذى وصل لدرجة تجاهل الخيط
الحربى بكامله فى النصف الثانى من الفيلم ، ذلك فضلا عن عشرات الأخطاء الفنية
الأخرى التى لم تكتب له النجاح لدى عرضه أو الخلود عبر السنين ) ، أو
رغم عدم وجود مبرر تاريخى أو تقنى يتعلق مثلا بالاكتشاف أو الترميم
له ] . ————————— التكريمات هذا العام اختارت ست شخصيات
سينمائية ، واتخذت الصور الثلاث التقليدية للتكريم : تسليم وزير الثقافة
لشهادة خاصة للشخصية المكرمة فى حفل الافتتاح ، إصدار كتاب عن الشخصية ،
وأخيرا إقامة ندوة معها . عدد الشخصيات يطابق عدد أيام المهرجان بعد استبعاد
يومى الافتتاح والختام ، وبالتالى أقيمت يوميا من الاثنين إلى السبت ندوات
التكريم على النحو التالى : 1-
الكاتب سعد الدين وهبة ، وهى الندوة الوحيدة التى لم يحضرها المكرم
نفسه . أدار الندوة الأمير أباظة ، وهو أحد مساعدى الراحل الكبير فى
أشغال مهرجان القاهرة . وهو أيضا ككل مديرى الندوات مؤلف الكتاب عنه الذى
أصدره المهرجان تحت عنوان ’ سعد الدين وهبة والسينما ‘ . والملفت
للوهلة الأولى هو الضخامة الاستثنائية لهذا الكتاب ، الذى قارب الخمسمائة
صفحة ، ويعد أحد أهم أقسامه قسم الوثائق الذى يسرد المراحل المختلفة لعلاقة سعد
الدين وهبة بالمهرجان عندما رئيسه كمال الملاخ ويشغل هو منصب وكيل أول الوزارة
المختصة ، ثم من خلال رئاسته هو شخصيا له ، ومن ثم لحظات الهبوط والصعود
فى تاريخ المهرجان وعلاقته بالحكومة وبالاتحاد الدولى للمنتجين …إلخ . 2- الفنانة ليلى فوزى ، وأدارها الناقد محمد
دياب ، وهو أيضا مؤلف كتاب المهرجان عنها ’ ليلى فوزى جميلة
الجميلات ‘ . وهو حافل بالكثير من التفاصيل عن مسيرتها الفنية ومراحلها
المختلفة ، ولا شك أنه نجح فى نقل الكثير من خلفيات حياتها الشخصية ،
وهى تصنف عادة كنجمة كثيرا ما أحاط بها الغموض والتكتم . 3- المونتير حسين عفيفى ، وأدارها مؤلف الكتاب
الصحفى هشام لاشين ، وهو عادة ما يؤلف كتبا خفيفة المادة سريعة ومختصرة فى
مثل هذه المناسبات ، وتعتمد أساسا على قوائم أعمال الشخصية تنقل كما هى عن
مراجع أخرى . 4- فنان المناظر صلاح مرعى ، والذى اشتهر
تاريخيا بأن كان الذراع الأيمن للفنان شادى عبد السلام . أدار الندوة الباحث
وخبير حفظ وترميم الأفلام مجدى عبد الرحمن ، وكان كتابه عنه رفيع المستوى
بحثيا وإخراجيا ، وهو الأمر المتوقع من اسمين مثل صلاح مرعى ومجدى عبد
الرحمن . وربما كان هذا هو سبب تخلف صدور الكتاب عن بقية مطبوعات المهرجان
والتى كانت متوفرة على نحو جيد لضيوف حفل الافتتاح . 5- المخرجة نبيهة لطفى ، وكانت الحميمية هى
السمة الملفتة لندوتها والكتاب عنها كما هى سمة شخصيتها نفسها . وكتاب أحمد
