EveryScreen.com/festivals

(Festivals List)

 

مهرجان مراكش السينمائى الدولى

( التوضيبة الثالثة : 3-8 أكتوبر  2003 )

Marrakech International Film Festival

(3rd Edition, October 3-8, 2003)

 

Official Name: Festival International du Film de Marrakech

Official Site: www.festivalmarrakech.wanadoo.ma

 

Entry No.: 107.

Date Written: November 18, 2003.

[Last Minor or Link Updates: Saturday, July 30, 2005].

 

 

ê Please wait until the rest of page downloads ê

 

فى مساء الجمعة 16 مايو 2003 ، هزت الدار البيضاء العاصمة التجارية للمغرب سلسلة من الانفجارات الهائلة ، أودت بحياة 45 شخصا منهم 12 من المتطرفين الإسلاميين المنتحرين . اهتزت البلاد واهتز العالم كله ، لا سيما وأنها جاءت بعد أربعة أيام بالضبط من سلسلة انفجارات ممائلة هائلة أخرى هزت العاصمة السعودية الرياض قتلت 34 شخصا منهم 8 أميركيين .

المغرب يعتمد على السياحة كمصدر الدخل الأول له . ومن هذا نجح فى أن يصبح قبلة لتصوير الأفلام العالمية الكبرى ، بحيث يمكن القول إنه صاحب أكبر صناعة سينما فى البلاد العربية بما فيها مصر . أقام دورتين هائلتى المستوى من مهرجان مراكش ، كانتا على أعلى مستوى يمكن تخيله فى بلد صغير من العالم الثالث كالمغرب ، من حيث استقطاب النجوم العالميين الكبار والأفلام المهمة .

هذا العام أقيمت الدورة الثالثة ، والسؤال الذى سنستطلعه اليوم هو ما أثر انفجارات كازابلانكا على مهرجان مراكش ، وعلى صناعة السينما المغربية ككل . هل أمكن تجاوز الأزمة ؟ طبعا تصوير الأفلام الأجنبية لاقى كارثة بسبب الانفجارات فهل عادت العجلة للدوران من جديد ؟ هل حافظ مهرجان مراكش على قوة دفعه العالمية الرفيعة السابقة التى تجعله أكبر مهرجانات البلاد العربية من حيث الميزانية والتمويل ، أم استسلم للفاجعة المخيفة ؟ هذه بعض من أسئلة اليوم شديدة الإلحاح .

—————————

دائما أبدا كانت السينما فى المغرب ملكا للقطاع الخصوصى ، ولم يحدث أبدا أن كان للدولة شأن بالاقتصاد عامة وبهذه الصناعة خاصة . السياسة الرأسمالية الواضحة للدولة ركزت على استجلاب الاستثمارات من الخارج ، باستقطاب السينما الهولليوودية وغيرها من السينمات الكبيرة للتصوير فى المغرب ، حيث الخلفيات الطبيعية خلابة والجو معتدل ، وطبعا من أكبر كلاسيات السينما فى كل تاريخها فيلم ’ كازابلانكا ‘ ، ناهيك عن عشرات الأفلام التاريخية الضخمة مثل لورانس العرب ، ومثل الحالة الشهيرة لفيلم أورسون ويلز ’ عطيل ‘ الذى اعتبره مغربى الإنتاج ، واشترك به فى مهرجان كان بهذه الصفة وفاز بجائزته ، وغيرهما كثير . بالطبع عزز هذا النجاح ذلك القدر الهائل من الانفتاح الثقافى والرقابى ( رسميا وتقريبا عمليا لا توجد رقابة ) الذى تتمتع به المغرب ، والعقلية التجارية والاستثمارية المتطورة التى جعلتها على مر العقود ثابتة على جدول مواقع التصوير للسينما العالمية . أما أطرف ما فى الأمر أن الفيلم الأشهر إطلاقا عن المغرب ’ كازابلانكا ‘ 1942 لم يصور به إطلاقا ، إنما صور فى ستوديوهات وارنر ، ومشهد الوداع الأخير الشهير جدا بين همفرى بوجارت وإنجريد وإنجريد برجمان ، فقد صور فى أحد مطارات كاليفورنيا !

