الليبرالية والتطور

...أو كل الأشياء الجيدة التى تناقض الديموقراطية وحقوق الإنسان !

( الجزء الثالث )

Liberalism and Evolution

…or All the Good Things That Contradict Democracy and Human Rights!

(Part III)

 

| FIRST | PREVIOUS | PART III | NEXT | LATEST |

 

NEW: [Last Minor or Link Updates: Saturday, January 22, 2011].

The Aviator (2004)Million Dollar Baby (2004)

 February 28, 2005: Hollywood chooses to honor a republican with pro-social-liberties attitudes rather than a leftist going right!

 

In Part II

Terminator 2 -Judgment Day (1991)

 October 7, 2003: Schwarzenegger’s sweeping gubernatorial victory as a great slap to the whole leftwing politics all over the world!

 July 12, 2003: A great start for the ‘Brights’ movement. But, could a leftist ever be ‘bright’ for just being secular?

 September 23, 2002: Right-wing defeated in German elections. Why?

 

In Part I

Jean-Marie le Pen

 April 21, 2002: Though it was one of our simplest predictions for years and years, it’s still A HISTORY MADE, MADE AND MADE: Something ‘right’ in France for the first time in centuries!

 March 1, 2002: The big lesson from the big master: THINK BIG! …Once again you should make a good guess!

 January 30, 2002: The Fascists Are Coming! The Fascists Are Coming!

 January 28, 2002: A Human Rights conference in Cairo. A joke or what?

 January 1, 2001: Egypt puts safety belt on!

 November 8, 2000: Thanks to democracy, Islamic butchers win 18 seats in the Egyptian Parliament. Also, what about the equally danger tolerance with other big mob ideologies?

Pinochet

 October 26, 2000: General Pinochet —The Last of Great Builders, a new section dedicated to one of the greatest liberal reform endeavors in the Third World [partially in English].

 

ê Please wait until the rest of page downloads ê

 

’ الانتخاب يجب أن يكون قصرا على العقلاء ‘

أرسطو ç

‘Human equality is monstrous fiction which, by inspiring false ideas and vain expectations into men destined to travel in the obscure walk of laborious life, serves only to aggravate and embitter that real inequality which it never can remove.’

Edmund Burke

—on the Declaration of the Rights of Man and of the Citizen of the French Revolution

Reflections on the Revolution in France (1790) è

‘Natural rights is simple nonsense: natural and imprescriptible rights, rhetorical nonsense, —nonsense upon stilts.’

Jeremy Bentham

—on the Declaration of the Rights of Man and of the Citizen of the French Revolution

Anarchical Fallacies (1843) è

 ‘Democracies are dangerous and unpredictable’

Diplomacy, Chapter Four. Fürst von Metternich

’ الجموع خاملة وعديمة الذكاء ولا بد من سيطرة الأقلية لبناء الحضارة ‘

سيجموند فرويد

L:\E-Text\Arabic\Alwaraq.com صفحة 10 ومن ذات الفقرة تعريفه للحضارة —مستقبل وهم

Also in PostHuman ‘Human rights is utter silliness. Human sanctity is crap!’

James Watson

—UCLA Conference on Human Genome Project (1998) è

‘Reason, Individualism, and Capitalism!’

Ayn Rand

Author of The Fountainhead, Atlas Shrugged and For the New Intellectual

and the ever-fighter against ‘today’s prevalent doctrines of mysticism, altruism, and collectivism.’ è

‘The inherent vice of capitalism is the unequal sharing of blessings; the inherent virtue of socialism is the equal sharing of miseries’

20080202artsdesign02muse.html Winston Churchill

’ لست أرى ما يدعونا للسماح لبلد ما بالتحول للماركسية لمجرد أن أهل هذا البلد قوم لا يشعرون بالمسئولية ‘

هنرى كيسينچر

كتاب الجغرافيا السياسية لعالمنا المعاصر المترجم فى عالم المعرفة عن الإطاحة بريچيم سلڤادور أييندى المنتخب ديموقراطيا ç

‘Consensus is the negation of leadership’

www.thatcheronline.co.uk/thatcherisms/thatcheryears2.html Margaret Thatcher

‘I scorn all polls except those that support my views’

200307/17SAFI William Safire è

البشر نوعان ، أناس يدفعون الضرائب وأناس ينفقونها . هناك بشر خلقوا من أجل الكدح والاختراع والبناء وتوليد الثروة ، هؤلاء من يسميهم اليسار الرأسمالية المستغلة ، والمبرر الوحيد للسماح لهم بالعيش هو تمويل خرينة الدولة . وهناك بشر خلقوا من أجل إنفاق هذا ’ على الجاهز ‘ ، هم طبقة البيروقراطية وبقية فئات الشعب الفاشلة أو الكسولة أو ربما أيضا الفئة التى تسمى نفسها ’ المثقفة ‘ . هؤلاء يترفعون عن الكدح ويرون أن وظيفتهم الإنفاق الملهم فقط . فاليسار لا يعرف شيئا اسمه عفة النفس ولا يتورع أبدا عن نهب عرق الغير تحت مسمى الضرائب ، ويرفض تماما مبدأ الاقتصاد الحر حيث من حق أى أحد الاشتغال فى أية وظيفة بالأجر الذى يرتضيه الطرفان ولا يفرض قسرا بسلطة الدولة الاشتراكية أو الديموقراطية أو أيا ما كان اسمها ، حيث لا صاحب شغل يجر موظفا من منزله قسرا ولا موظف يبقى فى وظيفته رغم أنف صاحب الشغل قسرا ، وكل شىء تحدده آليات العرض والطلب والسوق الحرة . هذا المجتمع الرأسمالى الحقيقى ( فأغلب ما يسمى اقتصادا حرا أو رأسمالية ليس كذلك فى الواقع ، إنما فقط اشتراكية مقنعة ) ، هذا المجتمع الذى بصيغة محددة تنخفض فيه الضرائب لمستويات تقارب الصفر ، هو الجحيم بعينه الذى طالما ناضلت تلك الفئات ضده حتى الموت .

 ولدت هذه الصفحة ينوشيه أوجستو بينوشيه بينوتشيه بينوشيت بينوتشيت جورج بوش ادم سميث تاتشر مرجريت تاتشر هنرى كيسنجر شيكاغو مدرسة شيكاغو فى 10 مايو 2000 كجزء من صفحة الرقابة وذلك لتوضيح المبادئ غير المتآلفة بالضرورة بين مفهومى الديموقراطية السياسية من ناحية والحرية الفردية والليبرالية الاقتصادية من ناحية أخرى . هذه المتناقضات التى تظهر بأقوى ما يكون فى العالم الثالث ولا سيما المتدين منه بدأت تحتل مساحة أكبر من تلك الصفحة ، وحتى لا تخرج بها عن موضوعها المحدد تم فصلها بعد قليل فى هذه الصفحة المستقلة .

قبل كل شىء حقيقة أساس سنظل نذكر بها القارئ دوما : البشر نوعان ، أناس يدفعون الضرائب وأناس ينفقونها . فى صفحة الثقافة دافعنا عن فكرة أن شعوبا برمتها كسول وقاطعة طريق تعيش على نهب الغير . فى هذه الصفحة نمد التطبيق على استقامته لنجد أن المجتمعات الأكثر تقدما نفسها ليست إلا نسخة مصغرة من هذا ينقسم فيها الشعب الواحد لذات الفئتين بالضبط باسم الديموقراطية والاشتراكية والمساواة ، رأسماليون ومخترعون وعلماء كادحين ومبدعين فى كفة ، وبيروقراطيون فاسدون ونقابات بلطجية وأحزاب يسارية تتعيش كلها على نهب كدح الغير فى الكفة الأخرى .

فى كلا المنظومتين ، التشابه واضح . هناك دوما بشر خلقوا من أجل الكدح والاختراع والبناء وتوليد الثروة ، هؤلاء من يسميهم اليسار الرأسمالية المستغلة ، والمبرر الوحيد للسماح لهم بالعيش هو تمويل خرينة الدولة ( يسميهم الإسلاميون أو القوميون العرب الكفرة أو المستعمرين ، وأن الله سخرهم لهم من أجل الكدح والاختراع ’ وما كانوا له بمقرنين ‘ ) . وهناك فى المقابل بشر خلقوا من أجل إنفاق هذا ’ على الجاهز ‘ ، هم طبقة البيروقراطية وبقية فئات الشعب الفاشلة أو الكسولة أو ربما أيضا الفئة التى تسمى نفسها ’ المثقفة ‘ . هؤلاء يترفعون عن الكدح ويرون أن وظيفتهم الإنفاق الملهم فقط . فاليسار لا يعرف شيئا اسمه عفة النفس ولا يتورع أبدا عن نهب عرق الغير تحت مسمى الضرائب ( أو فى حالة العرب والمسلمين تحت مسمى أنهم خير أمة أخرجت للناس حقها بل واجبها أن تحكم العالم وتأكل خراجه حقا مستحقا وتفويضا إلهيا أو عرقيا ) .

فى كل الأحوال هذا الطرف يرفض تماما مبدأ الاقتصاد الحر حيث من حق أى أحد الاشتغال فى أية وظيفة بالأجر الذى يرتضيه الطرفان ولا يفرض قسرا بسلطة الدولة الاشتراكية أو الديموقراطية أو أيا ما كان اسمها ، حيث لا صاحب شغل يجر موظفا من منزله قسرا ولا موظف يبقى فى وظيفته رغم أنف صاحب الشغل قسرا ، وكل شىء تحدده آليات العرض والطلب والسوق الحرة . هذا المجتمع الرأسمالى الحقيقى ( فأغلب ما يسمى اقتصادا حرا أو رأسمالية ليس كذلك فى الواقع ، إنما فقط اشتراكية مقنعة ) ، هذا المجتمع الذى بصيغة محددة تنخفض فيه الضرائب لمستويات تقارب الصفر ، هو الجحيم بعينه الذى طالما ناضلت تلك الفئات ضده حتى الموت .

سندافع إذن عن مجتمع بلا ضرائب على وجه الإطلاق ، وسنعمل على رفع الوعى الضريبى للمواطنين بأن من حقهم أن لا يدفعوا ضرائب نهائيا ، وأن كل من ينجب طفلا عليه أن يتحمل هو جريرته وليس الدولة ولا المجتمع ولا الأغنياء ولا أى أحد . ولو حدث ورأت الأغلبية ضرورة لجمع ضرائب لهدف ما استثائى للغاية ، شن الحرب مثلا ، ترى أنه لا يتحقق إلا بها ، يكون الدفع من عدمه اختياريا محضا فى هذه الحالة ، وليس تهربا وجريمة هائلة كما هو الوضع الآن فى معظم المجتمعات ( سواء أخذا بالتراث الاشتراكى القديم ، أو بالحلول التى استحدثها وفرضها عليها الاشتراكيون فرضا فى غفلة من الزمن ، كما فى حالة حقبة الكساد العظيم فى الولايات المتحدة مثلا ) . كل ما يمكن فعله هو حرمان من يرفض المشاركة فى مثل ذلك الجهد الطوعى من المشاركة فى جنى ثماره .

التحضر لا يتجزأ . الليبرالية كذلك . المطلوب أقصى ليبرالية اقتصادية وأقصى ليبرالية اجتماعية فى آن واحد . سمها ليبرالية طبيعية لو شئت ، تطبق التنافسية الدارونية العالية ، فى نفس الوقت الذى توفر فيه للناس الحياة على سجيتها . فقط من الجائز أن كلتيهما فى حاجة أحيانا لديكتاتورية لحمايتها ، ذلك أن القانون الطبيعى ينطلق أسرع بفضل حراس التقدم يحاربون حراس الفشل !

[ ‏السبت‏‏ ‏21‏‏ ‏يونيو‏‏ ‏2003‏ ‏11‏:‏08‏ ‏ص‏ استيقاظ : سمها ليبرالية طبيعية أو حتى ليبرالية متوحشة لو شئت ، تطبق التنافسية الدارونية العالية بما يناسب طبيعة حضارتنا التقنية عالية الاستعقاد والمعرفية ، ومن أجل دفعنا قدما للأمام نحو عصر بعد‑إنسانى بالكامل .

هذا فى نفس الوقت الذى توفر فيه للعموم من الناس الحياة على سجيتها ، وهى بالضرورة بدائية فى جوهرها . لا نكاد نرى تعارضا بالمرة بين الاثنتين ، بل نراهما متكاملتين ، والأهم متسقتين مع القانون الطبيعى الأكثر ديمومة من العشيرة البيولوچية المسماة بالإنسان نفسها . وهو قانون عمره أربعة بلايين سنة من التعامل بنجاح هائل مع وضعية وجود عشائر بيولوچية متفاوتة المهارات والذكاء والقدرات التكيفية جنبا إلى جنب .

 البديهى أن ثمة قطاعات واسعة من البشر تحاول لى ذراع القانون الطبيعى وكبح انطلاقه ، من أجل مصالحها أو استمرارها عنوة فى البقاء ، أو ذلك ما يسمى فى العرف السياسى باليسار . هذا ليس جديدا ولا شك أن كل العشائر البيولوچية قد حاولته من قبل حين أحست بتخلفها وأن قطار التقدم قد فاتها بظهور عشائر جديدة أكثر استعقادا . فقط من الجائز من هنا ، أن كلتا الليبراليتين فى حاجة أحيانا لديكتاتورية لحمايتها ، ذلك أن القانون الطبيعى ينطلق أسرع إذا ما وجد حراس للتقدم ساهرين طوال الوقت يحاربون حراس الفشل !

سندافع عن مجتمع بلا ضرائب على وجه الإطلاق ، وسنعمل على رفع الوعى الضريبى للمواطنين بأن من حقهم أن لا يدفعوا ضرائب نهائيا ، وأن كل من ينجب طفلا عليه أن يتحمل هو جريرته وليس الدولة ولا المجتمع ولا الأغنياء ولا أى أحد .

’ الحرية المطلقة ‘ التى ستدافع عنها هذه الصفحة ما هى فى التحليل النهائى إلا وسيلة لغاية أعظم ، الأخلاقية الغائية التى طالما بحث عنها الفلاسفة على مدى القرون ، التى هى حسب رأينا المتواضع : التطور . التنظيم النقابى يعجل فى الواقع بإخراج الإنسان نفسه من أنشوطة loop إنتاج السلع والخدمات ، ومن إحلال الآلات المتقدمة محله ، ومن ثم قد لا يكون بالسوء الذى يبدو عليه للوهلة الأولى .

ربما تتوقع منا أيضا المناداة بتجريم التنظيم النقابى . ولم لا ؟ فالأصل فى تبنى الرأسمالية لتحرير العبيد أن تسقط حجة الاستغلال عن نفسها . فهى لا تأتى بالشغيلة من أسرتهم فى الصباح قسرا ، ومن لا يعجبه الأجر المعروض ليذهب لمكان آخر أو ليعد لسريره . لكن ما حدث على الأرض كان فى الواقع عكس ذلك . من خلال البلطجة النقابية ومن خلال الأحزاب اليسارية ومن خلال التحريض وتحريك قوى الدهماء ، تحول الرأسماليون هم أنفسهم للعبيد لدى الشغيلة ، تفرض عليهم الأجور فرضا ، ويرهب الشغيلة الراغبون فى الشغل بواسطة غير الراغبين وهلم جرا . من هنا فمن الطبيعى تجريم التنظيم النقابى ، فهو بطبعه مصادرة للحرية بمعناها المطلق كما ستنادى بها هذه الصفحة ، كما فطرتنا عليها أمنا الطبيعة ، فى كتابها المقدس ، كتاب الأدغال ( ليس من فراغ أن جرمته اللغة الإنجليزية نفسها فكلمة نقابة فيها تعنى فى نفس الوقت التنظيم العصابى الإجرامى ! ) . مع ذلك قد لا تجدنا نفعل ذلك بحماس كبير . فهذه ’ الحرية المطلقة ‘ ما هى فى التحليل النهائى إلا وسيلة لغاية أعظم ، الأخلاقية الغائية التى طالما بحث عنها الفلاسفة على مدى القرون ، التى هى حسب رأينا المتواضع : التطور . التنظيم النقابى يعجل فى الواقع بإخراج الإنسان نفسه من أنشوطة loop إنتاج السلع والخدمات ، ومن إحلال الآلات المتقدمة محله ، ومن ثم قد لا يكون بالسوء الذى يبدو عليه للوهلة الأولى .

إذن ، ومن هذا وذاك ، سوف ندافع عن نظام حكم تتولى فيه الشركات الكبرى كل السلطات ، ليس فقط باعتبارها مولدة الثروة ومالكة مفاتيح العيش لأفراد المجتمع ، إنما وهو الأهم لأنها قاطرة التقنية والتطور الرئيسة . نظام تشكل فيه المجلس النيابى من خلال ممثليها كل بحسب قيمتها السوقية لا سيما مع ببعض التفضيل للشركات المنتجة للسلع ذات الطبيعة المستقبلية عالية التقنية ، وهؤلاء ينتخبون رئيس الدولة ويسنون كل القوانين ، كلها طبعا وتلقائيا بما هو مبنى على أسس العلم والمعرفة وبما يضمن أقصى رخاء للمجتمع وقوة للاقتصاد وكفاءة لإدارة الموارد فيه .

هذا سيعيد المجتمعات لفطرتها الأصلية القديمة ، وهى أن من يملك يحكم ، والملك هو دائما أبدا ملك المال والمعرفة معا . والأهم من ذلك أن سيحقق الهدف الملح الآنى للقضاء على آفة نظم الحكم الحالية ، وهو إخراج الدهماء من أنشوطة صنع القرار .

إذن سندافع عن نظام حكم تتولى فيه الشركات الكبرى كل السلطات ، ليس فقط باعتبارها مولدة الثروة ومالكة مفاتيح العيش لأفراد المجتمع ، إنما وهو الأهم لأنها قاطرة التقنية والتطور الرئيسة . نظام تشكل فيه المجلس النيابى من خلال ممثليها كل بحسب قيمتها السوقية لا سيما مع ببعض التفضيل للشركات المنتجة للسلع ذات الطبيعة المستقبلية عالية التقنية ، وهؤلاء ينتخبون رئيس الدولة ويسنون كل القوانين ، كلها طبعا وتلقائيا بما هو مبنى على أسس العلم والمعرفة وبما يضمن أقصى رخاء للمجتمع وقوة للاقتصاد وكفاءة لإدارة الموارد فيه .

باختصار : إن سيطرة رأس المال ( لما له من سمات فائقة الحداثة ) ، على الحكم فى مجتمعاتنا المعاصرة ، هى المفتاح الحقيقى والوحيد لعالم متحضر تنافسى قوى حر قائم على العلم والتقنية سريع التقدم والأهم متناغم مع قوانين أمنا الطبيعة وأقرب ما يكون لما بشر به المعلم أرسطو من حكم الصفوة الأرستقراطية ، ستانفورد السياسة لا حكم الأثرياء لمجرد أنهم أثرياء ( الأوليجاركية ) ، ولا حكم الفقراء أو الجهلاء لأنهم الكثرة العددية ( الديموقراطية ) ، إنما حكم من هم ’ أفضل ‘ ( الأرستقراطية ) !

باختصار : إن سيطرة رأس المال ( لما له من سمات فائقة الحداثة ) ، على الحكم فى مجتمعاتنا المعاصرة ، هى المفتاح الحقيقى والوحيد لعالم متحضر تنافسى قوى حر قائم على العلم والتقنية سريع التقدم والأهم متناغم مع قوانين أمنا الطبيعة وأقرب ما يكون لما بشر به المعلم أرسطو من حكم الصفوة الأرستقراطية ، ستانفورد السياسة لا حكم الأثرياء لمجرد أنهم أثرياء ( الأوليجاركية ) ، ولا حكم الفقراء أو الجهلاء لأنهم الكثرة العددية ( الديموقراطية ) ، إنما حكم من هم ’ أفضل ‘ ( الأرستقراطية ) !

من هنا سنحاول أولا ترسيخ استخدام المصطلحات بمعناها الدقيق كما أراده لها مستخدموها الأصليون ، وبعيدا عما تعرضت له من لوى للمعانى على مر العصور بالذات على أيدى المدارس الديموقراطية أو الموالية للشعوب . فاليمين واليسار كلمات تعنى الموقف الطبقى من الصفوة وعموم الشعب لا أكثر ، تماما كما استخدمت لأول مرة فى الجمعية القومية إبان الثورة الفرنسية . ربما البعض يستخدمها نظريا أو أكاديميا بمعنى التفريق بين دعاة الجمود ودعاة التغيير ، فاليسار بمعنى الاشتراكية والديموقراطية الشعبية أصبح الآن هو ’ المؤسسة ‘ والفكر الغث mediocre الطاغى على الثقافة الإنسانية والأدبيات السياسية منذ هوجة الباستيل حتى اليوم ، والمفروض بالتالى أن يعد اليوم دعاة الدارونية والاقتصاد الحر هم اليسار المتطرف والثوريين مطلقى الراديكالية بهذا المعيار . ربما يسعد كل يمينى أن يوصف بمثل هذه الأوصاف . وبالفعل وعن حق كامل ، سمى مثلا ما قام به الثنائى ثاتشر ريجان فى أول هجوم مضاد كبير على استفحال قوى اليسار العالمى بالثورة الثاتشرية‑الريجانية . لكن هذا يسبب مشكلة ، فتلك التعريفات نسبية ، بمعنى ليست ثابتة تاريخيا ، وبالتالى كذلك ليست عملية بالمرة ، ويصعب على أحد تمثلها .

من ثم نحن نريد تجاوز تلك ’ النسبية ‘ فى التعريفات ، إلى تسميات مطلقة وثابتة ، هى بالتحديد الأصلية منها . سنستخدم كلمة اليسار بمعنى الإنسانية ، أى سلطة العموم من دهماء الناس اشتراكية كانت أو ديموقراطية أو اشتراكية ديموقراطية . وسنستخدم كلمة اليمين بمعنى العلم ، بمعنى فوق‑إنسانى تقريبا ، أى الاقتصاد الحر وسلطة التقنية وقوانين الطبيعة والتطور ، ومن ثم الإعلاء الدائم لمفهوم الحضارة وتغليبه على واقع الوضاعة الإنسانية . ولعلنا هكذا لا نعارض حتى فكرة الأصولية والراديكالية ، بل نقيمها على قدميها من جديد . فاليمين يستند هكذا لأقدم ما فى الكون من قوانين ، بينما اليسار ثورة إنسانية عابرة ومؤقتة . وما نراه اليوم من تحول هائل نحو اليمين هو لحظة تاريخية ندفن فيها للأبد هذه الحقبة المقيتة ، ونمضى بمسيرة التاريخ قدما للأمام ، حيث لا يعود التاريخ للوراء أبدا ، أو بالأحرى لو شئت يعود ليصحح أخطاءه !

بناء عليه ، لا يرتبط أى من اليمين أو اليسار بمنهج سياسى محدد أو ببلد معين كأن يقال مثلا أميركا هى اليمين والاتحاد السوڤييتى هو اليسار . بالعكس فديكتاتورية الپروليتاريا والديموقراطية الأميركية كلتاهما يسار ، لافتراض تعبيرهما عن سلطان عموم الشعب . بينما اليمين هو النظم التى تعتمد على ديكتاتورية صفوة قائدة تمتلك رؤية لبلدها وللعالم تفوق مجرد المصالح الصغيرة والآنية للطبقات الشعبية . والمفروض أنها ‑أى أشكال الحكم‑ جميعا بدورها مصطلحات مستقرة أيضا منذ أيام أفلاطون وأرسطو .

بالمثل الليبرالية لا علاقة جامعة شاملة لها بالشأن الاجتماعى كما اختصف اليسار الأميركى كلمة الليبرالية لأنفسهم ، وأسموا الليبراليين الاقتصاديين بالمحافظين . الليبرالية أصلا هى مفهوم محض من علم الاقتصاد السياسى كما نظّر لها لأول مرة على نحو منهجى وواسع آدم سميث فى ’ ثروة الأمم ‘ 1776 . المنافسة هى القلب منها ، وإن أيضا لا تتجمد عند قالب نظام معين ، بل قد تقود المنافسة نفسها فى تطورها الطبيعى إلى أشياء من قبيل الإمپريالية والديكتاتورية والاحتكار ، دون أن تتخلى عن جوهرها الدارونى ( انظر هذه المناقشة فى صفحة الجلوبة ) .

الليبرالية هى آدم سميث وليست بيلل كلينتون ، واليمين هو تشارلز داروين وليس يسوع المسيح !

الليبرالية لا تتجزأ ، ولن يمر وقت طويل حتى يصل العالم لقناعة كاسحة أن لا تعارض بين جناحى الليبرالية ، ليبرالية اقتصادية دارونية تنافسية لا ترحم ، وليبرالية اجتماعية لا تمس الحريات الشخصية بأية صورة من الصور ولا مكان بالمرة للدين فيها .

 بهذه المعانى لا رابطة من أى نوع بين اليمين والدين مثلا ، أو بين اليسار والتقدمية ، أو بين الديكتاتورية والرجعية ، أو بين الليبرالية والديموقراطية ، أو بين اليسار والثورة ، أو بين اليمين والجمود . بل إن أشد النظم يسارية وإنسانية وديموقراطية غالبا ما تكون هى الأكثر رجعية ومعاداة للتقدم من حيث كونها لا تفسح المجال للصراع الدارونى لإنفاذ مفعوله التطورى . وأشد النظم قمعا و’ فاشية ‘ ودموية قد تكون هى الليبراليات الحقة والتقدميات بمعنى الكلمة ، طالما تطبق الاقتصاد الحر ، وتطلق قوانين الانتخاب الطبيعى ، وتدفع قوى التغيير الإيجابية كالعلم والتقنية . هذا ما نراه واقعا منذ نيكسون وثاتشر وريجان ، حيث اليمين ثورة تغيير هائلة تغير جمودا جثم على صدر الإنسانية منذ الثورة الفرنسية حتى الآن .

