|
|
|
الإبادة : هل لا يمكن تفاديها ؟ !
( الجزء الحادى عشر )
Extermination,
Is It Inevitable?!
(Part XI)
| FIRST | PREVIOUS | PART
XI | NEXT
| LATEST
|
NEW:
[Last Minor or Link Updates: Friday, November 05, 2010].
In Part XI
December 26, 2006:
Site’s Mel-Akher series starts, and Extermination issues are, as ever, the most prominent!
In Part X
July
12, 2006: The Seventh War: War
Against the Hezbollah Gang!
In Part IX
September
11, 2005: A
HISTORY MADE, AND STILL TO BE MADE: U.S. envisions pre-emption atomic strikes
against terrorist and rogue nations?
…
In Part VIII
February
15, 2005: What’s the difference
between the Killer Putin and the Killer Bashar?
In Part VII
April
30, 2004: Torture? What torture?
Our Arab primary schools have much tougher measures!
In Part VI
March
22, 2004: They say the
killed Hamas leader Ahmad Yassin was moving only his tongue. Isn’t it enough?
In Part V
November
16, 2003: In Iraq’s Sunni
Triangle, nobody is innocent. What should Civilization do?
In Part IV
August 19, 2003: How to solve the American dilemma in Iraq? The answer is measures that might escalate up to mass extermination! Plus: A proposition of the World Declaration for Protecting the Future!
March
9, 2003: The Nuclear
Promise —Day 365: War against Iraq is anytime this week but still waiting for
the big event [A symbolic entry in English].
June 25, 2002: George W. Bush orders: No More Arafat! This time it seems final.
June 4, 2002: Palestinians accept all Sharon peace conditions. The only problem is they’re too old and it’s a too late surrender!
June 2, 2002: Would the nuclear inferno begin in Kashmir?
May 12, 2002: The dream of a Palestinian state vanished today… officially!
April
30, 2002: First signs of what
would be the ‘New Arab Order’!
April 20, 2002: War trials for the victorious. Our World Order biggest joke, ever!
April
18, 2002: E.T. Goes Intifada. Our Arab
media biggest joke, ever!
April 17, 2002: A HISTORY MADE: The first articulate and direct intimidation ever from an American President to what so called moderate Arab states!
In Part III
April 10, 2002: PALESTINE LIBERATED!
April 4, 2002: LEBANON LIBERATED!
March 29, 2002: Full Israeli invasion. Is it at last a real war against Intifada and its lords? We just hope!
In Part II
March 14, 2002: Nuking Mecca. What an idea, but …!
In Part I
February 21, 2002: Sharon surrenders to Palestinian terrorism!
February 19, 2002: A generous initiative from Saudi
Crown Prince Abdullah. But could the Arab rejectionist front appreciate it!
December 20, 2001: A HISTORY MADE: Syria isolated absolutely alone in the Arab League!
December 12, 2001: Arafat days have been numbered.
November 20, 2001: The first evidence of the all-original 21st Century’s systemized extermination: Donald Rumsfeld orders ‘No Prisoners!’
September, October 2001: New Page to cover the tragic events which put world at
war, or almost!
April 18, 2001: Arab Analysts say Colin Powell forced Israel out of Gaza. We say the good general is just an outsider who knows nothing about the new U.S. strategy.
February 26, 2001: If you know a way other than the Neutron Bomb
that can stop Taliban from destroying Buddhas, please contact us. It’s URGENT!
February 16, 2001: Some good news: Egypt’s Foreign Affairs Mininster Amr Moussa dismissed... AT LAST!
December 28, 2000: Add the new year’s tune to your favorites: Middle East War Drums!
December 18, 2000: This separate page was launched to answer this: What’s best for reading the future: reading the present, reading the past or reading the future?!
December 4, 2000: Israel’s Mr. Deep Blue, aka Benjamin Netanyahu, to be or not to be [back]?
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الجديد
( تابع جزء 1 ، جزء 2 ، جزء 3 ، جزء 4 ، جزء
5 ، جزء 6 ، جزء 7 ، جزء 8 ، جزء 9 ، جزء 10 ) : الحرب السابعة : اليوم الثانى
والعشرون : 2 أغسطس 2006 : زلة لسان كان
پروفيسور فرويد على استعداد لدفع مليون دولار ثمنا لها : حين حاصر الصحفيون
اللبنانيون الموتورون أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصرى بالأسئلة عن الموقف
المصرى ، زل لسانه قائلا نحن نسعى ‘ لإيقاف وقف إطلاق النار ! ’ .
افهموها بقى يا أذكياء جبهة الصمود والتعرى ! … عسكريا عملية استعراضية إسرائيلية : إنزال فى
قلب بعلبك
يقبض على نزلاء مستشفى تابع لحزب الله ، ثم يسويه بالأرض . هل هى مجرد
عملية استعراضية ، هل هى رسالة مبطنة للضفدع ، عن نوعية المعلومات
التى تملكها إسرائيل . لا نعرف بعد . البعض يقول إنها رسالة
لإيران ، والهدف كان الإمساك بنائب للضفدع هو المسئول عن الاتصال بين
الاثنين . أيضا لا نعرف . المؤكد قطعا أنها كانت بالاستعراضية بما
يكفى . وربما هذا هو فقط هدفها ! اكتب رأيك هنا
الحرب السابعة : اليوم الثالث
والعشرون : 3 أغسطس 2006 : الضفيدع يبرر
تواجد إسرائيل الفعلى على الأرض وفرار صناديده أمامهم قائلا إن أرواح مقاتلينا
‘ أهم من الجغرافيا ’ . أو هل قلنا غير هذا من البداية : 1- أنت تقود حفنة من الجبناء ، أنت
أجبنهم ! 2- أنت أكبر كذاب على وجه الأرض ( ألم تصدعون
أدمغتنا لعقود أن الدفاع عن أرض لبنان هو الذريعة المقدسة لوجود
‘ المقاومة ’ ، واليوم أصبحت فجأة أرواحكم أغلى
منها ؟ ) ! 3- أنت لا تحرر شيئا أنما تأتينا بالاحتلال
( أو طبقا لتعبيرك الجديد المدهش الذى أعجبنى أيما أعجاب : أنت تأتينا
‘ بالجزمة الإسرائيلية ! ’ ) . 4- ثم ما هذا الاستجداء الذليل لزعماء العرب أن
يحادثوا أميركا كى تنقذ رقبتك . أليس هؤلاء من قلت قبل أيام ‘ نحن
مغامرون ولا نراهن على عقلانيتكم ’ ؟ منذ متى باتت كلمتهم ذات
شأن ، بل ومنذ متى أصبح الخطاب مع أميركا يتم بالاستجداء والتوسل ،
وليس بالهزيمة والتركيع ؟
5- لم أفهم ما قلته عن قصف تل أبيب فى حالة قصف
بيروت . عم تتحدث بالضبط ؟ هل بيروت لم تقصف بعد ؟ أم هل تقصد
بالذات استخدام قنابل التورا بورا لقصف بالوعتك ؟ أم تراك تقصد الأحياء
المسيحية وتتحدى إسرائيل أن تقصفها ، والحقد لا يزال يأكلك أن بعض ثروات
اللبنانيين لم تدمر بالكامل بعد ؟ إنها سفالة ما بعدها سفالة أن ترفع ورقة
التوت الأخيرة باستفزاز إسرائيل بمثل هذا التحدى العبيط ، أن اقتلوا مسيحيى
لبنان وإلا فأنتم خائفون منى وأكون قد انتصرت . هل هذا هو الجزء الذى فشل
فيه وعدك الصادق ؟ هناك ما مر على معظمنا تقريره خلال هذه الحرب ، إنه
ما تريد فرقة حسب الله لآلات النفخ التعمية عليه ، ألا وهو أن فعليا الدمار
لم يلحق بكل لبنان . إسرائيل لا تدمر عشوائيا أو تدمر كل لبنان ، كما
تريدون الإيحاء . ما تم تدميره هو الأحياء والقرى والعشوائيات
الشيعية ، زائد البنى التحتية التى يمكن استخدامها للمجهود الحربى ،
أقصد المجهود العصاباتى . أما الأحياء والمدن والقرى المسيحية والسنية
والدرزية ، فضلا عن الجيش اللبنانى بالطبع ، فلا تزال قاعديا لم تمس
حتى اللحظة . 6- ملحوظة عسكرية : الصواريخ الأبعد مدى لن
تستخدم كصواريخ ، إنما أيضا كقذائف صاروخية ، عيدان كبريت تتقاذفها
الرياح ، مثلها مثل سابقاتها . خلينا صرحاء شوية . لنتفق سويا أن
لا سبيل لاستخدام الرادار أو الساتيلايت فى توجيهها . وأن الواقع أنه لم
تكن لديكم يوما سوى وسيلة توجيه وحيدة للكاتيوشا : وليد العمرى ! كان
يقول لكم فى الأيام الأولى على شاشة الجعيرة على الهواء ‘ هات شمال شوية . كمان شوية . لأ ،
ارجع يمين شوية ! ’ ، لكن الآن طردوه
خارج إسرائيل بالكامل إلى رام الله ، وينتظر المحاكمة ، ومن ثم لم يعد
من سبيل لتوجيه الصواريخ مطلقا . 7- ملحوظة تقانية : مستوى تسجيلات الضفيدع تحسن فى المرتين الأخيرتين ، أصبح
بيتاكام بدلا من الڤى إتش إس المنزلية . والبركة طبعا فى معدات
الجعيرة التى أعطاها له غسان بن جدو كهدية . هذا يدخل نصر الله التاريخ
كأول زعيم لأمة فى العالم ماركة سونى . هذا طبعا أفضل قليلا من أسامة بن
لادن الذى يرسل شرائطه فى فورمات الڤيديو المنزلى ! مع ذلك تظل كحقيقة أن الفارق بين المقاتل والمجرم أن للأول عنوان
معروف . أنور السادات قضى كل ليالى حرب أكتوبر فى بيته بالجيزة ، ولم
يبت أبدا فى غرفة القيادة الحصينة . حتى هنا الضفدع يفترق عن مثله الأعلى
فى القرصنة والإجرام جمال عبمعصور ، نصف الضفدع نصف الأخنف . هذا
الأخير كان يتحدث من على منبر الأزهر أو من مبنى التليڤزيون ، وليس
من بالوعة يرسل من خلالها أشرطة السونى . اكتب رأيك هنا الحرب السابعة : اليوم الرابع
والعشرون : 4 أغسطس 2006 : يسمونها إعلاميا مذبحة القاع فى فرقة حسب
الله لآلات النفخ فى المعنويات التى تتنقل بمرونة مذهلة من موسيقى الأفراح
للموسيقى الجنائزية . قالوا إن 40 شغيلا سوريا يقومون بنقل الخضر والفواكه
قد قتلوا فى هذه البلدة الحدودية . عن أية شغيلة يتحدثون ؟ فى حدود
علمى سوريا لا تسمح لأحد بالذهاب لبنان قبل أن تجنده فى الاستخبارات
السورية . … إلى من يبشرون بهزيمة إسرائيل ، هل تعتبرون
استتباب شريط أمنى لها اليوم بعمق 7 كيلومترات هزيمة . متى تعترفون لشعوبكم
بأن ما تسمونه مقاومتكم لا تحرر شيئا ، إنما هى التى تجلبنا
الاحتلال . أما عن تحليلنا السياسى والعسكرى ، فلا يزال كما هو . لا أحد يعرف أين
أو متى ستنتهى الحرب ، 7 كيلومتر ، أو 7 آلاف كيلومتر . 7 أسابيع
أو 7 سنوات . ما نعرفه فقط هو هدفها : تصفية عصابة إرهابية إجرامية
تشتغل من تحت الأرض ، حتى ينتهى أى تهديد منها . هذا هو موقف إسرائيل
المعلن ، أما تأويلنا نحن له ، فإن التهديد لن ينتهى إلا بتصفية آخر
عنصر فى هذه العصابة تصفية جسدية . ليلا مهرجان ألعاب نارية بالألوان فوق صور ،
يقال إنه تمويه عن عملية إنزال . بكره نعرف الموضوع كان إيه . اكتب رأيك هنا الحرب السابعة : اليوم الخامس
والعشرون : 5 أغسطس 2006 : موضع صور وغيره
يثبت ما يمكن تسميته بحق نقلة نوعية . الآن إسرائيل تضرب منصات الصواريخ
بعد ثوان معدودة من استخدامها . هذا مستوى لم تكن قد حققته من قبل .
عمليات الإنزال تنبئ بثقة متزايدة لإسرائيل فى معلوماتها الاستخباراتية .
وأيضا هذا مستوى لم تكن قد حققته من قبل . أرفع المشتويات إطلاقا ، أن
رأيناها وسط بلدة مكتظة بالسكان تقصف موتوسيكلا يحمل راكبين . هل باتت
تتعامل مع لبنان بذات التمكن الذى تعامل به غزة ؟ قطعا ما تخبئه الأيام
أكبر وأعظم ! … مساء الحرب السابعة : اليوم السادس
والعشرون : 6 أغسطس 2006 : كلام مثير جدا
تقدمت به الاجهزة الاستخباراتية اليوم للقيادات السياسية فى إسرائيل .
تقديراتهم تقول إنه قد تم تدمير 70 0/0 من ترسانة عصابة
حزب الله الإجرامية ( يقصدون عيدان الكبريت ) . بوادر الانشقاقات
كبيرة فى الحزب ، وتمرد واسع من قيادات الصف الثانى على سياسات الضفدع
وقراراته الخرقاء . اكتب رأيك هنا
الحرب السابعة : اليوم السابع
والعشرون : 7 أغسطس 2006 : السنيورة يبكى وهو
يقول إنه لا باسم الثكالى والأطفال والمشردين لا يريد للبنان أن يعود مسرحا
لتسوية الحسابات الإقليمية . ثم يبكى مرة أخرى فى نهاية خطابه أمام مجلس
وزراء الخارجية العرب فى بيروت اليوم ،
وهو يقول إن لبنان ينتمى بإخلاص للعروبة . أين هذا الإنسان من ذاك المجرم
الذى لا يتورع عن رؤية ملايين القتلى والمشردين ورؤية كل حجر وقد هدم ، فقط
من أجل حساباته الإقليمية الطهرانية القذرة ؟ وأين هذا المؤمن بأخوة عربية
صادقة ( تخيلية ) ، من عروبة لا وظيفة لها تاريخيا إلا الطعن فى
الظهر ، ولا وجود لسواها على أرض الواقع ؟ الموقف كان مؤثرا جدا ، ولا يحتمل تعليقا أكثر :
هذا رجل محترم حرقته الكبرى هى أنه يريد أن يرى بلده دولة لا أرض عصابات
مستباحة !
( ملحوظة :
قنوات حسب الله تبتسر بداية العبارة الأولى أى الجزء الأهم وسبب البكاء ،
وهو عبارة الحسابات الإقليمية ، وتكتفى بالنصف الثانى بلحظة البكاء نفسها
والكلام عن الأمهات والأطفال ، والذى لا يمثل فى حد ذاته جملة مفيدة كاملة .
لا تقربوا الصلاة يعنى ! فى المرتين السنيورة بكى للضرب فى الظهر ،
وليس للضحايا ، فالعبارة الثانية ليس بسياقها أى شىء أصلا عن
ضحايا ! ) . … برى يرفض صراحة ، الحكومة ككل تتحفظ على مشروع
القرار . قال إيه إسرائيل تنسحب الأول . أميركا كانت أكثر من رائعة
وأكثر من كريمة ، وقالت ببساطة مذهلة : القرار مزعلكم ؟ بلاش منه
خالص ! وفعلا تم تعليق جلسة مجلس الأمن ، لحين يلقى الخطاب
‘ قبول الطرفين ’ ! آدى الكلام ولا بلاش . بيفكرنى بنيتانياهو وكلمته الأثيرة : لا
تعرض شيئا على العرب أبدا ، ساعتها فقط سيأتونك جاثين على ركبهم ! …
ليلا لبنان يأتى بمفاجأة : قرر بسط 15 ألف
عنصر من الجيش فى الجنوب ، مقابل ألا تأتى قوات دولية بالفصل السابع ،
ومقابل تأجيل المطالبة بمزارع شبعا . هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! بيقولوا حزب الله
قدم تنازلين : تأجيل الكلام فى مزارع شبعا ، ونشر الجيش فى
الجنوب . الحقيقة كلاهما مطلب للضفدع الأخنف وليس تنازلا . قبل
الهزيمة المروعة كانت التغاضى عن شبعا أو الموافقة على نشر الجيش خطوطا حمراء
دونها الموت ، أما الآن فقد باتت قشة النجاة الأخيرة له . أين إذن
تكمن الخدعة الضفدعية الآن ؟ أولا ، فى نظره ونظر أسياده ، شبعا
سورية . والأهم من أن تكون سورية ، أن تظل ‑كما الجولان‑
قيحا مفتوحا كذريعة مؤبدة لعملياتهم الإجرامية ولتحاشيهم لتحدى التنمية الذى
يعلمون سلفا أنهم فاشلون فيه لا محالة . تلك التى هى سيكولوچية وطموحات
القراصنة عبر كل التاريخ ، لا يبنون شيئا ولا يصل تفكيرهم لأكثر من مجرد
التنغيص على الحضارى المتقدم الثرى صاحب الرؤية ، ومحاولة الحصول على بعض
المكاسب الصغيرة من خلال ممارسة الإجرام والابتزاز . ثانيا ، نشر
الجيش مسألة أخطر . هذا سيجعله درعا بشريا للعصابة ، ثم أنهم فى
العصابة يتمنون لو أن إسرائيل اشتبكت مع الجيش . حيث ستصبح الحكومة
اللبنانية فى حالة عداء مع الحكومة الإسرائيلية ، بدلا من حالة شبه الصداقة
ووحدة الهدف الحالية . بذمتك شفت ناس أعبط ولا أطيب من كده ؟ يا عم
سنيورة اسم اللعبة هو نزع السلاح ، موش شبعا ولا نشر الجيش ، وبصراحة
أنا كنت فاكرك أذكى من كده ! بصراحة أحذر : متى تم نشر
الجيش اللبنانى فى الجنوب دون آلية وجدول واضحين لنزع سلاح حزب الله ولمحاكمة
حسن نصر الله ومن سيتبقى من عصابته ، فسيصبح تقليم مخالب هذه العصابة
الشيطانية ، ناهيك عن اجتثاثها ، تحديا أعقد بكثير مما هو عليه
الآن . أما لو شئنا المخاطرة بالتنبؤ ، فليس لدينا أفضل من نبوءتنا
القديمة والثابتة : إنه بدون استسلام كامل وغير مشروط من جانب عصابة حزب
الله ( قد يحدث فجأة لسبب لا نفهمه ولا نتوقعه ، تلقى أوامر من طهران
مثلا ، والأرجح أن لن يحدث أبدا ) ، فإن هذه الحرب ستستمر رغما
عن أنف الجميع وأنف كل القرارات ، لمدة قد تصل لعشر سنوات . وإنه حتى
لو انخدع الجميع ‑بمن فيهم إسرائيل‑ لبرهة فسيفهمون خدعة وأچندة
الضفدع الأخنف وأسياده الدمشقيين والطهرانيين بعد قليل ! … إسرائيل فيما يبدو ‘ ما خالتش ’ عليها
اللعبة ، وأصدرت ‑فى تصعيد واضح‑ أمرا بحظر شامل لحركة
السيارات جنوبى الليطانى ! اكتب رأيك هنا الحرب السابعة : اليوم الثامن
والعشرون : 8 أغسطس 2006 : أسرى حزب الله على
شاشات التليڤزيون العربية بعد الإسرائيلية منها . يعترفون بكل ما
يعرفون ، كله بهدوء تام ، يروون تفاصيل التدريب فى إيران ،
ويصفون آلياتتهم التنظيمية ، كل شىء ! العجيب أن فرقة حسب الله لآلات
النفخ فى المعنويات لم تنبس ببنت شفة لتقليل وقع الصدمة على ‘ الشارع
العربى ’ . نأمل أن يكون المانع خيرا ! … اجتماع مجلس الأمن لسماع الوفد العربى . نقيب
العربجية ووزيرا خارجية قطر والإمارات حاجة تكسف . لا يملكون سوى كلام
الاستهلاك المحلى ، إن لم يكن كلام قناة الجعيرة التحريضى المباشر ،
كى يخاطبوا به العالم . نفس المفردات الاحتلال والمذابح وموش فاهم
إيه ، الأكاذيب التى نخترعها لأنفسنا ثم نصدقها من كثرة ترديدنا لها .
حتى الصيغ القانونية لهذه الأشياء غائبة عنهم . فى المقابل سفير إسرائيل
دان جيلرمان عشرة على عشرة . المنطق والترتيب والوضوح ومخاطبة العقل لا
العواطف والإفحام فى الحجة والتحليل . ويختتم الجلسة بتعليق صاعق منه
يتحداهم جميعا : كلمة واحدة غابت عن كل خطاباتكم : حزب الله .
وكأنه غير موجود ، وكأنه ليس سببا لهذه الأزمة أو لأى شىء ! للمرة الألف هى المواجهة عينها . المتقدم صاحب
الرؤية الموضوعية الشاملة شىء والمهزوم ضيق الأفق المتحور حول ذاته شىء آخر
تماما . أو الخلاصة كما نقولها بالمصرى : الكبير كبير ! اكتب رأيك هنا الحرب السابعة : اليوم التاسع
والعشرون : 9 أغسطس 2006 : الضفدع يعلن
موافقته على نشر الجيش فى الجنوب . لكنه لم يذكر كلمة واحدة عن نزع
السلاح . الأدهى أنه رفض صراحة أية قوات أجنبية ، بل واشترط أن يكون
الجيش لحماية لبنان لا حماية إسرائيل . طبعا ! الكلام واضح ما فيش
براقع خشاء ولا ورق توت ، وقلناه كله قبل كده . هو هيحارب إسرائيل
بنفس الطريقة هى هى بلا تغيير ، مع ميزة أنه سيحتمى بجيش تخشى إسرائيل من
مخاصمته من ناحية ، ويريده هو كدرع بشرى من جهة أخرى . …
غسان بن جدو سلاح دمار كتلى . كل الدنيا تقول لليوم الثالث إن إسرائيل ألقت منشورات على
صيدا تأمر سكانها بالرحيل ، وهو الوحيد الذى يصر منذ اللحظة الأولى أن
المنشورات تقول شيئا آخر ، بالمناسبة لم يقل ماذا هو أبدا . هل تعرف
معنى أن تقصف إسرائيل صيدا الآن ، إنه إزهاق أرواح مئات الآلاف .
اليوم قام بحركة درامية تذكرنا بركوب سليم پيكينز للقنبلة النووية فى فيلم
‘ دكتور سترينچلاڤ ’ . ذهب إلى صيدا ، وبث بيان عبر
قناته الجعيرة ينادى فيه أصل صيدا أنه معهم ، وعليهم أن يبقوا .
بصراحة هو لم يعد مجرد بوق للضفدع الأخنف ، وليس مجرد مقاتل لحزب
الله ، إنما هو بجدارة أخطر سلاح دمار كتلى على وجه الأرض . أما قناته
الجعيرة فتثبت كل يوم إنها تصنع كل ما لم يخطر ببال أحد ممن اشتغلوا بالإعلام
والأخبار قبلها . الجعيرة تتفوق
على نفسها فى الحقارة . حتى صوت العرب نفسها لم تكن طرفا حربيا مباشرا فى
العمليات العسكرية . لا أحد فى تاريخ الإعلام فعل ما فعلته الجعيرة من
مجهود حربى مباشر وصريح ، أولا من خلال قيام وليد العمرى فى الأيام الأولى
بتوجيه الصواريخ لإسرائيل ، وثانيا من خلال قيام غسان بن جدو بتنفيذ
تعليمات سيده الأخنف بتجييش وقيادة الدروع البشرية لحمايته ! ثم تجدهم
يقيمون الدنيا ولا يقعدونها إذا ما فكر الرئيس بوش أو تونى بلير فى قصف مقر
القناة بالدوحة وقتل طاقمها ! … الاجتياح البرى الكاسح بدأت تتكاثف شواهده
ليلا ، فقط بعد
ساعات من قرار مجلس الوزراء المصغر به . حشد مدرع هائل يمكن أن يبدأ فى
التحرك أية لحظة ، الليلة أو الليلة التالية على أقصى تقدير ! هذه
لحظة مهمة فى تاريخ الحرب السابعة ، أو لعلها الأهم . فالاجتياح
الشامل سيستمر شهورا أو ربما سنوات . إلى الأمام ، فليس ثمة طريق آخر
سوى هذا ، وثانيا ليس هناك سوى النصر خيارا وحيدا ! اكتب رأيك هنا الحرب السابعة : اليوم الثلاثون : 10
أغسطس 2006 : الصورة ضبابية ، ليس لنا لأننا
لا نعرف ماذا ينتوى حزب الله ( تقتيا على الأقل ، فالكل يعرف
ستراتيچيته البعيدة ، وتعليمات السماء التى تحركه ولا يملك الحيود
عنها ) ، إنما ربما الصورة ضبابية أيضا لإسرائيل نفسها . قيل
اليوم أنها قبلت التجاوز على مسألة نزع سلاح حزب الله ، فوريا على
الأقل . ماشى ! هذا سيؤدى لاشتعال كل لبنان بحرب أهلية ، لكن
ماذا استفادت إسرائيل حقا ؟ ستتواصل الهجمات الخفية عليها ، من
تنظيمات بأسماء من قبيل أبناء حزب الله أو أحفاد السيد حسن نصر الله . كلام
كله قلناه قبل كده ومفيش داعى لمزيد من الملل . إلا لو كان لدى إسرائيل
تفكير آخر ستكشفه الأيام . اكتب رأيك هنا الحرب السابعة : اليوم الثلاثون : 10
أغسطس 2006 : شهر كامل خلص . الاجتياح البرى
موش النهارده . إسرائيل تأمر بإخلاء كامل لكل سكان الضاحية الجنوبية لبيروت
تمهيدا لقصفها من جديد . بولتون يقول إن قرارا سوف يصدر غدا من مجلس
الأمن . نيتانياهو يحذر أولميرت من قبول أى شىء أقل من نزع كامل لسلاح
العصابة . بصراحة العملية النهارده
بقت مملة وبقينا موش لاقيين حاجة نكتبها ! فوت علينا بكرة ! اكتب رأيك هنا الحرب السابعة : اليوم الحادى
والثلاثون : 11 أغسطس 2006 : شرعية الأصفار
قالت كلمتها . ما يسمى مجلس
حقوق الإنسان يحيل إسرائيل للتحقيق ، ويرفض إحالة
عصابة حزب الله الإجرامية . السبب بسيط وقلناه قبل كده عن هذا المجلس
المهزلة : شرعية الأصفار والعدد فى الليمون وعالم يدار من طيزه .
المجموعة الإسلامية ( وأنت خير العارفين كيف يحمى الإسلام حقوق الإنسان وفى
قول آخر هو الذى اخترعها ! ) ، تقدمت بالاقتراح وبقية كراسى
الأصفار وافقوا ، وأوروپا والعالم الحضارى إللى فيه حقوق إنسان بجد ،
أقلية مهزومة ! … الكل ينتظر نص القرار ، الذى بات من شبه
المؤكد صدوره مساء بتوقيت نيو يورك ، فجرا بتوقيت المنطقة . الكلام
كتير لكن أحلى كلام جه من حسن نافعة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة . حاول يشرح صباحا
للبى بى سى العربية طريقة التصويت فى مجلس الأمن . قال ‘ لا بد من الحصول على 9 أصوات منها أصوات الخمسة
أصحاب حق الڤيتو ’ . أحلف لك بكل
الغاليين ده كلامه حرفيا وكرره 3 مرات علينا إحنا التلاميذ إللى بنسمع
الإذاعة . أنا كنت فاهم أن أطفالنا فى المدارس الابتدائى اتعلموا زيى أن
ممكن قرار يطلع من غير موافقة ولا دولة واحدة من الدول الخمسة ، طبعا لو
امتنعوا كلهم عن التصويت ، أو لو طبعا غابوا . النهارده لم أفهم شيئا
جديدا لم أكن أفهمه من قبل عن مستوى التعليم الجامعى فى مصر ، ولا أن أكبر
مرجع أكاديمى للعلوم السياسية فى مصر ما بيقراش حاجة ولا حتى كتب المدارس
الابتدائى . كل ده عادى . الجديد أنى فهمت ليه أن كل خريجى العلوم
السياسية فى مصر بيتكلموا كلام حنجورى : حسن نافعة طبعا لا يكتفى بأن يكون
هو نفسه حنجورى قومجى عربجى ، بل فهمهم أن ده هو تعريف العلوم
السياسية ! …
فعلا ، ليلا وبالإجماع ، وبموافقة
إسرائيلية ولبنانية ، أصدر مجلس الأمن قرارا أدق ما يوصف به أنه قرار
هش . أو ربما هذا هو المقصود بالضبط ! تابع صباحا توقعاتنا للسيناريوهات المحتملة
للمستقبل من جراء قرار كهذا يفكك المشكلة إلى سلسلة من المراحل . الطريف
فقط أن إسرائيل التى تنتوى الموافقة على القرار أطلقت عملية الاجتياح الواسع
فجرا ، أى بعد دقائق من صدور القرار ! أيضا مرة أخرى ، أداء رائع
لدان جيلرمان منوب إسرائيل فى الأمم المتحدة : تكلم طوال الوقت عن خطة
المسلمين البريطانيين لتفجير الطائرات فوق المدن الأميركية بمتفجرات
سائلة ! ( انظر متابعتنا المستقلة فى صفحة سپتمبر لمؤامرة إحياء الذكرى الخامسة
لسپتمبر ، أو فى قول آخر إحياء خطة خالد شيخ محمد ورمزى يوسف بويينكا Bojinka
أى الانفجار الكبير بالصربية‑الكرواتية ) . … اقرأ نص القرار هنا
… اكتب رأيك هنا الحرب السابعة : اليوم الثانى
والثلاثون : 12 أغسطس 2006 : إذن صدر القرار 1701 : أولا القرار تحت الفصل السابع
بالفعل . نعم ، هو لم يذكر عبارة الفصل
السابع ، لكنه نقل نصوص الفصل السابع حرفا حرفا كى يخول بها قوة
اليونيفيل . ذلك هو المهم عند العرب ‘ الشروط غير
المذلة ’ ، المهم أن يكون الاسم هو يونيفيل . المهم
الإعلام ، الكلام ، انتصارات الكلام ، أو إجمالا ثقافة
الكلام ، العرب ظاهرة صوتية . أما المحتوى ، أى ألا يكون لحزب
الله وجود عسكرى فى جنوب لبنان وألا يحصل على أسلحة عبر الحدود
… إلخ ، فهو تفاصيل تافهة لندعها لإسرائيل ولأتباع الفلسفة المادية
غريبى الأطوار أمثال EveryScreen.com ، إللى موش عاجبهم أن كل حاجة تبقى عيب
والفقر موش عيب . لو شئنا الدقة ، الفارق الوحيد فى كلمة الفصل
السابع ، هى إجبار سوريا وإيران على الانصياع للقرار ، واللتين على
أية حال باعتبارهما قراصنة لا تأبهان لأية قوانين أصلا ، وإن قيل إن ذلك
التعديل سيأتى لاحقا . ثانيا لا جديد فيما يخص شبعا . شبعا مشكلة سورية ، وستظل سورية ، ولن يفرط فيها
جرذ دمشق ، حتى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة . مرة ثانية الضفيدع ثقافة
كلام وظاهرة صوتية ! ثالثا المختطفان سيعودان فورا
لإسرائيل ، فى المقابل كل شىء على ما هو عليه .
