EveryScreen.com/festivals

(Festivals List)

 

مهرجان القاهرة السينمائى الدولى

( التوضيبة الثامنة والعشرون ، 30 نوڤمبر -10 ديسيمبر 2004 )

Cairo International Film Festival

(28th Edition, November 30 - December 10, 2004)

 

Official Website: www.cairofilmfest.com

 

Entry No.: 161.

Date Written: December 13, 2004.

[Last Minor or Link Updates: Saturday, July 30, 2005].

 

 

ê Please wait until the rest of page downloads ê

 

High-rise on Sheikh Zayed Road, Dubai, 2005.

Dubai vs. Cairo!

لغط ما بعده لغط أحاط بالدورة الثامنة والعشرين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى ( 30 نوڤمبر -10 ديسيمبر 2004 ) . محور اللغط هو أساسا تزامنه مع كل من مهرجانى مراكش ودبى ، وبالأخص هذا الأخير ، وبأخص الأخص تلك الطائرة الخصوصية التى نقلت نجوم السينما المصرية للحج لتلك الإمارة الخليجية الصغيرة تاركين مهرجان أم الدنيا يندب أرضه الخراب ، ورئيسه يولول علنا كما النسوة الثكلى ، فى ذات قلب حفل الافتتاح ، والذى ليس من الغرابة أن حوله لميتم لتقبل العزاء بتكريم نحو عشرين شخصا رحلوا هذا العام لا يعرف أحد من ضيوف المهرجان شيئا عنهم ، كلها مذكرا إيانا بأيام كان فيها أولئك النجوم يتهافتون على حفلات مهرجانه وعروضه ومؤتمراته الصحفية والأهم منها جميعا نظرة رضا من زعيمه كمال الملاخ أو سعد الدين وهبة عليهم .

اللغط كثير والتفسير غائب بل حتى الحقائق مفقودة . هذا ما سنحاوله اليوم ، والحقيقة أن أمامنا من الوقت الكثير فوقائع المهرجان نفسه أو أفلامه ليس بها الكثير مما يستحق الاهتمام .

—————————

من هذا المكان تحديدا طالما أشرنا لما كان يمثله مهرجان مراكش . قلنا إنه نوعية مختلفة من المهرجانات لا تعرفها بلادنا العربية . مهرجان للأجانب يدار بواسطة أجانب هدفه استقطاب كبار نجوم وصناع السينما العالميين ، وحين نقول العالميين نقصد الهولليووديين تحديدا ، استقطابهم لبلاد جبال أطلس ذلك أنها صارت تستخدم كموقع لتصوير الأفلام العالمية عالية الميزانية بأقل التكاليف وأكبر المزايا . بل هذا فى الواقع جديد لحد ما عالميا أيضا ، فالوظيفة التقليدية للمهرجانات هى تسويق الأفلام ، وليس تسويق الستوديوهات ومواقع التصوير . فى مقابل هذا الفكر الخلاق ، قلنا أيضا إن المصريين لا يملكون سوى الرطانة والحديث عن المجد الغابر . وإذا كانت سينمانا المصرية تعيش الآن بفضل محمد هنيدى ومحمد سعد أزهى عصور تاريخها كله ، وأصبحت حجم الصناعة فيها 10 مليون دولار سنويا ، أو 15 مليونا لو أضفنا توزيع الأفلام الأجنبية وبقية الأنشطة ، وهى أرقام لم تخطر أبدا ببال ولا حتى أحلام محمد كريم أو عز الدين ذو الفقار ، فإن حجم صناعة السينما المغربية هو ببساطة تامة 7 أضعاف هذا الرقم : 100 مليون دولار سنويا .

الآن دبى تفكر فى ضرب الرقم فى 10 مرة أخرى : بليون دولار . وتنفق على مهرجانها 6 مليون دولار فى 6 أيام ، كمجرد نثريات للترويج لقاعدتها الإنتاجية الإعلامية ، مدينة دبى الإعلامية ، مدينة الـ 850 شركة عالمية ( ولولى أنت أيضا يا مدينة الإنتاج الإعلامى المصرية ! ) ، وهى بالاشتراك مع الصناعات الخدمية الأخرى مدينة الـ 70 0/0 من ناتج الإمارة التى لا زلنا نفضل عندنا تسميتها پترولية ، ونفترض أن مهرجانهم ناجح لأنهم يغدقون عليه مجانا من أموال النفط التى لا تنتهى ، وليس أنه بيزنس يدر الأموال فى حد ذاته . تلك الملايين الستة تعادل تقريبا صناعة السينما المصرية بشقيها المحلى والأجنبى ودور عرضها وستوديوهاتها وكل شىء ، فى ستة أشهر كاملة أو أكثر . أما لو شئت المقارنة مع مهرجان القاهرة ، فهى تكفى لإقامته بوضعه الحالى لمدة قرن كامل !