أيضا بهذا المعنى لا يمكن مثلا اعتبار الرئيس الأميركى اليسارى الحالى بيلل كلينتون ليبراليا بالمعنى الصحيح للكلمة ( رغم أن هذا الاستخدام المخلوط شائع جدا فى الأدبيات السياسية والصحفية حاليا بالذات مع تحول القوى الدينية تدريجيا نحو الحزب الجمهورى مؤخرا ، مما أعاد الربط بين كلمتى دين ويمين من جديد وزاد الصورة ارتباكا ) ، بينما يتحتم فى المقابل مثلا اعتبار الچنرال الديكتاتور أوجيستو پينوتشيت مثلا أحد أعظم الليبراليين فى التاريخ ، وهلم جرا من هذه الالتباسات . حتى لا توجد علاقة بين الإنسانية والقيم النبيلة من جهة والاشتراكية من جهة أخرى . كل ما هناك أن المشاعر الطيبة ورغبة مساعدة الضعفاء يجب ان تترجم لجمعيات خيرية لا إلى قوانين اقتصادية ( والأوجب فى كل الأحوال أن نضمن أيضا أن ما تقدمه تلك المؤسسات الخيرية من معونات لن يؤدى لتشجيع الفقراء على إنجاب المزيد من الفقراء ) .

الفكرة أن الاقتصاد هو الأساس ، هو البنية التحتية بمصطلحات ماركس لو شئت هذه المفارقة ، وحريته هى أصل كل الحريات . ليس على أميركا أو أيا من كان قائد هذا العالم التبشير بمبادئ أو أفكار ، بل عليها فقط نشر وإفعال حرية الاقتصاد . هذا ما فعلته كل الإمپراطوريات العظيمة البناءة كالرومانية والبريطانية ، أما من يبيع الكلام فهو فقط إمپراطوريات الشر الهدامة كالإسلامية والفرنسية والسوڤييتية .

مبدئيا وباختصار وإن جازم : الليبرالية هى آدم سميث وليست بيلل كلينتون ، واليمين هو تشارلز داروين وليس يسوع المسيح !

قد لا يكون لدى المرء اعتراض ولو بذرة واحدة على أيديولوچيات اليسار بكامل أطيافه ، بما فى ذلك الحقد الطبقى وديكتاتورية الپروليتاريا ، ذلك لو أنها تنتج اقتصادا جيدا . للأسف هذه هى البقعة العمياء التى لا تراها عيونهم أبدا بسبب الغمامة الأيديولوچية الاجتماعية المسبقة عندهم ، والتى تخفى عنهم حقيقة أن للطبيعة قوانينا أهم كل قوانين البشر !

 نعيد الكلام بصياغة أكثر تحديدا تتجاوز ما هو سائد من مغلطات وتضبيبات كلامية وتحريفات حفرها تاريخ أصحاب الصوت العالى : الليبرالية لا تتجزأ ، وفى اعتقادنا لن يمر وقت طويل حتى يصل العالم لقناعة كاسحة أن لا تعارض بين جناحى الليبرالية ، ليبرالية اقتصادية دارونية تنافسية لا ترحم ، وليبرالية اجتماعية لا تمس الحريات الشخصية بأية صورة من الصور ولا مكان بالمرة للدين فيها .

إذن هدفنا الأول والسابق لكل ما عداه فى هذه الصفحة بالذات ، أن ندافع من منطلق هو أن التحضر لا يتجزأ ، عن مفهوم أشمل لليبرالية يضم التحرر الاقتصادى والحريات الاجتماعية معا ، يصالح بينهما بأن يجرد الأولى من الشوائب الدينية التى لحقت بها مؤخرا ، ويتبنى من الثانية كل ما يخص حرية الفرد والغرائز ، ولا يضع الأمرين على طرفى نقيض كما نرى حاليا مثلا فى السياسة الحزبية الأميركية والغربية عامة .

بعبارة أخرى : قد لا يكون لدى المرء اعتراض ولو بذرة واحدة على أيديولوچيات اليسار بكامل أطيافه ، بما فى ذلك الحقد الطبقى وديكتاتورية الپروليتاريا ، ذلك لو أنها تنتج اقتصادا جيدا . لكنها لم ولن تفعل ليس فقط لأن ليست كل طبقة تصلح قائدة أو ذات رؤية ، إنما لسبب أهم كثيرا أنها تلغى أهم قانون إطلاقا لأمنا الطبيعة : المنافسة الشرسة المفضية وحدها للتقدم والخير والنماء . للأسف هذه هى البقعة العمياء التى لا تراها عيونهم أبدا بسبب الغمامة الأيديولوچية الاجتماعية المسبقة عندهم ، والتى تخفى عنهم حقيقة أن للطبيعة قوانينا أهم كل قوانين البشر !

سنطالب اليمين بأن ينقى نفسه من رجس الدين ، مع العلم أن غباوات الشيوعية هى التى أعادت كلمة الرب إلى العملة والقسم الأميركيين ، وهى التى جعلت بعض القادة يطلقون يد الإسلام ، ولولا عمى اليسار بتحريضاته القميئة وبإلحاحه المرعب على الأفكار الخطأ التى لا يمكن إلا وأن تقود للفقر للجميع ، لما كان اليمين مضطرا أبدا لأن يكون متدينا ، ولظل على عهد الأرستقراطية القديم أن تكون ويكون الحاضنة التقليدية للتحديث والتقدم والبحث العلمى .

هذا عن اليسار وقطيعتنا معه جذرية ، أما عن اليمين فسنطالبه بأن ينقى نفسه من رجس الدين ، ولن نلتمس له أبدا العذر فى أنه يستخدمه للم التصويتات الانتخابية التى ما كان لينجح بدونها أبدا بسبب أچندته محدودة الجماهيرية بين الدهماء ، كمفهوم الضرائب الصفرية أو مفهوم الإمپريالية كحضارة وقيادة ورؤية ، وكلها أفكار يصعب تمثلها عند القطاعات الواسعة الأقل علما وإدراكا من الشعوب ، أو تناقض ميول الكسل عندهم ، أو على الأقل لا تأتيهم بالنتائج على المجرى القصير ، ناهيك عن استغلال اليسار للأمر برمته فى تحريض عموم الناس وإثارة غرائزهم . هذا وذلك رغما من أنه غنى عن الذكر أن غباوات الشيوعية هى التى أعادت كلمة الرب إلى العملة الأميركية والقسم الأميركى فى الخمسينيات ، وهى التى جعلت السادات يطلق يد الإسلام فى صعيد مصر للقضاء على الشيوعيين ، أو ريجان يفعل ذات الشىء فى أفجانستان ، ولولا عمى اليسار بتحريضاته القميئة التى تدغدغ بسهولة مشاعر الحقد والكراهية عند غوغاء الناس ، وبإلحاحه المرعب على الأفكار الخطأ التى لا يمكن إلا وأن تقود للفقر للجميع ، لما كنا نعانى الآن من وبال تلك القرارات التى رأى هؤلاء الزعماء أن لا مفر أمامهم سواها ، أو لما كان اليمين مضطرا أبدا لأن يكون متدينا ، ولظل على عهد الأرستقراطية القديم أن تكون ويكون الحاضنة التقليدية للتحديث والتقدم والبحث العلمى .

ومن المأمول فى نهاية المطاف ‑وهذا ما سنبدأ به بأنفسنا من خلال هذه الصفحة‑ أن تستخدم قريبا كلمة ليبرالية بمعناها الجامع المأمول المرموق هذا ، ودون أن ننسى يوما التصدى لكل من يحاول استئجار الكلمة لنفسه مجردة من معناها ولبها الاقتصادى والدارونى المحورى والأصلى .

التقدم هو دفع التقنية بقوة للأمام ، والتخلف هو مقاومتها أو تجميدها أو دفعها ببطء .

أيضا سوف نرسخ تعريفا واضحا ومحددا لمصطلحى التقدم والتخلف اللذين سبق استخدامهما ، يستلهم من مجمل تاريخ الكوكب والكون ، ولا يحتمل الالتفاف أو التمييع أو التحايل ، سواء من اليساريين أو من غيرهم . فالتقدم هو دفع التقنية قدما نحو مزيد من الاستعقاد sophistication بأقصى قوة تتيحها اللحظة المعطاة . وهو تعريف لم يرد فيه ذكر لوضعية الإنسان ولا ثقافته ولا فكره ولا اقتصاده ولا نظمه السياسية ولا لوجوده أصلا .

مذبحة واحدة تكفى !

قسم خاص عن تجارب النهضة والبناء الليبرالى العظيم أوجيستو پينوتشيت

صحيح أننا أنفسنا بعظامنا ومفاصلنا وعضلاتنا وأمخاخنا لسنا إلا تقنية ، إلا أننا وكما كل عشيرة بيولوچية species أخرى فى الأرض أو فى الكون ، سابقة أو حالية أو لم توجد بعد ، لسنا فى التحليل الأخير سوى مطايا تستخدمها التقنية بمعناها الكونى الأوسع للدفع بنفسها وباستعقاد الكون قدما للأمام . ودائما ما ينتهى الأمر بزوال العشيرة ويبقى ما حققته من استعقاد ، بمعنى أدق كلنا نموت وما يبقى فقط منا هو التقنية ، تلك الكائن الحى الحق فى هذا الكون ( المزيد عن هذا فى صفحة ما بعد‑الإنسان ) . فى المقابل فإن التخلف بطبيعة الحال ليس سوى مقاومة التقدم التقنى أو تجميده أو مجرد دفعه للأمام ببطء .

لا بد من التفرقة بين عالم السياسة والاقتصاد والتقنية بعد‑الإنسانية عالية المعرفية والتخصص حيث يجب حظر تدخل غير أولى العلم والخبرة فيها باسم الديموقراطية أو غيرها ، وعالم الإنسانيات حيث نتوقع حقلا من الحرية المطلقة ، وفى طليعتها بطبيعة الحال الحرية الجنسية وحرية الازدراء العلنى للأديان .

هنا نصل لموقفنا من الديموقراطية ، وهى قطيعة جسيمة وأصيلة أخرى . ستسعى هذه الصفحة بتواصل للتفرقة بين عالمين : عالم السياسة والاقتصاد والتقنية والعلم …إلخ ، وهى الأمور عالية المعرفية والاستعقاد والتخصص أو قل هى مجال بعد‑إنسانى ، ولا يجب باسم الديموقراطية أو الانتخابات أو غيرها تدخل غير أولى العلم والخبرة والشأن والتخصص الرفيع فيها .

العالم الآخر هو عالم الإنسانيات ، وهنا يجب أن نتوقع حقلا من الحرية المطلقة لا يجب انتقاصه أدنى انتقاص باسم الدين أو القيم أو غيرها ، فيه تكفل كافة الحريات الفردية والشخصية للإنسان ، وفى طليعتها بطبيعة الحال الحرية الجنسية وما إليها من حريات الفرد التى تخص جسده وحياته ، وكذلك حرية الازدراء العلنى للأديان وغيرها من المقدسات وأيديولوچيات القهر ، إلى آخر ما تنطوى عليه حرية التعبير فى كامل حقل الشئون الإنسانية أو غير التقانية .

قادة الجيوش ليسوا منتخبين ، رؤساء الشركات ليسوا منتخبين ، مديرو المصانع ليسوا منتخبين ، وهذه أكفا الكيانات إطلاقا فيما عرفته البشرية . فلماذا إذن الاصرار على أن يدار المجتمع نفسه ككل بذاك المنهج البائس هائل الفواقد المسمى الديموقراطية ؟ باختصار : المستقبل شىء أهم من أن يعهد به للشعوب ، والمهم دائما أبدا هو ببساطة إخراج الجهلة من أنشوطة صنع القرار !

قادة الجيوش ليسوا منتخبين ، رؤساء الشركات ليسوا منتخبين ، مديرو المصانع ليسوا منتخبين ، وهذه أكفا الكيانات إطلاقا فيما عرفته البشرية . فلماذا إذن الاصرار على أن يدار المجتمع نفسه ككل بذاك المنهج البائس هائل الفواقد المسمى الديموقراطية ؟ باختصار : المستقبل شىء أهم من أن يعهد به للشعوب ، والمهم دائما أبدا هو ببساطة إخراج الجهلة من أنشوطة صنع القرار !

الديموقراطية الحقيقة أن تمنح الناس ما يريدون ، تلبى ما تتطلبه غرائزهم وملذاتهم واحتياجاتهم الطبيعية ، لا أن تفرض عليهم فرضا الدلو بدلوهم فى شأن سياسى واقتصادى وعلمى وتقنى أو أيا ما كان ، لا يفهمون فيه شيئا ولا يريدون أن يفهموا .

لذا سنحاول بطبيعة الحال وضع إشكالية الديموقراطية دائما فى هذا المحك الدارونى التطورى الذى نعتبره فيصلا فى الحكم على كل الأشياء .

بالضرورة بالتالى سوف تتابع هذه الصفحة حكايات الفزاعات الساذجة التى يستخدمها الغرب ولا سيما الولايات المتحدة بالذت حين يحكمها اليسار ، باسم ما يسمى الديموقراطية وحقوق الإنسان وذلك ضد النظم التنموية الحقيقية فى العالم الثالث ، وهى الفزاعات التى يعد هنرى كيسينچر نفسه أحد أبرز من سخروا منها . وأملنا فى نهاية المطاف أن يصبح الساسة الأميركيون أكثر وعيا بأن لا ديموقراطية الغير تضمن تلقائيا أنهم سيصبحون حلفاء لهم ولا أن ديكتاتوريتهم تعنى حتما أنهم أعداء . أو كما نقول دائما أبدا : المهم المحتوى ! ( هذا التعبير الأخير لعله نسختنا الشخصية المفضلة من الميكياڤيلية ! ) .

ما فائدة الديموقراطية إذا كان كل المعروض فى البازار هو ديكتاتوريات ؟ نعم المعروض لا يعد ولا يحصى ، لكن كل طرف يقترح عليك كيف يسلب حريتك بطريقة أو بأخرى أفضل من الأطراف الأخرى . هو يعلم أكثر منك بما يجب أن تلبس أو تأكل أو تشرب أو تستنشق أو تفعل فى السرير ، أو أعلم منك بكيف تنفق نقودك التى من الأفضل أن تعهد بها لمصلحتى الضرائب والتأمينات الاجتماعية ، والأهم أنهم جميعا أعلم من أمنا الطبيعة بكيف تدير اقتصاد كوكبها .

الحرية لو تركتها حرة سوف تموت . سوف تنقض حفنة مجرمة وتسلب بقية الناس حرياتهم باسم الدين أو الاشتراكية أو أيا ما كان . الحرية لا تعيش دون فاشية تسهر عليها ( الفاشيون هم حملة الصولجان فى الإمپراطورية الرومانية ) . الحرية لا تزدهر دون فرسان مائدة مستديرة يزودون عنها بالقوة طوال الوقت .

الحرية هى 1- حرية الاقتصاد 2- حرية الحراك الاجتماعى 3- الحريات الشخصية . اجتثاث الشيوعيين والقوميين والمتدينين ومن إليهم ليس قمعا ولا انتقاصا للحرية ، بل انتصار لها والتزام حضارى ليبرالى على جميع الحكومات القيام به .

وسوف نثبت بسهولة أن غالبا ما يكون العكس هو الصحيح ، حتى دون أن نلجأ بالضرورة للتاريخ ، أو للكلام مثلا عن پينوتشيت أو شاه إيران ذلك أنه غالبا لن تعوزنا المناسبات الجديدة مستقبلا .

ما فائدة الديموقراطية إذا كان كل المعروض فى البازار هو ديكتاتوريات ؟ نعم المعروض لا يعد ولا يحصى ، لكن كل طرف يقترح عليك كيف يسلب حريتك بطريقة أو بأخرى أفضل من الأطراف الأخرى . هو يعلم أكثر منك بما يجب أن تلبس أو تأكل أو تشرب أو تستنشق أو تفعل فى السرير ، أو أعلم منك بكيف تنفق نقودك التى من الأفضل أن تعهد بها لمصلحتى الضرائب والتأمينات الاجتماعية ، والأهم أنهم جميعا أعلم من أمنا الطبيعة بكيف تدير اقتصاد كوكبها .

الحرية لو تركتها حرة سوف تموت . سوف تنقض حفنة مجرمة وتسلب بقية الناس حرياتهم باسم الدين أو الاشتراكية أو أيا ما كان . الحرية لا تعيش دون فاشية تسهر عليها ( الفاشيون هم حملة الصولجان فى الإمپراطورية الرومانية ) . الحرية لا تزدهر دون فرسان مائدة مستديرة يزودون عنها بالقوة طوال الوقت .

نعدك بأن لن يغيب عن ناظرنا أبدا أن الحرية المطلقة الحقيقية ، باعتبارها رافعة التطور الكبرى ، هى هدفنا الثابت . والحرية فى نظرنا هى 1- حرية الاقتصاد 2- حرية الحراك الاجتماعى 3- الحريات الشخصية . كل البرامج المطروحة هى برامج مصادرة . إذا فرضنا الاشتراكية وكبحنا الطموح ودخلنا غرف النوم ، ماذا يتبقى بعد ذلك ؟ نحن لن نحكم على حرية مجتمع ما بوجود قمع من عدمه . قمع بالتأكيد ، اجتثاث الشيوعيين والقوميين والمتدينين ومن إليهم ليس قمعا ولا انتقاصا للحرية ، بل انتصار لها والتزام حضارى ليبرالى على جميع الحكومات القيام به . نحن هنا نسأل سؤال المحتوى : هل تلك الأصوات أو الأحزاب أو الصحف أو الجماعات أو أيا ما كانت تريد مصادرة الحق المطلق فى المنافسة والصراع وامتلاك زمام السلوك الشخصى أم لا .

حتى اليمين نفسه يمكن أن ينحرف عن محتواه الليبرالى الحق لو مثلا أصرت الأرستقراطية على مصادرة الحراك الاجتماعى . وبالمناسبة مهما تحدثنا عن تخلف شعوب معينة كالعرب والمسلمين أو شرق الأوسطيين والساميين أو السود أو اللاتين أو أيا من كانوا فهذا لا يعنى عرقية ( عنصرية ) أو موقف مسبق من أى نوع ، إنما مجرد رصد لحقائق واقع بديهى بادى لكل العيان منذ أيام أرسطو تقتضيه الأمانة العلمية لا أكثر ، بينما يتملكنا تأكيدا كل إعجاب واحترام بأى فرد متفرد أو ’ متطفر ‘ منها وندافع عن حقه المطلق فى الرقى الاجتماعى طالما يحترم الأعراق الأخرى ويقر بتفوقها الچيينى الطبيعى .

على هامش هذا نضيف أن طبعا لن يغيب عنا أن آلية الديموقراطية هى التى تفرض أحيانا على اليمين تبنى مواقف محافظة اجتماعيا أو حتى دينية ، من أجل كسب الأصوات لبرنامجه الجوهرى أى الاقتصاد الحر والذى من الطبيعى أن لا يلقى جماهيرية بين عموم الناس . ولولا هذا التحريض اليسارى للدهماء من أجل اقتصاد يعتمد بالأساس على جباية الضرائب ، لرأينا اليمين الأرستقراطى كما كان دائما أبدا منذ فجر التاريخ الصفوة ومنارة التحديث والعقل والعلم .

هذا التشوه اليمينى وما يعنيه من كبح لسرعة التقدم ككل ، والذى لا يمكن بحال أن نوافق عليه ، لا تلام عليه فى الواقع انتهازية اليسار ، بقدر ما يلام عليه مبدأ الديموقراطية نفسه .

ليس من وظيفة الشعوب عزل ريچيمات الحكم القمعية الشعاراتية الرجعية التى تقودها للخراب ، وإقامة ريچيمات بديلة ( قمعية أيضا بالطبع ) لكن جادة تقدمية تقودها للتحديث .

هذه وظيفة أميركا .

مع ذلك ، وبالتأكيد أيضا ، سوف ندفع بما هو أبعد ، أن قدرة الشعوب المغلوبة على أمرها بريچيمات قمعية معادية للتقدم تكاد تكون معدومة إما بسبب التغييب وإما لأنها ببساطة لا تستطيع ، حيث قوى التقدم هشة ومحاصرة بطبيعة الحال ، ونرى بالتالى أن التغيير لا بد وأن يأتى من قدرة فائقة مركزية تقدمية وواعية تضطلع لقيادة هذا العالم ، ونعنى بالطبع أميركا .

[ هذا الكلام الأخير لم يقدر له عامة البقاء طويلا فى هذه الصفحة ووجد طريقا أرحب لصفحة الجلوبة ، ذلك فى مرحلة جديدة من تناسخها بالذات بعد الحرب على أفجانستان والعراق ] .

الخلاصة :

لا حرية لأعداء الحرية ، هذا إذا كنا نأخذ أصلا كلمة الحرية على محمل الجد . الليبرالية لا تتجزأ ، أقصى حرية للاقتصاد والمنافسة وفى ذات الوقت أقصى حرية للفرد فى حياته الشخصية وعلاقاته الجسدية وفى المجاهرة فى رفض كل أيديولوچيات القمع كالدين وغيره . لا بد من مصادرة فكر المصادرة ومن تأميم فكر التأميم ومن منع فكر المنع ، ذلك قبل أن تصادر وتؤمم وتمنع هى كل كوة نور للمستقبل . ليس المهم فى السلطة أن تكون قمعية أو أيا ما كان ، المهم أن يكون برنامجها الحرية . أما الديموقراطية فما هى إلا حرية أعداء الحرية ( بدءا من فارضى الضرائب حتى فارضى الحجاب ) ، وأن من بعد فقد آن أوان الانتقال من عصر ديكتاتورية الجهل والابتزاز المسماة بالديموقراطية ، إلى عصر ديكتاتورية المعرفة وبعد‑الإنسان .

الخلاصة :

لا حرية لأعداء الحرية ، هذا إذا كنا نأخذ أصلا كلمة الحرية على محمل الجد !

نبراس هذه الصفحة أن الليبرالية لا تتجزأ ، أن أقصى حرية للاقتصاد والمنافسة وفى ذات الوقت أقصى حرية للفرد فى حياته الشخصية وعلاقاته الجسدية وفى المجاهرة فى رفض كل أيديولوچيات القمع كالدين وغيره .

هذه هى وحدها الحرية بمعناها الكامل غير المنقوض ، وجزء عضوى لا فكاك منه لها أن لا حرية لأعداء الحرية ، لا بد من مصادرة فكر المصادرة ومن تأميم فكر التأميم ومن منع فكر المنع ، ذلك قبل أن تصادر وتؤمم وتمنع هى كل كوة نور للمستقبل وتعيدنا لعصور الظلام والبداءة وحكم الدهماء أو رجال الدين .

ليس المهم فى السلطة أن تكون قمعية أو أيا ما كان ، المهم أن يكون برنامجها الذى تسهر عليه هو حماية الحريات ، وأخيرا أيضا قلنا إننا فى حاجة لقدر هائل من الديكتاتورية من أجل حماية الحرية ، أو حتى ربما نكون فى حاجة فى ذات الوقت لنوع من الذكاء الآلى ليكون فيصلا بيننا فى هذا ، إذا كان من الجائز للديكتاتورية عن أن تضل الهدف لأى سبب كان !

عمليا ، برنامج هذه الصفحة بكلمة ، تستلهم روح المعلم أرسطو قبل أى أحد آخر : الديموقراطية ما هى إلا حرية أعداء الحرية ( بدءا من فارضى الضرائب حتى فارضى الحجاب ) ، وأن من بعد فقد آن أوان الانتقال من عصر ديكتاتورية الجهل والابتزاز المسماة بالديموقراطية ، إلى عصر ديكتاتورية المعرفة وبعد‑الإنسان .

[ التداعيات التى تلت 11 سپتمبر 2001 تجعلنا نضيف هنا بكثير من الأمل :

لقد بدأت حقبة الغثاء اليسارى‑الإنسانى فى 14 يوليو 1789 ، ووصلت لذروتها فى 3 مايو 1968 ، وانتهت فى 11 سپتمبر 2001 . والآن آن أوان الانتقال من عصر ديكتاتورية الجهل المسمى بالديموقراطية ، إلى عصر ديكتاتورية المعرفة وبعد‑الإنسان .

لقد بدأت حقبة الغثاء اليسارى‑الإنسانى بثورة دهماء فرنسا فى 14 يوليو 1789 . ووصلت لذروتها بمظاهرة مارتن لوثر كينج فانفجارة الطلبة فى 3 مايو 1968 ، حيث بات كل العالم تقريبا يساريا ، وأصبح ذوو الموهبة والكفاءة فى كل مكان هم من يستجدون العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ، والتنافس الندى مع المتخلفين والضعفاء من ذوى الأصوات العالية .

 ثم بدأ منحنى الهبوط بالثورة الثاتشرية‑الريجانية فسقوط الكتلة الشيوعية ، ذلك إلى وصلت تلك الحقبة إلى نقطة النهاية فى 11 سپتمبر 2001 ، حيث يقظة أميركية وعالمية واسعة حول حقيقة قوى الظلام فى هذا العالم ، فى مقابل تبلور التحالف العالمى الواسع سيئ السمعة بين چاك شيراك وأسامة بن لادن وصدام حسين وعلى خامنئى ومن شاكلهم ، ليكشف وحدة أهداف قوى اليسار والظلام الدينى عبر العالم ، ألا وهى بالتحديد وبوعى كامل وعلنى منهم ، وقف مسيرة التطور الدارونية الطبيعية للكوكب ] .

نأمل لكم صفحة حافلة ومثيرة للفكر كما هو هدفنا دائما .

نحن نرحب بكافة المساهمات من تعليقات أو أخبار من زوار الموقع من خلال المساهمة المباشرة فى لوحة الرسائل إضافة أو قراءة أو بالكتابة عبر البريد الإليكترونى .

 

 

الجديد ( تابع جزء 1 ، جزء 2 ) :

 

Greece New Democracy Party leader Costas Karamanlis briefed over Olympic preparations by 2004 Olympic Games Organising Committee (ATHOC) President Gianna Angelopoulos-Daskalaki, ND headquarters, August 2003.

Everybody Knew He’s Coming to Power!

