|
|
|
الجلوبة ماضى ومستقبل العالم
( الجزء الثانى )
Globalization,
the Past and Future of the World
(Part II)
)Site’s Oldest-Newest Page!)
| FIRST
| PREVIOUS
| PART II | NEXT | LATEST |
NEW:
[Last Minor or Link Updates: Thursday, December 03, 2009].
A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: March 11, 2003: France threats a ‘veto’ against the war on Iraq. March
16, 2003: George W. Bush ignores it all and imposes a ‘moment of
truth for the world.’ March 20,
2003: War on Iraq starts. The question is just whom to
blame of falling down of Yalta order, America or Arab-Muslim world?
January
30, 2003: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE:
After only a week after Donald Rumsfeld’s provocative but insightful remarks on
the ‘Old Europe,’ comes the greatest continent crack
since the Cold War: Eight nations to support the
U.S. in war against Iraq, even without a UN resolution. The terrific part of
this is not only the shameful isolation of the leftist France and Germany, but
that it would be the very first declaration of the next United Nations!
October
11-16, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: U.S. decides to occupy Iraq and assign a new General
MacArthur as a military ruler. BUT: Could it work in Egypt also?
September
20, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: A Manifesto for a New World, the Declaration of the U.N.
Clinical Death or: George W. Bush’ ‘The National Security Strategy of the
United States of America.’
September
12, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: Somebody (except us of course!) says that the United
Nations would deserve the same miserable fate of the League of Nations. The
name? George W. Bush!
In Part I
August
14, 2002: Tensions escalate between
Egypt and the U.S. Is it also a Post-Yalta business?
August
6, 2002: U.S. top strategy planning
agency suggests invading Saudi Arabia!
May
4, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE:
March
5, 2002: The U.S. imposes ‘Steel Tariff’
on the world. For the sake of all free trade basics the right imposition should
be a ‘Defense Tax.’
December
13, 2001: A HISTORY MADE: America pulls out of
the ABM Treaty. A pillar of the old world order collapses.
April
23, 2001: Koizumi wins!
Also: His victory from a very personal point of view!
December
19, 2000: Imperialism - Dictatorship -
Monopoly —or the Three Visionaries to Implement the Law of Ultimate Freedom and
Even Their Truest Vigilantes! [Main Entry of
Page].
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الجديد
( تابع جزء 1 ) :
الإجابة صعبة . حتى لو أميركا ماضية فعلا فى
ضرب العراق ، ومن بعده إيران وسوريا …إلخ ، وحتى لو كان هذا الأسلوب
سيحقق إذلال العراق وتمريغ كرامته المزعومة فى نظر العرب أولا ثم ضربه فى جميع
الحالات بعد ذلك ، وحتى لو كانت خطتها بعيدة المجرى تقويض الأمم المتحدة
’ من داخلها ‘ ، بخلق الواقع تلو الآخر على الأرض ، فنحن
ممن نشك دوما أن الأهداف يمكن أن تتحقق كاملة بمثل هذه الطرق الملتوية .
والسبب أن العالم أغبى من أن يفهم الأمور وهى فى مناطق الشفق هذه . ما كان
چورچ دبليو . بوش بمضطر لأن يجلس ليسمع كوفى أنان
يتباجح بـ ’ الشرعية الفريدة ‘ unique
legitimacy لمنظمته عديمة الشرعية ، فى وقت
كان الواجب فيه كما قلنا من قبل ،
أن ينسحب هو منها ويطردها من نيو يورك ويعتقل هذا الأنان طويل اللسان ،
وتهمته لن تقل عن أى معتقل آخر فى جوانتانامو : شخصية خطرة على الأمن
القومى الأميركى . ما كان چورچ دبليو . بوش بمضطر لإعلان العودة
لمنظمة شيوعية بطبعها مثل اليونسكو ، معترفا بأن أحوالها قد انصلحت ،
حتى يعطيه الأمم المتحدة رخصة بتخليص العالم من قوى التخلف ، بينما هى عش
دبابير التخلف نفسه . لا نريد أن نقلل من صدق نوايا بوش وفريقة ، ولا
حتى من الحجم التاريخى لما قاموا أو ما سيقومون به ، لكن على المجرى الطويل
يكبدوننا كحضارة ثمنا غير مرئى لا يستهان به . اليوم أعلنت فرنسا أنها
ستحارب لجانب أميركا ضد العراق . هذه طفرة ، لكن ما هى أسبابها ؟
سبب داخلى هو زلزال لو پان الذى قفز بالديجوليين قفزة هائلة نحو اليمين .
وسبب خارجى هو أن تأكد لها أن أميركا ماضية العزم أيا كان رأى الآخرين .
هذا هو العامل المهم . ولو كان چورچ دبليو . بوش أكثر حزما ، وما
ذهب فى مهانة ‑أو ذكاء ، سمها ما شئت‑ للأمم المتحدة
اليوم ، لكانت فرنسا خطت خطوة أبعد ، وهى عدم وضع ذلك التحفظ الذى بات
شكليا منذ أسابيع ، وهو موافقة مجلس الأمن على الضربة . فرنسا تلعب فى
الوقت الضائع ، وكل ما يهمها بعض الشكليات للحصول على مكسب تافه هنا ومكسب
أتفه هناك ، بينما من حيث الجوهر لا تعدو إلا دولة آفلة منذ قرون .
وإن كنا لا نستطيع الجزم بأنها لن تستأسد . صحيح أن الڤيتو هو آخر
مظاهر الكبر المزعوم ، والتمسك به مهم للغاية للإبقاء على صيغة ما بعد زوال
المحتوى ، لكن أحدا لا يجزم بقدر الغباء الفرنسى ، الذى يمكن أن يصدق
الأكذوبة فيتمسك به ويعترض جديا أحيانا على القائد الجديد للعالم . أو كما
قلنا ذات المرة الحزم
الأميركى يسهل على الآخرين أخذ القرارات . هذا ما يسميه البعض إملاءات
ونسميه نحن قيادة . أيضا كما قلنا مرارا إن 1- تفكيك الأمم المتحدة 2- قصف پاريس نوويا ، هى بدايات لا مفر
منها إن كان هناك من يريد جديا قيام ترتيب عالمى جديد يحمى الاقتصاد العالمى
الهائل الحالى ، وما يقف وراءه من مكتسبات حضارية ناضل كوكبنا قرونا من
أجلها . ما نتمناه فعلا أن تثبت پاريس أنها عند حسن ظننا كالعادة ،
وتظهر من الغباء القدر المطلوب !
مع ذلك فثم نقطة واحدة إيجابية
لدرجة مدهشة فى خطاب چورچ دبليو . بوش الناعم التائه ككل ، تكاد تصنع
تاريخا فى حد ذاتها ، واعتقادنا فى هذه اللحظة أنها ستكون كذلك فعلا .
إنها إشارته لعصبة الأمم . صحيح هى إشارة خجول مهذبة جاءت فى سياق التأكيد
على أن الأمم المتحدة تختلف عنها ، حيث مجلس الأمن ذو صلاحيات أبعد من مجرد
الكلام ، لكنها بالتاكيد الأولى إطلاقا فى تاريخ الولايات المتحدة أو كل
العالم ، التى يلمح فيها مسئول رسمى لمثل هذه المقارنة ، التى تذكر
على الفور بالمصير التعس لتلك المنظمة التى أفرزتها الحرب العالمية الأولى . مع ذلك نقول : صحيح أن
أميركا تستطيع ضرب العراق بدون مجلس الأمن ، وبمجلس الأمن ، بنفس درجة
السهولة . فرنسا وحدها هى رأس الأفعى . روسيا مستعدة لتقديم
أضعاف أى تنازل فرنسى لو منحت الحق فى دخول أراضى چورچيا لملاحقة المقاتلين
الشيشان ، أو بعضا من پترول العراق . الصين لا تفكر إلا فى النمو
الاقتصادى ، ستقبل يوما باليپننة
على الأقل بسبب غيرة الجوار ، ونسيت تقريبا موضوع التسلح إلا فقط فيما يخص
أنها لن تقبل بسهولة إغلاق ملف تايوان . وهلم جرا . وكلها صفقات يعلم
الجميع أنها كل ما يدور حوله التمنع من ثالوث فرنسا وروسيا الصين . وكلها
يمكن لأميركا أن تجريها خلف أبواب مغلقة مع تهميش كامل لما أصبح يسمى
’ شرعية فريدة ‘ للأمم المتحدة ، التى هى ثمن باهظ أكبر من
الصفقات نفسها . بل والأفضل أن لا تتم أية صفقات أصلا ، فليس بيد ثالوث
الشيوعية هذا فعل أى شىء ، وكلهم يعلم جيدا أنه لم يعد يستحق حق الڤيتو
الذى أعطى له فى غابر الزمان فى مجلس الأمن ، وأنه يستخدمه فقط كنوع من
ابتزاز المكاسب ، والقفز عنوة على كل كعكة لأخذ نصيب غير مستحق .
بصراحة هذه بلطجة ، من المهين جدا لچورچ دبليو . بوش مجاراتها . المشكلة أن المشكلة ليست إسقاط
صدام حسين ولا حتى كل الريچيمات العربية . المشكلة إسقاط الأمم المتحدة
والتسريع بالعالم الجلوبى المقدام الذى بشرتنا به كتب البيولوچيا والفيزياء
والديناميات الحرارية والرياضيات فى مطلع هذه الصفحة . اكتب رأيك هنا
[ تحديث :
15 سپتمبر 2002 : الأمير سعود الفيصل [ تحديث : 17 سپتمبر 2002 : الملحوظة
الخاصة بعصبة الأمم باتت أكثر إثارة ، واتخذت أبعادا محددة ، لم تعد
معها مجرد إشارة عابرة . ما لم يعجبنا و فقط كلمة
’ حامية للسلام ‘ فالكلمة الأدق ’ حامية للحضارة ‘ أو
’ حامية للتقدم ‘ . مهما يكن هذا أيضا يوم من الأيام النادرة
التى نستشعر فيها أن روح أرسطو عادت لتظلل فيها الأرض مرة أخرى .
