الحرب العظمى الأولى

سپـتمبر : المواجهة الغائية بين الحضارة والدين

( الجزء الثانى )

Great War I

September: The Ultimate Confrontation Between Civilization and Religion

 (Part II)

 

| FIRST | PREVIOUS | PART II | NEXT | LATEST |

 

NEW: [Last Minor or Link Updates: Monday, January 31, 2011].

 November 5, 2002: A HISTORY MADE, MADE, MADE, MADE AND MADE: FIVE GREAT VICTORIES OF WORLD FUTURE IN LESS THAN 24 HOURS:

1- Right wing sweeps the American elections, gaining a full authorization to reshape the whole world.

2- Israel sets for early elections, which most likely would bring Benjamin ‘Mr. Deep Blue’ Netanyahu, back to office with a great parliamentary majority. A full authorization to reshape the Middle East at least.

3- A big step towards officially adding France to the Axis-of-Evil short list. U.S. accuses it of retaining a smallpox sample just as Iraq and North Korea.

4- An unmanned U.S. plane strikes down a top Islamic terrorist leader regardless to the ‘sovereignty’ of an ‘independent’ foreign state. A victory of both technology and the ‘New World Order’.

5- Another historical technological achievement: The Star Wars has begun! Just saying hello to the big-mouthed Hezbollah, a U.S.-Israeli high-energy laser weapon successfully shoots down a supersonic artillery shell (not just the slow Katyusha rockets).

 October 19, 2002: Muhammad Atta Part II —The Sniper!

 February 17, 2002: Quarter a million American soldiers to invade Iraq. Welcome back to the beauty of classic wars!

 February 11, 2002: The biggest missing voice in this war is back, just at the right moment and with the best possible vision: Baroness Thatcher of Kesteven!

 February 4, 2002: Iran struggles to avoid the inevitable applying of Darwin-Rumsfeld Law!

George W. Bush

 January 29, 2002: Hey, Axis of Evil! Welcome to dictionary!

 

 

In Part I

 December 19, 2001: DAY 100: A GREAT PAGE OF HISTORY WRAPPED.

 November 6, 2001: The East-West 09/11 blame game of Tyranny-Democracy duality. A reply to today’s Thomas L. Friedman column on Fighting Bin Ladenism [in English].

 November 5, 2001: NEWS, REAL NEWS: Somebody is talking about a strategy for this war! You should make a good guess!

Donald Rumsfeld

 October 31, 2001: Believe it or not: Tony bin Blair in Syria and even insulted by Bashar?

 October 7, 2001: NEWS: WORLD WAR III HAS BEGUN, HASN’T IT?

 September 26, 2001: Silvio Berlusconi becomes the first leader to put it right: the superiority of the Western civilization.

WTC

 September 11, 2001: THE LIBERATION OF DARKNESS HAS BEGUN: New York’s great World Trade Center towers collapse in a few minutes. Given the ignorance of Western leaders of the real religious dangers, the rest of our civilization will never come too late!

 September 2001: This Page separated from the Extermination page to cover September 2001 events.

 

ê Please wait until the rest of page downloads ê

 

‘They hate us… our defense system will begin to change that’

Margaret Thatcher ê

—on Muslims

‘This country is full up’

Pim Fortuyn è

—Suggesting a banner to be hung over every Dutch port

’ الحضارة الغربية ملتزمة دائما بغربنة وغزو الشعوب الأخرى ‘

سيلڤيو بيرلوسكونى ç

—بعيد الهجوم الإسلامى على أميركا فى سپتمبر 2001

‘We owe it to the future of civilization not to allow the world’s worst leaders to blackmail the freedom-loving nations’

George W. Bush ê

 بدأت تغطيتنا لأحداث سپتمبر 2001 مركز التجارة العالمى المركز التجارى العالمى نيويورك واشنطن واشنطون بنتاجون البنتاجون أفغانستان افغانستان أفغانى الأفغانى باكستان الباكستان جورج بوش دونالد رمسفلد دونالد رمسفيلد دونلد رمسفيلد كوندولييززا كوندولييزا كوندوليزا كوندوليسا كندوليزا كندوليسا رايس 11 سبتمبر 2001 وما تلاها كجزء من صفحة الإبادة . وكانت عبارة عن مدخل كبير كتب على ثلاثة أجزاء مساء يوم 11 سپتمبر وبعده بأسبوع وبعده بأسبوع آخر ، وكان عنوانه المجمع ’ مركز التداول العالمى : اللمسة المصرية ‘ . آنذاك كان عمر صفحة الإبادة هذه نحو العام ، لم يكن لها من هم فيه سوى التنبيه لأن وقوع ضربة إسلامية كبرى للحضارة هو مسألة وقت وليس أكثر ، بل الحقيقة أنها توقعتها أكبر فداحة بكثير مما حدث فى 11 سپتمبر .

فى 7 أكتوبر 2001 ومع نشوب الحرب فى أفجانستان ، أصبحت مواد هذه التغطية هى نواة هذه الصفحة المستقلة ، التى اخترنا لها اسم سپتمبر ، وقد أوشكت آنذاك أن تعتمد كلمة 11 سپتمبر كتسمية عالمية دارجة لما حدث . أخذنا إليها ذلك المدخل الثلاثى المذكور ، ثم توالت عليه المتابعات ، بحيث سوف يصبح الإرهاب ، لا سيما الموجه ضد الغرب منه ، هو موضوع هذه الصفحة . فى نفس اليوم شكلت بعض مواد مختارة أخرى من هذه صفحة الإبادة إنطلاقة لصفحة جديدة ولدت كى تناقش مفهوم الحضارة من خلال التركيز على البعد الدينى للصراع ، ومحاولة تلمس حقيقة ما يدعو له الإسلام بالفعل من استرقاق واستحلال لسائر البشرية ، أو ما يسمى بالجهاد . هذا وذاك على أن تستمر صفحة الإبادة لمناقشة القضايا الستراتيچية والسياسية العامة لظاهرة التخلف العربى‑الإسلامى ، والصراعات التى يدور مسرحها على أرضها .

الإرهاب هو أى فعل يقوم به فرد أو جماعة أو شعب متخلف ضد فرد أو جماعة أو شعب متقدم ، ويؤدى بقصد أو بدون قصد لتعويق النمو التقنى والاقتصادى للكوكب . هذا لا ينطوى بالضرورة على أفعال عنيفة . جاندى لم يحمل قطعة سلاح يوما لكنه كان أعظم إرهابى عرفه التاريخ . قد يصل المسعى الإرهابى فى مرحلة ما لاستخدام العنف ، لكنه فى مفهومه الأوسع والأدق هو فعل متواصل لم يتوقف للحظة عبر التاريخ ، يتمثل فى هدفه الغائى فى ضخ ثقافة التخلف إلى مركز الحضارة أو محاربتها فى أطرافها من الخارج ، أيهما بهدف تركيعها وإرجاع مسيرة البشرية للوراء بما يناسب القدرات أو العقليات التى يتمتع بهما المتخلف ولا يستطيع التأقلم مع غيرهما مما يمكن أن يفرضه التطور الطبيعى والتقنى للعالم . تحديدا ، الإرهاب هو كل ما يقوم به المتخلف ضد المتقدم من قرصنة وابتزاز ولى ذراع وبلطجة وقطع طريق ، وبالأخص تحت دعوى ما يسمى بالاستقلال ، أو وضع اليد على الثروات الطبيعية بواسطة السكان الأصليين ممن لم تكن لهم يد أصلا فى خلق قيمتها المضافة ، أو تحت مسمى حقوق الشغيلة أو الطبقات الفقيرة وما إليها ، وأخيرا ولعله الأخطر إطلاقا التكاثر ثم الهجرة ، والهجرة ثم التكاثر ، مما يقوم به هؤلاء من قصف ديموجرافى مدمر ماديا ومعنويا ضد العالم المتقدم . أو هو أيضا إرهاب وابتزاز إذا ما نظرنا إليه من الزاوية الأخرى ، زاوية أفعال بعض أبناء البلاد المتقدمة الذين يشتغلون بوعى أو بدون وعى كطابور خامس لحساب قوى التخلف العالمية ، هذا من خلال استجلاب و / أو الانتصار للعبيد ، سواء باسم الاشتراكية أو الإنسانية أو أيا ما كان ، ذلك باعتبار أن هذه كانت الطريقة المثلى ‑بل الوحيدة تقريبا‑ للقضاء على أية حضارة إطلاقا ، فيما عرفنا من التاريخ .

الإرهاب الذى سنخصص له صفحة سپتمبر هذه ، هو فى تعريفنا أى فعل يقوم به فرد أو جماعة أو شعب متخلف ضد فرد أو جماعة أو شعب متقدم ، ويؤدى بقصد أو بدون قصد لتعويق النمو التقنى والاقتصادى للكوكب . هذا لا ينطوى بالضرورة على أفعال عنيفة . جاندى لم يحمل قطعة سلاح يوما لكنه كان أعظم إرهابى عرفه التاريخ . قد يصل المسعى الإرهابى فى مرحلة ما لاستخدام العنف ، لكنه فى مفهومه الأوسع والأدق هو فعل متواصل لم يتوقف للحظة عبر التاريخ ، يتمثل فى هدفه الغائى فى ضخ ثقافة التخلف إلى مركز الحضارة أو محاربتها فى أطرافها من الخارج ، أيهما بهدف تركيعها وإرجاع مسيرة البشرية للوراء بما يناسب القدرات أو العقليات التى يتمتع بهما المتخلف ولا يستطيع التأقلم مع غيرهما مما يمكن أن يفرضه التطور الطبيعى والتقنى للعالم . تحديدا ، الإرهاب هو كل ما يقوم به المتخلف ضد المتقدم من قرصنة وابتزاز ولى ذراع وبلطجة وقطع طريق ، وبالأخص تحت دعوى ما يسمى بالاستقلال ، أو وضع اليد على الثروات الطبيعية بواسطة السكان الأصليين ممن لم تكن لهم يد أصلا فى خلق قيمتها المضافة ، أو تحت مسمى حقوق الشغيلة أو الطبقات الفقيرة وما إليها ، وأخيرا ولعله الأخطر إطلاقا التكاثر ثم الهجرة ، والهجرة ثم التكاثر ، مما يقوم به هؤلاء من قصف ديموجرافى مدمر ماديا ومعنويا ضد العالم المتقدم . أو هو أيضا إرهاب وابتزاز إذا ما نظرنا إليه من الزاوية الأخرى ، زاوية أفعال بعض أبناء البلاد المتقدمة الذين يشتغلون بوعى أو بدون وعى كطابور خامس لحساب قوى التخلف العالمية ، هذا من خلال استجلاب و / أو الانتصار للعبيد ، سواء باسم الاشتراكية أو الإنسانية أو أيا ما كان ، ذلك باعتبار أن هذه كانت الطريقة المثلى ‑بل الوحيدة تقريبا‑ للقضاء على أية حضارة إطلاقا ، فيما عرفنا من التاريخ .

لفظة الإرهاب أضخم من أن تسبغ على قطاع الطرق الصغار أمثال بن لادن والقذافى وصدام والأسد وأحمد ياسين وحسن نصر الله ، إنما هى على الأقل تليق بأمثال جاندى ومارتين لوثر كينج ومانديلا ، وفى أدنى تقدير بناصر والخومينى !

نحن هنا نفضل تسمية الأشياء بأسمائها . الإرهاب كلمة ضروبية عمومية ، بل ربما الأصح أن تعبر عن الواجب الذى يتحتم أن تقوم به أمم الحضارة كأميركا وإسرائيل وغيرهما ضد شعوب التخلف : أن ترهبها ! أما ما يقوم به المتخلفون فهو فى تسمياته وأوصافه الصحيحة قرصنة وقطع طريق ، وليس أى شىء آخر . العرب والمسلمون هم من اخترعوا تاريخيا قرصنة البر ومن اخترعوا قرصنة البحر ، وهم من أضافوا مؤخرا عبر منظمة التحرير الفلسطينية ومجاهدى سپتمبر اختراعا جديدا اسمه قرصنة الجو . هم لم يخترعوا الطرق ولا السفن ولا الطائرات ، ولا حتى يصنعونها . هم فقط يختطفونها . المتخلفون ، سكان المناطق الحارة عامة ، العرق المسمى بالسامى خاصة ، العرب والمسلمون بالأخص جدا ، لم يحدث أبدا أن صنعوا ثورة تقنية . فقط هم نهبوا ما حققته تلك الثورات من ثروات لأصحابها . هذا عينه ما فعلوه ضد الثورة الزراعية التى قادتها الحضارة الرومانية ، وضد الثورة الصناعية التى قادتها الحضارة الإنجليزية ، ويفعلونه الآن مع الثورة بعد‑الصناعية التى تقودها الحضارة الأميركية ، وسيظلون يفعلونه ضد كل ثورة تقنية أخرى قادمة .

إذن ، نحن لم نسم هذه الصفحة بصفحة الإرهاب ، وفضلنا عليها تسمية سپتمبر ، لأننا نرى لفظة الإرهاب أضخم من أن تسبغ على قطاع الطرق الصغار أمثال بن لادن والقذافى وصدام والأسد وأحمد ياسين وحسن نصر الله ، إنما هى على الأقل تليق بأمثال جاندى ومارتين لوثر كينج ومانديلا ، وفى أدنى تقدير بناصر والخومينى !

نحن هنا نفضل تسمية الأشياء بأسمائها . الإرهاب كلمة ضروبية عمومية ، بل ربما الأصح أن تعبر عن الواجب الذى يتحتم أن تقوم به أمم الحضارة كأميركا وإسرائيل وغيرهما ضد شعوب التخلف : أن ترهبها ! أما ما يقوم به المتخلفون فهو فى تسمياته وأوصافه الصحيحة قرصنة وقطع طريق ، وليس أى شىء آخر . العرب والمسلمون هم من اخترعوا تاريخيا قرصنة البر ومن اخترعوا قرصنة البحر ، وهم من أضافوا مؤخرا عبر منظمة التحرير الفلسطينية ومجاهدى سپتمبر اختراعا جديدا اسمه قرصنة الجو . هم لم يخترعوا الطرق ولا السفن ولا الطائرات ، ولا حتى يصنعونها . هم فقط يختطفونها . المتخلفون ، سكان المناطق الحارة عامة ، العرق المسمى بالسامى خاصة ، العرب والمسلمون بالأخص جدا ، لم يحدث أبدا أن صنعوا ثورة تقنية . فقط هم نهبوا ما حققته تلك الثورات من ثروات لأصحابها . هذا عينه ما فعلوه ضد الثورة الزراعية التى قادتها الحضارة الرومانية ، وضد الثورة الصناعية التى قادتها الحضارة الإنجليزية ، ويفعلونه الآن مع الثورة بعد‑الصناعية التى تقودها الحضارة الأميركية ، وسيظلون يفعلونه ضد كل ثورة تقنية أخرى قادمة .

كل هذا شاهدناه من قبل ، فقط الأشكال هى التى تتطور ، من قطاع طرق القوافل القدامى ، إلى قراصنة البحار فى البحر المتوسط ، إلى سرقة قناة السويس فى 1956 ، إلى قطع إمدادات النفط فى 1973 ، وانتهاء بكافة أشكال العصيان العنيفة وغير العنيفة الأخرى المتصاعدة منذ ذلك الوقت . وليس لدينا شك أنهم ‑إذا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا‑ سيحاولون مثلا قطع طرق المعلومات قريبا ، أو قطع أية طرق أو شرايين لأية حضارة حالية أو مستقبلية .

ما لم تحدث وقفة جذرية فإن 11 سپتمبر لن يكون بحال الحلقة الأخيرة . ولو أخذنا مثالا واحدا فقط بالشعب الليبى ، فغزو الرئيس الأميركى توماس چيفيرسون الكاسح له عبر الأراضى المصرية سنة 1801 للقضاء على قراصنة البحار لم يكن الأول ، وضرب الرئيس ريجان له بعد 180 سنة لتقليم القرصان القذافى لن يكون الأخير !

الأهم والأكثر إلحاحا وبداهة ، أنه ما لم يتم وقف هجرة العبيد لمركز الحضارة ، وما لم يتم تركيع قوى الفشل فى مواطنها ، تركيعا نهائيا بمستويات تقارب الإبادة الكتلية ، تماما كما حدث مع قطاع طرق القوافل وقراصنة البحار القدامى ، فإن الحضارة الإنسانية تخاطر الآن ببساطة بكل تاريخها ومستقبلها . إذ للأسف هذه شعوب صممت چييناتها على القرصنة وقطع الطريق ، وليس بيدها حيلة من أمرها ، ولن يكون !

كل هذا شاهدناه من قبل ، فقط الأشكال هى التى تتطور ، من قطاع طرق القوافل القدامى ، إلى قراصنة البحار فى البحر المتوسط ، إلى سرقة قناة السويس فى 1956 ، إلى قطع إمدادات النفط فى 1973 ، وانتهاء بكافة أشكال العصيان العنيفة وغير العنيفة الأخرى المتصاعدة منذ ذلك الوقت . وليس لدينا شك أنهم ‑إذا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا‑ سيحاولون مثلا قطع طرق المعلومات قريبا ، أو قطع أية طرق أو شرايين لأية حضارة حالية أو مستقبلية .

ما لم تحدث وقفة جذرية فإن 11 سپتمبر لن يكون بحال الحلقة الأخيرة . ولو أخذنا مثالا واحدا فقط بالشعب الليبى ، فغزو الرئيس الأميركى توماس چيفيرسون الكاسح له عبر الأراضى المصرية سنة 1801 للقضاء على قراصنة البحار لم يكن الأول ، وضرب الرئيس ريجان له بعد 180 سنة لتقليم القرصان القذافى لن يكون الأخير !

الأهم والأكثر إلحاحا وبداهة ، أنه ما لم يتم وقف هجرة العبيد لمركز الحضارة ، وما لم يتم تركيع قوى الفشل فى مواطنها ، تركيعا نهائيا بمستويات تقارب الإبادة الكتلية ، تماما كما حدث مع قطاع طرق القوافل وقراصنة البحار القدامى ، فإن الحضارة الإنسانية تخاطر الآن ببساطة بكل تاريخها ومستقبلها . إذ للأسف هذه شعوب صممت چييناتها على القرصنة وقطع الطريق ، وليس بيدها حيلة من أمرها ، ولن يكون !

هذا الجزء الثانى من الصفحة بدأ بعيد اختتام الصفحة الأولى بتقييم موجز بمناسبة انقضاء المائة يوم الأولى للحرب فى التاسع عشر من ديسيمبر 2001 .

نحن نرحب بكافة المساهمات من تعليقات أو أخبار من زوار الموقع من خلال المساهمة المباشرة فى لوحة الرسائل إضافة أو قراءة أو بالكتابة عبر البريد الإليكترونى .

 

 

الجديد ( تابع جزء 1 ) :

 

الكريسماس كان ولا يزال منذ 3000 عاما عيدا للخصوبة وممارسة الجنس ولم يكن عيدا دينيا قط !

ثانى إعلان فى نفس اليوم بعد سپتمبر عن الحضارة اقرأ هذا المدخل عن الكريسماس لأول مرة بمذاق سپتمبر 11 فى صفحة العلمانية

 24 ديسيمبر 2001 : عدد حافل من النيوزوييك صدر اليوم ويحمل تاريخ 7 يناير أضافت له على الغشاء ملفا خاصا أسمته ’ شئون 2002 ‘ تجميع لما يبدو الأكثر عمقا وإسهابا فيما ما عممته المجلة حتى الآن فى موضوع الحرب . سبعة مقالات مطولة منها ثلاثة مباشرة جدا عن الإسلام والعرب ، ولأسماء هائلة السمعة : ساميول پى . هانتينجتون يكتب  فى نظريته عن ’ عصر الحروب الإسلامية ‘ ، حيث المسلمون لا يزيدون عن خمس سكان العالم بينما هم السبب فى ثلثى صراعاته المسلحة . وينهيها بتوقع تراجع هذه الظاهرة فى خلال عشرين عاما ، وكذا تراجع عدد المسلمين تراجعا طبيعيا ، وهو تفاؤل زائد لا سيما وأنه لم يتحدث عن أى دور قسرى للحضارة الغربية فى مقاومة استشراء الإسلام ، ومزيد من عودته لنصوصه الأصلية . كما بدا متفائلا بالنسبة لموضوع السكان بينما الكل يعلم أن العدد وصل بالفعل حدودا لا تحتمل تنمية أو إصلاحا ، ولعل الواجب كان أن ينصحنا هانتينجتون بالأساليب التى يمكن أن تخفض عدد السكان فى البلاد الإسلامية للربع أو العشر على مدى العشرين سنة المذكورة ، إذا كان يريد حقا حلا لما يسميه ’ صدام الحضارات ‘ ، وهى ليست بالحضارات كما أفضنا فى صفحة الحضارة . دع جانبا بالطبع أنه لم يتطرق لظاهرة لا تقل خطورة هى استشراء الإسلام فى الغرب بالهجرة والدعوة سواء بسواء ، والتى تتضرع هى الأخرى لحل جذرى استئصالى .

نعم ربما فوكوياما محق فى انتهاء التاريخ الإنسانى ، لكن لا يزال هناك بعد تاريخ ما بعد‑الإنسان .

فرانسيس فوكوياما كان أقوى لهجة وأقل تفاؤلا ، وهو يكتب عن ’ هدفهم تدمير العالم الحديث ‘ ، وطبعا وجدها فرصة جيدة لاكتساب أنصار جدد لنظريته عن نهاية التاريخ ، فالظلام الإسلامى يؤكد أن الديموقراطية والاقتصاد الحر هما الشكل الغائى الصحيح الذى انتهت له المجتمعات الإنسانية ، ولا تاريخ جديد بعد الآن . طبعا أنت ترفض تلقائيا هذه النظرة الستاتية ، ونحن فى غنى عن تكرار رأينا التقليدى أن ما ندلف إليه بسرعة هو تاريخ ما بعد‑الإنسان .

أخيرا ومن النيوزوييك نفسها يكتب كريستوفر ديكى عن التاريخ الفاشل للعرب فى التطلع للديموقراطية ، وجودة المقال تنبع من أنه يقصد التحديث والعالم الغربى أكثر منه النطام السياسى بمعناه الضيق . وعامة ظاهرة استخدام كلمتى الديموقراطية والحضارة باتت ملموسة بعد 11 سپتمبر ، ويلجأ إليها الكتاب ’ المهذبون ‘ إن شئت ، ممن لا يريدون استفزاز القراء المسلمين .

بقية المقالات السبع ركزت على نحو أكبر على شئون أميركا ما بعد 11 سپتمبر من الداخل . اكتب رأيك هنا

 

 27 ديسيمبر 2001 : لماذا يخاطر بن لادن بصنع 28TEXT شريط جديد ، دون أن يقول به جديدا يذكر ؟ كلا ، بل أعاد تذكيرنا بشىء قديم منسى : أن 15 من الـ 19 منتحرى طائرات 11 سپتمبر هم سعوديون ، بينما هناك مصرى واحد . ومهما كان من شأن الأضواء التى استأثر بها محمد عطا بأنانية مفرطة لا تليق بأخوّة الجهاد فى سبيل الله ، فلا يجب أن ننسى أبدا أنه المصرى الوحيد . الرسالة الضمنية واضحة جدا ، والمرسل إليه واضح جدا أيضا ، وهو الأمير نايف وزير الداخلية السعودى . إنه يقول له إنه الرأس الأعلى للتنظيم ، والناشط الحقيقى ، وأن ذراعه طولى فى السعودية أكثر من أى مكان آخر . ولو كان أيمن الظواهرى هو الرأس الأعلى كما يلمح دائما الأمير نايف ، لما كان هناك مصرى واحد فقط فى كل اللعبة . أيضا ربما يعزز هذا الشريط الأقاويل السابقة أن الپنتاجون حذف بعض أجزاء الشريط السابق التى انطوت على إحراج للسعودية .

فقط مع التحفظ على أن هذا ’ الواحد ‘ المصرى هو قائد كل الـ 18 الآخرين ، وفقط مع التحفظ على اللمسة المصرية الواضحة على التخطيط والفكر ، التى أفاض هذا الموقع كثيرا منذ اللحظة الأولى صبيحة 11 سپتمبر فى التنظير لها ، والتى قد تشير للظواهرى أكثر مما تشير لأى أحد آخر بمن فيه محمد عطا نفسه ، فأنا عامة أجد نفسى فى صف بن لادن ولست فى صف الأمير ! نعم لا يجب أن ننسى ، وهذا ما أراد الرجل تذكيرنا به ، فى لحظة ربما أدرك أن أجله دنا فيها ، أنه هو القائد وأنه الرمز الذى ترفع صوره ، وأنه الأقدر أكثر من أى أحد آخر بمن فيهم الظواهرى أو أى أحد آخر يروج له الإعلام ، الأقدر على تجنيد العشرات للموت من أجله . التحليل النفسى للشريطين الأخيرين ، شريط كرسى الاعتراف المسرب ، وشريط الـ 15 سعوديا هذا ، يؤكدان ‑فى حدود تصورى‑ أن صاحبنا فى سباق مع الزمن لكتابة اسمه فى صفائح تاريخ البشرية ، بعد أن ضمن كتابته فى صفائح تاريخ الجنة . وذلك حقه على أية حال !

انظر تحليلنا للشريط السابق فى صفحة سپتمبر جزء 1 بتاريخ 13 ديسيمبر . اكتب رأيك هنا

 

Manhattan, September 11, 2001.

The Clinton Factor!

 6 يناير 2002 : كشفت الصنداى تايمز اليوم عن نكوص أميركا كلينتون ثلاث مرات عن الإمساك بأسامة بن لادن ، المذهل فيها أنها جاءت جميعا من بلاد إسلامية اتهمت صراحة أو ضمنا يوما برعاية الإرهاب : ريچيم السودان فى ذروة إسلاميته سنة 1996 ، مليونير پاكستانى ، الأمير تركى الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية . ما قاله كلينتون ( طبعا مستلهما خبرته العظيمة كقانونى ) إن هذه إجراءات غير قانونية !

ما يبدو مثيرا من وجهة نظر القصة واعتبرته كشفها الخفى من كواليس واشينتجون ، هو قول كلينتون إن هذه كانت ’ أكبر غلطة فى فترة رئاسته ‘ .