ومتوسط تصوير الأفلام الأجنبية فى ستوديوهات ورزازات هو 12 فيلما طويلا سنويا ، عدا العشرات من الأفلام القصيرة وأغانى الڤيديو . حتى أسابيع قليلة كان المسئولين المغاربة يتباهون بتحقيق ستوديوهى ورزازات دخلا قدره عشرين مليون دولار سنة 2001 رغم ما شهدته من أحداث سپتمبر . وهم يتحدثون عن صناعة وصل حجمها إلى 100 مليون دولار سنويا . ورغم أن ما يصدر عنهم من أرقام يحتمل أحيانا التمنيات ، أو يرتبط بمشروع استثنائى الضخامة مثل ’ الأسكندر الأكبر ‘ ، إلا أنه فى جميع الأحوال لا يمكن بلا شك إلا اعتبار السينما المغربية أكبر صناعة للسينما فى العالم العربى بلا منازع .

معظم تلك الأفلام القديمة هذه كان يصور فى مراكش . لكن تدريجيا بدأت تنمية منطقة أقرب منها للجبال هى ورزازات المذكورة ، التى أصبحت تسمى الآن عاصمة السينما المغربية ، وتقع بالضبط عند نقطة التقاء السفوح الخضراء بالصحراء الممتدة برمالها الصفراء مع سفوح جبال أطلس الشاهقة بقممها البيضاء . هذا التلاقى الفريد يتيح جماليات وفى نفس الوقت اقتصاديات مغرية جدا لصناع السينما عبر العالم . آخر أفلام ضخمة تم تصوير أجزاء كبيرة منها فى المغرب كانت ’ المصارع ‘ وجزأى ’ المومياء ‘ ، و’ كوندون ‘ و’ سقوط الصقر الأسود ‘ . وهذا فى حد ذاته دليل على مرونة وتنوع المكان ، فهذه الأفلام تدور فى روما القديمة ومصر القديمة ومصر أول القرن العشرين وفى التبت والصومال ، تخيل أن كل هذا لم يصور سوى فى بلدة اسمها ورزازات بالمغرب !

مبدئيا يمكن القول إن انفجارات مايو كانت كارثة بمعنى الكلمة . ألغى تصوير كل الإفلام تقريبا . أكبر مشروع ألغى كان من وارنر وهو ملحمة يونانية هائلة بعنوان ’ طروادة ‘ ، نقلتها إلى المكسيك ، قائلة إنها لا تحب التصوير بعيدا . وللعلم الأسوأ من هذا القول بأن انفجارات الدار البيضاء لم تكن أكثر من القشة التى قصمت ظهر البعير . فحرب العراق كانت مستعرة فعلا ، وكانت المخاوف تملأ الجميع أصلا من السفر للشرق الأوسط ناهيك عن القيام بمشروعات كبيرة ممتدة فيه .

أكبر فيلم قادم كان فيلمان فى الواقع كلاهما عن ’ الأسكندر الأكبر ‘ واحد من إخراج أوليڤر ستون والآخر لمارتين سكورسيزى . حين وقعت الأحداث لم يكن الضوء الأخضر النهائى للأخير قد انطلق بعد . وكان المغاربة يأملون أن استثمارات فيلم أوليڤر ستون وحده داخل المغرب سوف تكون 60 مليون دولار ، من إجمالى ميزانيته البالغة 150 مليونا . فيلم سكورسيزى تعثر ، ونقل لباز لورمان ، وحاليا على الرف تقريبا . أحد أهم الأسباب أن ستون اندفع فى تنفيذ مشروعه . والمكان الذى اختاره هو صدق أو لا تصدق هو المغرب ، دون أى تعديل فى الخطط . إذا كانت الازمة قد استحكمت وبدت سوداء للغاية بعد الانفجارات ، فإنها انفرجت أكبر انفراج حين كسر ستون حاجز الخوف ، وشد رحاله فعلا للمغرب . صحيح أن أغلب النجوم المرشحين للفيلم اعتذر . لا يعرف أحد الكثير عن الأسماء المعتذرة ، لكننا نعرف الأسماء المشاركة : كولين فاريلل فى دور العنوان ، أنچلينا چولى ، أنتونى هوپكينز ، ڤال كيلمر ، وحشد كبير آخر .

