|
|
|
صدام حضارات أم ثقافات ؟ !
( الجزء الرابع )
Clash of Civilizations or of Cultures?!
(Part IV)
| FIRST | PREVIOUS | PART
IV | NEXT
| LATEST
|
NEW:
[Last Minor or Link Updates: Monday, July 05, 2010].
رائعة نجيب محفوظ الخالدة ‘ أولاد حارتنا ’
|
Visit Our Memorial Page hypatia.egypt This page, written in English and classically designed in April 7, 2000, was originally intended as a separate secular site.
|
November 4, 2005: The Muslim mind dilemma: Westerners shoot movies,
Muslims shoot Westerners!
In Part III
March 31, 2004: Isn’t it time for a secular, historic and accurate cinematic retelling of Jesus story? Mel Gibson’s is definitely not! Also: The launch of Secularism, a new page on the concept of religion.
October 16, 2003: Mahathir’s ugly equation: We + Scientific Mentality of the West = Defeating the West. Our old simpler equation: We + Scientific Mentality of the West = Following the West! Plus: Does the Malaysian economic ‘little miracle’ deserve our admiration? The answer is NO! It’s the same old WWW Islamic tragedy, ‘What Went Wrong?’
In Part II
November 8, 2002: In Turkey as in anywhere else, the leftists make themselves the ‘red’ carpet for Islamists to ascend to power! Breaking Entry: Islamist Turkey would enter the European Union. We call this an environmental disaster!
October 4, 2002: Jerry ‘Muhammad the Terrorist’ Falwell and Pat ‘Muhammad the Killer’ Robertson strike back. BOTH!
July 20, 2002: East Timor, Chechnya and now Morocco and Southern Sudan: A lot of signs about corrosion of the borders of Islamic World!
In Part I
June 11, 2002: Fallaci papers prove to be a chain reaction!
January 12, 2002: Pervez Musharraf: Big steps, great courage but not really extirpationist… or not yet?
October 28, 2001: Nobel Prize Winner V.S. Naipaul’s theory of Calamitous Effect of Islam still ignites the Arab cultural world. Sometimes in the good sense of words!
October 7, 2001: A whole new page on the concept of civilization and the misconceiving of clash of cultures as a clash of civilizations.
January 16, 2001: In a galaxy far far away… before Huntington!
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الجديد
( تابع جزء 1 ، جزء 2 ، جزء 3 ) :
4 مايو 2005 : بدأ اليوم العرض
الذى طال انتظاره لفيلم ريدلى سكوت ‘ مملكة الجنة ’ Kingdom of Heaven أو ملكوت السموات حسب الترجمة العربية السائدة لما يسمى بالكتاب
المقدس ، اليوم نقصد اليوم فى مصر وربما بعض الدول الأخرى ، وغدا فى
أميركا ومعظم العالم . وطال الانتظار المقصود بها تلك الضجة الطويلة ،
منذ وزع سكوت نسخا من المخطوطة فى مطلع العام الماضى ، فقوبلت بعاصفة عارمة
أن هذه هى رؤية أسامة بن لادن للتاريخ ، هذا فى الوقت الذى كانت تصريحات
سكوت نفسه السابقة قد حاولت أن توحى بالعكس حين قال فى مراكش أن الفيلم لن يعجب
المسلمين ( ربما أفهموه يوم قبلوا المشروع فى فوكس ‑اليمينية
جدا ، لاحظ‑ أنهم يريدون إثارة أكبر قدر من الجلبة فى كل
الاتجاهات ، فقال للمسلمين ما قال فى مراكش ، ثم أرسل المخطوطة
للمسيحيين بعد قليل ) . ردود الأفعال تلك هى التى رصدتها قصة الصنداى
تيليجراف الشهيرة فى 18
يناير 2004 ، فارجع لها لو شئت ( أيضا هذه نسخة أخرى بالتعميم
المتزامن لها هنا من الواشينجتون
تايمز ) . المشكلة الحقيقية فى هذا الفيلم
أن كل مقولاته الرئيسة مقولات خاطئة ، وكل ما يأتى بعد ذلك هو من ثوانى
الأمور … … 1- من
الذى اخترع فكرة الحروب الصليبية ؟ حسب الفيلم
الغرب هو الذى فعل . حمل سلاحه وجاء عابرا القارات لاحتلال أراضى
الغير . خطأ ! أ- الحروب الصليبية فى حد ذاتها كفكرة هى اختراع
إسلامى محض ، من الصفر المطلق ، ‘ من الخدش ’ . هذا ما
يسمى الجهاد Jihad . ب- كل الأديان التى عرفها التاريخ الإنسانى انتشرت
من خلال حفنة من الدعاة جـ- أما الإسلام فجاء للعالم بكلمته محمولة على
أسنة رماح جيوش جرارة ، وكل التاريخ الإنسانى لم يعرف مطلقا لا من قبل ولا
من بعد دينا آخر انتشر بهذه الطريقة . د- ليست جيوشا جرارة فقط بل جيوش همجية تتبع سياسة
الأرض المحروقة ، يتباهى قادتها من أمثال بن الوليد وغيره بأنهم يقتلون
بسيوفهم المسلولة شخصيا وحدهم عشرات الآلاف من الأسرى فى يوم واحد . الفارق
بين القائد والآخر من هؤلاء فارق كمى وليس نوعيا بالمرة . هـ- جيوش لا تقف عن حد إبادة المقاتلين ، بل
لا تعرف من المدنيين أرضا ولا عرضا ولا غيره . تستحل المال والنساء ،
تفرض الجزية والخراج ، وتقتلك لو رفضت أو عجزت ، أو حتى لو لم تعجبهم
الطريقة التى تقبل بها اليد التى منت عليك ( عن يد ) بقبول الجزية أو
الخراج منك ( وهم صاغرون ) ، وكلها بأوامر قرآنية إلهية ملزمة لا
تحتمل التأويل ، ولا يملك فقيه أو والى حق تعطيلها . و- هم حتى من اخترعوا فكرة الربا نفسها ، هذا
حتى يستولوا على الأرض المرهونة حين تعجر عن دفع الخراج الذى اقترضته من وجهاء
المسلمين . ( اليوم أبرد باحث أميركى يدعى أندرو چى . بوستون بحثا
تاريخيا مسهبا نسبيا على الغشاء يسرد بطريقة القراءة الكرونولوچية تاريخ علاقة
الإسلام بأهل الذمة ، هذا من خلال ما رواه ذوو الديانات الأخرى من سجل
اضطهادات حافل ، ومن خلال مباهاة كتب المؤرخين المسلمين أنفسهم بهذا .
به عشرات الأمثلة مما ذكرناه هنا ، وربما ما هو أبشع ، فارجع له إن لم
تشأ العودة لتلك الكتب الصفراء شديدة الإسهاب ) . ز- وبعد ، قل لى بإلهك الذى تؤمن به ،
ماذا تفعل لغزاة أجانب اجتاحوا ثلثى مساحة عالمك المسيحى … 2- ما
الأسباب المباشرة للحروب الصليبية ؟ طبقا للفيلم
اليأس هو السبب ، كان الأوروپيون يعانون من القمع والفقر ومستعدون للفرار
لأى مكان ما وفعل أى شىء كان ما كان . خطأ ! أ- فى تلك الفترة كان الأتراك السلاجقة
( التركمان ) يتوسعون بمذابح واسعة النطاق ضد الجميع فى كل
الاتجاهات ، ضد الأرمن وغير الأرمن ، داخل آسيا الصغرى وخارج آسيا
الصغرى . ب- الخطر كان وشيكا بالنسبة للغرب نفسه ،
وكانت تلك الفترة تحديدا بدايات بعض التحرشات تجاه البلقان ، بالطبع تنفيذا
من كل حاكم مسلم للحلم الثابت لدى كل من سبقوه من خلفاء المسلمين باحتلال ما
تبقى من أوروبا ، البقعة الوحيدة من المعمورة التى كانت قد استعصت
عليهم . جـ- غير الأتراك السلاجقة كان كل أحد آخر يؤمن
بالإسلام يفعل ذات الشىء ( ارجع لذات البحث المذكور لتقرأ عن عشرات المذابح
فى كل مكان وخاصة فيما يسمى بالأرض المقدسة نفسها ، وهى شىء لم ينقطع أبدا
بواسطة الجماعات الجهادية أو كسياسة دولة منظمة ، [ أو اقرأ ما كتبته
ديبى شلوسيل فى موقعها فى اليوم التالى لهذا ،
حيث تذكرنا مثلا أيضا بمذابح الموحدين فى شمال أفريقيا التى أسفرت عن إبادة شبه
كاملة ليهود شمال أفريقيا . ربما هذه ليست من أسباب نشوب الحروب الصليبية
أو من أسبابها أبدا ، لكن ما يهم الكاتبة إثباتا لرأيها فى تحيز الفيلم
المذرى أنها كانت تدور بدءا من سنة 1113 ح . ش . ، أى بالتوازى
مع الموجة الثانية من الحملات الصليبية التى يفترض أن الفيلم يؤرخ
لها ] ، أو طبعا أعد قراءة صفحتنا هذه من بدايتها للمزيد من القصص عن
سماحة الإسلام ) . د- حتى الحجاج المسيحيون أنفسهم كانوا يقتلون بهدف
منع دابرهم ، وللاستيلاء على ممتلكاتهم ولاغتصاب النساء طبعا ( لا
ننفى رغم ذلك أن الحج لم يكن ظاهرة ، ومن الأشياء القليلة الصحيحة فى
الفيلم ، أنه كان يتم ككفارة عن خطيئة عظمى ما ، كما بطل الفيلم
باليان أو أورلاندو بلووم ، لكن هذا فى حد ذاته يرجع لحقيقة أن الحج
لأورشليم هو سكة إللى يروح ما يرجعش ) . هـ- أما عن سؤالنا عن السبب المباشر جدا للحروب
الصليبية فهو ما يلى : أرسل الإمپراطور البيزنطى أليكسيس كومنينوس سنة 1095
رسالة استغاثة لإيربان الثانى پاپا روما عما يجرى من مذابح فى آسيا
الصغرى . فى 18 نوڤمبر من تلك السنة اجتمع ما سمى بمجمع كليرمون فى
جنوب فرنسا ، وأقر فكرة النصرة ، وخرج الپاپا ليخطب فى الناس ،
فكانت الاستجابة مروعة فاقت كل تصورات كل أحد دينيا كان أو سياسيا ، وتدافع
الناس أفواجا ومن كل فج عميق لارتداء الزى العسكرى الجديد ، الصليب على
الصدر ! و- فى 15 يوليو 1099 تحررت القدس بالفعل ،
