العرب ومستقبل الثقافات القومية

لماذا نحن دائما فى الجانب الخطأ من معركة الحضارة ؟
—أو : لعنة الچيين المفقود !

( الجزء الرابع )

Arabs and the Future of National Cultures

Why We’re Always on the Wrong Side of the Battle of Civilization?
—Or: The Curse of the Lost Gene!

(Part IV)

 

| FIRST | PREVIOUS | PART IV | NEXT | LATEST |

 

الآن :

العرب ومستقبل الثقافات القومية

لماذا نحن دائما فى الجانب الخطأ من معركة الحضارة ؟
—أو : لعنة الچيين المفقود !

Arabs and the Future of National Cultures

Why We’re Always on the Wrong Side of the Battle of Civilization?
—Or: The Curse of the Lost Gene!

الدراسة الرئيسة لصفحة الثقافة على هيئة ملف .pdf أنيق سهل التنزيل والطباعة …

هذه الدراسة التى تقع فى نحو 140 صفحة ( أو نحو 4 ميجا بايت ) ، وكتبت ما بين أپريل 1992 ومايو 1996 ، هى أقدم ما عمم حصريا من خلال قسم الرأى بالموقع ، وتمثل تلخيصا متكاملا لأغلب ما طرح فيه من أفكار جريئة وصادمة على مدى قرابة عقد كامل .

هذه الدراسة التى ستضاف لكتاب ’ حضارة ما بعد الإنسان ‘ الأقدم الذى عمم مستقلا مطبوعا سنة 1989 ، ويمثل أيضا حجر زاوية أساس لأفكار هذا الموقع ، انضمت الآن الفكرة قديمة والخاطر فجائى بعد الافطار يوم عطلة السبت 20060325 11:54 ص واستغرق التنفيذ 3 ساعات ونصف مثله إلى كوكبة المواد التى أصبحت متاحة فى صورة كتب .pdf للتنزيل مجانا .

تنزيل كتاب ’ العرب ومستقبل الثقافات القومية ‘ هنا

تنزيل كتاب ’ حضارة ما بعد الإنسان ‘ هنا

القائمة الكاملة للكتب والكتيبات المتاحة كملفات .pdf هنا

 

NEW: [Last Minor or Link Updates: Sunday, January 30, 2011].

Athens 2004 Olympic Games Opening Ceremony

 August 13-29, 2004: Cultural footnotes on the margin of Athens Olympic Games! Also: The infiltration of a clear and present Islamic agenda in the Olympic community is threatening to repeat the history: As the Christianity ended the old Olympics the modern ones are about to be finished by Islam!

The Last Samurai (2003)

 February 25, 2004: How to talk about Japanese without mistakenly thinking that you glorify them? The Last Samurai and another bunch of movies raise the question!

 February 20, 2004: We’re not alone! Zeev Boim says Arabs have a ‘genetic defect!’

In Part III

 August 18, 2003: Zayed Center closed. They should have listened from the start to our old Shut-up advice!

Reda Helal

 August 16, 2003: Where and why did Reda Helal vanish?

 August 15, 2003: Blackouts, American and Arab, whats the difference?

 May 28, 2003: George W. Bush to hold a summit with the leaders of KSA, Egypt, Jordan, Morocco and Bahrain, but not Kuwait nor Qatar. Is it a summit for a new Arab League, for a new Israeli-Arab peace or for new wars?

 December 12, 2002: A little apology for what so-called ‘racism.’ What about some scientific facts that everybody ignores?

 October 11-16, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: U.S. decides to occupy Iraq and assign a new General MacArthur as a military ruler. BUT: Could it work in Egypt also?

 

In Part II

 July 23, 2002: Masters of defeat gather to celebrate the most notorious disaster in the modern Arab history: Egypt’s July 23, 1952 ‘revolution’!

David Beckham

 June 7, 2002: FIFA World Cup as a demonstration of Man-Machine conflict. Also as a demonstration of Arab culture illnesses!

 May 5, 2002: VOA Arabic signing off, sorrowfully for the last time. A new broadcast launched!

 April 6, 2002: A HISTORY MADE! First Human Cloning. Surprisingly, it’s an Arab cultural event than a scientific one!

 March 18, 2002: Thatcher’s new book!

 March 15, 2002: EgyptAir Flight 990 crash: All secrets revealed. It’s just an ‘internal affairs’ issue of the Islamic Brotherhood.

 January 31, 2002: What’s ‘Right?’ A simple question has never been answered in the eternally left-wing Arabic language!

 January 1, 2002: How to repair the image of Islam in the West? Here’s our advice: JUST SHUT UP!

 November 30, 2001: The ‘Arab Street’ is dead silent. Why?

MTV

 November 18, 2001: Arabic MTV. WHAT AN IDEA! But, could it really work?

 October 7, 2001: A whole new page on the concept of civilization and the misconceiving of clash of cultures as a clash of civilizations!

 January 25, 2001: EgyptAir officially acknowledges liability for Flight 990 crash.

Alam Al-Ma'refa

 January 17, 2001: Arab unity accomplished at last: Nabil Ali’s new book Arab Culture and the Information Age.

 October 20, 2000: Hezbollah website ruined; some lessons obtained. Or may not?!

 

In Part I

Mustafa Kemal AtaturkGeronimo

 December 1999: A major study written between 1992-96 on Arabs and the Future of National Cultures posted. This is the third opinion page in the Think Internet! Month and the biggest in this site and in the whole Arabic Internet.

 

ê Please wait until the rest of page downloads ê

 

‘Something is rotten in the state of Denmark’

Hamlet

’ الثقافة كاللغة إما أن تقبلها كلها أو تتركها كلها ‘

مارجاريت مييد ç

’ علينا الأخذ بحضارة الغرب ما يستحب منها وما يعاب ‘

وردت فى تراث العبيد ص 52 طه حسين ç

’ أنت لا تستطيع مهاجمة الغرب باستخدام ميكروفون مصنوع فيه ‘

زكى نجيب محمود ç

’ موتوا ! ‘

ورد فى على سالم ص 130 نجيب محفوظ

—عن الانغلاق العربى والشكوى من الغزو الثقافى ç

‘Might is right’

Literally ‘Justice is nothing else than the interest of the stronger.’

Previously Cardinal and Duke de Richelieu Diplomacy, Chapter Three. Ignored 20030807 OOLinkNEW http://unr.edu/homepage/nickles/wthonors/perspective.htm then my The Internet Encyclopedia of Philosophy [www.utm.edu/research/iep/text/Plato/rep/rep.rtf] (not available anymore but text is everywhere now) and Britannica Ethics - Ancient ethics - Ancient Greece Thrasymachus the Chalcedonian

As in Plato’s The Republic Book I (Of Wealth, Justice, Moderation, and Their Opposites)

‘Today, after more than a century of electric technology, we have extended our central nervous system itself in a global embrace, abolishing both space and time as far as our planet is concerned’

more Marshall McLuhan

Understanding Media (1964)

‘The new electronic interdependence recreates the world in the image of a global village’

more Marshall McLuhan

The Medium Is the Message (1967)

‘It’s all in the genes!’

Everybody, except the leftists

‘It’s the economy, stupid!’

OLink200211/11SAFI sign James Carville campaining 1992 Clinton put over his desk phrases.shu.ac.uk/bulletin_board/18/messages/764.html From 'Safire's New Political Dictionary' 1993 Everybody, even stupids

جيل الهزيمة يدعونا للثأر من هزائم الماضى بإضافة هزيمة جديدة كل عشر سنوات . الكارثة ليست هنا ، إنما فى أنهم بشعاراتهم العمياء وعجرفتهم العروبية والإسلامية الجوفاء يضللوننا عن حقيقة أننا نهزم مرة كل يوم يعود فيه أطفالنا من المدرسة دون تلقى التعليم العصرى الحقيقى العلمانى النظيف ، ونهزم خمس مرات فى اليوم كلما قرعت الأجراس تدعونا لتلاوة نفس تعاويذ وخزعبلات اليوم السابق ، بل ونهزم 86400 مرة بعدد الثوانى التى ننغلق فيها أو لا ننضو عنا ثوابتنا وهويتنا المتخلفة لنجارى بقية الشعوب سباقها المرعب فى التقنية والعلم والاختراع .

ما سبق من بنى مزار للمنيا 06:30 -07:00 م 20020504 لماذا نحن دائما فى الجانب الخطأ من معركة الحضارة … هذا هو السؤال !

 الدراسة الرئيسة لهذه الصفحة مريكا امريكا أمريكى امريكى أمريكية امريكية الأمريكى الامريكى الأمريكية الامريكية عنصرية العنصرية عنصرى العنصرى عنصري العنصري شوفينى شوفينية الشوفينية عربي العربي رضا هلال أين ولماذا اختفى الصحفى رضا هلال الأهرام الاهرام الصحفي مصطفى بكرى إبراهيم نافع التيار القومى القومي مصطفى بكري ابراهيم نافع بدأت فى الظهور كمادة معممة ‑تحديدا الفقرات الأولى منها‑ كتعليق للكاتب مدحت محفوظ فى جريدة ’ العالم اليوم ‘ الاقتصادية اليومية صبيحة التوقيع المبدئى للاتفاقية العامة على التعريفات والتداول ( جات ) فى ديسيمبر 1993 . هذا التعليق الذى تناول فيه الأوقاع المحتملة للاتفاقية على النواحى الثقافية ، أصبح تذييلا ثابتا لمحاضراته ذات البعد المستقبلى التقنى والتى كانت تحمل عادة عنوان ’ الرقمية ‘ أو ’ العصر الرقمى ‘ وألقيت فى مناسبات مختلفة فيما بين عامى 1993 و1995 . ثم أخيرا عممت تلك الدراسة المجمعة مرة أخرى فى صورتها النهائية فى العدد التذكارى لمجلة العربى الكويتية فى يونيو 1995 بمناسبة مرور مائة عام على ظهور السينما ، وفى كتاب مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة فى نفس العام .

على أن ذلك هذا الجزء الموجز من ديسيمبر 1993 والخاص تحديدا بقضية الجلوبة ، كان مجرد الجزء الظاهر من مشروع آخر أكبر بدأ قبله بسنوات ، هو كتاب بعنوان ’ الهوية العالمية —انتماء الفرد فى عصر اضمحلال الأمم الدينية والقومية والوطنية ‘ ( إليك صورة مكبرة لصفحة مبكرة بخط اليد بتاريخ 25 أپريل 1992 ، الحقيقة هى من مخطط 20 أپريل 1993 لكنها تمثل تصورا شبه كامل فى صفحة واحدة وكأنه جاء من تصور سابق ثم تعرض للإضافة عندما كان مخطط الكتاب مجرد صفحة واحدة بعد ، تشير لكتابات سابقة غير معممة للمؤلف وتقترح أجزاء ومراجع جديدة ! ) .

فى 20 أپريل 1993 اكتمل المخطط العام لهذا الكتاب ، وكان عبارة عن ملخص لكل فصل على حده . تقريبا هذا هو ما سوف تقرأه الآن ، ذلك أن ما حدث أن تأجلت للأسف فكرة الكتاب المذكور بسبب مشروعات أخرى للكاتب صرفته عنها الواحد تلو الآخر . من ثم تم فى مايو 1996 تجميع تلك الفصول الموجزة فى دراسة واحدة مطولة ، تصلح للقراءة المتصلة .

بالطبع تم هنا وهناك بعض التنقيح لتلك الفصول الموجزة المجمعة . لا سيما وأن متغيرات نوعية مهمة كانت قد استجدت للتو فى الشهور الأولى من تلك السنة ، كان من أبرزها قدوم الدكتور كمال الجنزورى لرئاسة الوزارة فى مصر ، وبنيامين نيتانياهو لرئاستها فى إسرائيل ، بما أوحى بمعطيات جديدة لمصر وللمنطقة العربية ككل . هذا النص ظل على حاله الذى ستراه الآن منذ مايو 1996 ، حيث هذه النسخة ’ النهائية ‘ هى التى كانت معدة للتعميم فى كتاب ’ دليل الأفلام ‘ الذى صدر فى أغسطس 1998 ، إلا أن تعميمها تأجل مرة أخرى بناء على مبدأ الاكتفاء بدراسة واحدة للتوضيبة الواحدة ، ومن ثم عممت فقط دراسة نظرية الفيلم الهولليوودى .

فى عالم الجلوبة الجديد المقدام الذى نحن مقدمون عليه لن يقسم الكوكب وسكانه لدول وقوميات إنما إلى شركات ، هذا يتبع مايكروسوفت وهذا يتبع شل وهذا يتبع فايزر وهذا ’ بدون ‘ لا وطن له ، وهلم جرا !

