|
|
|
الإبادة : هل لا يمكن تفاديها ؟ !
( الجزء الثانى عشر )
Extermination,
Is It Inevitable?!
(Part XII)
| FIRST | PREVIOUS | PART
XII | NEXT
| LATEST
|
NEW:
[Last Minor or Link Updates: Wednesday, July 20, 2011].
In Part XII
December
25, 2008: The Eighth War: War Against Gaza!
In Part XI
December 26, 2006:
Site’s Mel-Akher series starts, and Extermination issues are, as
ever, the most prominent!
In Part X
July
12, 2006: The Seventh War: War
Against the Hezbollah Gang!
In Part IX
September
11, 2005: A
HISTORY MADE, AND STILL TO BE MADE: U.S. envisions pre-emption atomic strikes
against terrorist and rogue nations?
…
In Part VIII
February
15, 2005: What’s the difference
between the Killer Putin and the Killer Bashar?
In Part VII
April
30, 2004: Torture? What torture?
Our Arab primary schools have much tougher measures!
In Part VI
March
22, 2004: They say the
killed Hamas leader Ahmad Yassin was moving only his tongue. Isn’t it enough?
In Part V
November
16, 2003: In Iraq’s Sunni
Triangle, nobody is innocent. What should Civilization do?
In Part IV
August
19, 2003: How to solve the American
dilemma in Iraq? The answer is measures that might escalate up to mass
extermination! Plus: A proposition of the World Declaration for
Protecting the Future!
March
9, 2003: The Nuclear
Promise —Day 365: War against Iraq is anytime this week but still waiting for
the big event [A symbolic entry in English].
June
25, 2002: George W. Bush
orders: No More Arafat! This time it seems final.
June
4, 2002: Palestinians
accept all Sharon peace conditions. The only problem is they’re too old and
it’s a too late surrender!
June
2, 2002: Would the nuclear inferno
begin in Kashmir?
May
12, 2002: The dream of a Palestinian
state vanished today… officially!
April
30, 2002: First signs of what
would be the ‘New Arab Order’!
April 20, 2002: War trials for the victorious. Our World Order biggest joke, ever!
April
18, 2002: E.T. Goes Intifada. Our Arab
media biggest joke, ever!
April 17, 2002: A HISTORY MADE: The first articulate and direct intimidation ever from an American President to what so called moderate Arab states!
In Part III
April 10, 2002: PALESTINE LIBERATED!
April 4, 2002: LEBANON LIBERATED!
March 29, 2002: Full Israeli invasion. Is it at last a real war against Intifada and its lords? We just hope!
In Part II
March 14, 2002: Nuking Mecca. What an idea, but …!
In Part I
February 21, 2002: Sharon surrenders to Palestinian terrorism!
February 19, 2002: A generous initiative from Saudi
Crown Prince Abdullah. But could the Arab rejectionist front appreciate it!
December 20, 2001: A HISTORY MADE: Syria isolated absolutely alone in the Arab League!
December 12, 2001: Arafat days have been numbered.
November 20, 2001: The first evidence of the all-original 21st Century’s systemized extermination: Donald Rumsfeld orders ‘No Prisoners!’
September, October 2001: New Page to cover the tragic events which put world at
war, or almost!
April 18, 2001: Arab Analysts say Colin Powell forced Israel out of Gaza. We say the good general is just an outsider who knows nothing about the new U.S. strategy.
February 26, 2001: If you know a way other than the Neutron Bomb
that can stop Taliban from destroying Buddhas, please contact us. It’s URGENT!
February 16, 2001: Some good news: Egypt’s Foreign Affairs Mininster Amr Moussa dismissed... AT LAST!
December 28, 2000: Add the new year’s tune to your favorites: Middle East War Drums!
December 18, 2000: This separate page was launched to answer this: What’s best for reading the future: reading the present, reading the past or reading the future?!
December 4, 2000: Israel’s Mr. Deep Blue, aka Benjamin Netanyahu, to be or not to be [back]?
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الجديد
( تابع جزء 1 ، جزء 2 ، جزء 3 ، جزء 4 ، جزء
5 ، جزء 6 ، جزء 7 ، جزء 8 ، جزء 9 ، جزء 10 ، جزء 11 ) : اليوم صفر لما قد يتضح أنه
الحرب الثامنة : 25 ديسيمبر 2008 :
موقف مصرى عظيم استثنائى وفوق
العادة : اليوم
دعت مصر وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيپى ليڤنى كى تعلن للعالم من
تحت شعار الرئاسة المصرية تحديدا ، أن إسرائيل قررت القضاء على عصابة حماس
الإسلامية وربما إعادة محمود عباس على ظهر الدبابات الإسرائيلية إلى قطاع غزة ( إذ لعله قد تمت صفقة سرية
أخرى معه تنطوى على التنازل على فكرة الدولة الفلسطينية ) . قرار جرىء للطرفين معا ، طال انتظاره ،
شىء طالما نادينا به منذ وصول نيتانياهو —باعتباره قائدا قويا غير مسبوق
إسرائيليا— للسلطة فى 1996 ( بالذات وقد
توازى مع وصول كمال الجنزورى للسلطة فى مصر وارتفاع سقف الطموحات الاقتصادية لها
لنحو غير مسبوق تاريخيا أيضا ) ، ألا وهو ‑أى تلك الدعوة التى
طرحناها‑ تشكيل حلف دفاعى
شرق أوسطى بقيادة الدولة العبرية لاجتثاث ما يسمى جبهة الصمود والتصدى العربية‑الإيرانية ،
مؤكدين أن أى سلام تنجو منه رءوس هذه الجبهة هو سلام أسوأ من أى حرب ، وأن
اليمين الإسرائيلى هو عمقنا الستراتيچى ونحن عمقه الستراتيچى ، وأن السلاح
النووى الإسرائيلى هو سلاح تضمه صدورنا ، لا سلاح موجه إليها ، وأن أقل دور يمكن
أن تضطلع به مصر فى هذا الحلف ، هو ذلك البيزنس غير المنتهى الذى بدأه
الرئيسان السادات ومبارك فى مطلع الثمانينيات ولم يتماه ، ألا وهو إسقاط
الريچيمين الليبى والسودانى ( اللذين كانا وغالبا لا زالا ، يسميان فى
غرب عمليات قواتنا المسلحة باسمى العدو الغربى والعدو الجنوبى ) ، ذلك
دون أن نشك للحظة أن الترسانة النووية
الإسرائيلية سوف توضع فى الوقت المناسب فى خدمة أى مشروع حضارى شامل لشرق
أوسط جديد حقيقى ، لا ذلك الشرق الأوسط السلامى العبيط المستحيل الذى كان
يعول على أريحية أمثال عرفات وصدام والأسد والقذافى والخومينى ، والذى ‑للأسف‑
لا يزال اليسار الإسرائيلى لا يخجل من التشدق الأهبل المثير للشفقة به . أيضا عارضنا الرأى
السائد بأن الوحدة مستحيلة بين الدول المسماة بالعربية ، وقلنا إنها ممكنة بتوحد كل بلد على حدة مع إسرائيل ،
أى هى ممكنة فقط كمشروع تحضر ، لا كمشروع عصيان وقطع طريق على
الحضارة . كذا قلنا إن هذا لن يتحقق إلا بعد سلسلة طويلة من الحروب العربية‑العربية
( العربية الأولى مجازية لأن مصر مثلا ليست عربية ) ، وبالفعل
طالبنا على مدى السنوات العشر الأخيرة فى
مناسبات بعينها بأن تبدأ الطائرات
المصرية والسعودية فى قصف دمشق على الفور . … اليوم هو لحظة تاريخية
فى كل ذلك الصدد ! من مكتب الرئيس مبارك وبالضبط
من تحت شعاره الرئاسى المستدير ذهبى اللون ، قالت ليڤنى بوضوح
شديد : Enough is enough!
[Hamas control of Gaza] has to be stopped! . أيضا
لم تترك أى مجال للبس فى أنها تتحدث بلسان الرئيس مبارك تحديدا و‘ احتياجات
المنطقة ’ عامة ، قالت بروح معنوية عالية مصحوبة بالتفاتة رقيقة
لنظيرها المصرى الوزير أحمد أبو الغيط ( الذى لم يعلق سوى بأن مصر قد يئست
من جلب حماس للحوار ‑المصطلح المصرى للاستسلام‑ مع السلطة
الفلسطينية ، وهو أبلغ تعليق ممكن ) ، قالت : Hamas’s control of the Gaza
Strip is not only Israel's problem; we understand the needs of Egypt but what
we are doing is an expression of the needs of the region . كان من الممكن أن تنسق ليڤنى
ما شاءت مع مصر ، دون استخدام شعار الرئاسة ، أو دون مؤتمر
صحفى ، أو حتى دون القدوم لمصر أصلا ، لكن الطرفين أرادا أن يرسلا
للعالم ‑أخياره وأشراره‑ رسالة لا تحتمل اللبس : ميلاد حلف
إسرائيلى‑مصرى صارم العزيمة مستعد للوصول لأى مدى ومواجهة أى أحد ،
من أجل تقدم هذه المنطقة ، وتقدم ما يريد من شعوبها هذا التقدم . إنها لحظة تاريخية بالنسبة
لمصر بكامل معنى الكلمة ، ها هى الأقدار تعيد الكرة إليها بعد غياب لأكثر
من نصف قرن : تدهورت أسعار الپترول ولن يحتاج العالم الغربى له ثانية
أبدا ، وسيشربه العرب حرفيا كما وعدهم دكتور كيسينچر يوما ، كل الشعوب
الظلامية باتت تعانى الفاقة الآن ، بينما مصر هى الوحيدة التى تقوى وتتقدم
اقتصاديا على نحو حثيث مبهر ، واللحظة مؤهلة الآن بالكامل لأن تعود قائدا
لذات الشعوب التى ارتضتها أنموذجا حضاريا لعقود طويلة ‑بل لقرنين كاملين‑
قبل 1952 ، كل هذا مع
فارق سوف يجعل الأمور أكثر روعة هذه المرة : أن القيادة ستكون
ثنائية ، مع ذلك المستجد الجديد على أرض المنطقة : إسرائيل ،
النقطة الطليعية الغائرة للحضارة والحداثة والتقنية والمستقبل ، التى
انغرست فى هذه الأرض المنكوبة عامة بچيينات أهلها ، كما وردة أنبتت وسط
مقلب زبالة ( تعبير لنا عمره ثلاثون
سنة على الأقل ) . التعاون
الأمنى الإسرائيلى‑المصرى ليس سرا ، ومن تظاهراته مؤخرا استجواب
أفراد حماس الذى قبض عليهم فى مصر لمعرفة ‑من بين أشياء أخرى‑ أماكن
تصنيع الصواريخ ، وهى معلومات لا تهم سوى إسرائيل ، وبالطبع تم
تقديمها لها ( بل أتحدى من الآن أن حماس التى تجعجع صباحا مساء بضرورة فتح
معبر رفح ، لن تسمح لمصابى الحرب القادمة بالذهاب لمصر لأنها تعرف جيدا
ماذا سيكون مصيرهم بعد العلاج ) . باختصار : المعادلة
بسيطة وواضحة لدى الإنسان المصرى : … على
أن ما هو أهم بمراحل ، وأضفناه مؤخرا هو أن مصر بقيادة
جمال مبارك وأحمد نظيف تقرأ خريطة المستقبل الاقتصادى للمنطقة جيدا وعلى رأسه
الأفول المحتوم بل الوشيك للاقتصادات الريعية النفطية التى لوثت الكوكب بإسلامها
وعروبتها ، وأن الرئيس مبارك من موقعه الرمزى الرفيع بات يؤيد ذلك المشروع
الحضارى المصرى تأييدا تاما منذ 2004 ، هذا بعد برهة تردد انتابته ،
وكلفت مصر وقتا ثمينا أقلها فترة رئيس
الوزراء الماركسى‑اللينينى السابق الذى تعود موقعنا تسميته بإللى ما
يتسماش . نعم ،
كانت هناك فترة ضعف بدأت بالإعادة الكارثية للعلاقات مع العرب فى 1989 ، ثم
فى حنى الرأس قليلا أمام موجة الإرهاب فى مطلع التسعينيات ، ورفض دخول
الحلف الثلاثى الذى اقترح بين إسرائيل وتركيا ومصر ، لكنها انتهت جزئيا
بتولى الدكتور الجنزورى فى 1996 ( الذى لعلها ليست مصادفة أن تمت بالتوازى
مع تولى نيتانياهو السلطة ) ، وانتهت كليا بلا رجعة منذ 12 يوليو 2004 ، بوصول اليمين
للحكم يوم حسم الجناح الضعيف المتردد ‑أو لنقل تهذبا المتحفظ زائد الحرص‑
الذى يمثله الرئيس مبارك ، حسم خياراته ، أطاح بحكم اليسار ،
وقرر توحيد مصر ‑وحين أقول مصر أقصد النخبة السياسية ، فلا قيمة فى
أية معادلة لديدان الهزل والمهازل والهذيان بهلاوس كلها خارج التاريخ والاقتصاد
والتقنية والمستقبليات والسياسة الدولية وخارج كل شىء إلا أمراضهم
النفسية ، أولئك ممن يسمون أنفسهم بالمعارضة ، أما الشعب نفسه فغير
مهتم أو لا قيمة له أيهما تفضل . فى ذلك اليوم توحدت مصر خلف قيادة جديدة
واحدة هى الجناح القوى المقدام الذى طالما مثله جمال مبارك ومعه كبار رجال
البيزنس ممن يشكلون النواة الفاعلة لما يسمى بلجنة السياسات فى الحزب
الوطنى ، والوحيدة إطلاقا صاحبة رؤية ‑مجرد رؤية‑ ما
لمصر . فى
ذلك اليوم الذى انتقل فيه جمال مبارك من موقع زعيم المعارضة إلى موقع الحاكم
المطلق ، عين الرئيس مبارك ‑بصفته التى ارتضاها لنفسه منذ جاء لكرسى
الرئاسة وهى الحكم بين السلطات‑ عين وزارته فى يومين متتاليين ،
ليقول إنه بات يشرف فقط على العلاقات الخارجية ، لكن ‑وهو الملفت
والجديد والرائع‑ يشرف عليها من خلال وزير مميز متناغم بالكامل مع المشروع
الاقتصادى الحداثى لبقية الوزارة ‑هذه التى ترك لجمال مبارك وأحمد نظيف
مهمة تشكيلها بالكامل وبحرية كاملة‑ والذى ‑أى المشروع‑ يحتاج
بالضرورة لعصر جديد من العلاقات الخارجية . هذا الوزير لم يحدث حتى اليوم
أن تفوه بكلمة تطاول واحدة على إسرائيل ، على العكس من أسلافه الثلاثة
مطلقى السفالة والانحطاط ، الطابور الخامس للعرب والقومية العربجية ،
الخونة عصمت عبد المجيد وعمرو موسى وأحمد ماهر ، وها هو أخيرا اللقاء
الرائع للرجلين ‑مبارك وأبى الغيط‑ مع ليڤنى هذا الصباح مجرد
الذروة الجديدة المنطقية للمشروع الحضارى المصرى الكبير ، وللستراتيچية
المصرية الكبرى للمستقبل وتصوراتها الشاملة لدورها القيادى ولموقعها الاقتصادى
ولأمنها القومى ولمكانتها السياسية ولزعامتها الحضارية . …
باختصار : مصر المعاصرة هى الدولة
شرق الأوسطية الوحيدة ‑إذا ما استثنينا إسرائيل‑ التى تملك رؤية
ستراتيچية لشرق أوسط ما بعد الپترول ، مصر ترى لنفسها دورا محورية فى
خريطته المقبلة ، مصر شديدة الاعتزاز بنفسها ، وفى ذات الوقت واعية
أنه لم يكن لديها ما تعتز به منذ نكبة 1952 ( بما فى هذا انتصار عسكرى
كلامى فى 1973 حاولت دون جدوى حتى سنوات قليلة مضت إيهام نفسها بأنه كان
حقيقيا ) ، مصر مدركة من الآن فصاعدا أن سبيل الاعتزاز بالذات هو سبيل
واحد ، هو أصعبها جميعا ، وهو واحد لأن كل ما سيستجد معه هو آثار
جانبية له ، مصر لن تعتز ‑ولا يجب أن تعتز‑ من الآن فصاعدا إلا
بأمر واحد : اقتصادها ! ( لحظة كتابة هذا
أصبح بالفعل سعر خام تكساس الخفيف ‑ولأول مرة فيما تعيه الذاكرة‑
أرخص من متوسط السعر العالمى ، وربما قريبا سيصبح متوسط الخام الأميركى
الأرخص إطلاقا فى العالم ! |
(Note: Downsized image; for full scale, click here)
(Note: Downsized image; for full scale, click here)
(Note: Downsized image; for full scale, click here) Egypt’s Future Flag? |
تظاهرات
النهضة الاقتصادية لا تعد ولا تحصى وتتحدث عنه المؤسسات العالمية كل يوم !
Times Squre! |
ليس
آخر هذا ‑وكله توالى هذا الأسبوع أو نحوه‑ أن أصبحت فى طليعة الدول
الأعلى نموا عالميا ، وكذا الأكثر جذبا للاستثمار ‑أفريقيا على الأقل‑
أو عن وتصف ما حدث فى العامين الماضيين بالثورة البيضاء وتم تحديثها
فى 9 يوليو 2009 فى وبالمثل لخدمات
التجارة ، وكذا الأكثر أمنا ائتمانيا والأقل تأثرا بالأزمة
العالمية ككل ، أو أن انضمت قبل أسبوعين لقائمة
القوى الكبرى للـ outsourcing ( درج على
أن تترجم ‘ التعهيد ’ أى الأشغال من الباطن ، وأهمها فى حالة مصر
الطريات الحاسوبية ) ، أو السمعة
المتصاعدة لبورصتها ، شديدة الرصانة لدى المقارنة مع كل الأسواق
البازغة .
إلا
أننا نفضل ‑ربما لأن سجلات التاريخ قد تعنيها مثل هذه اللحظات شديدة الرمزية
والدلالات‑ تركيز البؤرة على آخر تظاهرة لهذا الصحوة المصرية الجديدة وقعت قبل أسبوع واحد
ولم يلتفت كثيرون لها أو لأبعادها . إنها حين وقف أحمد شفيق وزبر الطيران
المدنى فى طرفية مطار القاهرة الجديدة ، أمام صورة فوتوجرافية عملاقة لإحدى
طائرات شركة مصر إيروورك ‑مصر للطيران لاحقا‑
تحلق فوق الأهرامات فى عام 1932 كسابع شركة طيران تجارى إطلاقا فى العالم ،
ليقول أمام رئيس الدولة وعلى الهواء لكل العالم ، إنها ‑أى الصورة‑
قد اختيرت كى تذكر بقية بلاد المنطقة بأين كانت مصر وأين كانوا هم ، وكاد يهم
لولا الحياء بالقول تذكرهم بمن نحن ومن هم ، إلا أن الطريقة التى جز بها على تلك الكلمات كانت كافية وفضحت
مكنوناته بالفعل !
… يا للروعة ! المؤكد أن
الوعى بأن كل أمراض مصر الاقتصادية والاجتماعية مصدرها الأقلية العربية المقيمة
فيها ، بات ‑أى ذلك الوعى‑ يتنامى بسرعة هائلة ، وها قد وصل
لألسنة كبار المسئولين العلنية نفسها ، وهذا كان بكل تأكيد أحد الأهداف
الرئيسة التى نشأ من أجلها موقعنا ، وبالأخص منه رواية سهم كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) . ( على فكرة ، إحدى شخصيات الرواية
المذكورة اقترحت أن يصبح شعار
مصر للطيران هو علم مصر ! ) .
(Note: Downsized image; for full scale, click here) Tribute to a Genius and, well, a Prophet! |
… باختصار ، ها هى البادرة الأولى لمشروع الحلف الحضارى
الاقتصادى‑العسكرى الذى اقترحناه يوم قلنا فى صفحة الثقافة قبل 12 عاما ونصف ‘ يا صفوة العالم
اتحدوا ! ’ ، ها هى تتحقق اليوم ، ليس لنبوة ولا لعبقرية
فينا ، ولا لأن أحدا استجاب بالضرورة لدعوتنا ، إنما لأن ما حدث هو
ببساطة الممكن الوحيد ، الشىء المحتوم الذى لا حل سواه والذى سيتوصل إليه
الجميع إن عاجلا أو آجلا : حلف للتقدم والحداثة والخير عليه أن يتشكل يوما
للقضاء على حلف التخلف والماضوية والشر القائم بالفعل .
… عفوا ! هذا لا يعنى أن
لا وجود لنبوة وعبقرية بالمطلق ، بل هناك واحدة تستحق كل الانحناء والتحية
اليوم : أنور السادات !
…
وبعد ، ربما الشىء السلبى الوحيد فيما حدث أو
سيحدث فى الأيام القادمة ( هل سنسميه الحرب الثامنة ؟ لم أقرر
بعد . أنت تعلم أننا فى كل الأحوال نتبنى تعريف إسرائيل للحرب ، وهو
استدعائها للاحتياط . انظر متابعتنا اليومية فى حينها للحرب السادسة هنا ، وللحرب السابعة هنا ) ، الشىء السلبى
فيما سيجرى أنه قد يقلل فرص نيتانياهو فى العودة للسلطة . إذ إنه لو حدث
وأثبتت ليڤنى للشعب الإسرائيلى أنها قائد صارم ، فقد تفوز فى
الانتخابات الوشيكة فى إسرائيل . بالقطع تاريخها ‑ناهيك عن تاريخ باراك
الذى سيقود هذه الحرب اعتباره وزيرا للدفاع ، لا يكاد تاريخ أيهما يشبه فى شىء نيتانياهو ومواقفه الجذرية
وشخصيته الزعامية الكاريزمية ، وفهمه العميق للعقلية العربية ، والذى
تثبت الأيام مدى صحة مقولته إنه لا تنجح معاهدة سلام مع عربى إلا إذا جاء راكعا من
تلقاء نفسه يستجديها ، وهو العكس من طريقة اليسار فى تشجيع العرب على
المفاوضات ، غير مكتف بفشله الذريع فى أوسلو بل لم يتورع يوما عن مغازلة
سوريا نفسها وهى بأى معيار به ذرة من العقل ليست إلا نكتة !
لكن ما نستطيع قوله إننا لم ولن ندافع يوما عن أشخاص ضد أشخاص ، إنما عن مواقف ضد
مواقف ، عن حلول ضد حلول ، نقصد بالأحرى حلول ضد لا حلول ، ولو
فازت ليڤنى فسوف بالقطع نتمنى لها التوفيق بقدر ما تتخذ من مواقف
صحيحة ، والمواقف الصحيحة هى عدم شراء مبادرات العرب الحديبائية الوهمية
للسلام ، والرفض العلنى للمبدأ المضحك المسمى الأرض مقابل السلام الذى لم
أفهمه للحظة واحدة فى حياتى ( الأرض بيد إسرائيل والسلام بيد إسرائيل ،
فهل ستبادل نفسها ؟ ! ) ، والموقف الأهم من الكل هو استخدام
كل الأدوات ‑بما فيها أسلحة الدمار الكتلى‑ للقضاء على محور الشر
القائم فى المنطقة والذى يحول دون تقدمها ورفاهها .
حتى هذه الحرب المزمع تدشينها ‑وكذا الحرب السابقة السابعة‑ كانت
ستدار بأسلوب مختلف لو أن نيتانياهو كان فى كرسى الحكم ، فمشكلة اليسار هى
تخيله أن كل البشر متساوون . والأسوأ وهمه أن العرب بشر أصلا كبقية
البشر . يعتقدون أنك لو ضربت العرب فيستسلمون ويفضلون السلام والتنمية ،
ولا يدركون أبدا أن تركيبتهم الچيينية لا تعرف قيمة الحياة المهذبة الراقية ،
ولا قيمة الحياة أساسا ، وأن كل تركيبتهم العقلية قائمة على انفعالات محض
ومعنويات خالصة من قبيل العزة والكرامة والشمم والإباء ( الإباء تعنى الرفض
بالمناسبة ، ومثلها الصمود والتصدى ، ليس بينها فعل واحد بل كلها ردود
أفعال تميز العرب والإسلام قطاع الطرق الهجامة ممن كانت مهنتهم الوحيدة عبر
التاريخ هى الإغارة على المدن المتحضرة الوادعة ) . هذا هو ما
يهمهم ، ولا يهم إن كان البطن جائعا أو مؤخرات الأطفال عارية ، فكل شىء
عيب عندهم ، إلا شىء واحد يعتبرونه ليس عيبا : الفقر !
War Crimes: So Called ‘Legitimate’ … ‘Resistance!’ |
… وبعد ،
إن ما جرى اليوم هو أعظم هدية تلقتها
الحضارة فى موسم أعيادها ، جاءت من الحلف الإسرائيلى‑المصرى
الوليد ، فقط كى تبز كل ما أتى به سانتا كلوز من أطنان الهدايا للبشرية
الليلة الماضية !
… لنظريتنا فى مشروع الحلف الحضارى بين مصر
واليمين الإسرائيلى ، انظر هنا .
… لأول تحليل لنا للعقل العربى‑المسلم
انظر هنا ، وللمزيد بالطبع انظر رواية سهم
كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) .
… انظر هنا بخصوص أكذوبة أن الفلسطينيين مارسوا يوما ما
يسمى مقاومة مشروعة للاحتلال ، ولقرارنا الفجائى ذات يوم أن نقرأ ماذا تقول
بالضبط اتفاقيات چينيڤ تلك التى يتشدقون بها صباحا مساء ، عن مواصفات
زى المقاومة وشروط التسليح والبنية التنظيمية وأماكن التمركز وانطلاق الهجمات
… إلخ ، واتضاح أن العرب والمسلمين لم يفعلوا يوما سوى جرائم صارخة تنص
عليها صراحة نصوص هذه الاتفاقيات عينها ( التى صممت من أجل مونتجومرى وروميل
وپاتون وليس عرفات وأحمدى نجاد وخالد مشعل ) ، هذا ناهيك عن أن كل
المقاومة ‑مشروعة كانت أو غير مشروعة‑ تستوجب الإعدام الفورى فى الميدان ،
بلا محاكمة ولا حتى اعتقال ولا طبعا ‘ أسر ’ ‑لاحظ الكلمة التى يستخدمها من يريدون
إيهام العالم أن عصاباتهم الإجرامية الشبحية يجب أن تعامل على قدم المساواة مع
الجيوش النظامية المقاتلة العلنية ( أما أن يكون هدف ‘ مقاومتهم ’
‘ المشروعة ’ بعد كل ذلك هو إطلاق صواريخ من وسط مدن ومدنيين ‑ناهيك
حتى عن أن تكون موجهة ضد مدن ومدنيين ، وليس حتى ضد أهداف عسكرية‑ فهى
أمور لا تستحق التوقف عندها أصلا ، وهناك مليون صورة تتحدث عن نفسها بهذا
الصدد ! ) .
… لمتابعتنا ‑تشجيعا وتحفظا معا‑ لميلاد
وتطور مشروع جمال مبارك لنهضة مصر ، ونظريتنا حول ما أسميناه فى حينه بانقلاب
القصر ، هذا الذى تم فى 12 يوليو 2004 وأتى باليمين للسلطة ، انظر هنا .
… لمتابعتنا ليوميات الحرب السادسة انظر هنا ، وليوميات الحرب السابعة
انظر هنا .
… لمتابعتنا ليوميات آخر غزو فلسطينى لأرضنا فى
سيناء ، انظر هنا .
… لآحدث متابعاتنا لجرائم الأقلية العربية فى
مصر انظر م الآخر ( 66 ) .
اليوم الأول لما قد يتضح أنه
الحرب الثامنة : 27 ديسيمبر 2008 : بعد 48 ساعة بالضبط :
… العملية :
الرصاص المصبوب أو المسبوك ( وليس المسكوب كما يترجمها إعلامنا ) Operation: Cast Lead . يبدو أنها الحرب الثامنة بالفعل ! …
‘Enough Is Enough’… Hamas Rats! |
بدأت الضربة بالفعل ظهر
اليوم : عدة مئات من مجرمى
حماس سقطوا قتلى فى التو واللحظة ، فى مجرد موجة القصف الجوى
التمهيدية ، لكن الهائلة طبقا للمفهوم الوحيد الناجع للتعامل مع العقلية
العربية كما علمنا إياه ابن خلدون : الهول والصدمة awe and shock !
مشاهد النساء والأطفال اليهود الغارقين فى دمائهم
تغيرت ، وبدأنا نشاهد لأول مرة جرذان الإخوان المسلمين قطاع الطرق الأعراب
كالحى الوجوه ‘ يفرفرون ’ كما الدجاج فى تراب غزة القذر الذى يحيل
دماءهم طينا يزيد وجوههم الملتحية سوادا على سوادها .
أيضا هى المرة الأولى التى نرى إسرائيل لا تتلقى فيها
الضربات يوم السبت ، إنما تقوم بها .
بالمثل هى المرة الأولى التى يكون القتلى فيها
بالمئات بحيث لم تستطع الجعيرة ممارسة عادتها فى صنع برامج وپرومات ووثائقيات تجعل
من كل نكرة من هؤلاء الذين يسمونهم بالشهداء ، نجوما ينافسون توم كرووز .