ستون قال ببساطة : هذا الفيلم يكلف ضعف هذه الميزانية فى أى مكان آخر غير المغرب . هذه الأفلام لا يمكن أن تصنع لو لم تكن هناك المغرب على خريطة الأرض . ثم أن الجيش المغربى برمته ينام معنا ( يقصد أنه مشارك بالتصوير ) فمم نخاف . أيضا قال وإن خارج المؤتمرات الصحفية إن الحشيش فى المغرب جيد ورخيص وكل المشتغلين فى الفيلم يحبونه ويدخنونه . أيضا هناك كلام عن أن الطاقم راض تماما عن النساء المغربيات .

كولين فاريلل وضعوه فى أفخم جناح فى أفخم فنادق المغرب قاطبة ، فندق المأمونية . لم تمر دقائق قائلة حتى خرج غاضبا قائلا إنه لا يريد الإقامة لشهور فى هذا المكان . هل دون المستوى بالنسبة لنجم يتقاضى 15 مليونا عن الفيلم ؟ بالعكس ! قال إنه أفخم مما يجب ولا يستطيع الإقامة به لعدة شهور . وينستون تشرتشل كان يحبه أما هو فلا ! نقلوه لفندق آخر أقل مستوى وأكثر ألفة ( يقيم به الأيرلنديون من طاقم الفيلم ) ، فندق الميرديانا . هناك شعر بالسعادة ، ولم يكن يؤرق النجم الشاب ( 27 سنة ) صاحب ’ تقرير الأقلية ‘ و’ سوات ‘ أنه لن يحضر ميلاد طفله الأول من الموديل الحسناء كيم بوردونوڤا .

طبعا مضت خطط المهرجان قدما ، وأقيم تحت رعاية الملك محمد السادس ما بين 3-8 أكتوبر . والطبيعى أن كان ستون ضيف الشرف الأكبر . فى المؤتمر الصحفى فى المهرجان حضر فاريلل وستون معا . كانا فى غاية البهجة . ستون قال ’ امسكوا الخشب . كل شىء يسير حسب الجدول وحسب الميزانية . حتى بعض العواصف الرملية وتقلبات الطقس لم يكن لها أثر يذكر ‘ . وطبعا كرم الأمير الشاب مولاى رشيد ستون بنفسه . وطبعا عرض لستون فيلمه عن كاسترو ’ كوماندانتى ‘ . لكن المؤثر أن ستون أرجع الفضل فى قرار تصوير الفيلم فى المغرب لشجاعة المنتج موريتز بورمان ، قائلا وسط تصفيق حار من الحاضرين ، إنه كان المنتج الوحيد الذى لم ينسحب بعد أحداث الدار البيضاء .

الضيف رقم 2 الذى تدين له المغرب بالكثير ، وكان ضيف شرف استثنائى هو الآخر ، هو المخرج الكبير ريدلى سكوت . سوابقه فى المغرب هائلة ’ المصارع ‘ و’ سقوط الصقر الأسود ‘ . والآن هو الآخر قرر المضى قدما بفيلمه عن الحملات الصليبية ليصور أيضا فى المغرب بدءا من يناير القادم 2004 . الجدير بالذكر أن الفيلم كما يقول سكوت نفسه سيثير الجدل ولن يرضى عنه المسلمون كثيرا ، لكن هذا يدل على الانفتاح الكبير المميز لصناعة السينما المغربية التى لا تتدخل إطلاقا فى محتوى الأفلام . ويكفينا ذكر أن جميع الأفلام العالمية صغرت أو كبرت قد طفشت من مصر نهائيا وللأبد ، منذ يوم وضعت الرقيبة يدها أمام الكاميرا أثناء تصوير فيلم ’ ياقوتة القاهرة ‘ فى مطلع التسعينيات .