Think Internet! هو الشعار الذى اخترناه لموقعنا هذا الشهر ( ديسيمبر 1999 ) ، دشن فى الثانى منه بتعميم هذه الدراسة الأخيرة كأول صفحة عمود رأى متخصصة باللغة العربية على الغشاء ، تحت اسم هولليوود .

الصفحة المستقبلية التى سبق تعميمها وتحولت لسلسة محاضرات كما قلنا فى البداية ، فقد قمنا بفصل القضايا التقنية الخالصة ، وعممت قبل أيام قليلة تحت عنوان موجز تقنى لصناعة الترفيه لتصبح ثانى صفحة رأى فى هذا الموقع تحت عنوان التقنية .

ثم ها نحن نبرد اليوم الجزء الخاص بالجلوبة والذى سردنا للتو تاريخ تطوره من الثمانينيات حتى سنة 1996 ، ليكون نواة لهذه الصفحة التى تراقب بالخبر والتحليل قضايا الجلوبة وأوقاعها الثقافية أو عامة قضية الصدمة المستقبلية لدى الشعوب المتخلفة . [ لاحقا أصبحت globalization.htm تغطى قضايا مختلفة أكثر تخصصا ، وتغير اسم الصفحة كما تقرأها الآن إلى culture.htm ] .

إذا لم تكن هويتنا ، أو فى التحليل النهائى جذورها الچيينية ، هى السبب الأصيل لتخلفنا ، فما الذى باستطاعته أن يكون السبب إذن ؟ جميع الشواهد تقول إن العقل العربى غبى عشائرى پارانويى ذاتى متخلف انفعالى وجاهل ؛ المكون الثقافى أهم عنده من كافة مقومات الحياة المادية . وهذه هى بالضبط مواصفات الشعوب التى انقرضت أو أبيدت كالهنود الحمر أو الأبوريچين .

باختصار شديد : لو كان فى هويتنا شىء واحد جيد لما كانت هذه هى حالنا !

بهذا نكون قد أنهينا خطة إبراد هذه الدراسات الثلاث المطولة بمناسبة هذا الشهر وذلك الشعار . هذه الدراسات يجمعها أنها كتبت من قبل ومن ثم لم تكتب خصيصا من أجل الموقع . من هنا نعدكم فى العام الجديد ، العقد الجديد ، القرن الجديد ، الألفية الجديدة ، بمزيد من صفحات الرأى جديدة حافلة ولا تقل إثارة للفكر والتأمل . فقد ولد مبدأ صحافة الرأى الإنترنيتية ولا نعتقد أنه سيتراجع أبدا . فقط كونوا معنا !

الهدف الرئيس لهذه الصفحة هدف مزدوج . أولا محاولة عامة لرسم ملامح عالم الجلوبة الجديد المقدام الذى نحن مقدمون عليه . عالم لن يقسم فيه الكوكب وسكانه لدول وقوميات إنما إلى شركات ، هذا يتبع مايكروسوفت وهذا يتبع شل وهذا يتبع فايزر وهذا ’ بدون ‘ لا وطن له ، وهلم جرا . ثانيا وهو الأهم والأكثر توسعا ، محاولة تحليل العقلية العربية ، والمكونات العضوية والبنيوية فيها ، والتى جعلتنا دائما فى الجانب الخطأ من معركة الحضارة ، منذ إخناتون ( التوحيد ) مرورا بالإسلام ( المزيد من التوحيد ) وانتهاء بعبد الناصر ( مصر العظيمة مصر العزيمة مصر الهزيمة ) وصدام حسين ( أم المعارك ) . وستحاول بالتالى الإجابة على سؤال هل من الممكن تجاوز هذا المصير القدرى ، أم هو فعلا قدرى أو چيينى أو حتى اخترناه بوعى .

من ثم يصبح السؤال : إذا لم تكن هويتنا ، أو فى التحليل النهائى جذورها الچيينية ، هى السبب الأصيل لتخلفنا ، فما الذى باستطاعته أن يكون السبب إذن ؟ جميع الشواهد تقول إن العقل العربى غبى عشائرى ذاتى متخلف انفعالى وجاهل ؛ المكون الثقافى أهم عنده من كافة مقومات الحياة المادية . وهذه هى بالضبط مواصفات الشعوب التى انقرضت أو أبيدت كالهنود الحمر أو الأبوريچين .

باختصار شديد : لو كان فى هويتنا شىء واحد جيد لما كانت هذه هى حالنا !

الجزء الثانى من هذه الصفحة افتتح لمتابعة الموضوعات الأساس التى تناولتها الأطروحة الأصلية . أولها جاء فوريا فى 9 يناير 2000 عن اعتماد الإكوادور الدولار الأميركى كعملة رسمية للبلاد ، وقد استقر به الحال الآن ليصبح جزءا من صفحة الاقتصاد الحالية .

أما هنا فقد تواصلت المتابعات . بعضها كان أطروحات رئيسة مكملة للأطروحة الأصلية للصفحة . من أمثلة هذا الأطروحة الإضافية التى أبردت فى 31 يناير 2002 ، وهى عبارة عن مقال تأسيسى مبسط عن اليمين الغائب فى الفكر والخريطة السياسية العربية معا ، ونظرة المثقفين والعموم المشوهة له ، أو بالمثل أطروحة عن العرقية ( أو ما يسمى بعربية مثقفينا العنصرية ) ، أبردت فى 12 ديسيمبر 2002 . والعرقية مسألة نجحت الأيديولوچيات اليسارية والإنسانية فى تحويلها لتابووه يمنع أى أحد من مناقشته مناقشة علمية حرة . فقط هذا هو ما حاولناه هنا .

الجزء الثالث من هذه الصفحة افتتح فى 24 سپتمبر 2002 لأسباب تتعلق بأحجام الصفحات .

الجزء الرابع من هذه الصفحة افتتح فى 7 يناير 2004 لأسباب تتعلق بأحجام الصفحات .

نحن نرحب بكافة المساهمات من تعليقات أو أخبار من زوار الموقع من خلال المساهمة المباشرة فى لوحة الرسائل إضافة أو قراءة أو بالكتابة عبر البريد الإليكترونى .

 

 

الجديد ( تابع جزء 1 ، جزء 2 ، جزء 3 ) :

 

Victoria's Secret' Teeny Bikinis series, Contrast Trim Triangle String bikini (2003-2004).

A pic stunning initially for the tight belly and that typical face of modeling (almost no eyelashes), compiled for hours to add the naturally lit legs. Forces of Nature (and of Natural Light Photography)!

 7 يناير 2004 : مررت هذا الأسبوع بقصة عائلية جدا قريبة جدا ، لم تهدأ بعد لكنى بدأت أتأملها من منظور العقل العربى ، فاكتشفت أنى أنفقت من عمرى مجهودا أكبر مما يجب فى فهم العقلية العربية ، بينما هى كامنة هناك فى أصغر وأبسط المستويات ، وكأن بالإمكان التوصل لكل شىء بمجرد تطبيق شعار تنظيم الأسرة الشهير ’ انظر حولك ! ‘ .

فى وضع الفقر كان المتغلب على هذه الزوجة الإحساس بالدونية ، ومن ثم قررت السفر لإحدى دول الخليج والعودة بثروة ( هذا هو أول شبه بالأوضاع العربية ، ظهور الپترول ) . شجعها الزوج على ذلك بافتراض أن استقلاليتها ستقوى من نفسيتها وتجعلها أكبر ثقة بالذات وبالغير وانفتاحا على العالم . كان يفترض أن يتحقق الاستقرار الأسرى وسعادة الأبناء ، لكن إذا بمرض جديد يحل بها ، هو هاجس أن الكل يطمع فى أموالها ( وسواس أو پارانويا العرب أن لديهم كنوز الأرض التى لا يمتلكها أحد وأنهم مستهدفون منهوبون ) . قررت أن لا تنفق مليما واحدا من تلك الأموال ، وتصاعدت المبررات لدرجة أن وصلت لأنها قررت حرمان الأبناء من كل شىء ، وأن تبقيها كلها من أجل احتمال إصابتها يوما بمرض عضال ( نظرية المؤامرة مرة أخرى . كل الطبيعة بل حتى ما وراء الطبيعة تستهدف العرب وأرض العرب وثروة العرب ) .

بدا الزوج يفكر فى الانفصال ولو مؤقتا ، كى يهدئ تلك المخاوف . فهو فعلا وببساطة لا يريد تلك الأموال . فى البداية تحدته أن يفعل ، فهى لم تتخيل قط أن سوف يستغنى على أموالها ( عرفات يستخدم مع باراك سياسة حافة الهاوية معتقدا أن بأيديه أوراق ضغط جسيمة لا بد وأن يرضخ لها هذا الأخير فى نهاية المطاف ) . حاول إفهامها أن السعادة والاستمتاع بالحياة مكاسب ذات ثمن لا يقدر بالمال ، لكنها كانت كلها آذان صماء ( العرب حين رفضوا على عروض السلام كان يغريهم المكسب القريب التافه كالتشبث بقطعة أرض لا تساوى شيئا ، بينما يهملون الخسارة البعيدة الجسيمة ) ، بل الواقع أن الإحساس بالدونية نحو من هو أرقى وأكثر تقدما وعملية فى التفكير بدأ يتحول فعلا إلى كراهية وحقد يأكل الروح لا علاج لهما ( الانتفاضة الفلسطينية أكلت الأخضر واليابس فى المستقبليات الفلسطينية قبل أن تضر بإسرائيل نفسها ) .

أظهر الزوج صرامة أكبر نحو الانفصال فليس بيديه من بديل أمام ذلك الجحيم اليومى . هذا لم يهدئ الهواجس بل قلب الحياة جحيما أكبر . ظهرت هواجس أخرى على نحو أكثر تفاقما . إنه على علاقة بأخرى ( پارانويات العرب متنوعة ولا نهاية لها ) . حزم الزوج أمره ، تركها تذهب بأموالها الطائلة واكتفى بشقته التى بناها بعرقه وحده .

الانفصال ( الجدار الأمنى العازل ) ، لم يؤد لهدوء الأمور ، بل اعتبرت أنه قد طردها ، ورفعت القضايا تطالب بنفقة وبتعويضات وتحاول الاستيلاء على ممتلكات شقته ( اللجوء الدائم للأمم المتحدة ومحاكم بروكسل ومحكمة العدل الدولية …إلخ ) . أيضا هيجت الجميع ضده ( تماما كما نهيج العالم على أى تحرك إسرائيلى كان فى أرض لبنان أو ضد الفلسطينيين لأننا ببساطة نظل شهور نصم آذاننا عما يفعله هؤلاء ضد إسرائيل الصابرة ، ونثور فقط حين تهم بالرد عليه ) .

المشكلة أن معظم القوانين القائمة فى صف تلك الزوجة ( هذه تماما مثل قوانين منظمة الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة ) . الزوج ليس منغلقا ، بل فى الواقع هو من نصيرى حقوق المرأة وتمكينها ومساواتها بالرجل ، لكن المشكلة أن القوانين لا تنطلق من مبدأ كالمساواة إنما وضع قائم فى بلادنا المتخلفة يفترض أنها مظلومة على طول الخط ، ولا تضع فى الاعتبار الحالة العكسية أبدا مهما كانت نادرة . كتبت تلك القوانين لانتزاع أقصى حقوق ممكنة منها على حساب الرجل ، وليس بناء على مبادئ عامة تنصف المظلوم سواء رجلا أو امرأة ، كمبدأ تقاسم الثروة مناصفة المعمول به فى الغرب مثلا ( قوانين الأمم المتدة تدعو لتصفية الاستعمار أيا ما كان إجرام أو تخلف الطرف الآخر ) .

مع ذلك أشار عليه أصدقاؤه أن يلعب بنفس اللعبة ، العدالة ليست غبية لهذه الدرجة ، وعليه أن يلجأ للقضاء مطالبا بأن تعاونه فى مصروفات تعليم الأبناء الباهظة وما إليها ( أميركا حين تلجأ للأمم المتحدة لاستصدار قرارات ، أو حين تراعى قواعد اتفاقيات چينيڤ وما إليها ، فى حروبها فى أفغانستان أو العراق ، ولا تلجأ للإبادة الكتلية مثلا ) . ربما يفعل هذا ، لكنى أشك أنه سوف يحقق شيئا من هذا المسعى ، ولو جاءه العدل فسيجئ متأخرا جدا وبعد فوات الأوان ، وفى كلماتنا العربية الدارجة العدالة البطيئة هى الظلم عينه .