المغرب لاقت سوء الحظ بحوادث الدار البيضاء الإرهابية . هرب الإنتاج إلا من بعض من خططوا سلفا له ، مثل ’ أليكساندر ‘ لأوليڤر ستون أو فيلم ريدلى سكوت عن الحملات الصليبية ’ مملكة الفردوس ‘ . تخلى المغربيون عن الإدارة الفرنسية ، أو تخلت هى عنهم ، وأتوا بمدير مغربى ( نور الدين صايل ) ، مستنير وجميل وابن حلال لكن تروح فين يا صعلوك بين الملوك . وبدلا من التباجح الكبير بالعالمية واستقدام نجم أوسكار أحسن ممثل چيريمى أيرونز لمجرد رئاسة لجنة تحكيم ثانوية للأفلام الوثائقية والقصيرة ، أصبحوا يكرمون يوسف شاهين ويتكلمون عن العروبة والوطنية . باختصار انتهت أسطورة مراكش .

انظر فى المقابل ماذا يحدث فى دبى . انظر من تهادى على السجادة الحمراء ذات الأربعين مترا طولا يوم الافتتاح . أورلاندو بلووم ، أسخن شىء يسير على ساقين على ظهر كوكب الأرض ، الشاب الذى ألقت ألف فتاة بأنفسهن دفعة واحدة تحت عجلات سيارته فى مهرجان توونتو الأخير ، أهم مهرجان على وجه الأرض . ومن بعده تعاقبت أسماء من قبيل مورجان فرييمان وساره ميشيل جيللر الشهيرة ببافى ، وغيرهما . هذا طبعا إن لم نعتبر وجود الساحر دائما أبدا عمر الشريف حدثا ضخما أو افترضنا أنه لم يعد بندا ساخنا جدا اليوم .

فى تورونتو الأخير هذا كان هناك كل رجالات السلطة والنفوذ فى دبى ، آل مكتوم ومن يشتغلون لحسابهم ، معا بربطة المعلم . عندنا نذهب مهرجان كان ونقول إننا وصلنا آخر الدنيا ، بينما هؤلاء الخليجيون يعرفون حقا أين تقع مراكز القدرة الحقيقية فى عالم اليوم ، ولا يذهبون بهدف الفرجة أو السياحة إنما بهدف عقد الصفقات الجدية بجيوب عميقة ، ولربط اقتصادهم وصناعتهم بأقوى اقتصاد وصناعة فى العالم ، وتورنتو الكندية هذه كانت بوابتهم الذهبية لهولليوود ، ويا له أيضا من تفكير مبهر الذكاء بكل معنى الكلمة . بالمناسبة انظر فقط من هم المستشارون الأربعة لمهرجان دبى هذا : الرئيس الحالى لمهرجان تورونتو پييرز هاندلينج ، الرئيس السابق لمهرجان ڤينيسيا ألبيرتو باربيرا ، مسئول اللجنة القومية الهندية للترفيه ‑أو ما يعادل منصب وزير الثقافة‑ سوبهاش غاى ، فضلا عن أشهر ناقد سينمائى إطلاقا على وجه الأرض منذ رحيل پولين كايل ، روچر إيبرت ناقد الشيكاجو صن تايمز . هؤلاء كفيلون بإدخالك خطوات معقولة جدا ، أو على الأقل كافية ، إلى قلب القلعة المنيعة هولليوود التى كفت من دهور عن الرد على فاكسات مهرجان القاهرة .

إذا كان المغاربة أتوا بفرنسى مديرا لمهرجانهم ، فإن أهل دبى فعلوا الشىء الوحيد الأفضل : جاءوا به ناطقا بالإنجليزية : نيل ستيفنسون المدير بقنوات تيرنر التليڤزيونية الأميركية والرئيس السابق لمهرجان تورونتو . مرة أخرى نذكرك : تورونتو أهم مهرجان على وجه الأرض . والسبب لا يحتاج جهدا فى ملاحظته ، أنه يحضره من مديرى هولليوود عدد أكبر ممن يحضرون أى مهرجان آخر . النجوم وأى شىء آخر بعد ذلك هم الأثر الجانبى لوجود المديرين ، وما أوفرهم حقا هناك !

أنت لا تعرف قدر الجلبة الإعلامية التى ملأت العالم بسبب تصوير فيلم ’ سيريانا ‘ المزمع فى دبى ، فيلم وورنر براذرس بچورچ كلوونى ومات ديمون عن السى آى إيه . وبالمناسبة وورنر هذه من أكثر الستوديوهات تحفظا فيما يخص التصوير خارج قواعدها فى بيربانك . لعلك تذكر أنهم بعد 11 سپتمبر ألغوا حتى التصوير فى المكسيك . الزيارة التمهيدية التى قام بها كلوونى للإمارات ملأت صفحات كاملة فى أهم الصحافة الفنية العالمية . هذا ليس الفيلم العالمى الأول فى دبى لكنه الأكبر . هؤلاء الناس لديهم طموحات أكبر بكثير من الأفق الضيق نسبيا للمغاربة الدين ربطوا أنفسهم سلفا بالفرنسيين ، الذين بدورهم أيضا ضيقو الأفق . أعين دبى موجهة أساسا لما وراء الأطلنطى ، طموحهم الأساس يكمن فى إغواء هولليوود بنداهة الشرق . دورة مهرجانهم الأولى أتت بكل فيلم ذى شان له أمل فى الحصول على أوسكار هذا العام . والمؤكد تماما أن ليس من طموحهم بالمرة ولم يفكروا فيه أبدا أن ينافسوا شيئا اسمه مهرجان القاهرة . إنهم يعاملونه كما تعامله كل السينما العالمية : تعتبره غير موجود أصلا !

