الجلوبة ماضى ومستقبل العالم

( الجزء الرابع )

Globalization, the Past and Future of the World

(Part IV)

)Sites Oldest-Newest Page!)

 

| FIRST | PREVIOUS | PART IV | NEXT | LATEST |

 

NEW: [Last Minor or Link Updates: Thursday, February 25, 2010].

 May 9, 2003: Could America build a global empire without massive extermination of most of the Third World population? Even, could Bush initiative of free trade zone with Arab world work without considering the same option? Our modest historical and cultural analysis should give a big NO as an answer for both!

 May 1, 2003: What’s better for the world: a military American occupation or a civil American occupation? L. Paul Bremer is the answer!

 April 17, 2003: The prospects of a really new Arab World under full, bold and enduring American occupation look so great!

 

In Part III

 April 12, 2003: The new war started building up, so immediately. The next plain vanilla high-tech war is waiting for you, Bashar! Also: A Suggestion of a global ‘Rogue Indicator!’

Cpl. Edward Chin of the 3rd battalion, 4th Marines regiment, set up the American flag on the face of the giant Saddam Hussein's statue before pulling it down, central Baghdad, April 9, 2003.

 April 9, 2003: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: A great day, the Day of the Statue!

 

In Part II

 A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: March 11, 2003: France threats a ‘veto’ against the war on Iraq. March 16, 2003: George W. Bush ignores it all and imposes a moment of truth for the world. March 20, 2003: War on Iraq starts. The question is just whom to blame of falling down of Yalta order, America or Arab-Muslim world?

 January 30, 2003: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: After only a week after Donald Rumsfeld’s provocative but insightful remarks on the ‘Old Europe,’ comes the greatest continent crack since the Cold War: Eight nations to support the U.S. in war against Iraq, even without a UN resolution. The terrific part of this is not only the shameful isolation of the leftist France and Germany, but that it would be the very first declaration of the next United Nations!

 October 11-16, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: U.S. decides to occupy Iraq and assign a new General MacArthur as a military ruler. BUT: Could it work in Egypt also?

 September 20, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: A Manifesto for a New World, the Declaration of the U.N. Clinical Death or: George W. Bush’ ‘The National Security Strategy of the United States of America.’

 September 12, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: Somebody (except us of course!) says that the United Nations would deserve the same miserable fate of the League of Nations. The name? George W. Bush!

 

In Part I

 August 14, 2002: Tensions escalate between Egypt and the U.S. Is it also a Post-Yalta business?

 August 6, 2002: U.S. top strategy planning agency suggests invading Saudi Arabia!

 May 4, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: YALTA LAW, AKA INTERNATIONAL LAW, IS MELTING DOWN! In the beginning there were Noriega, sanctions on Iran and the Law of Internet. Then came Rumsfeld’s ‘No Prisoners!,’ Guantanamo Bay prisoners and theatrical atomic bombs and George W. Bush’s ‘Steel Tariff’ and dismissing of Arafat. Now comes the withdrawal from Kyoto, ABM and (today’s) International Criminal Court treaties. Should we leave Yalta’s notorious age alive until the ‘natural’ retirement age of sixty? Our very old answer is here. The most recent one is here!

 March 5, 2002: The U.S. imposes ‘Steel Tariff’ on the world. For the sake of all free trade basics the right imposition should be a ‘Defense Tax.’

 December 13, 2001: A HISTORY MADE: America pulls out of the ABM Treaty. A pillar of the old world order collapses.

Junichiro Koizumi

 April 23, 2001: Koizumi wins!

Young Queen Victoria Portrayed by Franz Xavier Winterhalter

Also: His victory from a very personal point of view!

 December 19, 2000: Imperialism - Dictatorship - Monopoly —or the Three Visionaries to Implement the Law of Ultimate Freedom and Even Their Truest Vigilantes! [Main Entry of Page].

 

ê Please wait until the rest of page downloads ê

 

’ … ‘

‘Alexander’s victims would not have been civilized if they had not been defeated. Egypt would not have had its Alexandria, nor Mesopotamia its Seleucia, nor Sogdia its Prophthasia, nor India its Bucephalia, nor the Caucasus a Greek city nearby; their foundation extinguished barbarism, and custom changed the worse into better’

http://www.livius.org/aj-al/alexander/alexander_t30.html Plutarch of Chaeronea

Alexander’s Fortune and Virtue (328 B.C.E.)

‘For the greatest part of humanity and the longest periods of history, empire has been the typical mode of government’

Diplomacy, Chapter One. Henry Kissinger è

‘Our forces will be strong enough to dissuade potential adversaries from pursuing a military build-up in hopes of surpassing, or equaling, the power of the United States’

George W. Bush

The National Security Strategy of the United States of America (September 2002) è

 غريب بعض الشىء هو تاريخ هذه الصفحة : كنا قد بدأنا أصلا تغطية موضوع الجلوبة العولمة عولمة امركة النظام العالمى العالمي الجديد امبراطورية الامبراطورية امبراطوريه الامبراطوريه إمبراطورية الإمبراطورية إمبراطوريه الإمبراطوريه امبريالية الامبريالية امبرياليه الامبرياليه إمبريالية الإمبريالية إمبرياليه الإمبرياليه اميركى الاميركى اميركية الاميركية امريكا أمريكا امريكى الامريكى أمريكى الأمريكى امركى الامركى امركية الامركية أمركى الأمركى أمركية الأمركية اميريكية الاميريكية أميركية الأميريكية دبلوماسية الدبلوماسية ستراتيجية الستراتيجية استراتيجية الاستراتيجية ستراتيجى الستراتيجى استراتيجى الاستراتيجى إستراتيجى الإستراتيجى ستراتيجي الستراتيجي استراتيجي الاستراتيجي إستراتيجي الإستراتيجي جورج بوش جورج دبليو بوش هنرى كيسينجر كسينجر كيسنجر منظمة التجارة العالمية بترول البترول الأرجنتين مدرسة شيكاغو فى هذا الموقع اعتبارا من ديسيمبر 1999 من خلال صفحة ’ العرب ومستقبل الثقافات القومية ‘ حسب العنوان الحالى . آنذاك كان عنوانها نفسه هو ’ الجلوبة ومستقبل الثقافات القومية ‘ . كانت وما زالت نواة تلك الصفحة دراسة قديمة لنا كتبت موادها ما بين أپريل 1992 ومايو 1996 بالعنوان الأخير المذكور . وفى 10 مايو 2000 استقلت صفحة جديدة عن صفحتى الجلوبة والرقابة معا آخذة معها التعليقات العمومية الخاصة بقضايا الحريات العامة والاقتصادية من كليهما ، وباتت هى أكثر تخصصا فى الأوقاع الثقافية لإجرائية الجلوبة على شعوبنا . ومرة أخرى ينتزع اسم الجلوبة من الصفحة الأصلية ويصبح اسمها منذ ذلك الحين الثقافة . تدريجيا اتضح مرة أخرى أن عنوان الجلوبة للصفحة الجديدة لا يزال فضفاضا ، وتتكرر نفس الدورة ويتغير اسم الصفحة إلى اسم جديد هو الليبرالية مركزة على الشق السياسى وتنشق فقط بعض المواد لتكون صفحة جديدة بذات الاسم القديم ’ الجلوبة ‘ فى 18 ديسيمبر 2000 . لكن لأنه بدا أن من الجلوبة قضية أوسع من أن تغطيها صفحة أو حتى صفحات تقرر هذه المرة إنشاء صفحتين دفعة واحدة . فبدلا من إضافة العمود الخاص بدراسة العالم سنة 2015 التى أعدتها أجهزة الاستخبارات الأميركية خرج آخذا معه موادا أخرى من هنا وغير هنا ليكون صفحة الإبادة التى تركز على الأبعاد الاستراتيچية للجلوبة ، زائد الأبعاد السيئة المحتملة لها بهذا الصدد . بالتوازى مع هذا المدخل تم إنشاء صفحة جديدة كاملة باسم الإبادة للتركيز عن الخطر المتزايد لقوى الظلام العالمية ‑الإسلامية بالذات منها‑ تهديدا للحضارة المعاصرة ، [ ‏الاربعاء‏‏ ‏22‏‏ ‏مايو‏‏ ‏2002‏ ‏10‏:‏07‏ ‏م‏ : من أول مجموعة تقليب بالأچندة الذهبية التى تجمدت 18 يوليو الماضى بشراء النووتبوك ، فكرة الدين وهجرة العبيد وتسريع الجلوبة لهما ستؤدى لانهيار الحضارة وردت بصفحة 3 مارس وكانت بتاريخ 20000405 12:47 م حيث لا يغيب عن الذهن أن للجلوبة ، ولما كان من ورائها من ثورة تقنية واتصالية ، وجهها السالب أيضا . فقد تمت أيضا جلوبة التخلف والدين والظلام ، وأيضا لا يغيب عن الذهن أنها قد تفوق شراسة إن لم يكن عدديا أيضا قوى التقدم ما لم يتم التصدى لها بحزم . نحن لا ننوى أن نتحول بصفحة الجلوبة للاستغراق فى هذا الوجه الكئيب لمستقبلياتها والذى قد يطول الكلام فيه ، ومن ثم نحيلك للصفحة الجديدة .

هكذا إذن تفرعت أغلب صفحات الموقع عن الدراسة الرئيسة لصفحة الثقافة التى كتبت فى أعوام الآمال الكبار للجلوبة 93-1996 ، أعوام الجات والجنزورى ونيتانياهو . راحت صفحة تلو الأخرى تتوسع فى تغطية جزئيات الصفحة الأم المختلفة فى صفحات مستقلة ، وأخيرا عادت تلك الصفحة لترث من جديد اعتبارا من 18 ديسيمبر 2000 مسمى الجلوبة القديم ، حيث كان من المفروض لها تغطية الجوانب الاقتصادية المحضة لإجرائية الجلوبة . لم يكن الأمر صعبا إذ شرعنا فى اليوم التالى مباشرة فى كتابة المقال النواة لتلك الصفحة والمعنون حاليا ’ الإمپريالية - الديكتاتورية - الاحتكار : أجنحة الحضارة الثلاثة ‘ ، وبعد يوم آخر كان موضوع الانهيار الفجائى لمؤشر الناسداك مادة للاستطراد فى ذات الدراسة .

لكن مرة أخرى اتضح أن المحتوى المستقى من الصفحة الأصلية جدا ، لا يزال أوسع مما يجب ، وتوجد به عناصر أخرى ليست اقتصادية محضة ، فى طليعتها بالذات البعد الستراتيچى الإمپريالى للجلوبة . فى 10 مارس 2003 ، ومع بدء العد التنازلى للحرب على العراق ، التى نفترض أنها ستدشن عودة العالم لعصر الإمپراطورية العظيم ، وتنهى تفتته وفرقته المشينة الحالية ، قررنا أن نترك صفحة الجلوبة لهذا الموضوع تحديدا . من ثم أخذنا منها كل ما يخص الاقتصاد المحض دون أبعاد ستراتيچية كبرى كهذه ، بما فى ذلك أخذنا للشطر الاقتصادى المحض من دراستها الرئيسة بمناسبة مؤشر الناسداك ، وتحت نفس العنوان الذى ظل مميزا للدراسة المجمعة معا طيلة تلك الفترة ’ الطريق الأول هو الطريق الوحيد ‘ . من هنا ولدت صفحة جديدة أخرى بعنوان الاقتصاد هى فعلا المتخصصة فى شئون الاقتصاد العالمى دون غيره . وهكذا شهدت هذه الصفحة تحولا نوعيا لأول مرة فى هدفها ، فبعد أن كان الاقتصاد نواتها طوال الوقت ، أصبح الستراتيچية الإمپريالية . وطبعا دون أن نجزم أن أى من الصفحتين غير قاسم للتقسيم من جديد مستقبلا !

بمعنى آخر هذه الصفحة التى أمامك الآن هى من حيث الاسم ثانى أقدم صفحة فى هذا الموقع بعد صفحة هولليوود مباشرة أما من حيث النواة والمحتوى فهى الأحدث ، وهى من ثم نتاج سلسلة لا نهائية من التناسخات ربما ترجع للإغراء الواسع لمدلولات كلمة جلوبة !

 

فى الأصل كان العالم مجموعة من القرى . عندما تفاعلت مع بعضها اقتصاديا اكتشف الحاجة لتجمعها فى كيان موحد . ثم لنفس السبب تجمعت المقاطعات وكونت الدول ، ثم تجمعت الدول وكونت الإمپراطوريات أو الاتحادات . فى كل مرة كانت العقبة هى قوى النظام القديم المنتفعة بتخلفه وفساده وانعزاليته ومكونات ثقافته البائدة . توحيد عالمنا الآن فى دولة واحدة ليس بحالة خاصة . وقهر قوى الماضى مسألة وقت لا أكثر ، فالتقنية والميل للاستعقاد حتمية ، والتعملق الاقتصادى حتمية ، والتوحد السياسى حتمية ، والكفاءة القصوى حتمية ، ذلك أن فيما يبدو هذه هى طبيعة المادة التى يتكون منها كوننا ، أو على الأقل حسبما تقول قوانين الديناميات الحرارية ، كلما كبر النظام كلما زادت كفاءته .

 الهدف الأول الذى تسعى هذه الصفحة لإثباته أن الجلوبة هى واقع قديم جديد ، وأن الكل سعى إليها ، وليس أميركا المعاصرة فقط كما يشاع الآن . وكما قلنا قبل سنوات فى الصفحة الأصلية الثقافة ، فنحن نحن نستخدم المصطلح فقط لشهرته الفائقة ، ولأننا يجب أن نناقش ما يناقشه حاليا كل الناس . لكننا فى الحقيقة نعنى به تبادليا مجرد كلمة الإمپريالية التقليدية القديمة ( المؤذية لبعض الأسماع ربما ! ) ، ولا نكاد نجد حتى الآن ما يمكن أن يقنعنا أنه يمكن أن يعنى شيئا جديدا مختلفا ، وبالأخص ذلك التفسير الكلينتونى اليسارى الذى يتخيل عالما متسامحا ذا قيادة جماعية عالمية ، أى عالم بلا رأس تقوده ، وهو تصور غير واقعى وغير ’ طبيعى ‘ بالمرة فى رأينا . فكلمة جلوبة السائدة منذ بداية التسعينيات هى كلمة مبهمة المعالم يقصد بها غالبا شكل ما من توحيد الاقتصاد الكوكبى ، أو فى الحالات الأكثر تحديدا يقصد بها الترتيب العالمى الجديد الذى بدوره لم يتبلور بعد .

الأبعد أن بدأت المقدمات الجنينية للجلوبة أو الإمپريالية قبل الأسكندر الأكبر وتراچان نفسيهما ، بل ربما ولدت مع أقدم تاجر أو صانع شد رحاله ليعرض سلعه على القرية أو القبيلة المجاورة . إنها حتمية تقنية أو طبيعية ، أو سمها ما شئت ، أنه كلما زاد حجم النظام system ( بالمعنى الثرمودينامى للكلمة ) ، كلما زادت كفاءته . وكلما زاد عدد الأعضاء وزاد تخصصها فى متعضية organism ما ( بالمعنى البيولوچى للكلمة ، كلما زاد استعقادها ورقيها وسيطرتها على البيئة المحيطة بها . الأرض هى أكبر نظام أو كائن حى معروف لنا بعد ، والجلوبة هى ماضيه وحاضره ، بقدر ما هى مستقبله ’ الطبيعى ‘ والمحتوم .

بكلمات أخرى : فى الأصل كان العالم مجموعة من القرى . عندما تفاعلت مع بعضها اقتصاديا اكتشف الحاجة لتجمعها فى كيان موحد . من يكتشف هذا ليس كل الناس فى نفس الوقت . لهذا السبب يشعر البعض بالظلم طوال الوقت ، وأن الأمير أو الاقطاعى صاحب هذه الرؤية الدخيلة الجديدة يستغلهم ، حين يقيم مشروعات رى أو مزارع ضخمة ويجندهم فيها أو يحصل الضرائب منهم إسهاما فيها ، ذلك أنهم لا يرون مثله فى هذا مصلحة أبنائهم على المجرى البعيد ، ويتخيلون فقط أن يستمروا فى ممارسة اقتصادهم البدائى فى هدوء وسلام و’ استقلال ‘ فى قراهم الصغيرة المنعزلة بدون أى تدخل ( أو ’ نهب ‘ ) خارجى .

بالمثل لنفس السبب تجمعت لاحقا المقاطعات وكونت الدول ، ثم تجمعت الدول وكونت الإمپراطوريات أو الاتحادات . وأيضا اعتبروا المصانع ظلما واستغلالا . فى كل مرة كانت العقبة هى قوى النظام القديم المنتفعة بتخلفه وفساده وانعزاليته ومكونات ثقافته البائدة . توحيد عالمنا الآن فى دولة واحدة ليس بحالة خاصة . وقهر قوى الماضى مسألة وقت لا أكثر ، فالتقنية والميل للاستعقاد حتمية ، والتعملق الاقتصادى حتمية ، والتوحد السياسى حتمية ، والكفاءة القصوى حتمية ، ذلك أن فيما يبدو هذه هى طبيعة المادة التى يتكون منها كوننا .

بمعنى موجز : التعمق فى بعض ثرموديناميات الحضارة هو الهدف الأول لهذه الصفحة .

 

الجلوبة بدأت بالأسكندر الأكبر فالإمپراطورية الرومانية ، ثم فرضت المسيحية والإسلام نسخها الظلامية منها . بعدهما عادت حضارية على يد الإمپراطورية البريطانية ، والآن بمنظمة التداول العالمية وپنتاجون دونالد رامسفيلد .

 الهدف الثانى هو استكشاف بعض خصائص الجلوبة فى نسختها المعاصرة والآليات الداخلية لهذه الحالة الخاصة منها . من هذا مثلا فك التعارض المحتمل مع خاطر مزعج حل على الفور ‏الأحد‏‏ ‏17‏‏ ‏فبراير‏‏ ‏2002‏ ‏11‏:‏08‏ ‏م‏ : ما تقوله صفحة الثقافة من انهيار جميع الولاءات الوسيطة للفرد . فبالطبع الجلوبة المعاصرة ليست نوعا من ’ حساء بشرى ‘ لا أعضاء له ، بل أنها متعضية تأكيدا ، وأنها ستخلق لنفسها أعضاء جديدة ليست بالضرورة تلك الأمم أو الأسر النووية التى كانت تتكون منها فى الماضى . ببساطة لم تعد هذه هى الشكل الأكثر كفاءة ، تماما كما قيل مثلا إن التكتلات الإقليمية هى سمة هذه الجلوبة ، وهى وهم آخر دحضته صفحة الثقافة .

الجلوبة بدأت بالأسكندر الأكبر فالإمپراطورية الرومانية ، ثم فرضت المسيحية والإسلام نسخها الظلامية منها . بعدهما عادت حضارية على يد الإمپراطورية البريطانية ، والآن بمنظمة التداول العالمية وپنتاجون دونالد رامسفيلد . لكن من يدرى فربما يتضح مثلا أن الشركات العملاقة هى النمط الجديد والكفء حقا للتخصص الوظيفى لأعضاء الكائن الحى القديم‑الجديد المسمى جلوبة ما بعد الحرب الباردة .

 

إما توجد نسخة بالليبرالية أن تكون مع العلم والتقنية والشركة الكبيرة والإمپراطورية ، وإما أن تكون مع الشعب . هذا هو السؤال الذى لم يعد من الممكن التملص منه .

 الهدف الثالث هو اثبات أن كل مجتهد قادر على الاستفادة من الجلوبة ، بل الواقع أنها لن تفيد سوى المجتهدين والمجتهدين وحدهم . وأقل دليل على هذا ما نراه فى السنوات الأخيرة من صراخ مبرمجى الحاسوب الأميركيين من تهميش نظرائهم فى ضواحى بومباى القذرة لهم ، أو صراخ معظم العالم من اكتساح البضائع الصينية له . الكل يواجه نفس التحديات : إما أن تكون مع العلم والتقنية والشركة الكبيرة والإمپراطورية ، وإما أن تكون مع الشعب . هذا هو السؤال الذى لم يعد من الممكن التملص منه . ومبدئيا يمكنك العودة لتناولنا السابق لهذا فى مقدمة صفحة الثقافة وفى قسم الأوقاع الاقتصادية من دراستها الرئيسة .

 

الجزء الثانى من هذه الصفحة افتتح فى 12 سپتمبر 2002 مع تسارع إيقاع خطوات علنية من أميركا لتجاوز ما يسمى بالشرعية الدولية ، كان أول أبرزها خطاب الرئيس بوش حول العراق أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ذلك اليوم ، والذى جاءت به إشارة عابرة للمصير الذى لاقته عصبة الأمم . وقد رأينا أن هذه الخطوات جميعا ليست إلا إرهاصة ستقود فى نهاية المطاف لسحب أميركا رسميا لاعترافها بما نسميه عادة ’ الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة ( المعروفة اختصارا باسم الأمم المتحدة ) ‘ ، ولتفكيك هذه المنظمة .

الجزء الثالث من هذه الصفحة افتتح فى 29 مارس 2003 ( اليوم العاشر من الحرب على العراق ، وأول يوم من القصف الجدى ) ، وذلك لأسباب تتعلق بأحجام الصفحات .

الجزء الرابع افتتح بإغلاق الجزء الثالث من هذه الصفحة بسرعة قياسية فى 12 أپريل 2003 ، هذا بعد الانتهاء شبه الرسمى للحرب على العراق ، وبداية التقكير فى الحرب ضد سوريا ، وذلك كالعادة لأسباب تتعلق بأحجام الصفحات ، وبما يحعل صفحة الجلوبة أول صفحة ذات جزء رابع من بين صفحات الرأى للموقع ( ربما لهذا مدلول ما كتب فى ختام الجزء السابق ) .

نحن نرحب بكافة المساهمات من تعليقات أو أخبار من زوار الموقع من خلال المساهمة المباشرة فى لوحة الرسائل إضافة أو قراءة أو بالكتابة عبر البريد الإليكترونى .

 

 

الجديد ( تابع جزء 1 ، جزء 2 ، جزء 3 ) :

 

President George W. Bush, one day after the Pentagon declared that major combat had ended in Iraq, White House, April 15, 2003.

Inspired by www.insideout.org/documentaries/pax/history.asp Pax Romana, Pax Britannia …and Pax Americana!