عادت لأصحابها الأصليين ، المسيحيون . قتل كل سكانها من المسلمين
واليهود ، وإن قيل إن هذا تم فقط بحماسة الجنود والغل الكامن فى صدورهم كما
البركان المكتوم ، لكل ما سبق وتعرضت له مملكة المسيحية من تنكيل وإذلال
على يد الإسلام ، وإن ذلك كله تم على الضد بالضبط من أوامر قائدهم تانكريد
الصريحة . الكل كانوا رجالا شجعان لآبعد مدى يمكن تخيله للكلمة ، ولم
ترد فى التاريخ المعروف ، ورغم موقفنا نحن
الذى لا يحتمل المزايدة من كل الأديان ومن كل رجالاتها ، لم ترد أية قصص فى
أى وقت ، من نوع قصة ذاك الأسقف الانتهازى الجبان الذى يدعو باليان فى
الفيلم للهرب من باب خلفى ، أو ينصح الشعب بالتحول مؤقتا للإسلام إتقاء
للقتل . ز- فى 7 يونيو 1967 تحررت القدس مرة أخرى ،
وعادت لأصحابها الأصليين جدا ، أول من أنشأ مملكة عامرة فى هذه الأرض
الخراب . هكذا أغلق ملف الأورشليم للأبد . وهكذا يفقد الفيلم مشروعيته
المزعومة بأنه صنع لترويج السلام فى الشرق الأوسط . أى سلام ؟ السلام
هو إحقاق الحق ، وهذا هو الحق ، ليس كملف شهر عقارى كما نسميه منذ فجر هذا الموقع ، إنما لأن اليهود المعاصرين
هم قوة حضارية تقنية وعلمية علمانية عظيمة ، ومن حقهم استعمار ( لاحظ
معنى الكلمة العربية الجميل ) أية قطعة من الكوكب يريدونها . حـ- [ على رأى المذكورة شلوسيل : ما
علاقة الإسلام أصلا بالقدس ؟ تسأل : كم مرة ورد ذكرها بالقرآن ؟
تجيب : صفر ! ] . نحن نسألك على سبيل التمرين : ما هو
المقصود بالمسجد الأقصى الوارد بقصة الإسراء ، أين يقع ولماذا سمى
بالأقصى ؟ … 3- ما
الأسباب الحقيقية للحروب الصليبية ؟ طبقا للفيلم
هى حرب إمپريالية لنهب الثروات . خطأ ! ثروات إيه يا بتوع
الثروات ، وكمان هربانين من قمع إيه وفقر إيه يا بتوع القمع والفقر ؟ أ- فى أية لحظة معطاة من التاريخ لم تكن أوروپا
أسوأ من الشرق الأوسط ، وفى أية لحظة معطاة من التاريخ لم يكن الشرق الأوسط
أفضل من أى مكان على وجه الأرض . ما يسمى الحضارة الإسلامية أكاذيب كبرى
صنعها أصحابها قطاع الطرق ( أعد قراءة هذه الصفحة من بدايتها ) ،
وساعدنا على إقناع الذات بالأكذوبة ، كون الشعوب الأخرى لا تعرف قصائد
الفخر والمباهاة والخطابة فى تمجيد النفس ، إنما طبعها الدائم نقد الذات
بهدف الوصول لأفضل ( جلد الذات يرجع فى بعضه ‑إن لم يكن معظمه‑
لأن الطابور الخامس الناقم الخائن داخل معسكر الحضارة ، ذلك المسمى
اليسار ، هو الذى كتب التاريخ ، لكن هذه قصة أخرى ) . ب- عشية القرن الثانى عشر بالذات كانت فترة يفوع
وإحساس من أوروپا بالصحوة ( اقرأ الموسوعة
البريطانية ) . جـ- أقرب للنكتة المحضة تقديم الفيلم لفلسطين كما لو
كانت أميركا بكر ، عالم جديد خاوى وفسيح ينتظر من يستثمر فيه ،
والواقع أنه لا يوجد أكثر من الشرق اكتظاظا بالبشر وشحا من الموارد . د- ريدلى سكوت وكاتبه ويلليام مانوهان قرأوا فى
الصحف أن الشرق الأوسط يعانى من مشكلة مياه ، فجعلوا من بطلهما عبقرية خاصة
فى استخراج المياه ، دون أن يقول من أين أتت لهذا الحداد تلك الخبرة ،
أو هل هى حتى تفوق الخبرة العادية بالآبار التى يعرفها أهل الشرق المتخلفين
أنفسهم ، والطبيعى أنهم يعرفونها أكثر بمراحل من أهل أوروپا لسبب بسيط أن
أرض هؤلاء عامرة بمياه الأنهار . هـ- صحيح أن شخصية كالنبيل جودفرى ( ليام
نييسون ) والد البطل شخصية حقيقية ، وبالفعل نموذج لمن جاءوا لاستثمار
أموالهم فى الشرق ، لكن هذه : أولا لم تكن سياسة منظمة أبدا ،
ثانيا لم تبدأ إلا بعد عقود وكأثر جانبى أو ثانوى جدا لاستقرار آلاف الغربيين فى
الشرق فعلا ، ثالثا بمبادرات فردية محض ، وليس بتشجيع من أحد ،
رابعا كل ما هناك أن هذا البعض رأى الكثيرين من أبناء جلدته قد استقروا بعيدا
فرأى فرصة عادية للغاية ، لا باهرة ولا تافهة ، فى أقامة خط
للتجارة ، يأتى من عندهم بالسلع التى تحتاجها أوروپا ويذهب لهم بما يفتقدون
هم فى الغربة ، خامسا لا هم مجاهدون دينيون ولا تجار جشعون ، فقط أناس
عاديون لا خير ولا شر زائد أو خاص من نوعه فيهم ، سادسا قطعا الأمر لا
ينطوى على نهب موارد أو ثروات أو استغلال شعوب ، فلا هراء أكثر من الزعم
بشىء كهذا . و- الفيلم فعلا كما قال الكثيرون ، يقدم
الحروب الصليبية من عيون أسامة بن لادن ، هذا بدءا من ضيوف قصة التلجراف قبل
16 شهرا ومنهم مثلا أمين معلوف ، ومرورا بأهم قصة تابعتها طيلة الفترة
الماضية ، قصة النيو يورك تايمز فى 12 أغسطس الماضى ،
حتى القصص التى تملأ عناوين كل مواقع الأخبار كالطوفان المذهل فى الساعات
الأخيرة ، وأكثرها إثارة حتى اللحظة قصة الواشينجتون تايمز بتاريخ الغد هنا
[ أسامة بن لادن كان فى عنوان التليجراف ، ومرة ثانية أصبح العنوان فى
مقال الغد 5 /
5 / 5 لكاتبة الإنترنيت ديبى شلوسيل الذى يبدو ‑على الأقل بسبب
العنوان‑ أن كل الويب تتحدث عنه ! ] . جميع هذه المقالات
والقصص يبين حجم السعادة الهائلة التى استقبلت بها الجماعات الإسلامية الفيلم
عبر العالم ، فهو يقدم على طبق من ذهب مسوغات حرب بن لادن الجهادية ضد ما
يسميه الغزو الغربى ‘ الصليبى ’ الذى يريد نهب ثروات بلاد الإسلام
الغزيرة جدا ، ذلك كما الأيام الخوالى بالضبط ، هم باسم الدين ،
وسنردهم نحن بالتمسك باصول الدين أيضا . ويا لها من جريمة أقدم عليها موجه
‘ المصارع ’ ، الذى كنا نتخيل أن ذروة طموحه هى تزوير تاريخ
الإمپراطورية الرومانية 180 درجة ، انتصارا لفكره اليسارى الإنسانى
المستهلك ، حول كوكب تحكمه المساواة والديموقراطية بين كل أعضاء أسرته
المتوادة المتحابة ، إلا بسبب بعض المتطرفين اليمينيين فى الغرب
المعاصر . ز- أشهر من قال وما قيل إطلاقا ضد الفيلم ،
بدءا من كونه محورا لمقال التليجراف
القديم الأصل فى كل شىء ، حتى مقاله هو المستقل للتايمز
اللندنية الصادر للتو ويحمل تاريخ الغد ‘ الحقيقة هى الضحية ’ ،
هو كلام عالم التاريخ البريطانى الحجة فى الحروب الصليبية چوناثان رايلى‑سميث . كلام رايلى‑سميث خفيض النبرة أكثر مما تتخيل بكثير ،
وهو مهموم بشىء واحد ، من أين أتت كل تلك التصورات للحروب الصليبية لسكوت
وكاتبه الغر غير ذى الخبرة فى شىء من قبل . الإجابة عنده ، هى تفصيل
علمى رصين لنفس ما قلناه نحن على نحو عابر عن ميل كل أحد إلا نحن لنقد
الذات . يقول إن الفكر الغربى المعاصر يعتمد على مصدرين لا ثالث لهما
للمعلومات حول الحملات الصليبية : رواية وولتر سكوت ‘ التعويذة ’
The Talisman
( 1825 ، هو أديب متخصص فى التاريخ ، وعلى سبيل
المثال الموسوعة البريطانية تقول إنه كتب لتوضيبتها الرابعة عدة مداخل من بينها
المدخل الخاص بالفروسية ، وربما سينمائيا نعرفه أكثر من خلال ‘ أيڤانهو ’
‑1952‑ لروبرت تايلور وإليزابيث تايلور ) . المصدر الثانى
كتاب ‘ التاريخ ’ ( 1812-1822 ) للمؤرخ الفرنسى چوزيف‑فرانسوا
ميشوه . الأول صور الصليبين كغوغاء هوجاء مسطحين ذهنيا ، فى مقابل
إعجاب جم بصلاح الدين القائد الرصين الذى كل مرة يردهم على أعقابهم ،
والثانى يقدمهم كإمپرياليين أدت نجاحاتهم المادية والمعنوية للميلاد الجديد
للغرب ( طبعا يمكننا على سبيل الفكاهة إضافة المونتى پايتون وكأسهم
المقدسة ، حيث كل الصليبيين مرتزقة مال وشهرة ! لكن الأهم أن نضيف أن
هذا كله ليس فقط الرغبة نقد الذات ، بل طبيعة الفكر اليسارى بالأخص .
هذا الذى ينظر لكل شعوب الأرض على أنها أخوة ، ولا يرى فى التخلف والفقر
شرا كامنا من أى نوع ، وآخر من يمكن أن يرى فى الإمپريالية رسول حضارة وخير
لبقية العالم . لاحظ أن السير سكوت ( الأول ) كان يكتب فى ذروة
أمجاد الإمپراطورية البريطانية هادما هكذا مسوغات وجودها وجهودها ، أما ذاك
الفرنسى ، فماذا يكون ‑بسبب الچيينات على الأقل‑ غير يسارى متطرف ؟ ) . … 4- ما
سبب انهيار مملكة الجنة ، وتعايشها السلمى الجميل بين كل الأديان ،
وهل كان صلاح الدين فارسا نبيلا حقا ؟ طبقا لفيلم
السير سكوت ( الثانى ) سبب الانهيار هم المتطرفون المسيحيون ،
المعبديون The Templars ، فرسان الهيكل أو ‘ الداوية ’
بالمصطلح العربى ، إغاراتهم المتوالية على المسلمين هى التى دعت صلاح الدين
لمحاصرة القدس ، وأدى لتسليم باليان لها له أ- لم يكن هناك أى تعايش سلمى بين المسيحيين
والمسلمين واليهود لا فى القدس ولا فى أى مكان فى العالم ، لا آنذاك ولا فى
أى وقت معطى من كل التاريخ الإنسانى ( هذا هراء مطلق بتعبير رايلى‑سميث
فى مقال اليوم بالتايمز اللندنية المشار إليه ) . أما قولنا نحن فهو
الشىء المعتاد : العقائد خلقت
لتتقاتل لا لتتعايش . ب- فرسان المعبد لم يكونوا لا أفضل ولا أسوأ من
غيرهم ، سواء من المسيحيين أو من المسلمين ( الـ Saracen ) .