[ تحديث :
18 سپتمبر 2002 : الأهم مما حدث بالأمس أن ذهب بوش
اليوم
للكونجرس طالبا التفويض بإسقاط صدام . نعم شرعية الكونجرس أهم بليون مرة من
شرعية الأمم المتحدة ، ولعلك تذكر كلمتنا الدائمة حول ’ العالم المؤثر ‘ أثناء
حرب الانتفاضة ربيع هذا العام . مع ذلك نحن لا نعجب كثيرا بهذه
الشرعية . المصدر الوحيد
للشرعية فى نظرنا هو شرعية الحضارة ، شرعية التقدم ، شرعية التقنية
والعلم . لا شىء إلا هذا . تلك يمكن أن تتوافر عند حفنة محدودة جدا من
البشر كبوش وتشينى ورامسفيلد ، ولا يجب قط أن ترتهن برأى أى أحد آخر قاصر
فى الرؤية . الكونجرس بحزبيه وافق بالفعل وينتظر نص القانون من الرئيس غدا
( خير البر عاجله ! ) . هذا ما قد يعطى للكونجرس شرعية فى
نظرنا ، وليس كونه كونجرسا فى حد ذاته ، انتخبه عموم الشعب الأميركى
فيما يسمى بالديموقراطية ، وتلك كانت قصة أخرى
خلاصتها أن الكونجرس لا يحتاج لأكثر من دبابة تغلق بابه ، وقد كاد نيكسون
أن يفعلها ! إذن المكسب الكبير أمس واليوم هو
الوضوح . أولا سيسقط صدام وأمثاله ، ليس لامتلاكهم أسلحة ، إنما
لأنهم صدام وأمثاله . ثانيا لا شىء شرعى إلا بقدر شرعية أهدافه .
ثالثا ، أو بعبارة أخرى ، المكسب الحق أن بدا لنا للمرة الأولى أن
چورچ دبليو . بوش كشخص قد حسم تردده الطويل ، وقرر أن يدخل التاريخ
كزعيم عظيم غير العالم ، لا كمجرد رئيس يقتنع بالكاد بما يقوله له مساعديه
العظماء . بصراحة أنا كنت أضع يدى على قلبى دائما غير واثق من نتائج ذلك
الانقسام المزمن داخل فريق الرئيس بوش . ولو كان سيقدر لحضارتنا المعاصرة
أن تذوى فى عصور ظلام جديدة ، فلم نكن لنعفى أبدا ذلك الفريق من هذه
الجريمة ] .
طبقا لمصادر النيو يورك
تايمز ( التى أسمت الورقة مذهبا أو شرعة doctrine ، أو ربما تمهيدا لأن تدخل التاريخ تحت اسم شرعة
بوش ، وهى بالفعل لا تقل قيمة تاريخية عن شرعة ويلسون المسماة ’ الأربع
عشرة نقطة ‘ ، تلك التى كانت آخر ترسيم كبير لملامح السياسة الخارجية
الأميركية ، وقد جاءت كما هو معروف فى ختام الحرب العالمية الأولى .
بل الواقع أن شرعة بوش أقرب لقلب المائدة على نقاط ويلسون وعلى كل التاريخ
الأميركى غير الإمپريالى على نحو عام ، وشديد الإنعزالية فى أحيان
كثيرة ، وللمفارقة كان هذا الانعزال دوما هو موقف اليمين ! ) . النص الأصلى كان أشد صرامة ، وقد عكف عليه
الرئيس طويلا لجعله أقل ’ غطرسة وعجرفة ‘ overbearing
and arrogant .
على أن ذات مصادر البيت الأبيض قالت للجريدة إن چورچ بوش طالما أصر على أن تكون
الوثيقة واضحة المعانى جدا للجميع أو in plain English حسب قوله ’ حتى يفهمها الأولاد فى لابوك ‘ ( بلدة
تكساسية
المقولة المحورية فى كل
الشرعة ، هى إعلان أميركا علنا ورسميا لأول مرة عدم التزامها بما يسمى
القانون الدولى إذا ما تعلق الأمر بالأمن القومى للولايات المتحدة . الشرعة
أعلنت رسميا شهادة الموت لعصر اللا تنجيب nonproliferation لأسلحة الدمار الكتلى ، ودشنت عصرا جديدا أسمته ( وهى كلمة جديدة على
المعجم ) التنجيب العكسى counterproliferation ،
أى تجريد الآخرين مما يمتلكونه الآن من أسلحة بالفعل ، وهو يشير فى أحد
مواقعة للصين صراحة ، لكنه ضمنا لا يستثنى أحدا . وبالطبع هذا معناه
طبقا للتقرير أيضا الحاجة لاتباع سياسة الجانب الواحد unilateralism ، أى سياسة استباق أو
’ شفعة ‘ pre-emptive
لإسقاط المنظمات وريچيمات الحكم ، التى تسعى للتآمر على أميركا . والأهم فى هذه الرؤية
الإمپريالية الجديدة ، والذى يفوق ‑لفظا ومعنى‑ كل من
سبقتها ، هو عزمها الواضح على استخدام القوة لأى مدى مطلوب للقضاء على قوى
التخلف التى تتهدد الإمپراطورية . نعم : لقد كان الإنجليز أناسا أكثر
تهذيبا من أن يديروا إمپراطورية . إنه ليس فقط إعلان تنصيب أميركا لنفسها
لأول مرة رسميا كالقدرة العظمى الوحيدة فى هذا الكوكب ، بل يعلن صراحة أن
أميركا لن تسمح من الآن فصاعدا لأحد أن يفوق أو يضاهى قوتها تحت أى ظرف من
الظروف ( هذا يشبه كثيرا ما سبق وأسميناه فى صفحة الثقافة قبل سنوات خيار اليپننة . الطريف أن هذا يأتى فى وقت
بات يميل فيه علماء الاجتماع نعم إنه منايفستو لعصر جديد
أرقى بما لا يقاس من الإمپريالية . عصر ثاقب البصيرة يرى التهديدات التى
فشلت الإمپرياليات السابقة فى رؤيتها ، وأهمها القوة التدميرية الكائنة
بالضرورة فى التخلف ، والتى كادت أن تكون حضارتنا المعاصرة برمتها ثمنا
للتهوين من شأن هذا الخطر . ويشير صراحة لأن أحد أهم ’ المعارك ‘
التى تنتظر البشرية هى معركة تحديث العالم الإسلامى ، وبكلمات مباشرة لا
تدع الشرعة مجالا للشك أن ’ أميركا سوف تتفوق فى هذه المعركة ‘ أيضا ، وهى لغة مدهشة
إذا ما لاحظنا أن التاريخ الأميركى هو فى مجمله تاريخ عزلة ، أو حسب
العبارة الفكاهية الدارجة …
كوندولييززا رايس هى صاحبة الجهد الأساس وراء
الشرعة ، التى جاءت تأكيدا أكثر حسما وقوة بكثير من مواقفها الغامضة
المتميعة خلال الفترة التالية للحادى عشر من سپتمبر 2001 وحتى الآن .
والواضح أن ولاية بوش ككل قد خلصت إلى قناعات واحدة مشتركة ، أو على الأقل
ضاقت خلافاتها لدرجة أن قررت منذ 11 سپتمبر الأخير 2002 أن لا تخرجها للعلن قط .
وكان ذلك مدهشا عندما انطلق الجميع عشية ذلك اليوم واليوم السابق عليه ، فى
سلسلة مقابلات تليڤزيونية يرددون ذات المواقف المتشددة من العراق ،
بمن فيهم كولين پاول نفسه . على أنه وراء الوراء وراء . وطبقا للبروفايل
الموسع على الطريقة المعتادة للنيو يورك تايمز ماجازين ، كان پروفايل هذا
الأسبوع يختص بپول وولفوويتز بعنوان محارب شروق
الشمس . تتبع الپروفايل حياته المهنية منذ جاء للپنتاجون كمحلل شاب
بعيد حرب يوم كيپور . كان أول ما أدهشه أن لم يجد مكتبا يختص بشئون الخليج
العربى . كان الكل يعتقد أن شاه إيران يرعى كل الأمور . فى ظل جبروت
الشاه لم يشعر بالرضا لتركه وحيدا هكذا فى هذه المنطقة الخطرة . عندما قامت
الثورة الإسلامية فى إيران لم يهول كالآخرين من التهديد الإسلامى ، فقد قام
هو نفسه بهذا النصيب من قبل وانتهى منه ، وطبعا لم يستمع له أحد فى الوقت
المناسب . كان بدلا من ذلك يحذر فى ورقة سرية مكتوبة من شىء ما آخر غريب
جدا على الأسماع : التهديد العراقى . نكرر كان ذلك سنة 1979 ! فى تلك الأثناء كان يفعل شيئا آخرا : تعلم
العربية . لقد أراد أن يحيى السادات بها على مبادرته للسلام .
( بصراحة أنا أتشوق أن أجد أحدا فى الغرب لا يحترم السادات بنسبة 100 0/0 .
أنا أعلم أن له مثالبا كثيرة وتلك أحكام غير موضوعية جدا بل وغير مفيدة .