 17 أپريل 2003 : هيمن على طوال اليوم ولم أتخيل أنه سيصلح للكتابة أصلا كتب مساء وأعيد كتابته مهذبا فى الفجر التالى وهذه النسخة الثانية وطبعا محت الأولى وليست مهمة لأنها مباشرة أكثر مما يجب يبدو أننا أنهينا تغطيتنا للحرب العراقية ، وتحاشينا التعرض لنقطة حيوية كان لا بد من مواجهتها . الحوار مشتعل فى الشوارع وفى البيوت ، فى المكاتب وفى المدارس ، فى العلن وفى الخفاء ، وحتى شاشات التليڤزيون الرسمى لا تخلو من التلميح . إنها قضية مستقبل ريچيم الحكم فى بلد كمصر بعد اكتساح العراق بهذه السهولة . هل سينجو من الاحتلال ، هل سيكتسحه الاحتلال ، أم هل سينجو على نحو أو آخر فى ظل الاحتلال ؟

نحن لا يحكمنا قمعيون ولا فاسدون . فقط يحكمنا فاشلون معدومو الكفاءة ! من السهل للغاية لكاتب متواضع مثلى أن يزعم أنه يفهم فى التنمية أكثر من عاطف عبيد ، وفى الاقتصاد أكثر من يوسف بطرس غالى ، وفى البحث العلمى أكثر من مفيد شهاب ، وفى المتغيرات العالمية أكثر من بطرس بطرس غالى وعمرو موسى وأسامة الباز وأحمد ماهر مجتمعين . بل الواقع والتجربة والنتائج العملية تقول إنهم لا يفهمون أى شىء على وجه الإطلاق . من حقى كمواطن جلوبى أن أحصل على أفضل حكام ممكنين ولا يهمنى قلامة ظفر لون جوازات سفرهم . التنمية هى أن تحكمنا مايكروسوفت وسونى وفايزر ( أو هل لها تعريف آخر ؟ ) . الواضح أن هذه الشركات قد وكلت الپنتاجون فى اختيار الحكام المناسبين لكل بلد فاشل يمثل عضوا ميتا فى جسد الكوكب . والبديهى أن يختار لنا خريجى هارڤارد وأوكسفورد ومعهد وايزمان وليس خريجى جامعة القاهرة . لا أعلم لماذا لا يرى أحد فى الاحتلال الأميركى نصف هجرة لأميركا ، هذه التى يحلم بها علنا معظم سكان العالم الثالث . ثم أليست نصف هجرة أفضل بمراحل من العمى كله  ، الذى هو حكم الفاشلين ؟ ما نراه واقعيا أن الشعوب تستقبل قوات المارينز بحرارة لأنها تعلم أنها ستقوم بتنمية حقيقية رفيعة المستوى والكفاءة لصالحها ، يستوى فى هذا دخولهم لبغداد مع دخولهم للقاهرة أو دخولهم لپاريس .

وماذا عن مصر ؟ البداية صعبة للإجابة . لعلى ولو على سبيل التوضيح ، أبدأ بداية شخصية بالقول إنى أعتقد أن من السهل للغاية لكاتب متواضع مثلى أن يزعم أنه يفهم فى التنمية أكثر من عاطف عبيد ، وفى الاقتصاد أكثر من يوسف بطرس غالى ، وفى البحث العلمى أكثر من مفيد شهاب ، وفى المتغيرات العالمية أكثر من بطرس بطرس غالى وعمرو موسى وأسامة الباز وأحمد ماهر مجتمعين . بل الواقع والتجربة والنتائج العملية تقول إنهم لا يفهمون أى شىء على وجه الإطلاق .

مع كل الاحترام لأشخاصهم ، أقول إن الجهابذة الذين يرسمون السياسة الخارجية المصرية ، يعتقدون أنه يسيرون على طريق وسط لا يدانيهم أحد فيه فى عبقريته . يقولون لا نتظرف ولا نتشنج مثل صدام أو القذافى ، وفى نفس الوقت لا ندخل بيت الطاعة الأميركى . عبقريتهم هذه لا ترى أنهم بالضبط كمن رقصوا على السلم ، لم يحققوا شيئا لشعوبهم ، لم يشبعوها بالشعارات ولم يشبعوها بالتنمية . ولا أريد أن أتفرع بالموضوع أكثر ، وأقول إن مثلهم الأعلى هو حافظ الأسد وبشار الأسد ، لمجرد أنهم يرونهم يفلتون بجلودهم من كل شىء حتى الآن ! وعامة أنا أكتب نفس ما أقوله الآن منذ ما قبل 11 سپتمبر وقبل وصول بوش للسلطة بل وقبل أية بوادر مواجهة أو فشل على الإطلاق . وعلما بأنى لا أتهمهم كما يتهمهم الآخرون بأى شىء ، لا الفساد ، ولا التمسك بالسلطة ، ولا النفاق ، ولا التسلط ، بل ربما أقول العيب ليس دائما فيهم ولا فى علمهم إنما فى نقص الإرادة ( أو بالأصرح هم على العكس بالضبط من التهمة الأشد تقليدية مما تلصق بهم زورا ، الديكتاتورية . اقرأ تحليلنا لتجارب النهضة فى القرن العشرين هنا ) ، أو قصر النظر بتركهم التهييج الإعلامى يهدم خططهم الاقتصادية ، أو حتى لظروف خارجة بالكامل أحيانا ، كالتى أطاحت بالدكتور الجنزورى مثلا ، وطبعا فى الميل الاشتراكىاقتصاد البعد الاجتماعى كما يفضلون تسميته ، وآخره أن استعدوا للجات بحفنة هائلة من تشريعات الحماية الجمركية والدنيا كلها تفهم العكس ، وأن وازوا تعويم الجنيه أحد رموز الاقتصاد الحر التى طال انتظارها ، بحفنة من الفرمانات الاشتراكية تؤمم وتصادر حصيلة السياحة من النقد الأجنبى ) ، وهو الفكر الاشتراكى المطبوع تاريخيا فى چيينات الشعب المصرى وحكامه سواء بسواء . لا تهمنى الاتهامات ولا الأعذار ، فقط ما يهمنى هو الخلاصة النهائية : أنهم ليسوا بكفاءة حكومة الياپان . نحن لا يحكمنا قمعيون ولا فاسدون . فقط يحكمنا فاشلون معدومو الكفاءة !

فى المقابل القلة المحرضة أمثال ناصر وصدام والأسد والخومينى ترفض الاستعمار لأنها تعلم أنه سيحرمها من السلطة ونهب عرق شعوبها باسم الاستقلال والدين أو أيا ما كانت الشعارات . الولايات المتحدة تخطو نحو 40 0/0 من الناتج الاقتصادى للعالم ، وبعضنا نحن الحثالة يرفض أن تحكمه . كم تريدون أن تصل هذه النسبة قبل أن تقروا بحق أميركا فى حكم بقية العالم ؟ القاهرة لا تنتج 40 0/0 وتحكم كل مصر . بعض العواصم لا تنتج 10 0/0 وتحكم كل أقطارها . پكين لا تنتج شيئا وتحكم بلايين من البشر . كم تريدون أن تصبح النسبة قبل أن تعترفوا بحق أميركا فى قيادة العالم ؟ ما المشكلة ؟ هل حكم واشينجتون أسوأ من حكم پكين ؟ هل تريدون شيئا ملموسا أكثر حتى تفهموا ماذا تمثل أميركا ؟ تهزمكم فى مباراة لكرة القدم مثلا ؟

بعد الغزو المظفر للعراق ، الخطوة التالية له ولكل أشباهه ، هى احتلال عسكرى مباشر سافر ودائم ، ذو يد حديدية فائقة الدموية حتى أقصى اتساع ممكن ، كى يخلصنا من فلول كل ذوى الشعارات عربجيين وشيوعجيين وإسلامجيين مرة واحدة وللأبد . صدام حسين وحده قتل مليونا من أهله وجيرانه . أميركا لو قتلت الآن المليون الصحيح فى كل العالم العربى ، فلربما سيكون هناك عالم عربى جديد بكل معنى الكلمة .

ما ذنبى أنا كمواطن فى وضع كهذا ؟ هل أطالب بأن أصبح رئيسا للوزراء لأنى أفهم أفضل منهم بعض الشىء ( هذا مع ملاحظة أن أصغر تافه فى أحزاب المعارضة يعتقد أنه الأجدر بهذا الكرسى ) ؟ هل أطالب بأن تصبح قيادات مركز الدراسات السياسية والستراتيچية بالأهرام وزراء هذا البلد ، حيث الواضح أن هذه الفئة التى تعد على أصابع اليد الواحدة ، هى الفئة الوحيدة فى كل السبعين مليون مصرى التى تملك الحد الأدنى من فهم ما يجرى فى الدنيا حولنا ، وهم المهمشون ، فقط بسبب أنهم الفاهمون ، هم من تصادف أن چييناتهم ليست بيسارية چيينات بقية الشعب وبقية النخبة أو حتى بقية المركز نفسه الذى يمتد الطيف فيه حتى اليسار الماركسى أحيانا ؟ هل أطالب بعودة مصطفى خليل أو كمال الجنزورى للحكم ، وقد شعرنا فى عصريهما بأننا أقرب ما نكون لخصائص العرق البشرى كما هو موجود خارج مصر ؟ الواضح فى كل هذه الأحوال مجتمعة أن فى السبعين مليونا لا يوجد العدد الكافى لتشكيل حكومة كفء ، دع جانبا أن حتى بين هؤلاء النماذج المتقدمة الشاذة الجريئة وبين نظرائهم فى العالم المتقدم لا تزال ثمة فجوة نوعية لا تخطئها العين .

إجابتى كمواطن جلوبى هى أن من حقى أن أحصل على أفضل حكام ممكنين ولا يهمنى قلامة ظفر لون جوازات سفرهم . التنمية هى أن تحكمنا مايكروسوفت وسونى وفايزر ( أو هل لها تعريف آخر ؟ ) . هى وحدها التى يجب أن يكون لها حق الانتخاب والترشيح والتصويت . هذا وحده هو الذى سيكفل رفاة المجتمعات الواقعة الآن فى مهب الرياح العشوائية المسماة بالديموقراطية . كل هذا قلناه من قبل . الجديد الذى نضيفه هنا أن هذه الشركات قد وكلت الپنتاجون الأميركى فى اختيار الحكام المناسبين لكل بلد فاشل أو يمثل عضوا ميتا فى جسد الكوكب كما اعتدنا القول ، ناهيك عن كل بلد ناشز بمعنى أن يكون كائنا سرطانيا يعمل على قتل الجسد كله .

Egyptian author and Nobel laureate Naguib Mahfouz lights a cigarette, November 19, 2002.

Miramar Has Predicted It All!

الپنتاجون وقد عهدت له بهذه المهمة سوف يختار لنا قطعا أفضل المتاح فى العالم وليس أفضل المتاح فى مصر أو العراق أو أيا ما كان . سيختار لنا من خريجى هارڤارد وأوكسفورد ومعهد وايزمان ، فأولئك هم من يفهمون حقا فى الاقتصاد والتقنية والسياسة والعلم ، وأرضنا وبلدنا وشعبنا لن تزدهر حقا إلا على أيديهم . ببساطة هؤلاء تدربوا على أشياء لم يتدرب عليها وزراؤنا فى جامعة القاهرة ، ويعلمون أشياء ويمتلكون مهارات قيادية وإدارية وعلمية لا تتوافر لهم ولا لكل من يدعى الفهم والذكاء أو حتى التواضع ، من المحللين أمثالنا . أخيرا نقول إن الشهادات مهمة للغاية ، تطبيقيا ورمزيا سواء بسواء . وقد كانت العالم الحاسم فى تجارب النهضة لا سيما التجربة الشيلية باهرة النجاح التى لم تكن هارڤارد لتعجبها بالقدر الكافى ، وأتت بكل الوزراء من مدرسة شيكاجو ! وبالمناسبة ، لو سارت الأمور على نحو طيب ودون قلاقل سياسية ، فإن مشكلة العراق الحقيقية الوحيدة اليوم هى الشهادات ، مائة حزب أو أيا ما كان العدد نشأت فى أسبوع ، بينما أميركا لا تجد تكنوقراط ذوى مصداقية لإدارة أى شىء ، فاستأجرت خبراء عاليى التكلفة من شركاتها . فى بلادنا المتفوقون يدخلون كليات الطب والسياحة والإعلام ، فقط الضعفاء ‑وتحديدا من الأقسام الأدبية‑ هم من يدرسون الإدارة والاقتصاد ، ناهيك كما تعلم من حيث مستوى التعليم ، أن لا هذا ولا ذاك يدرس شيئا !

كل التاريخ المكتوب هو تاريخ إمپراطوريات ، الاستثناء الوحيد هو فقط السنوات التسع الأخيرة منذ سقوط الإمپراطورية السوڤييتية . حاليا أميركا فى موقف يسمح لها ‑بل يفرض عليها‑ إملاء الإمپراطورية الجديدة للقرن الحادى والعشرين . إمپراطورية لا تكتفى فقط برعاية الاقتصاد العالمى الذى بلغ ثلاثين تريليونا من الدولارات ، بل تطلقه لآفاق ازدهار غير مسبوقة . بدلا من هذا وذاك هى تتركه الآن نهبا للقرصنة والابتزاز والارهاب والتهديد من كل من هب ودب من الشعوب الفاشلة التى حدث وكان لها ذات الأصوات المتساوية فى منظمة تدعى الأمم المتحدة !

الصندوق مكرر عن الجلوبة 1 لا توضب واحدا دون الآخر اقرأ المعالجة الكاملة فى المدخل الأصلى لهذه الصفحة ، حيث يوجد هذا الاقتباس ، وكذا اقرأ تعميقا له من الزاوية الأمنية بمناسبة تجهيز أميركا للجيل الجديد من الأسلحة النووية

باختصار هذه هى الفلسفة من وراء الاستعمار كما أفهمها : الأرض لمن يستعمرها ( كما أصر منذ عشر سنوات ، وربما منذ ولدت ، أو على الأقل كما تعلمتها من نجيب محفوظ الذى تنبأت ميرامار عنده بكل شىء يحدث اليوم ، وليس فقط تنبأت بهزيمة 1967 —الحديث عن محفوظ العظيم يطول ويطول ، وما كتبناه عنه فى صفحة الثقافة أو غيرها ، ومنه نظريتنا حول ’ المداعبة الثقيلة ‘ المبكرة للعقل العربى ، لأن لا حل إلا حكما يمينيا برعاية استعمار أميركى فى ’ ميرامار ‘ ، ليس إلا لمحة وجيزة ، رغم ما بها من تفاصيل لما قصدناه هنا وغيره ) .

لا يمكن للأمانة الموضوعية والعلمية أن تدفعنى لقول أى شىء عكس هذا . ( وطبعا دون أى تفكير فى تصنع البطولة أو الشجاعة ، ذلك أنى لم أعتبر نفسى من الأصل يوما معارضا سياسيا ولو مرة واحدة ، أن أناهض الفئة الممسكة بالحكم وأطالب بوصول فئة أخرى للسلطة . فعامة وباسثناء بعض الحالات القليلة هنا أو هناك لا أعتقد أنه يوجد من هو أفضل ممن هم فى الحكم بالفعل ، ذلك فى حدود نفس لون الچيينات ، أقصد لون جواز السفر .

The exiled Lebanese Christian General Michel Aoun, the former army commander, addresses journalists during an interview at his Paris residence, August 10, 2001.

What Opposition?

فى المقابل لا أحتقر أحدا قدر احتقارى لكل من يسمى نفسه معارضة فى العالم العربى بريچيماته المحافظة والثورية معا . قليلون جدا هم الذين من طراز معارضة أو قامة العماد ميشيل عون ، أما الغالبية الكاسحة فهم ديماجوچيون مزايدون أسوأ من الريچيمات نفسها يعارضون فى الاتجاه الخطأ ولا حل معهم سوى الإبادة ) .

باختصار : المسألة برمتها إذن مسألة كفاءة . الكفاءة القصوية التى لا تتحقق إلا عندما يصبح هذا الكوكب كيانا اقتصاديا موحدا إمپراطوريا ذا عقل واحد وأعضاء متعددة ، ذلك كما أى متعضية حية فى عالمنا البيولوچى أو السيلكونى أو الثرمودينامى أو أيا ما كان . هذا ببساطة ما تدور حوله كلمة إمپريالية كما ناقشناها منذ بداية صفحة الثقافة حتى بداية هذه الصفحة حتى نهاية كل الصفحات .

ولا نتحدث هنا فى أحلام مجردة أو سيناريوهات فرضية ، بل فى نتائج حية واقعية . لقد حكم سكان العالم الثالث أنفسهم ، فكانت النتيجة أكبر وبال فى كل تاريخ البشرية . ومصر حالة سافرة تغنى عن كل تعليق . فقد حكمها أجانب لأكثر من عشرين قرنا متواصلة دليلا لا يحتمل الجدل على عدم وجود مصرى أهل للحكم . وحين حكمها مصرى فى نهاية المطاف ، قادها هذا المدعو جمال عبد الناصر لهاوية لا قرار لها ، ولا يبدو فى أى أفق منظور أنها قد تتعافى منها يوما ، رغم كل جهود الإصلاح اللاحقة عليه .

A Picture Just Repeated from the Previous Part

(and re-Repeated Later; and a whole New Picture a Year Later):

An Iraqi man kisses the hand of Capt. Andy Maclean of Task Force 2-69 Armor, 3rd Brigade Combat Team, 3rd Infantry Division from Fort Benning located in Georgia, Baghdad, April 9, 2003.

Pic also and with date in 13INFA.html In Arab Culture This Means Respect and Gratitude:

War on Iraq Concluded, Might Not for Nationalist and Islamist Provokers, But at Least for This Good Man.

(This Reuters’ Is Our Final Picture. No. 55, Incidentally the Same as the Hit List!)

Click for a Nice Macromedia Flash Summary of War from Associated Press!

Also: There’s still more hand kissing a year later (here)

 الأدهى أن كل ذلك لم يكن إلا استثناء تم فى غفلة وجيزة للغاية من الزمان سرق فيها أمثال جاندى وناصر مقدرات هذا العرق البيولوچى المدعو الإنسانية ، ونجحوا فى تفتيته على نحو مذرى إشباعا لما فى داخلهم من عقد نفسية ، بينما فى كل بقية الزمان كان الإنسان يعتمد الإمپراطورية هيكلا لبنية مجتمعه الكوكبى السياسية والاقتصادية والإدارية . الإمپراطورية كحتمية تاريخية فرضها قانون الميل إلى الكفاءة القصوية الفيزيائى القاعدى البسيط ، والذى لا يجوز ‑بل وليس بوسع‑ أحد بما فيه إجماع كل العرق البشرى ، الاحتيال عليه . قبل نحو عامين ونصف كتبنا فى الدراسة الأصلية لهذه الصفحة ، لا نملك سوى تكراره كما هو :

’ هنرى كيسينچر كتب فى الفصل الأول من ’ الدپلوماسية ‘ يقول إن لأعظم جزء من البشرية ، ولأطول فترات من التاريخ ، كانت الإمپراطورية هى القالب النمطى للحكومة ( نص الاقتباس صدرنا به الصفحة ) . نحن نقول الحرص الأكاديمى أكثر مما يجب فى هذه الصياغة ، وأن كل التاريخ المكتوب هو تاريخ إمپراطوريات ، الاستثناء الوحيد هو فقط السنوات التسع الأخيرة منذ سقوط الإمپراطورية السوڤييتية ! ‘ .

الصورة كما أتت من بغداد لا تخطئها الرؤية ، وكما قلناها بل وتوقعناها رأى العين من قبل مرارا وتكرارا : لا أعلم لماذا لا يرى أحد فى الاحتلال الأميركى نصف هجرة لأميركا ، هذه التى يحلم بها علنا معظم سكان العالم الثالث . ثم أليست نصف هجرة أفضل بمراحل من العمى كله  ، الذى هو حكم الفاشلين ؟ ما نراه واقعيا أن الشعوب تستقبل قوات المارينز بحرارة لأنها تعلم أنها ستقوم بتنمية حقيقية رفيعة المستوى والكفاءة لصالحها ، يستوى فى هذا دخولهم لبغداد مع دخولهم للقاهرة أو دخولهم لپاريس .

المحرضون من أمثال البى بى سى العربية وصحف الحياة والقدس العربى ، يعيشون فى لندن ، ويتمتعون بحكم الإنجليز لهم ، لكنهم يستكثرون على بسطاء شعوبهم أن يحصلوا على نفس حكم الأجنبى النزيه العادل الحضارى والمتقدم .

 بعد هذا من نافلة القول أننا ناقشنا أكثر من مرة بديهية أن الاستعمار لم ولن ينهب شيئا بل هو الذى صنع وسيصنع قيمة لمواردنا الخام ، والأبعد أنه لا يريدنا متخلفين ، إنما على أعلى قدر ممكن من التقدم حتى يجد من يسوق له منتجاته . كذا قلنا إن فى المقابل القلة المحرضة أمثال ناصر وصدام والأسد والخومينى ترفض الاستعمار لأنها تعلم أنه سيحرمها من جبروت السلطة ومن نهب عرق شعوبها باسم الاستقلال والدين أو أيا ما كانت الشعارات .

الولايات المتحدة تخطو نحو 40 0/0 من الناتج الاقتصادى للعالم ، وبعضنا نحن الحثالة يرفض أن تحكمه . كم تريدون أن تصل هذه النسبة قبل أن تقروا بحق أميركا فى حكم بقية العالم ؟ القاهرة لا تنتج 40 0/0 وتحكم كل مصر . بعض العواصم لا تنتج 10 0/0 وتحكم كل أقطارها . پكين لا تنتج شيئا وتحكم بلايين من البشر . كم تريدون أن تصبح النسبة قبل أن تعترفوا بحق أميركا فى قيادة العالم ؟ ما المشكلة ؟ هل حكم واشينجتون أسوأ من حكم پكين ؟ هل تريدون شيئا ملموسا أكثر حتى تفهموا ماذا تمثل أميركا ؟ تهزمكم فى مباراة لكرة القدم مثلا ؟

الشعوب لا تريد أن تستمع للتحريض بعد اليوم ، وبعد معاناة خمسين عاما نهب وفساد باسم الاستقلال . هم يعلمون تماما أن المحرضين من أمثال البى بى سى العربية وصحف الحياة والقدس العربى ، يعيشون فى لندن ، ويتمتعون بحكم الإنجليز لهم ، لكنهم يستكثرون على بسطاء شعوبهم أن يحصلوا على نفس حكم الأجنبى النزيه العادل الحضارى والمتقدم .

فقط نريد أن نحيى للذاكرة أن أعظم تظاهرتين جماهيريتين مصريتين منذ زوال غسيل المخ الناصرى ( 5 مليون متظاهر موشيه ساسون سفير إسرائيل السابق فى القاهرة فى حديث مع البى بى سى العربية 20030917 بمناسبة 25 عاما على معاهدة كامپ ديڤيد ، ونيكسون قياس من الذاكرة على الأقل فى أى منهما فى شوارع القاهرة وحدها ، وهو 5 أضعاف عدد جنازة ما يسمى بالزعيم الخالد ) ، كانتا فى استقبال نيكسون سنة 1975 ، وفى استقبال السادات العائد من القدس سنة 1977 . وبالفعل سئل نيكسون بسخرية عن أن كل تلك الجموع قد حشدتها له قسرا الحكومة المصرية . تقول الأسطورة مقال لفرييدمان 200304/02FRIE.html ينقل فيه وإن بصياغة أضعف من هذه عن پروفيسور محمد كامل أستاذ الدراسات الأميركية فى جامعة القاهرة إنه رد متسائلا بتهكم أكبر : ومن ذا الذى أجبرهم على وضع الفرحة على وجوههم ؟

Soldiers bought kebab sandwiches from a street vendor, Baghdad, April 17, 2003.

Its Name Is Kebab:

Noticed the Cuban Cigar He Shared with the Victorious?

الأبعد أن باتت الأمور أوضح وأوضح من خلال تجربة الأيام الأخيرة ، وبوادر الاحتجاج بدأت تظهر هنا وهناك : بعد الغزو المظفر للعراق ، الخطوة التالية له ولكل أشباهه ، هى احتلال عسكرى مباشر سافر ودائم ، ذو يد حديدية فائقة الدموية ، يستخدم القوة والبطش حتى أقصى اتساع ممكن لها ، ليخلصنا من فلول كل ذوى الشعارات عربجيين وشيوعجيين وإسلامجيين مرة واحدة وللأبد .