الشرير الحق الوحيد ربما هو صلاح الدين الذى أعدمهم جميعا بدم بارد بعد معركة
حطين ، بينما وضعيتهم هى وضعية أسرى الحرب . للمزيد ارجع أيضا لرايلى‑سميث
بالأخص فى مقال التليجراف . جـ- أليس من المثير كلية للريبة فى فيلم يفترض أنه
يؤرخ للحملات الصليبية الثانية ، أن المعركة الأهم والأشرس فيها ، بل
وفى كل تاريخ الحروب الصليبية ، قد تحاشاها بالكامل تقريبا ؟ هل سنرى
منها شيئا فى الثمانين دقيقة الموعودة د- خالد النبوى ، أقصد من يسمون بالمتطرفين
المسلمين ليسوا حسب الفيلم إلا مجرد أناس هواة صياح ، بينما هم فى الواقع
العملى جنود منضبطين ، يذعنون بنظرة عين واحدة من صلاح الدين ( الممثل
السورى قوى الحضور بالفعل غسان مسعود ) . هذا هراء مطبق ، ولسنا
فى حاجة لأى كتاب أو كاتب تاريخ ليشرحه لنا . هؤلاء مفوضون من السماء
بالقتل والجباية والاغتصاب واسترقاق كل أهل الأرض ، وليس لأية قوة أرضية من
سلطان عليهم ، اقرأ صفحة سپتمبر أو قصة نيك بيرج ، أو جرنال
النهارده أو جرنال أى يوم عن أبى مصعب الزرقاوى . هـ- صلاح الدين لم يكون جيشه الجرار هذا على مدى 13
سنة كاملة ، بدعوة الناس للعلمانية الإنسانية اليسارية القائمة على الحب
والمساواة ، بل و- صلاح الدين ليس الفارس النبيل كما يقول
الفيلم . هو تعلم أن الفروسية نبالة ومبدأ وليست مجرد سفك دماء محض ،
تعلمه من فرسان الغرب من خلال مجابهاته المتوالية معهم . احترام العدو شىء
لا وجود له فى كل التاريخ العربى ( أو حتى الكردى ! ) . مع
ذلك كان يفعله صلاح الدين ليس اقتناعا بهذا النوع من الفروسية بل لسبب فى نفس
يعقوب . هو يعود أعدائه على إرسال الهدايا والطعام والأطباء ، ثم يرسل
لهم فجأة طعاما مسموما ، أو مغتالا خفيا [ للمزيد عن الجوانب البشعة
فى شخصية صلاح الدين اقرأ أيضا شلوسيل التى
تروى الكثير فى هذا الاتجاه نقلا عن مذكرات خادمه المثلى جنسيا عماد
الدين ، أو طبيبه اليهودى ز- لو هنتكلم سينما ودراما شوية ، عيب فنى
كبير أن المتمسكين بالدين ممن نراهم يصلون طوال الوقت هم المسالمين غير
المتعصبين ، ومن يمتعون أنفسهم بالخمر والنساء طوال الوقت هم المجاهدين
الدينيين القادمين من وراء البحار للزود عن أجل قبر المسيح . موش ماشية
خالص . كان المفروض العكس ، دول نراهم يصلون ويركعون طوال الوقت أمام
تمثال يسوع ، والآخرون هم العلمانيون الإنسانيون على طريقة منهج ريدلى سكوت
فى الحياة . حـ- ريدلى سكوت لم يخف أچندته المعاصرة أبدا ،
ونقلا عن عمود رأى التليجراف بقلم كريستوفر هاوسى صباح
اليوم بعنوان ‘ الحروب الصليبية كانت على حق فى كل
الأحوال ’ ، فريدلى سكوت بكلماته نفسه يقول إنه يرى فرسان المعبد
النسخة القديمة من اليمين المسيحى ، فى إشارة واضحة لليمين الأميركى
المعاصر . … 5- ما
طبيعة الحياة الثقافية والفكرية للصليبيين ؟ طبقا
للفيلم ثمة مقولات كثيرة لا سيما على لسان البطل ، من المستحيل أن تكون قد
وردت على لسانه فى الواقع ، لسبب بسيط أنها لم ترد على لسان أى من معاصريه
بمن فيهم فلاسفة الفلاسفة ، ولا حتى مارتين لوثر إللى لسه فاضل له 200 سنة
لغاية ما يتولد أصلا . تلك سنفندها واحدة واحدة فيما يلى : أ- ‘ الجنة هنا والآن ’ ( فحوى كلام
البطل عن السلام والزراعة ومملكة الجنة وكل شىء ) . خطأ ! هذا
ليس كلاما كاثوليكيا ، هذا كلام پروتستانتى ، الخلاص فى الكدح
والأشغال والعمل الصالح ! ب- ‘ محمد قال لك اسلم ، ويسوع قال لك قرر ’
( بلسان البطلة سيبيللا ‑الممثلة الفرنسية من فيلم
‘ الحالمون ’ إيڤا جريين‑ أخت بالدوين الرابع الملك
المجذوم ) . خطأ ! هذا ليس كلاما كاثوليكيا ، هذا كلام
پروتستانتى . الكلام الكاثوليكى أن الخلاص هبة من الرب ، وليس لك حق
القرار أصلا ، لا فيه ولا فى غيره ! جـ- البطل يأمر بحرق الجثث تحاشيا للأمراض .
مستحيل ! العقيدة أو الخرافة أو سمها ما شئت تحرم المحروق من دخول
الجنة . من كان يملك قرارا كهذا ، دكتور نو بسلامته ؟ ثم من كان
سيقبل أصلا بتنفيذه . لا بد من الدفن ، وبكافة الشروط التى تنص عليها
الخرافة . ثم ما المشكلة فعلا فى الدفن ، حفرة وتراب ، بالعكس هو
أكثر صحية من استنشاق حريق الجثث . المشكلة فقط أن الفيلم يريد بأى ثمن
اصطناع موقف يمرر به لشخصية البطل قطعة من المقولات العلمانية الإنسانية
اليسارية على حساب التاريخ والحقيقة . دـ- حتى أيضا ما هو كاثوليكى وصليبى بأصله
وطبعه ، قد انتزعه لسان البطل وجعله علمانيا إنسانيا . من هذه مثلا
فكرة إجارة المستضعفين ، يقدمها الفيلم وكأن مبادئ فرسان المائدة المستديرة
مثلا انتقلت لفرسان الصليب الفرنسيين . هذه ببساطة كانت أحد قرارات مجمع
كليرمون ، استجابة لذات طلب الإمپراطور البيزنطى الذى أشرنا إليه .
كانت مطروحة قبله من منطق الأخوة المسيحية عموما ، ولاعتبارات محلية عملية
لضمان عدم تعرض أحد من سكان المقاطعات حديثة التكوين للظلم على يد الحاكم الجديد
كأن يكونوا مثلا من إقليم كان يحارب إقليمه قبل التوحيد . ثم أجيز المبدأ
فى ذاك المجمع تحت اسم عهد الرب ، وأصبح يطبق عمليا بارتداء الصليب وحمل
السلاح والارتحال شرقا ( للمزيد انظر الموسوعة
البريطانية ) . هـ- باليان فى الحقيقة لم يكن حدادا ، إنما
نبيل من صلب نبيل ، كأى نبيل عادى فى ذاك الوقت . لكن ماذا تقول فى أچندة
اليسار التى تستكثر على أحد من غير الپروليتاريا أن يكون خيرا أو ذا فكر
حداثى ! ز- ‘ إذا كانت هذه مملكة السماء فليحمها
الرب ’ . هأ ! بصراحة ، باليان ده باين عليه علمانى أكتر
منى ! و- ‘ سأحرق أورشليم بكل مقدساتها وسأحل للأبد
كل ما يتقاتل عليه الناس ’ . عفوا ! باليان علمانى أكثر من أية
علمانية خطرت ببال أحد حتى اليوم . كيف لم تخطر فكرة حرق أورشليم هذه ببالى
من قبل ؟ من اليوم أعلن أنى تخليت عن العلمانية . من الآن فصاعدا أنا
من أتباع الباليانية ! … 6- هل
كانت الحروب الصليبية غلطة ؟ طبقا للفيلم طبعا
كانت غلطة . خطأ ! أ- الحروب الصليبية أدت لصحوة كبرى ويقظة فى العالم
الغربى لما يتهدده من مخاطر . ب- الحروب الصليبية أنقذت البقية الباقية من العالم
شبه المتحضر من الوقوع فى براثن الإسلام . حسب التليجراف اليوم
لولاها لكان ما يدرس اليوم فى أوكسفورد هو القرآن ، ولكان ريدلى سكوت يركع
للصلاة خمس مرات يوميا ( هذه من عندنا ! ) ، بدلا من وعظنا
فى العلمانية . بعبارة أكثر عصرية ، لقد كانت حربا استباقية
مظفرة ، جعلت المسلمين يتركون كل شىء يحلمون أو يخططون لغزوه ، ولا
يفكرون سوى فى استرجاع القدس ، تماما كما جمع دونالد رامسفيلد كل إرهابيى
الإسلام فى عالمنا المعاصر على أرض العراق وراح يحاربهم فيها . جـ- الحروب الصليبية هى الزلزال الفكرى الهائل الذى
أرهص لبزوغ عصر النهضة ، أولا بالتمرد على العقيدة الكاثوليكية بأخرى أقل
ألوهية وأكثر إنسانية ( الپروتستانتية ) ، ثم بعد ذلك التمعن فى
سقم فكرة العقيدة الدينية فى حد ذاتها ، الأمر الذى انتهى بترسخ العلمانية
كأساس فكرى لكل العالم الغربى يرفض مبدا الدين نفسه . … عاوز الخلاصة : الموضوع خلص خلاص . كل
الجدل حول الأفلام التاريخية يصل بها لمستوى إيراد 50-55 مليونا فى الشباك
الأميركى . لو تكرر هذا مع ‘ مملكة الجنة ’ ، [ ويبدو
أنه حدث فعلا ، فعطلة نهاية الأسبوع لم تحقق سوى عشرين مليونا ، بما
يعنى أن الإجمالى لن يزيد عن المستوى المذكور ] ، فإن ظاهرة عودة الأفلام
التاريخية بفيلم المصارع بعد 40 سنة غياب ، ستكون ملفا آخر قد أغلق .