محاولات الصلح كانت تعامل دوما على النحو التالى : لو أبدى أية مرونة نحو أى عرض منها يفسر على الفور بأن الصفقة خاسرة وتسحب العرض مفترضة أنها تستطيع الحصول على مزايا أكبر . ظل لسنوات يقول لها الزواج والأسرة دونا عن مناشط الحياة الأخرى ، يعنيان أن تعطى كل شىء وتأخذ كل شىء ، لكنها كانت ولا تزال تراهما كأى شىء آخر فى الدنيا مسألة ’ فصال ‘ . هذه عادتها ، وبالمناسبة هى تفعل هذا عندما تذهب لشراء أى شىء وتدخل فى مفاوضات طويلة مع البائع فإذا وافق تسحب عرضها ! وطبعا هو عينه ما يفعله العرب منذ 1948 حيث يرفضون كل ما يعرض عليهم بافتراض أن الطرف الآخر لا بد وأنه الرابح فى كل من هذه الصفقات !

بالمثل عادتها كانت أن تترجم كل خطوة يقترب بها الزوج إليها أن المصلحة وليس الحب أو الطيبة أو رغبة حياة السكينة هى الدوافع وراءها ، والآن تترجم قبوله لأى من عروض المصالحة بأنها دليل ضعف موقفه وتتشدد أكثر . أيضا أليس هذا ما فعله العرب طوال الوقت مع كل مبادرات السلام ؟

أما هكذا وقد تستمر الحياة جحيما حتى برغم الانفصال ، فقد يبقى الخيار الوحيد أمامه بعد قليل هو قتلها ( خيار الإبادة المشار إليه والمسكوت عنه ) . لكن هنا أيضا توجد مشكلة القانون ، فهو سوف يعاقب بشدة كما سيصبح مجرما فى نظر كل الناس . هذا لن يكون قتلا إنما انتحارا ( اتفاقيات القانون الدولى وچينيڤ وما إليها برداءتها وغباوتها التى لا تميز بين البناءين والهدامين أو بين التقدم والتخلف ) . الآن فقط فهمت لماذا يحجم رئيس الولايات المتحدة عن ضغط الزر . إنه خوفه من العقاب ، زائد أنه سيبرز سفاحا مدانا فى نظر كل الدنيا .

لكن مهلا ! يظل هناك فرق بين ذلك الزوج البائس المغلوب على أمره وبين رئيس الولايات المتحدة . إن الأخير شخص ذو قدرة لا نهائية . عليه أن يسمو يوما فوق كل القيم الغثة السائدة ، ويرتقى بمعايير التقدم فى هذا الكوكب خطوة للأمام . سيكون فى وسعه إفعال قوى الطبيعة وقوانين العيش للأصلح والانتخاب الطبيعى والانتخاب المحاكى للطبيعة . ستصبح الدنيا غير الدنيا ، لن يعاقبه أحد ، بل سيتأملون نتائج فعلته الممثلة فى عالم جديد مقدام . ستمضى برهة من الذهول لكن سيستوعبون فى النهاية الحكمة مما حدث ، حين يرون أنهم باتوا يعيشون فى عالم أفضل بعد القضاء على كل المتخلفين ، وأنهم لم يكونوا أولئك البؤساء الذين يستحقون العطف والمساعدة ، بل أن التخلف ينطوى على قوة شر ودمار لا يمكن التعاطى معها ، ويمكن فقط إبادتها .

أخيرا نأتى لأطروحة الچيينات التقليدية . لن أفصح عن ديانة هؤلاء الزوجين ، فقط أقول إن تلك الزوجة تنتمى قلبا وقالبا لفصيلة الچيينات الأرثوذوكسية‑الإسلامية ، بينما الزوج سليل جد إنجليزى استقر فى صعيد مصر بعيد أن قدم فى القرن التاسع عشر للاشتغال فى بناء قناطر أسيوط كمساح مدنى أو شىء كهذا !

نعم للأسف هى ‑كأى مشكلة أخرى فى الدنيا‑ مشكلة چيينية ، ولو كان ذاك الزوج كغيره فى بلادنا صاحب چيينات أرثوذوكسية‑إسلامية نمطية ، وقمع زوجته من البداية وعاملها كما يفعل الجميع كبقية متاع البيت ، ولا تعرف كلمة التحرر طريقها لقاموسه بأى معنى من المعانى ، لما كان الآن واقعا فى كل تلك المشاكل ! اكتب رأيك هنا

تحديث : 5 نوڤمبر 2004 : نهاية سعيدة ! اليوم عيد الميلاد التسعون لأب ذلك الزوج ، وطلبت منه زوجته الذهاب للاحتفال به سويا . نيتها قوية للعودة إليه ، ستحاول كثيرا ألا تغضبه ، وهو سيفعل أقصى ما عنده أيضا . ترى هل صلح العرب وإسرائيل ( أم مع التقدم نفسه ) قابل للتحقق على الأرض يوما ؟ هل سيدوم طويلا ؟ بل هل أصلا سيدوم طويلا وفاق هذين الزوجين ؟ سننتظر ونرى ! ] .

تحديث : 9 فبراير 2005 : حتى اللحظة لا تزال على ما يرام ، بل ربما تسير من أفضل لأفضل . إلى هذين الصديقين الغارقين حاليا فى الحب ، نهدى ثيمة هذا العام الجديد بعنوان In the Mood for Love . انظر هذا المدخل فى صفحة الجنس ، وجزء منه مواصلة لشأن ثقافى كنا قد وعدنا به من قبل فى ذات تلك الصفحة ، وهو أيهما أكثر قبحا فى عربستان ، قناة الجعيرة أم ما يجرى فى الفراش العربى . كذلك استمع هنا إلى لحن العام الجديد المختار لذات المناسبة ، ’ إيڤرجريين ‘ لباربرا سترايساند ! ] .

 

 20 يناير 2004 : مناظرة برنامج الاتجاه المعاكس اليوم بين صادق جلال العظم والترابى ربما سيدخل التاريخ كنقطة تحول ، بالذات إن لاحظنا أن شهرة الجزيرة فى سنواتها الأولى جاءت بالأخص من استضافتها غير المسبوقة للعلمانيين ، ولجلال العظم تحديدا ( مثلا فى مواجهة مع الشيخ القرضاوى ) ، ليقول كلاما علمانيا مطلق الصراحة فى رفض الدين ، ذلك لأول مرة فى تاريخ شاشات التليڤزيون الناطقة بالعربية .

طبعا ربما لن تستطيع احتمال غثاء أن يظل الترابى يردد طوال الوقت أن الإسلام قلب السكون إلى ’ حركة ‘ فى كل مكان فى العالم . هذه حجته الوحيدة ، صدق أو لا تصدق : السكون أصبح الحركة ! هذا دون أن يناقش فحوى هذه الحركة التى هى كارثية بالكامل فى الواقع ، أو يتحدث عن اوهام أو قلب للكلمات على طريقة محمد حسنين هيكل التاريخية الشهيرة ( أو بالأحرى طريقة الإسلام الذى صنع المنتقم الجبار ثم راح يدعوه الرحمن الرحيم ! ) ، ذلك مثل تسميته هذا التخلف متزايد الإزمان بنهضة اقتصادية أو بتحرير للمرأة ( نعم نهضة وتحرير هذه مصطلحاته ) . ربما نقطة الضعف الوحيدة فى مناظره والتى حاول الإمساك بها أكثر من مرة ، وإن دون نجاح واضح ، هى تذكيره بكونه شيوعيا ومن ثم مقارنة الحركة الإسلامية بالحركة الشيوعية . طبعا لو سألتنا رأينا لقلنا لك كالعادة إنها مسألة چيينات ، وكل تخلفنا شيوعيا أو عربجيا أو إسلاميا هو نتاج لتلك الچيينات .

مع ذلك أقول إنى سعدت بتلك الندوة أيما سعادة لسبب ربما يكون غريبا ، هو نسبة ذلك التصويت على سؤال العنوان ’ هل وصل الإسلاميون إلى طريق مسدود ؟ ‘ . من قالوا نعم 21 0/0 عبر الهاتف و28 0/0 عبر الإنترنيت . فى رأيى المفاجأة الحقيقية للحلقة هى نتيجة هذا التصويت . هذه نسب كبيرة جدا جدا . بصراحة كنت أتخيل أن من سيجيبون بلا 99 0/0 أو أكثر .

هذا معناه الناس بتفكر وما حدش يقدر يمنعها م التفكير . لكن هل تفتكر فيه أمل حقيقى ، ولا هى أقلية أو انفعال مؤقت والچيينات ستحسم كل شىء زى كل مرة ؟ اكتب رأيك هنا

 

 20 فبراير 2004 : هأ ، لسنا وحدنا ! نائب وزير الدفاع الإسرائيلى يقول هو أيضا أن لدى العرب خللا چيينيا ! الحقيقية جلية بحيث لا يخطئها إلا أعمى ، ولك على الأقل أن تقرأ تحليلنا المطول قبل عقد من الزمان فى الدراسة الرئيسة لصفحة الثقافة . مع ذلك نقول إن العالم ليس بعد إلا فى بداية فهم أولية جدا للعقل العربى ، ناهيك عن فهم العمق الچيينى لكل شىء فى الحياة البشرية . قبل نحو عامين سعدنا أيضا أيما سعادة بإدخال هنرى كيسينچر لمصطلح الطبقات الچيولوچية للشعوب للغة الأدبيات السياسية ، وتمثلناه على أنه يتحدث عن ذات الشىء الذى نسميه نحن العمق الچيينى . الآن ينضم زئيف بويم بقوله إن قتل الفلسطينيين لليهود لا بد وأن يعبر عن خلل چيينى genetic defect . هذا الحديث نقلته إذاعة إسرائيل من حفل تخليد ذكرى الضحايا السبع والثلاثين لحافلة تل أبيب التى فجرت فى 11 مارس 1978 . بعد ساعات منه علق عليه يهئيل هازان عضو الليكود ( لاحظ ليس عضو حزب يمينى حقيقى مما يسميه العرب يمينيا متطرفا ! ) قائلا إن بويم محق تماما ، وإن قتل العرب لليهود لمئات السنين ( ربما أعصابه أقوى من كثير منا على قراءة سيرة ابن هشام ! ) لا بد وأن يعنى أنه شىء يجرى فى عروقهم وأنه چيينى ولا توجد طريقة أخرى للتفسير I think (Zeef Boim) is absolutely right. For hundreds of years Arabs have been slaughtering Jews ... they have it in their blood, this is genetic. There is no other way to explain ( الاقتباسان لم يذيعا عالميا على نظاق واسع فيما يبدو ، ومن ثم نشكر عرب نيوز السعودية‑اللندنية على أن حفظتهما لنا ) . من هنا قلنا إن الفهم ليس بعد إلا فى بدايته . هم يتحدثون عن القتل فقط وأحيانا عن الفلسطينيين فقط ، بينما البنية الچيينية للعرب تعبر عن أشياء أوسع بكثير وأعمق بكثير ، وتشمل كل مكونات الثقافة والسلوك والنظرة للعالم وللغير وللذات والمرأة والطفل والعشيرة والدين …إلخ …إلخ ، ولن شئنا أن نستطرد لأعدنا كتابة كل موقعنا هذا ، أو على الأقل الدراسة القديمة المؤسسة لهذا المشار إليها .

نعم ، العالم يحبو خطواته الأولى نحو الفهم ، أو بلغة المصريين الجايات أكتر من الرايحات ! اكتب رأيك هنا

 

The Last Samurai (2003)

Uma Thurman in Kill Bill —Vol 1 (2003)

Lost in Translation (2003)

Samurai my first NYTimes style pic 20040306 How to Talk about Japanese Without Mistakenly Thinking That You Glorify Them?

 25 فبراير 2004 : إذا كان ’ اقتل بيلل ‘ فيلما لذيذا لا يثير من الفكر الكثير ، ويمتع بالخصوص ذوى الثقافة السينمائية درجة ب ممن يولعون بڤيديوهات المانجا والاستحراك التليڤزيونى الياپانية ، أو بالأخص جدا متوسطى العمر منهم من أمثالنا ممن يعرفون من هو ذلك السونى شيبا الذى أعاده الفيلم من النسيان وبعد أن اختفى من أفلام فنون القتال الياپانية نفسها منذ عقود ، فإن ’ الساموراى الأخير ‘ الذى بدأ عرضه اليوم فى مصر ، هو على العكس بالضبط : فيلم مستفز ، ومن الزاوية الفكرية تحديدا !