شريف الشوباشى رئيس مهرجان القاهرة إنسان طيب حسن النوايا ومستنير إن لم نقل حتى شجاع وصل مؤخرا لحد إصدار كتاب يقول إن اللغة العربية لا هى بمقدسة ولا منزلة من السماء ، لكنه تقريبا لا يفهم شيئا فى أى شىء ، بالذات تلك الأدغال الشرسة المسماة مهرجانات السينما العالمية . لا يزال يتكلم على شاشات التليڤزيون وفى كل مكان عن دعم الدولة ووعى المجتمع بأهمية مهرجانات السينما . المهرجانات بيزنس يا سيد ! لا كان ولا تورنتو ولا حتى كفورها ونجوعها تهتم بدعم الدولة أو بوعى المجتمع . المهرجانات لا تحتاج هذا . تحتاج فقط ما يسمى بالإنجليزية بيزنس پلان . قلناها مرارا وتكرارا ، وقلنا إن شرعية المهرجان تأتى من خدمتها للبيزنس ، إن لم تكن هى فى حد ذاتها بيزنس يدر الأموال على جيوب أصحابه . الثقافة والفن وكل هذا الهراء ( لو شئت ) ما هى إلا آثار جانبية لذلك البيزنس . ليست هدفا فى حد ذاتها ، إنما تأتى عرضا حين تحاول المهرجانات الترويج لأفلام أو فتح أسواق لها . مهرجان القاهرة كان شرعيا حين كانت الأفلام الأميركية لا تكاد توزع فى مصر ، وأغلقت حتى بعض مكاتبها من أبوابها فى الثمانينيات كديزنى وكولومبيا . حين أسهم المهرجان فى عودتها من خلال تشجيع أنيس عبيد وحسين القلا على التعاقد على أفلامها نظير عرض المهرجان لها فى حفلات افتتاحه ، كان مهرجانا شرعيا . بمجرد أن جاءت الشركات الأميركية من جديد ، لم يجد المهرجان شيئا يفعله ، فأصبح ببساطة عديم الشرعية . حتى الأفلام الأوروپية يرفض المصريون مشاهدتها رغم أن الاتحاد الأوروپى بسياساته الاشتراكية جدا يدفع لنا نقودا كى نعرضها على شاشاتنا التجارية !

قد تقول ‑أو بالأحرى يقول أصحاب مهرجان القاهرة‑ إنه شرعى باعتراف الاتحاد الدولى للمنتجين ( الفياف ) ، وأنه واحد من دستة بالضبط من المهرجانات تحمل علامة أ المرموقة . الإجابة : خطأ ! اتحاد المنتجين الذى يمنح الشرعية للمهرجانات هو نفسه غير شرعى . بعد أن كان يمنح الاعتراف للمهرجانات أصبح الآن يستجدى اعترافها به . حقيقة أصبحت سافرة لكل العالم منذ واقعة مهرجان مونتريال العام الماضى ، الذى أعلن بصفاقة لا مثيل لها أنه لا يريد صفة أ تلك ولا يعترف باتحاد المنتجين أصلا ، ووضع الحقيقة الجارحة صارخة أمام أعين الجميع : أولو الأمر فى دنيا السينما ليسوا المنتجين ، إنما الموزعون . حين تريد إقامة مهرجان لن ينفعك المنتجون فى شىء ، لأن عليك مخاطبة الموزعين وحدهم . هكذا تلك الدستة المذكورة لم تعد دستة ، إنما 11 فقط ، أو بالأحرى 1 فقط هو مهرجان القاهرة الذى لا يزال يعترف باتحاد المنتجين ! طبعا فى مصر عندنا ‑ومن خلال اشتغالنا فى مطبخ بعضها‑ لا تزال العقلية العبيطة تعتبر أن الفيلم ملك لمخرجه ويخاطبون المخرجين لإحضار الأفلام ، ولا يعلمون أنها ليست حتى ملك المنتجين !

ما هو الحل ؟ ماذا يفعل مهرجان القاهرة ؟ قلناها مرارا . كان الحل يوما عمر الشريف . كان سيأخذه لطابا ويجعل أصدقاءه اليهود يأتون بأهل هولليوود إليه عن طريق إسرائيل . كان سيصبح شيئا مذهلا ، لكن بدم بارد رفضته وزارة ثقافتنا الرشيدة ، وجاءت بحسين فهمى ‑الفاهم لكن ما باليد حيلة‑ ثم بغير الفاهم وعديم الحيلة كلية شريف الشوباشى .