 7 مارس 2004 : تهانينا لليونان ولقيادتها الجديدة الشابة ، كوستاس كارامانليس ، خلاصها اليوم من الحكم الاشتراكى . المدلول الكبير هذه المرة ، هو أن هذا الحكم استقر عليه الحال عشرين عاما كاملة ، وفقط الآن استشعر الشعب الحاجة للتغيير . الحقيقة الكبرى لعالم القرن الحادى والعشرين ، كما تقول هذه الصفحة طوال الوقت ، أن كل الصعود اليسارى منذ الثورة الفرنسية وحتى مظاهرات 1968 ( فيلم ’ زد ‘ كان واحدا من تلك الذرى ، هل تذكره ؟ ) ، قد بدأ ينعكس 180 درجة وبسرعة مدهشة . الاندفاع نحو تولية القيادات ذات العزم الحضارى ظاهرة عالمية . ظاهرة معدية . وريچيمات اليسار ، الطابور الخامس للتخلف ، تتساقط فى كل مكان كما أوراق الدومينو .

وبعد ، فنحن نتوقع للشعب اليونانى الكثير فى المرحلة المقبلة ، ينتشله من الإفقار المتواصل الذى عاناه على أيدى الاشتراكيين . وطبعا الكل يترقب البداية مع الحدث الكبير ، الدورة الأوليمپية ، التى لعله ليس من المدهش جدا أن كانت التقارير عنها تذهب لرئيس حزب الديموقراطية الجديدة المعارض أكثر مما تذهب لرئيس الحكومة . كذلك نتوقع وقفة صارمة لصالح قبرص التى يريد الإسلاميون التهام حقوق شعبها وأرضه السليبة برعاية من كوفى عنان ومنظمته سيئة السمعة الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة ( المعروفة اختصارا باسم الأمم المتحدة ) . اكتب رأيك هنا

تحديث : 24 أپريل 2004 : فعلا اتخذ القبارصة الخطوة الشجاعة اليوم ، ورفضوا بأغلبية ساحقة مشروع الأمم المتحدة الذى يقترح اتحادا فيدراليا لهم مع المسلمين الأدنى بمراحل اقتصاديا وحضاريا . حتى إعطاء اليونانيين ( هكذا يسمونهم والمفروض فقط أن اسمهم القبارصة لا أكثر ) ، إعطاؤهم السيادة على كل الجزيرة ليس حلا كاملا أو عادلا ، والحل الوحيد الصحيح هو ترحيل كل المسلمين لتركيا ( أو طبعا وهو الأحرى إلى : يثرب ) .

طبعا نتيجة الاستفتاء هذا تعنى دخول قبرص الاتحاد الأوروپى دون مسلميها . الاتحاد الأوروپى ليس بالصفقة الكبيرة على أية حال ، وأنت تعرف أننا نسميه الأممية الخامسة . لكن تظل الخطوة هائلة الدلالة . فهذه روح جديدة من النخوة والإحساس بالقوة لم نعتدها فى ذوى الأصل الأرثوذوكسى أبدا تقريبا عبر كل التاريخ . ومن هنا نرى الكثير من التفسير ومن الأمل فى وجود كارامانليس فى حكم اليونان الآن .

باختصار : القصة لم تنته فصولا بعد !

للمزيد اقرأ صفحة الحضارة ] .

 

Indian Prime Minister Indira Gandhi embraces her daughter-in-law Sonia, the Delhi airport, March 18, 1977.

Sonia Gandhi, Indian Prime Minister Rajiv Gandhi and China's Premier Li Peng toast after the signing of three Sino-Indian agreements, Beijing, December 22, 1988.

The Beauty from Italy!

 13 مايو 2004 : كما نقول دوما الديموقراطية سيارة بمقود ذى إنحراف ثابت إلى اليسار ، واليمين يضطر من أجل الوصول للحكم للكذب والتبرير أو تبنى لافتات دينية …إلخ ، ذلك كى يمرر مشروعه الحضارى . اليوم جاء دليل جديد من الهند . لا توجد أوضاع اقتصادية أكثر مثالية مما هى عليه الآن كان يمكن أن تشجع على إعادة انتخاب حزب الشعب الهندوسى أو بهاراتيا چاناتا ، مع ذلك اختار الهنود حزب الكونجرس اليسارى .

مفاجأة نعم ، لكن الأسباب كثيرة ، أكبرها أننا أمام ڤيتو ضخم من القطاعات الفاشلة ، وهى هائلة تتراوح ما بين الريف إلى منتفعى الجمعية الخيرية المسماة القطاع العمومى ممن يقاومون الآن خصخصة المزيد منها . الضحية طبعا هم الناجحون الذين بهروا العالم ، الصناعات عالية التقنية الإليكترونية والحاسوبية ، هذه التى ستلهب سياط الضرائب والفساد ظهورها من الآن فصاعدا حتى تركعها .

نموذج واحة الاقتصاد الحر ، وسط بيئة واسعة من الغثاء الاشتراكى ، نموذج لا تنفرد به الهند . الصين كذلك لكنها لحسن الحظ ليست ديموقراطية وإلا كان كل هؤلاء قد أعدموا . لحد ما روسيا كذلك ، لكنها سبقت الهند بعدة خطوات فى ديكتاتورية اليسار ممثلة فى سجل پوتين الأسود فى محاربة رموز النجاح ، وتؤشر لما سيكون عليه الحال بعد سنوات .

الخيارات ثلاثة : ديكتاتورية يسارية صريحة تقود للفساد والفقر للجميع ، ڤيتو الفاشلين المسمى الديموقراطية وتقود تلقائيا للخيار الأول ، وديكتاتورية يمنية ذات رؤية وعزيمة تبنى الاقتصاد الحر وتحافظ عليه بالقوة ، وهى كل نماذج النهضة التى شهدها القرن العشرين على سبيل الحصر المطلق ( ارجع لتحليلنا الكلاسى لهذا ) . والسؤال متى يفهم العالم غربه وشرقه هذه الحقائق البسيطة ، وينجو بنفسه من مسلسل عرقلة النمو ونزيف الفواقد الهائل الذى نراه الآن ؟

مع ذلك يظل لانتخابات الهند نتيجة واحدة إيجابية ، أنهم سيأتون برئيسة للوزراء إيطالية وظلت تقاوم لمدة 15 سنة الحصول على الجنسية الهندية ، هذا بعد زواجها من ابن رئيسة الوزراء السابقة إنديرا جاندى والذى أصبح هو نفسه رئيسا للوزراء بعد ذلك ( أو باللغة المصرية الدارجة رزق الطلاينة ع الهنود . أيضا بالمناسبة لا علاقة للاسم بكبير قطاع الطرق ’ المهاتما ‘ ، إنما فقط جاء لأن إنديرا ابنة نهرو تزوجت من شخص يحمل هذا الاسم ! ) .

للعقل العربى وشعارات الهوية والغزو الثقافى إلى آخر القاموس البالى المعروف ، نهدى سونيا جاندى ! اكتب رأيك هنا

Mohandas Gandhi, the Mahatma, right, who eventually led India to its independence, laughs with the man who was to be the nation's first prime minister, Jawaharlal Nehru.

Indian Prime Minister Rajiv Gandhi and his wife Sonia arrive at the New Delhi airport, May 26, 1985.

A Bandits Dynasty:

The Start and (Hopefully) the End!

تحديث : 18 مايو 2004 : هأ ! بالأمس انهارت بورصة مومباى 17 0/0 فى سابقة لم تحدث لا فى الكساد الكبير ولا الاثنين الأسود ولا أى يوم أسود فى أى بلد أسود أو غير أسود فى كل العالم وكل تاريخ العالم وكل المجرة وكل تاريخ المجرة . اليوم سونيا جاندى تقول إنها خائفة من تولى رئاسة الوزارة وتعتذر عنها . تخيل ؟ شخص يقود المعارضة ست سنوات كاملة ، يقاتل ويحارب ، يضلل ويحرض ، إلى أن تأتيه السلطة فعلا ، وحين يحدث ذلك يقول كلا ، لقد كنت أمزح ، أنا آسف ، ويوجل منها !

تونى بلير قدم يوما الحل الأمثل لإشكالية اليسار الأزلية : أن يصبح يمينا على يمين اليمين . هل يستطيع اليسار الهندى ذلك ، لا سيما وأن تشكيل الحكومة يتطلب مشاركة أكثر من حزب ماركسى ؟ الواضح حتى اللحظة أن الهند مقبل على نفق مظلم ، تماما ككل ديموقراطيات العالم التى يسهل على اليسار اختطافها بخطبة أو خطبتين ، أو أكذوبة أو أكذوبتين ! ] .

 

 19 يوليو 2004 : على غير العادة فى السنوات الأخيرة ، ها هو ثمة موقف جرئ ملفت واستثنائى حقا من أرييل شارون الشهير باسم رجل السلام . نادى أمس على يهود فرنسا الهجرة لإسرائيل هربا من الجحيم الإسلامى فيها . على المجرى البعيد ستتضح أهمية هذه الدعوة ، ذلك يوم يحل البيزنس المؤجل بين معسكر الحضارة الأنجلو‑يهودى وبين فرنسا ، منذ ما يسمى بالثورة الفرنسية ، يحل بمواجهة نووية لا فكاك منها . المؤشرات تقول إن ثمة قبولا واسعا لدى يهود فرنسا لهذه الدعوة ، أبرز مظاهرة أن اهتاجت فرنسا الرسمية هياج الثيران لليوم الثانى على التوالى ، بينما لم تعلق منظمة يهودية فرنسية واحدة معترضة ! اكتب رأيك هنا

 

Chief Justice Earl Warren presents the report on the assassination of President John F. Kennedy to President Lyndon B. Johnson, 1964.

The New Magic Bullet: The Lack of Imagination!

 29 يوليو 2004 : اليوم أعلن مفطلح الوجه مفلطح الشخصية چون كيرى رسميا مرشحا عن الحزب الديموقراطى الشيوعى الأميركى لرئاسة الولايات المتحدة . وقف بجواره الوسيم الذى اختاره ليجرى لمنصب نائب الرئيس ، چون إدواردز ، فزاده فلطحة على فلطحته ، بينما لا زلت أدق دماغى فى الحائط منذ أسابيع لماذا اختار هذا بالذات ، وهو أوسم وأقوى شخصية منه . يقولون حتى يأتى له بولايات الجنوب لأنه جنوبى . أخبط دماغى أكتر . إذا كان ما قدرش ياخد الولايات دى من كيرى نفسه فى الانتخابات التمهيدية ، هيقدر ياخدها من بوش فم الأسد . كده ضيع كيرى الشمال والجنوب والشرق والغرب ، ولو كان اختار واحد بلدياته ، يمكن كان قدر يضمن كام ولاية .

Carol Jones of Austin, a supporter of President Bush, holds signs while dressed as a chicken during a rally in Crawford, Texas, July 28, 2004.

A Movie, Movie, Movie World:

Michael Mooron, Auntie ‘JFK2’ France, Hanoi Barbarella!

كلاميا ليس هناك خلاف مع ولاية بوش على الموقف من العراق ، باستثناء كلام قد تراه مبهما عن التنسيق مع ’ الحلفاء التقليديين ‘ . لكن فى كل الأحوال ثمة فارق عملى طالما رأيناه على أرض الواقع بالذات فى أيام أخونا كلينتون إللى سرح الاستخبارات باعتبار أن كل البشر طيبين بالذات الشيخ الورع أسامة وجدو چاك بتاع المقصلة وعمو صدام المجيد والواد بشار الشقى الحليوة وأى إنسان آخر فى الدنيا بشرط ما يكونش من فصيلة مصاصى الدماء الشاذة عن الإنسانية إللى موش عاجبهم يدفعوا الأتاوات قصدى الضرايب ( رأسماليين أميركا ، مين غيرهم ؟ ) . واليومين دول الأخ كلينتون ما بطلش عادة التسريح ، سرح مايكل موور يقول إن چورچ دبليو . بوش هو سبب 11 سپتمبر ، طبعا بمناسبة تقرير 9-11 وفضايحه إللى عملت رصاصة سحرية جديدة قتلت الكل زى بتاع كينيدى اسمها Lack of Imagination ( اقرأ النص . وعلى فكرة إحنا موش ضد نظرية الرصاصة السحرية لسبب واحد أنها صح . وزمان قلنا الكلام ده بمناسبة فيلم JFK إللى عمله واحد ما يجيش فيه مايكل موور حاجة فى شيوعيته اسمه أوليڤر ستون كل حاجة بالنسبة لهم مؤامرات يمينية ومن أفعال السحر . أما الرصاصة السحرية بتاع تقرير 11 سپتمبر صح الصح فالغرب يحفل بمن يعتقدون أن المتخلفين أمثالنا عربا ومسلمين هم أطيب ناس على وجه الأرض ، متخلفين بقى ! وجمال الرصاصة السحرية الجديدة بتاع إيرل وارين ، قصدى بتاع توماس إتش . كيين ، أنها بتضرب من تحت لتحت ، وكل إللى على رأسه بطحة يحسس عليها ! ) .

Democratic presidential candidate John Kerry salutes and says he is 'reporting for duty' before accepting the party's nomination at the Democratic National Convention, Boston, July 29, 2004.

Reporting for WHAT?

كيرى دمه تقيل وما حدش طايقه ، لكن على الأقل أشطر من كده ، وهيتوهك فى الكلام أكتر م القرضاوى شخصيا ، وآخره النهارده خطاب قبول الترشيح ، شويه يتهيأ لك أنه هيسحب القوات من العراق ، وشوية يتهيأ لك أنه هيغزو كل العالم . اقرأ خطابه ألف مرة ، وأتحداك تعرف إذا كان هيغزو إيران ولا موش هيغزوها ، أو تعرف هيعمل إيه فى العراق غير إللى بيعمله بوش إللى بيهاجم فيه ، أو تعرف هيعمل إيه استرضاء للدماغ الناشف بتاع جدو شيراك ما عملهوش بوش ( مفيش غير الاستسلام التام للأچندة الفرنسية هو إللى ما اتعملش ) . بوش لما بيلطف سياساته وهو بيشرحها أو بيدافع عنها ( بيقولوا عليه بيكدب ) ، هو مجرد تلطيف لأن السياسة مكتوبة ومقررة فى وثائق علنية للبيت الأبيض والپنتاجون والكونجرس وغيرها ، قريناها كلنا ، وماشية فى سكتها بغض النظر عن ألعاب القط والفأر مع الإعلام ، وجايز بوش نفسه ما يقدرش يوقفها . أما الديموقراطيين قل لى أنت إيه سياستهم مكتوبة كانت أو حتى غير مكتوبة ( باستثناء الحقد الطبقى طبعا ، واستشارة كبير العائلة اليسارجية بحرى وقبلى جدو شيراك فى كل كبيرة وصغيرة ) ؟ دول بيرسموا سياستهم صباحا بصباح .

كيرى أيد الحرب لما لقاها رايجة ، ورجع عارضها لما لقى ده هو إللى رايج ، ورجع أيدها تانى لما لقى جماهيريته ضاعت ، بل دخل المؤتمر يؤدى التحية العسكرية ، بيزايد بسلامته على رامسفيلد وتومى فرانكس ، وعلى بووت پول بريمر العسكرى البيچ الجميل إللى موش عارف هل بيتباع عندنا ولا لأ لأنى عاوز اشترى واحد أنا شخصيا . يعنى بعبارة تانى طول الوقت هو بيرقص على طبلة رامسفيلد ، وبيشتمه فى نفس الوقت . بعبارة أخرى حياتهم كلها كدب × كدب ، إنه مهنتهم ، بس جون كيرى على أوسخ كتير من چيم كارى !

الجمهوريون يريدون لأميركا أن تحكم العالم ، والديموقراطيون يريدون تركه لفرنسا تحكمه !

تبحث فى كلامه عن شىء مميز فتتوه . هو يمسك العصا من المنتصف فى كل شىء . لذا المهم هو ما سيسفر عنه فعليا لو انتخب رئيسا ، وهذا حلم ما رماه الطير لو كان فيه خير ( نقصد بالطير طبعا الحداية الكبيرة الست هيلارى ، إللى لا يمكن تكون بتحدف كتاكيت وما كانت لتفوت بمخالبها ولا أسنانها فرصة الترشيح لو كانت تعلم أن ثمة أمل 1 0/0 لأى أحد لهزيمة بوش ، زى ما قلنا فوق ) !

علشان كده هنقولك الفرق بين الاتنين بعبارة بتجيب م الآخر وتريح نفسك وتريحنا إحنا م الشرح والتفصيل وتطويل اللسان : الجمهوريون يريدون لأميركا أن تحكم العالم ، والديموقراطيون يريدون تركه لفرنسا تحكمه !

John Kerry celebrating his nomination with Teresa Heinz Kerry and John Edwards, July 29, the Democratic National Convention, Boston, 2004.

Auntie France, left, …!

صدق أو لا تصدق ، لكن هذا ما حدث فعلا للتو واللحظة بمجرد كتابة الكلمة الأخيرة فى الفقرة السابقة . منذ أسابيع وثمة سؤال يراودنى بأن السيدة صاحبة صلصة الهاينز وزوجة الرئيس المأمول تشبه أحدا ما أعرفه . فى هذه اللحظة فقط عرفت الإجابة : إنها تشبه الممثلة منى زكى . الشبه المباشر الذى أورده لى عقلى الباطن حلال العقد سببه واضح هو ما كتبته فى الفقرة السابقة . ذلك الشبه أنها ، أى مسز هاينز‑كيرى ، تسير طوال الوقت بجوار خالتى فرنسا . السبب الثانى الذى أضيفه الآن من عقلى غير الباطن ، أنها مثلها ليست جميلة ( ربما تفضل أنت كلمة أقوى ) ، لكنها تعتقد أنها كاملة المفاتن بحيث تصلح لتمثيل إعلانات صابون لوكس ( هذا لا علاقة له بقدراتها كممثلة ، إنما فقط بكونها الأولى التى أساءت لماركة صابون أميركية‑عالمية عمرها أكثر من 100 سنة ! ) . السبب الثالث أنها هى ولا خالتها تروح فين فى الحداية ولا جمال الحداية ولا مخ الحداية !

المهم . نرجع مرجوعنا ( زى ما بيقولوا ) … الفلطحة .

Chief political strategist Karl Rove listens as President Bush speaks to reporters in the Cabinet Room at the White House, Washington, September 17, 2003.

President Bush and Vice President Cheney at Bush's ranch, Crawford, Texas, August 23, 2004.

The Devil Behind!

عارف لية الديموقراطيين ما بيكرهوش حد قد كارل روڤ ( مستشار حملة بوش السابقة واللاحقة ) . بغض النظر عن أنه أكثر دقة فى كل شىء ، بدءا من الرقابة والنصح المتواصلين الخاصة بتصريحات كل المسئولين ، حتى المتابعة اللوچيستية ما يجرى فى مكاتب التسجيل لبطاقات الانتخاب على أدنى المستويات المحلية جدا ، هم يكرهونه لأنه أول يمينى يلاعبهم ديموقراطية . قبل كده الساحة كانت فاضية لليسار ، وكان اليمين مضطر لتعديل أچندته لكسب الجماهيرية ، لأن زى ما بنقول دائما فى هذه الصفحة الديموقراطية انتصار مسبق لليسار ، لأن غالبية الناس لا عايزة اقتصاد حر وعاوزة إللى يقطع لهم ضرايب من الأغنياء ويغرف ويديهم ( أو يدى نفسه ) . إللى رعبهم من روڤ أنه بيلاعهم باسم اللعبة إللى بيختاروه هم وبرضه بيكسب ، طبعا بالعلم والتخطيط والدقة وحساب كل شىء . عاوزين تلعبوا إهانات نلعب إهانات ، عاوزين تلعبوا سفالة نلعب سفالة ، عاوزين تلعبوا تحريض نلعب تحريض ، عاوزين تلعبوا مشاعر نلعب مشاعر ، وطبعا لو عاوزين تلعبوا برامج نلعب برامج ( منصات حزبية platforms بالمصطلح الإنجليزى ) .

تحت أى قواعد للعبة هو مستعد يلعب ويكسب . ده شىء لم يتعوده اليسار أبدا . كان كلمتين تهييج للدهماء كفيلة بتغيير كل الموازين ، زى ما شفنا فى ألمانيا أو أخيرا فى إسپانيا . روڤ بيلعب معاهم حتى رغم كل إللى بيفرضوه عبر الكونجرس ومؤخرا وإن لحين عبر المحكمة العليا ، من قيود على التمويل . مع ذلك جمع 300 مليون بينما صاحبنا التانى بيشحت . أقنع الشركات بأين تكمن مصطلحتها وأين يكمن أعداءها ، وأفلح فى أن يجعل من وجود صوت للشركات الكبرى ميزة تقدمية للديموقراطية الأميركية تجعلها أقل سوءا من نظيراتها الأخريات بكثير . ( طبعا لو عاوز رأيى الشخصى ، ودون الرأى الأكثر قاعدية بإلغاء الديموقراطية من الأصل ، فهو أن يحظر من تمويل الانتخابات أموال النقابات أو كل ما يصب فى تيار التحريض واللعب على عواطف الجهلة والدهماء ، ويسمح فقط بأموال الأفراد وسمها حريات فردية لو شئت وما هى كذلك ، أما الأساس فهو أموال الشركات باعتبارها الكيانات الأكثر وعيا والتى تحمل على كاهلها اقتصاد البلاد ومهمة ازدهاره ، ومن حقها وحدها اختيار التمثيل السياسى للمجتمع ) .

أيضا روڤ داخل اللعبة وهو عارف أنه مضطر للتلطيف ( سمه الكذب لو شئت ، أو لو فاهم أكتر معنى الرسايل هو لا يكذب لكنه يتجمل ) . علشان كده الجديد فيه والذى لم يتعوده اليسار أبدا أنه هجومى جدا ، بيلعب ع المكشوف . نحن نكذب مضطرين لكننا صادقون فى داخلنا ، ولو لم تضطرونا للتجمل لما أخفينا شيئا ، أما أنتم فتكذبون فى الصميم ، كأيديولوچية ، كمهنة ، كأسلوب حياة ، كچيينات . والنتيجة كما ترى : بوش ( مهما كذب أو تجمل ) يظل فى أعين الجميع الوحيد فى هذه الدنيا الذى يطرح نفسه كصاحب مشروع ورؤية وسياسة ، والكل ردود أفعال لا أكثر ، بدءا من كيرى حتى ياسر عرفاتبالأمس رصد ويلليام سافاير بخبثه المعتاد الفارق فى المواقف بين بوش وكيرى فى ثلاث قضايا : عقوبة الإعدام ، الإجهاض ، الزواج المثلى . بالضبط مثلى شخصيا ومثل الكثيرين ممن لا يرون تناقضا بين الليبرالية الاقتصادية والليبرالية الاجتماعية هو يوافق بوش على الأولى ويعارضه فى موقفه الرافض للاثنتين الأخريين . المشكلة ليست أن بوش على خطأ فى قضيتين ، المشكلة موقف كيرى ، اللعب على الحبال ، أو حرفيا بكلمات سافاير الفرشحة straddle فيها جميعا . يرفض عقوبة الإعدام ويستثنى الإرهابيين ، يؤيد الإجهاض لكن يلوح بأن الحياة رما بدأت من التمثل أى الإخصاب ، يرفض الزواج المثلى وأيضا يرفض النص على ذلك فى الدستور . وينتهى سافاير إلى أنه أيا ما كان موقف بوش فهو قائد حقيقى واضح المواقف ، أما كيرى ، حسنا ، يفرشح ، أو بكلمتنا نحن غير البعيدة : مفلطح ! ) .

قد تسألنى : كيف تؤيد بوش وبعض مواقفه خاطئة هكذا ؟ الإجابة ، ولا تنزعج ، قد تكون ماركسية جدا : البنية التحتية هى الأول والأساس ، والبنية الفوقية ( الثقافة والسلوك الاجتماعى … إلخ ) هى الثانوى والإفراز . حين يتعين عليك ‑رغما عنك بالطبع‑ الاختيار بين الاقتصاد الحر وبين الليبرالية الاجتماعية ، اختر الأولى لأنها إن عاجلا أو آجلا ستقود للثانية ، أما العكس فغير صحيح بالمرة . فى كل الأحوال دع جانبا رأيى أن بوش ليس بالتخلف الشخصى ليتخذ تلك المواقف ، إنما هى فقط لضمان لأصوات الجمهور المحافظ ، وهى تظاهرة للمشكلة الأعم ‑وكلاهما أمر ناقشناه مرارا فى هذه الصفحة‑ أن اليمين مضطر بسبب تلك اللعنة المسماة الديموقراطية ( التصويتات المتساوية للعقول غير المتساوية ) لتبنى سياسات شعبوية لتمرير النقطة المركزية فى برنامجه والتى يكرهها الجمهور العريض وتستعصى على إدراكه أو على مصالحه الآنية : الاقتصاد الحر !

باختصار شاء من شاء وأبى من أبى : ما يسمونه باليمين هو الوحيد صاحب المشروع ، الكل يرقص على إيقاعه ، يرفض ما يقول أيا ما كان هذا الذى يقول ، سواء كلام مبادرة الشرق الأوسط الأعظم ، أو سواء لو سحبه بكره وقال عكسه . هذا هو وضع العالم منذ نيكسون ، منذ إنكسارة اليسار بعد ذروة 1968 ، اليمين فقط هو صاحب الرؤية ، وما عداه جبهات رفض . هذا هو سر اللعبة ، ولهذا يسمون كارل روڤ بالشيطان .