أبو زيد عنها ’ نبيهة لطفى مصرية من جنوب لبنان ‘ ، تميز عن بقية
الكتب بلعبه على وتر آراء وانطباعات وعلاقات الآخرين بنبيهة لطفى ، وكان به
الكثير من الصفحات المؤثرة ، كما كان به مفاجاة صغيرة جميلة ، عبارة عن
نوع من المناجاة الشعرية الطويلة المبتكرة من الناقد المخرج سيد سعيد لها ولتاريخ
جيلهما كله من خلالها . 6- الناقد صبحى شفيق ، والذى أدار ندوته الناقد
سمير فريد الذى يعتبر نفسه تلميذا له . وهو محرر الكتاب الذى اعتمد أساسا على
مقالات لصبحى شفيق نفسه . وإن لوحظ اقتصارها على كتابات الستينيات
أساسا ، بينما تجاهلت ما بعدها ، لا سيما وأنها تشهد ببعض التطور فى
شخصيته ورؤيته النقدية ، ومن أشهرها مثلا مقاله الملفت عن فيلم ’ ضربة
شمس ‘ . إلا أن تلك المختارات كانت كافية على أية حال للتعبير عن توجهات
وأفكار صبحى شفيق ومنهجه النقدى ، وهو النقد الأيديولوچى اليسارى ،
والذى لعله وهو الآن فى السبعين من عمره ، وباعتباره مؤسسا لهذا المنهج فى
مصر ، يسعد بأنه المنهج الذى لا يزال مسيطرا وباكتساح على الساحة النقدية
فيها حتى اليوم . من هنا كان طبيعيا والانتماء الأيديولوچى هو المعيار ،
أن يصل خيرى شلبى صاحب المقال الختامى فيه ، إلى أن صبحى شفيق هو ’ رائد
النقد السينمائى فى مصر بلا منازع ‘ ، وإلى التهوين صراحة من شأن كتابات
السابقين عليه أمثال سعد الدين توفيق وسعد نديم ، والذى وصل لحد التجاهل
الكامل سواء منه أو من مقدمة محرر الكتاب سمير فريد ذات العرض التاريخى ،
لرائد حقيقى للجميع مثل فريد المزاوى ، وكل أولئك أصحاب كتابات رائدة ذات نضج
خاص إذا ما قورنت بالمناهج التى تسيطر عليها الأيديولوچية ( حتى فريد المزاوى
الذى يعتبر صاحب موقف أخلاقى صريح من الأفلام ، كان يفصل بحده بين القييمين
الفنى والأخلاقى للعمل الفنى ، وكان يقدم الأول بأرقى ما يكون التحليل ،
وتجده عليما موضوعيا وناضجا للغاية حتى لو كنت تستهجن بالكامل التقييم الآخر الأخلاقى ) .
على أية حال يظل تكريم المهرجان لصبحى شفيق محاولة للفت الانتباه لتاريخ النقد
السينمائى فى مصر ومدارسه ورواده المختلفين . ————————— مسابقة الأفلام التسجيلية والقصيرة شملت هذا العام 63
فيلما غلبت عليها إنتاجات المعهد العالى للسينما والمركز القومى للسينما ، مع
وجود رمزى لإنتاج التليڤزيون أو القطاع الخاص . هذه الأفلام مقسمة على النحو
التالى : 8 تسجيلى أقل من 15 دقيقة ، 5 تسجيلى أكثر من 15 دقيقة ،
21 تحريك ، 29 روائى قصير . [ قضايا للمناقشة : هذه المسابقة
حظيت باهتمام ونجاح كبيرين فى عروضها ، سواء بأعداد المشاهدين ، أو
بأسماء من أداروا الندوات ، وكان أحدهم مثلا المخرج السورى محمد ملص .