الياپان ‑وبالتحديد الساموراى‑ عادوا بقوة هائلة ليضربوا الشاشات فى العام المنصرم 2003 . من الياپان نفسها رأينا أسطورة الساموراى الضرير فى فيلم كيتانو فائق الإنتاج ’ زاتويتشى ‘ للمخرج القدير تاكيشى كيتانو الحائز عنه على جائزة الإخراج فى ڤينيسيا ، وطاف معظم المهرجانات منذ ذلك الوقت ، وأثار كلاما عن خبطة جماهيرية عالمية محتملة على غرار ’ النمر الرابض التنين الخفى ‘ . والفيلم تاريخى عن محارب ساموراى أعمى يحمى قرية من عصابة مسلحة بالسيوف . كيتانو يحيى أو ربما يتجاوز المعلم الياپانى الأكبر أكيرا كوروساوا صاحب ’ الساموراى السبعة ‘ و’ كاجيموشا ‘ . الفيلم الأول تذكرنا به القصة ، والثانى تذكرنا به ضخامة الإنتاج ، فالملابس وحدها فى ’ زاتويتشى ‘ تكلفت ستة ملايين من الدولارات . وكايتانو الذى ولد سنة 1947 وبدأ حياته الفنية كممثل كوميدى ، ’ ورث ‘ الان المكانة التى كان يحتلها الراحل كوروساوا كأكبر شخصية فى السينما الياپانية ، وفى قول آخر أكبر شخصية فى الثقافة الياپانية المعاصرة بكاملها .

لم تختر الياپان هذا الفيلم لتشفعه للأوسكار ( ربما يحل دوره العام القادم ) إنما اختارت ’ ساموراى الشفق ‘ من إخراج يوچى يامادا الذى اكتسح جوائز العام الماضى للأكاديمية الياپانية فى مارس 2003 عن أفلام 2002 ، والمسمى حاليا لأوسكار اللغة الأجنبية . والثيمة هى عينها التى أسسها الأستاذ الأكبر كوروساوا ميلودراما أفول الساموراى .

من الصفة الأخرى للپاسيفيكى ثمة ثلاثة أفلام على الأقل كلها تنتمى للفئة الممتازة . بخلاف ’ الساموراى الأخير ‘ الضخم بتوم كروز ، وفيلم كوينتين تارانتينو ’ اقتل بيلل ‘ الهولليووديان الكبيران ،  الثالث مستقل لكن غير معدوم الشهرة بالمرة ،  ، ألا وهو ’ فقد فى الترجمة ‘ ثانى إخراج لصوفيا كوپولا ، أول مخرجة أميركية فى التاريخ تسمى للأوسكار .

The Last Samurai (2003)

Actually, the Young Emperor Used to Wear Western Suits:

‘Meiji Restoration, in Japanese history, the political revolution that brought about the fall of the Tokugawa Shogunate and returned control of the country to direct Imperial rule under the emperor Meiji, beginning an era of major political, economic, and social change known as the Meiji period (1868-1912). This revolution brought about the modernization and Westernization of Japan… By the early 20th century, the goals of the Meiji Restoration had been largely accomplished. Japan was well on its way to becoming a modern industrial nation. The unequal treaties that had granted foreign powers judicial and economic privileges through extraterritoriality were revised in 1894; and with the Anglo-Japanese Alliance of 1902 and its victory in two wars (over China in 1895 and Russia in 1905), Japan gained respect in the eyes of the Western world, appearing for the first time on the international scene as a major world power. The death of the emperor Meiji in 1912 marked the end of the period.’ — Encyclopaedia Britannica

الاستفزاز فى ’ الساموراى الأخير ‘ يأتى من محاولته إعادة صياغة التاريخ ، ليأتى برؤية يسارية مفرطة الأيديولوچية والقسرية تجب الحقائق الثابتة ، وفى ذات الوقت تثير رد فعل مختلط لدى الياپانيين ، الأسوأ منه أنك تحزن لأن ما أعجب البعض منهم فيه ، هو شىء يداعب الغزائز الرجعية الانفعالية فى الشعوب ، بينما يعتقد أنه يحترمها ويتعاطف معها . القصة ضابط أميركى ساخط على بلاده بعد اشتراكه فى الحروب ضد الهنود الحمر ، والصورة المحورية أنك ترفض ما عليه أميركا والياپان الآن من حداثة ، لأنه بنى على إبادة الهنود الحمر والساموراى .

بينما يميل الياپانيون الآن للنظر للساموراى كمجرد قطاع طرق ، الفيلم يمجد عصرهم كعصر للشرف والنبالة ، ( 200401/04RICH مصدر للكثير من هذا عن الأفلام الثلاثة حتى هذا لا يفعله جيدا فجزء من الأسطورة أنهم لم يكونوا يتكلمون إلا نادرا بينما كين واتانابى فى الفيلم رغاى ع الآخر ، كما أن المبالغة فى تسليحهم وتكتيكاتهم القتالية وضخامة المعارك التى خاضوها ينزع مزيدا من الأسطورة ! ) . بالمثل الفيلم لا يعدم الجرأة فى تقديم إمپراطور الميچى نفسه ، يرتدى على عكس كل ما اشتهر عنه تاريخيا الملابس الياپانية التقليدية ، ويقابل الأجانب وهى واقعة شبه مستحيلة ، بل ويركع أمامهم وأمام سيوف الساموراى ، ويأمر بإلغاء التعاون مع أميركا ، ويكاد يبدو نادما عن كل ما قام به من تحديث وتغريب فى بلاده . تاريخيا ، كل هذا ليس إلا محض هراء !

للوهلة الأولى يسهل القول إن الياپانيين الخارجين من علقات هولليوودية ساخنة فى السنوات الأخيرة من نوعية ’ جانج هو ! ‘ 1985 و’ المطر الأسود ‘ 1989 و’ الشمس الصاعدة ‘ 1993 ، والتى تصوب بالتحديد على رجال البيزنس المعاصرين رمز حداثتها الكبار وتجعلهم مافيا فائقة الدموية ، لا بد وأن يرحبوا بمثل هذا الفيلم . هذا ما حدث فعلا فى الأوساط الشبابية التى تدافعت لرؤيته ، حيث عرض فى 536 شاشة . المقال المذكور يخطئ فيضيف من إجمالى 2700 . هذا الرقم استقاه غالبا من إجمالى ڤارايتى التى تقتصر على أعلى 10 أفلام ، الأخير منها فى 300 شاشة عادة . لو ذلك صحيح كنت سأكتب بحماس ما يلى : نعم هذا عدد شاشاتهم ، فقط 10 أضعاف مصر رغم أنهم ثانى البلاد إيرادا فى العالم ، إذ لا تزال مشاهدة السينما ‑على نحو شبه خالص‑ ظاهرة أميركية ! طبعا الرقم الصحيح متاح لدى من مصادر أخرى لكن لا مغزى من ذكره هنا . لكن الحقيقة أن الأمر ليس بتلك البساطة . هذا الشباب الذى أعجب بالفيلم يعبر فى حد ذاته عن النقيض الكامل لكل ما يدعو له الفيلم ، هو آخر من يعبأ بالماضى أو الهوية أو النبالة أو الانتحار …إلخ . بالعكس تماما هو أعظم مثل حى للحداثة التى داست وتدوس وستظل تدوس كل هذا الماضى بلا هوادة . هذا الشباب يتدافع لمشاهدة كل ما هو أميركى ، ويصنع بها السجلات القياسية حتى لو كان الموضوع ’ پيرل هابور ‘ نفسها ( 2001 ) ! هو شباب مولع بهولليوود وأفلام هولليوود ونجوم هولليوود ، وهو أحد أكبر رموز حب أميركا والانبهار بها على وجه الأرض ، إن لم يكن أكبرها فعلا . بمعنى آخر هو ذهب من أجل توم كروز ومن أجل الصنعة السينمائية ، بينما المحتوى نفسه لا يعنيه كثيرا ، وبما أنه ليس عدوانيا ضد الياپان فلا بأس أيضا . لكن حياته نفسها لا تعبر عن أى من هذه الأفكار نهائيا .

إن ما فعله الفيلم يشبه بالضبط أن لو ذهبت لكمال أتاتورك ورحت تمتدح أمامه عظمة الإمپراطورية العثمانية متخيلا أنه سيسعد لكونك تمتدح شيئا تركيا ، أو مثلا لو جئت لنجيب محفوظ ورحت تمتدح له جمال الطربوش أو البرقع القديم لمجرد أنها أشياء مصرية اعتاد الكلام فيها ، بينما هو يرى فيها رموزا لتخلف وجهل الماضى الذى طالما ناضل ضده .

Uma Thurman

Death Rides a Plane!

هل تعلم ما هو الفيلم الذى يعجب الياپانيين حقا ويثير الزهو فيهم ؟ إنه الفيلم الذى يقدمهم طوال الوقت كعصابات إجرامية أثيمة : ’ اقتل بيلل ‘ . إنه الفيلم الذى يقوم فى حد ذاته دليلا عمليا على أن الثقافة الياپانية قد تغلغلت فى أعماق العالم بما فيه أميركا . وها هو واحد من ألمع صناع السينما فيها ، يؤلف قصيدة حب وانبهار بأفلام فنون القتال درجة ب وأفلام المانجا والاستحراك ، ويتذكر سونى تشيبا بينما الياپانيون أنفسهم قد نسوه ، ويذكرك بأشياء أخرى كثيرة سواء قالها أو لم لم يقلها بدءا من سيارات التويوتا ، مرورا بمطاعم السوشى التى باتت واسعة الانتشار فى الغرب ، وانتهاء بالپوكيمون !

والمؤكد أن تارانتينو كان يشاهد أفلام سونى شيبا مثلنا فى دور عرض الدرجة الثانية ، وسط تهليل خارق للجمهور متواضع الثقافة والتعليم ، وهى تجربة لا يقدرها إلا من عاشها ( ربما نصارحك القول إننا لم نتخيل يوما سونى شيبا ممثلا جيدا حقا ، وليس مجرد فنان قتال ، إلا اليوم بين يدى تارانتينو فى دور صاحب مطعم السوشى أستاذ صنع السيوف المعتزل ! أما عن ديڤيد كارادين ، أو بيلل الذى لم نره بوجهه قط فى الفيلم ، فالمؤكد أن تحيته الكبرى مدخرة بالكامل للجزء الثانى ، ونتوقعها شيئا مهيبا بما يليق بصاحب مسلسل ’ كونج فو ‘ ونحو 150 فيلما غيره ، ومن كان يوما رغم غربية الشديدة وانتمائه لعائلة فنية هولليوودية عريقة ، الخليفة المختار لبرووس ليى فى تمثيل ’ الناى الصامت ‘ أحد أفضل أحلام هذا الأخير ) . والمؤكد أيضا أن تارانتينو يشاهد سلاحف النينچا وكاپتن ماجد أو أيا ما كان كما يشاهده أطفالنا . والمؤكد أنه يستمتع شخصيا بأفلام تحريك المانجا الأكثر استعقادا فنيا أو من حيث الثيمات ، التى تسبع الجمهور الناضح بأفلام استحراك تغطى كل شىء بدءا من العنف حتى الپورنو ، وذهب لحد أن صنع هو نفسه فيلما تسع دقائق منها داخل اقتل بيلل . الأدهى أنه لم ينس حتى تحية أبناء عمومتهم صناع أفلام الكونج فو فى هونج كونج شركة الأخوة شاو ، التى من المؤكد أنها المرة الوحيدة التى يستخدم شعارها السينمائى داخل فيلم أميركى رئيس . أو بصراحة أكبر وضع تارانتينو لهذا الشعار فى اللقطة الأولى كما لو أن فيلما قديما لبرووس ليى أو چاكى شان مثلا هو الذى بدأ عرضه ، كان هولا أخذنا كما قنبلة نووية لأيام الطفولة وسينمات الدرجة الثانية حين كانت أحلى الأفلام تفتتح بهذا الشعار الذى يثير مجرد ظهوره صياحا مرعبا من الجميع !