كذلك هى المرة
الأولى التى لا تتعامل فيها الحضارة بالشوكة والسكينة مع الهمج الذين يأكلون أكباد
البشر الحية براحة يدهم ؛ نراها تضرب ضربة فجائية شاملة وكاسحة بسوابق انذار
عمومية غير محددة ، ذلك أنها بدأت تتعلم أساليب خفافيش الظلام فى الاحتماء
بالنساء والأطفال ، فكان عليها أن تتحين وقت خروجهم من حجورهم ( فى
الواقع ، ليس هذا ما نريده بالضبط ،
إنما نريد ضرب
هؤلاء النساء والأطفال كهدف فى حد ذاته ، فشعب أنجب أناسا من نوعية أمين
الحسينى وياسر عرفات وإدوارد سعيد وأحمد ياسين وملايين على هذه الشاكلة هو شعب
يستوجب الإبادة ، حتى لو كان به تطفرات چيينية استثنائية من نوعية محمود عباس
ومحمد دحلان ظهرت بالصدفة ولا تضمن حتى إن كانت بالضرورة ستسير معك حتى نهاية
الطريق أم لا ، فإن اجتثاث الچيينات البربرية هو السبيل الوحيد ، وهو ما
يجب أن يكون الهدف الواضح الصريح والعلنى للحضارة ، إن كانت تريد حقا لنفسها
الاستمرار ! ) .
حين انقلبت حماس واستقلت بغزة وحتى قبل أن تبدأ
بالشكوى من الحصار ، تعجبنا فى م الآخر ( 9 ) : ما العيب فى الحصار ؟ لديكم الأرض ولديكم البشر
ولديكم الإسلام ولديكم كل شىء ، ما الذى تحتاجونه كى تقيموا جنة الله على
الأرض ، وتعطوننا المثل الأعلى لعظمة شعبكم ودينكم وجهادكم ؟ لديكم الطب
النبوى فما حاجتكم للطب النووى ولكل هذا الزعيق عن كهرباء المستشفيات . أيضا
لم يعد هناك من يتدخل فى شأنكم ، فما الذى يمنعكم من أن تعدوا لهم ما استطعتم
من قوة ومن رباط الخيل تلقون به عدو الله وعدوكم فى البحر ، أو على الأقل
تقطعون به يد إسرائيل وتحمون نساءكم وأطفالكم بعد أن كانوا يقتلون أيام حكم
فتح ؟ بالمثل أخيرا لديكم السلاح النبوى ( الذى كان يطلقه فى وجه
المصلين خلفه : الضراط ! ) ، فلم الخوف من السلاح النووى لدى
الآخرين ؟ لم نتلق إجابة ، فقط المزيد من الولولة حول الحصار
والمستشفيات وحول النساء والأطفال ، وطبعا : مزيد من هجمات النهب والسلب
الاسترقاقية الاستحلالية علينا فى مصر .
اليوم نسأل : لماذا لا يأتى
الأسطول الإيرانى كى يفك الحصار ، ويرينا شطارته ‑ولو على سبيل التغيير‑
فى حرب وجها لوجه بدلا من ضربات خفافيش الظلام التى تعودتمونها ؟ لا زلنا
ننتظر إجابة … ربما لن تأتى أبدا !
… لا شك أن تتابعات الأيام القادمة ستكون شيئا
مثيرا للغاية .
… بمناسبة الولولة ، فى مثل هذه الحالات ‑أى
الحروب على الهمج العرب‑ أفضل شخصيا المتابعة عبر قناة الجعيرة كى أتلذذ
بالولولات والجعجعات العربية التى تحدث عندما تضع الجرذان فوق فرن شواء
ساخن ، وتلك على سبيل الحصر الحالة الوحيدة التى أشاهد فيها مثل هذه القناة
الإجرامية ، فهل تشاركنى أنت هذه المتعة ، أم أن لديك فكرة أخرى ربما
أفضل ؟ !
…
‘Walwala!’ |
… فقط بمناسبة الولولة أقول ، وللأسف الكلام ليس جديدا بالمرة :
أنت ترسل انتحارييك لداخل إسرائيل
وتهلل ‘ لانتصاراتك ’ ، لكنها حين تبنى جدارا بينكما نجدك
تولول .
هى لا تريد بناء جدار لأن الخرسانة ليست بالمجان ، لكنها لسوء الحظ لن تستسلم
ببساطة للإفناء .
…
أنت تبدأ فى إطلاق الصواريخ
على سكانها وتهلل ‘ لانتصاراتك ’ ، لكنها حين ترد عليك بقصف الطائرات
نجدك تولول .
هى لا تريد قصفك لأن القذائف مكلفة ، لكنها لسوء الحظ لن تستسلم ببساطة
للإفناء .
…
أنت تجلب صواريخا أقوى
وأكثر عددا من إيران وتهلل ‘ لانتصاراتك ’ ، لكنها حين تجتاح حدودك
نجدك تولول .
هى لا تريد اجتياح حدودك لأن الدبابات باهظة الكلفة ، لكنها لسوء الحظ لن
تستسلم ببساطة للإفناء .
…
أنت تضربها على نحو أقسى
وتهلل ‘ لانتصاراتك ’ ، لكنها حين تدخل معك فى حروب شوارع نجدك
تولول .
هى لا تريد حروب الشوارع لأن مواطنها يكلف 2-5 مليون دولار قبل أن يبدأ فى
الكسب ،
وليس مجرد قذفة منى داخل إحدى ملكات اليمين كالتى يتكلفها أطفالكم ،
لكنها لسوء الحظ لن تستسلم ببساطة للإفناء .
…
تفلح أنت ‑فرضا‑
فى ذبح عشرات الآلاف من جنودها فى شوارعك ثم ‑طبعا‑ ستهلل
‘ لانتصاراتك ’ ،
هى لا تريد فعل شىء آخر ، لكنها لسوء الحظ لن تستسلم ببساطة للإفناء .
ستقصفك بالقنابل النووية ،
ولن تكون أنت موجودا ساعتها لتولول !
…
- هل تعتقدون أن إسرائيل
يمكن أن تقبل الفناء أو مغادرة المنطقة يوما ،
لمجرد أنكم عقدتم العزم على ما تسمونه المقاومة ؟
- هل تعتقدون أنهم يخشون حقا الخسائر البشرية كما تعولون وتسمونها نقطة
ضعفهم ،
ذلك إذا كان بقاؤهم أصلا هو الذى على المحك ؟
- هل تعتقدون أن ڤييتنام انتصرت حقا على أميركا ؟ هل ترون أميركا تحولت
للشيوعية ؟
أم يا ترى ڤييتنام نفسها ‑ناهيك عن أسيادها‑ هم من تحولوا
للرأسمالية ؟
- ثم هل تعتقدون أنكم تكسبون تعاطف ‑ناهيك عن احترام‑ أحد مع ما
تفعلون ؟
كل الناس تقول لكم عاوز تقاوم ما تولولش ، لو موش عاوز تولول استسلم !
ولدى شعوبنا عشرات الأمثال الفلكورية بهذا المعنى يقولونها عنكم صباحا مساء !
…
حقا هو صراع وجود لا صراع
حدود ،
لكننا سألناكم من ألف سنة :
وجود من بالضبط ؟ … ولم نتلق إجابة !
…
لذا سنجيب نحن :
لم يحدث يوما أن نجح اللصوص والهجامة وهوام الصحراء أمثالكم فى تركيع مدن
الحضارة ،
بما فى هذا غارة قطع الطريق الأكبر فى التاريخ الإنسانى المسماة الإسلام .
فى كل مرة تعود الحضارة أقوى وأعلى ، وهذا ما سيحدث أيضا هذه المرة :
القضاء على حماس ، آخر بؤرة نشطة للإسلام السنى والقومية العربجية ،
إما بتدميرها كما جرى لعبمعصور وصدام ،
وإما ‑على الأقل‑ بإرسالها لثلاجة بيات شتوى عميقة كما جرى للأسد
والقذافى وحزب الله !
…
م الآخر : لن تنتصروا أبدا بل بالأحرى ستبادون ، وطبعا سوف يستتب الأمر
للحضارة !
…
هامش بمناسبة ملكات
اليمين وقذفات المنى : هذا هو التوصيف الصحيح لتهمة الاستخدام المفرط
للقوة :
الفلسطينيون هم أصحاب
الاستخدام المفرط للقوة ، لأنهم يستهدفون بلايين الدولارات ،
أما اسرائيل فشحيحة للغاية فى استخدام القوة لأنها لا تدك بضرباتها سوى
ملاليم !
(Note: Downsized image; for full scale, click here) Liberated! |
اليوم الثانى لما قد يتضح أنه
الحرب الثامنة : 28 ديسيمبر 2008 : هأ !
ألم أقل لكم إن مصر‑النهضة بدأت تتخذ وضعها كقوة إقليمية
كبيرة ؟ ! لا يمكن تخيل دليل على هذا أكبر من أن باتت السفارات المصرية
تحاصر وتهاجم عبر العواصم العربجية ، وكأننا أصبحنا بين يوم وليلة أميركا
أخرى أو بريطانيا عظمى ثانية !
… غدا أريد أن
أرى أيضا العلم المصرى يحرق ، فبريطانيا وأميركا وإسرائيل موش أجدع
منا !
…
تجلى عظيم آخر للقوة
المصرية الصاعدة جاء فى خبر مقتضب جدا طوله سطران فقط لا غير ، ظهر على شاشة
البورصة المصرية عصر اليوم . هل تذكر قصة فندق جراند
حياة ( م الآخر
( 66 ) ) الذى حوله مالكه السعودى المسلم
لفندق شرعى بعد أن كان ثانى أفخم فنادق مصر ، وسافر الرئيس مبارك لمقابلة ملك
السعودية بعدها مباشرة بما فسرناه ساعتها أنه محاولة للتوصل لحل سلمى ؟
حتى أيام
قليلة مضت كان الموقف كما يلى : تم تخفيض درجة الفندق إلى أربعة
نجوم ، كما تراجع المالك ‑بالكامل تقريبا‑ عن قراره ، وعاد
ليقدم الخمور المحرمة شرعا فى الغرف وفى إحدى قاعات الطعام .
اليوم اتضح أن الجبروت المصرى أكبر
مما كنا نتخيل : أنهم أجبروه على عرض الفندق للبيع ، والأكثر إذهالا
ودلالة هو اسم المشترى المحتمل : شركة طلعت مصطفى التى حاول أعراب الخليج
تلويث سمعتها من خلال تلفيق تهمة نعرفها جميعا لرئيسها !
باختصار : ها هى قطعة عزيزة
أخرى من أرض مصر فى طريقها الآن للتحرر من ربقة الاحتلال العربى الظلامى
الهمجى !
… اليك هنا البيان
التاريخى الذى صدر عن الشركة !
… التاريخ ‑يا سادة‑ يحول مساره حولنا بأسرع مما يتخيل أحد ، وكما قلنا ألف مرة بخصوص دورات الكساد ( م الآخر ( 83 ) ) ،
التى تمر بها الرأسمالية ، إنها تنشأ كى تفرز الصالح من الطالح ، وكما
رأينا قبل أيام ( م الآخر
( 85 ) ) ، أن خرج أحد أعظم أساتذة الاقتصاد العالميين يؤمن على
نبوءتنا أن أميركا قد سقطت كالقدرة
الفائقة super power فى العالم ، كى
تخرج منها وقد أصبحت العالم نفسه . ذات الشىء بالنسبة لمصر التى تبنت منذ
2004 سياسة التنمية الرأسمالية الجادة التنافسية ، ستخرج كالقدرة الفائقة فى
المنطقة ، لا تشاركها هذه المكانة إلا إسرائيل ، وكما قلنا فى آخر مرة تكلمنا فيها عن هشام طلعت مصطفى قبل حظر
التعميم فى تلك القضية ( م
الآخر ( 84 ) ) ، سوف تظل عمائر دبى شاهقة شامخة للأبد ، أطلالا
خربة شواهد قبور تشهد على الجهل المدقع والصلف الأجوف والإجرام الأزلى‑الأبدى
للعرق العربى !
إنها ‑يا سادة‑
لحظة تاريخية ، تؤشر لبداية كبيرة لتطهير مصر من المال العربى القذر ،
وحظر الاستثمارين المباشر وغير المباشر عليهم فى حال ما تبقت لديهم أموال بعد زوال
دولة الكربون ، أو بالأكثر جدا وفى الحالات النادرة جدا التى يفترض فيها حسن
النية والتطفر الچيينى المتقبل للحداثة ، بالأكثر جدا وضع شروط خاصة صارمة
للغاية عليهم ، ولنقل كالاقتصار على الاستثمار فى السندات أو ما شابه مما لا
يسمح بأى دور لتدخل العقلية المسلمة الاستحلالية الاسترقاقية فى قرارات الاقتصاد
المصرى !
…
Business as Usual… More Stick Matches, More ‘Farfara’ and Some Tanks! |
هأ ! أخيرا ارتاح بالى وعرفت
التقنية التى ستدمر بها فى نهاية المطاف الأنفاق الفلسطينية ! كنت أفكر فى شق خندق ضخم ، وغمر المنطقة بالمياه المكهربة أو
البنادق التى تنطلق آليا على أى شىء متحرك ، أشياء كهذه ، لكن الحل الذى
تم عصر اليوم يبدو أعلى تقنية من خيالاتى المتواضعة : تورا بورا ! قصف
من الجو بقنابل اختراقية ارتجاجية عملاقة تنفجر فوق الأرض مشعلة غازا يحدث موجات
تصادمية هائلة ، أو بالميرى اسمها Massive Ordnance Air
Burst Bomb (MOAB)
أو للدقة نسخة مصغرة منها لأن غزة ما تستاهلش أوى ؛ زلازل صغيرة قيل إنها
دمرت 40 نفقا .
[ توافرت بعض الصور بعد ثلاثة أيام ، انظر بالأسفل ] .
المذهل هنا ليس تدميرها ، إنما كيف حددوا أنها
40 نفقا ؟ منذ بدايات العصيان
المسلح فى العراق ، وطالبت بتوجيه الأبحاث لكشف المتفجرات عن بعد ، لا
حبذا لو من أقمار اصطناعية خفيضة الارتفاع . يبدو أن شيئا شبيها قد تم
بالفعل ، وإن بتقنية شبه موجودة على أية حال ، وهى التصوير الطيفى
للأرض ، على غرار ما يستخدم فى المسح الچيولوچى الجوى لاكتشاف المعادن .
… ألم أقل لكم إننا ننتظر أياما
مثيرة ؟ !
…
إسرائيل بدأت حشد
المدرعات حول غزة ، واستدعت 6500 جنديا من الاحتياط . ليس رقما
ضخما ، لكنه يزيد ترجيح أننا بالفعل بصدد الحرب الثامنة . ما عدا ذلك هو
البيزنس المعتاد لما بدأ بالأمس : المزيد من القصف ، المزيد من
الفرفرة ، والمزيد من الولولة !
…
الأشد إثارة أنه لم يظهر مسئول إسرائيلى واحد على
الإعلام منذ أمس ، وإلا ويتحدث عن مصر بصيغة المثنى : مصر وإسرائيل لن
تقبلا ، مصر وإسرائيل لن تسمحا ، وهكذا .
… واو !
من قال إن أحدا يريد ‘ التطبيع ’ ؟ ! … نحن نريد وحدة
دفاعية واقتصادية إسرائيلية‑مصرية !
على فكرة ، لا يجرى التنسيق الإسرائيلى‑المصرى
بالضرورة كما تتخيله حناجر المظاهرات أو ضيوف الجعيرة ، فقد وصل البلدان
لدرجة من التواصل الروحى لو شئت القول ( أو الدپلوماسية الشفرية لو لا تحب
تعبيرا ميتافيزيائيا كهذا ) ، بحيث لا يحتاجان للكلام أصلا لفهم بعضهما
البعض . مثلا هناك الآن فى مطار العريش مولدات كهرباء أرسلها القذافى لدعم
المجهود الحربى لحماس . قد تسمح مصر بمرورها ، لن تغضب إسرائيل ،
إنما فقط ستقصفها ، ولن تغضب مصر لأنها تعرف أن إسرائيل لم تغضب ،
وهكذا !
…
Martyr! [Days Later: A Facebook Phenomenon!] |
مساء : العدو الفلسطينى الوغد
قتل أحد ضباطنا الأبطال على الحدود . على الأقل
ضباطنا يتقدمون جنودنا ويقتلون دونهم ، بينما زعاماتكم أنتم تختبئ تحت الأرض
محتمية بالنساء والأطفال . ننتظر رد فعل قوى من الجيش المصرى ، وأيضا من
الشارع المصرى ، الذى على وطنييه أن يتصدوا لمظاهرات العملاء من الإخوان
واليسار ويفعلوا بهم ذات الشىء ، لو حدث ولم يستح هؤلاء العملاء وحاولوا
القيام بمظاهرات أخرى بعد هذا الذى حدث [ للأمانة ، أثبتت الساعات
التالية براءة اليسار ‑على الأقل فى مصر‑ من مظاهرات العار تلك ،
وشىء رائع أن تبدو جلية للشعب المصرى وللعالم كمجرد نشاط خاص جدا ومحصور للغاية
للأقلية العربجية ‑أى غير المصريين أصلا‑ من إخوان وعبمعصوريين ممن لم
يعد يعنى أحد غيرهم بالشأن الفلسطينى ] .
ما كنت أتمنى أن أكتب هذا يوما
أبدا ، لكن هذا الذى حدث هو تحقق حرفى لنبوءة وردت فى رواية سهم كيوپيد
( 2007 : 1 - 2
- 3 ) ، قالت إن الدماء الزكية للشعبين المصرى
والإسرائيلى سوف تختلط يوما . للأسف ، هذا حدث بالفعل اليوم 28 ديسيمبر
2008 ، خسرت مصر أحد أبنائها ، وكذا فعلت إسرائيل ، كلاهما فى
معركة واحدة موحدة ضد عدةعما المشترك : العرب ، وتحديدا عصابة قطاع
الطرق المسماة فلسطين . دماء اختلطت لأول مرة فى هذا اليوم التاريخى ،
لكنها ستختلط مرارا ومرارا فى حرب الأقدار التاريخية هذه التى كتبت على الشعبين
المصرى والإسرائيلى .
أنا لم استخدم كلمة شهيد فى
حياتى قط لأنها مصطلح دينى ، لكن الرائد ياسر فريج عيسوى هو شهيد
بالفعل ، لأنه سيشهد للأبد على بداية هذه الحرب العظمى ‑التى لعلها
ستصبح الأعظم والأنبل فى تاريخ الإنسانية‑ والتى لن تنتهى إلا بالاجتثاث
الكامل للعرق العربى المجرم من الوجود ، وشطبه الكامل من الخريطة الچيينية
للبشر !
[ بعد أيام أصبح ياسر عيسوى
ظاهرة على الفيسبووك ، وقد استعرنا منها المشغولة الفنية المجاورة التى تكرم
ذكراه ، ذلك بديلا عن الصورة الأصلية البسيطة التى كنا قد وضعناها فى وقت
مبكر نقلا عن الصحافة المصرية اليومية ] .
… بالمناسبة ، كلمات الشجاعة والبطولة لا
أستخدمها ككلمات إنشائية للتحية أو العزاء أو أى شىء كهذا ، إنما استخدمها
بمعيار موضوعى للغاية ، ذلك أننا نراها بالفعل على شاشات التليڤزيون .
نراها على نحو مذهل ‑بل وأحيانا مثير للغيظ‑ حيث ضباطنا وجنودنا فى سيناء لا ينحنون حين تنهال عليهم
الأحجار ‑أو حتى الرصاص‑ الفلسطينى السافل ، إنما يتحركون بكل
تؤدة وشموخ رأس ، كما قلت لدرجة غير مفهومة أحيانا ، بحيث يكاد يهيأ
للعقل أنهم روبوتات برمجت على أن الفلسطينيين مجرد جرذان لن تنالهم أبدا ، أو
أنها ‑أى الروبوتات‑ تلقت أوامر لا شعورية بهذا السلوك ، أو أنهم
هددوا بالإحالة لمحاكمة العسكرية لو خالفوها ، لكن العين والقلب سرعان ما
تميزان البطولة الحقيقة وتؤخذان بها وتغمرها الدموع فى الحال ! إن چورچ
دبليو . بوش نفسه تفادى الحذاء الهمجى الذى استهدفه ، لكن ضباطنا يرفضون
حتى القيام بهذا الفعل المنعكس التلقائى للإنسان !
…
فى لحظة الغضبة الكبرى التى تملأ الآن قلوب كل
المصريين على الجريمة الفلسطينية الشنعاء ، نود أن نقول للعرب ، كل
العرب ، قطاع طرق كانوا أم حداثيين ، إن لا شأن لكم بما تفعله مصر فى
غزة .
مصر لن تحضر قمما عربيا بخصوص غزة . مصر لن تتشاور مع أحد بخصوص غزة .
مصر لن تسمح لأى طرف عربى بالدخول على خط التعامل مع المشكلة بأى نحو من
المناحى .
هذا لسبب غاية فى البساطة أن غزة شأن مصرى داخلى ، عليها أن تقوم وحدها
بتصفيته بأية طريقة تراها ، سواء بمفردها أو بالتعاون مع إسرائيل أو بتفويض
إسرائيل منفردة بالأمر ، وأى دفاع ‑معنوى أو مادى‑ عن غزة ومجرمى
غزة ، من البديهى أن ستعتبره مصر تدخلا سافرا فى شئونها الداخلية ، هذا
إن لم تعتبره مسلكا عدائيا ، عليكم ألا تستبعدوا على قيادتها أن ترد عليه
بأقسى الأساليب الممكنة .
… عليكم أن تفهموا هذا جيدا ، وقد أعذر من أنذر !
[ هأ ! قالها الوزير أبو الغيط فى اجتماع
خاص بالكويت قبيل الاجتماع الختامى لقمة الأعراب بعد ثلاثة أسابيع ،
موجها كلامه للجرذ الدمشقى ولرئيس وزراء الدولة‑القناة ولمعظم قادة القمة
المسماة بالعربية ،
مضيفا إليها من عنده ‑فوق كل ما قلنا هذا‑ إنه سيقطع ‘ من
الذراع ’ ( أى ليس اليد فقط ) كل من يتعرض منهم للأمن القومى
المصرى .
أيضا وصف بالضبط الطريقة المهينة التى أذعن بها الجرذ لما يمكن لأول مرة تسميته
بالإملاءات المصرية !
لا تذكر أين سمعت تعبير الإملاءات من قبل ؟ عندما قالوا القمة العربية أصبحت
مكتبا ملحقا بوزارة الخارجية المصرية ! هأ ! هأ !
… شاهد المقابلة كاملة معه هنا ]
…
الضفدع الأخنف ( أوه ، نسيت ! لقد
أصبحت أسميه الضفيدع منذ هزيمة تموز 2006 المنكرة ) ، خرج من صمت القبور
الذى هو عليه طيلة هذه السنوات ، والذى للأسف يقلل من قيمة تسميتنا له
هذه ، التى جاءت أيام كان نعيقه يصم الآذان مرة كل أسبوع على الأقل
( بالأحرى هو لم يخرج من أى مكان ، إنما وجه رسالة بالڤيديو عن
بعد من جحره ) .
تلذذت بالحرقة الرهيبة التى لديه على مصر وعلى أحمد
أبى الغيط تحديدا ، والتى كادت تفقع له مصران كما نقول فى مصر . هو ينادى غدا بمظاهرة مليونية كى تطيح بالسلطة فى
مصر . نقول له ولها أهلا وسهلا ، ونقول لقوات الأمن عندنا خذى أجازة
غدا . الوطنيون المصريون من أعضاء الحزب الحاكم والشباب الواعى والمسيحيين
وكل مواطن بسيط يجرى على لقمة عيشه ، هم من سيفتكون بهذا المليون
المزعوم ، وسيفعلون به ما فعلتم أنتم فى ضابطنا الشريف الشجاع البطل على
الحدود ، وإن كنت شخصيا أشك أن أذناب الضفيدع من العملاء الخونة ‑إخوانا
ويسارا‑ سيفعلون شيئا سوى أن يأخذوا منه الأسوة الحسنة ويلتزمون بالجحور
خوفا من غضبة الشعب المصرى !
هل لاحظتم شىء ؟ كم عدد
المرات التى ذكر فيها كلمتى الحسين أو كربلاء ؟ بصراحة ، لم استمر فى
الحساب ، لكن بعد أن اتضح أن كل الهدف من خطابه هو رسالة موجهة للإخوان
المسلمين فى مصر ، بات علينا أن ننتظر من الأزهر ومن الجماعات السلفية أن
تخرج لنا بما يشفى لوعتنا هذه ، من إفادة شرعية عن منذ متى بات الإخوان
يصنفون رسميا كشيعة ؟ !
… على فكرة ، أنا لست ضد كل ما تقوله
المظاهرات ، فأغلبها يطالب بوقف العدوان وأنا أؤيد هذا ، لكن حماس أعلنت
رسميا اليوم إنها ترفض وقف العدوان وسوف تستمر فى إطلاق عيدان العدوان ، أقصد
عيدان الكبريت ، أوه ! أقصد الصواريخ ، [ بل حتى أعلنت فى
الصباح التالى أنها لا تقبل مجرد الجلوس للحوار مع محمود عباس ، أو الذهاب
للقاهرة فى دعوة لم يقدمها لها أحد أصلا ! ] .
…
What Future? |
المهم ، السؤال الكبير
الذى ‑كما هو واضح‑ يقع الكل فى حيص بيص لدى طرحه : ما الذى
تريده إسرائيل بالضبط ؟
أستطيع القول إن إسرائيل نفسها
فى حيص بيص . هل يقسمون غزة لثلاثة قطاعات يضعون قوات دولية فى الشمال
( على غرار تلك التى أخرست صواريخ الضفيدع البيروتى للأبد ) ،
ويعيدون السلطة إلى الثلث الجنوبى ، الذى هو فى الواقع ‑طبقا للخريطة
المجاورة‑ تسمية إعلامية غير دقيقة إذ يزيد وحده عن ثلاثة أرباع مساحة
القطاع ، ثم بعد ذلك ترك حماس وأغلب الكثافة السكانية للقطاع ، وسط
ثلاثة حوائط خرسانية تبنى كى تحيط بمدينة غزة وتبعد صواريخها من الوصول لأى
مكان ، بل لن يسمح أصلا لها هذا الحصار المشدد جدا بالمواد الخام اللازمة
لصنعها ، أم ‑وهو الخيار الثانى‑ إسقاط حماس بالكامل من الحكم
وإعادة كل غزة إلى السلطة ؟
لكلا الخيارين وجاهته .
وجاهة الخيار الثانى هى تطهير المنطقة من تلك العصابة الإجرامية وقطع الحناجر عبر
عربستان وفرسستان وإفقاد كليهما رأس حربة يرونه مهما . مشكلة هذا الخيار هى
أن اجتثاث حماس بالكامل قد يتطلب عمليات إبادة واسعة غالبا لن تقوى عليها القلوب
المرهفة لليسار الإسرائيلى الحاكم ، لكن فى نفس الوقت يعد تسليم كل شىء
لمحمود عباس مخاطرة كبرى ، حيث قد تهزمه فلول حماس من جديد يوما ، أو ‑وهو
أيضا غير مستبعد‑ أن تنقلب فتح نفسها ضد إسرائيل ، ولن تكون السابقة
الأولى ( مهما اختلف محمود عباس عن سلفه المجرم ) . حتى فى حال
نجاح السلطة فى احتواء حماس وتجريد الجميع من السلاح ، فسوف تبدأ حينئذ
المزايدات والمطالبات الخاصة بإنشاء دولة فلسطينية ، وهى دولة لم ولن يكون
لها مقومات يوما ، حتى لو أبيد كل شعب غزة .
إذن تبدو مزايا إبقاء حماس
محصورة فى مدينة غزة أفضل بدرجة ملموسة ، ستحقق كل شىء لإسرائيل ولمصر ،
وأغلب كل شىء لمحمود عباس وللفلسطينيين الذين سيبدأون فترة من الرفاه الاقتصادى من
خلال فتح أبواب إسرائيل لهم وتدفق المعونات … إلخ بمجرد إسقاط وهم الدولة
المستقلة من أچندتهم . وطبعا تظل لهذا الحل وجاهته الأولية فى أنه لن يتطلب
من الجيش الإسرائيلى ذات المجهود والأثمان اللازمة لإسقاط حماس بالكامل .
… هذا هو تقييمى حتى
اللحظة :
Operation:
Cast
Lead
لن ‘ تبخر ’ سلطة
حماس بالضرورة ‑إلا لو أرادت الأخيرة هذا ،
إنما ستختزلها من قطاع غزة
إلى مدينة غزة !
… فقط يغيب هنا عن إسرائيل
شىء واحد : الخيال البعيد !
إن الاجتثاث الجذرى
لحماس ، وما سيواكبه على الأقل من تجريم الأحزاب الداعية للمقاومة ،
وطبعا تجريم حمل السلاح كليا فى كل المناطق الفلسطينية ، سوف تخلق معا على
المجرى البعيد عالما جديدا بالكامل . المعطيات الجذرية لهذا العالم يمكن أن
تؤدى لتحقيق حل عميق ودائم من نوع الذى سبق وطرحناه ( فى م الآخر ( 9 ) )
من ضم الأردن لكل فلسطينيى الضفة و1948 زائد ترحيل سكان غزة أنفسهم إلى هذه الدولة
الواعدة الممتدة بموازاة الحدود اللبنانية حتى البحر المتوسط .