يا سلام ع الكلام ! السذج من أمثالى سمعوه قبل هذا يقول نفس الكلام بالضبط عن مونيكا لوينسكى . وغير السذج من أمثال غيرى ، يقولون إن لا هذه ولا تلك هى الغلطة الحقيقية ، بل ترك العالم بلا إدارة تحكمه لمدة عقد كامل بعد إنهيار الترتيب العالمى القديم بتفكك الاتحاد السوڤييتى ، وبن لادن ما إلا نتيجه ثانوية جدا لكوكب ترك مرتعا لقطاع الطرق من كل صوب وحدب طيلة هذه المدة . ببساطة لقد كان عالمنا يحكم بواسطة طالب جامعة شيوعى هيپى ساذج وعابث ، أداره بنفس الشعارات التى كان يدير بها المظاهرات ضد حرب ڤييتنام . أو بعبارة أخرى كنا من قبل عالمين لكل منهما قائد ، فأصبحنا عالما واحدا لكن بلا قائد على الإطلاق ، وانظروا ماذا كانت النتيجة .

ما من شك ، نعم ما من شك ، أن كلينتون كان النهاية فى مسيرة قرون طويلة جائمة وغثة من ’ أنسنة ‘ العالم ، وانحطاط نصرة الكم على الكيف . تلك التى بدأتها يوما ما تسمى بالثورة الفرنسية ، وأخرت تقدم الكوكب بأن فوتت عليه قفزات وفرص كثيرة لدفع مسيرته الحضارية والتقنية . المؤكد بعد سپتمبر أن العالم لن يعود ثانية قط لدنيا الشعارات البلهاء من قبيل : الحرية والمساواة والأخاء ! أو ريڤوار كلينتون !

اقرأ قصة الصنداى تايمزاكتب رأيك هنا

 

Camp X-Ray, Guantanamo Bay U.S. Naval Station, Cuba.

Guantánamo doesnt display Pray Forever!

 20 يناير 2002 : دكتور روان ويلليامز كتاب جديد بعنوان كتاب فى الغبار وكلها فى أى نشرة للأخبار فى لندن الأمس واليوم ! كذلك 20CAMP ، ومن الصفحة اليومية dayofterror الصورة إمام أساقفة archbishop ويلز الذى ربما يصبح حالا إماما لكانتربرى ذاتها ، أصدر كتابا ينتقد حرب أميركا ’ غير الإنسانية ‘ ضد أفجانستان ( ’ إمام ‘ ليس سخرية من أحد بل الترجمة التى تعلمتها من الهندسة للسابقة اللفظية arch- ) .

موقع إنترنيت الڤاتيكان يشعر بإعجاب شديد نحو الإسلام هذه الأيام ، وينافس بجدارة تونى بلير فى هذا . الصليب ( نعم الصليب ) الأحمر يرعى بحماس بالغ أحوال الوحوش البشرية إسلامية المعتقد ، الموضوعة فى أقفاص حديدية فى جوانتانامو الكوبية . منظمة العفو الدولية ’ تشعر بالصدمة ‘ ، ربما لأنهم حرموا من جلابيبهم القصيرة ، أو ربما لأنهم لم يمنحوا الفرصة الكافية لذبح كل سكان الجزيرة الكوبية بأيديهم العارية ، كما فعلوا بأطفال الجزائر وسياح الأقصر يوما ، ولم تفعل المنظمة ساعتها سوى حمايتهم حتى يتسنى لهم ذبح المزيد والمزيد ( عامة لن أدهش إن سمعت قريبا عن أحد مغاوير الصليب الأحمر وقد التهمه واحد من هؤلاء حين ينفرد به فى الزنزانة ) . الصحافة الأميركية ( الصهيونية فى رواية أخرى ) تعزف على ذات النغمات الإنسانجية بدرجة أو بأخرى ، بما فيها حتى حرماننا كمصريين من استلام حصتنا من ذوات الرداء الأحمر هؤلاء ، عندما يفرغون منهم فى كوبا . فى كل الأحوال يبدو أنه قدر محتوم كون أن كل مرة يأتى فيها ذكر قاعدة جوانتانامو حتى يبرز لنا ’ بعض الأناس الطيبين ‘ ويثيرون ضوضاء تملأ انتباه كل العالم !

Camp X-Ray, Guantanamo Bay U.S. Naval Station, Cuba.

Same Caption, Monster Boys!

هذا هو الحادث فعلا . العصابة الدولية الشيوعية‑الإسلامية تملأ الدنيا كالعادة ضجيجا عن حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية . لكن أحدا لم يسأل : وماذا عن حقوق الحضارة والجرائم ضد الحضارة ؟ إن هذه هى حقا الجرائم التى لا تسقط بالتقادم أو الندم ، وعقابها الوحيد الإبادة الكتلية . هل نحن فى حاجة لتكرار ما بنينا من أجله صفحة اسمها الليبرالية من أن ما تقصده الأمم المتحدة ومن والاها بحقوق الإنسان هو حق واحد هو أن يحكمك الشيوعيون ولا أحد إلا الشيوعيين ( الآن نضيف ’ أو الإسلاميين ‘ ! ) . أما الحقوق الشخصية والحيوانية ، الحقوق الحقيقية فعلا والأكثر أصالة للإنسان مثل حق الحصول على الممارسة الجنسية ، حق اختيار الميل الجنسى ، حق الأطفال فى مشاهدة كل الأفلام وكل المواد الثقافية ، حق تناول العقاقير والخمور ، حق الإجهاض ، حق الانتحار …إلخ ، فيتواطأ الجميع لقمعها تحت مسمى الخصوصية الثقافية والدينية .

سيداتى سادتى صلوا ع النبى ! أنا أتفهم كل هذه المشاعر الغريزية عندكم ، وأدرك أن كل الأديان معسكر واحد هدفه تقويض الحضارة ، لكن المطلوب فقط أن تقرأوا قليلا قبل أن تتكلموا . على الأقل كما فعل الأب جريهام ، وإن كنت عامة لا أحب لأحد التمثل بالكليروس فى شىء . والتنكيل بهؤلاء كما أعلمتنا به الصور التى سربتها البحرية الأميركية بالأمس ( عمدا طبعا ) ، ليس شفاء لغليل انتقام ( وهو شىء مشروع لو كنتم تؤمنون بالإنسان حقا ) ، بل هو ضرورة حياة وموت من حيث كونه عبرة لملايين المعجبين المتوثبين للمحاكاة عبر العالم . فى الحرب الثانية ’ كل ‘ الياپانيين فى أميركا وضعوا فى الأسر . وما أفهمه أن تطالبوا بشىء مشابه اليوم . هذا ما يسمى مسألة حياة وموت !

العصابة الدولية الشيوعية‑الإسلامية تملأ الدنيا ضجيجا عن حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية . ماذا عن حقوق الحضارة والجرائم ضد الحضارة ؟

سيداتى سادتى سواء كنتم إنسانجيين أخيارا حسنى النية ، أو سواء كنتم أعضاء فى منظمة العفو الدولية ، أنا أعلم شيئا واحدا : أنكم بالذات ستكونون فى طليعة من يذبحون عندما يتولى الإسلاميون الحكم فى الغرب ، بفضلكم طبعا . ساعتها سيكون حلما بعيد المنال زنزانة فى معسكر الأشعة إكس ، وزى أحمر وقيد حديدى وغمّامات وصمّامات تحجب عنكم الإحاسيس من العالم الخارجى . صدقونى ساعتها ستتوقون فى يأس لغسيل مخ من النوع الذى تستهجونه الآن بشدة .

مع ذلك ما نحن واثقون منه حتى اللحظة أن دونالد رامسفيلد لم يهزم كما الحال مع چاك نيكولسون ! اكتب رأيك هنا

 

 27 يناير 2002 : تعيش سنجافورة 26SING منذ ثلاثة أسابيع فى صدمة بعد اكتشاف خلية نائمة ضخمة لتنظيم القاعدة . هذا البلد الذى يعيش فى رخاء اقتصادى وفتح أراضيه للمسلمين ، تملأه القصص عن أولئك الأشخاص يرويها جيرانهم ومعارفهم ، كلها تتحدث عن طيبتهم وعاديتهم الشديدة ، بحيث لا يبدو بالمرة معها أنهم أعضاء فى أخطر تنظيم إرهابى فى تاريخ كوكب الأرض . من ناحية ترى فى هذا تأكيدا جديدا لما نقوله دائما وقبل سپتمبر بسنوات ، أن لا أسباب اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية للإرهاب ، فقط هناك أسباب دينية . ومن ناحية أخرى نقول البقية تأتى .

اقرأ سلسلة قصص النيو يورك تايم عن الخلية السنجافورية . اكتب رأيك هنا

 

State of the Union Address

Hey, Axis of Evil! Welcome to dictionary!

 29 يناير 2002 : ألقى اليوم الرئيس چورچ بوش أول خطاب سنوى له عن حالة الاتحاد . كتابة أدبية رفيعة جعلت الخطاب يقاطع عشرات المرات بالتصفيق الحاد ، ويدخل التاريخ ككلاسية من اللحظة الأولى لأدب الخطاب السياسى ، أقله أن يعيد للأذهان خطب تشرتشل الشهيرة إبان الحرب العالمية الثانية . الأهم هو الرؤية الواضحة والحسم الواضح فى رؤية المستقبل ، وبتحديد وصراحة أكبر تبنى الرؤية الرامسفيلدية‑الإسرائيلية للعالم تبنيا كاملا للمرة الأولى على لسان الرئيس نفسه ، وبدون أى من تلك الصياغات الدپلوماسية الحذرة المعتادة .

الجميع توحد الآن وراء الرؤية الرامسفيلدية‑الإسرائيلية للعالم . أدرك استحالة التعايش بين الحضارة الغربية والإسلام ، أو بين التقدم والتخلف عامة ، وأن كل الحلول الوسطى قد طرقت وباءت بالفشل ، وليس أمام أى من الطرفين الآن سوى القضاء على الأخر .

جميع أصحاب العقول كما جميع أصحاب ترسانات الأسلحة ، فى واشينجتون كما فى طهران ، فى كهوف تورا بورا كما فى مخيمات غزة ، باتوا مقتنعين باستحالة التعايش بين الحضارة الغربية والإسلام ، أو بين التقدم والتخلف عامة ، وأن كل الحلول الوسطى قد طرقت وباءت بالفشل ، وليس أمام أى من الطرفين سوى القضاء على الأخر .

بذكاء بارع يحيى چورچ بوش من جديد استخدام كلمة ريجان الشهيرة عن الاتحاد السوڤييتى ’ إمپراطورية الشر ‘ ، ليمزجه فى نفس الوقت مع إحياء لكلمة أخرى هى التسمية الشهيرة من الحرب العالمية الثانية ’ المحور ‘ . ما لا يغيب عن الدلالة هنا أن كلا الطرفين المشار إليهما قد هزما وطواهما التاريخ . من هذه وتلك يصك چورچ بوش لقبا جديدا هو ’ محور الشر ‘ Axis of Eveil ، ليخلعه على ثلاث دول هى العراق وإيران وكوريا الشمالية . كما يذكر بالاسم المنظمات الإسلامية فى الأراضى الفلسطينية ولبنان وپاكستان بالاسم .

الأكثر إثارة فى هذا هو ذكر طهران صراحة فى هذا المحور الثلاثى ، بعد أن بدأ البعض ( بمن فيهم الوزير الطيب كولين پاول ) يتحدث بالفعل عن نوع ما من التحالف بين إيران وواشينجتون ، ولعل هذا هو أكبر نصر حتى اللحظة للرؤية الرامسفيلدية‑الإسرائيلية المذكورة . طبعا إسقاط ريچيم طهران شىء ستراتيچى وأساسى للغاية بالنسبة لبناء عالم أفضل ، ولا يقل سذاجة عن ذلك افتراض أنه مجرد تعديل أملته حادثة السفينة العرفاتية الشهيرة .

George W. Bush and Dick Cheney

Twogether!

كذا كان من الدلالة البارزة أن كان ديك تشينى حاضرا خلف الرئيس مباشرة فى أول ظهور علنى مشترك للرجلين منذ 11 سپتمبر . كذلك أن توسط رئيس الوزراء الأفجانى حامد كرزاى ووزيرته سيما سمر الضيوف فى شرفة مبنى الكاپيتول ، جنبا إلى جنب مع لاورا بوش ، ومضيفتى طائرة مفجر الحذاء ، وأن حيا الجميع بالتصفيق السيدة سمر لهذا الحضور الخاص الأقرب للأحلام منه للواقع .

خطاب مثير ومبشر بعالم أفضل يخلو من قطاع الطرق ، لكن السؤال الوحيد عندنا والذى قد يبدو ساذجا بعض الشىء : أين موقع الجرذ الألثغ بشار الأسد من كل هذا ؟ أعتقد أن لا يزال هناك بعد من يمكنه خداع أميركا حتى اليوم ، ولو على نحو جزئى . أعلم أنكم تعتبرونه جرذا ستلزمه قعقعة الدبابات التركية وأزيز الطائرات الإسرائيلية جحره ، لكنكم للأسف لا تعلمون كم أمكن للجرذان أن تنخر بنجاح ساحق فى التاريخ العربى حتى تهاوى بالكامل ، وأقله أن أودى بنا هذا الجرذ تحديدا لتهلكة 1967 ، ثم لما هو أعظم وأعظم بلا انقطاع حتى اليوم ! للأسف ، كل ما يعنى أميركا أن بشار ليس خطرا عسكريا يذكر عليها أو على إسرائيل أو على دول الپترول . هذا قصر نظر ، وما لا يصل إليه تفكيرها هو محاولة تخيل القمم العربية بدون بشار ، والجامعة العربية بدون مزايدات وزير خارجيته . حينئذ سيصبح العالم العربى ككل أقل شعارات وديماجوچية وتطرفا ، وأكثر ميلا للتنمية والجلوبة والتطبيع مع العالم المتقدم .

إذا كانت العراق وإيران وكوريا الشمالية هى محور الشر ، فإن فرنسا هى نواته . إنها حتى أخطر من الاتحاد السوڤييتى ، ولا يمكن للحضارة تفادى مواجهتها بعد الآن .

فى الواقع العملى المعاش ، عادة ما تكون كلمة تشدد واحدة من سوريا أو كلمة تشجيع واحدة من فرنسا ( كما قلنا من قبل ) ، كافيتين لشل كل مقدرات المستقبل العربى لعدة سنوات تالية . هذا السيناريو يتكرر يوميا تقريبا ، ورأينا المتواضع أن مكاسب أميركا ( ومن ثم العرب وكل العالم ) ، ستكون أكبر بكثير لو عدلت وجهة طائراتها التى بدأ دويها يصم الآذان العربية بالفعل ، لتضرب دمشق أولا بدلا من بغداد .

أما من تقوم بدور تخريبى مشابه لكن على الصعيد الجلوبى ككل ، من هى أصل كل الشرور والخطر الأكبر على كل الحضارة المعاصرة ، فرنسا ( وهذا أيضا ما قلناه يوما ) الطابور الخامس المستعصى المندس وسط المتقدمين ، والأم الأصلية للشيوعية وخليفتها معا ، فهى قصة أخرى يجب مواجهتها يوما ، ولا بد وأن تجد الحضارة حلا معها فى نهاية المطاف . الشواهد تؤكد أن أميركا لا تزال متمسكة بمقولة 11 سپتمبر الشهيرة : من ليس معنا فهو مع الإرهاب . وهذا أسوأ خبر ممكن بالنسبة للعاهرة القبيحة .

اقرأ النص المكتوب الكامل لخطاب ’ محور الشر ‘ 'Axis of Evil' … اقرأ النص الفعلى الكامل للخطاب …

ومن الخطابات الشهيرة السابقة اقرأ نص خطاب ’ الصلب الأميركى ‘ مساء 11 سپتمبر 2001 'they cannot dent the steel of American resolve'

أو اقرأ رسالة’ إما معنا وإما ضدنا ‘ 12 سپتمبر ، التى وجهت لقادة ثمانين دولة 'You're either with us or against us'

أو اقرأ قرار ’ إنهاء الدول ‘ 13 سپتمبر 'ending states who sponsor terrorism'

أو اقرأ وقائع المؤتمر الصحفى ’ الحملة الصليبية ‘ 17 سپتمبر 'this crusade, this war on terrorism, is going to take a while'

أو اقرأ نص خطاب’ مطلوب —حيا أو ميتا ‘  18 سپتمبر 'there's an old poster out West, as I recall, that said 'Wanted —Dead or Alive''

اكتب رأيك هنا

تحديث : 31 يناير 2002 : تداعيات الخطاب التاريخى لا تزال تتصاعد . طبعا لن نضيع وقتنا ووقتك فى الكلام عن ردود الفعل الغاضبة الآتية من ’ محور الشر ‘ ، فبيانات الشجب والإدانة ، والتعهد لأميركا بالويل والثبور وعظائم الأمور كلها سمعتها وتعرفها من قبل . فقط إليك بعض الكلام الجاد :

1- دونالد رامسفيلد أفاض فى الكلام عن أيضا 31CND-MILI.html تفاصيل ’ الأخطار غير المسبوقة ‘ التى أشار إليها بوش فى خطاب حالة الاتحاد ، حيث كان قد أفصح لأول مرة عن العثور على مخططات للمنشآت النووية والمائية الأميركية فى أوكار تنظيم القاعدة فى أفجانستان . ومن ثم عزز أيضا بطريق غير مباشر طلب الرئيس من الكونجرس قبل أيام لزيارة فى ميزانية الدفاع قدرها 48 بليون دولار ، بحديث عن توقعاته عن ضربات جديدة موجعة وأكثر فتكا ستتعرض لها أميركا من خلايا تنظيم القاعدة . طبعا لا شك عند أحد أن الميزانية سوف تعتمد ، فالخطر حقيقى وقائم بلا شك ، والمشكلة فقط هى عاطفية وغباء الرأى العام . لكن لحسن الحظ أنه ما لم تنجح إحدى تلك العمليات فعلا ، فإن غض الطرف عن واحدة صغيرة منها كى تمر ، يكفى جدا كى ترتص الصفوف مرة أخرى وراء القراءة الصحيحة للعالم لأول مرة ربما منذ قرون ، والتى تبصرتها قيادته الجديدة الواعية : دونالد رامسفيلد .

2- التايمز اللندنية راحت ترسم ملامح الستراتيچية الأميركية لعالم المستقبل . وقالت إن الصرامة والحسم فى إبادة كل المارقين هى السمة الأولى لهذه السياسية ، التى باتت أكثر تماسكا ووضوحا وحزما وثقة ، ذلك فيما راحت الجريدة تقارنه بخطابات بوش السابقة منذ 11 سپتمبر ( أو ما أسميناه نحن التردد فى تبنى الرؤية الرامسفيلدية‑الإسرائيلية للعالم ، وهى فى رأينا رؤية صحيحة ومفحمة وسيتبناها الجميع إن آجلا أو عاجلا ، ربما بما فيها القمة العربية المقبلة ) . المثير هنا أنها تلاحظ ربما على عكس العقيدة السائدة عن الستراتيچية العسكرية الأميركية فى العقود الأخيرة ، أنه يعد الآن لعمليات غزو متزامنة متعددة فى أماكن مختلفة من العالم .

3- سافاير حصل فيما يبدو على بعض من تفاصيل خطة الغزو القريب للعراق . باختصار سيتم فورا إعادة الدعم المادى للمعارضة الأميركية رغم عدم رضا أميركا التام عنها ، وسيبدأ سريعا تأليب أكراد الشمال وشيعة الجنوب ، بمساعدة من القصف الجوى الأميركى ، وليحسم مصير الريچيم العراقى فى نهاية الأمر بواسطة الدبابات التركية . المعلومة الأخطر أن كل القرارات قد اتخذت بالفعل ، وأن التنفيذ وشيك وشيك وشيك ! ] .

تحديث : 1 فبراير 2002 : 24 ساعة أخرى والتداعيات المثيرة للخطاب التاريخى لا تزال تتوالى :

1- موقف عظيم شجاع من الملك عبد الله الثانى أعلن فيه موافقته المطلقة على الحملة الأميركية ، بما فيها اعتبار العراق من ’ محور الشر ‘ . لاحظ أن اجتماع ملك الأردن اليوم بالرئيس بوش ، هو فى حد ذاته خطوة أولى وأساسية جدا فى التجهيز للحرب ، وقد اجتازها الطرفان بنجاح تام . أمنيتنا بالأمس قبل سطور بتبنى القمة العربية لذات الموقف ونبذ العقلاء لجبهة الرفض العربية من صفوفنا ، أمر سيكون بلا شك تحديا تاريخيا ونقطة تحول جبارة . لكن موقف الملك عبد الله الرائع اليوم يبث فينا المزيد من الأمل فى صلاح منطقتنا وشعوبنا . الأيام القادمة سترى المزيد من المقابلات فى البيت الأبيض ، والكل يحلم بدور فى تحالف ما مع أميركا ، بينما بات واضحا أن أميركا لا تريد ‑بل الواقع أنها لن تستطيع‑ إدارة العالم ، إلا إذا اضلعت بهذه المهمة منفردة ( بالمناسبة الكلام بدأ فعلا عن  بعد يومين 03FRIE تفكيك النيتو بسبب عدم حاجة رامسفيلد إليه ، أو بصراحة أكثر أن ليس لدى النيتو ودوله الضعيفة ما تقدمه أصلا ! ) .

2- أول الغيث فى كلام سافاير جاء فى غضون ساعات لا أكثر . صدقت معلوماته الداخلية وأعلن فعلا استئناف الدعم المادى للمعارضة العراقية . كل ما علينا وعلى الأخ صدام انتظار بقية السيناريو . رغم ذلك نشك أن الأخ بشار قد فهم أو سيفهم شيئا ! ] .

تحديث : 12 مارس 2002 : يبدأ غدا فى مصر عرض درة أفلام 2001 وحائز أوسكاراتها المرتقب ’ مملكة الخواتم ‘ The Lord of the Rings —The Fellowship of the Ring . لأنه ذو صلة تاريخية بالوطنية الأميركية ، ولأن هذه استحالت صلة كبرى وإن لم فى بال أحد بالطبع عندما صنع ، بأطروحة محور الشر ، ولأنه أسطورة شعبية بكل الكلاسية الممكنة للكلمة ، كل هذه الأسباب المثيرة سوف تجعل من الحدث احتفالا نادرا لا تحظى بمثله صفحة الفن الجماهيرى كثيرا ! فإلى هناك ] .

 

 31 يناير 2002 : استطرادا لسلسلة المشاهد ’ الخيالية ‘ التى لم يكن ليحلم بها أخد لولا ذلك التراص المذهل فى صفوف الحضارة بعد 11 سپتمبر ، عممت التايمز اللندنية اليوم قصة عن قبول الصين استخدام بريطانيا لقاعدة جوية فى أراضيها . هذا لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية ، وقطعا كان من المستحيل تخيله أيام الحقبة الشيوعية . مرة أخرى لقد أصبحت الدنيا غير الدنيا ، كل شىء تغير إلا ما يقال بلغة واحدة ، أنت تعرفها جيدا ! اكتب رأيك هنا

 

 4 فبراير 2002 : إيران بتستعبط وبتستعبط ! هذا هو الموقف بعد أسبوع من خطاب محور الشر الشهير . الاستعباط الأولانى أنها تريد جر العالم لتفاصيل متاهية تنفى دعمها أو إيوائها لفلول القاعدة وطالبان ، أو إثبات أنها لا تتدخل فى الشأن الأفجانى . أنتم محقون فيما يتعلق بالشق الأول على الأقل . الكل يعلم أنكم تكرهون المسلمين السنة ومنهم هؤلاء ، وأنكم لستم من الغباء بحيث تهزون ذيل النمر الأميركى الرابض بجيوشه فيها ، وأنكم حين تريدون الاستيلاء على أفجانستان فسوف تفعلون هذا بطرقكم اللبنانية الخاصة ، أو ربما بطريقة جديدة هجين شيعية‑سنية أو حتى مع پاپا روما لا أعلم  ، لكن فى وقت أبعد ما يكون عن الوقت الحالى .

نعم ، إنما القضية هى لحد كبير قضية سفينة عرفات ، وأنكم أعداء خطرون لإسرائيل ، وتريدون وضع أسلحتكم على مشارفها من خلال جسر الهوة الجغرافية فى ثالوث الإرهاب الأعظم سوريا العراق إيران ، بتشجيع التصالح بينكم وسوريا من ناحية وبين العراق الذى يتوسطكما من ناحية أخرى ، بل ويقول آرييل شارون أن وصل طموحكم مؤخرا لحد اللعب فى أمخاخ عرب إسرائيل .

لكن هذه ليست حتى كل القضية ، وحتى لو كنتم أبرياء منها أيضا ، وطبعا لستم كذلك . فالقضية الأهم من كل شىء أنكم الدولة الدينية الوحيدة فى كل العالم فى القرن الحادى والعشرين ، ألا يكفى هذا ؟ ألن يكون العالم أجمل كثيرا لو تم استئصالكم منه ؟ أليس قدرا تاريخيا هو الذى فرض على أميركا وإسرائيل عبء أن تسديا للعالم هذه الخدمة ؟

تحاولون التفوق على الاستعباط العربى ، وهذا مستحيل بحكم التعريف ، ذلك بتكرار لعبة هاتوا‑دليلكم‑إن‑كنتم‑ستضربون . بينما الواقع أنكم تستعبطون على أنفسكم وليس إلا ، وتتناسون مثلا رد وزير الإعلام العمانى على لعبة الحزب اللادنى فى ذلك الوقت حين قال : وهل الأمر فى حاجة لدليل ؟ والأسوأ أن نسيتم أن أميركا ضربت أفجانستان وبدأت مجرى ضرب العراق ، وبعد قليل سوف تضربكم أنتم وجرذكم الدمشقى الصامت مريحا إيانا من لثغته منذ شهور على غير العادة ، ذلك دون أن تستنزف طاقتها فى لعبة اقناع المحلفين بما جمعته الاثباتات والقرائن عن مجرمين محترفين . إنها تتذكر الآن أنها لم تعتقل آل كابونى ذكرت بتهكم فى جواز حبيبى قط بتهمة القتل ، ونجحت فقط فى اعتقاله بتهمة التهرب من الضرائب . ما أكثر الضرائب المستحقة عليكم يا سادة ، والمشكلة لم تعد ما تفعلونه فى الخفاء ، فبعد 11 سپتمبر ما تقولونه علنا أصبح هو ’ الـ ‘ جريمة . إن اللعبة الحالية قواعدها أبسط من كل ذلك بكثير ، وليس بها محلفون أو قضاة أو حتى قوانين معقدة : فقط قانون واحد بسيط وسهل الفهم ، قانون داروين‑رامسفيلد . قانون يقول فى سطر واحد إن مصيركم البديهى هو الانقراض .