—————————

ضيف الشرف الكبير الثالث هو السينما الهندية . ونقول السينما الهندية وليس شخصا بعينه مثل أميتاب باتشان . فالواقع أن الأمر كان أقرب للمظاهرة .

هذه ليست المرة الأولى التى يكرم المهرجان فيها باتشان . فى الدورة الأولى منح وساما ملكيا . ويروى الكثير عن علاقته الخاصة بالمغرب ، ومنه قصة أنه كان جائعا ذات يوم فى لندن ، وصادف محل پيتزا فوقف فى الطابور الطويل ، فإذا بمسئولى المطعم يخرجون له ويمنحونه أفضل مائدة ، وكل الحاضرين يتركون الطعام ليصافحوه . وحين سأل عن من هؤلاء أصحاب المطعم ورواده قيل له إنهم من المغاربة . هو يذكر الحفاوة المشابهة فى زياراته للقاهرة ، لكن ذكرياته من هذا النوع فى لندن وپاريس تتعلق بالمغاربة بالدرجة الأولى .

باتشان نشط جدا هذه الأيام . صنع فيلمين يعيد فيهما توحيد القوى مع النجمتين اللتين صنعتا معه أشهر أفلامه ، زينات أمان وهيما مالينى . الفيلمان مختلفان ، وفيلم مالينى ’ بآغبان ‘ دراما اجتماعية تحت التصوير حاليا . لكن فيلم زينات أمان ‑والذى عرض فى المهرجان‑ كوميديا بعنوان ’ انفجارة ‘ أو Boom . الفيلم صور بالكامل فى فندق دبى فائق الفخامة ذا النجوم السبع ولا توجد فى الدنيا فنادق 6 نجوم كما تقول أسطورة فندق ’ برج العرب ‘ . تشارك فى الفيلم النجمة الأميركية بو ديريك تعيد تصوير لقطة الخروج عارية من الماء الشهيرة لها فى فيلم ’ 10 ‘ ، مع فارق أن البطل الهندى هو الذى يتملكه الوسواس بها فى هذا الفيلم وليس دادلى موور ، عن كنت تذكر الفيلم الأصلى والأشهر لها ، والفيلم الجديد هو محاكاة ساخرة له . ودور زينات أمان هو سكرتيرة البطل ، وطبعا تشعر تجاهه بالحب والغيرة .

طلب من باتشان اختيار أربعة أفلام من كلاسيات السينما الهندية لتعرض فى المهرجان أيا ما كانت ، وهذا البرنامج هو ما يسميه المهرجان ’ كارت بلانش ‘ ، وجات اختياراته على النحو التالى :

Guru Dutt’s ‘Kaagaz Ke Phool’

Satyajit Ray’s ‘Jalasagar’

Govind Nihalani’s ‘Ardh Satya’

Ram Gopal Varma’s ‘Satya’

قلنا الاحتفال كان شاملا بالسينما الهندية . هذا مبدئيا امتداد لتكريم باتشان قبل عامين ، والأكثر صخبا منه تكريم أمير خان العام الماضى صاحب فيلم ’ لاجآن ‘ المسمى للأوسكار . هذا العام هناك نجم هندى كاسح أضاء المهرجان هو شاشى كاپوور ، لكن بدون أفلام إذ كان عضوا بلجنة التحكيم . وهذا يؤشر أيضا للمسة الاحترافية الخاصة للمهرجان ، مقارنة مثلا بمهرجان القاهرة . هذا الأخير يستغل وجود أعضاء لجان التحكيم فى الحصول على أفلام لهم ، وحتى إقامة برامج وتكريمات لهم . مهرجان مراكش يأتى بالنجم لنفسه ، ويحرص على حجم محدد للأفلام هو نحو 80 فيلما ، تخضع لشروط قوية ، ولمنطق واضح . الأدهى من وجود شاشى كاپوور وجود نجم الأوسكار چيريمى أيرونز ، لا لشىء إلا لرئاسة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة . هذه الأشياء تعطى انطباعا هائلا ، بأن هذا مهرجان كبير ومحترف ، لديه وسائل جذبه الخاصة ، ولا يلفق البرنامج كيفما اتفق !