…
Business as Usual …with Some Wonder! |
اليوم الثالث لما قد يتضح أنه
الحرب الثامنة : 29 ديسيمبر 2008 : البيزنس
المعتاد ، هو العنوان الكامل لليوم الثالث مما نفترض أنه الحرب الثامنة ، دون أن
نبدأ بعد وضع هذه اللافتة عليها ، وسوف نضعها لحظة أن تتأكد فى أقواس مربعة
للأيام السابقة . البيزنس المعتاد يعنى تواصل المزيد من إطلاق عيدان الكبريت ( ليس دليلا
على ‘ عبثيتها ’ أكثر إضحاكا من صورة تظهر خيطى الدخان لاثنين منها وقد
ذهبا فى اتجاهين مختلفين رغم تزامنهما ! ) ، القصف الجوى ، والمزيد من الحشد البرى ، لكن لا مستجدات
نوعية ( إلا لو
اعتبرت كون من قتلته عيدان الكبريت اليوم هو عامل عربى ، شيئا غير معتاد على
عصابة حماس ! ) .
ما قد يلفت هو فقط هو بعض البهلوانيات السياسية
المصرية الجيدة ، أولا لامتصاص الغضب الدهمائى ضدها ، وثانيا لإلهاء
الحنجورية عن قصة القمة الأكثر عبثية من صواريخ حماس ، وثالثا والأهم كسب
الوقت لصالح إسرائيل والحرب .
محور البهلوانيات هو فتح معبر رفح على نحو مشروط هو
السماح بمرور الدواء والغذاء دون أية أشياء أخرى ، بما يؤكد أن تفسير مصر لهذه الحرب هى
أنها مشكلة إنسانية محضة . هذا بالتوازى مع بعض الشكليات التى تحرص بوضوح على
إعلان أن لا اعتراف مصرى على أى نحو من المناحى بعصابة حماس الإجرامية ( هذا
الاعتراف الذى قد تضحون بأى عدد من شعبكم للحصول عليه ، لكنه الاعتراف الذى
ستموتون أو تشوفون حلمة ودنكم قبل أن تحصلوا عليه ! ) . من ذلك
مثلا أن يتم تكليف وزير الصحة الفلسطينى الذى استدعى خصيصا لرفح بمتابعة الشحنات
مع موظفى الوزارة داخل القطاع ، مع تحييد كامل مقصود ومعلن لقطاع طرق حماس فى
كل خطوات تلك العملية .
من البهلوانيات أيضا
‑ولعلها الأذكى والأكثر زغللة للأبصار وهرشا للأدمغة ، إرسال وزير
الخارجية المصرى لتركيا ، لأسباب نفهم كلنا أنها لا يمكن أن تفهم !
… عفوا !
هى يمكن أن تفهم لو كان الهدف منها تحريك الدبابات التركية لتقعقع جحر الجرذ الدمشقى
الألثغ ، كما سبق وفعلت فبل عشر سنوات ، هل
تذكر ؟ ، لكن هذه فيما أفهم عصية على أچندة الريچيم الإسلامى
لأنقرة ، مع العلم بأن خالد مشعل مجرم بكامل معنى الكلمة وأوچلان لم يكن
كذلك !
… بل عفوا ! ربما لهذه
الرمية المصرية الطائشة ظاهريا هدف أعمق : أن تفضح القدرات الأسطورية لعاصمة
الخلافة ، وتحطم الأوهام الهائلة التى تبثها لنا حولها عصابة الإخوان كمحمد
سليم العورة وأمثاله
( انظر م الآخر
( 21 ) وم الآخر ( 57 ) حيث فضحنا جهله المدقع بالاقتصاد فى
نفخه المتكرر فى وهم اسمه المعجزة التركية ) !
… بل عفوا عفوا ! أنتم
يا من تقيمون علاقات مع إسرائيل إما أن تخلصوا لهذه العلاقة حق الصداقة ،
وإما تعلنوا عن أچندتكم الإسلامية كاملة وصريحة ، بالذان بعد أن أجبرتم رغم
أنوفكم على وضع فكرة غزو الاتحاد الأوروپى خلف ظهوركم !
… بل عفوا عفوا عفوا !
ربما تكون تلك البهلوانية الطائشة ظاهريا ضربة معلم مذهلة ، تقدم الإثبات
العملى أن العنوان الوحيد ‑بخلاف إسرائيل‑ الذى تجب مخاطبته فى الشرق
الأوسط ، هو القدرة العظمى الجديدة الصاعدة : مصر !
… باختصار ، الفكرة المصرية تجرى هكذا : إذا
كان ‘ الشيخ البعيد سره باتع ’ ، فمن الأفضل للجميع أن نأتى به
قريبا !
The Heat Is on! |
اليوم الرابع لما قد يتضح أنه
الحرب الثامنة : 30 ديسيمبر 2008 : مزيد
من البهلوانيات السياسية المصرية الجيدة ، تلقى الكرة فى ملعب معسكر المقاومة
أو الممانعة أو الملاوعة سمه ما شئت : كلمة لمبارك تقول إننا لن نفتح معبر
رفح إلا للسلطة الفلسطينية الشرعية ، ذلك حتى لا نجارى إسرائيل مخططها فى فصل
الضفة عن غزة . لا بأس ، لكن الكرة كان يمكن أن يلقيها الرئيس فى ملعب
معسكر الهمج ‑دون الخروج عن إطار البهلوانيات السياسية‑ بتحديهم أن
يرسلوا أساطيلهم من إيران لغزة ، أو لفتح جبهة الجولان ، أو على الأقل
فتحة جبهة الجنوب اللبنانى ، ذلك بدلا من إلقاء المواعظ من كتب كلاوسيڤتز
على كل أحد غيرهم . هم كالعادة منذ أيام حافظ الأسد 1967 يلفون ويدورون كى تحارب
مصر نيابة عنهم .
ببساطة ، السؤال الذى لم يجب عليه أحد : ماذا فعل الضفيدع حسن نصر الله
لغزة أكثر من أى حاكم عربى متخاذل متواطئ كما يسميهم ؟
على أية حال خطاب الرئيس ليس كله
بهلوانيات لملاعبة من يحبون البهلوانيات ، بل به لباب صلد جدا تنكسر عليه أسنان
هؤلاء لو حاولت قضمه ، وتحديدا به ‑وسط طوفان الرطانة العاطفية الموجهة
للشارع‑ به خطان أحمران هما المرتان اللتين تكلم فيهما عن أمور جدية
ملموسة : الأول إعلانه الصريح أن لا فتح لرفح بدون السلطة الفلسطينية
والاتحاد الأوروپى ، والثانى أن مصر لن تسمح لأحد بأن يتوسع على حسابها
والمقصود إيران الداعم الوحيد لعصابة حماس . هذا
كلام قيل كثيرا ، لكن أن يلقى فى هذا الوقت بالذات يبدو كصخرة فى وجه هؤلاء
الغاضبين ، بل وتظاهرة جديدة للشجاعة وللقدرة المصرية الجديدة الصاعدة التى
لا يهمها أحد من الهمج سواء المحيطين بها أو البعيدين عنها .
نأمل أن يكون ذلك دشا باردا أكثر منه لكمة
مؤلمة ، دشا يذكرهم أن الجيش المصرى جيش تموله أميركا وتدربه إسرائيل ولن
يوجه يوما ‑إن وجه‑ إلا لصدور قطاع الطرق أى العرق العربى ، وأن
ذلك طريق مسدود وعليكم أن تبحثوا عن جيوش أخرى تجرجرونها لجرائمكم ضد
الحضارة ، دشا باردا يجعلهم يكفون عن ولولاتهم الذى نعترف أننا استمتعنا به
على شاشة الجعيرة للأيام الماضية ، لكن لا نضمن ألا يتسلل لنا الملل
قريبا !
…
أنا سعيد
جدا باتساع مدى عيدان الكبريت ، وأنه أصبح يدق أبواب تل أبيب . شىء
رائع ، لأن معناه أن القنابل النووية يمكن أن تجد الآن سببا قويا للخروج من
مخازنها الصدئة !
Deep Impact!
Last Days of Islam!
Absolute Fun! |
اليوم الخامس لما قد يتضح أنه
الحرب الثامنة : 31 ديسيمبر 2008 : يبدو
أن الملل بدأ يتسبب فعلا ، وإسرائيل تلقى باللوم على الأحوال الجوية التى
تحول دون تدشين الحملة البرية .
كلا ! بل هناك
ما يكسر الملل : ذلك الهجام الحمساوى حافى القدمين الذى بعد أن دمر وكره
المسمى مسجدا راح يرفع علما ممزقا للعصابة عليه . هو محق حقا فإلاسلام هو
عنوان الدمار للغير ، أو ‑إذا فشل فى المساس بالغير‑ يدمر
نفسه !
Four Wives and a Lot of Sex Slaves!
Waiting! |
اليوم السادس لما قد يتضح أنه
الحرب الثامنة : 1 يناير 2009 : يبدو أن
الملل وصلنى فعلا . أنا شخص يمكن أن يستمع لأبى إسحق الحوينى لعشرين ساعة
متواصلة يوما لمدة شهر متواصل ، لكنى لا أحتمل محمد حسنين هلوكة لخمس
دقائق ، لماذا ؟ لأن هذا الأخير أفاق . يقول شيئا بينما همه هو خلق
الإيحاء تلو الإيحاء بأشياء أخرى يعلم أنها ليست حقيقية . أكره الكذب والغمز
واللمز والمراوغة وأحترم الصراحة حتى لو أتت من الأشرار ( من مرض الإسقاط عند
هذا الأخير أن ظل أغلب عمره يكتب تحت كلمة ‘ بصراحة ’ ) .
… ذلك ما تفعله الجعيرة وبدأت أسأمه ،
بالذات وأن مشاهدتها باتت إجبارية ، لأن أحدا آخر ‑غربيا كان أو
إقليميا‑ من قنوات التليڤزيون ، لا يهتم بما يجرى ، ويضع
احتفالات السنة الجديدة أو أخبار كرة القدم فى مكان أبرز !
أنا استمتع بالجعير الصريح ، لكن الخبث هو ما
يستفزنى . أقل ما يخص المهنية الصحفية المزعومة عندهم هو استخدام كلمتى
‘ فشل ’ و‘ اعترف ’ ، وهما كلمتان لا يجب قط تقريبا
استخدامها فى أى إعلام محترم ، إلا لو جاءتا على لسان الفاشل والمعترف نفسه .
منذ الصباح يقولون مثلا ‘ فشل
مجلس الأمن فى تبنى مشروع القرار العربى ’ .
بغض النظر عن صحة أو خطأ المقولة ، فقارنها بالمقولة الآتية ‘ فشلت المجموعة العربية فى إقناع مجلس الأمن بمشروع
قرارها ’ . كل ما يهمهم هو إثبات انتصار ما
وهمى ككل انتصارهم ، وكلمة فشل تلصق دوما بالخصوم ، بينما الأقرب
للحقيقة طبعا هو العبارة الثانية ، ولو كان لإعلام محترم أن يستخدم كلمة فشل
فالثانية هى الصحيحة . أما عن اعترف فيقولون ‘ إسرائيل تعترف بسقوط صواريخ حماس على أراضيها ’ . العبارة تعنى أن لدى إسرائيل ما أرادت إخفاءه لكنها
فشلت وتسرب الخبر . ما هذا الهراء ؟ هو كذب مطلق ، وتخيل مثلا
الصيغة التالية ‘ إسرائيل تعلن
للعالم سقوط صواريخ حماس على أراضيها ’ ، ناهيك
عن أن تقول ‘ … على مدنييها ’ ، أو لو شئت استخدام كلمة ‘ نعترف ’ تأمل صيغة
‘ حماس تعترف بأن صواريخها لم
تقتل أى إسرائيلى ’ .
الكلمات المحملة loaded
كما تسمى ، من هذا النوع لا تنتهى ، عليك أن
تتعقبها بنفسك ، ولعل البداية مراقبة كيف يستخدمون عبارة ‘ على حد قوله ’ أو
‘ حسب تعبيره ’ ، فهى لا تقال مثلا عندما يقول مجرم فلسطينى عبارة
‘ الكيان الصهيونى ’ ، لكنها حتما لا تسهو قط عن الالتصاق بكلمة
إرهابى مثلا . وطبعا كل هذا كوم وكلمة ‘ شهيد ’ كوم آخر ، ولا أحد
يفهم لماذا قتلى حماس هم فقط الشهداء ، وليس نساء إسرائيل أو ضباط مصر .
بصراحة بدأت أزهق فعلا ، وعاوزين الغزو البرى
علشان نخلص ، إما بأن تنتهى حماس للأبد ، أو ‑بالأقل‑ تتوقف
عن ‘ المقاومة ’ للأبد ( مع تركها تعلن نصرا مزلزلا على غرار كما
فعل الضفيدع البيروتى الأخنف حين هزم فى يوليو 2006 ، فطنطن بالنصر لمجرد أنه
شخصيا لم يقتل ! ) .
…
هامش : كلمة المجموعة العربية نفسها تضليل كبير ، تماما كما كلمتى الأمة
العربية أو الوطن العربى !
العرب محصورون فى
الجزء الآسيوى فقط مما يزعمونه بلادا عربية ، أما الموجود فى أفريقيا فهو
مجرد أقليات صغيرة متناثرة هنا وهناك . نعم هى تفرض حكمها الاسترقاقى
الاستحلالى الغاشم على شعوب السودان والجزائر ، وكذا تحتل الصحراء الليبية
الجوفاء ، لكنها بالنسبة لمصر لا تكاد تعد شيئا يذكر ، باستثناء البرهة
البغيضة العابرة التى اغتصب قاطع الطريق الأعرابى الغازى جمال عبمعصور الحكم
فيها ، فإن مصر ‑كما يعلم أغلب المصريين الآن‑ لم تكن عربية ولن تكون ، إلا أنها العادة العربية فى
محاولة ضمها لقوميتهم العربجية ، سواء عنوة بالغزو المسلح المسلم أو بالتمسح
إعلاميا فيها كما هو الحال الآن . العرب بها مجرد أقلية صغيرة ملفوظة ومنبوذة
يعرف الشعب المصرى ‑لا سيما مع صحوته الأخيرة‑ أنها سبب تخلفه ومصدر
جميع مشاكله الاجتماعية والاقتصادية ، وطبعا الدينية .
فبالمثل مصر لم ولم تكون أبدا بلدا
مسلما بالمعنى الصحيح
للإسلام ، إنما من حيث الجوهر لا تزال على ديانتها الإيزيسية الأصلية ،
التى تناسخت عبر مسيحية الرهبنة وعبر الإسلام الصوفى ( الذى ما هو بإسلام
قط ، وعن حق يسميه المسلمون الحقيقيون بالبدعى ، باستثناء أنه فى الواقع
أقدم وأنضج وأرقى من دينهم البدوى البدائى الإجرامى الفج بعدة آلاف من
السنين ) . كل تلك التناسخات والمراحل دون أن تتغير الديانة المصرية من
محتواها الشفاعى الفطرى الطيب الخالص لوجه آلهة السماء بلا أية مطامع أرضية .
… للإفاضة
كثيرا فى مثل هذه التحليلات ، انظر رواية سهم كيوپيد
( 2007 : 1 - 2
- 3 ) .
…
اليوم
ظهرا قتلت إسرائيل أحد كبار أركان العصابة يدعى نزار ريان ، يحتل وظيفة المفتى أو
ما شابه ( فكما تعلم الدين آخر شىء اهتم به الإخوان المسلمون منذ تأسيس
الجماعة على يد عمر بن الحطاب والحطابة ، لكن بالطبع يتحتم عليهم الاحتفاظ
بفقيه فى الدين واحد على الأقل ) . قالوا إنها النقلة النوعية التى
طالما توعدت بها إسرائيل . كل هذا لا يهم ، وشخصيا لا أعتقد أن إسرائيل
ستطال الكثير منهم حتى ولو دخلت أرضيا ( كم شهرا احتاجه الأمر قبل القبض على
صدام ؟ ) . المهم شىء آخر : أنهم لم يقولوا إن من بين من قتل معه هو اثنتان من زوجاته ولم يقولوا
ما هى هوية بقية النساء اللاتى وصفن بأنهن ‘ أقاربه ’ . هو تعدد الزوجات حاجة تكسف ولا حاجة يا مشايخ الجعيرة ؟ ولا
صاحبنا أبو 40 سنة ده متجوز 60 سنة وواحدة 6 سنين ؟ ثم هم بقية الأسرة القتلى
عدا الزوجات والأبناء وهم 5 على الأقل ، هل ملكات يمين ؟ ثم هل ملكات
اليمين حرام لا سمح الله ؟ تثقفوا قليلا فى دينكم قبل أن تصدعوا أدمغتنا
به ، أم أنها عينها لعبة خلق الإيحاءات والمراوغة والملاعبة والغمز واللمز
وأى شىء إلا الحقيقة البسيطة المباشرة ؟ [ مساء ذكرت الجعيرة وعلى
استحياء شديد معلومة الزوجتين ، فلزم التنويه ولأننا لا نريد أن نخلق إيحاءات
ونجرى زى ناس تانية ! ] . [ ليلا ، هى موش عاوزة
تكسفنا ، صدق ما توقعناه وأعلنته الجعيرة : عدد الزوجات أربعة ،
لكنها لم تشأ الإعلان عن هوية بقية النساء . على أية حال هذه لحظة تنويرية
كبرى : عرفنا هدفا لتعدد الزوجات
عند رسول الإسلام وصحبه وخلفه ، لم نكن قد أدركناه من قبل ، ألا وهو خلق
درع بشرى سميك سمين متين منهن ! ] .
What’s Next? Here We Are: Four Wives and a Lot of Sex Slaves!
Oh, Those Russians! |
اليوم السابع لما قد يتضح أنه
الحرب الثامنة : 2 يناير 2009 : لا جديد كثير . الأبرز ما يلى :
- الرئيس مبارك كان
حاسما : غزة تابعة لإسرائيل ، ولن يدخلها شىء دون موافقتها !
- أول بوادر
الاجتياح الأرضى : ترحيل الأجانب من غزة !
- بالمناسبة ، أغلب هؤلاء ليسوا أجانب
بمعنى الكلمة بل فلسطينيون مزدوجى الجنسية ، وروس بالأخص . نؤكد هذا
ونضع صورة لبعضهم ، ردا على الدعى السافل خالد مشعل وغد الفنادق الذى قال
مساء اليوم فى بث مسجل ضبطته الجعيرة على دقات التاسعة وألغت به نشرتها
المعتادة ، ذلك كما لو أن مثلا چورچ دبليو . بوش سيخاطب العالم لإعلان
الحرب العالمية الثالثة ، قال ردا على رفض مصر فتح المعبر ناهيك عن فتح
الحدود إن الفلسطينيين لا يهاجرون ، إنما يأتون زرافات لغزة تحت القصف .
- بالمناسبة كمان ، وبصراحة : أنا كل مرة
أسمع فيها خالد مشعل هذا ، أجرى بسرعة على موقع خرائط جووجل لأتأكد أن
إسرائيل لا تزال هناك على الخريطة !
…
فى هذه اللحظة المفصلية شديدة
الحساسية من تاريخ الصراع المصرى‑العربى الممتد 14 قرنا حتى اللحظة ،
يبدو بيان المجلس الملى للكنيسة المصرية المعمم أمس كإعلان مدفوع الأجر بجريدة
الأهرام ( وواسع الصدى اليوم ) ،
دعما لمواقف الحكومة المصرية ، يبدو بدوره لحظة شديدة الرمزية بل أقرب لنقطة
تحول عظيمة !
من خلاله قال المسيحيون فى مصر ، إنه حين يتعلق
الأمر بحرب مصرية‑عربية فلا يمكن أن يكون موقفهم هو الصمت أو الحياد أو تحسس
الموقف ، الأمور التى كانت عادتهم أغلب الوقت للأسف . قبل أسبوعين أو
ثلاثة لا أكثر ، تحدثنا عن جبن مسيحيى مصر فى م الآخر ( 87 ) ،
بمناسبة فيلم وحيد حامد ‘ الوعد ’ ، بل قبل أربعة أيام بالضبط
طالبنا المسيحيين بالتحرك ردا على دعوة الضفيدع البيروتى للمصريين للانقلاب على
حكم الرئيس مبارك ، واليوم أتتنا هذه الاستجابة الرائعة ، الذى نتمنى
لها أن تكون بداية لتواجد مسيحى واسع على الساحة السياسية ، دفاعا عن مشروع
التحديث والاندماج فى العالم المتقدم . مع التجاوز عن الرطانة التى احتواها
البيان عن أزمة غزة الإنسانية ، وكأن حماس اعتادت إصدار بيانات تدين قتل
الأعراب للمسيحيين فى مصر ، فجوهر البيان قوى حقا واستخدم مفردات غير مسبوقة
تشير لتلك المواجهة بين الحكم فى مصر وبين من أسماهم المزايدين .
كما تعلم ، فإن رؤيتنا التى بدأت مع ميلاد هذا الموقع ، وفصلت وتكاملت فى رواية سهم
كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) ، تقول إن الصراع الرئيس ‑بل الوحيد‑
فى التاريخ المصرى المتسامح المتسالم المعانق للأجنبى المتقدم ، هو الصراع
المصرى‑العربى ، وإن كل الأمراض الاجتماعية والاقتصادية وغيرها التى
يعانى منها المجتمع المصرى ‑فى الماضى والآن‑ هى بسبب الأقلية
العربية ، وإن صحيح الإسلام ‑الذى هو ليس إلا خطة بربرية من بعر شبه
جزيرة البعر لشن غارة قطع طريق كبرى على جيرانهم‑ هو إسلام لم يقبله
المصريون قط ، وإن كل مصرى مؤمن بالآلهة والغيب لا يزال من حيث الجوهر وتحليل
المحتوى على إيمانه الأصلى القديم ‑ديانة إيزيس‑ ولم يتحول عنها
قط ، سواء كتب فى بطاقة هويته عبارة مسيحى أو مسلم . وأخيرا ، تقول
رؤيتنا إن الوقت قد حان لتطهير مصر من تلك الأقلية العربية ، بالقتل أو
بالطرد أو بأية وسيلة أخرى .
Ready, Set, Go! |
الحرب الثامنة : اليوم
الثامن : 3 يناير 2009 : بالفعل هى الحرب الثامنة !
… فى الحرب الثامنة ، اليوم الثامن ، الساعة الثامنة ، وربما
الدقيقة الثامنة ، بدأت الدورة الأوليمپية ، عفوا ، أقصد بدأت
العمليات البرية !
تم بالفعل استدعاء
الاحتياط بما يكفى جدا لتصنيف ما يجرى بأنه حرب طبقا للتعريف الإسرائيلى
للحروب ، بل هو استدعاء واسع للغاية بعشرات الآلاف ، وبنظام فحواه
الذهاب المباشر للميدان ، وليس لمعسكر تدريب لاستعادة اللياقة كما هو الإجراء
المعتاد . صباحا بدأ القصف البحرى والمدفعى لأول مرة ، بعد سبعة أيام
كان الطيران هو اللاعب الوحيد ، الذى تكاثف هو أيضا اليوم . ومساء ‑بعد
الثامنة بتوقيت القاهرة بقليل ، وهى بالفعل الساعة الثامنة من النهار لأن
الغزو بدأ ظهر السبت الماضى بالضبط ، بدأت العمليات البرية الآن .
لا يمكن استشراف
ملامح الخطة بعد ، وإن كنت شخصيا لا يزال ذهنى منطبعا مبهورا بعمليات الحرب السادسة فى 2002 ، والتى
ابتدعت شيئا غير مسبوق فى التاريخ العسكرى وهو الغزو من الداخل . المقصود
النزول فى قلب مدينة ما تم تحريرها من الداخل إلى الخارج . هى ستراتيچية غير
مسبوقة لسبب بسيط أن الظروف هى فريدة من نوعها ، وهى أنك تحارب عصابات عربية
إجرامية دموية أثيمة لا تعرف شيئا عن أصول الحرب إلا القتل الانتحارى بأى
ثمن ، وعلى الأقل أن ليس لديها طيران يدعمها ، بل الغازى لديه طيران
يدعمه بضرب الإهداف تمهيدا لتقدم القوات البرية ، كما أنه حتى فى حال مواجهة
مقاومة شديدة يستطيع الطيران إخلاء القوات دونما عوائق تذكر .
العمليات الأولى
متفرقة ، وبلغة العسكرية لا أحد يعرف بعد المحور الرئيس للغزو ، والذى
ربما لا يكون محورا أصلا ، إنما نقطة ، أى إسقاط فى المراكز ثم الانطلاق
منها للخارج . على أية الحال الصورة الإجمالية حتى اللحظة أن جيش الدفاع
يخترق كما السكين فى الزبد ، ولم نر ردودا مزلزلة أو تلقينا لدروس لن تنساها
إسرائيل أو أن ما فعلوه هو حماقة كبرى ، هذه كلها لو استعرنا بعض مصطلحات
قليلة لوغد الفنادق الجعجاع الأهبل خالد مشعل وعصابته .
… بالمناسبة ،
الآن أصبحت التابعة من قناة العربية أفضل ، ناهيك عن السى إن إن التى لا
تزعجك يساريتها كثيرا فى مثل هذه الظروف ، وناهيك طبعا عن موقع الفوكس نيوز على الإنترنيت إن لم
تكن القناة نفسها متاحة فى بلدك ! شكر من القلب للجعيرة على الأيام
السبعة ، لكن الآن كفانا تلذذا بالولولة والجعجعة ، وهيا بنا إلى متابعة
معلوماتية دقيقة جيدة ومكثفة ، وتشغيل ممتع للعقل بعد أن انتهى أوان
المسرحيات الهزلية الرخيصة .
…
بعد 3 ساعات :
نعم هناك اختراقات فى العمق لدرجة أن حماس الخرقاء التى لا تعرف شىء فى أى شىء غير
تقتيات عمرو بن العاص والعاصية ( العاهر الأبتر والعاهرة الأشهر ) وخالد
بن اللقيط واللقيطة فى إغارات الهجامة ، تقول إنها حاصرت القوات
الإسرائيلية . غلابة لا أكثر ، أغبياء لا أكثر ، لا أعرف ، أو
فى أفضل الحالات هى سفالة ! فى كل الأحوال ، يظل هناك ما هو أكثر إثارة
فى هذه التقتية الحربية ، وهو حين يبدأ الإنزال فى قلب المدن ثم تطهيرها من
الداخل للخارج .
…
الحدث
الأكبر : سعيد جليلى فى دمشق وبيروت منذ ليلة أمس ! هل
تعرف ما معنى هذا ؟ تعليمات الاستسلام وصلت يا رجالة !
طبعا ما يقال هو عكس
هذا بالضبط ، لكننا نعتمد على القياس مع واقعة إرسال إيران پوسطجيا ‑كان
اسمه منوشهر متقى فى تلك المرة‑ لينهى الحرب السابعة لصالح القرار
1701 . فى الماضى أرسلوا وزير خارجيتهم ، وهذه المرة أرسلوا الرجل القوى
من مجلس الأمن القومى ، كى يشد على يد الضفيدع وقراره الشجاع بالتجابن
والتخاذل ، وليحث الوغد الفندقى على ذات الشىء : بسالة الاستسلام !
Shower Time! |
الحرب الثامنة : اليوم
التاسع : 4 يناير 2009 : تتبلور بمرور الوقت ملامح تقسيم أبدى لغزة لثلاث
قطاعات بعد أن كان يسمى كله قطاعا . مدينة غزة باتت تحت حصار شبه تام
الآن ، أما بقية القطاع فيبدو مستباحا ككل . لو توقفت القوات البرية عند
حدود تلك المدينة المكتظة واكتفت بالقصف من الخارج ، تكون الأمور توقفت عن
حدود السيناريو الذى توقعناه ، أما لو كان لإسرائيل طموحات أكبر فستكون هذه
شجاعة وطموحات عظمى !
…
موش
ملاحظين حاجة ؟ من ساعة ما بدأت حماس تنضرب وبورصات العالم والمنطقة بلا
استثناء طالعة زى الصاروخ . موش أقل من 10 0/0 فى مجرد 4 أو 5 جلسات !
Match Sticks vs. Real Fire! |
الحرب الثامنة : اليوم
العاشر : 5 يناير 2009 : انفضحت جعجعة حماس ، بالذات فيما يخص أسر
الجنود الإسرائيليين ، فالواقع أنها قصة انقلبت نيرانا عكسية عليها .
إنها قصة
جندى بطل تقدم لتطهير نفق فكمنوا له ، لكنه تغلب عليهم فكانت الفضيحة
مضاعفة !
Great Civilization Soldier! |
الحدث
الأكبر الثانى : سعيد جليلى سره باتع فعلا : حماس قررت إرسال وفد رفيع
المستوى ( بفرض أن الكلمة مقبولة مع أناس هم أوضع طينة على وجه
الأرض ) ، إرساله للقاهرة للتفاوض على شروط الاستسلام !
…
هاآريتس قالت اليوم إن الفائز
الأكبر فى هذه الحرب هو مصر .
… هأ ! قديمة !