التحيات للأجانب لا حصر لها ، نذكر منها زامفير وچيمس لاست الذى جعل من مقطوعتهما ’ الراعى الوحيد ‘ العماد الموسيقى لفيلمه ، فنانان أوروپيان بلسان غير إنجليزى ولم يسمع عنهما تقريبا من قبل أحد داخل أميركا . وأخيرا بداهة كان لا بد وأن يذهب بكل التحية لصناع أعظم سينما درجة ب إطلاقا فى التاريخ ، سينما الويسترن سپاجيتى ، شخوص وأجواء سيرچيو ليونى ، وموسيقى تكاد تنطق بثيمات إينيو موريكونى له ، زائد طبعا ملحمة أخرى لموريكونى ، هى ’ الموت يركب حصانا ‘ 1968 ، فيلم ليى ڤان كلييف ، الذى لم يأخذ فقط أغنيته الأوپرالية الرئيسة ، ولا فقط أسلوب مشاهد الفوتو‑مونتاچ حمراء اللون ، التى كان يتذكر فيها البطل لحظات قتل أسرته طفلا كل مرة يصل فيها لأحد القتلة ، ( تلك التى قلدت حرفيا عندنا فى نسخته المصرية فيلم ’ الأبطال ‘ ، أو فى النسخة المتحررة بعض الشىء من خطه الدرامى والأقرب لأقتل بيلل ’ دائرة الانتقام ‘ لكن مثله غير المتحررة من هاجس الفوتو‑مونتاچ الأحمر الذى يبدو أنه سيعيش للأبد هاجسا عند صناع السينما الحقيقيين ) ، بل يأخذ أيضا منه ‑أى من الموت يركب حصانا‑ لحد ما القالب العام الرئيس لحبكته كأساس لأقتل بيلل ، الانتقام كسلسلة من الفصول المستقلة المرقمة ، وإن جعله فرديا وليس ببطلين متعارضى المصلحة وجعله بسبب الاعتداء على البطلة نفسها وليس أسرتها ، ومن ثم ‑وهذا هو العظيم حقا‑ ينصبه الأب الروحى لكل ضرب أفلام الانتقام ، الموضوع الذى ها هو يريد إحياءه من بين الأموات ، لا لشىء إلا لأنه سحره هو شخصيا يوم كان طفلا ( بالمناسبة ، چون فيليپ لو كان اسمه بيلل فى الفيلم ! ) ، أو ربما فقط نكاية فى النقاد الذين يرونه موضوعا تافها وسيئا ، ولمزيد من نكئ جروحهم القديمة وإرباكهم وإذلالهم ، وهو يعلم أنه من التميز بحيث لن يهاجموه أبدا مهما تردى فى ’ تفاهة ‘ الموضوعات ! إنه فى رأينا أجمل وأحدث فنان انضم لقائمة العظماء الضيقة التى بدأت وكادت تنتهى بهيتشكوك وكووبريك ، بأن راح يلامس سينما ما بعد‑الإنسان ، يحيل الأفلام للعبة عاطفية وذهنية الهدف منها الإثبات عمليا لضآلة ذلك الإنسان وتفاهته اللصيقة بكونه بيولوچيا إنسانا . بالمناسبة أنت هنا تمس وترا جميلا عند الياپانيين آباء مشروع الجيل الخامس للحاسوب ، حتى وإن دون قصد ، أو حتى تأثيرا غير مباشر على عقولهم الباطنة !

باختصار ، أنت لا يمكنك أن تمدح الياپانيين بل تخجل تواضعهم بكلام أكثر من هذا وذاك . الياپانيون لا يتحدثون عن الغزو الثقافى مثلنا نحن العرب أو مثل أبناء عمومتنا الفرنسيين ، بل أولا يحترمون الثقافة الأنجلو احتراما غير مشروط ، وثانيا يسعون للإسهام فى الثقافة العالمية قدر ما يستطيعون لكن بتواضع ودون صياح أو دعاية أو تهويل . وليس غريبا أن تكون إنتاجاتهم الفيلمية والتليڤزيونية الرخيصة إنتاجيا لكن الثمينة إبداعا وخيالا ، قد ألهبت خيال موهبة من وزن كوينتين تارانتينو ، الذى يسخر بشدة منهم ظاهريا ، يحترمهم حتى النخاع فى العمق . ( من ألعاب تارانتينو أن ذكرنا فى العناوين أن هذا فيلمه الرابع ، ربما لأننا اعتدنا اعتبار الأفلام من تأليفه أفلامه له بحكم تمايز أسلوبه الواضح عليها مثل ’ رومانس حقيقية ‘ و’ قتلة بالفطرة ‘ و’ من الغسق حتى الفجر ‘ . هذه مداعبة للمخرجين زملائه فيما فهمنا ، تقول إن أفلامه قبل هذا الفيلم هى فقط ’ كلاب المستودع ‘ و’ قصص عجينية ‘ و’ چاكى براون ‘ ! ) .

’ فقد فى الترجمة ‘ يقع بين هذا وذاك . هو سخرية صارخة من الياپانيين ، تصل لحد الكليشيهات البالية عنهم مثل كونهم قصار القامة ( انظر الصورة ) . لكن المؤكد أنه رغم التبسيط المفرط والتنكيت باستهتار عليهم عن بعد ، هو فى ذات الوقت صادق كثيرا . هو تجربة معاشة ليس لصوفيا كوپولا شخصيا وحدها ، بل لكل من زار الياپان . هذه الهوة الثقافية والسلوكية لا تزال موجودة رغم كل التحديث . هى لا تقلل من شأنه ، لكن الزائر الغربى يلحظ احترامهم وحبهم له ، لكن من خلال تهذيب فائق ومسافة احترام كافية يضعونها بينهم وبينه . تواضعهم الدائم يجعلهم لا يزالون ينظرون لفوق لما هو غربى ، دون أن يدروا أنهم هكذا يصنعون فاصلا مسافة مع ضيف ربما يريد التعامل معهم ببساطة ومن موقع الند . النقد اللاذع فى ’ فقد فى الترجمة ‘ هو تعبير عن أفكار متداولة جدا فى المجتمع الياپانى نفسه . ولو قيلت واحد على الألف منها عنا نحن العرب لتوسمنا فيها مؤامرة جسيمة من آل كوپولا الذين أفسدتهم هولليوود بأوسكاراتها .

فى الياپان ، هذا النقد ‑رغم كل ما فيه من كليشيهات ومبالغات زائفة‑ أو بالأحرى أى نقد ، هو من حيث الجوهر رأى إيجابى جدا يستحق الترحيب ، لأنه قادم من شخص مهتم بك شغل نفسه وأعطى وقته وجهده لمجرد التفكير فيك . حتى أشرار الياكوزا الشرهين للدماء فى ’ اقتل بيلل ‘ لا يثيرون اى حنق لديهم . إنهم يصنعون قصة جيدة ، بأسلوب جيد كل شىء فيه كارتوونى حتى النخاع ( ناهيك عن كونه مستقيا من أفلام الياپان ) ، ثم أن هؤلاء الأشرار موجودون كذلك بالضبط فى الأفلام الياپانية ( تارانتينو لم يخترعهم ! ) .

الاهتمام بالجوهر هو الفارق بين الياپانيين والعرب . لولا ذلك ما كانوا شعبا يقدم طوفانا من المنتجات التقنية ( والثقافية أيضا طبقا لتارنتينو ) ، يفوق إتقان الغرب وأميركا نفسها لها ، وأفلسوا فيها صناعات الصلب والسيارات والكاميرات والإليكترونيات المنزلية وغيرها ، مبكرا جدا منذ الستينيات . بالضبط حين كنا نحن مشغولين بإلقاء إسرائيل فى البحر !

للأسف هذه الصورة لا تزال غير واضحة جدا لدى الكثيرين ، أو لا يزالوا يعمونها بأيديولوچياتهم السقيمة التى ثبت فشلها . وإذا كان أشهر نجم سينمائى على وجه الأرض يقدم ما يدين به إبادة الهنود الحمر والساموراى ، رغم علمه أن هاتين الإبادتين تحديدا صنعتا لنا الدولتين رقم 1 و2 فى عالمنا المعاصر ، فكم من الزمن ستحتاجه أميركا قبل أن تقتنع بحتمية إبادة العرب والمسلمين ؟ اكتب رأيك هنا

 

Sayed Al-Qemeny, Rose Al-Yusuf, April 24-30, 2004.

Sayed Al-Qemeny, Rose Al-Yusuf, April 24-30, 2004.

Arabian Nights —The Dark Side!

 28 مايو 2004 : أحيانا يبدو أن الكاتب سيد القمنى ينقل عنى ! ليس هذا كلامى لكنه أيضا ليس سبب الكتابة عنه اليوم . قرأت اليوم معا مجموعة مقالاته فى مجلة روز اليوسف فى الأعداد الأخيرة ، وهذا ما أفعله عادة ‑وإلا فيما ندر‑ مع الصحافة المكتوبة بالعربية أن أقراها مجمعة فى وقت متأخر . لكن المؤكد أن قرار قراءتها لا علاقة له بما تلقيت من رسائل ، ذلك أنى ببساطة أحرص منذ عقود على قراءة كل كلمة يكتبها سيد القمنى . المهم أن فعلا كانت قراءتى له اليوم مختلفة . على أنه لم يكن الانطباع الكبير اليوم هو ذلك التلاقى الفكرى المدهش فيما لاحظه بعض زوار موقعى ، إنما أن ما قرأته كان ممتعا فعلا ، أكثر من أية مرة سابقة .

طبعا أوجه الشبة ضخمة بين ما كتب وما نكتب نحن . وطبعا ما من شك من الناحية الموضوعية البحث أننا الأسبق بسنوات فى كثير من هذا ، ما قد يقال اليوم فى الصحافة والتليڤزيونات عن الدين ، ولم يكن يقال من قبل ، قيل هنا منذ سنوات فى صفحات كالثقافة والحضارة والعلمانية . مثلا فى كوننا اليسارى نادرا ما أجد من يتحدث عن فرويد أو آدم سميث كرموز للفكر ( أسماؤنا المفضلة والهمزات الموضوعة لهم هنا هى مجرد أمثلة لكلامنا عنهم ) ، ولعلها أجمل مفاجأة فيما قرأت اليوم . أيضا من النادر جدا أن تجد عندنا شخصا بمثل تبجيله للعلم والتقنية . مثلا عنون مقاله فى 19 مارس 2004 ( تاريخ نهاية الأسبوع الخاص بالعدد ) والذى ورد به ذكر تلك الأسماء وأسماء أخرى كثيرة ’ متى ندرك أن العلم هو البديل الصالح : مواجهة الأعداء بالدعاء ‘ . وطبعا هو يكثر من استخدام كلمتى حداثة وحضارة ، وهذا شبه كبير آخر بينه وبيننا ، والأكثر تحديدا أن قال مثلا يوم 30 أبريل ، أو لعله يقولها من زمن ، إن الحداثة كل لا يتجزأ وليس بوسعنا انتقاء بعضها دون البعض ( هل تذكر كلامنا القديم جدا عن مارجاريت مييد ’ الثقافة كاللغة ‘ وطه حسين ’ ما يحب وما يعاب ‘ ) . ككل مقاله المذكور 30 أپريل هذا يعد قطعة أستاذية مركزة وجميلة لأعلى نقاط فكره فى الفترة الأخيرة ، قررت على الفور أن أضعه باعتزاز فوق هذا الكلام . أما إشارته لإديسون فى المقال المذكور أولا فلم أتمثلها شبيهة لشىء كتبته أنا على كثرته ، إنما ذكرتنى بنادرة قديمة عن أستاذ الهندسة وأحد رواد تدريسها عندنا د . حسن فهمى ( والد فريدة ) ، قال فيها ذات يوم لطالب متدين وكان الحديث عن اكتشاف أو اختراع الكهرباء ’ بقى فاكر أنك أنت يا معفن هتدخل الجنة وإديسون هيروح النار ؟ ‘ .