الاسم الذى لمع هذا العام هو مخرج لا يكاد يمت للهندية الآن إلا بالاسم : شيخار كاپور . آخر أفلامه فى الهند ’ الملكة قاطعة الطريق ‘ انتقل بعده للندن منذ منتصف التسعينيات ، وصنع اسما ضخما من خلال فيلمى ’ إليزابيث ‘ ومؤخرا ’ 4 ريشات ‘ الذى شاهدناه فى دور العرض عندنا . وجوده فى مهرجان مراكش ليس له مبرر أصلا ، فهو ليس مشارك بأفلام ولا عضو لجان تحكيم ولا أى شىء . فقط جاء ضيفا ، وهو جزء من جبروت المهرجان الذى يأتى بأسماء لامعة دون أفلام وحتى دون مناسبة . هذا الوجود فى مراكش تحول لأسطورة تغذت عليها الصحافة على نحو يلامس الخيال حقا . فى المهرجان شاهد كاپور فيلم زميله ڤيشال بهاردواچ ’ مقبول ‘ ، وهو معالجة لماكبث فى خلفيات عصابات بومباى . خرجا سويا وجلسا فى أحد مقاهى مراكش . فى دقائق كانت قد تفتقت لدى كاپوور فكرة فيلم جديد يسمى Mantra . عرضها على بهاردواچ فرحب بها على الفور ، وقرر كاپوور العودة للسينما الهندية ، لكن كمنتج هذه المرة . الجزء الأكثر إثارة فى الأسطورة ، أن كل هذا بل العقود نفسها وقعت فعلا خلال جلسة المقهى المراكشى تلك !

هذا النوع من القصص كثير جدا فى مهرجان مراكش . وهى تلف بواسطة وكالات الأنباء الكبرى . ولا نريد القول إن للمهرجان نفسه ، بإدارته الفرنسية المحترفة دور كبير فى هذا . ربما يكون لها دور مباشر ، لكن غالبا هم لا يحتاجون لهذا بالضرورة ، ويكفيهم تهيئة الأجواء لخروج مثل هذه القصص . من القصص الأخرى ، وإن لم تكن لها علاقة مباشرة بوقائع المهرجان وإن دارت خلاله ، هى قرار النحات والروائى السكتلندى چيمى بويل الاستقرار نهائيا فى المغرب . وبويل هذا قاتل ، وسجن 15 سنة ، لكنه فى السجن اكتشف فى نفسه موهبة النحت ، ثم خرج ليكتب سيرة حياته على أجزاء ، وآخر قصصه عن سرقة لوحة المونا ليزا وقع عقدا لها مع ديزنى بما يزيد عن 3 مليون دولار . هذا جعله ثريا ، لكن تركه لمنزل الريڤييرا ليقيم فى المغرب إقامة دائمة فى قصر قديم ، وليلعن أنه سينفق أمواله على مشروعات خيرية كالمدارس فيه ، هو بالضبط نوع القصص التى تصنع الدعاية السياحية لمكان ما ، والمغاربة يجيدون هذا فعلا ، أو أنهم محظوظون للغاية على الأقل .

من ضمن براعة مديرى المهرجان مثلا استغلال الجو الثقافى الخاص لبلادهم ، ومنه مثلا عروض الهواء الطلق فى ساحة جامع الفنا ، وهى ساحة مصنفة من اليونسكو كموقع ثقافى عالمى . وفى الحقيقة لا يوجد شىء يشبهها فى أى مكان ، بما فى ذلك حى الحسين فى قاهرة شهر رمضان . هى كرنڤال حى متواصل طوال السنة به كل ما يمكن أن يمت للتراث المغربى بصلة ، بدءا من الموسيقى العربية والأندلسية القديمة ، حتى الحواة ومروضو الثعابين ، والدجالون حتى إن شئت ! يبقى القول أن عروض المهرجان السينمائية فيها مجانية !