ما نريد قوله حقا إن هذا وضع لا يسعدنا . اليسار بغبائه يضطر خصومه الأيديولوچيين للبحث عن مصادر للخطاب الشعبوى غير تقدمية . السادات وريجان أتوا لنا ولكل العالم بالجهاد والطالبان ، ولا تستطيع لومهم لوما حقيقيا ، لأنها حسابات بدوا مضطرين للغاية لها . الآن ثمة خطاب مسيحى غير تحررى ، مرشح هو أيضا للتضخم . لو أنا مواطن أميركى علمانى متحرر لكن فى نفس الوقت أومن بالاقتصاد الحر ، سأنجذب للجمهوريين بحثا عن مجتمع مزدهر اقتصاديا يقوم على تشجيع الإنتاج والتفوق لا على جباية الضرائب لإطعام الكسالى ، وعلى محاربة العرب والمسلمين وسائر بؤر التخلف الخطرة التى تهدد اقتصاد العالم ومستقبله لا على ممالأة قوى التخلف العالمية باسم الأخوة الإنسانية وما شابه من هراء . تدريجيا ودون أى أشعر ربما ، سيتسلل لدى الإعجاب بكل ما يقولون . والنتيجة أن يخسر المجتمع شخصا علمانيا متحررا . متى يفيق اليسار على حقيقة أنه يقودنا للجحيم ليس من خلال أيديولوچياته التى يعلم كل من فى رأسه عقل أنها كوارث مؤكدة ، إنما من خلال ردود الأفعال الاضطرارية تجاه هذه الأيديولوچية التى يصدقها كثير ممن ليس فى رأسهم عقل . أيها الرفاق ، ارحمونا يرحمكم ماركس !

… مرة أخرى كيين ما غلطش : إنها حقا Lack of Imagination !

( لو لا تصدقنا ، ولو لديك الوقت الكافى لقراءة 250+ صفحة من الكلام وعكسه ، أو كلام إنشائى بلا محتوى ، أو فى أفضل الحالات إعادة نفس كلام وأفعال بوش مع الإيحاء بأنها الأشياء التى لم تخطر أبدا على بال أحد من قبل ، بعد أيام قليلة محفوظة نيو يورك تايمز صفحات يوم 14 أغسطس والجمهوريون محفوظة 25 أغسطس من كتابة هذا أبرد موقع چون كيرى دوت كوم البرنامج أو ’ المنصة ‘ الرسمية لحملة كيرى‑إدواردز 2004 تحت عنوان ’ خطتنا لأميركا ‘ . إليك النص الكامل . حتى المقارنة مع برنامج كلينتون‑جور الشهير من 1992 غير واردة . هناك فيه كلام يتقرى ويتفهم وواضح ، سواء وافقت عليه أو لم توافق . على الأقل كان هناك حاجات محددة ودقيقة ولا حصر لها مثيرة للاهتمام ( توزيع الكوندم مجانا فى المدارس مثلا ! ) ، كلها مهمة وكلها مستحيل تظهر فى منصة جمهورية ، وبالتالى جايز تجبرك على التفكير فى التصويت للديموقراطيين .

لكن استنى ! فيه هنا قفشة كبيرة ! فيه حاجة نسيتها منصة الحزب الديموقراطى خالص . نسيتها ونسيت كمان عكسها : الكلام عن الدفيئة الجلوبية . من 3 أيام سافاير مسك القفشة الكبيرة قوى دى ، وإداها هدية لرالف نيدر ، إلى صحيح هيلقى حاجة ياكل على قفاها عيش من هنا لغاية نوڤمبر ، بعد ما كان واضح أن كيرى قاطع عليه الميه والنور وما فيش حاجة ما قالهاش !

لو عاوز تتكلم جد شوية ، الموضوع ده مدلولاته كبيرة . اليسار ما بقاش يسار وبدأ يتخلى عن قضاياه التقليدية جدا ومنها البيئة . وزى ما شفنا رجع لا ستقطاب المتدينين زى زمان . وبكده اليمين بيثبت أنه رؤية لكل المجتمع وكل الطبقات طالما قبلت بمبدأ التنافس الحر والشريف ، أن الليبرالية بجناحيها الاقتصادى والاجتماعى لا بد وأن يلتئم شملها بأسرع وقت ممكن . البعض بدأ يسمى هذا وسطية ، وكأنه بيصور اليمين تنازل عن محافظته . سافاير 1 و6 سپتمبر زى بعضه سموها زى ما تسموها . المهم المحتوى . أنا شخصيا شايفها تطرف فى الليبرالية ! ) .

اكتب رأيك هنا

[ أما طبعا المنصة الجمهورية 2004 والمعنونة ’ عالم أكثر أمنا وأميركا أكثر أملا ‘ فموجود هنا ، وهو أقل من نصف الحجم لأنه لا يقول الشىء وعكسه ، إنما يقوله هو فقط !

منصة بوش لسنة 2000 توجد منه نسخة هنا على موقع السى إن إن ، وبقليل من التصفح ستجد منصات العشرين عاما الأخيرة هنا ] .

President George W. Bush joined by several top cabinet officials, John McLaughlin, acting C.I.A. chief, left, Homeland Security Secretary Tom Ridge, Secretary of State Colin L. Powell, Defense Secretary Donald H. Rumsfeld, Attorney General John Ashcroft and F.B.I. Director Robert Mueller, announces his first steps in revamping intelligence, Washington, August 2, 2004.

President George W. Bush with Condoleezza Rice, Dick Cheney, Donald Rumsfeld and Gen. Richard Myers at Bush's ranch, Crawford, Texas, August 23, 2004.

His Invincible Team!

تحديث : 29 أغسطس 2004 : على فكرة إذا كنا بنقول بوش موش بتاع ستراتيچية وأن أفكاره على العكس من نيكسون وريجان مثلا ، بتيجى من مساعديه وموش طالعه منه ، فبنقول دايما برضه أن فيه ميزتين ، الأولى جاذبيته الجماهيرية وكاريزميته الإعلامية ودفئه وحب الناس له وأصلها أنه شاب سليل أسرة ثرية راقى التعليم مهذب السلوك والأهم أنه موهوب فى التعامل مع الناس الاهتمام بهم والتأثير فيهم ، والثانية طاقم المساعدين هذا فى حد ذاته وأنه ‑أى بوش‑ شجاع ومغامر جدا بحيث بيقبل أى أفكار لهم بل بيشجعهم على التفكير الأجرأ والأجرأ . الحقيقة النيو يورك تايمز أضافت النهارده ميزة تالتة كبيرة جدا ، أنه حريف انتخابات ويعرف شخصيا كل ركن فى أميركا ويعرف إزاى يتكلم معاه . ثم تسهب فى كيف تعلم من إدارته لحملة والده الثانية التى لم يكن هذا الأب مهتما بها ويقال أنه شخصيا لم يكن يريد فى داخله النجاح فيها ، بحيث بات بوش الابن يدير الآن حملة أكثر هجومية بما لا يقاس ، ولديه حاسة خارقة فى التقاط أخطاء منافسه والقرع الفورى بما لا يرحم عليها .

عن أجواء معسكر بوش وفريقه الصغير وشدة إحكامه والأسلوب العلمى والمنظم جدا الذى تدار به ، وتنساب فيه الأوامر فى اتجاه واحد فقط ، حيث لا ديموقراطية ولا اجتهادات ، فقط مهنية رفيعة ، وكذا دور كل من بوش ومجموعة ’ نادى الفطور ‘ بقيادة روڤ ، كلاهما على حدة ، اقرأ تلك القصة المشار إليها ، زائد اقرأ جزأها الثانى الأكثر تركيزا على روڤ هنا . فيه تكمن أكثر كلمة أعجبتنى على لسان روڤ الذى بالمناسبة يتحدث دوما وكأنه فوق كلا الحزبين ، قال إن تعريف المستقبل عند أغلب ساسة واشينجتون هو أخبار السادسة مساء ، هل سيظهرون فيها أم لا . عدا ذلك هو حسابات سابقة لأوانها ! ]

President Bush and his wife Laura, second from left, wave with Vice President Dick Cheney and his wife Lynne in Madison Square Garden at the end of the Republican National Convention, New York, September 2, 2004.

Just Unleashed!

تحديث : 3 سپتمبر 2004 : مستعجل ومانع نفسى بالعافية من أن أقول لك زى كل مرة : أنا عبقرى . استطلاع التايم اليوم كشف تقدم بوش بفارق 11 نقطة عن چون كيرى . نبوءتنا ليلة رأس السنة ، وإللى كتبناها بصورة فى الصفحة الأولى كمان ، وكمان وكمان عملناها مزيكا طول 2004 ، هى نصر كاسح يسعى لقهر أرقام رونالد ريجان . إذن لسه شوية ، 11 دى أول الغيث . وطبها كالعادة باقول لك عبقريتى إللى بتصدم كل الناس هى من النوع إللى موش عاوز عبقرية أصلا . مين كيرى ده ؟ لا رأى ولا شكل ولا حاجة خالص . مفيش صيدة أحسن من كده ! هذا علما بأننا ساعة ما قلنا إللى قلناه ما كانش فيه حاجة اسمها كيرى أصلا ، كان فيه بس الحزب الديموقراطى ، وكان عندنا شجاعة النبوءة أن حتى لو رشحت هيللارى أو بمصطلحاتنا الحداية نفسها فستخر خسارة مروعة . ما فيش عبقرية لأن ما فيش أصلا حاجة تتقال فى المعسكر التانى ، مفضوح مفضوح مفضوح ، يا ولدى !

President George W. Bush at Bush's ranch, Crawford, Texas, ~2003.

Sleeves-Up (or No Sleeves at All)!

حتى إللى بيسموه الحس الشائع common sense موش موجود عند صاحبنا ، كل الناس جد فى حالة حرب وبتتكلم عن الأخطار وميزانية الدفاع والزود عن الوطن ، وهو يلبس مايوه غطس ينزل يبلبط أو يعمل مراهق يتنطط فوق موتوسيكل . شوف بوش لما بيحب يظهر كاچوال وشباب بيعمل إيه : بيشمر الأساور ، بيلبس كاوبوى !

فرقة المستشارين غلابة غلابة غلابة ، عاوزين يدرسوا حتى الرموز ولغة الجسم وبدسهيات كتيرة جدا . وروڤ بيلعبهم ع الشناكل ، أو موش محتاج حتى ، وسايب بوش هو إللى يلعبهم بنفسه ، رغم أنها هواية عنده وموش محترف !

فى الأول طلعت حاجة اسمها كلارك وبعدين حاجة اسمها ديين ، وأخيرا حاجة اسمها كيرى ، وجهابذتنا الغلابة ، وغيرهم حتى فى الغرب ، جريوا وراها ويا عينى فضلوا مخدوعين بأرقام الاستطلاعات القديمة ، ووصلت ثقتهم لحد القول أن 45 0/0 حسموا أصواتهم سلفا لكيرى والفاضل بس تنازل رالف نيدر عن الخمسة بتوعه ، وإقتناع الخمسة المعلقين وهيفوز كيرى بـ 55 0/0 . استطلاع النهارده بيقول الـ 45 المزعومة ’ التى حسمت أمرها ‘ غير موجودة أصلا ، وأنا بأقول يا ريت ترسى على عشرين يوم 2 نوڤمبر .

ريحوا نفسكم ، وحرام عليكم لم فلوس الغلابة المخدوعين بمن هم أغلب منهم .

الآن فقط هز روڤ ديله هزة صغيرة ( حتى موش ديله هو ، إنما ديل المحاربين القدامى فضحوا جعجعة كيرى واحترافه الكذب والإدعاء الشهر إللى فات —شاهد هذه الإعلانات المرعبة حقا هنا ، وعلى فكرة فى حاجة موش قادر أفهمها فى موضوع بطولات كيرى الحربية ، إيه فايدتها إذا كان ضد الحرب وموش هيحارب ؟ الناس تنتخبه ليه ؟ ’ البعيد ‘ الحسن الشائع common sense عنده تعبان شويه ! صح ؟ ) ، فإذا بها عاصفة تزعزع كل العروش والموازين . ليس فقط عقد مؤتمر الحزب الجمهورى ’ خلف خطوط العدو ‘ فى نيو يورك ، أو أنه بدأ يطلق الثلاثمائة مليون دولار من عقالها ، إنما الأهم من كل أماكن الأرض وملايين الأرض ، محتوى الكلام نفسه . رؤية وبصيرة وحزم ، أو على الأقل موقف يتفهم ، فى مقابل خواء يسارى مطلق ، أو يا ريت حتى محصل يسارى من إللى إحنا بنعرفه ، ده بيقولوا كل شىء وعكسه فى نفس الخطبة !

موش لازم ننسى أننا فى عالم كل إعلامه يسارى ، باستثناء قناة أو اتنين أو جرنال أو اتنين ، وشغلتهم الوحيدة تلوين الأخبار ، أو المصطلح الأحرى تزييفها ، والهدف طبعا رفع معنويات معسكرهم المنهار . عارف دلوقت بيلونوا الـ 11 0/0 إزاى : بيقولوا تفوق بوش بفارق ’ طفيف ‘ . 11 0/0 طفيف ، و1 0/0 كان تقدم هائل يطنطنون له بالساعات والأسابيع !

هؤلاء الغلابة موش واخدين بالهم أن معسكر بوش صامت أصلا لشهور لا يفعل شيئا . وأنه فى هدوء و’ علم ‘ من الذى لا يفهم فيه اليسار ، أعدوا العدة لكل شىء . لو مسكوا بن لادن هتزيد أصوات بوش ، ولن ضرب بن لادن البيت الأبيض بالنووى هتزيد أصوات بوش برضه . أى حاجة تحصل هتزيد أصوات بوش ، وخد دى كمان على عهدتى : وأى كلمة هتطلع من لسان كيرى من النهارده لغاية 2 نوڤمبر هتنقص من أصواته . أو طالما الكل بيتكلم بالدين : ليس ببوش وحده تضيع أصوات الديموقراطيين ، بل بكل كلمة تخرج من فم چون كيرى !

ده ببساطة طول عمرها قاعدة اليسار الذهبية من أيام ستالين : الكم قبل الكيف . فاكرين كل ما اتكلم كيرى أكتر هياخد أصوات أكتر . المشكلة بصراحة تامة وبدقة تامة ، هم غلابة لأن أيديولوچيتهم بائسة . بتقول لهم كل الناس طيبين واخوات إلا الرأسماليين إللى لو اتخلصنا منهم الدنيا هتبقى جنة ، والواقع بيقول الأشرار الحقيقيين مصاصى الدماء والمتوحشين هم الفقرا والمتخلفين زى العرب والمسلمين !

غيران منا وعاوز تعرف الوصفة السحرية إللى بنعرف بيها المستقبل ؟ قلناها لك ألف مرة بس أنت موش واخد بالك : اسأل سؤال المحتوى ! ] .

 

 16 أغسطس 2004 : اليوم أعلن بقاء الرفيق شاڤيز جاثما على السلطة لعامين أو ثلاثة قادمة . يقال أن ثمة تزويرا قد تم على نطاق واسع . صحيح طبعا لكن هذا الموضوع لم يعننا أبدا ، فلدينا مشكلة أصلا منذ بداية هذه الصفحة مع مبدأ الانتخاب نفسه ( لطالما أسميناه تصويتات متساوية لعقول غير متساوية ) . سنبنى تعليقنا هنا على أن النتيجة صحيحة وأن الأغلبية 58 : 42 قالوا لا فى الاستدعاء recall . أيضا لن نكرر الكلام التقليدى والصحيح فى جميع الحالات ، وهو أن الديموقراطية سيارة تنحرف عجلة قيادتها لليسار دائما أبدا ( انظر أيضا بداية هذه الصفحة ) ، وإن كانت ڤنزويلا شاڤيز أسوأ بمراحل حتى من أن توصف بالديموقراطية ، بل هى ديكتاتورية پروليتاريا كاملة الأوصاف ، أقصد ديكتاتورية الفاسدين الناطقين بلسان الپروليتاريا ، وهذا ما يؤكد أنها أيضا أنها كاملة الأوصاف . لن نتحدث عن هذا لأن الرفيق شاڤيز حالة خاصة تستحق التنويه . كل أحلام ديكتاتورية الپروليتاريا ونهب فتات الثورة باسم الاشتراكية ، والتى عرف العالم كله أنها سفالة وقلة أدب وفشلت كلها فى خلق اقتصاد ذى ساقين ولو أعرجتين ( انظر أيضا بداية هذه الصفحة ) ، يريد هو أحياءها لأنه يرى أن تحت يده مستجد جديد لا يوجد فى أية تجربة شيوعية سابقة : الپترول . هو يعتقد أن بإمكانة إقامة شيوعية پترولية . يخرج النفط من باطن الأرض ويبيعه بأعلى وسائل الابتزاز السعرى الممكنة ( هو لا يعرف اقتصاد السوق ولا المنافسة ، إنما فقط البلطجة والضرب تحت الحزام ) ، ثم يأخذ تلك الأموال ويوزع بعضها على الفقراء الكسالى كى ينجبوا المزيد من الفقراء الكسالى ، ويلتهم الباقى هو وطغمة الحزب الشيوعى ‑أو أيا ما كان اسمه‑ التابعة له ، وبالتوازى مع هذا وذاك يدمر الطبقة الوسطى تدميرا ممنهجا شرسا وضيعا .

ما يحدث هذا هو جريمة فى حق الشعب الڤنزويلى بما فيه فقرائه أنفسهم ، الذى سيستيقظ يوما ليكتشف أنه أمة بلا اقتصاد ، وعلى حقيقة الفقر للجميع المرة ، التى لم تنج منها أية تجربة شيوعية أو حتى ما تسمى اشتراكية ديموقراطية . الشىء الذى لم يحسب له الشاڤيز حسابا أن هذا يمكن أن يستمر إلى الأبد ، وأن الپترول يمكن أن يحقق الحلم الذى فشل فيه لينين وستالين وماو . مما قالته بداية هذه الصفحة أيضا ويخص ما جرى فى هذا الاستفتاء أن ليس من مهمة الشعوب إسقاط حكامها الماركسيين أو العربجيين أو الإسلاميين . هذه مهمة أميركا .

بخلاف التحية الواجبة لصمود وشجاعة وقوة الطبقة الوسطى الڤنزويلية العظيم ، ذلك ما أردنا قوله ، وهو حل لن يطول أبدا ، والإنقلاب القادم سيكون دمويا لأن هذه هى وسيلة التعامل الوحيدة مع البطلجية وقطاع الطرق ( كلام قديم قلناه بمناسبة الانقلاب السابق ، فارجع له واعفنا من مزيد من الحديث عن هذه الشخصية القميئة التى تذكرنا بعصور اعتقدنا أن تحرر العالم منها ) . اكتب رأيك هنا

 

Naked and nearly naked members of Act Up demonstrated against President Bush's record on AIDS in the eve of the Republican National Convention, New York, August 26, 2004.

Rachel Mason's Kissing President Bush, Parlour Projects gallery, New York, August 2004.

What Definition Liberal?

 24 أغسطس 2004 : فى مفاجأة كبيرة نسبيا ومناسبة نادرة للغاية ، تحدث اليوم ديك تشينى صقر صقور الولاية الأميركية ’ المسيحية ‘ عن حقوق المثليين .

Mary Cheney, left, daughter of Vice President Dick Cheney, sits with partner Heather Poe in Madison Square Garden during the Republican National Convention in New York, September 1, 2004.

She and Her Partner!

تخيل ماذا قال ؟ قال إن من حق أى إنسان أن يقيم أية علاقة كيفما ارتأى . وقال إن الولايات وحدها هى التى تحدد تعريف الزواج ، ولا يجب أن تتدخل الحكومة الفيدرالية ( لا تصدق أنه يعطى صفعة لرئيسه الذى ما فتئ يطالب بتصليح دستورى فهذا الرئيس مؤمن بذات الأشياء بالضبط ) . وأخيرا قال إنه العلاقات المثلية شىء مألوف جدا ، وأنه شخصيا هو وزوجته لديهما ابنة سحاقية ( ميرى ) ، ولا مشكلة لديهما ويتفهمان هذا تماما ! ( عامة وإن رصدنا كثيرا المواقف المحافظة للينى تشينى ‑وطبعا لم نتوان عن تقريعها فى حينها بل وأكثر من مرة ومرات‑ فإن زوجها نادرا ما يتحدث فى الدين ، أو كما نقول دوما : كما أن التخلف لا يتجزأ ، فالتنور أيضا ! ) . الحقيقة التى تستحق التنويه أن لينى تشينى سبقت زوجها نفسه وأعلنت ذات الموقف من التصليح الدستورى قبل أكثر من شهر ، أيضا المزيد 15gay.html والنيوزوييك العربية 27 يوليو بغلاف لهما محفوظة عندى وكانت مفاجأة أكبر ، وإن لم نهتم بها كثيرا فى حينها لسوابق السيدة لينى المؤسفة الكثيرة ، ولأنها تكن بذات صراحته فى تحديد موقف من العلاقات المثلية فى حد ذاتها ، وطبعا لأنها لم تناقش مثلة مباشرة حقيقة كون أن ابنتهما مثلية ، وطبعا لأن كثيرين جدا من المعسكر الجمهورى لا يؤيدون مثل ذلك التصليح .

Daughters of Vice President Dick Cheney, Elizabeth, left, and Mary, sit in Madison Square Garden during the Republican National Convention, New York, September 1, 2004.

She and Her Sister!

لا تعليق سوى التعليق المكرر ، اليسار بضغطه الدائم ‑الانتهازى والأصيل فى آن واحد‑ على فكرة الاشتراكية الخرقاء يضطر المؤمنين بالاقتصاد الحر لكسب الأصوات عن طريق استرضاء الجمهور المحافظ أخلاقيا ودينيا ، ولو نحى الجميع فكرة جبى الضرائب ووضع أصابع الحكومة فى كل شىء ، لأصبح العالم أكثر حرية وجمالا وتفتحا بكثير . وطبعا لو نحوا من الأصل فكرة حكم الشعب لكان أفضل وأفضل !

وبعد ، قد لا يوجد أكثر منى سعادة بمواقف ديك تشينى والأكثر منه مواقف زوجته لينى الجديدة هذه ، فهى خير تعبير عن فلسفة هذه الصفحة أن لليبرالية جناحين اقتصادى واجتماعى ، وأن لا يجب أبدا أن ينفصلا . وأن ها قد اقترب الوقت الذى يلفظ فيه اليمين بشير التحضر الوحيد فى عالمنا الدين نهائيا من قاموسه !

وأن : فى النهاية لن يصح إلا الصحيح !

للمزيد عن ميرى تشينى وشخصيتها وأشطتها السياسة عامة ، ومهاراتها التى توصف بالنادرة فى حملة والدها خاصة ، اقرأ هنا … اكتب رأيك هنا

 

Jane M. Milhans of Tacoma, Washington, a chair of the Pierce County Republican Party, argued with one of the leftist marchers at the corner of 34th Street and Sixth Avenue, Republican National Convention, Madison Square Garden, New York, August 29, 2004.

The Two Americas!

President George W. Bush accepted his party's presidential nomination at the Republican National Convention, Madison Square Garden, New York, September 2, 2004.

The ‘Right’  One!

 31 أغسطس 2004 : اليوم كان شوارزينيجر كالمطرقة . كبس كل الأزرار الخطأ من اللحظة الأولى حتى الأخيرة ودون تردد ، بل بمرح واستمتاع لا نظير لهما !

Artist Scott LoBaido stands in front of his painting called 'Have Faith,' a portrayal of President Bush on horseback, triumphantly clutching the severed head of Osama bin Laden, by the turban, at the Tribute Gallery, New York, Auguat 30, 2004.

Behind Enemy Lines, What Enemy?…

‘I wanted to let the Republicans know there are some creative people in this city who are on their side!’

بدأ بتلك الإشارات المتكررة لماضيه السينمائى والذى طالما حذره المحللون منها وأرادوا له أن ينسى منه الناس هذا الجانب ليبدو بصفة أكبر رجل الدولة المسئول المتزن . والأسوأ من هذا الزر زر سخريته المقذعة من الأمم المتحدة والتى وصل لحد جعل عدم الاعتراف بها شرطا لأن تكون جمهوريا ، وبوضوح تام وضع الإيمان بها فى كفة والإيمان بالولايات المتحدة فى كفة . والأسوأ من الجميع قطعا زر Girlie Men الذى كان قد اتهم به الشهر الماضى پرلمان ولايته لسياساتهم الاقتصادية اليسارية ، ومن ثم نال سخط خصومه العارم ، زائد عتاب المثليين وإن كانوا يعرفون جيدا موقفه الحقيقى الإيجابى نحوهم ، والآن هو يتهم به كل ديموقراطيى البلاد ويبدى استعداده لأن يصم به كل من يفتى فى الاقتصاد فتاوى يسارية بعد اليوم . النتيجة أن ألهب الأكف بالتصفيق كما لم يلهبها أحد فى مؤتمر الحزب المنعقد حاليا كما يقولون ’ خلف خطوط العدو ‘ ، أى فى نيو يورك معقل اليسار ، والتى انكشف أنها خرافة أخرى من خرافات الإعلام اليسارى ، من مقدار المعارض الفنية والعروض الثقافية التى أقامها أبناء المدينة من الجمهوريين ليقولوا ‑ربما لأول مرة‑ نحن هنا . ( فقط شىء واحد لم أوافق مستر أوليمپيا عليه ، هو قوله أنه توجد أميركا واحدة بينما الديموقراطيون يقولون هناك أميركتان . فى هذه أنا ’ ديموقراطى ‘ جدا ، وإن فقط عدلت التسميات قليلا من أميركا ثرية وأخرى فقيرة ، إلى أميركا يمين وأميركا يسار ، أو أميركا متقدمة وأميركا رجعية ، أو أميركا قائدة وأميركا ألعوبة فى يد العرب والمسلمين ، أو أميركا بيضاء وأخرى بقوس قزح ، أو أميركا أنجلو‑يهودية وأميركا لاتينية‑سامية ، وهكذا لا تنتهى عندنا التسميات ! ) .

قد تلمح بين الحضور الذى كله يقف ويصفق ، البعض ينظر لبعضه البعض وكأنه يسمع كوارث محدقة هائلة وقد حاقت بالفعل بالحزب . لكن هذا لم يحدث وحدث العكس بالضبط . ولا ندعى فضلا ولا عبقرية إن قلنا إن هذا كان رأينا ونصيحتنا لحملة بوش من البداية ( أو من البداية جدا ) : اضرب ثم اضرب ثم اضرب !

كل الزعماء الذين صنعوا التاريخ لم يفعلوا سوى أن كبسوا الأزرار الخطأ !