مع ذلك نقررها كحقيقة واقعة ، تذكرنى بكلمة قالها عمر الشريف يوما عن ذكريات عيشه فى
الغرب : كان الكل يحتقرنى ، وعندما زار السادات القدس فوجئت بأن أصبح
الكل يحترمنى ! ) . غزا العراق الكويت فعلا ، وتكشفت برامج تسليحه
للدمار الكتلى . وجرت مياها كثيرة إلى أن جاءت هجمات 11 سپتمبر ، لكن
قناعاته لم تتغير : التهديد الحقيقى لا يأتى من المنظمات الإرهابية ، إنما
من ريچيمات الحكم فى الدول الناشز . صدام أخطر من بن لادن ، والأسد
أخطر من صدام ( ونضيف من
عندنا ، متخيلين أن الخاطر لا بد وأن مر بذهنه : وشيراك أخطر من
الجميع ) . أخذ ينظر لما يسمى الآن الحرب الاستباقية أو الحرب بالشفعة
pre-emptive war الكلمة التى باتت رائجة جدا على ألسن
الكثيرين ، وأصبح يسمى ’ كيسينچر الاستباق ‘ ! وأصبح الآن
فى نظر الجميع ( بينما هو كذلك بالفعل منذ زمن طويل ) المدافع رقم 1
عن ضرب ريچيم الحكم فى العراق . حتى بالنسبة للمنظمات الإرهابية نفسها كان
أبعد نظرا من غيره ، وعندما راح الجميع يرتعد من تنظيم القاعدة وما عسى أن
يكون فروعا له هنا وهناك ، كان مسعاه الأساس وضع المنظمات الفلسطينية
واللبنانية على رأس قوائم المنظمات الإرهابية . إذا كانت كوندولييززا رايس قد فازت بمعظم ائتمان
الشرعة ، وإذا كان تشينى ورامسفيلد هما المتوحشين مفوهى اللسان دفاعا عن
المواقف الصقورية لولاية بوش ، ولهما ماض لا يجوز إهماله فى رسم ملامح هذه
السياسة ، فإن پروفايل النو يورك تايمز ماجازين ، قصد أن يذكرنا بمن
هو وراء الوراء ، المنظر بل قل المتنبى الأصلى وراء كل شىء : پول
وولفوويتز !
نعود للشرعة ، لنقول إنها بالطبع تضع الأمم المتحدة فى أسوأ موقف تمر به منذ
تأسيسها . دولة تهدد صراحة بأن إما أن تسير المنظمة الدولية على هواها
بالكامل ، أو تجد نفسها تحصيل حاصل لا ناقة لها ولا جمل فيما يحدث .
نعم ، لو وافقت فقد قتلت نفسها بيدها ، ولو اعترضت فسوف تجهز أميركا
عليها . فى كلا الحالتين سوف يعتبر اليوم 20 سپتمبر 2002 تاريخ إعلان الموت
العيادى لمنظمة الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية
المتحدة ( المعروفة اختصارا باسم الأمم المتحدة ) كما نحب ونراه تسميتها الصحيحة . بعد هذا من
نافلة القول إن لم يعد إعلان الموت الرسمى لها أكثر من مسألة وقت . مع ذلك لا نقول إن الشرعة تخل من العيوب .
فالنبرة الأخلاقية الزائدة فى استخدام مصطلحى الخير والشر فى كل التقرير ،
ومثلها النبرة الإنسانية الزائدة حول كرامة الإنسان وما إليها ، لا سيما فى
الفصل الثانى ، هى نبرات مضللة . صحيح أنه حذف من الشرعة العبارات
الأقوى ، التى تحدد معيار إسقاط الريچيمات بمدى حماسها للقيم العصرية التى
باتت تمثلها الولايات المتحدة الأميركية ، أو ربما نظرت لفكرة الإمپريالية
بوضوح أكبر ، وليست كمجرد ’ حماية للأمن القومى
الأميركى ‘ . وصحيح أنه يمكن المرور على تلك الفقرات الأخلاقية
والإنسانية المذكورة جميعا ، كعبارات إنشائية دافئة لا تنتقص من محتوى
الشرعة القوى والتقدمى للغاية . لكننا على المجرى الطويل لا نستطيع أن نرى
فيها تأسيسا لشىء إيجابى يخدم ما تدور حوله الشرعة أصلا ، ألا وهو الانتصار
لمستقبل حضارى ، سيكون كما سبق ونظرنا له ، ونظر له على مدى التاريخ
كل مخلص حق لهذا الكوكب ولنصرة مفهوم الحضارة فيه ، مستقبلا إمپرياليا‑احتكاريا‑ديكتاتوريا ،
بل وبالضرورة بعد‑إنسانى . إنها بداية لا أكثر . لقد
أعلن اليوم الموت العيادى للأمم المتحدة وهو حقيقة واحدة منذ نهاية الحرب
الباردة ، لكن أحدا لم يجرؤ على البوح بها . والخطوة التالية هى إعلان
الموت الرسمى وتشييع الجثمان ، قريبا جدا فيما نظن . مع ذلك لا يسعنا
سوى القول إنه يوم عظيم آخر للقرن الحادى والعشرين ، قرن 11 سپتمبر ،
قرن التنوير وسقوط كل الجهالات والأوهام القديمة . ومرة أخرى شكرا أسامة بن
لادن وأيمن الظواهرى أن سمحتم لنا بأن نعيش مثل هذا اليوم الآن ، ولا ننتظر
حتى القرن الثانى والعشرين مثلا ! … اقرأ النص الرسمى للشرعة المعنونة
’ ستراتيچية الأمن القومى للولايات المتحدة الأميركية ( سپتمبر
2002 ) ‘ فى موقع البيت الأبيض … ارجع للتنظيرات السابقة
لموقعنا حول مستقبل ما يسمى بالشرعية الدولية الحالية فى صفحة الثقافة ، ومنه ما يسمى
خيار اليپننة ، وحول المستقبل
الإمپريالى‑الديكتاتورى‑الاحتكارى للكوكب فى مطلع هذه الصفحة ، وللمستقبل بعد‑الإنسانى
ككل فى صفحة ما بعد‑الإنسان … اقرأ تعرض
موقعنا لوولفوويتز من قبل فى صفحتى سپتمبر
والإبادة … اقرأ
پروفايل النيو يورك تايمز ماجازين عنه محارب شروق
الشمس … اكتب رأيك هنا [ متابعة : تابع لاحقا فى 12 أكتوبر الشرعة العسكرية الخاصة
بالجيش الأميركى . ثم فى 10
ديسيمبر الإعلان الستراتيچى الخاص بتفويض الجيش باستخدام أسلحة الدمار
الكتلى . ثم فى 14
فبراير 2003 الستراتيچية القومية للاشتباك مع الإرهاب . وكلها
تثوير للمنهج الأميركى فى التعامل مع العالم ، وتعد تطبيقات أو ملاحق
للشرعة الستراتيچية المذكورة هنا . فى المدخل الأخير هذا ، ستجد همزات
لجميع الستراتيچيات الأمنية الرئيسة الأخرى ، كالخاصة بالفضاء السيبرى أو
بالتحكم فى العقاقير ] .
هأ تانى ! بصراحة ،
عندما تحدثنا سنة 1996 فى صفحة الثقافة عن يپننة
العالم ، لم نكن نقصد أن تكون اليپننة حرفية لهذه الدرجة ! كلامنا السابق عن كرزائى
كان معناه أن نضع فى مخيلتنا تصورا معينا جديدا للقادة القادمين فى العالم
الثالث . دماء ملكية ، تعليم فى أوكسفورد وهارڤارد ،
اقتدار سياسى ، وإرادة ماضية . ثم بعد قليل رأينا مثالا ممتازا شبيها
آخر فى أوريپى كولومبيا . هذا كان
تخيلنا من خلال قراءة الواقع لما تعنيه القيادة فى عالم اليوم ، حيث لا
يمكن أن يدوم للأبد عصر القبول بقادة للعالم الثالث مما يسمى ما بعد‑الإستعمار .
كل مواصفاتهم أنهم مارقين على قيم الحضارة والعصرنة ، أو فى أفضل الحالات
فاسدين عديمى الكفاءة ، وبالأحرى ‑كما الشعوب التى أفرزتهم‑
أغبياء وجهلة ( ’ نص كم ‘ يعنى ، أو ’ نص لبة ‘
بالمصطلحات المصرية ، أو من غير كم خالص ومن غير لبة خالص . من سوء
الحظ أن هذه كلها حقائق لا شتمائم ، ولو كانت شتائم لهان
الأمر ! ) . المفزع والذى صدمنا به التقرير الذى سرب للنيو يورك
تايمز اليوم ،
أن أميركا نفضت يدها نهائيا من المعارضة العراقية . صحيح هناك البعض ذو
دماء ملكية نظيفة اليد ، لكن ليس بهم بقية المواصفات . وبالعكس
فالبقية طبقات وسطى ودنيا محدودة الأفق لدرجة مفزعة ، إن لم يكن ممكنا
القول هم مسوخ مشوهة أنتجها عهد صدام نفسه ، وأصبح وجوده الطويل يهيمن على
كل خيالاتهم وأطروحاتهم . هبة المعارضة العراقية الفورية للاعتراض على
الفكرة ، أمر يعيدنا للفكرة القديمة الخاصة بالاستقلال والاستعمار من صفحة الثقافة . وأن كل الساسة فى العالم الثالث
ذو الريچيمات الجمهورية ، حاكمين ومعارضين يتصارعون على كعكة الفساد لا
أكثر . وأنه لا يوجد من المعارضين من يريد الإصلاح الحقيقى ، لأنه لا
يملك المقومات اللازمة للحكم بالأسس العلمية أو فى مناخ شفاف نظيف .
إذا ما صح رأينا القديم أن البلد العربى
الوحيد الذى لا يحتاج مراجعة لمسيرته وخياراته الحالية ، هو الأردن
العلمانى التحررى التنموى صارم الانحيازات والتوجهات ، وكل المطلوب منه هو
فقط مواصلة وتعزيز خطه الحالى ( مثلا التصريح بعلنية أكبر باستعداده
للمشاركة فى الجهود العسكرية لإسقاط صدام ) . عدا الأردن فإن أحداثا
درامية كثيرة تنتظر بقية المنطقة ، حتى وإن طبعا بدرجات متفاوتة . إذن ، أبشروا يا عرب .