ربما كسبنا الفيلم الرائع ‘ الملك آرثر ’ ( اقرأ مراجعتنا ) ، وربما
‘ أليكساندر ’ لم يكن مجرد عيوب فنية خالصة أو مجرد رؤية يسارية مشوهة
بالكامل ، بل كان به بعض مما يستحق المناقشة ( اقرأ مراجعتنا ) . ما
عدا ذلك لدينا ‘ طروادة ’ الأهبل العبيط ( اقرأ مراجعتنا ) ، وطبعا لدينا
التزوير الشامل الجامع فى فيلمى ريدلى سكوت . اكتب رأيك هنا [ فى 2009 أنتجت القناة
الرابعة ، التى تعج باليساريين المتطرفين وحلفائهم من المسلمين وشتى أجناس البرابرة ،
مسلسلا عن تاريخ المسيحية Christianity —A History . الجزء الخاص
بالحروب الصليبية يسعى برمته لإثبات شىء واحد : أنها ‘ حرب مقدسة ’ .
أى حرب لنصرة الدين يقوم بها المتطرفون المتعصبون تعصبا أعمى . ويقول إن
فكرة الحرب المقدسة كانت اختراعا فريدا من نوعه من عنديات الپاپا إيربان الثانى ،
ومن ساعة اختراعه لها لم تنقطع الفكرة قط ، وتنظيم القاعدة ما هو إلا
وريثها منه . يا للعار !
ريدلى سكوت يبدو ملاكا بريئا إذن . وفعلا راح يصنع أفلاما أفضل بعد أن بدأ
يفهم مدى همجية العرب منها مثلا Body of
Lies ، أو حتى بدأ يدرك أن كل التاريخ البريطانى لم يكتبه سوى
عصابة من المدلسين اليساريين . ومن ثم صنع فيلما مفاجأة ‑بدرجة أو
بأخرى‑ فى 2010 عن المجرم الوضيع روبين هوود ، هذا الذى حوله اليسار لقرون
إلى بطل بقدرة ماركس ولينين ! ولو شئت نبوءة منى ، هذا الرجل ‑سكوت‑
يعتذر يوما بطريقة أو بأخرى ( أتمنى شخصيا أن تكون فيلما ) ، عن
كل شىء قاله فى ‘ مملكة الجنة ’ . يا للعار !
الحرب المقدسة فكرة من اختراع إيربان ؟ ! ألم يبحث أولئك أساتذة
الجامعات السفلة ولو لمرة عن معنى كلمة جهاد فى القواميس ؟ عم إذن كان يدور
الإسلام طيلة أربعة قرون كاملة قبل الحملات الصليبية ، إذا لم يكن يدور حول
الحرب المقدسة ؟ … للمرة
المليون ، الحضارات تموت حين يخترقها العبيد من داخلها ويركعونها ، وباستثناء
جامعات السعودية والقذافى ، لا أعرف على وجه الأرض من هم أكثر فجورا
أكاديميا ‑إن جاز تسميتهم أكاديميين أصلا‑ قدر اليسار البريطانى
مرعب التزويرات ! ] .
4 نوڤمبر 2005 : هل پاريس تحترق ؟ !
ليس اسم فيلم هذه المرة ، وليس قصة
تاريخية ، إنما حقيقة واقعية معاصرة تبثها التليڤزيونات على الهواء
ليلا نهارا طيلة ليال تسع حتى اللحظة بدأت بحرق السيارات تحديدا فى إحدى الضواحى
المسلمة تحديدا ، والآن
تحرق كل الأشياء وفى كل پاريس ، بل وبدأت تمتد لحرق كل شبر فى فرنسا ،
وربما أيضا أوروپا وكل شبر فى العالم الغربى يوجد به مسلمون أو تطاله
أيديهم .
|
|||||||||||||
… |
|||||||||||||
ليس لدينا كلام كثير ، لأننا ربما زهقنا الكلام أصلا . ما يحدث هذا فى پاريس شىء بديهى ومتوقع للغاية بالنسبة لأكبر مدينة جلابة للعبيد فى العالم . السؤال فقط لماذا تأخر الأمر كل هذا الوقت . اهنأ أيا أيها اليسار ، أو حتى ما يسمى
باليمين فى فرنسا ، إن كان ثمة شىء اسمه اليمين فى بلد شيوعى . جلبتم
ملايين العرب والمسلمين ، منحتموهم الشغل والمال والمسكن والمعونات ،
وحتى حق المواطنة نفسه . أوصلوكم للسلطة مرات ومرات ، نهبتم بفضلهم
مقدرات الشعب الفرنسى ، وقطعتم الطريق لعقود وعقود على قوى الحضارة
العالمية الأنجلو‑يهودية ،
والآن هؤلاء المسلمون يحرقون كل شىء بما فيه أنتم . مرة أخرى هنيئا لكم ما
صنعته يداكم ! ليس لدينا كلام كثير ، لأننا ربما زهقنا
الكلام أصلا . فالإجرام الإسلامى وصل لمداه فى الغرب ، لا نقصد
الإرهاب بالتفجيرات الانتحارية فهذه ليست قصتنا
اليوم ، ولا نقصد الإرهاب الاقتصادى بالاحتلال والنهب والاستحلال
والاسترقاق والجزية والخراج وقطع الطريق فهذه ليست
قصتنا اليوم ، إنما نقصد فقط الإرهاب الثقافى والفكرى تحديدا وليس
إلا . رأيتهم كيف يتصرفون كأصحاب البلد فى كل مكان ، ويعتبرون أهله
كضيوف كفرة جاحدين لا يقدرون سماحة الإسلام نحوهم كأهل ذمة . كما تعلم فى
العام الماضى فى هولاندا قتلوا
ثيو ڤان جوه ( حفيد ڤينسينت ) موجه فيلم
‘ الرضوخ ’ ، ومؤخرا رأيتهم كيف أقاموا الدنمرك بل وكل الدنيا ولم يقعدوها على صور
محمد الاثنتى عشرة ، يريدون بإرهابهم استلاب حرية
الرأى بالذات حرية المجاهرة بازدراء الأديان وهى الشىء الذى يعتبره الجميع بداهة
ركنا أساس من الأركان التى قامت عليها كل الحضارة الحديثة والمعاصرة ، ولا
يتخيل أحد كيف يمكن أن تمضى الحضارة الإنسانية قدما إذا لم تتخطى تخلف حقبة
الاعتقاد فى وجود آلهة خفية موهومة
لم يرها أحد ولم يقابلها أحد ، إنما تفتق عنها فقط الخيال المريض للإنسان
البدائى الجاهل محدود المعرفة . بل حتى لا يفهم أحد لماذا بعد ذلك الإسهال
المرعب من المكاتيب والمراسيل ، انقطعت كلية أخبار هؤلاء الآلهة اللزجين فى
الـ 1500 سنة الأخيرة ، أو لعل المانع خيرا ، هل أصيبوا بالخرس هكذا
بين ليلة وضحاها ، أم لعلهم ماتوا ، ارتاحوا وللأسف لم يريحوا ؟
( فى الحقيقة الأكثر منطقية كان أن يفرح المسلمون بالتشهير بنبيهم
وكتابهم ، فالمثقفون الغربيون ظلوا لقرون وقرون يشهرون بيسوع الملقب
بالمسيح ، ويهزأون بالكتاب الملقب بالمقدس ، ولم يحدث أبدا أن أبدوا
أى التفات بمحمد أو بالقرآن . من منظور إعلامى محض ، وصول محمد لهذا
المستوى من الشهرة وخروجه من دائرة التجاهل ، كان يستدعى الزهو من
أتباعه ، فكما يقال فى دنيا الإعلام التغطية السيئة أفضل من عدم التغطية
إطلاقا ! أيضا من المثير للقضول أن الهوجة على صور الـ Jyllands-Posten الدنمركية ركزت تحديدا على صورة الرسام
كيرت ويستجارد Kurt Westergaard التى يظهر فيها محمد مرتديا عمامة عبارة عن
قنبلة ، بينما بقية الصور قد تكون أكثر قسوة وابتكارا معا . لماذا
يتثر الكلام عن الإرهاب بالذات الكثير من الغضب وهرش الرءوس وتحسيس
البطحات ؟ أم أن العقل المسلم الثالم يفهم الأشياء المباشرة والصارخة
والمباشرة ، ويتجاهل ‑أو بالأحرى لا يفهم‑ ما هو أشد إيلاما
لأنه ينطوى على بعض الإيحائية ) .
[ وبعد هذا الذى حدث فى فرنسا بأسابيع
عاثوا فى سيدنى ‑أستراليا حرقا
ودمارا فى نسخة طبق الأصل من پاريس ، مع فارق واحد أن كان لدى الشباب
الأستراليين البيض النخوة الكافية لرد الصاع صاعين .
مع ذلك ، يبدو بعد أيام أخرى
أن وفاء دوفور ابنه أخ أسامة بن لادن ( يسلم بن لادن ، وكذا ابنة
كارمن بن لادن مؤلفة الكتب الشهيرة التى سبق لنا الحديث عنهما فى صفحة الرقابة ) ، قد قلبت المائدة
على رءوس الجميع بخيارها الجرئ بالتموضع شبه عارية لعدسة مجلة چى كيو
الأميركية ، ليس بمجرد الصور ‑وإن كانت الصورة بألف كلمة كما
يقولون ، إنما أيضا بكلام صارخ عن الاستلاب الكامل للحرية الشخصية فى
الإسلام وفى بلاد العرب التى لا تشعر بأدنى قدر من الانتماء لها . وفاء
تكره أن تسمى وفاء بن لادن أو حتى وفاء بن لادين Ladin ‑ربما تود أنت
قراءتها هكذا : لا دين ، وهو الاسم الذى اختارته كل أسرة بن لادن
لنفسها بعد 11 سپتمبر ] . بكلمة : لم يستجد جديد يغير تشخيصنا الأصلى أن
العقل العربى المسلم شىء يستحيل إصلاحه بأى شىء إلا الإبادة !
اكتب رأيك هنا
[ تحديث : 1
فبراير 2006 : هأ ! موضوع الرسوم الدنمركية سخن جدا ،
وهتحلو ! من قبل تحدثنا فى المقاطعة عن التجربة
الديزنية ، وعن التجربة السينسبيرية ،
واليوم سنتحدث عن التجربة
الدنمركية !
أولا ، مما يثير الفضول أن
صورا عممت فى سپتمبر الماضى تأخذ كل هذا الوقت حتى تنفجر فى العقل العربى
المسلم ، إللى الواضح أن موش لاقى حاجة تشغله بعد حماس ما مسكت
الحكم ، وما فيش حاجة ‘ يشجبها ’ فى أميركا وإسرائيل ، فراح
ع الدنمرك الغلبانة . لو هذا الموضوع يخص أى شىء آخر لكان الناس فى الغرب
قد نسوه وشبع نسيان ، وانشغلوا بمواضيع تانى وتالت واتنست هى كمان .