لم يبد يوما أن كبس الأزرار الخاطئة شيئا رائعا كما بدا اليوم . كل القادة الحقيقيين يفعلون ذلك ، ببساطة كل الزعماء الذين صنعوا التاريخ لم يفعلوا سوى أن كبسوا الأزرار الخطأ ، لكن ما فعله شوارزينيجر يكاد يفوق الخيال . الفكرة أن ما يراه السياسيون المنمقون كارثة ، هو خيط تواصل رهيب بين الزعيم الكاريزمى الحق وبين الجماهير اسمه الصدق . وطبعا ما من أحد يتفوق على الهولليووديين فى فن مخاطبة الناس . من منظور آخر قد يقال إنه فى المقابل كبس بعض الأزرار الصحيحة ، لكن الفكرة أيضا أنه يكبسها بذات الأسلوب العفوى الفطرى العدوانى الواثق ، وليس اعتذارا عن شىء أو معادلة لشىء . بذات البساطة المذهلة النافذة للقلب روى قصة نجاحه ، والأكثر إثارة وبساطة وإلهاما منها قصة كيف آمن بالحزب الجمهورى . 1968 وكان قد جاء من النمسا للبلاد للتو ، وجعل صديقا له يترجم له للألمانية خطبتين تليڤزيونيتين للمتنافسين الرئاسيين هيوبرت همفرى وريتشارد نيكسون ، الأول بدا له يردد ذات الرطانة الاشتراكية التى يألفها فقال هذا ما هربت منه ، والثانى يتحدث عن المشروع الحر والقوة العسكرية وإطلاق طاقات الفرد والخفض الضريبى وإبعاد الحكومة عن ظهرك ، فقرر من لحظتها : إذن أنا جمهورى ( اقرأ نص الخطبة وإن كانت مشاهدتها شىء مختلف بالكامل . وبديهى أن كل الخطب كانت رائعة لا سيما من نجم 11 سپتمبر المحبوب رودولف چوليانى ، لكن طبعا ما من أحد يمكنه أن يسرق الأضواء من ’ المدمر ‘ الذى فى الواقع قدم اليوم أعظم أداء تمثيلى فى حياته حتى اللحظة ! ) .

Time Magazine September 6, 2004 cover.

Sleeves-Up (Always)!

الآن نصل لما أردنا قوله . لقد ذهب البعض لحد ترشيحه رئيسا فى 2008 والشروع فى إجراء التصليح الدستورى اللازم . طبعا هم ينظرون للأمر من زاوية أن ليس بأميركا زعيم يمكن أن يلقى مثل هذه الخطب ويلهم الناس ويلهبهم ، بإمكانه أن يلوح خلفا لبوش سنة 2008 ، سوى آرنى . طبعا هم محقون ، لكنهم فى ذات الوقت توجد أصوات غير مرتاحة لفكرة تصليح دستورى . بالمناسبة لا أعتقد أن خطر ببال أحد مثلا أن يجرى تصليح من أجل فترة ثالثة لبوش ، وهذا وارد وله سابقة ؟ السبب طبعا أن الديموقراطيين متوحشون جدا ضده ، بحيث لن يحصل مثل هذا التصليح على ثلثى الأصوات أبدا !

أود أن أقول إن ما يرونه نقطة ضعف فى رئاسة شوارزينيجر هو نقطة القوة الحقيقية . التحدى الكبير أمام أميركا اليوم هو ترسيخ الإمپراطورية وإقناع القوى المترددة عالميا بقبول فكرة توحيد العالم . وما من شىء أفضل من أن يكون قائد هذه الإمپراطورية هو ابن أحد أطرافها لا مركزها . هذا يرفع الفكرة إلى عنان السماء ، ويمنحها أبعادا شبه أسطورية . لا تصبح بعد أشخاصا ولا أماكن ولا شهادات ميلاد ولا تماحيك قانونية ، فقط فكرة عظيمة لكل الكوكب ، والمهم فقط الشخص الأكثر إيمانا بها وكفاءة لها . بديهى أننا لو رأينا فى أميركا من يصلح لها أكثر منه لزكيناه على الفور ، لكن حتى اللحظة لا يوجد إلا ممثل واحد يصلح لبطولة فيلم رونالد ريجان جزء 2 ! اكتب رأيك هنا

Bill O'Reilly

The O’Reilly Factor!

 28 سپتمبر 2004 : تاريخ ! تاريخ ! تاريخ ! فوكس نيوز تتخطى لأول مرة فى التاريخ القنوات الإخبارية المنافسة الأربع CNN, MSNBC, CNBC and Headline News مجتمعة . 200411/08fox.html منها أيضا اسم البرنامج رقم 1 فى يناير 2002 كانت قد انتزعت صدارة من السى إن إن فى خضم مسيرة مضطردة الصعود على نحو أخاذ .

The News Corp. U.S. headquarters are seen in New York, August 14, 2002.

A Civilized Media …at Last!

طبقا لتقرير لنييلسين صدر ملخصه اليوم ، حظيت فوكس نيوز بـ 1.8 مليون مشاهد يومى لأخبار الوقت الأولى primetime ( الذروة المسائية الأميركية ) مقابل 1.7 للباقيات مجتمعات ، ذلك عن الربع الثالث من السنة المنتهى بنهاية الأسبوع الماضى أول أمس .

السى إن إن جاءت فى المركز الثانى بنصف ما حققته فوكس 882 ألف مشاهد ليس إلا !

تسعة من البرامج العشرة الأولى كانت لفوكس . الاستثناء الوحيد Larry King Live من السى إن إن وجاء سادسا ! أما أنجح برنامج كيبول إخبارى إطلاقا هو بالطبع برنامج الفوكس The O'Reilly Factor

نحن إذن يصدد عالم جديد مقدام ، تتراجع فيه أكاذيب اليسار وتحريضات الـ CNN وشركاها ، ليحل محلها الخبر الدقيق الصادق ، ولا نضيف المحايد ، لأن البعض لا يعتبر الالتزام الحضارى حيادا ، بل يسميه تطرفا يمينيا ، ويسمون بحث الناس عن الحقيقة وضجرهم من الزيف مؤامرة يمينية للاستيلاء على الإعلام .

فقط البقية تأتى ، وكل ما لدينا الآن : تهنئة هائلة مستحقة للعم ميردوك ! اكتب رأيك هنا

تحديث : 23 نوڤمبر 2004 : مزيد من التاريخ ، تاريخ ، تاريخ : الرموز التاريخيون لهيمنة اليسار على الإعلام الأميركى يتساقطون كأوراق هذا الخريف الرائع : اليوم أعلن قرار دان راثر الاعتزال . هذا ’ أقل واجب ‘ بعد فضيحة المحاولة الخرقاء العبيطة مهنيا لتلويث سمعة الرئيس بوش من خلال عرض وثائق مزورة عن خدمته فى الحرس القومى . العبط وصل بالهلب المخضرم للسى بى إس ’ 60 دقيقة ‘ ، لدرجة أن عرض وثيقة جاءت له مكتوبة على المايكروسوفت وورد مدعيا أن عمرها 3 عقود أو أكثر ! الديموقراطيون يدعون أن كارل روڤ هو الذى دس الوثيقة عليه . كلام جائز جدا ، ومنفتحون جدا لتصديقه ، لولا أن هناك مشكلة واحدة : روڤ لا يمكن أن يدس أشياء عبيطة مكشوفة بهذا المستوى . السبب بصراحة تامة هو ما يلى : اليسار لا يزال يعيش فى الماضى العتيد ، حين كان منفردا كلية بالساحة ، يقول كل إللى هو عاوزه من غير حساب ، وعارف أن الملايين لن تسمع سوى العزف المنفرد له ، والمراجعة أو التمحيص أو التكذيب أمور غير واردة أصلا !

الدرس المستفاد : التاريخ لن يعود للوراء ، نقصد أنه يعود للوراء ليصحح أخطاءه ! ] .

تحديث : 1 ديسيمبر 2004 : مزيد من التاريخ ، تاريخ ، تاريخ : فوكس نيوز تقفز 70 0/0 دفعة واحدة فى شهر واحد ، نوڤمبر 2004 . هذا كان شهرا حافلا ، الانتخابات الرئاسية غطت على أيامه الأولى . ثم هناك محاكمة سكوت پاترسون الشهير بقاتل زوجته الحامل . وأخيرا هناك رحيل ياسر عرفات . الخلاصة حين يجد الجد تحول الناس مؤشرات تليڤزيوناتها للفوكس نيوز . 2.2 مليون مشاهد فى المتوسط يوميا فى الوقت الأولى ( ساعات الذروة المسائية ) ، أكثر من ضعف كل قنوات الكيبول الإخبارية الأخرى مجتمعة . حتى برنامج لارى كينج خرج لأول مرة فى تاريخه من قائمة أنجح عشر برامج كيبول إخبارية . هذا الشهر أصبح ترتيبه الثانى عشر . الأحد عشر مركزا الأولى كلها كانت من نصيب برامج الفوكس نيوز . للمزيد اقرأ قصة ڤارايتى اليوم ! ] .

تحديث : 31 مارس 2005 : مزيد من التاريخ ، تاريخ ، تاريخ : الرموز التاريخيون لهيمنة اليسار على الإعلام الأميركى يتساقطون كأوراق ذلك الخريف الرائع : اليوم أعلنت الإيه بى سى أنها لن تجدد عقد تيد كوپيل هلب ’ نايتلاين ‘ . صاحبك ده هو إللى كان بيقابل مانديلا وتوتو أيام التمرد ، وعرفات أيام الحصار ، وغيرهم وغيرهم من قطاع الطرق ، الملخص imagepages\2005\03\31\business\20050401_KOPP_GRAPHIC.html وهو إللى أخيرا فى 30 أپريل إللى فات قرأ أسماء ضحايا الحرب ، فكانت المسمار الأخير فى نعشه ، حيث لأول مرة فى تاريخ الإية بى سى ، يقاطع أصحاب محطات البث الإقليمية برامجها على هذا النحو ويضعون مواد بديلة ] .

الدرس المستفاد : أخيرا ، وكما أفضنا مؤخرا فى صفحة هولليوود ، أصبح لملاك بيزنس الترفيه صوت ، بعد عقود كانوا يعتبرونه قدرا توظيف أناس أچندتهم الرئيسة الاشتراكية والقضاء على الرأسمالية ، سواء فى هولليوود أو فى شبكات التليڤزيون . وبعد الطفرة الشجاعة التى تصل لحد الاختراع ، التى ضرب بها ميردوك المثل فى فوكس ، لم يعد مقبولا أن يتحرك اليساريون بمثل هذه الحرية فى مؤسسة يرأسها مايكل أيسنر مثلا .

درس آخر : نقول منذ فجر هذه الصفحة إن سيطرة رأس المال على الحكم هى المفتاح الحقيقى والوحيد لعالم متحضر تنافسى قوى حر سريع التقدم ومتناغم مع قوانين أمنا الطبيعة ] .

 

 30 سپتمبر 2004 : لم أكن أعرف أن چورچ دبليو . بوش متربى وابن ناس ومهذب لهذه الدرجة إلا اليوم . فى مناظرته الأولى مع الرفيق كيرى ، فوت أكثر من فرصة للقرع على دماغ خصمه ، وآثر طوال الوقت المناقشة العقلانية والصوت الهادئ ، ولم يلحظ أن ذلك الخصم يلجأ للصراخ والتمثيل وتصنع الثقة بالنفس طوال الوقت . طوال المناظرة وصاحبنا يقول إن التدخل فى العراق غير ضرورى وأن العراق لم تهاجم أميركا ، ثم حين جاء الكلام عن دارفور طالب بمزيد من التدخل الأميركى واتهم خصمه بالتقصير . هذه كانت فرصة كبيرة أضاعها بوش لشن هجوم مضاد . إن كيرى كان من السذاجة بحيث أخذ ما تقوله أفلام مايكل موور على محمل الجد ، وتلك كانت فرصة ذهبية أهدرها بوش . نفس الكلام فيما يخص كوريا . كوريا أيضا لم تهاجم أميركا ، مع ذلك يصر صاحبنا على مقارنتها طوال الوقت بالعراق . بوش لم يبادر بالهجوم أبدا ، وكان بإمكانه مثلا سؤال السيد كيرى عن رأيه فيما يخص إيران وسوريا ، وهو الذى يفكر فى الانسحاب من العراق أصلا ، هل سيحاربهما أم سيفاوضهما .

صحيح أن بوش لا يعلم إلا القليل عن العروبة والإسلام ، لكن المؤكد أن كيرى لا يعلم عنهما أى شىء على وجه الإطلاق . يتحدث وكأن بإمكانه من خلال جلسة ودية تسودها أخوة الأممية الشيوعية أن يقنع العرب بأن يصبحوا فجأة تنمويين مجتهدين يشتغلون 8 ساعات يوميا ( بدلا من الـ 8 دقائق التى يشتغلونها حاليا ، فى الفراش نقصد ، بل وغالبا ما يختصرونها لـ 8 ثوان ) ، ويقنع المسلمين بنسيان أنهم خير أمة أخرجت للعالم خلقت فقط من أجل استعباده ، وطبعا ظل يمزج كلامه ذلك عن العرب والمسلمين بنبرة كلام توحى بالثقة والفهم . كان على چورچ دبليو . بوش أن يقرع رأس ذلك الجعجاع بقوة فى تلك اللحظة . الأسوأ من الكل أنه ظل يردد طوال الوقت بعنجهية بالغة أن لديه خطة أفضل للتعامل مع العراق والإرهاب ، لكنه لم يقل أبدا ما هى هذه الخطة الأفضل . ربما ما يستشف فقط من خطته السرية تلك هو قراره بأن سوف يعلق مصير أميركا والعالم وكل مستقبل الإنسانية ، رهنا بكلمة وأريحية شخص واحد هو چاك شيراك زعيم عصاة العالم ، أو ما يسميه هو خلق تحالفات أفضل . هنا أيضا كان من حق بل من واجب بوش أن يقرع بهراوة أو بمطرقة ضخمة على دماغ ذلك المدعى السافل ، الذى كان يشير له طوال الوقت بكلمة ’ هذا الرئيس ‘ بينما هو لا يصفه إلا باحترام ’ سيناتور كيرى ‘ ( وهذا ما يفسره الشوارعية وما أكثرهم فى معسكر اليسار على أنه خوف وضعف وليس أنه ابن ناس ) ، لكنه بكل أسف لم يفعل . ولا أعرف لماذا لم يفعل . هل لا يزال يخفى على أحد فى أميركا ( انظر ما قالته أوريانا فالاتشى مثلا ) أن چاك شيراك ليس بأكثر من الناطق الرسمى بلسان تنظيم القاعدة ، حتى وإن كان بسذاجته يعتقد أن لديه أچندته الخصوصية وأن فرنسا وليس الإسلام هى التى ستستعبد العالم قريبا ، ولا يرى ببلاهته المشهودة المشهورة أن فرنسا مخترقة بل مبتلعة بالفعل بواسطة الإسلام والإسلاميين ؟ هل يخفى على أحد أن كل ما سيحدث فى حالة فوز بسلامته فى الانتخابات هو تطفيش قوات التحالف الحالية ( بما فيها جيش أميركا العظيم الذى لا يعطى أصواتا للديموقراطيين أبدا ) ، والإتيان بجيوش فرنسا وألمانيا وروسيا والصين ، كى تعيد الشيوعية والصدامية لحكم العراق ، ومن ثم تعيد رغد أيام برامج النفط مقابل الفساد ! [ هأ ! لم ينتظروا ! وزير الدفاع الألمانى پيتر سترك قال صراحة بعد أيام إن ألمانيا سترسل قوات لو فاز كيرى . هنا قد تجد نسخة مجانية كاملة من حديثه للفاينانشيال تايمز من موقع MSNBC ، و هنا نسخة من تغطية الأسوشيتيد پرس من موقع البوستون هيرالد ، وهنا تعليق النيو يورك پوست العنيف . أما الصحافة اليسارية الأميركية ‑نيو يورك تايمز ، واشينجتون پوست ، يو إس توداى ، إلخ ، إلخ‑ فكلها اتبعت مبدأ إن بليتم فاستتروا . خذ مثالا كيف لم يرد ذكر كيرى نهائيا فى قصة السى إن إن هنا ! ] .

لا أقول أن كيرى سيصبح رجل سلام أو سيصبح رجل حرب . لو فاز فرضا وأصبح ثانى كاثوليكى يحكم أميركا ، لن يختلف عن الچيه إف كيه الأول . هذا تحديدا كان الذى صعد الحرب فى ڤييتنام رغم كونه يساريا متطرفا . هم عشوائيون للغاية فيما يخص الستراتيچية ، يتصرفون بردود أفعال كيفما اتفق فى لحظتها . أى شىء وارد من هذا الكيرى بما فيه غزو متزامن ونووى لكل من إيران وسوريا وليبيا والسودان وكوريا . قد يبدو هذا شيئا جميلا ، لكنه بالمرة ليس كذلك . المشكلة أن ليس لدى اليسار خطة ولا رؤية لمثل هذه الأمور ، وغالبا ما يحكمون من خلال شخصنة الموضوع كأن يهينهم شخصيا هذا الحاكم أو ذاك . كما أن الإسلاميين تتملكهم من كل شئون الدنيا فكرة مستحوذة واحدة هى إخفاء وجه المرأة ( يسمونها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، والجوهر هو استعباد الغير ) ، فاليسار بحكم كونه أيضا أيديولوچية كراهية‑و‑نهش بالأساس ، تتملكه فكرة مستحوذة واحدة . هم لا يعنيهم أن تبنى أميركا إمپراطورية ، ولا يعنيهم تأمين منابع النفط ، ولا يعنيهم فتح أسواق جديدة للمنتجات الأميركية ، ولا يعنيهم أن القضاء على العرب والمسلمين كقوة التخلف العالمية المستعصية هو هدف حضارى قائم بذاته لا يحتاج لاستئذان أو لمسوغات قانونية أو لقرارات دولية أو غير دولية ، ولا يعنيهم أى إطلاقا من شكل الأشياء القادمة كحريات اقتصادية شاملة أو جلوبية أو اقتصاد عالمى موحد متكامل … إلخ . فى الواقع ‑وحتى لا نظلمهم‑ أهدافهم ورؤاهم أصغر وأبسط من هذا بكثير . كما لا يرى المسلم من الدنيا سوى شعر المرأة الشيطانى رأسا إن أينعت يحين قطافها ، عيون اليسار لا يوجد فى نطاق قدرتها الإبصارية سوى شىء واحد ، الشىء الذى جبلت أعينهم چيينيا على رؤيته ولا تستطيع أن ترى غيره فى كل الدنيا : أرباح البيزنسات . يفرضون عليها الضرائب ، يأخذونها لأنفسهم أو يوزعون بعضها على الفقراء . وحين تفلس تلك البيزنسات يتركون السلطة 4 أو 8 سنوات حتى تعيد تلك بناء نفسها من جديد ويحين قطافها مرة أخرى ، وهكذا ( فى السابق كانوا يؤممون الشركات ، لكنهم وجدوا أنفسهم لا يفقهون ألف باء فى الاقتصاد أو التقنية أو الإدارة ويفلسون بعد قليل ، فأصبحوا الآن يفضلون تركها لأصحابها مع جز عرقهم بالأتاوات المسماة بالضرائب يأخذونها فريق الكسالى قطاع الطريق على الجاهز دون مجهود ‑ضع خطا تحت على الجاهز ، وضع خطين تحت كلمة ضرائب التى آن الأوان أن نجعلها جزءا من التاريخ بائدا بلا رجعة ) . الجوهر واحد بالضبط كما الإسلام : نهب عرق الغير وأنهم خير أمة أخرجت لتنهب الناس ، وأن كأيديولوچيات كراهية‑و‑نهش لا يمكن أن يروا البناء والدأب كأحد اختصاصاتهم ، إنما هو شغل أناس آخرين .

لا أقول أن كيرى سيصبح رجل سلام أو سيصبح رجل حرب . لو فاز فرضا وأصبح ثانى كاثوليكى يحكم أميركا ، لن يختلف عن الچيه إف كيه الأول . هذا تحديدا كان الذى صعد الحرب فى ڤييتنام رغم كونه يساريا متطرفا . هم عشوائيون للغاية فيما يخص الستراتيچية ، يتصرفون بردود أفعال كيفما اتفق فى لحظتها . أى شىء وارد من هذا الكيرى بما فيه غزو متزامن ونووى لكل من إيران وسوريا وليبيا والسودان وكوريا . قد يبدو هذا شيئا جميلا ، لكنه بالمرة ليس كذلك . المشكلة أن ليس لدى اليسار خطة ولا رؤية لمثل هذه الأمور ، وغالبا ما يحكمون من خلال شخصنة الموضوع كأن يهينهم شخصيا هذا الحاكم أو ذاك . كما أن الإسلاميين تتملكهم من كل شئون الدنيا فكرة مستحوذة واحدة هى إخفاء وجه المرأة ( يسمونها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، والجوهر هو استعباد الغير ) ، فاليسار بحكم كونه أيضا أيديولوچية كراهية‑و‑نهش بالأساس ، تتملكه فكرة مستحوذة واحدة . هم لا يعنيهم أن تبنى أميركا إمپراطورية ، ولا يعنيهم تأمين منابع النفط ، ولا يعنيهم فتح أسواق جديدة للمنتجات الأميركية ، ولا يعنيهم أن القضاء على العرب والمسلمين كقوة التخلف العالمية المستعصية هو هدف حضارى قائم بذاته لا يحتاج لاستئذان أو لمسوغات قانونية أو لقرارات دولية أو غير دولية ، ولا يعنيهم أى إطلاقا من شكل الأشياء القادمة كحريات اقتصادية شاملة أو جلوبية أو اقتصاد عالمى موحد متكامل … إلخ . فى الواقع ‑وحتى لا نظلمهم‑ أهدافهم ورؤاهم أصغر وأبسط من هذا بكثير . كما لا يرى المسلم من الدنيا سوى شعر المرأة الشيطانى رأسا إن أينعت يحين قطافها ، عيون اليسار لا يوجد فى نطاق قدرتها الإبصارية سوى شىء واحد ، الشىء الذى جبلت أعينهم چيينيا على رؤيته ولا تستطيع أن ترى غيره فى كل الدنيا : أرباح البيزنسات . يفرضون عليها الضرائب ، يأخذونها لأنفسهم أو يوزعون بعضها على الفقراء . وحين تفلس تلك البيزنسات يتركون السلطة 4 أو 8 سنوات حتى تعيد تلك بناء نفسها من جديد ويحين قطافها مرة أخرى ، وهكذا ( فى السابق كانوا يؤممون الشركات ، لكنهم وجدوا أنفسهم لا يفقهون ألف باء فى الاقتصاد أو التقنية أو الإدارة ويفلسون بعد قليل ، فأصبحوا الآن يفضلون تركها لأصحابها مع جز عرقهم بالأتاوات المسماة بالضرائب يأخذونها فريق الكسالى قطاع الطريق على الجاهز دون مجهود ‑ضع خطا تحت على الجاهز ، وضع خطين تحت كلمة ضرائب التى آن الأوان أن نجعلها جزءا من التاريخ بائدا بلا رجعة ) . الجوهر واحد بالضبط كما الإسلام : نهب عرق الغير وأنهم خير أمة أخرجت لتنهب الناس ، وأن كأيديولوچيات كراهية‑و‑نهش لا يمكن أن يروا البناء والدأب كأحد اختصاصاتهم ، إنما هو شغل أناس آخرين ( اقرأ الاقتباس المخيف عن ابن العباس فى صفحة الحضارة ) .

Senator Hillary Rodham Clinton at a Senate committee hearing, June 29, 2005.

Meet You in 2008!

يبدو أن التعافى الاقتصادى جاء بأسرع مما تخيل أحد ( بمن فيهم الست الحداية ) ، ويريدون الآن الإمساك بالسلطة بأى ثمن دون الانتظار لسنة 2008 !

بصراحة وإيجاز : لم يعجبنى بوش اليوم ، حتى وإن كان فائزا جدا من حيث المحتوى ، وحتى لو كان من الممكن تدارك كل الهجمات المضادة الضائعة هذه من خلال الإعلام . لاحظ أن هذه المناظرة كان يفترض أن تكون الأفضل . المناظرات القادمة قد تكون أسوأ ، وعليه أن يكون أكثر عدوانية لأن صاحبنا سيجعجع كثيرا عن التعليم والصحة معولا على أن الناس لا تفهم كثيرا فى الخطط بعيدة المجرى كالقطع الضريبى مثلا ، ويهمها أكثر الآثار الآنية السريعة . وطبعا آمل أن يكون الرئيس قد تعلم شيئا عن طبيعة الخصم ومراوغاته وتضليلاته الشرسة وأنها لا تعرف الحياء ولا حمرة الخجل من الأصل ، وأن يكون قد تعلم أن التهذب الذى علمه إياه پاپا چورچ وماما باربرا فى مزرعة بتكساس لا يصلح بالمرة مع داعرى الواشينجتون دى سى !

مسك الختام : أعلى النقاط كوميدية : أريد نزع الأسلحة النووية ، نزع الأسلحة النووية ، نزع الأسلحة النووية ! الألزهايمر وحش يا ناس ! المسكين لسه فاكر أن إللى ساكن الكرملين هو بريچينيڤ !

أما أعلى النقاط بجد : ماذا ستقول لهم فى تلك القمة ؟ أريدكم أن تنضموا معنا فى هذه الحرب الخطأ فى المكان الخطأ والزمان الخطأ ؟ اكتب رأيك هنا

Summary of two New York Times / CBS News polls, September and October 2004.

Quest for Content!

تحديث : 5 أكتوبر 2004 : صدق أو لا تصدق : الشعب الأميركى بحث عن المحتوى ! بصراحة ، وبالذات مع ثقتى المعهودة وغير المحدودة بالشعوب وعظمتها ( فى الجرى وراء التحريض والانفعالات طبعا ! ) ، لا أنكر أنى ذهلت من نتائج استطلاع النيو يورك تايمز المشترك مع السى بى إس نيوز اليوم !

ثقة الناس ببوش وبقدراته وبأن لديه خطة واضحة للسنوات الأربع تزداد كلها . بينما بات واضحا تماما لهم أن كيرى يستجدى الأصوات لا أكثر ، ولا يعبر عن آرائه ، ذلك أن ليست له آراء أصلا .