الاستعمار سيأتينا بأشياء رائعة كثيرة لا نهاية لها ، أقلها أن لن تواصل مناهجنا التعليمية وقنواتنا التليڤزيونية بث الهوس الدينى والقومى فى أبنائنا ، وزرع كراهية التقدم والمتقدمين فيهم ، ومن ثم الحكم على مستقبلهم كله بالعزلة والمروق والخراب . لن يدفع الناجح فاتورة إطعام الفاشلين ، لن تجبى ضريبة دون خدمة مباشرة لمن أخذت منه أو لتعطى كصدقة للغير ، لن تنفق البلايين على تعليم اشتراكى لملايين الريفيين لا يستفيد منه أحد ، ولن يدعم الخبز والعلاج ليشجع إنجاب ملايين أخرى من البشر . سيختفى الفساد والرشوة والبلطجة ، وسيأخذ كل ذى حق حقه ، كما منحته له الطبيعة ومنحه له اجتهاده وكفاءته . فقط سيتم الاحتكام لقوانين الاقتصاد الحر ، قوانين العم داروين . ما مات فى تجربة الاستعمار القديم بالذات الفرنسى منه هو شىء واحد ، الأيديولوچية اليسارية وقلبها الأطيب مما يجب ‑أو قل المنافق‑ نحو الثقافات المتخلفة والشعوب المتخلفة التى لن تفوت أية فرصة لعض اليد التى أطعمتها ، إذا لم يتم إفهامها هى ومحرضيها قواعد اللعبة من البداية . إنه لمن حسن الطالع أن الفكر الاستعمارى اليوم موجود فقط عند اليمين العالمى . سوف يكون استعمارا رائعا مثمرا للجميع بلا أخطاء ولا نيران عكسية ، وبالطبع مؤبدا . فقط : يا صفوة العالم اتحدوا !

بعبارة أكثر صلفا : صدام حسين وحده قتل مليونا من أهله وجيرانه . أميركا لو قتلت الآن المليون الصحيح فى كل العالم العربى ، فلربما سيكون هناك عالم عربى جديد بكل معنى الكلمة . وطبعا لا تسئ الفهم فغالبية المليون من المعارضة لا من الحكام !

 نقولها بإخلاص وإيمان ، ولا نرجو أجرا من أى نوع ، ذلك أننا لا نستحق أى أجر ، وأقصى ما نطمح له حياة أقل فقرا ومهانة وقذارة للشوارع وغلبة للغثاء والوسطية والواسطة وتملك للتافهين لكل شىء ولكل منصب وكل مكان .

الاستعمار سوف يحرم أولئك من كل هذا ، وهذا ليس فرضا أو تمنيا بل واقع عاشه أب وأم وسائق كل منا ولا يملون حتى اليوم من الحديث فيه .

لن يدفع الناجح فاتورة إطعام الفاشلين ، لن تجبى ضريبة دون خدمة مباشرة لمن أخذت منه أو لتعطى كصدقة للغير ، لن تنفق البلايين على تعليم اشتراكى لملايين الريفيين لا يستفيد منه أحد بما فيه هم أنفسهم ، ولن يدعم الخبز والعلاج ليشجع إنجاب ملايين أخرى من البشر .

An American soldier raised the flag at a checkpoint near the National Bank, Baghdad, April 18, 2003.

Lost and Found:

April 18, 2003: Once Forbidden, Flags Are Everywhere Now!

Young Iraqis greeted soldiers patrolling a Baghdad neighborhood. They were members of the Third Battation, 187th Regiment, of the 101st Airborne, or Screaming Eagles, April 18, 2003.

The Next Generation:

April 18, 2003: Dancing in the Streets Still Has Nothing to Do with Mosque Provokers!

سيختفى الفساد والرشوة والبلطجة ، وسيأخذ كل ذى حق حقه ، كما منحته له الطبيعة ومنحه له اجتهاده وكفاءته .

فقط سيتم الاحتكام لقوانين الاقتصاد الحر ، أو قوانين العم داروين كما نسميها ، وسيطلق التنافس الحقيقى الذى سيعطى من يستحق منا من العرب نفس ما أعطى ذلك التنافس الحر لشباب الصين والهند المجتهد ، ممن لم ترفع بلادهم أية شعارات عدوانية ضد أحد .

سيختفى الهوس والتحريض باسم القومية والدين من مناهجنا الدراسية ومن شاشاتنا التليڤزيونية . ومن ثم سينتهى زرع كراهية التقدم والمتقدمين فى أبنائنا وبناتنا ، وبالأحرى الحكم على مستقبلهم كله بالعزلة والمروق والخراب . لن يكره أولادنا أحد لمجرد أنه أفضل منهم ولأننا نحن الآباء اعتبرنا إخفاء هذه الحقيقة عنهم هى رسالتنا الوحيدة فى الحياة ، ذلك أن الأميركيين والإنجليز واليهود سيكونون فى الشوارع والمتاجر والمقاهى ، ولن يعودوا بعد ذلك البعبع الشيطانى الموهوم . لن يستطيع أحد تزيين صورة مزورة لهم لأطفالنا ، بل سيكونون لهم كما مدرسة يومية حية للتفكير العلمى والتقدم التقنى والإنضباط الحياتى والرقى السلوكى ، إلى آخر كل ما تعنيه كلمة حضارة . سينهل أطفالنا من هذه المدرسة ما لا تتيحه لهم الكتب قط ، أو لعلنا نأمل أيضا أن تصلح بعضا مما أورثناه لهم من فهلوة وصلف أجوف فى چييناتهم .

فقط شىء واحد مات فى تجربة الاستعمار القديم ، بالذات الفرنسى منه . إنه الأيديولوچية اليسارية وقلبها الأطيب مما يجب ‑أو قل المنافق‑ نحو الثقافات المتخلفة والشعوب المتخلفة التى لن تفوت أية فرصة لعض اليد التى أطعمتها ، إذا لم يتم إفهامها هى ومحرضيها قواعد اللعبة من البداية .

فى سنة 1960 كان الخمس الأكثر ثراء فى العالم أغنى ست مرات من الخمس الأكثر فقرا . فى أقل من 40 سنة الفارق يزحف لما وراء المائة ضعف . هذا يدلك على حجم الجريمة التى ارتكبها ما يسمى بالاستقلال فى حق شعوب الإنسانية . عندما كان الاستعمار ’ ينهب ‘ ما لدى العالم الثالث من ’ ثروات ‘ كانت شعوبه أكثر بحبوحة وكرامة بما لا يقاس مما هى عليه الآن !

ما يسمى بالاستقلال كان فكرة فاشلة ولم يعد خيارا مقبولا . دعك من الجلوبة والتنمية وتوحيد العالم ، أقل ما فى الأمر تلك النتيجة المخيفة المترتبة عليه من تفاقم الفقر ومن ثم زحف عكسى لجحافل الفقراء تغزو الغرب ، تنهش ثرواته كما الجراد وتضخ فيه قيم التخلف والدين ضخا ، وهو فيما يبدو تقليد رائج لحد التقديس فى منطقتنا ككل ، تحديدا منذ نهج عليه ما يمكن تسميته بجراد يثرب حين ترك ذاك الوكر لأول مرة ، فيما سمى بغزوة بدر ، ليغزو كل العالم تقريبا ناهبا ثرواته تاركا إياه جدبا خربا وأرضا محروقة .

الحل ليس فى هجرة جحافل الجراد تنهش ثروة الغرب . الحل أن يعود العالم الأول لحكم العالم الثالث . حكم العالم الثالث لنفسه ‑وبالأخص منه العرب والمسلمون‑ هو جريمة فى حق العالم وجريمة فى حق نفسه أولا . الحكام الوطنيون ، بالذات لو تسموا بالعروبة أو الإسلام ، هم جراد يترك الأرض جرداء ، بينما الاستعمار ، وبالذات الأنجلو‑يهودى منه ، هو الفلاح الذى ينميها ليأكل منها الجميع وهو ، حتى نهاية الزمان !

ومثالنا الحزين هو ما سمى بتجربة الليبرالية المصرية . مر على مصر من الاحتلال أشكال وألوان . إنها محتلة طيلة كل تاريخها تقريبا . بعضهم جاء بمشروع حضارى أخذ وقته وذهب ( الرومان مثلا جاءوا للأراضى التى احتلوها بالكثير من تقنيات الزراعة والرى والصناعات وبناء السفن … إلخ ) ، وبعضهم جاء لينهشها لا أكثر مثل بدو الجزيرة العربية ( ليس لديهم أية مشروع حضارى ولا غير حضارى ، بل لا يعرفون الزراعة ولا الرى أصلا ! ) . ثم بدأت تزدهر تجربة نهضوية على يد حاكم ألبانى اسمه محمد على . عانت من كبوات ، وخيل للجميع أن قضى عليها بهزيمة وعزل الخديوى إسماعيل . هنا يدخل الإنجليز . استعمار غير كل استعمار . وكما من يقوم من بين الأموات ، ازدهرت بشدة من جديد الليبرالية المصرية . لقد أحياها احتلال الإنجليز مصر ، بل وصلت بمصر لأعلى ‑بل أجمل‑ نقطة فى كل التاريخ البائس لهذا البلد ، وبدأت بالفعل تشع بنورها على المنطقة كلها . على أن الأجل لم يطل بها إذ سرعان ما عاجلها وخانها فى الظهر هى والإنجليز معا ،  ذلك الخائن السافل المدعو سعد زغلول ، رافعا أبشع شعار فى التاريخ الإنسانى ، الوطنية والاستقلال .

باختصار : الوطنية والقومية والاستقلال كلها شعارات هدفها طرد المستعمرين الأكفاء واستيلاء حفنة من المحرضين المحليين الانتهازيين والفاشلين على السلطة وفتات الثروة . والآن تتوق الشعوب لأيام كان يحكمها فيها مستعمرون أكفاء نزهاء ويشتغلون من أجل تقدم كل العالم .

الصندوق الأصلى فى الثقافة لا توضب واحدا دون الآخر المناقشة الأصلية هذه لفكرة الاستعمار موجودة بصفحة الثقافة . كذا ثمة متابعات فى صفحات سپتمبر 1 و2 والجلوبة بمناسبة تنصيب حامد كرزائى فى أفجانستان ، ومن ثم الخطط الشبيهة للإطاحة بصدام حسين وأمثاله من حكام المنطقة

إنه لمن حسن الطالع أن الفكر الاستعمارى اليوم موجود فقط عند اليمين العالمى . سوف يكون استعمارا رائعا مثمرا للجميع بلا أخطاء ولا نيران عكسية ، وبالطبع مؤبدا . أو مرة أخرى : يا صفوة العالم اتحدوا !

لكن مهلا ، هل الأمور بهذه السهولة فى مصر كما فى أى مكان آخر . يبدو أنى لم أجب بعد على السؤال الأصلى ، هل ستنجو مصر من الاحتلال ، هل سيكتسحها الاحتلال ، أم هل ستنجو على نحو أو آخر فى ظل الاحتلال . لن تصدقنى إن قلت لك لا أعرف .

مصر دائما أبدا حالة خاصة ، اسمها الفهلوة . ولست من الشجاعة أن أجزم بأن الاحتلال سيشتغل فيها .

ولا أملك سوى انتزاع الفقرة التالية من صفحة الثقافة كما كتبتها فى أكتوبر الماضى ، وأضعها هنا كما هى ( الواقع القصة طويلة جدا ، وغاضبة جدا ، وعنوانها ’ إنديانا چونز ‘ ساخر جدا متشائم جدا . وارجع لها كاملة هنا لو شئت ) :

’ ببساطة ما يلى حتى آخر الفقرة منقول كما هو من الثقافة 3 لا تعدله هنا فقط متناهية ما يسمى بالنخبة المصرية التى تنقلت بمنتهى السلاسة ما بين الوطنية والشيوعية والقومية والإسلام انتهاء بالانتفاضة التى صهرت الأربع فى أيديولوچية موحدة ، اختزلت كل هذه المراحل فى خلاصة فحواها مجرد العداء الانفعالى لا أكثر لأميركا وإسرائيل . تلك النخبة سوف تلتف من جديد حول المحتل القادم . لن تعدم الوسائل لإقناعه أنها أكثر منه ليبرالية وعلمانية وصهيونية …إلخ ، بشرط واحد أن لا ينفذ أى شىء على أرض الواقع ، و‑وهو الأهم‑ أن تظل هى كما هى أسوأ ’ نخبة ‘ على وجه الأرض ! ‘ .

بصراحة ، ومرة أخرى ككاتب متواضع بجد ، أقول إنها معضلة بلا حل ، أو إن حلها ليس من اختصاصى ، إنما من اختصاص الچنرال فرانكس وحواسيبه الذكية ! اكتب رأيك هنا

 

 21 أپريل 2003 : الجدل هائل حول موضوع الأوپك ، لكن كما يقولون الجنازة حارة والميت كلب .

الأوپك يقول إنه وجه الدعوة لعامر رشيد وزير الپترول فى ريچيم صدام . القصص المفبركة من المكتب الإعلامى لبشار الأسد ‑أقصد المكتب الإعلامى لحسن نصر الله ( محمد سعيد الصحاف سابقا ، وياسر عرفات سابقا سابقا ، وأحمد سعيد صوت العرب سابقا سابقا سابقا ) ، تقول أميركا تريد إرسال أميركيا لحضور الاجتماع باسم العراق .

المدعو الزبيدى الذى نصب نفسه حاكما لبغداد وحاكما مؤقتا للعراق ثم انكمشت طموحاته ليجعلها حاكما لبغداد فقط ، ثم انكمشت مرة أخرى ليقول إنه منسق ما بين الأميركيين والشعب العراقى ، يقول إنه سيرسل أحد مساعديه لاجتماع الأوپك . أميركا نفسها طلبت من الأمم المتحدة رفع الحظر عن العراق كى يصدر پتروله . ما كل هذا الهراء ؟ أميركا دخلت الحرب وأنفقت كل هذا من أجل تقديم الاعتراف والائتمان للأوپك ؟

President Bush receives applause as he speaks at Boeing F-18 Production Facility, St. Louis, April 16, 2003.

Kiss! Kiss! Boeing! Boeing!

لا أبالغ إن قلت إن المفروض أن تكون ثمة نقطة واحدة على أچندة الاجتماع المقبل ، هى حل الأوپك . أميركا لا تريد شيئا من الأمم المتحدة سوى أن تكتب وثيقة انتحارها بالتقسيط ، مع إعفائها هى من التوقيع عليها .

نفس الشىء مع الأوپك . لو لزم الأمر سوف تكف عن شراء پترول العالم كله وتقول له اشربه لو شئت ، وتضخ پترول العراق لنفسها بجنون ( تعبير قديم ) ، ذلك إلى أن يهوى سعره لعشرة دولارات . أليس لأهداف كهذه يحارب الناس ، ولا لكم رأى تانى ؟ ( أيضا لا تسألنى عن مصير پترول تكساس وأوكلاهوما ، فكلمة جلوبة لا تعنى أن أميركا مستثناة من القيام بتعديلات هيكلية هى نفسها ، وإحالة بعض الصناعات الجديرة بالعالم الثالث للعالم الثالث ! ) .

Retired US Lt. General Jay Garner, stands under a map of Iraq as he listens to a briefing on the power situation, Baghdad's southern power station, April 21, 2003.

Power (Plant) Is Mine:

‘The coalition alone retains absolute authority within Iraq!’

بعد يومين أصدر جارنر بيانا رسميا شديد اللهجة يرفض فيه الاعتراف بأى أحد ينصب نفسه ، مؤكدا بلفظ لا يقبل اللبس أن التحالف هو السلطة الوحيدة فى هذه البلاد . فى الواقع هذا أول إعلان أميركى رسمى بسلطتها على العراق . أيضا كذلك 24ISLA.html ثم إنذار رسمى لإيران بعد التدخل فى الشئون العراقية ، وأيضا رامسفيلد قبل هذا بيوم يجزم أن الحكومة سلطة رجال الدين هى الشىء الذى لن يحدث مطلقا فى العراق [ ثم فجر يوم 25 فى مقابلة أكثر جزما مع الأسوشيتيد پرس ] .

عامة أصبحت كلمة الديموقراطية التى طالما استخدمتها الولايات المتحدة ، تكتسب ملامح محددة ، وباتت مرادفا واضحا لكلمة اللا أيديولوچية ، أو بكلمات أكثر تحديدا العلمانية والاقتصاد الحر . كما تعلم نحن لا نحب الكلمة أصلا ، بل وضعناها على قائمة الضرب hit list لنا ، لكن فقط نجد أنفسنا مضطرين لتكرار شرح ما يقصده بها الغرب ، بالذات أميركا ، لأنه شىء مختلف جذريا عن فهم العرب لها . حين يقول مواطن أو مسئول غربى تحويل دولة ما لدولة ديموقراطية فإنه لا يعنى مجرد نظام انتخابى لتداول السلطة يأتى حتما بالإسلاميين للحكم ( أو لا يأتى فهذا ليس المهم ) ، إنما يقصدون مفهوما شاملا لدولة حداثية مؤسسة على الاقتصاد الحر من ناحية ( وهذا جوهر الديموقراطية الأميركية التى يميزها حتى أوروپا ) ، ومن ناحية أخرى تمنح أقصى الحقوق الشخصية للأفراد بما فى ذلك حقوق واسعة للمرأة تساويها مع الرجل ليس على الطريقة الإسلامية المضحكة إنما كما تعرف كتب الحساب كلمة مساواة ، وبما فيها إلغاء الرقابات على الإعلام والسينما والصحافة ، وتكفل إن لم تكن تشجع الحرية الجنسية كرأس للحريات جميعا ، وقطعا تحيد الدين من الحياة العمومية ( وليس السياسية فقط ) لأقصى درجات التحييد .

هكذا تتم الاجتماعات الآن فى أرجاء العراق ، وتعلن الأحزاب وتكتشف أميركا وتربى القيادات الجديدة ( منها لقاء غطته الأسوشيتيد پرس AP-Iraq-Garner.html وكذا المراسل حمدى فرج الله فى البى بى سى العربية ، لجارنر مع أكاديميين وتكنوقراط وكتاب ومثقفين وشعراء فى بغداد يوم 24 أپريل ، منهم أكراد ومسيحيون وسوريانيون …إلخ ، والقاسم المشترك الإيمان الواضح بالعلمانية والليبرالية الاقتصادية ) . يا لها من مسيرة رائعة تستحق كل التهنئة للشعب العراقى الذى آن له أن يتخلص من جميع الشعارات الجوفاء المتعجرفة عروبية كانت أو إسلامية .

Philip J. Carroll

Governing Iraqi Minister of Oil as the natural future for Shell Oil executives!

أما الوحيدون الذين يطالبون بصدق الديموقراطية فهم التيارات الإسلامية شيعية وسنية سواء بسواء . سيشعلون حربا أهلية ، ويدركون جيدا أن الفوضى هى فرصتهم الوحيدة للقفز للسلطة . ولا جديد فى هذا فهم أصحاب خبرة جيدة فى استثمار الفوضى فور خروج القوات الأميركية ، وسوابقهم باهرة فى لبنان والصومال وغيرهما .

للمزيد عن خطط أميركا للپترول العراقى ونتائج اجتماع الأوپك التى تكاد توحى بحل المنظمة حيث لم يخفضوا الإنتاج بالكم المتوقع ، اقرأ هنا و هنا . كذلك يوجد هنا ملخص لقصة الوول سترييت چورنال 25 أپريل عن بعض التفاصيل عن ملامح الخطة التى رسمتها أميركا لمستقبل پترول العراق .

أبرز ملامح الخطة أن سيدير أربعة أو خمسة خبراء عراقيين وزارة النفط ، رئيسهم سيقدم تقاريره ‑وكذا سيكون عضوا‑ للجنة عليا مكونة فى غالبها من مسئولين من التحالف ، وتعد صاحبة السلطة العليا فى پترول العراق .

المرشح لرئاسة هذه اللجنة هو فيليپ چيه . كارول ، شيخ التنفيذيين السابق لشل أويل الذراع الأميركى لشركة شل ، وسيقدم تقاريره بدوره للچنرال جارنر . إذا أضفنا الچنرال فرانكس كحاكم عسكرى فوق الجميع ، تبدو الصورة جلية : لا وجود للعراقيين فى أية هيراكية للسلطة حتى المستوى الثالث أو الرابع منها .

للمزيد عن شخصية فيليپ چيه . كارول وخططه لمستقبل پترول العراق ، اقرأ هذا الپروفايل اللاحق من النيو يورك تايمز .

Ayesha Makin, a niece of the Duchess of York, flashes Australian designer Fashionassassin's label at a show during Australian Fashion Week, Sydney, May 7, 2003.

The Secularism We Need:

A new red cross suggested by Ayesha Makin!

بعد قرابة نصف قرن من الاشتراكية لا تتوقع وجود كفاءات عراقية من أى نوع ( إلا طبعا لو اعتمدت المعايير الاشتراكية فى تعريف كلمة كفاءة ! ) . حتى الدكتورة أنثراكس والمدام جرثومة ، ثبت أنهما بالونات إعلامية لا أكثر وفشلوا فى تنمية حتى أبسط أنواع الأسلحة ! لذا بالنسبة لما قلناه أعلاه عن ذوى الشهادات عاليى الكلفة ، وافتقاد الكفاءات داخل العراق كما فى أى مكان تقريبا فى العالمين العربى والإسلامى ، فقد شكلت أميركا بالفعل فريقا من مائة وخمسين تكنوقراطيا عراقيا مقيما بأميركا ، ممن يحتلون مراكز بارزة بالصناعة والجامعات الأميركية ، لعله اشتهر باسم رئيسهم المهندس عماد ضياء من إحدى محطات شركة فايزر بولاية ميتشيجان ، والذين انتقاهم وولفوويتز بشخصه لإدارة المناصب العليا فى الوزارات العراقية المختلفة ، فى المستوى التالى مباشرة للخبراء الأميركيين . هؤلاء بدأوا الانتقال بالفعل للكويت فبغداد اعتبارا من يوم 25 أپريل ، للانضمام لمكتب الچنرال جارنر المسمى Office of Reconstruction and Humanitarian Assistance . وبعد قليل باتت متاحة صورة عن قرب لأفكارهم ككل . ومنها تخطيطهم لدستور علمانى صريح ، ولعلاقات قوية بين العراق وإسرائيل ، وحتى لأشياء من قبيل إلغاء عقوبة الإعدام فى العراق ، كما تقول قصة النيو يورك تايمز .

كل هذا وذاك وتلك يقول إننا بالفعل بصدد احتلال دائم حضارى ذو خطط شاملة متكاملة وبعيدة المجرى . ما من شك أن هذا ما يريده بالضبط المواطن العراقى العادى ، الذى لا نعتقد أن من السهل مرة أخرى استدراجه للشعارات قومية كانت أو إسلامية . نكرر له التهنئة ، مع التمنيات لبقية شعوب العالم الثالث الذين لا شك أن بدأ يداعبهم حلم الخلاص من الفقر وحكم الجراد عما قريب ] .

نعم ، لن يحكم العراق أو غيره ، إلا تنفيذيين أميركيين عاليى الاقتناع بالاقتصاد الحر ، وبالإمپريالية كالأداة الوحيدة لتطبيقه .

تحديث : 28 أپريل 2003 : الأكثر إثارة هو ما يخص خطط أميركا المستقبلية للزراعة فى العراق . الجارديان التى لا تخفى شيوعيتها أجرت قصة غاضبة اليوم عن تكليف دان أمستوتز بملف الزراعة العراقية . أمستوتز أحد قدامى تنفيذيى شركة كارجيلل الأميركية ، المصدرة الأكبر للحبوب للعالم ، وكان المفاوض الرئيس لدورة أوروجواى المعين من قبل الرئيس ريجان ، أحد قطبى الثورة اليمينية التى غيرت العالم ، الثورة الثاتشرية‑الريجانية . باختصار هو أحد الرموز الكبرى لتحرير الاقتصاد العالمى ، وقصص كفاحه الطويل لفتح أبواب العالم أمام الحبوب الأميركية الرخيصة ملحمة دخلت التاريخ حتما ، ولطالما كافح الفاشلون ضدها باعتبارها تدميرا للزراعة عبر العالم ، ومنهم منظمة أوكسفام التى تبنت الحملة التى تحدثت عنها الجارديان . هذه المرة تقول كلام أسعدنا ’ تعيين أمستوتز لإدارة زراعة العراق يعادل تعيين صدام حسين فى كرسى مفوضية حقوق الإنسان ‘ .