باستثناء بعض دول الخليج سوف يستحيل العثور على دماء بها كل صفات الملكية
والأوكسفوردية والهارڤاردية والعلمانية والاستنارة المطلقة وقوة
الشخصية ، ومن ثم سنحتاج لماكآرثر لإيران وماكآرثر لسوريا وماكآرثر لـ …
( أضف اسم بلدك بنفسك ! ) . السيناريو المطروح نسخة حرفية من سيناريو
ماكآرثر ، احتلال وحكم عسكريين أميركيين مباشرين لعدة سنوات . وإن كنا
نشك أن ما نجح فيه ماكآرثر فى الياپان ، سينجح فيه ماكارثر الجديد ،
والمقترح له تومى فرانكس قائد حملة أفجانستان ، والآن قائد حملة
العراق . الأرجح أنه لن يجد قيادة صالحة لتسليمها أمور العراق ، ومن
ثم قد يطول به المقام ، ويطول ! ده مشكلة فى حد ذاته ، هو ما فيش
غير العراق ، ولا ما فيش غير تومى فرانكس واحد . لسه شوية على أسئلة
زى دى ! الكوكب لا يزال شاسعا جدا ،
لكن المهم أن المهمة التى طال تأجيلها لتنظيف البيت الأرضى قد بدأت . وغدا
لناظره قريب ، بشرط أن يقلع چورچ دبليو . بوش عن إيقاعه الرتيب فى
إسقاط الريچيم الواحد فى سنة أو سنتين ! [ بعد قليل وفى 23
ديسيمبر رامسفيلد يصرح بأن أميركا و’ بمقدرة تامة ‘perfectly capable مستعدة لدخول حربين فى ذات الوقت ، العراق
وكوريا الشمالية . 2 بس يا مستر رامسفيلد ؟ ] . ملحوظة : فى نوڤمبر القادم تكتمل سنة على إسقاط أول ريچيم لعصر ما بعد
11 سپتمبر أى ريچيم طالبان الأفجانى . فهل يتكرر هذا العام ما أسميناه Sweet
November عندما تزامن عرض
هذا الفيلم فى مصر مع تحرير أفجانستان وما تبعه من تحول فجائى حاد فى المزاج
’ الانتفاضى ‘ المصرى ، حيث فى صباح اليوم التالى مباشرة توقفت
مظاهرات الجامعات الحاشدة ، توقفت تماما فيما يشبه اللغز السحرى مميت
الغموض ! عامة نحن نوافق مخططى الپنتاجون على أن نوڤمبر
من أحلى فصول السنة طقسا ، للنزهة ، للقتال ، وللقنابل النووية أيضا .
ونضيف من عندنا : ولإغلاق مبنى الأمم المتحدة
كذلك . هذا ضرورى إن أردنا أن يكون عندنا أكثر من نوڤمبر واحد فى
السنة ! … اقرأ ما كتبناه عن اليپننة وعن 2 سپتمبر 1945 فى صفحة الثقافة .
كلام قديم نعم ، لكنك على الأقل ستجد به صورة لأسخن اسم فى الأخبار منذ
صباح اليوم : دووجلاس ماكآرثر ! … تأمل : الشعب العراقى ( أو غيره ) سيرقص محييا الدبابات
الأميركية ، لكن ثم سؤال افتراضى جدا ، أو افتراضى فقط : ماذا لو
قاوم الاحتلال الأميركى ؟ حرب عصابات مثلا ؟ الإجابة :
يباد ، ويأتون بصينيين وهنود بدلا منه ، فهم أحق بملك الأرض من العرب
والمسلمين ! … اكتب رأيك هنا
تقريبا تاريخ صناعة الإعلان هو تاريخ الكوكا‑كولا .
يكفى أن نحيلك لموقع مكتبة الكونجرس على الغشاء لتجد قسما خاصا عن
الكوكا‑كولا وتاريخ الإعلان التليڤزيونى منذ مطلع الخمسينيات .
وربما لن تدهش كثيرا من أنك قد عاينت أغلب هذا التاريخ بنفسك ، أقلها أنها
كانت الرائدة فى الإتيان بأشهر المغنين والنجوم لتقديم الإعلانات . الأكبر
سنا يذكرون كم كانت الإعلانات المطبوعة فتنة للناظرين فى المجلات الملونة
القديمة . دائما ما كنت ترى نادلة باهرة الجمال تقدم أكواب المشروب ،
أو فتاة جميلة ‑بمفردها أو مع خطيبها‑ تحتسى زجاجة المشروب تاريخية
التصميم ذلك الحى بلا أى تعديل حتى اليوم منذ ولد فى سنة 1916 . وطبعا
فوقها شعار الكوكا‑كولا نفسه الذى ولد بذات هذا التصميم بالضبط بحوف السى
المميزة ذات الذيل الطويل ، منذ اليوم الأول لتدشينه الجماهيرى الرسمى فى
29 مايو 1886 . هذه التى كان يسميها العموم ’ التنورة المحزقة ‘ Hobbleskirt ، لأنها كانت تشبه تنورات السيدات الطويلة والضيقة من
الأسفل ، الرائجة جدا حين ظهرت الزجاجة لأول مرة سنة 1916 . القصة بدأت بمبتكر مشروب الكوكا‑كولا چون
پيمبرتون . كيميائى من چورچيا حارب إلى جانب الاتحاديين فى الحرب
الأهلية ، وأصيب وأدمن الكوكائين . بعد الحرب انتقل لأتلانتا عاصمة
الولاية حيث واصل مهنته كمخترع للأدوية ، وكان أكبر نجاحاته ما يسمى نبيذ
الكوكا الفرنسى ، وهو نبيذ مقوى بالكوكائين والكافيئين معا . اختراع
الكوكا‑كولا جاء بكثير من الصدفة . فقد أعلنت أتلانتا أنها ستحظر
الخمور اعتبارا من يوليو 1886 ، فقرر پيمبرتون تقديم ذات المحتويات إما فى
صورة دواء وفى صورة مشروب فوار أو ما يسمى نافورة الصودا . استقر پيمبرتون
على الصيغة formula فى 8 مايو 1886 . وتقول الأسطورة أن جاءه
بعد أيام شخصان لبيعا له ماكينة طباعة ذات لونين ، فأقنعهما هو بمشاركته
إنتاج مشروبه الجديد . خلال أيام ، كان أحد هذين الشريكين فرانك
روبينسون اختارا اسما للمشروب بالفعل ورسم شكل الحروف التى سيظهر بها
الشعار ، بل واستقر أيضا على طريقة ترويجه . وفى 29 من ذات الشهر
جدا ، مايو 1886 ، دشن اسم كوكا‑كولا رسميا من خلال إعلان فى
الأتلانتا ديلى چوورنال يعلن عن تقديم المشروب فى اثنين من الحانات . لم
يكن إذن دواء للمرضى ، إنما مشروب نافورة صودا ، لكل الناس ، وفى
الحقيقة لكل البشرية دون أن يدرى أى من أصحابه هذا . حيث لم يمر عامين حتى
كان كلاهما قد باع نصيبه فى الشركة ، بعد خلافات مالية بينهما ، وكان
پيمبرتون نفسه قد مات ! اليوم تبيع شركة الكوكا‑كولا قرابة بليون
زجاجة وكوب يوميا عبر العالم من مشروباتها الخفيفة الثلاث . ويغير التايمز
سكوير إعلان الكوكا‑كولا ، علامته الأكثر تمييزا منذ سنة 1920 ،
يغيره بواحد جديد يحمل رقم 6 ، يظهر العام القادم 2003 . ويتواصل مرور
العقود بل القرون ، وتظل ’ التنورة المحزقة ‘ أكبر وأقدم شعار حى
على الجلوبة ، وعلى أنك لا يمكن أن تقاوم الجلوبة ، بمظاهرات أو
مؤامرات أو بشعوب قاطعة للطريق . ارجع لصفحة الثقافة
التى كانت أحد أقدم صفحات الرأى فى الموقع وتحمل فى الأصل اسم صفحة الجلوبة هذه
التى تقرأها الآن ، ومنها تفرعت كل بقية الصفحات تقريبا . لم يكن
بالغريب أن كانت أول صورة تتصدر بدايتها إطلاقا هى صورة ذلك الصندوق الخشبى من
تلك التنورات الزجاجية المحزقة ، وقد طلاها أندى وارول باللون الفضى !
اكتب رأيك هنا
لا تتعجل . الكلام ليس لنا ، إنما لچون
هاوارد الوزير الأسترالى الأول ، وليس موجها إلا لإندونيسيا التى هدد اليوم
بالقيام بأعمال حربية استباقية
داخلها ، بعد ما تعرض له الأستراليون فى بالى . اكتب رأيك هنا
فى سويعات قليلة أثارت التصريحات التى أدلى بها
أمام نادى الصحافة القومى حفيظة كلا البلدين ، بل وتحول الأمر لزلزال عارم
هز كل أوروپا ، ولا شك أننا سنرى تداعياته قريبا فى إعادة صياغة كل القارة
على أسس حضارية جديدة ، تتجاوز بها مخلفات هيمنة اليسار على
مقدراتها . نعم ، هذا هو صراع اليمين واليسار التقليدى ، وكما
تعلم ألمانيا اختطف فيها اليسار
الرأى العمومى وتوارى اليمين قليلا ، وفرنسا كلها يسار أصلا باستثناء چان مارى لوپان . والمهم اليوم ، أن
العالم بدأ يفهم كيف تسير الأمور ، ويدرك أن فلول اليسار تقود العالم بأسره
لكارثة سوف تسلم رقبته فيها لشريعة بن لادن وصدام وخامنئى والقذافى وبشار
وعرفات ، ويتضرع أن قد آن الأوان لأن يقول له أحد كفى . رامسفيلد قالها اليوم ، وقالها بكلمات وجيزة
جدا لكن محسوبة تماما ، محسوبة من حيث دقتها المدهشة فى تشخيص
الموقف ، ومحسوبة من حيث قدرتها على إثارة أقصى قدر من الجنون والاستفزاز
لدى هؤلاء الفرنسيين ومن شابههم . للمرة
المليون تحية جديدة لك أيها العظيم رامسفيلد ! … أيضا : اقرأ تحليل الواشينجتون
پوست المفاجئ نسبيا فى تأييده
فحوى الخطاب بكلمة أن الرهان الصحيح هو التعاون
العابر للأطلنطى ، وأن فى الحلف الاستراتيچى مع أميركا أمل أوروپا الأساس
فى الازدهار والحرية . وفيما يلى قائمة الموقعين على الخطاب : Jose Maria Aznar, Jose Manuel Durao Barroso, Tony Blair, Peter Medgyessy, Anders إذن ، الكلام الآن لم يعد حول أوروپا قديمة أو جديدة ، أو عن خلافات ثقافية بين متدينين وعلمانيين ، أو حتى عن عزلة مميتة وجدت فرنسا وألمانيا ، أو وجد اليسار الأوروپى نفسه فيها فجأة . هذا كلام جدى وليس بيانات شجب عربية . ما خفى وراء هذا الإعلان أهم كثيرا مما صرح به . وما استشمه فى خطاب بهذه الصورة وفى هذا التوقيت ، أنه يحمل نواة تأسيس منظمة جديدة تحل محل الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة ( المعروفة اختصارا باسم الأمم المتحدة ) الحالية . ويعطينا لمحة عن ماهية الأمم التى يمكن أن تشارك فيها . باستعراض أسماء الدول الثمانية ، ستلحظ بوضوح أنها تضم القوى الأكثر إيمانا بالجلوبة والاقتصاد الحر ، لا سيما تلك التى عانت طويلا من الديكتاتوريات اليسارية ، ولا شك أنها تتمنى خلاص العالم من الفلول المشابهة فى بغداد ودمشق وطرابلس وپيونج يانج وهرارى وهلم جرا ، ناهيك بالطبع عن ريچيم طهران الدينى . أيضا لاحظ أن الغالبية فى الموقعين للبلاد ذات
الخلفية الكاثوليكية البائدة لا سيما الرمزين الكبيرين إيطاليا وإسپانيا ،
بما يعنى أننا بصدد حلف حضارى يمينى وعلمانى حقيقى ، وليس حلفا دينيا أو أى
شىء من هذا القبيل ، أو طبقا لعبارتنا القديمة الأثيرة أن يا صفوة العالم اتحدوا .