الجديد أن مقاطعة السلع وسعت خالص
بالذات فى دول الخليج ، الأول الدنمرك وضموا النرويج ، ولو اتحركوا
كام سنتى هنحرق كمان كل خلويات النوكيا فى الشوارع
( مستعد ؟ ) . ولو هم بيفكروا أو بيقروا بجد ، لوجدوا
نفس الأشياء تقال وترسم فى كل مكان ، وكل الفرق أن
شوبة مسلمين دنمركيين ركبوا الطيارة وجم هيجوا الناس هنا . حتى الآن لا أحد
يعرف من دفع لهما ثمن التذاكر ، فقط نعرف أنهما قابلا نقيب العربجية عمرو
موسى فى القاهرة ، ومن ساعتها بدأت آلة الإعلام العربى‑المسلم
الجهنمية فى الدوران ، والمستهدف كالعادة هو ‘ الشارع العربى ’
المتدين الجاهل . هل تذكر أيام كنا نقول العرب
عندهم سنة شريفة هى اختراع جنازة جديدة كل 3 أيام . الآن ‑براڤو !‑
باتت الأمور أعمق وأخطر وأسوأ ، مياتم كبرى يمتد الواحد وحده 40
يوما ، وجايز توصل سنة كاملة ( مياتم مصرية فرعونية من إللى تشرح
القلب ، والبركة فى نقيب العربجية مصرى الجنسية . وإن كان لحسن الحظ ‑أو لسوئه‑ مصر مشغولة جدا
ببطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم ، وبالبنات الحلوين غير المحجبات
إللى بيروحوا الستاد علشان يشجعوا مصر ، وبالأولاد إللى بيروحوا علشان
يبصبصوا للبنات الحلوين غير المحجبات إللى بيروحوا الستاد علشان يشجعوا
مصر . أو حتى مصر مشغولة بما يسمى الحجاب الإسپانى كاشف الرقبة والأذنين
وبعض الشعر أو على الأقل المميز بعودة ارتداء الأقراط . وفى قول آخر هو
‘ حردة ’ البت سعدية الشغالة بتاعة زمان أو إيشارب ما حلاها عيشة
الفلاح بتاع محمد كريم ، وفى قول ثالث هو ما أقترحه أنا شخصيا رغم تقل
دمه ، هو الإيشارب المستورد من إعلانات الـ MBC 4 بتاعة حاجات التليڤزيون
الأمريكانى ، والذى يفترض فى إيشارباتهم أنها مخططة بدقة لإحداث ثورة
ثقافية فى العالم العربى الرازح منذ سنوات تحت الحجاب الإسلامى الكئيب القبيح
القمئ ، يعنى قول كده عاوزين يعملوا هدى شعراوى جزء 2 . وسبب تفضيلى
موش الإيشارب نفسه ، ولا إعجابى القديم
جدا بمجموعة الـ MBC ،
إنما إنى معجب على نحو خاص جدا بفاتنات تلك الإعلانات الرائعة ! يعنى المهم
باختصار عاوز أقول إن المصريين اختاروا التجربة الدنمركية بتاع عادل إمام نيكول سابا وليست
بتاع عمرو موسى ! آه كنت ها أنسى . مصر
مشغولة كمان بفيلم بتبعت له أطفال المدارس بالطوابير . فيلم اسمه ‘ يوميات نارنيا ’ ،
من إنتاج شركة اسمها وولدين ، مملوكة لواحد بليونير اسمه فيليپ إف .
أنشوتز ، بيتبع لحاجة اسمها اليمين المسيحى الأمريكانى . والفيلم
زى أليس فى بلاد العجائب قصة قديمة وخيالية تشبهها كتير فى الحدوتة ، وكمان
لمؤلف له اسم قريب من اسم ليويس كارول هو سى . إس . ليويس ، وإن
كان أكثر تدينا بكثير . قصة نارنيا ده واضح ومعروف جدا أنها هى نفسها قصة
سقوط الإنسان فى الخطيئة ومجئ يسوع وصلبه فداء عنه من أجل خلاص العالم ، ثم
دحرجة الحجر وقيامته وصعوده ، وأخيرا المجئ الثانى له وقتله الشيطان
وإقامته كل الأبرار من الأموات ودخول الجميع الفردوس الأبدى ، إلى آخر
تخاريف زكريا بطرس بتاع قناة الحياة ، قصدى تخاريف يوحنا بتاع الرؤية ونهاية العالم . وطبعا
لو المصريين سابوا تخاريف غمس الذبابة ومفاخدة
محمد لعائشة وإرضاع الستات للسواقين والسفرجية ومسكوا فى تخاريف زكريا بطرس
هتبقى برضه مشكلة ، حاجة كده زى ما قضينا ع الشيوعيين باستخدام
الاسلاميين ، مشكلة موش بس علشان ما عملناش حاجة لو صلحنا الدين
بدين ، إنما لأن بعد الإسلام ساعتها كلام الجنس اللذيذ هيكون أقل بكتير
جدا . آه ! على فكرة ! أنا باحترم جدا بنفس القدر الردود
الإسلامية عليه مثل المقدمة من أحد المواقع الإسلامية هنا ، فهى تقريبا
تتبع نفس ستراتيچيته بمعنى أنها تحاول وضع المسيحية على محك المنطق العقلى البداهى لتكتشف أنها شىء
هزلى ومثير للسخرية هى أيضا . ويا ريت كل مشاهد
يصدق الاتنين سوا وبكده تكون معظم مشاكل الدنيا اتحلت ! ) . … |
|||||||||||||
عاوز أقول الجنازات النوع الجديد دى موش ندبتين وولولتين وخلاص ونلتفت للميتم إلى بعده ، إنما ما شاء الله كلام كبير وحرايق ومجازر م السنجال للفلپين . بس يا ترى إحنا مستعدين فعلا نقاطع كل العالم ، كل العالم ، كل حاجة تيجى من وش العالم . طب نجيب ورق منين نصرخ عليه أو ميكروفونات نزعق فيها ؟ ! الجديد النهارده بالتحديد هو
أن خرجت معظم صحف أوروپا تعيد تعميم الرسومات الاثنى عشر . كمان يقال فى
الأخبار إن صحيفة شيحان الأردنية عممتها ( اليوم أو فى عدد الغد ، لم أتحقق
بعد ) ، وتحتها سؤال : أيهما أقبح أن يرسم رسام صورة بريشته فى
الدنمرك أم يفجر عربى مسلم فندقا بحزام ناسف فى عمان ؟ والمغزى واضح يؤشر
لمن هو المجرم الحقيقى ، لمن المتخلف ومن المتحضر ، وطبعا يقول إن هذه
رسوم والرد عليها برسوم وليس بمظاهرات وحروب اقتصادية ، ليس بحرق الأعلام
وعبوات الزبدة .
[ الخبر
اليقين هنا ،
التعميم تم بتاريخ 2 الذى هو الخميس موعدها الأسبوعى ، وإن كان الواضح أنها
كمعظم الصحف تصدر فى اليوم السابق صباحا أو مساء . نص الاقتباسات نقلا عن
موقع العربية ،
وبعد تأكد مصادرة الجريدة ، هو ‘ أيهما يسيئ للإسلام أكثر من الآخر
أجنبى يجتهد فى رسم الرسول أم مسلم يتأبط حزاما ناسفا ينتحر فى حفل عرس فى عمان
أو أى مكان آخر ؟ … أيهما يهيئ العالم للإساءة إلى الإسلام والمسلمين رسوما
كاريكاتورية أم مشهد واقعى لعملية ذبح رهينة بالسيف أمام الكاميرات على وقع هتاف
الله أكبر ؟ ’ ، وهى ‑الصور والتعليق‑ جاءت ضمن
افتتاحية بقلم شيخ التوضيب جهاد
المومنى ، له كل التحية على شجاعته وعلى ما سببه
لنفسه من مشاكل ] . أيضا
الجرذ الألثغ بشار الأسد صعد فى الأيام
التالية الموقف حين أمر زبانيته فى دمشق وبيروت معا بحرق مقار البعثات
الدنمركية والنرويجية ، ليس حبا فى محمد إنما كرها فى الغرب ، وليس
لشىء تقريبا إلا ليقول للعالم إن أياديه يمكن أن تطال قلب الأحياء المسيحية فى
بيروت . بعد
أيام أخرى أمر القذافى بحرق مقر بعثة دپلوماسية إيطالية لديه ردا على قرار وزير إيطالى حر
يدعى روبرتو كالديرولى ، بارتداء قميص يحمل الصور الممنوعة . وأرسل ‑أى
القذافى‑ بوزيره وضباطه ممن خرجوا على الأوامر ‑أو لم يفهموها‑
وتصدوا للغوغاء ، أرسل بهم للمحاكمة . ثم بعد ذلك ألقى بالجريمة على
إيطاليا نفسها ، هذا علنا وبنفسه وليس من وراء ستار أو بواسطة ناطق بلسانه
كعادة رفيق درب المروق والقرصنة الكبير له ، جرذ دمشق ] . …
طب خد عندك : بيقولوا كمان أن
البى بى سى إللى اسمها رصينة هتعمم الصور بكرة
وموش طباعة إنما عينى عينك ع التليڤزيون إللى بيشوفه مئات الملايين .
هتقاطعوا بريطانيا كمان ؟ أنا ما عنديش مانع بس احسبوها الأول ، بدل
شكلكم ما يبقى وحش بعد شويه ( قال يعنى شكلكم كان حلو
أبدا ! ) . [ موش
البى بى سى وبس إنما كمان
القناة الرابعة والخامسة والسكاى
نيوز كل ده فى بريطانيا وحدها ، وحتى أميركا
( إللى بيقولوا عليها متدينة ) بدأت تستاء هى كمان من الإسلام إللى
على رأسه ريشة ومن نبيه إللى عنده حصانة پرلمانية ضد النقد ، فبدأت صحفها زى
الفيلاديلفيا إنكوايرر تعمم الصور رغم أنف بوش إللى موش عاوز يبطل بوس فى طيز المسلمين ويا
ريت جايب نتيجة ( بمناسبة الأطياز فى نفس الرابط
المذكور الأخير ، الوقورة جدا النيو يورك تايمز تساءلت لماذا حين رسم ماكس إرنست مريم المسماة
بالعذراء الطفل يسوع على طيزه العريانة أمام ثلاثة شهود لم يغضب
أحد ؟ ! ) . وطبعا
لك أن تضيف صفحاتنا المطولة جدا حول الأفلام التى مرمطت بيسوع الأرض ، أو صفحاتنا حول تجسيدات الإله نفسه على شاشة السينما فى الغرب ، أو إجمالا لك أن تلقى نظرة على كل أجزاء صفحة العلمانية فى هذا الموقع ، إن كان لديك بعض
الغليل نحو المسيحية ، فالمؤكد أن هذا الحجم الهائل من المواد سيشفى معظمه
على الأقل . أما
أحدث الرسوم التى ظهرت فهى صورة النيو
يورك تايمز لوجه أبى مصعب الزرقاوى مكونا ( كله وليس العمامة
فقط ) من قنابل وقطع سلاح متنوعة على نحو مقارب جدا لفكرة إحدى رسومات
الإيللاند‑پوستين . وطبعا واللبيب بالإشارة يفهم وجه من
بالضبط ، هذا الذى تقترحه التايمز ( الرصينة جدا ) ، وتدلى
بدلوها فيه فى هذا الوقت بالذات !