قلناها إحنا من اليوم صفر ! ( وإن كان على الأقل اليسار الإسرائيلى أذكى قليلا ‑بحكم
چييناته اليهودية‑ من النسخة العربية من هاآريتس هذه ، والمسماة قناة
الجعيرة ) .
…
أصابات طفيفة تعرض لها فى ميدان القتال قائد
لواء جولانى ، أعظم تشكيل حربى فى
قارات العالم القديم ، وربما فى كل العالم .
هذا يدل على حجم الفارق بين محارب حضارى بطل محترف ويعرف شرف العسكرية ، وبين
أمراء الهجامة ( بعض المتحدثين الإسرائيليين يسميهم خطأ أمراء
الحرب ) ، ممن يختبئون كالجرذان فى جحور تحت المستشفيات ، تاركين دروعهم
البشرية من مئات الآلاف من النساء والأطفال عرضة للجوع والقتل فوق سطح
الأرض ، هذا إن لم يطلبوا منهم الذهاب وتفجير أنفسهم .
لقد أثبت الكولونيل البطل يوسى
پيليد ‑وعضو
الليكود ، لا غرابة !‑ أنه نموذج عظيم فائق للعادة لجنود
الحضارة ، لا سيما وأن هاآريتس تقول هنا ، إنه ليس
أسلوبا عسكريا رسميا ملزما أن يتقدم القادة جنودهم ، إنما هو أسلوبه الشخصى
طيلة حياته العسكرية الحافلة من قبل فى الجبهة الشمالية .
…
هذه ليست قصة البطولة الوحيدة للقادة اليوم ، فالبريچادير چنرال زڤى فوجيل قائد المدفعية الذى تولى مهمة إخلاء المصابين الستة ، اتضح إن زملاءه لم يخبروه
إلا لاحقا جدا أن ابنه كان أحد هؤلاء المصابين ، بل نقلا عنه لم يحدث أن
سألهم لأن الأمر لم يخطر الأمر بباله أصلا !
… ربما يفيد بعض الشىء المقارنة مع القرضاوى
الذى أرسل أبناءه وبناته للعيش فى الغرب ، ثم راح يطلب من أتباعه قتل أبناء
الغرب فى العراق وأفغانستان وسائر المسكونة .
…
ما يتردد عن رقابة عسكرية إسرائيلية عن تدفق المعلومات ، يبدو أنه يشغل الكثيرين ،
لكنه فى الواقع من البديهيات التى لا تستحق حتى التعليق . هذه هى الحروب كما
عرفناها ، أما ما كان يحدث فى الحرب
السابعة مثلا حين كان مراسل الجعيرة يقول على الهواء لمطلقى صواريخ عصابة حزب
الله ‘ تعال يمين شوية ! ’ ، لأ ، ارجع شمال
حتة ! ’ ، ‘ أيوه ، كده مظبوط ! ’ ، فقد
كان مهزلة بكامل معانى الكلمة ، وافتقاد مروع لفهم أبسط بديهيات العقل العربى
المسلم الاسترقاقى الاستحلالى الهجام اللصوصى قاطع الطريق ، وكأن چنتلمانا
إنجليزيا يخرج لمواجهة جحافل بربرية دموية مفترضا أنها تفهم وتحترم قواعد المبارزة
الشريفة كما يتعارف عليها هو وأبناء شعبه .
طبعا هذا كله لا علاقة له بمصداقية المعلومات التى
يبثها جيش الدفاع الإسرائيلى ، فهو مثلا لا يتكتم قط على خسائره ، بل
نراهم بالاسم والصورة على الصفحة الأولى فى كل الصحف ، فهم أناس ذوى حيثية
لهم أسماء ولهم عائلات ، وقبل كل شىء أناس أصبح لهم تاريخ يجب أن يخلد ،
تقام لهم نصب وتصنع عنهم أفلام وتكرس لهم مواقع إنترنيت وأشياء لم يحصل عليها
الچنرال جوردون نفسه . أما على الضفة الأخرى فالصورة معلومة الأبعاد
أيضا ، بدءا من إسقاط عبمعصور لمليون طائرة إسرائيلية فى أول 5 دقائق من صباح
5 يونيو 1967 ، حتى انتصار ضفيدع بيروت الكاسح على إسرائيل فى 2006 ،
والذى جعل وليد جنبلاط يصرخ مستغيثا : ‘ كفانا
انتصارات ! ’ ، هذا كله متوازيا مع الولولة عن الوحشية
الإسرائيلية ، والتى تجعلنا لا نفهم لم الشكوى ونحن ننتصر طوال الوقت ،
ولماذا لا تولول إسرائيل وهى المهزومة طوال الوقت ؟ !
Mosque …aka Official House of God (of Bandits)!
School …aka The Alternative House of God (of Bandits)!
Hospital …aka The Ultimate Den of God (of Bandits)! |
الحرب الثامنة : اليوم
الحادى عشر : 6 يناير 2009 : سيبك من
كلام الاستهلاك المحلى الذى يقوله كثير من المسئولين المصريين عن وقف إطلاق النار
والتعاطف مع الشعب الفلسطينى وكارثة غزة الإنسانية … إلخ ، والذى نعرف
كلنا الغرض منه . إليك هنا الكلام الجد كما
سربه هؤلاء كبار المسئولين ويتداوله كل العالم : الرئيس مبارك أبلغ قادة أوروپا ‑ممثلين فى وفد وزراء
خارجيتهم‑ إن الحرب لا يجب أن تتوقف قبل دحر حماس !
عمليا ، مصر منعت أى شىء إلا المواد
الطبية ، بما فى ذلك الأغذية ، وكذا منعت أى أطباء من
دخول غزة ، سواء من اليونان أو من نقابة الأطباء الإخوانجية المصرية أو من
بلاد الواق واق ، لسبب بديهى للغاية أن أحدا لا يضمن عمليا أنهم ليسوا خبراء
فى تصنيع الصواريخ متنكرين .
…
المزيد من ملامح تعليمات الاستسلام التى أتى بها
جليلى تكشفت اليوم . للمزيد عن الجزء الخاص بتعليماته لحزب الله بعدم التدخل
فى الصراع ولو بمجرد التصريحات انظر هنا .
…
قامت الدنيا ولم تقعد لأن إسرائيل
قصفت ثلاث مدارس للأونروا وقتلت عشرات ممن التجأوا إليها ، وهو قصف لم يأت
خطأ ، إنما بناء على معلومات موثقة بأنها
‑أى مدارس الأونروا‑ باتت وكرا لمسلحى حماس ، وأن المورتار قد
أطلق من داخلها تحت سمع وبصر ‑أن لم نقل مباركة‑ مسئولى الأمم
المتحدة .
نود أن نقول أولا بعض الكلمات المبدئية : الأمم
المتحدة ( أو بمصطلحات موقعنا منذ مولده منظمة
الأمم اليالتية الاشتراكية المعدمة ) ، لم تكن يوما طرفا محايدا فى
الصراع الأزلى‑الأبدى ما بين الحضارة وقطاع الطرق . المنظمة الدولجية ، لا
تختلف كثيرا فى أهدافها عن منظمة إجرامية صريحة كجامعة
الدول العربجية ، ألا وهى عرقلة مسيرة الحضارة
عبر فرض مبدأ المساواة فى الأصوات بين الكبير والصغير ، بين المتحضر
والبربرى ، بين المتقدم والمتخلف ، بين الخير والشرير ، بين البناء
والهجام ، وسبق لنا مليون مرة
بيان الظلم الفادح فى أن يكون لدى
كاليفورنيا جزء من خمسين من الصوت بينما لدى أفريقيا التى لا تنتج قدر ما تنتج
خمسون صوتا كاملا ، عدالة نسبتها 1 :
2500 .
لطالما فندنا أيضا الديماجوجية العربية التى تقول إن
أميركا تسيطر على الأمم المتحدة وتعتبرها مكتبا ملحقا بسكرتارية الدولة
( وزارة الخارجية ) . الطبيعى أن تكون هكذا فعلا ، لكن واقع
الحال ليس هذا بالمرة ، بل العكس
تماما ، فأميركا ليست عاشقة لهذه المنظمة بأية درجة من الدرجات ، وكل ما
تفعله من خلال حق الڤيتو هو التقليل قدر الإمكان من شرور حربها المعلنة على
الحضارة والمتحضرين . وكما لعلك تعلم فلطالما طالبنا
أميركا بالإنسحاب من هذه المنظمة وطردها من أراضيها ، ذات الذى طالبنا مصر
بأن تفعله مع المنظمات العربجية على أراضيها ( انظر المداخل الأصلية لصفحات
مثل الثقافة أو الليبرالية أو بالطبع رواية سهم
كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) ) .
ندهب للتفاصيل : أولا : الأونروا لم تكن يوما منظمة إنسانية ، ولم يحدث
قط أن تكلم أى من أعضاءها للإعلام بما يوحى أنهم نوع من الصليب الأحمر ( علما بأن أحدا فى
أية منظمة تنشط فى منطقتنا ليس عصيا عن الاستقطاب أو الابتزاز أو الترهيب ) ، بل طالما جاهروا ‑أى الموظفون
الأمميون‑ بأن الحياد فى الحرب ليس مما تشترطه عليهم وظيفتهم ، إنما ‑وهذه
هى الحقيقة الدقيقة التى يصلون لحد المباهاة العلنية بها أحيانا‑ هم طرف
أصيل فى الحرب على الحضارة ؛ ميليشيا عسكرية تشارك طوال الوقت فى المجهود
الحربى الفلسطينى بتهريب الأسلحة والمقاتلين وكل ما يخطر ولا يخطر ببالك .
وخبرتى الشخصية أن الغالبية الساحقة ممن يحصلون على وظائف فى الأمم المتحدة هم
ماركسيون‑لينينيون ، ويقال إن الكثير من الإسلاميين بدأ مؤخرا ينضم
لهم ، أى لم تعد منظمة لمجرد ‘ المناضلين ’ ، إنما للمناضلين
والجهاديين معا .
ثانيا : بالنسبة لحقوق الإنسان ، وأيضا
سنغض النظر عن موقفنا المبدئى القديم بأن حقوق الإنسان ما هى إلا أداة سياسية
لليسار وأن الإعلان العالمى لحقوق الإنسان
هو أكبر جريمة ضد الإنسانية فى كل تاريخها ، وأنه كل حقوق الإنسان والمعونات وكل هذا الهراء لا
يحارب الفقر ، إنما تؤدى لإنجاب مزيد من الفقراء ومن ثم زيادة الفقر ،
بالتالى فإنه لا يجب أن تقدم الأونروا أو أية دولة أو مؤسسة غربية معونات أو
مساعدات لأحد ، إلا على الأقل جدا تحت شرط بسيط واحد هو تعقيم الرجال والنساء
الذين يطلبون هذه المعونات . مع التجاوز عن كل هذا نبدأ فنشير إلى المواقف
العملية لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ، ومثله كل المنظمات
الشهيرة : يمكن أن تظل عصابة فتح
أو حماس تطلق الصواريخ من داخل المناطق المدنية كى تضرب مناطق مدنية ، أى
جرائم أكثر من صارخة فى حق اتفاقيات چينيڤ التى أصدعونا بها ، تظل تطلق
الصواريخ لمدة عام كامل أو يظل صدام حسين يقتل الملايين فى سجونه أو حتى على
الهواء ، دون أن تتطوع منظمة واحدة لحقوق الإنسان بالتفوه بكلمة واحدة مع أو
ضد وكأن شيئا لا يحدث . لكن ما أن تبدأ إسرائيل فى الرد أو تغمى جندية
أميركية عينى سفاح أثيم فى سجن أبى غريب ، حتى تقوم الدنيا ولا تقعد وينفجر
الجعير بلا حدود ، وأقصى شعرة من حمرة الحياء يمكن أن تظهرها منظمات مثل
العفو الدولية أو هيومان رايتس ووتش هو أن تذيل بياناتها المطولة جدا الصارخة جدا
ضد ما يسمونه جرائم الحرب الإسرائيلية أو جرائمها ضد الإنسانية ، بعبارة خجول
مبهمة تقول إن على حماس أن توقف صواريخها أيضا ، حتى دون بيان موقفها هل هذه
الصواريخ جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية أم لا .
ثالثا : الأونروا هى السبب الرئيس للكارثة
الفلسطينية ، هى المشكلة وليست الحل . أفهم أن تقدم العون لمدة ستة شهور
أو سنة بعد تأسيسها فى 1949 تترك بعدها الفلسطينيين يشقون طريقهم فى الحياة ،
لكن 60 سنة شىء مضحك بل كارثى بالكامل ، وأكتفى بتكرار عبارة لإحدى شخصيات
رواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ‘ ما قلته عن المعونات
والصدقات والجمعيات الخيرية هو معادلة بيولوچية بسيطة ومعروفة : ضع طعاما
وفيرا للصراصير تزداد عددا بسرعة ؛ انشئ وكالة دائمة ‑أى ليست مؤقتة‑
للغوث فى المناطق الفلسطينية تحصل على أعلى معدل إنجاب فى العالم ، لا توجد
معادلة بيولوچية أكثر قاعدية من هذه ! ’ .
… نعم ، الأونروا
هى المشكلة وليست الحل !
رابعا : لطالما شاهدنا على الشاشات
على مدى العامين الأخيرين هجامة حماس يقطعون الطريق بالمعنى الحرفى للكلمة على قوافل
الأونروا وينهبونها أو يستاقونها لأوكارهم لإطعام مسلحيهم وأسرهم ، ولم يحدث
مرة واحدة أن احتجت الأمم المتحدة على هذا . المفترض الآن حين تقوم إسرائيل بضرب
مسلحى حماس داخل مراكز الأونروا ، أن تتلقى خطابات شكر من الأمم
المتحدة ، لكن ها نحن نرى العكس يحدث ، تقوم الدنيا ولا تقعد ويعتبرون
هذا اعتداء من إسرائيل على الأونروا نفسها . ألا تدرون فحوى الرسالة التى أوصلتموها
للعالم هكذا ؟ إن اثنين لن يختلفا فى تأويلها : الأونروا وحماس عصابة
مسلحة واحدة !
خامسا : وبغض
النظر عن كلام الجيش الإسرائيلى عن إطلاق الصواريخ من تلك المدارس ، وبغض
النظر عن الصور التى وضعناها والتى تبين اجتماعا للملتحين فى فناء إحدى تلك
المدارس ، وبغض النظر عن أن أصغر طفل فلسطينى يعلم أن مقاتلى حماس هم أولئك
المتنكرون فى ثياب المرضى يملأون أسرة المستشفيات دونا عن المرضى الحقيقيين ،
وأن كامل عتادهم موجود هناك تحت تلك الأسرة ، فأنا منذ بداية الحرب لم أر على شاشة واحدة
صورة لرجل واحد غير ملتح ولا لامرأة واحدة غير محجبة ، والكل له دوره فى
المجهود الحربى كما يعلم الجميع وتنص عليه الأوامر الإلهية ، أما الأطفال
فليسوا من يظهرون من رضع على الشاشات ، بل أغلبهم مقاتلون بين 12-18 سنة تستفيد حماس من التعريف الدولى للطفل
بوضعهم ضمن عداد الأطفال ، وتضرب بعرض الحائط كل ما عدا ذلك من حقوق للطفل
نصت عليها تلك المعاهدات ، ولو حدث واعتمدت شريعة عيوشة ، أقصد الشريعة
الإسلامية ، للأمرين معا دونما معايير مزدوجة لما باتت هناك نسبة تذكر
للأطفال !
إذن ، بربك عن أى مدنيين نتحدث ؟
بل أقول بدون صواريخ
أصلا أو حتى طلقة رصاص واحدة ، إن شعبا كهذا أو قبائل كهذه ‑سمها ما شئت‑
سبق وانتخبوا عصابة حماس يوما وهم يعلمون تمام العلم مدى العداء الذى تكنه
لإسرائيل ، لا يجب بأى حال تركهم يفلتون بجريمة كهذه دونما عقاب ، لمجرد
أن قالوا إنهم ندموا ولن يفعلوا ذلك مرة أخرى ، لأنهم ببساطة يكذبون ،
على الأقل يكذبون على چييناتهم !
… المشكلة يا سادة أن قطاع
الطرق لا يلعبون لعبا نظيفا أبدا .
… المشكلة يا سادة ليست
مدنيين وعسكريين ( فهم فى الواقع لا يستحقون أى من التسميتين ) ،
إنما شعب ‑ولإسباب چيينية قح يسهل حاليا اثباتها مختبريا‑ لا تقذف
أرحام النساء فيه إلا لصوصا وهجامة بالسليقة !
…
السافل أسامة حمدان قال
على شاشة العربية اليوم إن حماس تناظر الحزب الوطنى فى مصر ( ؟ ! ) .
لن أقارن
بين حزب يرسم هو ‑أو حفنة من أعضائه يترأسون ما يسمى لجنة سياساته ،
اختر ما شئت‑ يرسمون خريطة طريق لبناء القوة الإقليمية الفائقة والوحيدة
المؤهلة قريبا لمشاركة إسرائيل فى إعمار هذه المنطقة المنكوبة بچيينات
سكانها ، وبين عصابة مسلحة اعتدت شخصيا منذ قرن من الزمان القول إن مصر
تعتبرها تعتبرها ملفا أمنيا ، وهنا لا أتكلم فقط عن حماس ( حتى لا يأخذ
هذا الوغد الفندقى قيمة أكثر مما يستحق ) ، إنما أتكلم عن ياسر عرفات
نفسه وانظر ما وضعناه من صور للواء عمر سليمان فى حينه هنا . فمنذ واقعة السفينة
كارين إيه لم يعد عرفات فى نظر مصر رجل دولة إنما رجل عصابات ، ولم يعد يسمح
له بمقابلة أى مسئول سياسى مصرى ، إنما فقط المسئولين الأمنيين المختصين
بالتعامل مع المجرمين ، وأصبح ما يسمى بفلسطين ملفا فى أدراج الأمن
المصرى ، تتعامل معه فقط عبر رجال الاستخبارات ذلك أن مثلها مثل أى ملف أمنى
يجب أن يغلق يوما بالقبض على المجرم وتقديمه للعدالة .
لن أقول لأمراء غزة
إن كل مملكتهم الغزاوية ( التى لا يعترف بها أحد إلا إيران وسوريا وواضح منكم
أنكم مستعدون للتضحية بمليون من سكان غزة ‑ونحن نعرف نظرية الإسلام
والإسلاميين فى الإنجاب‑ فقط من أجل اعتراف دولة ثالثة ولا أقصد طبعا مصر أو
السعودية إنما مجرد ڤينزويلا أو حتى قطر ) ، هى مملكة لا تصل لنصف
طول مدينة كالقاهرة ولا لنصف العشر من مساحتها ، بل أقصى مقارنة ممكنة لكم هى
حى عندنا اسمه الدويقة نسميه بالعشوائيات ونفكر فى إزالته ( لكن قطعا لن نفعل
قبل أن نزيل ما هو أولى بالإزالة من على وجه الأرض :
أنتم ! ) .
فقط
سأدعوك أنت ‑عزيزى القارئ‑ للمقارنة بين دولة اسمها مصر عمرها 7000
سنة ، ولا دولة ، بل بالأحرى شراذم هجامة من البدو الرحل بلا ماضى ولا
حاضر ولا مستقبل اسمهم الشعب الفلسطينى ، لم ولن تقوم لهم قائمة يوما .
… بس
خلاص !
…
مساء ،
وفى بداية مؤتمر صحفى مشترك له مع الرئيس ساركوزى ، قسم الرئيس مبارك فى بيان
مستقل خطة الاستسلام لمرحلتين ، وقف إطلاق نار لمدة محددة ، يجرى خلالها
التفاوض مع حماس على شروط الاستسلام ، وإن لم يتم الاتفاق تعود إسرائيل طليقة
اليد أكثر مما هو الآن . هذا أول تفصيل جيد لما بات يعرف منذ ساعات باسم
المبادرة الفرنسية‑المصرية ، التى مزجت ما بين فكرة الهدنة الإنسانية
الفرنسية والموقف الإسرائيلى‑المصرى‑الأميركى الصلد بأن الحرب لا يجب
أن تنتهى دونما حل جذرى لمشكلة العصابات الفلسطينية .
…
ليلا ،
جمال مبارك يشارك فى احتفالات عيد الميلاد بالكاتدرائية المرقسية ، ذلك بعد
شائعات وفيرة ثبت أنها جميعا أحلام يقظة لديان المعارضة وعصابة الإخوان ،
بأنه لن يحضر حدادا على ضحايا غزة ، وشائعات أعبط أن الكنيسة نفسها قد لا
تحتفل ، أو لا يجب أن تحتفل .
عام جديد
بلا عصابات تحدق بمصر ، وعيد سعيد لكل من يحتفل به ؛ تهانينا لمصر
الرسمية ولمصر المسيحية ، أما لمن يعنيهم الأمر ممن يعرفون أنفسهم ، فلا
نجد سوى القول : موتوا بغيظكم !
It Should Be Wiped Out All! |
الحرب الثامنة : اليوم
الثانى عشر : 7 يناير 2009 : يلاحظ أن
قادة عصابة حماس باتوا يتلعثمون أمام الكاميرات ، وحين يسألون عن الصواريخ
يخرسون أو يدعون عدم سماع السؤال ، إذ بات واضحا أنها ‘ خلصت
ولع ! ’ على رأى فيلم العصفور ، الذى لا أحبه ولا أحب صانعه ،
لكنى أحب هذه العبارة منه ، التى ربما كانت أحلى سخرية من هزيمة 1967 !
…
الضفيدع ألقى خطابا جديدا من جحره ، لا يهمنى
أنه من جديد ذكر اسم الحسين مليون مرة لإذلال حماس والإخوان المسلمين ، ولا
يهمنى إعلانه الحرب على مصر ، فكل حروبه كلامية ، لكنى حاولت استشفاف
ماذا كانت بالضبط تعليمات الاستسلام التى أتاه به سعيد جليلى قبل أيام .
تأكدت أنها كانت شاملة كاسحة ولا تحتمل اللبس ، بدليل أنه لم يعد يهدد حتى
بأشياء شبه ملموسة على طريقته فى ‘ الوعود الصادقة ’ ، بل بات كله
مكعبات فى الهواء ، حسب تعبير لروايتنا سهم كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) ، أو كلام فى الهواء أو كلام من إللى ما فيش
عليه فلوس حسب تعبيراتنا المصرية !
…
أمرت إسرائيل سكان
رفح بتركها . للأسف ، سبق ولاحت لها الفرصة مرارا لتسوية تلك المنطقة
بالأرض ، وخلق شريط حدودى بعرض 8 كيلومترات حتى خان يونس أو على الأقل 4 أو 5
كيلومترات خال تماما من السكان ، لكنها لم تفعل . هذا ما نأمل أن يكون
قد قررته اليوم !
…
Master Rice! |
كوندوليزا رايس
قابلت الوفد العربى الذى قدم للأمم المتحدة برئاسة محمود عباس ، رافضة أن
تقابل منه اثنين بالاسم : ممثل أمير دولة قطر العربجية العظمى وعمرو موسى
نقيب عموم العربجية .
… الست دى
بتفهم !
… عندنا فى مصر بنتريق على
ديدان المعارضة الذين يسمون أنفسهم أحزابا فنقول ‘ الحزب‑الجريدة ’
لأن كل منها هو مجرد جريدة . بالمثل نقول إن لدينا ‘ الدولة‑القناة ’ ،
واليوم ها هى تلك الدولة التى كل مقومات وجودها قناة ساتيلايت تدعى الجعيرة ،
تصبح بدورها أضحوكة العالم !
فى
المستقبل القريب لن نفتقد أبدا البشرة السوداء ، لكن قطعا ، بحق ،
ومن الأعماق ، سنفتقدك أنت يا دكتور رايس ، ليس أقل مما سبق وافتقدنا
دكتور كيسينچر ، الأستاذ أستاذ الأستاذة !
أيضا كلما
تذكرتك أنكمش خجلا مما أكتب عن العرق الأسود ، لكنى واثق أنك ‑يا من
سموتى بنفسك وفكرك ومكانتك فوق الجميع من كل الألوان‑ تشاركيننى معظم تلك
الانتقادات والأفكار .
…
بالمناسبة ،
بخصوص مكتب التمثيل التجارى الإسرائيلى فى الدوحة ، أنا أوافق على ما تطالب
به المظاهرات الحنجورية من ضرورة إلغائه وكذا ما تطالب به بالنسبة للقواعد
الأميركية هناك ، وأقول : على إسرائيل أن تسحب مكتبها فورا ، كذا
تفعل أميركا بقواعدها ، كلتاهما من أجل الاستعداد لمحو قطر من على الخريطة
بقنبلة أو اثنتين !
The Thirteenth Day Surrealism! |
الحرب الثامنة : اليوم
الثالث عشر : 8 يناير 2009 : مرة
أخرى ، تفضلت العربية علينا بصباح كامل مع الخبير الستراتيچى اللواء حسام سويلم .
الفرجة على هذا الرجل متعة ، لأنه لا يراعى شيئا يخص الكاميرا ، ويعامل
مضيفى التليڤزيون ويعاملنا نحن كمجرد تلاميذ خايبين قدامه فى مدرسة
الأركان ، يزعق وينهر ويغضب وكل شىء وأى شىء إلا مراعاة إتيكيت التليڤزيون .
… الحقيقة أننا أمام علمه تلاميذ خائبون فعلا !
لن نلخص صباحا كاملا ، ولن نتوقف عند شرحه
الفريد الشيق للقنابل الارتجاجية والتى كنت قد أشرت إليها فى اليوم الثانى للحرب Massive Ordnance Air Burst Bomb (MOAB) ، وكان
واجبا على أن أفرق بينها وبين قنابل التورا بورا التى تدمر الكهوف والأنفاق نعم
لكن بتقنية مختلفة هى الاختراق أولا ثم الانفجار تحت الأرض ، وأشهر طرزها BLU-82 الشهيرة باسم Daisy Cutter أو منشار
الصينية لو لك شىء من التعامل مع الهندسة الميكانية باللغة المصرية الدارجة ،
وهى تالية فى القدرة لقنابل الوقود MOAB التى تنفجر فوق السطح كالتى نراها هذه
الأيام ، والتى بدورها التالية مباشرة للقنابل النووية ، بل وتشبهها فى
عش الغراب الهوائى الهائل الذى تخلقه .
كل دقيقة معه كانت
متعة ، لكن إليك فقط أعمق اللحظات : حين سئل عن مدى استعداد إسرائيل
لفتح جبهة ثانية مع حزب الله ( فاللقاء برمته كان بمناسبة إطلاق بعض
الكاتيوشا من جنوب لبنان صباحا ترجح بعد قليل أنها لإحدى المنظمات الفلسطينية
الصغيرة ) ، أجاب بمنتهى الحزم والثقة : إسرائيل أعدت هذه الحرب على أساس
الدخول فى 4 جبهات متزامنة : غزة وجنوب لبنان والجولان وإيران ، ثم
بخصوص هذه الأخيرة راح يسهب فى كيف يشتغل نظام الدفاع الصاروخى الذى يمكنه التصدى
لصواريخ شهاب فى خمس دقائق وهو الذى يحتاج 15 دقيقة للوصول من إيران
لإسرائيل ، وهو ذلك النظام الذى صممته إسرائيل واشترته منها أميركا أو نمياه
سويا ، وبات له مركز معلومات ثنائى واحد فى كولورادو والثانى فى
إسرائيل .
… أنا شخصيا
اهتممت كثيرا بهذا النظام وما استجد عليه ، وكتبت عنها عدة مرات على مدى عقد
كامل مثلا هنا حين قلنا إن
شارون أول رئيس وزراء إسرائيلى يذهب لأميركا لا ليشترى أسلحة إنما ليبيعها ،
وكذا هنا ، ثم ‑ولعلها الأكثر
تفصيلا‑ هنا ،
لكنى حين أستمع للواء سويلم أشعر أنى لم أكتب سوى بضعة أسطر جوفاء !
…
High-Tech Gangsters! |
هأ ! خامنئى
قال اليوم إن يد إيران مغلولة ،
وأفتى بمنع سفر الانتحاريين لإسرائيل !
A Whole New World! |
منذ متى
كانت يد الله مغلولة يا سيد الملالى ؟ ثم أنت بتتكلم عن إيه ؟ هى
أسرائيل كانت ادتهم ڤيزا وأنت إللى رفضت ؟ أنا تحديتك من أول يوم تعمل
حاجة موش عاوزة ڤيزا ولا يد مغلولة : أن تأتى بأسطولك لمواجهة سواحل
غزة وتنزل لتدحر الغزو الإسرائيلى وتلقى اليهود ‑كل اليهود‑ فى البحر
بنفسك ، وأضمن لك أننا فى مصر ها نسيبكم تعدوا من القنال بدل ما تتعبوا نفسكم
حوالين أفريقيا ، وأقول ده يوم المنى عندنا ، وها تكون على قلبنا زى
العسل ، وكمان إحنا عارفين الظروف بعد حكاية الپترول وموش ها نأخد منكم
رسوم ، وطبعا أضمن لك أن ولا مصرى واحد ها يضرب على بوارجكم الصنديدة ولا
طوبة واحدة ( طبعا لأن موش إحنا بتوع الطوب ) . جايز بس نتف
عليها ، ودى قضية تانى ، وللأسف دى لا أستطيع أن أضمنها !