الاستعباط الأخرانى أنكم تحاولون التفوق على صدام فى العنترية والعنجهية وطول اللسان ، وهذا مستحيل بحكم التعريف كذلك بالبداهة جدا جدا . طوال الأيام السابقة رحتم تطلقون سيل التهديدات بالويل والعقاب ويوم لا ينفع الندم لإسرائيل وأميركا كمان ! لا تعليق سوى أن مفاعلكم النووى شهوره معدودات ، ناهيكم عن ريچيمكم السياسى كله ! اكتب رأيك هنا

تحديث : 7 فبراير 2002 : يبدو أن فضيلة الشيخ تونى بن بلير قد أدمن تلقى الإهانات من العرب والمسلمين . من قبل ذهب لبشار فى بيته ، فقط كى يهزأ به هذا الأخير ، ويعيده بقفا أكثر حمرة من مساجد دمشق التى زارها . منذ سنوات وهو يريد استرضاء ريچيم طهران الدينى ، مخدوعا بلعبة الشرطى الطيب والشرطى العنيف فيه [ للمزيد عنها تابع لاحقا هنا وهنا ] ، أو ما يسمى بالمصطلحات الدينية معتدلين ومتطرفين ، وعرض عودة العلاقات الطبيعية بل وأرسل سفيرا إليهم . اليوم جاءت الصفعة الكبرى : رفضت إيران السفير ديڤيد ريداواى ، وأعلنته ’ يهوديا صهيونيا عميلا للـ MI6 ‘ . ومرة أخرى يعود بلير من فتوحاته الإسلامية بقفا أحمرا ألهبته الصفعات أو ’ يجمر العيش ‘ كما يقال فى مصر .

بماذا علق بن بلير ؟ الإجابة لا شىء ، بما فى ذلك المعلومات البسيطة أن الرجل ليس به أى من هذه الصفات وأنه لم يقرب اليهودية ولا الاستخبارات يوما ( بغض النظر عن أنها ليست تهما أصلا ، أو أن الادعاء بها هو فضيحة لأجهزة الاستخبارات الإيرانية ) ، ناهيك طبعا عن خدمته الطويلة أصلا فى طهران ، وزواجه من إيرانية …إلخ !

إلى متى يظل الغرب يمنى نفسه برضا المتخلفين عليه ؟ لحسن الحظ توجد إجابة هذه المرة : حتى يستأصل اليسار من حياته السياسية أولا !

كيف ؟ على وجه الدقة لا نعلم . حزب المحافظين دخل فى غيبوبة غير مفهومة ، ويتضرع لبزوغ قيادة جديدة تعيد الأمجاد الثاتشرية . لكننا نعلم على الأقل أن اليمين ، إن لم يكن الفاشية الجديدة تحديدا ، سوف تحكم معظم أوروپا قبل نهاية هذا العام . اقرأ التفاصيل فى صفحة الليبرالية ، لتدرك بعدها أن أيام الأخ بن بلير لن تطول كثيرا ] .

 

 11 فبراير 2002 : هل هى صدفة محضة أننا كلما نتذكر البارونة ثاتشر كما حدث فى السطور السابقة مباشرة ، لا يطول الانتظار حتى نسمع صوتها فعلا ؟ الوجه المنطقى فى هذا أنه إذا كان العالم يفتقد شخصا واحدا فى معركته الحالية ضد التخلف والدين ، فلن يكون سوى مارجاريت ثاتشر . الطبيعى أن تكون موجودة ومؤثرة ، بل الواقع أننا لا نستطيع نسيانها أبدا ، وهى أيضا لا تستطيع خذلان العالم المتضرع لرؤاها وأيامها المجيدة ، لكن الشىء الرائع فى هذه السيدة أنها تجيد اختيار اللحظة التى تقدم فيها على خطواتها .

للافتقاد أسبابه ، وهى واضحة جدا ، أقلها ذلك الثقب الأسود الهائل فى جسد الحضارة المعاصرة ، والمعنون 10 داونينج سترييت ‑لندن ‑المملكة المتحدة . وآخر الأخبار أن يبدو أن الشيخ تونى بن بلير تخلى عن طموحاته فى أن يصبح خليفة للمسلمين ، الوظيفة التى خلت باختفاء الملا عمر ، فأصبح مشغولا بشىء آخر طيلة الأسبوع الماضى . إنه توزيع الوعود بالرخاء والحب والسلام على الشعوب الأفريقية التعيسة . فراح يلقى إليهم بقبلات اليسار الأوروپى السعيد جيئة وذهابا ، ويبشرهم بنعيم الطريق الثالث ومباهجه التى لا تقاوم . ربما انكمش طموحه ، إلى مجرد حجز وظيفة شيخ لإحدى القبائل الأفريقية الصغيرة ، حين يصبح فى حكم المتقاعد بعد سقوطه فى الانتخابات إن آجلا أو عاجلا . على أية حال ليست هذه السابقة الأولى بالنسبة للإنجليز . كل المطلوب منه أن يغير اسمه من تونى بن بلير إلى طرزان بن شييتا ، ويهجر لندن ويقرر قضاء بقية عمره فى حبور وجزل الأدغال الأفريقية ، لا يفعل سوى غناء هاكونا ماتاتا .

أيضا للتوقيت أسبابه ، وفعلا تكلمت مارجاريت ثاتشر هذه المرة غير كل مرة . ليس تعليقا موجزا أو رد فعل على شىء صغير استهجنته ، ليس مكالمة تليفونية أو نحوها تجيب فيها على سؤال للتايمز ، إنما مقال بخط يدها مسهب ومرتب ، وطبعا بليغ العبارة . تتحدث كعهدها دوما بالرؤى الضخيمة ، وبالتحديد فى الستراتيچيات الكبرى وإعادة رسم خرائط العالم . أى المستوى الجدير ببطلة المعركة الأخيرة فى الحرب الباردة ، مع إحياء الحس الجميل بجبروت تلك المرأة الحديدية التى لم تفتت فقط أعرق وأصلب نقابات الشغيلة فى بريطانيا ، بل أقدمت بطريقة عملية ربما أكثر من رونالد ريجان نفسه ، على تفتيت القدرة الفائقة فى دنياها آنذاك ، الاتحاد السوڤييتى . ورؤاها كانت الأنضج والأنجع ، وخطتها لتفتيته من الداخل وأفلحت بسرعة وعلى نحو مدهشين ، وكلنا يذكر بالطبع نظرياتها فى ميخائيل جورباتشوف وصداقتها له .

والتوقيت الواضح فى مقال اليوم ، أنها استشعرت أخيرا بعد خطاب محور الشر ، أن أميركا قد حزمت أمرها فعلا على خطة بعيدة المجرى لتطهير العالم من موبقات التخلف والمتخلفين . فأرادت تقديم دعمها المعنوى لهذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى إزالة ما قد تبقى ربما من بذور للتردد أو الحسابات السياسية الرخيصة أو المصالح الضيقة هنا أو هناك ، سواء داخل أميركا أو مع هذا الطرف أو ذاك خارجها .

التايمز أيضا ، لكن النيو يوركية هذه المرة ، والعنوان يكفى وحده لبيان السبب ’ نصيحة للقدرة الفائقة ‘ ( superpower يترجمونها عندنا القوى العظمى القوة العظمى ، ولا أعرف كيف ؟ ! ) . مبدئيا تفتتح كلامها بعبارات شعرية لميلتون عن الأمة التى صحت من رقادها ، لتدلف منها إلى نبوءة جذرية : أميركا تمتلك التقنية ، وسينهزم كل أعدائها لأنهم لا يملكون ما تمتلك من التقنية ( يا للهول ! بالنسبة لى شخصيا ليس أروع من أجد أخيرا من الساسة من ينطق كلمة تقنية على لسانه ، ويرجع الأشياء لبنيتها التحتية الحقة بهذه الفصاحة والقوة والوضوح . وليس لك إلا أن تعيد تصفح الموقع كله لترى الأعماق المختلفة لهذا الرأى ، والذى على سبيل المثال كان يوما انتقادى الوحيد لما يكتبه هنرى كيسينچر ، فى وقت لم أكن انتقده فيه أبدا . طبعا دعك أصلا من بيلل كلينتون وأمثاله ممن يعتقدون أنهم سوف يحكمون العالم بباقات الورود المرفقة ببطاقات التهنئة بالديموقراطية وحقوق الإنسان . سعادتى ليست ذاتية بالمرة ، بل لكون هذه بداية فهم للسياسيين فى الغرب ممن يأتون من حقول غير تقنية فى العادة ، أن كل المشاكل تحل بالتقنية ، وبالتقنية وحدها ، سواء إرضاخ الأعداء أو الاقتصاد أو الهجرة أو حتى مشكلة الديموقراطية ، وأن الاندفاع نحو حضارة ما بعد‑الإنسان هو الحل الأمثل لكل مشاكلنا المعاصرة ) .

طبعا كان لا بد لثاتشر أن تنطلق من الحرب الباردة . شبهت التطرف الإسلامى اليوم بفترة البلشڤية الأولى : عقيدة تحمل السلاح ، أتباع مخلصون متعصبون ، جيدو التسليح والعزيمة . والأهم أن قهرهم لا يمكن تحقيقه بدون ستراتيچية كبرى وبعيدة المجرى .

ترى الطور الأول من هذه الحرب طويلة المجرى قد أوشك على نهايته الناجحة فى أفجانستان . وتسخر من الرأى القائل إن فشل الأمم يولد الإرهاب ، ومن ثم على أميركا أن تظل ترعى عملية البناء المجهدة والطويلة لهذا البلد . الواقع أنها تدخر لأميركا مهاما أهم . القدرة الفائقة العسكرية الوحيدة فى العالم لا يجب أن تبدد طاقتها فى شىء آخر غير الحروب العسكرية . ( رائع أيضا ، أليس كذلك ؟ ! ) . وعليها أن تترك مهام الرعاية الاجتماعية للآخرين ! وترشح بريطانيا لدور عالمى طليعى فى الشئون الاجتماعية !

الطور الثانى فى رأيها ليس العراق كما يخيل للجميع حاليا ، إنما الفلپين والصومال وغيرها من الأماكن التى تنشط فيها الجماعات الإسلامية المسلحة . بعد ذلك يأتى الدور على الدول .

الدول المقصودة فى الطور الثالث ، ليست بالضبط تلك التى أسماها چورچ بوش محور الشر ، بل كل دولة تعادى القيم الغربية ، بما فى هذا معاداة إسرائيل . وتتساءل هل معاداة سوريا أو إيران لطالبان أو ادانتها لأحداث 11 سپتمبر تنفى عنها صفة كراهية الغرب أو تآمرها ضد إسرائيل . وهى تضم بالتالى لمحور الشر ، لا سوريا فقط ، بل ليبيا التى لا يبدو أنها غيرت شيئا من عقليتها الناقدة للغرب ، والسودان الذى يشن حربا دينية على مواطنيه غير المسلمين .

وأهم الأشياء جميعا أن تحذر ثاتشر من عدم الوصول بالأشياء لمنتهاها . وتضرب مثلا بصدام حسين على أن ’ بيزنس الأمس غير المنتهى سيصبح صداع الغد ‘ . وأنه بدون التهشيم الكامل لأعداء أميركا فإنهم سيواصلون مساعيهم الشريرة دونما هوادة وكلما واتتهم الفرصة . وتقول إن كل ما استخدم فى أفجانستان من خطط صالح لتوظيفه فى العراق ، لكن إذا احتاج الأمر لاستخدام هائل للقوة العسكرية فلا يجب أن تتردد أميركا إزاء هذا .

وخلاصة القول عند ثاتشر إن ما حدث فى 11 سپتمبر حدث بسبب غفلة الغرب . وتكاد تعرف الغفلة بأنها عدم المبالاة بمن يكرهون الغرب . فى رأيها هذا سبب كاف للغاية للتقدم وتدمير كل من يملكون هذه المشاعر قبل أن يترجموا هذه الكراهية لأفعال . من ناحية أخرى هذا التدمير نفسه سوف يزيل الكراهية : إنهم يكرهوننا الآن…. نظامنا الدفاعى سوف يغير هذا  . ولا تنس فى السطور الأخيرة أن تعلن تأييدها لمشروع الدرع الصاروخى ، وثقتها فى أن العالم يمتلك الآن القائد الصحيح ممثلا فى الرئيس بوش .

طبعا ، لا نكاد نجد ما نعلق به . اتفاق مطلق مع كل هذه الحقائق التى طالما اعتبرناها بديهيات ، وإن كانت مع ذلك غائبة عن قادة الغرب . ربما فقط تحفظ واحد هو ما يتعلق بالاتساع والسرعة . وبحكم اطلاعى على العقلية العربية‑العربجية ، أعتقد أن الفعل يجب أن يكون واسعا ، أى أن تشن الحروب على كل جبهة الرفض العربى والإسلامى بما فيه إيران وسوريا ولبنان والأراضى الفلسطينية كلها دفعة واحدة . ولا بأس بالطبع من اعتماد معيار ثاتشر الجديد والجرئ حقا ، بضم الريچيمين الحاكمين فى السودان وليبيا للأچندة . فالمؤكد على أية حال أن سيكون العالم ، وبالأخص عالمنا العربى ، أفضل ولو قليلا بدونهما .

1- هذه حرب طرفاها التقدم والتخلف ، ولا تشبهها فى بساطتها سوى حرب الچنرال كاستر ضد الهنود الحمر .

2- هذه حرب لن تنته إلا بإفناء أحد الطرفين للطرف الآخر .

3- ريچيمات الحكم المستهدفة لا يجب أن تكون خطرة أو معادية بالضرورة . يكفى أن تكون قد ناهضت القيم الغربية يوما . هذه فاتورة لا تسقط بالتقادم أو الندم . البشر لا يتغيرون بسهولة ، قدرهم الچيينى يمنعهم من هذا حتى لو أرادوا ، الطبع يغلب التطبع كما يقال وقاطع الطريق لا يتحول لبناء بين يوم وليلة .

4- الحرب يجب أن تشن على كل الجبهات فى نفس الوقت .

5- الحرب أولا ، والتحالف يأتى لاحقا .

6- أميركا ليست فى حاجة لحلفاء بل هم الذين فى حاجة إليها .

7- كل تأخير يكلف ثمنا باهظا .

نعم ، وهذا كلام قلناه مساء يوم 11 سپتمبر ليس انفعالا أو غضبا بل كحقائق چيينية : إن معيار إسقاط أى ريچيم لا يجب أن يكون على أساس ما يشكله من خطر ، بل لمجرد ’ كراهيته ‘ للتقدم وللعالم المتقدم ، حتى لو فى الماضى وليس فى الحاضر بالضرورة . إن خطبة واحدة تحدثت سلبا عن ألفاظ كالإمپريالية أو الصهيونية أو الاستعمار ، هى دليل كاف للغاية على المروق ضد الحضارة ، وتستوجب من ثم إفناء الريچيم الذى تفوه بها بها بالكامل من على وجه الأرض . سوريا مثلا لا تمتلك أسلحة دمار كتلى أو غير كتلى ، ولا تمتلك ما يصيد ذبابة حتى ، فهل نتركها ؟ من الممكن أن تتسامح مع الأفراد عندما يغيرون معتقداتهم ، لكن مع الريچيمات فإن معاداة التقدم جريمة لا تسقط بالتقادم أو الندم ، ومن السخف تخيل قيادة تؤمن بشىء وتقود الناس له ثم تؤمن بعكسه وتقود الناس له . البشر لا يتغيرون بسهولة ، قدرهم الچيينى يمنعهم من هذا حتى لو أرادوا ، الطبع يغلب التطبع كما يقال وقاطع الطريق لا يتحول لبناء بين يوم وليلة . أيضا من السخف تركهم ينجون بجريمتهم هذه ضد شعوبهم ، حتى لو كانت شعوبهم قد اقتنعت بكلامهم يوما ، دع جانبا جرائمهم فى حق الشعوب الأخرى حيث لوكيربى ليست إلا واحدة من ألف جريمة مشابهة لا تقل بشاعة .

[ مثلا تكشفت لاحقا ‑فى 21 يوليو 2002‑ فضيحة حول تفاصيل جريمة الاعتداء الإيرانى الشهير على مقر جمعية المساعدة المتبادلة اليهودية فى بيونس أيريس فى 18 يوليو 1994 ، وأسفر عن قتل 85 شخصا ، واللاحق بعامين على تفجير مشابه للسفارة الإسرائيلية فيها ، والمدانة فيه إيران أيضا . يبدو أن الأمور كان أقل إحكاما المرة الثانية ، فأعقبتها رشوة للرئيس كارلوس منعم بعشرة ملايين من الدولارات لبذل الجهد بنفسه للتغطية على الجريمة . هذا ما قاله وكيل الاستخبارات الإيرانية ذو الاسم الحركى مصباحى الذى تولى الوساطة فى هذه الصفقة . لم يكشف فقط بخلاف هذا تفاصيل التخطيط للعملية منذ 1992 ، بل أيضا كيف أن الاستخبارات الإيرانية هى التى أوصلت منعم للحكم بمساعدة الجالية العربية المسلمة ، سنة 1989 . كل ذلك جاء فى تحقيق رسمى حكومى أرچنتينى حصلت على نصه النيو يورك تايمز .

لا خومينى ولا أحفاده يجب أن يفلتوا من العقاب يوما ، ولا منعم وأمثاله يجب أن ينجوا بخيانتهم . نعم ، لا شىء يسقط ‑ولا يجب أن يسقط‑ بالتقادم ، لا بالنسبة لجبهة الرفض العربية‑الإيرانية وبالنسبة لا أذنابها فى الغرب .

فى ذات الوقت وجدنا اليوم إثباتا جديدا لكلمة أخرى لنا قلناها فى مطلع هذه الصفحة ، تحديدا فى مساء 11 سپتمبر البائس ، إن كل ذوى الأصول العربية والمسلمة فى الغرب هم قنابل موقوتة ، ويحب ترحيلهم فورا . لعلنا ساعتها شعرنا لوهلة أننا تطرفنا فى الحكم أو أن الانفعال جرفنا أكثر مما يجب فى ذلك اليوم . لكن اليوم لا نكتفى بتوكيدها ، بل لدينا ما نود إضافته : اطردوهم حتى ولو كانوا رؤساء للجمهوريات ، وحتى لو كانوا متزوجين من ملكات الجمال الكاثوليكيات لبلادهن ! ] .

على الأقل هذا ما كنا نقوله فى أحلام عقولنا الباطنة ولا نفكر به علنا أبدا تقريبا ، وعلى الأكثر كنا نقوله بمجرد حديث خجول مبهم عن الچيينات التى لا تتغير أبدا ، أو بأن لم نلجأ أبدا فى هذا الموقع للتهييج من المخاطر العسكرية لأى ريچيم حاكم على أميركا أو إسرائيل ، فبن لادن كان فى الواقع أكثر خطرا منها جميعا وبمراحل . ولطالما كان شاغلنا أن خطرها الوحيد يكمن فى خلفنتها لشعوبها وللشعوب المجاورة ، وهو فقط ما ناضلنا ضده ، وبسببه تحديدا انفردنا مثلا باعتبار ريچيم حافظ وبشار الأسد هو أخطر ريچيم رجعى على وجه الأرض ، ذلك لأسلوبه الخبيث بالتحريض التحتى لبقية العرب دون التورط هو نفسه فى أية مواجهة ، بالضبط كما أفعى تبث سمومها بصوت خفيض ، ويتساقط الموتى طوال الوقت دون أن يستشعر أحد وجودها أصلا .

هذا من ناحية الاتساع ، أما من ناحية السرعة فيجب للفعل أن يكون سريعا ، ونرى أن يبدأ كل هذا فورا وبدون تماحيك دپلوماسية . فالحرب يجب أن تبدأ أولا والتحالفات تأتى فيما بعد . وتأكدوا أنها ستتشكل من تلقاء نفسها ودونما مجهود بعد ذلك . هذا إن لم تكن أكثر قوة والتزاما حينئذ ، والكل يرى الأهوال والجدية فى الفعل الأميركى ، لا مجرد أقوال وتوسلات وتهديدات ( تخيلوا موقف روسيا والصين مثلا حاليا ، لو لم تكن أميركا قد بدأت حرب أفجانستان حتى الآن ، ولا تزال تتفاوض من أجل تشكيل تحالف دولى ) . كل هذا طبعا دون مناقضة لحقيقة أن أميركا ليست فى حاجة لحلفاء أصلا ، بل هم الذين فى حاجة إليها .

المتابع للتفكك الحالى للعقلية العربية من خلال كتابات المثقفين وتصريحات الساسة ، يستشعر كم هو مهم جدا الطرق على الحديد وهو ساخن . الطرق الآن وفورا وبكامل اتساع القوة . وتأكدوا أن التكلفة تزيد مع كل يوم يسمح للعدو فيه بالتقاط أنفاسه ، ومن ثم استقطاب تعاطف المزيد من الجدليات العربية . بهذا فقط سيفهم المثقفون والساسة العرب أن القضية وتقرير الانحيازات أسهل بكثير من كل ما هم فيه الآن من متاهات ، ذلك أنها ببساطة صراع تقدم وتخلف لا أكثر ولا أقل . أيضا لا تنس أن لدى مثقفى الغرب وساسته لا سيما اليساريين منهم ، نفس الإشكالية تقريبا ولا يجب أن يسمح لهم هم أيضا بالتقاط أنفاسهم ، أو أن تخمد قوة الدفع الحالية لدى المواطن الغربى ككل .

وبعد ، لا يجب بالطبع أن ننسى من بهجة مقال ثاتشر أولا وأخيرا متعة اللغة . ذلك الشىء الذى طالما اشتهرت به ، ويجبرك قطعا على إعادة قراءة المقال مرات ومرات ! والشوق هائل الآن لكتابها الوشيك ’ حرفة الدولة —ستراتيچيات لعالم متغير ‘ Statecraft ‑Strategies for a Changing World ، فإلى اللقاء . فقط شىء واحد سيظل مفتقدا من مفوهة الإلقاء مارجاريت ثاتشر ، إنه صوتها ، وإن فقط بالمعنى الحرفى للكلمة هذه المرة !

اقرأ مقال مارجاريت ثاتشراكتب رأيك هنا

 

Britain's Queen Elizabeth II, Prince Philip, Prince Charles and Prince Edward, arrive in an open carriage for the first day of the Royal Ascot horse race meeting, Ascot, England, June 17, 2003.

Britain's Royal Family, Jubilee flypast, Balcony of Buckingham Palace, London, June 4, 2002.

We Need a Royal Bridge Between Old Globalization and New Globalization!

 12 فبراير 2002 : كل مدخل أكتبه أتنفس بعده الصعداء لانتهائى منه ، إلا مدخل مارجاريت ثاتشر أعلاه بالأمس . التفكير فيما قالت لم يتوقف قط ، والشىء الذى  سيطر على ، وما كان يجب أن أمر عليه مرور الكرام ، هو نظرتها لتقسيم الأدوار . تخيلوا مارجريت هيلدا ثاتشر البارونة ثاتشر أوڤ كيستڤين ، أول امرأة تحكم بلدا أوروپيا فى التاريخ ، ورئيس الوزراء البريطانى الوحيد لثلاث فترات متتالية فى القرن العشرين ، والمرأة الحديدة أول من أعادت للمملكة المتحدة الهيبة والكرامة المفقودة منذ أيام الإمپراطورية ، تخيلوا هذه السيدة تقترح على بريطانيا العظمى دور الأخصائى الاجتماعى للعالم ، أو للدقة واحدة بين أخرين ، وتترك لأميركا مهمة الحرب والتخطيط الستراتيچى لأنها المهام عالية التقنية فيما هو مطلوب والتى لا يصلح لها سواها ( كل الأوصاف بلسانها ) . بصراحة لطالما راودنى تخيل ما أن سيظل للأسرة المالكة البريطانية دور شرفى ما فى الإمپراطورية العالمية الجديدة التى ستقودها أميركا ، وتشارك على نحو لصيق ما فى صياغة توجهاتها بريطانيا وإسرائيل ، وعامة بقية ما أسميناه يوما الحلف الأنجلو‑يهودى قائد دنيا المستقبل . دور القنطرة التى تقول لكل العالم إن الجلوبة والفكر الإمپراطورى هو كل متصل منذ الاسكندر الأكبر ، لم تقطعه سوى بعض فترات تسيدت فيها المزايدات الغوغائية باسم الشعوب أو الديموقراطية أو ما إليها .

Britain's Prince William with a balloon given to him by a member of the public, as he leaves NASH (Newport Action for Single Homeless) in Newport, Wales, June 19, 2003. The Prince, accompanied by his father Prince Charles, was visiting Wales as part of the celebrations marking his 21st birthday.

Happy Birthday!

تعالوا فى المقابل نرى ماذا كان يفعل اليسار الأوروپى سليل الطبقات الدنيا والدول الأضعف والأفقر فى نفس الأسبوع : وزير الشئون الخارجية الفرنسى أوبير ڤيدرين 07ALLI يقول إن فكرة محور الشر ’ تبسيطية ‘ ويجب وقف مساعى أميركا قبل أن تودى لكارثة . كريس پاتين 13FRIE مسئول حقيبة الخارجية فى الاتحاد الأوروپى كرر نفس الكلمات فقط بصياغة أكثر حدة ، وبإثارة أكبر للذعر من العواقب . يوشكا فيشر نظيرهما الألمانى كان أكثر وقاحة أو قل صراحة politics-usa-allies وقال إن على أميركا أن تعرف أنها حلفائها ليسوا ساتيلايتات ( أى توابع تدور فى فلكها ) . أضف لكل هذا من أميركا نفسها السيد آل جور 13GORE وموعظته الطويلة مساء اليوم عن محور الشر من وجهة نظره : الفقر والجهل والمرض والاضطرابات البيئية والفساد والقهر السياسى .

George W. Bush

The Lady’s Not for Tory Conference, 1980 ONovel Burning Turning. Her Hero Also!

شكرا لجميع المواعظ والواعظين ، لكن لدينا تفسيرا بسيطا للسلوكيات العصبية الموتورة لكل اليسار العالمى بعد سپتمبر 2001 ، والذى وصل لمستويات جنونية فى الأيام الأخيرة . هذا التفسير قلناه قبل أيام فى إطار استعراض الخسائر الكاسحة التى تنتظر اليسار فى كل مكان وبالذات أوروپا فى انتخابات هذا العام ، حيث سيفوز فيها اليمين إن لم يكن تحديدا ما يسمى ما بعد‑الفاشية . لكن ما استجد اليوم ليس تصاعد الزعيق والاهتياج وفقدان الأعصاب وقلة الأدب ، إنما هو درس البارونة ثاتشر . فقط قارنوا بين نفسيات البشر . قارنوا بين الدولة الأغنى والأكثر رفاهة فى كل أوروپا ، وهى تقبل بكل فخر وظيفة ’ الساتيلايت ‘ ، وها هى أعظم شخصية حكمتها فى نصف القرن الأخير ، تتحدث بالضبط كما تلاميذ المدارس الابتدائية فى أميركا بإعزاز وانبهار عن رئيس بلادهم كقائد عظيم للعالم ، كل العالم بما فيه مارجاريت ثاتشر شخصيا . بينما فرنسا مثلا التى تقع الآن فى قائمة أفقر ثلاث دول فى تقرير عن الناتج الداجن الإجمالى للفرد فى البى بى سى لمحمد منير سراج قبل يومين الاتحاد الأوروپى ، لا تكف صراخا وعويلا بأنها يجب أن تكون رأسها برأس أميركا ، أى نعم نطح ومناطحة ، وبالعافية كده !