Ayesha Makin, a niece of the Duchess of York, flashes Australian designer FASHIONASSASSIN's label at a show during Australian Fashion Week, Sydney, May 7, 2003.

That’s What America Is Made for, Say Iraqi Doctors!

نعم ، نحن لا نطمح لأقل من ثورة تهدم كل الهيمنة ممتدة المفعول للفكر الاشتراكى على العقلية العالمية ، ذلك أننا ببساطة لا نفهم ما هى الحكمة فى الإبقاء على تلك الكيانات الاقتصادية الفاشلة عبر العالم ، وفى نفس الوقت يطالبون بدعمها بالمعونات ، وكلنا يعلم أن اليسار لا يهمه القضاء على الفقر ولا غيره ، ولا أى من حقوق الإنسان . فقط يهمه حق واحد للإنسان هو حق إنجاب المزيد من الفقراء .

عند هذه النقطة لا نرى أننا فى حاجة لتكرار كل كلام الموقع مرة أخرى . فقط نقول : نعم ، لن يحكم العراق أو غيره ، إلا تنفيذيين أميركيين عاليى الاقتناع بالاقتصاد الحر ، وبالإمپريالية كالأداة الوحيدة لتطبيقه ] .

تحديث : 1 مايو 2003 : التعيينات ‑أو سمها حديث الشهادات‑ مستمرة وكلها مثير للاهتمام ، لكن اليوم جاء القرار الكبير : تعيين إل . پول بريمر حاكما مدنيا للعراق ، يترأس الچنرال جارنر . هذه قصة كبيرة لا بد أن نفتح لها مدخلا رئيسا مستقلا بالأسفل ، فمن خلالها قد نستكشف بعضا من ملامح الفكر الإمپراطورى المقبل ] .

The World with Commanders' Areas of Responsibility

Source: www.defenselink.mil

The World According to Pentagon!

الخريطة المجاورة ليست جديدة . هى التقسيم التقليدى للپنتاجون للقيادات العسكرية لمناطق العالم المختلفة . لكن تأملها اليوم ونحن نرى الملامح الأولى جدا لكيف ستدير القيادة المركزية العراق ، ربما يأتينا ببعض التأملات الجديدة ، نرجو منك أن تشاركنا فيها بالمناقشة : ماذا لو عينت سكرتارية الدولة نائبا للسكرتير پاول مقره الدوحة ، وتأمر السفارات الأميركية فى المنطقة الوسطى بتقديم التقارير له ، وتلغى الاتصال المباشر لها بواشينجتون . ثم ماذا لو اضطرت بالتالى جميع دول المنطقة إلى نقل سفاراتها من واشينجتون للدوحة حيث المكان الذى يوجد فيه أصحاب السلطة والقرار الوحيدون ممن يمكن محادثتهم . ثم ماذا ‑وهى الخطوة الطبيعية التالية‑ لو أخذت سفارات القيادة المركزية فى العواصم العربية وشرق الأوسطية هذه هى التى تدير الحكم فى تلك البلاد على نحو مباشر ، وتتلقى هى تقارير الحكام المحليين دون الحاجة لأية سفارات لهم فى الدوحة أو غير الدوحة . رابعا ثم ماذا لو نقلت القيادة المركزية للقدس بعد ذلك ( أو قبله لو شئت ) ، أو ليست هى العاصمة الحقيقة ’ للقيادة المركزية ‘ ؟ ألا يعد كل ذلك برمته سيناريوها جيدا لانتقال سلمى تدريجى ومنطقى لأول نواة للتنظيم الجديد للحكم الإمپراطورى الوشيك والقادم لكل العالم لا محالة . الآن أترك لك تخيل سيناريوهات بقية المناطق !

Defense Secretary Donald Rumsfeld, at a news conference at the Pentagon, April 25, 2003.

Pic with no comment also in 25CND-PENT.html All But the Flag of Islam:

23IRAN.html: ‘An Iranian model of government would not be consistent with the democratic and pluralistic principles the United States believes should be adopted by an emerging Iraqi government… I think there are an awful lot of people in Iran who feel that that small group of clerics that determine what takes place in that country is not their idea of how they want to live their lives!’

—Defense Secretary Donald H. Rumsfeld, April 22, 2003

an Associated Press interview 3:07 a.m. ET AP-US-Iraq, 20030425.html, AP-Rumsfeld-Interview.html: ‘If you’re suggesting, how would we feel about an Iranian-type government with a few clerics running everything in the country, the answer is: That isn’t going to happen.’

—Defense Secretary Donald H. Rumsfeld, Early April 25, 2003

26ISLA.html ‘A vocal minority clamoring to transform Iraq in Iran’s image will not be permitted to do so. We will not allow the Iraqi people’s democratic transition to be hijacked for — by those who might wish to install another form of dictatorship.’

—Defense Secretary Donald H. Rumsfeld, Late April 25, 2003

هم وتعليق عامان ، وليس بمناسبة جزئية بعينها : نوايا أميركا مجهلة على نحو غير مسبوق . هذه مشكلة منهجية شخصية لنا . بعد أن كنا نقرأ خطط أميركا كالكتاب المفتوح ويفخر موقعنا بهذا فخرا هائلا منذ 11 سپتمبر 2001 على الأقل ، أصبح فى إمكاننا فقط التنبؤ بما سيحدث على المجرى الطويل ، أما الخطوة التالية مباشرة فلا يعرفها أحد ، أو نستنتجها بصعوبة بالغة وبدقة أقل كثيرا من السابق . نبوءاتنا للمستقبل البعيد سهلة ، وترجع فى الزمن فى المادة المتاحة على الموقع لكتاب حضارة ما‑بعد الإنسان ( 1989 ) ، والمنهج أسهل وفعال جدا كما هو واضح ، وأشرنا له على نحو وجيز فى وقت مبكر من هذه الصفحة حيث أسميناه استعارة عن الديناميات الحرارية وميكانيات الموائع وما شابه Steady State Condition . أما التنبؤ بالمستقبل المحدق ، فهو يخضع لحسابات معقدة جدا وعوامل كثيرة للغاية ، لطالما قلنا بما فيها فى الكتاب المذكور نفسه ( الباب الثالث - الفصل الأول ) ، إنها تحتاج لحسوايب فائقة الذكاء ، وتفوق حدود أى عقل إنسانى ، بما فى ذلك العبقريات المؤكدة الحالية أمثال رامسفيلد ووولفوويتز وپيرلى .

بمناسبة الحواسيب الذكية ، ربما أمكن أيضا تمثل حالة الفوضى السائدة فى العراق ، أو ما يمكن وصفه بفترة استراحة أو إعادة تقييم أميركية للموقف ، بأنه يشبه عملية عصرنة update أو طزجنة refreshing للثوابت الرياضياتية constants فى البرمجة الحاسوبية ، أو لعلنا نقصد أنه كذلك فعلا بناء على طلب الحواسيب . ليست كل المدخلات inputs الحاسوبية متغيرات variables بالضرورة ، لكن ما يعتبر ثابتا لتسهيل الإجراء processing قد يتغير بعد فترة طويلة ما ، أو بعد طروء مستجد كبير . الحواسيب المبرمجة على معطيات كذا وكذا ( عن القوى السياسية العراقية مثلا ) تتوقف قليلا ، لتعيد إدخال ما يعد ثوابتا فى معادلاتها ، ومن ثم بدء الحسابات من جديد عليها . عامة لا يمكن ، وليس من المفيد برمجة الحواسيب على محاكاة للموقف إلى ما لا نهاية ، ناهيك عن أن الطريات software نفسها يتم تطويرها من حين لآخر ، بنسخ versions جديدة . حرب العراق حدث كبير ، أيضا لا شك أن ردود الأفعال البشرية ‑كما حالها دائما أبدا‑ شىء لا يمكن التكهن به بدقة كبيرة مسبقا ، كما أن بعض الحوادث الصغيرة ( قتل خطأ مثلا ) قد يكون له تداعيات كبيرة ، أيضا لا أحد يعرف لأى مدى سيحتوى الشعب العراقى التحريض المحتمل ضد هذا الغزو ’ الكافر النصرانى الصهيونى الإمپريالى ‘ ، وهلم جرا . أميركا اختارت هذا الشهر وربما الشهر القادم أيضا ، كى تترك الأمور تجرى فيها على أعنتها . مثلا تدع الجميع فيها يعبر عن نفسه ، ويحاول إثبات قوته ( ثبت مثلا أن أحمد شلبى ديموقراطى أخرق لا جدوى منه ولا بد من تحييده ، أو أن نفوذ المتدينيين داخل الشيعة قد يكون أقوى مما سبق تمثله …وهكذا ! ) ، بعدها ستبدأ المحاكاة الحاسوبية فى تمثل المستقبل مرة أخرى من نقاط انطلاق ’ معصرنة ‘ أو ’ طازجة ‘ جديدة أكثر فائدة ودقة بكثير . [ لعل أكبر نتيجة لهذه ’ الوقفة ‘ هى القرار الدرامى بتعيين حاكم مدنى أميركى تخصصه هو الإرهاب ، هو إل . پول بريمر ، تابع القصة بالأسفل ] . اكتب رأيك هنا

 

Newt Gingrich

The ‘New Right’ Started Here!

 23 أپريل 2003 : بالأمس فجر نيوت جينجريتش أيضا 23GING عاصفة كبرى . قال إن سكرتارية الدولة فى جريها وراء استصدار قرارات من مجلس الأمن تخص العراق وإقناع تركيا بتقديم قواعدها لأميركا ، بالفشل الدپلوماسى الذريع ، وأن لم يكن من هدف له إلا عرقلة الحسم العسكرى كطريق وحيد لحل الأزمة ، وقال إن ما مضى كان ستة شهور من الفشل الدپلوماسى وشهرا من النجاح العسكرى ، وأن أميركا تقف الآن موقف الدفاع فى كل شىء إلا جيشها . والآن بعد النصر لم يعد لها من شغل شاغل إلا إجهاض المكاسب التى تحققت فى ميدان القتال . ووصف تفويض روسيا والاتحاد الأوروپى والأمم المتحدة بإنشاء دولة فلسطينية بكارثة جلية للدپلوماسية الأميركية . وبالنسبة لسورا وصف زيارة پاول لبشار بأنها مهزلة ، وطالب بتبنى ستراتيچية سكرتارية الدفاع المتكاملة لدحر الريچيم السورى أو بكلماتهThe United States military has created an opportunity to apply genuine economic, diplomatic and political pressure on Syria . ( متحدث المنزل house speaker الشهير السابق ‑اقرأ ما كتبناه عنه من قبل‑ هو الآن عضو فى إحدى لجان رسم سياسات الپنتاجون ) . وفى النهاية ، ودون أن يرى العيب فى السكرتير پاول شخصيا بل فى المؤسسة التى يرأسها سكرتارية الدولة التى وصفها بـ institution that's broken ، ودعا فيما يخصها لما أسماه تغييرا دراميا صلفا bold, dramatic change . ( تابع المزيد عن كلامه عن خارطة الطريق والدولة الفلسطينية فى صفحة الإبادة المخصصة بالأخص لما يسمى بالقضية الفلسطينية ) .

المدهش ليس أى شىء من كل هذه ’ العاصفة ‘ ، إنما شيئان : الأول أن الزعيم الذى ولدت مع اسمه كلمة اليمين الجديد أو اليمين المسيحى أو أيا ما كان الاسم إبان العصر الكلينتونى ، كان رمزا للمناداة بالانعزالية الشديدة فى السياسة الخارجية ، والآن أصبح من صقور احتلال كل العالم عسكريا . الثانى ‑ولعله الأهم‑ أن جاء رد پاول سريعا جدا : أيضا 24FRAN.html أعلن بنفسه أكثر المواقف تقدما إطلاقا فى كل تاريخ الفكر الإمپراطورى الأميركى حتى اللحظة : عقاب فرنسا !

The three women of country music band the Dixie Chicks (Emily Robison, Natalie Maines and Martie Maguire) pose nude on the cover of Entertainment Weekly magazine released on April 24, 2003 in a defiant answer to a backlash over their opposition to the war in Iraq.

‘Saddam’s Angels’ Is Fine!

بألفاظ قاسية لا تليق إلا بدول الموز . السؤال التليڤزيونى الذى وجه له كان صريحا مباشرا ويقول : هل على فرنسا أن تواجه عواقب بسبب موقفها قبل حرب العراق ؟ الإجابة كانت أصرح وأكثر مباشرة ، وسريعة جدا : نعم ! الكلام لا يدور فقط عن تحييدها فى حلف النيتو ، إنما فى عقوبات اقتصادية مباشرة . [ بعد يومين انضم چورچ دبليو . بوش شخصيا للحملة بكلمات أشد صلفا وأكثر إهانة من الكل ، حيث نقلت عنه الرويترز ، صورة ياهوو File photo of U.S. President George W. Bush, who miffed over France's opposition to the Iraq war, has said French President Jacques Chirac should not expect an invitation to his Texas ranch any time soon.htm قوله إن على چاك شيراك ألا يتوقع دعوات لمزرعته فى تكساس قريبا . نعم هكذا يكون التأديب ! … نقصد الخطوات الأولى للتأديب ! ] .

فرنسا يا سادة هى رأس الأفعى ، قلنا هذا وقلنا مرارا ومرارا إن تخلف العالم سوف ينبت وينبت من جديد من دون القضاء على ريچيم الجمهورية الفرنسية الذى قاد العالم لخراب متواصل منذ 14 يوليو 1789 حتى اليوم . فى كل مرة كنا نقول إن قوى الظلام العالمية إسلامية عروبية شيوعية ومركز قيادتها العليا عاصمة النور پاريس ، قوى لا تفهم سوى لغة القوة والبطش بما فيه النووى لو تطلب الأمر . واليوم يتعين علينا ولا شك القول بأن وضع أميركا لفرنسا فى صدارة قائمة الدول الناشز هو خطوة جيدة جدا طال انتظارها ، وأن ليس لنا إلا انتظار المزيد .

تحديث : 7 مايو 2003 : ما جرى مع تركيا منذ وصول الإسلاميين للسلطة فيها ، ظللنا نتابعه فى صفحة الحضارة . اليوم ننوه هنا بأن تأديبها بدأ هو الآخر ، بإنذار شديد الوضوح ، وصلف بدرجة جيدة ، من پول وولفوويتز لها بضروة تقديم اعتذار رسمى لا يحتمل اللبس عن كل ما فعلته من تمنع إبان الحرب ، وأنها الآن نادمة ندما كليا ، وسوف تتصرف مستقبلا فى خدمة المصالح الأميركية بما لا يقبل التأويل أو التفاوض ، وإلا فعليها أن تواجه العواقب ] .

تحديث : 17 يونيو 2003 : ولا تزال الحملة مستمرة . 17CND-GING.html جينجريتش واصل اليوم التصعيد وتكثيف الهجوم الشجاع وعميق الصواب ضد سكرتارية الدولة ، مؤكدا ببساطة ووضوح مذهلين أن وظيفة كولين پاول وسكرتاريته هى شرح السياسات الأميركية للعالم وليس مناهضتها ، وحمله بالتالى مسئولية المشاعر المناهضة لأميركا هنا وهناك . والمقصود طبعا أنه بالنسبة لدولة إمپراطورية يتقلص عادة دور ما يسمى وزارة الخارجية إلى مجرد مكتب إعلامى . كتب فى الفورين پوليسى تحت عنوان لا يحتمل اللبس ’ سكرتارية الدفاع الناشز ‘ يقول موجزا كل شىء : The world does not have to love us, but it must be able to predict us .

بنفس الحزم كتب جينجريتش عن مصر يقول إننا نعطيها المعونات كى تهاجمنا بنقودنا من خلال إعلامها الموجه . وهذا يتطلب وقفة ، ليس وفضائح ما يكتبه إبراهيم نافع وسمير رجب تملأ الإعلام الغربى على نحو شبه يومى ، إنما لشىء قد يكون أبسط من هذا بكثير ، ومر مرور الكرام ، يخص السياسة التى تدير بها الحكومة هيمنتها على موجات الإف إم الإذاعية !

ليس غريبا أن جاء كلام جينجريتش بينما تسمح الحكومة المصرية لأول مرة منذ سبعين سنة ، بإنشاء محطتى إذاعة موسيقيتين قطاع خصوصى ، بدأتا البث التجريبى بالفعل على موجات الإف إم فى الرابع من هذا الشهر ، وفى نفس الوقت تمنع منح موجة لمحطة سوا الأميركية أو حتى للبى بى سى التى تعج بالقوميين والمتأسلمين ، ذلك لمجرد أنهما غير مصريتين ، ويعد منحهما موجات انتقاصا من السيادة الكبيرة جدا لمصر على أرضها ( وعلى محيطها الإقليمى لو أخذنا بالتصريحات الجوفاء لكبار المسئولين ! ) .

ربما القناتان الجديدتان تحديثيتان بالفعل ، ’ نجوم إف إم ‘ للموسيقى العربية المسماة استهجانا بالشبابية ، وNile One للأغانى الأجنبية الشابة جدا بالطبع . كذا فنجاحهما خرافى ، فلا أحد تقريبا فى السيارات الخصوصية أو التاكسيات أو حتى المايكروباصات الأجرة ، إلا ويقرع السائق باستهجان إذا لم يكن منغما جهازه على إحداهما . وغنى عن الذكر بجانب هذا أن ذهبت فى خبر كان محطة القطاع العمومى ، المحطة ذات المواصفات الحكومية الرشيدة ، التى لم يعد يسمعها أحد ، محطة حلمى بكر ، محطة يا ليل ياعين ، المحطة المسماة إذاعة الأغانى ، التى تريد عبثا العودة بالناس لبلاهات العصر الحجرى ، عصر أم كلثوم ومن شاكلها .

لكن كل هذا لا يبرر تجاهل أن إذاعة سوا ( التى سبق وقلنا إنها خليط مستحدث من الخبر الموضوعى الوجيز والغناء العصرى المسهب عربيا وأجنبيا معا ، يكاد يلامس العبقرية من حيث تناغم مكوناته الثلاثة معا ) ، يجب أن تكون فى الطليعة إطلاقا على موجات الإف إم ، قبل أى أعلام مصرى حكومى بدائى أو خصوصى أفضل بدرجة ما ، رغم ضعف الموارد فى كلتا الحالتين . ذلك بالطبع إذا ما افترضنا أن ثمة رغبة فى تنوير وانفتاح حقيقيين ، لكن كما يقول جينجريتش ، العكس فقط أى التحريض هو المتاح على أچندة الإعلام المصرى . وطبعا زيارات پاول وكلامه المائع دائما أبدا ، لا يجبر أحدا على أية خطوات تنويرية ، بل يشجعهم على مواصلة ما يسمى البيزنس كالمعتاد ، ألا وهو الانصياع الآمن ( وما هو بآمن قط واسألوا الرئيس السادات ) ، لقوى التطرف والديماجوچية المحلية إسلامية كانت أو قومية .

السؤال فقط : نحو أى منصب وظيفى بالضبط يسعى جينجريتش فى ولاية بوش الثانية ؟ أيا كانت الإجابة فهى لن تسعد بحال الإعلام المصرى ! ] .

تحديث : 20 يونيو 2003 : الانحياز الصارخ الأعمى لكولين پاول للعرب تبدى مرة أخرى واضحا اليوم ، بطلبه من إسرائيل الإنسحاب من شمالى قطاع غزة وبيت لحم ، حتى لو يكن هناك ’ وقف لإطلاق النار ‘ . تابع فى صفحة الإبادة لماذا كم هو فضيحة مثل هذا الموقف ] .

طبعا العالم ما‑بعد العراق ، أوسع من أن يكون موضوعا قصرا على هذه الصفحة . من أوائل الموضوعات قصة أبردناها اليوم فى صفحة الليبرالية عن عضو العموم چورچ جاللواى ، نقلا عن التليجراف ، تقول إن ’ العملية : مريم ‘ لم تكن لوجه الله بالمرة . وأنه كان على قائمة المرتبات الثابتة للاستخبارات العراقية بما قيمته نصف مليون دولار سنويا . آن الوقت لنعرف كم كان بيزنس السلام بيزنسا مربحا جدا وليس مجرد شباب غر يتظاهر عاريا ، أما حقارة اليسار فنحن نعرفها منذ يوم سقوط الباستيل . اكتب رأيك هنا

 

 29 أپريل 2003 : اليوم أيضا 29CND-RUMS.html قررت أميركا سحب قواتها من السعودية . خبر محزن بكل المقاييس . أميركا تبحث عن توفير بعض الأموال ، أو ترى أن السعودية لا تعطى حرية الحركة المطلوبة للقوات الإمپراطورية ، ليس عسكريا فقط ، بل بحرمانها من دورها التنويرى الأساس ، من خلال الاختلاط بالشعوب .

Defense Secretary Donald Rumsfeld looks over some papers as he and his entourage wait to take off from Saudi Arabia after a seven-hour stop, April 29, 2003.

Building an Empire so Frenziedly:

They Say Traveling on His Plane Is Real Fun!

المشكلة أن العلاقات الأميركية‑السعودية فى طريقها الآن لثلاجة عميقة ، لن تعود لحرارتها يوما إلا بلهيب المدافع للأسف الشديد . المؤكد أن التجربة التنموية السعودية المبهرة ، قد وصلت لنهايتها ، وما حدث اليوم ليس أكثر من كتابة شهادة الموت الرسمية لها . ستنهار أسعار الپترول بلا رحمة ولا اتفاقات چنتلمان كما الماضى الربيعى السعيد . والثمن ليس أكثر من استرضاء حنجوريى المساجد هنا أو هناك ، ممن نجحوا على الأقل فى ترهيب السلطة السعودية عن طرح مشروع كبير للعلمنة ، يضع التنمية على مسارها الوحيد الممكن لمواصلة التقدم إلى المستقبل ، بعد أن باتت الحلول الوسط لا تعنى سوى الانتحار البطئ . اكتب رأيك هنا

تحديث : 1 مايو 2003 : أوه ! يبدو أن الأميركيين لا يريدون للسعودية أن تخطئ الرسالة التى ينطوى عليها سحب القوات . ما أن أقلعت طائرة رامسفيلد ، حتى كانت سكرتارية الدولة ، تذكر رعاياها بأنها تنصحهم بعدم زيارة السعودية ( عرب نيوز ، MSNBC ، ولم تظهر بعد على موقع سكرتارية الدولة ) . التلكؤ فى دعم الحرب على العراق ، أدى ‑كما حدث أو سيحدث لأية دولة أخرى‑ إلى قطيعة . والقطيعة ستؤدى لمواجهة لا محالة . والسؤال فقط هو متى ؟ مرة أخرى : بكل أسف !

بمناسبة طائرة رامسفيلد اقرأ الصورة منها قصة الواشينجتون پوست الطريفة جدا عنها بعد ساعات . فيها تغطية طريفة لكامل الرحلة ، والتى كان فى بعض أيامها يتنقل بين ثلاثة بلاد ، بعدد الوجبات الفاخرة التى كانت تنتظره هو ورفاقه فى الطائرة على موائد أمراء الخليج . الرائع فى الأمر أن لم يخطئ الكاتب فهم أن عامل السرعة أساس جدا فى حياة رامسفيلد ، وطبعا يقصد فى بناء الإمپراطورية ! ] .