أيضا هناك التفكير بعيد المجرى . المهرجان فى حد ذاته مكلف ويخسر ، لكن أولا هم ينظرون له كجزء من صناعتهم السينمائية ككل يغل العائد فى مكام آخر . وثانيا على المجرى البعيد هو سيربح فى حد ذاته . الكلام كان عن 20 ألف تذكرة فى العام الأول ، أصبحت أربعين فى العام الماضى ، ومائة فى الدورة الثالثة !

بمناسبة الإدارة الفرنسية هذا يقودنا للتكريم التالى . المنتج دانييل توسكان دو پلانتييه ، الرئيس السابق لليونيفرانس ، الشركة المختصة بالتوزيع العالمى للأفلام الفرنسية ، وأحد ألمع أعمدة صناعة السينما الفرنسية . رحل دو پلانتييه أثناء وجوده ضيفا على مهرجان برلين فى فبراير الماضى 2003 ، لكن مكانة الرجل فى مهرجان مراكش مكانة خاصة جدا : فهو مؤسس ومدير المهرجان !

عرض له من إنتاجه عشرة أفلام ، أحدها لم يتم بعد هو الأخير ’ العلو ‘ ، وأحدها هو الفيلم الوحيد لرئيس لجنة التحكيم الطويلة المخرج الألمانى المعروف ڤولكر شلندورف ، وهى :

Cousin, cousine by Jean-Charles Tacchella, 1975

Le voyage en douce by Michel Deville, 1979

A nos amours by Maurice Pialat, 1983

Carmen by Francesco Rosi, 1984

Swann in Love by Volker Schlöndorff, 1984

Police by Maurice Pialat, 1985

Au pays des Juliets by Mehdi Charef, 1992

Madame Butterfly by Frederic Mitterrand, 1995

Tosca by Benoît Jacquot, 2001

Là-haut by Pierre Schoendoerffer, 2003 (preview)

—————————

Ridley Scott, flanked by Egyptian actress Yusra (left) and his partner, Giannina Facio, at the Marrakech International Film Festival, October 2003.

Two Beauties and a Genius!

يسرا هى النجمة التالية فى التكريم . جلست فى حفل الافتتاح لجوار ريدلى سكوت وصديقته الشابة الفاتنة چيانينا فاتشيو ، فبجا محظوظا أن جلس بين امرأتين باهرتى الجمال بفساتين حمراء مثيرة . ومن الواضح أن يسرا تركت إنطباعا رائعا نلحظه بسهولة فيما كتب عنها وما أجرى من أحاديث معها . الكتابات امتدحت فيلم ’ دانتيلا ‘ لإيناس الدغيدى باعتباره فيلما مصريا أنوثيا جريئا . على العكس فيلم يسرا ليوسف شاهين ’ أسكندرية كمان وكمان ‘ كان فيما يبدو معروفا سلفا للصحفيين الأوروپيين ، ولم يلق اهتماما يذكر . أما الفيلم الثالث ’ الإرهاب والكباب ‘ فقد حظى بإقبال جماهيرى خاص رغم أنه معروف جدا سلفا لهذا الجمهور . ويمكن القول بسهوله إنها اختطفت الأضواء حتى من المكرمة المغربية الممثلة المعروفة أمينة رشيد .