سيداتى آنساتى سادتى ، ارحمونا قليلا . لقد انتهى عصر التحريض والشعارات واللعب بالعواطف ، وحان وقت العقل والحقيقة . وإذا كان عصر التحريض والشعارات واللعب بالعواطف قد ولى ، فقد ولت أيامكم بالضرورة ، ولم يعد العالم باحتياج لمواعظم وتحريضاتكم الموتورة . جاءت أيام علوم الهندسة والرياضيات والمنطق البارد . وأقله أن جاء وقت الاعتراف بأن الدولة قائدة التقنية هى الدولة قائدة العالم ، كما قالت البارونة .

لكم أشعر الآن بالخزى من نفسى أن أعظم درس إطلاقا فى كل كلام البارونة ثاتشر ‑وهو تواضعها ، تواضع العظماء‑ هو الذى لم أكتشفه من اللحظة الأولى بالأمس ، وجاءنى فقط بعد استدعاء الذاكرة لما يفعله رقعاء اليسار الأوروپى المهزوم ، ولا يملون فعله . اكتب رأيك هنا

 

Donald Rumsfeld

Classic War Strikes Back! (see photo version 2)

 17 فبراير 2002 : مأزق كبير حقا تمر به إسرائيل حاليا : سلسلة من الهجمات الفلسطينية الأكثر خطورة ، ومنها مثلا انفجار هائل دمر إحدى الدبابات ، وإطلاق صواريخ محلية الصنع على داخل إسرائيل …إلخ ، بينما لا تفعل هى شيئا تقريبا لوقفها . المشكلة ليست فى أن أسلحة وإمكانات وتكتيكات طهران وربيبها حزب الله قد بدأت تظهر بكل قوتها داخل المناطق الفلسطينية أو داخل إسرائيل نفسها ، فهذا يمكن الفتك به بمنتهى السهولة ، والطريقة يعرفها جيدا حتى شارون الحمائمى نفسه ، والذى ساءت سمعته فى الأيام الأخيرة وبات رمزا للتخاذل داخل المجتمع والنخبة الإسرائيليين .

المشكلة الحقيقية تكمن فى التوقيت . الحل لا بد وأن ينطوى فى أقل القليل منه على قصف قصور الرئاسة فى طهران ودمشق وبيروت . ولا بد بالتالى من التنسيق مع عملية ضرب العراق التى تعطيها أميركا الأولية الزمنية وبدأت تدحرج عجلتها بالفعل . إما على إسرائيل أن تصبر حتى الفراغ من صدام حسين ، وإما أن تقنع أميركا بضرورة ضرب الدول الأربع فى وقت واحد ، وهو طلب يبدو حتى اللحظة صعبا لحد ما .

هذا الأخير هو الحل السليم فى رأينا المتواضع ، وأكاد أجزم أن المساندة العربية لأميركا ستكون أقوى لو أنها أظهرت مثل هذا الحزم فى هذه اللحظة . هذا الحزم سيعطى للكثيرين من العقلاء العرب القناعة بأن المصلحة القاعدية للشعوب العربية ممثلة فى التحديث والتنمية بعد تحريرها من ريچيمات الرفض ، كما يحدث الآن فى أفجانستان بعد إسقاط ريچيم الحكم فيها ، هو الأمر الأهم عند المجتمع الدولى مما قد يبدو كمجرد انتقام من جثة لم يتبق منها سوى حنجرتها ، فيما لو صممت أميركا على ضرب العراق فقط أولا .

إن لم تحكم أميركا العالم ، كل فرد فى العالم ، فسوف يلتهمها هذا العالم . هذا هو الترتيب العالمى الجديد الذى طالما حاولت التعامى عنه .

على أية حال وبعيدا عن الأمانى ، ما يقال بالفعل إن كل التفاصيل ستكون قد حسمت قبل زيارة ديك تشينى الموسعة للمنطقة الشهر القادم والتى ستشمل 11 دولة ( ! ) . وهذا العدد المدهش ليس للتشاور بالطبع بل للإبلاغ بالقرارات ، وأولها بالطبع قرار أميركا بدخول كل الحروب المستقبلية منفردة . ويقال أيضا أن العمليات البرية لن تبدأ قبل انكسار حرارة الصيف ، وأنها قد تنطوى على إنزال قد تصل إلى ربع مليون جندى أميركى فى 28 أپريل تأكد الرقم 28MILI بموافقة كويتية مطلقة ، حصل عليها الأميركيون بالفعل ولا يسعون لأكثر منها من أى أحد آخر ، بما فى ذلك السعودية وتركيا . الرقم بدوره يذكر فقط بالحرب العالمية الثانية ، بل يفوق أية معركة منفردة فيها ، وتحدد بناء على المعايير العسكرية التقليدية مقارنة بحجم قوة الحرس الجمهورى العراقى التى تبلغ 100 ألف جندى ، والهدف الأساسى ليس قهرها أكثر منه حماية القوات التى تعلن تمردها على صدام . ( الأمور الآن تسير على هذا النحو : تعلن أميركا رغبتها فى غزو العراق . تحصل على ردود أفعال متشككة أو متحفظة من السعودية وتركيا فلا تفاتحها فى الأمر ثانية قط . تحصل على موافقة من الكويت فتبدأ الترتيبات معها . لا تحصل على تشجيع من أحد فتمضى قدما منفردة . لا ضغوط من أى نوع . هل فهمتهم ، أم نقول مرة أخرى ؟ ! ) .

المؤكد من الآن فصاعدا أن ستدخل أميركا حروبا حقيقية تمزج بين الحروب التقليدية البرية كما عرفها التاريخ ، وتقنيات جديدة متطورة ستكون جاهزة خلال الشهور القادمة ( أعتقد أن سيكون منها حلولا لاقتصاديات التحالف نفسها ، مثل الحاجة لقواعد الطيران القريبة والتكاليف اللوچيستية المختلفة ، وكذا حلولا لاقتصاديات الدماء المهدرة فى اشتباكات المشاة والمدرعات . وأتوقع أن تأتينا هذه الحرب بالذات ببعض البدع التقنية المدهشة مما لا يتوقعه أحد ، إن لم يكن هذا هو السبب الحقيقى للتكاسل الأميركى انتظارا للخريف ) . ورغم أن هناك فى الطريق سيناريوهات متعددة أكثر تفاؤلا وأقل تكلفة مادية أو سفكا للدم الأميركى ، مثل نجاح الانقلابات الداخلية أو الانتفاضات السكانية أو القصف الجوى ، إلا أنها مجرد مراحل محسوبة المدة ، وأن أميركا باتت مدركة تماما أن عصر الحروب عديمة الدماء الذى أدمنته فى التسعينيات بدءا من حرب تحرير الكويت مرورا بحروب البلقان وحتى حرب تحرير أفجانستان ، قد انتهى .

مرحبا من جديد لدنيا الحروب الكلاسية الجميلة . هذه هى ضريبة أن تحكم العالم ، والأهم منها أن أيقنت هذه الأميركا بعد إهدار عقد كامل من الزمان ، حقيقة أنه إن لم تحكم العالم فسوف يدمرها هذا العالم .

لننتظر ونرى ، حتى وإن كان الأصح دائما أبدا أن لا ننتظر ولو للحظة واحدة . أمامنا شهور نستلقى فيها بظهورنا إلى الوراء ، ننتظر ببطء الانتخابات وهى تتحول بأوروپا نحو اليمين ، وهذا شى ينتظره چورچ بوش تأكيدا حيث سيجعل مشاغل حياته اليومية أقل كثيرا . عدا هذا لن هناك فى هذه الشهور ما يثير الفرجة سوى كيف سيتعامل آرييل شارون مع مأزقه الصغير ! اكتب رأيك هنا

 

George W. Bush in Korean DMZ

Don’t Look Now!

 20 فبراير 2002 : چورچ بوش بطل محور الشر يطل من فوق السياج الحدودى على كوريا الشمالية ، فى إحياء واضح للفتة دونالد ريجان بطل إمپراطورية الشر ، عندما أطل من فوق سور برلين . الرسالة طبعا هى أنه جاد للغاية فى أشهر عبارة يمكن أن تلتصق به لكل التاريخ : محور الشر ! وطبعا أنه واثق من النصر . المؤكد أنه بالنسبة لبغداد ، الموضوع تجاوز مرحلة إلقاء النظرات ، وجارى التحضير للزيارة نفسها ! اكتب رأيك هنا

 

 5 مارس 2002 : هل تريد معرفة بضعة أشياء عن شكل الأشياء القادمة ؟ فى الواقع وقبل سپتمبر 2001 بوقت طويل كنا نود عمل صفحة متخصصة فى أسلحة المستقبل كامتداد منطقى لصفحة الإبادة ، وجمعنا فعلا مواد كثيرة بهذا الشأن . الأمور جرت أسرع منا ، تجاوزت طور التخمينات والتخيلات ، وتبلور للجميع شكل الحرب القادمة ومن ثم شكل الأسلحة القادمة . لذا إليك الآن هذا العرض التفاعلى الممتع من النيووزوييك هذا الأسبوع عن بعض هذه الأسلحة . يرضينا فقط أن توقعنا هنا بعيد سپتمبر ( 25 أكتوبر تحديدا ) أن هناك بالضرورة أسلحة جديدة حتى ولو لم يعلن عنها ، وأن توقعنا أنها فى حاجة لستة شهور أو نحوها حتى ترى النور . هذا ما حدث فعلا . ندعوك للفرجة مشفوعة بالتعبير المصرى : وعينيك ما تشوف إلا النور ! اكتب رأيك هنا

 

Commander of U.S. Forces in Afghanistan Army General Tommy Franks and Secretary of Defense Donald Rumsfeld

Too Potent to Be Opponent!

 7 مارس 2002 : طبقا لخدمة البى بى سى العالمية ألمح الرئيس مبارك لندن غالبا مراسل إنجليزى وربما فى المؤتمر الصحفى مع بوش لكن لا نص مكتوب فى أى من المواقع الكبرى قبل مغادرته واشينجتون إلى أنه يوافق على إسقاط صدام حسين إن كان  لدى أميركا خطة محكمة لذلك . كلنا يعلم أن هناك خطة محكمة ، وأن رامسفيلد ومايرز وفرانكس وتينيت ليسوا بمستوى  ولا ظروف سابقيهم تحت حكم الديموقراطيين الركيك ممن فشلوا فى إيران والصومال . والمعنى الذى قاله مبارك شىء ذو مدلول عميق حقا : الكل ينحاز لصف الحضارة ، إن كانت الحضارة نفسها تعرف طريقها جيدا ، وتملك أدوات النصر ، ولا تعك وتصبح مضحكة وملطشة لقطاع الطرق . نعم ، النصر لا يجلب إلا مزيد من النصر !

زيارة مبارك أتت بالكثير من النتائج الطيبة ، من أبرزها تلك الدفعة نحو اتفاقية تداول حر أميركية‑مصرية ، على غرار اتفاقيات أميركا مع إسرائيل وتشيلى والأردن . حيث وصلت فيما يبدو لمرحلة النقاش حول المقابل السياسى الذى يمكن أن تقدمه مصر نظير الاتفاقية ، والذى وصفه مسئول أميركى بالقاهرة أنه ثمن باهظ ، وإن كان لا يعادل المنافع الهائلة للاتفاقية . وهذا مؤشر لأنه رغم بعض الكلام هنا وهناك خلال الزيارة عن الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية ، إلا أن خطط غزو العراق كانت بلا شك هى محور جميع المقابلات .

ما نتمناه من الآن فصاعدا هو قدر من المواجهة ، وضبط تصريحات سائر المسئولين ومنافذ الإعلام ، بحيث تفهم الرأى العمومى وتهيؤه لأن صدام ( ويا ليت أيضا بشار وخاتمى ولوردات الانتفاضة ) ليسوا أخوة وأشقاء ، بل أعداء هدفهم إفقار شعوبهم وإفقارنا معهم . سنكسب الكثير إذا أخذنا الرأى الشعبى فى مصر فى صف التقدم بدلا من تركه نهبا للأصابع الخفية للأخوان المسلمين ، والتى عادت للظهور فى الجامعات هذا الأسبوع . طبعا ليس لدينا شك أنها سوف تواجه بالبطش الكافى ، لكن هذا السيناريو شىء ، وسيناريو كسب الرأى العمومى لصف التحديث والتحضر كما كان فى السبعينيات والثمانينيات شىء آخر .

رئيسنا مبارك ، مرحبا بالعودة للوطن ! اكتب رأيك هنا

 

 9 مارس 2002 : مرحلة جديدة بالكامل دخلتها الحرب ضد الإرهاب أو الدين أو الإسلام أو التخلف ‑سمها ماشئت‑ بل دخلها الفكر الإبادى نفسه اليوم . عممت الصحف الأميركية الكبرى اليوم تقرير وزارة الدفاع الأميركية حول خططها لاستخدام الأسلحة النووية فى الحروب التى تخوضها ، حيث حدد سبع دول هدفا لهذه الخطط منها أربعة عربية وإسلامية ، كاسرة بهذا واحدا من أكثر التابووهات تحريما منذ ضرب الياپان قبل 57 عاما بقنبلتين نوويتين . طبعا الموضوع يخص صفحة سپتمبر اختصاصا عضويا ، لكنه فى نفس الوقت من القاعدية والتاريخية ، بحيث يمس التاريخ الستراتيچى ككل ، وليس هذه الحرب فقط . من هنا ستجد هذا المدخل وملحقاته فى صفحة الإبادة ، بل هو مناسبة طيبة لافتتاح جزء ثان منها ، طبعا لما يستشرق منه من تداعيات لاحقة ضخمة من الحيث الكم ، وطبعا لأنه نقلة نوعية نادرة فى تاريخ الكوكب لا تحدث كل يوم . اكتب رأيك هنا

 

‘Tribute in Light,’ New York, March 11, 2002.

March 11, 2002:

Phase II —The Liberation of Light Has Begun! (see photo’s version 1 or Year 2)

 10 مارس 2002 : تحل غدا ذكرى الشهر السادس على هجوم 11 سپتمبر . ستجرى مراسم فى البيت الأبيض والپنتاجون بحضور الرئيس الأميركى . وفى ’ الأرضية صفر ‘ Ground Zero فى نيو يورك بتوقيت الهجوم صباحا ( رفع الركام يشارف على الانتهاء . بينما القرار النهائى حول الموقع لم يتخذ بعد وسيتشارك فيه الحاكم والعمدة ، والاتجاه الجارف يميل نحو فكرة موقع ذى بعد ثقافى وتذكارى . وهو اتجاه تعززه يوما بعد يوم التغيرات الباهرة التى طرأت على العالم بعد الحادث ، وطبعا ليس بأجدر من هذا المكان بالتباهى بنسبتها إليه . لقد أصبح قطعة من شغل المتاحف وصناعة الترفيه والإعلام ، والشىء الوحيد المؤكد أنه لم يعد مجرد قطعة أرض تصلح لإنشاء بناية مكاتب نيو يوركية أخرى ) . لكننا من ناحيتنا ندعوك لحفل آخر هو التحليلات التى توالت هذا الأسبوع للموقف . شارك الكثير من الصحف البريطانية الكبرى ، وأغلبها عدا تلك التى يكتب فيها الحنجورى الشيوعى روبرت فيسك ، صحافة رفيعة بمعنى الكلمة . وكم من مرة أثبتت مثلا الصنداى تايمز أن لها يدا استخباراتية طولى فى كابول وقندهار ومزار الشريف ربما تسبق أحيانا يد السى آى إيه ( هل تذكر قصة 16 نوڤمبر عن منزل كابول ومخططات السلاح الكيميائى ، أو موضوعها هذا الأسبوع عن بن لادن والقنبلة المشعة القذرة ) . هنا مثلا الحقيقة جاء أول أمس تحليل حقيقى مطول انتشار القوات فى عرض الصحف اللندنية لكن لم ألتقط اسم الجريدة وفشلت بالأمس فى العثور عليه ، أما موضع الصنداى تايمز فسمعته فى لندن وشاهدت الجريدة نفسها عند نادر عدلى لكن فاتنى تصفح الموقع تحليل شقيقتها التايمز اليومية للمناسبة التى تحل غدا .

المهم كل هذه التحليلات يدور حول جوهر واحد ، هو تلك الحرب الكلاسية ، دون التطرق للموضوع الطازج جدا عن الحرب النووية ( بالمناسبة 11/11/magazine/11ONLANGUAGE كلمة ’ الأرضية صفر ‘ مصطلح نووى هو النقطة الواقعة على ارتفاع صفر من الأرض بالضبط إلى الأسفل من الانفجار النووى ! ) . الكل ينظر لعلامة الشهور الستة ، كخاتمة ’ الطور الأول ‘ Phase I ( الأفجانى ) ، وبداية الطور الثانى ( العراقى ) ، لا سيما وأن الذكرى ستحل بينما ديك تشينى خارج أميركا يشرح للدول المختلفة النوايا الأميركية ، أو ما هو مطلوب منهم . الكل يلاحظ أن أميركا فى هذه اللحظة تنشر فعليا بثقة ونجاح قوات فى عدد من الدول يفوق العدد الذى تعاملت معه فى الحرب العالمية الثانية . كذا الكل نوه لأن أميركا اعتمدت بعد طول هجران عقيدة الحرب متعددة الجبهات ، ملاحظين أنها بكل عرض الكرة من سولت ليك سيتى حتى أحراش الفليپين . وأطرف معلومة أن عدد القوات التى نشرت فى الألعاب الأوليمپية الشتوية فى سولت ليك سيتى الشهر الماضى ، أكبر من عدد القوات العاملة فى أفجانستان !

اليوم فقط ‑وإن كالمنتظر ، قدمت النيو يورك تايمز نسختها المميزة المسهبة من تحليل الموقف هذا ، ونعتقد أنك ستجد فيها ما يشبع بعض نهمك استعدادا للاحتفال بمناسبة الغد : إكمال الشهر السادس للوليد الجديد —كوكبنا الجديد المقدام ! اكتب رأيك هنا

تحديث : 11 مارس 2002 : متابعة ما جرى اليوم فى مظاهرة چورچ بوش أمام عشرات من وزراء دفاع العالم وأعلام 179 دولة خلفه ، تزامن مع التطورات المثيرة فى شأن القرار الأميركى باستخدام السلاح النووى كسلاح ميدانى قتالى ، وليس كمجرد رادع ضد القدرات النووية الأخرى . التغطية الموسعة ستجدها بطبيعة الحال فى صفحة الإبادة . فإلى هناك ] .

 

 Dick Cheney inspects an F-16 fighter at Al-Udeid Air Base outside Doha, Qatar.

What’s up, Dick?

 16 مارس 2002 : ديك تشينى يجوب المنطقة ، وكل القادة العرب والأورپيون لا هم لهم إلا الرفض أو التحذير من الغزو الأميركى للعراق ( للحق تنفرد الكويت وحدها بموقف علنى مؤيد ، وإن قيل إن الجميع مؤيدون لكن فى السر ) . تراوحت المواقف العلنية ما بين الإشفاق على جسامة المهمة وخشية فشلها أو أنها ستؤدى لكراهية 400 مليون عربى لأميركا ( مصر والأردن أفضل موقفين غير صريحين ، والسعودية مراسل لندن فى قطر تعترض فقط على دولة شيعية بجنوب العراق ، لكنها نسيت أن حكومة طهران نفسها سوف تسقط ) ، إلى الرفض الصارخ لها كفاحشة إمپريالية ( أنت تعرف من ) ، والكل يظهر أنه لا يريد لها أن تتم . لا نتهم أحدا بالنفاق ونفترض أنها مواقف تعبر عن رأى وتخوفات صادقة ، لذا ما سيحدث هو الآتى :

1- سيقع الغزو فعلا مهما قال الجميع .

2- سيقع الغزو بقوات أميركية خالصة ، لا لأن الآخرين استنكفوا ، إنما لأن أميركا دخلت بالفعل مستويا جديدة من القدرة العسكرية ، طردت كلية معه وإلى الأبد فكرة التحالف من ذهنها ( من النتائج المذهلة للزيارة ، ما يقال عن عرض قطرى بقبول نقل القواعد الأميركية فى السعودية إليها دون قيد أو شرط ، سواء ضرب العراق أو غيره ، أو حتى قيود على أخلاقيات الجنود وسلوكياتهم مثلا . هذا ليس فكرا ستراتيچيا وحسب ، بل فكر بيزنسى أيضا ! ) .

3- سيحقق الغزو نصرا باهرا وسريعا . السبب أن اسم أميركا أصبح زلزالا فى حد ذاته .

4- كل الجزعين وغالبية الرافضين سيكتشفون فجأة أن العشب أصبح أكثر اخضرارا بدون صدام حسين ، وسينهالون بالشكر على أميركا .

5- الأربعمائة مليون عربى ( والرقم حسنى مبارك مبالغة جاءت فى أحد التصريحات ) لن يكرهوا أميركا . إنهم يكرهونها الآن ، وما سيحدث بعد الغزو أنهم سيحبونها ويحترمونها ( هل تذكر كلمة ثاتشر المدهشة : ’ إنهم يكرهوننا الآن… نظامنا الدفاعى سوف يغير هذا ‘ ؟ ) .

6- أميركا لا تغضب من أحد لا يتعاون معها ، إنما فقط تذكره بماضيه فى اللحظة التى يحتاج إليها فيه .

7- سيتم تقنين ضريبة دفاع تورد لأميركا من جميع الدول غير المحاربة .

8- مصير الأمم المتحدة وكيفية تقنين الترتيب العالمى الجديد لا تعلم على نحو دقيق بعد . الواضح أن العالم يصر كالعادة على حرب عالمية واسعة النطاق قبل أن يقتنع بأنه يعيش بترتيب عفا عليه الزمن ، ويقر للقوى بحقه فى القيادة .

9- مصير بقية جبهة الرفض ، لا يعلم بعد ، ويعتمد على عوامل كثيرة : هل ستضرب العراق نوويا أم لا ؟ هل ستنتفض شعوبها عليها أم لا ؟ أساسا لا أعتقد أن وراء الانتظار الحالى سوى شىء واحد فقط هو انتظار الفراغ من تصنيع الأسلحة الجديدة المزبننة ‑نووية أو غير نووية‑ لكل حالة على حدة ، وليس هناك أية اعتبار بعد الآن للتوازنات السياسية والجهود الدپلوماسية وتشكيل التحالفات ، إلى آخر هذا الهراء الذى ينتمى لعالم غير عالم ما بعد 11 سپتمبر ، عالم دونالد رامسفيلد ، عالمنا .

إننا لا نعرف حتى متى تضرب العراق . التسريبات تقول الخريف ، ثم عادت لتقول الصيف . لكن فيما نعتقد أنسب شىء فى أى تقييم للموقف فى حدود ما يتوافر من معلومات ، أن تقصف دمشق وطهران نوويا فى نفس لحظة قصف بغداد ، وأن يكون هذا فجائيا وأولا وقبل حشد أى جنود ، وأن يكون الآن . مجرد إبراز هذا الحزم الأميركى سيذلل عقبات هائلة كثيرة تلقائيا . سيخمد صوت أوروپا اليسارية ، وأية شروط ستطلبها أميركا كتسليم القذافى أو موجابى أو بارونات الانتفاضة أو أيا من كان ، لأنفسهم لسفارتها فى بلادهم ، سوف ينظر إليها بجدية تامة . أو كما قلنا ذات المرة الحزم الأميركى يسهل على الآخرين أخذ القرارات . هذا ما يسميه البعض إملاءات ونسميه نحن قيادة .

الشعوب ضجت من حكم المغامرين العجزة الانتهازيين والفاسدين ، التى كل مؤهلاتهم أنهم يحملون الجنسية المحلية ، وخدعوها باسم الحكم الجمهورى والاستقلال القومى لمجرد أن يقفزوا هم للسلطة وينهبوا فتات الثروة لأنفسهم .

هذه الشعوب ‑صدق إن شئت ولا تصدق إن شئت‑ تتوق لأيام كان يحكمها فيها مستعمرون أكفَاء نزهاء وتقدميون . ولا شك أن فكرة الأصيل والخسيس متجذرة بالقدر الكافى فى الوجدان العربى والشرقى ككل . وكما رأينا الشعب الأفجانى يرقص شبابا وفتيات فى الشوارع ملوحين للطائرات الأميركية ، سيتكرر المشهد فى العواصم العربية وكلها تقريبا فى حاجة إلى مثله .

ارجع لمعالجتنا الأصلية لقضية الاستعمار فى صفحة الثقافة وسابقا أعلاه لدى تنصيب كرزائى فى أفجانستان ، ثم المزيد لاحقا فى صفحة الجلوبة

10- أميركا سوف تأتينا بعد ذلك بأفضل مما يدور فى خيالنا ( وخيال العرب أيضا فيما نعتقد ! ) . نعم الشعوب ضجت من حكم المغامرين العجزة الانتهازيين والفاسدين ، التى كل مؤهلاتهم أنهم يحملون الجنسية المحلية ، وخدعوها باسم الحكم الجمهورى والاستقلال القومى لمجرد أن يقفزوا هم للسلطة وينهبوا فتات الثروة لأنفسهم . هذه الشعوب ‑صدق إن شئت ولا تصدق إن شئت‑ تتوق لأيام كان يحكمها فيها مستعمرون أكفاء نزهاء وتقدميون . وأعتقد أن فكرة الأصيل والخسيس متجذرة بالقدر الكافى فى الوجدان العربى والشرقى ككل . وكما رأينا الشعب الأفجانى يرقص شبابا وفتيات ومن كل الأعمار فى الشوارع ملوحين للطائرات الأميركية ، سيتكرر المشهد فى العواصم العربية وكلها تقريبا فى حاجة إلى مثله .