تحديث : 15 مايو 2003 : انفجارات الرياض قبل ثلاثة أيام أدت لرد فعل هائل ضد السعودية داخل أميركا . مثاله تصريحات حادة اليوم للمسئولين الأميركيين عن إهمال السعوديين لتحذيراتهم ، أو هذا المقال الصارخ من الواشينجتون تايمز بعنوان لا يقول كل شىء هدية مميتة من أصدقاءنا السعوديين ، لأن الجزء الأهم فيه هو هجومه على چورچ دبليو . بوش نفسه ورأيه المخدوع فى الإسلام .

الأمير عبد الله وغيره من المسئولين أصبحوا لأول مرة يتحدثون عن ملاحقة ’ المتعاطفين ‘ و’ الفكر ‘ الذى يزين لهذا الإرهاب ، والمقصود الوهابية فيما هو واضح . هذا جديد ، لكن لا جديد إن لم يكن المقصود منه العلمنة الكاملة ، ليس للدولة فقط ، وليس بتصفية المؤسسة الدينية فقط ، إنما بتجنيد كل الإعلام وكتب الدارسة وسيوف الجلادين لعلمنة العقول ، كل العقول . لا نعتقد أن الواشينجتون تايمز محقة فى قولها إن الأسرة المالكة السعودية تقوم على كتف الوهابيين ، لكن فقط خيط رفيع بين أن تقوم على كتف أحد وبين أن ترتعد منه ] .

تحديث : 18 مايو 2003 : لم أتعاطف كثيرا مع كلام المسئولين المغاربة ، عن أن بلدهم بلد التسامح والتعايش والتحديث والاقتصاد الحر و’ الديموقراطية ‘ ، هذا فى سياق تعبيرهم عن استغرابهم لانفجارات الأمس فى كازابلانكا . إنهم يعيشون تحت وهم أنك تستطيع التحديث أو أى شىء دون اجتثاث الدين . يقولون ديننا فى المغرب معتدل ومتسامح …إلخ . هل هذا يلغى لا عقلانيته ؟ هل هذا يمنع الشباب والشيوخ من الرجوع للأصول والحصول من تحت غبار الزمن على النسخة الصحيحة من الإسلام ؟ إذا كان ملك البلاد ذاته يدعو نفسه أمير المؤمنين ، فأية حداثة تلك التى تنتظرها منه أو من رعيته ؟

القضاء على الدين شىء والتحديث شىء . اجتثاث الدين ليس مشروعا للحداثة فى حد ذاته ، فالدين أتفه من أن يسمى عدوا ، أو أن تبنى المشروعات ضده ، ذلك أنه مجرد رد فعل سلبى تماما للفشل والهزيمة الحضارية لا أكثر . العدو الحقيقى هو تحديات اكتساب التقنية ( ناهيك عن اختراعها ) ، بحيث يبدو الدين بجانبها منغصا ثانويا بالكامل من الممكن إهماله . ربما هذا ما قاله التحديثيين المغاربة لأنفسهم ، وكله صحيح باستثناء الجملة الأخيرة وصحتها كما يقول واقع الحال ، منغصا ثانويا بالكامل لكن لا بد من اجتثاثه بالكامل . شئت أم أبيت لا يمكنك أن تمضى فى جهد اقتصادى وعلمى وتقنى شامل ، مع تجاهل هذا العامل ’ السلبى ‘ أو ’ الثانوى ‘ القابع فى قاع المجتمع وعقله الجمعى ، فما بالك إذا كان هو بالفعل فى ذروة عنفوانه وانتشاره فى هذه الأيام . لا نقصد بهذه بحال أنه عدو قوى . على العكس هو عدو أسهل استئصالا مما يتخيل كل الهؤلاء الواهمين فى أن من الأفضل الاكتفاء بتحييده تحت شعار فصل الدين عن الدولة . كل المطلوب الإرادة والوعى ، ونترك الباقى للتعليم والإعلام والاقتصاد الحر وحبال المشانق .

نقلا عن ثقافة 2 أنت لا تجتث الدين فقط لأن هذا يأتى فى سياق اجتثاث قوى وعوامل التخلف المختلفة الشبيهة فى المجتمع ، أو فقط لأن التاريخ علمنا أن التسامح معه بنسبة 1 0/0 يعنى إجهاض المشروع الحداثى بنسبة 100 0/0 ، أو لأنه يترجم فشله وعداءه للحضارة لعنف دموى ، أو لأن نصوص الدين قد تنسى لبعض الوقت لكن لا يمكن تعديلها أبدا وحتما سيظهر يوما طال أو قرب شخص يرفع فيه المصحف ويقول هكذا قال الله وقال الرسول ويحول متاعب الناس لنجاحات تحريضية باهرة ، أو لمجرد أنك تخاف منه ، إنما بالأساس لأن التقدم نفسه لا يمكن قط أن تبنيه عقلية تؤمن بالخرافة .

هذا مما قلناه مرارا وتكرارا نحو مائة مرة ، ونضطر لإعادته اليوم من جديد . وكل كازابلانكا وأنتم بخير و’ متحدثين ‘ ! ] .

 

The first aircraft has been designated Navy One, a S-3B Viking jet piloted by John 'Skip' Lussier who was assisted by President George W. Bush, caught only the last of the four cables set up to catch the planes before they must take off again or end up in the sea, aboard the aircraft carrier USS Abraham Lincoln, off the California coast, May 1, 2003.

President George W. Bush flashes a thumbs-up after declaring the end of major combat in Iraq, aboard the aircraft carrier USS Abraham Lincoln, off the California coast, May 1, 2003.

Mission Accomplished, You Cable Guy!

 1 مايو 2003 : اليوم كان يوم الاحتفالات ! طبعا لا نقصد احتفال الشيوعيين بعيد الشغيلة ، إنما نقصد احتفال أميركا بالنصر . تعلقت أنظار العالم باليو إس إس إبريهام لينكولن تمخر عباب المحيط صوب سان دييجو ‑كاليفورنيا ، وطائرة نفاثة من طراز إس 3 بى ڤايكينج تمرق هابطة إلى سطحها ، وتكاد تتوقف قلوب الجميع قبل أن يدركيوا أن خطافها قد أمسك بالكيبول الرابع والأخير ، فكم كان سيكون الأمر محرجا لو لم يلتقطها أحد تلك الخيوط الحديدى ، واضطرت للتحليق من جديد . السبب أن أحد قائدى هذه الطائرة هو چورچ دبليو . بوش رئيس الولايات المتحدة الأميركية .

President Bush waves as he walks on the tarmac to a Navy S-3B Viking plane at North Island Naval Station in Coronado, California, May 1, 2003.

‘19 months that changed the world:’

‘Major combat operations in Iraq have ended… The United States and our allies have prevailed!’

الطيار قال ( باكرا فى الصباح التالى ) لتليڤزيون الإيه بى سى وردت فى AP-Iraq-Bushs-Pilot.html إن زميله كان متكنا وبارعا وكأنه لم يترك القمرة أبدا من أيام شبابه عندما كان طيارا فى الحرس القومى . الناطق باسمه آرى فلايشر ، لا يبدو متحمسا جدا لأقوال الطيار ، ذلك أنه كان قد قال من قبل I think the best clue will be if you see the plane flying on a straight line, you'll know that the Navy pilot is in charge. If it does anything else, it's an open question ! بالطبع هناك كلام آخر كثير عن أول كذا وأول ذاك . منها أنه أول رئيس أميركى ’ جالس ‘ يهبط على حاملة طائرات ، ناهيك عن أن يشارك فى قيادة الطائرة بنفسه ، وكانت المرة الأولى التى تسمى فيها طائرة ما Navy One . كذا مبيته ليلا على الحاملة هو الأول منذ رووسيڤيلت الذين كان يفضل الإبحار للقاءات القمة التى كان يعقدها . وطبعا كان أول رئيس أميركى تتاح له فرصة محاكاة مشية swagger فى 02PLAN توم كرووز فى ’ بندقية القمة ‘ ، فالواضح أنهم عرضوه عليه قبل بدء ’ المهمة ‘ !

المهم ، كل هذا الاستعراض الأرضى الهوائى المائى ، كان بهدف إعلان أن ’ عمليات الاشتباك الرئيسة فى العراق قد انتهت ، وأن النصر كان مظفرا للولايات المتحددة وحلفائها ‘ . والتذكير بقوة أن هذا لم يكن إلا امتدادا لإجرائية بدات فى 11 سپتمبر 2001 ، وأن ما حدث هو أن تم القضاء على ’ أحد حلفاء بن لادن ‘ ، وأن تلك كانت ’ 19 شهرا غيرت العالم ‘ . اللهجة موجهة للداخل كما هو واضح …

… اقرأ نص كلمة الرئيس بوش … اكتب رأيك هنا

 

Spencer Abraham, the U.S. Secretary of Energy, August 2003.

Whom to Govern Iraq:

Secretary of Energy. Why Not?

 1 مايو 2003 : التعيينات ‑أو سمها حديث الشهادات‑ مستمرة وكلها مثير للاهتمام ، لكن اليوم جاء القرار الكبير : تعيين إل . پول بريمر حاكما مدنيا للعراق ، يترأس الچنرال جارنر ، بحيث يبدو الأول فيما استنتجته أشبه بالرئيس ذو السلطة السياسية العامة والإشرافية ، والثانى برئيس الوزراء ذو السلطات الخدمية والاقتصادية الداخلية .

L. Paul Bremer, Oval Office event attended by Donald Rumsfeld, Secretary of State Colin L. Powell and the national security adviser, Condoleezza Rice, in which President George W. Bush announced him as his special envoy to Iraq, White House, April 6, 2003.

The New Great Generation of ‘Interim’ Imperialist Rulers!

كل القصص الغربية بما فيها أكبر الصحف وأكثرها إطلاعا ، يرى فى هذا انتصارا لسكرتارية الدولة على سكرتارية الدفاع ، ذلك أن بريمر دپلوماسى أصلا . هذه نكتة لأكثر من سبب ، أحدها بسيط جدا أن سكرتارية الدولة لا يمكن أن تنتصر أبدا على سكرتارية الدفاع . لكن دعنا من هذه العمومية ، ودعنا نتفحص تاريخ الشخصية ، بل والأهم منه طبيعة الصراع المزعوم بين السكرتاريتين ، كلاهما عن قرب لنرى من انتصر حقا ( الشىء الوحيد الذى لن نناقشه هو الهراء القائل إن هذا استرضاء للعرب بسبب ميول جارنر الصهيونية الصارخة ، أو استفزازهم من كونه چنرالا ويريدون شخصا مدنيا . طبعا لا أحد يفكر فى شىء اسمه العرب ، ولو فكر فهو يفكر فقط فى كيفية استفزازهم وإثارة حنقهم لأبعد مدى ممكن . ربما التحفظ الوحيد على جارنر المتخصص فى المساعدات الإنسانية ، أنه شخص أطيب مما يجب ، أو قل أقل كفاءة مما يجب ، إذا ما قورن بسمات الحاكم الأعلى الجديد ، المتخصص فى ‑صدق أو لا تصدق : الإرهاب ! ) .

مبدئيا ، ما هو الخلاف بين سكرتارية الدولة وسكرتارية الدفاع ؟ الأولى تريد حكما مدنيا أميركيا بحماية طويلة المفعول من قوات الاحتلال . والپنتاجون يريد استنساخ تجربته الناجحة فى أفجانستان ، حكومة عراقية دمية ، أيضا بحماية طويلة المفعول من قوات الاحتلال ، ويرى أن الحكم المحلى الصورى يسهل أشياء كثيرة . لو تسألنا رأينا تجد أننا قلناه مرارا منذ شهور ، وبالأحرى بداية هذا الجزء من الصفحة ، وهو الحكم العسكرى المباشر ، بداهة تمهيدا لتحويله على المجرى الطويل لحكم مدنى مباشر مستتب للإمپراطورية . والسبب ببساطة ليس فقط فشل محاولات العثور على كرزائى جديد وسط النخبة العراقية المهترئة ، إنما وهو الأهم على المجرى الطويل أننا لا نؤمن كثيرا بعدم الشفافية عند الپنتاجون أو غيره ، واعتماد أسلوب القضم والهضم الإسرائيلى ، مع تجريده من واحد من أهم مقوماته ، وهو أن السياسات الإسرائيلية بعيدة المجرى لا تخفى على أحد .

لا نؤمن كثيرا بعدم الشفافية عند الپنتاجون أو غيره ، واعتماد أسلوب القضم والهضم الإسرائيلى ، مع تجريده من واحد من أهم مقوماته ، وهو أن السياسات الإسرائيلية بعيدة المجرى لا تخفى على أحد . الإيمان بالشفافية ليس رومانسية منا ، بل هى مسألة پراجماتية محضة . الحزم الأميركى يساعد الجميع على حزم أمرهم والسير وراءها . لن نظل نعيش فى سلسلة من الأكاذيب ونعتمد على نسيان العالم لها بعد قليل ( نزع أسلحة الدمار الكتلى ، قوات تحرير وليس احتلال ، نشر الديموقراطية …إلخ ) . هذا أسلوب ردئ فى التربية نربأ بإمپراطورية اللجوء إليه ، فما بالك لو كانت بعظمة أميركا الحالية .

لقد تجاوزنا بالفعل مرحلة الحاجة لحكومات دمية ، حتى لو وجدنا لها فى نخب العالم الثالث المهترئة اشخاصا باقتدار وعلم ومكانة حامد كرزائى . المطلوب حكم مباشر ، عسكرى ، لكن الأفضل منه مدنى . هذا أعمق كثيرا من الناحية الشكلية والرمزية ، ويوحى بالاستمرارية وباستقرار الاحتلال . هذا هو الشىء الوحيد الذى قد أفهمه من كلمة مرحلة انتقالية . فلو استتب الأمن يوما ، فما الداعى لأن تتبع البلدان المحتلة سكرتارية الدفاع ، بل لماذا تتبع حتى سكرتارية الدولة . لماذا لا يتبع العراق سكرتارية الطاقة مثلا . باختصار ، لا يجب أن ننسى فى كل الأحوال أن الإمپراطورية مفهوم اقتصادى فى جوهره ، والأمن مجرد إشكالية ثانوية أو ’ انتقالية ‘ فى التحليل الأخير .

ليست رومانسية منا الإيمان بالشفافية ، بل هى مسألة پراجماتية محضة . قلنا ألف مرة الحزم الأميركى يساعد الجميع على حزم أمرهم والسير وراءها . لن نظل نعيش فى سلسلة من الأكاذيب ونعتمد على نسيان العالم لها بعد قليل ( نزع أسلحة الدمار الكتلى ، قوات تحرير وليس احتلال ، نشر الديموقراطية …إلخ ) . هذا أسلوب ردئ فى التربية نربأ بإمپراطورية اللجوء إليه ، فما بالك لو كانت بعظمة أميركا الحالية ( وقلنا قبل قليل إننا نقبله فقط لو كان اقتراحا من الحواسيب الذكية المبرمجة لتحديد السياسات بعيدة المجرى ) .

لعلنا لا نخاطر كثيرا إذا ما قلنا إن الموجود حاليا ليس ذلك التنافس التقليدى بين حمائم الدولة وصقور الدفاع ، بل هو تنافس على من يكون فيهما أكثر صقورية من غيره ، لا سيما بعد ما لاقاه مستر پاول من تعنت وإهانات من جميع قوى المروق كبيرها وصغيرها ، ولا يتوقع أحد أن يستمر للأبد مؤمنا بالأمم المتحدة مثلا .

سكرتارية الدولة اقترحت بريمر ، ببساطة لأنه ( رغم وجه الطفل البشوش الذى يتصدر رأسه ) هو صقر صقورها . هو ربيب ريجان شخصيا المكلف من قبله بملف الإرهاب ، وهو صاحب النبوءات عن خطر الإرهاب ، ينافس فيها بجدارة نبوءات رامسفيلد وولفوويتز الشهيرة جدا ( باختصار بريمر قبضة فولاذية بابتسامة طفل ) . تماما كما اقترحت باربرا بودين ، وهى من أفضل سيداتها المتخصصات فى الإرهاب ورحب الپنتاجون . أيضا هو تنفيذى بيزنسى شديد الارتباط بالشركات ، وهى السمة المشتركة فى كل التنفيذيين المختارين لإدارة العراق . لا تنس أيضا أن تهميش أو حتى الاستغناء عن خدمات جارنر ، تعنى بالضرورة تهميش أو حتى الاستغناء عن خدمات بعض مساعديه ، وبعضهم بريطانيين أو غير أميركيين ، الأمر الذى سيعطى اتساقا ومنهجية للسلطة الجديدة .

ثانيا دعك من الشخصيات ، ولنعد للفكرة نفسها مرة أخرى . بصراحة فكرة الپنتاجون الكرزائية ، هى فكرة حمائمية أكثر مما يجب ، وتتعارض مع حقيقة أننا تجاوزنا بالفعل مرحلة الحاجة لحكومات دمية ، حتى لو وجدنا لها اشخاصا باقتدار وعلم ومكانة حامد كرزائى .

المطلوب حكم مباشر ، عسكرى ، لكن الأفضل منه مدنى . هذا أعمق كثيرا من الناحية الشكلية والرمزية ، ويوحى بالاستمرارية وباستقرار الاحتلال . أضف لهذا أنه متخصص فى الإرهاب ، وهذا ملمح للخبرات التى تحتاجها ما تسمى بالمرحلة الانتقالية ، كقمع الانتفاضات وتصفية الأيديولوچيات ، وهذه مهام مدنية أكثر منها عسكرية على الأقل من حيث طبيعتها ، وليس تقليلا من خبرات الجيش الأميركى فيها .

ثم أن سكرتارية الدولة لن تحكم هى العراق ، وما لم أفهمه هو كيف مر الجميع مرور الكرام وهم يكتبون عن النصر المظفر لسكرتارية الدولة ، على ذلك الجزء من التسريب الذى يقول إن بريمر سيكون مرءوسا لسكرتير الدفاع دونالد رامسفيلد ( إن لم يكن للچنرال فرانكس ، وهذا لا يزال خيارا قائما ) ، وليس لسكرتير الدولة كولين پاول .

US Secretary of Defense Donald Rumsfeld signs a Baghdad road sign at the request of a US soldier, Baghdad International Airport, April 30, 2003.

His Signature Is Here!

هذا هو الشىء الوحيد الذى قد أفهمه من كلمة مرحلة انتقالية . فلو استتب الأمن يوما ، فما الداعى لأن تتبع البلدان المحتلة سكرتارية الدفاع ، بل لماذا تتبع حتى سكرتارية الدولة . لماذا لا يتبع العراق سپنسر إبراهام سكرتير الطاقة مثلا ؟

باختصار ، لا يجب أن ننسى فى كل الأحوال أن الإمپراطورية مفهوم اقتصادى فى جوهره ، والأمن مجرد إشكالية ثانوية ( أو ’ انتقالية ‘ لو شئت ) فى التحليل الأخير . وفى كل الأحوال نحن بصدد فكر إمپريالى جديد . ربما يتلمس طرقا جديدة لأول مرة ، وربما يقع فى بعض الأخطاء وسوء التقدير ، ربما يقال البعض هنا أو هناك ، لكن المؤكد أنه سينتصر حتما فى خاتمة المطاف ، وسيمنحنا ذلك العالم الجديد المقدام الذى طالما حلمنا به . اكتب رأيك هنا

تحديث : 2 مايو 2003 : لم يكن مفاجأة لنا بالمرة أن أعلن رامسفيلد من فوره اليوم ترحيبه الحار جدا ببريمر . من ناحية هو أول من جعل التسريبات شيئا رسميا ، وليس أى أحد آخر . الأهم أنه بخبثه المرح المعتاد ، رد حين سئل هل يستطيع شرح دور بريمر : ’ نعم أستطيع ، لكن لن أفعل ! ‘ . ليس هذا الجزء الذى أعجبنى ، بل الجزء الوحيد الذى لم يعجبنى .

A U.S. Army helicopter gunship patrols by a monument, which Saddam Hussein had built of himself in a heroic pose, entrance to Saddam's palace, Tikrit, Iraq, April 28, 2003.

Saddam (Let Alone the Islamists) Are Still There Mr. Bremer!

العسكريون أناس ستراتيچيون رائعون ، وهم من يصنعون مستقبلنا العظيم أفضل من أى أحد آخر . لكن يتعاملون مع السرية كأنها شىء روتينى لا يفكرون فى تغييره قط . هذا مضر أحيانا ، وأنا شخصيا بدأت أسأمه بشدة .

مع ذلك إجابة رامسفيلد كشفت السر أكثر مما أخفته : مهمة بريمر القضاء على القوى المعارضة للاحتلال !

بالمناسبة قرار جيد الذى اتخذ مؤخرا بالتصالح الأميركى مع جماعة مجاهدى خلق ، وهو اتفاق شرطه الوحيد عدم استهداف أميركيين مقابل احتفاظ المنظمة بأسلحتها وأنشطتها ، وهو اتفاق منطقى ما كان فى حاجة لاتفاق أصلا . من البدء كان من المدهش للغاية وضعها على قائمة الجماعات الإرهابية عام 1997 ، وساعتها كان بودى أن أفهمه كنوع من النكاية الغبية فى صدام ، لكنه كان أسوأ من هذا بكثير وكان مجرد محاولة تقرب ذليل من الولاية الكلينتونية لإيران .

نعم هى خليط ماركسى إسلامى أو حتى صدامى ، لكن الأيام هى اضطرتها لمعظم هذا ، وتاريخها جيد فى الأصل منذ تصدت للخومينى منذ البداية تقريبا ، والأهم أنها تظل قوة معارضة فاعلة ضد ريچيم الملالى فى طهران ، وليست متخلفة جدا ككل . هذا يشبه على الأقل حرب صدام ضد إيران والتى باركتها كل قوى التحضر فى العالم ، بدءا من أميركا حتى دول الخليج ، رغم أن فى هذه الحالة لم يكن صدام نفسه يمت للتحضر بصلة . المصالحة الجديدة يمكن قبولها على أنها ’ تسخينات ‘ مؤقتة ضد ريچيم خامنئى‑خاتمى ، إلى أن يحين وقت التدخل المباشر لقوى الحضارة ، والقضاء على نظم النشاز ، وتحييد أو إعادة تأهيل التيارات الثانوية كمجاهدى خلق تبعا لدرجات طيف عدم التكيف فيها مع المسيرة الحضارية الجلوبية . نقول تسخينات وليس تحالفات ، فالحضارة لا يجب أن تتحالف أبدا مع قوى الظلام ، كما أنها لا يجب أن تسهم فى خلق قوة نشاز بديلة قد تكون أسوأ أو حتى أحيانا أقوى . وهذا ما حدث مثلا فى حالة دعم إسلاميى أفجانستان ضد السوڤييت ، التى كانت سوء تقدير مفجع للشر الكامن فى الإسلام أكثر بما لا يقاس من شرور الشيوعية . على الأقل المبدأ البسيط يقول إنك إن لم تشأ التدخل بنفسك فلا تناهض من هو أقل سوءا ضد من هو أكثر سوءا . هذا كان ينطبق على الشيوعية والإسلام ، أو حتى على العروبة والإسلام ، ولم تدركه أميركا ( بالمناسبة طالما رأينا أن حرب العراق ضد إيران الملالى كانت حربا جيدة الأهداف حتى لو كان من شنها صدام البغيض نفسه الذى كان من المستحيل أن يبيض وجهه أى شىء ) . واليوم من المؤكد أن مجاهدى خلق ليسوا أسوأ أبدا من حكومة الجمهورية الإسلامية ، ولا بأس أن أدركت أميركا هذا باعتبار ما عرف عنها من فهمها البطئ المعهود ! ] .