طبعا
كل ده وخللى على جنب مواقع الإنترنيت إللى بكل لغات العالم بتتظاهر دعما
للدنمرك ، وتبدأ حملات غربية
وعالمية لتعمد شراء السلع الدنمركية ، ( على
الأقل موقع واحد حط 55 لغة وهو موقع عمله
طالب بلچيكى اتغاظ من صورة الفلسطينين إللى قفلوا مقر الاتحاد الأوروپى وإللى
أحنا حاطينها برضه زى ما أنت شايف ! ) . وطبعا أنت عارف هم لما
بيشتروا بيشتروا بكام ولما إحنا بنشترى بنشترى بكام ، وزمانهم دلوقت كلهم
بيدعوا سائلين المولى الكريم متى يقاطعنا العرب والمسلمون حتى نصبح مدللين
ومشهورين كالدنمرك وسلع الدنمرك !
على
فكرة مبيعات لعب الأطفال ليجو المعروفة زادت مبيعاتها بحدة فى الأيام الأخيرة . عارف
ليه ؟ صدق أو لا تصدق ؟ لأن أصلا ما حدش قبل كده فى أميركا أو فى أى
حتة كان يعرف أنها دنمركية ، وكانوا كلهم فاكرينها إنتاج محلى لبلدهم لأن
عادة ما بيتكتبش عليها . بركاتك يا سيدى المقاطع تدى الرزق للى بتحبه وتقاطعه ،
وتجوع أولادنا أكتر ما هم جعانين ، وبس بشرط ما تموتش أنت وتشترى الإنسولين
الدنمركى إللى بيقولوا ما فيش فى السوق غيره ، فساعتها صحتك بالدنيا ويلعن
أبو الإسلام ( المرة إللى فاتت كان الكلام عن برضه مسألة حياة أو
موت : الڤياجرا ، فاكر ! ) . … ليست
شيحان الأردنية فقط ، بل الحرية اليمنية ، وأخبار
اليوم المصرية ، والتفاصيل هنا .
أوه ، بل ويا للهول ! السعودية
نفسها تعمم الصور . هذا ما فعلته جريدة شمس ذات الطابع الشبابى
المتحرر 20
فبراير ، فكانت زلزالا فاق كل ما سبقه من زلازيل ! ] .
متى يفهم
المسلمون أن ما يقدسونه أعتى التقديس ويصابون بالجنون والسعار من أجله فى كل مرة
يمس فيها ، هو أشياء لا تثير أية قداسة بالمرة لدى غيرهم ، وهم أضعاف أضعافهم عدديا ، على الأقل
هناك ضعفهم مرتين مسيحيون ، وضعفهم مرتين أخريين لا يؤمنون أصلا باللهو الخفى بتاع كل أديان
التوحيد . وأن عليهم أن يتعاملوا مع الأمر ببساطة ،
ولا نطمح فى أكثر من هذا ، التعامل ببساطة . لا نقول تفقهوا فى خبل
فكرة الدين أو فى إجرام الأنبياء ، ولا حتى أن نريد لا سمح الله أن نتحدث
عن المعايير المزدوجة حيث كل مآذن المساجد وكل التليڤزيونات عندنا تكفر
أتباع الديانات الأخرى بأقذع العبارات لأنهم يعبدون أيدانهم كما وجدوها وليس كما
أعاد محمد صياغتها أو كما فهمها ، ثم نهيج لأبسط مساس من أى أحد بالرسول
الكريم . قلنا لا سمح الله ! خذوا الأمر
ببساطة ، بمعنى أن يجب أن تفهموا ، أن البلايين من البشر أضعافكم
عددا ، لا يقبلون ما ترتلونه أنتم كل يوم عن ظهر قلب كمحفوظات ومقدسات لا
تفكير فيها ، بل هم يتوقفون لبرهة على الأقل أمامه ، كأن يسخرون ليلا
نهارا مثلا من إلى من يصلى الرب على الرسول ، ومليون مثال من هذا
النوع ، ولا تصلح أية ألاعيب كلامية فى إقناعهم كيف انطلى
‘ الإيجو ’ المخيف لمحمد وتفخيمه المضحك لنفسه عليكم إلى هذه
الدرجة . يجب أن تفهموا أن بالنسبة لبلايين البشر ، وكلهم بأيدى
وأقدام وأدمغة وثروات مثلكم أو طبعا أفضل منكم ، لا يمثل نبى الرحمة فى
نظرهم سوى مغتال سفاح قاطع طريق بلطجى دجال زئر نساء ومولع بجنس الأطفال . لا أحد يمكن أن يفهم
تبريرا لمثل هذه السلوكيات منه أيا ما كان . القلة المؤمنة منهم تقول هل
خلت كل الدنيا من البشر حتى يختار الإله شخصا كهذا رسولا . أما الغالبية
العلمانية الساحقة ، فترى فقط أن تلك صفات تذهب بالإنسان العادى من أمثالنا
للسجن إن لم يكن للمشنقة ، لا أن تصنع منه قديسا نبيا . وفى كل
الأحوال فإن كل عبارات التقديس التى تقولونها عن سيد أهل الأرض لا تعنى شيئا
بالنسبة لهم بالمرة ولا حتى قلامة الظفر الأصغر للقدم اليسرى . الأسوأ أن
سياسة ‘ ممنوع اللمس ’ هذه التى تتخذونها مع رسولكم ستأتيكم قطعا
بنيران عكسية هائلة ( بالهوا السخن ، كما يقول بعض
المصريين ) . الفكرة فى حد ذاتها مضحكة وستفتح بوابات مرعبة للسخرية
والهجوم ، أكثر من سيرة محمد العطرة نفسها . أيها السادة خذوا الأمر ببساطة ، بمعنى أن رسامى الدنمرك
لا يريدون منكم الإيمان بيسوع أو بالثالوث المقدس التى لم يعودوا يؤمنوا بها
أصلا هم أنفسهم ، بل فقط يأملون أن تخرجوا قليلا من قوقعة الخرافة والجهل
والتخلف التى اعتادتها عقلية الإنسان البدائى واقترضت منذ قرون وألفيات . خذوا الأمر
ببساطة ليس معناها أن تتركوا الإسلام وتؤمنوا بالمسيحية ، وليس معناها أن
تتركوا الإسلام ولا تؤمنون بأى دين ، معناها ببساطة ، أن تأخذوا الأمر
ببساطة . فقط لا تغضبوا ، تعلموا لمرة ‑ولو على سبيل التغيير‑
أن تسمعوا لا أن تصرخوا . فالأمر برمته مجرد رأى ، لا أكثر ولا
أقل . ومن الآن فصاعدا عليكم أيها المسلمون البؤساء التعايش مع ما يقال
عنكم فى هذه القرية الجلوبية ، بعد قرون لم يكن يصلكم أصلا ما كان يدور
فيها ، والآن لم يعد ممكنا أبدا صم آذانكم عنه . بدل المظاهرات روحوا
اشتغلوا زى بتوع الهند والصين ، أو إذا أخذنا بكلام نجيب
محفوظ روحوا موتوا .
ألهذا الحد
ترعبكم الجلوبة ؟ ألا تعرفون أبدا أيها
المساكين يا من ضربتهم صدمة المستقبل بأعتى مما ضربت أحدا إطلاقا ، استجابة
أخرى غير العنف والزعيق ؟ ألا تعرفون مثلا أن ترسموا يسوع يمارس الجنس
المثلى مع بطرس أو مع أمه أو عاريا مع مريم المجدلية أو مع ملكة الدنمرك ،
أى شىء إلا القتل والحرق والضجيج . هل كان سيتظاهر ضدكم أحد ساعتها أو يحرق
أعلامكم [ أو سفاراتكم ] أو يحاربكم حربا اقتصادية ، أو يحرق
شاحنات پترولكم فتموتون جوعا ، بينما هيهات أن تصبح الدنمرك أو غيرها دولة
فقيرة مهما فعلتم ؟ كل استهلاك
العالم العربى من منتجات ديزنى أو سينسبيرى أو الدنمرك أو من منتجات أى
حد ، لا يزيد عن أجزاء من الألف من تلك المنتجات ، ولا يقدم ولا يؤخر
عند أى أحد إلا نحن . المقاطعة خط أحمر يا سادة ، وتجريمها ليس من أجل
عيون الدنمرك ، ولا من أجل عيون منظمة التداول ، ولا من أجل عيون حرية
الاقتصاد ، ولا حتى من أجل عيون الاقتصاد نفسه ورفاهيته ، إنما هو قبل
كل شىء من أجل لقمة عيش أبنائنا الكادحين الذين يشردون من وظائفهم فى كل مرة
يبدا فيها هؤلاء المحرضون السفلة نوبة سعار مجنون جديدة ، وثانيا من أجل
عيونكم أنتم يا حكامنا الأفاضل ، يا من طوال تتفرجون على الأرض تسحب
تدريجيا من تحت أقدامكم ويفوز الأخوان وحماس بالانتخابات ، بينما أنتم
تضربون كفا بكف تسألون متى وتحت جنح أى ظلام تحول الشارع لصالحهم ، ولا
تدرون أنكم أنتم من تعطونهم المشروعية طوال الوقت بصمتكم على مثل تلك الأفعال
الإجرامية ، التى يكبدنا أصحابها تكلفة باهظة لمجرد أن ينفسوا عن هزيمتهم
الحضارية وأمراضهم النفسية ! هنا نكرر كلمة
لحكوماتنا الرشيدة قلناها فى التجربة
الديزنية وكررناها فى التجربة السينسبيرية ،
ونجددها مع التجربة الدنمركية : يجب
وبأسرع وقت أن تقننوا الإعدام عقوبة لدعاوى المقاطعة أو عامة لكل محاولة عبث أو
اجتزاء أو مصادرة لحرية السوق .