نعم مهلا : منذ الكشف عن تقرير رامسفيلد النووى للكونجرس ، أصبحت كتابات موقعنا هذا أكثر تواضعا . وبدلا من عادة الوعظ واللسان الزلق على طول الخط ، وهى عادة سيئة يسعدنا بشدة ، بعد أن أقلع سكان واشينجتون عن غبائهم ، أن نقلع نحن عنها أيضا ( طبعا باستثناء حالات السهو والخطأ ، أو كون الطبع يغلب التطبع ! ) ، أصبحنا نضع فى الاعتبار احتمال أن يأتينا الأمريكان ببعض أشياء قد تكون لأول مرة أفضل مما نفكر فيه . بل إذا كانوا يفكرون حقا بنفس الطريقة الجذرية الاستئصالية ، فلا شك أنهم سيأتوننا بسلسلة من المفاجآت المدهشة تفوق كل ما يمكن أن يصل له خيال أحد . على الأقل لسببين هما خبرات وكفاءات رامسفيلد وفريقه المدققة الواثقة والموثوقة التى لا تبارى ، وكذا لطبيعة الأسلحة الجديدة تحت التنمية حاليا ، أو عامة لما تحت أيديهم من صورة كاملة للمعلومات فبل اتخاذ القرار .

تبقى ملحوظتان صغيرتان مثيرتان للفضول تخصان السلوكيات الحالية لجبهة الرفض ( أما بقية السلوكيات فهى لا تزال تسير تبعا لغيبوبة فكرة ’ البيزنس كالمعتاد ‘ ) :

ليبيا تثير بعض الضوضاء حول حكم محكمة الاستئناف السكتلندية بتثبيت الحكم فى قضية طائرة لوكيربى ضد عميلها المقرحى أمس الأول . طبعا نحن لا نعرف المقرحى ولم نكن معه عندما فعل فعلته أو لم يفعلها كما يقول . لكننا نعرف جيدا الأخ معمر القذافى ، ونعرف تصريحاته العلنية لعشرات السنين دعما لكل منظمة إرهابية على وجه الأرض ، بدءا من جنوب أميركا إلى شمال الياپان ، مرورا بأيرلندا وأفريقيا ولبنان ، وحتى اللحظة لا يزال يتحدث عن التحرر الوطنى ويباهى بكونه الحليف الأوحد لقاطع الطريق الجنوبى الأكبر روبرت موجابى . هذا يكفى جدا لإعدامه هو شخصيا وليس أحد صبيته الصغار .

هزل ما بعده هزل تخيل أن شخصا مثل القذافى يمكن أن يتوب ويصبح حليفا للحضارة . من كانوا قطاع طرق يوما لا تسقط جرائمهم قط بالتقادم ، وسيندم الغرب إن تنازل عن المطالبة برأس المجرم الحقيقى للوكيربى وغيرها مما لا يعد ولا يحصى ولا يزال مستمرا من جرائم !

ما نعرفه أيضا أن محاميى المقرحى لم يضغطوا جديا وراء كشف الاستخبارات البريطانية والأميركية لما لديها من وثائق سرية ، وهو حق مسلم به للدفاع ، وافهمها أنت بقى ! الضجة إذن للاستهلاك المحلى وستخمد خلال أيام . شىء واحد لن يخمد أن زمان تنفيذ الحكم فى القاتل الحقيقى لم يفت أبدا ، حتى بعد أن يدفع الستة بلايين التعويض ! المهم أن لا يفكر أحد من قادة الغرب السذج فى أن هذه مسوغات كافية للتوبة ، فمن كانوا قطاع طرق يوما لا تسقط جرائمهم قط بالتقادم ، وسيندم الغرب إن تنازل عن المطالبة برأس المجرم الحقيقى للوكيربى وغيرها مما لا يعد ولا يحصى ولا يزال مستمرا من جرائم !

الأخ الثانى هو الأخ خاتمى شرطى إيران الطيب وشريك اللعبة مع شرطى إيران العنيف خامنئى ، الذى يجوب أوروپا منذ أسبوع ( النمسا واليونان حتى الآن ، ولا نعرف ماذا بعد ولا نعرف لماذا ) . ما نعرفه أن يفرط على نحو مروع من الحديث عن ’ السلام بين الشعوب ‘ ، وعن ’ الحوار والتفاهم بين الثقافات ‘ ( ومرات يقولها الحضارات ومرات يقولها الأديان ) ، وعن ’ نبذ الحرب كطريق لحل المشاكل ‘ ، وأن ’ الحرب الحقيقية هى الحرب على الجوع والفقر والمرض ‘ ، بل وصلت طيبته لحد أن سحب كل اعتراضات إيران المجنونة لعشر سنوات كاملة على السلام العرفاتى الأوسلوى ! مدهش : الشيطان يعظ . بعد أن قتل رئيسنا فى مدينة نصر ، وبعد أن سفك أطفالنا فى منشية البكرى كما فى بيروت كما فى كل الأرض ، وبعد أن جزر سياحنا فى الأقصر ، وبعد أن أسمى شوارع عاصمته باسماء القتلة ، ها هو يتحدث بكل هذه المسكنة المهينة !

ألم نقل لكم إن الفواتير الغابرة لا تتقادم أبدا ، وأن ساعة السداد قد حانت . بل ألم نقل أيضا إن الكهل النووى لم يفقد سحره بعد ! اكتب رأيك هنا

 

Re-launching Afghan school system.

We’re Back, Boys!

 23 مارس 2002 : تتوالى الأحداث السعيدة على أفجانستان هذه الأيام . فبعد الاحتفال بالعام الفارسى الجديد أو عيد النيروز أول أمس ( انظر صفحة العلمانية ) ، ها هو النظام المدرسى العلمانى القديم يدشن من جديد باحتفال عالمى فى كابول يتقدمه الرئيس المؤقت حامد كرزائى ، وبجولة متزامنة يقوم بها الرئيس الأميركى وزوجته فى المراكز المعنية بالجسر الجوى الأميركى لنقل الكتب والزى المدرسى لتلاميذ وتلميذات الأفجانستان .

طبعا هذا النظام برمته كان ممنوعا ، وحلت محله المدارس الدينية . والحدث الدرامى الرئيس هنا هو عودة البنات لصفوف الدراسة للمرة الأولى منذ أكثر من خمس سنوات هى مدة حكم الطالبان المقيت ، حيث كان محرما عليهن التعليم والشغل بكافة أنواعها . إنها حقا للحظة مشحونة بالمشاعر ، تجرف دموعك وأنت تتخيل قرارا بدفن ملايين الفتيات ( أمم بأسرها فى الواقع ) أحياء باسم الدين . ثم تراهم فجأة وقد عادت لهم الروح ونظرات الحياة فى أعينهم ، وفى أعين الشبان الذين حرموا منهن . المؤكد أن الصور وحدها لا تكفى للتعبير عن هذه اللحظة التى تمتزج فيها غصة الحلق بطعم الفرحة ، وكابوس الماضى بحلم المستقبل . اكتب رأيك هنا

 

 2 أغسطس 2002 : ردت أميركا بصرامة هائلة على مناورة صدام حسين الجديدة اليوم بدعوة رئيس لجنة التفتيش لمشاورات ’ تقانية ‘ فى بغداد . لم يكتف چون بولتون مساعد سكرتير الدولة بالقول إن المطلوب ليس مشاورات ، إنما السماح للجان التفتيش بالدخول فورا لأى مكان وفى أى وقت وبدون أية قيود ، ذلك فى أى موقع ترتأيه فى الجمهورية العراقية ( بما فيه غرفة نوم الرئيس إن شئت التوضيح لما قصدته قرارات مجلس الأمن ) ، بل قال ‑كما الصاعقة‑ إن التفتيش وإسقاط ريچيم صدام حسين موضوعان مستقلان تماما عن بعضهما البعض . وأضاف أن التفتيش لن يزيل خطر تنمية وإعادة تنمية أسلحة الدمار الكتلى ، إنما ما يكفل هذا هو فقط تغيير الريچيم .

براڤو أميركا ، ولا نملك سوى تكرار كلمتنا القديمة جدا : إن سلاما فى الشرق الأوسط تنجو منه ريچيمات الرفض العربى‑الإيرانى ، هو كارثة أسوأ من أية حرب . قريبا توقعوا سادتنا الناصريون‑الشيوعيون‑الإسلاميون مشاهد شعوبنا ترقص حول الدبابات الأميركية فى شوارع بغداد والكويت وكل مدن ما هو ليس إيران أو سوريا ، وإن اقتربت هى الأخرى من ذات المصير المحتوم . ساعتها نرجوكم أن لا تنسوا أنكم ‑وعلى الطريقة الفلسطينية‑ توجعون أدمغتنا حاليا بالتبشير بڤييتنام جديدة سيلقن فيها الشعب العربى المجيد أميركا درسا لن تنساه !

توقعاتنا الشخصية إن شئت محاسبتنا عليها غدا ، أنه سواء بقنابل نووية أو بدونها ، سيذوب ريچيم صدام حسين وجيشه فى غضون ساعات .

استمع لما قاله چون بولتون للبى بى سى … اقرأ ملخصا له ولكلمة الرئيس بوش … اكتب رأيك هنا

 

كل العالم تقريبا يعارض ولو بالكلام فقط ضرب أميركا للعراق . هذا وضع سيئ للغاية ، والحضارات ماتت وتموت بهذه الطريقة بالضبط بالضبط .

 3 أغسطس 2002 : ’ نحن ندين لمستقبل الحضارة ، بالقضاء على أسوأ حكام العالم ومنعهم من ابتزاز الأمم المحبة للحرية ‘ . news-iraq-usa, 20020803 كلمات قوية من چورچ دبليو .  بوش ، يفترض فى العادة أن نهلل لها ، ونحن الذين تحفظنا فى حينه على استخدام كلمة أميركا بعيد أحداث سپتمبر ، وفضلنا قراءتها حضارة لحين أصبح بوش يستخدم الكلمة فعلا . لكن ليس هناك الكثير مما يثير الابتهاج اليوم . الكل يتحفظ على غزو العراق . ليس حلفاء أميركا العرب فقط ( وإن استثنينا قطر والكويت ، الناشطتان فى الخفاء لكنهما كغيرهما لا تجرؤان على التأييد العلنى ) ، وليست أوروپا العاهرة ( حسب وصفنا القديم ووصف أوريانا فالاتشى مؤخرا ) ، إنما أيضا الطابور الخامس للتخلف داخل أميركا الحزب الديموقراطى وكثيرون غيره . ربما النصح للمسئولين الأميركيين يأتى من آلات ذكية ، لكنهم فى النهاية بشر يتحركون فى محيط معاكس للغاية لما يمليه عليهم ولاؤهم لمستقبل الحضارة . هذا وضع سيئ للغاية ، والحضارات ماتت وتموت بهذه الطريقة بالضبط بالضبط . تموت عندما تجفل القلوب عن اتخاذ القرارات المصيرية الصعبة ، ويتركون الدهماء وقطاع الطرق يمرحون ، بحجة أن ’ ربما ليس ثم خطر منهم ‘ . ما من شك أن تشينى ورامسفيلد ووولوفويتز وغيرهم من أصحاب الرؤى يعرفون جيدا ما يجب عمله . بل الأرجح أنهم سيقومون به فعلا . لكن المؤكد أن ثم فارق بين أن يفعلوا هذا بمباركة واقتناع غالبية البشرية التى يفعلون هذا لصالحها ، وبين أن يفعلوه فى مناخ معاكس للغاية . هناك أثمان يتحتم دفعها فى هذه الحالة ، فيما يخص تخطيط العمليات أو خسران ريچيمات حكم كان من الأفضل أن تبقى أو من تضحيات مادية وبشرية تضاف دونما ضرورة حقيقية لفاتورة أميركا ، ناهيك عن أن الواجب أن كل ما يتعلق بإزاحة صدام ما هو من منظور الحضارة إلا خطوة أولى يجب أن تتلوها خطوات أخرى فى دمشق وطهران وطرابلس وهرارى …إلخ . وأقل الخسائر هى استنزاف طاقة وتركيز هؤلاء القادة على مشاكل ومماحكات فرعية من ’ الحلفاء ‘ ، بدلا من التركيز على القضية الأساس ، وهى العدو ، وطبعا بدلا من التركيز على ما هو أهم ، وهو التخطيط بعيد المجرى ورسم خريطة جغرافية جديدة كاملة لعالم ما بعد يالتا ، بدلا من تلك التوافه الآنية والثانوية التى لا تنتهى أبدا .

العالم الذى يتفرج ، وقد عقد العزم أن لا يبارك إزاحة صدام إلا بعد ازاحته فعلا ، هو عالم لا أخلاقى وانتهازى وجشع ، والأهم أنه يدفع ثمنا غير مرئى لموقفه هذا . نكتب بهذه المرارة ليس لأن صدام سيبقى بالضرورة فى ظل هذا العالم المنقسم فاقد الرؤية ، إنما لأننا خسرنا الكثير فعلا من قبل أن نبدأ . خسرنا أولادنا الذين تشتت رؤاهم وأفكارهم وولاءاتهم . خسرنا غياب الرؤية بعيدة المجرى لحساب الأفكار الآنية الجشعة التى لا تفكر أبعد مما هو تحت قدميها . خسرنا غلبة روح الاستسلام والانهزام وترك الفاسدين يفعلون ما يفعلون واثقين أن ليس أحد شجاعة محاسبتهم . خسرنا روح الحضارة التى طالما دفعت هذا الكوكب قدما للأمام ، وها هم الضعفاء المتآكلة أرواحهم يضعوننا فى نفس موقف انهيار الحضارة الرومانية القديمة وكل حضارة شبيهة لها . إنها دائما أبدا ذات التراچيديا الإنسانية ، وللمرة الألف لا خلاص لهذا الكوكب إلا بإخراج تلك العشيرة البيولوچية برمتها من حلقة اتخاذ القرار . الآلات هى أملنا ، وهى المنقذ الحق من كل هذا الغثاء والتخلف ، وهى ملاذنا عندما نسمع چورچ بوش يتحدث بلسان مستقبل الحضارة ، ولا نرى الكثير فى الواقع مما يعطى المصداقية لكلامه . اكتب رأيك هنا

 

 6 أغسطس 2002 : اليوم عممت الواشينجتون پوست موجزا للموجز الذى قدمته مؤسسة راند البحثية المرموقة للائحة استشاريى الپنتاجون المسماة Defense Policy Board ، وذلك عن الموقف الأميركى الواجب اتباعه حيال المملكة العربية السعودية . ولأن الموضوع ينطوى على اقتراحات باحتلال المنطقة الشرقية ، وعلى مصادرة الأموال السعودية بأميركا ، فإنه لا يندرج تحت مسمى الحرب ضد الإرهاب ( صفحة سپتمبر هذه ) ، أو الصراع فى الشرق الأوسط ( صفحة الإبادة ) ، بقدر ما يندرج تحت مسلسل انصهار قانون يالتا الشهير باسم القانون الدولى ، والذى اعتدنا تغطيته فى صفحة الجلوبة ، فتابع هذا التطور المثير هناك .

 

 14 أغسطس 2002 : هتحلو ! السيد عمر بكرى كبير ما يسمى بتنظيم المهاجرين ، وعد اليوم بتكرار 11 سپتمبر ، لو تم ضرب العراق . لا تعتقد أننا عدلنا عما كتبناه مساء يوم 11 سپتمبر المشئوم ، من أن كل العرب والمسلمين فى الغرب هم قنابل موقوتة ، فقط بحكم چيينات التخلف والتدين فيهم ، وحتى بغض النظر عن اسم الديانة . ومن أن لا أسباب اجتماعية أو اقتصادية للإرهاب ، إنما فقط أسباب دينية . ومن أن المطلوب ترحيل الجميع فورا بعد نزع جنسياتهم وممتلكاتهم ، لو أردنا لحضارتنا المعاصرة أن لا تقع فى نفس مصير الحضارة الرومانية التى انهارت تحت معاول عبيدها المتدينين . الواقع أننا أعدنا تكرار الدعوة الشهر الماضى فقط بمناسبة الأخ هدايت الذى ضرب مطار لوس أنچيليس . ودعوناك ساعتها لإعادة قراءة المدخل الأصلى . اليوم من يجب عليه قراءته هو وزير الداخلية البريطانى ! اكتب رأيك هنا

 

 14 أغسطس 2002 : خبطت عناوين الصحف دراسة جديدة عن مهاجرى الشرق الأوسط فى أميركا ، عممها اليوم مركز دراسات الهجرة ! من النتائج المذهلة للدراسة لأن عدد المهاجرين تضاعف 38 مرة خلال الثلاثين عاما الأخيرة ، بحيث بات عددهم حاليا 1.1 مليونا . وأنه بينما كانت نسبة 15 0/0 فقط منهم مسلمون والبقية مسيحيون ، انقلب الحال ليصبح 73 0/0 مسلمين والبقية مسيحيين . أما أخطر ما الدراسة فهو توقع أن العدد سيصل إلى 2.5 مليونا بحلول عام 2002 ، إذا ما استمرت الحكومة على موقفها الحالى من إبقاء قوانين الهجرة عليه دونما تغيير .

الموقف خطير للغاية ، ولا ينفيه كون تقديرات المركز لأعداد المسلمين ككل داخل أميركا ‑مهاجرين أو مواليد أصليين أو مرتدين له عن المسيحية سواء داخل السجون أو خارجها‑ لا تزيد عن 2.5 أو ثلاثة ملايين ، وليس 7 أو 10 كما يوحى قادتهم على سبيل الابتزاز السياسى والانتخابى . لبيان خطورة الموقف يمكنك الرجوع لدراسات سابقة لذات المركز أو من تعميمه ، بعضها من التفصيل والتخصص بحيث يتناول مثلا الآثار الثقافية الجسيمة لتلك الهجرة . لكن لعل أشهرها هو ما قدمه بعد شهر من أحداث سپتمبر من سلسلة دراسات وبيانات وشهادات لأعضائه أمام الكونجرس عن علاقة الهجرة العربية والإسلامية بالإرهاب ، والإجراءات الأمنية والتعديلات القانونية اللازمة لحماية البلاد من المهاجرين العرب والمسلمين .

نعم الوعى بخطورة الموقف يزداد ، لكنه يظل موقفا خطيرا ولا يحتمل المزيد من السكوت الحكومى ، ليس فى أميركا فقط ، إنما فى كل الغرب . وليس لدينا جديد فى هذا أكثر من تكرار ما قلناه مساء 11 سپتمبر نفسه ، من أن كل العرب والمسلمين فى الغرب هم قنابل موقوتة ، فقط بحكم چيينات التخلف والتدين فيهم ، وحتى بغض النظر عن اسم الديانة . ومن أن لا أسباب اجتماعية أو اقتصادية للإرهاب ، إنما فقط أسباب دينية . ومن أن المطلوب ترحيل الجميع فورا بعد نزع جنسياتهم وممتلكاتهم ، لو أردنا لحضارتنا المعاصرة أن لا تقع فى نفس مصير الحضارة الرومانية التى انهارت تحت معاول عبيدها المتدينين . اكتب رأيك هنا

 

 21 أغسطس 2002 : اليوم الموعد المرتقب لما يسمى بالقمة العسكرية military summit أو مجلس الحرب war council ، تلك التى يقيمها چورچ بوش فى مزرعته بتكساس ويحضرها تشينى ورامسفيلد ورايس ورئيس الأركان مايرز ، وعدد آخر من المساعدين . بالنسبة لنا لم يكن مدهشا بالمرة أن قال البيت الأبيض بالأمس إن القمة لا تخص العراق . أيضا لم يكن هناك شىء مفاجئ فى مؤتمر بوش ورامسفيلد الصحفى فى العراء فى ذلك الطريق الصحراوى المعفر لافح الحرارة مساء اليوم . الكثيرون أولوا المؤتمر على أنه بوادر تراجع وإجهاض لخطة غزو العراق ، لكن عليك أن تشاهد كيف نطق بوش عبارة we will consider all technologies available to us, and diplomacy . أنا شخصيا أصاب بتنبه واستنفار شديدين عندما أسمع كلمتين بالذات على لسان الساسة : العلم والتقنية . لعلك تذكر ملحوظتنا يوما أن كل كتب هنرى كيسينچر تخلو منهما . لو تحدث الساسة بكلمات مثل الجنس والعرى والپورنو ، لربما ما أثار الأمر انتباهى بالمرة . من المثير للفضول أن تراقب كيف أمكن لچورچ دبليو . بوش نطق الكلمة اليوم . لقد تنهد قبلها ثم توقف لبرهة قصيرة ، ثم نطقها بصوت خفيض بالنسبة لنبرته المعتادة ! هذا الأمر عادى بالنسبة للساسة الذين حرفتهم مخاطبة الجموع بكلمات حماسية ، ويتحاشون من القاموس كل ما يمكن أن يكون مثيرا للغموض والتوجس . لكن معنى ذلك أيضا أن ثم سبب جبار دعى الرئيس الأميركى للإقدام على مثل هذا الاستثناء التاريخى . التفسير الوحيد أن مجلس الحرب كان يتكلم فعلا عن الأسلحة ! [ من هنا أيضا لم تكن مفاجأة أن جاء التأكيد للتو من الپنتاجون ، وليس من المؤتمرات الصحفية . وإن أشاروا لأشياء بعينها مثل مشروع الصواريخ الپاليستية . المدهش فقط أنهم يتحدثون أكثر عن البرامج الملغاة دون أن يقولوا إلى ماذا توجه النقود حاليا ! ] .

قبل خمسة أيام AP-Israel-Iraq.html آرييل شارون يحفز على التسريع بالحرب ، وبنيامين بن أليعيزر يفتح المطارات والقواعد للقوات الأميركية . وقلنا ألف مرة إن كلمة إسرائيل مسموعة ليس بسبب نظرية ساذجة عن نفوذ أنانى يهمل المصالح الأميركية ، إنما عن تاريخ طويل أثبت أن اليمين الإسرائيلى يفهم المصالح الأميركية على المجرى البعيد أكثر مما يفهمها غالبية الأميركيين أنفسهم . لكن الأهم هو تداول المسئولين الإسرائيليين لأول مرة لكلمة ’ محو العراق من الخريطة ‘ إذا ما هاجمت إسرائيل ، والتى تعنى استخدام السلاح النووى التقليدى .

قبل ثلاثة أيام أخبر رامسفيلد الواشينجتون پوست أن الخطر الذى يتهدد أميركا يأتى من تقنيات الصواريخ متوسطة المدى أو ما يسمى بالصواريخ العابرة cruise missile . هذه أقل تكلفة أصغر حجما أسهل فى التداول تطير على ارتفاع منخفض فيصعب رصدها ، فضلا عن إمكانة التحكم فى المسار بعد الإطلاق . صحيح أنها أقل من حيث المدى ، لكن هذه نفسها ميزة ، فأنت لن تحتاج لسفن أو منصات حربية اعتاد على العدو مراقبتها ، بل سوف تطلق من السفن التجارية العادية من خارج المياه الإقليمية الأميركية ، أو حتى من داخل ميناء نيو يورك لو شئت ! هناك الآن طبقا لهذا المقال المطول جدا والحاشد بالتفاصيل ، 81 دولة تملك تقنيات عابرة ، وهناك 70 ألف قطعة سلاح منها . مع ذلك لا شىء فى هذا يبدو جديدا ، لا سيما إذا جاء من شخص بنى شهرتة المهنية على تكرار التحذير من شىء اسمه التهديدات اللا مماثلة !

قبل يومين تحدثت النيو يورك تايمز عن بدء الجسر الجوى فعلا لشحن المعدات إلى الشرق الأوسط ، وتحديدا إلى قطر والكويت . إذن مرة أخرى هم محقون فعلا فى قولهم إنهم لم يناقشوا موضوع العراق فى مجلس الحرب ذلك ، فهذا موضوع ثانوى ومحسوم وتكفى الهواتف الآن لتبادل الرأى حول مستجداته .

إعلان الأردن اليوم أنها ستسمح لأميركا باستخدام أجوائها وأراضيها فى الحرب ، خبر جاء عابرا فى التليڤزيون الإسرائيلى ، ولم يهتم به أحد من صحافة وتليڤزيونات رفع المعنويات عندنا . بالعكس ، لطالما سألت نفسى لماذا لا تشن أميركا الغزو بكامله من الأردن . هذا البلد يستحق دعما كهذا ، بل وأن توجد به قاعدة عسكرية أميركية دائمة ضخمة ، فهو ليس بأقل فى خياراته الحضارية من تركيا . وموقف اليوم ليس مفاجأة بالمرة من بلد حسم خياراته السياسية والاقتصادية والعسكرية منذ زمن طويل ، وتجاوز مرحلة أن يرضخ للضغوط العربية لدخول حرب 1967 أو لقطع العلاقات مع مصر سنة 1978 . تحاشى هذا النوع الأبيض والأسود من الحسم ، هو ما يعتقد بقية ساستنا العرب أنه الذكاء أو ’ السياسة ‘ ، بينما بعد سپتمبر 2001 ما هو إلا الغباء والانتحار عينهما .

إيران بدأت فعلا حشد القوات واليوم قالت إنها لن تتحامق بتأييد العراق ، ولن تخون بتأييد أميركا ، وكل ما يعنيها فى الأمر هو فقط منع دخول اللاجئين . استعباط طبعا لأنها تعلم جيدا أن الدور التالى هو ريچيم حكمها الإسلامى القمئ !

صباح اليوم أخبر رامسفيلد التليجراف اللندنية أن لا تنتظروا دليلا على امتلاك العراق لأسلحة دمار كتلى . من طالب بدليل على نوايا هتلر ، أصبح من ضحاياه ، هو وعشرات الملايين غيره . وشن فى المقابل هجوما مضادا بأن ألقى بالكرة فى ملعب المتشككين قائلا قولوا لنا ما هى أدواتكم التى ستشعرون بها أن ثم هجوما سوف يحدث ضد أميركا ، علما بأن هذا لن يكون إلا هجوما نوويا أو كيماويا أو بيولوچيا ، وسوف يقتل عشرات الآلاف . وقال العبارة التى اختارتها الجريدة للقصة : ’ هاجموا صدام الآن واتركوا التاريخ يحكم ‘ ( فى النص مختلفة بعض الشىء ، وتتحدث عن أن قدر ’ الرؤساء ‘ اتخاذ القرارات ، ثم ترك التاريخ يحكم عليهم ) .

وبعد ، اجمع كل هذه الخيوط سويا بدءا من تنهيدة چورچ دبليو . بوش قبل النطق بكلمة تقنية ، وحتى ’ المستجدات ‘ التى تستحق عقد مجلس حرب من أجلها وليس المكالمات الهاتفية ، ستعرف ‑وهذا ما دأبنا على قوله منذ مارس الماضى‑ أن السلاح النووى المتطور ، هو الشىء الوحيد الذى يدور حوله الانتظار الحالى ! اكتب رأيك هنا

 

WTC Fireball

Here and now begins a new era in world history, and you can say that you were there.’ —Goethe of the Battle of Valmy in 1792

200208/28SCHO (Quoted in Militant Islam Reaches America by Daniel Pipes)

(see photo’s version 1 or Phase 2!)