اليوم انتهى عصر الشعارات وعصر الانتفاضات ، ذهب السفاح الأثيم صدام حسين وأتى المتحضر العصرى إياد علاوى . ذهب الإرهابى القمئ ياسر عرفات وأتى رجل الدولة المحترم عباس أبو مازن . سحقت إسرائيل سيقان وأذرع وأيضا رءوس الانتفاضة ، حماس والأقصى والجهاد ، ياسين والرنتيسى والبرغوثى ، كل الانتفاضيين ، وعادت مصر لأحضانها صديقا لها . عادت المياه الجميلة بينهما لمجاريها باستثمارات متبادلة وتعاون أمنى وسياسى وكل شىء . لماذا لا نلاحظ يا أهل وزارة الثقافة أن مصر 2004 أيضا كما العراق 2004 وفلسطين 2004 لم يعد يحكمها رئيس وزراء اشتراكى شعاراتى من العصور الحجرية يؤمن بأن بطاقة التموين هى الحل وهى الحماية من الجوع وليست السبب فيه ، إنما يحكمها الآن جمال مبارك وأحمد نظيف . 2004 يذكرنا بـ 1996 حين تولى نيتانياهو والجنزورى الحكم وعم منطقتنا التفاؤل الكبير . ثم بدم بارد قتلنا الاثنين وأتينا بالاشتراكيين بدلا منهما عندنا وعندهم . 2004 عام العلاوى ومازن وجمال مبارك وإعادة انتخاب بوش ، 2004 عام يعد بتغييرات أوسع ، تغييرات وعت مخاطر الماضى وحجم قوى الظلام والرجعية ومدى تغللها الجبار فى كل شىء فى منطقتنا بما فيه چييناتنا . فى 2004 لم تعد المهمة التى يتقاضى عنها وزراء الخارجية المصريون مرتباتهم هى إطلاق التصريحات النارية ضد أرييل شارون ، إنما مهمة وزير خارجيتنا الحالى هى فقط كما كل وزراء خارجية الدنيا وكل سفرائهم فى كل العواصم هى تعظيم فرص الاستثمار والتصدير لاقتصاد بلدانهم . لماذا لا نطبق هذا على مهرجان القاهرة ، الذى لا يزال يرفع حتى اللحظة شعار مقاطعة إسرائيل ، مضيفا له هذا العام شعار مقاطعة بريچيت باردو ، لأنها تنتقد المسلمين ، أو ربما فقط لأن مديرة المهرجان سهير عبد القادر أصبحت محجبة لأول مرة هذا العام ولم يفكر أحد فى فصلها من وظيفتها ، على الأقل كما تفصل مذيعات التليڤزيون .

هل تونس أو المغرب أو دبى أفضل منا فى شىء سوى أن لديهم عقولا لا شعاراتية ؟ هل صحراء تونس أو جبال المغرب أو شواطئ دبى أفضل من صحارى وجبال وشواطئ سيناء ؟ لماذا لا يتهادى أورلاندو بلووم على أبسطتنا نحن ، ولماذا لا يصور چورچ كلوونى عندنا نحن ؟ الإجابة معروفة ، وهى أن أولئك التونسيين أو المراكشيين أو الخليجيين يمنحون حرية مطلقة للاستثمار واعفاءات جمركية كاملة وضرائب صفرية وتسهيلات إدارية غير محدودة ، وثانيا لأن رقيبة مصرية وضعت يدها يوما فى مطلع التسعينيات أمام عدسة كاميرا كانت تصور ليام نييسون فى فيلم اسمه ياقوتة القاهرة ، فكانت فضيحة ما بعدها فضيحة عالمية بكل معنى الكلمة قوضت كل شىء . ولو استمر تدفق التصوير الأجنبى على مصر كما كان واعدا آنذاك ، لما كان مهرجان القاهرة خالى شغل كما هو الان يستجدى المصريين وليس مجرد الأجانب .

السينما المصرية رائعة لكنها ‑على العكس من الأيام الخوالى‑ محلية جدا الآن . دبى لا تشاهد محمد هنيدى أو محمد سعد ، ولا حتى عادل إمام ، بل تقريبا لا تشاهد أى شىء ناطق بالعربية ، إنما ( صدق أو لا تصدق ! ) تشاهد فى أية لحظة من السنة 50 فيلما أميركيا مختلفا متزامنة على شاشاتها ( ونحو عشرة أفلام هندية متزامنة أيضا ، وطبعا لو شئت الدقة تلك الأفلام الخليجية النادرة إن وجدت ) . حتى تنطلق السينما المصرية لا بد أن تخرج من محليتها ، وهذا لا يتأتى إلا بمستوى عالمى وتقنيات عالمية . يجب أن يأتى هؤلاء إلينا . ثم أن أيضا تعريف السينما فى أى مكان فى الدنيا ليس الإنتاج فقط . هؤلاء يجب أن يساهموا فى الإنتاجات المشتركة تماما كما يستثمرون فى التقنيات والتوزيع ودور العرض وكل شىء . يجب أن يصوروا فى سيناء وفى سفح الهرم بدون رقباء على وجه الإطلاق ، وبدون جمارك ولا ضرائب ولا حتى تصارح تصوير إلا ما يخص الترتيبات الأمنية الروتينية لحمايتهم . ليس فى الأمر اختراعات . هذا ما تفعله كل الدنيا ، بينما نحن مشغولون بأحمد ياسين ومروان البرغوثى ولا يهمنا أن استشرى الجوع فى شوارعنا ، ويوهمنا هؤلاء السفلة منا بأن الأميركيين والإسرائيليين يريدون القدوم لنهب ثرواتنا ، التى ‑إن كانت موجودة أصلا‑ ما فعلنا بها شيئا بل بددناها . حين يكون ثمة مشروع سينمائى كبير ينهض بالسينما المصرية من فئة العشرة مليون لفئة البلايين سيكون لمهرجان القاهرة شأن آخر . سيكون موجودا . ستهتم به كل الدنيا . وأوكد : سيأتيه أورلاندو بلووم .