الأمور يا سادة
باتت أخطر مما تتوقعون . كنتم تحسبون المشروع الإسلامى مجرد مصادرة للحريات
الشخصية ، واليوم بات واضحا أنه مصادرة لحرية الاقتصاد التى ارتضاها وينبنى
عليها العالم الحديث . يفعلونها تارة باسم تحريم الربا ، وتارة باسم
محرمات الطعام والشراب ، وتارة باسم جهاد أعداء الإسلام ، وتارة باسم
رسوم الكاريكاتير ، ولا ندرى ماذا بعد . الأديان بطبعها قيود ومصادرة
للحريات ، كل الحريات إلا حرية الإسلام والتسليم للإله الأحد الفرد الصمد
ولزبانيته ووكلائه فى الأرض ، الذين لن يقبلوا بأقل من استرقاق واستحلال كل
سنتيمتر فى هذا الكوكب وكل روح تسكن فوقه . ولو جاريناها اليوم فى شىء فلن
يكفوا أبدا عن طلب المزيد ، ولن تنتهى بنا الأمر فى نهاية المطاف إلا لعصور
ظلام جديدة . والحل واضح جلى بل ووحيد وفورى بالضرورة : أن راجعوا
جذريا فلسفتكم فى الحياة المسماة بالديموقراطية ، وأقروا بدلا منها قوانينا
للحرية المطلقة تقول إن الحرية كل الحرية للحرية ، والموت والقتل لأعداء
الحرية ، كل أعداء الحرية وبكل صورهم وأشكالهم وأقنعتهم . الحرية كل
الحرية للحريات وفى طليعتها الحرية الجنسية وحرية التخلص من عبودية ذلك اللهو
الخفى المريض ساكن السماء الذى لا يتورع عن الكشف عن سيكولوچيته المنحرفة
بالاعتراف بأنه ما خلق الجن والإنس إلا ليعبدوه وليس لأى هدف إيجابى فى
الكون . والموت كل الموت لأعداء الحرية ممن يحاولون قمع أية حريات أو
مصادرتها أو التصريح بها لكن فى الخفاء أو بعد دفع العمولة لوكلاء السماء على
الأرض . …
نعود لنقول مرة أخرى خذوا الأمر
ببساطة معناها أن فقط لا تقيموا الدنيا ولا تقعدوها ، لا تحرقوا أعلام
[ أو سفارات ] أحد ولا منتجات أحد . تخلوا ولو لمرة واحدة على
سبيل التغيير عن النسخ الذى جرى على آية قرآنية مبكرة كانت تقول لكم دينكم ولى
دين . اتركوا من يرسم يرسم ومن يسب يسب ، سيفهمون ساعتها أنكم تقولون
لهم سبوا الإسلام كما شئتم ، هذا تفكيركم ، هذه حريتكم ، لكم
دينكم ( أو لكم اللا دين أو أيا ما كان ) ، ولنا دين نثق فيه
ونحبه . هذا هو أدنى تصرف يمكن أن يحظى بشىء من الاحترام ، أما أى
تصرف آخر خلافه فمعناه ومدلولاته شديدة السوء ، جدا جدا ،
صدقونى ! مثلما الحال مع
الكاهن زكريا بطرس على القناة المسيحية المسماة الحياة ، تكررون الغلطة مع
الرسوم الدنمركية . مع اعترافنا بأسلوب زكريا بطرس الجذاب المتميز المازح
القادح القاذع اللاذع اللادغ إلا أنه فى جوهره ليس سوى مجرد باحث متواضع مبتدئ
كل ما فعله أن قرأ عليكم بحوثا جاهزة سلفا ألفها سيد القمنى وخليل عبد
الكريم ، بل وحتى لم يصل بعد للعمق الحقيقى لجوهر ما وصل إليه أيهما ،
أى تصوير الأول لمحمد كقبضاى محلى مسعور جنونه الأكبر والأوحد هو نهم السلطة
المجنون لا أكثر ، وتصوير الثانى له كربيب تافه صنعته صاحبة نهم السلطة
الحقيقى ، الأستاذة بمعنى الكلمة ، خديجة بنت خويلد . مثلما
جعلتم من القمص بطرس أسطورة وظاهرة يحرص على متابعتها كل مسلم ، كان من
الممكن للمحنة الدنمركية أن تمر برمتها دون أن تلفت انتباه أحد سوى بعض قراء
دنمركيين يبحثون عن ابتسامة كاريكاتير عابرة فى جريدتهم كل ذات صباح . حتى المقارنة مع
ذلك الكاهن ليست قياسا صحيحا جدا . طبعا الويل كل الويل لكم ولعقلكم الدينى
المتخلف مما يقوله القمنى وعبد الكريم ، بالذات حين يخرج من دفات الكتب
المطمورة ويبث للملايين جهارا نهارا على التلفاز ، لكن بالنسبة لبلد الشمال
القاصى المسمى الدنمرك انظروا ماذا فعلتم من لا شىء تقريبا . لقد أصبحت
صورة محمد ذى العمامة الضخمة المفخخة والحواجب الكثة والشارب المعووج هى صورة
نبيكم التى ستنطبع لخمسمائة سنة قادمة على الأقل فى أذهان كل أعضاء العرق البشرى
حتى المسلمين منهم . حتى لو أتيتم بصورة فوتوجرافية له ، أو حتى
لو كلونتموه حيا من عظام قبره ، فلن يعتد بها أو به أحد . السبب ليس
عبقرية فنان الإيللاند‑پوستين الدنمركية ، السبب ليس عبقرية أحد
محدد ، السبب عبقرية أخرى خاصة جدا من نوعها : عبقرية غبائكم !
باختصار ،
ما يمر به العقل العربى الآن هو زلزال ثقافى . عقيدة الإسلام نفسها باتت
مادة للنقاش الواسع وأصبحت برمتها على المحك . اليوم القمنى وخليل عبد
الكريم وغيرهما كثيرون يقتحمون البيوت من أوسع أبوابها ، شاشة التليڤزيون .
اليوم تكتب مثلا فى أى محرك بحث حياة الرسول الجنسية أو تكتب محمد عائشة وتفاجأ
بمليون موقع يقفز لوجهك ، بينما منذ سنوات قليلة للغاية كان موقعنا
المتواضع حديث كل الإنترنيت العربية كشىء فريد من نوعه لكلام علنى وصريح فى
العلمانية ، حتى رغم أنه فى الواقع لم يتطرق لعائشة ولا لغيرها وربما لم
يكن حتى قد فكر يوما بالاهتمام بشأنها أصلا . اليوم الإم بى
سى تهدم هويتنا وثقافتنا وديننا 48 ساعة يوميا على الأقل من خلال قناتيها
الثانية والرابعة إنجليزية المواد ، وتهدم أيضا فى نفس الوقت فكرة قديمة لى
عن مشروع قناة تحمل اسم
أما بالنسبة
لحكومة الدنمرك ، فالموقف الصحيح الآن هو إصدار تشريع استثنائى يقضى بإعدام
من تسببوا فى هذه الضجة من المسلمين ذلك بتهمة الخيانة العظمى . فلا يوجد
بلد فى العالم ، ديموقراطى أو ديكتاتورى ، متحضر أو متخلف ، يسمح
لمواطنيه بأن يجوبوا العالم يحرضون ضده ويدمرون اقتصاده ، دون أن يرسل
استخباراته خلفهم لقتلهم . أما بالنسبة لبقية المسلمين ممن لا يثبت تورطهم
فى تلك الهجمة فلا أقل من السحب الفورى للجنسية الدنمركية منهم وترحيلهم لبدانهم
الأصلية أو بلدان أجدادهم إن كانوا من مواليد الدنمرك . فكل الوقائع
والمعطيات تؤكد أن المسلمين فى الغرب قنابل موقوتة سوف تنفجر إن آجلا أو
عاجلا ، مهما بدت عليه حالهم الآن . نحن لا نود رؤية
أية دماء مسفوكة ، ولسنا ضد التسامح بين الأديان ، ولسنا ضد ما يسمى
بالحوار ، ولسنا ضد أن يعم السلام العالم ، وقطعا قطعا نحن لا نكره
أحدا ، بل نتمنى أن نعيش حتى نرى عالما ورديا جميلا كهذا . المشكلة
ببساطة متناهية ‑ولأسباب چيينية لا يد لأحد فيها‑ أن هذه الأحلام
وهم مستحيل وتضييع وقت وتعمية عن أصل المشكلة ، وأن الحل الوحيد لضمان
مستقبل الحضارة هو تصعيد حرب الإبادة ضد التخلف
والمتخلفين لحدودها القصوى ! … العلكة
السائدة رقم 1 فى الأصوات المسلمة الآن تقول إن على أوروپا أن تفهم أن ثمة أناس
آخرون لهم ثقافتهم المختلفة ويؤمنون بأشياء مختلفة وأن الواجب احترامهم . جميل جدا ! هذا بالضبط ما حاولت أن تقوله
الصحيفة الدنمركية للمسلمين من خلال رسومها ، وكل المطلوب الآن أن يقوله
المسلمون لأنفسهم بدلا من أن يعظوا الغير به ! إن بؤسكم ينبع
من أنكم عشتم 15 قرنا لا تسمعون فيها سوى آيات التسبيح والتمجيد فى إلهكم ونبيكم
ودينكم باعتبارها الحقيقة المطلقة والوحيدة فى الكون ، وكان كل من يتجرأ
على مناقشة أية تفصيلة صغيرة فيها كان يقتل باعتباره كافرا أو مرتدا .
اليوم السماوات المفتوحة وفضاءات الإنترنيت ومنظمة التداول العالمية تجبركم على
أحد خيارين ، أن تفعلوا كما يفعل كل أتباع الأديان الأخرى تتمسكون بعقيدتكم
مطاطئين الرأس أذلاء أمام ما تسمعونه من تمحيص وتهكم منها صباحا ومساء باعتبارها
حفريات قبل تاريخية ، أو أن تتركوها لأفكار أفضل وأحدث . أما عصر
الإسلام إللى على رأسه ريشة فقد انتهى للأبد ، وخيار قتل كل من
‘ يتجرأ ’ أو ‘ يتطاول ’ أو ‘ يشرك ’ أو
‘ يلحد ’ أو ‘ يرتد ’ ، لم يعد واردا أصلا . خذوا
الأمر بجدية ولو لمرة واحدة : إيران لن تتمكن من صنع القنبلة ولن يمكنكم
قتل كل هؤلاء البلايين !
علكة أخرى
تحمل رقم 2 وتسود الخطاب
المسلم ، هى فى الواقع تضليل وخلط أوراق أقرب للسفالة من أى شىء آخر .