لن تسلم إسرائيل أحدا من المجرمين المحكومين لديها ، إلا لو تدللت عليها
صديقتها الجديدة الجريحة حكومة لبنان ! مرة ثالثة الضفيدع ثقافة كلام
وظاهرة صوتية !
إذن حزب الله خرج مهزوما مهزوما
مهزوما ، أو على الأقل إسرائيل أخدت حقها ‘ على داير
مليم ’ . نعم ، احتلوا مساحات واسعة من لبنان الذى يطنطن بأن أمه
قد ولدته لتحريره وحمايته ، دمروا معظم قوته البشرية وترسانته
الصاروخية ، دمروا أحياءه وبنيته التحتية ، عزلوه لبنانيا ،
عزلوه إقليميا وتسليحيا بالحصار الدولى ، حشدوا الدول العربية على مواجهة خطره ،
وضعوه فى محيط من القوات اللبنانية والدولية لن يتصرف معها بذات الحرية فى شن
العدوان أبدا ، وتلك ‑انتشار الجيش وقوات أجنبية‑ أشياء طالما
رفضها جذريا وعلنا ، والآن رضخ لها بمهانة . حياة الضفيدع باتت أكثر
مشقة ومهانة بكثير ، لن يستطيع لا التقافز ولا النعيق كما خوالى
الأيام ، وعلى الأقل لن يغادر بالوعته للأبد ( كى يجلس مثلا على مائدة
‘ حوار وطنى ’ ، فالمفهوم الحوار الوحيد عند المتدينين هو فتح
نور قلبك للإيمان وليس الوصول معك لمنتصف الطريق ) . باستثناء نصره
الحقيقى والوحيد فى تدمير الواسع لثروات مسيحيى وسنة ودروز لبنان من خلال خسائر
بيزنسات صيف كامل ومن خلال دمار البنية التحتية للبلاد ، فهو طبعا ،
لبنانيا وعربيا ودوليا ، قد هزم وتراجع ستراتيچيا وعسكريا وسياسيا وماليا
وكل شىء ، والعالم المنكب بأسى لرؤية مشاهد لبنان المدمر ، يستلقى على
قفاه ضحكا فجأة حين يسمع الخطاب الإنشائى العربى المطنطن بانتصار وهمى . لكن هل ذلك هو النصر الحقيقى
حقا ، نصر كامل جذرى ومستدام لمعسكر الحضارة والتحضر . أشك فى
هذا . على الأقل نحن على الأرجح أمام مجرد دورة أخرى للعبة الهزيمة
والاستسلام التى لا يملها العقل العربى ، عقل العرق العربى الذى ‑كما
الهنود الحمر ، ولا أحد غيره
وغير الهنود الحمر‑ يهزم ألف مرة ولا يستسلم أبدا ! حزب الله رفع الراية البيضاء منذ أسبوعين .
نظريا هو مستسلم ‘ بإمتياز ’ ، لكن المشكلة هى كلمة نظريا
هذه . كل القرارات متطابقة من حيث الجوهر . كل الطرق تؤدى إلى
روما ، والطرق هى اتفاقية الطائف ، خطة السنيورة ، مشروع القرار
الأميركى قبل التعديل ، القرار 1701 ، وروما هى : نزع سلاح حزب
الله . كلمة الطائف أو 1559 فى القرار الجديد تعنى تلقائيا النزع الكلى
لسلاح العصابة . المشكلة أن أحدا ‑باستثناء ذلك المشروع المجهض‑
لا يتحدث عن كيف يتم هذا . ومن هنا لم يكن لدى عن حزب الله غضاضة فى أن
يرفع راية الاستسلام ، طالما أن هذا سيظل على الورق . بعبارة
تانى ، كل حاجة كلام ، حتى الاستسلام كلام . بدر والحديبية
يعنى !
التضارب المضحك فى القرار الجديد أنه يكرر أكثر من
مرة كون جنوب الليطانى منطقة منزوعة من غير سلاح الحكومة ، وكونه تحت سلطة
الدولة ، وكون دخول الإسلحة محظور إليه … إلخ . أصلا القرار لم
يكن فى حاجة لذكر أى من كل هذا ولو مرة واحدة . ما الفرق بين الجنوب وبين
بقية لبنان ، إذا كان القرار يتحدث فى واحدة من فقراته ، عن ضرورة
تطبيق القرار 1559 . ألا يكفى هذا ؟ وكل الكلام عن نزع السلاح وعن
سلطة الدولة فى 1559 ينطبق تلقائيا على الجنوب . هنا لب الفكرة . سيقولون لك إنها مسألة
مراحل . هناك مرحلة أو مراحل لاحقة . إسرائيل ألقت بكرة النار فى حجر اللبنانيين ، وستتركهم
يحترقون بها . حتى فى الجنوب ، لن تقوم القوات الدولية مثلا بتمشيط
المنازل بحثا عن السلاح . فقط ستتحرك لو رأته ، أو لو طلبت منها
الحكومة اللبنانية البحث عنه ، ولا شىء من هذا سوف يحدث ، على الأقل
فى المجرى المنظور . إذن حتى الخطر قائم بالنسبة لإسرائيل نفسها ، وإن
تأجل لسنوات . بقول آخر الكل ‑أميركا ، إسرائيل ، لبنان‑
يراهن على عامل الوقت . شبعا أحيلت لسوريا وللدپلوماسية ، المساجين
تأجل أمرهم ، حزب الله فقد معظم سلاحه ولن يأتيه الجديد منه ( علنا
على الأقل ) . إذن هو فقد الكثير جدا ، وستنفتح عليه أبواب
الجحيم سياسيا من داخل لبنان بمجرد أن تسكت المدافع . اللبنانيون صاروا
أكثرا وعيا وأشد حرصا وتوجسا منه ، وسيسعون بكل طاقتهم لتقليم
أظافره ، بدعوى أن لا حاجة لبلدهم له بعد اليوم . باختصار الأمل الذى
تراهن عليه أميركا وإسرائيل ولبنان ، هو ترك الضفيدع يضمحل ويتعفن تدريجيا
فى بالوعته السرية التى أحكموا إغلاقها عليه ، وأن من ثم لا ضرورة ماسة
للإجهاز عليه فوريا . حتى لو حدثت مواجهة أخرى بعد سنوات ، فهو سيكون
أضعف ، وسيكون لبنان أقل استعدادا لدمار جديد ، بينما إسرائيل ستكون
أكثر استعدادا استخباراتيا وخططيا وكل شىء . سيقولون لك إنها مسألة مراحل ، وهذا ما أشك فى
كونه كلاما جديا . حسب القرار ، المفروض ستكون هناك قرارات أخرى
للمتابعة ، منها بالضرورة كيفية تنفيذ القرار 1559 . توقعاتى
الشخصية ، أن الكل سينسى الأمر بعد قليل . سيقدم لارسين تقاريره
الروتينية المعتادة التى تقول إن لبنان لم يطبق القرار ، لكن كالعادة أيضا
أحدا لن يهتم بفعل شىء . وسيستمر الضفدع وأسيادة فى محاولة استعادة سطوتهم
شيئا فشيئا ، ثم فى التحايل وحياكة الخطط ، وسيفجرون كل شىء فى اللحظة
التى يريدون والمكان الذى يريدون . بصراحة أنا لا أرى أملا حقيقيا
طالما لم يتم اجتثاث العصابة حتى آخر فرد فيها . نعم ما حدث خطوة جبارة
للأمام ، لكننا لا نزال أمام عين السياسة الأميركية الأثيرة ، سياسة
الحلول الوسط وتأجيل المشاكل بدلا من حلها ، أو سياسة النفس الطويل كما ربما
يسمونها . طبعا كنا نأمل أن نشهد فى الشهور المقبلة سقوط أحد أركان جبهة
الرفض العربية‑الإيرانية ، لكن الحضارة اكتفت بتغيير قواعد
اللعبة ، ولم تشأ أن تنهيها . لذا يبقى أمل وحيد . ربما الخطوة
التالية ستكون تغييرا آخر لقواعد اللعبة : ضرب إيران ! فمن
الجائز ، أن قرارا أميركيا‑إسرائيليا قد اتخذ بالفعل ، بألا
تكون هذه بالضرورة المواجهة النهائية مع عصابة حزب الله ، ويجب حسم الملف
الإيرانى أولا ، ساعتها قد يصبح حزب الله ملفا غير ذى صلة أصلا . ما نأمله ألا يقف الأمر فى هذه
المرة الجديدة عند مجرد تغيير القواعد ! … هأ ! الأفندى متصور بالظبط زى ما قلنا أنه
بيخطط له : الجيش يدخل الجنوب علشان يمشى إسرائيل ، ويفضل حزب الله زى
ما هو ، ويبقى الجيش درع بشرى . صدق أو لا تصدق ، هذا ما قالته
وزيرة الشئون الاجتماعية نائلة معوض لقناة الحرة مساء ، وبعد قليل أصبح معلومات عامة ( لكن
ليس للجعيرة ولا العربية ! ) ، عززها آخرون بنقل حرفى لعبارة لمحمد فنيش وزير حزب الله
‘ هذا هو موقفنا من نزع
السلاح ، وتعالوا لنا بعد سنة وستجدون نفس الموقف بالضبط ! ’ . هذا ما جرى فعلا فى اجتماع مجلس الوزراء ، الذى
كنا لنعرف منه فقط موافقة إجماعية على القرار ، وأن الكل سمن على عسل وما
فيش أى مشاكل من أى نوع . لكن الأچندات الخفية ، وبسرعة مذهلة ،
لم تعد خفية بالمرة ! الوزيرة معوض أضافت أن قائد الجيش الذى حاضرا لاجتماع
رفض بشدة شروط حزب الله ، وأجلوا كلهم الكلام لبكرة ، أو كالعادة فى
كل الحوارات والمفاوضات التى تطالب بها جبهة الرفض ، تنتهى يوم القيامة
الضهر . علام اتفقوا إذن ، وما معنى البيان إللى
طلع ؟ الآن نحن فى المربع رقم واحد من جديد . وكم كنا ساذجين مرة
ثانية أن تصورنا لوهلة أنه سيسلم السلاح جنوب الليطانى ، وسيراوغ
شماله . الحقيقة أنه سيراوغ على كل قطعة سلاح . قبل كده غلطنا نفس
الغلطة . قلنا أنه استسلم ، معتمدين على كلامه إللى قاله
للحكومة ، وافتكرنا نفسنا أذكياء وقلنا جايز يعمل تنظيمات إرهابية ضد لبنان
أو مصر ، وطلع أنه ما تنازلش سنتيمتر واحد . لاحظ حتى لا تسئ الظن بنا ،
إننا إطلاقا لا نصدق ما يقوله بلسانه ، ونعرف أنه كداب فاجر داعر ،
وفى المرتين إحنا صدقنا كلام الحكومة ، أتارى هى إللى مخدوعة .
بالمصرى كده ، هو بياخدنا كلنا
على قد عقلنا ، السنيورة وكوفى أنان ومجلس الأمن وأميركا وإسرائيل والشارع
العربى وأنت وأنا . قلنا أنه بينتحر وبيثبت أننا
كنا صح ، هو فاكر إسرائيل ولا أميركا هتاكل من ده كتير . بكره هيطنشوا
الحكومة الللبنانية ويطالبوه بموافقة صريحة على نزع السلاح ، ولن يقبلوا
أية مراوغات كلامية . ساعتها لن يقول إلا أن السلاح خط أحمر وسأقطع اليد
التى تمتد إليه ، وساعتها هم إللى هيقطعوا رقبته من غير أوهام أو أحلام
تانى . بعبارة أبعد : من الآن فصاعدا الواجب أن نصدق
شيئا واحدا ، المربع رقم واحد القديم بتاعنا : لا حل
سوى اجتثثاث العصابة حتى آخر فرد وآخر متعاطف ، أو بالأحرى المربع رقم صفر بتاعنا القديم جدا : تعليمات السماء لا تحتمل
التفاوض ، وما عدا ذلك هو تقية الحديبية لا أكثر ! طبعا موش راح نصدق الضفدع الأخنف
ولا نسمع حتى بيقول إيه ، لكن على الأقل المفروض نصدق منوشهر متقى وزير
خارجية إيران ، إللى لسه ما وصلش لمرحلة التقية . فى المرة الأولى
إللى قلنا فيها استسلام ، وألقى فيها الأخنف خطبة حجة الوداع وراح يرثى
نفسه من ورقة مكتوبة ، والحكومة بتقول موافقة بالإجماع على النقاط
السبع ، جه متقى وقال إنه موش موافق ، وكلامه هو إللى طلع صح .
فى المرة التانية إللى اتخدعنا فيها ، حكاية النهارده موافقة الحكومة على
1701 ، برضه ‘ بالإجماع ’ ، والضفدع طلع يقول كلام ما تفهمش
منه حاجة ، وبعبطنا نفترض إنه حفظ ماء وجه ، وأن الحكومة اللبنانية
سمعت منه الكلام الجد ، لكن متقى بيقول بصراحة وحزم أنه رافض القرار وأن
الحكومة والشعب اللبنانى لازم يرفضوه . وبرضه هو إللى صح ! … برضه جايز نقول براڤو أولميرت ، وما
كنتش عاوز أقولها أبدا أنا شخصيا ، وما كانش عاجبنى أنه راضى عن تغيير
القرار الأصلى وعن مبدأ وقف القتال . لكن الظاهر الراجل قبل قرارا كان
واثقا بالكامل أنه لن يطبق ، أو أنه عبر اتفاق سرى مع أميركا ، قرر أن
الأمر برمته بات خارجا عن يده وجزءا من التجهيزات الأميركية للحرب على إيران
التى ستبدأ فى اجتماع مجلس الأمن فى 31 أغسطس الحالى . من دلائل ذلك
الاستمرار المحتمل للقتال ، أن اليوم اجتاحت إسرائيل ‘ المهزومة
العاجزة ’ كل ما هو دون الليطانى فى ظرف ساعات . إذن نظريا على
الأقل ، المفروض فى حالة أن أميركا وإسرائيل تأخذان القرار 1701 على محمل
الجد ، ولا تعتبره مجرد ترك للملف لحين فتحة مرة أخرى بطريقة أخرى وفى مكان
آخر ، فإن تلك القوات ستبقى هناك حتى ينفذ كوفى أنان البند العاشر من القرار
بوضع آلية لنزع سلاح الحرب من كل لبنان ! اكتب رأيك هنا الحرب السابعة : اليوم الثالث
والثلاثون : 13 أغسطس 2006 : فعلا يوم القيامة الضهر : الحكومة اللبنانية أجلت الاجتماع إللى قالت عليه ليوم تانى ،
وبعد شوية رجعوا قالوا لأسبوع كامل . والأسبوع يجر أسبوع ومليون ، ولن
ينزع السلاح أبدا . ذلك أن ببساطة موائد الحوار لا تنزع الأسلحة ،
إنما فقط توجد طريقة واحدة لنزع الأسلحة هى : الأسلحة ! على نحو أكثر تفصيلا أقول إنى سمعت الكثير من
الآراء اليوم حول نزع سلاح حزب الله . صحيح الجعيرة والعربية لم تتطرقا للأمر
ولو لثانية واحدة ، وكأن ما يجرى فى مجلس الوزراء اللبنانى ليس من اختصاص
‘ القنوات الإخبارية ’ حسب تعريفهما لها . صحيح القنوات
اللبنانية تلمح للموضوع على استحياء . لكن على الأقل البى بى سى العربية
تتكلم كثيرا بالخصوص . وقناة الحرة تكلمت اليوم عن نزع سلاح حزب الله 24
ساعة !
الحصيلة آراء كثيرة جدا ، أميركية وإسرائيلية ومصرية وطبعا لبنانية .
الغالبية تفضل سيناريو التعفن التدريجى الذى تحدثنا عنه ، وترفض مبدأ
المواجهة لنزع سلاح عصابة حزب الله . ومنطلقها الوحيد للأسف منطلق پراجماتى
محض ، وهو أن نزع سلاح حزب الله بالقوة ليس مطلبا واقعيا ولن يمكن تنفيذه
بسهولة . بل حاول البعض تبسيط الموضوع لدرجة أن قال إنه قد يحل فقط لو
أسميناه بشىء آخر غير نزع السلاح ( ربما يقصدون على غرار محمد حسنين هلوكة
و جمال عبمعصور فى إطلاق أسماء الدلع وتسمية الهزيمة نكسة ! ) .
يقولون لنبدأ بوقف القتال ونشر الجيش والقوة الدولية وانسحاب إسرائيل . ثم
تدريجيا سيتم تفكيك مسائل كمزارع شبعا والمعتقلين اللبنانيين . أيضا سيبدأ
الإعمار ، وستبدأ المحاسبة والضغوط الداخلية لكبح السلاح . وحتى لو
تبقى سلاح فسيكون غير ذى جدوى . ربما أضيف لصالحهم من عندى ما لم
يقولوه ، وهو ما قد تفعله أميركا ضد إيران ، والذى من الممكن أن يجعل
كل مسألة حزب الله غير ذات صلة أصلا .
مع ذلك أنا لست بالخيال الكافى
لمجاراة مثل سيناريو التفكيك التدريجى أو خطاب التمنيات أو التعويل على أريحية
حسن نصر الله وعلى خامنئى ، هذا . فقط لدى قناعات هى أن لدى حزب الله
قناعات . حزب الله دمر كل لبنان أكثر من مرة ، ولا شىء سوف يكبحه عن
فعلها من جديد . كل هذه الأوضاع والضغوط كانت موجودة من قبل ، ولم
يتراجع حزب الله قيد أنملة عن أچندته . كان هناك 1559 أو حتى ‘ تفاهم
نيسان ’ ولطالما اخترقها ، و1701 ليس بأكثر قداسة من غيره ، بل
أكثر شرا فى الواقع . لبنان كان فى ذروة إعماره ، والعصابة لم تقم
وزنا لشىء . فى خلال أسبوع واحد من اليوم ستمرر سوريا ضعف ما كان لدى
العصابة من أسلحة إيرانية ( هذه كانت الفكرة وراء قول إيران إنها لن تتدخل
ضد تدمير إسرائيل للبنان ، لكنها ستتدخل لو مست شعرة واحدة من
سوريا ) .
إن الضفدع الأخنف يوافق دوما على
كل شىء ، ولا ينفذ شيئا . لماذا ؟ لأنه لم يوافق أصلا ،
والعيب فى آذانكم أنتم ! يا سادة أنتم لا تنصتون جيدا لما يقوله نصر
الله . يقول إنه يقبل الإجماع اللبنانى وما يسميه الديموقراطية
التوافقية ، لكنه لم يقل أبدا إنه جزء من هذا الإجماع ، بمعنى إنه
يملك ورقة الڤيتو ولم ولن يوجد ذلك الإجماع إلا فى الأحلام . يقول
الحكومة تقوم بدور وطنى وأنا أفوضها . هنا يضع الكلام بين قوسين ، وفى
أية لحظة سيقول لكن هذا تصرف غير وطنى وأسحب تأييدى . يقول أنا اعترف بسلطة
الدولة ، لكنه لم يقل أبدا إنه يعترف بها كالسلطة الوحيدة ، ذلك أن
خطته هى إلحاق السلطة به وليس العكس ، أو فى حال فشله تبقى على الأقل
الازدواجية الحالية للسلطة على طريقة فتح‑حماس وإلى ما شاء الرحمن .
رضخ لما رفضه طيلة حياته ، وهو دخول الجيش للجنوب . لكنه يقول الجيش
وطنى ليس مرتزقا ولا عميلا ويدافع عن لبنان ، ويرحب به . بغض النظر عن
كونه يريد درعا بشريا ، فذلك بدوره كلام مشروط ، وسيخرج يوما ليقول
هذا تصرف ليس دفاعا عن لبنان إنما دفاع عن إسرائيل وأعتبره خيانة . ذات
الشىء حين يقول المواجهة مع الجيش اللبنانى خط أحمر . هل سيستمر هذا الموقف
لو اتضح أنه جيش مرتزق وعميل وغير وطنى . ثم أليست كلمة خط أحمر تلك هى
كلمة فلسطينية . كلنا يتمنى لو لم تكن هناك خطوط حمراء بين حماس وفتح وأجهز
أحدهما على الآخر ، بدلا من أن إجهازهم الحالى سويا على كل الشعب
الفلسطينى . أيضا ألن يخرج من عمامته فجأة
ذلك الشرط التعجيزى القديم المضحك لتفكيك سلاح عصابته ، المسمى
بالستراتيچية الدفاعية ، وهى أن يصبح الجيش قادرا على صد أى هجوم
إسرائيلى . هل جيش سوريا قادر على هذا ، بل هل جيش مصر ، أو حتى
كل الجيوش العربية مجتمعة ، قادرة على صد أى هجوم إسرائيلى ؟ بالمثل
ألن يخرج من عمامته أحجية البيضة والدجاجة مرة أخرى : نحن موجودون بسبب
عدوان إسرائيل ، أم عدوان إسرائيل موجود بسببنا ؟ أم سينتهى الحال
لبقاء عصابته تحكم كل شىء من تحت الأرض ، والجيش والقوات الدولية موجودان
فقط كتشريفة أو كحائط بشرى فوق الأرض ، ذلك تحت زعم أن المقاومة تحمى
لبنان . بينما فى الواقع هى ( وانتصارها ! ) ، لا تجلب
له سوى الدمار والحصار والنزوح وإعادة الاحتلال ، والستراتيچية الدفاعية
الوحيدة الفعالة والمجربة التى تحمى لبنان أو غيره وتجلب لشعبه الرخاء هى ببساطة
توقيع ورقة اسمها معاهدة سلام مع إسرائيل ، تعطيهم فيها ما يريدون وتحصل فى
المقابل على السلام وعلى ما يناسبك من مفاتيح التقنية والاقتصاد العالمى . حتى
القوة الدولية يرحب بها نصر الله ، لكن مفترضا أنها جاءت ليس فقط كدرع بشرى
له ، إنما لما يسميه حماية لبنان ، أى فى قول آخر ستتلقى منه الأوامر
لمحاربة إسرائيل ، وإلا فكل الويل والثبور لها ، وسيطلق أتباعه خفافيش
الظلام المسعورة لتأديبها ( تخيل لهذا المدى وصلت الخيالات المريضة وأوهام
اليقظة عنده ، أن يجيش فرنسا تحت رايته ويضمها
‘ للمقاومة ’ . نعم فرنسا عدو أصيل للحضارة ، لأميركا
ولإسرائيل ، لكن ليس لدرجة أن تنضوى تحت لواء حزب الله الذى قتل سفيرها
وعشرات من مواطنيه فى بيروت يوما ! ) .
إن بحسن نصر الله كل خطايا
الدنيا ، لكن ليس بينها عدم دقة انتقاء الكلمات . كل خطاب له به مائة
مطب ومطب ، وأنا مستعد لأن أناقشها معك جملة جملة ، وتوضيح أنها كلها
من أولها لآخرها تلاعب بالألفاظ فيها . حتى لعبة الحرب والسلام يلعبها بنفس
طريقة التحايلات اللغوية والرمزية ، يرفع الراية البيضاء ، فيكف
العالم عن ضربه ، ثم يقول لم أكن أعرف أن الراية البيضاء معناها
الاستسلام ، وأنا المنتصر ، أو حاربونى من جديد لو شئتم . إذا
كانت كلمة الاحتلال نفسها يقصد بها تل أبيب وحيفا ، وكلمة السلام تعنى أن
يصبح اليهود أهل ذمة لديه ، فما الجدوى أصلا من إضاعة الوقت فى بحث اعترافه
أو عدم اعترافه بفؤاد السنيورة !
دعونا يا سادة ، نعود قليلا
لعمق المسألة . نعم نصر
الله يتلقى تعليماته من إيران . لكنه لا يتلقاها لأنها من إيران ،
إنما لأنها من الله . وكلهم يتلقى تعليماته من الله ليس كإرادة حرة أو خيار
حر من جانبهم ، إنما لأن چييناتهم تأمرهم بهذا . هذه شعوب وأعراق
فاشلة لم ولن تنتج طعامها يوما ، ولن تصلح أبدا لمعركة البناء
والتعمير ، ولا خيار لها سوى خيار العزة والكرامة ، خيار
الكلام ، يرخصون به لأنفسهم السطو على عرق الغير استرقاقا واستحلالا .
ولحسن الحظ الإسلام يمنحهم الكثير جدا من كل هذا . أنا أكاد أجزم أن الضفدع الأخنف
سيخرج علينا ‘ بمفاجأة ’ كبيرة ، دون سابق إنذار . هذه قد
تكون صباح الغد ، أو فى العام القادم . ما أجزم به 1- أنه لن ينزوى أو
يتعفن ببساطة ، 2- أن الطريقة الوحيدة للقضاء عليه هى الاجتثاث . وإذا
كان لبنان سيفشل فى هذا ، وإذا لم يكن شهر كافيا لإسرائيل للقيام
بذلك ، فعلى اللبنانيين ألا يتوقعوا دك المطارات والجسور والمنازل فى المرة
القادمة ، وألا يتوقعوا حربا تستمر شهرا ، بل أن يتوقعوا ضربة
نووية ! … ملحوظة : بمناسبة المعتقلين ، الضفدع شن
هذه الحرب من أجل اثنين منهم ، والآن بعد الحرب لدى إسرائيل بخلافهما 14
آخرين زائد عدد من الجثث . وطبعا لن نتحدث ثانية عن من يحرر ومن يجلب
الاحتلال . قبل 12 تموز كما يسمونه لبنانيا ، كانت شبعا محتلة ،
والآن شبعا زائد كل جنوب الليطانى ! براڤو ضفدع ! براڤو
حسابات دقيقة ! … ميدانيا المفروض هذا اليوم الأخير ، وفى
الثامنة صباح الغد ، ستتوقف العملية الإسرائيلية . وطبعا إسرائيل
تستفيد من كل ثانية فى قصف الضاحية الجنوبية بالأخص ، وفى إحكام قبضتها
جنوبى الليطانى . اكتب رأيك هنا
الحرب السابعة : وقف إطلاق النار : 14
أغسطس 2006 : تابع هنا ، أو ربما الحياة أكثر
مللا من أن تحتاج للمتابعة . لو لم يندلع القتال ، فلن يكون هناك شىء
اسمه اليوم الرابع والثلاثون ، ربما نستسمحك أن تعفينا من لعب دور انتظار
ما لا يأتى !
نعم ، ربما ليس هناك يوم رابع وثلاثون ،
لكن هناك الضفدع الأخنف يطيح بكل شىء
متباجحا بأن العالم لا يجرؤ على المطالبة بنزع سلاحه ، بعد أن ‘ فشل
أقوى جيش فى العالم فى ذلك ’ . إنه حتى تحدث عن دور حزب الله فى تقديم
التعويضات وإعادة الإعمار . عدنا للبيزنس المعتاد ، بيزنس ازدواج
السلطة والأچندات الخفية واللعب بالألفاظ . أو ربما إلى ما هو أسوأ ،
فهو ليس فقط يرفض اندماج عصابته فى الدولة اللبنانية الشرعية ، بل يدعوها
هى للانضمام لعصابته . لبنان برمته لن يصبح دولة ، إنما عصابة كاملة
واحدة تحت الأرض . سيصبح صومالا آخر ، دولة هلامية لا رأس لها .
العودة لعصر اللا قانون وفتوات الشوارع وقطاع طرق القوافل . بل العودة من
حقبة الفقاريات متخصصة الأعضاء لحقبة الهلام والطحالب والسراخس أفقية الخلايا
موحدة الوظائف متساوية الرءوس . أو ليس هذا هو أقصى تصور ممكن للعقل العربى
البدوى لفكرة الدولة أصلا ، الصدقات للاقتصاد والفتوات للأمن . ذلك
طبعا إذا ما حدث وتجاوز على سبيل السهو فكرة الاسترقاق والاستحلال ، والرعى
حتى تجدب الأرض والانتقال لأخرى ، وإن اعترضه أحد يقتله ، فالأرض أرض
الله والمال مال الله وقد ذهبت إليك على سبيل الخطأ ؟ ( حديث قديم للغاية أيضا ، عنوانه
الكولونيل لورانس واستجلاب فكرة الدولة القومية لبلاد
العربستان ! ) . القرار 1701 يتوسل فى كل فقرة فيه وجود
دولة ، بل ويبالغ فى منحها سلطات ربما يندم هو نفسه عليها بعد قليل .