إذا كان عرض عمر الشريف لا يزال قائما ، اقبلوه فورا . لو لم يعد قائما أو فات أوانه ابحثوا عن شركة هولليوودية تقيم لكم مهرجانكم . لكن قبل هذا وذاك قليلا من تفعيل أفكار جمال مبارك وأحمد نظيف فى حقل السينما . حرروا الاستثمارات ، تبنوا التحرر فى الجنس وفى كل شىء ، الغوا الرقابة ، ارفعوا القيود على توزيع الأفلام الأجنبية ( على الأقل الأضحوكة المسماة عدد النسخ ) ، انفتحوا على العالم بالذات المتقدم منهم ، أميركا وإسرائيل فهم ملاك مفاتيح التقدم ، لا بالبلطجة وقطع الطرق إنما بالاختراع والتقنية والشغل الدءوب . على الأقل لا تربطوا أنفسكم بالسلاسل لمكاتب مبارك ونظيف هذين كما فعلتم مع الجنزورى الذى بقانونه جعل السينما فى مصر بذات ستراتيچية المطارات وشق الطرق ، فكانت من ثم كل نهضتها الحالية . لو فعلتم ذلك المطلوب ، ساعتها سيصبح لمصر قيمة وثروات ، ولا نرى رئيسا لمهرجانها يولول من رحيل المصريين أنفسهم لدبى معطين ظهرهم له .

فقط بالمناسبة ، ومن قبيل العلم بالشىء ، دبى ليست الجنة الموعودة جدا كما قد يخيل لكم . هم يحجبون مواقع الإنترنيت وهو درك لم نصل له نحن فى ذروة تخلفنا الأخير . دبى باهظة الكلفة ، المرتبات التى تدفعها فيها الشركات الأميركية 6 مرات على الأقل ضعف ما تدفعه لذات الوظيفة بذات الكفاءة بالضبط فى مصر . الطاقات البشرية موجودة عندنا وليس عندهم ، كل ما تحتاجه مواهبنا هذه إعادة تأهيل وقيادة إدارية وتقنية أجنبية خبيرة وواعية ( تقرا هولليوودية ) . دبى ليست لها علاقات رسمية مع إسرائيل ، بوابتنا المحتملة لهولليوود كما هى الآن ‑أو بالأحرى بعد فوات الأوان‑ لسوق المنسوجات الأميركية ( السفهاء عندنا ، وتحت شعار تجوع الحرة ‑ولا نعرف أية حرية فى الجوع‑ يحاربون اتفاقية المنسوجات هذه من أجل ما يسمونه الحقوق الفلسطينية بينما الفلسطينيون أنفسهم يستخدمون الاتفاقية نفسها بكل النهم ! وطبعا سيحاربون أى شىء يعدل من وضعية الموات الحالى لمهرجان القاهرة حتى لا يفقدون هذه الأداة الأثيرة فى ترويج شعارات الكراهية والهزيمة ) . أخيرا وليس آخرا ، دبى ليس بها بانجو سيناء الجميل الرخيص جيد النوعية ، ولعلنا نذكر كم هى العقاقير والنساء مهمة لأهل السينما ولجمهور السياحة عامة ، حين كان يتكلم عنها علنا ضيوف مهرجان مراكش ومواقع تصويرها ، أمثال أوليڤر ستون وفريقه ، تقريبا فى حضور ولى عهد المملكة نفسه وبلا حرج من أحد فى بلد يسمى ملكها نفسه أمير المؤمنين !

المزايا النسبية لمصر كثيرة ، فقط لو نظفت العقول وغسلت منها الشعارات . الخطوة الأولى عقلية جديدة تدير وزارة الثقافة ، أو ‑وهو الشىء الأفضل تماما‑ إلغاء هذه الوزارة أصلا .

—————————

مهرجان القاهرة تحول تقريبا لأسبوع أفلام . هذا العام هو أسبوع الأفلام الإيطالية . من حفل الافتتاح لرئاسة لجنة التحكيم حتى طوفان الأفلام الأبيض والأسود كل شىء تقريبا إيطالى . لا سنعرف هل سنحاسبة على أنه مهرجان دولى ’ شرعى ‘ ’ معترف به ‘ ’ فئة أ ‘ ، أم كأسبوع للأفلام الإيطالية . لو حاسبناه بهذه الصفة الأخيرة لقلنا إنه أسبوع جيد جدا ينافس الأسابيع التى يقيمها المركز الثقافى الإيطالى بحى الزمالك ( وكيف لا ينافسها والمركز نفسه هو الذى أتى بالأفلام ! ) .