الكلام بشويش
شوية : إيران
قررت منذ كارثة حزب الله فى بيروت فى مايو الماضى ، أن تهدئ
الأمور ع الآخر ،
أولا حتى يصل عميلها العبد الأسود المسلم للبيت الأبيض ( كلام قديم لنا ) ،
وهذه نفسها خطوة مرحلية بدورها ، لكسب الوقت من أجل صنع القنبلة .
الآن ، حماس ورقة واتحرقت ، بل الإسلام السنى كله ‑جهادى وغير
جهادى‑ خلصت ولع بفضل زكريا قبرص على قناة الحياة وخالد الجنسى على القناة
بتاع الحكومة . الجرذ الدمشقى الألثغ أضعف وأتفه من أن يعتد به أحد .
الخزينة الإيرانية مفلسة لأن الپترول هو كمان خلصت ولع . حزب الله وضع فى قفص
من الثلج بالقرار 1701 . إذن يتبقى للاستمرار فى سيناريو القنبلة أن بعد
إنتاج عدد كاف منها فى هدوء ، أن يمكن تنشيط هذا الأخير ‑حزب الله‑
لأنه الأمل الوحيد فى إيصال القنبلة لداخل إسرائيل ، حيث الصواريخ بعيدة
المدى القادمة من إيران لا قيمة لها .
لكن هنا توجد
مشكلة : الدنيا تغيرت بعد هزيمة حزب الله وبعد الأزمة الاقتصادية وبعد هزيمة
حماس ، وبالتالى يظهر سؤال جديد : هل لا تزال إيران تريد القنبلة
حقا ؟ عند هذه النقطة لا أستطيع رؤية ما هو
أبعد ، لأن كل الاحتمالات مفتوحة .
مؤكد
أن نيتانياهو لن يقابل أو يصافح أو ينظر لوجه عبد أسود مسلم حتى لو تنكر داخل بيت
أبيض ( هذا ناهيك طبعا عن أن يأتمر بأوامره ) ، وسوف يضرب إيران
حتى لو قطع البراق علاقته الدپلوماسية بإسرائيل . ثم هل يستطيع حقا صبى قاع عصابات
شيكاجو التافه فعل أى شىء من هذه ؟ ثم هل فى ظل إفلاسها ، لا تزال تريد
إيران حقا تسيد العالم ؟ القنبلة فى حد ذاتها وبلا استخدام هى عبء
اقتصادى . ثم إذا كنا نتحدث عن عدة سنوات ، فهل سيصمد الإسلام الشيعى
كدين أصلا كل هذه المدة ؟ ثم هل لو انهار كدين ، فما الذى يمنع من ثورة
شعبية تطيح بنظام الملالى ؟ إذن السيناريوهات مفتوحة إلى الما لا
نهاية !
… أصيغ الكلام
بصيغة أخيرة : قطعا النهاية ليست سعيدة لكل قوى البغى والتخلف والظلام ، وقطعا هى
نهاية وشيكة ، لكن كيف ستسير الأمور بالضبط ؟ علينا أن ننتظر
ونرى !
…
رفضت عصابة حماس
المبادرة المصرية رسميا . هذا هو أروع شىء إطلاقا حلمت به مصر وإسرائيل
وأميركا ، لا سيما مع الوضع فى الاعتبار الموقف الإيرانى الصريح الذى أتى به
جليلى ، حيث أخبرهم ‑أى حماس‑ بما لا يحتمل اللبس إن إيران نفضت
يدها منهم نهائيا ( شخصيا ، لا أستبعد أنه أخبرهم أن إيران غير مستعدة
لاستقبال السفينة التى ستجليهم من غزة ، وبالتالى حذرهم أن الأمر قد ينتهى
بالجماهير الغاضبة تسحل إسماعيل هنية من ذقنه فى شوارع غزة ! ) .
… المنتظر
إذن أن يظهر الرئيس مبارك فى أية لحظة من الآن ليقول ‘ إحنا عرضهم عليهم
مبادرة لإنقاذهم ، وهم إللى رفضوا ! ’ .
…
مساء : الأدهى
أنهم يقولون إن قرارا قد نضج فى الأمم المتحدة تتبناه كل من أميركا وبريطانيا
وفرنسا ، وسيتم التصويت عليه الليلة . هو مبنى فى الأساس على المبادرة
المصرية ، ولا ينص من قريب أو بعيد على إنسحاب إسرائيلى ، معطيا ضمنا
الحق لإسرائيل فى البقاء حتى صياغة وتنفيذ كل الضمانات الأمنية التى تطلبها وينص
عليها القرار صراحة كترتيبات المعابر ووقف إطلاق الصواريخ وحظر تهريب السلاح
… إلخ .
السؤال
البديهى : ما الذى يعنى حماس فى كل هذا ؟ المجموعة المسماة بالعربية فى
الأمم المتحدة ، تلك المجموعة ترد بسذاجة : وقف إطلاق النار !
هؤلاء الخرقاء لم يسألوا أنفسهم منذ متى كان يعنى حماس إن مات ألف فلسطينى أو مائة
ألف ؟ الأدهى أنه طبقا لبعض المصادر القرار
لا يدعو أصلا لوقف فورى لإطلاق النار !
… المنتظر
إذن أن يظهر إيهود باراك فى أية لحظة من الآن ليقول ‘ إحنا عرضهم عليهم
مبادرة لإنقاذهم ، وهم إللى رفضوا ! ’ .
Digging in! |
الحرب الثامنة : اليوم
الرابع عشر : 9 يناير 2009 : هل الدپلوماسية المصرية من الغباء بحيث
ضغطت فى الليلة الماضية وراء قرار معيب امتنعت أميركا عن التصويت عليه وبالتالى لن
ينفذ منه شىء ؟ الإجابة : لا !
أولا ، ليست هى التى ضغطت إنما السعودية والجامعة العربجية ،
ثانيا ، عدم تنفيذ أى شىء من القرار هو بالضبط الهدف من وراء تلك المساعى
الدپلوماسية ، والتى تنسجم تماما مع الستراتيچية الإسرائيلية‑المصرية‑الأميركية
الأصلية لدى شن الحرب ، وهى عدم السماح لأى شىء بوقف إطلاق النار قبل تركيع
حماس تركيعا مؤبدا . بس خلاص !
…and Still Wants Us! |
الحرب الثامنة : اليوم
الخامس عشر : 10 يناير 2009 : إسرائيل تضغط على حدود المدن . قناة العربية إعلنتها بداية الطور الثالث للحرب . ربما لا
تكون هناك لحظة فاصلة تقول الآن تمت السيطرة على المناطق المفتوحة وسيبدأ الزحف
لداخل المدن . الشىء الرائع والواضح أن إسرائيل تتحرك بأريحية شديدة ،
وبلا عجلة من أمرها ، والانتقال للطور الثالث سيكون غير محسوس seamless على الأرجح ، بل يمكن
مثلا الضغط ومن ثم إحكام السيطرة على بعض أو كل مدن القطاع لكن مع التمهل مع مدينة
غزة ، كما سبق مثلا وتوقعنا .
المهم أنه يكفيها أن لم تعطب لها دبابة واحدة حتى
الآن . التقنيات والتقتيات سواء
بسواء تطورت على نحو واضح ، الظاهر مثلا التحييد
الكامل لتفخيخ الطرق ، ذلك من خلال قنابل حرارية تفجرها قبل تقدم
الدبابات . التقنيات الخاصة بتفجير الأنفاق .
الكثير والكثير ، لكن أهم الأشياء جميعا هو ذلك العزم والتوحد الرائعان اللذان
تبديهما قوى معسكرى الحضارة والتحضر : الموقف المصرى
فى كسب الوقت وترهيب وإذلال حماس أحيانا والقيام بدور الشرطى الطيب أحيانا
أخرى ، هو إداء أكثر من رائع . تتوالى مواقف التأييد للحرب من البيت
الأبيض الذى اتضح أنه الذى أوقف موافقة أميركا على قرار مجلس الأمن فى اللحظة
الأخيرة ، تصريحات ميس رايس شبه اليومية أن يد إسرائيل طليقة بما فى هذا قتل
المدنيين ، قرار شبه إجماعى للكونجرس اليوم بتأييد إسرائيل دون إشارة من قريب
أو بعيد للكارثة الإنسانية المزعومة . وهكذا وهكذا . إنها أيام عظيمة
سيذكرها التاريخ قطعا حين يكتب قصة نضال حضارتنا الإنسانية ضد شراذم قطع الطريق
والنهب والسلب للعرق العربى المسلم .
…
السفلة فى الجعيرة
وحماس يثيرون لغطا كبيرا منذ الصباح حول أن إسرائيل وأميركا تريدان الانتقاص من
السيادة المصرية وإرسال قوات مراقبة على أراضيها بدلا من إرسال تقنيات متطورة
لاكتشاف الأنفاق بالموجات الصوتية .
أولا : السؤال ليس إذا كانت أميركا
سترسل قوات أم ترسل معدات أم ترسل قوات دولية ، فكلها جميعا موجود فعلا على
أرض مصر منذ اتفاقية السلام مع إسرائيل ولا مشاكل بالمرة ، ومن الممكن
للبلدين بمنتهى البساطة وفى صمت تام وبعيدا كلية عن الإعلام ودون حاجة لقرارات من
طرف ثالث ، تكليف نلك القوات بالبحث
عن الأنفاق وتدميرها ، إذ أن حفظ السلام بينهما هو كل مهمتها وليس أى
شىء آخر !
ثانيا : مصر لا
تنظر لسيادتها بالطريقة التى ينظر لها المرضى معدومى السيادة من الشعب العربى
الأبى ( أى الرافض ) ، لأن السؤال ببساطة : هل مصر 1- مسئولة
سياسيا و2- ناضجا تقانيا ، بحيث مؤهلة لاقتباس تقنيات عالية جديدة أم
لا ؟ بالنسبة للشق الأول لا أعتقد أن ثمة شك كبير لدى أحد فى معسكر الحضارة
فى مدى مسئولية مصر ، أما بالنسبة للجدارة التقنية فهى تقرر حالة بحالة
اعتمادا طبعا على مستوى التقنية ذاته ، ومن غير زعل لا من مصر ولا من
أميركا ، وإن كانت الأيام تثبت تسارع تقدم القطاع الراقى من التعليم
فيها ، وأقله دليلا القدر الهائل من الطريات الحاسوبية الذى نصدره ، أو
إنشاء الشركات الكبرى لتصنيع الرقاقات الحاسوبية مصانع عندنا .
الخلاصة ، أنا
شخصيا لست مع أو ضد أن أرى جنودا أميركيين أو إسرائيليين على أرض بلادى ، بريطانيا وألمانيا والياپان
وكل البلاد المتقدمة توجد على أراضيها جيوش أجنبية ، لا أحد يسميها احتلالا
ولا انتقاصا من السيادة ، إنما أحلافا . وأثق فى قدرة حكومتنا على التقدير الصحيح سواء
بنعم أو لا ، فقط أنا ضد أن يجر أحد مصر ‑من اللصوص قطاع الطرق هوام
الصحراء المحيطين بها‑ للتخلف والدوران فى پارانويات الماضى المريضة
والمجرمة معا !
ثالثا : هل
تعرف لماذا تقول الجعيرة وحماس ذلك أصلا ؟ كى تقولا إن حماس ترفض بالمثل قدوم
قوات دولية على أراضيها . سيادة مين يا بتوع السيادة يا شوية عصابات ؟
مقارنة نفسكم بمصر لا تأتى إلا بنيران عكسية . أما من ناحية الحرب فأجيبها
لكم م الآخر : إسرائيل ها تعمل إللى هى عاوزاه ، حتى لو كانت حتى اللحظة
موش عارفة بالضبط هى عاوزة إيه . هى تستخدم هدفا متحركا ، يتطور بتطور
الأحداث على الأرض . ورأيى الشخصى أن الاجتثاث التام لحماس هو أفضل الخيارات
إطلاقا !
رابعا : ربما
اتهمنا الجعيرة وحماس ظلما ، ومصر هى التى تعمدت إثارة الأمر ، فقط
لتذكير حماس بألا تقارن نفسها بمصر ، وألا تحاول وضع حمارتها جنب حمارة
الباشكاتب !
خامسا : مصر
موش عاوزة أصلا أى حاجة تشبكها أو تفكرها بالفلسطينيين ، هو ده لب الموضوع م
الآخر يا بتوع السيادة والحمارة !
سادسا : دى هى إللى م الآخر
فعلا : دى ما أسميناه دپلوماسية شفرية : ما معنى أن ترفض مصر الحل
الوحيد الذى يمكن أن يجنب إسرائيل احتلال منطقة الحدود ؟ الإجابة هى رسالة
شفرية ، أو بالأحرى موش شفرية خالص : الكلام لكى يا جارة ، احتلى
ممر فيلاديلفى لأنه أفضل بكتير من الاعتماد علينا أو على غيرنا !
…
مساء : يبدو أن
تلك التقنيات ستأتى من ألمانيا . هذا بات واضحا لحد كبير مع زيارة وزير
الخارجية الألمانى لرفح المصرية اليوم .
… نكرر :
سواء جاءتنا قوات أو جاءتنا الأجهزة فقط : موتوا بغيظكم !
[ تحديث بعد قليل : ريحوا نفسكم ! إسرائيل حسمت الموضوع وهو
سخن : عاموس جلعاد رئيس مكتب الدپلوماسية الأمنية بوزارة الدفاع ( أحب
مسمى هذه الوظيفة سواء كان البلد الجميل إسرائيل هو مخترعها أم لا ) ،
قال على
الفور وكأن القرار كان جاهزا عنده ، إن أحدا لا يريد انتقاص سيادة
مصر ، بل أحدا لا يريد قوات دولية أصلا سواء على أرض مصر أو على غيرها ،
بل ‑أيضا‑ قال إننا لن نجد من هو أفضل من الأمن المصرى هائل الكفاءة
للقيام بمهمة منع التهريب ، وأضاف ماذا يمكن أن يفعل ضابط ألمانى مقارنة
بهم ؟ ! يعنى ببساطة الرجل ترك الفلسطنيين جميعا فى العراء ، رام
الله وغزة تتعاركان حول قوات دولية من عدمها ، بينما الفكرة ليست واردة من
الأساس !
… رائع !
بصراحة ، شهادة ربما تعنى الكثير أولا بالنسبة لهؤلاء الأبطال ، وثانيا
بالنسبة لشخص مثلى كرس عقدا من عمره ( آخر المتابعات كان فى م الآخر ( 66 ) ) ، كرسه لدراسة تاريخ الأعراب وجرائمهم
عبر التاريخ وصعوبة السيطرة عليهم ( إلا بالمحاصرة أولا ثم الإبادة التامة
المطلقة ثانيا ، بواسطة اللورد كيتشينر أو من تتلمذ على يديه ‑انظر
رواية سهم كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) ) ، ولطالما كانت تصوراتى أن الأمن المصرى
هو قوتنا الطليعية الضاربة فى الجبهة الأمامية الأكثر سخونة فى حربنا المقدسة
لتطهير أراضينا المصرية الغالية من العرب وشرورهم ، وكذا لطالما رأيت أنه
يدفع من دمائه الغالية ثمنا باهظا لاحتواء إجرام أعراب سيناء المدعومين من أعراب
الوادى من إخوان مسلمين وسلفيين وما شابه ، إلا أننى مع ذلك نادرا ما استطعت
تمثل أنه ‑أى أمننا‑ يحقق نجاحات باهرة !
وبعد ، شكرا عاموس
جلعاد ! شكرا قواتنا الأمنية ! لكن للأسف لا أستطيع أن أنزع من مخيلتى
الملصق الشهير للورد كيتشينر من سنة 1914 ينادينا للحرب ، والتى سرعان ما
قلدتها كل دول العالم كأميركا باسم العم سام والفيلق اليهودى باسم ابنة صهيون
والجيش الأبيض الروسى والجيش الأحمر … وهلم جرا ، حتى بريطانيا نفسها
كررتها بأشخاص آخرين لاحقا !
… للأسف تماما ، الإبادة هى أهم شىء ينطبق عليه شعار هذا
الموقع ، وهى أكثر ما أوحى لنا بهذا الشعار : ‘ م
الآخر ’ ! ] .
…
…and Stone Age! |
الوغد الفندقى خالد مشعل ألقى
خطابا أطاح فيه بكل المبادرات وتباجح وكأن أسرائيل تزحف على الأرض فى غزة تتوسل
تقبيل قدمه كى يبقى على حياتها ويقبلها كأهل ذمة لديه !
أنا لا أصدق الأقوال ، إنما الأفعال ، وهذه
ربما تظهر بدءا من غد مع المباحثات التى أتى العالم كله للقاهرة من أجلها ،
ومنها وفدان من حماس ، وفد فنادق الخمس نجوم من دمشق وبيروت ، ووفد
الركام والعفار من غزة . لذا حتى اللحظة لن أقر بسهولة بأنى أخطأت حين قلت إن
جليلى أتى بتعليمات الاستسلام قياسا على ما جاء به منوشهر متقى لحزب الله فى
2006 ، إلا أنى على الأقل أضع احتمالا واردا جديدا ، هو أن ما يحمله بوسطجية
ملالى إيران لحزب الله يختلف عما يحملونه لحماس . وجاهة هذا تأتى من بعض ما
قلناه أول أمس عن خطط إيران المستقبلية . فهى لن تستغنى عن حزب الله من أجل
توصيلها ، لكن حماس لا تساوى شيئا لديها ، ولتدعها تشتعل كى تنير لها
الطريق ، كذلك لا تنس ذلك الفارق الأساس الآخر بين حزب الله وحماس الذى نعلمه
جميعا ، ولتذهب الأخيرة للجحيم مثلها مثل كل أهل السنة والجماعة .
السؤال : لو أبدت حماس تشددا فى القاهرة ،
ولو انصاعت حماس غزة لقسم الولاء الإخوانى لحماس دمشق ، فهل تعد هذه حسابات
إيرانية صحيحة ؟ الإجابة : لا أعتقد . إنها تقيم كل العالم ، غربا
وعربا ، ضدها ، ولن تنس إسرائيل الأثمان الباهظة التى أجبرتها
عليها ، وقطعا ستصبح فرصة إتمام صنع القنبلة خيارا غير وارد على وجه
الإطلاق . فالتشدد الجديد هو إعلان صريح أن المهاندة ولبس قميص الحمائم
لثمانية شهور قد انتهى ، وهذا لا يفسره إلا أن القنبلة باتت قريبة جدا .
… أو بالأحرى : باتت مستحيلة !
…
أتى الوغد
الفندقى على ذكر الألف قتيل والـ 4000 جريح بأن الشعوب لازم تقدم ‘ شوية
تضحيات ’ ( كمان أول مرة أفهم كلمة القرآن ‘ لن يصيبوكم إلا
أذى ’ بأن الأذى أى شىء أقل من الإبادة التامة ، بما فيها التضحية
بملايين السكان ، وبما فى هذا إعادة الباقين لحياة العصر الحجرى ، وربما
حرى بى من الآن فصاعدا أن أعدل عبارتى التاريخية
‘ عند العرب كل حاجة عيب والفقر موش عيب ’ إلى ‘ كل حاجة
عيب والفقر والأذى موش عيب ’ ، وأضحى بصفة التاريخية
فيها ! ) .
بينما يفترض العالم
أن يكون المسلحون هم الشرنقة الخارجية التى تصد الهجوم عن المدنيين ، نجدهم
هم اختبأوا فى العمق وتركوا النساء والأطفال فى الخارج درعا من اللحم الأعزل يصد
عنهم القتل ، ثم بعد ذلك راح يباهى بأن خسائر المقاومة قليلة وبإمكانها
الاستمرار .
بصراحة ، وكما
لعلك تعلم ، أنا لم أتعاطف فى حياتى لحظة واحدة مع ما يسمى بالشعب الفلسطينى
( شعب كلمة مجازية باعتبارهم عصابات ) . طالما رأيته أعرابا مجرمين
أقاموا المذبحة تلو الأخرى لليهود منذ العشرينيات ، ثم باع
‘ أرضه ’ فى 1948 ( أرض كلمة مجازية باعتبارهم بدوا رحل ) ،
بنية خبيثة هى أن تعيدها لهم الجيوش العربية ، وأنهم المسئولون عن الزعامات
الإجرامية التى طالما لم يفرزوا غيرها من الحسينى لعرفات لياسين ، لكن أن
يعاقبوا اليوم كما الدجاج بالإبادة على أيدى هؤلاء القادة أنفسهم ، لهو شىء
لم يخطر ببالى أن يحدث يوما على مثل هذا النحو ، ولهو شىء يثير الغثيان و‑حسنا‑
بعض الشفقة ( لأول مرة ! ) .
…
الوغد
الفندقى يقول إنه لا يقبل هدنة دائمة ، لأنه طالما هناك احتلال هناك
مقاومة ؛ أنا ما عنديش مانع !
اركن
على جنب حكاية الحضارة وقطاع الطرق ، واركن على جنب أن ما فيش احتلال أساسا
لأن فلسطين لم تكن دولة يوما حتى تحتل ( تحتل من مين
أصلا ؟ ! ) ، واركن على جنب أن نشأة إسرائيل كانت الحل الغائى
الذى فصل مصل جغرافيا عن العرق العربى ، واركن على جنب أن الخط الأحمر
بالنسبة لمصر هو إنشاء طريق يربط غزة بالضفة وكأنك يا بو زيد ما غزيت ، واركن
على جنب حكاية الإبادة وهل بره التاريخ أم بره الجغرافيا كمان ، وأعلن :
نعم ، موافق !
المقاومة هى ما
يلى ، وهنا لا أفعل سوى قراءة ما سبق وتوصلت قبل عدة سنوات لدى قيامى بتلك
المغامرة غير المسبوقة فى التاريخ الإنسانى ، ألا وهى قراءة اتفاقيات چينيڤ :
- ما هو تعريف المقاومة
المشروعة ؟ هى المقاومة التى تستحق معاملة أسرى الحرب .
- ما هى شروط هذه
المقاومة ؟ ما فيش حاجة اسمها مقاومة بدون 1- زى 2- تنظيم 3- سلاح
ظاهر . الأهم من كل ده أن كل سطر فى كل المعاهدة بينتهى دايما بعبارة تقليدية
تقول بشرط التزام هؤلاء بقوانين وأعراف الحرب ، وأبسطها أن لا تستهدف أهدافا
مدنية ، ولا تتمركز أنت نفسك وسط مدنييك ( اذهب للجبال مثلا كما أكراد
تركيا ثم شن غارات على معسكرات الجيش ، فهؤلاء ‑بفرض حرصهم على هذه
الشروط‑ مشروعون محترمون مهما كان تحفظنا على منطلقاتهم الأيديولوچية ومهما
كان تحفظنا على چينيڤ أصلا ) .
- دى المقاومة المشروعة
إللى تعامل معها معاملة أسير الحرب ، أما أى حاجة من غير كل الشروط دى تعتبر
إرهاب وغدر وجاسوسية وتتشنق فى الموقع من غير محاكمة حتى ، مثلا باعتبار
الظروف لم تسمح بإجرائها بالطريقة التقليدية ، أو أنها فى كل الأحوال محاكمة
عسكرية . ويعنى باختصار أكتر أن ديجول نفسه ومقاومته كانوا يخرقون چينيڤ .
- النكتة الأكبر من هذا
وذاك أن يذكرنا البعض فى هذا السياق أن جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم . هذا
يخلق مشكلة جديدة لأنه يجبرنا على إحالة محمد بن بحيرة البصرى وعمر بن الحطاب
والحطابة وعمرو
بن العاص والعاصية ( العاهر الأبتر والعاهرة الأشهر ) وخالد بن اللقيط
واللقيطة زائد كل سلاطنة العثمانيين
للمحاكمة اليوم !
افهموها
بقى ! … قصة تصفية الاستعمار ومقاومة الاحتلال وكل هراء الستينيات
ده ، جه عندكم ووقف !
… السبب
ببساطة أن الحدود الدنيا جدا المتوافرة فى سائر شعوب العالم الثالث ( وكلها
بربرية ، لن أجادل فى هذا ) ، لا تتوافر حتى فيكم !
…
العربية ثبتت
كاميراتها بلا انقطاع ساهرة حتى الصباح على القصف العنيف الذى استمر طوال
الليل ، بينما الجعيرة نسيت التغطية الميدانية أو ربما نسيت أصلا أن فيه حرب على غزة ، فراحت تلت وتعجن فى بعض القصص
المكرورة السقيمة عن الإغاثة والأوضاع الإنسانية ( التى كانت حتى يوم واحد
تدين مصر لاهتمامها بها ) ، هذا بينما كان سيدها الضفيدع البيروتى قد
عاب على العربية قبل أيام أن تنتقل للبرامج العادية ، وكرر تسميته لها
بالعبرية . الجعيرة تنسى نقل أحداث الحرب ؟ معقولة ؟ هل تعرف
السبب ؟ إذا عرف السبب بطل العجب : لا يصح بعد اجترار واجترار إعلانات
الوغد الفندقى أنهم هزموا إسرائيل أو أبادوها أو ألقوها فى البحر ، لا أذكر
بالضبط ماذا قال ، لا يصح القطع على إسرائيل تفتح جحيما من كامل
أبوابه ، وكأنها تقدم ردا عمليا على سفالاته !
Just Some More Bandits Eliminated! |
الحرب الثامنة : اليوم
السادس عشر : 11 يناير 2009 : يوم
المفاوضات ! الأمور تتطور بسرعة وفى تكتم واضح . حماس عادت سريعا لدمشق
لاستطلاع رأى أولى الأمر . الواضح من ذلك التكتم أن الأمور دخلت فى
الجد .
قد يتم الاتفاق على إعلان
انتصار حماس مع تجريدها من كل شىء ، وإعلان هزيمة إسرائيل مع حصولها على كل
شىء ، فهذه المعادلة تعجب العرب ولا تضير إسرائيل ، وقد سبق تجربتها
بنجاح مع حزب الله !
بعض الأفكار هى إعطاء حماس
تواجدا على أحد المعابر الصغيرة مع إسرائيل ، أو أن تنسحب إسرائيل دونما
إعلان لوقف لإطلاق النار ، فتقول قناة الأقصى إنها هربت من القدرات القتالية
الفائقة لنشامى حماس ، أو أن يلقى بعض قادة إسرائيل بتصريحات أنهم فى مأزق
ومستنقع أو ‘ يبحثون عن مخرج ’ أو أن قلبها وقع فى رجليها لوصول عبد
أسود مسلم للبيت الأبيض ، إلى آخر تلك الكلمات التى تنعش العرب وتزيد من
إصرارهم على الوصول لنقطة الانتحار ، أو غيرها من أفكار . كل هذا لا
يعنينى إذا كانت الحضارة ستحقق ما هدفت إليه حقا من هذه الحرب ، لكن يغيظنى
فيه شىء واحد : أن يبدأ الكلام عن إعادة إعمار غزة !
حتى لو حصلتم على حظر تام على
التسلح وعلى وقف مؤبد لإطلاق النار ، فإن تقديم المساعدات للفلسطينيين هو افتقاد
مروع لفهم العقل العربى المسلم الاستحلالى الاسترقاقى . العرب على امتداد
التاريخ هم قطاع طرق يشنون مثل هذه الحروب والإغارات ‑بما فيها الإسلام نفسه‑
من أجل المال . لذا فإن الهزيمة الحقيقية هى فى تقديم أى شىء لهم !
…
لا زال وغد الفنادق الآخر ، أسامة حمدان قاطن
فنادق بيروت يصر على مقارنة نفسه بالدول ، ناهيك عن مصر ، وكأن العالم
كله اعترف به وتبادل معه السفراء . قال كما يرفض غيرنا قوات دولية على
أرضه ، فنحن نطالب بالمعاملة بالمثل . مثل إيه يا أبو مثل ، يا بن
الحطاب والحطابة ؟ كفاك جعل نفسك أضحوكة للعالم واخرس بالكامل ذلك أفضل
جدا !
… بمناسبة قطنى الفنادق ، أطرف عبارة
اليوم ، جاءت من ستيپى ليڤنى التى وصفت وزراء الخارجية العرب بسكان الأمم المتحدة !
…
…and Some More Match Sticks Eliminated! |
التصعيد الليلى الهائل يشبه الليلة الماضية بل يحقق سجلات قياسية جديدة ( بالتوازى مع السجلات القياسية التى تسجلها
عيدان الكبريت المنطلقة من غزة فى الاتجاه العكسى ، أقصد الاتجاه العكسى
للمكان ولأرقام السجلات معا ! ) ، والمزيد
من الضغوط على حواف المدن هو خيار اللحظة . مع هذا يظل السؤال الحقيقى هو متى
سيتم احتلال ممر فيلاديلفى وتجريف مدينة رفح بالكامل ، وهى الخالية الآن
بالفعل من السكان ؟ هذا هو الحد الأدنى لحل معقول شبه جذرى لمشكلة عصابة حماس
والذى يخلق واقعا تفاوضيا حقيقيا على الأرض ، ويعادل احتلال كل المدن الأخرى
بما فيها غزة ، وفى ذات الوقت هو حل بسيط الكلفة نسبيا .