بالذات وأنها دولة تأتى عن طريق صندوق الانتخاب ، وليس من الصعب التنبؤ
بقدر العصيان أو المروق أو قطع الطريق الذى يمكن أن تأتى به صناديق الانتخاب فى
منطقتنا . لكنه فى النهاية يظل وثيقة تاريخية نادرة للغاية من نوعها ،
لحالة استجداء عالمى لإحالة قطعة من أرض الكوكب ، أرض لا أحد ، أرض
عصابات ، إلى ذلك الشىء التخيلى اليوتوپى المستورد
‘ الأيديولوچى ’ المفروض فرضا المسمى دولة ! إذن ، إلى اللقاء فى الحرب
الثامنة ، أو ربما حتى الحرب السابعة الفصل الثانى !
حزب الله لم يحقق فى حياته
نصرا واحدا : عملية 1982 ضد المارينز أدت لعقدين من الاحتلال ، خروج
باراك الجبان سنة 2000 كان خوفا من أمهات الجنود وليس من المغوار نصر الله
( وحتى لو هرب من نصر الله فهذه ليست هزيمة لأن إسرائيل لم تقل يوما إن لها
أطماعا فى الأراضى اللبنانية ) . أول نصر يحققه الضفدع كان فى هذه
الحرب . نعم ، نعترف بهذا : تدمير اقتصاد وثروة لبنان التى لا
يملك هو ولا طائفته شيئا منها ، هو أول انتصار حقيقى لنصر الله . أما
عن الحرب ذاتها فلو شئت سنقول إن إسرائيل انتصرت لكن لم تنجح ، وحزب الله
هزم لكن لم يفشل . إسرائيل حققت نصرا عسكريا كاسحا ، لكن إن اعتبرنا
النجاح الحقيقى هو اجتثاث عصابة حزب الله ، فهى قد فشلت . بالمثل حزب
الله لا يهمه إن دمرت كل لبنان أو جاع كل اللبنانيين أو حتى ماتوا ، المهم
أن يزعزع صيغة الدولة القومية وأن يبقى هو وأيديولوچيته وأحقاده الدينية
أحياء ، وبهذا المعيار هو نجح نجاحا ساحقا . اليوم بات الهدف من الحرب واضحا ، قلب
السلطة ، أن يضم إليه كل لبنان ، هذه التى دعا إسرائيل
لتدميرها ، ليس فقط انتقاما من المسيحيين أو السنة ، إنما لأنه يريد
السلطة لنفسه ، كاملة ومباشرة . مع ذلك هيهات له ما أراد ، لأن
هناك حلول كثيرة ، تترواح ما بين بساطة أن يستقل بالجنوب يحارب به إسرائيل
ما شاء ، وما بين طموح أن تحزم قوى الحضارة أمرها ، وتبيده هو وكل
أمثاله . من هنا قد نفترض فى هذه الحرب
الجديدة القادمة ‑التى أتخيل ببساطة أن أميركا وإسرائيل تعكفان ليل نهار
الآن على رسم خططها‑ أن تكون نووية ، وهو الأرجح . وقد نفترض أن
عنوانها سيكون بيروت ، أو سيكون طهران ، وهى الأرجح فى ذلك
الأرجح . أيضا وإن بدرجة أقل قد نفترض أننا لن ننتظر بدء مثل هذا السيناريو
الكبير ، وسنبدأ بالتوازى حرب استنزاف تقليدية تمتد لسنوات تتوغل فى كل
قرية لبنانية بحثا عن فلول العصابة ، وليست كالحرب السابعة تم دخولها على
عجل ، وبدون تهيئة عالميا أو لبنانيا وإسرائيليا داخليا لها . لكن كل
الأحوال ، مرة أخرى لا
أكاد أتخيل أن بوسع إسرائيل خوضها ‑أو مشاركة أميركا فيها‑ بقيادة
أحد غير بنيامين نيتانياهو . مع كل الاحترام للجميع ولاجتهاداتهم ، هى
تحتاج لأمعاء حديدية ، لا تقيم وزنا للخسائر ولا لرأى العالم ولا للنووى
ولا لأى شىء ، فقط تضع هدفا نصب أعينها ، ولا تحيد عنه أبدا .
على الأقل ‑ولو تركنا كل التاريخ
الرائع للرجل ولحكمته ولصفاء رؤيته ولفهمه
العميق للعقلية العربية والمسلمة دونا عن معظم زعماء إسرائيل‑ يوجد
للرجل ائتمان واحد على الأقل برز فى الأيام الأخيرة : أن قال ( مجددا اليوم )
إن كان من غلطة فى هذه
الحرب ، جعلت عصابة حزب الله تفلت برقبتها أو تؤجل هزيمتها المبرمة ،
وجعلتها ‑أى الحرب‑ تشن على عجل وتنهى على عجل ، فهو أن أحدا
لم يقل لفظة سنوات ( ناهيك عن اللفظتين الأخريين : نووى
وكيميائى ) هذه أبدا ، سواء فى رأس السلطة فى إسرائيل أو فى
أميركا ! ما من حرب قادمة بين الحضارة وبين جبهة الرفض العربية‑الإيرانية
ستتم دون لفظ واحدة أو أكثر من هذه الكلمات الثلاث . فى كل الأحوال لا يجب
أن تنسى أن واحدة من ‘ ثوابتنا ’ القديمة
جدا فى هذا الموقع ( أو ربما لأنها نراها من ثوابت الكون ) ،
هى أن القوة هى الحل ، وإذا فشلت القوة ، فالحل المزيد من
القوة ! اكتب رأيك هنا 15 أغسطس 2006 : قد تقول إن الفارق بين الجرذ الألثغ
أيضا
الجرذ الألثغ اخترع مصطلحا جديدا اليوم تحديدا ، مصطلح الممانعة .
يقصد نفسه ، فهو على سبيل الأمانة أو التواضع لا يدعى المقاومة كالضفيدع
ويكتفى بالممانعة . على أية حال ده ما يفرقش كتير عن كلامنا القديم عن المعسكرين :
معسكر المقاومة هنا والآن والموت فى الحال ومعسكر التمسكن حتى التمكن يوم
القيامة الضهر ! وهذه قصة طويلة طالما
خضنا فيها حين تحدثنا عن نظرية حسنين هلوكة المنقولة عن شارل ديجول
والمتمسحة خطأ فى كارل ڤون كلاوسڤيتز الذى يحب الألثغ ترديد اسمه
رغم كثرة ما فيه من حرفى السين والزين . كلاوثڤيتث إللى أنا موش فاهم
لغاية النهارده إجابة ثؤال إيه الثر فى إثاى الأثد رئيث النثام الثورى مبثوط من
نثرياته فى الثياثة والثتراتيچية ، النثرية ‑آسف : النظرية‑
التى أسميناها كيد النسا ، وطبعا أحد أدواتها الأساس هو التمنع ، أو
على رأى النشامى الصغير بشار : الممانعة !
[ على فكرة ، بعد يومين ( تحديدا فى يومى 17
و18 ) ، الهلوكة أدلى
بدلوه ولم يخذلنى . قدم حديثا مطولا للجعيرة ، بالمناسبة قال فيه اسم
كلاوسڤيتز حوالى 10 مرات ، وإن كنت لا أعرف شخصيا منذ متى أصبح
‘ على الحرب ’ هو دستور القومجيين العربجية حيث لا يتحدث أحدهم مرة
دون ذكر اسم كلاوسڤيتز ، وشخصيا كنت حتى وقت قريب أتخيل ذلك الدستور
هو كتاب ما لميشيل عفلق أو خطبة لعبمعصور ، أو لو بعدنا شوية حاجة لشارل
‘ إللى اخترع كيد النسا ’ ديجول . أما من حيث المحتوى ، فلا
شىء جديد عند هلوكة . كل الهراء المعتاد : حزب الله ما حسبهاش صح وكان
لازم يتصل بيه هو الأول ، لبنان دمر وهزم ، حزب الله على الأقل لم
ينتصر ، الغليان داخل إسرائيل ليس مؤشر انكسار إنما مقدمة لانتقام عسكرى
هائل ، إحنا ما شفناش لسه قوة الدمار الإسرائيلية الحقيقية ، ناهيك عن
قوة النيران الأميركية ، إيران هتندك لو حاربت ، كل الصواريخ كلام
فاضى سواء حاولت ضرب تل أبيب أو حاملات الطائرات الأميركية ، ليس المهم أن
تقصف تل أبيب المهم أن تحتلها ، كعرب موش لازم نحارب ، ولا حتى نقطع
الپترول . لغاية كده موش هراء أوى وجايز نوافق عليه . الهراء المعتاد
إللى بجد هو إللى جاى : الصح فقط أننا نبتز لغاية النقطة إللى هننضرب
فيها ، ونقف ! ( حافة الهاوية بتاع ڤييتنام
يعنى ) . باختصار كل
الحكاية هى نفس الحكاية المعتادة من ستين سنة : حاورينى يا كيكا ،
قصدى يا أمريكا . وطبعا المشكلة الجوهرية أنه لا يمكن أن يفهم أبدا حكاية
البنية التحتية ، التقنية والاقتصاد ، وأنها القوة الحقيقية ،
وليست السياسة بتاع كلاوسڤيتز ، وليست الكلام حرفة المتنبى ، أو
القوى الناعمة ، أو إرادة الإنسان زى ما بيحب يسميها . فهمنا أنه موش
عاوز يحارب ، وده ‑قصدى أننا فهمنا حاجة‑ إنجاز كويس
جدا . لكن ما فهمناش هو ليه إحنا بنعادى أميركا وإسرائيل أصلا ؟ وليه
نبتز وليه ‘ نمانع ’ وليه نعوج رقبتنا ؟ إيه هو الهدف ؟ ليه
لأ التبعية الصريحة البسيطة ؟ ده اقتصاد واحد عالمى ، ومصر إللى
عاوزها ‘ تقطع العلاقات ’ و’ تفتح باب التطوع ’ ، مجرد
مشاركة فيه . وموش شايفة حاجة وحشة من حد ، بالذات من الكبار ،
أميركا وإسرائيل . وشايفة أنها ممكن تمشى فى السكة دى ألف سنة قدام من غير
مشاكل غير تحديات الاقتصاد والعلم والمنافسة العادية . ويتحرق أبو فلسطين
على أبو سوريا على أبو لبنان ، إن كانوا موش عاوزين يمشوا زى بقية خلق
الله .
يا هلوكة ،
العالم على أيامك كان بيتقسم شيوعية ورأسمالية ، النهارده بيتقسم رأسمالية
ورأسمالية . يا ريت تفهمها بقى ، تنسى قليلا النظرية العربجية
المتمحورة حول الذات التى تقسم العالم لنحن والآخرين ، وتتبنى شيئا من
الجلوبية فى نظرتك ، وببساطة تقسم الأعداء والأصدقاء بناء على موقفهم من
الاقتصاد العالمى : أنت جواه ولا براه ، أنت حداثى ولا حفرية
منقرضة ، أنت بتبنى ولا قاطع طريق ( حفرية دى كانت ولا مؤاخذة تسميتى
القديمة للهلوكة قبل ما ابتديت أتنور من
كام شهر وأفهم شوية هو عاوز إيه ، وأسميه كيدهن
عظيم ! ) . ساعتها يا هلوكة هيتنور مخك فجأة أن إسرائيل صديقة
وحماس عدو ، أميركا قائدنا العظيم الذى نفخر به ويفخر به كل عصر ما بعد‑الصناعة
بحضارييه ومتحضريه معا ، وبشار ونجاد مجرد عيال بيلعبوا فى شخاخهم على رأى
رسوم مصطفى حسين فى القذافى ، مصر والسعودية والأردن ‘ متجمدة ’
وواقفة تتفرج صحيح ، لكن المفروض عليها تغزو سوريا موش أى حاجة
تانية ! يا
الهلوكة ، أنت بتقول التاريخ بيقول إن إسرائيل كيان مزروع
وهيزول ، والعرب هم المحيط وهيبقى . أنا بأقول التاريخ الطبيعى بيقول
إن إسرائيل كيان يؤمن بالتقنية وبالفلسفة المادية وهيعيش ويتوسع ، والعرب
محيط تؤمن چييناته بالتخلف
والعناد ، قصدى بالعزة والكرامة ، أو بإرادة الإنسان بالمصطلح إللى
بتحبه ، وهينكمش وينقرض . الأيام بيننا ، وأولادنا بيننا ،
ويا ريت أطلع أنا إللى غلط !
أين أصلا
التاريخ الذى تتحدث عنه والإنجليز كانوا كيانا مزروعا وسط الهنود الحمر ،
ومع ذلك أبادوهم وأسسوا فى شمال أميركا أعظم حضارة فى التاريخ . ثم أليس
الأبوريچين قصة ثانية ؟ ثم أليس الكلام عن إرادة الإنسان هو ما يسمى فى
الفلسفة بالمثالية وقد عفا عليه الزمن ، ولا نقول إنه مرفوض منذ
أرسطو ؟ لا أحد ضد إرادة الإنسان كفعل له حدوده أو ثانوى فى التاريخ ،
لكننا ضد إرادة الإنسان إن أصبحت عنادا ضد أمنا الطبيعة وقوانينها وضد التطور
وقوانينه . أليس ما فعله الهنود الحمر وأشباههم ، هو بالضبط نوع
الإرادة الإنسانية الذى تطبل له لدى العرب ؟ ثم أخيرا هل أنت متأكد أنك
وأقرانك فاهمين كلاوسڤيتز صح ، موش زى ما قلنا قبل كده إن صاحب مفهوم الحرب الإجمالية
كان يقصد أن الحرب والسياسة معا ليستا إلا الاقتصاد بوسائل أخرى ، أو
ربما بالأحرى : الحرب والسياسة والاقتصاد كلها معا ليست إلا التقنية بوسائل
أخرى ؟ بس لغاية حاجة من دى ما
تحصل ، يا ريت كمان علشان خاطرى ، تمسح شوية الفرحة الزيادة إللى على
وشك ، وإللى موش ماشية خالص مع الكلام ، وإللى جايز إحنا عارفين
سببها ، إللى هو كرم الجعيرة الكبير إللى باين عليه المرة دى أتخن من
المعتاد ! أو جايز تحت الأمور أمور ،
وغسان بن جدو وعده بالهبرة الكبيرة ، فلوس إيران ، إللى بيوزعوها
بالرزم ع الأرصفة اليومين دول . أقصد وعده يكلم له محسن بيه علشان وظيفة المستشار السياسى لحسن نصر الله ، إللى طول الحوار هلوكة بيقدم مسوغات تعيينه لها ، أحيانا
بطريقة ذليلة . أو ذليلة ليه ؟ الراجل طول عمره هى دى وظيفته : مستشار الزعيم الملهم
للأمة إللى بيودى كل الأمة فى داهية ! … أخيرا ، ملحوظة أخوية وودية جدا للمسكين الأستاذ
هلوكة : حتى لا تفقد سمعتك فى عيون مريديك ، وأنا أعرف 100 واحد منهم
على الأقل ، بلاش تتكلم من الأصل فى الإسلام . أنت علمانى ولا تخفى
هذا وده الشق المحترم ( الوحيد ؟ ) فيك ، لكن أشك أنك تعرف
حاجة عن الإسلام حتى لو قلت إنك قابلت حسن البنا نفسه . يا ريت تفكر تانى
فى الإسلام من خلال الشاب إللى حكيت مرة عنه فى المعتقل إللى ما بيبطلش صلاة
وبيقول ربنا قال ما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون ، وساعتها جايز تفهم حسن
البنا نفسه أحسن . الفكرة إللى أنا عاوز أقولها ، أنك لما تقول
النهارده فى حديثك إن إيران تناور ولن تحارب ، هيطلع بعد شوية أنك
بتعك ، والموضوع موش محتاج لأولادنا علشان يبان ، إنما كلها مسألة
شهور . يا سيدى ، الملالى زى الضفدع زى حماس زى البنا زى الشاب ده زى أصحابى القدام بتوع أسيوط ، لا
يحسبون شىء ، بل لا يسمحون لأنفسهم بفكرة الحساب أصلا . هم ببساطة
يتلقون ليلا رسائل من السماء ، ورسائل السماء ‑كما لعلك تعلم‑
لا تحتمل التفاوض أو الحلول الوسط . هذه الرسائل تحدثهم عن تشخيص رائع جدا
لكل شىء وبسيط جدا لحد الجمال : الهوان سببه الفريضة الغائبة ، والحل
هو العودة لجهاد السلف الصالح . وبقية كلامى المستهلك ده أن
واجبنا عليهم أن نقتلهم ، ليس فقط لنخلص مجتمعاتنا من تخلفهم وشرورهم
وغباوتهم ، إنما أساسا رحمة بهم وإنقاذا لهم من العذاب اليومى المقيم الذى
يعيشونه بسبب فشلهم فى تنفيذ تلك التعليمات السماوية . حتى لو كان فيه فعلا
البعض بيناور ويلعب سياسة ويقول التمكن ولو يوم القيامة ، وأكيد دول إللى
بنيت حساباتك عليهم ، فإن كل ذلك ينتهى فى لحظة بمزايدة شاب صغير يذكرهم
بأن كانت للسماء تعليمات يوما ! ] . على أن ما لم يقله لنا الجرذ أبدا اليوم هو لماذا
لم يطل برقبته الطويلة من حجره ويتباجح بهذا الكلام حين كانت النيران
مندلعة . وطبعا لم يقل لنا أبدا ، لماذا لا يستجلب سحر المقاومة
الباهر لتحرير الجولان ، بدلا من إلقاء مواعظ الوطنية والعروبة على كل
الدنيا . فقط المختصر المفيد فى هذا الخطاب غير المختصر غير المفيد ،
هو أن الرجل حل لنا مشكلة شبعا حلا
نهائيا ، بحيث نفى كل شك أو خلط يخصها ، وقصة
الورقة جاية ، الورقة ما جتش . قال حين يعود الجولان لسوريا سنجلس لنبحث
النقاط العالقة بيننا وبين لبنان . يا سلام سلم ! يا لبنانيون ضحوا
حتى آخر لبنانى من أجل إعادة الجولان ( قال حين يعود الجولان وليس حين أعيد
أنا الجولان ‑لاحظ ! ) ، ساعتها سنجلس ، ستطالبوننا
أنتم بشبعا ، ونطالبكم نحن ‑وكما تعلمون من ألف سنة‑ نطالبكم
بكل لبنان بما فيها شبعا ! المطلوب اليوم من الرئيس مبارك
‘ نصف الرجل ’ الذى ‘ لم يحصل على شىء من جراء هرولته وراء
السلام ’ ، أن يخرج لنا بتصريح بسيط يذكر فيه الجرذ الألثغ أننا حصلنا
على سيناء التى تفوق مساحة سوريا برمتها ، بينما ‘ الحذاء الإسرائيلى ’
موجود فى الجولان يدوس على رقبته الطويلة المتطوحة ، وهى تتحدث عن النصر
العظيم ! أيضا أتمنى عليك ، سيدى ، أن تسأله : إذا كان هذا
هو تعريفه لأنصاف الرجال ، فما هو تعريفه لأصفار الرجال ؟ أيضا سيدى الرئيس أذكرك بسؤال
صغير جدا لكن لموقعنا هذه المرة ، كاد يتعفن من كثرة قدمه : متى سوف ينفذ صبرك
وتعلن الحرب على سوريا ؟ اكتب رأيك هنا
18 أغسطس 2006 : لليوم
الثانى على التوالى تتواصل مشاهد دخول الجيش اللبنانى لبلدات الجنوب .
لن أتردد كثيرا فى المسارعة
لتسمية ما يحدث بالآتى : ثورة الأرز الثانية . مشاهد الاستقبال
الشعبى للجيش مذهلة ، فاقت أى توقع ، بل بالأحرى جاءت على العكس من كل
توقع . فتيات القرى الشيعية خرجن بلا حجاب ، جنبا إلى جنب مع الشباب
والكهول والأمهات وقد انحسرت الأحجبة إلى أكتافهن هن أيضا ، الكل يرقص
ويغنى ويزغرد ، ويرفع علما واحدا ، علم الأرز . كل شىء
علمانى ، من الغناء الفلكلورى اللبنانى حتى الرقص الفلكلورى حتى الأزياء
المعاصرة أو التقليدية ، عادة نثر حبوب الأرز وبتلات الورد ( وليس
الآيات والتعاويذ وإشارات التوحيد بإصبع السبابة ) ، فقط وبدقة مخيفة
لا شبهة دينية فى كل ما يحدث . المفروض هذه قرى شيعية واقعة تحت سيطرة
قبضايات حزب الله ، ورفع الحجاب أو رقص الدبكة أو الاختلاط بين الفتيات
والشبان ، ناهيك عن رفع شىء غير علم الشيطان الأصفر ، أى منها كان من
الممكن أن يودى بك لمحكمة دينية سرية أو ربما للموت .
إن
ما يحدث هو انفجار نفسى بكامل معنى الكلمة ، أعظم لطمة تلقاها الوجه السمين
الصلف للضفيدع فى حياته . إن كما هائلا من الكبت والقهر والإرهاب ، قد
مرغ به الوحل أمس واليوم والأيام القادمة . إنها انتفاضة هائلة ، ثورة
الأرز الجنوبية ، لا أدرى كيف لم يحللها أحد على هذا النحو بعد .
بل إنى أرى ساعات مطولة منها على شاشة الجعيرة مباشر ، تبثها دون أن تعرف
حقيقة مغزاها ، أو لعلها تتخيلها احتفالات بانتصارات حزب الله ، الذى
كان مجرد التفوه فى وجه أحد أعضائه بكلمة دخول الجيش للجنوب ، هو خيانة
عظمى تستوجب القتل الفورى العلنى . صورة الحريرى التى كان يمكنك أن تلمحها
اليوم وأمس ( بينما لا أثر بالمرة للطلعة البهية
للضفيدع ! ) ، هى إعلان صريح للعصيان والثورة . لا نريد أن
نحمل الأمور بأكثر مما تحتمل ، حتى وإن احتملت ، فقط يكفينا أن نرى فى
هذا الكرنڤال الرائع ، فرحة الإنسان اللبنانى البسيط المرهوب
المقهور ، بأنه أصبح كبقية ‘ خلق الله ’ عبر العالم ، له
دولة وجيش وكيان ونظام واحترام للذات ، وليسوا مجرد حفنة من العصابات وقطاع
الطرق . هذا
يستدعى مرة أخرى المقارنة بين الضفيدع وطنطناته وبين عبمعصور . خرج مليون
مصرى يطلبون من هذا الأخير عدم التنحى بعد هزيمته . ثم خرجوا أنفسهم مرة
أخرى يشيعونه عند موته . لكن عندما جاء نيكسون ليزور مصر ، خرج خمسة
ملايين لاستقباله ! … إسرائيل ترفض أن تكون
ضمن القوات الدولية قوات من ماليزيا أو إندونيسيا . طبعا عندها حق !
كلنا فاهمين اللعبة ، وإزاى الأمور بتمشى فى الزاوية أو المسجد إللى على
ناصية شارعنا . صناديد حزب الله ، هييجوا لهم فى البداية بالشيشة
والحشيش وجايز كمان بالبنات ، ويسهروا معاهم كل ليلة . وبعد كام أسبوع
يبتدوا يقنعوهم بحاجة اسمها الجهاد . شوبة بشوية هينسوا الشيشة والحشيش
والبنات ويبتدوا حاجات تانى ! اكتب رأيك هنا 18 أغسطس 2006 : هل تريد تقييما عسكريا تفصيليا ودقيقا
للحرب ؟ خبطة صحفية ممتازة للنيو يورك تايمز اليوم ،
التقت فيها بقائد عسكرى إسرائيلى رفيع ، لم تذكر اسمه ، لكنها وصفته
بأنه مطلع على كل شىء بكامل تفاصيله . وبالفعل كانت المقابلة مطولة جدا
وحافلة بالتفاصيل . الخلاصة أن تم تدمير كل الصواريخ متوسطة وبعيدة
المدى ، أو 80 0/0 على الأقل منها . وقد وصل
أداء المنظومة الإسرائيلية فى قصف منصاتها ( من طائرات المراقبة والرادار
تسلسلا حتى المدفعية والقذائف عالية الدقة ) ، إلى حد تدميرها فى غضون
45-60 ثانية من لحظة الإطلاق ، وهو شىء غير مسبوق فى التاريخ
العسكرى . ويزعم ذلك القائد العسكرى الكبير أن نصر الله لم يقصف تل أبيب
لسبب غاية فى البساطة أنه لم يعد لديه ما يقصفها به ! عشرات التفاصيل من هذا النوع ، لكن عن حسن نصر
الله يقول المصدر إن قرارا اسرائيليا بقتله قد اتخذ ، والمسألة مسألة
وقت . وقد أضيف من عندى ، وعلى نحو شبه جازم ، أن السر فى
الإعلان عن لقاء نصر الله ولحود ، ثم إلغائه ، يرجع لأن رسالة واضحة وصلت بالطرق
الدپلوماسية مفادها أن أى اجتماع علنى لنصر الله مع أى أحد ، ولو السنيورة
نفسه سوف يقصف ( ناهيك طبعا عن اجتماع له مع ذلك اللحود ، قطعة البراز
الصغيرة التى تركها أحد الجرذان فى لبنان قبل أن يفر هاربا كالعادة لجحرة
سوريا ) . اكتب رأيك هنا 28 أغسطس 2006 : خطبة خنفاء شجية جديدة للضفيدع ، لكن
مفاجئة فى نبرتها الخفيضة للغاية . فيها يعترف ويعتذر قائلا : سامحونى ، لو كنت أتخيل رد الفعل الإسرائيلى
الهائل لما اختطفت الجنديين . عبمعصور قال كده برضه فى يوم م الأيام ،
وسلم لى ع ‘ توازن الرعب ’ وع ‘ الحسابات الدقيقة ’ وع
‘ النصر الستراتيچى ’ ! ما علينا ، ولا شماتة ، فقط
بعض الأسئلة البريئة : هل احتاج الأمر 33 يوما حتى يكتشف الضفدع الأخنف
هذا ، ولماذا لم يرجع الجنديين المخطوفين من اليوم الأول بعد أن اكتشف نية
إسرائيل التدميرية المبيتة . أم من حقنا أن نسأل بذات البراءة هل الحقيقة
أن كان هذا التدمير نفسه تحديدا ، هو الهدف وراء خطف الجنديين ، كى
تسوى ثروات كل غير الشيعة بالأرض ، وتتساوى الرءوس فى الفاقة والتخلف
والأصول الوضيعة ؟ سؤال أخير هو ليه الضفيدع الجعجاع المتنافخ دوما يتكلم
هذه المرة بتلك الذلة والضعة المهينتين غير المسبوقتين ؟ ليس لدى جواب سوى
أنه ربما رأى أحمدى نجاد فى المنام ، وهو يخطب فيهم فى الجحيم ‑أقصد
فى الجنة‑ قائلا : سامحونى ، لم أكن أتخيل أن رد أميركا على
ألاعيبى الصبيانية البريئة سيكون نوويا ! اكتب رأيك هنا [ تحديث : 26 سپتمبر 2006 : قبل
أربعة أيام خرج علينا الضفيدع بطلتعه البهية وخنفته الشجية ، فى شىء
أسماه مهرجان الانتصار . طالب باستقالة الحكومة الخائنة ، ولنفسه
بالحكم كل الحكم فى لبنان . قانون انتخاب جديد ‘ يترجم انتصارات
المقاومة ’ حسب كلامه . المطلوب للدولة كلها أن تكون قوية ( طبعا
بمعنى أن تكون مقاومة أو ممانعة أو أيا ما كانت موضة تسميات الدلع هذه الأيام ) .
كل هذا متوقع ، لكن انظر للطريقة الملتوية التى استخدمها ، ونركز فقد
على نقطتين : 1- طالب بشىء اسمه حكومة إجماع وطنى .
تخيل حكومة إجماع وطنى ، وفين ؟ فى لبنان ، إللى ما فيهوش اتنين
بالعدد يتفقوا على نفس الحاجة ! هنا تكمن الخدعة ، مجاراة الآخرين فى
الكلام ، لكن مع اختيار الألفاظ بحيث تسمح بإضمار العكس بالضبط مما تعنيه
فى الظاهر ( ارجع لمتابعتنا لكل تصريحاته منذ بداية الحرب ، كى
تفهم كيف يلعب نفس هذه اللعبة طوال الوقت ، ولا يمل أبدا من
انكشافها ) . إذا كنتم جميعا تطالبون بحكومة قوية ، فأنا أيضا
( الذى تحدثت قبل لحظات عن أننا أعدنا تكوين ترسانتنا فى أيام وبات لدينا
من جديد 20 ألف صاروخ ) ، أطالب بحكومة قوية . أعطونى الحكم
وهاجروا فستكون حكومة قوية . هذه واحدة . إن لم يكن فلتكن حكومة إجماع
وطنى ، حكومة حوارات × حوارات حتى يوم القيامة الضهر ، حيث لا قرار
واحد يتخذ . وهذه ببساطة هو وصفة نشهد له فيها بالعبقرية لحكومة مؤبدة
الضعف ، بحيث تسرح وتمرح عصابته ما شاء لها فى الشوارع . 2- قوله إن سلاح المقاومة لن يدوم للأبد . اللعب بالألفاظ مرة أخرى . بحكم خبرتى التى لا أفخر بها
بالإسلاميين وأچندتهم ، أقول على مسئوليتى إن الرجل صادق فى هذه .