يقولون إنك تستطيع فى أوروپا أن تهاجم الإسلام وتسخر من محمد لكنك لا تستطيع
إنكار محرقة اليهود . طبعا ! المحرقة تاريخ ، والتاريخ
علم ، والعلم مقدس ، أما الدين فهراء . اليهودية يا سادة لا
حصانة لها ، لا فى أوروپا ولا فى غير أوروپا . سب إبراهيم وموسى
وداود كما شئت ، ولن يقول لك أحد شيئا . لكن انكر المحرقة وستصبح صاحب
أچندة سياسية وبرنامج كراهية ومحرضا دينيا ومهددا للسلم الاجتماعى ، وسيريد
المجتمع كله وليس اليهود فقط سجنك من أجلها . فى الغرب قد يتظاهرون من أجل
مسيحيى مصر أو لبنان ، لكنهم لا يتظاهرون أبدا من أجل المسيحية . قد
يتظاهرون من أجل اليهود فى فرنسا أو روسيا ، أو حتى من أجل المسلمين هنا أو
هناك ( البوسنة ، دارفور … إلخ ) ، لكنهم لا يتظاهرون
أبدا من أجل اليهودية أو الإسلام . العلكة رقم
3 : الإسلام يحترم كل الأديان فلماذا لا يحترمونه هم . الإجابة خطأ ، الإسلام لا يحترم أى دين على
وجه الإطلاق . الأدديان تلك التى يحترمها هى أديان من اختراعه هو
( وصفنا فعلة محمد بالأديان هذه يوما
بأنها أكبر عملية تزوير للتاريخ فى التاريخ ) ، أما الأديان التى
نعرفها وكما يتبعها أتباعها اليوم فهى محرفة مزورة أو مغلوطة . حتى
الإسلاميون الحق لم يعودوا يحترمون أغلب الإسلام نفسه ، يرونه إما منسوخا
وإما فى غالبيته الساحقة ‘ إسرائيليات ’ ، ودستورهم فقط هو السور
الذى نزلت لتختم ما يسمى بالوحى ، وتحديدا برنامج الإبادة والتطهير العرقى
الأعظم فى التاريخ الإنسانى المسمى سورة التوبة ، هذه التى تجب كل ما سبقها
( ولن نفيض فى كلام مكرر ،
أو مكرر كثيرا لنا ) . أما بمناسبة
الإسرائيليات ، فنحن ، كمجرد باحثين عن الحقيقة وليس حتى بالضرورة
كعلمانيين ، يهمنا كثيرا النصوص الدينية الأصلية غير المفلترة ، نقصد
‘ بعبلها ’ الأصلى حسب التعبير المصرى . هذه تنقل لنا عقلية
الإنسان البدائى الذى اخترع الأديان والآلهة وراح بسبب بؤسه البائس
يعبدها . فعلناها مع الأناجيل المبكرة فى هذا المدخل الضخم عن قصة المسيحية ، ونتمنى على الكل أن
يتعمق على ذات المنهج فى التأمل فى إسرائيليات الإسلام ، باعتبارها قطعا
الوجه الحقيقى الأصدق للإسلام الأول نفسه ، وليست كما يقولون العكس هى
الدخيل عليه . كما قلنا أيضا من
قبل ، يا ليت الإسلام كان دينا عاديا لا ‘ يحترم ’ ولا يعترف
بالأديان الأخرى . قليلة للغاية هى الحالات التى يبدى فيها دين رأيا فى دين
آخر . هذا يعطى أتباع الديانات حرية أن يتعبدوا فى سلام دون انشغال كبير
بعقائد الآخرين ، وهو تقليد ليبرالى عظيم موروث من أيام الوثنية
العظيمة ، حيث الكل يعبد ما شاء فى أثينا أو فى روما أو فى كعبة مكة .
كانت للآلهة وظائف مختلفة ولم يكن يوجد إله واحد ما نريد أن نضيف أن ربما ليست
مصادفة أن صدر هذا الشهر أخيرا العلكة
رقم 4 أو لعلها الأقدم بين كل العلكات أو لعلها تجمل كل العلكات : المعايير
المزدوجة . ونجيبكم باختصار : أنتم حثالة الأرض ، وهذه
ليست شتيمة إنما توصيف علمى لواقع الحال والأرقام ، ومع ذلك لا تكفون ضجيجا
أنكم خير أمة دونها كل الأمم . أنتم تعيثون فى الأرض فسادا 24 ساعة فى
اليوم ، 7 أيام فى الأسبوع ، ثم تقيمون الدنيا وتقعدونها لو مس بكم
أحد . أليس للمسيحيين واليهود وحتى للوثنيين وعبدة الشيطان مشاعر دينية يجب
أيضا أن تحترم ؟ أليس العلمانيون بشرا لهم مشاعر يجب أن تحترم ؟ أليست
الفنانات والراقصات وحتى العاهرات إنسانات لهن مشاعر يجب أن تحترم ؟ إلى أن
تشطبوا من قرانكم ‑ناهيك عن ميكروفونات جوامعكم‑ كل العبارات
‘ المسيئة ’ للكفار والمشركين ‑ناهيك عن العبارات المستحلة
لدمائهم ، وإلى أن يتعلم قرآنكم من الآن فصاعدا الحديث بأدب عن المتبرجات
الفاجرات ، فأنتم : 1- آخر من يتحدث عن ازدراء الأديان 2- آخر من يلفظ
كلمة إيذاء المشاعر 3- آخر من يحتج على صحيفة قدمت رسوما ‘ مسيئة ’
لنبيكم أو يطالبها بالاعتذار 4- آخر من يتحدث عن المعايير المزدوجة !
آمل أن تكون قد
وصلتكم الفكرة ، هم مستعدون حتى آخر المدى للدفاع عن الإنسان كإنسان ،
لكنهم يحتقرون العقائد أشد احتقار ، لأنها عقلية مغلقة متخلفة ،
يعرفونها عاشوها أنفسهم عانوا منها ، وطبعا تركوها منذ قرون . أما
أنتم فتريدونها حربا ، لكن فى نفس الوقت تقيمون الدنيا وتقعدونها بمجرد أن
يشرع الطرف الآخر فى استخدام أى شىء للدفاع عن نفسه . بعبارة أخرى ،
أمامكم أحد خيارين لا ثالث لهما : 1- قدموا أنفسكم لهم كبشر ، ستحلون
وسواسكم الكبير بصورتكم ‘ المشوهة ’ لدى الغير ( وأوافقكم جدا
أنها مشوهة فعلا فهى أقل سوءا بكثير من الحقيقة ) . 2- قدموا أنفسكم
كعقيدة ، سينتهى بكم الأمر فى محرقة نووية . أو لعلنا قلنا يوما ما يمكن أن يلخص كل
هذا : بعد 11 سپتمبر ، لا عصمة لفكر ، بالذات الدين ،
بالذات الإسلام . وأيضا لا استبعاد لفكر ، بالذات العرقية ،
بالذات الإبادة ! وكمان : الحرية كل
الحرية للحرية ، والموت والقتل لأعداء الحرية ، والقيد الوحيد على
الحرية هو حرية تقييد الحرية ( الدين مثلا ! ) . … آه ! هذا ما قصدناه بحكاية
‘ هتحلو ! ’ إللى قلناها فى الأول . إننا أمام حالة حية جديدة تفقأ
عين كل من يدعو للتسامح والحوار واللقاء ، الرائع أن الأمر ولأول مرة يتحول لمظاهرة غربية عارمة من أجل حرية
الفكر ، ولتقول لكم يا سادة إن حرية التعبير جاءت لتبقى ، ودرة التاج
فيها جوهرتان هيهات لكم أن تمسوا بأيهما تحت أية ظروف حالية أو مستقبلية : حق النقد العلنى للأديان والحرية
الجنسية . الجميع يحاول شيئا فشيئا فهم الأشياء على حقيقتها . الأديان
وأتباعها لا يتسامحون ولا يتحاورن ولا يلتقون ، فقط الحل معهم أن يبادوا . للأسف لا يوجد حل آخر ،
وقلناها ألف مرة ومرة ليست المشكلة فى الدين ، المشكلة فى الچيين ! لكن هل ترى
اقترب العقل الغربى حقا من فهم الأشياء على حقيقتها أخيرا ؟ ! نشك
ونأمل معا ! … للمزيد اقرأ النصوص الكاملة لكتب سيد
القمنى وخليل عبد الكريم وغيرهما ، وكذا شاهد أو اسمع جميع حلقات
الأب زكريا بطرس التليڤزيونية عن الإسلام ، جميعا على موقع إسلاميات دوت كوم ] . [ تحديث : 26 فبراير 2006 : بيان فى الدوحة اليوم
ينادى بتشريع أممى يحظر الإساءة للأنبياء . ماذا نقول ؟ من لا يملك
أعطى لمن لا يستحق ؟ من هو كوفى عنان هذا حتى يصدر تشريعا يعيد محاكم
التفتيش لعقول تحررت منذ عشرة قرون ؟ أى تحالف حضارات هذا الذى تسمون
أنفسكم به ؟ أولا أليس أصلا لا توجد فى أية لحظة من التاريخ سوى حضارة
واحدة والباقى قطاع طرق ؟ ثم أين فى أية لحظة فى التاريخ تحاورت الأديان
ولم تتحارب ؟ أم لعلكم تتحدثون عن ‘ تحالف ’ للمتدينين ضد
مكتسبات الحضارة المعاصرة ( بعد أن يعقدوا ‘ تهدئة ’ مع بعضهم
البعض على طريقة منظمة حماس حين تكاد إسرائيل تقضى عليها ) ؟ أم لعلنا
نقول فى مقابل كل هذا شيئا اكثر واقعية : تشوفوا حلمة ودنكم أقرب ؟ إنها مظاهرة
ووهم كبيرين يروج بها عمرو موسى ومنظمة المؤتمر الإسلامى نفسيهما فى
‘ الشارع ’ ، من خلال دپلوماسية رخيصة لا طائل من ورائها .
هل تتخيلون أن أحدا فى أوروپا أو أميركا أو حتى فى بقية الشرق والجنوب يمكن أن
يمرر تشريعا خرافيا كهذا التى تحلمون ؟ إنه ضد الدستور الأميركى والدستور
الأوروپى وضد كل دساتير العالم بما فيها حتى معظم الدساتير العربية . كفاكم
خلطا للأوراق . الأديان والأنبياء
شىء والكراهية شىء آخر . ازدراء الأديان والأنبياء رأى وفكر وعلم موجه ضد
كتب وأفكار وآلهة مزعومة ، الكراهية سياسية وتحريض وإرهاب ضد بشر أحياء
محددين من لحم ودم . حتى العرقية لو انبنت على حقائق علمية وچيينية فهى علم
واجب الاحترام محصن ومقدس . انظروا لأصل المشكلة ولو لمرة واحدة ، وهى
أنكم شعوب غبية جاهلة متخلفة امتهنت قطع الطرق عبر التاريخ وليس شيئا آخر .
ساعتها ربما تبدأون التفريق بين حقائق العلم وتهاويم الدين . مع عدم احترامنا لشرعات حقوق الإنسان
الكثيرة التى أصدرتها تلك المنظمة
التى يحكمها أصفار العالم الثالث وبلطجيته ، فإن ما تريدونه اليوم هو
نكوص ألف سنة للوراء على كل شىء . يا سادة لو أنتم واهمون فعلا لهده
الدرجة ، نكرر لكم ما قلناه مليون مرة ،
آخرها قبل بضعة سطور : بعد 11 سپتمبر ،
لا عصمة لفكر ، بالذات الدين ، بالذات الإسلام . وأيضا لا
استبعاد لفكر ، بالذات العرقية ، بالذات الإبادة ! وكمان : الحرية كل
الحرية للحرية ، والموت والقتل لأعداء الحرية ، والقيد الوحيد على
الحرية هو حرية تقييد الحرية ( الدين مثلا ! ) . ومرة كمان : إن حرية
التعبير جاءت لتبقى ، ودرة التاج فيها جوهرتان هيهات لكم أن تمسوا بأيهما
تحت أية ظروف حالية أو مستقبلية : حق النقد
العلنى للأديان والحرية الجنسية . أو لنضف باختصار صلف أخير : إن حرية
الفكر لأكثر قداسة من أى دين ! ] . … |
| FIRST
| PREVIOUS
| PART IV | NEXT | LATEST |