Tough, Tougher and …?! |
الحرب الثامنة : اليوم
السابع عشر : 12 يناير 2009 : الحرب
تفقد شخصيتها ومذاقها ، ولو مؤقتا . يشاع أن ساسة إسرائيل مختلفون حول
ما يجب فعله ( عامة لا تصدق كل ما تسمع ، صدق فقط ما
ترى ! ) . عقول أوغاد حماس منصهرة ، بفرض أن لهم عقولا
أصلا ، وقرروا أن يسيبوها على الله ! شبح البراق بدأ يلوح فى
المنطقة ، قيادة أميركية عبارة عن صبى فاسد مجرم جاء من عالم شيكاجو السفلى
لا يعرف شيئا فى الدنيا سوى النصب والاحتيال والكلمات الرنانة أو الصمت التام حين
لا يجدها ، هو كارثة بكافة المعايير ، وحتى تنجح المؤسسات الأميركية إما
فى قتله أو على الأقل تهميش دوره ، فسوف تمر إسرائيل بلحظات عصيبة تحتاج
لزعامة حقيقية من وزن نيتانياهو كى تتصرف بدونه إن لم يكن ضده .
…
الشىء الوحيد ذو الشخصية فى هذه الحرب هو الحروب
الليلية ، هذه تتصاعد يوما بعد يوما محققة سجلات قياسية للقصف ،
والاختراقات تزداد جرأة لكنها تتركز على شمال مدينة غزة ، وهى فكرة رائعة بها
إن كانت تعنى قرارا بتجاهل أبى أمه ، والمضى لقلب غزة لقتل أو اعتقال قادة
حماس . شخصيا ، لا سيما بصفى مصريا ، أفضل تماما تصفية ملف رفح
أولا ، فتسوية رفح بالأرض وضم المنطقة لإسرائيل ، يمكنه وقف التسلح
بالصواريخ على نحو أقل كلفة وأكثر نجاعة ( وربما أكثر استدامة أيضا ،
فأنتم مهما يكن من أمر لا تضمنون للأبد ماذا ستفعل فتح بعد أن يستتب لها أمر
القطاع ) .
رفح أولا ، هو خيار أفضل بكثير من زحف بطئ من جهة شمال القطاع ، ثم بعد ذلك
لتغزو مدينة غزة ما شئتم .
Just Beautiful! |
الحرب الثامنة : اليوم
الثامن عشر : 13 يناير 2009 : انس كل شىء من مباحثات أو حتى
توغلات :
Do to Hamas what the US did to Japan in World War II! |
اليوم يوم تاريخى بكل معايير التاريخ
الكونى :
أول تلويح باستخدام السلاح
النووى ضد حماس ، أو بالأحرى ضد كل حلف قطاع الطرق العالمى :
لقد أعلنها صريحة اليوم
أڤيجدور لييبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا :
Do to Hamas what the US did to Japan in World War II!
من الآن فصاعدا على الجميع أن
يتحسس وجهه لعله يكون قد تبخر !
من پوتين إلى شاڤيز ،
مرورا طبعا بجرذان وضفادع وصراصير الإسلام والقومية العربجية ، نكرر ما ظللنا نقوله يوميا
عن السلاح النووى على موقعنا هذا من
قبل أن يولد لييبرمان أصلا :
كفوا عن ارتكانكم على أن الأسلحة النووية لن تستخدم
أبدا ،
فالمؤكد أن العالم لن يصبر إلى الأبد على إجرامكم !
طبقا لاستطلاعات
الرأى فحزب إسرائيل بيتنا فى طريقه لأن يصبح ثالث أكبر حزب فى إسرائيل فى
الانتخابات القادمة كلها يمينية ستأتينا باكتساح غير مسبوق لأولى أكبر عزم ممكن من
رموز الحضارة عبر العالم ، هذا مع العلم بأنه ‑إسرائيل بيتنا‑
واحد من أحدث الأحزاب تأسسا فى
إسرائيل .
لكن هذه ليست
الوظيفة التى تهمنا من أمر لييبرمان اليوم ، إنما كونه وزيرا سابقا ومؤسسا
لما سمى بوزارة الشئون الستراتيچية .
هل تعرف ما
هذه ؟
… إنها الوزارة المسئولة عن
التخطيط لضرب إيران ،
هذا هو هدفها الأول والوحيد .
اربط هذا بما قاله
اليوم ، وقل لى ماذا تستنتج ؟
… افهمها أنت
يا أخ أحمدى نجاد !
إذا كنت قد قررت
التضحية بغزة لحماية إيران ، فلسوء حظك هى لن تستهلك من الترسانة النووية
الإسرائيلية سوى من 4 إلى 6 قنابل نووية ، يعنى 1-2 0/0 من حجمها ، لا أكثر !
برضه الأعداد دى
تقدير شخصى منى ، وافهمها أنت يا أخ أحمدى نجاد !
Tough, Tougher and …?! |
الحرب الثامنة : اليوم
التاسع عشر : 14 يناير 2009 : الدولة‑القناة
فشلت فى عقد قمة للصمود والتصدى ، ولا تعليق ، لأنها لا تستحق !
…
واحد حمساوى أهبل اسمه صلاح البردويل ما تعرفش
جايبينه منين ، ألقى تصريح اليوم بقبول حماس للمبادرة المصرية ، قائلا
نحن قدمنا هذا ‘ للقيادة المصرية ’ . قيادة مصرية مين يا روح
ماما ؟ القيادة المصرية لا تقابل صراصيرا أمثالكم !
…
ميدانيا يقال إن كل يوم يحقق أرقاما قياسية جديدة فى
القصف ، الليل يصبح حافلا أكثر ، والتوغلات داخل مدينة غزة وغيرها أعمق
وأعمق .
U.N. Goes to War! |
الحرب الثامنة : اليوم
العشرون : 15 يناير 2009 : يبدو أن إسرائيل قد استهواها تشبيه موقعنا
للعرب بالضفادع ، فمضت
لأخذه على محمل الجد أكثر مما خطر لنا ببال يوما : أفضل طريقة لقتل الضفدع
دونما مشاكل هى وضعه فى ماء بارد ثم بدء التسخين من تحته ، لن يقاوم ولن يقفز
إنما سيموت فى هدوء ( لدينا فى مصر تعبير مرادف هو ‘ سارقاه
السكينة ’ أى يتم ذبحه دون أن يشعر ) .
هذا ما يفعلونه مع حماس ؛
إمطارها بالتصريحات المتناقضة وخفيضة النبرة ككل من قياداتهم ، أغلبها يدور
حول إنهاء الحرب وأن الشقب الزمنى يضيق وأن غزة ستتحول لمأزق ومستنقع وتتبدد
المكاسب الحالية … إلخ ، وكذا يبدون اهتماما كبيرا بالمبادرات السلمية
مع خلق إيحاء بأنها ‘ المخرج ’ الذى يريدونه من التورط الذى جرى ،
حيث لم يتوقعوا هذا الصمود الهائل للمقاومة التى ذابت كفص ملح حتى اللحظة بحيث حسب
الوغد الفندقى خسائرها محدودة جدا .
هذا هو شعور الضفدع والنتيجة أن
يتشدد فى مطالبه ويطالبك أنت برفع الراية البيضاء ، لكن الترمومتر الذى يقيس
الحرارة كما هى لا كما يشعر بها الضفدع يقول أشياء أخرى ؛ يقول إن التصعيد
البطئ الواثق المرتاح والمتحرر من كل ضغوط داخلية أو خارجية ، قد اقترب الآن
من درجة الغليان ، أطنان النيران تزيد كل يوم عن السابق له ، والجديد
المذهل اليوم : الدبابات الإسرائيلية راحت تتجول صباح اليوم فى قلب مدينة
غزة ، نعم أكرر : قلب مدينة غزة ، بل أرقى أحيائها ( بفرض
جواز وصف شىء فى غزة بالراقى ) ، حى اسمه تل الهوى لا أعرف كيف تركته
حماس يستمر بمثل هذا الاسم الفاجر !
إنه مشهد يفوق كل
التصورات : قلب مدينة غزة بخسائر لكامل الحرب لا تزال دون العشرة جنود !
… شىء لا يصدق ، ولا نشك للحظة أنه سيدخل بدءا من العام الدراسى القادم ‑إن
لم يكن الحالى‑ فى المنهج الدراسى لكل الكليات العسكرية عبر العالم !
…
New York Goes to War! |
إعلان على موقع النيو
يورك تايمز قادنى لصفحة للتضامن مع إسرائيل ضد ما تتعرض له من هجمات
بربرية ، أعجبتنى منه فكرة محاولة نقل الإحساس للمواطن الغربى بوجود العصابة
الغزاوية إلى جواره ، وترك الخرائط تتكلم . صنعت لك هذه الصورة عن نتيجة
تجاور غزة مع نيو يورك .
الموقع خاص بمؤسسة أميركية معروفة هى
الرابطة ضد‑التشهير Anti-Defamation League ،
لكن هذه الحملة الجديدة تسمى بصفحة الملصقات ويمكنك تفقد
أو صنع المزيد منها لو قمت بزيارتها هنا .
Defamation
…
New York Goes to War! |
مساء : مصرع الوغد سعيد صيام الرجل
الثانى فى العصابة الغزاوية ، رجل الحرب الأول فيها ووزير القتل وقائد هموم
أركان غاراتها المسلحة ، والذى يعادل ‑مع كل الفارق بالطبع‑ قتل
الفلسطينيين لإيهود باراك ( ولو أضفت نحو العشرة الذين قتلوا معه ،
لعادلتها بقتل باراك زائد كل هيئة الأركان الإسرائيلية ) !
Minister of War! |
تليڤزيون
إسرائيل أعلن الخبر بناء على معلومات خاصة به ، حيث تم قصف الجحر الذى كان
يختبئ فيه اعتمادا بدوره على معلومات استخباراتية رائعة تستحق أن تدرس هى أيضا فى
الكليات العسكرية .
النكتة الفادحة أن
كل هذا يحدث وتنقله عنه كل تليڤزيونات العالم ، ثم تعلنه مصادر
مستقلة ، ثم تعلنه حماس نفسها ، كل هذا بينما وغد الفنادق ابن الدايخة
خالد مشعل سادر فى إلقاء خطاب عنترى على شاشة قناة تسمى القدس ( أو شيئا
كهذا ) ، ويستمر ويستمر لقرابة ساعة ، غير ملاحظ أن حتى القناة
التى تبث له خطابه قد أعلنت الخبر ولا يميل عنه أحد ليخبره وينهى الفضيحة ،
ويستمر يتحدث ويتحدث عن الانتصارات العظمى التى جعلت إسرائيل مهزومة مدحورة راكعة
تستجدى منه الصفح والقبول كأهل ذمة داخل سماحة الإسلام ! هذه كانت نكتة قائمة
بذاتها ، تستحق أيضا أن تدرج فى المناهج ، لكن هذه المرة ليس فى الكليات
العسكرية فقط ، إنما أيضا فى كليات الإعلام !
تهنئة
كبيرة لكل قوى الحضارة ، وتهنئة خاصة جدا لمصر وشعبها ، بسقوط الهجام الذى قاد بشخصه
عملية الغزو المسلح الوضيع الآثم لأراضيها قبل عام إلا ثمانية أيام بالضبط ،
والذى حرمته يد العدالة الحضارية من الاحتفال بالذكرى السنوية لغزوته المدحورة
الفاشلة .
The Days the Eggs Hatched! |
الحرب الثامنة : اليوم
الحادى والعشرون : 16 يناير 2009 : يوم بهيج : يوم ‘ مؤتمر
بمن حضر ’ ! ( ليست تسمية ساخرة من جانبنا لا سمح الرب ، إنما هى تسمية
الجرذ الدمشقى نفسه ) . محمود عباس ليس بمن
حضر ، تاركا مقعد ‘ دولة ’ فلسطين للوغد الفندقى ، وهو على
أية حال أفضل من موقف ‘ دولة ’ لبنان . بدلا من محمود عباس أتوا
بحفنة من مشايخ الإسلام كأحمدى نجاد وإندونيسيا وتركيا والسنجال ، وبعدهم
بعدد من ‘ الدول ’ : ‘ دولة ’ الصومال
و‘ دولة ’ چيبوتى و‘ دولة ’ جزر القمر و‘ دولة ’
موريتينيا ، و‘ دولة ’ الواق واق ، وكل من قال على نفسه دولة
بالصلاة ع النبى ( آسف نسيت أهم ‘ دولة ’ فى العالم
‘ دولة ’ قطر ) ! ( بالمناسبة كل شيوخ التشدق بالعروبة
والإسلام هؤلاء ، لم يكن بوسع واحد منهم تصحيح الهمزة الخطأ فى عنوان المؤتمر
‘ اجتماع غزة ’ ! ) .
All-Empty!
‘Alef-Hamza!’ |
المهم ، أن ما كان يلفظه الجميع مما كنا نقوله
قبل عشرين سنة ( يوم أعادت مصر علاقاتها مع العرب ) ، أو حتى قبل
ثلاثين سنة ( يوم قطع هؤلاء علاقاتهم بمصر ) ، بات اليوم أقرب ما
يكون على لسان الجميع : الحروب
العربية‑العربية !
مبدئيا المصطلح غير دقيق جدا لأننا نقصد الحروب بين
العرب الحقيقيين وبين الأعراق الأخرى من سكان المنطقة التى حاول العرب نهبها
وسلبها على مدى الـ 14 قرنا ماضية ، مصريين وأمازيغ زأكراد وأفارقة
… إلخ . ومرة أخرى يصبح
أقل دقة عندما نجد النخبة الحاكمة فى بعض بلاد الأعراب ، لا سيما المسماة
بالأعرق كالسعودية والكويت وربما البحرين تتبنى ‑على العكس من الطبيعة
الچيينية لشعوبها‑ التنمية والحداثة على نحو عام ، وتعمل جهدا ملحوظا
ما ضد التخلف والماضوية . بغض النظر عن مدى جذرية هذا أو مدى جدواه ناهيك عن
مدى ثقتنا فى استمراريته ، فهو للوهلة الأولى شىء مربك قليلا لنظريتنا لكن
علينا أن نتعامل معه بين قوسين إن جاز القول ، أى معتمدين مبدأ افتراض حسن
النية ، وأن لننتظر ونرى ، وتمنى الخير والنجاح لكل أحد .
الفكرة القاعدية كما ترجمناها كتابة لأول مرة فى الدراسة الرئيسة لصفحة الثقافة قبل عقد
ونصف ، أن ثمة رؤيتين
متكاملتين للحياة لا ثالث لهما ، إحداهما قائمة على البناء والكدح والأخرى
على النهب والهدم . لا يوجد وضع أكثر مثالية من هذا لقيام سلسلة عظمى من
الحروب فى منطقة ما ، وقد كان ! السادات
بدأ حربا وجيزة على ليبيا ، كذا حسنى مبارك على السودان بحروب أكثر عددا وأقل
ضجيجا . من الجانب المقابل شن صدام حسين حربا كبرى احتل فيها الكويت .
اليوم بات الاستقطاب شديد الوضوح أكثر من أى لحظة مضت ، سقطت كل
الأقنعة ، وراح كل طرف يعبر عن نظرته للحياة بصراحة ، طرف يريد صراحة
التحالف مع الغرب المتقدم كى يبنى نفسه ويتشارك كرامة واحترام الحياة المهذبة مع
العالمين الحضارى والمتحضر ، وطرف آخر لا يعول على الكدح وكل الغلب ده ،
لم ولن يعرف فى تاريخه أسلوبا للتعيش سوى الإغارة على هؤلاء الأكثر تقدما ونهب
عرقهم .
الآن بات واضحا أكثر من أى وقت مضى أن لا نقطة لقاء
فى منتصف الطريق ، الكل يتحدث عن الوحدة ، لكن الحقيقة هو يتحدث عن
الضم ، ضم الطرف الآخر لأچندته . هذا كان واضحا دوما لنا ، واليوم ‑بالذات
مع مؤتمر بمن حضر‑ بات واضحا للكل .
الحرب على الكويت كانت لحظة
تنوير كبرى ، انتصارات جنوب السودان ودارفور وأكراد العراق كانت لحظات تنوير
أخرى ، لكن لعل ‘ مؤتمر بمن حضر ’ اليوم سيصبح لحظة التنوير
الغائية !
الآن القائمة السوداء المعتادة المؤهلة لشن الحروب
عليها فى أقرب وقت ممكن ، هى نفسها قائمة الصمود والتصدى منذ أيام
الرئيس السادات حتى قائمة مؤتمر بمن حضر اليوم ، لم يختصر منها ‑ولو
مؤقتا‑ إلا العراق ( شكرا للرئيس بوش الذى سيرحل من المكتب بعد أربعة
أيام ) : إيران ، سوريا ، ليبيا ، السودان ، زائد
تلك الأقلية العربية البشعة التى تحكم الجزائر لكنها تتميز عن الباقين بعدم ميلها
الكثير للجعجعة ، وطبعا اليمن الذى لا يهتم به أحد !
…
أنا آسف جدا : نسيت أقول
لكم حصيلة مؤتمر بمن حضر !
… بعد تنقيب طويل فى رطانة
كثيرة لا تسمن ولا تغنى من جوع يقولون إن أهمها ‘ تجميد ’ ( لا قطع
‑لاحظ ) قطر وموريتينيا لعلاقاتها مع إسرائيل ، وجدت أخيرا الشىء
المهم عندهم : دعوة مصر لقطع العلاقات مع إسرائيل !
مرة أخرى تجعلون أنفسهم أضحوكة
للعالم ! متى تفهمون أن حتى المظاهرات الحنجورية التافهة التى تنظمونها أنتم
أنفسكم ، تطلب منكم أن تحاربوا أنتم لا أن تحشروا كلمة مصر فى كل جملة
تنطقونها ؟ ! متى تفهمون أن حتى شعوبكم التى اختطفتمونها أو أفرزتكم أو
أيا ما كان ، باتت تقول لكم ذات كلمة وليد جنبلاط الشهيرة لحسن نصر الله
‘ كفانا انتصارات ’ ؛ تقول لكن عاوزين شوية هزائم ؟ !
مصر موش غايب عنها أنها ممكن
تقطع العلاقات مع إسرائيل ( زى ما هو بالظبط موش غايب عنها أنها ممكن تحول
العلاقة دى لحلف دفاعى لمحوكم من على وجه الأرض ) !
فقط ولو لمرة واحدة على سبيل
التغيير ، سيبكم من مصر ، وخدوا قرارات تخصكم وليس بالنيابة عن
غيركم ! ( على فكرة ، هناك ألف مثل مصرى بهذا المعنى ؛ معنى
الفنجرة والبقششة من جيوب الآخرين ! ) .
إنكم
حتى لا تفهمون ما يدعوكم إليه نبيكم محمد حسنين هلوكة منظر القرصنة وقطع الطريق
رقم 1 للمنطقة لمدة 50 سنة . هو لم يسع فى ربع القرن الأخير إلا لشىء واحد
محدد جدا : إعادة مصر لساحة القتال ، لأنه يعلم جيدا أن كل ما هو عدا
هذا كالذى تسمونه المقاومة ليس سوى عبث . للأسف هو هكذا يضعكم فى معضلة dilemma من حيث لا تدرون ، وربما أيضا من حيث لا
يدرى هو . كى تعيدوا مصر للحرب عليكم أن ترتكبوا شيئا ما أخرق أهوج كالذى
فعله حزب الله أو الذى تفعلونه الآن فى غزة ، والنتيجة أن يتضح فى أعين
جماهيركم أكثر وأكثر أن مصر باختيارها السلام ثم التحالف مع إسرائيل ضدكم ،
هى صاحبة الموقف الصحيح . أنا شخصيا احترمت نقيب العربجية بظهور تلك الزبيبة
الضخمة فى جبهته على غرار ما حدث بكثرة مع أركان حرب العصابة العبمعصورية بعد
1967 ، ومن ثم فالاقتراح المحدد هو : صلوا أن تقرر مصر دخول
الحرب ، وربما يستجيب لكم إله الإسلام العظيم ! [ هأ ! بعد
أيام قالها صراحة وحرفيا فى الكويت وكأنه يستلهم كلامنا : الحل يكمن فى
‘ الدعاء ، الدعاء ، الدعاء ! ’ ] .
افهموها
بقى ! … مصر لم ولن تكون عربية أبدا . يوم اغتصب الحكم فيها أعرابى
اسمه عبمعصور كان ذلك فى غفلة من الزمن لا تعولوا عليها كثيرا لأنها لن
تتكرر . مصر هى مصر ، سواء حكمها أحط البشر ( عمرو بن العاهرة أو
جمال عبد المهزوم ) ، أو حكمها أعظم الناس ( تحتمس - رمسيس -
إسماعيل - السادات ) ، لن ينقص قدرها أو يزيد ، لأنها ستظل للأبد
مصر الفرعونية ، الوحيدة التى يعرفها العالم والوحيدة التى سرت ولا تزال تسرى
چييناتها فى دماء المصريين .
هذا
ليس تباهيا بشىء . بالعكس ، فأنا شخصيا لست من المنبهرين جدا بالحقبة
الفرعونية ولا أصفها حتى بالحضارة بالمعنى الكامل للكلمة ، لكن ما أفعله هنا
هو أن أقرر حقيقة بيولوچية ، لا أكثر ولا أقل !
… بس
خلاص ، وللتفاصيل ‑وهى كثيرة جدا‑ اقرأ رواية سهم كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) !
…
على فكرة تانى : ما سألتش نفسك ليه شاڤيز ما جاش ؟ إزاى يفوت فرصة تاريخية عظمى لأن يكون أحد ممن ‘ بمن
حضر ’ ؟ !
أنا عندى إجابة لك بتريليون دولار ! هذا المناضل
المجيد ضد الإمپريالية العالمية ونهبها لموارد الشعوب إللى ورثتها عن پاپا
وماما ، مشغول حتى النخاع هذه الأيام بالبحث عن مشترى لپتروله بالمزاد ،
الأمر الذى كان حتى شهرين فقط يعتبر رجسا من عمل العم سام وعملائه ، وعين أم
الاستغلال الرأسمالى واغتصاب مقدرات الشعوب إلى آخر كل هذه الرطانة
الماركسية .
لحسن حظك أنا متابع يومى لحد ما الأمور الاقتصادية
لأنى من زمان أقنعت نفسى ‑أو لقيتها فى چييناتى‑ أن الاقتصاد هو
الحاجة إللى دائما أبدا هى الحاجة إللى ‘ م الآخر ’ ، وقررت ‑أو
لقيتها فى چييناتى‑ أن أومن بالفلسفة المادية كما تعلمتها من الأستاذ ،
أرسطو . بناء عليه أنت محظوظ وأنا موش عاوز تريليون ولا حاجة ، وبحكم
تلك المتابعة إليك هذه القصة
ببلاش !
باختصار ، شاڤيز ما جاش لأن ڤينزويلا بفضل بركاته الإشتراكية
أصبحت تسمى ‘ دولة ’ بين قوسين !
…
Two Women! |
مساء : بل يوم بهيج بجد وفى العمق !
لن تصدق ما يلى : فى مقابل
عدد اللحى والشوارب التى ازدحمت بها الدوحة صباحا ولم يخرج منها إلا بعض الصياح
الألثغ ، جلست فى غرفة صغيرة بعيدة هناك
عبر الأطلنطى اتنين نسوان بنقرة ( كما يحلو عادة لنشامى المجتمعات العربية
الذكورية العظمى تمثل المرأة ، وكلمة نقرة من اختراعى الشخصى لأنى لا أريد أستخدام
الكلمة الأخرى ) ، جلستا لتوقعا الكلام : 1- الجد ، 2- إللى
ها يتنفذ ، 3- وإللى ها يحدد مصائر ملايين اللحى والشوارب ، بمن فيهم
تلك الديوك المنفوخة فى الدوحة : اتفاقية تفاهم أميركية‑إسرائيلية حول
تهريب السلاح لغزة ، سوف توظف فيها البحرية الأميركية وقوات حلف الأطلنطى
والقوات المصرية ، هذا لتسمية البعض فيما ذكرته سيپى ليڤنى فى مؤتمر
التوقيع مع كوندولييزا رايس ، وإليك النص الكامل لمذكرة
التفاهم ، الذى يضيف ‑من بين ما يضيف‑ أسماء القيادات المناطقية
للقوات المسلحة الأميركية المسئولة وهى تقريبا كل القيادات عبر العالم ( وعلى
رأسها القيادة المركزية ومقرها قاعدة العيديد فى قطر ‑لا تضحك ، هكذا
نص الاتفاقية ! ) ، ويضيف تقديم مساعدات لمصر لإعادة تأهيل بدو
سيناء .
… الكلام لا يحتاج لتعليق ، فقط يحتاج تحية
لهذه الخطوة الحضارية الكبيرة فى الحرب على الهمج والبرابرة وقطاع الطرق العرب
والمسلمين . وبديهى أنها اتفاقية ثلاثية ، لأن ثمة طرف ثالث لم يحضر هذا
التوقيع ، لكن الواضح أنه وقع اتفاقية أخرى مستقلة سابقة بالضرورة على صياغة
هذه الاتفاقية كما تشير نصوصها بوضوح ، هو مصر !
هذه مذكرة التفاهم كانت آخر ما فعلت ميس رايس إطلاقا
فى مكتبها لأنها غادرته بعدها لآخر مرة ، لأن الاثنين عطلة ( للأسف
أميركا الستينيات الشيوعية سنت عطلة باسم أحد كبار قطاع الطرق اسمه مارتين لوثر
كينج نتمنى لها أن تلغى يوما ) ، هذه ستتلو عطلة نهاية الأسبوع غدا وبعد
غد ، ثم بحلول الثلاثاء ستأتى خليفتها كلينتون .
…
No Beards or Moustaches! |
المذهل أن تزامنت هذه الخطوة مع ما هو أدهى : خطوة إذلال مروعة للدولة‑القناة ولمؤتمر بمن
حضر ، تسريب أميركى أنها تستخدم قاعدة العيديد فى قطر لتقديم الدعم اللوچيستى
لإسرائيل بنقل القنابل من باجرام —أفغانستان وما شابه ، وبكونها كانت وستظل
على أهبة الاستعداد طوال الوقت للدخول المباشر فى المعركة بسلاح الجو الأميركى !
الكلام على مسئولية قناة
العربية ، وأقول هذا ليس لأنى لا أصدق محتوى الكلام ، إنما لأنى لا
أصدق أن أميركا قامت فعلا بتسريب فاحش من هذا النوع !
… يا للمهزلة بمن حضر !
…
الخلاصة :
يقول الحنجوريون إن التفاوض لا يرجع الأرض .
هذا صحيح ، ولم يحدث أن شجعنا ‑ولو لمرة واحدة‑
أى طرف ‑إسرائيل أو عرب‑ على التفاوض .
بالعكس ، نحن من أشد أنصار المقاومة ،
لأنها تسحب الناس لمنطق ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، وتنسيهم فى حال
هزيمتها العودة لهراء كلام الحق والعدل ،
من ثم نحن دائما أبدا لم ولن نشجع إلا على أحد خيارين :
الحرب أو الاستسلام غير المشروط !
…
إلا أننا فى مقابل كل هذا
طالما رددنا على مقولة أن التفاوض لا يأتى بأرض ،
بأن ما تفعله المقاومة ‑دوما وتحديدا‑
هو فقط تضيع المزيد من الأرض ،
وهى حقيقة لا تحتاج لإثبات منذ 1948 حتى اليوم .
…
اليوم قالوا إنهم يقاومون من أجل رفع الحصار الإسرائيلى لغزة . النتيجة أن
الحصار لم يعد حصارا إسرائيليا فقط بل أصبح ستة حصارات فوق بعضها :
حصار إسرائيلى ، وحصار مصرى ، وحصار عربى ،
وحصار أميركى ، وحصار أطلنطى ، وحصار عالمى .
…
الآن :
أرونا شطارتكم وقدرة مقاومتكم على رفعها جميعا !
…
فقط لى تحفظ
واحد على مذكرة التفاهم يتعلق بالطموح الخاص بإعادة تأهيل بدو سيناء .
أقول : ابقى قابلونى !
حاجة تانى عاوز أقول فيها أبقى
قابلونى : أن تغدق دول الخليج فى القمة المسماة بالعربية فى الكويت
الاقتصادية بعد ثلاثة أيام ، تغدق المال على حماس بأمل أن تستغنى به عن مال
إيران المشروط بالمقاومة والتسلح . أقول :
العقل العربى المسلم لا يشتغل هكذا . هم يريدون هذا وذاك ولن يقبلوا ما
يسمونه مالا ذليلا ، مالا يدجنهم فى معسكرات كالهنود الحمر ، هم أرقى من
هذا ؛ يقبلون فقط المال الشريف ، المال الذى يأتى بعرق الجبين ،
مال لا يمنح إنما ينهب عنوة بالقتل أو الابتزاز ولى الذراع !
…
خلصت ولع ! النهاردة اليوم 21 والبيض
فقس خلاص !…
بعد ساعة ، أو بالأحرى بعد
دقائق : إسرائيل بصدد إلان وقف إطلاق النار من طرف واحد ! هذا ما
أعلنه مارك ريچيڤ المتحدث باسم الحكومة قائلا إن تصويتا سيجرى غدا فى اجتماع
لها !
متى يتم الانسحاب ؟ لا أحد
يعلم بعد .