سلاح المقاومة لن يدوم للأبد . هذا صحيح . يوم يعتنق كل أهل الأرض
الإسلام أو يقتلون ، أو باختصار فى الحالتين ‘ يوم يكون الدين لله
كله ’ ، لن تكون هناك الحاجة لأى سلاح وسيعم السلام كل العالم
( أو على الأقل هكذا يتخيل كل فريق إسلامى عن دينه هو الشخصى ) ! … على أن ما أردنا قوله اليوم شىء
آخر أهم : مدلولات قداس أمس الأول الذى جمع من اللبنانيين أضعاف من جمعتهم
مظاهرة ‘ انتصار ’ حسن نصر الله . هذا يحمل مؤشرات كثيرة مفرحة
وضخمة . هذه الأعداد من المسيحيين فقط تحركهم التصريحات
العنيفة الشجاعة لسمير جعجع ، فما بالك لو كانت تمثل كل الردود الأخرى
العنيفة على كلام حسن نصر الله ، التصريحات
العنيفة الشجاعة لوليد جنبلاط ( ومن خلفه الدروز ) ضد نصر الله فى
ذات اليوم ، والتصريحات
العنيفة الشجاعة لسعد الحريرى ( ومن خلفه السنة ) الذى قال بسخرية
نحن باقون فى لبنان . هم راهنوا على رحيلى ورحيل جنبلاط ورحيل السنيورة قبل
حلول شهر رمضان ، لكن ها نحن كاتمون فوق أنفاسهم ولم يرحل أحد . المدلول الأول أن سيناريو آذار يتكرر ،
مظاهرة حاشدة للعصابة ، يرد عليها بالضعف فى تلك المرة ، وبالأضعاف هذه
المرة ، من أنصار القوى الأخرى . هذه هى روح المقاومة أو الممانعة
الحقيقية ، التى ترعب حسن نصر وأسياده فى دمشق وطهران ، أو حتى فى
السماء !
المدلول الثانى والذى لا نعرف حجم
تداعياته بعد ، هو ما تجسد من
بوادر وحدة مسيحية فى ذلك القداس . الكل ملتف حول القوات اللبنانية وحول
شخص سمير جعجع . بينما ميشيل عون يعانى صقيع
الخيانة والعار ، فى سعيه الذليل لمقعد الرئاسة ، معتقدا بغباء مذهل أن
المؤهلات المطلوبة لذلك المنصب لا تزال كما هى يوم أعطى لإميل لحود . أيا
ما كانت مراراته تجاه فريق 14 آذار ، وشخصيا حاولت بصدق فهمها ولم
أستطع ، لا يوجد شىء فى الدنيا يمكن أن يبرر وصول المرء لدرك أن يضع يده فى
يد مجرم أصولى ظلامى معمم اسمه حسن نصر الله ! نقول للچنرال عون ، باختصار ، أو اقتباسا عن يسوع
الذى لعله يؤمن به : بماذا يفيد الإنسان لو ربح الرئاسة وخسر لبنان ؟
ما الكرامة أصلا أن يكون المرء رئيسا لبلد إن جعلت الصوت الأعلى فيه لعصابة كحزب
الله ؟ ألن تشعر ساعتها بالعار من كرسيك وبلدك ونفسك ؟ أعتقد العودة
لپاريس أكرم وأشرف مليون مرة من هذا الطموح الوضيع ؟ التداعيات التى نقصدها ، هو
السؤال الذى لا مفر منه : متى
ستبدأ قوى الحداثة تسليح نفسها لدخول الحرب التى لا مفر منها ضد حزب الله ( وربما أيضا ضد حركة أمل ، وإن كنا لا نأمل
هذه ) . هذه حرب لا يمكن تفاديها حتى لو أسقطت أميركا وإسرائيل
ريچيمات طهران ودمشق غدا . فالتكليفات الإلهية بكون ‘ الدين لله
كله ’ ، التى لدى نصر الله أشباهه ، تكليفات لا تحتمل التأويل
ولا المساومة ولا التفاوض ولا الحلول الوسط ولا موائد الحوار الوطنى ، و’ الآخرة
خير وأبقى ’ ، ومن تضييع الوقت فى محاولة إقناعهم بأى شىء آخر
( مرحبا بالحوار نعم ، لكن تعريف الحوار هو أن تؤمن فتح بقال الله
وقال الرسول ، وأن يؤمن اللبنانيون بولاية الفقيه ، الدعوة ولا شىء
غير الدعوة هو تعريف الحوار وفائدته ، ذلك أن المحتوى لا تفاوض عليه أصلا ) .
على الدروز والسنة حزم أمرهم بالمثل فالوقت يمر . وعليهم الاعتبار مما رأوه
فى قداس الأحد ، من نقلة نوعية كبرى لم تحدث منذ زمن بعيد ، ألا وهى
الميلاد الكبير لوحدة الصف المسيحى ، والذى لا شك أنه ما أن يبدأ بتسليح
نفسه حتى سيكون قوة يحسب لها ألف حساب . هذه الوحدة المسيحية يجب أن تكون
النواة العظيمة لوحدة الصف الحداثى ككل ، ضد قوى الغيب والظلام
والجهالة ، فى معركة قريبة بدأت بالفعل تتكاثف سحبها . المطلوب فقط أن
يكون الجميع أكثر جرأة وصراحة ويقولون ما فى الصدور فعلا . يقولون إن
لبنانيين مثلهم هم عدوهم الحقيقى ، وأن أميركا وإسرائيل وسائر العالمين
الحضارى والمتحضر ( بما يشمله هذا الأخير أيضا من دول عربية
كثيرة ) ، هم حليفهم الأكبر فى هذه الحرب ، وأن يطلبوا منه الدعم
والمساندة علنا وبلا مواربة أو براقع خجل . … شىء ثالث قديم قبل نحو أسبوعين لم
نتوقف عنده فى حينه ، لكن بما أننا عدنا للكتابة فلا بأس من تدوين
ملاحظة ، أو بالأخرى اختتام الكلام بنكتة . سوريا تعد كوفى
أنان ، بأنها ستتولى حماية حدودها مع لبنان ، لمنع تهريب السلاح لحزب
الله . هل أعطوا القرد مفتاح الكرار كما يقال عندنا فى مصر ، أم أن
السيد أنان يعرف جيدا ما يقول ، وذهب لسوريا للاطمئنان أن تسليح حزب الله
يسير على ما يرام ! ] .
3 أكتوبر 2006 : لقاء
كوندولييززا رايس اليوم
فى القاهرة مع وزراء خارجية ثمانى دول عربية ، هى دول مجلس التعاون زائد
مصر والأردن ، هو حدث تاريخى مهم بلا شك . لطالما طالبنا بمثل هذا
التقسيم ، والذى تحقق اليوم على النحو الصحيح ( تقريبا ) لأول
مرة ، ومنذ فجر هذا الموقع وقلنا إن أى
سلام تنجو منه جبهة الرفض العربية‑الإيرانية لهو أسوأ من أية حرب ،
بل ومنذ آخر السبعينيات نفسها ، حيث قناعتى الثابتة هى أن العرب يجب
تقسيمهم لجناحين لا يمكن إلا أن يتحاربا ، بل ويجب أن يتحاربا بأسرع وقت
ممكن ، جبهة الصمود والتصدى والآخرون . لكن طالما اختلطت
الأوراق ، ولطالما ضم العرب سوريا لكل شىء ، فأجهضت كل شىء . الأمور كانت تبدو لنا بديهية ،
لكن للأسف ليس للآخرين . كلمة ‘ تقريبا ’ هذه
المذكورة لها بعض الأسباب أو التساؤلات حول الاجتماع : هل قطر دولة
معتدلة فعلا ، وهى من الدول الثمانية المختارة ؟ هل يكفى وجود
أكبر قاعدة عسكرية أميركية على أراضيها لنفى كونها دولة داعمة للإرهاب ؟
أليست البلد الوحيد فى العالم الذى لقناته الإخبارية الرسمية المسماة
الجعيرة ، سجناء فى جوانتانامو ( له لحم ودم واسم هو سامى
الحاج ) ؟ أليست الوحيدة من بين كل إعلام العالم التى لها مدانون
بعضوية القاعدة من قبل القضاء الإسپانى ( له لحم ودم واسم هو تيسير
علونى ) ؟ والوحيدة التى قصفت مقارها عمدا فى بغداد وقتل مراسلها فيه
( له لحم ودم واسم هو طارق أيوب ) ؟ أليست هذه هى القناة الوحيدة
فى العالم التى فكر الأميركيون والبريطانيون فى قصف مقرها الرئيس فى الدوحة
نفسها ، باعتباره هدفا حربيا خلال الحرب على ريچيم صدام ؟ هل هذا
إعلام ورأى أم عصابة إرهابية مجرمة ، أم هل كنا فى أفجانستان والعراق فى
لعب عيال وليس فى حرب يقتل فيها ناس بسبب ما تقوله الجعيرة ، أم لعل القضاء
الإسپانى هو المرتشى أو غير المستقل أو العسكرى أو الذى يشتغل بقوانين
طوارئ ، كما لا تكف تلك القناة عن وعظنا دوما بخصوص القطاع غير العميل لهم
من قضاة بلادنا ؟ دعنا من الجعيرة أو بفرض أنها مسألة تافهة ، أليست
قطر بكامل هيئتها السياسية العليا ، هى راعية خالد مشعل وأشباهه لعقود
وعقود ؟ ألم بالمثل تتواطأ مع حسن نصر الله فى وقت كان لا يؤيده فيه سوى
سوريا وإيران ؟ أليس من الأفضل ضم تونس مثلا للتحالف ، وهى أكثر الدول
العربية جذرية فى التحديث ( مثلا البلد العربى الوحيد الذى تحارب فيه
الدولة الحجاب رسميا ) ؟ أم أن كلما قل العدد
كلما كان القرار أسرع وأنجع ؟ المهم ، إيران هى لب الموضوع ، وإن لم
يقل أحد ذلك . فالواضح أن بوش لا يريد الانتظار حتى انتهاء انتخابات
الكونجرس ، بل بدأ الإعداد من الآن وسينتقل للفعل بعد نوڤمبر .
ما قالوه شىء آخر ، أن الموضوع الأساس هو حل المشكلة الفلسطينية . هذا استخفاف بالعقول ، ولا أحد فى العالم كله
اليوم يتخيل أن ثمة حلا لهذه القضية . حماس لديها تكليفاتها الإلهية
( هذه تسميتنا ) ،
أو ‘ محدداتها الشرعية ’ ( هذه تسمية حماس نفسها الجديدة التى
ظهرت مؤخرا خلال ما سمى بمفاوضات حكومة الوحدة الوطنية ) . نقيب العربجية طنطن كثيرا أنه سيذهب بالقضية لمجلس الأمن . وجمع
ربطة المعلم ، وذهبوا وألقوا كلمات ، لكن كل المظاهرة أجهضت فى لحظة
بكلمة من إسماعيل هنية تنفى ما قاله محمود عباس من على منبر مجلس الأمن ،
أنهم وافقوا على وثيقة الأسرى والاعتراف ولو ضمنا بإسرائيل . وبعد ساعات
سحبوا توقيعا ماديا فعليا لهم على مشروع الحكومة المشتركة ، يعترف بكل هذا .
وخرجوا بكلمة بديلة لكل كلمة ، من قبيل أنهم وقعوا على
‘ احترام ’ الاتفاقات المبرمة ، ولم يوقعوا على قبولها ،
وهكذا ، لعبة الكلمات السورية حزب اللاوية ، أو العربية عامة . نقول حتى لو قبلت إسرائيل
التفاوض . وحتى لو قبل محمود عباس صفقة سلام معينة . وحتى لو ذهب بها
إلى استفتاء وقبلها 90 0/0 من الشعب الفلسطينى .
وحتى لو مر كل ذلك دون عملية حماسوية فى قلب إسرائيل توقف المفاوضات . ماذا
سيحدث حينئذ ؟ هل ستقبل حماس بإرادة الشعب ؟ طبعا لا . حاكمية
الله فوق حاكمية الشعب . وليس من حق الشعب أو غير الشعب التفريط أو عدم التفريط
فى ‘ المحددات الشرعية ’ . ما سيحدث هو فقط اتساع هائل وصريح
لنطاق الحرب الأهلية ، التى بدأت بالفعل على نطاق غير مسبوق فى غزة فى
اليومين الأخيرين ، وسقط خلالها عشرات القتلى من الجانبين ( بينما
الحقيقة أن ما فعله الفتحاويون لم يزد عما كانت تفعله حماس يوميا طيلة الأعوام
السابقة ، مظاهرات مسلحة واستعراض للقوة وإطلاق للنار فى الهواء . ما
اختلف هذه المرة شىء واحد : حماس فى الحكومة ، ولديها رخصة إلهية بفعل
ما لم يخطر ببال حكومات فتح أبدا : أن أطلقت النار على المتظاهرين ! [ بعد أيام من هذا مارست حماس
المزيد من لعبة التلاعب بالألفاظ من جديد ، لكن هذه المرة بمستوى الأستاذ
الأكبر حسن نصر الله ، وليس بطريقتهم الساذجة فى نقض ما وقعوا عليه قبل
ساعات ، باعتبارها كلها اتفاقيات حديبية قابلة للنقض . نقصد مستوى أن
لا يفهم ولا يذكر أحد قط ما يقصدونه حقا . قالوا نحن نرفض المبادرة العربية ونقبل الشرعية العربية . أنا لم أجد شرحا ‑مع أو ضد‑ لهذه العبارة من أى
أحد على قنوات الساتيلايت ، رغم أنها واضحة جدا : فى اللحظة الحاسمة
حين تواجههم بذلك الالتزام بـ ‘ الشرعية العربية ’ سيقولون لك نحن كنا نقصد شرعية الشعوب لا شرعية الحكومات ! المسألة كلها أنهم يريدون حلولا
لفظية لكل شئون الحياة ( وأيضا بالطبع شئون ما بعد
الحياة ! ) ، كلمات يفسرها كل طرف تفسيرا عكس الطرف الآخر 180
درجة . ذلك حتى تمر السنوات الأربع ، ويتم أسلمة المزيد من المدارس
وبناء المزيد من الجوامع ، لكن لا شىء أكثر . يقولون لك وهل يوجد شىء
آخر ؟ الحصار ؟ الجوع ؟ عدم صرف أية مرتبات ؟ كيف تتحدثون
فى مثل هذه التوافه ؟ هذا عيب ، ولا يناسب الكرامة العربية ،
والوعد الحق للإسلام . الشعب الفلسطينى صامد ولا يهمه جوع بطنه . ولا
يقولون لك لماذا ثار من الأصل على حكومة فتح وكانت على الأقل تطعمه ؟ لا نعلم !
ثم لماذا لا يشمل ذلك الصمود أبدا ما يسمونه بأسر الشهداء ، وبقصدون هؤلاء
الذين بعثتهم حماس فى عمليات انتحارية . والآن لا تستخدم أموال الشعب
الفلسطينى الحكومية إلا فى شىء واحد ، لا ينفق مليم حكومى إلا على شىء
واحد : سداد ذلك الدين القديم المسئول فى الواقع من منظمة حماس وليس من
حكومة تخص كل الفلسطينيين ، وأموالها هى أموال كل الفلسطينيين . إذن ، المهم التفاوض ثم
التفاوض ، كلام يحتمل الشى وعكسه على الطريقة الضفدعية الأخنفية ، مع
كلام كثير عن مقاومة لا نراها أبدا ، على الطريقة الجرذية الجولانية .
لأنها هى أيضا ككل شىء فى الظاهرة الكلامية المسماة العقل العربى : مجرد
كلام ! أو كأن الجوع هدف فى حد ذاته كما فعل نصر الله فى لبنان التى
دمرها . نعم ، حماس
الغر تعلمت الكثير مؤخرا من لمسات فضيلة الضفيدع البارعة بتاع ‘ الحسابات
الدقيقة ’ و’ النصر الستراتيچى ’ ! ] . 10 أكتوبر 2006 : أحيانا لا
يعرف جهابذة معسكر التخلف ماذا يقولون ، أو بالأحرى يفقدون بوصلتهم
النضالية ، فيزعزعون أساساتهم الأيديولوچية والسياسية هم أنفسهم ،
أكثر مما يضرون بالعدو . إنهم فريق من جامعة واشينجتونية يسارية
( كأغلب جامعات العالم ! ) ، هى ‑ولا غرابة ،
فما أشهر منها فى حيادها الأكاديمى جدا ، جامعة چون هوپكينز . قالوا اليوم
إن من قتلوا منذ الغزو الأميركى للعراق هم قرابة 650 ألفا . ما أرادوا قوله ( بمناسبة انتخابات الكونجرس طبعا ) ،
هو أن الغزو الأميركى فاشل ، وأن صدام حسين ‑على العكس من چورچ
دبليو . بوش‑ كان ملاكا بريئا . لكن ما قالوه فعلا ، وطبعا
دون أن يقصدوا ، هو إن الإبادة الكتلية المنظمة ، لنقل لـ 500 ألفا
مثلا ، ستكون فعلا مبررا ورحيما . أنا شخصيا لو لدى ترخيص بقتل 500 ألف عراقى مقابل استتباب
مطلق وأبدى للأمن ، لفعلتها بسهولة . لأمرت سكان كل بلدة بالرحيل عنها
( كما حدث أكثر من مرة فى الفالوجة والرمادى وغيرهما ) ، ثم
قصفتها كيميائيا بعد ذلك . سيموت كل الإرهابيين وهم كما يقولون يدافعون
عنها ، أو سيقبض عليهم لو حاولوا الخروج مع السكان . بالطبع قد يقتل
عدد آخر من الأبرياء ( بفرض أن هناك أبرياء أصلا فى شعوب تنجب أمثال
هؤلاء ) ، من الكهول والعجائز ومحدودى الموارد أو عامة المهمشين ممن
لا قيمة اقتصادية كبيرة لهم ، لكن رقم 500 ألف كبير جدا بحيث يغطى كل
العراق ، ويغطى أيضا تطهير كل قرى ومدن جنوب لبنان والمناطق
الفلسطينية ، كهدية إضافية منى bonus فى هذه الصفقة . كل هذا بينما من يقتل الآن هو فقط أفضل وأكفا
وأعلم الناس ! الشىء الثانى الذى قالوه ، أيضا دون أن يقصدوا
قوله ، هو الحط من كفاءة آلتهم الإعلامية الجهنمية هم أنفسهم ،
الإعلام الغربى بيساريته الكاسحة ، وإعلام الجعيرة ومن لف لفها فى
منطقتنا . إنه يقلل من قدرة هؤلاء المهنية على ملاحقة الأحداث ، ناهيك
عن قدرتهم على تضخيمها . هؤلاء اعتادوا أصلا أن يضربوا عدد العمليات وعدد
القتلى فى 2 . وطالموا استخدموا فى هذا حيلة إعلامية ساذجة لكن
فعالة ، إذ يذكرون فى كل نشرة أخبار عمليات وقتلى اليوم واليوم السابق
عليه ، دون التفريق بينهما ودون تحديد الوقت ، فيخيل للمشاهد أن
جميعها قد حدث فى اليوم الحالى فقط . مع ذلك فكل تقاريرهم لا تحصر أكثر من
100 قتيل فى الأسبوع فى المتوسط ، شاملة فى هذا كل المجازر المتبادلة بين
السنة والشيعة . أى نحو خمسة آلاف فى السنة الأخيرة التى تصاعد فيها الحرب
الأهلية . وحتى لو افترضنا أن المعدل كان هو عينه طيلة السنوات الثلاث
لتحدثنا عن رقم فى حدود 15 ألفا ، ومع كل التجاوزات والخيالات الممكنة
لقلنا 30 ألفا ، لكن قطعا ليس 650 ألفا . كيف فات الجعيرة أو السى إن إن 620 ألف قتيل أو أكثر دون أن
ترصدهم ؟ إنها نكتة خائبة لا أكثر ، ومن سوء الحسابات بالمثل ،
أن قد تأتيهم بنيران عكسية انتخابات الكونجرس ! اكتب رأيك هنا [ تحديث : 16 يناير 2007 : لا
أعتقد أن بوسع أحد الآن ( ولا فى أى وقت ) الثقة فيما يسمى دراسات أو
أبحاث أو استطلاعات تقوم عليها مؤسسات اليسار . اليوم شهد شاهد من
أهلها ، الأمم المتحدة ، أكبر تجمع لليسار العالمى فى التاريخ :
قتلى العراق فى 2006 هم 34 ألفا . هذا ما أعلنته اليوم
ما تسمى ببعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة للعراق . هذا العام الدموى الذى شهد تنشيط
الميليشيات الشيعية وما يسمى بفرق الموت ويستحوذ بوضوح على ما لا يقل عن ثلثى
عدد القتلى منذ 2003 ، أزهق أرواح 34 ألفا فقط ، بل حتى أنكرت
الحكومة العراقية معظمها ، وقالت إن الأمم المتحدة اعتمدت على مصادر مغرضة
مغلوطة . أين بقية الـ 650 ألفا ؟ إنها جاءت ببساطة من الخيال
‘ الأكاديمى ’ المحترم جدا لجامعات اليسار فى الغرب ، الذى يضرب
ما يحصل عليه من أرقام فى 20 ، فقط على سبيل الأمانة العلمية . نحن هنا لا نريد أن نقلل من أمر
شىء أو نضخم من أمر شىء ، ولا يهمنا الحفاظ على أرواح أحد ، فمسيرة
التقنية والحداثة ‑كما هو رأينا دائما أبدا‑
أهم من بلايين البشر ، بل أهم من عرق الهومو سيپينس برمته . أيضا لا
نريد الدفاع عن سياسات بوش فى العراق ، التى يحاول هؤلاء من خلال التهويل
فى عدد القتلى إثبات فشلها ، فرأينا فيما حدث فى العراق واضح منذ البداية ، عراق
تومى فرانكس أكثر من رائع ويا ليت حكمه العسكرى استمر للأبد ، عراق بريمر
رائع ، عراق علاوى جيد أو لا بأس ، نقطة الانتحار الكارثى هى ما جاء
بعد : الديموقراطية . ما يهمنا أو ما أردناه فقط تنويهك له هو أن لا
تصدق كل ما تسمع . وإذا عرفت أنها معلومات مصدرها العرب أو المسلمين
( قناة الجعيرة مثلا ) أو اليسار العالمى ( الأمم المتحدة
مثلا ) ، أو ‑حسنا‑ الجامعات الغربية ، فاعلم أنها
بمنتهى البساطة : كذابة ! … اقرأ نص تقرير الأمم
المتحدة هنا ] . 8 نوڤمبر 2006 : تطوران صغيران لكن كبيرا الدلالة : الأول : قبل أيام ألقى وليد جنبلاط برأس حجر طائش لكن بالغ الذكاء : طالب
حسن نصر الله أن يعطيه 10 آلاف صاروخ من العشرين ألفا ، لأنه هو أيضا يريد
‘ المقاومة ’ ضد إسرائيل ! الثانى : قصف بين حانون فجر
اليوم بالمدفعية . هذه هى المرة الأولى أن
تستخدم إسرائيل فيها هذا الأسلوب ضد الفلسطينيين . البيزنس المعتاد هو ما
تم فى مدينة الشمال الغزاوى هذه ، على امتداد الأسبوع الأخير :
اجتياحات واعتقالات ، ونساء يهربن المسلحين من المساجد بزى نسائى ،
وأيضا ‑وإن كان هذا جديد نسبيا‑ هروب جماعى لهؤلاء المقاتلين من
مسرح العمليات ، ومن ثم الاستعداد لبدء عمليات جديدة ، أو إطلاق
الصواريخ من مكان آخر . والنتيجة لا شىء ، انسحاب إسرائيلى والصواريخ
لا تزال تسقط . القصف المدفعى
غير المسبوق قتل كثيرا من المدنيين وهم نيام . ولم لا ؟ الفلسطينيون
يقصون المدنيين الإسرائيليين بالصواريخ عشوائيا وهم نيام ، وإسرائيل لم
تفعل سوى الرد بالمثل ، لا أكثر ولا أقل . جرأة رائعة وغير
مسبوقة ، تأتى بعد أيام من انضمام أڤيجدور
لييبرمان للوزارة ، نأمل أن تتوسع إسرائيل فيها بسرعة ، وألا
تقتصر مستقبلا على الأسلحة التقليدية ، فمحاربة قوى الظلام لا يمكن
استئصالها بعمليات جراحية مرهفة القلب ، فهى متغلغلة فى الچيينات وتتولد
يوميا بلا انقطاع ، ولا حل لها إلا الاجتثثاث الواسع . اكتب رأيك هنا
21 نوڤمبر 2006 : الكلام يبدو منطقيا . ماذا يستفيد بشار الأسد وحسن نصر الله من قتلهما پيير الجميل اليوم ؟
إنها قبل
24 ساعة فقط أعادت العلاقات مع بغداد ، وأصبح وزير خارجيتهم يقابل
أناسا محترمين بعد أن كان يقابل إيرانيين فقط . بل يقال إن الحزب الديموقراطى
الأميركى نفسه يريد إقامة حوار معهم ، فيما يقال إنه افساح لدور لهم فى
استقرار العراق . ومن ناحية أخرى حسن نصر الله يجعجع بأن هذه حكومة السفير
الأميركى وأن السنيورة غير شرعى ، وستنزل جحافل حزب الله للشارع
لإسقاطه ، وإسقاط مشروع المحكمة الدولية لقتلة الحريرى . هذا ناهيك عن
أنه استخدم تقتية أن الهجوم خير وسائل الدفاع ، وحقق نجاحا بحيث لم تعد
القضية نزع سلاحه ، إنما إسقاط الحكومة ومنحه هو الحكم المطلق على كل لبنان
وكل اللبنانيين . بغض النظر عن أن أريحية الحزب الديموقراطى لن تدوم طويلا كما سبق وقلنا ،
وبغض النظر أن المحكمة الدولية ستكشف أن الموساد هو الذى قتل الجميع منذ هابيل
بن آدم وحتى پيير بن الجميل ، أليس هكذا هم واثقون ؟ بغض النظر عن كل
هذا ، ما الذى يمكن فعلا أن يفيد سوريا من قتل وزير الصناعة اللبنانى ابن
حزب الكتائب ؟ ستهب الدنيا كلها غضبا عليها وعلى ذنبها الكبير الضفدع
الأخنف حسن نصر الله . ستحدث انتفاضة أرز كبرى ثانية تفوق الأولى . ما الذى يفيدها
حقا ؟ الكلام يبدو منطقيا ، لولا أنه يغفل شيئا
واحدا : العقل العربى المسلم ، وكيف يشتغل . هو لا يريد منك أن
تستسلم نتيجة تفاوض ند لند أو نتيجة علاقات شد وجذب ، إنما فقط أن تستسلم
عن ذلة ومهانة كما أمرتهم السماء ‘ عن يد وهم صاغرون ’ .