الشىء الوحيد السلبى ( هل هو سلبى حقا ؟ ) ، والذى جعلته النيو يورك تايمز اليسارية عنوانا للقصة ( وإن اعترفنا أن الأسئلة نفسها لم تصغ بالطريقة اليسارية التقليدية التى تضع الإجابة سلفا على ألسنة المسئول ) ، الشىء الذى رأوه سلبيا هو اعتقاد الناس أن بوش ليس حريصا بما يكفى فى مواجهة قرار الحرب . لا أعتقد أن المشاركين فى الاستطلاع قصدوا القول إنهم معجبون بكيرى حين يقف مشلولا أمام قضية كهذه ، يظل يفكر ويفكر . هم ببساطة أرادوا القول إنه لن يفعل شيئا ، لأنه شخص لا يجرؤ على اتخاذ قرار جسيم كشن الحرب !

ملخص النيو يورك تايمز للنتائج يظهر فى الطاولة المجاورة . واصل تأمله بنفسك ، واكتب لنا رأيك ] .

Vice President Dick Cheney answers a question during the vice presidential debate, at Case Western Reserve University, Cleveland, October 5, 2004.

A Real Sledgehammer!

تحديث : 5 أكتوبر 2004 : تشينى كان رائعا . كان مطرقة بكل معنى الكلمة . لم تتملكه أية رحمة ولا تهذيب وهو يسحق غريمه إدواردز المرة تلو المرة . يتركه كل مرة يلملم ارتباكه لبرهة ، فقط كى ينهال على دماغه بطرقة مهولة أكبر .

لن نسرد لك كل شى . النص موجود هنا ، والڤيديو موجود هنا .

نعم ، مناظرة اليوم كانت متعة حقيقية ! ] .

تحديث : 8 أكتوبر 2004 : أيضا بوش عاد رائعا . أيضا مطرقة بكل معنى الكلمة . لم تتملكه أية رحمة ولا تهذيب وهو يسحق غريمه كيرى المرة تلو المرة . يتركه كل مرة يلملم ارتباكه لبرهة ، فقط كى ينهال على دماغه بطرقة مهولة أكبر .

بوش ينطلق حين يكون مع الناس ، يكون حميميا واثقا جريئا . حركته على المسرح أخاذة . لغة الجسم تستحق التدريس ، فقط ضع غريمه على منصة مسرح ويبدو كبطة عرجاء بالمعنى الحرفى للكلمة ، فهذا مفلطح الوجه مفلطح الشخصية ، مفلطح السيقان أيضا ، يخطو بساق عرجاء فعلا ويدب كما البطة بكلتا الساقين . ساعتها لن يكون لعلو الصوت أو سلاطة اللسان قيمة ولا لتصنع الثقة أو إدعاء العلم وزن . فقط المحتوى هو الذى يوضع على المحك . بوش انتقل ليس فقط من الدفاع إلى الهجوم ، إنما ‑وهو الأهم‑ من الهجوم إلى شرح برنامجه وكأن خصمه غير موجود أصلا !

لن نسرد لك كل شى . النص موجود هنا ، والڤيديو موجود هنا .

فقط أعلى النقاط : أنا أتخذ القرارات الصحيحة لا القرارات التى تحظى بجماهيرية بقية العالم !

الظاهر هى شوطة ، وشوطة بالعامية المصرية تعنى وباء . بوش بيقول إنه يفعل ما هو صواب لا ما هو جماهيرى . كرزائى بيقول إنه يفعل ما هو صواب لا ما هو جماهيرى . علاوى بيقول إنه يفعل ما هو صواب لا ما هو جماهيرى . جمال مبارك بيقول إنه يفعل ما هو صواب لا ما هو جماهيرى . لو فى العالم عشرة هيقولوا كده ، هتبقى مشكلة كبيرة ، الدنيا هتخرب . هتبقى حاجة تانى غير إللى إحنا عارفينها ومتعودين عليها !

نعم ، أيضا مناظرة اليوم كانت متعة حقيقية ! ] .

U.S. first lady Laura Bush and her twin daughers Barbara (L) and Jenna (2nd R), along with her nephew George P. Bush (R) watch the third and final presidential candidates debate, at Arizona State University in Tempe, October 13, 2004.

Politics Are Sexy!

تحديث : 13 أكتوبر 2004 : المناظرة الثالثة كانت النهارده ، القضايا الداخلية ، أو بالأحرى موعدنا مع الكلام الجد ، إللى بيوجع !

ثمة شىء عفن ما فى اليمين الأميركى ، وهذا العفن يمكن أن يستفحل ويأتى بنتائج مخيفة . سمه المحافظة سمه الدين سمه الرجعية سمه ما شئت . ما يهمنا فيه شىء واحد : الموقف المعادى لمسيرة العلم وأيضا لبعض الحريات الشخصية . موقف بوش من الكلونة والخلايا الجذعية ، ببساطة موقف خطأ . موقفه من الزواج المثلى موقف خطأ ببساطة . موقفه من الإجهاض موقف خطأ ببساطة . ولأنها مواقف خطأ لن يتقبلها عموم الناس ، بالذات وهى تقتحم حرياتهم الشخصية . واعتقادى أن اليمين يخسر من الأصوات أكثر مما يكسب بسبب الإصرار على مواقف هى بببساطة تامة : خطأ !

… واليوم بكل السعادة نضيف تسمية جديدة أكثر دفئا وشعورا بأن شيئا ما يتحقق بالفعل ، ألا وهو مصطلح الأسرة الأنجلو‑يهودية . لكن مهلا ، الصورة ليست مشرقة أو محلولة ببساطة هكذا . هؤلاء الآباء العظام المؤسسين ومن تلاهم من أجيال تركوا للأسف تلك البلاد الرائعة نهبا لقصف غزو وحشى متواصل من الثقافات الأخرى المتخلفة المختلفة ، من السود حتى الكاثوليك وانتهاء اليوم بالمسلمين . هذه الفلول المتنافرة هى وقود اليسار المتجدد ، يشجع تسلل المزيد منهم لداخل البلاد لكسب أصوات وأتباع طوال الوقت . ربما لحسن الحظ أن حتى اللحظة عدد من يهجرون اليسار من الناخبين ممن ضربوا بعض النجاح مع الحلم الأميركى القائم على حرية الاقتصاد لا على جبى الضرائب ، يعادل ذاك الوقود الجديد ، بما فيه طبعا الشباب المغرر به الذى تجذبه مثاليات اليسار عن العدالة والمساواة لكنه يهجرها بالضرورة بعد قليل ، حين يفهم أنها ليست إلا دمار كتلى بطئ للجميع . هذا التوازن لن يدوم للأبد . والحقيقة الأكثر رسوخا أن يوميا يزداد الوضع سوءا ليس فقط بسبب جحافل الهجرة الجديدة ، إنما لأن كل كاثوليكى أو أسود أو مسلم يدخل البلاد لا يوجد ما يعادله من إنجاب عند البيض ، وطبعا لا حاجة للتنوية بمعدلات الإنجاب المخيفة عند سلالات الأجلاف المذكورة هذه .

أنا أعلم أن من يصوتون لليمين هم كتلة متجانسة ممن يمكن تسميتهم الملاك الأصليين لأميركا ، الأنجلو البيض الپروتستانت ممن أسسوا الدولة كتبوا دستورها العظيم صاغوا أسلوب حياتها وأرسوا مبادئها المتفردة عالميا ووصلوا بها برؤيتهم وفكرهم وعرقهم وحدهم لتصبح أعظم وأقوى أمة فى التاريخ الإنسانى ، وجميل حقا أن نرى هكذا الأسرة الحضارية متكاتفة متراصة ، حتى فى صيغتها الأكثر عصرية واتساقا مع المحتوى الموضوعى للأشياء ، تلك التى أسميناها يوما الحضارة الأنجلو‑يهودية ، أو فى ذات السياق قلنا أن يا صفوة العالم اتحدوا ، واليوم بكل السعادة نضيف تسمية جديدة أكثر دفئا وشعورا بأن شيئا ما يتحقق بالفعل ، ألا وهو مصطلح الأسرة الأنجلو‑يهودية .

لكن مهلا ، الصورة ليست مشرقة أو محلولة ببساطة هكذا . هؤلاء الآباء العظام المؤسسين ومن تلاهم من أجيال تركوا للأسف تلك البلاد الرائعة نهبا لقصف غزو وحشى متواصل من الثقافات الأخرى المتخلفة المختلفة ، من السود حتى الكاثوليك وانتهاء اليوم بالمسلمين . هذه الفلول المتنافرة هى وقود اليسار المتجدد ، يشجع تسلل المزيد منهم لداخل البلاد لكسب أصوات وأتباع طوال الوقت . ربما لحسن الحظ أن حتى اللحظة عدد من يهجرون اليسار من الناخبين ممن ضربوا بعض النجاح مع الحلم الأميركى القائم على حرية الاقتصاد لا على جبى الضرائب ، يعادل ذاك الوقود الجديد ، بما فيه طبعا الشباب المغرر به الذى تجذبه مثاليات اليسار عن العدالة والمساواة لكنه يهجرها بالضرورة بعد قليل ، حين يفهم أنها ليست إلا دمار كتلى بطئ للجميع . هذا التوازن لن يدوم للأبد . والحقيقة الأكثر رسوخا أن يوميا يزداد الوضع سوءا ليس فقط بسبب جحافل الهجرة الجديدة ، إنما لأن كل كاثوليكى أو أسود أو مسلم يدخل البلاد لا يوجد ما يعادله من إنجاب عند البيض ، وطبعا لا حاجة للتنوية بمعدلات الإنجاب المخيفة عند سلالات الأجلاف المذكورة هذه .

بوش نفسه للأسف يعزز هذا دون أن يقصد ، على الأقل من خلال سياسة التعليم التى تحمل شعارا لا يكف عن التباهى به ’ لا طفل يترك خلفا ‘ ، وهى عبارة ذات وقع شيوعى وشمولى للغاية على الأذن ، وفى المقابل خطواته ككل ضعيفة فى مواجهة حجافل الهجرة ، وإن كان أهمها طبعا ابتداعه فكرة تصاريح الشغل بدلا من بطاقات الإقامة الخضراء ومن ثم الجنسية الكاملة ، وهى فكرة جيدة لكن متأخرة جدا . طبعا لو كان الغرب قد اتبع منهج الإستضافة لا التجنيس هذا منذ عدة عقود ، لربما ما كانت الحضارة على شفا الانهيار من جراء النخر الداخلى هذا من كافة المعاول الإسلامية والكاثوليكية والشيوعية ، وطبعا على الأقل ما كان قد حدث شىء من نوع 11 سپتمبر ، لكن المطلوب الآن أشياء أكثر جذرية من قبيل الطرد وسحب الجنسية من الجميع .

بوش يعزز هذا أيضا من خلال تبنيه ما يسميه المنهج نصير الحياة ، أى تشجيع الزواج ومحاربة الإجهاض … إلخ . أنتم تقولون إن الحياة الإنسانية شىء ثمين ، عطية الخالق العظيمة وما إلى ذلك . هذا طبيعى ، فأنتم لا تكادون تنجبون ، وليس ذلك من طبعكم . لكن للأسف فى مقابل هذا تنسون أن ذلك هو طبع الفقراء وأجيال المهاجرين … إلخ ( دع جانبا العالم الثالث ، وبالأخص منه أمة الإسلام الذين تقول عنهم مثلا أوريانا فالاتشى إنه يتكاثرون كما الپروتوزوا ) . شىء طبيعى أنتم البيض أن تناصروا الحياة وأنتم ترون عددكم يتقلص يوما بعد يوم ، لكن هذا يعميكم عن حقيقة أكثر قاعدية ، هى أن الغالبية الساحقة مما تقذفه الأرحام فى هذا العالم ‑داخل وخارج أميركا سواء بسواء لا فرق‑ هم كتل دهن شرهة خبيثة سرطانية ، مشاريع لصوص أو مشاريع إرهابيين ، أو الاثنين معا فى حالة العرب والمسلمين ، لكن لا شىء ثالث ، وقطعا فى كل الأحوال لا لزوم لعالمنا بعد‑الصناعى بعد‑الإنسانى بها . إذن لا يمكن تعميم مقوله الحياة الإنسانية شىء ثمين . فالحقيقة ببساطة أن الحياة الإنسانية اليوم ليست مجرد شىء بخس ، بل قاعديا هى أيضا شىء شرير .

بوش نفسه للأسف يعزز هذه السياسات المتهادنة ‑أو بالأحرى الخائنة‑ دون أن يقصد ، على الأقل من خلال سياسة التعليم التى تحمل شعارا لا يكف عن التباهى به ’ لا طفل يترك خلفا ‘ ، وهى عبارة ذات وقع شيوعى وشمولى للغاية على الأذن ، وفى المقابل خطواته ككل ضعيفة فى مواجهة حجافل الهجرة ، وإن كان أهمها طبعا ابتداعه فكرة تصاريح الشغل بدلا من بطاقات الإقامة الخضراء ومن ثم الجنسية الكاملة ، وهى فكرة جيدة لكن متأخرة جدا . طبعا لو كان الغرب قد اتبع منهج الإستضافة لا التجنيس هذا منذ عدة عقود ، لربما ما كانت الحضارة على شفا الانهيار من جراء النخر الداخلى هذا من كافة المعاول الإسلامية والكاثوليكية والشيوعية ، وطبعا على الأقل ما كان قد حدث شىء من نوع 11 سپتمبر ، لكن المطلوب الآن أشياء أكثر جذرية من قبيل الطرد وسحب الجنسية من الجميع ( بالمناسبة تجدر التحية لمشروع بوش المبهم نسبيا حتى اللحظة ‑لأغراض انتخابية واضحة‑ لتفكيك نظام الضمان الاجتماعى الحكومى ، ونضيف للمثالب الرهيبة لمثل هذه البرامج نظرة أخرى من عندنا ربما لم يلتفت لها كثيرون من قبل ، وهى أنها فى حد ذاتها أحد المغريات الكبيرة لهجرة جراد العالم الثالث للغرب ) .

بالمثل يعزز بوش مثل تلك السياسات المتهادنة ‑أو بالأحرى الخائنة‑ أيضا من خلال تبنيه ما يسميه المنهج نصير الحياة ، أى تشجيع الزواج ومحاربة الإجهاض … إلخ . أنتم تقولون إن الحياة الإنسانية شىء ثمين ، عطية الخالق العظيمة وما إلى ذلك . هذا طبيعى ، فأنتم لا تكادون تنجبون ، وليس ذلك من طبعكم . لكن للأسف فى مقابل هذا تنسون أن ذلك هو طبع الفقراء وأجيال المهاجرين … إلخ ( دع جانبا العالم الثالث ، وبالأخص منه أمة الإسلام الذين تقول عنهم مثلا أوريانا فالاتشى إنه يتكاثرون كما الپروتوزوا ) . شىء طبيعى أنتم البيض أن تناصروا الحياة وأنتم ترون عددكم يتقلص يوما بعد يوم ، لكن هذا يعميكم عن حقيقة أكثر قاعدية ، هى أن الغالبية الساحقة مما تقذفه الأرحام فى هذا العالم ‑داخل وخارج أميركا سواء بسواء لا فرق‑ هم كتل دهن شرهة خبيثة سرطانية ، مشاريع لصوص أو مشاريع إرهابيين ، أو الاثنين معا فى حالة العرب والمسلمين ، لكن لا شىء ثالث ، وقطعا فى كل الأحوال لا لزوم لعالمنا بعد‑الصناعى بعد‑الإنسانى بها . إذن لا يمكن تعميم مقوله الحياة الإنسانية شىء ثمين . فالحقيقة ببساطة أن الحياة الإنسانية اليوم ليست مجرد شىء بخس ، بل قاعديا هى أيضا شىء شرير .

إذن نحن الآن بصدد لحظة انقلاب يصبح فيها أهل البلد الأصليين أقلية ، فى مواجهة أغلبية ذات قيم دخيلة شديدة التخلف تحطم ما قامت عليه أصلا أميركا وكان مقومات البناء الحثيث لمجدها الراهن . أنتم لا تستطيعون مواصلة الحفاظ على حضارتكم ولديكم كل هؤلاء الاشتراكيين فى مركزها . هؤلاء هم حصان طروادة ، هؤلاء هم جلابو العبيد ، هؤلاء هم الخونة الحاقدون على كل ناجح أو نجاح . ودون يقظة هائلة منكم سيتم تركيع الحضارة الأميركية ، تماما  كما حدث لكل الحضارات الكبرى من قبلها بذات السيناريو بالضبط !

إذن نحن الآن بصدد لحظة انقلاب يصبح فيها أهل البلد الأصليين أقلية ، فى مواجهة أغلبية ذات قيم دخيلة شديدة التخلف تحطم ما قامت عليه أصلا أميركا وكان مقومات البناء الحثيث لمجدها الراهن ( ولا أريد أن استطرد هنا فى جدلية أن كل أنصار كيرى هم أصلا ضيوف على أميركا ومن الأحرى قبل أى شىء آخر التفكير فى إعادتهم لبلادهم الأصلية . فقط ارجع لمتابعتنا المسهبة لتحذير هانتينجتون الشجاع الجديد ، هذه المرة من الخطر الكاثوليكى ، فى نهاية مدخلنا المطول عن المسيحية بمناسبة فيلم حرقة المسيح ، هذا فى صفحة العلمانية ، والتى وضعنا على رأسها أيضا من ذات دراسة هانتينجتون عبارة أن لو كانت أميركا تأسست بواسطة الكاثوليك من الفرنسيين أو الإسپان أو الپرتجاليين لكانت شيئا جد مختلف جد متخلف ، يشبه الكيبيك أو المكسيك أو البرازيل ! ) . فقط أقول : أنتم لا تستطيعون مواصلة الحفاظ على حضارتكم ولديكم كل هؤلاء الاشتراكيين فى مركزها . هؤلاء هم حصان طروادة ، هؤلاء هم جلابو العبيد ، هؤلاء هم الخونة الحاقدون على كل ناجح أو نجاح . ودون يقظة هائلة منكم سيتم تركيع الحضارة الأميركية ، تماما كما حدث لكل الحضارات الكبرى من قبلها بذات السيناريو بالضبط !

ربما سيدخل كارل روڤ التاريخ كالستراتيچى العظيم [ ’ المعمارى ‘ the architect حسب تسمية خطاب النصر لبوش له لاحقا ] ، الذى أسس ’ قاعدة ‘ بمعنى الكلمة لليمين الأميركى ، بحيث القاعدة الانتخابية هى عضوية دائمة للحزب قوية وملتزمة ، وليست جماهير طليقة فى الشوارع يتم حشدها عشية يوم الانتخاب ، كما يفعل اليسار عادة ، بغض النظر طبعا عن أنه يفعل هذا مع جمهور سمك لبن تمر هندى توحده فقط أيديولوچية الكراهية ، وعادة ما يتم هذا من خلال سلسلة من الحيل القذرة للحظة الأخيرة ، أو بإشاعة الرعب فى النفوس كما نرى الآن ( لو أنت كهل بوش سيقطع شيكاتك وتموت ، لو أنت شاب سيجندك إجباريا فى العراق وتموت ، لو أنت لا هذا ولا ذاك لن تجد مصل الإنفلونزا وأيضا ستموت ، ثم يرسلون مايكل موور ليقول لهم بوش هو الذى يرعبكم ، وصدام حسين لم يكن يشكل خطرا أكثر من حمامة وديعة ، والعرب والمسلمون أطيب خلق الأرض ، و11 سپتمبر كان خداعا بصريا لا أكثر ، والبرجان قائمان لليوم لم يمسسهما سوء فقط لو حدقت جيدا ! ) . لكن فى مقابل ذلك القرار الستراتيچى الكبير بخلق القاعدة الانتخابية فإن الخوف الزائد على هؤلاء الناخبين ، واسترضاءهم ببعض المواقف ’ السياسية ‘ لإبقائهم أبناء أوفياء ’ للأسرة ‘ ، هو أمر قد يكون شديد الضرر على المجرى البعيد . ففى نهاية المطاف أنتم الذين تقودونهم وليس العكس ، ولو جروكم لمواقف خاطئة أو قصيرة النظر أو رجعية فستخسرون جميعا عما قريب ‑وطبعا نحن أيضا المتناثرين عبر بقية الكوكب ممن نعتبر أنفسنا جزءا من معسكر عالمى كبير وموحد للتوجه الحضارى المستقبلى أنتم قادته .

لم تكن مقولة المبادئ قبل السياسة صحيحة ، إن لم تكن مسألة حياة أو موت ، كما هى فى هذا الموقف . اقرأ هنا تحليلا لستراتيچية روڤ نقلا عن هذا الأصل شىء رائع تصليد ما تسمونه ’ القاعدة ‘ واعتبار بناء قواعد الحزب الجماهيرية وتماسكها ، ربما أهم من إعادة انتخاب بوش نفسها ( كارل روڤ ترك بوش وفريقه يذهبان فى المشوار لمداه فى العراق ، وفى رفع الضرائب عن كاهل البيزنسات الكبرى ، وفى كل شىء ، لم يرفع فزاعة الاعتبارات السياسية فى وجه أحد رغم عدم جماهيرية مثل هذه القرارات . هذا الإنسان المحترم المتواضع اعتبر أن مهمته أن يدافع عن أى قرار طالما هو صائب من حيث المحتوى ، وأن يحيله ومثله أى شىء يمكن أن يحدث إلى نصر انتخابى . وقام بأداء هذه المهمة فى صمت لا ترهيبا ولا تهليلا لما يفعل ) . وربما سيدخل كارل روڤ التاريخ كالستراتيچى العظيم [ ’ المعمارى ‘ the architect حسب تسمية خطاب النصر لبوش له لاحقا ، شاهده هنا ] ، الذى أسس ’ قاعدة ‘ بمعنى الكلمة لليمين الأميركى ، بحيث القاعدة الانتخابية هى عضوية دائمة للحزب قوية وملتزمة ، وليست جماهير طليقة فى الشوارع يتم حشدها عشية يوم الانتخاب ، كما يفعل اليسار عادة ، بغض النظر طبعا عن أنه يفعل هذا مع جمهور سمك لبن تمر هندى توحده فقط أيديولوچية الكراهية ، وعادة ما يتم هذا من خلال سلسلة من الحيل القذرة للحظة الأخيرة ، أو بإشاعة الرعب فى النفوس كما نرى الآن ( بوحى من سافاير 20 أكتوبر عن أودة الفيران Fear Room لو أنت كهل بوش سيقطع شيكاتك وتموت ، لو أنت شاب سيجندك إجباريا فى العراق وتموت ، لو أنت لا هذا ولا ذاك لن تجد مصل الإنفلونزا وأيضا ستموت ، ثم يرسلون مايكل موور ليقول لهم بوش هو الذى يرعبكم ، وصدام حسين لم يكن يشكل خطرا أكثر من حمامة وديعة ، والعرب والمسلمون أطيب خلق الأرض ، و11 سپتمبر كان خداعا بصريا لا أكثر ، والبرجان قائمان لليوم لم يمسسهما سوء فقط لو حدقت جيدا ! ) . لكن فى مقابل ذلك القرار الستراتيچى الكبير بخلق القاعدة الانتخابية فإن الخوف الزائد على هؤلاء الناخبين ، واسترضاءهم ببعض المواقف ’ السياسية ‘ لإبقائهم أبناء أوفياء ’ للأسرة ‘ ، هو أمر قد يكون شديد الضرر على المجرى البعيد . ففى نهاية المطاف أنتم الذين تقودونهم وليس العكس ، ولو جروكم لمواقف خاطئة أو قصيرة النظر أو رجعية فستخسرون جميعا عما قريب ‑وطبعا نحن أيضا المتناثرين عبر بقية الكوكب ممن نعتبر أنفسنا جزءا من معسكر عالمى كبير وموحد للتوجه الحضارى المستقبلى أنتم قادته .

اليمين إذن لم يقم بدوره الأيديولوچى الصحيح هنا . أولا من الناحية المباشرة جدا ، هو لم يقم بدوره الكافى فى شن الحرب صراحة على حجافل الهجرة ، وكيف أنها لا تمثل تنوعا ثقافيا وديموقراطية … إلخ ، إنما تخلف وظلام وتهديد محدق وخطير للقيم الحضارية التى بنت أميركا . والأهم أنه يعتصم بمواقف آخر ما يمكن أن توصف به هو روح الحداثة العلم التى طالما تبنتها الطبقات الراقية عبر التاريخ . والسر أنه لا يريد تفكيك قاعدته الانتخابية ، فاختار أن يوحدها باسم المسيحية . المضحك أن خصومه أى اليسار باتوا أشد منه الآن تمسكا بالمسيحية ، وحين يصبح الأمر مزايدة هم دوما يكسبون . إذن لا قيمة للدين هنا . تم تحييده ، أو بل حتى أصبحت تسرق منكم التصويتات باسمه . لكن حتى لو لم يكن الأمر كذلك لما اختلف ما نريد نقوله . فى كل الأحوال لنلتفت للجوهر ، أو كما نقول دوما المهم المحتوى .

لا أستطيع أن أفهم لماذا لا يقوم رموز الحزب الجمهورى وكافة معسكر الحضارة بمثقفيه وكتابه بالاشتغال على جمهور الناخبين المخلصين ولو قليلا ، بدلا من الاشتغال طوال الوقت على طبقات يصعب جدا أن تستوعب مفهوم أن الحضارة قيادة وقوة وعزم ورؤية ، وليست اشتراكية وضرائب وكسل وتخالط مع من هم أكثر انحطاطا كلما أمكن العثور عليهم . أتخيل أن يذهب ذلك الفريق لجمهور الكنائس المحافظ ليقنعه أن المثلية الجنسية حرية شخصية سواء مست أسرنا أو لم تمسها . إن الكلونة والخلايا الجذعية علم والعلم عماد الحضارة وتحضرنا ناقص بل موهوم إن لم يكن جوهره دفع العلم قدما . أن الإجهاض حرية شخصية ولا تجهضون أنتم أنفسكم لو شئتم . على الأقل قولوا لهم إن الأموال الفيدرالية تؤخذ من الجميع ويجب أن تخدم الجميع . وليس من حق أحد ‑بما فيها أنتم‑ فرض معتقداته الدينية عليها .