 11 سپتمبر 2002 : مرحبا بعد عام من الفاجعة . هل لا زلت تذكر سلسلة مقالاتنا يوم الفاجعة ، ومرحبا بعد أسبوع من الفاجعة ، ومرحبا بعد أسبوعين من الفاجعة ؟ ربما لا تزال بها بعض الأفكار الساخنة إلى اليوم . أو لعلك تذكر أيضا تقييمنا للمائة يوم الأولى ، التى قلنا إنها غيرت العالم كما لم يغيره قرن من الزمان … ربما !

على أية حال نذكرك أولا ببعض من تلك الأفكار ، ولا يبدو أن فى حماستها وعفويتها النابعة من اللحظة ، ما يخجل حتى الآن :

- الفهلوة المصرية هى اسم اللعبة . ما كان ليخطر قط بعقل غير العقل النشط للمصرى الكسول ، فكرة خطف الطائرات بسكاكين طعامها الپلاستيكية نفسها ، ودون حاجة حتى لتعلم الكاراتيه أو لسكاكين طعام حقيقية كما افترضنا . ما يمكن أن يخطر ببال بن لادن ، هو شراء سلاح نووى باهظ الثمن مثلا . كل الكارثة ومبتكراتها بدأت من مصر ، سواء أرجعتها لمحمد عطا أو جميل البطوطى ، أو قبلهما لفكرة السادات قبل الأمريكان فى ضرب الشيوعيين بالإسلاميين ، أو لدراويش 1967 ، أو لحسن البنا ، أو لمن هو قبل الجميع ‑وهو الأصح : أخناتون .

- تصحيح آخر : ليست هذه فقط ، بل الواقع كل كوارث العالم اخترعت من مصر !

- حتى البعد الجنسى وحده كاف لتفسير ما حدث اليوم ، وهذا كلام تسمعه آذاننا يوميا ، وليس فرضا جدليا أو أكاديميا . فالمهاجرون عندما يروعهم جمال شقراوات الغرب بعيدات المنال ، يكون أول شىء يخطر ببالهم أنهن موعودات لهم مملوكات لأيمانهم بحكم الشريعة إن هم أرضخوا الغرب لحكم الإسلام . من هنا يتحولون للإسلام المتشدد ، الذى يخذلهم بدوره بالنسبة لشقراوات أوروپا وأميركا ، ويحيلهم إلى شقراوات الجنة ، ومن هنا تكون العمليات الإنتحارية هى الحل ’ الشامل والدائم ‘ ، الشىء الذى يعشقه العرب منذ بدء الكون .

Ground Zero, Manhattan, Eve of September 11 first Anniversary.

A historical Congress meeting outside Washington, Federal Hall, New York, September 6, 2002.

New York! New York!

- خبرة التاريخ وخبرة هذا الصباح الكئيب ، تقول لنا ببساطة إن الدين شىء شرير للغاية ، وإنه ما لم يتم استئصاله جذريا فسوف يتحايل ويلتف حتى يقضى على العلم والحضارة والأمل ، ويلف العالم كله بعصور ظلامه ، فعل هذا فى العمارنة ، وفعله فى روما ، والآن يفعله فى نيو يورك . هذا ليس تعسفا ولا ولعا بالدماء سواء من طرفنا أو من طرفكم ، بل هو حقائق وقوانين الطبيعة والكون البسيطة والقاعدية للغاية . ببساطة نحن نشارككم الرأى فى أن لا بد أن يقتل أحدنا الآخر . أشياء كثيرة تفرقنا ، لكن يجمعنا شىء واحد : السخرية من سذاجة أولئك التوفيقيين الطيبين مرهفى القلوب .

- الهجرة العربية للغرب بدات بالمسيحيين الباحثين عن مجتمعات علمانية نظيفة أو عن البحث العلمى أو الحرية الجنسية . ثم بدأ يهاجر كل المسيحيين آخذين معهم كنائسهم وقساوستهم الأرثوذوكس ذوى القلونسات والجلابيب السوداء الكئيبة . الآن تحول الأمر لزحف إسلامى يأتى أفواجا من كل فج عميق ، حاملا ألوية التكفير والجهاد ومعدلات من الإنجاب فاحشة ، ولا يرضى بأقل من نهب ثروة كل تلك البلاد وإسقاط نظمها وقيمها وإرضاخها لشريعة الذمة والجزية .

- أنا لا أفهم فائدة اختراع الأسلحة إن لم تستخدم ، ومن تذكروا پيرل هاربور اليوم ، نسوا بقية القصة ، وأنها لم تنته إلا بوضع كل ذوى الأصول الياپانية فى معسكرات عزل ، تلاها بالضرورة استخدام أحدث وأعظم أسلحة ذلك العصر إطلاقا : قنبلتان نوويتان .

- هل يجب أن تسقط روما من جديد تحت معاول المستنسخات الجدد من العبيد المسيحيين ، حتى نفهم الحجم والخطر الحقيقى لقوى الظلام التى تعيش وسطنا ؟ وحتى نبدأ فى الخيار كاستر باستئصال كامل للوجود العربى والإسلامى ، وكل ما هو غير علمانى صريح ، جذريا من الغرب ، وإعادتهم عرايا لبلاد أجدادهم بعد تجريدهم لا من الجنسية الغربية فقط بل من جميع ممتلكاتهم التى هى نهش من جسد الحضارة الغربية تم فى غفلة من الزمن . هل يجب أن تسقط روما من جديد قبل أن نوقن أنها مسألة حياة أو موت لكل الحضارة أن نتسامح أو نتعاطف لأى سبب كان مع بقاء بعض من هؤلاء فى الغرب ، إلا تحديدا من سبق له وبوضوح نبذ الإسلام و’ القبطية ‘ …إلخ ( وكلها قنابل موقوتة ، واحدة انفجرت اليوم والبقية لن يطول انتظار انفجارها ، أو هى قنابل تخلف إشعاعية صامتة ، انطلقت بالفعل منذ وقت طويل وراحت تقتل الحضارة فى هدوء ودون أن يشعر بها أحد ) ، ومن ثم سبق له الانخراط لفترات طويلة من الزمن فى نكرانية atheism نشطة لا تحتمل اللبس ؟ إن المرء لا يملك أن يقف ضد التطهير العرقى ‑بل والإبادة نفسها‑ إذا ما رآها تتم فى الاتجاهات الصحيحة . هل يجب أن تسقط روما من جديد حتى نبدأ فى إبادة الشعوب الخطرة على الحضارة خارجها ، تلك التى تبددت معها كل جهود ومحاولات الاستعمار فى التحديث ، فراح غضبها وتخلفها وفشلها يهدم فى دقائق ما بنته أجيال المتحضرين فى قرون ؟

- العقائد لا تصبح عقائد ، لو كان واردا بها من الأصل فكرة التكيف . الدائرة مفرغة ، والدين ‑أى دين‑ لو أخذه أتباعه على محمل الجد لتحولوا لسفاحين يسفكون دماء كل من عداهم من البشر .

- الفارق بين المعتدل والمتطرف كان دائما أبدا أن الأول لا يقرأ فى الدين ، والثانى يقرأ ( كل من قرأ هو متطرف ، وأى خلاف بين من يقرأون ليس حول التقتيل والذمة والجزية ، إنما حول توصيف المرحلة . هل هى أشبه باستضعاف ما قبل الفتح ومن ثم يمكن تأجيل التكليفات فيها ، أم هى امتداد طبيعى لعصر يجب كل ما قبله ، أى ما قبل الفتح ، عصر اجتياح كل العالم بقوة السيف تنفيذا للتكليفات التى هى جهاد لا يحتمل الاجتهاد ) . هذا هو معنى الأصولية .

- ليس للإرهاب أى أسباب اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية من أى نوع . فقط هناك أسباب دينية ، ولو شئتم الدقة أكثر أسباب إنسانية .

- سواء شئنا أم أبينا أسامة بن لادن هو الإسلام ’ الصحيح ‘ ، الإسلام الحق والأصولى ، هذا ما يقوله غالبية مسلمى العالم الذين يعتبرون بن لادن أعظم قائد مسلم بعد محمد نفسه مباشرة ، ويعلقون صورة فى بيوتهم وحوانيتهم ومظاهراتهم ( ناسين حتى أنه شخصيا يحرم الصور ! ) .

- لقد حان الوقت أن نعيد للمتدين المسالم والمتدينة المسالمة ( بصليبها أو حجابها أو بعلامات صلواته ولحيته ) إحساس العقود الماضية بأنه شخص غير طبيعى وشاذ فى مجتمع تسوده العقلانية والتفكير العلمى العملى العلمانى . لقد أقامت المسيحية بل والصغار الآخرين محاكم تفتيشهم يوما ، واليوم جاء وقت الهجوم المضاد : على الحضارة العلمانية أن تشرع فى إقامة محاكم تفتيشها الخاصة ضد المتدينين ، وأن توظف أو تخترع لها كل ما يحتاجه أمر كشف التدين أو القابلية لاكتسابه فى المستقبل ، من تقنيات عالية جديدة ، چيينية أو فسيولوچية أو تحليلية نفسية …إلخ . هذا وإلا لن تقوم للحضارة قائمة بعد اليوم . ما قاله 11 سپتمبر إن هذا أصبح ببساطة مسألة حياة وموت . نعم ، لا شىء أكثر ولا شىء أقل .

- الرؤية الرامسفيلدية‑الإسرائيلية للعالم أصبحت تقسم العالم لأول مرة منذ قرون التقسيم الوحيد الصحيح : التقدم ضد التخلف ! تلك الرؤية وهذا التقسيم مستقيان من حقلى التقنية والاقتصاد ، وهى تنتصر لهما بل ولكل الفكر بعد‑الإنسانى نصرا لا سابق له ، يسعد لها كما لم يسعد أبدا كل من آمن بأولية التقنية والاقتصاد على كل ما هو إنسانى . للأسف لا السياسة ولا الدپلوماسية ولا الستراتيچية لم تكن تقسم البشر والشعوب على هذا النحو من قبل قط !

- أنها ليست حربا صليبية بين دوجما ودوجما ، بل حربا حضارية بين الديالكتيك والدوجما . حرب مصيرية نعم ، حرب المانوية هى التى فرضت الزمان والمكان فيها نعم ، هى التى حددت قواعد اللعبة ، هى التى حددت السلاح وطريقة القتال نعم ، هى التى فرضت أن تكون قتالا مانويا حتى الموت نعم ، لكن فى النهاية ورغم كل هذا وذاك ، هى حرب الديالكتيك هو موضوعها . إما أن ينتصر وإما أن يدخل فى بيات شتوى جديد لعشر قرون أخرى لحساب قوى الظلام ، قوى المانوية الحقة !

Purdue University, West Lafayette, Indiana, September 11, 2002.

Two German women take a picture of themselves atop the Empire State Building, New York, September 7, 2002.

Maritime Safety and Security Team (MSST), Brooklyn Bridge, New York, September 11 first Anniversary.

Coast Guard, Manhattan, Eve of September 11 first Anniversary.

Coast Guard, Manhattan, Eve of September 11 first Anniversary.

Grand Central Terminal, New York, Eve of September 11, 2002.

Love, Alert and Pariotism!

وبعد : نعود للذكرى السنوية . لكن قبل هذا لدى بهذه المناسبة اعتراف صغير . لقد اكتشفت بعيد الحادث بقليل أن غضبى كان نابعا من انهيار البرجين فقط ، وتحديدا لكونى مهندسا ، ولم يكن ممكنا اخفاء طغيان مثل هذا الشعور الجارف على كل من مقالتى 11 و18 سپتمبر ( هذا واضح حتى فى اختيار أسماء علامات الكتاب لهما ، WTC وFunctionalism ) . أما فى الأعماق فقد كان ثم نوع من فرحة دفينة عارمة لم استشعرها فى حينها ، بأن هذا هو الحدث الذى طال انتظاره ، والذى سيفيق العالم بفضله على الأخطار الجسيمة الكامنة فى كلا من التدين والتخلف ، إلى آخر الأشياء التى اعتاد الغرب الساذج على النظر إليها بعطف وحنو وأبوية ، بينما الأچندة الإسلامية مثلا لا ترضى بأقل من تركيع كل الحضارة المعاصرة . لقد وجدت تحذيرات البعض من مناطحى طواحين الهواء ( أمثال بعض قليل الأصوات الغربية النابهة ، ومثل ما فعلناه قبل الأحداث بسنة تقريبا لدى تدشين صفحة الإبادة ، بمقال رئيس عن تلك الأخطار ، زاده غضبا على غضب أن اخترنا له علامة الكتاب تحمل رغبة عارمة فى عالم طاهر خالى من الدين والتخلف اسمها MuslimlessWorld ، هذا لو كان قد سبق لك الملاحظة ) ، نقول وجدت تلك التحذيرات أخيرا القرينة والبرهان الملموسين بعد أن كانت أقرب لنباح تذروه رياح الغثاء والغباء المحيط بنا شرقا وغربا . من هنا كان الغضب الظاهرى يغلف دون أن يدرى فرحة واستبشار كامنين كبيرين للغاية ، من أن ما سمى بعد أيام قليلة ’ 11 سپتمبر ‘ هو ميلاد كامل لعالم جديد مقدام طال انتظاره لقرون . عالم يخلو من الدين والفقر والتخلف وغيرها من الماضويات الإنسانية ، الكلمة العليا فيه فقط للعلم والتقنية وحضارة ما بعد‑الإنسان !

الاحتفالات شىء جليل حقا ، ولن نطيل فيه . كل الكلمات مؤثرة بدءا من الرئيس بوش فى الپنتاجون حتى تعبيرات أبسط الناس على شاشة السى إن إن . المواقف لا تقل تأثيرا لا سيما مشهد تجمد المارة فى الشوارع لحظة الساعة 08:46 صباحا . لكن لعل لا شىء يفوق مشهد العمدة السابق چوليانى ، بطل ذلك اليوم وشخصية العام فى رأى مجلة تايم ، وهو يقرأ كل أسماء الـ 2801 ضحية فى برجى التداول العالمى .

الكتب هى الظاهرة الكبيرة للاحتفال بمناسبة العام الأول ، ولا شك أنها ظاهرة رائعة وجادة . الكتب المصورة شىء أخاذ يتمنى المرء لو اقتناها جميعا . لكن هناك أيضا وفرة ممتازة من الكتب التحليلية سوف نعرض لبعض أبرزها هنا .

كتاب دانييل پايپس 200208/28SCHO والبقية فى ذات اليوم والمقال الواجهة 28NOTE.html ’ الإسلام القتالى يصل أميركا ‘Militant Islam Reaches America يمسك ببعض الصورة لكن دون أن يخلو من الأخطاء . يعتقد أن تشجيع المعارضة ’ البديلة ‘ فى العالم الإسلامى يسحب البساط من تحت الإسلاميين . هذا صحيح ، لكنه يضرب المثل بسعد الدين إبراهيم فى مصر وأنور إبراهيم فى ماليزيا ، دون أن يعلم أن جريمة الأول العبث بالانتخابات لحساب الإخوان المسلمين ، وأن الثانى إسلامى هو نفسه . هذه ليست معارضة ’ بديلة ‘ . كلمة بديلة تعنى علمانية ، وإجهاضها هو فعلا خطأ الحكومات القاتل ، إن لم يكن خطأها القاتل بالأحرى عدم تبنيها هى نفسها لمواقف علمانية قتالية .

أحدث الكتب جدا مفاجأة كبرى . من آلان إم . ديرشوڤيتز ، الذى كان آخر كلامنا عنه فى صفحة الإبادة ليس لمجرد سرد تاريخه العريق كقلعة للحقوق ، إنما بمناسبة اقتراحة تدمير القرى الفلسطينية على من فيها إذا لم تسلم المتطرفين فيها خلال 24 ساعة ، وأن فصل الإجراءات القانونية الحاكمة لاقتراحه هذا . اليوم يقدم شيئا أكثر إثاره فى كتابة 15GEWENT.html ’ لماذا يشتغل الإرهاب ‘ ( أى بمعنى لماذا ينجح ) Why Terrorism Works . بعد استعراض مطول لتاريخ الإرهاب المعاصر بدءا من اختطاف طائرة العال فى رحلتها من روما لتل أبيب يوم 23 يوليو 1968 وحتى هجمات 11 سپتمبر 2001 ، والتقانات والأساليب المتبعة فى مكافحته ، يخلص لأنها قاصرة وعاجزة ، ويقدم الاقتراح التالى : تقنين التعذيب . نكرر : تقنين العذيب . ونكرر : ديرشوڤيتز هو أحد أعظم القلاع التاريخية للحقوق . يقول إننا فى وضع يشبه إشكالية القنبلة المتكتكة ticking bomb dilemma . هل نعذب المجرم لمعرفة مكانها أم نتركها تنفجر وتقتل الآلاف باسم حقوق الإنسان ؟ مع ذلك فلا يريد إطلاق حق التعذيب ، لأنه فى رأيه سيفقد قيمته إن أصبح مجانيا ، بل يريد تقنينه بحيث يتم الحصول على إذن قضائى مسبق به ، على غرار أشياء كثيرة جدا ومعتادة جدا عبر النظم القضائية المختلفة ، لا تتم إلا بإذن مسبق كالتفتيش والتنصت وملاحقة الحسابات …إلخ .

… أيضا : ارجع لمراجعتنا لكتاب برنارد ليويس عن الإسلام فى حينه فى صفحة الحضارة .

… أشارت النيو يورك تايمز لكتاب جديد فى طريقة للصدور عن نظرية التهديدات اللا مماثلة بعنوان Terrorism, Asymmetric Warfare, and Weapons of Mass Destruction —Defending the U.S. Homeland . الكتاب مرجع تاريخى ضخم من تأليف أنتونى إتش . كورديسمان من مركز الدراسات الستراتيچية والدولية ، والمؤكد أنه يستحق الانتظار !

… ارجع القائمة الجامعة الممتازة للنيو يورك تايمز عن الكتب المحتلفة عن الإرهاب والإسلام فى العام الأخير ، ومن ثم مراجعات الجريدة لها جميعا .

… ملحوظة : اليوم هو أيضا الذكرى التاسعة والعشرين لثلاثاء آخر غير رؤية الناس للعالم إلى الأفضل . إنها ذكرى انقلاب تشيلى الذى أطاح بالحكم الشيوعى ، وأسس بدلا من كوبا جزء 2 ، أقوى اقتصاد فى أميركا الجنوبية إطلاقا . ارجع لبحثنا القديم حول پينوتشيت ومفهوم النهضة فى العالم الثالث ، ستجد أيضا صورا لأناس ساهرين بالشموع تحية لهذا الرجل العظيم وحراسة لمنجزاته .

… اكتب رأيك هنا

 

Donald Rumsfeld, Capitol Hill, Washington, July 25, 2002.

He’s Dangerous. He Can’t Wait. He’s Old, and for Him, It’s Just Fun to Be an Old Man!

 12 أكتوبر 2002 : رامسفيلد يأمر اليوم بتغيير جوهرى تاريخى فى العقيدة القتالية الأميركية . كافة المتغيرات منذ نهاية الحرب الباردة ، وتحديدا منذ 11 سپتمبر ، كانت تدعو فى الحقيقة لهذا التغيير الذى طال انتظاره .

أيضا من زاوية ما هو الترجمة العسكرى للشرعة الستراتيچية التى أصدرها البيت الأبيض الشهر الماضى [ لحقتهما فى 10 ديسيمبر ستراتيچية ثالثة خاصة باستخدام أسلحة الدمار الكتلى ، ثم فى 14 فبراير 2003 الستراتيچية القومية للاشتباك مع الإرهاب . أيضا انظر فى 16 أغسطس 2004 إعلان الرئيس بوش خطة تاريخية من نوعها لإعادة انتشار القوات الأميركية حول العالم ] . المطلوب طبقا لهذا الأمر أن تعيد كافة القيادات بناء خططها على أساس 1- تطبيق الأسلحة عالية الدقة ، 2- الاستخبارات عالية الكفاءة ، 3- التحركات عالية السرعة .

فى الماضى كانت الإمپراطوريات تجد صعوبة فى مواجهة المستجدات فى منطقة ما ، لأن تقنيات ذلك الوقت لم تكن تسمح لها بإرسال قوات بسرعة هنا أو هناك . وكان البديل الوحيد جيش ضخم باهظ الكلفة عليه أن يغطى كل الإمپراطورية بكثافة وتجانس . والبديهى أنه عند حد معين من هذه الكلفة ، تفقد الإمپراطورية الحكمة الاقتصادية الأصلية منها القائمة على التكامل وتعظيم الكفاءة وخفض التكاليف . الپنتاجون يطرح الآن مبدأى الليونة والتقنية العالية كحل تاريخى وغائى لنقطة ضعف كل الإمپراطوريات !

 هذا إقلاع جذرى عن العقيدة السابقة التى تعتمد على التفوق العددى ، بل قل العقيدة القتالية لكل الإمپراطوريات السابقة . بل لعل فى مفهوم الليونة flexibility هذا قد يكمن الحل الغائى لمشكلة كل الإمپراطوريات السابقة ، والتى كانت نقطة ضعفها بطء الاستجابة للمستجدات فى منطقة ما ، لأن تقنيات ذلك الوقت لم تكن تسمح لها بإرسال قوات بسرعة هنا أو هناك . وكان البديل الوحيد هو إنشاء جيش إمپراطورى ضخم باهظ الكلفة عليه أن يغطى كل أصقاع الإمپراطورية بكثافة وتجانس . والبديهى أنه عندما تصل هذه الكلفة لحد معين ، تفتقد الإمپراطورية جدواها الاقتصادية الأصلية القائمة على التكامل وتعظيم الكفاءة من خلال خفض التكاليف ( المناقشة الأصلية لمفهوم الإمپراطورية تجدها فى صفحة الجلوبة ) .

أنصار العقيدة القديمة وهم كثر من قادة الجيش ، لا يزالون يطرحون اعتراضات وجيهة . فالعقيدة التقليدية سوف تؤدى مثلا فى حالة إغراق العراق بطوفان من الجنود ، على استسلام فورى وشامل للجيش العراقى ، ومن ثم آمن تماما للقوات الأميركية ، بينما الأسلوب الجديد قد يغرى العراقيين بالمقاومة ( أرى شخصيا أنه اعتراض صحيح ، لكن على المجرد الأبعد لن يكون ذا أهمية تذكر . مثلا لو سقط ريچيم صدام حسين بصعوبة ، وبعد زيادة تدريجية فى القوات ، فإن هذا السيناريو لن يتكرر بعد ذلك ، ويكفى إرسال قوة صغيرة للقضاء على ريچيم دمشق أو طهران أو غيرهما ، لأنهم يعرفون ما ينتظرهم لو قاموا ) .

ليست التهديدات اللا مماثلة ، وليس حتى إحلالا للكيف محل الكم ، إنما ببساطة الاقتصاد . نعم هذا قرار فى اقتصاديات الحرب . دافعه الرئيس هو أن بات لزاما لأول مرة على القوات المسلحة الأميركية أن تغطى كامل خريطة العالم ، الموكل إليها حكمها وضبط الأمور فيها . والفكرة القديمة المعتمدة على فيض القوات ، مستحيلة ببساطة . حسب رامسفيلد ، لم يعد من الممكن بناء الجيش بكامله على فكرة التحسب للأسوأ هذه ( أسماها ’ الحزام والحمالة ‘ belts and suspenders ، ومعناها التشبيه بشخص يرتديهما معا خوفا من سقوط بنطاله ! ) . بالطبع سيتم وضع كل الاحتمالات السيئة فى أية خطة بالطبع ، لكن كلا حسب ظروفها الخاصة ، وليس من خلال بنية الجيش نفسها . الليونة flexibility هى اسم اللعبة الآن . السرعة تعوض الكم ، ستشترى القوات المسلحة طائرات النقل والسفن السريعة بدلا من السفن التقليدية الحالية . قوات محدودة العدد جدا ستضرب أقصى قوى من النيران المصيبة بدقة للهدف .

لم يقل رامسفيلد ورجاله هذا لكن لعل السبب الحقيقى هو كل الأعداء المحتملين الآن يحتمون بالمدنيين ، وسلاحهم الوحيد هو مشاعر مشاهدى التليڤزيون . أيضا لم يقولوا أن كلمة أسلحة الدقة precision weapons قد تعنى أيضا القنابل النووية المسرحية التى أعلنوا عنها فى مارس الماضى ، ولا يزال موقعنا هذا يعتقد فى دورها الحاسم مستقبلا فى تغيير وجه الكوكب ككل ، وليس مجرد قهر مخابئ صدام حسين الدفينة إن لزم الأمر . وأيضا لا يزال يعتقد أن المراوحة وتأجيل الحرب حتى منتصف الشتاء أو حتى آخره تفسيره ما اسميناه حالة الانتظار النووى ، فأميركا فى اعتقادنا لن تقدم على الحرب قبل الجهوزية الكاملة لهذه القنابل .

أميركا تريد من الآن فصاعدا تطبيق فكرة معركة اليوم الواحد ، الأسلوب الذى نمته إسرائيل بقوة فى العام الأخير ، حيث تتكون حربها ضد الفلسطينيين من سلسلة معارك تبدأ فى منتصف الليل ، وتنتهى قبل حلول الفجر . المجال الوحيد المتاح للإبداع الأميركى فى العراق ، هو أن تدشن تاريخيا ما يمكن تسميته حرب الطلقة الواحدة ، هذا إذا ما نجعت قذيفتها النووية ’ المسرحية ‘ لمخبأ صدام فى إنهاء كل شىء دون قتال !

 ذلك أيضا لأن أميركا تريد من الآن فصاعدا تطبيق فكرة معركة اليوم الواحد ، على غرار جراحات اليوم الواحد فى العيادات الطبية . وهو طبعا أسلوب نمته إسرائيل بقوة فى العام الأخير ، حيث تتكون حربها ضد الفلسطينيين من سلسلة معارك تبدأ الواحدة عادة فى منتصف الليل ، وتنتهى بأن يعود كل شىء فى جيشها لأوضاعه الأصلية قبل حلول الفجر . ولا شك أن نجاعة أسلوب القضمات هذا مع سيكيولوچيتنا نحن العرب أغرت رامسفيلد ومعاونيه كثيرا بتطبيقه على العراق . أيضا أسلوب العمليات المتدحرجة ستتبناه من إسرائيل أيضا . ستحارب الجميع بلا هوادة وفى نفس الوقت لو لزم الأمر . إسرائيل تفعل هذا أيضا . ولو أى أحد فعل شيئا ناجحا وصارما فى محاربة النشاز والإرهاب سوف تتبناه بليونة كافية . الليونة هى اسم اللعبة ، وفى كل الأحوال هى حسابات مالية محضة لا أكثر ، وعقلية جديدة لاقتصاديات الحرب ، تناسب الفكر الإمپراطورى وتبعاته غير المسبوقة . فقط نجازف بالقول إن المجال الوحيد المتاح للإبداع الأميركى هنا ، هو أن تدشن تاريخيا ما يمكن تسميته حرب الطلقة الواحدة ، هذا إذا ما نجعت قذيفتها النووية ’ المسرحية ‘ لمخبأ صدام فى إنهاء كل شىء دون قتال !