أخيرا التكريم الباقى كان لنجم السينما الفرنسية آلان ديلون عرض له ثلاثة أفلام هى الأشهر إطلاقا فى فترة نجوميته المبكرة الكاسحة :

Rocco and His Brothers by Luchino Visconti, 1960

Plein Soleil (Purple Noon) by René Clément, 1960

La Piscine (The Sinners) by Jacques Deray, 1969

—————————

الافتتاح كان بالفيلم المغربى المفخرة لهذا العام ، والذى طاف أكبر المهرجانات ’ ألف شهر ‘ ، والقصة معروفة عن ليلة القدر الموهومة لدى طفل يتخيل أن أباه سافر لفرنسا بينما هو فى السجن . الختام كان فرنسيا بفيلم ’ البوتيك الفرنسى ‘ للفرنسية اللامعة تونى مارشال .

أما للحقيقة فإن أكثر فيلم نال تقديرا فى كل المهرجان فهو الفيلم ’ خيط الروح ‘ للمغربى المقيم فى شيكاجو حكيم بلعباس ، والذى عرض فى قسم مواهب ، المخصص للأسماء الجديدة . القصة تبدو مألوفة عن مهاجر مقدم على موت إجبارى فيعود بصحبة ابنته وهى فتاة أميركية ليزو موطن رأسه ، ويتصالح مع ما تركه فيه من خصومات وذكريات مقلقة . الناقد هاوارد فاينستاين كتب عنه لإيندى واير يقول ’ إنه يبدو كسيناريو سيرة ذاتية كتبته مارجاريت مييد ، وتشارك فى إخراجه پارادچانوڤ وبونويل ‘ . وطبعا مييد هى عالمة الأنثروپولوچيا الأميركية الأشهر ، وسيرچى پارادچانوڤ هو المخرج الچورچى الشهير بأفلامه عالية الأسلوبية المأخوذة من الفلكلور المحلى ، ولوى بونويل مخرج السيريالية الإسپانى فهو غنى عن التعريف .

—————————

أفلام المسابقة حسب التعريف الرسمى لها من كتاب المهرجان :

Abar Arannye

(In the Forest Again)

by Goutam Ghose

India - 2003 - 2h03

In the 1960s, four young city slickers took a holiday excursion in the jungle of Palamu. Forty years later at the start of the 21st century, they are each at the height of a brilliant career. But they’d like to get away from civilisation for awhile. So off they head again, this time with respective spouses and kids in tow. Though idyllic at first, the trip takes a sour turn…

Au feu!

(Gori Votra)

by Pjer Zalica

Bosnia - 2003 - 1h45

Behind its smiling exterior, the little town of Tesnaj is rife with ethnic intolerance, prostitution and corruption. The upcoming arrival of Bill Clinton has the community abuzz with excitement: foreign visits mean foreign currency. But first Tesnaj must clean up its act. It has just one week to turn itself into the peaceful democratic haven it’s supposed to be. With the help of international observers, the race against the clock begins.

Baboussia

by Lidia Bobrova

Russia,France - 2003 - 1h37

After a life of labour and self-sacrifice, 80-year-old Baboussia’s health is failing. She goes to live with her daughter where she now hopes to find some help for herself. Her daughter, however, is gravely ill and soon dies, leaving the old woman to seek refuge with other relatives less than willing to take her in. She is shuffled from home to home.

Hysterical Blindness

by Mira Nair

United States - 2002 - 1h39

New Jersey, 1987. Thirty-something Debby is convinced she needs a man in her life to give it some meaning. In the evenings she hits the smoke-filled bars with her friend Beth, a single mom. Debby’s determined her one-night-stand is a Prince Charming in disguise, and has trouble swallowing the fact her mother Virginia is in a happy relationship.

Monsieur Ibrahim et les fleurs du Coran

by François Dupeyron

France - 2003 - 1h34

At the age of 13, Momo is left to fend for himself. He has one friend, however - Mr Ibrahim, the Arab grocer in Rue Bleue, or ‘Blue Street.’ But appearances can be deceiving: Blue Street is not blue. The Arab is not Arabic. And life isn’t necessarily unhappy.