هل فعلا كلمات خافيير
سولانا صحيحة عن أن الخلاف ثقافى قيمى ذلك أن أميركا متدينة وأوروپا
علمانية ، أم هى مجرد تضليل يسارى وتلميح رخيص لأن أميركا تشن حربا دينية
فقط لأنها متدينة ، وذلك كى ينفى عن اليسار جريمة التواطؤ التاريخية مع كل
قوى التخلف والظلام فى العالم الثالث ؟ طبعا الاحتمال الثانى هو الأرجح بما
لا يقاس . وقيمة ما حدث اليوم أنه يفضح هذه المزاعم ، وها نحن ببساطة
ترى أوروپا تحتشد خلف الولايات المتحدة ، ليس لأن هذه حرب صليبية ،
حتى وإن كانت ضد الإسلام كدين ، وليس لأن أحدا ممن يسنونها يؤمن بأى دين أو
بأية خزعبلات ، إنما فقط وببساطة لأنها حرب البقاء لكل حضارتنا المعاصرة ،
فى مواجهة الهجمة الشرسة لقوى الماضى والظلام . إن الحرب على الإسلام كدين واجب حضارى على كل البشرية ‑بمن
فيها ذوى الخلفية المسلمة‑ الانخراط فيه . الشرط الوحيد لهذه الحرب
ألا تكون باسم دين آخر . ورغم أنك قد لا تجد أقسى منا هجوما على الأديان
جمعاء ، إلا أننا نرى التدين فى الحزب الجمهورى الأميركى أمرا ثانويا بل
ومؤقتا ، ومع مضى الحرب ضد التخلف العالمى قدما ، تتخذ طابعا حضاريا
وشموليا أكثر وأكثر وتتلاشى الشوائب والرواسب الدينية بالمرة ، ولدينا أدلة
متسارعة من حقول أخرى كالموقف من الكلونة
مثلا ، نأمل أن تثبت فى أقرب وقت ممكن أنه تدين غير أصيل ، وسيفضى فى
النهاية لعلمانية أعظم من كل ذى قبل ، تفوق علمانية أوروپا اليسارية
الإنسانية ، علمانية حقيقية أكثر حضارية وتجذرا فى فكر الآلة وما بعد‑الإنسان . ملحوظة : لأن المصائب لا تأتى فرادى ، فقد عممت الفاينانشيال تايمز
اليوم اقرأ نص
الخطاب التاريخى المفتوح … اقرأ وصف التايمز
اللندنية المثير لردود الفعل فى فرنسا وألمانيا المأخوذتين بالمفاجأة
( كمن ضبطتا عاريتين ! ) … اكتب رأيك هنا [ تحديث عاجل : مساء : جمهورية
سلوڤاكيا
تنضم للخطاب المفتوح ، وأنباء
عن تجاوب روسى مع مبدأ ضرب العراق ] . [ تحديث : 31 يناير 2003 : جمهورية
رومانيا [ تحديث : 10 فبراير 2003 : الانقسام
يتفاقم ! فرنسا وألمانيا وبلچيكا ترفض إرسال قوات لتركيا فى إطار النيتو ،
ذلك فى اجتماعه اليوم . رامسفيلد ذو
اللسان غير الخاضع لأى أنواع حظر التجول ، لا يتوانى عن الرد : إنهم
ثلاث دول ، والنتيجة 16 ضد 3 ! ] . [ تحديث : 16 فبراير 2003 : فى
لقاء مساء الأمس مع القناة السابعة لتليڤزيون بلاده ، قال چون هاوارد رئيس وزراء أستراليا ، إن التحالف مع الولايات المتحدة أهم من السير فى ركاب الأمم
المتحدة ، ووصف الأول بأنه ’ الضمانة الأعظم ‘ . هذا ما ورد
عبر الأسوشيتيد پرس … النص
الكامل متاح الآن فى موقع رئيس وزراء استراليا ] .
مرة أخرى ’ الكويت أولا ‘ و’ الأردن أولا ‘ إلى آخره ،
ليست شعارات جوفاء ككل شعارات العرب المعهودة ! من سينجو من كل الريچيمات
العربية من الاحتلال الأميركى ، هم فقط من قالوا كلمة ’ أولا ‘
هذه يوما . مفارقة مدهشة ، أو لعلها ليست كذلك ! اكتب رأيك هنا
The Atlantic alliance would be replaced by a coalition
of non-European states, such as فقط لا تنس أن زبيجينيو برچيزنسكى هذا
ديموقراطى ، ويتجاهل أنهم ‑أى الديموقراطيين‑ هم سبب كل البلاء
الذى يعانى منه العالم الآن بتقاعسهم عن بناء عالم موحد بعد سقوط الاتحاد السوڤييتى ،
ولا يفهمون أن قد فات الأوان لأى شىء إلا إمپراطورية موحدة المركز ، وأن لا
حل بعد 11 سپتمبر إلا بحكم لكل العالم بقيادة واعية وبيد حديدية فى آن ،
إلى آخر كلامنا القديم أو القديم جدا إياه . على أية حال يحسب
لپريچينسكى الخيال الجيد الذى يكسر ولو قليلا الجمود الفكرى لليسار
الأميركى . …اقرأ نص
مقال برچيزنسكى … اكتب رأيك هنا Cover Story:
(Spring - Summer 2003)
عارفين إيه الأهم من كده كمان ، وعكس ما يقوله
كل المحللين العرب الجهابذة بأن قرار مسيو شيراك ’ لطمة ‘
لأميركا ، وكلامهم التخين ده ؟ الأهم إن قرار فضيلة الشيخ
شيراك ، هو بالظبط إللى عاوزاه أميركا . أميركا عاوزه الأمم المتحدة
تنهار ، ده أهم من كل حاجة باستثناء راس شيراك . ده أهم من رأس بن لادن والظواهرى ( وزى ما
أنتم عارفين كل التسلسل تحتيهم وقع خلاص . نمرة 3 وقع ، وموش فاضل
غيرهم . هانت ، والبركة فى تقنية العقاقير ! ) ، وأهم
من رأس صدام التى حان قطافها ، وأهم من رأس بشار وخامنئى والقذافى والأهبل
بتاع كوريا إللى زيه . وعلشان الأمم المتحدة تنهار ، لازم القرار ما
يطلعش . لأنه لو طلع تبقى كارثة هتعطل العالم الجديد شوية .
كل إللى عاوزاه أميركا أن القرار إللى هيدخل
التاريخ ، ما يكونش ما حصلش على تسع أصوات . عاوزاه يسقط بڤيتو .
شيراك ببلاهة الجاموس إللى على وشه إللى اتكلمنا عليها قبل كده ، سهل الموضوع جدا
النهارده . سهله على الجميع . روسيا إللى قالت فعلا إنها قد تستخدم حق
الڤيتو ، والصين إللى خايفة تستخدمه ، خلاص مفيش داعى
يستخدموه . غالبا هيمتنعوا عن التصويت ، ويسيبوا الجاموسة تنطح
وحدها . فى الواقع الأمر يكاد ينطوى على
نكتة ما : هل لاحظت أن قد ولى العهد الذى كانت فيه حفنة القراصنة وقطاع
الطرق المسماة بالعالم الثالث هى التى تلعب على الحبال بين المعسكرين الاشتراكى
والرأسمالى . اليوم انقلبت الآية وأصبح المعسكر الاشتراكى ممثلا فى فرنسا
وروسيا والصين هو الذى يلعب على الحبال بين أميركا وبريطانيا من جهة وبين قوى
الإرهاب والمروق فى العالم الثالث من الجهة الثانية ؟ ! بجد شوية : لماذا تطالب فرنسا أميركا بقرار من مجلس الأمن قبل ضرب
العراق ، ولم تطالب بن لادن بقرار مشابه قبل ضرب البرجين ؟ الواقع أن
العرب والمسلمين هم الذين صهروا القانون الدولى والأمم المتحدة ، وليست
أميركا ! …
بجد شوية كمان : لأن المحك كما سبق وقلنا ليس مجرد شخص تافه
كصدام حسين ، ولا حقبة قطاع الطرق ناصر وصبيته العرب ، ولا حتى مؤسسة
بائدة عالية التكلفة كالأمم المتحدة ( 1.5 بليون دولار
المقصود بالعبارة التى فى نهاية المطاف جاءت
خوزيه ماريا أزنار ، دخل التاريخ اليوم ،
حين أصبح جزءا من الصورة الثلاثية التى بثت طوال النهار له مع بوش وبلير ،
ولا تذكرنا بشى قدر صورة يالتا الثلاثية الشهيرة ( فى صفحة الثقافة لو شئت ) ، لرووزيڤيلت
وتشرتشل وستالين . كلا ،
بل ربما للصورة مدلولات أبعد ، فهى صورة لثلاث إمپراطوريات تاريخية
عظمى ، أما الرابعة الوحيدة التى يمكن أن تقارن بهما منذ حقبة الكشوفات
الجغرافية ( فرنسا ) فهى خارج الصورة . برهان آخر أن اليسار كان
سقطة فى تاريخ الزمن وأن ها قد حان وقت تصحيح السقطات الكبرى ! أليس
كذلك ؟
لكن ، ولا بد أن هناك لكن ! هل تعرف ما
هى التعليمات الموجهة للجنود الأميركيين ؟ النيو
يورك تايمز تقول إنه عدم رفع أية أعلام ، لا علم الولايات
المتحدة ، ولا علم الولاية ، ولا حتى علم الكتيبة . أميركا خطت خطوة عظمى بدخول الحرب اليوم ،
لكنها لم تتخلص بعد من الخجل ، الشىء الذى قتل كل الإمپراطوريات .