[ خطوة أبعد اتخذت فى 26 يوليو 2004 ، برفع الحظر على تحركات مجاهدى خلق داخل أو خارج العراق ، بعد أن كانوا محدودين بمعسكرات مراقبة أميركيا . هذا يعنى منحهم وضعية اللاجئين لدى حكومة العراق ، ومن ثم يمكنهم كأى لاجئ سياسى التقدم لوكالات الأمم المتحدة أو لأية دولة أخرى للمساعدة أو السفر …إلخ . الجيد فى هذا والذى يوحى أنهم ربما يعودون للنشاط المسلح نفسه ، أنه تزامن هذا القرار مع سلسلة تصريحات ساخنة جدا ( انظر بصفحة الإبادة ) للمسئولين العراقيين توحى بأنهم قد يشنون الحرب على إيران ولو بدون أميركا لو احتاج الأمر !

مع ذلك يبقى السؤال : لماذا لا تشطب أميركا رسميا مجاهدى خلق من قائمة المنظمات الإرهابية ، بل وتعلن صراحة أنها ارتكبت غلطة أخلاقية يوم وضعتها على تلك القائمة ، وهو يوم لم تكن تضع فيه المنظمات الإسلامية نفسها عليها ، ربما باستثناء القاعدة ، وتعترف أنها كانت فقط تسترضى العرب والمسلمين ، بالإيحاء بأن من يعارضون ريچيم ملالى طهران هم أيضا إرهابيون ! ] .

تحديث : 6 مايو 2003 : رسميا أعلن الرئيس بوش اليوم تكليف بريمر بالمهمة ، واستقبله فى البيت الأبيض ، بحضور كولين پاول وكوندولييززا رايس ، وطبعا دونالد رامسفيلد الرئيس المباشر لبريمر من الآن فصاعدا . لن نكرر نفى السذاجات عن صراع سكرتارية الدولة وسكرتارية الدفاع ، فصور حفل اليوم وفحواه تقول الكثير ، بل علم أيضا أن رامسفيلد هو من اقترح اسم بريمر أصلا وعرض الفكرة على پاول . ببساطة ذلك الصراع أصبح أقرب لمجرد تاريخ اليوم ، بعد نضج الفهم المتسارع لسكرتارية الدولة عن الطبيعة العدائية المتأصلة خبثا لقوى النشاز بحيث لا تحتمل التفاوض . ورأينا قبل قليل أعلاه ، كيف كان التعامل صارما مع فرنسا ، وكيف كانت زيارة پاول لسوريا وجيزة وبلا ملاحق مستقبلا ، وفقط لنقل الأوامر مرة واحدة واضحة وأخيرة ، ثم إحالة الملف لرامسفيلد إن لم تنجز كلها فورا وبالكامل . وتلك الإحالة هى ما سيحدث فعلا كما يعلم جميعنا عن الطبيعة الثعبانية لبشار الأسد ، الذى لم تعد تفلح نعومته مع أى أحد اليوم بما فى ذلك تونى بلير نفسه ( هل تذكر القصة القديمة المضحكة ؟ ) . [ اقرأ أيضا المزيد ، صورة عن قرب لبريمر وتاريخه فى التحذير من أن الإرهاب الإسلامى سيضرب داخل أميركا ، ثم تعيينه بعد 11 سپتمبر 2001 كرجل كرسى للشركة الاستشارية المتخصصة فى الشئون القانونية للإرهاب والكوارث الطبيعية Marsh Crisis Consulting ] .

لكن الجديد هو أن حسم رسميا لأول مرة اليوم ، أن السلطة التى ستؤول لبريمر هى سلطة الچنرال فرانكس نفسها ، أو للدقة معظمها والبقية عبر انتقال تدريجى بالطبع . المهم أنه لن يكون فى مرتبة وسيطة بين فرانكس وجارنر كما كان الباب مفتوحا حتى الآن ، فيما يفهم من تحديثنا السابق أعلاه .

Dolly Parton Parton wears red, white and blue, like an U.S. flag, to publicize the opening of her Dixie Stampede, Orlando, Florida, June 18, 2003.

The Beautiful America!

بمعنى آخر أن العراق بوضوح كبير لم يعد بعد تحت الحكم العسكرى الأميركى ، بل تحت الحكم المدنى الأميركى . هذه وضعية أكثر اندماجا من وضعية أفجانستان ، التى تتمتع رسميا بحكومة قومية كامل أعضائها من المواطنين الأفجان على قمتها الرئيس كرزائى ، ويقوم فيها الأميركيون بمهام استشارية فقط ، ولو من الناحية القانونية الشكلية على الأقل . وضعية العراق هى نفسها تقريبا ‑وإن بدون معاهدات رسمية بعد‑ نفس الوضعية التى تتمتع بها حاليا كل من البلاد الأربعة عشر التالية ( الأصغر جدا من العراق بالطبع ) ، وكلها لها نفس حالته حيث تعد من الناحية القانونية دولا ’ مستقلة ‘ تتعامل مع العالم ومؤسساته بهذه الصفة وترفض أميركا ضمها لها كولايات وكمواطنة ، لكنها تقع جميعا تحت الحكم المباشر لموظفين من الحكومة الأميركية ، أو ما يسمى فى معاهداتها معها فى حالة ’ اتحاد سياسى ‘ مع الولايات المتحدة أو commonwealth in political union . وهى بترتيبها الأبجدى : American Samoa, Baker Island, Guam, Howland Island, Jarvis Island, Johnston Atoll, Kingman Reef, Midway Islands, Navassa Island, Northern Mariana Islands, Palmyra Atoll, Puerto Rico, Virgin Islands, Wake Island .

تطور جديد رائع ، هنيئا به لشعب العراق ، وإلى المزيد له ولغيره ولعالمنا ككل ، من الوحدة تحت راية الإمپراطورية الواحدة ] .

تحديث : 16 مايو 2003 : أيضا فقد قال قادة المعارضة العراقية الذين حضروا أول اجتماع عقده بريمر فى بغداد اليوم ، إنه قال لهم إن أميركا جاءت كى تحكم العراق للأبد . رسميا هو نفى هذا لاحقا . لو هناك أحد صادق والآخر كذاب ، فنحن نميل لتصديقهم هم وتكذيبه هو . لكن لو ليس هناك من يكذب ، فما قاله بريمر ومرافقه الدپلوماسى البريطانى چون سووارز المندوب السامى البريطانى الجديد للعراق هو بالضبط أن أميركا وبريطانيا قد نحيتا لأجل غير مسمى فكرة تسليم العراق لحكومة مؤقتة من العراقيين . وافهمها أنت بقى . الصحافة الغربية فهمتها على أنها تطور درامى مثير . إليك فقط خط القمة فى النيو يورك تايمز : In Reversal, Plan for Iraq Self-Rule Has Been Put Off ! ] .

 

Troops in His Majesty's service in Mesopotamia during World War I.

- ‘Wheresoever the Roman conquers, he inhabits.’ —Seneca

- ‘You simply cannot have an empire without imperialists -out there, on the spot- to run it.’ —Niall Ferguson

President George W. Bush, Mount Rushmore, Summer 2002.

The Bad News: The American ‘Humanistic’ Heritage Is Too Heavy!

 9 مايو 2003 : عفوا ، لنخرج قليلا من حديث التعيينات الضيق ، لنبحث إشكالية الإمپراطورية من منظور تاريخى بعض الشىء . فالقضية أعمق وأصعب حين تحاول تحليلها بدقة . المناسبة هى مبادرة بوش الجريئة اليوم لإنشاء منطقة تداول حر بحلول عام 2013 ، مع كل البلاد العربية التى تحقق حدا أدنى من الليبرالية الاقتصادية والعلمنة الثقافية ( وهى كما قلنا مرارا من قبل هما المقصودان الأساس بكلمة الديموقراطية ليس فى خطاب چورچ دبليو . بوش المعاصر ، إنما فى التعريف التاريخى الأميركى للكلمة ) .

Two Greenpeace climbers hold a small banner, protesting against the Iraq war, after scaling St. Stephen's Tower (the Big Ben clock tower) at the Houses of Parliament, London, March 20, 2004.

The Truth Is so Obvious (It’s BEHIND You):

In Egypt They Say 'Big Is Big!’

سنقول رأينا الشخصى فيها بعد قليل ، لكنها إنطلاقة جيدة بلا شك هى كتابات نيال فيرجيسون المؤرخ البريطانى القدير والنجم الأكبر فى كتابات الأيام الأخيرة . كتابه صعود وأفول الترتيب العالمى البريطانى ودروس للقدرة الجلوبية ، يتخذ طريقه بسرعة كدستور للفكر الإمپريالى المعاصر ، حيث أنه يربط دوما بين خبرته فى تحليل تاريخ الإمپراطورية البريطانية وبين ’ القدرة الجلوبية ‘ التى يقصد بها أميركا المعاصرة . كتاب ممتاز ، تماما كما مقالة المطول مؤخرا فى مجلة النيو يورك تايمز بعنوان ’ الإمپراطورية تنسل عائدة ‘ The Empire Slinks Back ، الذى يعتبر تحديثا للكتاب بناء على ما ظهر من عقبات واقعية فى تجربة إرضاخ أميركا للعراق ، والصورة المرفقة لجيش جلالة الملك فى بين الرافدين Mesopotamia إبان الحرب العالمية الأولى .

The anonymous 'Armada Portrait' of Queen Elizabeth I, Greenwich, England.

The Great British Empire Started Here:

The ‘Armada Portrait!’

المقولة المحورية فى كتابات فيرجيسون لا غبار عليها بالمرة ، وتؤكد صحة توجه الرئيس بوش فى مبادرة اليوم : الاقتصاد الحر وليس أى شىء آخر ، هو الرسالة الجوهرية للإمپراطورية البريطانية . هذا يعنى حرية جلوبية لتداول السلع ، ولانتقال رأس المال ، ولحرية الكدح ( إلغاء العبودية ) ، وهو الذى يميزها عن إمپراطوريات الشر التى حاربتها ياپانية وألمانية وإيطالية وسوڤييتية .

هنا نبدأ فى مناقشة فيرجيسون . إنه لا يضم هنا الإمپراطورية الفرنسية . هذه مشكلة ، لأنه لا يمد الخيط على استقامته ليقول إن عظمة الإمپريالية البريطانية أنها كانت مفهوما اقتصاديا محضا ، بينما كل ما عداها كان مدفوعا بـ ’ أيديولوچية ‘ ما بدرجة أو بأخرى .

المشكلة الثانية أنه يستهين بمقاومة العالم الثالث لها ، معتبرا أن سقوطها كان بسبب كلفة محاربتها لإمپراطوريات الشر تلك ، وليس لمقاومة السكان المحليين . هذا صحيح على نحو عام ، لكنه يصبح قليل الأهمية حين يصبح موضوع الحديث هو المصاعب التى تواجه بناء الإمپراطورية الأميركية الآن .

ثم رأى يقول إن الإمبراطورية الأميركية جلوبية الاتساع قائمة فعلا منذ لحظة سقوط الاتحاد السوڤييتى ، سواء احتلت العراق وكل العالم عسكريا ، أو تقوقعت قواتها داخل حدودها ، فالمهم هو جبروتها الاقتصادى كحقيقة واقعة تفرض نفسها على كل ركن فى الكوكب ، التى تشكل نسبة منه تزيد عن أربعة أضعاف النسبة التى كانت تشكلها بريطانيا إبان جبروتها الإمپراطورى فى ربع القرن العشرين الأول والتى كانت مجرد 8 0/0 فقط نفس 27EMPIRE.html المذكورة ( بل ثمة كاتبان واضحا اليسارية لا يسعى لأكثر من تمييع الأمور والتلاعب بالألفاظ ، كتبا اليوم تحديدا ليرجعاها لأكثر من قرن مضى ، أى منذ الانتصار فى الحرب الأميركية‑الإسپانية ) . لن نذكر 11 سپتمبر الذى يهدم جذريا هذا الرأى ، ولن نذكر النشاز الدولى بكامل طيفه الذى يتراوح ما بين المروق الصريح لصدام حسين وكيم يونج إيل ، مرورا بالمروق المقنع لچاك شيراك وڤلاديمير پوتين ، وانتهاء ’ بالتحفظات ‘ المخففة للأمير عبد الله والرئيس حسنى مبارك طوال الوقت على ’ الصديق الأميركى ‘ . فللإمپراطورية شكلياتها الواجبة أيضا ، وأقلها حق المركز فى تعيين وفصل كل تلك القيادات المحلية .

A London underground sign is pictured in front of Big Ben, early 2004.

A Leader of Almost Everything!

مقال فيرجيسون المذكور ، أكثر واقعية بكثير من كتابه ، ومتأثر بوضوح بتجربة الأيام الأولى لحكم أميركا للعراق . بل عبارته الأخيرة جدا تقول إن ’ المشروع الإمپريالى الأميركى الذى لا يتفوه به أحدا اليوم ، قد تأتى نهايته سريعا غدا أيضا دون أن يتفوه بها أحد ! ‘ . فيه يذهب لمقارنات مثيرة بالأرقام عن تدافع صفوة المجتمع البريطانى ( نصف من تدافعوا إلى المستعمرات كانوا من خريجى أوكسفورد وكيمبريدچ أو الـ Oxbridge ! ) ، وبين رغبة الشباب الأميركى فى البقاء فى رفاهية نيو يورك ( من بين نحو الخمسين ألفا من طلبة ييل المنخرطين حاليا يوجد طالب واحد فقط تقدم للدراسات العليا فى لغات وحضارات الشرق الأدنى ! ) . يعول فيرجيسون على التوعية وعامل الزمن اللذين سيغريان بخلق جيل إمپريالى أميركى ، أو كما يقول لا يمكنك بناء إمپريالية بدون إمپرياليين ، أو بقول سينيكا الذى يصدر به المقال : حيثما يغزو الرومانى فإنه يقطن . لكن الحقيقة أن المقال كله مقارنة بين هذا المفهوم وبين ما يسميه النفاق الأميركى المنظم organized hypocrisy ، ويذكرنا برواية جريهام جريين ’ الأميركى الهادئ ‘ ( هل مصادفة أن العالم يشاهدها حاليا فى فيلم هولليوودى لمايكل كين ؟ ) ، ليبرهن على أن المنهج الأميركى فى الحكم من وراء الستار أو بحكومات دمية من المحليين ضعاف الشخصية ، لا يصلح هو الآخر ، لأن الشىء الوحيد الفعال هو الحكم المباشر بواسطة أميركيين نابهين أكفاء وأقوياء الشخصية . ( المفارقة أن الشىء الثالث الذى يعول عليه فيرجيسون بخلاف التوعية والوقت هو المنظمات غير الحكومية متناسيا طبيعتها الإنسانية المناهضة للفكر الإمپريالى من الجذر ! ) .

إذا كان لا بد من إبادة كتلية للهنود الحمر والأبوريچين حتى تصبح أميركا وأستراليا من بلاد العالم الأول اليوم ، وليست مرتعا للدبابير والعناكب والصراصير والتخلف ، فإن الحل أجدر بما لا يقاس بالعرب والمسلمين . المشكلة ليست فقط فى أننا بعد مجتمعات عشائرية لم ترق أبدا لمستوى عصر الإقطاع وميئوس بالكامل الآن من تطورها ، بل أننا مستعدون لما لا نهاية له لما يسمى بالاستشهاد من أجل ثقافتنا وكرامتنا .

فى جميع نماذج النهضة التى نجحت فى العالم الثالث كان العدو هو الشيوعية ، وهى فكر دنيوى يفترض فيه السعى لرخاء الناس ، وليس أناسا لا يسعون للعصرنة أصلا ومستعدون لمقاومتها بكل ما أوتوا من قوة ، بما فى ذلك الانتحار باسم العقيدة ، ضد ذلك المستعمر وأعوانه الحداثيين . باختصار لا يجب أن ننسى أبدا أن العدو فى حالة الچنرال پينوتشيت كان مختلفا تماما عن العدو فى حالة الچنرال كاستر !

فى صفحة الليبرالية ظلنا لسنوات نبشر بالنموذج التشيلى كمفتاح وحيد للنهضة للشعوب المتخلفة : حكم عسكرى يمينى يفرض الاقتصاد الحر بالحديد والنار . هذا نجح فى النهوض بتركيا وإسپانيا والبرتجال واليونان والنور الآسيوية وطبعا تشيلى كانت النموذج الأخير الباهر . تمر الأيام ولا يحدث شىء ، ولا بد أن يتسلل لنا الكفر التدريجى بالنموذج التشيلى كنموذج صالح للبلاد العربية والإسلامية ، وربما تكون أصح ما فيه كلمة ’ الأخير ‘ تلك ، فلم يعد هناك مكان آخر فى العالم يصلح فيه تطبيق هذا النموذج من النهضة بعد الآن .

صحيح أننا تحدثنا مبكرا جدا وبوضوح جدا عن الخيار كاستر ، بل وكان ما دارت حوله بدرجة أو بأخرى صفحة الثقافة نفسها قبل عقد من الزمان ، كما أسسنا صفحة الإبادة حتى قبل 11 سپتمبر بنحو عام كامل ، لكننا لم نلح كثيرا على ما قد يفرقنا عن السنجافوريين والشيليين ، والذى للأسف لا يفوقه قوة إلا ما يجمعنا بالهنود الحمر والأبوريچين ، وكأن عقلنا الباطن يرفض هذا البديل المخيف ويمنى نفسه بالحلم التركى أو الكورى .

حين نكتب ونلح على تجارب النهضة والجنرال پينوتشيت ، فإننا ولو بسبب عقولنا الباطنة ساذجة التفاؤل ، نناقض ما نكتبه عن الخيار كاستر أى الإبادة . هذه غلطة يجب الاعتراف بها الآن . ما يحدث هو أننا نهون ‑أو قل بالأحرى نتناسى عن عمد أو لا شعور‑ اختلافا جوهريا جدا بين الحالتين ( كاستر وپينوتشيت ) ، هو طبيعة العدو . أى طبيعة ذلك التخلف الذى يحاربه الحكم التحديثى سواء كان حكما محليا مستقلا فى كل النماذج المذكورة ، أو حكما مما يسمونه انظر 200305/10EMPI بسلطان ذى شبه استقلال ذاتى semiautonomous dominions ، أو سواء كان بمستعمر محتل . فى جميع تلك النماذج التى نجح فيها نموذج النهضة العسكرى اليمينى ذاك ، كان العدو هو الشيوعية ، وهى فى نهاية المطاف فكر دنيوى يهدف لرخاء الناس . وليس أمامه سوى بديلان لا ثالث لهما : إما أن يطبق ويفشل بالضرورة فى تحقيق ذلك الرخاء ويفقد مشروعيته ويسقط ، وإما أن لا يطبق ويحقق النموذج البديل أى الرأسمالية الرخاء ، وبالتالى أيضا يفقد الفكر الشيوعى وجاهته ويتلاشى .

A Kurd, Abdul Rahman Mustapha, third from right, was sworn in as mayor of Kirkuk, and an Arab, Ismail al-Hadid, second from right, took the oath as his deputy, Kirkuk, May 28, 2003.

Word ‘Tribes’ Reminds You of Something?

Today It Works Like This. What about Tomorrow?

الحداثيون أو المستعمرون فى حالتنا العربية‑الإسلامية لا يحاربون أناسا ساعين للرخاء مشكلتهم فقط أنهم أغبياء أو رومانسيون ، لكن يحاربون أناسا لا يسعون للعصرنة أصلا ومستعدون لمقاومتها بكل ما أوتوا من قوة . الواقع نحن أسوأ حتى من سكان أميركا وأستراليا الأصليين ، ذلك أننا لسنا فقط مجتمع عشائرى لم يرتق بعد لمستوى عصر الإقطاع وميئوس بالكامل الآن من تطورها ، بل أننا مستعدون لما لا نهاية له للانتحار ( أو ما يسمى الاستشهاد ) ضد ذلك المستعمر ، من أجل ما يسمى ثقافتنا وكرامتنا . عما قريب ستذهب السكرة وتأتى الفكرة . وسيكون بإمكان حفنة محرضين تافهة من الوطنيين أو الإسلاميين ، تقويض كل مشروع للأمن أو الاستقرار فى العراق . وعندما يقضى عليها ستظهر أخرى ، وهكذا . ذلك ما لم تكن ثمة حلول جذرية تأباها ، بل لم تفكر بها حتى الآن أصلا ، الشفرة الأخلاقية للغرب المستكين الوادع .

نعم ، الشباب الأميركى محق فى رفضه الذهاب للعراق أو السعودية ، حيث الاحتمال غير قليل أن تكون نهايته قنبلة تنفجر فيه وهو نائم . الوضعية أسوأ لدى المقارنة حتى بالإمپراطورية البريطانية الاحتلال المعاصر هو احتلال شركات بالأساس ، أى جيوش من ذوى الياقات البيضاء يأتون من أجل الرواتب الضخمة وامتلاك الضيعات ومتع الحياة المختلفة ، وليس من أجل حمل السلاح أو التلفت خلفهم مع كل خطوة .

باختصار : لا يجب أن ننسى أبدا أن العدو فى حالة الچنرال پينوتشيت كان مختلفا تماما عن العدو فى حالة الچنرال كاستر !

الوقت تأخر جدا . لم يعد الحل الپينوتشيتى ممكنا . لم يعد واردا بناء اقتصاد دارونى حر من خلال ديكتاتورية عسكرية يمينية . العدو لم يعد الشيوعيين والفقر والأيديولوچية اليسارية . تفاقم الفشل الاقتصادى وهوة الحداثة ، بحيث سيطرت الأيديولوچية الإسلامية غير الدنيوية أصلا . يوما بعد يوم يتأكد أن لا نقاط التقاء ، وها قد خلعت كل القفازات ، إما أن يبيد الغرب العرب والمسلمين وإما أن يبيدوه . الشعوب العربية والإسلامية ، بما فيها شعوب الخليج غير الفاشلة اقتصاديا ، ستذهب ضحية لهذا الوضع المأساوى ، ذلك أنها قد لا تستطيع أبدا القضاء على القلة الإرهابية الانتحارية فيها .

لعل لا نقول شيئا جديدا هنا . فكما تعلم فإن تشخيصنا الثابت الذى توصلت إليه قناعاتنا بارتياح نهائى منذ سنوات ، هو أن العرب والمسلمين هم الأقرب ذهنيا وثقافيا للهنود الحمر والأبوريچين من أى شعب آخر عرفه التاريخ . المنطقى بناء على هذا أن سوف تظهر بينهم فئة محرضة تقاوم الاحتلال ، الذى على العكس مرحب به من عموم الشعب على نطاق واسع ، وجلى جدا . ويا لها من مفارقة أن الشعب السعيد بالاحتلال الآن ، قد يجد نفسه بعد قليل مضطرا للتضحية بحياته بسبب مروق وغباء البعض منه .

المعادلة كما تتلوها علينا قوانين الطبيعة والأنثروپولوچيا ، بسيطة : إذا كان لا بد من إبادة كتلية للهنود الحمر والأبوريچين حتى تصبح أميركا وأستراليا من بلاد العالم الأول اليوم ، وليست مرتعا للعناكب والدبابير والصراصير والتخلف ، فإن الحل أجدر بما لا يقاس بالعرب والمسلمين . طبعا نعلم أن قلة ضئيلة للغاية هى التى تتقدم للعمليات الانتحارية ، ونعلم أن العلمنة ومحو الإسلام من كتب الدراسة ومنابر المساجد وشاشات التليڤزيون خطوات جيدة قد تقدم عليها أميركا ، وسيكون لها آثارها الإيجابية بالقطع . لكن ما نجادل فيه استباقيا هنا أنها لن تكون كافية أبدا يوما . يكفى قناص واحد ناهيك عن جيوش ’ الاستشهاديين ‘ الذين يشترون فاتنات الحياة الآخرة بحياتهم الدنيا البائسة ، كى يجعلوا من حياة المستعمرين جحيما . وأولئك لا يمكن استئصالهم لا بالإجراءات الأمنية ولا بالتوعية ، بل بالإبادة الكتلية لقطاعات واسعة من السكان ، أو على الأقل التلويح القوى بها ، وتنفيذ عينات منها فى القرى أو الأحياء التى لا تستطيع اجتثاث أبنائها الإرهابيين ( نوع ما من فكرة ديرشوويتز الشهيرة ) .