وكان الانطباع العام هو الإشادة بمستوى الأفلام وغالبيتها لجيل جديد الكثير منه لم
يتخرج بعد . هل هى ظاهرة بالفعل ؟ وما أسبابها ؟ ثم أليست تتكرر كل
عام ، ثم لا نرى إنعكاسا واضحا لها فى سوق الإنتاج الفعلى ؟
ثانيا : مما يلاحظ اقتصار أفلام التحريك على الرسوم اليدوية والنماذج المجسمة
كالصلصال والعرائس ، وذلك رغم الاندثار شبه الكامل لجميع هذه التقنيات
عالميا ، وحلول التحريك الحاسوبى محلها وتحديدا بالأبعاد الثلاثية دون
غيره . أليس هذا مؤشرا على فجوة ما ، وما أسباب هذه الفجوة ، وهل
سيواصل معهد السينما تعليم تقنيات لم يعد لها وجود فى الحياة
العملية ؟ ] . تكونت لجنة تحكيم هذه المسابقة من المنتج الوثائقى
على الغزولى رئيسا ، وعضوية كل من الكاتب الخرج إبراهيم الموجى ،
والمونتير أحمد متولى ، الكاتب بشير الديك ، ومدير التصوير سمير
فرج ، وفنانة التحريك ورئيس قناة النيل للدراما شويكار خليفة ، والناقد
كمال رمزى . الجوائز ذهبت على النحو التالى… [ قضية للمناقشة : يلاحظ انتماء أغلب أعضاء
اللجنة لحقل السينما الروائية الطويلة والتى لا تخص مجال هذه المسابقة ، وذلك
باستثناء المخرجين على الغزولى وشويكار خليفة . هل هناك من حكمة وراء
هذا ؟ هل أثر هذا بالسلب أم بالإيجاب على قرارات اللجنة ؟
…إلخ ] . ————————— نعود للمسابقة الرئيسة للمهرجان ، المسابقة
الحادية عشرة للأفلام الروائية الطويلة ، والتى قلنا أنها مخصصة لأفلام أنجح
سنة إطلاقا فى تاريخ السينما المصرية ، سنة 2000 . مبدئيا من الناحية
التاريخية ، لم يكن للمهرجان القومى ولا حتى لصندوق التنمية الثقافية ،
سياسة واضحة نحو أو ضد شباك التذاكر . ففى بعض السنوات كانت تتطابق الجوائز
مع رأى الجمهور ، ويتصدر عادل إمام ونادية الجندى قائمة الأفلام الفائزة
بجوائز الإنتاج ، وهو الذى يتطابق مع الأسلوب المتبع الآن فى كثير من الدول
الأوروپية حيث يجب أن يذهب دعم الدولة للأفضل فى شباك التذاكر ، وذلك تدعيما
للصناعة واستمراريتها ونموها الاستثمارى ، وحفزا للفنانين على صنع أفلام تحقق
التواصل مع الجمهور . أما فى السنوات الأخرى للمهرجان ترى بوضوح هيمنة
الأفلام الفاشلة جماهيريا على لائحة الفائزين . بصورة أكثر دقة ، فإنه
باستثاء السنوات الأربع الأولى للجوائز فى شكلها الحالى حيث فاز بالجائزة الرئيسة
إنتاج نجلاء فتحى الرفيع ’ سوپر ماركت ‘ ومن بعده خبطتى الشباك
الكاسحتين ’ الكيت كات ‘ و’ الإرهاب والكباب ‘ ، فالفيلم
المقبول فنيا وجماهيريا ’ ديسكو ديسكو ‘ ، لا يوجد بعد ذلك سوى
الهيمنة الشاملة للأفلام الفاشلة أو مفرطة الفشل على كل الدورات التالية ،
هذا بعناوين هى ’ قليل من الحب كثير من العنف ‘ و’ يا دنيا
ياغرامى ‘ ( وهو أقلها سوءا من حيث الجماهيرية أو تفكك البنية
الدرامية ) ثم ’ القبطان ‘ و’ هستيريا ‘ و’ عرق
البلح ‘ و’ جنة الشياطين ‘ للجائزة الكبرى ولغالبية الجوائز الأخرى
للسنوات الست الأخيرة . فى كل هذا ترديد للفكرة القديمة أن الدعم الحكومى يجب
أن يذهب لتشجيع صنع أفلام ذات صبغة فنية لا يقبل عليها الجمهور بالضرورة .
وهى فكرة عتيقة عالميا على أية حال ، وكما رأينا فأن الاتحاد الأوروپى منذ
تأسيسه فى مطلع التسعينيات قد هجرها إلى الفكرة العكسية 180 درجة ، لكنها فى
مصر لا تزال تظهر فى سنوات كثيرة فى المهرجان القومى للسينما المصرية .