العروبة أسوأ من الاسلام ، هى أيديولوچية تؤمن بالمثل بالجزية
والخراج ، بالاسترقاق والاستحلال ، لكن على الجميع بمن فيهم المسلمين
غير العرب . بشار الأسد وأسامة بن لادن ، لن يرضيا بأقل من أن تركع
أميركا تحت أقدامهما تدفع الجزية وهى تقبل الأيادى شاكرة بالسماح لها
بذلك . إن اللبنانيين ككل ، ومسيحييه بالذات ، ليسوا بأكثر من
عبيد فى نظر بشار الأسد . لا يكفى أن يصرفوا النظر عن المحكمة
الدولية ، ولا يكفى حتى أن يقتلوا ويعيش بقيتهم فى رعب . بشار لن يرضى
بأقل من أن ينحنى كل العالم ليقبل يد العرق العربى شاكرا أن سمحت له
بحكمها . أليست هذه أيديولوچية حزب البعث ، حزب ‘ خير أمة أخرجت للناس ’ ، ولو أنا مخطئ صححوا لى ! ملحوظة هامشية تخص قناة الجعيرة : طبعا كل
ثانية على شاشة قناة الجعيرة تحتشد بذلك الفن السقيم فى لوى عنق الصياغات بحيث
تؤدى لما تريده هذه القناة التهييجية المجرمة ، وبحيث تجعل ‘ الرأى
والرأى الآخر ’ ، ليس إلا الرأى ونفس الرأى بصيغة أخرى أقل
فجورا . ما حدث اليوم ليس جديدا ، وربما لا يستحق حتى التعليق ،
بل وحتى مفضوح أكثر من ألف شىء آخر على شاشتها . مع ذلك نذكره ليس لفحشه
فقط ، إنما أساسا لأننا لم نأت على ذكر قناة الجعيرة منذ فترة . وحشنا
الكلام عنها يعنى ؟
فى برنامج ‘ الاتجاه المعاكس ’ صاغوا
سؤال الاستفتاء على النحو التالى : هل المحكمة الدولية أهم من حل مشاكل لبنان الاقتصادية ؟ النتيجة 9 0/0 فقط قالوا نعم . حتى الضيف
المعادى لعصابة حزب الله ذهل من النتيجة ولم يجد سوى القول هؤلاء ليسوا
لبنانيين . بصراحة أنا شايف 9 0/0 كتير ، بل
كتير جدا . كنت أتوقع صفرا فى المائة . من ذا الذى يمكن أن يقول إن
شيئا أيا ما كان ، أهم من مستقبل بلد وأمنه واستقراره ؟ دعنا كى نفهم
اللعبة نقترح نفس السؤال بصيغة أخرى : هل المحكمة الدولية أفضل من ترك القتلة ينجون بفعلتهم ؟ أليس السؤال هو نفس السؤال : ما مدى أهمية المحكمة
الدولية ؟ لكن كم كانت ستكون نسب التصويت ساعتها ؟ نترك لك
التقدير ! إذن اللعبة هى صياغة سؤال غير صحيح علميا من
الأصل ، من نوعية أيهما أفضل الماء أم الهواء ؟ ما هو التعارض أصلا
بين محاكمة المجرمين وبين حل مشاكل بلد ما الاقتصادية . منذ متى ويهمكم
الاقتصاد ؟ أين كان الاقتصاد حين اعتدى الضفدع الأخنف على إسرائيل ؟
أين الرأى والرأى الآخر إذا جئت بضيف ورحت تحاصر صوته الهادئ بالصراخ من كل
الجهات ، بما فيه استفتاءات المشاهدين ، وبما فيه ألا يرد حليفك على
أى شىء مما يطرحه الطرف الآخر العاقل ، وتتركه ينجو بفعلته ، فتؤكد
مراميك التهييجية فى مثل هذا الجو الغوغائى أشد مما لو لم تستضفه أصلا ؟ م الآخر ، الرسالة التى أرادت القناة توصيلها
للجميع ‑ساسة ومشاهدين‑ هى ما يلى : لو صممتم على المحكمة
الدولية هيزعل حسن نصر الله وبقية القتلة ، وهيقلبوا الحكومة وهيهددوا أمن
واستقرار واقتصاد لبنان . مين أحسن ؟ ترضخوا لهم وتسلموهم الحكم
وأمركم لله ، أم برفضكم هذا تقودون ‘ أنتم ’ لبنان إلى حرب
أهلية ؟ مرة أخرى هكذا يشتغل العقل العربى المسلم ! الإسلام لغويا هو
الرضوخ لإله المسلمين ، ومن ثم الرضوخ لأتباعه الأصفياء ! اكتب رأيك هنا
30 ديسيمبر 2006 : فجر
اليوم أصبح صدام حسين أشهر خروف عيد فى التاريخ ،
كل الأصوات السنية تطالعك منذ الصباح ، بأن
هذه حكومة شيعية أچندتها الانتقام . نعم ، هذا صحيح . هذه حكومة
دينية ، وأچندتها الانتقام ، لدرجة أن الأكراد عاتبون لأن يعدم صدام
حسين بسبب الدجيل ولا ينتظرونهم لإعدامه من أجل الأنفال الأكثر ترويعا ،
وتوافرا لأركان الجرم السفاح ، أو على الأقل ينتظرونهم لقتله من أجل
الاثنين معا بالتشارك . لكن أليس من يقول هذا ينسى كيف سارت الأحداث ،
منذ نجاح الغزو الأميركى للعراق . كان كل شىء سلسا هادئا ، وكان
الجميع يقبل مؤخرات السنة طوال الوقت من أجل الانضمام للدولة الجديدة أو ما يسمى
بالمشروع السياسى ، وكان ردهم هو رفع السلاح . كل شىء أو لا
شىء ، أو بالأحرى كل شىء أو كل شىء . إما أن تقبلوا حكمنا منفردين
وإما أن نقتلكم . الشيعة آنذاك كانوا إما حداثيين راديكاليين أمثال
علاوى ، أو متدينيين دراويش كالحكيم ، ولم تكن هناك فرق موت ،
ولا فيالق بدر ، ولا أچندة انتقام ولا أى شىء ، فقط أيدى ممدودة بالحب
والأخاء ، حتى مقتدى الصدر كان قد قضى عليه . أنتم الذين أيقظتم المارد حين
دعوتموه لحرب أهلية ، فلم يعد من الشيعة حداثيون ولا دراويش ، إنما
الكل الآن وحوش خومينية فتاكة ، يطهرون البلاد عرقيا منكم ، ويقتلونكم
بالمئات يوميا ، يمثلون بصدام فى نفس الساعة والدقيقة التى يفترض فيكم أن
تنحروا ذبائحكم فيها ابتهاجا بالعيد . هذا الإذلال والمهانة الذى وصلتم
إليه يا نشامى السنة ، ليس إلا ‑وللمرة الأف فى تاريخ الچيينات
العربية‑ نوعا من خطأ الحسابات على الطريقة الفلسطينية . ترفضون ما
يعرض عليكم ، فتصبحون فى وضع أسوأ ، وترضون بالأقل ،
وهكذا ، وهكذا . حذرناكم من هذا يوم قلنا عنكم
على هذه الصفحة :
يريدوها حربا أهلية ، فاعطوها لهم ( بل وأتينا تحديدا على ذكر
ستراتيچية الفرص الضائعة التى تمارسها إسرائيل مع الفلسطينيين ! ) .
تحقق معظم النبوءة والبقية فى الطريق .
قلنا : لماذا تكبحون الحرب الأهلية ؟ لن يحدث سوى أن سيطرد الأكراد
العرب من كركوك أو يبيدونهم ويعلنون دولتهم المستقلة المتطلعة للحداثة والتى
ستكون نواة لكردستان الأعظم وقاعدة ستراتيچية لأميركا بدلا من تركيا ودول الخليج
الواقعة كلها تحت هيمنة الإسلام والجهاد الآن ؟ لن يحدث سوى أن ستنطلق
الميليشيات الشيعية لتلتهم ليس الزرقاوى فقط بل كل أهل السنة والجماعة وينقذون
أنفسهم من مذابح 14 قرنا أخرى قادمة ، ثم بعد ذلك لكل حادث حديث مع طيبة
أهل الشيعة ، إن كانت ثمة حاجة لذلك . أو كما سبق وقلنا ( قبلها ) ،
فالمعركة الحقيقية لم ولن تكون بين شيعة وسنة ، إنما بين التقدم
والتخلف ، والحداثة موجودة داخل السنة ( حسين ، السادات ،
الحريرى … إلخ ) ، كما هى موجودة داخل الشيعة
( الشاة ، نورى السعيد ، علاوى … إلخ ) ، وأن
الظلامية موجودة داخل السنة ( صدام ، القذافى ، البشير
… إلخ ) ، كما هى موجودة داخل الشيعة ( الخومينى ،
بشار ، نصر الله … إلخ ) ! ( بمناسبة القذافى :
الدولة الوحيدة التى أعلنت الحداد على ‘ أسير الحرب ’ صدام ،
طبعا حبا فى صدام وفى اتفاقية چينيڤ معا ، هى دولة القذافى . لا
داعى لأن نذكرك أننا كنا قد ‘ حذرنا إمريييكا ’ ‑على طريقة بن
لادن والظواهرى ، حين راحت تعانقه لمجرد أن وضع سلاحه النووى ، فقلنا إن قاطع الطريق لا يمكن
أن ينقلب حداثيا بين يوم وليلة . وقد كان . وطبعا دع جانبا أنه مصمم
على قتل الممرضات البلجاريات الذين جاءوا لخدمة شعبه المتخلف ، قتلهم
مداراة منه على نهبه أموال هذا الشعب لتمويل الإرهاب ، بدلا من بناء
مستشفيات نظيفة ! ) . نعود لحديث الفرص الضائعة .
حتى صدام حسين ‑المتخلف عقليا نفسه ، أحس أن فرصة تاريخية قد
ضاعت ، فوجه قبل
يومين رسالة أخيرة لأتباعه أن فى حربكم مع الفرس المجوس لا تكرهوا
الأميركيين . يا سلام ! طب ما كان من زمان … يا بعثى … قصدى : يا
خروف ! اكتب رأيك هنا 7 يناير 2007 : فى 3 أكتوبر الماضى أعلنت كوريا الشمالية عن
نيتها فى إجراء تفجير نووى وشيك . افتتحنا مدخلا بهذا الشأن فى صفحة
الثقافة ، لأننا وجدنا الكلام يتطرق فى جوهره ، لحقيقة استعداد العرق
الياپانى أكثر من غيره للتصدى لمثل هذه القرصنة الحضارية ، الأمر الذى كان
أحد الثيمات المحورية فى الدراسة الرئيسة
للصفحة المذكورة . توالت الأحداث بعد ذلك ، ثم اقترنت لاحقا بزلات
لسان إسرائيلية غير مسبوقة عن امتلاكها القنبلة . اليوم ‑7 يناير
2007‑ تجاوز الأمر زلات اللسان ، وتحول لتسريبات موثوقة من الموساد
ومن مصادر عسكرية ‘ متعددة ’ حسب التايمز اللندنية . تطورات هذه
القصة تبدو جزءا أصيلا من صفحتنا هذه ، التى تعتز بأن تابعت قصة القنابل
النووية التقتية من بدايتها .
لذا نعتذر عن المضايقة ، وندعوك لمتابعة هذه المتابعات الجديدة التى نراها
مهمة لحديث الإبادة ، فى صفحة الثقافة … فإلى هناك . … |
م الآخر ( 1 ) [ م الآخر سلسلة
دشنت عشية قدوم العام 2007 ، تضع أغلب المداخل المستحدثة فى مكان واحد هو
الصفحة الأمامية ، حيث تبقى لفترة شهر أو نحوه حسب مقتضيات الحال ، ثم
تنقل لمكانها الدائم فى الصفحة المتخصصة المناسبة لها . هذا كان أول
المداخل ] :
28 ديسيمبر 2006 :
اليوم ، وبفضل الإثيوپيين ، تحررت موجاديشيو من طاغوت المحاكم الإسلامية ، ليس السؤال هل سيعودون كحرب العصابات أم لا ، فطبعا ليس لديهم شىء آخر يفعلونه فى الحياة . السؤال هو الموقف المصرى الرسمى المخزى المدافع عن تنظيم القاعدة . ككل تبدو الحكومة المصرية علمانية ، إلا حين يتعلق الأمر بأفريقيا . لولاها لسقط ريچيم البشير منذ عقود ، إنهم حتى حموه من العقوبات يوم حاول اغتيال مبارك نفسه . مم يخافون بالضبط ؟ هل من غزو أفريقى مسيحى أسود من الجنوب لمصر ؟ من الأفضل أن نواصل النظر للأمر على أنه لغز !
م الآخر
( 2 ) :
10 مارس 2007 :
بعد أن تحولت قناة الجعيرة لنشرة 24 × 7 لأخبار
الجهاد والمجاهدين ، ألا يراودك أى حنين لأيام كانت نشرات الأخبار لا تقدم
سوى مقابلات رئيس البلاد ؟ !
م الآخر
( 4 ) :
4 أپريل 2007 :
Sleeping with the Devil! أن تقرر نانسى پيلوسى النوم مع الشيطان ، فهذا حقها . لكن هل هذا الذى حدث اليوم هو شىء سيئ لهذا الحد ؟ لا نعتقد ، ولا نعتقد حتى أن تقرير بيكر‑هاميلتون من ديسيمبر الماضى ، هى صكوك انتصار لليسار الديموقراطى الأميركى الخونة . لو كنت فى محل أى ستراتيچى جمهورى ، لدعوت پيلوسى للنوم حتى مع أحمدى نجاد وأسامة بن لادن ، وأو حتى مع كبير الشياطين خامنئى ، وليس فقط جرذ جهنم الصغير بشار الأسد ، ولدعوتها للاشتراك فى كل لجنة تتخذ قرارا بشأن العراق وأفجانستان والإرهاب . لا يزال الوقت طويلا حتى الانتخابات الرئاسية ، وتأكيدا حين يحين الوقت ، سيكون مزاج الناس نحو الحرب قد تغير ، بعد أن يروا أن السياسات ‘ السلامية ’ للديموقراطيين ، لم تسفر إلا عن المزيد من استقواء العرب والمسلمين . |
م الآخر
( 6 ) :
23 مايو 2007 :
من نظرياتنا القديمة جدا أن محمد البرادعى عميل
إيرانى ، وأحد رعاة قنبلتها . اليوم هو
يلقى بورقة التوت ويجعل اللعب ع المكشوف !
م الآخر
( 7 ) :
3 يونيو 2007 :
يتحدثون عن مفاوضات سلام بين إسرائيل وسوريا .
التفسير واضح وإن لم يتطرق إليه أحد حتى فى الصحافة الإسرائيلية : إسرائيل
تساوم بشار الأسد ، على ما يملكه الموساد من معلومات عن اغتياله
للحريرى ، وتعده أيضا بتعيين مدعى عام لن يطالب برقبته ، هذا إن أسرع
للسلام ، و : تنازل عن الجولان !
م الآخر
( 8 ) :
7 يونيو 2007 :
الدرع الصاروخى الأميركى فى پولندا وتشيكيا ،
ليس موجها ضد إيران . إيران لن تقوم بتوصيل القنبلة النووية مستخدمة
الصواريخ ، إنما ستسلمها يدويا على يد مجاهديها . إذن بوش لن يقبل مقترح
پوتين بنصب الدرع سويا فى أذربيچان لسبب غاية فى البساطة : أن الدرع موجه ضد
روسيا ، وروسيا فقط . كل ما يسعنا قوله : عقبال الصين !
م الآخر
( 9 ) :
14 يونيو 2007 :
انس تلك الأكذوبة المسماة 9 و10 يونيو ، الآن
إليك الشىء الحقيقى : 13 و14 يونيو ! تاريخ سيحتل التاريخ من أوسع
أبوابه : باب الديموقراطية العربية ! انظر ماذا حدث خلالهما فى
الديموقراطيات العربيات الثلاث ، العراق
ولبنان
وفلسطين :
1- على
خلفية متواصلة من محاربة الجيش اللبنانى لجماعة فتح الإسلام فى نهر البارد ،
وبعد 3 أيام من تفعيل المحكمة الدولية لقتلة الحريرى ، محور الشر الإيرانى‑القطرى‑السورى
يرد مساء الأربعاء باغتيال النائب السنى وليد عيدو و9 آخرين ، ومضيفة فى قناة
حركة أمل التليڤزيونية تعلن بابتهاج أن التالى على قائمتهم هو أحمد
فتفت . أما الخميس لدى التشييع فتجلجل الهتافات الطائفية فى سماء
بيروت .
2- صباح
الأربعاء يفجر السنة مئذنتين ذهبيتين مقدستين فى سامراء ، فيرد الشيعة فجر
الخميس بتفجير قرابة 10 مساجد سنية . هذا طبعا عدا البيزنس المعتاد ،
القتل اليومى المتبادل النشيط .
3- حماس
تجتاح الأربعاء مواقع فتح فى غزة ، وبدم بارد تعدم قياديها وكذا المتظاهرين
الأطفال المحتجين على هذا الاقتتال ، وتكمل الخميس إحكام قبضتها على القطاع
ويتجاوز القتلى المائة ، وفى المساء يعلن محمود عباس إقالة وزارة هنية وإنفاذ
حالة الطوارئ .
… ماذا بعد هذين اليومين
المجيدين فى تاريخ الاقتتال العربى‑العربى ، نقصد تاريخ الديموقراطية
العربية ؟
قبل أن نبدأ بطرح الأسئلة نود أولا
إسداء التهنئة القلبية لحماس بتأسيس إمارة غزة الطالبانية ، إمارة محظوظة
مباركة لأنكم الأعلون ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، فالله العلى القدير
يقف معكم وسينصركم على القوم الكافرين ، ويحميكم مما يخطط لكم من مصير
نووى !
سيروا على بركة الله ، لا
تعبأوا بالمقاطعة وعدم اعتراف أحد بكم أو رفضه التعامل معكم وحصاركم برا وبحرا
وجوا : لديكم الأرض ولديكم البشر ولديكم الإسلام ولديكم كل شىء ، ما
الذى تحتاجونه كى تقيموا جنة الله على الأرض ، وتعطوننا المثل الأعلى لعظمة
شعبكم ودينكم وجهادكم ؟ لديكم الطب النبوى فما حاجتكم للطب النووى ولكل هذا
الزعيق عن كهرباء المستشفيات . أيضا لم يعد هناك من يتدخل فى شأنكم ،
فما الذى يمنعكم من أن تعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تلقون به عدو
الله وعدوكم فى البحر ، أو على الأقل تقطعون به يد إسرائيل وتحمون نساءكم
وأطفالكم بعد أن كانوا يقتلون أيام حكم فتح ؟ بالمثل أخيرا لديكم السلاح
النبوى ( الذى كان يطلقه فى وجه المصلين خلفه :
الضراط ! ) ، فلم الخوف من السلاح النووى لدى الآخرين ؟
الآن لنسأل بعض الأسئلة عن
المستقبل ، هذا الشىء اللعين الذى يوسوسنا دائما :
- هل
تنتفض الحضارة الإنسانية وتبيد العرب والمسلمين ؟ لا ، ليست هذه . إنها ليست التالية !
- هل نرى
نصف الكوب المملوء ، محمود
عباس يسيطر الآن على الضفة بعد أن كان لا يسيطر على شىء ، يعلن حماس والجهاد
تنظيمات غير شرعية ويستأصلها من الضفة ، يقوم هو بدوره بانقلاب مماثل ،
انقلاب على الإرهابى المجرم ياسر عرفات ، وينزع سلاح جميع ميليشياته السرية
( الموجه لإسرائيل ) التى وقع فى أوسلو على نزع سلاحها فورا ، وفى
طليعتها بالطبع ميليشيا فتح المسماة شهداء الأقصى ، ثم بعدها يعلن الانضمام
للأردن ، ويطالبان سويا بضم مناطق عرب 1948 لهم ، فى مقابل استقبال
اللاجئين الفلسطينين فى لبنان ، وكذلك سكان غزة التى يمكن تحويلها لمنطقة
سياحية إسرائيلية أسطورية ، فمن ناحية تطل المملكة على المتوسط ، ومن
أخرى تفصل إسرائيل نفسها عن جنوب لبنان ، وطبعا تصبح دولة بلا متخلفين ( سيناريو
قديم طالما اقترحناه ، ومنه نبوءة قديمة لنا تحققت
اليوم اسمها إمارة غزة الطالبانية ) ؟ الإجابة : لا ، عباس
أجبن من أن يقتنص الفرصة التاريخية !
- هل
سترتد الأسلحة التى تغاضت مصر عن تهريبها لحماس لصدر مصر ؟ نعم ، لكن
هذا حدث
من قبل !
- هل سترتد
الأسلحة التى ستقدمها أمريكا وإسرائيل للسلطة الفلسطينية لصدورهما ؟
نعم ، لكن هذا حدث من قبل !
- هل ستقف
مصر مكتوفة اليدين إزاء الجار الطالبانى الجديد ؟ أوف ! هذا أكثر بديهية
من أن نفكر فيه !
- هل تبدأ
قبيلة حماس فى قتل بعضها البعض ؟ طبعا ها يحصل ، لكن من يهمه أمر
كهذا ؟ !
- هل تنشب
حرب أهلية فى الديموقراطية العربية الوليدة ، ديموقراطستان 4 الشهيرة باسم
موريتينيا ؟ ها يحصل ، لكن من يهمه أمر كهذا ؟ !
نعتقد أن الخطوة التالية هى اندلاع الحروب بين دول
مجلس التعاون الخليجى ! ( هل صدقت ما يقوله حسنين هلوكة أنهم ينفقون التريليونات عبثا
للتسلح العربى ؟ ! ) ( للمزيد اقرأ الرواية الجديدة سهم
كيوپيد ( 1 - 2
- 3 ) ، ستلخص لك كل ما قرأته فى هذا الموقع ،
وبالتأكيد ستجدها مسلية جدا ، لا سيما بعد تماهى الفواصل بين الواقع والتخيل
لهذا الحد ! ) .
هامش توضيحى : اقتراحنا بضم الأردن وضفة وعرب 48 هو فقط بداية نراها جيدة
لمرحلة أخرى لاحقة ، وهى ترحيل سكان غزة إليها يوم يتم تحريرهم من
حماس ، الأمر الذى سيجعل إسرائيل فاصلا حقيقيا بين أفريقيا وآسيا ، حيث
واقعيا وديموجرافيا وتاريخيا يكاد ينحصر العرب فى الثانية ، إلا باستثناء
أقليات صغيرة هنا وهناك فى شمال أفريقيا والسودان ، يمكن قريبا تطهير هذه
البلاد منها لتعود كما كانت قبل 14 قرنا قارة نظيفة بالكامل من العرق العربى
المجرم ! ( مرة أخرى ندعوك بشدة لقراءة
روايتنا مستقبلية الأحداث سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ) .
م الآخر
( 13 ) :
24 يونيو 2007 :
تسريبات قالت اليوم
إن دول الخليج عرضت 10 بليون دولار لإسرائيل لو وافقت على المبادرة العربية .
أكيد أنتم بتهزروا ! أو بالأحرى
بتسفلوا ! 10 بليون إيه ، إللى تنتجها إسرائيل فى أسبوع ؟ جايز
قصدكم 10 تريلليون ؟ البنك الأهلى المصرى
وحده ، لو لم يكن قد نهب هو ومصر من أصحابهما اليهود ، لكان الآن شركة
من فئة التريلليون دولار ، ويشترى مائة فلسطين ومائة قدس ومائة أقصى من سوق
العقارات ! ( للقصة الكاملة لتاريخ النهب المصرى‑العربى‑المسلم
للأجانب فى مصر اقرأ الرواية الجديدة سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ) .
م الآخر
( 14 ) :
27 يونيو 2007 :
لماذا يتخلى تونى بلير الذى سيترك الوزارة اليوم ،
عن ملايين الدولارات التى يمكن أن تأتيه من إلقاء المحاضرات ، ويقبل وظيفة
مسيح السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ؟ هل هو من السذاجة بحيث لا يعرف
أن هذه المهمة المستحيلة لن تدخله التاريخ بل ستطرده منه ؟ ربما لا ،
وإن فى حالة واحدة : لو باشر إيهود باراك دوره الجديد كوزير للدفاع على نحو
جيد ، واجتاح الضفة بجيوش هائلة لفرض الحل التاريخى للقضية الفلسطينية
فرضا !
م الآخر
( 15 ) :
27 يونيو 2007 :
أمس ،
غيرت مصر موقفها فجأة فى قمة شرم الشيخ . لم تعد حماس لا انقلابية ولا خطرا
على أمنها القومى ، إنما مدعوة للحوار مع فتح . بما أن كل ما سيجرى
بالفعل هو ما خطط له أصحاب الستراتيچيات بوش‑أولميرت ، فإنه يوجد
تفسيران : إما أن هذا هو الدور الذى رسم لمصر : أن تكون العنوان الذى
ترسل عليه حماس وثيقة الاستسلام ، وإما أنها قررت التمنع أو
‘ الممانعة ’ لاتفاق بوش‑أولميرت ، والنتيجة انقسام
أكبر : حلف دافئ شمالى ما بين عباسى‑إسرائيلى‑أردنى ، فى
مواجهة حلف متجمد جنوبى مصرى‑سعودى‑حماساوى . لكن انظر ماذا حدث بعد يضع ساعات :
بمجرد أن وطأت قدمى عباس رام الله ، توجه مباشرة لقطع رأس الأفاعى
جميعا ، ميليشيا ياسر عرفات السرية المسماة شهداء الأقصى ، وأعلن حلها
تطبيقا لأول مرة لاتفاقيات أوسلو ، ذلك
بعد مراوغة فلسطينية دامت 14 سنة . هل هذا يرجح التفسير الثانى ؟
ربما ، لكن يظل التفسير الأول قائما من الناحية العملية : مصر ستنفذ
عمليا الشق الخاص بها فى خطة بوش‑أولميرت سواء شاءت أم أبت !
م الآخر
( 16 ) :
28 يونيو 2007 :
‘ لن
تستعيد سيارتك إلا إذا خطفت أنت سيارة مقابلها من قبيلة الخاطف . هذا يحدث
كل يوم فى سيناء ومطروح وغير سيناء ومطروح . - وهو عينه ما حدث يوم سرقت
القبيلة الأوروپية أموالك وخطفت أحد رجالك ، بذريعة أنك أسقطت لهم طائرة
فوق لوكيربى . الوسيلة الوحيدة لاستعادة نقودك ورجلك ، أن تختطف خمس
ممرضات منهم ، وتهدد بقتلهن ! ’ .
هذا كان اقتباسا من رواية ‘ سهم كيوپيد ’
Sweet: Who Are the Real Killers?! القضية انتهت تقريبا ، ولم نعرف من القذافى الإجابة على أهم سؤال : أية منظمة سرية أو وكالة استخباراتية جندت هؤلاء الممرضات لقتل أطفال بنغازى الألمعية العباقرة ، وحماية الغرب من الخطر الجسيم الذى كان يتهدده منهم ، أم هؤلاء الممرضات وزميلهم الفلسطينى يشتغلون لحسابهم الشخصى ؟ ! |
م الآخر
( 18 ) :
4 يوليو 2007 :
الكل سعيد اليوم !
حماس وحلفاؤها ( أو فى قول آخر مكفريها ) سعداء بأن أفرجوا عن آلان
چونستون ، البى بى سى سعيدة ، چونستون وعائلته سعداء ، حكومات
الغرب والشرق سعيدة ، نحن سعداء ، كل العالم سعيد . فقط سؤال واحد
لم يسأله أحد : أليس هؤلاء الذين كادوا يذبحون چونستون أو يمزقون جسده
أشلاء ، هم ‘ المقاومة ’ التى كرست البى بى سى وچونستون بالذات حيواتهم لترويجها
والطنطنة لها وتزيينها ؟ !
م الآخر
( 28 ) :
18 نوڤمبر 2007 :
البشير أعلن اليوم الجهاد
على الجنوب
( طبعا بمجرد أن قيل له إن الپترول ظهر فى أقليم أپييه Abyei ،
وإن چورچ دبليو . بوش قد قابل سيلڤا كير
بينما يزدريه هو ) ، مؤكدا للمرة
المليون أن كل معاهدة يعقدها العرب والمسلمون ما هى إلا حديبية
محمدية أخرى ، وأن الغرب
المخترق من الداخل يقف متفرجا مكتوف الأيدى بينما هجامة العروبة والإسلام
يعيثون فى الأرض فسادا .
بصراحة لا تعليق ! ؛ لأننا زهقنا من كتابة
هذا ، والتسبيح بعبقريتنا المجانية فى توقع مثل هذه الأشياء !
م الآخر
( 34 ) :
3 يناير 2008 :
البداية فيلم هى فوضى ؟ الذى يريدها ثورة
شعبية تهاجم أقسام الشرطة وتحرق الأخضر واليابس فى مصر ، ثم بعد أيام تأتى
أفلام مثل حين ميسرة وخارج على القانون ،
لتحول الأمر لظاهرة لا يمكن إلا أن تسمى ظاهرة سينما التحريض ضد الشرطة ،
ولتسكب أطنانا من الزيت على النار التى أشعلها سابقها فى رجال الشرطة ، وتقدم
‘ المانيفستو الشيوعى ’ الجديد لثورة فقراء مصر وكتاب التعليمات المفصل
للقضاء على الشرطة والنظام ( ولا أقصد الريچيم فقط بل أن النظام عكس
الفوضى ) ، ثم ها هو مساء اليوم يعود الهلوكة بطلته البهية على قناة
الجعيرة بعد غيبة طويلة ، لينظر لأن لا حل إلا تدشين الحرب على إسرائيل بأسرع
وقت ممكن ( دع جانبا كل صحف مصر التى تطبل على ذات النغمة بنحو أو
آخر ) . ماذا وراء هؤلاء
الناس ؟ إجابتى المباشرة هى : لا شىء !
من الجائز أنه بسبب موجة ارتفاع الأسعار دب الأمل فجأة فى الحلف الشيوعى‑العربجى‑المسلم ، وأصبح يراهن فجأة على الثورة الشعبية ، معتقدين أن الشعب
سيستجير من نار الأسعار برمضائهم هم . جائز ! ، لكن قطعا الأمر
برمته لا يستأهل التعليق ولن يعدو زوبعة فى فنجال ، فقط نود أن نفوت على الهلوكة فرصة تضليل السذج بمصطلح الأمن
القومى بتصويره وكأنه لوجاريثمات تضارع تفسير القرآن ، فنكرر كلاما سبق وقلناه
هنا قبل 15 سنة يوضح الأمور على نحو لا يحتمل
اللبس : أمننا القومى يكمن فى
كلمة واحدة : التبعية ! ومعناها أن نشطب من
قاموسنا ذلك الوهم المطلق ‑أو بالأحرى الشر المطلق‑ الذى يردده هلوكة
مليون مرة فى كل مرة والمسمى ‘ الوطن العربى ’ ، وأن نكون ‑ونكون
فقط‑ ‑اقتصاديا وتقنيا وسياسيا‑ جزءا من العالمين الحضارى
والمتحضر ، وأن نعزف النغمة الوحيدة التى يعرفها كل العالم المتقدم :
الحداثة !
(Note: Downsized image; for full scale, click here)
|
[ تحديث : 28 مارس 2008 : الآن
تكاملت ملامح صورة ارتفاع الأسعار ، اتضح أنها ظاهرة ، اتضح أنها
عالمية ، اتضح أنها جنونية ، اتضح أن الحبوب هى القلب منها ،
بالذات الذرة ، بالذات بالتالى زيت الطعام ، واتضح أن السبب الرئيس هو
تحويل الذرة لكحول وقودا للسيارات ، وأيضا اتضح أن حزب يوسف شاهين طفل مصر
المعجزة يدعو لإضراب عام بعد نحو الأسبوع ( اختاروا
له يوم الأحد لأنه شبه عطلة بالفعل ، وسينسبون كل محل مغلق
لأنفسهم ! ) .
السؤال الآن لأى مدى تلك ظاهرة سلبية أو
إيجابية ؟ سنجيب على السؤال بسؤال : من هم المضارون الرئيسون منها ؟
1- المتخلفون الأثرياء ( دول
النفط التى تستغل نقوده فى الدعوة للإسلام ‑السعودية ، إيران ،
قطر …إلخ ، أو لعودة الشيوعية ‑روسيا ، ڤينيزويلا
… إلخ ‑دع جانبا أنها تستغله فى رفع أسعار النفط نفسها من خلال سعار
دبى المحموم لشراء بورصة نايمكس من أجل التلاعب والمضاربة فى النفط . نعم هم
نجحوا فى سرقة التريليونات من الغرب صاحب الثورة الصناعية والذى يحق له الحصول على
پترول كل الدنيا مجانا لأنه صاحب القيمة المضافة التى استجدت على روث الأرض
هذا ، إلا أنهم ‑أى العرب‑ بفضل قدرة الإنسان العربى الخارقة
المعروفة على التفكير ، لا يدركون أنهم برفع الأسعار يشدون الحبل الذى سوف
يختنقون به ) : إذن لولا ما يحدث لكان برميل
الپترول اليوم بمائتى أو ثلاثمائة دولارا ، ولكانت رايات الإسلام والشيوعية
تدق أبواب كل العالم .