بالمثل القمنى من القلائل جدا ممن يجاهرون علنا مثلنا بحب نانسى عجرم وروبى أكثر من حب الإسلام والمسيحية وكل الأديان وكل الآلهة ( مقال الأسبوع الماضى المنتهى 21 مايو ) . هو يحبهما لفتنتهما الأنثوية فى حد ذاتها ، وثانيا لأنهما فجرتا حسب تعبيره شياطين الجنس داخل رموز الأخوان المسلمين فانطلقوا كالمسعورين مطالبين برأسيهما فى مجلس الشعب المصرى كما فى كل مكان آخر ! بمناسبة الجنس مقاله يعتبر تعميقا لما أشرنا له نحن فى صفحة الجنس على نحو عابر عن ولع رموز الإسلام الكبرى بالزواج من طفلات التاسعة ، بدءا من النبى صلى الله عليه وسلم شخصيا حتى ما يشاع مؤخرا عن القرضاوى زيدوا النبى صلاة . ما يضيفه القمنى نقلا عن فتاوى السلف الصالح ، أن لو كان ذلك مؤلما للطفلة فعليها هى البينة ! ( أضعت ساعة حتى الآن فى محاولة كتابة مشهد سينمائى تشرح فيه طفلة للقاضى كيف كانت تجربتها مع الألم . النتيجة أن لم أعرف كتابة سطر واحد . أو للدقة كنت أعرف فقط الكلمة الأخيرة جدا للمشهد ، وهى رفض القاضى لطلب الطفلة الطلاق ! ) . طبعا المقال ككل هو الثالث فى سلسلة مقالات عن ’ التقية الرديئة ‘ و’ السنيور عاكف ( مرشد الأخوان الجديد مهدى عاكف ) الذى يلاعبنا أين السنيورة الأمورة بين الثلاث ورقات ‘ ، هذا لما سمى بمبادرة الأخوان فى قبول الديموقراطية والإصلاح . ويرصد ( فى الجزء السابق عليه فى 14 مايو ) أنه بكامله خطاب إنشائى هدفه الوصول للحكم بأى سبيل . مثلا ثمة لغو كثير عن المرأة نصف المجتمع وبناء الإنسان والمرأة فى الجاهلية والجنة تحت أقدام الأمهات …إلخ ، لكن كلها ‑كأى كلام ما عليهوش فلوس‑ بشرط أن لا يقارب أحد المقدسات النصية الثلاثة : حق الرجل فى الزواج من أربع ، المرأة لها نصف ميراث الذكر ، وشهادتها نصف شهادة حتى لو كانت أنبغ النوابغ . إذا أضفت لها رابعهم كلبهم ، نقصد الحبس فى الحجاب والبيوت ومنه طبعا عدم المساس بما لا يمكن تحت أى حال المساس به ، حق ضرب الزوجات ، نسأل ماذا تبقى إذن من جنات لنصف المجتمع ؟ بالمثل يتوقف عند ذات الرطانة الإنشائية فى كلامهم عن ’ الأقباط ‘ ، أخوة الوطن معتنقى الأديان ’ المعترف ‘ بها ، والذى يخفى تحته نصوص صارمة لا يملكون هم انفسهم التسامح فيها حول الذمة والجزية والكفر والكفار ومواطنة الدرجة الثانية . مثلا فى تلك الأدبيات القدسية ثم ثلاث حالات لإشكالية بناء الكنائس : بلاد أحدثها المسلمون كالمعادى والعاشر من رمضان وحلوان وهذه لا يجوز فيها إحداث كنيسة ( أنا شخصيا فى حدود علمى المتواضع ظللت دهورا أعتقد أن المعادى التى كنت أسكن أحد أركانها يوما ‑والوحيدة الراقية فى تلك الأمثلة الثلاث‑ هى بلاد ’ أحدثها ‘ يهود كالخواجة سوارس بتاع الميدان ، تماما كما يقولون يحيى تادرس شفويا لى إن ’ منشية ‘ الأسكندرية أهم ’ منشيات ‘ مصر ، أحدثها الخواجة منشى بتاع الميدان برضه ) . آه ، الأسكندرية ! هذه هى الحالة الثانية . يواصل القمنى اقتباساته : أما ما فتحه المسلمون بالقوة كالأسكندرية والقسطنطينية يجب هدم هذه ’ الأشياء ‘ منها ( وطبعا يضع خطا تحت كلمة الأشياء ) . أما الثالثة فهى من فتح صلحا وفيها تبقى الكنائس لكن دون بناء جديد بعد تهدمها . الأقباط أخوة ومعترف بهم لكن للجزية عندهم نصوصا فى الحاوى الصغير فى الفروع فى الفقه الشافعى ( شديد ’ الاعتدال ‘ بالمناسبة ) ، يستحيل تخطيها : ’ إذا جاء المحتسب أو العامل لأخذ الجزية أقام الذمى بين يديه ثم يلطمه بيده على صفحة عنقه ويقول أد الجزية يا كافر . ويخرج الذمى يده من جيبه مطبوقة على الجزية فيعطيها له بذلة وإنكسار ‘ . أيضا نفسها محمد بن محمد القرشى المعروف بابن الأخوة – معالم القرية في أحكام الحسبة أنا شخصيا حاولت مؤخرا بخيالى الخارق المشهود تجسيد مشهد علماء معهد وايزمان وهم ياتون ليقدموا الجزية صاغرين لأحمد ياسين ، وكأن القمنى أحس بمعاناتى فجاء بهذا النص المقدس ليزايد به مزايدة تطاول عنان السماء على خيالى المحدود التافه . ما يسيطر على هذا الخيال الآن هو مشهد أحمد ياسين وهو يصفع ألبرت أينستاين على وجهه قائلا ’ أد الجزية يا كافر ‘ ، والأخير ’ يخرج يده من جيبه مطبوقة على الجزية فيعطيها له بذلة وإنكسار ‘ !

القمنى أيضا يتحدث ( 30 أپريل 2004 ) عن أميركا كثلث اقتصاد العالم بعلمها وعرقها ’ وليس من الحيض الچيولوچى المسمى بالپترول ‘ حسب تعبيره الداهية الملفت . هذه أيضا كانت قصة مطولة لنا .

مقال 30 أپريل هذا كتب أصلا بمناسبة مصرع أحمد ياسين والرنتيسى ، ولا أعتقد أن باستثناء موقعنا ، كان ثمة أحد لم يشارك فى هذه المناحة سوى مقال سيد القمنى هذا !

أيضا هو يتحدث كثيرا عن الفراغ التاريخى الذى مكن وحده المسلمين من غزو بقية العالم وليس لأى فضل خارق يميز شريعتهم أو عقيدتهم ( 7 مايو ) ، أو ’ فى زمن فراغ قوى دولى تاريخى كان له ظروفه التى لم تتكرر ، ولن تتكرر ، تمكن عرب الجزيرة … من احتلال دول المحيط وتكوين إمپراطورية أمكن لها أن تقوم بتطبيق منطق الجهاد الذى ينتهى إلى أحد أمرين : الخلود فى جنة النعيم الفردوسية ، أو الحياة الرغيدة الثرية بعد الفقر … وكان ممكنا أن نظل اليد الباطشة لكن صروف الأيام وتقلبات الزمن لا تعرف ثباتا شرعيا … ومع الواقع المذرى ومع الاعتقاد الجهادى كان لا بد وأن يظهر الإرهاب وهو سلاح الشعوب عندما تعانى المهامة والضعف والمذلة … ومن ثم أصبح التصور الغيبى أن استعادة هذه الفريضة التى غابت كفيلة وحدها بعودة الله لنصرة دينه وعباده الصالحين … دون أى اعتبار لمتغيرات الواقع الهائلة وموقع المسلمين المتميز فى قاع هذا الزمان …وقد اسهم الفقه الإسلامى بدور عظيم فى ثبات الإسلام والمسلمين عند درجة حضارية فارقة فى تخلفها ‘ ( 28 مايو ) . وكما تعلم هذه القصة ‑قصة الفراغ العالمى فى عصور الظلام والظلام الذى غزا ظلاما أقل منه ظلاما لكنه لا زال ظلاما‑ هى ملحمة مطولة أخرى لموقعنا عمرها قارب العشر سنوات . الأبعد أنه فى مقال اليوم 28 مايو يركز على سبب أكثر تحديدا لدموية جيوش الإسلام غير المسبوقة فى تاريخ الجيوش ، هو أن نبيه أعطى لكل فرد فيه ترخيصا إلهيا غير مشروط للنهب والسلب واغتصاب النساء . ’ أحلت لنا الغنائم ولم تحل لأحد من قبلنا ‘ و’ من قتل قتيلا فله سلبه ، ومن أسر أسيرا فهو له ‘ . ويذكرنا القمنى ’ مضت فترة تصل إلى ثلاثة عشر عاما والنبى يدعو فى مكة مؤجلا النعمة إلى يوم القيامة ، فلم يؤمن به سوى نفر يصل إلى السبعين ، لأن تأجيل النعمة إلى ما بعد الموت لم يكن مغريا لجذب الأتباع للدين الجديد ‘ . أليس هذا جراد يثرب الذى طالما تحدثنا عنه ؟

أيضا فيما قلنا عن المعايير المزدوجة لدى العرب ، قال هو يوم 19 مارس 2004 ’ إذا ما تحدثنا عن الاحتلال عبر التاريخ لا يصح أن نبكى على الأندلس التى تحررت ونجأر بالشكوى من احتلال أراضينا ، وندعو الله ليل نهار ليمكننا من البلاد الأخرى ننهب الأموال ونسبى الذرارى والنساء وندخلها تحت رايتنا . إذا ما تحدثنا عن الاحتلال فعلينا أن نعترف ببساطة أن خروج العرب من جزيرتهم إلى دول الحضارات المحيطة بهم كان بشكل أو بآخر احتلالا لتلك البلاد وغزوا استيطانيا بكل معنى الكلمة ‘ . والخلاصة ’ نحن أمة مهزومة تحارب طواحين الهواء ، نرى القشة فى عيون الآخرين ولا نرى الخشبة فى عيوننا ‘ . ( الأخيرة اقتباس عن يسوع يتناغم مع جو الإغاظة الشامل لو شئت القول ! ) .

عن العضو الكثر شهرة حاليا فى عشيرة species الجراد اليثربى والذى يخطف الآن أضواء العالم كله بنجاح منقطع النظير ، ريچيم السودان الإسلامى ، كتب فى 19 مارس عن اتفاقية السلام مع الجنوب والتى غالبا ستفضى لانفصاله : ’ لم يقبلوا التخلى عن الحكم باسم الله …ورضوا أن يبيعوا الوطن حتى لا يتخلوا عن السلطان ‘ . أنا لم أجد شيئا يقترب مما كتبته أنا شخصيا سوى كلام القمنى هذا .

كذا فى نفس يوم 19 مارس ذكرنا بقصة مروعة عن خالد بن الوليد الذى قتل بدم بارد سبعين ألفا من الأسرى العراقيين فى يوم واحد ، ولم يتوقف إلا حين أخبروه أن النهر بالفعل لم يعد يجرى لكثافة الدم ، وإلا كان قد استمر حتى يحقق عهدا قطعه إلى الله ، بقتل كل من يمن عليهم به من أسرى حتى يتوقف النهر عن الجريان ! طبعا هذا يصب فى كثير مما نكتب ، ولعلنا من الأجدر بنا من الآن فصاعدا أن نستشهد بهذه القصة المخيفة فى بيان أن هذه هى چينيڤ التى تعرفها الشريعة الإسلامية ( مصطلح قديم لنا ، وها قد تجدد مؤخرا بمناسبة قطع رءوس الرهائن الأجانب فى العراق والسعودية ) . الأدهى منه أن عاد يوم 7 مايو بمفاجأة أكبر . فقد كتب فى سياق كلامه عن عن الدموية المتأصلة فى التاريخ الإسلامى ، أن كل الخلفاء الأربعة قد قتلوا . لكنه للأسف الشديد لم يفض فى حيثيات نظرية أن أبا بكر نفسه قد اغتيل بالسم !

مقال 19 مارس المذكور جاء فى سياق أن قيل عنه أنه يقارن پول بريمر بخالد بن الوليد وعمرو بن العاص ، وانتهى لأن ’ إيمان بعض المسلمين أن الصحابة أسياد لنا وهم نماذج وكواكب تقتدى بهم البشرية لا يلزم بريمر بقبول قاعدتنا المعيارية ‘ . والخلاصة أن ’ يجب أن نتواضع ونعرف قدر أنفسنا الحقيقى إزاء الأمم الأخرى ‘ . ألا يلامس هذا مقولتنا الدائمة أننا أحط أمة أخرجت للناس ؟ ثم ألا تعد نصرته لمشروع بريمر فى ’ العراق الجديد ‘ نأيا عن رطانات اليسار التقليدية الذى طالما تباهى باحتكاره للعلمانية وما هى بأصيلة فيه ، وقربا لمواقفنا نحن عن الحل الإمپريالى لكل مشاكل العالم .

وعن الهوية كالعلة لا الدواء ( محور كل موقعنا ربما ) ، يقول مثلا فى مقال 7 مايو ’ إذا كان الإصلاح [ سيتم ] بمقوماتنا الأساسية الموجودة لدينا سلفا فلماذا نحتاج لإصلاح ؟ ! أليس السبب أن هذه المقومات لم تكن يوما سببا فى إصلاح أى شأن . وإذا كانت هذه المقومات عن تاريخنا هى الوحيد الثابت حتى اليوم ، فلماذا لم ينصلح شأننا ، بل وأصبحنا بين الأمم شعوبها المريضة ومسخرة العالمين ؟ ! ‘ .