هل سيتم مقابل الجندى
شاليت ؟ هل سيتم بعد نفاذ مخزون عيدان الكبريت تماما ؟ غالبا سندخل فى
ماراثون تفاوضى ستكون مصر هى محوره لحل كل المتعلقات ، بما فيها مثلا كيفية
عودة حرس الرئاسة الفلسطينية لمعبر رفح … إلخ .
أنا عن نفسى أقول للوغد الفندقى
هذه هزيمة ساحقة لا تحتمل التأويل يا بتوع الرد المزلزل والمفاجآت المذهلة ،
ومهما حدث لا تتوقف عن إطلاق الصواريخ ، ولو خلصت الصواريخ اطلق
الضراط ، أى حاجة بحيث لا تنكسر راية الجهاد .
… شفتم يا نشامى الشوارب
واللحى اتنين ستات ( بنقرة ! ) ممكن يعلموا إيه ؟ !
They’re Still Coming! |
الحرب الثامنة : اليوم الثانى
والعشرون : 17 يناير 2009 : ننهى أولا وصف الوضع الميدانى فى اليوم الذى يفترض أن يعلن فيه وقف إطلاق
النار فى أية لحظة : الصور أعلاه هى صور لتدفق جديد للمدرعات وجنود الاحتياط
لداخل غزة . هذا قد يدلنا على بعض النوايا الإسرائيلية اللاحقة لوقف إطلاق النار ،
وتأكيد للفهم العالمى المتنامى للأسلوب الوحيد الناجع للتعامل مع العقل
العربى ، وهو الهول والصدمة awe and
shock ، وهذه قصة يطول شرحها لأنها لا تبدأ من ابن
خلدون ولا تنتهى برواية سهم كيوپيد
( 2007 : 1 - 2
- 3 ) !
…
الغباء أو التغابى
العربى يقرفنى أشد القرف . بالأمس كتبت على نحو تقريرى عابر وبرىء أن مذكرة
التفاهم الإميركية‑الإسرائيلية هى اتفاقية ثلاثية وقع عليها طرف ثالث غير
مرئى هو مصر . كتبتها متخيلا إنها بديهية واضحة ، لكن الدنيا قامت ولم
تعقد اليوم فى اتجاهات لم تخطر ببالى قط !
خرج الرئيس مبارك
والوزير أبو الغيط بتصريحات أولها هؤلاء العرب أنها عنيفة ضد إسرائيل وضد تلك
الاتفاقية . هذه تقتية مصرية معروفة للتلاعب بالعرب ، لكنهم بحكم
اعتبارهم أن الحياة كلام خالص ، لم ولن يفهموها ، فراحوا يصورون مصر
كالزوجة المخدوعة التى خذلتها أميركا وصفعتها وأهانتها ، وأن المبادرة
المصرية قد دفنت بتلك الاتفاقية ، وأن الدور المصرى فى المنطقة قد
انتهى ، وأن حماس فرضت نفسها على الجميع ، وغثاءات لا نهاية لها من هذا
القبيل .
هم حتى لا يفهمون
الكلام الحرفى الواضح ، ولم يتعلموا من ياسر عرفات الذى وقع على أشياء ثم
اكتشف أتها تعنى شيئا آخر ، وما هو على الورق شىء والتمنيات العربية له شىء
آخر ، فراحوا يهولون كثيرا من كلام مبارك وأبى الغيط عن عدم التزام مصر بالمذكرة
الأميركية‑الإسرائيلية . ما الخطأ فى هذا ؟ من قال أصلا إنها تلزم
مصر بشىء ، لكن طفل فى السادسة من عمره بأقل عقل ممكن يفهم حرفيات الكلام كان
سيسأل : هل قال الرئيس أو وزير الخارجية إن مصر لم توقع سرا اتفاقيات مطلقا
مع إسرائيل أو أميركا أو أوروپا فى الأيام الأخيرة ؟ ! … يا لبؤس
الغباوة !
بل وصل ابن الدايخة
الآخر عبد البارى عطوان لتأويل خبر أن كل قيادات العالم ستترك بلادها وتركب
الطائرات وتأتى غدا لشرم الشيخ لمجرد تعزية مصر فيما تعرضت له من خيانة
( زوجية دى بتاعتى أنا ) ، ويصل بى القرف ذروته حين يقارنون قمة
شرم الشيخ بمؤتمر بمن حضر ، فلا يكف مضيفو الجعيرة عن التلذذ بالسؤال أليست
هذه زحمة قمم ، أو أليست هذه قمة بلا إعداد كاف مما ترفضونها فى مصر ،
ولا يلحظون أبدا أن الاجتماعات تقاس بالأفعال لا بالخطب ، وأن مكالمة تستغرق
عدة ثوان بين شخصين ذوى حيثية حقيقية يمكن أن تغير التاريخ ، بينما ألف قمة
عربية يعد لها حتى يوم القيامة الضهر ومليون بيان وخطبة تلقى بها ، لا تخربش
شيئا فى التاريخ إلا تأليف بعض النكات الجديدة هنا وهناك !
ولأن الحقائق هى
العكس 180 درجة ، فأنا فعلا قرفان أرد على كلام كهذا . كله غباء
مفرط . للمرة المليون ، وهناك ألف قصة خلاف ظاهرى بين مصر وإسرائيل وبين
مصر وأميركا ، الطريقة الصحيحة لفهم ما يجرى هى أن تلقى كل الكلام فى القمامة ،
وتركز فقط على ما ينفذ على أرض الواقع . بل بالعكس ، لو أردت الاستفادة
من الكلام الذى قيل ، فربما عليك أن تفسره على أنه غطاء لشىء عكسى يجرى تحت
الأرض . الكلام ذو
معنى حين يخاطب به إنسان محترم آخر محترم ، لكن حين يكون أحد الطرفين أو
كليهما عربيا فلا قيمة للكلام أصلا ، لأن العرب ظاهرة كلامية ويجب التعامل
معهم على هذا الأساس .
كلام الرئيس مبارك عن المراقبين ‘ كخط
الأحمر ’ كلام ليس جديدا ، وناقشناه فى اليوم الخامس عشر حين جاء على
لسان الوزير أبى الغيط . له أهداف كثيرة كبالوون تمويه وكإلهاء للعرب وكل
هذا ، لكن الجوهر فيه أن كان فى حينه رسالة ‑بما أسميناه بالدپلوماسية
الشفرية‑ لإسرائيل تدعوها لاحتلال رفح الفلسطينية وكل منطقة الحدود وإراحة
دماغها ودماغ مصر من كل مشكلة المعابر والأنفاق والحدود … إلخ . الآن
وقد ثبت أن إسرائيل اعتبرت هذا تكلفة لا تريد تحملها ، فرأيى أن تكرار مصر
لهذه المقولة يسيىء لها أكثر مما يكسبها احتراما . الكلام أحيانا بهذه
الطريقة أسلوب شخصى جدا للرئيس مبارك ‑ربما لا يليق بمكانته ولا مكانة مصر
الحقيقية‑ يستخدمه ليظهر بها كونه شخصية حازمة وينفى عن نفسه صغة التردد أو
التريث وما إليها . عامة هو أسلوب مفيد أحيانا ، لكن إذا كنا بصدد تقدم
مصر لقيادة المنطقة لما بعد حقبة الپترول ، فإنه سيظهرها على الأرجح فى صورة
المتوترة غير الواثقة بنفسها ، وكما سبق وقلنا فى اليوم الخامس عشر إنه توجد على أراضى بريطانيا
وألمانيا والياپان وكل البلاد المتقدمة جيوش أجنبية ، ولم يسمها أحد احتلالا
ولا انتقاصا من السيادة ، إنما تسمى أحلافا .
المهم ، بجانب كل هذا وضعت احتمالا ضعيفا أن
ربما بعض التفاصيل لم تحسم بعد وقد يكون من أهداف قدوم قادة أوروپا هو طمأنة بعض
التحفظات المصرية أو إقناعها بشىء ما ، لكن إرسال هذه الخطابات يحسم أن
الموضوع الأمنى قد وضعه الجميع خلف ظهورهم منذ فترة ، وأنه قد دخل الآن طور
تفاصيل التفاصيل إن لم يكن التنفيذ الفعلى ، وأن هذه القمة سوف تناقش أمورا
أخرى أكثر مستقبلية تخص غالبا التخطيط العامة للمنطقة بعد التخلص من بؤرة الصديد
المسماة غزة وحماس .
أيضا بالمثل لم
يعجبنى للوهلة الأولى ، كلام الرئيس مبارك العنيف عن ضرورة الوقف الفورى
لإطلاق النار ، سواء كان هو الذى أراده أم شخص ما من إسرائيل أو أميركا هو
الذى اقترحته عليه . رأيته لعبة رخيصة فى وقت بات واضحا فيه أن الجميع فى
المثلث الإسرائيلى‑المصرى‑الأميركى اتفقوا بالفعل على وقف إطلاق
النار ، بل على كل دقائق الآليات التالية ، لكنى حين رأيت غباء العرب
على الجعيرة وغيرها فى تأويله ، اكتشفت وجاهة ما لهذا الكلام ، وأعترف
أن الرئيس مبارك أو أيا من كان من اقترح فكرة هذا الخطاب ، هو أذكى منى فى
فهم العقل العربى ، وأنهم سيلهيهم كثيرا فى هل أمر الرئيس مبارك إسرائيل بوقف
إطلاق النار ، فاستجابت أم ماذا ، بل ربما بعد فشل مؤتمر بمن حضر ،
والنفاذ قائمة الأبطال واحدا تلو الآخر لدى المظاهرات ، لا استبعد أن يجعلوا من
الرئيس مبارك بطلا قوميا للأمة العربية ، فقط بعد لحظات من جعله زوجة
مخدوعة !
الخلاصة : إسرائيل ومصر وأميركا لم
تصل قط لمثل هذا المستوى الرفيع من الأداء ضد قطاع الطرق العرب ، كما هو
الأمر هذه المرة : 1- تنسيقا وتناغما ، 2- عمقا وأثرا فى تغيير الحقائق
على الأرض ، وأيضا 3- إخراجا حيث حققت نجاحات ساحقة فى إقناع العالم ،
ضد آلة الإعلام الغربى الجهنمية التى يملكها اليسار بدءا من النيو يورك تايمز
والسى إن إن ( فى هذا
الڤيديو ستجد محللا لاتجاهات الصحافة يعتبرهما بالاسم ، بوقا صريحا
لحماس من خلال أنسنة القصص عنها ، ويقول إنه من السهل صنع مادة يتعاطف معها
الناس لو ذهبت لبيوت قادة النازى وتحدثت لزوجاتهم وأطفالهم ) ، حتى
هاآريتس النسخة العبرية صريحة الخيانة من الجعيرة العربية ، والتى تجاهلت
جميعا كل الإجرام العربى الذى أدى للحرب واختزلت الأمر برمته لمجرد أطفال
فلسطينيين مساكين يقتلون ، وأيضا بدليل أن شرب أولئك الأعراب المقلب تلو
المقلب بمثل تلك السهولة .
تلخيصا لكل ما
سبق ، الأمور
سارت على هذا النحو : إسرائيل كانت تتمنى أن توضع قوات أو على الأقل مراقبون
داخل الحدود المصرية لحظر التهريب ، هذه فكرة مباشرة سهلة وبسيطة ومضمونة .
مصر رأت فى هذا ليس فقط انتقاصا من السمعة الأسطورية عالميا لجهازها الأمنى ،
إنما هو تشخيص خاطئ للمشكلة ، فالإخوان المسلمون أو إبناء عمومتهم بدو سيناء
ليسوا بالمقدرة التى تتصورها تلك الرؤية ، بل هناك تهريب مباشر من إيران
والسودان وغيرهما عبر البحار ( لماذا لم يلحظ أحد أن مذكرة التفاهم تبنت هذه
النظرة ؟ لماذا لم يقولوا إن مصر خدعت أميركا وإسرائيل وفرضت رأيها على تلك
الاتفاقية التى تعتمد خريطة العالم كله ساحة لأنشطتها ، أم يعتقدون أن ولعهم
بوصف مصر زورا بالعربية ، يعنى أنها أمة مهزومة ومادة لنظريات المؤامرات
مثلهم ؟ أبو الغيط قال إن بعض البراميل جرفتها الأمواج لشاطئ رفح
المصرية ، هل تتخيلون أنها احتفظت لسنوات بمثل هذا الخبر سرا ولم تتشاركه على
الفور مع بقية أجهزة الاستخبارات الغربية والإسرائيلية ، التى تحكمها
اتفاقيات متبادلة ليست حتى سرية ؟ ارحمونا من سذاجتكم النابعة من عقولكم
الصغيرة كقطاع الطرق ، الذين حتى يوم أمسكوا بسلطة وحكومات استمروا يتصرفون
كقطاع طرق معارضين ! ) .
اعتراض مصر كان
اعتراضا شكليا أيضا ، يفسره ما قلناه فى اليوم
صفر ، بإحساس مصر المتزايد أنها ‑اقتصاديا وسياسيا‑ فى
طريقها لأن تصبح القوة الإقليمية الفائقة الوحيدة بخلاف إسرائيل فى المنطقة ،
فرفضت أن تساوى بلبنان مثلا وتوضع قوى خارجية على أرضها . بل إنى حتى هذه
اللحظة لا أصدق أن هذا طرح فعلا ، فكل التنسيقات ستتم قطعا بقدوم خبرات
أجنبية لمصر ، وحتى لو جاءت قوات فمصر هى مصر ، تعرف قدر نفسها وغيرها
يعرف قدرها ، لم تقل إنها طليعة التقنيات الحربية فى العالم ، لكن أحدا
لم يقل عليها إنها لبنان آخر . باختصار ، كما سبق وقلنا فى اليوم الخامس
عشر ، الأمر برمته لا يتجاوز حملة إعلامية مصرية هدفها إذلال حماس وتذكيرها
بضآلتها .
إذن ، المؤكد
أن لا شىء غير ودى يدور فى مثل تلك الاجتماعات ، فقطعا كل الاجتماعات المصرية
الإسرائيلية الأميركية ودية للغاية مهما كان التنابذ المقصود أمام الإعلام
( بما فى هذا صدور قرارات من الكونجرس بخصوص المعونات المقدمة لمصر ،
فالكل يعلم أنها ليست منة أو هدية ، إنما أدوار فى حلف مشترك ، والمهم
الوحيد فى تلك التهديدات هو يوم تنفذ فعلا ) . أنا أجزم بكل هذا ،
والاستثناء هو فقط أن يصرخ الواقع على الأرض يشىء عكسى واضح وملموس للغاية ،
كأن مثلا ترفض إسرائيل وقف الاستيطان فيوقف الرئيس بوش الأب ضمانات القروض ،
عدا هذا فلا قيمة لكل الكلام ولو بقشرة بصلة ! كل المشكلة مرض اسمه الإسقاط
النفسى يكمن فيكم أنتم أيعا العرب ، كلما اجتمعتم تخانقتم فتتخيلون أنها
طبيعة كل البشر ، وأن مبارك يمكن أن يكون قد شتم أولميرت ، أو رايس يمكن
أن تكون قد ضربت أبى الغيط ، وهكذا . يا لبؤس الوضاعة !
المهم
أن إسرائيل فهمت بسرعة وجهة النظر المصرية واحترمتها . بالتالى ، توالت
زيارات عاموس جلعاد ، وبمجرد عودته من الزيارة الأخيرة طارت ليڤنى
لأميركا لتوقع فى دقائق اتفاقا مع ميس رايس . دقائق ؟ ألم تفكروا فى
هذه ؟ وزيرة خارجية توقع اتفاقا أمنيا ؟ ألم تفكروا فى هذه أيضا ؟
متى تم إعداد هذا الاتفاق ؟ لا تفسير إلا أن كانت هناك مباحثات أمنية
ماراثونية تجرى بالتزامن وبالترابط فى القاهرة وواشينجتون بوجود كثيف لمسئولين
أمنيين إسرائيليين فى العاصمتين .
حتى
التوقيت كان مذهلا لصالح كل أعضاء الثالوث المقدس : الاستمرار فى تدمير
العصابات الغزاوية حتى آخر لحظة ممكنة تقبل بها كل أطرافه :
1-
إسرائيل التى عادت فى نظر أعدائها العميان كقوة الردع التى لا تقهر ( هى كانت
كذلك طوال الوقت فقط لمن يملك عينين ) ، وتستطيع الآن إنهاء الملف
والتفرغ للانتخابات .
2- مصر
التى تريد قمة بالكويت مكرسة للاقتصاد رهانها الأكبر والأوحد على المستقبل ولا
تذكر بها كلمة غزة ( أرجو ألا ننسى أن هذه القمة هى واحدة من بنات أفكار
فريق جمال مبارك وأحمد نظيف ، آملين ‑أى نحن‑ أن تجر فيها مصر
العرب لمفاهيم الاقتصاد الحديث لا أن يجرونها هم لمفاهيم الاقتصاد الريعى الرعوى الإسلامى القذر ) .
3-
أميركا التى بشموخها اليمينى لا تريد أن تلى ذراع الرئيس القادم بشىء ، حتى
لو كان هذا الرئيس عبدا أسود مسلما من حزب الخيانة والعمالة ، ذلك لأنها تريد
له السقوط الحر من تلقاء ذاته بلا ذرائع وفى أقرب وقت ممكن .
بناء عليه ،
يمكن أن استطرد فأقول إن الأوروپيين هم أيضا زوجة مخدوعة ، وأن الأدق أنهم
سيأتون غدا للقاهرة لمواساة متبادلة ، لكن هذا كله كلام فارغ . أميركا ليست خرقاء أو دولة
تافهة كى توقع اتفاقا تذكر فيه مصر ويذكر فيه حلف الأطلنطى صراحة ومن خلال أدوار
محددة ، دون أن تستشير هؤلاء ، بل إن لم نقل إن العبوة برمتها طبخت أولا
فى القاهرة ، ثم تمت استشارة الأوروپيين فيما يمكن أن يقدموه من مساعدات
تقنية ولوچيستية ، ثم ذهبت إسرائيل بها جاهزة لأميركا لإعطائها الصبغة القانونية :
أميركا كسيدة لهذا العالم وضامنة للأمن والسلم فيه ، تضمن لدولة إسرائيل كذا
وكذا .
أما لماذا
جاء الأوروپيون لمصر ؟ الإجابة واضحة وسهلة : إن ترتيبات نظام أمن جديد
للعالم ، تحتاج لقمة لا يفوقها إلا قمة الـ G7 ( وعمليا هى تمت وراء أبواب مغلقة بقمم أكبر من قمة السبعة ،
ويا بتوع موتمر بمن حضر ، يا من جمعتم بالكاد بعض صراصير من الخرطوم ودمشق من
مطاريد المحاكم الدولية ، شوفوا مبارك ممكن يجمع مين ، نذكركم بأن
الكبير كبير ، لا تنسوا هذا أبدا ! ) . حتى التوقيت له مغزى
آخر إضافى بالنسبة لأوروپا وللعلاقة الأوروپية‑المصرية ، وهى الشراكة
المتوسطية التى تمر الآن مرحلة حاسمة ( والتى طبعا تعتبرها مصر أهم من قمة
الكويت الاقتصادية ألف مرة ) . الحرب الأخيرة أدت قطعا لترسيخ مكانة مصر
بأنها العنوان الكبير الوحيد الذى يمكن مخاطبته فى جنوب المتوسط ، ومجرد هذا
التجمع الذى ستشهده شرم الشيخ غدا ‑وبغض النظر عما يبحثه أو عما يتخذه من
قرارات‑ هو إعلان غير مباشر عن هذه الحقيقة الجديدة . عنوان كبير موثوق
يعتمد عليه وينفذ ما يقول ، والأهم أنه الأكبر نفوذا إقليما إلى أن يأتى يوم
تندمج فيه إسرائيل فى المنطقة وتصبح القيادة ثنائية ( على فكرة ، قمة
شرم الشيخ لها رئاسة ثنائية مبارك وساركوزى ، فالقيادة الثنائية ليست
بدعة ، والنضج العقلى لأى عدد من الأطراف قد يجعلها بسهولة مركبا بريس واحد
بلا مشاكل ، وهذا مما لا يفهمه أى عربى حين لا يجد من يقاتله يقاتل دبان
وشه ! ) .
[ جديد
لحظة الكتابة : ما معنى الخطابات الثلاث التى أعلنت متزامنة فى هذه اللحظة ، من لندن
وبرلين وپاريس تتعهد للقاهرة بدعمها فى مكافحة تهريب الأسلحة ، هل هى مظاهرة
تأييد كلامية على الطريقة العربية تمت كيفما اتفق ، أم ترتيبات أمنية دقيقة
درست بإسهاب وإمعان بواسطة قوة شغل من أعلى مستوى شكلت من أجهزة الاستخبارات
العالمية والمصرية فى الأيام ‑إن لم يكن الأسابيع‑ الأخيرة ، ولا
أريد أن أقول الشهور حتى لا أشارك فى نظريات المؤامرة ؟ ] .
Move Over, Mr. President! |
[ استدراك بخصوص مغزى قمة شرم الشيخ : فى الصباح التالى لم تبد الصورة ولو ظاهريا ، كما سبق وصورناها
بما كاد يوحى بأنها نوع من يالتا جديدة ، إذ تحول الأمر لمجرد مظاهرة دولية
للاحتفال بمصر .
بحضور لا لزوم له لتركيا وكذا لبعض
الزعماء العرب ، بل وحتى لنقيب العربجية فقط لإثبات أنه موالى لمصر لا
لقطر ، فقد اللقاء جوهره الحقيقى كلقاء تشاورى عميق . أحضرت مصر أطول
منضدة فيها ، لكنها للأسف لم تكن كافية كى نجنب القادة دفع أكتاف بعضهم
البعض .
مع ذلك لا أود أن يفهم هذا مطلقا على
أنه تقليل من قوة وعظمة وتاريخية ما جرى ويجرى تحت السطح . فقط أقول : نعم ، حضور زعماء أوروپا شهادة ميلاد للعهد
الجديد لزعامة مصر ، لكن فقط بالمعنى الإعلامى والرمزى للكلمة .
أقل ما يتبقى من
هذه القمة فى وسط زحام القمم هو على الأقل الصورة البصرية المحورية ( 10
جنسيات ) وكذا الصورة السمعية ( 7 لغات ) : العرب يجتمعون
مع بعضهم البعض ، ومصر تجتمع مع صفوة الغرب . ألا يذكرك هذا برئيس
الوزراء إسماعيل صدقى الذى قال يوما إنه يفضل أن تكون مصر فى ذيل الغرب من أن تكون
زعيمة لبقية العالم ؟ ! ] .
…
باختصار ،
لا أحد خدع فى كل هذا إلا العرب ! والأهم أن ما تم ‑وفيما يخص باهتمامات
موقعنا من قبيل المعايير الواجبة للجلوبة وتوحيد صفوة العالم وتأسيس نظام أمنى جديد مشترك للكوكب
… إلخ‑ هى خطوة غير مسبوقة ، وإطاحة حقيقية بكافة المؤسسات التى أفرزتها الحرب
العالمية الثانية ( أو حتى الحرب الباردة ، فما تم هو سابقة غير عادية
لحلف الأطلنطى ) ، لإنشاء آليات جديدة بالكامل ؛ آليات جلوبية لا
تستند لأية مؤسسات أو آليات قائمة ، إنما ابتكار تنسيقات بامتداد خريطة
العالم ، جديدة ، وعابرة لكل تلك المؤسسات والآليات الحالية .
كمصرى ، يثير
فخرى تماما أن تكون بلدى ‑التى تصفها سهم كيوپيد
( 2007 : 1 - 2
- 3 ) ببلد الشحطات التاريخية‑ شريكا مؤسسا وأساسيا فيما يمكن حقا أن
يتبلور بعد قليل كنواة لملامح النظام الأمنى القادم للعالم ، الذى لعله كان
الركن الأقل اكتمالا حتى اللحظة فى الترتيب
العالمى الجديد New
World Order الذى نشأ بسقوط الاتحاد السوڤييتى ،
ومن ثم بداية إحلال شاملة تطيح بالترتيبات اليالتية
العتيقة العقيمة كالأمم المتحدة وما شابه !
…
Seize-Fire! |
مساء : صفعة
جديدة للأغبياء : الزوجات الأوروپيات المخدوعات ثقيلات الوزن ‑براون وميركل
وبيرلوسكونى وساركوزى …إلخ‑ قررن أن يزرن أولا الزوج الخداع ‑إسرائيل‑
وتبتن فى فراشه الليلة ، قبل أن تاتين صباحا لزيارة زميلتهن المخدوعة الصغيرة
فى شرم الشيخ كى يشكوا لها نذالة ذلك الزوج ؟ !
Happy Endings! |
هأ !
لا أستطيع حتى الضحك ! لا مزاج لى ، ثم أن لدى بعض تقلص عضلات فى ظهرى
بسبب عدم تعودى كثرة مشاهدة التليڤزيون أو ربما بسبب تسرب بعض من برودة
الجو ، لا أدرى بالضبط ! أنا أحب الشتاء البارد ، لكن يبدو أن هذا
هو يوم الخيانات الزوجية بين الأحباء !
[ فى
اليوم التالى اضطررت رغما عنى للضحك من الأعماق حين سمعت نبيل عمرو سفير السلطة
الفلسطينية فى القاهرة يرد على سؤال على شاشة العربية بسؤال : أى
متطرفين ؟ قمة الدوحة أثبتت أنه لا يوجد بين العرب أى متطرفين !
تصحيح : ثبت
خطأ خبر وليد العمرى على الجعيرة عن قدوم الزعماء الأوروپيين لإسرائيل أولا ،
فالعادة فى ترتيب الزيارات أن تكون للمهم فالأهم ، وبالفعل سافروا من شرم
الشيخ لها ] .
…
ليلا : فعلا أعلن أولميرت وباراك أنه يقبل وقف إطلاق النار بناء على
طلب من الرئيس مبارك ! هل وصل الاستخفاف بعقل قطاع الطرق العرب لهذه الدرجة
من تلاعب الجميع بها ببهلوانيات علاقات عمومية PR stunts مكشوفة لهذه الدرجة ؟ !
حتى عزمى بشارة ، الذى كان
يوما عضوا فى الكنيسيت ، وكنت أتخيل أنه يمكن أن يقدم تحليلا جيدا للتفكير
الإسرائيلى ، ابتلع الطعم ، وقال إن إسرائيل قبلت على مضض طلب
مبارك ، لأنه غاضب وحتى لا تتركه ينتقل لمعسكر الممانعة . غاضب إيه
وممانعة إيه ؟ أنت أهبل يا أهبل ؟ كل حاجة مسرحية مخططة ومرتبة بدقة
ومنذ عدة أيام ، وكفاية عبط يا عبيط !
الظاهر الهزيمة أفقدتكم حاسية
السمع ، فلم تسمعوا كلام أولميرت وباراك عن اتفاقيات تمت مع مصر .
الظاهر أنها حتى أفقدتكم الإحساس بالزمن فاختلط عليكم أن مارك ريچيڤ أعلن
وقف إطلاق النار قبل خطاب الرئيس مبارك بأربع وعشرين ساعة كاملة ، وليس
العكس ؟ !
… أو جايز أنا العبيط حين
تخيلت خطاب مبارك لعبة علاقات عمومية مفضوحة ، بينما اتضح أن مفعولها أكثر
سحرية مما تصورت !
ملحوظة : هذه هى الحرب الأولى فى التاريخ الإنسانى التى يقف وزير دفاع فى
نهايتها ليتلو كامل قائمة القتلى . على أية حال لم تكن طويلة جدا ، 13
اسما ما بين 10 عسكرى و3 مدنى ما بين 9 فى جبهة القتال و4 فى الجبهة
الداخلية ، وقد استغرقت نحو الدقيقة . لم يذهب خيالى لشىء مشابه من
حماس ، ليس لأنهم أصلا صراصير لا أسماء لها ، إنما على الأقل لأن وزير
الحرب نفسه مات وشبع موت من 3 أيام هو وكل هيئة الأركان ، إنما ذهب تفكيرى
لنيو يورك وهى تقرأ أسماء ضحايا 11 سپتمبر ، والساعات التى استغرقها
هذا !
Coming Home! |
… على أية حال خدوا دى منى هدية أخيرة :
كيفية الانسحاب وتوقيتاته
( أو حتى الاحتمال الصغير بعدم وجود إنسحاب من الأصل ،
على غرار الحرب السادسة فى الضفة قبل سبع سنوات ) ،
والتى لا تزال كلها لغزا لنا جميعا حتى اللحظة ، هى أيضا ‑شاءت أم أبت
عقولكم الباطنة الغبية‑
جزء من السيناريو الدقيق المتفق عليه سلفا بين تل أبيب والقاهرة وواشينجتون .
…
What Home?
What Recovery? |
المهم : قد أتحفظ على توقف الحرب قبل القضاء
التام على حماس ،
وقد أكرر تحفظى القديم من يوم 11 سپتمبر 2001 عن
التكلفة المالية الباهظة
للقتل بواسطة الأسلحة التقليدية وعن الحاجة لتأسيس علم لاقتصاديات الإبادة ،
إلا أننى أقول إنى سعيد لأن الحرب الثامنة انتهت على الأقل على هذا النحو :
خلق أوضاع قسرية حقيقية على الأرض ،
نزعت أنياب ( أقصد شوارب ) العصابات الغزاوية ثم وضعتها فى قفص حديدى
مرعب ،
لا بصلح حديبية ورقى خائب آخر تخونه الصحابة‑العصابة بعد قليل .