2- المتخلفون من متوسطى الثراء أو
للدقة النوڤو ريش ( الصين ) : التى
تستغل ثراءها القبيح عديم الخلق فى حشد المجرمين قطاع الطرق عبر العالم حولها
( البشير مجرد مثال ) ، آملة أن تتوج نفسها يوما زعيمة جديدة
للكوكب ، وهيهات ! الآن ببساطة بات على الصين أن تشترى الأشياء بذات
الأسعار التى يشتريها بها العالم . [ لم أجد أحدا يشاركنى مثل هذا
التحليل أو أقنعنى بما يخالفه ، لكنى توقفت لبرهة أمام مقال لاحق لپول
كروجمان فى النيو يورك تايمز يتحدث عن أن الصينيين عرفوا لأول مرة مؤخرا أكل
اللحوم ، وراح يحسب الطاقة التى يتكلفها الاقتصاد العالمى نتيجة هذا ،
ووضعه كأحد أهم مصادر المشكلة ! ] .
3- المتخلفون الفقراء ( فى كل
مكان وليس أفريقيا فقط أو عربستان أو إسلامستان فقط ) : ممن ثبت تاريخيا أنه لا توجد سوى وسيلة وحيدة فقط لا غير لإثنائهم عن
إنجاب المزيد من الفقراء : التجويع حتى الموت ( دع جانبا طبعا الإبادة المباشرة التى لا يريد أحد الإقدام
عليها ) !
4- المدافعون عن المتخلفين : اليسار العالمى الذى لم يجد قضية حاول من خلالها إيهامنا أنه لا يريد
الموت ، سوى الاختلال المناخى ، الآن انقلب فى لحظة ليصبح نصيرا للنفط
وعدوا للوقود الحيوى ، هذا الذى أصم آذاننا لسنوات طويلة بالتطبيل له .
… الآن أجبنى أنت : هل الارتفاع الصاروخى فى أسعار الطعام ظاهرة إيجابية
أم سلبية ؟ !
إجابتى أنا أنها ظاهرة بعد‑إنسانية !
وفقط
أضيف : إن لدى
من العمر ما يكفى لتذكر كم الغضب والاستهجان العالميين الكاسحين اللذين تلقاهما علماء
نادى روما فى مطلع السبعينيات لجرم ما بعده جرم ارتكبوه : أن تنبأوا بما يحدث
حولنا الآن بالضبط !
والآن على المحللين الأميركيين ‑ومن ثم مستثمرو الداو چونز وغيره‑
البدء فى استخدام نمو البطالة ‑وليس تراجعها‑ كمؤشر لقوة الاقتصاد لا
العكس ، أو على الأقل التوقف عن إدراجها كأحد مؤشرات اقتصاد على أعتاب بعد‑الإنسانية
كالاقتصاد الأميركى .
هامش : لو سألت أحدا من ديدان
المعارضة أو من عصابة الإخوان المسلمين عن حلولهم العبقرية لمواجهة ارتفاع أسعار
الحبوب ، لردوا عليك فى نفس واحد : نزرع القمح فى مصر . سأجاريهم هذا
الفرض : ليكن ! الفلاح المصرى عبقرى فذ مثلكم وسيستطيع زراعة القمح
بنوعيات أجود وأرخص من أميركا وكندا وأستراليا . لكن مهلا : هذا لم يكن
السؤال ( كدتم تخدعونى بتغيير الموضوع ! عادتكم ولا ها تجيبوها من
بره ! ) ؟ السؤال ماذا ستفعلون لو ارتفعت أسعار القمح العالمية
ارتفاعا هائلا ؟ هل ستستولون عليها من الفلاح المصرى بسعر رخيص وتمنعونه من
التصدير للخارج ، أم أنكم ستأكلون الخبز بنفس أسعاره العالمية كما تفعل
الحكومة الحالية ؟ أنا فى انتظار الإجابة ! ] .
م الآخر
( 37 ) :
23 يناير 2008 :
(Note: Downsized image; for full scale, click here) Bigger than Ever: The New Palestinian Invasion of Egypt! |
أكبر اجتياح أجنبى مسلح للأراضى
المصرية منذ 5 يونيو 1967 :
للمرة المائة خلال سنوات
قليلة تتعرض أراضينا المصرية للاجتياح النظامى المسلح من قبل الفلسطينيين الأجلاف
الهمج ، بينما تقف حكومتنا الرشيدة مكتوفة الأيدى تتفرج على هذا العدوان
الغاشم ، وتدع رجالها يسقطون طوال الوقت بأيدى مسلحى حماس وأبناء عمومتهم من
أعراب سيناء .
لا يوجد بلد محترم أو غير محترم فى العالم يسمح بأن
تنتهك أراضيه على مثل هذا النحو الذى جرى اليوم ،
وغير المسبوق فى الغزوات المشار إليها : قوات الاستطلاع الفلسطينية بأجهزة
الاتصال اللا سلكى يليها مسلحو القوة الأمنية لحماس وعناصر جناحها العسكرى يتوالون
فى غزوة مباركة عالية التخطيط ، تستخدم العبوات الناسفة والبلدوزوات والأسلحة
الرشاشة ( كلها تظهر فى الصور أعلاه ) ، يزيلون كل الحاجز الحدودى
بطول كل الأحد عشر كيلومترا ( وطبعا لا يستطيعون فعل ذلك فى 11 سنتيمترا فى
الحدود مع إسرائيل لأنهم يعرفون جيدا ماذا ينتظرهم ) . فهل من المحتمل
أن الأمر فى حاجة لقرار أكبر من حكومتنا ؟
ربما ! مع الشعوب الفاشلة ‑ناهيك عن
الشعوب قاطعة الطريق‑ لا يجدى شىء . المعونات يحولونها لسلاح
ومصاحف ، الأسوار يطلقون من فوقها الصواريخ ، ومن تحتها يحفرون الأنفاق
ليمرروا السلاح والمتفجرات ، والآن حين أتيت بأجهزة متقدمة من أميركا
لكشفهم ، راحوا يجتاحونك بعشرات الآلاف [ بحلول المساء أصبح الرقم بمئات
الآلاف وتجاوز ربع المليون فى أكثر التقديرات تواضعا ] ، مسلحين أو
عاريى الصدور سواء بسواء ، النساء والأطفال منهم قبل كوادر حماس الرجال ،
يجدون الأموال فى انتظارهم على الضفة الأخرى ، والنتيجة أن شاحنات المتفجرات
وقطع غيار ورش تصنيع الصواريخ والقنابل وأطنان الأسمنت اللازمة لبناء الأنفاق
تتدفق كلها الآن أفواجا لغزة تحمل توقيع الإخوان المسلمين وعرب سيناء معا .
لن يجدى بناء سور جديد عالى التقنية بغابة أسلاك
شائكة مكهربة وألغام أرضية وأسلحة تنطلق أوتوماتيا مثلا ، ولن يجدى حتى قطع
الوقود كليا عنهم فهم كهجامة محترفين يعرفون جيدا ركوب الجمال واستخدامها فى
التهريب واللصوصية ‑مهنتهم الوحيدة تاريخيا .
( طبعا لا قيمة لاستخدام الكلاب مرة أخرى ،
فقد كانت أول ما قتلوا اليوم ، عملا بأسوة رسول الله الذى أمر بقتل كل كلاب
جزيرة العرب ، فى أكبر مذبحة لعشيرة بيولوچية فى التاريخ ، باستثناء ڤيروس
الجدرى . هذا ليس لأن الكل عند العرب صابون ، وأن لا فارق عندهم بين
أقرب صديق للإنسان وأشرس قاتل له ، إنما لأن الكلب هو بالفعل أشرس عدو
للإنسان من منظور الهجامة قطاع طرق القوافل بدءا من محمد وعمر وانتهاء بالإخوان
وحماس ! ) .
ستظل أراضينا المصرية ‑بل وكل أراضى العالم‑
مستباحة لهم ( كما ظلت طيلة الأربعة عشر قرنا الماضية ) ، دون
اتخاذ ذلك القرار الصعب .
نعم ، القرار أكبر من الحكومة المصرية ، أو
حتى من الحكومة الإسرائيلية ، لأنه قرار واحد : الإبادة !
كل الحلول تمت تجربتها وثبت فشلها ، ولم يتبق
إلا أن يقف العالمين الحضارى والمتحضر وقفة أخيرة ، مدركين أن كل العرق
العربى ‑وليس الفلسطينيين وحدهم وليس السينائيين وحدهم‑ يمثلون خطرا
جسيما على الحضارة الإنسانية ، خطر يرقى لمستوى الحياة أو الموت .
من عقد
من الزمان قلنا هنا إن هذا القرار شبه المحتوم سيتخذ يوما ، لا شك لدينا
فى ذلك ، ولا شك لدينا اليوم ؛
لكن بمرور الأيام يصبح السؤال هو أنه قد يتخذ بعد
فوات الأوان !
فيم الانتظار أيها العالم ؟ !
على أية حال هناك قرار مؤقت جدا لا يحتاج لإرادة
عالمية : أن تبدا طائراتنا فى قصف قصور بشار الأسد وخالد مشعل وإسماعيل
هنية !
أيضا هناك قرار آخر وإن كنت لا أعرف هل يحتمل
الانتظار أم لا : الحركات المسيحية التى شنفت آذاننا بوطنيتها وأنهم أصحاب
مصر الحقيقيين وحماة مجدها التليد المزعوم دون غيرهم وأنهم طالما قاموا بشجاعة
( ؟ ) المحتل العربى‑المسلم عبر التاريخ : هل هم مستعدون
الآن لخطوة جدية من قبيل تشكيل مقاومة شعبية مسلحة للزود عن الحياض ضد هذا الغزو
العربى‑المسلم الأجنبى الصريح الذى لا يحتمل اللبس أو التأويل ، لعلهم
فى خاتمة المطاف يقودون بها كل المصريين ‑مسلمين ومسيحيين‑ نحو التحرر
من الاحتلال العربى ممثلا فى كتل التخلف الرئيسة التى تشد هذا البلد للخلف وتعرقل
مسيرة التحديث بأچنداتها البدوبة الرجعية البالية القميئة ، وعلى رأسهم
الإخوان المسلمين والعبمعصوريين ومن يدعون بالأشراف ‑أو الأشظاف أو الأشلاف
أو الأجلاف ، سمهم ما شئت‑ وغيرهم من القبائل العربية المستوطنة منذ 14
قرنا ، وكلها يسهل حصره ومعروف بالاسم والعنوان والتحاليل الچيينية ، بل
ومن تلقاء أنفسهم لا يتزاوجون معنا ويتباهون ليلا نهارا بقبليتهم العربية
الهمجية ، وقد حان الوقت لسحب حق المواطنة منهم وإعادتهم إلى من حيث
أتوا ؟ !
( لا يجب أن ننسى إذاعة صوت العرب صريحة العمالة
التى نمولها من ضرائبنا ، والتى حتى صباح اليوم لا تزال تصف قتلى حماس المجرمين
بالشهداء ، بينما تستكثر أصلا مجرد الإشارة لمن قتلتهم حماس
منا ) .
…and More Barbarian than Ever: The New Palestinian Invasion of Egypt! |
[ تحديث : بحلول الليل
وبنجاح القوات الغازية فى بسط كامل سيطرتها على كل المناطق الممتدة حتى
العريش ، وراحت تستعد للخطوة التالية وهى معركة المطار ، بدأ إسماعيل
هنية يتحدث عن ‘ اتفاق طويل الأمد مع مصر ’ .
فى الأدبيات العربية‑الإسلامية
عبارة اتفاق طويل الأمد يقصد بها الحديبية ( لا هى معاهدة ولا حتى
هدنة ، إنما فقط هدنة من طرف واحد هو أنت أما من ناحية الطرف العربى‑المسلم
فمن حقه أن ينهيها فى أية لحظة يشعر فيها أنه قادر على التمكن منك ) ،
فالرجل لم يطق صبرا ويريد فورا تقنين انتصاراته الحالية فى صورة معاهدة
مؤقتة ، قبل أن تأتى مرحلة جديدة من التمكين ويبدأ فى قضم قطعة جديدة من أرض
مصر وهكذا ، ثم بعدها يحدثونك عن أساليب الاحتلال الإسرائيلى والاجتياحات
الإسرائيلية !
بصراحة : مصر
‑حكومة وشعبا‑ وصلت لحالة من الخزى والعار لا مثيل لها اليوم ،
البعض يقول لك
هؤلاء مجرد جوعى ( والسؤال : وماذا كان عمرو بن
العاص ؟ ) ،
ورئيسنا رقيق
القلب يتحدث وكأن الأمر تم طوعا بإرادته هو ، وليس رغما عن أنفه بأوامر خالد
مشعل !
مرة ثانية : فيم الانتظار أيها العالم ؟ ! ] .
[ تحديث : 24 يناير 2008 : اليوم الثانى للغزو : بحلول عصر اليوم التالى ‑وحسب النيو
يورك تايمز‑ وصل عدد جحافل المحتل الغاصب لأربعمائة ألف ، وبدأت
مظاهر الاستيطان تتكاثف وتصبح أوضح ، وباتت سيطرة حماس المسلحة على الأراضى
المحتلة أكثر استتبابا وتنظيما ، وبدت تتصرف علنا وبصرامة كقوة احتلال ،
وبالطبع لم تعد الشرطة المصرية تملك أمامها إلا التراجع تلو التراجع .
( هل هذا هو أمننا القومى الذى
كنت ولا زلت تتحدث عنه يا هلوكة ، أم أنك ستعلنها صريحة لأول مرة أن ما حدث
هو الأمن القومى عينه فى نظرك ، وأنك وأمثالك لستم سوى مخلب قط لاستجلاب
المزيد من أصهاركم العرب المحتلين لبلادنا ؟ ( انظر م الآخر ( 34 ) ) ) .
مرة ثالثة : فيم الانتظار أيها العالم ؟ !
[ تحديث آخر : هل تعرفون ما هى خطة
إسرائيل الآن حسب خبر عاجل للأسوشيتيد پرس والرويترز معا ؟ إنها قطع كامل العلاقات مع غزة !
هل تعرفون ما هو معنى هذا ؟
ماذا ستفعل حين تتكاثف الهجمات الصاروخية عليها بعد انفتاح طاقة القدر المصرية
لحماس ؟
طبعا ستحتل غزة بأكملها وترسل كل
سكانها إلينا كى تجعل منها حزاما أمنيا ! … هل لديك تصور لسيناريو
آخر ؟
مرة رابعة : فيم الانتظار أيها العالم ؟ ! ] .
[ تحديث : 25 يناير 2008 : اليوم الثالث للغزو : اليوم
ناهز عدد الجحافل الغازية المليون ، وحكومتنا مشغولة بالاحتفال بعيد
الشرطة ، بينما شرطتها لا تفعل سوى التراجع المهين تلو الآخر ، وعدد
ضحاياها يصبح بالعشرات رغم كل الانسحابات الذليلة ، وبينما فى المقابل تترك
سيطرة حماس على سيناء المحتلة تتوطد وتتوطد على نحو لم يسبق له مثيل !
أيضا لم تظهر بعد بوادر تذكر لا
لتحرك الجيش المصرى لحسم الأمر ، ولا لأى كفاح شعبى مسلح أو حرب شوارع ضد ذلك
الاحتلال الغاصب .
هنا يجب القول إنه لا يوجد ما يمنع
دخول أية قوات بأية أحجام وبكافة أنواع الأسلحة ليس إلى داخل سيناء فقط بل إلى
داخل غزة وقصفها برا وبحرا وجوا معا . بالطبع يمكن استئذان إسرائيل سلفا لو
شئتم ، لكن حتى هذا نفسه لا ضرورة له ، فالأشقاء الإسرائيليون ( من
لم نر منهم شيئا يسيئ لنا منذ وقعنا السلام معهم ، بينما رأينا كافة صنوف
الجرائم والمكائد والأذى التى لا تنقطع من العدو العربى ) ، لا يمكن أن
يعارضوا خطوة تحضرية كهذه مطلقا !
إن مشكلة حكومتنا ليست فى عدم
اقتناعها بمثل هذا الكلام ، إنما فى جبنها وتقاعسها عن سحق حنجوريى الداخل ‑من
عرب ومسلمين أو حتى شيوعيين‑ به ، وتركها كل الشعب نهبا لهم
ولتضليلاتهم التى من أقلها الزعم بأن الفلسطينيين هم ضحية الإسرائيليين وليس
العكس !
مرة خامسة : فيم الانتظار أيها العالم ؟ ! ] .
[ تحديث : 26 يناير 2008 : اليوم الرابع للغزو : حكومتنا الغبية التقطت الطعم : المفاوضات !
منذ متى أجدت أية مفاوضات مع العرب
والمسلمين ؟ ألا تقرأ أخبار الصحف عن المفاوضات مع سوريا ولبنان
وإيران ، أو حتى من رام الله ، حيث محمود عباس نفسه يرفض التفاوض مع
حماس ؟ السبب بسيط جدا ، هو أنهم يقصدون بكلمة التفاوض كسب الوقت من أجل
تغيير الواقع على الأرض أو إكمال التخطيط لمؤامرة جديدة ؛ دعوا عباس للتفاوض
ثم لدغوه اللدغة الكبرى فى غزة .
والآن بعد أن احتلوا كل المنطقة من
رفح للعريش ، وبعد أن مهدوا الطرق اليوم فأصبحوا يستخدمون السيارات لتنفيذ
مخططاتهم بدلا من الأقدام ، وبعد أن شاهدوا ما شاهدوه من خنوع ومذلة من جانب
الحكومة المصرية ( بل واطمئنانهم أنها لن تفعل شيئا فى المستقبل سوى التراجع
تلو التراجع أمام جحافلهم ) ، وبعد أن أعلن الإخوان انتصارهم من غانا
عبر فانلة للاعب كرة مصرى مضلل ( أنا شخصيا لا أعتقد أنه عربى لأنه شخص واضح
الطيبة ) ، لم يطيقوا صبرا اليوم
وبدأوا إرسال أحزمتهم الناسفة لكل أرجاء مصر من شرم الشيخ حتى سوهاج
( تصور ؟ ! ) ، ولم ينسوا طبعا وقف الصواريخ على إسرائيل
حتى يهدأ العالم إلى أن يستقر لهم هضم ما قضموه من سيناء .
أما حكومتنا فسذاجتها ‘ ما جرتش
على حد ’ ولا يمكن تخيلها ، نراها تطلب الجلوس معهم .
على أية حال ، لن يطول الأمر يا
سادة حتى نرى الضربات الحقيقية التى
سيوقعها هذا الاحتلال الظلامى الهمجى ببلادنا ، الذى قطعا لن يكتفى بهذه
الغزوة السهلة ، ولن يتوقف قبل أن يحتل كل العالم ويصبح الدين كله لله والمال
والنساء كلها للصحابة والإخوان ] .
مرة سادسة : فيم الانتظار أيها العالم ؟ ! ] .
[ تحديث : 27 يناير 2008 : اليوم الخامس للغزو : اليوم
يبدو أن الكل قد نسى الأمر ،
ولذا لعل من اللياقة بنا نحن أنفسنا
أن نقدم التهنئة للإخوان وحماس :
مبروك عليكم شمال
سيناء التى أزيلت عنها الأعلام المصرية وترفرف عليها أعلامكم الآن ، وعقبال
شرم الشيخ وبقية مصر وكل العالم !
( بالمناسبة ،
رئاسة الجمهورية عندنا قامت بتراجع ستراتيچى تاركة شرم الشيخ وعادت للخطوط الخلفية
للمواجهة فى القاهرة ،
وإن كنا للحق غير
واثقين جدا أنه يوجد أية خطوط خلفية فى المواجهة مع العرب والمسلمين )
أو ربما لا يزال لدينا أمل
أخير : فيم الانتظار أيها
العالم ؟ ! ] .
[ تعقيب : فقط بعد هذه الأيام الخمسة من الكتابة المتواصلة
من جانبنا ، بدأت تستيقظ الأقلام المصرية من سباتها العميق ، وبدأ
الاستعداد لحرب التحرير !
نقول استيقظت من
سذاجتها ( ولا نقول من غباءها ) ، بدأت تدرك أن ما أخذ بالقوة لا
يسترد بغير القوة ، وأن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ! ] .
م الآخر
( 41 ) :
10 فبراير 2008 :
الوزير مائير شتريت ليس رمزا لما يسمونه
بالتطرف اليمينى ، بل هو من أقطاب حزب الوسط كاديما ، لكنه مع ذلك طالب اليوم
ببدء تجارب
الإبادة فى غزة ،
أو حرفيا :
'We
must take a neighborhood in Gaza and wipe it off the map'
الكثيرون يزعمون
إننا نطالب فى هذا الموقع بإبادة العرب
والمسلمين ، الواقع إننا لم نقل ذلك أبدا . كل ما قلناه إن الإبادة لهم
حتمية طبقا لمعطيات الچيينات والجغرافيا والتاريخ ( العادى
والطبيعى ) ، بل فى الواقع إننا كنا دوما أقرب لتحذيرهم من ذلك
المصير ، إلا أننا ببساطة لم نستطيع إنكار المعطيات العلمية الباردة التى
تقول إن مصيرهم هو الانقراض ، وإنه لن يكون انقراضا كريما أو هادئا بحكم
چييناتهم العدوانية الپارانوية ، بل سيكون بالإبادة القسرية .
أيضا من نافلة القول
إننا لسنا بعرقيين ( عنصريين ) . نحن لا نحب ولا نكره ، ولو
حدث وكان العلم والتحاليل الچيينية قد أخبرتنا أن مثلا السود أكثر ذكاء من البيض
( انظر م الآخر
( 27 ) ) ،
أو أن العرب أكثر تطلعا للحداثة من الإنجليز ، لوجدتنا أشد الناس حماسا لهم
ودفاعا عنهم ، لكنها فقط الحقائق العلمية الباردة التى نشعر أن من واجبنا أن
نذكر الجميع بها شرقا وغربا بها .
ما حدث اليوم يكاد
يطابق حرفيا مطالبتنا بمحو الجنوب
اللبنانى خلال الحرب الأخيرة بالذات بعد هجرة المدنيين له ، لكن عامة ما
قاله شتريت ليس الأول من نوعه ( اقرأ ما طالب به آلان ديرشوويتز أشهر نصير
للحقوق العامة فى أميركا بخصوص الفلسطينيين قبل سنوات ) ، لكنه يظل
خطوة جبارة نحو عودة ذلك الوعى المفقود ، ذلك لأنه الأول من نوعه من مسئول
سياسى موجود فى السلطة فى العالم .
م الآخر
( 47 ) :
28 فبراير 2008 :
Charlie Wilson’s War(s)! |
أعلن اليوم
أن المدمرة يو . إس .
إس . كول تحركت لقبالة الشاطئ اللبنانى ، بالطبع استعدادا للمشاركة فى
الحرب الأهلية اللبنانية الوشيكة والتى يقوم الجميع بالتجهيز لها على قدم وساق منذ
فترة ، والتى بداهة سوف تنطوى على ضربة ما
لسوريا .
ليس فى هذا ما يدهشنا بل هو بالضبط ما نطالب به دوما ، أو بالأخص منذ الحرب الأخيرة فى لبنان :
أن تتشارك كل قوى الحضارة والتحضر فى ضرب بؤرة التخلف والعصيان المتبقية فى الشرق
الأوسط ، فلول جبهة الرفض
العربية‑الإيرانية القديمة ، والتى ينشط فيها حاليا إيران فقط زائد
بعض الأذيال العربية هنا وهناك . ذلك يعنى أن الحرب الأهلية اللبنانية
القادمة يجب أن تدخل فيها أميركا بكل أسلحتها ، وكذا إسرائيل ، وكذا مصر
وغيرها ولو بجهد حربى رمزى ، فالشعب اللبنانى لا تنقصه الشجاعة ولا الرغبة فى
تحرير نفسه ، لكنه عمليا لن يستطيع وحده أن يواجه عشرات الآلاف من صواريخ حزب
الله المعدلة سوريا وإيرانيا لتصبح سلاح دمار كتلى محشو بالبلى القاتل ،
والتى ستنهال على رأسه بمجرد انطلاق هذه الحرب .
لا نكتب هذا تأييدا للسياسة الأميركية ،
فانحيازاتها الخاطئة شبه الانتحارية تملأ خريطة العالم من حولنا بدءا من كوسوڤو
إلى كردستان ، فقط نرى فيه خطوة صحيحة نأمل أن تخطوها خطوات أكثر جرأة وصراحة
وعلنية فى السياسات ، وأيضا خطوات أكثر صوابا : ضربة متزامنة لكل البؤر
المتبقية ، وعلى رأسها قم وطهران !
أيضا قد نجد فى كل
هذا خلفية خصبة للذهاب لمشاهدة فيلم ‘ حرب تشارلى ويلسون ’ الذى بدأ عرضه أمس فى
مصر ، وينقل لنا على نحو فائق الإمتاع خفايا القصة الحقيقية لتسليح المجاهدين
الأفغان عبر حلف سرى أميركى‑پاكستانى‑سعودى‑إسرائيلى ،
وأهم تلك الخفايا شبه الكوميدية أن الفكرة نبعت من دماغ امرأة تكساسية ثرية حسناء لا تتوانى
عن تقديم جسدها من أجل رفع اسم المسيح ونصرة إيمانها المتشدد
( ؟ ! ) ، فتبناها عضو كونجرس زئر نساء سكير ومتعاطى للكوكائين
( ؟ ! ) ، ومن ثم نفذها عميل استخبارات أميركية متصعلك منبوذ
ومشكوك فى ولائه ( ؟ ! ) ، مستخدما الأسلحة السوڤييتية
التى اغتنمتها إسرائيل من العرب ( ؟ ! ) ، يا للهول
( ؟ ! ) ،
أو حسب بطاقة الملصق
الأكثر مرحا :
‘ مع مشروب جامد وبعض
الماسكارا وكثير من قوة الأعصاب ، من يمكنه القول إنهم لا يستطيعون إسقاط
الإمپراطورية السوڤييتية ؟ ! ’ .
( للأسف النسخة
حافلة بالحذوفات التى طمست الكثير من الدور العربى هذا بالذات ما يخص تعاونه الخفى
مع إسرائيل ) .
كتبنا مرارا ‑أو لعله لم يعد يخفى على
أحد‑ أن أصل الفكرة يرجع لسنة 1975 يوم كلف الرئيس السادات رئيس استخبارات
حرب أكتوبر البارع محمد عثمان إسماعيل أن يصبح محافظا لأسيوط ويدحر الشيوعيين من خلال رعاية الإسلاميين .
ذات الفكرة التقطها زبيجينيو برچيزنسكى ناصح الأمن القومى للرئيس كارتر وكانت من الأمور القليلة جدا التى
صادقت عليها ولاية ريجان الجمهورية النقيضة بالكامل ، وواصلت السير
فيها ، وهنا يأتى الفيلم ليروى كيف ارتفعت مخصصاتها من 5 مليون دولار إلى
بليون دولار مناصفة مع السعودية . نحن نفضل بطبيعة الحال الحروب العلنية الشريفة
المواجهة باستخدام القوة الغاشمة على حروب تشارلى ويلسون الپراجماتية
الخفية ، لكن الفيلم ينقل لنا باستفاضة بالغة المرح تلك السلاسة الهائلة التى
أتت فيها تلك الحرب الصغيرة منخفضة التكاليف بنتيجة هائلة وهى انهيار الإمپراطورية
السوڤييتية . نهدى هذا الفيلم لحكومتنا الرشيدة حيث لدينا الآن مثل هذا
الموقف بالضبط : إمپراطورية الإسلام استفحلت داخل بلادنا ، وهناك فئة
صغيرة من ‘ المجاهدين ’ المسيحيين مستعدة للمغامرة بكل شىء ،
والأدهى أنها قادرة على تحقيق نتائج باهرة فيما يخص تقويض الجذور العقيدية والبنية
الأيديولوچية للإسلام وقد حققت الكثير منها بالفعل وقدمتها لنا بالمجان على طبق من
ذهب ، فلو أن حكومتنا غير قادرة على إعلانها حربا علمانية صريحة على الإسلام ‑وهو
بلا شك الموقف الصحيح إطلاقا‑ فعلى الأقل لا يجب عليها أن تقف فى وجه دورة
جديدة لحرب عثمان إسماعيل الخفية تلك ، تدور فيها الدوائر على الإسلاميين
الذين صنعتهم بيدها . لقد خلف انهيار إمپراطورية الشر السوڤييتية بعض
الجماعات الإرهابية الإسلامية تافهة الخطر تماما لدى المقارنة ( هذا على أية
حال ما قاله برچيزنسكى What
is most important to the history of the world? The Taliban or the collapse of the Soviet
empire? Some stirred-up Moslems or the liberation of
Central Europe and the end of the cold war? - انظر النص
الكامل لمقابلة النوڤيل أوبزيرڤاتير الشهيرة من يناير 1998 هنا ) .
بالمثل ‑أو بالأحرى ليس مثلا بالمرة‑ القضاء على الإسلام سيخلف لنا جماعات
مسيحية أتفه وأتفه بل ومعدومة الخطر تقريبا ، وهذا مما يجعلها حربا أجدر
بالتبنى من كل حروب تشارلى ويلسون السابقة !
بعد البطش
النسبى الذى تعرض له الشاب الصدامى ذائع الصيت محمد حجازى وزوجته أصبحت ستراتيچية
المسيحيين الحالية هى تشجيع تاركى الإسلام على عدم المجاهرة بذلك ، وهى من
ناحية لا تفرق كثيرا لأنه حسب رأينا الذى أفضنا فى شرحه فى رواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) فأغلب مسلمى مصر
( بالذات من ليسوا منهم من العرب الدخلاء ) ، هم مسيحيون
بالفعل ، أو بالأحرى كلاهما معا لا زالوا أتباعا لإيزيس بطيبة وبساطة وفطرية
وعفوية وسماحة ديانتها أو للدقة طريقتها الصوفية ( وهم معا يمثلون
الأغلبية ، يتلقون عن أسرهم القيم الأخلاقية الغربية المعروفة شبه العلمانية
عن الفضيلة والصدق … إلخ ، ويدرسونها هى عينها فى حصص الدين المسيحية أو
ما يسمى مجازا لدى البعض الآخر بالإسلامية ، بينما الأقلية الدينية فى هذا
البلد شىء آخر مختلف جذريا ، هم ذوى الأصول العربية أتباع الإسلام الصحيح
الذى يحمل القيم العكسية بالضبط ‑استرقاقا واستحلالا وتعدد زوجات وكل شىء‑
عن تلك القيم السائدة ؛ هكذا ببساطة وإصرار نرى تركيبة الأغلبية‑الأقلية
فى مصر ) .