Prime Minister Tony Blair of Britain, the first foreign leader to visit postwar Iraq, addresses his troops, Basra, May 29, 2003.

The British Are There Beside Them:

‘Your achievements had provided a lesson for armed forces everywhere, the world over!’

بالقطع هذه ليست دعوة للإبادة من أجل الإبادة ، ومن الصعب أن يكون ثم رأى نهائى فى هذه القضية ، والواقع حافل بالمستجدات وربما المفاجآت المفرحة أحيانا . وأيضا قد يقول قائل إن من الممكن التعايش مع مستويات معينة متدنية ما من الإرهاب ، وهذا ما قد تفلح فيه أميركا فى أراضيها المحتلة ولن يعوق الاستثمار والتنمية وتقاطر المستوطنين من البلاد المتقدمة إليها . لكن يجب أن نلاحظ أن الوضع يختلف ما بين مجتمع متقدم عقلانى وناجح اقتصاديا ، وبين مجتمعاتنا المتخلفة الجاهلة التى يقوم فيها التحريض الوطنى والقومى والدينى والطبقى بفعل يفوق السحر فى تدميره .

هذا يجعلنا للأسف أكثر ميلا للقول إن الوقت تأخر جدا . لم يعد الحل الپينوتشيتى ممكنا . لم يعد واردا بناء اقتصاد دارونى حر من خلال ديكتاتورية عسكرية يمينية . العدو لم يعد الشيوعيين والفقر والأيديولوچية اليسارية . تفاقم الفشل الاقتصادى وهوة الحداثة ، بحيث سيطرت الأيديولوچية الإسلامية غير الدنيوية أصلا . يوما بعد يوم يتأكد أن لا نقاط التقاء ، وها قد خلعت كل القفازات ، إما أن يبيد الغرب العرب والمسلمين وإما أن يبيدوه [ يكفيك دليلا رسالة أيمن الظواهرى الجديدة ] . الشعوب العربية والإسلامية ، بما فيها شعوب الخليج غير الفاشلة اقتصاديا ، ستذهب ضحية لهذا الوضع المأساوى ، ذلك أنها قد لا تستطيع أبدا القضاء على القلة الإرهابية الانتحارية فيها .

كل العالم يعترض ولا يقدم شيئا ، ليس لدى أى أحد أى مشروع للمستقبل ، حضاريا كان أو حتى ظلاميا ، فقط اعتراضات . الوحيد صاحب المشروع لمستقبل العالم هو اليمين الأميركى ، ومن خلفه بقية الحلف الحضارى الأنجلو‑يهودى . مشروع محوره هو الاقتصاد الحر ، ودفع عجلة التنافس فى قرية جلوبية واحدة موحدة اقتصاديا وثقافيا وسياسيا إلى أبعد مدى ممكن . الآخرون لا يملكون سوى إثارة الصخب حول ضحايا هذا المشروع ، وبالأحرى هم ضد أى مشروع ، حيث لا مشروع بلا ضحايا !

المؤكد أن أميركا تتعلم بسرعة ، وتجربتاها فى أفجانستان والعراق تستحقان التقدير حتى الآن . أيضا لا تنس أن هناك على الأرض بجانبها بريطانيا بتاريخها وخبرتها الاستعماريين العظيمين . وهذا حتى اللحظة أمر مثير للطمأنينة على العكس مما كان يمكن للمرء توقعه فى البداية من بلد يقع تحت حكم حزب يسمى حزب الكدح يرفع شعارا اسمه الطريق الثالث ، لكن لحسن الحظ البلد لا يزال اسمه بريطانيا وچيينات شعبه لا تزال كما هى لم تتغير . كذلك لا تنس أن الحلف الأنجلو‑يهودى الذين بشرنا به قبل تبلوره بسنوات طويلة ، قد وصل حاليا لمرحلة عالية من النضج والرؤية والخبرة ، والأهم منها إيمانه الآن أكثر من أى وقت مضى بدوره التاريخى المحتوم فى قيادة العالم ، كل العالم ، ورغم كل التحديات .

الصورة الآن كما يلى : كل العالم يعترض ولا يقدم شيئا ، ليس لدى أى أحد أى مشروع للمستقبل ، حضاريا كان أو حتى ظلاميا ، فقط اعتراضات . الوحيد صاحب المشروع لمستقبل العالم هو اليمين الأميركى ، ومن خلفه بقية الحلف الحضارى الأنجلو‑يهودى . مشروع محوره هو الاقتصاد الحر ، ودفع عجلة التنافس فى قرية جلوبية واحدة موحدة اقتصاديا وثقافيا وسياسيا إلى أبعد مدى ممكن . الآخرون لا يملكون سوى إثارة الصخب حول ضحايا هذا المشروع ، وبالأحرى هم ضد أى مشروع ، حيث لا مشروع بلا ضحايا !

على أن الصورة ليست وردية بالمرة . مثلا لا يجب أن ننسى أن البريطانيين هزموا فى نهاية المطاف ، وأننا أشد ما نكون الآن فى حاجة إلى دماء وطزاجة وأفكار جديدة تفعل الفكر الإمپريالى فى طوره الجديد ، تستفيد من خبرة الماضى ، وتأتى بستراتيچيات وتكتيكات وأن يكون أكثر جرأة وطموحا من كل ما مضى ، بما فى ذلك عدم استبعاد خيار الإبادة ، لو تطلب الأمر ذلك .

العرب والمسلمون هم أقرب ذهنيا وثقافيا للهنود الحمر والأبوريچين من أى شعب آخر عرفه التاريخ . بريطانيا لجأت فعلا للإبادة فى العراق ، كانت الطائرات سلاح الدمار الكتلى لذلك العصر ، وكانت القرية تمحى من الجو فى دقائق معدودات . تلك كانت الطريقة الوحيدة لدحر تكتيكات حرب العصابات التى للمفارقة كان لورانس العرب أول من اخترعها والعرب أول من تلقنوها والانجليز أول من ارتدت لصدره . ما حدث هو أنهم لم يحافظوا على المستويات الصحيحة للإبادة ، أو لعل القصف الجوى لم يكن بكاف لقتل الكل . وفى نهاية المطاف تركوا السلطة تدريجيا لحكام عراقيين ضعفاء . آخر شىء بوسع المرء أن يتخيله أن تكرر أميركا ذات الغلطة !

هذه ليست افتراضات جدلية أو اقتراحات جامحة . بريطانيا لجأت فعلا للإبادة فى العراق ، كانت الطائرات اختراعا جديدا بعد ، وربما كان يجدر بمعنى الكلمة تسميته سلاح دمار كتلى WMD . كانت القرية تباد من الجو فى دقائق معدودات . وأصبح اسم الشهرة لقائد سلاح الطيران الملكى Arthur 'Bomber' Harris . تلك كانت الطريقة الوحيدة لدحر تكتيكات حرب العصابات . انظر توسع ممتع 200307/20KIFN.html وبالمناسبة يقال أيضا إن العراق هو تاريخيا مهد ما يسمى بحرب العصابات ، تلك التكتيكات التى للمفارقة أيضا أن اخترعها لورانس العرب وعلمها للعرب ضد العثمانيين ، فارتدت أول ما ارتدت على الجيش البريطانى فى بين الرافدين Mesopotamia . المهم أن ما حدث هو أن البريطانيين لم يحافظوا على المستويات الصحيحة للإبادة ، أو لعل القصف الجوى لم يكن بكاف لقتل الكل . وطبعا أول من ينجو فى العادة هم المسلحون المدربون . وفى نهاية المطاف كما تعلم تركوا السلطة تدريجيا لحكام عراقيين ضعفاء .

… آخر شىء بوسع المرء أن يتخيله هو أن تكرر أميركا ذات الغلطة !

مع ذلك المؤكد أيضا أن أميركا تقف على أرضية مبعدة فى إنسانيتها تجعل الطريق طويلا جدا أمامها قبل الوصول لهذا الفهم الكامل لطبيعة المشكلة . دع جانبا مشكلة هى نفسها مع نظامها الانتخابى الذى يحدد مدة الرئيس بأربع سنوات ، والتى يقضى تقريبا على كل مشروعات التفكير بعيد المجرى فى مهدها ، ناهيك عن كونه فى نهاية المطاف إسناد المرجعية العليا للشعب الذى يسهل نسبيا اللعب بعواطفه . ولعل من المناسب فى هذه اللحظة التذكير بقصة قديمة عن أحد رؤساء أميركا اسمه ريتشارد نيكسون فكر فى إعلان حالة الطوارئ وحل الپرلمان !

عامة لم يعرف العالم فى كل تاريخه من قبل دولة تقود إمپراطورية جلوبية الاتساع ، بينما تدار هى داخليا بديموقراطية تليڤزيونية . لا نعلم بالضبط ما هو حل هذه المعضلة ، لكنها قاعديا وضعية تحتاج لنوع ما من الديكتاتورية وتركيز القرار ، وربما يتوصلون مثلا لإنشاء مجلس أعلى للمستعمرات مستقل عن الأحزاب والانتخابات ، ليكن فيما يشبه إدارة بنك الاحتياطى الفيدرالى مثلا . فى جميع الأحوال ليس هناك شك أن الإمپراطورية الأميركية ستكون الأعظم فى كل التاريخ ، ويكفى المرء أن يجلس بقية عمره ليستمتع بالفرجة على ما يمكن أن تمنحه لهذا الكوكب ، تقنية وإدارة للموارد وكل شىء !

عامة لم يعرف العالم فى كل تاريخه من قبل دولة تقود إمپراطورية جلوبية الاتساع ، بينما تدار هى داخليا بديموقراطية تليڤزيونية . لا نعلم بالضبط ما هو حل هذه المعضلة ، لكنها قاعديا وضعية تحتاج لنوع ما من الديكتاتورية وتركيز القرار ، وربما يتوصلون مثلا لإنشاء مجلس أعلى للمستعمرات مستقل عن الأحزاب والانتخابات ، ليكن فيما يشبه إدارة بنك الاحتياطى الفيدرالى مثلا . لا نعلم ، وربما نعود لبحث مثل هذه المقترحات لاحقا .

وللمثقفين العرب نقول لا تنساقوا وراء أوهام التحريض كثيرا هذه المرة . المقاومة ستكون غباء نادرا من نوعه . المستنقع الڤييتنامى والفرار من الصومال …إلخ ، أشياء وقعت قبل الحادى عشر من سپتمبر . لم يكن المواطن الأميركى آنذاك قد هوجم فى عقر داره ، وكان من السهل لليسار أن يضلله بأن لا معنى لإرسال أبنائه لمجرد الموت فى تلك الأصقاع البعيدة من الجلوب . الآن الشعب متأكد أنه لو سحب قواته من العراق أو مما سيليها من بلاد محتلة ، سيتكبد هو نفسه وعلى التربة الأميركية نفسها خسائر أكبر بكثير .

Picture of the first US atomic bomb exploding on Hiroshima, August 6, 1945.

The Only Response We Should Consider Today:

An Islamic Hiroshima. Yahoo and Yahoo UK Pic Just Should Be Much Bigger than 15 Kilotons!

(See another version of photo posted in September 11, 2001)

فى كل هذا شىء واحد نحن واثقون منه هو أن أميركا لن تستطيع النكوص والانسحاب ، حتى لو اقتضاها الأمر إعادة النظر فى نظامها السياسى هى نفسها ، فقد علمها 11 سپتمبر أن ذلك هو الانتحار عينه . بديهى كذلك أيضا أن العالم لا ينقصه السكان ، وشباب الصين والهند شباب متعلم بارع متشوق لاستيطان وتعمير بلاد العرب والإسلام وبأقل التكاليف والأجور ، ذلك فقط إذا ما احتضنتهم أميركا ومهدت لهم البيئة الخالية من السكان الأصليين العدوانيين بطبعهم والمستعصين على كل إصلاح . فى كل الأحوال لا يجب أن تنسى أن للقضية أبعادا چيينية لا حل لدى أحد لها ، وأننا بالمثل فى كل الأحوال مقبلون على عالم ما بعد‑إنسانى لا يحتاج لكثير من البشر أصلا ، بل لا تنس حتى أن مجرد إفعال الاقتصاد الحر هو ضمنيا إبادة من نوع بطئ وغير محسوس !

شىء آخر مؤكد وليس لدى شك فيه : الإمپراطورية الأميركية ستكون الأعظم فى كل التاريخ ، ما يلى كان مبرر الحياة الوحيد عندى أحيانا لكن كنت أقوله عن التقنية ! ويكفى المرء أن يجلس بقية عمره ليستمتع بالفرجة على ما يمكن أن تمنحه لهذا الكوكب ، تقنية وإدارة للموارد وكل شىء !

الخلاصة : مبادرتك حسنة النية مستر بوش ، مبادرة كبيرة جادة وسخية بالفعل ، أيضا واضحة بدليل أنك وقعت قبل 72 ساعة بالضبط معاهدة مشابهة للتداول الحر مع سنجافورة وسحقت بلا رحمة آمال تشيلى فى شىء مشابه لأن المطلوب هو الولاء المطلق وليس الولاء 99 0/0 ، وأخيرا مبادرتك قطعا ليست كمبادرة پاول الكاريكاتورية ذات الملايين التسعة والعشرين المضحكة قبل خمسة أشهر [ أو حتى مبادرة بوش نفسه الكلامية بعد ستة شهور أخرى عن إشاعة الديموقراطية فى العالم العربى ] . لكن بدون وضع الإبادة الكتلية فى الاعتبار لن يكون مصيرها أكثر من نصيب أحلام ماركوس أوريليوس بعالم مسالم مزدهر متآخى . وأنت طبعا تعلم ما جرى لماركوس أوريليوس وإمپراطوريته الرومانية العظمى .

بعبارة أخرى : الپندول النووى الذى بدأناه فى 9 مارس 2002 لا يزال يدق ، ولن يكف أبدا عن الدق ! اكتب رأيك هنا

خبر هدية ! : 22 مايو 2003 : السينيت يصرح اليوم برفع حظر كلينتونى سابق على بحوث الأسلحة النووية الجديدة . إجراء شكلى فالبندول يدق فعلا منذ 9 مارس 2002 . وما حدث اليوم هو ترخيص له بالعلنية ومزيد من التسارع ! ] .

تحديث : 20 ديسيمبر 2003 : بمناسبة نيال فيرجيسون ، وقعت اليوم بالصدفة الواقع لا زلت أبحث عن نص Google Search Strategies for Maintaining U.S. Predominance التى أشار لها فيرجيسون 200304/18BOOK على نص محاضرة شديدة العداء للسياسة الخارجية الأميركية ، ألقاها أمام قسم السوسيولوچيا والأنثروپولوچيا بجامعة فلوريدا الدولية ، الباحث أنتونى پى . مينوت قبل شهر فى 19 نوڤمبر 2003 . لكن المهم أن المحاضرة لا تخلو من الطرافة ، ومن ثم نستقى منها قائمة الكتب التى يعتقد المحاضر أن المحافظين الجدد لا يكفون عن قراءتها وإعادة قراءتها وتبادلها بين بعضهم البعض ! الملخص أمام كل كتاب من وضع مينوت :

Neo-Conservative Reading List:

All are part of the New American Century project whose thoughts were summed up by Stephen Peter Rosen (Yale) in The Wall Street Journal: ‘We will be called imperialists regardless, so we might as well be competent imperialist.’ Machiavelli, Hobbes are openly cited as intellectual mentors, I suspect Nietzsche is lurking in the shadows and made to speak through the mouth of Ortega y Gasset.

Niall Ferguson, Empire (does the U.S. have the stomach to assume its ‘imperial responsibilities?’);

Robert Kaplan, Warrior Politics (a call for leaders with a ‘Pagan Ethos’);

Donald Kagan, Of Paradise and Power (the US is powerful and thus ‘realistic’ about the use of power, the Western Europeans are weak and thus dream liberal fantasies);

Eliot A. Cohen, Supreme Command (war is too important to be left to the generals, civilian strategists, i.e. Cheney, Wolfowtitz, Perle, and their likes should plan and execute them);

Victor Davis Hanson, An Autumn of War (A Manichean view of good wars against bad people; it is good for the soul of democracies);

Donald Kagan and Frederick Kagan, While America Sleeps (only Reagan-like strategies succeed in a dangerous world);

Joshua Muravchik, The Imperative of American Leadership (the ‘can-go-it-alone’ doctrine spelled out).

… نتمنى لو نقرأها جميعا مثلهم ! ] .

تحديث : 2 يناير 2004 : نسخة أخرى بالجلوبة 5 بمناسبة الكتب الإمپريالية ، ما أجمل أن تبدأ العام الجديد بقراءة كتاب يتكلم عن المستقبل بانطلاق لا يعرف من الثوابت إلا كلمة واحدة هى كلمة حضارة ، ويبشرك بمستقبل جديد مقدام لا يرسم لك فقط ملامحه ( فموقعنا قام ويقوم بهذا منذ سنوات طويلة ، بل طويلة جدا ، وأبسطها أن يقال بأن لا مفر من إعلان أميركا الحرب على فرنسا ) ، إنما المهم أنه يصدر من قلب مطبخ صنع القرار الأميركى يبشرك بأن التجسيد الفعلى لأحلامك قد دنا تماما ، وبات قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ . ما نقصده بالطبع هو كتاب ديڤيد فروم وريتشار پيرلى ، والعنوان هو ’ نهاية للشر —كيف تكسب الحرب على الإرهاب ‘ An End to Evil —How to Win the War on Terror by David Frum and Richard Perle (2003) . وتغطيتنا له مكانها الطبيعى صفحة الجلوبة هذه بالأسفل . فإلى هناك ] .

 

A girl greets amphibious ship Austin bringing marines home from the Persian Gulf, Morehead City, North Carloina, May 26, 2003.

Date deducted from AP-Marines-Return.html Welcome Back, Heroes!

 22 مايو 2003 : الشرعية الدولية التى طالما طنطن لها العرب دون غيرهم من شعوب الأرض ، حسمت اليوم أمرها بقرار من مجلس الأمن يعطى قوات الاحتلال السلطة على كامل العراق وشئونه السياسية والاقتصادية وكل شىء ، ولمدة هى ‑صدق أو لا تصدق‑ أجلا مفتوحا لما لا نهاية ! ( اقرأ النص الكامل من النيو يورك تايمز ، ولا شك أنه سيتاح لاحقا على موقع الأمم المتحدة على الغشاء ) .

كل الدول وافقت بما فيها فرنسا وروسيا اللتان لا تخجلان من نفسيهما أبدا . سوريا المتذاكية لم تحضر الاجتماع لكنها فى خطوة مدهشة أعلنت موافقتها بعده . وطبعا ذكاء الجرذ الدمشقى لم يدله على أن هذا التصرف الشاذ سيثير غضب أميركا والعرب عليه سواء بسواء . بل لا أدرى كيف لم يزين له عقله الساذج أنه طالما انتوى الموافقة ، فإن حضوره الجلسة وإعلانها فيها ، كان سينال من وراءه من رضا أميركا الكثير الجزيل الوفير ، هذه التى يعتقد دوما أن بإمكانه مرواغتها فى لعبة توم وچيرى حتى آخر الزمان ، وأنها لن تلتهمه قط ! أعتقد أن العقل الذى يحرك اللا عقول القابعة هناك فى طهران ودمشق هو عقل حسن نصر الله ، الذى باع الترامواى للجميع وأوهمهم أنه طرد إسرائيل من لبنان ( ناقشنا هذا فى حينه ) وسوف يطرد أميركا من كاليفورنيا لو شاء .

A warm welcome for two of the marines, Morehead City, North Carloina, May 26, 2003.

Date deducted from AP-Marines-Return.html Kiss 'em High!

أثار ما كتبناه عن دور الحواسيب الذكية فى التخطيط الستراتيچى للعالم ، الكثير من الفضول والتساؤلات ، ويلاحظ بالأخص أن ارتفعت معدلات تنزيل كتابنا حضارة ما بعد‑الإنسان . بعض القراء أساءوا فهم هذا ، ونقول لهم إنه لا يعنى بالمرة أن أميركا تعانى مأزقا ما أو أى شىء من هذا القبيل . ما قلناه هو فقط إن القرارات الستراتيچية باتت معقدة جدا ، وتتخذ بواسطة حواسيب ذكية تفوق بمراحل كل ما يخطر ببال أو بقدرات العقل البشرى . هذا معناه أننا لا نعرف على وجه الدقة ما هى الخطوة التالية لأميركا . هذه قضية دقيقة وليس فشلا مبدئيا فى التحليل منا . خذ مثالا الفرق فى الإجابة على كل من هذين السؤالين : الأول أيها أجدى أى أقل تكلفة وأعلى عائدا البدء بغزو سوريا أم بغزو إيران أم بغزو كوريا الشمالية ؟ الثانى هل حتى هناك ما هو أقل تكلفة وأعلى عائدا من فكرة الغزو نفسها ؟ ربما نجيب بغير قليل من الارتياح بلا على السؤال الثانى ، فيصعب للمرء تخيل أن ثم طريق آخر أفضل أو أسرع أو أكفأ من الاحتلال المباشر مهما كانت تكلفته . هذا سؤال من الصعب أن تأتينا الحواسيب فيه بنتائج مفاجئة ، وإن كان هذا واردا بعد وضع كل العوامل معا ، فربما تكتشف مثلا أن تنمية سلاح معين سوف يحفز أو يعرقل الاقتصاد على نحو تكون له آثار بعيدة المدى مثلا . هذه ليست لعبة ذكاء وحسب ، إنما تعتمد أيضا على فيضان من المعلومات والمعارف وتحليلها . أو للدقة هى لعبة ذكاء وحسب ، باعتبار أن ذكاء الآلات يأتى بكامله تقريبا من فيضان من المعلومات والمعارف وتحليلها ( ارجع لكتابنا حضارة ما بعد الإنسان ) . أما بالنسبة للسؤال الأول ، فمهما ذهبنا فى التحليل فيه ، فلن تجد أن ثمة إجابة صحيحة وأخرى خاطئة . غزو سوريا وغزو كوريا وغزو إيران كلها مطلوبة ، بل ( وهذا رد مباشر على تحليلات بعض القراء ) كلها ممكن وعلى الفور . من حيث الاستطاعة نعم أميركا تستطيع كل شىء الآن ، وكل شىء فورا ، بما فيه إسقاط عشر ريچيمات ناشر فى مجرد شهر واحد . من حيث الجدوى قد لا يكون عمليا أو اقتصادى الكلفة أو قد يثير بعض ردود الفعل السلبية ( المؤكد أن ردود الفعل الإيجابية ستكون أكثر ) ، أيضا من المفيد التريث قليلا حتى الرسو على طريقة مثلى لحكم العراق فى هذه الحقبة الجديدة تماما فى تاريخ الإمپريالية العالمية ، أو حتى احتواء معارضة قيادات اليسار العالمى للاحتلال ممثلا فى ريچيمى الجمهورية الفرنسية وروسيا بقرار من الأمم المتحدة يكرسه ويقننه ( هذا تم اليوم وناقشناه للتو ) ، أو حتى يمكن تمثل حجم المقاومة المنتظرة من الأيديولوچيين المحرضين أو الانتحاريين ، إلى آخره . دور الحواسيب هنا هو دراسة مثل تلك الفروق الدقيقة للغاية ، وربما يكون قراراها مثلا التجهيز لشىء أكبر كثيرا دفعة واحدة لكن مثلا مع تأجيله لما بعد إعادة انتخاب الرئيس ، وهى فى حد ذاتها حسبة أخرى بالغة التعقيد .