La Première lettre

(Abjad)

by Abolfazl Jalili

Iran - France - 2003 - 1h52

14-year-old Emka is drawn to art which his parents believe to be offensive in the eyes of God. Then young Maassoum and her family, who’ve bought the local movie theatre, move into the neighbourhood. As Emka falls for Maassoum, he also discovers a growing passion for the cinema. But revolution brings the religious factions into power. The movie house is burned and Maassoum and her family are forced to leave town. Emka heads off in search of them with his super 8 camera in hand.

Raja

by Jacques Doillon

France - 2002 - 1h52

Frederic, a disenchanted and narcissistic 40-year-old Frenchman, hires some young Moroccan women to replant the lawn of his luxurious home in Marrakech. One of them, the mischevious and troubling Raja, gets further under his skin than he’d like to admit. He knows only a few words in Arabic and she hardly understands any French. All he wants is a brief fling, but little by little, the young woman’s reserve has him suffering the pangs of love. As for Raja, the uncertainty of Frederic’s attention is less attractive than the security offered by Youssef, to whom she is drawn more out of survival instinct than love.

Le Soleil Assassiné

by Abdelkrim Bahloul

Algeria, France, Belgium - 2002-2003 - 1h30

Poet Jean Senac, an Algerian-born Frenchman who decided to stay in Algeria after the independence, now finds himself - ten years later - under government surveillance. His radio programme, "Poetry on all Fronts," is widely popular among young people. Two students, Hamid and Belkacem, become close friends and help him in his fight for the culture and freedom of Algerian youth. Senac’s combat turns him into a martyr.

Suite Habana

by Fernando Pérez

Cuba - 2003 - 1h20

From 6AM to midnight, a day in the life of the people of Havana. In the streets of the Cuban capital we meet a railway repairman, a young doctor who dreams of becoming an actor, a man who’s emigrating to Florida to be with his sweetheart and a pensioner who sells peanuts to eke out a living.

The Station Agent

by Tom Mc Carthy

United States - 2003 - 1h39

All Finbar McBride wants is to be left alone. But at four foot five, it’s not easy to get lost in the crowd. His response to the attention - not all of it kind - his height attracts is to simply withdraw. He pours all his energy into his job of selling toy trains in a shop, his one passion. When the manager of the shop dies, Finbar inherits an abandoned train station in New Jersey. He decides to take up residence there, but the presence of two neighbours interrupts his isolation.

Les Yeux secs

by Narjiss Nejjar

France-Morocco - 2003 - 2h

After 25 years of imprisonment, Mina, an old woman, is released from jail. A bus driver takes her back to her village in the Berber mountains where only women live. Once a year, these women await the arrival of the shepherds. But they can’t enter in unless they pay. The old woman decides to free the community of its curse.

Zaitochi

by Takeshi Kitano

Japan - 2003 - 1h40

XIXth century, Japan. Zatoichi is a blind vagabond, though behind his humble appearance lies a fearsome combatant with a quick and accurate sword. While crossing the mountain he discovers a village under the domination of Ginzo’s gang. No sooner do the henchmen run into Zatoichi than the inevitable confrontation begins.

—————————

الجوائز ذهبت كما يلى :

النجمة الذهبية للفيلم البوسنى ’ فى النار ‘ . الجائزة الخاصة للفيلم الأميركى ’ وكيل المحطة ‘ . أما كيتانو الياپانى الأسطورة ففاز بجائزة الإخراج ، وطبعا فيلمه ’ زايتوتشى ‘ شارك فى المسابقة لأن المهرجان لا يقام تحت مظلة الاتحاد الدولى للمنتجين ، حيث سبق له المشاركة فى مسابقة ڤينيسيا وفاز أيضا بجائزة الإخراج . المغربية نرجس نجار فازت لكن ككاتبة وليست كمخرجة لفيلمها ’ العيون الناضبة ‘ . التمثيل النسائى ذهب للمغربية نجاة بن سالم عن ’ راچا ‘ ، والتمثيل الرجالى ذهب لبوجدان ديكليتش بطل الفيلم البوسنى .

—————————

 

More Marrakech Entries: 2002 - 2003

(Festivals List)