والواضح أنها تعتمد اعتمادا كليا على لجنة التحكيم بل وربما شخص رئيس اللجنة
بالذات ، وليس على سياسة واضحة للدعم أو عدم الدعم من قبل صندوق التنمية
الثقافية الذى ينظم المهرجان ويدفع جوائزه المالية الضخمة . رسميا وطبقا
للائحة فالمهرجان يفوض لجنة تحكيمه بما يسميه ’ وضع ضوابط
التقييم ‘ ، ومن هنا ببساطة يأتى التضارب فى منهج ومذاق الجوائز من عام
إلى آخر . الوضع فى مهرجان أفلام سنة 2000 يبدو مختلفا بعض
الشىء عن كلا الأمرين ، ويكاد يصل لحد المفاجأة ، التى تتملك كل من
يطالع جدول المهرجان من الوهلة الأولى : لقد اختفت الأفلام الناجحة وبالأخص
فيلما القمة من القائمة ، وهو الشىء الذى لم يحدث قط من قبل فى المهرجان
القومى ، أو حتى فى جوائز الدعم أو غيرها من الجوائز الحكومية السابقة
عليه ! لا ’ الناظر صلاح الدين ‘ رغم مضمونه الفكرى والفنى الراقيين ،
ولا ’ بلية ودماغه العالية ‘ رغم جماهيريته العالية فى الأوساط
الشعبية ، موجودان على لائحة المهرجان . كما تخلف أيضا من الأفلام
الناجحة ’ ليه خلتنى أحبك ‘ وهو لمخرجة شابة هى ساندرا نشأت ، ورغم
أنه ـوكما اعتادت المخرجة أيضا
فى الغالبـ نال ترحيبا نقديا ملحوظا . فى البداية قيل إن عدم تحميض وطبع الأفلام الكبيرة
داخل مصر يصعب عليها إثبات تاريخ الإنتاج وهو الأمر المؤهل لدخول المهرجان ،
لكن الحقيقة أن إدارة صندوق التنمية الثقافية ذللت هذه العقبة بالتخفف من شروط
الإثبات هذه ، وبمنح مهلا إضافية لمن يريد التقدم ، لكن الحقيقة ببساطة
تكمن فى شىء آخر : أن الأفلام الكبيرة لم تعد تهتم بأى صورة من الصور
بدخول المهرجان . والسبب واضح بالمثل ، وهو ميول لجان التحكيم فى
السنوات الأخيرة التى لم تعد ترحب كثيرا بالأفلام الناجحة . الآن لدينا سيل من الأسئلة يفرض نفسه : هل تخلى
المهرجان عن هدفه الأصلى حتى من قبل تأسيس صندوق التنمية ، وهو دعم الصناعة
ممثلة فى المنتجين من خلال جوائز الإنتاج الضخمة ، ذلك ليصبح مثله مثل أى
مسابقة لأية جمعية أو مهرجان مصرى آخر من تلك المولعة بالاتجاهات الفنية الغريبة
والمراهقة ، أى يصبح مجرد مهرجان آخر للاحتفال بالمخرجين لا المنتجين ؟
هل ستزحف أهمية جوائز الفنانين والتى لم تكن موجودة أصلا من قبل ، لتتحكم
أيضا فى تقييم أفضل الأفلام المرشحة لجوائز الإنتاج ، وتلغى المعايير
التقليدية الراسخة وهى تشجيع الإنتاجات الأضخم والأكثر طموحا ماليا ، بلا
تحايل من لجان التحكيم على هذا الهدف تحت اسم معايير فنية خاصة ترتأيها هى ؟
وهل من الصحيح أن توجه موارد الصندوق المقتطعة أساسا من حق المنتجين فى شبابيك
التذاكر لتوجه لدعم الفنانين لا أن تعود للصناعة نفسها ؟ أليست الشركات التى
قاطعت المهرجان ، ومنها الشركة صاحبة أنجح أفلام سنة 2000 وبمفردها صانعة
أكثر من نصف شباك تذاكر السينما المصرية فيه ، محقة فى مقاطعتها ؟ ألم
تستثمر هذه الشركة وغيرها من الشركات الناجحة عشرات الملايين من الدولارات فى
استيراد معدات حديثة للمؤثرات والصوت وإنشاء معامل للأشغال الفنية والرقميات
وغيرها ، وتأسيس شركات متخصصة حتى فى أدق وأصغر الفروع كطبع تذاكر الدعوة
ودور العرض ، ثم ترى بعد ذلك الأموال المقتطعة من شباك تذاكرهم هم تحديدا
تذهب للأفلام الصغيرة عديمة الشباك مكافأة لها على فشلها ، أى على عدم