لو فعلتم هذا ماذا سيحدث ؟ أولا وأهم شىء أعتقد أنكم ستغيرون أفكار معسكر اليمين نحو مزيد من الحداثة وهذا مكسب هائل وتاريخى وتفعيل لتراث الارستقراطية والقطاعات الراقية من الطبقات الوسطى ، التى دون سواها صنعت كل إنجازات الحضارة الإنسانية بلا استثناء . ثانيا أسوأ شىء أنكم ستفقدون حفنة من المتدينين المتزمتين . لا بأس لسببين ، أن خسارتهم مكسب ، وأنهم أصلا كانوا تاريخيا ضمن معسكر اليسار ، ولم يأت بهم لليمين إلا كاريزما رونالد ريجان الاستثنائية التى احتوت ووحدت لبرهة الأمة بكاملها . فى مقابل هؤلاء انظر من قد تكسبون . قطاع هائل من المثقفين والطبقة الوسطى ، منهم بالمناسبة كتلة لا أدرى كيف تتجاهلونها من البيض الأنجلو الپروتستانت أنفسهم ، طالما فشلتم فى استقطابها . هذه الكتلة لا توافق اليسار بالضرورة على الاشتراكية وجز الرقاب بالضرائب ، لكنها فقط تنفر منكم بسبب قراراتكم ’ الخاطئة ببساطة ‘ فيما يخص التقدم العلمى والحريات الشخصية . أنتم الدكان الوحيد الذى يعرض السلعة الثمينة والجوهرية وأصل كل تقدم ونماء والتى لحسن الحظ لا يعرضها ولا يمكن أن أحد سواكم ويفضلون الموت دونها : الاقتصاد الحر . أنتم الدكان الوحيد الذى يعرض ‑كسلعة جانبية ناتجة من سلعتكم الأصلية‑ رؤية مستقبلية شاملة ومتكاملة للعالم ، إمپراطورية ترفع كفاءة الأداء الاقتصادى للجلوب ومواردها ، ترقى بمستويات المعيشة وتشيع الحريات وثقافة العلم والاحترافية والكفاءة والجودة . دكانكم الوحيد الذى به السلع الوحيدة ذات القيمة ، لكن للأسف الشديد دكانكم متسخ به بعض جيف الماضى النتنة ، المفارقة الأدهى أن بعضها دسها الآخرون عليكم وليس لكم علاقة به . بقليل من النظافة الداخلية ، تأكدوا أن البوار المطلق سيصيب كل الدكاكين الأخرى ذات الزواق الباهر بينما داخل كل هذه العلب لا يوجد سوى معجون واحد ونمطى ، سم بطئ اسمه الاشتراكية .

باختصار : مكافحة هذه البؤر الصديدية الدخيلة على العقل الحضارى ، وتعوق تقدمه على جبهات بعينها ، هو التحدى الكبير اليوم أمام الأسرة الأنجلو‑يهودية .

 لا أستطيع أن أفهم لماذا لا يقوم رموز الحزب الجمهورى وكافة معسكر الحضارة بمثقفيه وكتابه بالاشتغال على جمهور الناخبين المخلصين ولو قليلا ، بدلا من الاشتغال طوال الوقت على طبقات يصعب جدا أن تستوعب مفهوم أن الحضارة قيادة وقوة وعزم ورؤية ، وليست اشتراكية وضرائب وكسل وتخالط مع من هم أكثر انحطاطا كلما أمكن العثور عليهم . أتخيل أن يذهب ذلك الفريق لجمهور الكنائس المحافظ ليقنعه أن المثلية الجنسية حرية شخصية سواء مست أسرنا أو لم تمسها . إن الكلونة والخلايا الجذعية علم والعلم عماد الحضارة وتحضرنا ناقص بل موهوم إن لم يكن جوهره دفع العلم قدما . أن الإجهاض حرية شخصية ولا تجهضون أنتم أنفسكم لو شئتم . على الأقل قولوا لهم إن الأموال الفيدرالية تؤخذ من الجميع ويجب أن تخدم الجميع . وليس من حق أحد ‑بما فيها أنتم‑ فرض معتقداته الدينية عليها .

لو فعلتم هذا ماذا سيحدث ؟ أولا وأهم شىء أعتقد أنكم ستغيرون أفكار معسكر اليمين نحو مزيد من الحداثة وهذا مكسب هائل وتاريخى وتفعيل لتراث الارستقراطية والقطاعات الراقية من الطبقات الوسطى ، التى دون سواها صنعت كل إنجازات الحضارة الإنسانية بلا استثناء . ثانيا أسوأ شىء أنكم ستفقدون حفنة من المتدينين المتزمتين . لا بأس لسببين ، أن خسارتهم مكسب ، وأنهم أصلا كانوا تاريخيا ضمن معسكر اليسار ، ولم يأت بهم لليمين إلا كاريزما رونالد ريجان الاستثنائية التى احتوت ووحدت لبرهة الأمة بكاملها . فى مقابل هؤلاء انظر من قد تكسبون . قطاع هائل من المثقفين والطبقة الوسطى ، منهم بالمناسبة كتلة لا أدرى كيف تتجاهلونها من البيض الأنجلو الپروتستانت أنفسهم ، طالما فشلتم فى استقطابها . هذه الكتلة لا توافق اليسار بالضرورة على الاشتراكية وجز الرقاب بالضرائب ، لكنها فقط تنفر منكم بسبب قراراتكم ’ الخاطئة ببساطة ‘ فيما يخص التقدم العلمى والحريات الشخصية . أسرة رونالد ريجان نفسه ضدكم وابنهم ذهب لمؤتمر الحزب الديموقراطى ليهاجمكم . حتى ‑طبقا لمناظرة الجمعة الماضى‑ سوپرمان نفسه أصبح يساريا ويا للمفارقة !

ألا يكفيكم أنكم تحملون الاسم المقزز الخطأ ، كلمة الجمهورية البغيضة ، وخصومكم يختطفون الاسم الجميل الخطأ أيضا ، فما تلك هى الليبرالية أبدا ولا أراد لها أحد هكذا أن تكون . ارحمونا يرحمكم آدم سميث . هذا أن شئنا طبعا ألا نقلب المواجع على أرسطو فى قبره !

Christopher Reeve in Superman (1978)

A Leftist Superman (!!!). You Should Ask Why!

كريستوفر رييڤ مات قبل يومين ، أى بعيد المناظرة الثانية المذكورة ، وطبعا انقلب هذا لتعاطف مع چون كيرى الذى لم ينتظر وضرب على الوتر فى غمضة عين ، طبعا ’ بمرونته ‘ الهائلة المعهودة ، قائلا إنه سيجعل من التمويل الفيدرالى لبحوث الخلايا الجذعية أهم أولوياته إطلاقا . نعم هكذا ، ناسيا طبعا أنه استخدم العبارة مائة مرة مع مائة شىء مختلف فى غضون أسابيع قليلة . لكن مما يريح الصدر قليلا أن حشدا من السيناتورات الجمهوريين كآرلين سپكتر وكثيرين غيره ، انطلقوا ليقولوا فى ذات المناسبة أن هذا أمر لا يحتاج لانتخاب السيناتور كيرى من أجله ، وأنهم سيواصلون نضالهم من أجل إقرار مثل هذه القوانين . الكلام دوما مغرى للقول إن چون أشكروفت ‑طبعا إذا ما نحينا المشكلة المسماة پاول جانبا‑ هو الغلطة الوحيدة فى اختيارات بوش لفريقه . طبعا كان هذا واضحا منذ اللحظة الأولى ، وبوش لم يكن أبدا ملزما باختيار متزمت دينيا لسكرتارية العدل ، حتى لو أثبت 11 سپتمبر بعد ذلك أنه شخص مناسب جدا لمهمة الملاحقة التى لا ترحم للإسلام والمسلمين عبر الولايات والتنكيل بهم ، دون التفرقة بين من هو معدم ومن هو مليونير أو حتى بين من هو مسلم ومن هو غير مسلم . هذا طبعا بملاحظة أن ما يفعله لا يكاد يساوى شيئا مقارنة بما حدث لذوى الأصل الياپانى بعيد پيرل هاربور ، وبما يجب حقا أن يحدث بالفعل للعرب والمسلمين باعتبارهم بلا استثناء يذكر قنابل موقوتة جميعا زنادها اسمه سورة التوبة ، وأقله بالطبع طردهم بالكامل خارج البلاد ) .

باختصار ، سادتى : أنتم الدكان الوحيد الذى يعرض السلعة الثمينة والجوهرية وأصل كل تقدم ونماء والتى لحسن الحظ لا يعرضها ولا يمكن أن أحد سواكم ويفضلون الموت دونها : الاقتصاد الحر . ( رغم أن المفروض أن أولية الاقتصاد مقولة ماركسية للغاية ! ) . أنتم الدكان الوحيد الذى يعرض ‑كسلعة جانبية ناتجة ومترتبة على سلعتكم الأصلية‑ رؤية مستقبلية شاملة ومتكاملة للعالم ، إمپراطورية ترفع كفاءة الأداء الاقتصادى للجلوب ومواردها ، ترقى بمستويات المعيشة وتشيع الحريات وثقافة العلم والاحترافية والكفاءة والجودة ( خصومكم إمپرياليون أيضا لكن بمفهوم سوڤييتى للكلمة ، مفهموم هيمنة الجاهل الغاشمة ، وربما الأسوأ منها بمفهوم هيمنة كل الجهلة الكلينتونى ، حيث الكوكب عندهم كائن طحلبى متساوى الخلايا ، لا متعضية برأس متحكم كما كل تاريخ الإمبراطوريات العظيمة . فى كلا الحالتين لا علم ولا احترافية ولا كفاءة ولا جودة ، فقط قطع الطريق وجز رقاب الشركات وقتل الناجحين وتسييد إمپراطورية الفقر والتخلف والشر على كل العالم ) . دكانكم الوحيد الذى به السلع الوحيدة ذات القيمة ، لكن للأسف الشديد دكانكم متسخ به بعض جيف الماضى النتنة ، المفارقة الأدهى أن بعضها دسها الآخرون عليكم وليس لكم علاقة به . بقليل من النظافة الداخلية ، تأكدوا أن البوار المطلق سيصيب كل الدكاكين الأخرى ذات الزواق الباهر من الخارج ، والتغليف الزاهى للسلع على الأرفف ، بينما داخل كل هذه العلب لا يوجد سوى معجون واحد ونمطى ، سم بطئ اسمه الاشتراكية .

باختصار : مكافحة هذه البؤر الصديدية الدخيلة على العقل الحضارى ، وتعوق تقدمه على جبهات بعينها ، هو التحدى الكبير اليوم أمام الأسرة الأنجلو‑يهودية .

اقرأ نص المناظرة الرئاسية الثالثة هنا ، والڤيديو هنا وإن فى عدة أجزاء للأسف هذه المرة ، والهدف فرضا هو تسهيل الوصول لجزء بعينه بسرعة ] .

أسرع وأحلى وأقوى تحديث : 18 أكتوبر 2004 : شوارزينيجر قرر اليوم قيام ولاية كاليفورنيا بتمويل بحوث الخلايا الجذعية بثلاثة بلايين دولار . ألف ضربة معلم فى حركة واحدة : الجمهوريين ‑الأرستقراطية‑ هم بتوع العلم والتقدم وما حدش يحاول يلعب فى المنطقة دى . ظز فى الحكومة المركزية ، طول عمر أميركا تاريخيا بتكره شىء اسمه حكومة ، وحريصة على تعظيم دور حكومات الولايات ( states' rights فاكر ؟ ) ، وبدل الكلام ضد الحكومة المركزية اعملوا أنتم الحاجة ، نسيتم ولا إيه أن كراهية أن يكون للحكومة سلطة هو سر عظمة أميركا قبل أى حاجة تانى . معرفش لسه إيه سجل الولايات فى حاجة زى كده ، لكن الأرجح أن هذه أول سابقة تاريخية بهذا الحجم لتمويل بحوث العلم القاعدى بواسطة ولاية . كمان الكلام لك يا جارة ، أو دى الروح إللى شوارزينيجر عاوز يبعثها . الشركات فين ؟ قطعات الضرايب لازم تترجم فى حاجات زى كده ، العلم القاعدى ، موش لازم كل حاجة مشروعات ذات مكسب مضمون أو مباشر . إعملوا حاجة بدل ما ييجى كيرى ويلهف كل حاجة للألاضيش بتوعه ويقفل البيزنسات بالضبة والمفتاح .

تبقى أهم ضربة فى الألف ضربة : هو بكده بيقول أنه شخص مستقل ما بيهموش من حد ، جمهورى ولا ديموقراطى ، رئيس ولا غفير . أو خلينا أخبث شوية : هل ممكن الديموقراطيين يوافقوا دلوقت يعدلوا الدستور بحيث أجانب المولد يبقوا رؤساء ؟ الظاهر المدمر بيرسم فعلا على كبير قوى ! ] .

تحديث آخر ع السريع : سافاير قلب المائدة قائلا بعد كام ساعة إن الأموال الفيدرالية تضخ بالفعل ومنذ فترة فى مثل هذه البحوث ! ] .

 

Bush-Cheney '04 campaign logo

Logos can be powerful, and they’re all about subliminal messages. Perhaps because of my Texas roots, I have a weakness for the big and the bold, and the main 2004 Bush-Cheney logo, basically a holdover from the 2000 presidential race, fulfills my expectations. It’s brash and snazzy: a field of powerful, militaristic navy blue punctuated with the four letters of his surname spelled out in white in what appears to be Folio Extra-Bold Italic letters. (Even the name of the font sounds forceful, doesn’t it?)

The effect is striking, simple and progressive. The rightward lilt of the wide, capital letters reinforces Mr. Bush’s ideology while at the same time portraying a buoyant sense of forward movement, energy and positive change. The type is strong without being oppressive, nimble without being fanciful - a successful construction reminiscent of the 1992 Clinton-Gore logo. Add a simplification of the American flag - 20 stars and seven stripes - and a supportive ‘Cheney’ in a smaller font underneath, and you’ve got a strong visual hierarchy that reinforces the candidate’s spoken message that he is a firm and resolute leader.

One outgrowth of the Bush logo is even better: the graphic sound bite ‘W,’ which appears on bumper stickers. Americans are conditioned to equate visual brevity with success and power. One need only look at the landscape of corporate America for confirmation: the Nike swoosh, the CBS eye, Target’s bull’s-eye and McDonald’s golden arches. It’s appropriate that Mr. Bush allowed his middle initial to work for him, and a testament to the letter’s power that the opposition has co-opted it for its own use, though it is circled with a slash through it.

Scott Dadich, the creative director of Texas Monthly magazine, compares between Bush-Cheney and Kerry-Edwards campaign logos 2004.

A typical Kerry logo displays the same inconsistency that his opponents accuse him of. A steady visual message requires the consistent use of the same font over and over again. On a typical drive to work, I encounter no fewer than five typefaces used in as many different Kerry-Edwards logos. One is stretched out; another is condensed. One looks masculine; one looks feminine. In contrast to Mr. Bush’s aggressive sans-serif font, Senator John Kerry’s multitudinous font choices center on the use of thin, delicate-looking, ‘girlie-man’ type. No wonder some voters think he’s a vacillating wimp.

Some of my quibbles would be obvious only to typography gurus. But Mr. Kerry makes other, more noticeable mistakes. Rather than distinguish his candidacy, his logo’s Reflex blue background serves only as a weak echo of the president’s bolder navy. Mr. Kerry’s flag is free-floating and leans backward, while Mr. Bush’s flag is anchored to his name and leans forward. Add to this a claustrophobic red border that prevents the eye from moving upward and onward and you’re starting to see the visual poverty of this campaign.

The American flag in the Kerry-Edwards logo is the biggest gaffe of all. Although it has the requisite 50 stars, there are five rows of 10 stars, rather than the correct arrangement of five rows of six stars and four rows of five stars. It looks like a mistake - not a stylized interpretation, like the flag in the Bush logo.

Now, close your eyes and count to three. Look at the Kerry-Edwards logo above. What word do you see first? That’s right: ‘Edwards.’ This is because the name of the vice-presidential nominee is placed beneath the ‘Kerry’ in the same type and size, causing it to occupy more space. (And it’s not just because Edwards is a longer name than Kerry; though Cheney is longer than Bush, their logo doesn’t have that problem.) Talk about message confusion! The inelegant stacked Helvetica Iteration of the Mondale-Ferraro ticket of 20 years ago was almost as bad - and we know how that race ended.

—Scott Dadich, the creative director of Texas Monthly magazine

(Read the full article)

 9 أكتوبر 2004 : متعة ما بعدها متعة هذا مقال الرأى اليوم فى النيو يورك تايمز اليوم بواسطة سكوت داديتش الموجه الإبداعى لمجلة تكساس مانثلى . هو ديموقراطى كما يقول فى الفقرة الأولى ، تعيس ومتشائم كما يقول فى الفقرة الأخيرة . ما بين هاتين الفقرتين وضعناه بكامل نصه لك أعلاه ، ليس لأسباب سياسية أو لإثبات أن ثمة أناس تشتغل بالعلم والفن وآخرون بالبركة والصابون ، إنما فقط كدرس وجيز لكن هائل البلاغة فى التذوق الفنى وفى فنون التصميم البصرية لا أكثر ولا أقل ، فأى شىء آخر يمكن أن يقال ، سوف يفسد مذاق هذه المتعة . اكتب رأيك هنا

 

Australian Prime Minister John Howard, after scoring a convincing victory in Australia's federal election and winning a historic fourth term in a vote, waves to his party faithful to claim victory, with his son Tim and wife Janette, left, son-in-law Rowan MacDonald and daughter Melanie, right, Sydney, October 9, 2004.

A Historic Fourth Term!

 9 أكتوبر 2004 : تهنئة كبيرة جدا لچون هاوارد بنصره الكاسح اليوم على اليساريين فى أستراليا ( نسبة 2 : 1 تقريبا ) ، وبفوزه بفترة رابعة تاريخية وغير مسبوقة لرئاسة وزارة أستراليا ، هذا وسط رخاء اقتصادى لم تعرفه البلاد فى تاريخها كله بفصل سياسات السوق الحرة الصارمة له . وطبعا بالمثل تهنئة للعراق ولچورچ دبليو . بوش ولكل معسكر الحضارة عبر العالم أن القوات الأسترالية ستظل ملتزمة بدورها فى السهر على بناء عالم أفضل ، بينما كان خصوم هاوارد المدحورين يدغدغون عبثا مشاعر الشعب بسحبها دون قيد أو شرط . لكن يبدو أن الشعب الأسترالى لم تعجبه خطتهم لإعادة صدام حسين أو لتنصيب أبى مصعب الزرقاوى لحكم العراق من جديد ، وآثروا التضحية بدمائهم دون هذا .

فى الواقع يكفى أستراليا فخرا أن حزب اليمين المؤمن بالحرية الاقتصادية فيها يسمى ’ الليبراليون ‘ بينما فى أميركا كما تعلم ، الكلمة مختطفة بواسطة اليساريين أعداء الحرية ، واليمين بكل ثوريته يسمى فيها بالمحافظين ، أو أيضا كما هو الحال فى بريطانيا .

فى الحقيقة لا نكتب فقط للتهنئة أو لإعادة شرح المصطلحات ، إنما أيضا كى نرسل رسالة لسمى هاوارد ونظيره البريطانى مايكل هاوارد ، نقول فيها أننا تعلمنا مرة أخرى اليوم ، أن كلمة يمين تعنى حضارة ، والحضارة تعنى قيادة ورؤية وتكامل وقرارات صعبة ، وليست ردود فعل معاكسة لكل ما يفعل تونى بلير ، صوابا كان أم خطئا . اكتب رأيك هنا

 

 11 أكتوبر 2004 : تهانينا ! نوبل الاقتصادية اختارت ، بقوة وبجلاء وفى الوقت المناسب جدا ، التصويت لصالح بوش ! اقرأ فى صفحة الاقتصاد .

 

'Enjoy Capitalism' sticker from www.cafepress.com/rightwingstuff/, 2004.

 

'Imagine no Liberals' sticker  from www.cafepress.com/rightwingstuff/, 2004.

Rightwing Stuff!’

 17 أكتوبر 2004 : رسميا تبنت اليوم النيو يورك تايمز چون كيرى رئيسا . شىء مخزى بالطبع لكن متوقع ، فاليسار وصل لذروة السعار اليائس هذه الأيام . السبب الكبير فيما قالوا أنهم كانوا قد توقعوا أن يقود چورچ دبليو . بوش الأمة نحو الوسط  ، لكنه انحرف بها يمينا . أذكر ‑وكنت فى بدايات تأسيس صفحات الرأى بالموقع‑ أنى كتبت فى صفحة الجلوبة عن ذكريات شبابى مع الفكر والفلسفة وما إليها . كان موضوع التعليق كلمة الوسط هذه ، وكان سياق الكلام عن الديالكتيك الهيجلى الماركسى ، ومصدر الإيحاء مناظرة أينستاين‑بوهر الشهيرة ، وموقفى أن الحقيقة موجودة هناك والمشكلة فقط أننا كبشر لا نستطيع الوصول إليها . قلت : لطالما آمنت أن من ينادون بالوسطية هم ببساطة أناس فشلوا فى تحديد أى من شيئين هو الصواب وأى هو الخطأ ! أضيف اليوم شطرة توضيحية : أو بالإنجليزية أى من شيئين هو الصواب وأى هو اليسار What's Right and What's Left . قديمة ؟ صح ؟ استخدمناها قبل كده ؟ معلهش سامحنى أصل اليوم من أوله يوم النكت البايخة ! اكتب رأيك هنا

 

President Bush appeared before crowds in Westlake, Ohio, October 28, 2004.

Mark Schumacher cast his vote, accompanied by his daughter, Chanhassen, Minnesota, November 2, 2004.

As night falls, voters are still lined up outside a polling place in Port Charlotte, Florida, November 2, 2004.

President Gerge W. Bush at a rally, Milwaukee, November 1, 2004.

A Determined Country!

 2 نوڤمبر 2004 ( أو بالأحرى فجر اليوم التالى ) : من أضاف أوهايو من شبكات التليڤزيون كفوكس نيوز وإن بى سى تجمد عندها ورفض إضافة شىء آخر حتى نيڤادا التى لا تقل حسما . والعكس صحيح ، من لم يضفها مثل السى إن إن راح يضيف نيڤادا وأيوا ونيو مكسيكو دون تحرج . والسبب أن أحدا لا يريد التورط فى إعلان أحد فائزا قبل أن يعلن ذلك الشخص بنفسه أو بواسطة غريمه ، لكن النتيجة واضحة : فوز صلب لبوش بـ 286 تصويتة انتخابية ومنافسه بـ 252 ( وبفرض أن هذا الأخير سيفوز بويسكونسين ) . الفارق كبير حقا . صحيح ربما لا يدانى فوز ريجان كما تنبأنا فى مطلع العام ، وواصلنا عبر هذه الصفحة تحليل أسباب سعار اليسار الفجائى للسلطة فى الشهور الأخيرة بعد ازدهار الاقتصاد ، لكنه فى الواقع فوز مثير يدانيه فى أشياء مهمة أخرى ، على رأسها أن ما يقارب 60 مليون تصويتة جماهيرية هو رقم غير مسبوق فى كل التاريخ الأميركى .

الدروس واضحة ، ثلاثة رئيسة على الأقل :

President Bush with the first lady, Laura Bush, and Vice President Dick Cheney with his wife, Lynne, celebrating the second term victory, Ronald Reagan Building, Washington, November 3, 2004.

W-Day!

1- فكرة الاشتراكية القائمة على أن البعض يكدح والبعض يجبى الضرائب على الجاهز فكرة عفا عليها الزمن ومرفوضة بالكامل ، ولا يجب أن يطرحها أحد ثانية ، بما فى ذلك مرشح الديموقراطيين 2008 : هيللارى كلينتون .

2- قوى الظلام العالمية واضحة والأوضح منها شراستها ، والتهادن معها يساوى الانتحار . العالم تصنف الآن لمعسكرين متمايزين بشدة ولا بأس فى هذا التبلور بالمرة : معسكر الظلام العربى‑الإسلامى الصريح زائد المتواطئين معه عبر العالم ، سواء عن انتهازية كفرنسا وروسيا والصين ، أو سواء عن جهل كچون كيرى والذى أفادنا كثيرا ‑ربما بوحى من كارل روڤ وساميول هانتيجتون فهو نفسه ليس ذكيا بما يكفى لرؤية أى شىء‑ بأن بلور حزب الظلام ليضم كل الكاثوليك والأرثوذوكس والسود والمسلمين وكل أحد تقريبا إلا الأنجلو‑يهود ، وفى المقابل هناك طبعا معسكر الحضارة الأنجلو‑يهودى هذا . ( هذه ليست تقسيمات دينية كما قد تبدو للوهلة الأولى إنما تقسيمات عرقية ، وقد أفضنا فى هذا من قبل . أيضا نحن نقول ذلك دون إغفال أن هذه الانتخابات نفسها أثبتت تحولا قويا من قطاعات كبيرة وغير متوقعة من أبناء تلك الأعراق من الأميركيين ليربطوا أنفسهم بمعسكر الحضارة ، باقتصاده الحر وبسائر قيمه الحداثية ، فكيرى رغم كل صخبه لم يحصل من أصوات اللاتين أو حتى النساء قدر ما حصل آل جور . هذا من إحصاء أولى سريع رأيته للتو على شاشة الإن بى سى ، وربما نعود لمثله لاحقا ببعض التحليل ) .

Main trends in 2004' U.S. Presidential elections.

Two Americas, Inevitably!

3- أن على معسكر الحضارة أن يراجع نفسه فى تبنيه بعض الأفكار المحافظة ااجتماعيا ، وليجعل نفسه فى طليعة من يتبنون الليبرالية بمعناها الشامل الاقتصادى والاجتماعى معا ومن يتبنون البحث العلمى بلا قيود ، وهى الخطوات التى يقم بها على ما يرام فى هذه الانتخابات وعليه أن يبدأها منذ اللحظة دونما تردد كما كتبنا قبل قليل أعلاه .