ثم يواصل فى ذات المقال قائلا عن مشروع الإخوان لإصلاح كل العالم برسالة الإسلام : ’ تأمل يا مؤمن ! الغريب والمثير للذراية والسخرية أن هذه المقومات التى سنهدى بها البشرية لم تجعلنا بين الأمم المتحضرة السعيدة حتى يمكننا إغواء العالم بها ، والأنكى أننا سنقوم بإنارة العالم بها ! هذا رغم أن العالم منور أحلى نور ، يعيش التقدم والتحضر والرقى والعلم والحريات والإنتاج والتفوق ، بينما نحن بما لدينا من أنوار ، نصحو على الإسلام وننام على الإسلام ونتجشأ بالإسلام ونتغوط بالإسلام وننكح بالإسلام ونتحدث بالإسلام وندافع عن الإسلام . ورغم كل هذه المصابيح فإن تيار الإنارة مقطوع عنها حتى أمسينا نعيش فى ظلام دامس . ولا تفهم كيف يتصور الأعمى أن يقود المبصر ، أو من يعيش فى الظلام أن يكون قادرا على إضاءة بلاد الآخرين ‘ . واو !

وعن أضحوكة موقعنا دائما أبدا ، ذلك الشىء المسمى الثوابت ، يقول 14 مايو مواصلا سلسلته عن مبادرة الأخوان ، ذلك كأنه ينقل مباشرة عنا ، وإن كانت الحقيقة أننا جميعا ننقل عن رواد التفكير العلمى لألفيات سنين كاملة : ’ إن ثمة خللا أفضح فى فهمهم للعلم ، الذى لا بد أن نأخذ بأسبابه فى ظل ثوابت هذا الدين الصحيح . بينما العلم لا يعرف ثابتا خارجه ولا يستمد قوانينه من خارج العلم ، بل إنه ليس له ثوابت على الإطلاق ، لأنه لو ثبت لكان شريكا لنا فى التخلف . إنه ينكر ثوابته ويتجاوزها وينقدها كل يوم . لذلك هو علم ، ولذلك فالعلم وأصحابه هناك ، ونحن وثوابتنا هنا ‘ . أضف لهذا أيضا كلامه عن الياپان وأشياء أخرى كثيرة قريبة جدا من كلام صفحة الثقافة عندنا ، فى مناظرته مؤخرا على قناة الجزيرة التى اشتهرت جدا ، وكان بها رائعا نجما واثقا عالى المزاج ومتألقا ، ولا نأخذ عليه شيئا ربما سوى أنه استدرج أحيانا للحجة الذرائعية وهى أن ضعف المسلمين هو ما يجب يمنعهم من العدوانية تجاه الغرب . ربما لأنه يرى فيه منطقا بسيطا مباشرا ويؤثر فى عموم الناس ، لكنه يظل مع ذلك سلاحا ذا حدين لأنه يؤكد لديهم أن أميركا شر وعدوان وطغيان . ولعل كان من الواجب أن يركز فيما أتيح له من وقت على أننا ضعفاء متأخرين تحديدا بسبب هذا الفكر وتلك الهوية لأنها من حيث كونها دينا وعقيدة تحد الإبداع وتقدس المقدسات ، وألا يقول إن مشكلة الثوابت أنها ليست ثوابت ولم يتفق عليها علماء الإسلام ، إنما إنها ثوابت كارثية فى كل زمان ومكان وليس الآن فى أوان الضعف فقط . لذا فمثال الياپان الذى ضربه كان من ثم أحد أعلى نقاطه فى الحوار ’ سألوا أنفسهم المنتصر انتصر ليه ‘ ، كما نعلم وتعلم تأكيدا أن لديه فى هذا الصدد من المفحم الكثير بالطبع مما نقرأه فى مقالاته وكتبه . ( منافسه فى المناظرة الإرهابى المدعو كان أضحوكة طوال الوقت يتمسح فى كتابات بعض الأجانب والأجنبيات قرأها فى جريدة الحياة ، ولا يدفع سوى بأن غيروا المناهج بس ما لكوش دعوة بالدين ، وعزف على ذات النغمة عضو مجلس شعب مصرى لا يقل سذاجة قال إن أميركا منعت تدريس الحصص العملية من مواد الفيزياء فى المدارس المصرية ( ؟ ؟ ) . طبعا هذا كلام لا يستحق الرد عليه ، فقط نرد السؤال : لو كانت أميركا فعلت هذا فعلا لماذا وافقتموها عليه ، ثم لماذا لا توافقونها أيضا حين تطلب إلغاء تدريس الدين . لكن للدقة كمال حبيب محق فى نقطة واحدة ، هى أن ثقافة الكراهية موجودة فى كل الأديان . نعم هذا صحيح ، بالذات أديان ما يسمى بالتوحيد بالذات اليهودية والإسلام قائمة على الكراهية . السؤال ليس هنا . السؤال أنكم أنتم الوحيدون المتمسكون بالدين حتى يومنا هذا . الكل سابوا يا عم كمال ( إن استلهمنا أسلوب القمنى فى الحوار ! ) .

المشكلة ليست أن الولاء والبراء فى الإسلام ، المشكلة أن الولاء والبراء فى چييناتنا !

طبعا نحن تحدثنا مطولا وفى ألف مكان مختلفة عن شيفونية العرب التى لا تقارن . فى مقاله اليوم يرصد أن الجمعيات التى تقدم الهبات والمعونات فى العالم الإسلامى أكثرها مسيحى ، بينما ’ العالم الإسلامى يجمع حصيلة أموال دائمة فى شكل تبرعات وهبات وأوقاف وصدقات وزكاة ، لكنها لا توزع إلا على المسلمين وحدهم ( يضرب هذا مثالا للعقيدة المسماة الولاء والبراء التى بدأ اليوم مناقشتها وسيستمر فى الأسابيع القادمة وهى محور كتاب أيمن الظواهرى الجديد ( اقرأ نص الكتاب على الغشاء هذه نسخة ، وهذه نسخة أخرى ، وهذه نسخة ثالثة ) ، وكانت قد أثيرت معه فى مناظرة الجزيرة قبل ثلاثة شهور ، وهنا أود أن أشكر أيمن الظواهرى من كل قلبى ، فقد أراحنا فى مجرد كلمتين قصيرتين جدا من شروحنا المطولة التى استغرقت دهورا ، فى كون العقل العربى عقل قبلى شوفينى متعصب كل من ليس على دينه هو عدو له . فقط أطمئنه أنى لن استخدم الولاء والبراء كمدخل للهجوم على الإسلام . هذا ليس المنهج الذى اعتدنا عليه ولن يكون ، الأديان شىء تافه ولا تمثل مشكلة فى حد ذاتها ، إنما حسب منهجنا المشكلة ليست أن الولاء والبراء فى الإسلام ، المشكلة أن الولاء والبراء فى چييناتنا ! ) .

بكلمات أوضح مما عداها كان القمنى قد كتب فى مقال 30 أپريل شديد القوة ذاك ، يقول : ’ نحن قوم عنصريون حتى النخاع . نرى عنصرنا هو الأنقى والأصفى والأرقى فى العالمين ، والآخرين هم زبد البحر . نحن قوم طائفيون حتى الثمالة . ننتمى فقط لطائفتنا الدينية ، نواليها ولا نوالى غيرها ، ونتبرأ من كل من ليس مسلما ونتخذه عدوا … نعلم أبناءنا وجوب أن يكون المسلم مضمرا العداوة للكافرين مبغضا لهم حتى لو احتاج إليهم أو كما قال الطبرى أن تظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمرون لهم العداوة ، أو كما قال ابن تيمية لا يوجد مسلم مؤمن يواد كافرا فمن واد كافرا فليس بمؤمن . نحن قوم لا نحترم قيمة العمل …ولا نحترم قيمة الوقت فننتظر مساعدة الحجر وشجرة الغرقد [ شجرة كافرة توالى اليهود ] فى خمول … نحن قوم لا نحترم العلم والعلماء … نعلم أولادنا فى المدارس احتقار العلم ورجاله واحترام كل من احترف الاشتغال علينا بالدين . انظر النص القائل إن علماء الحضارة المعاصرة وهم وإن كانوا أهل خبرة فى المخترعات والصناعات فهم جهال لا يستحقون أن يوصفوا بالعلم لأن علمهم لم يتجاوز ظاهر الحياة الدنيا إنما يطلق لفظ العالم على أهل معرفة الله وخشيته ( التوحيد - 3 ثانوى - 77 - السعودية ) ‘ .

هذه الفقرة بالذات ، زائد قبلها طبعا مناظرة قناة الجزيرة المدوية ، حفزت بعض القراء أن أرسلوا يقولون لنا إنهم قرأوا من ينقل حرفيا عن صفحة الثقافة عندنا . بصدق أقول أن لم يكن هذا حافز الكتابة بالمرة عن مقالات القمنى . وما حدث هو أنى أعجبت أيما إعجاب بمستوى طموح مقالاته فى الشهور الأخيرة ، جرأة وتصويبا للب الداء أكثر من أى وقت مضى ، وحتى أيضا على صعيد الجراة اللفظية ( نضيف لكل ما سبق ’ هناك مسلمون يعتقدون أنهم لم يوجدوا من أجل النص إنما من أجل أنفسهم ‘ —21 مايو ) . وإن كنت لا أعزى الفضل له فى هذه الأخيرة ‑الجرأة اللفظية‑ إنما لـ 11 سپتمبر الذى جعل الكل عبر العالم أكثر جرأة ، كما رصدنا ذات مرة ، أما قبله فربما كانت هذه الجراة قصر على موقعنا وموقعنا فقط أو ربما فقط خالص !

بالتأكيد نحن لسنا بصدد قضية حقوق نسخ هنا . إطلاقا . نحن بصدد نفس الهم الأزلى ، وهو تخلفنا العربى المذرى . لو القمنى أو غيره يكتب ما يشبه كلامنا نقلا عنا أو تأثرا بنا ، هذا مما يثير سعادتنا . بذات القدر إن لم يكن أكثر يسعدنا أن يتضح أن من كتبوا كلاما يشبه كلامنا لم يكونوا بالضرورة قد سمعوا منا . وسأقول ذات الكلام حتى لو تحدث فى المرة القادمة عن الچيينات العربية نفسها ، سواء هو أو غيره طالما لم يشر صراحة لى . فالحقيقة البديهية ستظل عندى أن إعمال أدنى قدر من العقل والمنطق يمكن أن يوصل أى أحد لنفس الاستنتاجات التى توصلنا لها . بالمناسبة القمنى أيضا قارب كثيرا هذه النقطة حين قال 2 أبريل قاصدا التفاف الجميع حول الخرافة الدينية ’ حكوماتنا يا سادة ليست خائنة بل ضعيفة . وهى ليست ضعيفة لسبب خفى أو لأنها تريد ذلك ، بل لأنها تحكم شعوب هى الأضعف فى العالمين … اتفق الجميع على ترتيلة واحدة وخط نظرى واحد هو خارج التاريخ منذ أزمان ، ترتيلة ترتلها الشعوب وتؤمن عليها الحكومات بكلمة آمين … مخلصة لما تريده الشعوب ، حافظة لفكرها ومنهجها وخطها النظرى الأزلى … الشعوب هى التى تقرر … ويوم تريد غير ذلك حقا سيتغير كل شىء ‘ . أليس هذا بالضبط ما قلناه ألف مرة بأكثر من زاوية : ’ مصر أعظم ديموقراطية فى التاريخ ‘ ، ’ حكوماتنا سيئة ، لأن شعوبنا أسوأ ، والأسوأ وأسوأ هو ما يسمى بالمعارضة ( التحريض ) ‘ ، ’ شعوبنا غبية وجاهلة وسعيدة بغبائها وجهلها ‘ . مؤخرا لاحظنا أن مفكرا آخر ربما أكثر انتماء للتيار الرئيس أو من داخل المؤسسة إن جاز القول ، هو الدكتور وحيد عبد المجيد يتحدث عن الداء يكمن فى كون شعوبنا كسول بطبعها ( اربطه بكلامنا القديم تماما أيضا عن انتظار الفيضان وانتظار انحساره ) .

هل نحن ‑فيما يبدو أو فيما نأمل ونحلم‑ أمام بدايات صحوة ، سيفيق فيها مثقفونا من أسطورة الخيال العلمى الردئ المسمى عبقرية مصر ( كما وصفنا كتاب جمال حمدان يوما ) ، ومن خرافة الهوية الموسومة بخير أمة أخرجت للناس ، أم لا فائدة وعلينا أن نواصل وحدنا الحديث فى الخطوة الوحيدة الباقية من التحليل : الچيينات والإبادة !