علامات لا تعد ولا تحصى من كلاسيات السينما الإيطالية . العناوين نفسها تتحدث عن نفسها . من ڤيسكونتى ’ حواس ‘ 1954 ، ومن ماريو مونتشيللى ’ بطل من زماننا ‘ 1955 و’ صفقة كبرى فى شارع مادونا ‘ 1958 ، ومن ڤيتوريو دى سيكا ’ امرأتان ‘ 1962 ( فيلم أوسكار صوفيا لورين ) والزواج على الطريقة الإيطالية ‘ 1964 ، ومن أنتونيونى ’ المغامرة ‘ 1960 ( ليس من أفضل أفلامه ، لكن أفضلها ربما تملك حقوق توزيعه شركات أميركية مما لا ترد على الفاكسات ! ) ، ومن پييترو چيريمى ’ الطلاق على الطريقة الإيطالية ‘ 1961 ، ومن پازولينى ’ أوديب ملكا ‘ ، ومن سيرچيو ليونى رائعة كل روائع تاريخ السينما ’ حدث ذات مرة فى الغرب ‘ 1968 ، ومن كارلو ليتزانى ’ قطاع طرق ميلانو ‘ ( ليس كلاسية حقا كأغلبية الباقين ) ، ومن چوليانو مونتالدو ’ ساكو وفانزيتى ‘ 1971 ، ومن فرانشيسكو روزى ’ قضية اتيه ‘ 1972 ( كلاسيتان سياسيتان معتمدتان دون شك ) ، ومن لويجى كومينشينى ’ لعبة الكوتشينة ‘ 1972 ، ومن فيللينى ’ العائلة ‘ 1987 ( أيضا ربما أفلامه الأولى الجيدة عند موزع شرير يطلب نقودا ، والشوباشى يقول مهرجان القاهرة ’ محترم ‘ لا يدفع لأحد ، فى إيحاء بأن مهرجان دبى بلا احترام على وجه الإطلاق ) ، ومن بيرتولوتشى ’ الإمبراطور الأخير ‘ كاسحة أوسكار 1978 . هؤلاء من وجدوا لهم فيلما أو فيلمين ، أما روسيللينى فقد اكتفوا بوضع صورة له على صفحة كاملة من كتاب المهرجان دون أى تعليق من أى نوع ، لكن ربما وضعها له سبب سنعود بعد قليل .

من وجدوا لهم أكثر من فيلمين أقاموا لهم تكريمات خاصة . المخرج پوپى أڤاتى وصلت له ثلاثة أفلام فاستحق التكريم !

أما البقعة الأجمل بلا شك فهى أفلام نجمة إيطاليا الأشهر والأعظم أنا مانيانى . ’ البائع المتجول والسيدة ‘ 1943 و’ روما مدينة مفتوحة ‘ 1945 ( على الأرجح سر صورة روسيللينى اللقيطة ) ، أنچيلينا المشاكسة ‘ 1947 ، ’ رائعة الجمال ‘ 1951 ، ’ ماما روما ‘ 1962 .

بعد ذلك يوجد قسم كبير نسبيا للسينما الإيطالية المعاصرة ( يسمونها السينما الإيطالية الجديدة ، وكأن هذا مصطلح عالمى لها . لو كان كذلك فنحن لم نسمع به أبدا ) . المهم لا يوجد فى هذا القسم أى من تلك الأفلام الإيطالية القليلة التى تبرز فى المهرجانات السينمائية الكبيرة . حتى فيلم افتتاح المهرجان نفسه ، وهى من ذات النوعية ، تلك الأفلام معاصرة الأحداث ذات القصص الواقعية البسيطة والأناس العاديون بلا دراما تذكر وبلا تميز إطلاقا ، والتى تمثل طوفانا حقا يصل لمائة فيلم سنويا ، مبرر بقاءها الوحيد امتداح نقاد اليسار الإيطالى لها . ’ أذكرنى ‘ ليس اسما معروفا كثيرا فى دنيا المهرجانات ، ذات الحال مع مخرجه جابرييل موكينو ، الموضوع تقليدى للغاية أناس عاديون معاناة الشباب فى الوظائف وفى العلاقات العاطفية . الشىء الوحيد الشهير فيه هو النجمة مونيكا بيلوتشى ، لكن كتاب المهرجان ذكر كل الممثلين وأسقط اسمها ( ربما سياسة تخص المهرجان فالمشاهير رجس من عمل هولليوود ) ، دع جانبا أنه يتحدث عن المخرج كرجل تارة وكامرأة تارة أخرى !

المهم السينما الإيطالية المعاصرة ( أو الجديدة لو شئت ) شىء يثير السأم . لكن يظل حشد الأفلام القديمة متعة كبيرة وفرصة ثقافية مهمة للأجيال الشابة التى قد يهتم البعض منهم من الاطلاع عليها . تقريبا هذه هى الحسنة الوحيدة لمهرجان القاهرة ، نقصد لأسبوع الأفلام الإيطالية المسمى مهرجان القاهرة .

—————————

المفروض تقليديا أن البرنامج الرسمى خارج المسابقة هو أقوى أجزاء المهرجان . لكن الضعف العام اعتراه هو أيضا على نحو واضح . فى البداية نستثنى الفيلم الأميركى الوحيد الذى ربما يكون صاحب حظوظ ما فى موسم الجوائز الحالى ، فيلم ’ طرق جانبية ‘ ، الفيلم التالى لـ ’ عن شميدت ‘ للمخرج أليكساندر پين . ليس بنجوم من وزن چاك نيكولسون ، لكنه يحظى بمراجعات نقدية رائعة . حياة متوسطى العمر يبدو أنها الشغل الشاغل لهذا المخرج ، أيضا كما فى شميدت هو مهتم بالسفر ( العنوان نفسه يحتوى على هذا هذه المرة ) وببدء متوسطى العمر لحياة جديدة من خلاله . المحور هذه المرة رجلان جمعتهما صداقة طويلة .