بل سعيد أكثر لأن معسكرى الحضارة والتحضر وصلا لهذه الدرجة من الاقتدار ،
فى التلاعب والتحكم بجرذان وصراصير التخلف والظلامية بمثل هذا النجاح
والأريحية ،
بل وسعيد للغاية أن تكون بلدى جزءا من أول ترتيبات أمنية من نوعها تشمل كل خريطة
العالم ،
ويمكن أن تكون نواة لملامح النظام الأمنى الجديد للعالم !
…
كل حرب وأنتم بخير ، وإلى اللقاء فى الحرب
التاسعة ،
آملا على نحو شخصى ‑كما تمنيت فى اليوم صفر للحرب‑
أن يكون للعسكرية المصرية فيها دور أكثر مباشرة ومحورية !
…
[ تحديث : 19 يناير 2009 : حماس
أعلنت انتصارها فى الحرب ؛ قتلت 80 إسرائيليا ( الواضح أنهم لم يظهروا
فى سجلات الموتى لأن إسرائيل قررت على الأرجح إلغاء شهادات ميلادهم ) ،
وأكدت ‑أى حماس‑ أنها لم تفقد سوى 48 مقاتلا فى المقابل ، وأنها لا تزال القدرة الصاروخية الأولى فى العالم ، كذلك قرر أشاوسها أخيرا الخروج من الجحور وممارسة دور فتوات الشوارع
منفوخى الأوداج بعد طول توارى ( غاب القط العب يا فأر ، قصدى أن ليس فى
أفلام توم وچيرى وحدها يفوز الفئران ) ، ولكل هذه الأسباب مجتمعة ،
فهى المخولة بتلقى أموال العرب لإعادة إعمار غزة . توجد مشكلة هنا : إذا
وافقت السعودية ، فهل ستوافق إسرائيل ( الطرف المهزوم المدحور الذليل
الذى يلعق جراح المر والهوان ) ؟ كفاكم جعل أنفسكم مضحكة : حتى
أموال إيران نفسها ( بفرض أن لدى إيران أموال حاليا أو فى أى وقت ) لن
يمكن تهريبها بعد الآن !
فى نظرى شخصيا أن المفارقة الكبرى هى تجاور إعلان على العربية عن منتدى للتنافسية The Global Competitiveness Forum 2009 يعقد فى الرياض ،
يتجاور بفارق ثانية واحدة مع إعلان للملكة رانيا يدعو للتبرع للأونروا ،
ناهيك عن سيل تكرار خبر تبرع السعودية نفسها ببليون دولار للغزة . قبل قليل
( اليوم الحادى عشر للحرب ) قلنا إن الأونروا ‑وفكرة المعونات
عموما‑ هى المشكلة لا الحل ، واليوم نضيف : قليلا من الاتساق مع
النفس يا سادة ، فهذا هو الحد الأدنى حتى يحترمكم العالم ، وارحمونا
ترحمكم إلهة التنافسية !
بالتأكيد وضع شيخ الإسلام
مهاتير محمد وغيره من مشايخ النفط والشعوذة الدينية والاقتصادات الريعية فى
منتدى يحمل عنوان التنافسية العالمية ، هو نكتة قائمة بذاتها . لكن هذه
قصة أخرى لن نفيض فيها لأن ظهرى لا يزال يؤلمنى عندما أضحك !
على أية حال لا أملك إلا أن استطرد قليلا : من اللحظة
الأولى بدا عنوان الدورة نفسه مريبا للغاية بالنسبة لى ، وهو التنافسية
المسئولة Resposible Competitiveness .
على الفور تمثلته اسما جديدا لمناهضة التنافسية ، هذا على طريقة اليسار
العالمى ‑ناهيك عن العرب والمسلمين‑ التقليدية فى إفراغ كل الكلمات من
محتواها ، بأن يستخدمونها هى عينها لكن للدلالة على الشىء العكسى .
فعلوا هذا مع كلمات مثل التقدمية والليبرالية فسرقوها لأنفسكم ، فما بالك
بعرب مسلمين طالما حاولوا إقناعنا إن الإسلام هو الأصل مثلا فى الديموقراطية وحقوق
الإنسان وحرية المرأة ؟ !
مع الاحترام لبعض الأسماء ‑شينزو آبى مثلا ، أو
عالم الفيزياء المحبب جماهيريا ميشيو كاكو وإن كنت لا أعرف بالضبط ما هى علاقته
بالتنافسية ، لكنى لا أملك سوى التعجب عندما أجد من يعظنا فى التنافسية هم 1-
رموز الفشل والفهلوة والتنمية الشعبوية كمدير لليمان براذرز ، بل 2- رموز
لليسار الماركسى كرئيس وزراء كندى سابق ، أو 3- بعض رموز الإعلام اليسارى مثل
ريز خان ، أو 4- ناشطة حقوق إنسان موتورة خجلوا من وصفها بهذا فتذكروا لها
وظيفة عمرها عقود هى الرئيسة السابعة لأيرلاندا ، ناهيك عن 5- هؤلاء المشايخ
سليلى ثقافة الاقتصاد الريعى النفطى المسلم .
[ بعد أن كتبت هذا بلحظات ذهبت لألقى نظرة من جديد على القائمة لأنعش ذاكرتى حول
الأسماء ، فوجدتها اتطينت بطين على غير ما شاهدتها قبل نحو أسبوعين :
تحولت لطوفان من أعداء التنافسية الصرحاء ، لا سيما زخم ضخم من صور
المشايخ .
على أية حال ، إن أراد أحد حقا صنع مؤتمر لمناصرة
التنافسية ، فليتصل بى وسأخبره بالأسماء فى الحال ، لأنى لست فى حاجة
لإنعاش ذاكرتى بخصوصهم ! ] .
خطابات القمة العربية فى الكويت كلام
فى كلام : بشار الأسد يزايد على كلمة الكيان الصهيونى بكلمة جديدة هى الكيان
الإرهابى ، ناسيا كلمتنا نحن القديمة أنه يعانى من الإسقاط النفسى وأن السبب
فى تسمية العرب لإسرائيل بالكيان أن هم لا كيان أصلا لهم .
بينى وبينك الراجل عنده حق !
اسم القمة نفسه كلام فى كلام ، ‘ التنموية الاجتماعية ’ ولم تكن
هناك امرأة واحدة ‑ولو قبيحة الشكل‑ فى القاعة !
الضفة الأخرى من
المعسكر العربى ‑السعودية‑ لا تزال أيضا تعيش عصر الكلام .
يلوحون بسحب المبادرة العربية . على أية حال أنا أؤيد هذا ، والسبب أنها
مبادرة خيالية وسقف مطالبها عال للغاية . نعم ، سبق وعدلوها كى تتنازل
عن فكرة عودة الفلسطينيين لاحتلال إسرائيل ، لكنها ‑المبادرة‑ لا
تزال مثلا متمسكة بالقدس الشرقية وبدولة للعصابات الفلسطينية ، وهذا هراء
وغباء وخيابة .
… يا سادة
اطرحوا مبادرات عملية يستمع لكم العالم ، وإلا تصبحون تنويعة أخرى على أضحوكة
حماس !
أما ما لا أجد
تسمية له ، فهو كلام أشد أثيرية من أن يسمى كلاما ، إنه الكلام عن
مصالحة عربية‑عربية . لا أحد يمكن أن يأخذ كلاما كهذا على محمل
الجد ، إلا على الأقل لو قلتم لنا بالضبط كم ستدفع السعودية تعويضا للجرذ
الدمشقى عما يتلقاه حاليا من طهران . حتى لو قلتم هذا ، سيظل الجرذ هو
الجرذ ، وبمجرد أن يجد أحدا غير السعودية يدفع أكثر سيزايد عليها .
كل هذا ، ثم
دع جانبا الكلام عن مصالحة فلسطينية‑فلسطينية ، فهو كلام لا يستحق مجرد
التعليق لأنه لن يصل حتى لسقف ما يسمى المصالحة اللبنانية‑اللبنانية
الحالية !
الشىء الوحيد
المتماسك فى كل هذا هو أن الكل مفلس حاليا : روسيا ، إيران ، ڤينيزويلا
… إلخ ، لكن أحدا لا يعرف ماذا سيحدث غدا وأين قد تظهر ثروات
جديدة .
ما نعرفه هو
فقط شىء واحد : إن چيينات قطاع الطرق ستظل للأبد چيينات قطاع طرق ! ] .
[ تحديث : 20 يناير 2009 : هأ !
لم تمر 24 ساعة على ‘ مفاجآت ’ من يسمى بخادم الحرمين ( مع
احترامنا لشخصه وحسن نواياه لا للقبه ) ، انفجرت الخلافات العربية فى
اليوم التالى مع ختام المؤتمر أشد من أى وقت مضى . أليس هذا ما
توقعناه ، أقصد أليس هذا ما توقعه كل أحد ؟ !
افهموها
بقى :
چيينات مصممة
على النهب والسلب لا يمكن أن تتعايش مع بعضها البعض ، ناهيك عن أن تتعايش مع
غيرها ، ويمكنك مراجعة قرابة ألفى سنة من تاريخ القبائل العربية لتدرك لماذا
يقتل الأخ أخاه إن لم يجد ابن عم يقتله !
…
الشىء المهم حقا هو ما كتبه أحمد
موسى فى الأهرام اليوم
عن كواليس مؤتمر بمن حضر ، وأهنئ له خبطته الصحفية وأهنئ الاستخبارات عامة ‑مصرية
كانت أو إسرائيلية أو غربية التى أتت بتلك النصوص ، وهو الكلام الجوهرى جدا
الذى بنيت عليه خطة هذه الحرب : نقلا عن الوغد الفندقى ، يقول إن خطته انبنت على أن الحرب
لن تستمر سوى ثلاثة أيام ، لأن الإخوان المسلمين سيهيجون العالم على السفارات
المصرية عبر العالم ، وسيقيمون الشارع المصرى ، ومن ثم سيستولون على
الحكم ( لم يقل هذه الأخيرة صراحة ) ، وساعتها سترتعد إسرائيل
وتنسحب لپولندا . المفروض أن يغير الوغد الفندقى
اسمه بعد هذا الفشل الذريع فى إشعال أى شىء إلا الأرض تحت قدميه !
للمرة
المليون : افهموها بقى :
1- مصر لم ولن
تكون عربية .
2- الإسلام
السنى ، ليس كمشروع سياسى فقط إنما كعقيدة دينية أيضا ، خلصت ولع :
تفكك وانهار على امتداد العام أو العامين الماضيين ، والتعويل عليه هو نوع من
الاستناد على حيطة مايلة ، وعلى الچيينات العربية أن تبحث من الآن فصاعدا عن
أفكار جديدة غير الإسلام إن أرادت مواصلة لعبة الاسترقاق والاستحلال ضد بقية
الأعراق ، ذلك إن أرادت لنفسها فسحة إضافية مؤقتة فى معركة البقاء
البيولوچية .
3- أقول هذا عامة ،
وليس عن مصر ، لأن مصر لها وضع أكثر خصوصية تبنته منذ أيام لفظت وأسقطت
الحاكم القعيد المجرم أخناتون ، ألا وهو أن ترفض جذريا أى شبهة ربط بين الدين
والسياسة !
4- الإخوان
المسلمون تحديدا هم فساء لا أكثر ، لا قيمة ولا وزن لهم . نعم ،
كنا فى طليعة من حذر من خطرهم يوم كانت أعلب النخبة السياسية والثقافية تسميهم
بالإسلام المعتدل ، ويوم لم يكن هناك من يتصدى لهم بما فى هذا الحكومة ،
أما اليوم وبأبسط قدر من المواجهة انفضخوا وتبخروا ، ومن ثم كفاكم رهانات
خاسرة يا أعراب الداخل والخارج ! ] .
…
BBC Back Great Again! |
[ تحديث : 26 يناير 2009 : هأ !
فاجعة الحلف الشيوعى‑العروبى‑الإسلامى
العالمى هائلة فى البى بى سى !
معلوماتهم بايتة
من أكتر من 5 سنين ، موش واخدين بالهم أن الإدارة اتغيرت ، وأن عصر أن
تكون الشبكة الممولة من دافعى الضرائب من بريطانيا العظمى بوقا مجانيا وصارخا
للدعاية الشيوعيجية‑العربجية‑الإسلامجية قد ولى وانتهى !
البى بى سى رفضت
أن تبث إعلانا للتبرع لإغاثة عصابات غزة ، وتبعتها سكاى‑ميردوك ولا
غرابة .
قصتنا طالت مع البى بى سى ، منذ
تعليقات مبكرة جدا بعيد تأسيس موقعنا بقليل
عن خدمتها العربية وبالأخص مضيفة اسمها نجلاء العمرى ومضيف اسمه حسام السكرى
( حدث وأصبح الآن رئيسها فى العهد الجديد ولم يعد بشراسته العربجية القديمة
المعادية لإسرائيل ) ، توالت بعدها المتابعات ، وبوفرة ، إلى أن توقفت فجأة بسقوط
العهد البائد بسبب مسلسل فضائح
تزوير تقارير الاستخبارات عن العراق ، ومن انتحار خبير الأسلحة ديڤيد كيللى الذى غرروا
به ، وكذا فضيحة تضييقها على أحد ألمع مضيفيها الجرئ روبرت كيلروى سيلك .
منذ دراما أواخر 2003 وأوائل 2004
المثيرة هذه ، لم نجد ما نعلق به كثيرا على البى بى سى ، لا العربية ولا
العالمية ، بالذات وأن عراب الأولى يوسف القرضاوى لم يعد مسموحا له
بدخول بريطانيا ، ويبدو أنه ربما لا يجيد استخدام التقنيات الحديثة فى
الاتصال بهم . حتى تدشين قناة تليڤزيونية عربية لم يثر لدينا انطباعا
ضخما ، وإن كانت بها بذور جيدة قابلة للتطوير والتنمية ، وأفضل الأشياء
حتى اللحظة استعادتها للقدير حسن معوض ، ومواصلة المجتهد سمير فرح ارتقاء
مستويات جديدة يوما بعد يوم .
ككل ، لا زلنا نشعر أن الكمون
اليسارى‑العربجى‑الإسلامجى قائم ومتحفز لدى الكثيرين ، لكن فى
نفس الوقت تشعر بأن الأمور لم تعد سداحا مداحا كما السابق ؛ الخدمة العالمية
عزبة ملاكى للحزب الشيوعى البريطانى ، والخدمة العربية عزبة خصوصية للتنظيم
العالمى للإخوان المسلمين . بت تشعر أن ثمة حدا أدنى من التمحيص والمراقبة ما
على ما يقال ، وتلمس شيئا من الحرص على أن تعود البى بى سى لبعض مما يليق
باسمها الجليل القديم أيام الإمپراطورية البريطانية .
وبعد ،
فقرار عدم إذاعة إعلانات طلب التبرع لمجرمى غزة ، بادرة ممتازة قوية ،
تستحق تحية كبرى لقيادتها ممثلة فى مديرها العام مارك تومپسون وفريقه الذين قادوا
المؤسسة باقتدار طيلة السنوات الخمس الماضية ، والذين يصمدون الآن صمودا
باسلا فى وجه كل تلك التظاهرات والاعتصامات الهمجية على مدى أسبوع ، والذين
بكل شجاعة جددوا اليوم
تمسكهم بقرارهم العظيم ، وبالتأكيد نتمنى من القلب كل التقدم والرقى
والازدهار للبى بى سى ! ] .
…
[ تحديث : 28 يناير 2009 : هأ ! محمود عباس غاضب من إسرائيل !
… عادى ! … لأ ، موش عادى ! لأنه هذه المرة غاضب
بجد !
قال بمناسبة لقائه مع ميتشيلل إن إسرائيل
بضربها لغزة قوضت الوحدة الفلسطينية وبالتالى المشروع الوطنى الفلسطينى . هل
تعرف ما الذى يقصده بهذا ؟ أنها ‑أى إسرائيل‑ تعمدت ضرب حماس دون
القضاء عليها عليها ، وبالتالى دون أن تعيده هو على ظهر الدبابات
للقطاع ، والنتيجة أن مشروع الدولة قد ذهب للأبد فى الباى باى !
مع احترامنا لك يا
سيد عباس ولحسن نواياك ، أنت لست أفضل كثيرا من الحسينى أو عرفات ، لأنك
كمان بتفوق متأخر زيهم ، ومسلسل الفرص الضائعة لا يزال مستمرا على
يديك . على أية حال ما يعرضه عليك نيتانياهو الآن من حكم ذاتى هو بدوره فرصة
تاريخية لن تعوض ، لأنكم لو فوتموها ، لن يتبقى أمام الحضارة الإنسانية
سوى خيار آخر أخير واحد وحيد ، ألا وهو الإبادة الكاملة للعصابات المسماة
الشعب الفلسطينى ] .
…
[ تحديث : 29 يناير 2009 : فضيلة الشيخ الطيب إردوغان أعلن من ديڤوس عودة الخلافة
الإسلامية ، وأعلن تنصيبه لنفسه خليفة للمسلمين . لم ينتظر أتباع حزبه
عودته لتركيا كى يستقبلونه استقبال لم يحظ بمثله سوى محمد الفاتح بلوحات لا تحتمل
التأويل ‘ إردوجان زعيم
العالم ’ ، إنما راحوا ينظرون لما فعله من سلوك همجى ، حين هاج
وماج على شيمون پيريس الذى كان يرد بكل أدب ( موجها كلامه لرئيس الجلسة وهو
حق بديهى ، فهو ليس ملزما بالنظر لوجه إردوجان تماما كما أن ماكين لم يكن
ملزما بالنظر فى وجه البراق وبيض جنوب أفريقيا ملزمين بالنظر فى وجه
سودها ) ، كان يرد على وصف إردوجان لإسرائيل بالبربرية ، وراح
يدافع عن دفاعها عن نفسها ضد عصابات غزة . هؤلاء الأتباع ‑والإعلام
التركى عامة‑ راحوا يفسرون ما فعل إردوجان على أنه سلوك عثمانى أصيل اسمه الصفعة العثمانية ،
وهو مصطلح تاريخى يشير للبطش الغاشم بكل من يتجرأ ويناقش أو يعارض آل عثمان بمذابح
إبادة جماعية لأى عرق لو حدث وتطاول فرد واحد فقط منه على أسياد الأرض
العثمانلية .
أنا شخصيا لا يضايقنى فى كل هذا أى
شىء ، فقط استشعر مشكلة واحدة : تعدد الخلافات ! ماذا سيفعل
إردوجان مع القرضاوى الذى أعلن منذ بضع سنوات من لندن نفسه خليفة للمسلمين وعين فى
مؤسسة الخلافة محمد سليم العورة نائبا للخليفة ، أو عمليا عينه رئيسا لوزراء
الخلافة . هنا يكمن لب القصيد : الواضح أن العورة استقال كى يفسح
لإردوجان مكانه ، لكن خراقة وتهور إردوجان فاقت كل حد ، وبات يطمح لمنصب الخليفة
ذاته .
الصراع على الخلافة بين القرضاوى وإردوجان هو نوع من
العبث ،
بعد أن تم بالفعل فى 20 يناير تنصيب خليفة للمسلمين رسميا فى واشينجتون !
أعتقد أن ها قد حان الوقت لتركيا
لتنتقم من الثورة اللورانسية الكبرى ، آسف ، أقصد الثورة العربية
الكبرى !
ومرة أخرى كانت
ضربة معلم أن أتت مصر بتركيا للمستنقع العربى ، لا لشىء إلا لتكشف حقيقة
وجهها القبيح ، ولتفكك العلاقة الإسرائيلية التركية التى ( مثلها مثل
العلاقات الإسرائيلية‑القطرية ) لم تعد ذات لون أو منطق أو طعم أو
رائحة بعد ‘ التمكين ’ الذى وصل له الإسلاميون فيها ، ومن ثم تعزز ‑ضربة
المعلم هذه ، وكما سبق وقلنا أعلاه فى اليوم الثالث للحرب‑ من نظرية أن
لا قائد للمنطقة شريكا لإسرائيل إلا واحد أحد فرد صمد هو مصر !
… باختصار
مرة أخرى ، الفكرة المصرية جرت هكذا : إذا كان ‘ الشيخ البعيد سره
باتع ’ ، فمن الأفضل للجميع أن نأتى به قريبا !
… الواضح
أن النتيجة كانت باهرة ، بل شىء يفوق الخيال : إردوجان ‘ جاب
جاز ’ من أول ‘ تهشيكة ’ مصرية : أعلن تأييده الصريح
لحماس ، وفضح مخططات الإسلام التركى بخصوص لعبة الديموقراطية ، ووضع
تركيا ضمن حفنة معدودة للغاية مما يسمى بدول النشوز التى تقول مثل هذا ،
إيران وقطر وسوريا ! حتى بقية جبهة الرفض ‑القذافى واليمن مثلا‑
لم تقل هن حماس ما قاله هو بذات الصراحة .
سرك باتع باتع باتع يا شيخ أبو
الغيط !
بصراحة : هذه أهم نتيجة إطلاقا للحرب على غزة !
من كان يتخيل شيئا كهذا وبهذه السرعة المذهلة وبلا مجهود يذكر :
بلمسة واحدة تركيا تفضح وجهها القبيح جدا أنها أكثر إسلامية من السعودية ،
بل حرفيا النسخة السنية من إيران ؟
يا للهول ! … هل تسمعنى يا حلف الأطلنطى ؟ !
أيوه ،
بأقول حلف الأطلنطى ، موش الاتحاد الأوروپى ، لأن الموضوع كده دخل فى
مستويات تانية خالص !
أيوه ،
بأقول حلف الأطلنطى لأنى لم أعد أسال كثيرا أين أنت يا جيش أتاتورك
العلمانى ، فالواضح أن العصور الجليدية التى تسببها غازات الاحتباس الحرارى
قد جمدت له لسانه وأذرعه منذ سنوات طويلة !
…
… سؤال
أخير : أليس إردوجان الذى أباد أسلافه جميع من طالته سيوفهم من كل أعراق
أوروپا ، هو آخر شخص فى العالم يمكن أن يتكلم عن البربرية ؟ ! ] .
…
(Note: Downsized image; for full scale, click here) Clash of Civilizations! |
…
[ تحديث : 5 فبراير 2009 : بدلا من توجيه بعض
الاهتمام لموسم الأفلام الجديد ولجوائز الأوسكار ، نجدنا مضطرين لتكرار
الحديث فى بعض البديهيات ، أو بالأحرى بديهية واحدة اسمها التقية !
( أو لعل أفلام الأوسكار نفسها تذكرنا بصراصير الإنس والجن التى راحت تراودنا
مؤخرا ليلا نهارا ( م الآخر
( 85 ) ) ، بما
فيه الصورة الجميلة جدا أعلاه ! ) .
…
|
الدرس الأول من
أميركا وقد أفضنا فيه بما فيه الكفاية فى م الآخر ( 85 ) : العبد الأسود العربى المسلم يقتل أميركا بخطة للتعجيز
الاقتصادى ويطلق عليها التحفيز الاقتصادى ، وهدفه
ليس إلا كسب الوقت . فكل يوم يمر دون خفض جذرى للضرائب يدخل الاقتصاد
الأميركى فى نفق لا عودة منه .
هو يريد القضاء
على أميركا ، لا يختلف اثنان على هذا . هو نفسه
كان يطرح هذا يوميا فى حملته الانتخابية ، لكن بأسلوب لا يخلو من التقية
وتسمية الأشياء بغير مسمياتها : تكبيل أدوات محاربة الإرهاب الإسلامى العالمى
باسم أن أميركا رائدة المبادئ الإنسانية وهى أكذوبة فأميركا لم تتورط فى هذا
الهراء يوما قط ، تفكيك الجيش الأميركى لحساب ميليشيات الشوارع السوداء
المسلمة ويسميها الدفاع الشعبى ، إعادة توزيع الثروة لصالح العاطلين
والقراصنة من أمثاله ويسميها قطعات ضريبية ، وهلم جرا والأمثلة لا نهائية
وأفضنا فيها فى تغطيتنا لسباق الرئاسة فى م الآخر ( 81 ) .
الهدف إذن معلن ومعروف للجميع . فقط الجديد الآن هو التكشف التدريجى
لآليات التنفيذ التى اعتمدها : سيكرس عامين لقتل أميركا ( خظة التعجيز
لن تفعل شيئا خلال عامين بفرض أن ما ستفعله مفيد حقا ، ثم يسميها خطة
تحفيز ) ، ثم بعد هذين العامين سيبدأ فى بيع الجثة بالقطعة لأسياده فى
موسكو وعلى ضفتى الخليج الفارسى .
… وللتفاصيل يوما بيوم وكذا
للمستجدات ارجع كما قلنا إلى م
الآخر ( 85 ) .
…
الدرس الثانى من
على معبر رفح : عثر اليوم مع المدعو أيمن طه على 9
ملايين دولار و2 مليون يورو . إذن هم لم يأتوا للتفاوض ولا يعنيهم التفاوض فى
شىء ، إنما أتوا للتهريب ، وتلك تقية .
أيمن طه هذا حليق ناعم الوجه واللسان
ولا زبيبة له ، وتلك كلها أيضا تقية .
حماس لن توقع على شىء إنما ستتعهد
شفويا بغلق الأنفاق وما إليها . مصر وإسرائيل لا تريدان لها أن توقع على شىء
لأنه اعتراف بها ، لكن سواء وقعت حماس أو تعهدت شفويا فهى تقية ، وستفعل
كل الشرور الإسلامية التى انتوت .
…
A Man of Principles! |
الدرس الثالث فى
التقية جاء من العراق :
A Real Leader! |
لا
أفهم ما هو سند كل تلك الرطانة عن التحول للعلمانية فى الانتخابات المحلية العراقية مؤخرا ، فالاكتساح كل الاكتساح
لرئيس الوزراء المالكى . كل ما حدث أن الرجل ‑الذى يرأس حزبا دينيا‑
نجح لحد ما فى كبح النبرة الدينية للأحزاب ، وكذا ضرب جزئيا من لا يمكن فعل
هذا معهم كالقاعدة وجيش المهدى . ربما تكون هذه قناعاته الحقيقية ،
وربما لا تكون ، لكن المؤكد أن التقية متجذرة فى الچيينات العربية ،
التى سمتها الكبرى هى الغدر والخيانة . عندما تحين لحظة التمكين سينقلب هو
نفسه مسلما كما كان ، أو ينقلب من حوله عليه لو لم يفعل .
لا
يخدعنكم مظهر الانتخابات . لوهلة ما قد يبدو أن حتى الشعوب الغبية تندم
أحيانا على أفعالها ، إلا أننى لم ولن أثق فى شعوب المنطقة ‑بما فيها الشعب
المصرى مع اختلافه الجذرى عنها كلها‑ بما يزيد عن وزن قشرة البصل ، فهى تنقلب فى كل اتجاه وكثيرا
ما يسهل اختطافها بواسطة التحريضيين الهمج ، وقطعا هى لا تريد الديموقراطية
لأنها عبء يحتاج لتشغيل العقل ، ولو أعطيتها لها ستتخلص منها بسرعة خلاصا
أبديا بإلقائها فى حجر الإخوان المسلمين ( كلام قديم
جدا لنا لا علاقة له بالعراق بالذات ، وإن بدا العراقيون بالذات سعداء بالديموقراطية
سعادة الأهبل بخرائه كما نقول فى مصر ، حيث نعتبر أنفسنا أنضج وتجاوزنا مرحلة
الذهاب لصناديق الاقتراع ) .
كتبنا
كثيرا وكثيرا لسنوات عن العراق قبل
2003 وبعد 2003 ،
أيدنا أيما
تأييد الحكم العسكرى لتومى فرانكس ، ثم الحكم المدنى لپول بريمر ، وما
كنا نتمنى لهما أن ينتهيا ، لكن تولى أياد علاوى الوزارة بعدهما بدا شيئا
جيدا فى حد ذاته ، فالرجل قائد حق وحداثى صاحب مبادئ ولا يمالئ الناس أو
يدغدغ غرائزهم ( لم
يتخل مثلا عن علمانيته الصريحة فى ظل اجتياح كاسح للهوس الدينى ‑شيعيا كان
أو سنيا ) . قلنا ‘ فى حد ذاته ’ ، لأن العيب لم يكن فى
الرئيس علاوى ، إنما فى الديموقراطية التى أتت به ، والتى كان من المؤكد
أن تأتى بأولئك المهوسين عند أول ناصية بعده ، وأن ينزوى هو فى صمت . الآن
هناك كلام كثير عن عودة الرجل للساحة . لا أرى فى أرقام النتائج ما يؤيد
هذا ، لكن لا بأس . لنفترض حتى أن جاء زعيم حداثى أصيل مثله
للحكم ، هذا لا يعنى ديمومة الأمر ، بالذات فى ظل النظام الأبله المدعو
بالديموقراطية . هناك طبيعة چيينية لهذه الشعوب ، وصفها ابن خلدون
نفسه ، أن لا يصلح معها إلا الـ awe and shock ، التى ننسبها لتومى
فرانكس بينما هى أقدم منه بقرون طويلة .
… ومرة أخرى لا يخدعنكم أى
شىء عربى ، فهو أولا وأخيرا : تقية ! ] .
| FIRST | PREVIOUS | PART
XII | NEXT
| LATEST
|