كل ما يمكننا قوله ، أنه يسعدنا أن نرى كل يوم الأفكار العامة من تلك التى اعتدنا ترديدها ، وقد ترجمت لخطط تفصيلية مدروسة علميا ، وقد دخلها العامل الاقتصادى لأبعد مدى . هذا يعيدنى من ناحية لذكريات العلوم الهندسية ، ومن ناحية أخرى لرأى أصيل وقديم حول ما تتضمنه صعوبة وتعقيد عملية تطبيق العلم على أرض الواقع من نفى لفكرة الديموقراطية ، فالحياة أعقد من أن يسمح فيها بالديموقراطية . لكن يظل ما يسعدنا أكثر من أى شىء آخر أن لا زلنا نرى أولى الشأن لا يزالون متمسكين بالأفكار القاعدية نفسها ، ولم يثن عزمهم غباء وغثاء بقية العالم . صحيح أننا تحدثنا عن أفكار كثيرة لم يطرقها أحد بعد ( علنا على الأقل ) مثل حل الأمم المتحدة ، ومثل قصف قصر الإليزية بالقنابل النووية ، لكن كل شىء يشير أن لا مفر إن آجلا أو عاجلا للحاجة الماسة لحل هاتين المشكلتين القاعديتين جدا المعوقتين جدا للمستقبل ، أو لغيرهما مما غامرنا كثيرا بطرحه .

كل ما يمكننا قوله للحظة : نعم ، يبدو أن العالم يسير فى الطريق الصحيح نحو المستقبل . اكتب رأيك هنا

 

 19 أكتوبر 2002 : قناص واشينجتون حقق بنجاح ساحق ضحيته التاسعة حتى الآن . التحليلات والتوقعات كثيرة لكن غير مقنعة . لا نعتقد أنه مختل عقليا . كفانا من هذه اللعبة التى يمكن أن تصم بن لادن وصدام ببساطة أهم مختلين عقليا ، فقط كى ينام السادة المثقفون ذوو التوازن الداخلى الهش عقليا وعاطفيا مرتاحى البال . نظرية ثانية أنه موظف استخبارات أو قوة خاصة سابق يريد الانتقام من المؤسسة . جائز ، لكن الفكرة تبدو لى أعمق من هذا . هنا تدخل النظرية الثالثة على خجل ، وهو أنه إرهابى ، وإسلامى بالذات . ما يقال فى استبعاد هذه الفكرة يرن فى أذنى وكأنه سمعته يقال من قبل عن محمد عطا ، فقط الانتقاص من قدرة المسلمين من الإتيان بأفكار ذكية .

فعلا لم أقرأ أى تحليل جيد . وإن حاول ربما الضيوف من علماء النفس الذين استشارتهم النيو يورك تايمز اليوم تفسير لماذا هذا الخطر تافه الاحتمال للغاية ( مصرع واحد ولو كل يوم من الخمسة ملايين الذين يسكنون واشينجتون الكبرى ، أقل من أى خطر آخر معروف بما فيه الإصابة بالبرق ! ) ، لماذا هو يفزع الناس لهذه الدرجة . حتى فى حدود التعليل النفسى ما خلصت له منه أن علم النفس نفسه ليس لديه إجابة شافية ، وأنه فقط يقول إنه فى أوضاع الفزع يميل البشر لأخذ مزيد من المخاطرة ، لا أكثر .

أنا لى نظرية مختلفة . الأمر هذه المرة ، لا هو لعبة ولا متعة ولا اختلال عقلى . ما يفعله هذا القناص هو بالضبط نسخة تفوق الخيال مما أسماه خيال وولفوويتز ورامسفيلد المتواضع ( يجب أن نعترف بهذا ) عن التهديدات اللا مماثلة . إنه ما قد يسمى التهديدات هائلة اللا مماثلة ، أو مثلا ultra-asymmetrical threats . ما أثبته هذا الرجل أن بندقية قنص واحدة تتجول فى المناطق الهادئة التى يسهل فيها الهرب ، كفيلة بترويع عاصمة أقوى دولة فى العالم ، بدءا من الأطفال الصغار الذين حرمهم هذا القناص من مواصلة تعليمهم ، مرورا بكل البيزنسات والمصالح التى عانت الشلل شبه الكامل ، وانتهاء برجل البيت الأبيض الكبير نفسه الذى نغصه الأمر وشتت تفكيره بدرجة لا يستبعد أن تكون مؤثرة ربما على كل العالم .

صحيح لا أجزم جدا بالدوافع ، لكن أجزم بالعبقرية والطزاجة والأصالة فى التفكير . من هنا قد يكون الإرهاب الإسلامى مسألة لا يجب استبعادها أبدا . بل بالعكس ، الخبراء لم يجدوا أى نسق يمكن أن يربط مواقع أو نوعية الضحايا ، كما قصص القتلة المتسلسلين المشاهير واقعيين أو تخيليين ممن قدمتهم السينما لنا . إنه ليس مجرد قاتل متسلسل يريد الاستمتاع بإثبات نظرية ما أو الاستمتاع بتفوقه على الشرطة فى حل أحجية ذكاء ما يلقى لهم ببعض القرائن ويتحداهم أن يفكوها . فقط هو يريد بطريقة نظامية وشرسة للغاية إيقاع أجسم وأوسع الأضرار الممكنة . هو يشبههم فقط فى أنه يشتغل وحيدا جدا لأسباب أمنية مفهومة ( للأسف حتى من كتبوا فى الصحف الأميركية عن احتمال كونه إرهابيا يذهبون سريعا للكلام عن منظمة ، إن عقليتهم لا تريد أن تستوعب فكرة اللا مماثلة التى تنبع من صميم التقنية الحديثة التى باتت متوافرة للجميع دولا أو منظمات أو حتى أفراد ، كتلقى الأوامر أو النقود بالإنترنيت وما شابه ) . دوافع الكره العميق لأميركا ، وإصابتها بأجسم الأضرار كلها وليس فردا أو فئة أو هيئة معينة ، زائد نوع مؤكد من الانتحارية فهو سيسقط عن آجلا أو عاجلا ، بالإضافة لذلك الخيال الحر الجامح ، كلها عوامل تدفع تفكيرنا يذهب رغما عنه لأننا بصدد محمد عطا جزء 2 ، أو اللمسة المصرية كما أسميناها يوم 11 سپتمبر 2001 ! اكتب رأيك هنا

تحديث : 24 أكتوبر 2002 : سقط القناص على ما يبدو . قبضوا عليه فجرا نائما فى سيارته فى منطقة ريفية نائية . اسمه چون أللين محمد ، وكونه مرتدا للإسلام ليس مفاجأة بالمرة بالنسبة لى ، ولا أعلم الوقع بالنسبة للآخرين . المؤكد فقط أنه سيجعل أيام المسلمين أشد صعوبة غربا وشرقا .

فقط هناك مفاجأة وحيدة تضاد تخيلا صاحبنى طوال الوقت ، وهو أنه لم يكن يشتغل بمفرده . كان بصحبته ابن زوجته . كما تعلم احتمال انفضاح السر أكبر بدرجة أسية كلما زاد عدد من يعرفونه ، لكن ربما المسلمون لا يفكرون بهذه الطريقة ، فالأخوة فى الإيمان تجب كل شىء ! لا أعلم . هذا يربكنى قليلا . ربما أعاود الكتابة لاحقا . فقط نزف هذا الخبر الآن . ومن الممكن أن نذهب جميعا للاحتفال . واشينجتون كلها باستثناء عشر أسر تفعل هذا الآن . ذلك طبعا قبل أن يداهمهم ويداهمنا هاجس محمد عطا جزء 3 ! ] .

 

 22 أكتوبر 2002 : لا يبدو أن أميركا قد تعلمت من الإهانات التى تعرض لها تونى بلير قبل عام بالضبط من الآن ، حين زار سوريا . مبعوث من الخارجية الأميركية يجوب المنطقة منذ مطلع الأسبوع وزار دمشق . ماذا حدث يا ترى ؟ لعلك لاحظت أن افتقدنا صوت الجرذ الألثغ تماما منذ محاضرته المعتادة على شيوخ حكام العرب فى موتمر القمة فى مارس الماضى . السبب هو أن الحرب السادسة اندلعت فور تلك القمة ، ومنى فيها الفلسطينيون بهزائم ساحقة ، أرعدت الجرذ وأسكنته حجره . لكن لأن ذكاؤه يفهمه أن البريطانيين والأميركيين عندما يزورونه ، يكون هذا موشر ضعف وهزيمة وإنذلال وانسحاق منهم أما جبروته المهول ، فعل ما فعل العام الماضى مع بلير إبان الحرب الأفجانية ، والآن يفعله مع مبعوث رئيس أميركا . قال اليوم بتبجح مذهل إن أميركا لا تعرف طبيعة المنطقة العربية ، وغير قادرة على استيعاب مجريات الأمور فيها ، وتستقى معلوماتها من إسرائيل ، وبالطبع من الأفضل كثيرا لها عدم التدخل فيها . بسلامته عاوز أميركا تستقى المعلومات منه . نفس النصيحة الأخوانية القديمة ، اتركوا لنا الحكم وسنخلصكم من نار من هم أكثر تطرفا منا ، فقط مع تعديل واحد : اتركوا لنا الحكم ، وسنجيد إلهابكم بنار من هم أكثر منا تطرفا . لا ياسيدى ، أنت الذى لا يعرف شيئا . على الأقل جدا ، أنت لا تملك النقود اللازمة لكى تأتى بخبراء يعرفون ، وكل من حولك جهلة مثلك بالضبط .

A young boy's unit of Hezbollah group take part in a military parade to mark Al-Quds Day (Jerusalem Day), suburb south of Beirut, Lebanon, November 21, 2002.

Nasrallah’s Guide:

‘How to Invade the World Without Even Buckling Your Shoes!’ —by The Cricket of Beirut!

الأسوأ أن صرصور الليل البيروتى ، الجدجد cricket بالعربية الفصحى ، المدعو صرصور الله الأعظم حسن نصر الله ، الذى لا يملك حتى حنجرة إنما ميكروفون صنع فى أميركا ، يعطيه صوته المزعج هذا [ عدلنا التسمية لاحقا للضفدع الأخنف ، لأسباب قد تكون وجيهة ! ] ، تشجع فى نفس اليوم بالليل ليذهب أبعد كثيرا ضد أميركا بعد ما عمله سبع البرومبة فى الصبح : العرب والمسلمون ليسوا هنود حمر يمكن لأميركا أن تصفيهم ، وأنه سيقهرها لو لمست العراق أو أى بلد عربى . هأ ، …أمك ! لا أكثر ، على رأى عمنا الوطنجى نجيب سرور الممنوع من الإنترنيت ، وابنه أخد حكم الأسبوع إللى فات ! أنت موش أكتر من شخص سافل وضيع الأصل . والمعر باللغة العامية المصرية هو تلك الجعجعة التى تدعى مكانة اجتماعية أرفع أو بطولات ومغامرات وهمية ، وكل ما فعلته أنت أن أخذت الآية الكريمة ’ تمعرون ويمعر الله والله خير المعارين ‘ وصنعت منها حزبا وعصابة إرهابية . أنت لا تحرر شيئا إنما تأتى بالاحتلال . أنت لا تحمى أحدا فى لبنان الثرى المتحضر إنما تأتيه بالدمار والخراب .

الكلام الجد فى كل هذا أن مشروع القانون المسمى المحاسبية السورية Syria Accountability ، فى طريقه للاعتماد فى الكونجرس ، وأن الجرذ والصرصور كليهما سيشويان يوما قريبا على يد العماد ميشيل عون القوة الدافعة الجريئة ، وراء هذا القانون المدعوم إسرائيليا على نطاق واسع . لا تضيع وقتك إذن ، وإليك هذه القراءات حول هذا القانون الذى سيجعل الأرض حجيما تحت كل الجرذان وكل الصراصير ، أو على الأقل سيطلق الشرارة الأولى لهذه النيران تمهيدا لإسقاط هذه الريچيمات القميئة على غرار ما تم فى أفجانستان وما سيتم فى العراق سريعا : صفحة القانون فى موقع المجلس اليهودى للشئون العمومية … نص المشروع كما ينظره السينيت الأميركى … نص المشروع كما ينظره المنزل ( مجلس النواب فى الترجمة العربية الدارجة ، والمفروض نبتدى نتعلم الأسماء صح ! ) … عمود متحفظ بقلم الكاتب چوزيف سماحة لكنه يلخص الموضوع جيدا … اكتب رأيك هنا

[ ارجع لمدخل قديم لنا عن بشار الأسد ملحق بإحالات لمعظم ما كتبناه عنه فى هذا الموقع . تابع تحديثات لهذا المدخل فى 5 أكتوبر 2003 فى صفحة الإبادة ، ذلك عن سوريا وقانون المحاسبية وغيرهما ، بمناسبة الضربة العسكرية المهينة التى وجههتها إسرائيل لأول مرة منذ أكثر من عشرين عاما إلى العمق السورى بالقرب من دمشق . للمزيد عن الصراصير والضفادع وسائر الظواهر الصوتية العربية عامة والدمشقية‑البيروتية خاصة ، زر هذا المدخل أيضا فى ذات الصفحة ] .

 

Russian NTV image of a pistol wielding Chechen female terrorist and a group of hostages, Palace of Culture for the Moscow Ball-Bearing Factory, October 24, 2002.

Did you hear of the ghosts’ latest fashion? They’re BLACK!

 26 أكتوبر 2002 : يبدو أن ثم مناسبة أخرى للاحتفال ! فجرا داهمت القوات الخاصة الروسية المسرح الموسكوڤى الذى احتله عشرات من المقاتلين المسلمين ، وأنقذت الرهائن البالغين نحو السبعمائة ، منهية بذلك احتجاز دام قرابة يومين ونصف . نجاح ساحق ، وإرادة صارمة يجب أن يحيا عليها الرئيس پوتين . التحليلات الساذجة التى سمعناها حتى الآن تقول إن سمعته ستتدهور بسبب مقتل نحو 90 رهينة [ العدد زاد تدريجيا لنحو 120 ] ، وإن هيبته تدهورت بسبب جرأة الهجوم . هذه هى تحليلات رفع المعنويات التى يمكن أن تخرج فقط من البى بى سى العربية أو قناة الجعيرة إلى آخر المنابر الإعلامية التابعة للتنظيم العالمى للأخوان المسلمين ، أو طبعا عن مكتب ياسر عرفات الذى لا يعرف شيئا عن جوبلز الذى يريد تقليده . ما فعله پوتين شىء ستشهق سمعته ومكانته بعده إلى السماء . يا لكم من بلهاء تستحقون الرثاء . إنه لن يصبح بطلا قوميا . هذا أتفه ما فى الأمر . لقد أصبح بطلا عالميا بالفعل ! هذا ما تريده الشعوب من قادتها الآن ، الثبات الصرامة ، وطبعا عدم ممالأة التهديد الدينى على أى نحو من المناحى ، ومهما بدا مسالما . أنا متأكد أن كل روسى يرفع الآن حاجبيه إعجابا بزعيمه . الأبعد من هذا أنه يقال أنهم استخدموا غازا مخدرا أو غاز أعصاب غير معروف الهوية بعد ، أنهى العملية بنجاح فى ثوان ، وإن راح ضحيته مرضى القلب ومن إليهم . هذا ليس مجرد قرار لاعب چودو ورئيس استخبارات سابق حديدى الأعصاب . هذا تاريخ !

Vladimir Putin's television address, Moscow, October 26, 2002.

Oh, dear pitiful Muslims! You think he’ll collapse. He’s not even a national hero. He’s already a WORLD hero!

كثير من الأفلام يمر علينا به موقف رهائن ، بدءا من ’ مساء يوم الكلب ‘ حتى ’ المفاوض ‘ . كان دائما ما ينغص المشاهدة عندى سؤال لماذا كل ألعاب القط والفأر المعقدة للغاية هذه فى موقف الرهائن ؟ ألا يوجد غاز ينيم الجميع وينهى المشكلة ؟ طبعا كنت أجيب نفسى أن لا بد أن ثم فى الأمر علمية مشكلة ما ، ولا يمكن أن يكون أن الأمر لم يخطر ببال أحد . أيا كانت الحقيقة ، فقد انتهى الأمر اليوم . إذا لم يكن هذا الغاز قد أمدته أميركا سرا مساء الأمس لروسيا ، فسوف تستورده هى منها صباح الغد . إذا كان عند أحد غاز الأعصاب هذا ويخاف تجربته على بشر حقيقيين ، فقد هونت أعصاب پوتين المشكلة للأبد على كل ضعاف الأعصاب ، وحلت المشكلة إلى الأبد . القتلى تراوحوا بين 10-15 0/0 . ربما ينمى الأميركيون أو الروس هذا الغاز بحيث لا يقتل أحدا فى المرة القادمة . تخيل أن الرهينة كان وزيرا أو مسئولا كهلا ، وليس مجرد رواد خبطة مسرحية موسيقية عنوانها ’ شمال‑شرق ‘ تعرض فى مسرح فاخر اسمه 24RUSS.html قصر ثقافة مصنع موسكو لرولمان البلى ( لم يعد كذلك ، وإن احتفظ بالاسم ! ) ، استفزت راقصاتها الفاتنات أولئك الخائفين من عذاب النار .

مرة أخرى ، وخلال ساعات قليلة ، وقطعا لن تكون المرة الأخيرة ، يأتى المسلمون بأفعال تزيد من التهاب الأرض تحت أقدامهم نارا فى كل ركن من أركان الكوكب .

ومرة أخرى ، وخلال ساعات قليلة ، وقطعا لن تكون المرة الأخيرة ، توجد مناسبة جديدة للاحتفال ! اكتب رأيك هنا

تحديث : 11 نوڤمبر 2002 : ’ المسلمون يريدون إقامة شىء اسمه الخلافة العالمية . يريدون قتل كل من هو غير مسلم ، وحتى قتل كل من يريد ترك دينه ودخول الإسلام . نعم ، لو أنت مسيحى فإن حياتك فى خطر . حتى لو تركت المسيحية وأصبحت نكرانيا atheist فحياتك لا تزال فى خطر . حتى لو قررت أن تصبح مسلما ، فلن تنجو ، لأن الإسلام الصحيح يحذر بقوة من أغراضك وأهدافك الخفية وراء ذلك . الحل الوحيد أن تأتى عندنا فى موسكو ، وسوف نجعل منك مسلما راديكاليا حقيقيا . الجراحة عندنا متقدمة ونحن بلد متعدد الديانات ولدينا أخصائيون فى مشكلتك . سوف نقوم لك بعملية ختان circumcise, circumcision توجد نسخة من هذه الفقرة فى صفحة الحضارة 2 فلا تعدل إلا الاثنين معا نضمن لك بعدها أن لا شىء سوف ينمو ثانية بالمرة ! ‘ . قال پوتين . لا مفاجأة . المفاجأة هى أين قاله . اقرأ القصة فى صفحة الحضارة !

 

 5 نوڤمبر 2002 : ليس مجرد يوم تاريخى . وليس حتى مجرد يوم تاريخى غير عادى . إنه عدة أيام تاريخية فى يوم واحد . مصادفة أم هى الحتمية التاريخية ؟ لا يهم ، المهم أننا فى نوڤمبر الحلو ، وفى اليوم الخامس منه ، ولدينا القصص الخمس التالية دفعة واحدة :

توجد نسخة بالليبرالية أميركا تملك من القدرة والثقة ما يجعلها لا تضطر للجوء سياسيا للعبة الدين . نبوءة ليست للمجرى الطويل وحده ، بل نأمل أن نراها مترجمة على المجرى القصير ، تمزج ما بين الليبرالية الاقتصادية الدارونية ، والليبرالية الاجتماعية ذات الأخلاق العلمانية ، فى عالم بعد‑إنسانى جديد مقدام . أو كما نقول دائما أبدا : الليبرالية لا تتجزأ !

نصر الحضارة رقم 1 : اليوم وبشبه مفاجأة كلية ، جاء نصر الجمهوريين كاسحا فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس . لم يزد فارق الأغلبية فى المنزل وحسب ، بل استولوا على السينيت أيضا . الديموقراطيون المولولون بأن الانتخابات سرقت منهم بتعمية الشعب بعيدا عن الشئون الداخلية بالشأن العراقى ، لا يفهمون شيئين . الأول أن إسقاط صدام وبشار وخامنئى والقذافى هو شأن داخلى جدا أميركيا . الثانى أن الكلام عن الفقراء والمحتاجين والرعاية الصحية والتقاعد ، كلام ضج منه الناس . لم يعد أحد يقبل إضجاره بالكلام عن فقراء المجتمع . المجتمع ليس فقراء فقط . افهموها بقى !

الشق الرائع لهذا الفوز أنه تفويض شامل وكامل لچورچ دبليو . بوش وفريقه الستراتيچى الرائع للمضى قدما فى تغيير العالم ، كل العالم . الشق الخطر الوحيد المحتمل ، هو بعض القوانين ذات التزمت الأخلاقى ، أو تعيين قضاة للمحكمة العليا ذوى ميل محافظة . نحن لا نخاف كثيرا من هذا ، وتنبأنا للتو فى حديث عن موقف الپورنو فى فرنسا ، ان أميركا تملك من القدرة والثقة ما يجعلها لا تضطر للجوء سياسيا للعبة الدين . نبوءة ليست للمجرى الطويل وحده ، بل نأمل أن نراها مترجمة على المجرى القصير ، تمزج ما بين الليبرالية الاقتصادية الدارونية ، والليبرالية الاجتماعية ذات الأخلاق العلمانية ، فى عالم بعد‑إنسانى جديد مقدام . أو كما نقول دائما أبدا : الليبرالية لا تتجزأ !

U.S. Capitol.

Smallpox

Smallpox

RQ-1 Predator Unmanned Aerial Vehicle equipped with a Hellfire-C laser guided missile, test flight, Nellis Airforce Base, Nevada, February 21, 2001.

The Mobile Tactical High Energy Laser (MTHEL) being developed by TRW for the U.S. Army and the Israeli Defense Ministry.

Five Birds in One Day!

نصر الحضارة رقم 2 : اليوم أعلن آرييل شارون الدعوة لانتخابات مبكرة ، استجابة للشرط الذى قبل بمقتضاه بنيامين نيتانياهو منصب وزير الخارجية . ويعتقد على نطاق واسع أنه سيظفر من خلاله برئاسة الوزارة خلال ثلاثة أسابيع . مبدئيا نيتانياهو أكثر يمينية وتشددا من شارون بكثير إذا كان الأمر يتعلق بالتصريحات ، وبقليل إذا كان الأمر يتعلق بالفعل . لكن المشكلة أن ثم أشياء كثيرة فى هذه الدنيا لا يفهمها شارون ، ويفهمها نيتانياهو ( نقولها دون الإقلال من قدر الأول فهو رجل عظيم وصانع لتاريخ المنطقة وتاريخ الحضارة بلا جدال ، والوحيد بين كل قادة إسرائيل الذى يمكنه الزعم بأنه بطل ثلاثة حروب لها الرابعة والخامسة والسادسة ) . أول ما لا يفهمه شارون أن آخر شىء يصلح له نيتانياهو هو منصب وزير الخارجية الذى ’ يحايل ‘ و’ يطبطب ‘ على هذا وذاك . هو قائد وزعيم يفعل ، ثم يترك للآخرين تطبيب الخاسرين . ثانيا إن نيتانياهو خريج MIT وهارڤارد ، وأن رؤيته تمتد لمستقبل شامل لا لإسرائيل والمنطقة فقط بل لكل العالم ، تقنيا واقتصاديا . إنه لا يصلح إلا رئيس وزراء ، وكان أول ما فعله عندما تولى هذا المنصب يوما أن سافر للياپان والصين ، ليفتحهما فيما لا يقارن بفتح الدفرسوار أو حتى مطار القاهرة فى نصر أكتوبر المجيد الذى لا يوجد لدى آرييل شارون ما يعتز به أفضل منه . ثالثا أن من العبط نفسه أن يفكر آرييل شارون فى دخول التاريخ كرجل سلام . هو فعلا رجل سلام ، لكن السلام كلمة تجاوزتها الأحداث ، والتحدى الوحيد إما الترانسفير أو الإبادة ، ناهيك عن إسقاط ريچيمى إيران وسوريا إن لم تشأ أميركا إسقاطهما بنفسها ، أو إذا ما سارت فى ذلك بإيقاعها البطئ الممل الحالى . العالم بعد 11 سپتمبر لا يفكر فى حل إشكالية التخلف بحلول أقل جذرية من هذه . رابعا ، المشكلة ليست فى ’ جشع ‘ نيتانياهو للسلطة ، أو فى ’ تواطؤ ‘ ليبرمان معه لجلبه لرئاسة الوزارة ، بدلا من ضم حزبه للتحالف الوزارى القائم حاليا . المشكلة أن اليوم يحق أن يكون آخر يوم فى التاريخ السياسى لآرييل شارون وشيمون پيريز ، وكل هذا الجيل من اليهود الطيبين الذين كان كل طموحهم إنشاء دولة آمنة لليهود . اليوم ينتظر إسرائيل دور جلوبى أوسع من هذا بكثير ، والوحيد المؤهل له فى الأفق المنظور هو : بنيامين نيتانياهو .

[ لاحقا اختار أعضاء الليكود شارون . اقرأ الأسباب فى صفحة الإبادة . تطورات أخرى متلاحقة يأمل من خلالها اليسار الإطاحة بشارون . اقرأ صفحة الليبرالية ، مكاننا المعتاد للحديث عن أساليب اليسار الرخيصة ] .

نصر الحضارة رقم 3 : فرنسا ، روسيا ، العراق ، كوريا الشمالية ، هى الرباعى الذى ورد اسمه اليوم فى تقرير للاستخبارات الأميركية ، ويحدد الدول التى يعتقد أنها تملك عينات من ڤيروس الجدرى . باستثناء الاتحاد السوڤييتى وأميركا التى احتفظتا رسميا بعينة منه حين تم القضاء عليه نهائيا من العالم فى سنة 1977 ، فإن أسماء الدول الثلاث الأخرى مثيرة للريبة . الكلام جدى والتطعيمات بدأت فعلا ، ولا يقصد بضم فرنسا التهويش بسبب قرار مجلس الأمن الوشيك حول العراق ، إنما تهويش أعمق مدى بكثير فى اعتقادنا . ولا شك أن أميركا تتعلم ولو ببطء ، وما حدث فى مماطلات مجلس الأمن يؤشر بوضوح لأين تقع رأس الأفعى .