كفاءتها وعجزها الجماهيرى وتخلفها التقنى وأسلوبها الطفيلى فى الإنتاج ؟ هل
يجب تغيير اللائحة لحسم هذه القضية ووضع معيار واضح للاختيار أمام لجان التحكيم
يقود فيه الصندوق لجان التحكيم بدلا من أن تقوده هى ، كما هو الحال فى
الأسلوب الاجتهادى السائب الحالى ، ويكون أسلوبا ينحاز بوضوح لبناة السينما
المصرية لا لهادميها التقليديين والمعروفين هم وشعاراتهم جيدا ؟ ألم يحن
الوقت ليسأل المهرجان نفسه أى مغامرة يقوم بها هؤلاء الطفيليون صناع السينما
المسماة بالفنية ، غير البحث عن مصدر للرزق الوفير لا يتناسب مع قدراتهم
الفعلية الركيكة ؟ هل إقامة علاقة غرامية مع سيدة بيزنس أو مع تاجر حديد من
شارع السبتية وإيهامهم بأنهم سيصنعون لهم ما يكافئ ملايين هنيدى وولى الدين هى
المغامرة ؟ ثم هل يعلم هؤلاء المنتجون‑لمرة‑واحدة أنهم كانوا مقبلين على مغامرة باسم
الفن ؟ بل هل كانوا يعلمون أنهم مقبلون على مغامرة أصلا ؟ بالمثل ،
هل الفرنسيون الذين يمولون الأفلام فى العالم الثالث بهدف غير شريف اسمه مقاومة
الغزو الثقافى الأميركى ، يعلمون النسبة الحقيقية التى ينفقها هؤلاء
الطفيليون على أفلامهم والنسبة التى تسدد بفواتير مزورة ؟ ألم يحن الوقت
لتعريف كلمة المغامرة الإنتاجية entrepreneurship فى مصر وفى السينما
المصرية بذات التعريف الذى يعرفه العالم كله بأنها الاستثمار الكبير بعيد
المدى ، وعالى المخاطرة بسبب هذا تحديدا ؟ وأخيرا ونتيجة لكل هذا
وذاك ، هل الدورة السابعة هى البداية لقطيعة تاريخية بين الصناعة ممثلة فى
التيار الرئيس منها بنجومه وشركاته الكبيرة ، وبين المهرجان ؟ هل ستكون
هذه هى البداية لتدهور مستوى المهرجان عاما بعد عام فى السنوات التالية ؟ بل
هل هذه بداية انتفاء مبرر وجوده أصلا ، وهل يكتفى مثلا بمهرجان لم يعد يختلف
كثيرا إلا فى عراقته ورسوخ معاييره ، مثل مهرجان جمعية الفيلم ؟ !
هذه هى أهم أسئلة تطرحها هذه الدورة إطلاقا . [ وأعتقد أن السبق الحقيقى
والمبكر لبرنامجنا هو إعطاء الأولوية لهذه القضية . ويمكن الحصول على صورة
تفصيلية لهذا الجدل المحتدم ممزوجا بالمرارة فى داخل المهرجان نفسه ، من خلال
مديرة المهرجان الأستاذة / إنعام عبد الحليم ، أو مثلا من خلال الناقد /
محمد عبد الفتاح مشرف الندوات ، ————————— الأفلام المؤهلة لمهرجان أفلام سنة 2000 عددها 29
فيلما ليست كلها بالضرورة مما عرض فى سنة 2000 ، بل منها ما عرض فى 2001
ومنها ما لم يعرض بعد ، ونظريا يمكن أن يكون منها ما لن يعرض قط ، فشروط
المهرجان تعتمد تاريخ خروج أول نسخة من المعمل وليس تاريخ العرض ، كسنة
للإنتاج . وهى ازدواجية غير مبررة ولا نظير لها عالميا فى رأى البعض ،
ممن يرون أن تاريخ الإنتاج المتعارف عليه فى كل الدنيا هو تاريخ العرض الجماهيرى
الأول [ قضية للمناقشة ] . الأفلام التى تقدمت بالفعل للمسابقة عددها 15 فيلما
أى نصف العدد المؤهل تقريبا ، بينما قاطعه 14 فيلما . الأفلام المشتركة
منها سبعة أفلام عرضت سنة 2000 هى ’ الأچندة الحمراء ‘ و’ الحب
الأول ‘ و’ شجيع السيما ‘ و’ شورت وفانلة وكاب ‘
و’ عمر 2000 ‘ و’ فيلم ثقافى ‘ و’ كرسى فى
الكلوب ‘ . ومنها ستة أفلام عرضت فى الفترة المنقضية من سنة 2001 هى
’ بطل من الجنوب ‘ و’ العاشقان ‘ و’ العاصفة ‘
و’ علشان ربنا يحبك ‘ و’ فرقة بنات وبس ‘ و’ يمين
طلاق ‘ . وأخيرا هناك فيلمان لم يعرضا بعد وقد لا يعرضان على وجه