من
الناحية الأخرى تلك الخطة المسيحية خطة ذكية لأن أولئك سيكونون بمرور الوقت جيشا
سريا هائلا يحتشد الآن فى صمت ، ويوم يقررون الكشف عن أنفسهم ‑طوعا أو
رغما أو لأى سبب آخر غير متوقع ( مثلا من قبيل أن تعلن شخصية دينية كبيرة
نبذها للإسلام )‑ سوف تقع حوادث جسيمة بلا شك ، بعضها سيكون دمويا
عنيفا أقله أن ستشتعل البيوت والمدارس والشوارع وغيرها ( أيضا حسب سهم
كيوپيد ! ) ، لكنها فى مجملها ستكون خطوة تقدمية كبيرة لهذا
البلد ، ولكل أنصار الحرية والحداثة فيه على اختلاف عقائدهم ( أو لا
عقائدهم ) .
إنها فرصة
تاريخية : فى 11 سپتمبر ضبط الإسلام عاريا ، ومن ساعتها هو يتعرى يوما
بعد يوم ؛ نصوصه المجهولة وأچنداته الخفية لم تعد مجهولة ولا خفية ،
وعدم اغتنام هذه الفرصة هو ليس مجرد تقاعس ، إنما هو انتحار !
أيا ما كان ما
تنتويه حكومتنا ، فإن ما نعرفه فقط هو أن الوقوف مكتوفى الأيدى فى وجه العرق
العربى‑المسلم هو انتحار ، وأميركا بطيئة العقل بدأت نفسها وبجلال
قدرها تحرك مدمراتها ( وإن غالبا ليس لأن الحس دب فجأة فى عروقها المخترقة من
الداخل ، إنما لأن الشأن الإيرانى‑السورى‑اللبنانى يخص
إسرائيل ، وهى تعرف أنها لا تريد أن تنتحر ) .
أيا ما كان
الأمر ، فالسؤال هو ما يلى : ما هو موقفنا ‑نحن المصريون‑ الآن من
فكرة الانتحار ؟
( بما أننا كما تعلم ممن كرسوا حياتهم للدفاع عن الفن الهابط واعتباره
الفن كما يجب أن يكون ، وكنموذج للروح المعنوية المنتعشة جدا لهؤلاء
المجاهدين المسيحيين ، نحيلك إلى هاتين الأغنيتين الهابطتين جدا ، كعينة
من أطنان من منتجاتهم التى تتراوح ما بين الرقى الشديد والهبوط التام : أغنية
1 - أغنية
2 ، أيضا نرشح لك من ذات مملكة الهبوط هذين المونولوجين مونولوج
1 ، مونولوج
2 ، وهذا الديالوج الهابط جدا بين محمد
وحماره يعفور ، وبالمناسبة ، حاليا يعد يعفور هذا من الشخصيات
المحببة جدا وهائلة الجماهيرية لدى المسيحيين ! أما لمواد أقل هبوطا فيمكنك
الاستماع للأزجال الآتية : زجل
1 ، زجل
2 ، زجل
3 ، وطبعا يمكنك البحث عن المزيد بنفسك ! )
م الآخر
( 59 ) :
9 مايو 2008 :
That’s Militia!
Killed Again! |
ميليشيا
حزب الله ‑التى اكتفت بقطع الطرق
وبعض المناوشات واستعراضات القوة منذ أول أمس‑ اجتاحت بيروت نفسها اجتياحا مسلحا وكاملا ليلة
أمس . مع ذلك لم أجد ما أكتبه ليلا ، ذلك أنى ببساطة كنت أنتظر
الإجابة على السؤالين المهمين : هل قرر ملالى قم الإستيلاء على الحكم فى
لبنان الآن ، أم ليس بعد ؟ ولأى مدى سوف تراودهم ذكريات الماضى حول
احتلال السفارات الأميركية ؟
طبعا ما أسهل أن
يفعلوا هذا فى ساعات ، أو كما قلنا فى م الآخر ( 47 ) : لدى حزب الله صاروخ موجه
بالفعل لكل بيت فى لبنان ، وبعددها ، والجيش نفسه ليس أقوى منه عددا ولا
تدريبا ، ولا مشكلة فى إبادة كل السياسيين وكل الطلاب وكل الطوائف والأعراق
كما فعل الخومينى دون أن يطرف له رمش ( وطبعا لم يكن لدينا أوهام للحظة واحدة
حول دعوى أن السلاح لم ولن يوجه للداخل ، فهى كذبة حديبية محمدية نمطية
جدا ، حيث لا وثوق فى مسلم متدين مهما قال ) . إن الأمر برمته أسهل
حتى من استيلاء حماس على غزة ، بل على العكس من حماس الغبية سيحصد هو صيدا
ثمينا من مدرعات وطائرات لبنانية صناعة أميركية والأهم دخول لا يعوقه حصار ولا شىء
لجيوش سورية وإيرانية لدعمه بلا حدود … إلخ !
الآن فى الصباح
التالى عرفنا الإجابة ، وهى : لا تزال إيران تناوش الغرب من أجل السلاح
النووى ، ولا يزال بشار الأسد مهجوسا بالمحكمة الدولية ، ولا يزال الجيش
اللبنانى يقوم بحياء ببعض الدور طالما لم يقرر نصر الله بعد القضاء عليه ،
ولا يزال ميشيل عون يحلم بدخول التاريخ كالحسن بنى صدر اللبنانى ( وطبعا أن
يلقى نفس مصيره فى النهاية ! ) ، وهلم جرا من البيزنس
المعتاد .
السؤال الآخر الذى
لا يقل أهمية : من الذى كسب ؟
مبدئيا أنا أفترض
منذ سمحوا لحزب الله ( ولا غضاضة عندى من تسمية حزب الله ، فالله هذا
شرير جدا من يوم أعلن الحرب على الحية إلهة الحكمة فى جنة عدن ، ولا غرابة من
ثم أن يكون كل أتباعه أشرارا ) ، منذ سمحوا له بالإبقاء على سلاحه فى
الطائف ، أفترض أنهم سلموا له بحكمهم وقطع رقابهم وأنه ما لم تتدخل يد خارجية فإن جمهورية لبنان الإسلامية هى مسألة وقت لا أكثر ، والطائف هو شهادة
الميلاد الرسمية لها التى بصم عليه الجميع . هذه هى بديهيات الأمور ، ما
الجديد إذن فى ضوء هذا ؟
الحكومة قررت مواجهة
الشبكة التليفونية لحزب الله ولتمديده لسلطته سرا ( بطريقة المؤلفة قلوبهم
المحمدية ) على مطار البلاد ، والواضح من قبل ومن بعد ما حدث أنها ‑أى
الحكومة‑ لا تستطيع فعل شىء ، بالذات وقد اتضح أن أحزابها لم تقطع أى
شوط يذكر فى تكوين ميليشياتها الخاصة منذ كتبنا قبل بضعة شهور ( م الآخر ( 47 ) ) ، عن بدء التجهيز للحرب
الأهلية بقدوم المدمرة يو . إس . إس . كول لشواطئ لبنان
( ربما الأسلحة موجودة لكن مطلوب ذخائر والأهم تدريب احترافى وليس كما رأينا
مجرد أرباب منازل أو شباب مخلص منفعل بأجساد نحيلة وملابس مدنية تقتلهم عصابات حزب
الله وأمل والقومى السورى بسهولة ) .
الإجابة الواضحة أن
الحكومة هى الخاسرة ومظهرها كان مشينا منذ ليلة أمس حين انطلق زبانية نصر الله على
إثر خطابه يحرقون المؤسسات الإعلامية ويحاصرون رموز السلطة فى منازلهم ويقتلون
حراسهم . ربما لا نوافق على هذه الإجابة ، ذلك أن الصورة الأكبر هى التى
ستدلنا على من يمسك بالخيوط الحقيقية ، وأنه قطعا ليس الضفدع البيروتى ، ولا الجرذ الدمشقى ، ولا حتى عمائم طهران .
الصورة الكبيرة هى سيناريو الحرب النووية الأميركية‑الإسرائيلية المنتظرة
على إيران .
مبدئيا يعلم الملالى
أن مصيرا هائلا ‑شواء نوويا على الأرجح‑ ينتظرهم بعد قدوم چون ماكين
وبنيامين نيتانياهو أو حتى أحدهما فقط لمقعد السلطة ( والأسد يعلم قبلهم أن
حبل المشنقة يضيق على رقبته النحيلة أصلا جزاء لاغتياله الحريرى
الأب ) ، لذلك هم يعلمون أن الاستيلاء على السلطة فى لبنان ليس شيئا
ضخما أو مؤثرا أو سيقلب موازين المنطقة ، ناهيك عن أنه لن يدوم على أية
حال .
بالعكس ، ما
فعله حزب الله فى الـ 12 ساعة الماضية رفع ورقة التوت الأخيرة عنه فى أعين
الكثيرين ، ولا أقصد فقط مثقفى الغرب أو شعوب العرب ، ولا أقصد كذلك
ورقة التوت القانونية ، حيث أصبح يوجد الآن لدى المجتمع الدولى ‑إن كنت
تحب هذه التسمية الهلامية‑ السند القانونى للتعامل مع حزب الله ، كجزء
من الحرب التى ستشنها قوى الحضارة على إيران : لا بد من نزع سلاحه طبقا لقرار
مجلس الأمن الصريح ، والذى لم يعد من غطاء قانونى من حكومة لبنان لتلك
الميليشيا يسمح بتأجيل ذلك .
إذن المحصلة الكبيرة
الوحيدة لما حدث ، أن هذه الساعات الـ 12 وضعت حزب الله فى موقع رد الفعل
والدفاع لأول مرة بهذه القوة ، جعلته يرقص على طبول الحكومة ، والأهم
إطلاقا التغيير النوعى أن أعلنته صراحة ميليشيا تقتل الشعب اللبنانى لا جنود
إسرائيل ( ملف الحرب على إسرائيل قد انتهى منذ قدوم القوات الدولية ،
هذا إلا لو كنت قد صدقت فعلا قناة الجعيرة أن حزب الله انتصر على إسرائيل فى الحرب السابعة . هذا لا
يعنى موافقتنا على أن ملف الحرب الإسرائيلية على حزب الله قد أغلق ، فهو ملف
لا يجب أن يغلق أبدا . حرب 2006 وجهت ضربة قاصمة لحزب الله ولم تقض
عليه ، والخلاف داخل إسرائيل هل كان هدف الحرب القضاء عليه أم ضربه
فقط ، لا يجب أن ينسى أحدا أن اجتثاثه الكامل هو هدف ستراتيچى للحضارة
الإنسانية ) .
ما أقصده ‑وأنا
شخص يؤمن بالمادية ولا يقيم وزنا يذكر للأمور المعنوية‑ هو أنها رفعت الوعى
وأسقطت الأوهام المحتملة لدى ذوى التأثير الفعلى الذى سيحدث تغييرا على
الأرض ؛ دوائر صنع القرار فى الغرب عامة ، وحتى فى إسرائيل وأميركا
نفسيهما .
حكومة لبنان لم تخسر شيئا ، لأن ما يقال
إنها خسرته ‑وهو السيادة‑ لم تكن تملكه أصلا . وأصل لمدى القول
أن ما حدث كان مخططا إن لم يكن عالميا ، فلبنانيا على الأقل ، بمعنى أن
السنيورة والحريرى وجنبلاط وجعجع والجميل لعبوها صح : دخلوا فى مقامرة فائقة
الشجاعة كان من الممكن أن تكلفهم رءوسهم ، لكنها فى كل الأحوال ستكسب أرضا
كبرى لقضيتهم !
إذن فى إطار الصورة
الكبيرة ، معسكرا الحضارة والتحضر يتقدمان ، ونأمل أن يكون التخطيط جيدا
ومتكاملا ، وألا يتخيلا أن ضرب إيران سوف يحل تلقائيا مشكلة لبنان إن لم يكن
سوريا ، ويعلما أن المطلوب التسارع فى تشكيل الميليشيات اللازمة للحرب
الأهلية اللبنانية المحتومة ، وتجهيز دقيق للتدخل العسكرى الأميركى الثالث فى
لبنان خلال نصف قرن ، مواكبا للضربة المتزامنة لكل من إيران وسوريا ،
وربما أضيف : دور ما للجيش المصرى وأمثاله ممن لا يجب أن يظلوا متفرجين حتى
يداهمهم أنفسهم الخطر ، أقولها كما لم أقلها ألف مرة من قبل ، إنما هذه المرة
استنادا على تصريح رسمى صباح اليوم أن مصر لن تسمح بسيطرة إيران على لبنان ،
ولا توجد طريقة لفهم عبارة ‘ لن تسمح ’ مع أناس لا يعرفون لغة
القوة ، سوى القوة ، أليس كذلك ؟ !
Another Khomeini Genocide? Maybe Not Yet! |
[ تحديث : مساء : بيان شديد المحتوى واللهجة معا لقوى
14 مارس ، لا تراجع فيه بل تقدم للأمام ، ألقاه بثبات وشموح يحسد عليهما
سمير جعجع وإن كانا متوقعين منه ، لهجة أميركية وفرنسية ومصرية وعربية
أعلى ، انتشار أكبر للجيش وتراجع تدريجى لمسلحى حزب الظلام بما يؤكد توقف
طموحهم هذه المرة عند قطع الطرق ( مهنة العرب التاريخية ، ماذا
غيرها ؟ ) ، قناة العربية تضع لوحة ثابتة ‘ انقلاب حزب
الله ’ وتستضيف طوابير من أصحاب الرأى الحاد الشجاع من مختلف البلاد تفوق
كلماتهم المنطوقة هذه العبارة المكتوبة ( هذا فى الوقت الذى تدارى فيه
الجعيرة وجهها خجلا وتغطى الأحداث فى أضيق الحدود ،
بل إنها لا تضعها حتى كالخبر رقم 1 ، ولا غرابة فأمير البلاد يوافق ‑دونما
أى ورق توت‑ الأسد أن ما يحدث ‘ شأن لبنانى داخلى ’ وأن وظيفتهما
هى التفرج على التليڤزيون وتشجيع اللعبة الحلوة ؟ ! ) ؛ كل هذه وتلك تبين
صحة تقييمنا للموقف ، وأن ما حدث كان فخا انجرت له إيران وذنبها حزب الله ، وأن كل أهدافه المعنوية ‑أى
الفخ‑ قد تحققت بأسرع ما يكون وبأقل التكلفة الممكنة ، وأن البناء
للضربة الكبرى القاضية المحتومة بات يسير حاليا بوتيرة جيدة وجدية .
إذن
السؤال : طبقا لهذا التحليل ، ترى هل أدرك حكام طهران الآن أنهم خسروا
خسارة جسيمة ، وأن الاستيلاء على السلطة الآن وذبح كل اللبنانيين
الأحرار ، قد يكون شيئا أفضل من لا شىء ؟
أنا لا أستبعد شيئا ، لكن الإجابة أن الاستيلاء على السلطة فى لبنان
سيكون علاجا للغباء بغباء أكبر . الضفدع العجاع نصر الله الذى زعم أنه هزم
إسرائيل ، بينما فى الحقيقة أخرى فى سرواله ساعتها وهرول لقبول ما رفضه طيلة
عمره من انتشار الجيش ( ناهيك عن قوات دولية ) فى الجنوب ، والأهم
أن أبطل مفعول ترسانته الصاروخية للأبد لأن الصواريخ التى كان يصعب إسقاطها هى فقط
تلك قصيرة المدى أو قذائف الهاون والكاتيوشا التى تطلق من جنوب الليطانى ،
ومن ثم أغلق ملف التنغيص العسكرى على إسرائيل بالضبة والمفتاح نهائيا ( اقصد
إلى يوم يتوافر فيه تحت يده عدد كاف من القنابل النووية الإيرانية ، وإن كنت
لا أعرف حتى الآن كيف سيوصلها لها ؟ ! ) . كل هذا كوم
واستيلاؤه على السلطة كوم آخر . هذا سوف يفتح حتما كل الملفات من جديد ،
لأن الدولة اللبنانية ستصبح برمتها ساعتها عدوا فى نظر إسرائيل ، وسيصبح عليه
ألا يدخل حرب أشباح إنما حربا نظامية ، وسيصبح ضرب بنية واقتصاد لبنان ضربا
له وليس ضربا لخصومه الذين يحقد على
ثرواتهم وهلم
جرا ، لكن مرة أخرى كل شىء محتمل الحدوث ، أو منذ متى أقام عبمعصور أو
الخومينى أو صدام أو حماس أو كل ذوى الأيديولوچيات وزنا لجوع أو دماء
شعوبهم ؟ ] .
[ تحديث : 10 مايو
2008 : سيناريو
2006 يتكرر :
هزيمة مريرة أخرى لحسن نصر الله يصورها على أنها انتصار !
الحكومة
أحالت قراريها للجيش ( لمن كانت ستحيلهما أصلا للتنفيذ حتى لو لم يحدث أى
شىء ؟ ! ) ، وقبول الجيش تولى الأمر هو فى حد ذاته انتصار
رئيس للحكومة الفاقدة بالفعل للأدوات التنفيذية ، والتى ها هى تستقطب الجيش
ليصبح إداة تنفيذية ما ، وهذا مكسب مهم ، ذلك بعد أن كان مشكوكا فيه من
الأساس قبوله للمهمة ( خشية تفككه لو تدخل والآن اقتنع بتفككه لو لم
يتدخل ) .
هذا
الجيش قرر ما يلى :
1-
الإبقاء على قائد أمن المطار ‘ حتى إتمام التحقيق ’ ، ولا أحد يذكر
هذه العبارة الأخيرة بما فى هذا للأسف خصوم حزب الله ، ممن يبدوا أنهم لا
زالوا منخدعين بالألاباندا الكبرى لنصر الله وحزبه ( حتى لو لم يعزل هذا الشخص أبدا ، فعلى الأقل لن يستطيع بعد الآن
تنفيذ الاغتيالات التى كان يخطط لها أو يجعل من المطار جسرا جويا للسلاح الإيرانى
ولجحافل الحرس الثورى ) !
2-
دراسة شبكة حزب الله التليفونية بما لا يضر أمن الوطن ولا أمن المقاومة ( هل
أرادت الحكومة يوما شيئا أكثر من هذا ؟ ) .
3-
سحب المسلحين وتجريم وجودهم فى بيروت ( أى ارتجاع كل آثار
العدوان ) .
يظل
الأهم من كل
شىء أن أعلن الجميع داخليا وخارجيا حزب الله ميليشيا تعتدى على المدنيين
الآمنين ، هذه هى الخسارة الكبرى والحقيقية ، هزيمة مريرة أخرى كهزيمة
2006 مع فارق أن انكشفت الأقنعة ولم يعد هناك شارع عربى مخدوع كى يروجها له ،
وحتى لو بقى البعض منه ، فالأهم إطلاقا هو إزالة الأوهام لدى الخصوم أساسا ‑لبنانيين
وخليجيين وغربيين . إن الآثار الفادحة لهذا الانقلاب فى الموازين ضد معسكر حبهة الرفض العربية‑الإيرانية
سوف تظهر تباعا ، وتابعونا يوم تنطلق الطلقة الحقيقية الأولى لهذه
الحرب ، طلقة نووية ضد طهران ، الحرب التى بدأ البناء لها جديا هذا
الأسبوع .
أخيرا
احتفالا بالنصر المظفر الجديد لحزب الله نريد سويا تأليف نكتة تجيب على السؤال
التالى :
ماذا حدث حين أسر نشامى حزب الله هيفاء وهبى من طرابلس وأخذوها لكهف حسن نصر
الله ، فوجدت أيضا بشار وأحمدى نجاد فى انتظارها ؟ ! ] .
[ تحديث : 21 مايو
2008 : أربعة مشاهد
تزامنت اليوم :
1-
حزب الله يقدم تنازلات هائلة فى اتفاقية باسم الدوحة بما فى ذلك وضع سلاحه على
دائرة النقاش ( هنا ) .
2-
الإعلان رسميا عن بدء مفاوضات سلام إسرائيلية‑سورية ( هنا ) .
3-
حماس فى القاهرة مستعدة لتقديم أى شىء مقابل هدنة مع إسرائيل ( هنا ) .
4-
الجيش العراقى يدخل لأول مرة مدينة الصدر بسلاسة هائلة دونما طلقة واحدة بل
وبترحيب كامل ( هنا ) .
ما هو بالضبط الوحى الإلهى الذى هبط على ملالى إيران بين عشية أمس وضحى
اليوم ى ينقلبوا هكذا من الجهاد الإسلامى الدموى إلى السلام المسيحى
الملائكى ؟
السؤال
بطريقة أخرى : هل الخسارة المعنوية لحزب الله باجتياحه المسلح لبيروت كافية
لتبرير مثل هذا التحول الدرامى الذى شمل كل الخريطة فجأة وليس لبنانا فقط
( فى الدوحة قدم كل شىء وحصل فقط على حق الڤيتو للتسع شهور القادمة على
القرارات النادرة التى تحتاج دستوريا لأغلبية الثلثين ) ؟
أم
يا ترى هل وصلهم نبأ الانهيار العالمى للمشروع الإسلامى وتفكيك القداسة التى ضربت
14 قرنا حول مكونات العقيدة الإسلامية ؟
الإجابة
لا هذه ولا تلك !
بالتأكيد
ما حدث فى بيروت هو عامل مهم ، ويبدو كالعامل المباشر ، حيث أحس الملالى
بفقد كثير من الأرض بالذات زوال الوهم بالكامل لدى دول الخليج ، لكن يجب أن
نضيف لتحليلنا الأصلى عاملا جديدا لا بد منه وقد جاء رد فعلهم مفرط السلامية على
هذا النحو المذهل : إنه عامل باراك أوباما !
بالنسبة
للملالى أهم شىء إطلاقا على وجه الأرض الآن ، والفرصة التى لا تأتى سوى مرة
واحدة فى العمر ، هى ضمان وصول الشيخ أوباما بن لادن للبيت الأبيض ، هذا
الذى سيتراوح موقفه ما بين إعلاء انضمام أميركا لولاية الفقية والولاء الدينى
المباشر والعلنى لمرجعية قم ، وما بين التغاضى الصامت عن القنبلة ، أو
فى أسوأ الحالات ‑حين يكتشف أنه ربما لا يملك كامل الصلاحيات لفعل هذه أو
تلك‑ سيدخلون هذا الغر معهم فى مفاوضات لن ينهوها إلا يوم القيامة العصر أو
امتلاك مليون قنبلة نووية أيهما أقرب .
بس
خلاص ! هذا هو الوحى السحرى الذى يفسر لماذا كان اليوم هو يوم ‘ على
الأرض السلام ’ الذى هبط لأول مرة منذ آلاف السنين على الشرق الأوسط
المنكوب : لا
مبرر للذعر الذى يبثه فيكم چون ماكين ، فأحمدى نجاد أنعم من سجاد شيراز ونصر
الله أرق من هيفاء وهبى !
ملحوظة
1 : ليس ضروريا حتى أن ستضحى إيران بكل شىء من أجل القنبلة :
أولا ،
ستحاول كسب الوقت فيما يخص سلاح حزب الله بالذات الطريقة الإسلامية فى التفاوض حتى
يوم القيامة .
ثانيا :
ستظل سوريا تغرق أولميرت الأبله بالمطالب بحيث لن يصل لشىء أو لن تعطيه قشة مقابل
الجولان ( لا أستبعد إن طلب الجرذ الدمشقى باسم السلام إقامة اعتصام للحرس
الثورى الإيرانى أمام سراى رئاسة الوزارة الإسرائيلية ، أو نصب صواريخ حزب
الله فوقها ، وعفوا فأى إنسان يعلم أن التفاوض مع بشار ليس فقط طعنة خيانة
للحضارة الإنسانية ، إنما تهريج مطلق بالأساس ) .
ثالثا :
بالنسبة لحماس وجيش المهدى فلا تمثل الهدنة أكثر من فرصة لالتقاط الأنفاس .
هكذا
خطط ملالى إيران لاستيعاب كارثة بيروت التى تورطوا فيها .
مخطط
هائل ، ولو لم يتم فضحه والرد عليه فورا ، فإن النتائج ستكون وخيمة جدا
على كامل معسكرى الحضارة والتحضر !
ملحوظة
2 : فى
كل الأحوال هناك شىء آخر من المؤكد أن مبارك صدام بن لادن لن يقدر عليه إذا ما
أصبح رئيسا لأميركا : منع بنيامين نيتانياهو من قصف إيران نوويا !
ملحوظة
3 : تحويل مسار الانتخابات الأميركية إلى الاقتصاد والقضايا الداخلية ،
لن يصب بالضرورة فى مصلحة أوباما كما يتخيل الغباء الإيرانى ] .
م الآخر
( 60 ) :
12 مايو 2008 :
2010: World’s First Mass-Market All-Electric Car!
Today: Hybrids! |
يتحدث الفصل الأخير
من رواية سهم كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) عن ظهور
أول سيارة ركوب تجارية كهربية بالكامل سنة 2011 .
Future vs. Reality: |
مما يفوق الخيال أن هذا لن يحدث
سنة 2011 إنما 2010 ، وسلامنا لشيوخ الپترول
ولحليفهم الصينى ( كنا قد بدأنا مناقشة أمر السيارات الكهربية على الموقع قبل سنوات ، بالذات يوم اختار
الرئيس بوش اصطحاب أحد ضيوفه العرب فى سيارة كهربية خفيفة اعتبرناها ‑وغيرها
مما تابعناه أيضا بالخبر والصورة‑ إرهاصات لسيارات الركوب التى سوف توزع على
نطاق تجارى ) !
بعض أحداث هذا الفصل تدور فى إسرائيل وتتحدث ضمنا عن
ريادتها المعهودة لمعسكر الحضارة وإن دون رابط مباشر مع موضوع السيارات ،
المذهل أن أعلن نبأ هذه السيارة أمس وعرضت
عينتها الأولى من ‑صدق أو لا تصدق : تل أبيب ! يزيد على هذا أن إسرائيل ستكون أول سوق إطلاقا تطرح فيه السيارة
الجديدة !
عامة هى ستبدأ فى ثلاث دول هى إسرائيل وأميركا
والدنمرك ( أعدى أعداء العرب ، هل صدفة ؟ ) فى 2010 وتصبح
عالمية فى 2012 ، أى أن نبوءة 2011 لا تزال بها وجاهة ما ، حتى وإن سقط
نهائيا أن اسم طراز السيارة سوف يكون ‘ 2011 ’ !
أمور كلها فوق التوقعات ، فقط الجزء الأقل دقة
هو أن تنبأت الرواية أن تأتى السيارة من شركة تويوتا . والواقع أنها ستأتى من
نيسان‑رينو !
مزيد من جديد نبوءات
الرواية : أحد مقاطع الفصل الرابع الرواية مما يدور
فى الأربعينيات يصف بإسهاب ما أسمته روض
الفرج الزياطة . النيو يورك تايمز خصصت مؤخرا
موضوعا ضخما عن صخب مدينة القاهرة ، وخمن أى حى أجرت تحقيقها عليه ؟ روض
الفرج ! ربما كان هذا صحيحا وملفتا أيام سوق الخضار ، لكن لم يخطر ببالى
أنه لا يزال متفردا حتى اليوم ، فقط أعتقد أنه مجرد حى عادى . على أية
حال هو اختير لأسباب حنينية بالأساس حيث كتب أذهب أحيانا لتفقد دور السينما
فيه !
فى المقابل عرفت مؤخرا توقعا جديدا لم يصدق ،
وهو أن مطعم السوشى فى السيتى ستارز والذى تدور به بعض أحداث الفصل الثانى ، قد أغلق !
Not Stars but Galaxies: ‘Ultra Deep Field!’ |
عامة الرواية مليئة بالتوقعات المستقبلية ، ليست
تأملا فى النجوم البعيدة ، فقط فى السنوات الخمس التالية ، بدءا من أنها
تتحدث عن ساركوزى رئيسا لفرنسا ولم يكن قد انتخب بعد حين كتبت ، أو عن مادة ( رقم 3 )
تتحدث عن المواطنة فى الدستور المصرى ، ولم يكن أحد قد فكر بعد فى تعديل الدستور ( فقط المؤتمر
العام للحزب الوطنى ناقش ما أسماه ترسيخ مبدأ المواطنة . أيضا على أية حال
الرقم الصحيح للمادة هو 1 وليس 3 ، بحيث تجب سلفا وبالكامل تقريبا المادة
الثانية أو تحصرها فى إطار ضيق للغاية ، وهو تعديل يعادل تقريبا شجاعة إلغاء
المادة الثانية . مثلا لو أردنا معرفة ميراث المرأة سنسأل المادة 1
أولا ، وهلم جرا ) ، وانتهاء بخيالات محلقة عن الهندسة الچيينية وعن فرز عرقى سيتم فى مصر بين مصريين وعرب . كان أحد أصدقاء أو صديقات الموقع قد تعهد بمتابعة مثل تلك
النبوءات على منتديات الموقع ، هذه التى نأمل فى عودتها قريبا جدا .