هذه هى المرة الأولى التى تربط وثيقة رسمية أميركا على قدم المساواة جدا بين فرنسا والعراق وكوريا الشمالية كثالوث يتفرد بشىء أصيل ما . من نافلة القول أن الدولتين الأخيرتين تذكراننا بتسمية بوش الشهيرة محور الشر . أما بالنسبة لنا ، ففرنسا هى الشر نفسه ، قلبه ومصدره وأسه . والعالم لن يرى صبحا حقيقيا قبل قصف پاريس نوويا . كلام قلناه قبل شهور وسنوات ، لكن الدفعة التى يكتسبها اليوم ، جاءت جميلة مبكرة وسريعة . لكنها فقط مجرد بداية لتنوير نأمل أن تعيه القيادة الأميركية ، وكل العالم المتحضر بأسرع ما يمكن قبل فوات الأوان واستنزاف طاقات لا مبرر لاستنزافها ، إذا كان يكفى قصف پاريس لحل 90 0/0 من مشاكل التخلف فى العالم .

نصر الحضارة رقم 4 : اليوم انفرج لغز السيارة التى فجرت أول أمس فى إحدى جبال اليمن وراح ضحيتها ستة من بينهم أحد كبار تنظيم القاعدة المدعو قائد الحارثى ، ليس فقط أنها تمت بواسطة صاروخ من طائرة الپريديتور التى تطير بدون طيار كما أوحت التسريبات الأولية بالأمس .

استخدام هذه الطائرات فوق اليمن ليس مفاجأة ، فقد كتبت النيو يورك تايمز فى 23 أكتوبر الماضى ، أن نشرها قد تم بالفعل . أيضا معروف عسكريا منذ فبراير الماضى على الأقل ( تاريخ بث الصورة المجاورة ) أنه قد تم تحوير هذه الطائرة التى يبلغ طولها تسعة أمتار ، من مجرد طائرة استطلاعية لطائرة قاذفة صواريخ .

الجديد والتاريخى حق اليوم أن اتضح أن ما حدث بالأمس هو سياسة عامة أمر بها الرئيس بوش شخصيا . هذا يعنى أن الحضارة قد فتحت أفقا جديدة لتصفية أعدائها ، ضاربة بعرض الحائط كل الهراء اليالتى السقيم عن الاستقلال والسيادة . أيضا هو نصر للسياسة التى ابتدعتها إسرائيل فى التصفية من الجو ، وطالما ناهضتها الحكومة الأميركية نفسها ولو علنا على الأقل .

وأولا وأخيرا هذا نصر تقنى رائع سوف تتوسع الحضارة فى استخدامه من الآن فصاعدا ، بل وقيل تحديدا أيضا اليوم أن بدأ بالفعل استخدامه فوق العراق .

نصر الحضارة رقم 5 : أخيرا اليوم أيضا تمت بنجاح تجربة إسقاط قذيفة مدفع بواسطة بندقية ليزر عالية الطاقة . التجربة قامت بها شركة TRW, Inc. ، لحساب كل من الجيش الأميركى ووزارة الدفاع الإسرائيلية وتمت فى صحراء نيو مكسيكو . ما حفز المشروع أصلا هو الصواريخ التى يطلقها حزب الله على شمال إسرائيل ، ويهدد بها السكان المدنيين . وما اتضح اليوم أن هذا السلاح كان قد نجح قبل فترة من الإيقاع بصواريخ الكاتيوشا ، وأنهم انتظروا الإعلان عنه إلى اليوم ، عندما بات بإمكانه إسقاط قذائف المدفعية الأسرع كثيرا والمنطلقة بأضعاف سرعة الصوت . التقييمات التى صدرت من كل الأطراف أن وجه الحروب قد تغير اليوم مرة واحدة وإلى الأبد . مجرد رأى نهديه للصرصور مزعج الصوت حزب الله ، والجرذ الدمشقى الواقف خلفه ، والخنزير الإيرانى الواقف خلف الاثنين .

إجمالا ، فى المدخلين السابقين ، وجدنا أن ثم مناسبة جيدة للاحتفال . اليوم نجد خمس مناسبات جيدة ! اكتب رأيك هنا

تحديث : 7 نوڤمبر 2002 : قرأت اليوم موضوع طويل عريض للنيو يورك تايمز عن كارل روڤ ، مخطط الحملة الانتخابية للحمهوريين . وكيف أنه شخصية حامية الأعصاب لا يتورع عن صب جام غضبه وتقريع أعتى السيناتورات وأعضاء الكونجرس إذا لم يلتزموا بما طلبه منهم . وكيف أنه أخذ الرئيس فى آخر 5 أيام لـ 15 ولاية و17 مدينة ولف بيه 10 آلاف ميل ، وهو إللى ما بيكرهش حاجة قد السفر . موش بس كده ، ده أخده لمينيسوتا 9 أيام بعد مصرع السناتور پول ويللستون إللى الرئيس حتى ما فكرش يحضر جنازته . كمان اتكلموا عن أنه ورا العبارات الحماسية فى خطب الرئيس من نوع إنه سيطارد كل قتلة العالم وموش صدام وبن لادن بس . وكمان اتكلموا عن إنه بدأ التخطيط فعلا لنصر تاريخى جديد فى انتخابات سنة 2004 .

عارف أنا من سنين بأقول إيه لأصحابى : بأقول مصر دولة بفضل سبب واحد . سبب اسمه كمال الشاذلى . هو إللى عامل لها پرلمان بيختاره بنفسه واحد واحد ، وعامل لها حكومة مركزية وعامل لها مؤسسات وعامل لها كل حاجة . ولو اتلغت وظيفة كمال الشاذلى هترجع مصر قبائل زى زمان يفنوا بعضهم بعض فى حوادث التار ، وما حدش يعرف يحكمها ، صومال تانى يعنى ! طبعا الأساليب تختلف شويه ، لأن الأهداف تختلف ، والظروف تختلف ، لكن المؤكد موش بس إن ده كلام جد جدا موش هزار ، وموش بس إن كمال الشاذلى راجل له نفوذ عظيم زى مستر روڤ ، أو إنه زيه الكل بيكرهه أو موش بيدى له حقه ، إنما لأن المؤكد إنه كان لازم وحتما يكون أول شىء نفتكره النهارده فى مناسبة زى دى ، وبكل خير أكيد . طبعا الحكاية كلها على قدنا يعنى ، وما ننساش الفجوة الحضارية يا جماعة . على الأقل هناك موش قبائل ! ] .

 

ألا يخجل الفرنسيون والروس ومن شابههم ، من كل هذا الكفاح والجهاد والنضال المستميت من أجل الإبقاء على صدام فى السلطة عدة أشهر أخرى ، أيا كان الثمن ، ذلك كما كورس الببغاوات الذى لا يعرف سوى إنشاد كلمة واحدة ’ بالروح بالدم نفديك يا صدام ‘ ؟ والحقيقة أنهم يكنون له كل الإعجاب ويرونه رأس حربة مهم فى حرب قوى اليسار العالمى الهادفة لتقويض الأسس الرأسمالية الدارونية لحضارتنا المعاصرة تلك التى فشلوا هم فى مجاراتها ، وإحلال نظام يعمم الفقر والفشل على الجميع .

 8 نوڤمبر 2002 : ألا يخجل هؤلاء الناس من أنفسهم قط ؟ يجلسون ‑وأقصد الأميركيين‑ لأكثر من شهرين فى ذلك المبنى الكائن فى الأفنيو الأول فى نيو يورك ، يكافحون ويجاهدون ويناضلون من أجل الوصول اليوم لصيغة قرار لا يمكن قدر الإمكان لأحد أن يفهم ما هو المقصود منه فى الحقيقة ؟

ألا يخجل الفرنسيون والروس ومن شابههم ، من كل هذا الكفاح والجهاد والنضال المستميت من أجل الإبقاء على صدام فى السلطة عدة أشهر أخرى ، أيا كان الثمن ، ذلك كما كورس الببغاوات الذى لا يعرف سوى إنشاد كلمة واحدة ’ بالروح بالدم نفديك يا صدام ‘ ؟ والحقيقة أنهم يكنون له كل الإعجاب ويرونه رأس حربة مهم فى حرب قوى اليسار العالمى الهادفة لتقويض الأسس الرأسمالية الدارونية لحضارتنا المعاصرة تلك التى فشلوا هم فى مجاراتها ، وإحلال نظام يعمم الفقر والفشل على الجميع .

ألا تخجل سوريا من كل هذا الكفاح والجهاد والنضال المستميت من أجل الإبقاء على صدام فى السلطة عدة أشهر أخرى ، فقط بهدف واحد هو أن كل يوم يبقاه فى السلطة يؤجل عملية الإطاحة ببشار الأسد يوما فى المقابل ؟

هل كوكبنا وشعوبنا هانت وأصبحت رخيصة لهذه الدرجة ، بحيث تخضع لهذه التوازنات والمكاسب التافهة ؟

ما حدث شىء مؤسف بكل المقاييس ، لكن ربما الإجابة على السؤال الأخير هى لا !

سنقول تفسيرنا لكل هذا دون أن ننفى أن كل ما يحدث شىء قمئ ، وما كان يجب أن تتورط فيه أميركا وبريطانيا قط ، وكان عليهم على الأقل إعلان انسحابهم من تلك المنظمة البائدة فورا ، وبمجرد رفض الصيغة الأولى للقرار .

نعم نعلم أن أميركا ربما بنت حساباتها على رفض العراق للقرار . الكل يستبعد هذا الاحتمال ، ولا أعرف لماذا . نحن نرفض ابتلاع فكرة الاستبعاد هذه بسهولة ، على الأقل لأنها تفترض بالضرورة أن صدام حمل وديع لا يملك ما يخيف به أميركا لو هبطت بجنودها عنده . أو على الأقل أيضا لا يمكن استبعاده من خلال نظرية كرة القدم التى قلت يوما أنها تحركنا جميعا ، مقامرة نلعبها جميعا منذ ابتدعها عبد الناصر أو اقتبسها من فريق الفصل الذى كنت فيه أنا فى المدرسة الابتدائية ، نندفع للمبارة تلو المباراة بأمل أن ننتصر ذات مرة ، لكن ما يحدث أننا نهزم فى كل مرة . وقطعا صدام ليس ممن يقولون لأنفسهم أنهم يمكن أن يهزموا أبدا ، وبالتأكيد يأمل فى نصر جديد يضيفه لنصر أم المعارك المظفر . لكن لو افترضنا أنه بات أكثر نضجا ، فإنه بات أكثر نضجا فى إدارة الحرب ، وليس فى الاستسلام أمام أميركا أو غير أميركا . كتبنا فى أغسطس الماضى عن أن ثم ثلاثة مستويات تدار فيها الحرب بين العراق وأميركا ، أحدها مستوى خفى . الرسائل فيه علنية صحيح ، نسمعها ونراها جميعا ، لكن لا يفهمها أحد ، بما فى ذلك فرنسا وروسيا رخيصتا المطامع اللتان لا تعلمان شيئا عن حقيقة صدام حسين الذى تحميانه باستماتة محسودة . تلك الرسائل لا يفهمها سوى طرفاها صدام ورامسفيلد . الكل يعلم قدرة الآخر ، وأسلحته الخفية ، ويحاول إخافته بشتى الطرق . ولا أستبعد بالمرة أن تكون أميركا ذهبت فى التنازلات فى صياغة القرار فقط للنقطة التى بعدها كان يمكن للعراق بعدها القبول بالقرار . فقط للنقطة التى لا يفقد عندها صدام الشعور بأن ليس لديه ما يخسره ، ونقصد الخسارة المادية وليس مجرد الكرامة .

Defense Secretary Donald Rumsfeld and President George W. Bush, Cabinet Meeting, Cabinet Room, White House, November 13, 2002.

The Technological Limbo!

نعم نعلم أن حتى لو كل هذا ليس صحيحا ، وأن أميركا تتوقع من صدام قبول القرار ، فإنها ‑أى أميركا‑ تكسب بذلك وقتا لا أكثر . ونظريتنا منذ شهور كثيرة أننا فى حالة انتظار نووى . والتفسير فى هذه الحالة أن الأسلحة لم تنجز بعد . أو ربما التفسيران صحيحان فى ذات الوقت : أميركا تريد من صدام الرفض ، لكنها أضاعت شهرين فى المناقشات . كل يوم يدعم هذه النظرية . قبل ثلاثة أيام ( أعلاه مباشرة ) علمنا بسلاحين جديدين فى نفس اليوم ، واحد منهما وهو الطائرات الصاروخية بدون طيار ، بدأ استخدامه بالفعل ضد العراق . بعد 48 أخرى أعلنت إسرائيل أمس عن نجاح تجربة منظومة جديدة من صواريخ أرو ودخولها الخدمة استعدادا للحرب العراقية . كل يوم ‑بالمعنى الحرفى للكلمة‑ يتم الكشف عن سلاح جديد ، ولا يتم الكشف عن عدة أسلحة جديدة أخرى .

[ بعد 48 ساعة أخرى من هذا عممت الواشينجتون پوست الملامح العامة لخطة الغزو ، وأنها ستكون على الطريقة الپانامية ، تبدأ بقوات خاصة ، ثم يلحقها ربع مليون جندى حسب الحاجة ، يتمركزون فى شمال العراق كنقطة إنطلاق لكل العراق حسب الحاجة ، وكذلك لإقناع تركيا بأن ليس لها أى رأى فى مصير الأكراد . النيو يورك تايمز فى تسريبات مستقلة وقصة أوسع ذهبت خطوة أبعد فى ذات اليوم بالقول أن الرئيس قد صادق على الخطة بالفعل ! ‑اقرأ أيضا ما كتبناه اليوم فى صفحة الحضارة عن وثوب الإسلاميين للسلطة فى تركيا ] .

نعم نعلم أن أميركا تريد حربا أنموذجا تدخل بها التاريخ ، وتغير بها وجه الحروب للأبد . حربا لا تستغرق سوى 24 ساعة ، لا يتمكن فيها الطرف الآخر من استخدام اسلحة الدمار الكتلى التى لديه . حربا عالية التقنية بدرجة مذهلة ، وإلية بالكامل فى بعض مراحلها ، الأولى منها بالذات . حربا عمودها الفقرى هو القنابل النووية التكتيكية أو المسماة بالمسرحية التى أعلنوا عنها فى مارس الماضى ، ولا يأتى دور المدرعات والمشاة إلا فى النهاية لبناء الدولة بعد أن تكون القدرة العسكرية قد كسرت والريچيم قد أبيد فعلا .

نعم نعلم أن رامسفيلد لم يعد يدلى بتصريحات كثيرة فى الشهور الأخيرة ، وهذا شعور نعرفه جيدا ، عندما تواجه المبتكرات التقنية مصاعب فى البحث والتنمية وتتطلب وقتا أكبر . ساعتها لا يريد الإنسان الكلام ، لسبب بسيط أنه كان يأمل أن يتحدث شىء آخر بالنيابة عنه .

نعم نعلم أن أميركا ‑لو حسابتها مبنية على قبول العراق للقرار‑ تريد إرسال المفتشين للعراق لأسباب استخباراتية محضة ، كمعرفة مكان الرئيس وتحركاته وأماكن القوات وحجم استعداها ، أو لتحييد جزء من أسلحة الدمار الكتلى إن أمكن . بالمناسبة أنا مندهش من سذاجة من يطالبون أميركا بالكشف عن معلوماتها الاستخباراتية للمفتشين ، باعتبارهم أناسا بؤساء لا حول لهم ولا قوة . هى أرسلتهم لجمع معلومات أكثر . إنها تتكفل بميزانية الأمم المتحدة من أجل أشياء كهذه ، وليس لإفشاء ما لديها أصلا من معلومات . أميركا تستخدم الأمم المتحدة كأداة استخباراتية ضد العراق ، لا أكثر . هذا سيئ وإهدار للميزانية الفيدرالية ، المفروض إطلاق رصاصة الرحمة على هذه المنظمة البائسة .

نعم نعلم أن أميركا لم ولن تكون من السذاجة بحيث تأخذ فكرة التفتيش على محمل الجد . هى ليست من السذاجة لدرجة أن تتخيل أن صدام لا يمكنه إخفاء معظم الأسلحة فائقة الفتك ، فى قبو أحد المنازل بقرية نائية ما ، أو أنها من السذاجة بحيث تفترض أن صدام من السذاجة بحيث لا يفعل هذا .

أميركا تستخدم الأمم المتحدة كأداة استخباراتية ضد العراق ، لا أكثر . هذا سيء ، المفروض إطلاق رصاصة الرحمة على هذه المنظمة البائسة .

نعم نعلم أن أميركا أرادت إعطاء الأمم المتحدة مهلة ثلاثة شهور أخرى حتى تتم الاستعداد النووى ، وتضرب بعدها ضربتها بحل المنظمة أو أيا ما كان ، حيث يعتقد أن صورتها قد تكون قد أصبحت أسوأ إعلاميا ، منظمة مخدوعة أو معرقلة أو متواطئة أو شيئا من هذا القبيل .

بل حتى نعم نعلم أن أميركا قبلت الانتظار النووى حتى تعطى العالم به صدمة كاملة وشاملة ، يفيق بعدها على حاجته لترتيب عالمى جديد ، ولجدوى هذا الترتيب ، وأن لا مناص له إلا قبوله والاعتراف بقيادته الجديدة .

نعم نعلم كل هذا لكننا لا نفهمه . القضية أبسط من هذا بكثير . هناك فى الخارج قوى تخلف رهيبة كثيرة تحكم هذا العالم ، صدام حسين وغير صدام حسين ، ومن الخطل بل من السفالة ، الانتظار أكثر من هذا قبل محوها من وجه الأرض . أيضا هناك فى الخارج مجموعة دول ناشز تترأسها رأس الأفعى فرنسا أكلت روحها من الداخل كراهية أميركا والأميركيين ، لا لشىء إلا لأنهم ناجحون اقتصاديا وتقنيا على العكس منها . أيضا هناك فى الخارج منظمة كل همها حماية التخلف والنطق باسمه ، وكبح كل جهد للقضاء عليه . لكل هذا هناك أشياء أفضل كثيرا من جلوس المندوب الأميركى لشهرين يتفاوض فى كلمة هنا وحرف هناك ، أشياء كان يجب عملها فى الشهور الثلاثة القادمة التى ألزمنا بها الانتظار النووى والتقنى . ليس كل شىء سيحل بالقنابل المسرحية ، فهناك حروب تحتاح لأسلحة تقليدية نووية وغير نووية ، وكان يجب البدء فى شنها فورا . أبسط مثال القضية الفلسطينية واللبنانية‑السورية التى لم تفتأ أميركا تأجيلها والضغط على إسرائيل بكل الطرق قبل الترخيص لها بحلها .

على الأقل جدا ، وبفرض أنه لن تكون هناك أية حروب فى الشهور الثلاثة القادمة ، كان من الممكن فى هذه الفترة كما قلنا ، حل تلك المنظمة الدولية القميئة فعلا ، ففى هذه بالذات لا مبرر من أى نوع للتأجيل . كان من الممكن فى هذه الفترة تهيئة العالم إعلاميا وذهنيا لما يجب أن يكون عليه الترتيب العالمى الجديد . فما حدث فى أروقة مجلس الأمن يهيئ العالم للعكس ، ويقنعه بأن الأمم المتحدة حية وتركل ، وأن أميركا ترضخ لكل من هب ودب وتعدل نصوص مشروعات القرارات . وأيضا يعزز الإيحاء بأن المشكلة ليست فى ريچيمات الحكم المارقة أو الفاشلة ، ريچيمات باسم الاستقلال والسيادة باتت وريثة قراصنة أعالى البحار أيام ازدهارة التداول العالمى بعد الكشوف الجغرافية ( كما شبهناها يوما ) ، إنما فى هل كون تلك الريچيمات تمتلك أسلحة دمار كتلى أم لا .

إن شعوبا كثيرة ترزح تحت حكم ريچيمات ناشز مستغلة تحكم بالشعارات الرخيصة ، أو فى أفضل الحالات ريچيمات غير ناشز لكنها لا تعرف كيف تدير اقتصادا جيدا . شعوبنا تتوق لكل ساعة بل كل دقيقة أسرع ، يعود لها فيها استعمار الدول المتقدمة ، أن يديرها أحد ما إدارة اقتصادية سليمة أيا من كان هذا الأحد ، فقط كى تنطلق عجلة التنمية والحياة الكريمة فيها من جديد كما الأيام الغابرة .

إن شعوبا كثيرة ترزح تحت حكم ريچيمات ناشز مستغلة تحكم بالشعارات الرخيصة ، أو فى أفضل الحالات ريچيمات غير ناشز لكنها لا تعرف كيف تدير اقتصادا جيدا . هذه شعوب تتوق بالتالى لكل ساعة بل كل دقيقة أسرع ، يعود لها فيها استعمار الدول المتقدمة ، أن يديرها أحد ما إدارة اقتصادية سليمة أيا من كان هذا الأحد ، فقط كى تنطلق عجلة التنمية والحياة الكريمة فيها من جديد كما الأيام الخوالى . ما تفعله أميركا فى الأڤنيو الأول فى نيو يورك أنها تعطى رسائل مختلطة للجميع . وهذا أسوأ ما فى الأمر ، وليس من خصائص القيادة فى شىء .

القيادة ليست رؤية فقط . القيادة وضوح ومواجهة . القيادة لا تدار بأسلوب الصدمات ، وقطعا القيادة ليست لعبة سياسية مع فرنسا . هذا هو تصورنا المتواضع ! اكتب رأيك هنا

تحديث : 13 نوڤمبر 2002 : هأ ! كنا مستنيين صدام يرفض القرار ، وكنا هأكتب هنا على طول إنى أعظم عبقرى فى تاريخ البشرية أكتر من أينستاين نفسه ! ما حصلش ، وبيقولوا وافق . كلام الشبل عدى للمجلس الوطنى طلع هو المظبوط ، كان عاوزهم يوافقوا ، والرفض بتاعهم كان تمثيلية لا أكثر . طبعا سيبك من بقية كلامه الأهبل إن صفقة بأربعين بليون ما تمرتش فى جتة روسيا ، الحكومات ما لهاش لازمة ، ولو كانت راحت لشركة أميركية كان بقى لنا قوة ضغط نفعتنا دلوقت جوه أميركا . هو لسه جحش صغير ، وموش فاهم أى حاجة ، وزى ما قلنا مليون مرة : الحكاية موش حكاية لوبى ، الحكاية حكاية محتوى . المهم اللوبى بيقول إيه ! يا حبيبى يا شاطر يا صغير يا حلو ، الكلام ده كان ينفع فى الخمسينيات ، ساعتها عملوها بتوع شرق آسيا وتشيلى ونفدوا . لكن بالنسبة لكم ، وحتى من قبل أبوك ما يخلفك كان الكلام بقى متأخر خالص ، وزى ما قلنا لك من شوية فوق جريمة معاداة الحضارة لا تسقط بالتقادم ، وموش انت إللى هتحلها يا فالح !

أنا شخصيا موش مرتاح قوى لحكاية وافق دى . هو قال إنه ’ هيتعامل ‘ deal with مع القرار ، لكن ما حددش هيتعامل بإيه ، جايز بالرشاشات . تيجى نراهن على حاجة جديدة وننسى الرهان إللى فات . فى خلال تلات شهور ع الأكتر ، هيطلع علينا طارق عزيز ويقول الآتى ( كالعادة ! ) : موقفنا واضح من البداية ، لم نقل أبدا أننا وافقنا على القرار 1441 . قلنا ’ سنتعامل ‘ !

جايز ! سيبك من هو وافق ولا هيتعامل . كمان سيبك من الكلام عن الكيل بمكيالين . صحيح كوريا الشمالية هتنضرب هتنضرب ، وما فيش حل إلا البطش . لكن الفرق إن العروبة والإسلام أمراض معروف سلفا أن لا شفاء منها ، بينما الشيوعية قد تحتمل بعض الاقناع والتفاوض أولا ، ويمكن الشفاء منها ولو نظريا زى ما حنا شايفين لغاية دلوقت من الصين ( يعنى ! للمرة المليون : الچيينات هى العامل الحاسم ! ) . كمان سيبك من إللى كتبناه إمبارح فى صفحة الحضارة إن ريتشارد پيرلى بيقول إن ما فيش حاجة اسمها نزع سلاح العراق ، لأن صدام هيخبى الحاجات عن الراجل الطيب هانز بليكس . تعال بس نفكر شوية فى القرار ’ الحكيم ‘ هذا ، هل هو حكيم بصحيح ، ولا جايز يكون أغبى من كل قرارات صدام إللى فاتت ، وكلها غبية أصلا زى ما أنت عارف . طبعا ما فيش حاجة اسمها نزع أسلحة . هذه مهمة لن تتحقق قط . مهمة المفتشين إما أن تثبت وجود أسلحة ، وإما أن تثنت انها مخبأة بحيث لم يعثروا عليها ، لكن لا يوجد وسيلة إطلاقا لإثبات أنه لا توجد أسلحة .

الموقف الصحيح الوحيد من قبل صدام كان هو التهويل . كان عليه أن يهول فى حجم ما لديه من أسلحة دمار كتلى . ذلك لن يرهب أميركا لكن ربما كان قد جرها لحرب لم تنضج بعد ، أو ربما أوقع الهلع فى قلب الرأى العمومى الأميركى ، وقد يوهن إرادة حكومته ، أو يجعلها تتخبط . صحيح ذلك لن ينقذ رقبته ، لكن كان سيدخله التاريخ ويصنع عنه فيلم عنوانه آخر القراصنة المحترمين ، بدلا من المهانة الحالية التى ستذهب به لطى النسيان كصرصور ’ فعص ‘ لا أكثر . ربما يتثبت التاريخ أن موقف باروح بالدم نفديك يا صدام الذى اتخذه المجلس الوطنى برفض القرار ، ربما كان أكثر ’ حكمة ‘ بمراحل مما فعل صدام !

باختصار ، وللمرة رقم 100 ، المشكلة الحقيقية ، والتى تجعل أميركا لم تشن الحرب النهارده بعد كلمة ’ سنتعامل ‘ ، إللى عملت إنها ما قرأتهاش ، إنها موش عاوزة تشن الحرب النهارده . هى موش عاوزة تدينه النهارده . هى عاوزة تدينه بعد 3 شهور ، أو بالظبط يوم ما تجهز كل الأسلحة الجديدة . حد تانى يحب يراهن ؟ ] .

| FIRST | PREVIOUS | PART II | NEXT | LATEST |