الفيلم الثانى الذى ربما كان سيثير اهتماما أكبر لو جاء العام الماضى ، هو ’ العودة ‘ الروسى . والذى طالما صادفنا فى مهرجانات كثيرة . فى الضفة الأكثر جماهيرية من كليهما يأتى من فرنسا ’ حمام السباحة ‘ للفيلم المثير للجدل فرانسوا أوزون ، أيضا فيلم كان سيثير جلبة أكبر لو جاء العام الماضى ، وهو يسير فى خط السينما الحسية التى صنعها من قبل فى ’ 8 نساء ‘ ، والتى تلاقى نجاحا معقولا محليا ولحد ما أوروپيا .

فيلم مثير للجدل عربيا بالذات ، هو الفيلم الأميركى بمخرجة عربية عن قناة الجزيرة ’ غرفة التحكم ‘ . تتابع چيهان نجيم فى هذا الفيلم الوثائقى تغطية قناة الجزيرة للحرب الأميركية على العراق ، من كواليس قناة الجزيرة ، وأيضا من منظورها .

بقية أفلام هذا القسم لا نملك إلا أن نقول إنها جيدة ، لكن لا أكثر من هذا وربما أحيانا أقل . من أستونيا ’ نقطة البداية ‘ ، ومن اليونان أو بالأحرى من كل أوروپا لكن للفرنسى المخضرم ( 84 سنة إيريك رومير ) ’ العميل الثلاثى ‘ الذى تتوزع شخصياته وأحداثه على مواقع أوروپية كثيرة إبان الحرب الأهلية الإسپانية ، ’ لست أنا ‘ و’ إضاءة خافتة ‘ من إيطاليا وكأن الأقسام الأخرى ضاقت بهما ، أيضا من روسيا ’ فارس اسمه الموت ‘ عن إرهاصات ثورة 1905 ، والفيلم الصربى للشهير من قبل أمير كوستاريكا ’ الحياة معجزة ‘ ، وحفنة أخرى من الأفلام أحدها مصرى هو ’ العنف والسخرية ‘ لأسماء البكرى على طريقة أفلام رأفت الميهى التى تحاول أن تجعل الشخصيات أفكارا وليس لحما ودما تجذب المشاهد معها ، والقصة قديمة لألبير قصيرى تجريدية نسبيا عن جماعات تحاول الثورة على محافظ فى مدينة ما غير محددة .

—————————

برنامج مهرجان لا يزال ضخما كالعادة ، يتخطى الخمسين فيلما . عامة المبدأ أن يضم له أى فيلم عرض ولو فى مهرجان ما متواضع . وسط هذا هناك بعض العناوين الملفتة ، مثلا فيلمان لملكة جمال العالم الهندية أيشواريا راى ’ لعبة الرغبة ‘ 2004 و’ الحب فى الانتظار ‘ 2004 . وهناك حفنة كبيرة من الفلام الأميركية التى تناقض ما يقوله رئيس المهرجان كثيرا عن فشله فى استقطاب أفلام أميركية ( وإن قاله بصيغة مبهمة أحيانا تجعل الصحفيين يأولونه على أن المهرجان يقاطع السينما الأميركية ) . هو للدقة يقصد ما يلى : الفشل ( وليس طبعا المقاطعة ) ، وفى أفلام المسابقة . مع ذلك يظل فى وفرة الأفلام الأميركية فى مهرجان المهرجانات مشكلة قد يحق معها القول أن أميركا لم تشارك . إما أغلبها قديم ، عمره عامان ، وعفا عليه الزمن ومن أراد مشاهدته شاهده فعلا بطريقة أو بأخرى . على رأس هذه الأفلام ’ تطويع ‘ الذى سمى عنه نيكولاس كيدچ لأوسكار أحسن ممثل ، وفاز كريس كووپر عن الدور الداعم ، وسميت ميريل سترييپ عن الدور النسائى المناظر ، وكان يعتقد أنه سيفوز بجائزة السيناريو لولا أن انتزعها منه فى اللحظة الأخيرة ’ عازف الپيانو ‘ كما فعل فى فروع أخرى كثيرة . الأفلام الأحدث أى من العام الماضى فتضم فيلم تيم بيرتون ’ السمكة الكبيرة ‘ وكان من الأفلام التى أثارت اهتماما عرضيا فى موسم الجوائز السابق ، لكنه لم يصل لأكثر من التسمية لأوسكار الموسيقى . أما أهم تلك الأفلام جميعا فهو بالطبع ’ فقد فى الترجمة ‘ لصوفيا كوپولا المسمى لأوسكار أحسن فيلم العام الماضى ، ولحفنة أخرى من الجوائز الرئيسة كالإخراج وبيلل موراى كأحسن ممثل ، أما ما حصل عليه فعلا فقد كان أوسكار الكتابة ، وهى جائزة عزيزة دون شك .