صحيح هم لا يقولون كل ما ينتونه ، ونحن نستنتج فكرة الإمپراطورية من مجرد
كونها حتمية تاريخية . وسياستهم ، هى ذات سياسة القضم والهضم
الإسرائيلية الفعالة ، حيث كل خطوة ستخلق واقعا جديدا يسهل الدخول فى
الخطوة التالية ، دون الإعلان عنها قبل الأوان . لا بأس بكل
هذا . لكن المؤكد أن هناك أشياء أسرع يمكن فعلها . السبب فى تحفظهم
الزائد أنهم من ناحية لا يتخيلون حجم الترحيب الذى يمكن أن يلاقوه عند دخول أية
دولة عالم ثالث متهالكة اقتصاديا . من ناحية أخرى لا يتخيلون قدر الراحة
الذى يتركوه فى بقية العالم وأصحاب القرار فيه ، فى كل مرة يبدون فيها
الحزم الكافى ، ولم يتركوا لأحد عبء التفكير أو مجال للمناورة . آخر
هذا اتضح فى اليومين
الماضيين منذ كلمة
الرئيس بوش التى أعطت مهلة الثمانية والأربعين ساعة ، من خلال صمت كل
الأصوات الغربية بما فيها قلب العروبة النابض پاريس ، الذى أعطانا درسا
جديدا فى المدى الذى يمكن أن تصل إليه انتهازية وجبن اليسار ، الذى لا يكف
عن لعبة الاستسلام والضرب من جديد إلى ما لا نهاية . …
الوضع فى مصر سئ . الصوت الحنجورى يتسيد
الموقف . المظاهرات اندلعت فى الشوارع . الحزب الوطنى كان قد دشن هذه
اللعبة الخطرة بمظاهرات الاستاد الشهيرة . الآن التليڤزيون ينقل
أخبار المظاهرات دون أن يدرى أنه لا يحارب هكذا إلا قوات الأمن ، لا أميركا
ولا بريطانيا ولا إسرائيل . حتى خطبة الرئيس مبارك بالأمس ،
…
بالنسبة للسلاح النووى الذى طالما تحدثنا عنه ، الصورة
مختلطة حتى اللحظة . الأخ صدام بحماقته المعهودة ، فوض القادة
باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد القوات الغازية . لا أعرف مدى دقة
هذا ، حتى وإن كانت قد أذاعته البى بى سى العربية بالأمس ، فلصدام
الآن مكتب لفبركة الأخبار ، ينافس به مكتب رفيق دربه ياسر عرفات
( فاكر حكاية إى تى ؟ ) .
لكن لو صح سيكون تفويضا على بياض لرامسفيلد باستخدام السلاح النووى . على
أن هناك احتمال آخر ، هو أن الحسابات الأميركية ، توصلت لأن صدام أتفه
من استخدام القنابل النووية المسرحية الجديدة ضده ، وتأجيلها مفاجأة لأحد
أكثر خطرا بعده . ( بمناسبة عرفات ، ربما ليست مصادفة أن جرده
الفلسطينيون أول
أمس تحديدا ، من كامل سلطاته ، ونقلوها جميعا لمحمود عباس أبو مازن كأول رئيس وزراء للسلطة
الفلسطينية ، والذى قلنا مرارا عنه
أنه كان أحق منه ألف مرة بجائزة نوبل ، ودائما أكثر وعيا واتزانا منه بما
لا يقاس بالأرقام ! ) . على أية حال حتى سقوط بغداد المذكور ، الشعور الوحيد الذى يتملكنى هو
الملل ! فقط أتمنى أن أرى بعض الخطط والحسابات من
تلك التى لا يأتى بها بشر مثلنا إنما وحدها الحواسيب فائقة الذكاء ، كما
قلنا يوما . هذه القطعة
الجميلة من الفكر الستراتيچى ، وما قد تأتى به من مفاجآت ، هى فقط
الشىء الوحيد المثير الذى يستحق المتابعة حقا ! اكتب رأيك هنا
اليوم الجمعة ، والأوضاع أسوأ فى مصر ،
ذلك بخروج المتدينين بعد صلاة الجمعة ، يريدون تحطيم المعبد اليهودى
والسفارات وما إليها . الوضع خطير وحكومتنا المصونة فذة الذكاء والتفكير
بعيد المجرى ، عليها التحرك فورا ، إذا أرادت أن يعاد تعيينها بواسطة
الأميركيين ، لا أن تباد على أيدى الإسلامييين .
بحلول ليل بغداد دخلت قاذفات البى‑52
الحرب . كل تليڤزيونات العالم تجمدت على المهرجان البصرى لليل بغداد
الذى صنعته هذه القاذفات الستراتيچية الأسطورية . بعض آراء الناس البسطاء عندنا ، ممن راعهم
المشهد ، راحوا يسألون : ألا
يمكن لأميركا أن تتركنا فى حالنا ، نحيا كما نريد فقراء متخلفين بعيدا
عنها ؟ سؤال وجيه ، وإليكم إجابتى البسيطة ،
ولعلها إيجاز لكل ما قلناه فى صفحة سپتمبر ،
وغيرها : الإجابة : مستحيل ! 1- سوف نقصفها بالمهاجرين . 2- سوف نقصفها بالإرهابيين . 3- سوف نعكف على تنمية أسلحة دمار كتلى ونحاربها
يوما . 4 ( والأهم إطلاقا )- سوف نمثل مساحة
هائلة من الكوكب أرضا جرداء تحد من طموح الاقتصاد العالمى فى النمو وتوسيع
أسواقه والإنفاق الأكثر طموحا على البحث‑و‑التنمية . سيداتى سادتى ، إن ثمة حضارة عظيمة تتوسع هناك
وراء الأطلنطى ، ويجب أن تفكر أولا فى أراضينا ( الأعضاء الميتة فى
جسد الأرض ) ، قبل أن تفكر فى استيطان المريخ ! اكتب رأيك هنا
صباحا ،
أميركا بالنسبة للحملة العسكرية واسمها
’ العملية : الحرية العراقية ‘ Operation:
Iraqi Freedom ،
وفى تسمية بعض الصحافة المتحمسة
ليلا
بدأ الزحف على بغداد ، بطابور مدرعات انطلق من البصرة بطول خمسة
كيلومترات . مشهد مخيف ، و تومى
فرانكس يبدو أقل تحفظا من ياقات البيت الأبيض البيضاء بكلمته عن
’ تطبيق القوة المستحوذة ! ‘ ، والتى لعلها أشهر ما تناقلته
الوسائط فى العالم قاطبة اليوم . توقع
قديم لنا هو ما يخص الشعوب التى سوف ترقص فوق الدبابات الأميركية ،
جاءت أول مظاهره اليوم فى كل مدن وقرى الجنوب العراقى ، لدى دخول قوات
الحلفاء لها ( اقرأ قصة الأوبزرڤر ) .
البقية تأتى ، سوف تشمل العالم الثالث كله يوما ، لدى إزاحة حكامه
الناشزين أو الفاسدين ، أغلبهم ناشزون وفاسدون معا ( دع الفشل
الاقتصادى جانبا ) . …
على أن ريتشارد پيرلى
استقطب كل الأضواء بمقاله فى السپيكتيتور البريطانية اليوم .