خذ مثالا ملحوظتان علينا تحليلها وقراءة بعض مما قد يكشف بعضا مما يجرى وراء جدار الصمت الواشينجتونى ( هل تخيل أحدا يوما أن واشينجتون التى أسقطت نيكسون تعيش عاما كاملا بدون تسريبات صحفية غير محكومة ؟ ) . الملحوظة الأولى أن قرر اليوم الچنرال فرانكس التقاعد . منذ ذكرنا رامسفيلد بعد 11 ديسيمبر وهو يعد لغزو أفجانستان بكلمة تشرتشل أن فى الحروب الحقيقة ثمينة بحيث يجب أن تحيطها بجيش من الأكاذيب ، وأنا لا أتعامل بجدية كبيرة مع هذه الأخبار رغم علمى أنها ليست من تلك المفبركة من مكتب عرفات أو مكتب الصحاف أو مكتب حسن نصر الله . ونلاحظ أن فرانكس لم يقل شيئا بنفسه إنما مصدر عسكرى ينقل عنه . نقول صحت أو كذبت فإنها أرسلت بالفعل رسائل محددة ، إما تعنى أنه غاضب لعدم حكمه للعراق وأن البيت الأبيض أوراق لعب كما ريچيم صدام وأن بدأ طريقها للتهاوى ، وإما تعنى ببساطة أنه ليست ثمة حروب قريبة ولا مبرر لإبقاء عبقرية ذات هالة خاصة مثل فرانكس لمجرد مهام تافهة . العرب تعجبهم الرسالة الأولى ، علما بأن الثانية أفضل بكثير !

ملحوظة ثانية جاءت اليوم أيضا ، هى موافقة مجلسى الكونجرس بأغلبية ساحقة على زيادة هائلة فى الإنفاق العسكرى ( علما بأن الرسالة المضمنة لا تتعارض ‑ولا يمكن أن تتعارض‑ مع أية رسالة أخرى سبق ذكرها ) . الملحوظة الثالثة المثيرة للفضول ، أن الپنتاجون صامت وهادئ منذ أسابيع ، وتحديدا منذ أن تهديده الزائف بغزو سوريا . أللهم اجعله خير !

هذه الملحوظات الثلاث مثال جديد للوضع الذى يصعب فيه التنبؤ بذات الدقة القديمة . نقصد أنه لا تستطيع أن تحدد النقطة بالضبط ، لكن يمكنك فقط الإشارة للاتجاه . وفى حدود كوننا لا نملك مثل هذه الحواسيب نقول إن فى صمت الپنتاجون وفى بالونة استقالة فرانكس ، مؤشرات لأن شيئا كبيرا ربما يعد فى صمت ( هل تعتقد أنه غزو إيران مثلا ؟ هل تعتقد أنه لا شىء على الإطلاق ؟ ) . الإجابة : نحن لسنا آلات ذكية ! اكتب رأيك هنا

U.S. Secretary of Defense Donald Rumsfeld delivers his remarks to the Council on Foreign Relations, New York, May 27, 2003.

Kill 'em High!

تحديث : 31 مايو 2003 : پول وولفوويتز يقول إن الحديث عن أسلحة الدمار الكتلى لدى العراق كان أمرا فرضته ’ الضرورات البيروقراطية ‘ . جاء هذا فى مقابلة مع مجلة ڤانيتى فير ، نقلته عنها الأسوشيتيد پرس اليوم ، ويمكنك قراءته فى موقع الإيه بى سى نيوز ! النص الأصلى الذى حصلت عليه الوكالة نقلا عن أوراق الپنتاجون كان أقوى من نص المجلة المشذب بعض الشىء . النص الأصلى يقرأ كما يلى : The truth is that for reasons that have a lot to do with the U.S. government bureaucracy, we settled on the one issue that everyone could agree on which was weapons of mass destruction as the core reason .

قبل أربعة أيام كان دونالد رامسفيلد قد قال أمام مجلس العلاقات الأجنبية فى نيو يورك ، إن من الجائز أن لا يتم العثور على اسلحة دمار كتلى فى العراق أبدا ، وربما دمرها الريچيم قبيل بدء العمليات .

الرائع فى كلا التصريحيين أنهما يأتيان فى سياق التأهيل التدريجى للشعب الأميركى لحقبة جديدة من الفكر الإمپريالى ، تلاحق فيها أميركا الحكام المحليين عبر العالم لا بمعيار قوتهم أو خطرهم ، إنما بمقدار نشازهم ومقاومتهم للحداثة ومعناها العلمنة زائد الاقتصاد الحر ، إن لم يكن كما قلنا يوما ، لمجرد أنهم ألقوا فى يوم من الأيام خطبة معادية للغرب أو لإسرائيل ] .

General Tommy Franks pumps his fist and arm as he introduces U.S. President George W. Bush on stage at Camp As-Sayliyah, Doha, June 5, 2003.

Source U.S. Army General Tommy Franks acknowledges the crowd at the Freedom Concert in Tampa, Florida, June 11, 2003. Bring 'em on!

تحديث : 4 يونيو 2003 : پول وولفوويتز يقول أمام قمة أمنية آسيوية فى سنجافورة ، إن الحرب على العراق لم تكن إلا بسبب أنه ’ يعوم فى بحر من الزيت ‘ Let's look at it simply. The most important difference between North Korea and Iraq is that economically, we just had no choice in Iraq. The country swims on a sea of oil. ! نقلت هذا عنه مجلتين ألمانيتين Der Tagesspiegel وDie Welt اليوم ، ونقلته عنهما الجارديان اليوم أيضا . برضه لسه الإجابة غلط مستر وولفوويتز . حتى لو قلت بكره الهدف هو علمنة العرب والمسلمين برضه الإجابة لسه غلط . لغاية ما تقول إن السبب أن العالم فى حاجة للتوحد تحت لواء إمپراطورية واحدة ، وأن أميركا باعتبارها الوحيدة المؤهلة لهذا ، تقوم بهذا فعلا ، لا نملك سوى تكرار النصيحة : الكدب ما لهوش رجلين ، أو من فيلم Honet I Blew up the Kid حين قرر إخبار زوجته ! بالإنجليزية الصدق منجى Honesty is the best policy .

عارف إيه الأسوأ من إن ما لهوش رجلين ، إن ليه رجلين يغرسوك فى المكان الغلط ! ] .

 

Vice President Dick Cheney licks off his finger, after cutting the Army's 228th birthday cake with Secretary of Defense Donald H. Rumsfeld, June 13, 2003.

Age of Empires!

 23 مايو 2003 : پول بريمر يسرح اليوم 400 ألف عراقى أيضا 24IRAQ بجرة قلم من وظائفهم الحكومية . المقصود هو كل قوات الجيش وبعض أجهزة الأمن زائد كل وزارة الإعلام ، وهؤلاء يمثلون تقريبا ثلث قدرتها البى بى سى 1.3 مليونا الحكومة العراقية . طبعا سيخرج علينا من يقول إنه انتقام من صدام وريچيمه وأعوانه وحزبه .

جهابذتنا يقولون إن هؤلاء سيصبحون مقاومة مسلحة . لأول مرة قد يكونون على حق . مع ذلك نقول : تصفية الجيش العراقى والحكومة العراقية قرار صائب ، وسيظل صائبا مهما حدث . ولو ثبت أنه غير صائب ، فذلك لأن ثمة ما هو أصوب : تصفية كل الشعب العراقى . نأمل ألا تلزمنا الأيام فى الخوض فى هذا . فقط موضوعنا اليوم أن جهابذة مراحيضنا الإعلامية رغم تشاؤمهم الجميل ، أو منظورهم هم هو تفاؤل ( ! ) ، لم يقتربوا ولو قيد أنملة من فلسفة قرار زج بمئات الآلاف لجيوش البطالة ، أو حتى لجيوش الإرهاب . والسبب بسيط أن أولئك لا يعيشون فى الدنيا كما تعرفها بقية البشرية .

نحن لسنا ضد الانتقام ولا ضد قطع رءوس كل القوميين والإسلاميين ومن شابههم فى عالمنا العربى المنكوب بهم ، لكن قطعا هذه ليست فلسفة القرار لو أردتم الفهم . صحيح أن بريمر نفسه وصف الأجهزة المسرحة بأنها كانت أدوات صدام القمعية ، لكن من يفهمها على هذا النحو يخطئ فى فهم ما قد يأتى من خطوات تالية قد تكون محيرة جدا لدى المقارنة .

إنه الاقتصاد الحر يا سادة !

هذا هو اسم اللعبة الجديد . تقليص الانفاق الحكومى ، وبكلمات بريمر نفسه سيكون هناك جيش صغير جديد لكن عالى الاحترافية . ولو اعتبرتم هذا انتقاما ، فماذا ستقولون حين يتم تسريح معظم الوظائف فى كل الوزارات الباقية ؟

إنها طريق التحديث الدارونى لا يرحم ، الاقتصاد الحر أسلوب الإبادة الأكثر عدلا على الإطلاق ، لكن قطعا لا وجود لغيره .

… ومع كل التمنيات ! اكتب رأيك هنا

 

The All-Leftist G82!

Two nude female anti-G8 protesters, Lausanne, Switzerland, May 31, 2003.

Shame on You and on Them!

President Bush is surrounded by other world leaders during a group photo session of the G-8 Outreach Group, Evian, France, June 1, 2003.

Abdoulaye Wade of Senegal and I think Da Silva of Brazil, Obasanjo of Nigeria… But Bush and Blair Left Early. Given It was an 8^2 Summit, Next Time Is It a 2+6 or an 8^3?

Naked anti-globalisation protesters chant slogans against globalisation and the G8-summit in Evian, Geneva, May 31, 2003.

Businees as Usual on the Other Side of the Street!

 3 يونيو 2003 : بوش وبلير غادرا قمة الـ G8 أمس ، نعم لم أجد خبر المغادرة قبل هذا ولن يحضرا وقائع اليوم الأخير غدا بحجة الانشغال بأشياء أخرى ( بوش سافر إلى شرم الشيخ ) .

هل تريد إحساسنا الشخصى : إنها قد لا تعقد ثانية أبدا ، ولو عقدت لن ينسى قط ما حدث اليوم . هل تريد حلا وسطا : ربما يسمونها 2+6 ! طبعا لو لم يدعوا لها هذا الحشد من العالم الثالث الذى جعلها هذه المرة قمة G82 !

الوقائع ؟ ليست مهمة جدا ! البيزنس كالمعتاد ، أيضا europe/03SUMM.html شيراك أرادها مظاهرة يسارية بقادة العالم الثالث المتطرفين فى يساريتهم ، ونجح فى ذلك .

هذا اليسار العالمى يساير أميركا على المائدة فى الكلام ( مجرد الكلام ) عن أسلحة الدمار الكتلى والإرهاب ، بينما يرسل بالوقود النووى لإيران ، وببيادقه ليتظاهروا عرايا ويصطدمون بالشرطة على الضفة الأخرى من الشارع ، والمهم فى الحالتين أن تملأ أسماؤهم خطوط الرأس فى الصحف ! اكتب رأيك هنا

تحديث : 4 يونيو 2003 : فيما يخص إشكالية الوقود النووى لإيران ، اليوم تلاحقت تطمينات بلير ، ونفى روسيا ( على طريقة إهانات بشار الأسد المعتادة لبلير ! ) .

الابتزاز الروسى متواصل للارتزاق واللعب على الحبال ، تماما كما أيام الحرب الباردة . الفارق أن روسيا كانت آنذاك قدرة عظمى ، والعالم الثالث هو اللاعب على الحبال ، والآن الحرب بين أميركا وناشزى العالم الثالث ، وروسيا انحط بها الحال للعب على الحبال ، لابتزاز بعض المكاسب من هذا الطرف تارة ، ومن ذاك تارة أخرى .

ما نجزم به أن العب غيرها أيها الرفيق پوتين ، من الأفضل لك الالتفات لتنمية بلادك ، وتحديدا من خلال ربطها بعجلة الاقتصاد الجلوبة ( تقرأ الأميركى ) ، فلن يجديك أى شىء مهما جربت ، سوى هذا ! ] .

 

 9 يونيو 2003 : هل مدبرو انقلاب أمس على الرئيس الموريتينى معاوية سيد أحمد الطايع إسلاميون أم بعثيون أم مجرد ضباط شبان طامحين للسلطة ؟ هل أجهضت طائرات النقل الأميركية ، أو بعض عناصر من القوات الإسرائيلية الانقلاب ، من خلال نقل حشود القوات الموالية من الأقاليم إلى نواكشوط ، أو غير ذلك ؟ أسئلة كثيرة قد لا تنكشف إلا بعد مرور بعض الوقت . ما يعنينا فقط هو تلك المظاهرات التلقائية التى اندلعت اليوم بعشرات الآلاف فى شوارع العاصمة بمجرد إعلان دحر الانقلاب . ببساطة شعوبنا رغم كل الواقع عليها من قهر الشعاراتيين ، شعوب لا تريد إلا التنمية ، وبالأخص لو كان هذا بمصانع وبضائع تحمل نجمة داود . وتفرق بسهولة بين الزعيم الجاد غير الفاسد الذى يأتى بالأجانب من أجل تلك التنمية ، والزعيم الديماجوجى الوطنجى أو القومجى أو الإسلامجى ، الذى يريد من خلال الشعارات الاستئثار بفتات الثروة المتبقى فى دولة ’ الاستقلال ‘ لحزبه ، أو أحيانا لمجرد أسرته .

تهانينا للشعب الموريتينى ، ونصيحة للأخوان المسلمين وللقوميين أو أيا من كنتم ، أن ادرسوا الأمر جيدا مرة أخرى ، بالذات لو فيه شبهة تدخل لوچيستى أو استخبراتى أميركى أو إسرائيلى ، ذلك إذا كنتم تعتقدون أن تغلغلكم فى جيش هذه الدولة أو تلك يؤهلكم قريبا لانقلاب عسكرى فيها . الجيد فى انقلاب نواكشوط الفاشل ، أنه جعل الأمر أصعب الآن عشر مرات بالنسبة لكم ، سواء من خلال المزيد من يقظة الحكام لأساليب مؤامراتكم التحتية ، أو من خلال نضج جاهزية وخبرة أميركا وإسرائيل بكيفية التدخل فى تلك الحالات ! اكتب رأيك هنا

 

 13 يونيو 2003 : سقطت كل الأحجبة ! مظاهرات الطلبة فى طهران لا تجرى فقط بفتيات خلعن أغطية الرأس بعد منتصف الليل ، بل بشعارات واضحة ضد الدين والريچيم الإسلامى بمتشدديه و’ إصلاحييه ‘ سواء بسواء ! صحيح أن الإمپراطورية الأميركية المجاورة فى العراق ، هى الحاضر الغائب فى هذه المظاهرات ، وهى الباعث على الحلم الجديد بالخلاص الجذرى عند طلبة إيران ، لكن عندنا تجد المكان الطبيعى لمثل هذه القصة عن الدين ، من حيث كونه عدوا لدودا للحريات القاعدية لبنى الإنسان ، ومن حيث رغبة البشر الخالدة فى التحرر من قمعه وطغيانه ، هو صفحة الحضارة . فإلى هناك !

 

U.S. Capitol and Washington Monument.

Ride of the Valkyries!

 21 يونيو 2003 : خبر سعيد أن الجنود الأميركيين قاموا اليوم بغارتهم أيضا نيو يورك پوست ورويترز قصتان هما 'Apocalypse Now' Music Fires Up U.S. Troops for Raid وWagner Plays U.S. Troops Into Iraq Crackdown على مواقع الإرهابيين فى مدينة الرمادى ، على أنغام أوپرا ركوب الڤالكيرات لڤاجنر . السعيد فى هذا أن هذه المقطوعة بالذات اشتهرت وباتت جماهيرية جدا لا سيما فى أوساط القوات الأميركية من خلال فيلم ’ نهاية العالم الآن ‘ 1979 لليسارى فرانسيس فورد كوپولا ، ذلك رغم أن هذا الفيلم حاول بكل الطرق نكئ الجرح الڤييتنامى ( من قبل حذف هذا الموجه كلمة فورد من اسمه حينما أصبح چيرالد فورد رئيسا ! ) . بل ها هى اليوم تستخدم فى قتال حقيقى لأول مرة كما كان يفعل روبرت دوڤال فى الفيلم على نحو قصد منه صناع الفيلم السخربة منه فيه .

على أن الموضوع لا يبدو سعيدا جدا حين تتعمق فيه . لأن السؤال هل سينجحون ، وتركب الڤالكيرات بالفعل غائرة منتصرة ثم عائدة لڤالهالا بالشهداء الأمجاد للحياة الأبدية مع الإله أودين ؟ الحقيقة لا أجابة جاهزة الآن .

ربما ينجحون ، وفى هذا السيناريو لا نملك سوى القول كعادتنا التقنية هى اسم اللعبة .

لا مفر من المزيد من التجهيزات لحماية الجنود ، والمزيد من تنمية العقاقير المتطورة لانتزاع الاعترافات ، وكذا تنمية المجسات الإشعاعية لكشف المتفجرات والأسلحة عن بعد أو حتى لو خبأت تحت الأرض ، وهلم جرا من التقنيات التى قد تجعل العمليات الإرهابية فكرة مستحيلة . ببساطة ، لأنه ما عدا ذلك لا نملك سوى طرح فكرة الإبادة من جديد .

نعم كل شعوب العالم تحلم بحكم أميركا لها ، لكن ما أسهل أن تختطف حفنة من المحرضين من مهوسين دينيين أو قوميين هذا الحلم . هم يعيشون وسط هذه الشعوب ، ولا يعرف الأب منا شيئا عن حياة الجهاد الخفية لابنه . هذه وضعية بلا حل . وليس كل من قتل من الهنود الحمر أو الأبوريچين هم قتلة وسفاحون أو حتى عنيدى الرأس . المؤكد أن أبرياء كثيرون قد ضاعوا . لكن هل من بديل ؟

المؤكد أن أميركا لا تستطيع الانسحاب وإلا تركت العراق صومالا جديدة ، حروبا أهلية ومرتعا لحركات التطرف من كل طيف . لكن المؤكد أيضا أنها لا تعرف بعد الثمن الأخلاقى الحقيقى للنصر فى المعركة ضد الإرهاب !

نعم كل شعوب العالم تحلم بحكم أميركا لها ، لقد فاض كيل الجميع من تجربة الاستقلال والعزة والكرامة إياها التى تعرفها أنا وأنت . لكن سيظل إلى أبد الدهر ما أسهل أن تختطف حفنة من المحرضين من مهوسين دينيين أو قوميين هذا الحلم . هم يعيشون وسط هذه الشعوب ، ولا يعرف الأب منا شيئا عن حياة الجهاد الخفية لابنه .

هذه وضعية بلا حل . وليس كل من قتل من الهنود الحمر أو الأبوريچين هم قتلة وسفاحون أو حتى عنيدى الرأس . المؤكد أن أبرياء كثيرون قد ضاعوا . لكن هل من بديل ؟

أنا أعلم أن المشكلة ليست تقنية أو عسكرية محضة ، وأن العقدة تكمن دائما فى ضعف العقل ، ضعف عاصمة الإمپراطورية ، الضعف الباطنى الذى يأكل الروح والإرادة من الداخل . [ للأسف بعض الشواهد المبدئية تؤكد هذا . أسوأها حتى اللحظة أنهم قد عهدوا ليهودى يسارى بكتابة دستور العراق . هذا الشاب الذى يدعى نوح فيلدمان يبدو أنه اشترى بالفعل بضاعة الأخوان المسلمين ، القائلة بأن من الممكن أن يكون هناك إسلام معتدل وآخر متطرف . وهو الآن يعيد اختراع العجلة من جديد ، مراهنا على ما يسميه مصالحة تاريخية بين الإسلام والديموقراطية ، وكأن شعوبنا لم تدفع من ماضيها وحاضرها ثمنا مرعبا لذلك الإسلام المعتدل ] .

من هنا فالسؤال الحقيقى هل الكاپيتول مستعد حقا للمسارعة قبل فوات الأوان لتقنين الإبادة وتفصيل حالاتها وشروطها وضوابطها ، ومن ثم ستنعم سماؤه كما الأيام الخوالى بألعاب النار الشهيرة ، أم يتقاعس ويجفل وتستحيل ساحته مرة أخرى مسرحا لحركات السلام الانهزامية الداعية لعودة الجنود الأميركيين من ’ المستنقع ‘ العراقى ؟

المؤكد أن أميركا لا تستطيع الانسحاب وإلا تركت العراق صومالا أو بيروتا جديدة ، حروبا أهلية ومرتعا لحركات التطرف من كل طيف . لكن المؤكد أيضا أنها لا تعرف بعد الثمن الأخلاقى الحقيقى للنصر فى المعركة ضد الإرهاب . اكتب رأيك هنا

 

An unprecedented protest against President Charles Taylor, front of the U.S. embassy, Monrovia, Liberia, July 3, 2003.

Liberian Liberty:

08CND-LIBE.html ‘No More Taylor!… We Want George Bush!’

 8 يوليو 2003 : المزيد من شعوب العالم تتظاهر مطالبة باحتلال عسكرى وحكم مباشر أميركيين لبلادها . هذا كان المشهد المشهود للأسف الإشارة للمظاهرات فى الصور المصاحبة لهذين أى أن من سيشترى المقالات لن يجدها بها أيضا صورة أخرى 04LIBE ومنذ الخميس الماضى والآن فى طريقها بتواصل لأسبوع ثان فى شوارع منروڤيا ، خاصة أمام السفارة الأميركية . نعم منروڤيا الواقعة بعد تحت سلطة الرئيس تشارلز تايلور ، وليس إحدى الضواحى أو المدن الليبيرية الإقليمية التى انزلقت من بين أصابع سلطته . أعلام أميركية ضخمة ، وآلاف هادرة تسأل چورچ دبليو . بوش فيم الانتظار ’ لا مزيد من تيلور ، نريد چورچ بوش ‘ ، أو لتحول الغضب إلى رقص وغناء حين يلوح أن بوادر التدخل قد بدأت ، والأهم من هذا وذاك أن لتقول لكل العالم إن توحده تحت راية إمپراطورية واحدة رشيدة هو مسألة وقت وليس إلا .

… البقية تأتى ! اكتب رأيك هنا

A woman fighting with rebel forces chased looters who were stealing supplies from the port in Monrovia, Liberia, August20, 2003.

The New Monrovia Order!

 تحديث : 21 أغسطس 2003 : اليوم اختارت ليبيريا رجل بيزنس رئيسا لحكومتها المؤقتة . الاسم تشارلز جايود برايانت ، والميول محافظة ، بل ومسيحية پروتستانتية لحد ما . يقول إنه سيتسخدم الأمرين معا لإجراء المصالحة القومية ، لكن ما يهمنا أكثر ولو مؤقتا ، هو دلالة الشق الأول ، أن ذهبت الشعارات وأتى البيزنس ، بروحه وعقله . وليصبح سمة لعصر ما بعد ذوى الشعارات والوطنية والطريق الثالث أو أيا ما كان هراء عصر تايلور البائد . هذا مؤشر جديد لما يجب أن تكون عليه قيادات العالم الآن ومستقبلا ، ومؤشر لأن الاقتصاد الحر ، أو الجلوبة ، أو سمها الأمركة لو شئت ، ولا تنس العلمنة طبعا ، هى القانون ، بل هى الأمل الوحيد فى ازدهار أى شعب .

كل التمنيات للشعب الليبيرى . تمنيات مستحقة لشعب أثبت على نحو لا يحتمل اللبس أنه أبعد ما يكون عن عقلية الهنود الحمر ، و… العرب ! ] .

| FIRST | PREVIOUS | PART IV | NEXT | LATEST |