Gas Products as Artifacts! |
[ تحديث : 27 يوليو
2008 : يبدو أن
الدنيا بدأت بالفعل تنظر للپترول كأنه جزء من الماضى الحنينى العزيز ، تستحق
مشغولاته أن تكون قطعا فنية تصنع ( عفوا أقصد تشغل يدويا ) ، من
أجل الاقتناء باهظ الكلفة . فقط نهديك صورة لموتوسيكل صنع ( عفوا أقصد
شغل ) بعدد محدود بكلفة 120 ألف دولار للقطعة ؛ موتوسيكل سباقات فائق
السرعة والكفاء ، ومجرد المواد الثمينة التى طلى بها تكاد تبرر جزءا كبيرة من
سعره الخرافى . النيو يورك تايمز علقت اليوم
قائلة إن البليونير برووس وين نفسه لم يركب مثله فى فيلم باتمان الجديد .
(Note: Downsized image; for full scale, click here)
(Note: Downsized image; for full scale, click here)
(Note: Downsized image; for full scale, click here)
(Note: Downsized image; for full scale, click here) Extermination as the Only Solution! |
طبعا
ننصحك بشدة بمشاهدة ‘ فارس الظلام ’
( حسب العنوان المصرى ) ، الذى بدأ عرضه هذا الأسبوع .
فيلم
من البداية يذكرك ملصقه بمشهد بنايات 11 سپتمبر المشتعلة ، فقط لتكتشف
بالداخل أن قوى الخير هى التى حان عليها الدور كى تأتى بمثل هذه الأفعال
ضد الصين وأمثالها من قوى الشر عبر العالم ، وكذا ضد ‘ الچوكر ’
الذى يستمتع بالقتل المجانى بما لا يشبهه فيه أحد إلا أسامة بن لادن والعرق العربى
المسلم عامة ، بل وعند نقطة معينة ( يتحدث فيها عن إحدى غابات جنوب شرق
آسيا ) ، هو فيلم هائل الجرأة يدعو للإبادة
الكتلية لتخليص العالم من الشعوب الشريرة .
إنه
فيلم قاتم حقا ( كعنوانه وكقصته التى اكتشفت هذا الجانب من شخصية باتمان لأول
مرة كمنبوذ من مجتمع منافق مصطنع خائن –هل يقصد چورچ دبليو . بوش وكل القادة
من أمثاله ؟ ولو أردت منا تلخيص الفيلم بكلمة لقلنا إنه فيلم عن النفاق السياسى ) .
قد
لا تصدق لو ذكرناك بأن تيم بيرتون قد
طرد بعد فيلمين من سلسلة باتمان التى بدأت فى أواخر الثمانينيات لأنه كما قالت
وارنر آنذاك ، جعلها قاتمة أكثر مما يجب . هذه القتامة لا تكاد تساوى
شيئا فيما يقدمه الآن كريستوفر نولان ،
ذلك لأننا أصبحنا فى عصر أسود بالفعل ، تحدياته هائلة وبحور الدم الآتية شىء
لا مفر منه لصلاح العالم ولاستعادته من قبضة المتخلفين الأشرار مرة أخرى .
( يمكنك
أن تضيف هذه لنبوءات موقعنا
وروايتنا ( 1
- 2 ) ، ذلك أن الإبادة تكتسب أرضا يوما
بعد يوم ، ليس لعبقرية فينا ، إنما لأن التاريخ الطبيعى علمنا ببساطة أن
لا حل سوى الانقراض القسرى للتعامل مع الچيينات الطفيلية الشرهة التى جبلت على قطع
الطريق والنهب ومقاومة التقدم ، وتبنى فيلم بمثل هذا الحجم وبمثل هذه الصراحة
لفكرة الإبادة لهو أمر يداعب تواضعنا أيما مداعبة ! ) .
‘ فارس
الظلام ’ الذى حطم كل السجلات القياسية فى أيامه الأولى ، والذى صوت له 92 0/0 من رواد موقع IMDb.com بما جعله رقم 1 على رأس قائمة أعظم الأفلام
فى تاريخ السينما ، قد يذهب ‑عن جدارة‑ لأوسكار أحسن فيلم ، والراحل هيث
ليدچر ‑فى واحد من أكثر الأداءات شرا فى تاريخ السينما‑ قد يحصل على
أوسكار أيضا ، ونقصد دور الچوكر الذى جعل أمثال چاك نيكولسون يبدون كمجرد
‘ مهرجين ’ ( لسوء
الحظ هذا التعبير ذو التورية البارعة ليس منى إنما نحسد عليه العظيمة دوما ڤارايتى ) !
نولان
الذى لعلك لاحظت ارتداءه للبذلات الفاخرة ‑لا الچيينز‑ فى مواقع
التصوير ( وهى عادة قديمة له ولا تقتصر على هذه الصورة ولا هذا
الفيلم ) ، نأمل له أن يكون بداية لجيل جديد كامل من كتاب وموجهى
السينما ممن يمكن أن يسموا اصطلاحا بيمين السينما ، هذه التى اختطفها اليسار ‑وبالكامل
تقريبا‑ منذ أيام تشارلى تشاپلين وحتى اليوم ] .
Utah Goes for Natural Gas! |
[ تحديث : 30 أغسطس
2008 : يمكنك أن
تضيف لزوال دولة النفط ، هذه القصة غير التقليدية اليوم عن
بدء التحول لسيارات الغاز الطبيعى فى ‑صدق أو لا تصدق : الولايات
المتحدة ، بل وغربها الأوسط تحديدا ، هذا الذى
طالما كانت صحاريه مسرحا مفضلا لأفلام الطرق بسياراتها الأميركية التقليدية الضخمة ! ] .
م الآخر
( 61 ) :
14 مايو 2008 :
اليوم سألت البى بى سى العربية مستمعيها عم
يتوقعون للصراع الإسرائيلى‑العربى بعد 60 سنة أخرى . سؤال مبتكر ومثير بلا
شك ، لكن عامة التنبؤ بما قد يحدث بعد حقبة طويلة كهذه يعد أمرا هائل
الصعوبة ، ولعل رد الفعل الأولى يكون هكذا : يا للهول !
2068 ؟ ! ربما لا يكون الإنسان سيدا على الأرض أصلا آنذاك ! على أنه فى حالة
هذا السؤال تحديدا قد يكون التنبؤ بما سيكون عليه الحال بعد عشر سنوات مثلا ،
أصعب بكثير بالتنبو بما سيكون عليه فى 2068 ، ذلك أنه بالنسبة لهذه الأخيرة
تكاد تكون الإجابة شبه يقينية وهى ما يلى : فى عام 2068 لن
يكون هناك أى أثر لصراع إسرائيلى‑عربى ، ذلك لأنه لن يكون هناك أى وجود
من الأصل للعرب ! ( اقرأ
صفحة الإبادة ) .
14 يوليو 2008 :
WANTED!
… Dead or Alive! |
يوم تاريخى :
إحالة أول رأس لأقلية عربية غاصبة شخصيا ‑نعم شخصيا !‑
للمحكمة الجنائية الدولية :
عمر البشير صار رسميا اليوم
متهما بالإبادة والتطهير العرقى وارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، ومطلوبا ضبطه
وإحضاره للعدالة .
فيما
يلى قليل من
مختارات مرعبة من نص عريضة الاتهام كما طرحها المدعى الدولى أرچنتينى الجنسية Luis Moreno-Ocampo بناء على
إحالة القضية للمحكمة ‑كما هو معلوم‑ بقرار من مجلس الأمن يستند للفصل
السابع ، حيث يفترض إن لم يسلم البشير نفسه للمحكمة فى لاهاى أن يصدر قرار
آخر باستخدام القوة لاستجلابه للمحكمة :
- Mr.
Bashir masterminded and
implemented a plan to destroy the three main ethnic groups in Darfur, the Fur, Masalit and Zaghawa.
- Using
government soldiers and Arab militias, the president specifically and purposefully targeted
civilians belonging to these groups,
killing 35,000 people outright
in attacks on towns and villages.
- His
motives were largely political. His alibi was a ‘counterinsurgency.’ His intent was genocide.
- He organized the destitution, insecurity and harassment of the survivors.
- He did not need bullets. He used other weapons:
rapes, hunger and fear. As efficient, but silent.
At least in 2008, the most popular tattoo in the world! |
هذا
ليس إلا أول الغيث ، وبداية يقظة عالمية لما ارتكبه العرق العربى من جرائم فى
حق البلاد والشعوب التى اغتصبها وفى حق الإنسانية ككل .
نعم ، السودان حالة صارخة ، من حيث صغر تلك الأقلية ، ومن
حيث اللا حياء فى مستواها الإجرامى ، ومن حيث ضخامة الأرض والشعوب والأعراق
التى استعبدوها ونهبوا ثرواتها وأعملوا فيها سيف الإسلام ذبحا ، لكن قطعا
الدائرة لن تقف عند السودان . إنها مسألة حياة وموت إن أرادت الحضارة
الإنسانية لنفسها الاستمرار ، ولن تقف انتفاضة الأرض قبل تحرير الجزائر
وسوريا من حكم الأقلية العربية ( الجرذ
الدمشقى فى طريقه بالفعل لمحكمة مشابهة ) ، ولن تقف قبل تحرير
البلاد التى لم يعد المغتصبون العرب أقلية فيها كليبيا وفلسطين والعراق ، بل
لن تقف قبل تحرير مصدر كل الشرور مهد العرق العربى نفسه فى شبه جزيرة البعر .
المشكلة
ليست فى أسماء بعينها ، وليست حتى فى إذا ما بدا هذا البلد أو ذاك حداثيا أم
لا ( فى مصر أو لبنان ، العرب لا هم أغلبية ولا هم حتى فى موقع
الحكم ، لكن طالما أفلحت أقليتهم هذه فى جر البلدين لطريق التخلف
والخراب ) ، إنما المشكلة فى چيينات العرق العربى ذاتها ، تلك التى
ترفض إلا أن يكون قاطع طريق نهابا سلابا ، استرقاقيا استحلاليا .
طبعا
كل هذا لا يعنى أن العرق العربى هو أخطر ما يتهدد الحضارة ، فهم أحقر من أن
يستحقوا هذه الصفة ، ولم يحدث أن أفلحت جحافل عمر ولا حتى جحافل الترك فى
تركيع الحضارة الغربية حتى وهى فى أحلك لحظاتها . الحرب العالمية الثالثة لن
يكون العرب ولا إيران ولا تركيا طرفا فيها ، إنما ستكون بالأساس ضد الصين
وروسيا ، وإن كنت غير واثق بعد من هو الطرف الآخر الذى سيتصدى لإبادتهم
( من عاداتنا القديمة جدا أن نرشح الياپان ) . رغم
كل هذا تظل الدلالة قوية فيا يخص ذلك التحالف الشيطانى بين قطاع الطريق الكبار
( الصين وروسيا ) من جهة وقطاع الطريق الصغار ( العرب ) من
جهة أخرى ، وأقله صلفا وفجورا ما سوف يكشفه يرنامج البى بى سى
‘ پانوراما ’ مساء اليوم ، حيث ضبطوا بالصوت والصورة أسلحة لا
نهاية لها أمدت بها الصين ريچيم البشير ، خرقا لحظر صريح فرضته منظمتهم
المدعوة الأمم المتحدة ( اقرأ هنا قصة موقع البى بى
سى المسهبة عن محتويات البرنامج ) .
بكلمة ،
هذه الچيينات وتلك ‑چيينات
قطاع الطرق كافة‑ لا حل لها إلا الاجتثاث الجذرى من على سطح الكوكب ، وللمزيد ارجع لكل حرف فى هذا الموقع ، أو اختصارا اقرأ أقدمها وأولها الدراسة
الرئيسة لصفحة الثقافة ‘ العرب
ومستقبل الثقافات القومية ’ ، أو لخصائص العرق العربى ولتحليلات
لطبيعته الطفيلية المجرمة وكذا لنبوءات مستقبلية عنه اقرأ بالطبع آخرها وأكملها
حتى اللحظة رواية سهم كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) ، أو للمزيد بخصوص دارفور بالذات انظر هنا وهنا .
[ تحديث : 14 فبراير 2009 : هأ ! مصر بدأت من اليوم تتعامل مع
البشير بعمر سليمان !
… الآن
صار رسميا فى عرفها رجل عصابات خارج على القانون تماما كما عاملت ياسر عرفات
وإسماعيل هنية من خلال رئيس استخباراتها هذا نفسه ، باعتبارهم ملفات أمنية
مفتوحة لا بد وأن تغلق يوما بالقبض على المجرم وتقديمه للعدالة !
المناسبة :
تسريبات قوية أن هيئة المحكمة الدولية قد وقعت بالفعل على طلب جلبه
للعدالة ! ] .
[ تحديث : 15 فبراير 2009 : أى بعد 24 ساعة فقط :
هأ ! السعودية اليوم حاكت
مصر وبدأت تتعامل مع بشار الأسد بعمر سليمان ، أقصد برئيس استخبارتها ! ] .
[ تحديث : 4 مارس 2009 :
يوم تاريخى جديد للقارة الأفريقية :
اليوم
صدر بالفعل أمر المحكمة الجنائية الدولية
بالقبض على زعيم عصابة الأقلية العربية المجرمة فى السودان .
لا شك أنها لحظة لن تنسى لأبد الدهر فى مسيرة الشعوب الأفريقية
لتحرير كامل تراب القارة من فلول العرق العربى المحتل الدخيل ؛
قطاع الطرق الجراد اليثربى الهجام النهاب السلاب السفاح الغاصب !
لا غرابة أن هتف المتظاهرون البرابرة فى السودان أن سيذبحون أوكامبو كما
ذبحوا جوردون ، فى تذكير واضح بعروبتهم ، يوم تكاتفت مصر وبريطانيا
للقضاء على العصابات العربية فى السودان . فقط نذكرهم أن فصول التاريخ لم
تنته عند جوردون ، وكان هناك كيتشينر !
أيضا
يثير المتحدثون السودانيون لغطا كبيرا حول معارضة الجامعة العربجية ومنظمة الوحدة
الأفريقية أو أيا ما كان اسمها لقرار المحكمة قبل صدوره . الآن اختلف كل
شىء ، رسميا وإلزاما للجميع بموجب الفصل السابع لكل أعضاء المحكمة ولكل أعضاء
الأمم المتحدة ، بمعنى لو حدث وكانت دولة عضو فى الأولى وليست عضوا فى
الثانية ( لنقل سويسرا كانت كذلك يوما ) ، أو عضو فى الثانية وليست
عضوا فى الأولى ( عشرات الدول ليست كذلك ) : الجميع ملزمون بتسليم
البشير بما فى هذا القذافى وحمد وموجابى وأى أحد ! ] .
[ تحديث : 30 مارس 2009 :
الصورة المحورية لقمة مطاريد المحاكم الدولية وقراصنة البر والبحر والجو ، أقصد قمة الدول العربية والمسماة بالعربية فى
الدوحة ( 30 مارس 2009 )
هى ما يلى : |
] .
م الآخر
( 72 ) :
16 يوليو 2008 :
The Victims! |
أكتب
هذا صباحا فى اللحظة التى أعلن فيها عبر ورقة مررت للصليب الأحمر ،
أعلن لأول مرة أن ‘ الأسيرين ’ الإسرائيليين محل صفقة التبادل
مع حزب الله هما ميتان .
لا
جديد فى أن يحاول حزب الله تصوير كل هزيمة منكرة له على أنها أم الانتصارات .
هذا ما ظل يفعله منذ انسحاب إسرائيل من الجنوب الذى لم يكن لها فيه أطماع أصلا
يوما ، مرورا بالحرب السابعة قبل عامين ( انظر متابعتنا اليومية المسهبة
لها ) ، وانتهاء ‑أو بالأحرى ليس انتهاء‑ بغزوة بيروت المباركة
قبل شهرين ( انظر م الآخر ( 59 ) ) . لذا تعالوا نحلل معا انتصاره المظفر الجديد اليوم .
أولا : من الأساس هناك أمر قرانى بإبادة كل الأسرى : ‘ ما كان لنبى
… إلخ ’ . هذا الأمر جاء بوحى أهبطه عمر بن الحطاب والحطابة على
محمد . جرؤ الأخير أن يخالفه مرة مع أسرى بدر حيث سال لعابه على المال ،
لكن تعنيف عمر له جعله لا يخالف حتى مات أمرا إلهيا آخر أنزله رسول الإسلام
الحقيقى ‑بن الحطاب والحطابة عمر‑ بما فيه هذا الأمر .
قتل
محمد كل أسرى بنى قريظة وبنى أى أحد آخر ( ويقصد بالأسير كل ذكر من العدو نبت
شعر عانتهم حتى لو لم يكن من المحاربين ، وحتى لو يكن هذا
‘ العدو ’ يحارب أو يملك سلاحا أصلا . أما النساء والأطفال ‑من
تسمونهم بالذرارى‑ فهم استثناء من التعريف لأنهم لا يسمون أسرى ، بل
سبايا يغتصبون ثم يباعون بالمال ) . من هنا جاءت السنة التى سار عليها
الجميع بدءا خالد بن اللقيط واللقيطة الذى قتل مئات آلاف الأسرى بسيفه المسلول ، حتى أصغر مجاهد
معاصر .
ثانيا : حتى لو كان هؤلاء الجنديان أحياء ، فهما ليسا
أسرى . الأسير جندى
مقاتل يدرك هزيمته فيرفع يديه أو راية بيضاء مستسلما . لكن كما قلنا تراث
الچيينات العربية‑المسلمة لا يسمح بهذا أصلا .
ثالثا : تلك المعلومة الصغيرة التى أعلنت فى هذه اللحظة عن كونهما
موتى أضافت لنا شيئا جديدا أهم : أن صناديد حزب الله الأشاوس لا يستطيعون حتى
أسر أى جندى إسرائيلى حيا !
هؤلاء
كانوا ضحية للاختطاف غيلة ، وبإعلان خبر أنهما رفات وصلتنا ‑أولا‑
المعلومة المهمة التالية : أن يا ليت أشاوس حزب الله نجحوا حتى فى الإمساك
بهما أحياء !
فقط
بات عليك اليوم أن تحكم بنفسك من هم الأبطال حقا ومن هم من يطلقون النار على
الظهور !
لقد
أخذا جثثا هامدة من ميدان المعركة ، المعارك التى يحاربونها طبعا كما الأشباح
طبقا للشريعة الإسلامية ، حيث :
لم يحدث ‑وعلى مسئوليتى‑ أن خاض أى جيش عربى أو مسلم
حربا ميدانية حقيقية ‑ناهيك عن أن تكون محترمة‑ واحدة بامتداد
كل التاريخ ،
وانتصر فيها ، أو حتى هزم !
( للدقة ، المعركة الحقيقية الوحيدة التى خاضها المسلمون طبقا
لتقاليد الحروب المعروفة آنذاك ، وقت لم تكن قد عرفت بعد تقنيات أو تقتيات أو
ستراتيچيات أو مناورات من أى نوع ، فقط اصطفاف الجيشين بالمواجهة فى وضح
النهار ، المعركة الوحيدة التى خاضوها من هذا النوع كانت ضد بعضهم
البعض ، ولا غرابة بالمرة أن ‑لإحساسهم بتفردها الشديد فى تاريخهم‑
أطلقوا عليها ذلك الاسم العجيب مذهل الدلالة : صفين ! ) .
The Killer! |
الحرب
خدعة ولا شىء سوى الخدعة هى هرطقة محض محمدية ؛ فهى السبيل الوحيد لنصرة
الفئة القليلة الضعيفة المتخلفة بإذن الله !
( زد
هامشا على هذا ‑عودة لموضوع الأسرى‑ أن تأملت ذات مرة فى رواية سهم
كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) ، عبارة القرآن والأحاديث المحمدية المتكررة ‘ دق
الأعناق ’ ، لأجد
أنها لا يمكن أن كانت تصف قتالا بالسيوف تطعن فيه الأبدان ، إنما تصف طابورا
من الأسرى مكبلا راكعا إلى الأرض ، سبق أن باغتموه ليلا وتسوقونه الآن لساحة
الإعدام ! ) .
قد
تسألنى أن حماسا
تمسك بجندى إسرائيلى حى ، كما سبق لحزب الله مبادلة أحياء . الإجابة بالنسبة للأخيرين أنهم
ليسوا جنودا أصلا بل مختطفين ، أما بالنسبة للجندى لدى حماس فهو بالمثل ليس
أسيرا إنما مختطف . كما قلنا الأسر محرم شرعا ، والاختطاف ‑سواء
للمدنيين أو العسكريين‑ هو سنة محمدية أخرى اسمها التبييت ، أى مداهمة
النساء والأطفال ليلا وقتلهم ، وكذا قتل الرجال أو خطفهم . إذ ببساطة
الخطف مهنة معروفة للأعراب كل ما فعله الإسلام أن أضفى عليها المزيد من
القداسة .
… هكذا
إذن يسقط أول تباهى لحزب الله .
…
التباهى الآخر هو تحريره لشخص يدعى سمير القنطار مقابل صندوق عظام !
قد
تتصور أن هذا المغوار الصنديد الذى تطبل له أمة لا إله إلا الله ، قد تصدى
بصدره العارى لرتل دبابات إسرائيلى ، قفز داخل واحدة منها وقتل طاقمها بيديه
العاريتين ثم قادها ليدمر بها بقية دبابات الرتل . فى الواقع لا يوجد مثل هذا
الشىء فى سيرة نضاله الذاتية .
فقط كتبت فى سجل أمجاده واقعة واحدة :
أن هشم بدم بارد رأس طفلة يهودية صغيرة عمرها ثلاث سنوات بكعب
بندقيته !
( انظر الصور )
انظر
أى ثمن دفع فى الجوال ‑أقصد القنطار‑ هذا : دكت كل البنية
الأساسية للبنان ، قتل ألف لبنانى ، ضاعت البلايين من اقتصاد
لبلد ، بل والأدهى أن إسرائيل ( المهزومة ) قد اقتصت سلفا من مدبر
الخطف وركن أركان جيوش حزب الله المغوارة ، المدعو عماد مغنية !
…
وبعد : تهانينا يا ذو الشرف الرفيع حسن نصر الله ، وإلى المزيد
من الانتصارات ،
أو ‑لو شئتم‑ حسب كلمة خالدة لوليد جنبلاط : كفانا
انتصارات !
18 أغسطس
2008 :
The Stupidity, Decline and Fall
of the West —Part I: PAKISTAN! |
هذا يوم حزين :
قائد عظيم أجبر على
ترك موقعه ! لن نتحدث عن
شخص پيرڤيز
مشرف ، فقد سبق لنا هذا
كثيرا من زمن طويل وحتى مؤخرا مصرع الأفاقة المتخلفة عقليا
بنظير بوتو ، لكن سنتحدث عن غباء الغرب المسمى الديموقراطية وحقوق
الإنسان ، وتجلياته المتعددة اليوم !
مشرف هو فقط الموضوع الأول : الرجل الذى وجد فى مساء 11 سپتمبر 2001 اللحظة
التاريخية للضربة التى طالما سعى إليها : تحويل وجهة پاكستان من أكبر قاعدة
للجهاد الإسلامى فى العالم لأكبر رأس حربة فى مواجهته ، ها هو يتهم الآن
بواسطة اليسار الأميركى بأنه عميل مزدوج للقاعدة . لا أحد يسأل لماذا ؟
أنتم السبب ! لم تدعموه بالقدر الكافى ، اتهمتوه بالديكتاتورية وشجعتم
عليه أمثال الدجالة پوتو والمجاهد نواز شريف . جردتموه من سلاحه وتقولون عليه هو عميل
مزدوج . أضعفتموه لأبعد مدى ، وطول الوقت ترون الديموقراطية مجرد حقل
للتجارب أو بالأحرى للقمار وضربات الحظ ، والآن اشربوا من الكأس : الرجل
تركها لكم واستقال ! ستعم الفوضى پاكستان وكلها مسألة أسابيع حتى تصبح أزرار
ترسانتها النووية تحت إصابع أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى ، فقط كل ما نأمل
أن تكون لديكم خطة لتدمير هذه الترسانة من الجو قبل أن يحدث ذلك .
مبروك
عليكم يا ساسة وإعلاميى اليسار الغربى نواز شريف وسلالة بوتو ، وإلى لقاء
قريب ( ربما فى يوم تستجدون فيه مشرف العودة ، أو تستجدون انقلابا من
قائد آخر للجيش ؟ ! ) . باختصار : التاريخ علمنا أنه حين تجفل
الحضارة عن اتخاذ القرارات الحاسمة ، فإنها ببساطة : تنتحر !
…
The Stupidity, Decline and Fall
of the West —Part II: GEORGIA! |
الموضوع الثانى فى غباء الغرب : چورچيا !
هل
تعرف سبب هذا المجهود المكوكى الخرافى الذى يبذله ساركوزى منذ بداية
الغزو حتى الآن
لوقف الزحف الروسى على تبيليسى لإسقاط ذلك الزعيم الشاب الرائع ميخائيل سآكاشڤيلى
بطل ثورة الورود 2003 ومن ثم
ضم چورچيا للإمپراطورية الپوتينية ( السوڤييتية سابقا ) ؟
الإجابة :
أنه هو السبب فيما حدث ! كيف ؟ رفض قبل أسابيع ضم چورچيا لحلف
الأطلنطى . ذات الشىء بالنسبة لأنچيلا ميركيل ، لكن على الأقل كانت من
الشجاعة أن أعلنت أمس
أسفها وندمها ( أو ربما لأنها باتت تخشى من الخطوة التالية : سقوط تلك
الدولة الأخرى التى أجلت دخولها للحلف ‑أوكرينيا‑ ومن ثم افتقادها
للتدفئة فى منزلها ) .
القصة
بها بعض الشبه من قصة مشرف : الرجل فقد السيطرة على إقليمين من أقاليمه لحساب
عملاء روسيا الإمپريالية وميليشياتها ، وانتظر دخول الأطلنطى كى يتحرك ،
فلفظتموه . ماذا يفعل ؟ فعل ما يمليه عليه الواجب حتى لو كان فى هذا
انتحاره وانتحاركم ! عن هذا الغباء الغربى ، لا تحضرنى سوى عبارة لهنرى كيسينچر ، يوم
طالب بدفع جبهة حلف الأطلنطى فورا كى تلاصق الحدود الروسية تماما . قالها ولم تكن قد ظهرت حتى تلك الخطط
التوسعية الإمپريالية للمجرم پوتين . فى نفس السياق قال إن الطبقات
الچيولوچة لروسيا تقول إنها أمة إمپريالية لن تكف عن التوسع ولن يمضى وقت طويل حتى
تعاوده ، أى أنه حذر من كل ما نراه اليوم . المدهش أنه قال كل هذا
وروسيا بعد حملا وديعا يستجدى المعونات من أميركا لأنه ليس لديها المال الكافى
لتفكيك ترسانتها النووية ( نعم ، تفكيكها لا بناء واحدة جديدة كما تفعل
الآن ) ، لكن : التاريخ علمنا أنه حين تجفل الحضارة عن اتخاذ القرارات
الحاسمة ، فإنها ببساطة : تنتحر !
…
The Stupidity, Decline and Fall
of the West —Part III: UKRAINE AND POLAND! |
الموضوع الثالث : پوتين وربيبه ميدڤيديڤ ( الذى
يحركه بينما هو جالس فى مدرجات الدورة الأوليمپية فى پكين ) ، هددا قبل ثلاثة
أيام بضرب پولندا نوويا . السبب أن أميركا ستنشر بها درعا صاروخيا يبطل كليا مفعول الترسانة النووية
الروسية . نقول : پوتين لن يتورع عن شىء كهذا ، ولا عن جمع عقد حلف
وارسو الذى انفرط . بدأ بچورچيا وسيليها بأوكرينيا وپولندا ، والرد
الوحيد الذى أفهمه ، نعم الوحيد : قصف روسيا نفسها نوويا الآن ، نعم : الآن !
بل قنبلة واحدة تكفى لجعل پوتين ينكمش فى جلده ويركع معترفا أنه لا يملك
سوى ترسانة من البمب وعيدان الكبريت لا تخيف أحدا سواه هو نفسه ! إن ضربة
نووية فورية لروسيا لن فقط تعيد هذا البلد الإمپريالى اللزج للقرون الوسطى ،
ولن فقط تجعل إيران تعيد حساباتها ألف مرة ، ولن فقط ستهوى بأسعار الپترول
حين سيضخ النفط الروسى لمستحقيه الحقيقيين بالمجان ( نقصد بهذا الغرب ،
ونقصد بالذات ألمانيا التى نذكر السيدة ميركل أن مخترعى محركات الاحتراق ‑بنوعيها
الداخلى والديزل‑ هذه التى جعلت لروث الأرض المسمى بالپترول ثمنا ، هما
الألمانيان أوتو وديزل ! ) ، بل ‑وهو الأهم فى نتائج هذه
الضربة‑ ستحجم أو ستشل خطرا آخر لا يقل شراسة ولا لزوجة ولا إجراما اسمه
الصين !
أيضا :
التاريخ علمنا أنه
حين تجفل الحضارة عن اتخاذ القرارات الحاسمة ، فإنها ببساطة :
تنتحر !
…
The Stupidity, Decline and Fall
of the West —Part IV: THE WHOLE WORLD! For a story on the Swiss designers of Beijing National Stadium, also known as Bird's Nest, click here |
الموضوع الرابع فى غباء الغرب : مصر ! أقامت أميركا الدنيا ولم تقعدها قبل أسبوعين لصدور حكم
بحبس بوق الإخوان ‘ الليبرالى ’ ( ؟ ! ) سعد الدين إبراهيم ( بنظير بوتو
مصر ؟ ! ) .
أوه !
لقد نسيت ! لقد كتبت هذا بالفعل فى حينه تحت مسمى م الآخر ( 77 ) ! فقط أضيف هذا الشبه المثير للفضول
أو ربما المريب مع پاكستان ، زائد : التاريخ علمنا أنه حين تجفل الحضارة عن
اتخاذ القرارات الحاسمة ، فإنها ببساطة : تنتحر !
…
| FIRST | PREVIOUS | PART
XI | NEXT
| LATEST
|