پيرلى الذى يشغل منصب رجل الكرسى للائحة السياسة الدفاعية Defense
Policy Board ،
التى هى هيئة استشارية رئيسة للپنتاجون ، كتب يقول عن الأمم المتحدة ،
أن لن يبقى منها إلا الأفعال الخيرية كقوات حفظ السلام ، أما ما سيموت فهو
أنه الوهم القائل بأن لها دورا ما فى الترتيب العالمى الجديد ، أو تحديدا
سيسقط مجلس الأمن . بعد ذلك قدم عرضا تاريخيا لفشل عصبة الأمم فى مواجهة
التوسعين الإيطالى والنازى . دلف منه لأن سجل مجلس الأمن ليس أفضل فى إسقاط
الاتحاد السوڤييتى أو إسقاط ميلوسوڤيتش ، بل من قام بالمهمة هو
النيتو . مجلس الأمن لم يرسل قوات للوقوف بجانب إسرائيل وحمايتها من عدوانى
1967 و1973 ، بل تركها وحدها تجابه العرب . مجلس الأمن لم ينقذ
الفوكلاند من العدوان الأرچنتينى بل من أنقذها هو القوات البريطانية . مجلس
الأمن لم يمنع الهجمات الإسلامية الإرهابية على نيو يورك وواشينجتون ، ولم
يسقط نظام طالبان ، إنما القوة الأميركية هى التى تصدت لكليهما . الاستثناء
الوحيد فى كل تاريخه ، كان حماية مجلس الأمن لكوريا الجنوبية من غزو كوريا
الشمالية ، لكن هذا حدث حسب پيرلى لأن الاتحاد السوڤييتى كان يقاطع
المجلس آنذاك ! أخيرا يقدم
وصفا لمدى العجز المريع فى مواجهة صدام حسين ، ويخلص لأن المنفذ الوحيد من
الفوضى هو ’ تحالف الإرادات ‘ . صح ! اكتب رأيك هنا
… عقاب تركيا المتأسلمة بدأ ،
الجميل فى هذه الحرب أننا لا
نعرف بالمرة ماذا انتوى الأميركيون ( اقصد بهم أستاذ الكون رامسفيلد
ومساعدوه فى الپنتاجون ، وليس حتى بوش وبلير غير الأفذاذ جدا فى الخيال
الستراتيچى ) . إنهم ينتظرون حتى ينشأ الأمر الواقع ، ممثلا فى
النصر ، واستقرار نصف مليون جندى ، ثم يكشفون ما انتووا . أنا
شخصيا اليوم ، وبعد وصول العلاقة مع تركيا لطريق مسدود ، أتوقع أنهم
سينشئون دولة كردية تضم كل أكراد العراق وتركيا وإيران وسوريا معا . من
ناحية هذا سيكون عقابا رادعا لتركيا لخيانتها لكل ما قدم لها فى العقود الماضية
وتحولها لجبهة الدين ، ومن ناحية أخرى شرارة جيدة لإشعال عملية إسقاط
ريچيمى طهران ودمشق . اكتب رأيك هنا
باختصار : رأينا أن ’ فدائيى
صدام ‘ هؤلاء ، هى الورقة القذرة الأخيرة فى يد ريچيم
يتهاوى ، وفى يد أيديولوچية عفا عليها الزمن من قبل أن تولد ، وضعتنا
جميعا كعرب منذ أيام عبد الناصر ، كقوة تخلف ونشاز تعادى كل متقدمى
العالم . لا نعتقد أنها ستطيل أمد الحرب ، وأن الحضارة ستنتصر فى
النهاية ، وتحرر العالم من قوى الظلام والنشاز ، ذلك أن السؤال الوحيد
فى هذا منذ الأسكندر الأكبر ، وحتى اليوم ، هو سؤال واحد لا
غير : هل لديها الإرادة أم لا ؟ وثقتنا فى أن أميركا أجابت بنعم على
هذا تزداد يوما بعد يوم ، أو إلى حين على الأقل . طبعا لا تنس أن الكلام فى الإعلام العربى
اليوم ، انقلب مائة وثمانين درجة من العويل على غارات البى‑52
الهائلة ، إلى الحديث عن البسالة والصمود والنصر ، وإسقاط فلاح عراقى
لطائرة أباتشى ببندقية تشيكية قديمة ، وهى نكتة لا أكثر يضحك منها قادة
منظمة حماس أنفسهم ، باعتبارهم أدرى الناس بطائرات الأباتشى ، ذلك
طبعا أن الطائرة هبطت اضطراريا لأسباب تقانية محضة ! مرة أخرى تذكروا يا سادة ما تقولون عندما تمتلئ
التليڤزيونات بالمزيد من مشاهد رقص الشوارع حول دبابات المارينز
الأميركيين . شاهدتموها فى أفجانستان ، وشاهدتموها على نحو متفرق فى
الأيام الماضية ، وما لم يأت بعد هو الأعظم . مزيدا من النكاية فيكم
نضع صورة الرقص فى الشوارع من موجاديشيو ‑الصومال يناير 1993 ، لأننا
نعرف أنكم ستقوقون بسرعة شيئا آخرا سوف نمسكه عليكم . الحصيفون منكم فقط ‑وأشك
أن هناك أحدا حصيفا ، وإلا ما كان هذا حالنا‑ هو الذى سيقول :
ولكن تلك كانت أيام الرفيق كلينتون ، وما حدث فى أكتوبر 1993 وعمله ريدلى
سكوت فيلما لن يتكرر ! …
بالأمس أعلنت جوائز الأوسكار ، واليوم خرجت
علينا الصحف العربية باحتفالية هائلة تقول إن فنانى أميركا ضد الحرب . تبحث
عن الأسانيد فتجدها كلمات الموجه اليسارى الوثائقى مابكل موور ، وحفنة من
لوى كلمات لبعض الآخرين بنسبة 180 درجة . لم يسأل أحد نفسه ماذا فعل پدرو
ألمودوڤار الذى كان قد سبق له اتحافنا بالمحاضرات عن السلام فى
البافتا ، وماذا فعل فلان وعلان . بل ماذا فعلت مناضلة اليسار الأولى
باربرا سترايساند نفسها التى اضطرت لكتابة مقال اليوم تبرر فيه لماذا لم تتكلم
فى السياسة لأول مرة فى حياتها . فى كلمة : الجوائز حفلت من المفاجآت بالكثير
والكثير ، لكن تظل مفاجأة الحفل الكبرى ، وبكل المعايير ، أنه جاء منزوع السياسة ، تماما كما
اللبن منزوع القشدة ، وذلك على نحو فاق توقعات أشد الجميع ذعرا من تسييسه
المحتمل من قبل اليسار . لدينا تحليل كامل للحفل والجوائز ، وطبعا
السياسة فيه ، فى قسمنا الخاص بجوائز ومهرجانات السينما ، ولدينا أيضا
حفنة من الصور ، لا تخشون كثيرا منها محللونا العظماء إذ ليس بها الكثير من
السياسة ، كما الحال مثلا مع الصورة المجاورة من حفل ’ جوائز اختيارات
الجمهور ‘ العام الماضى ، لنجمة الغناء الجميلة ريبا ماكنتاير .
ربما أضجرك السأم من متابعة هذه الحرب المملة هنا ، فإلى هناك .
بعيدا عن جهل هؤلاء الذين لا يقرأون ، وظلوا
ربما يراهنون على المخلص الفرنسى الذين سيجب الحرب فى مهدها ، ويقود العرب
والمسلمين للهيمنة على العالم ، فإن ما يجرى على الأرض لا جديد ولا مفاجأة
به بالمرة ، بل أمور قتلت بحثا من قبل ، بما فيها فى موقعنا
هذا . ذلك تحديدا يوم 12
أكتوبر الماضى ، وهو النقاش الشهير بنقاش ’ الحزام
والحمالة ‘ belts and suspenders .
حتى لا نكرر كل ما قيل وقلناه آنذاك ، نذكر فقط أنه فى
ذلك اليوم أمر دونالد رامسفيلد بتغيير جوهرى تاريخى فى العقيدة القتالية
الأميركية . دافعه الرئيس هو أن بات لزاما لأول مرة على القوات المسلحة الأميركية
أن تغطى كامل خريطة العالم ، الموكل إليها حكمها وضبط الأمور فيها .
والفكرة القديمة المعتمدة على فيض القوات ، مستحيلة ببساطة . أو حسب
رامسفيلد ، لم يعد من الممكن بناء الجيش بكامله على فكرة التحسب للاحتمال
الأسوأ ، أو ما أسماه ’ الحزام والحمالة ‘ ، ومعناها
التشبيه بشخص يرتديهما معا خوفا من سقوط بنطاله . فى نقاط محددة أصبحت
الحروب الأميركية تعتمد على ثلاثة أسس : 1- تطبيق الأسلحة عالية
الدقة ، 2- الاستخبارات عالية الكفاءة ، 3- التحركات عالية
السرعة . الأدهى أن المناقشة بين العسكريين فى ذلك
الوقت ، حذرت علنا وبوضوح تام فى ذلك الوقت ، من أن الأسلوب الجديد قد
يغرى العراقيين بالمقاومة . بينما إغراق العراق بطوفان من الجنود ،
يرجح احتمال استسلام فورى وشامل للجيش العراقى ، ومن ثم يعد آمنا تماما
للقوات الأميركية . أيضا عبرت عن رأيى الشخصى فى حينه قائلا إنه اعتراض
صحيح ، لكن على المجرد الأبعد لن يكون ذا أهمية تذكر . وقلت إنه مثلا
لو سقط ريچيم صدام حسين بصعوبة ، وبعد زيادة تدريجية فى القوات ، فإن
هذا السيناريو لن يتكرر بعد ذلك ، ويكفى إرسال قوة صغيرة للقضاء على ريچيم
دمشق أو طهران أو غيرهما ، لأنهم يعرفون ما ينتظرهم لو قاموا ( ارجع لمدخلنا المذكور ، وستجد
فيه همزات لمواقع أخرى تناولت القضية ) .
كل هذا كتب فى كل مكان بما فيه موقعنا ، لكن
من لا يستسلمون أبدا لم يقرأوه ، أو قرأوه ، وانتظروا حتى يصنعوا منه
مادة إعلامية كما نرى فى اليومين الأخيرين . أيها الأخوة ( على رأى
ناصر ، إذا كان هذا سيجعلكم تستمعون ) ، أميركا من الآن فصاعدا
تبنى خططها الحربية على أفضل الاحتمالات ، وليس أسوأ الاحتمالات .
ستتبنى ‑فيما قلنا أيضا‑ أسلوب القضمات الإسرائيلى ، أسلوب
معارك اليوم الواحد والانسحاب ليلا ( اسميناها حراحات اليوم الواحد )
أسلوب إسرائيلى بالمثل ، وأسلوب العمليات المتدحرجة من إسرائيل أيضا ،
كلها ستتبناها حسب الحاجة . هل لاحظت أن القوات البريطانية تستخدم الآن
القضم‑و‑الهضم ومعارك اليوم الواحد من خلال هجومها ثم انسحابها كل
ليلة من البصرة . أميركا كذلك ستحارب الجميع بلا هوادة وفى نفس الوقت لو
لزم الأمر . إسرائيل تفعل هذا أيضا . وعامة لو أى أحد فعل شيئا ناجحا
وصارما فى محاربة النشاز والإرهاب سوف تتبناه بمرونة كافية . لو انتفض
الشعب العراقى كان بها ، لو أرهبه البعثيون ، فإنها ستكون جاهزة
لإرسال قوات إضافية بسرعة . المرونة
هى اسم اللعبة ، وفى كل الأحوال هى حسابات مالية محضة لا أكثر ،
وعقلية جديدة لاقتصاديات الحرب ، الحرب الإمپراطورية وليست أية حرب تقليدية
الحسابات مما عرفناها حتى الآن . ولا شىء فى كل ما
حدث يعنى أى فشل عسكرى أو سوء تقدير من أى نوع ، كما قفز السذج للاستنتاج
اليوم . اكتب رأيك هنا
هو عكف على تحريض المسلمين كمسلمين ضد الحملة ،
بما يوحى ضمنا بأنها هجوم مسيحى على الإسلام . لكن معرفته بأن رامسفيلد
علمانى كانت مفاجأة لى . بصراحة ما كنتش أتوقع منه كل هذا الذكاء .