الإطلاق هما ’ حبيبتى من تكون ‘ و’ شروع فى قتل ‘ . أنجح هذه الأفلام هو ’ شورت وفانلة وكاب ‘
صاحب الـ 6.4 مليون جنيه ، وأفشلها ’ عمر 2000 ‘ ذو الـ 90 ألفا
فقط لاغير . لكن ترى ماذا كان رأى لجنة تحكيم المهرجان فيما هو أنجح وأفشل من
وجهة نظرها ؟ تعالوا نتعرف أولا على اللجنة نفسها ، وكما يقولون فى كل
المهرجانات ، قل لى أسماء اللجنة ، أقل لك أسماء الأفلام الفائزة . رأس لجنة التحكيم الكاتب السيد ياسين ، وهو مفكر
معروف مهتم بالقضايا السياسية العالمية والمستقبلية وتظهر مقالاته على نحو منتظم
بجريدة الأهرام ، واختياره امتداد للتقليد الذى اتخذه المهرجان لنفسه منذ
مسابقته الأولى للأفلام الروائية أى لإحدى عشرة سنة متتالية ، باختيار أديب
أو شخصية ثقافية عامة لرئاسة لجنة التحكيم ، وقد حدثناكم عن هذا تفصيلا فى
الحلقة الماضية . بخلاف الرئيس تكونت لجنة التحكيم من ثمانية أعضاء آخرين
حسبما تنص اللائحة ، وهم فنان المناظر أنسى أبو سيف ، الفنان الممثل
صلاح السعدنى ، الناقد فتحى العشرى ، المونتير كمال أبو العلا ،
مدير التصوير محسن أحمد ، المخرج نادر جلال ، المنتج والكاتب وحيد
حامد ، الموسيقى ياسر عبد الرحمن . من خلال هذه اللجنة ، ذهبت الجوائز على النحو
التالى … [ قضايا للمناقشة : يلاحظ أنه باستثناء
الرئيس وأحد النقاد ، فلجميع الأعضاء علاقة مباشرة بالسينما ، بل
وللتيار الرئيسى للصناعة منها . ولعلها المرة الأولى التى يحرص فيها المهرجان
على شىء كهذا ، وكان قد تعرض لانتقادات دائمة بهذا الشأن على مدى سنواته
المختلفة ، حيث وصل الأمر لأن كان السينمائيون أقلية فى بعض السنوات .
ثانيا : كل عام إما أن يكون بيان رئيس اللجنة متطرفا جدا فى الهجوم على
السينما المصرية ، أو متطرفا جدا فى الدفاع عنها ، هل استمرت هذه
الظاهرة لهذا العام أيضا ، وكيف انعكست على الجوائز ؟ ] . [ متابعة
بعد إعلان الجوائز 19 أغسطس 2001 : الفوز المستحق لـ
’ شورت وفانلة وكاب ‘ بالجائزة الكبرى زائد نصيب الأسد من الجوائز الأخرى ،
جاء تأكيدا للتوقعات المذكورة هنا حول طبيعة تكوين لجنة التحكيم . أيضا بيان
رئيس اللجنة فقد جاء على غير المعتاد أيضا ، قصيرا مقتضبا دپلوماسيا
متفائلا ، وعلى العكس من كل سنة لا يكاد يثير أى مشاكل أو انفعالات من أى
نوع ، ولكل هذا يجسد الشخصية المميزة للجنة هذا العام ، الأفضل تأكيدا
بين جميع السنوات ، ذلك بشخصياتها العملية والعليمة ، الناجحة والخالية
من العقد والشعارات . يجعل جوائزه أفضل جوائز لجميع السنوات ] . [ قضية أخرى للمناقشة : الناقد / سمير
فريد الذى كان وراء تسمية مهرجان 1991 بالمهرجان الأول ، صرح مؤخرا بأنه لا
يصح أن يكون عمر السينما المصرية مائة عام وهذا هو مهرجانها السابع ، ويريد
تسميته المهرجان الحادى عشر . الأسئلة : أليست من ظواهر العالم الثالث
المتخلفة أن كل واحد يسمى الأشياء بالأول عندما يتولاها هو ، ثم يستنكر أن
يسميها الآخرون بالأول من جديد عندما يتولونها هم من بعده ؟ وبعد ، ألم
يحن موعد العودة للترقيم الصحيح بأن يكون هذا المنصرم هو المهرجان السادس
والثلاثون باعتبار تسلسل تاريخ جوائز الدولة الذى أفضنا فيه فى الحلقة
الماضية ؟ ] .
|
More on This Edition: I - II
More National Egyptian Entries:
2000 (I - II) - 2002 - 2003