الفرحة كبيرة ، والكلام كتير ، وانتظر المزيد هنا . على الأقل استطلاعات فلوريدا فاضحة التزوير قد تحتاج لوقفة جديدة منا مع قضية هيمنة اليسار على الإعلام ( تعمدوا أن تكون معظم العينة من الشباب والنساء الصغيرات أو أقليات أحسنوا اختيارها أو جعل غالبية العينة من المدن مع تجاهل كبير للمناطق الريفية إلى آخر هذه الحيل المعروفة فى الاستطلاعات . لكن لأن هذه مؤسسات كبيرة يفترض فيها المصداقية ، فقد حرصوا بخبث على أن يكون كل شىء مضبوطا ومطابقا للحقيقة عامة ، إلا فى مكان واحد مختار هو فلوريدا ، حيث جعلوا فيها السباق لصيقا بينما الحقيقة أن الفارق كبير وواضح لصالح بوش . بهذه المناسبة ربما لم تتعجب لماذا كانت كل صور كيرى فى الصحف فى الشهر الأخير تملؤها ابتسامة عريضة واثقة بينما كل صور بوش متجهمة عصبية ، حتى فى البث التليڤزيونى حيث يصعب افتعال شىء كهذا ، حرصوا على ذات الانتقائية الكذابة المضللة لأقصى مدى يمكن أن تصله أيديهم ) . أيضا النتيجة المذهلة لاستطلاعات الخارجين من مكاتب الاقتراع القائلة إن القيم الأخلاقية هى أهم عامل حسم الموقف لدى غالبية الأميركيين ( 21 أو 22 0/0 فيما أذكر من لوحات الإن بى سى ) ، وليس الإرهاب ولا العراق ولا الاقتصاد ولا أى شىء ، قضية أخرى أشبعناها بحثا للتو أعلاه ، لكنها ربما تحتاج مزيد من الكلام بعد تجسدها فى حقيقة صارخة وشبه مفاجئة كهذه !

ملحوظة بخصوص التغطية التليڤزيونية : من حسن حظى توم بروكو والوحيد المتاح على الغشاء وكان الأفضل طبقا لما أوحت به مقال ڤارايتى الأول Late Call ، وهو نموذج للإمام الكاريزمى . وكنت شخصيا أقوم بأفضل التوقعات لحظة بلحظة مقارنة براسيرت من خلال خريطة النيو يورك تايمز التى تريك كل أرقام التصويتات بتحريكة ماوس وليس حتى ضغطة ، لكن عيب التايمز ككل أنها كانت محافظة جدا فى توقعاتها وحتى اليوم التالى كان لا يزال الكثير من الولايات مفتوحا لم تضفه ، ولا أدرى هل هناك دافع أيديولوچى وراء هذا أم مهنى حسابى فقط . الإن بى سى هى الأفضل ، وتوم بروكو متعة لا تضاهى ، كم سنفتقدها مع مغادرته الوشيكة هذا الشهر ، نموذج للهلب أو المرتكز anchor الكاريزمى طاغى الشخصية ، الذكى اللماح موضوعى الأحكام والتعليقات ، سريع البديهة الذى يتصرف بذكاء مع أى موقف ، وأيضا اللاذع كلما أمكن [ ولم نستغرب حين عرفنا لاحقا أنها الشبكة تصدرت بقوة أرقام المشاهدة ، بينما طبعا فوكس نيوز كانت سيدة الكيبول المدفوع بلا منازع وجسر الفجوة على نحو إعجازى بينها وبين الشبكات المجانية الثلاث يدل كم صارت صفووية وجماهيرية للغاية فى آن واحد . يضاف إلى هذا اعتراف الجميع بموضوعيتها الراقية وحرصها وحساسيتها نحو نعتها باليمينية ، كأن قالت مثلا قلعة يسارية كبرى كالنيو يورك تايمز عنها بعيد الانتخابات هذه الهمزة بها كثير من المعلومات اللاحقة ميزتها شموليتها فى التغطية إنها ’ تأكيدا ‘ ليست أكثر يمينية مما عليه بقية الإعلام من يسارية ! ] . أما زميله البدين تيم راسيرت فهو شخص لطيف جدا لكن لوحة الطباشير الإليكترونية الملفتة للاهتمام فقد كان يستخدمها فى فرضيات عفت عليها الساعات ، بينما الأرقام التى تأتى من ولايات شبه محسومة تجعل معظم كلامه منتهى المفعول ، ولم يتنبه لهذا إلا متأخرا . هذا كان العيب الوحيد فى تغطية الإن بى سى .

Tom Brokaw, who held the network's top news anchor job since September 1983, poses on the set of the NBC Nightly News at an NBC studio, New York, February 1, 2001.

Anchor Aweigh!

أما عن الأرقام فقد كانت تأتى رائعة سريعة على موقع النيو يورك تايمز فى ملف ’ فلاش ‘ حاسوبى واحد به كل شىء ، لكن توقع الولايات محافظ جدا عليه ، بحيث حتى اللحظة لا تزال متجمدة عند 249 لبوش 242 لكيرى ، وإن كنت لا أعتقد أن السبب فى هذا أيديولوچى ، فالأرجح أنه مهنى بحت فى ليلة تعمدت كل المحطات أن تكون متحفظة بأقصى قدر ممكن تحاشيا لفوضى انتخابات 2000 .

طبعا اليساريون يساريون ولا حيلة لهم فى هذا . دان راثر صاحب فضيحة السى البى إس الخاصة بالوثيقة المزورة حول خدمة بوش العسكرية ، تحين بعض الفرص لدس سمومه وسط التعليق ، أو مثل قول أنكور الإيه بى سى پيتر چينينجز ( الشبكة ككل تصنف وسطا وليس يسارا ) قوله عن تحفظ الإعلام فى إعلان فوز بوش ’ هو يريد أن نعطيه نحن الشرعية هذه المرة [ يقصد وليس المحكمة العليا ] ! طبعا إذا عرف السبب بطل العجب ، فالرئيس منح لقاءات خلال الحملة لكل من بيلل أورايللى ( الذى قلنا أعلاه قبل قليل إنه صاحب أنجح برنامج كيبول خبرى ) ، ولزمليه فى الفوكس نيوز شون هانيتى ، ولتوم بروكو من الإن بى سى ، ولتشارلز جيبسون من الإيه بى سى ، بينما ظلت كل من السى بى إس والسى إن إن فى العراء .

لكن على نحو عام لا يسعنا سوى أن نرصد أن ثمة رقيا عاما فى الإعلام وضجرا من تلك الپروپاجاندا اليسارية التى درجت عليها لعقود ، إن لم نقل لقرون منذ فجر أن ولدت الصحافة الغربية . لكن هذا لا يمثل تيارا بعد ، ولا يعدو حتى اللحظة مجرد مواقف فردية شجاعة لأناس بأعينهم قرروا السباحة عكس التيار . على رأسهم العم ميردوك طبعا ، الى سيسجل التاريخ باسمه اختراعا اسمه الإعلام اليمينى أو بالأحرى الإعلام الموضوعى النقى من الأيديولوچية والتحريض ودغدغة عواطف الدهماء ، وكذلك مايكل أيسنر ( إيه بى سى تتبع ديزنى ) ، واليوم نضيف تحية خاصة للمبدع الممتع الذى سيغادرنا للأسف ، توم بروكو ! ) .

اكتب رأيك هنا

 

Main trends in 2004' U.S. Presidential elections.

A Determined (Divided) Country!

(Note: Due to the limitations of our page width the above image is displayed only at part of its original size. Save it then view at full quality using any graphic software).

 7 نوڤمبر 2004 : المزيد من كل شىء . تعزيز كل الاتجاهات السابقة . مع تقدم جمهورى على كافة الجبهات عامة ( نسبة من ضموهم لصفوفهم من بين اليهود أكثر من ضعف ذات النسبة سنة 1992 ، وهكذا دواليك ) . إجمالا اليوم الأحمر أصبح أكثر احمرارا والأزرق ’ الباهت ‘ أكثر بهتانا . ربما المفاجأة الوحيدة الكبيرة هى هجرة أفواج الكاثوليك لصفوف الجمهوريين . لم يصوتوا لدينهم ولا لدين چون كيرى ، إنما جزئيا صوتوا للون بشرتهم ، البيض لبوش ، والهسپان لكيرى وإن مع نزوح هائل للضفة الأخرى مقارنة بالدورات السابقة ، وككل صوتوا معا لليمين أى للحلم الأميركى والاقتصاد الحر والحراك الاجتماعى الذى جعلهم الآن فى وضع أفضل اجتماعيا واقتصاديا ، وطبعا العامل الأخلاقى كان حاسما أيضا ( أرقام ربما لا تظهرها اللائحة على ثرائها ، فانظر تعليق النيو يورك تايمز المرفق مع تعميمها لها اليوم ) .

Main trends in 2004' U.S. Presidential elections.

Right Is Right and Left Is Left:

Sometimes You Need a Second Migration!

النتيجة العامة المزيد من التمايز بين الأميركتين . اليمين القاعدة البيض الپروتستانت الأغنياء الرجال الناضجين المحافظين أخلاقيا ( أو على الأقل من يتظاهرون بذلك ) فى كفة ، واليسار الأقليات متنوعة الأعراق متنوعة الأديان الفقراء النساء صغار وصغيرات السن غير المعنيين بالشأن الأخلاقى فى الكفة الأخرى . ما نأمله مستقبلا المزيد من هذا التمايز ، مثله مثل أى تمايز آخر لأنه يضع النقط فوق الحروف وينضج الأمور نحو الفهم الصحيح للجذور الچيينية للأشياء ونحو المواجهات التى لا فكاك منها ، بدلا من تمييع الأمور وافتراض كل البشر أخوة على طريقة اليسار الخبيثة الانتهازية . وبالتحديد نتمنى له أن ينضج على أسس صحية أكثر من هذا ، فهذا مهما يكن من أمر تقسيم لقيط وهجين وغير شرعى فرضته لعبة الانتخابات . نتمنى للجبهة الأولى ، جبهة الاقتصاد الحر غير الضريبى ، جبهة التنافس المفتوح ، جبهة القيادة والرؤية وأن قدر أميركا أن تكون إمپريالية تقود العالم بحزم ، نتمنى له المزيد من الازدهار والتقدم وكسب الأرض ، بل والمزيد من فتح أبوابه للناجحين من كل الأعراق والألوان والأديان الأخرى ، فقط على أن يكونوا قد آمنوا بتلك المبادئ حق الإيمان وآمنوا طبعا بقيادة العرق الأنجلى للعالم استحقاقا وجدارة ورؤية وتراثا ، وأن يكون هو نفسه ‑أى معسكر الحضارة‑ أكثر تحررا أخلاقيا وقيادة للبحث العلمى وللتغيير وتثوير العقل الإنسانى مما هو عليه الآن ، دونما أية قيود دينية أو غير دينية . فهذا دائما أبدا قدر الطليعة والصفوة . اكتب رأيك هنا

 

 30 يناير 2005 : فى تحول خطير ، لكن الوحيد الممكن بل المتوقع فى عرف موقعنا وتوقعاته لولاية بوش الثانية ، أعلن الرئيس الأميركى أن ليست مهمة الحكومة مراقبة اللا حياء على شاشات التليڤزيون ، بل هى مهمة الأسرة . قال هذا دون أن يوجه تحية من أى نوع لمايكل پاول ( ابن كولين ) رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية الذى قرر الاستقالة فى مارس القادم ، وكان أحد أكثر ما أثار الجدل حوله فرضه غرامات وصل مجملها لـ 7.7 مليون دولار على الشبكات المختلفة بحجة خدش الحياء . على العكس قال بوش إن أول ما سيسأل عنه رجل الكرسى الجديد للجنة هو أين سيضع الخط الفاصل لحماية حرية التعبير . الأبعد أن بوش وصل فى كلامه ‑الذى جاء قبل ثلاثة أيام لإحدى المحطات التليڤزيونية وعممت ڤارايتى قصتها عنه اليوم‑ وصل لحدود مدهشة ربما ستذهل كثيرا كل من يصفونه بالمسيحية ، ذلك فى الكلام عن أن ما يجب أن يفخر به الأميركيون هو حدود الحرية فى مجتمعهم ، وأن ’ مجتمعا حرا يساوى مجتمعا عظيما ‘ ، وأن ’ زر الإغلاق فى جهاز التليڤزيون لم يوضع لغير سبب ‘ ، وكثير مما إلى ذلك ، كله بمثل هذه القوة .

على أن فى الواقع أن پاول أثار ضجتين كبيرتين خلال فترته فى المكتب ، لا ضجة واحدة . لكن الثانية منهما كانت على العكس شيئا فى الاتجاه الصحيح . أصدر قرارا بمزيد من تحرير الإعلام والسماح للشركات الكبيرة بامتلاك حصص أكبر من الأسواق الاقليمية ( ارجع لقصتنا فى حينها ) ، لكن الكونجرس سارع ونقضها جزئيا ، ثم عادت المحاكم ونقضت معظم بقيتها . من غير قليل المدلول أن تأتى تصريحات بوش فى نفس اليوم الذى يتقدم فيه بمشروع جديد لتحرير ملكية الإعلام ، ولنقول للمرة الألف فى صفحتنا هذه ، جناحا الليبرالية ‑الاقتصادى والاجتماعى‑ لا يتجزءان ! اكتب رأيك هنا

 

The Year of Dreamers

…and Some Other Things!

Clint Eastwood is interviewed on the red carpet as Hilary Swank looks on as they arrive to the 77th annual Academy Awards show (later both win for their work in Million Dollar Baby as director and producer and as actress), Los Angeles, February 27, 2005.

 

Our Extensive Coverage of 2004 Top Movies and Awards:

 

Introduction:

Hollywood chooses to honor a republican with pro-social-liberties attitudes rather than a leftist going right!

 

Movies:

Sideways

The Aviator

Million Dollar Baby

 

Awards:

The Golden Globes

American Film Institute Awards & Its Nominations for the List of Best 100 Movie Quotes

Screen Guilds Awards

Academy Awards Nominees and Winners

 

(This box was on Front Page for the first half of Year 2005)

 28 فبراير 2005 : هولليوود أعلنت اليوم جوائز الأوسكار . فاز ’ رضيعة بمليون دولار ‘ بأوسكار أحسن فيلم وأحسن توجيه لموجهه كلينت إيستوود ، متفوقا على ’ الطيار ‘ لمارتين سكورسيزى الذى كان يعتقد حتى اللحظة الأخيرة أنه كان يتقدم السباق بخطوة ولو صغيرة . الفيلم الأول يناصر الإيثونيچيا ( القتل الرحيم ) ، لكن الإثارة ‑لا سيما والتوقيت هو غروب انتخابات رئاسية فحص فيها كل شىء ومزق خلالها كل الريش‑ تأتى من أن المتكلم هو أحد رموز الأقلية الجمهورية الصغيرة فى هولليوود ، هارى القذر قاتل حثالة المجتمع بمجرد النظر ، ذلك فى مقابل يسارى عتيد لذته الكبرى فى الحياة وشاغله الوحيد تقريبا أن يرتقى بأمثال هؤلاء المجرمين ويضعهم فى مصاف الأبطال كما أطلق عليهم مؤخرا فى فيلمه السابق عن عصابات نيو يورك الغابرة ’ الأيدى التى بنت أميركا ‘ . فى فيلمه الأخير يمجد بليونيرا من الصفوة الأرستقراطية الپترولية هاوارد هيوز ، محددا لأول مرة عناصر إعجابه الحقيقى بكل يد بنت أميركا ، المغامرة والحلم والطموح ، وليس الخروج على القانون فى حد ذاته ، وإن كان القليل من هذا ضرورى فى كل الأحوال !

باختصار ، لقد اختارت هولليوود ‑معقل اليسار الحصين تقليديا ، مختلطة أو تائهة الهوية حاليا‑ اختارت تكريم مخرج جمهورى يتبنى الحريات الشخصية ، على زميل يسارى عتيد قرر أن يتجه يمينا . فى كلا الحالتين نحن فرحون ونحن حزينون . فرحون لأن الأمر برمته ومن كل زاوية تنظر به إليها لما يجرى داخل المعسكرين سواء بسواء ، هو تأكيد على المبادئ التى درجت عليها هذه الصفحة منذ مولدها ، الليبرالية لا تتجزأ ، لا تناقض بين الحرية الاقتصادية والحرية الاجتماعية ، اليمين هو فقط الإيمان بحرية الاقتصاد ، ولا علاقة له بالدين ، واليسار هو فقط الإيمان بالضرائب ، ولا علاقة له بالعلم . حزينون لأن أحد الاثنين خسر ، وربما على صعيد أكثر شخصية كنت سأتحمل خسارة إيستوود أكثر من تحمل خسارة سكورسيزى ، هذا الفنان الرائع الذى طالما كان رمزا للطموح الفنى أكثر منه للأيديولوچية الساذجة وفى هذه الأيديولوچية نفسها لم يكن نمطيا أبدا بل متفكرا مثيرا للفكر دائما أبدا ، والذى ‑ثانيا‑ لا بد وأن تحبه على الصعيد الشخصى بتواضعه وجمال روحه وتحب حبه للسينما ويكفيه فى هذا أفلامه الوثائقية الأكثر من رائعة عن تاريخها ، والذى ‑أخيرا‑ ربما يخشى المرء أن لا يصنع فيلما بجمال ولا نضج واكتمال الطيار مرة أخرى .

ما حدث قد حدث ، وإليك أولا هذه الإفاضة فى هذه القضايا فى تغطيتنا الخاصة اليوم لجوائز الأوسكار ، ثم إليك هذه التغطية المتكاملة التى تتابعت مؤخرا لحصيلة سينما 2004 وجوائزها الرئيسة :

الأفلام :

- الطرق الجانبية

- الطيار

- فتاة بمليون دولار

الجوائز :

- جوائز الجولدن جلوب

- جوائز معهد الفيلم الأميركى وتسميات قائمة أفضل 100 اقتباس سينمائى

- جوائز روابط الشاشة المختلفة

- الأوسكار التسميات والفائزون

… اكتب رأيك هنا

 

President Bush and Ron Hutcheson, the White House Correspondents' Association president, appreciate Laura Bush's 'Desperate Housewives' stand-up comedic speech, the 91st annual White House correspondents' dinner, Washington Hilton, April 30, 2005.

More Desperate Housewives!

 3 مايو 2005 : استمتعت اليوم مرتين بعمود چون تييرنى فى النيو يورك تايمز . المتعة الأولى موضوع العمود نفسه ، ’ كلام لاورا بوش اللعوب ‘ . وكما تعلم كانت قد قبل يومين قد قاطعت كلمة زوجها انطلقت تشكو من زوجها أمام جمعية مراسلى البيت الأبيض فى واشينجتون ، تقول إنه ينام مبكرا وتسهر هى تنعى حالها مع مسلسل ’ زوجات المنزل اليائسات ‘ ، ذلك أنها واحدة منهم .

John Tierney

Filling the Shoes of William Safire!

طبعا كان واضحا للجميع أن ذاك سيناريو مكتوب ، لكن أثره كان مذهلا على هؤلاء لا سيما ونحن نعرف أن أغلب صحفييى واشينجتون من اليسار الديموقراطى ، ومثله غالبية الضيوف من مشاهير الثقافة من هولليوود ومانهاتان ، وطبعا أمتعت كل جمهور المشاهدين عبر الولايات ، ورفع جماهيرية لاورا أضعاف ما هى عليه أصلا . تييرنى أضاف بعض الخلفيات عن أن ربما لا يعلم كل الصحفيين ‑سوى من يشتغلون فيه‑ أن حياة البيت الأبيض بهيجة مرحة وليست كنسية متجهمة ، وقصص كثير كهذه ، كلها تتناغم مع نظرية هذه الصفحة أن التدين ليست إلا لعبة سياسية يضطر لها بوش لتمرير سياساته اليمنية قاسية الوطأة .

السبب الثانى لفرحتى هو تييرنى نفسه . هذا هو عموده الثالث أو الرابع ، وهو الذى احتل مكان ويلليام سافاير ، الصوت اليمنى الوحيد فى التايمز ، الذى كنا نعتقد أن لن يوجد من سوف يملأ حذاءه أبدا . تييرنى متعة ليست أقل من سافاير . ربما لن يضاهى أحد سافاير فى اطلاعيته النافذة بحكم خبرته السابقة فى واشينجتون ككاتب لخطب نيكسون ، لكن تييرنى أيضا أكثر من رائع . أسلوب أخاذ ذكى ، ورؤية بارعة تلعب على كل الأوتار الصحيحة ، أوتار القارئ العام ، أو أوتار اليساريين ممن تعج بهم النيو يورك تايمز نفسها . تكلم عن تناقضات هؤلاء ، وكيف أن اليسار يهاجم بوش ، لكنه يهاجر للولايات الحمراء بحثا عن ضرائب أقل ، هذا ‑كما قال‑ ما يبحث عن كل الأميركيين ، وليس الكنائس هى ما يبحثون عنه ، وأيضا قصص كثيرة كهذه !

چون تييرنى ، نهنئ أنفسنا بك ! اكتب رأيك هنا

 

 9 يونيو 2005 : أصدرت اليوم المنظمة المدعوة مراقبة حقوق الإنسان تقريرا عن هضم الحقوق الأكاديمية فى الجامعات المصرية بما فيها الجامعة الأميركية ، وأن السياسة والدين والجنس تعد من مناطق البحث المحرمة . لن أناقش التقرير نفسه ، فالموضوع برمته يبدو لى كنوع من الترف فى بلد لا يمكن بأى معيار عالمى أن يعتبر به تعليم من الأساس ، فأصلا المناطق ’ غير المحرمة ‘ لا يدرس ولا يبحث فيها شىء يمكن أن ينطبق عليه وصف الأكاديمية بأية درجة من الدرجات . إنما ما سأناقشه هو البؤس الفكرى الذى تعيش فيه مثل تلك المنظمات المعنية بما يسمى حقوق الإنسان . سأنقل إليك فقط فقرتين متجاورتين جدا من البيان الصحفى للمنظمة الذى قدم للتقرير اليوم ، هذا نقلا بالحرف عن النسخة العربية الرسمية منه :

فقرة س :

’ كما يوضح التقرير بإسهاب - فإن الإسلاميين المتشددين يخيفون الأساتذة والطلاب في العديد من جوانب الحياة الجامعية ، الأمر الذى يزيد من وطأة المشكلات الناجمة عن القمع الأكاديمى ؛ فقد لجأ هؤلاء المتشددون ، على سبيل المثال ، إلى أساليب شتى لمهاجمة الأكاديميين ، من بينها الإهانات اللفظية ، والاعتداءات البدنية ، ورفع الدعاوى القضائية عليهم لمنعهم من بحث قضايا دينية أو أخلاقية مثيرة للجدل ؛ وتقاعس الدولة عن حماية الحرية الأكاديمية من الإسلاميين المتشددين يمثل انتهاكا آخر يضاف إلى قائمة الانتهاكات المشار إليها فيما تقدم ‘ .

السطر التالى مباشرة لهذا ، فقرة س + 1 :

’ ومن بين الحالات الموثقة في التقرير حالة محمود ، الطالب في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ؛ فبعد أن شكا من أن الشرطة منعت الطلاب الإسلاميين من التصويت في انتخابات اتحاد الطلبة بالكلية ، ألقى القبض عليه ، وعصبت عيناه ، وتعرض للتعذيب على مدى يومين ‘ .

أنتم عاوزين إيه بالظبط ، ’ تقاعس عن مواجهة الإسلاميين ‘ ولا مواجهة الإسلاميين ؟ نفتح الشباك ولا نقفل الشباك ؟ حيرتونا ربنا ياخدكم !

… اقرأ ملخص التقرير بالعربية … اقرأ النص الكامل للتقرير بالإنجليزية … اكتب رأيك هنا

 

 3 أغسطس 2005 : توجد نسخة موجزة فى علمانية 3 قامت الدنيا ولم تقعد منذ صرح الرئيس بوش بالأمس أنه يود تدريس نظريتى التطور والتصميم الذكى intelligent design جنبا إلى جنب فى حصص العلوم بالمدارس الحكومية . الحقيقة أن الموضوع يتداعى منذ فترة . ومؤخرا كثر الكلام مثلا عن معهد ديسكڤرى باهظ التمويل من الجماعات المسيحية ولا هم له إلا تفنيد نظرية التطور ، كما أخذ الجدل قبل ثلاثة أسابيع بعدا جديدا ، حين ألقى كاردينال كاثوليكى كبير ، بما وصف فى حينه بالقنبلة ، إذ قال إن التطور ربما لا يتعارض مع الإيمان الكاثوليكى ، وإنه كان قد ناقش الپاپا الجديد فى ذلك قبيل انتخابه . چورچ دبليو . بوش يلصق نفسه أكثر وأكثر بالخرافة ، سواء كان مقتنعا بها فى داخله أم لا . شىء مسئ مسف ومقرف للغاية أن سيقرن قائد عظيم الإرادة أفعل الاقتصاد الحر فى أميركا لمستويات غير مسبوقة ، وأفعل المسعى الحضارى لمحاربة ودحر قوى الظلام العربية والإسلامية عبر العالم ، أن يقرن ، أو ربما يقرن فقط ، بترويجه للخرافة ومعاداته للعلم . ما يخص صفحة الليبرالية هذه أن نقول للمرة الواحد بعد الألف إن الليبرالية لا تتجزأ ، حرية الاقتصاد من حرية الفرد ومن حرية العلم . وأن العزاء الوحيد فى موقف بوش المؤسف أنه أظهر لنا طابورا أطول وأطول من سيناتورات الحرب الجمهورى ممن يجاهرون بقوة بمواقف أكثر علمانية مما يتخيل أحد ، ويجسدون عن حق مبدأ الليبرالية لا تجزأ هذا الذى طالما نادينا به . هذا عن صفحة الليبرالية ، لكن ماذا عن نظرية التصميم الذكى تلك . هذا كلام شرحه يطول ، ومكانه صفحة ما بعد‑الإنسان ، فإلى هناك .

| FIRST | PREVIOUS | PART III | NEXT | LATEST |