( بل لعله أكثر عمقا فى الرؤية المستقبلية من من چاستين ويب مراسل البى بى
سى الذى يفيض عادة
فى التعليق على الشأن الدينى الأميركى ، وكتب مؤخرا
يصف حجم الصلوات اليومية فى البيت الأبيض وما شابه ، وعلى نحو استثنائى
ترجمت للعربية
بواسطة القسم العربى ، طبعا لما فهمه أنها تتماشى جدا مع جهاده ضد
الصليبيين ! ) . نعم ، رامسفيلد علمانى ، والأبعد من
ذلك أن هذا المسمى يمينيا صلبا أو متطرفا أو حتى دمويا ، شخص يؤمن بالحريات
الشخصية والمدنية حتى أقصى حدودها ، وهو من أفضل النماذج التى تجد فيها صدى
لما حاولت صفحة الليبرالية عندنا التبشير به ، وهو الليبرالية ككل متكامل
لا تناقض بين جناحيه ، ليبرالية اقتصادية دارونية لا ترحم وتترك الضعفاء
يموتون ، وليبرالية اجتماعية تمنح الجموع الترفية والجنس والعقاقير حتى
يعيشوا حياة أسعد [ لاحقا أوردت النيو يورك تايمز هذا الپروفايل
لرامسفيلد به كثير من التفاصيل لمختلف جوانب طيف شخصيته ، التى تشمل ما بين
عبارته ( الهتلرية لو شئت ) الشهيرة Weakness Is
Provocative ،
مرورا بصلابته البيزنسية بإصلاح شركة سيرلى الصيدلانية بفصل معظم موظفيها ،
وانتهاء بمواقفة الليبرالية فيما يخص الحريات الشخصية والمدنية والتى تميزه عن
المحافظين التقليديين ، والتى حسب القصة يبدو فيها ليبراليا محضا أى كأحد
أعضاء الحزب الديموقراطى ! ربما نضيف من عندنا تفسيرا ، هو أن شخصيته
الرياضية كمصارع هى التى الخيط الذى يربط كل هذا ، التنافسية والصلادة والروح الرياضية والحس
الشعبى . وما أرقى معنى اليمين حين يكون بكل هذه الشمولية والتكامل فى
الرؤية للعالم ولمختلف الطبقات ، أو بعبارة أخرى التصالح ما بين العقل
البارد والرحمة الحنون . ( انظر مناقشتنا
السابقة لمفهوم اليمين فى صفحة الثقافة ،
أو انظر صفحة الليبرالية المخصصة لقضية التحررية
ككل لا يتجزأ ) . أكثر ما فى الپروفايل المذكور إثارة أنه ينصب
رامسفيلد كعضو الكابين الأميركى الأشهر والأعرض شخصية فى التاريخ
الأميركى ، جنبا إلى جنب فقط مع هنرى كيسينچر ( ربما نضيف أيضا سكرتير
المالية أليكساندر هاميلتون قبل قرنين ونيف ، والذى تضارع بصماته بصمات
أعظم الرؤساء ، تماما كما حالتى كيسينچر
ورامسفيلد ) ! ] . وبعد ، فقط أتمنى أن يكون كل الشعب العربى
بذات القدر من ذكاء العلمانى المتنكر محمد سعيد الصحاف ، ويفهم أنها حرب
علمانية حضارية ضد الإسلام ، وليست حربا مسيحية ( وقطعا ليست حربا
يهودية إنما صهيونية علمانية ، إن كانت فى جانب منها ، سمه وولفوويتز
لو أحببت ! ) ، وعليه ‑أى شعبنا العربى‑ أن يفهم
أيضا أن من يشنون حروبا دينية فى عالمنا هم فقط المسلمون وليس أى أحد
سواهم ، وطبعا عليه أن يناصر تلك الحرب الحضارية من أجل القضاء بقية فلول
الأديان ‑كل الأديان‑ من كوكبنا . أنا عامة أقرف من كل شتايمه ، وأشهرها چورچ
بوش الكلب ابن الكلب ، وبلير العكروت . أيضا قوله على پاول الطرطور
صحيح ، لكن قديم وكل الناس عارفاه وكتبته من سنين . الشتيمة التى استقطبت كل
الجدل كانت ’ العلوج ‘ . كل الكتاب العرب فى الصحف والتليڤزيونات
[ أو حتى على الغشاء ] ،
ضربوا أخماسا فى أسداس لمعرفتها ، وكان لا بد من الربط بين مختار الصحاف
ومختار اللاروس لمعرفة الحقيقة . هى ليست العلوق leeches بمعنى الدودة العلاجية
التى تمص الدم ، ولا العلوق bisexuals
عامل إضافى قد يحد من حجم التفاؤل ، أن أصحاب
الفكر الستراتيچى البعيد أمثال رامسفيلد وولفووويتز وپيرلى ، هم موظفون
معينون . هذا يختلف عن حالة نيكسون ( تحدثنا عنه كثيرا من قبل ، لا سيما بمناسبة مقولته
الشهيرة Think Big! ) ، حين كان الشخص بعيد الرؤية
هو نفس الرئيس المنتخب صاحب التفويض شبه المطلق . نيكسون لم يكن فى حاجة
لأن يقنعه أحد بشىء ، إنما كان يعانى هو نفسه من محاولة إقناع موظفيه
بأفكاره وطموحاته . ذلك الفارق قد يضيق الرهان اليوم ، ويحصره فى فرصة
أن النجاح وحده هو الذى سيؤدى لمزيد من النجاح . دعونا نأمل فى بعض من طول
النفس ، أو ‑مرة أخرى : الإرادة ! بعبارة أخرى : مستر بوش ، السنوات الثمانية التى ستدخلك التاريخ ،
تمر بأسرع مما تتخيل ! …
بمناسبة كلام أول أمس عن جهابذة الإعلام والتحليل
عندنا ، فقد راحوا اليوم يفسرون استقالة ريتشارد پيرلى كدليل على فشله
كمهندس للحرب على العراق . الواقع الاستقالة لا علاقة لها من قريب أو بعيد
بفشل أو نجاح الحرب ، ولا علاقة لها بها أصلا . كل ما هناك أنها مسألة
بيزنس ، وثم تضارب مصالح بين الوظيفة وبين وظائفه الأخرى التى لن يتركها
لأنها أكثر ربحية ، وتحديدا إشاعة أطلقها الديموقراطيون ( من غير
اليساريين يفعل هذا فى رأيك فى زمن الحرب ؟ ) ، عن لقاء له مع
فى مقابل هؤلاء أشير لبرنامج حوارى اسمه نقطة حوار ، بدأت تقديمه
منذ الأمس [ متابعة بعد نحو شهر : لا ننكر
أننا بدأنا نستشعر فى البى بى سى العربية ، لمحة إذاعة استعمارية موجهة طال
انتظارنا لها ، بدءا من الرسائل المطولة لمراسل كحمدى فرج الله التى تعرض
الآراء السياسية لقوات التحالف ، مرورا ببرامج رأى الناس كالمشار إليه
والذى يقدمه حسام السكرى والتى تصدم المشاركين بأن ثمة رؤى وحيوات أخرى فى
الدنيا غير تلك التى يزينها لهم إمام المسجد المحلى ، وانتهاء البرامج
الخدمية عن الرسائل للأهل
… الجهابذة إياهم لا زالوا يتخبطون ويعكون .
اعتبروا قرار النفط مقابل الغذاء تراجعا أميركيا ووصل أحدهم لوصفه بمحاولة منها
للخروج من المأزق . أى مأزق يا سادة ؟ قرار اليوم
وضع سابقة تاريخية رسمية عظمى هى سحب الاعتراف بالرئيس العراقى ، ذلك بأن
أوكل تنفيذ البرنامج للأمين العام للأمم المتحدة ، هو الذى ما يشترى وما لا
يشترى ، ولمن يرسله . هل تريد أميركا أكثر من هذا ؟ ثانيا هو ترسيخ للإطار الذى أرادت أميركا وضع الأمم
المتحدة فيه ، كمنظمة إنسانية كالصليب الأحمر لا أكثر ، بينما
القرارات السياسية تتخذها هى بمفردها بعيدا عنها . ثالثا ما قيل فى المقدمة عن اتفاقية چينيڤ
حول التزام المحتل بتدبير الحاجيات الغذائية والإنسانية لأهل الأرض
المحتلة ، هو اعتراف ضمنى بالاحتلال وليس نفيا له . ما رأيناه أن رحبت به أميركا على الفور ،
بينما أحد فلول الناصرية شعر بنشوة نصر لأن مجلس الأمن الحقير التافه ( ليس
من وجهة نظره بالطبع ) ، قال احتلال وليس حرب تحرير ( صدق أو لا
تصدق ! ) .
على أية حال هذه الفقرة ليست ذات مدلول سياسى
كبير ، بقدر ما هى تخص التمويل ، أى تذكر أميركا كدولة احتلال
بالتزامها ، وطبعا لم ترفض أميركا هذا . أخيرا يا سادتنا
الناصريون ، القرار أعد بواسطة 14 دولة ، وقدم دون علم تلك الدولة رقم
15 ، ولم تملك هى إلا الموافقة عليه . هل تريدون معرفة من أرادت الأمم
المتحدة تذكيره بوضعيته المنبوذة : إنه سوريا ! مفارقة للتأمل : القانون الدولى البائس يلزم المحتل برعاية احتياجات الشعب ،
بينما لا يوجد أى نص يلزم الحاكم الوطنى بأى شىء ، لا نجاح اقتصادى ،
لا نظافة يد ، لا حريات فردية ، لا كفاءة ، لا علم ، لا
شىء . فى الواقع ليست مفارقة ولا تأمل ، إنما نكتة ، بمناسبة
الصور المجاورة للجيش البريطانى يوزع المعونات فى البصرة ! اكتب رأيك هنا
… فإلى هناك .
|
| FIRST
| PREVIOUS
| PART II | NEXT | LATEST |