—————————

برامج لسينمتان إقليميتان ، السينما العربية الجديدة ( الجديدة مرة أخرى ! ) ، وسينما أميركا اللاتينية . طبعا مختارات متناثرة ، لكنها تعطى لمحة لا بأس بها بالذات فيما يخص سينما المغرب العربى فى العامين الأخيرين . هناك فنانات فرنسا العشر وأفلامهن العشرة ، واللاتى استبعدت منهن فى اللحظة الأخيرة بريچيت باردو من الطلقة الولى ، نقصد من مجرد مقال صحفى صغير لكاتب مغمور تشطب أفلام من وزن تاريخى هائل ، كما ’ وخلق الرب المرأة ‘ . على أية حال من ذات الوزن تبقى ’ السيدة فلانة ‘ 1953 لماكس أوفلوس والنجمة هى دانيلل داريو ، و’ الشياطين ‘ 1955 لهنرى چورچ كلوزوه ولعله فعلا أشهر أفلام سيمون سينيوريه ، و’ المناورات الكبرى ‘ 1955 لرينيه كلير للنجمة ميشيل مورجان . أما بقية الأفلام التسعة فلأسماء أحدث وأقل قيمة كلاسيا ، كما أنها ليست أفضل ما يمثل النجمة المختارة كفيلم كاثرين دينيڤ الجديد نسبيا ’ ميدان ڤندوم ‘ 1998 .

عن التكريمات حدث ولا حرج . أندريه كونتشالوڤسكى الروسى ألغى لأنه تجأ وطلب نقودا مقابل الحضور ، ولم ير فى مهرجان القاهرة التشريف الكافى . تبقى من المهمين موسيقار اليونان الأشهر سينمائيا ميكيس تيودوراكيس ، ولودڤين سانيية الممثلة الفرنسية الشابة الحسناء بطلة حمام السباحة سالف الذكر . ومن المصريين ليلى فوزى وصباح وعبد الحى أديب وسعيد مرزوق .

لكن هل تعرف ما هو أفضل تكريم حقا قام به المهرجان . إنه لا يسمى تكريما ، وعلى حد علمنا لم يعرض له أى فيلم ، فقط حضر الرجل وعقد له مؤتمر صحفى ، لا أكثر . إنه بد سپنسر . قيمة هذا أنه من نوعية الممثل الذى لا يمتدح أبدا . أفلام كوميدية إيطالية رخيصة ، ربما واحد كل ثلاثة شهور مع زميله تيرانس هيلل . لا يعيرها النقاد أدنى التفات ، لكنها تحقق نجاحا ساحقا فى دور عرض الدرجة الثانية بالذات فى بلاد الدرجة الثانية والثالثة . شعبيته هائلة كانت عندنا فى مصر ، ولا شك أنه سعد باستعادة مثل هذه الذكريات ، بالذات وأننا اكتشفنا أنه أكبر سنا مما كنا نتخيل ، إذ هو من مواليد سنة 1929 .

—————————

اسم شهير واحد فى أفلام المسابقة ، هو كهل من عمر سپنسر تقريبا أو للدقة أصغر بعامين فقط ( 73 عاما ) ، الأرچنتينى الأشهر هيكتور أوليڤييرا . هذا لا يعنى أن فيلمه ’ خوانسيتو ‘ أو ’ ساحر النساء ‘ شهير أو مهم أيضا . على أية حال هو قصة حياة شقيق إيڤيتا پيرون ، وكعادة الأرچنتينيين حين يتحدثون عن الپيرونية ينتقدونها نقدا مبطنا لا أكثر .

إذن لندخل للجوائز مباشرة كما اختارتها لجنة الإيطالى رئيس الشركة القابضة لستوديوهات شينشيتا ، كارلو فوسكانى :

أحسن فيلم ، الهرم الذهبى : ’ حراس السحاب ‘ إيطاليا وهو يحاول إحياء تقاليد سينما السبعينيات السياسية ، حيث تزول الفواصل بين العصابات ورجال السياسة فى إحدى القرى .

الهرم الفضى : ’ بارك الله المرأة ‘ من روسيا عن دفء الأسرة فى ظل معاناة الحرب .

أحسن إخراج : أوليڤييرا ( من غيره ؟ ) .

أفضل سيناريو : المغربى چيلانى فرحات للفيلم من إخراجه أيضا ’ ذاكرة معتقلة ‘ ، دراما من دنيا لناشطين السياسيين ، حيث ابن ثائر يقلب فى ذكريات أبيه الذى ورث عنه روح الثورة .

أفضل ممثل مناصفة بين اليونانى سوفوكليس پيپاس عن ’ التراب ‘ ، والأرچنتينى أدريان ناڤارو عن ’ خوانسيتو ‘ .

أفضل ممثلة مناصفة للمصرية نيللى كريم عن ’ أنت عمرى ‘ والمجرية إستر باجاميرى عن ’ أسرار دفينة ‘ .

الفيلم المصرى الآخر والأكثر شهرة ’ الباحثات عن الحرية ‘ لإيناس الدغيدى لم يحظ بشىء رسمى ، لكن حظى بالمائة ألف جنيه الخاصة بأحسن فيلم عربى . وطبعا هو عن ثلاث شابات من بلدان عربية مختلفة يتشاركن حياة المنفى فى پاريس .

—————————

 

More Cairo Entries: 2001 (I - II) - 2002 - 2003 - 2004

 (Festivals List)