بالتأكيد سيد القمنى باحث كبير متخصص فى الإسلام ، وهذا طبعا مما لا نفكر أصلا فى منافسته فيه . وما يكتبه هو لا نستطيع كتابته نحن ، وليس بالضرورة أن العكس صحيح . والعمق الذى يتناول تلك الكارثة ( الإسلام ) به ، هو أيضا شىء لا نقوى عليه بأية درجة من الدرجات . سيد القمنى مدرسة كبيرة متكاملة ، مفكر أصيل الفكر والأفكار ، ولا يقلل من هذا بل يزيده شأنا أن يفتح عقله لكل أصحاب الفكر عبر كل التاريخ ، يتعلم منهم ويأمل أن يثريهم ببعض اجتهاده ، وهى كلها سمات كل باحث حقيقى عن الحقيقة . أضيف أن لكم ألهمتنا كتاباته لسنوات ، منذ أولها ’ الحزب الهاشمى وتأسيس الدولة الإسلامية ‘ ، هذا الذى اقترحت على قراء الموقع بعيد 11 سپتمبر 2001 أن يكون رفيق قراءتهم فى تلك الليالى التى لن تنسى . ما لم أقله يومها أنى أعلم على نحو شخصى ، أن ما قرأناه لم يكن النص الأصلى بالمرة ، بل هو نص شديد شديد شديد التهذيب ، ساعده عليه بعض حسين بيومى الناقد السينمائى والأكثر منه أخوه حسن بيومى أصدقاء مشتركين لنا ، ومن ثم عرفت تلك القصة . مع ذلك ما قرأه الناس كتابا معمما منه كان كافيا جدا لأن يصبح زلزالا كبيرا من حيث كونه يفت فى عضد الدين نفسه ، ويصوره كمجرد مشروع طغيان سياسى ، لا أكثر . والأهم من كل هذا وذاك أن كان ذلك الكتيب الصغير جدا زلزالا له الكثير من التوابع اللاحقة ، بكتابات القمنى نفسه أو غيره ، أحيت ‑إن لم يكن أسست‑ كلها منهج القراءة التاريخية العلمانية لسيرة الإسلام العطرة ( بمصطلح خليل عبد الكريم ) ، فى حياتنا الثقافية المعاصرة .

كلمة أخيرة تلهبها حرارة مقالاتك الأخيرة : صديقى سيد القمنى ، صديقى وإن بالفكر وحده : أنا وملايين غيرى ، بكل اللهفة ، فى انتظار كتابك القادم ! اكتب رأيك هنا

 

The main Olympic stadium during the Athens 2004 Olympic Games opening ceremony, a spectacle drawn heavily on ancient Greek mythology, August 13, 2004.

A spectacle shows modern Greece born from its mythical past, the main Olympic stadium during the Athens 2004 Olympic Games opening ceremony, August 13, 2004.

A spectacle shows Greece as a gift of nature, the main Olympic stadium covered with water during the Athens 2004 Olympic Games opening ceremony, August 13, 2004.

During the Athens 2004 Olympic Games opening ceremony, a procession of figures from Greek history were represented by actors in marble-like costumes, from ancient mythological characters to a tribute to the Greek shepherd, Spiros Louis, who won the first Olympic marathon, August 13, 2004.

Björk performing 'Oceana' at the main Olympic stadium during the Athens 2004 Olympic Games opening ceremony, August 13, 2004.

Fireworks explode over the main Olympic stadium during the Athens 2004 Olympic Games opening ceremony, August 13, 2004.

The Olympic torch glowing over the main Olympic stadium during the Athens 2004 Olympic Games opening ceremony, August 13, 2004.

Welcome Home, Olympics!

 13-29 أغسطس 2004 : ملحوظات ثقافية على هامش دفتر دورة أثينا الأوليمپية :

اليوم صفر : 13 أغسطس 2004 : حفل الافتتاح : سؤال : 4 محجبات فى حفل الافتتاح نصفهن من مصر . فرضا عدد المحجبات ومشاريع المحجبات حول العالم 650 مليونا ، أعطين للعالم 4 مشاركات فى الدورة الأوليمپية . أية جزيرة فى المحيط الهادى لا يزيد عدد إناثها عن 65 ألفا أعطت أكثر من 4 لاعبات . أترك لك بقية الحسابات !

الجزء الاستعراضى كان كثيفا فعلا فى عرض التاريخ والحضارة اليونانيين ، ناهيك طبعا عن إبهاره الفائق . لكن مجرد أقامة الدورات الأوليمپية يقصد به أن يذكرنا كل أربع سنوات أن اليونان هى أم حضارتنا المعاصرة ورائدة كل شىء فيها ، ليس فى الفلسفة والفكر والعلوم والعقل فقط ، إنما فى البدن والقوة وتأليه الجسد الإنسانى وإبداعاته . نعم كل شىء ، فاليونان الوثنية ( ولأنها وثنية ) هى التى حققت ذلك ، بينما أبلتنا وأبلت كل العالم تلك ’ الحضارة ‘ الأخرى المجاورة فى مصر بالخرافة وأديان التوحيد الثلاث ، وظلماتها وجرائمها الكبرى فى حق التاريخ الإنسانى . مبدئيا وإلى أن تبدأ الألعاب وتكسحنا إثارتها غدا ، ندعوك لقراءة المزيد فى هذا على موقعنا عن كيف اعتبرت المسيحية الألعاب الأوليمپية القديمة خطرا داهما ومحدقا وألغتها عن بكرة أبيها فى أول فرصة سنحت لها ، أو المزيد حول الفارق المطلق بين النور والطلام بين حضارتى اليونان ومصر القديمتين . أعتقد أنك ساعتها قد تفكر فى مرتديات الحجاب الأربع اليوم تحت ضوء مختلف جدا !

وبعد فقد مر الحفل الرائع بسلام ، بل حتى لم يشعر أحد بإجراءات أمنية خاصة ، ويبدو أن الشركة الكاليفورنية المتخصصة فى الأمن قد استحقت ما تقاضته من 325 مليون دولار ( حسب بعض التقديرات إجمالى تكلفة الأمن بما فيها الـ 44 ألف جندى يونانى فربما وصلت لـ 1.5 بليون دولار ، أما إجمالى تكلفة الألعاب فيتراوح ما بين 10-12 بليونا . قبل أن تفغر فاهك من الأرقام ، إليك هذا الرقم الأخير : الصين رصدت 23 بليونا لألعاب 2008 ! ) .

After setting a new olympic record at 1:00.17 in a qualifying heat in the day before, Natalie Coughlin of the U.S. swims to gold in the 100m backstroke, at the 2004 Summer Olympic Games, Olympic Aquatic Centre, Athens, Greece, August 16, 2004.

Stripped for Gold!

- اليوم الأول : 14 أغسطس : بمناسبة المحجبات ومن يحرضهن على الحجاب من الرجال ، يثرن الآن صحفى من شمال أفريقيا على ما أذكر تحدث للبى بى سى من أثينا جلبة كبيرة حول المفاجأة الكبرى المنتظرة فى مايوه السباحة اليوم ، وكأنهم نجحوا فى تحجيب كل بطلات العالم فى السباحة . نعم المايوه سيغطى كل الجسم تقريبا ، لكن لا علاقة للأمر بالاحتشام ولا التجرد . هو فقط اختراع عالى التقنية ( طبعا جاء من بلاد الكفار ) ، يقلل مقاومة الماء ، لأنه يلف الجسم بقوة ويقلل تضاريسه العضلية من ناحية ، ولأن الماء لا يحتك به ولا يكاد يلتصق به من ناحية أخرى !

Swimmers from the United States Amanda Beard, Michael Phelps, Jenny Thompson and Natalie Coughlin gather for a group photo on a beach while participating in a Speedo sponsored event in Athens, August 24, 2004. 

 

Swimmers from the United States Amanda Beard, Michael Phelps, Jenny Thompson and Natalie Coughlin gather for a group photo on a beach while participating in a Speedo sponsored event in Athens, August 24, 2004. 

America's Sweethearts!’

يا ريت حد عندنا يكبر مخه شويه ، ويفكر هم بيمارسوا الرياضة إزاى ، موش بيمارسوها لابسين إيه . إللى بيظهر أو تظهر قدامنا مدلعة نفسها فى اللبس شوية ، دى غلبانة آخر غلب زى العبيد فى التدريب وتشغيل المخ وأفناء كل حياتها فى رياضتها دى . والحاجتين بيكملوا بعض ، ومن غير تحرر مفيش إبداع . لو عندنا واحد من ألف من جديتهم وعرقهم فى أى حاجة ، شوف كنا هنكون إيه . وحياتك لو واحدة منقبة جابت دهب هنقف لها احتراما ، لكن المشكلة إن ده موش ممكن يحصل أبدا ، والأسباب كتيرة جدا ، موش وقت نقولها تانى أو تالت !

[ اليوم الأول : بعد قليل : هأ ! ملابس السباحة كانت مفاجأة فعلا . قررت السباحات أن يكون كل جانبى الجسم شفافين بالكامل ، فتحول المايوه الشرعى المحتشم الذى حلم به أصحابنا أياهم إلى شىء أقرب لنوع من العرى الكامل ! هأ مرة تانى ! ] .

سؤال آخر : المنتخب العراقى لكرة القدم يحقق نتائج جيدة . مؤامرة طبعا ، لكن من أعطى التعليمات ، هل چورچ دبليو . بوش أم الموساد ؟

سؤال ثالث : أيضا بمناسبة المحجبات ، هل تعرف ما هى اللعبة الأوليمپية المفاجأة ، التى اتضح أنها ذات الجماهيرية الأكثر سحقا فى بلادنا العربية ، ولا يفوتها أى أحد ؟

Members of the 2004 Olympics Beach Volleyball dance team practice for the opening of the beach volleyball games, Athens, Greece, August 13, 2004.

The beach volleybal dancers are joined by the Olympic mascot Athina as they entertain the crowd during the 2004 Olympic Games at the Olympic Beach Volleyball Centre, Athens, Greece, August 18, 2004.

Off Field!

Australia's Summer Lochowicz, left, hugs teammate Kerri Pottharst as China's Wang Fei watches following their beach volleyball match in the 2004 Athens Olympics, Athens, Greece, August 14, 2004.

Germany's Okka Rau, right, hides her hands behind her back as she sends a signal to her partner Stephanie Pohl, left, during their match at the Olympic Beach Volleyball Centre, Athens, Greece, August 14, 2004.

Greece's Efthalia Koutroumanidou dives for the ball near the end of a three set loss to German in their match during the 2004 Olympic Games at the Olympic Beach Volleyball Centre, Athens, Greece, August 15, 2004.

Australia's Natalie Cole reacts after she and teammate Nicole Sanderson, left, eliminated the other Australian team of Summer Lochowicz and Kerri Pottharst in the 2004 Olympic Games at the Olympic Beach Volleyball Centre, Athens, Greece, August 20, 2004.

USA's Kerri Walsh, bottom, and teammate Misty May celebrate after beating Brazil in the gold medal beach volleyball finals during the 2004 Olympic Games at Faliro Beach Volleyball Stadium, Athens, Greece, August 24, 2004.

…and Infield!

Brazil's Ricardo Santos signs autographs for the staff after he and his teammate Emanuel Rego beat Spain's Pablo Herrera and Javier Bosma in the gold medal match at the 2004 Olympic Games in the Olympic Beach Volleyball Centre, Athens, Greece, August 25, 2004

Forever Sexy!

إنها الكرة الطائرة على الشواطئ !

السبب طبعا البيكينيات الساخنة جدا سواء داخل الملعب أو فى الاستعراضات خارجه بين الأشواط ، ما يلى ياهوو Volleyball bikinis stir up a storm.htm وللحق منذ ظهرت فى أتلانتا قبل دورتين وهى ذات جماهيرية ساحقة عالميا ، ووصلت للمركز الخامس فى سيدنى من حيث المشاهدة التليڤزيونية بين كل اللعبات . هذا يعنى أن الفرجة عليها صحية جدا ، بشرط واحد أن تمتع نفسك بها حقا ، لا أن تتفرج وتهتاج جنسيا ثم تلعن الخلاعة والانحلال عند هؤلاء الغربيين الكفرة .

Brazil's Ana Paula Connelly and team mate Sandra Pires hug after losing their match to team Brazil Adriana Behar and shelda Bede after the women's quarter-final beach volleyball event at the Athens 2004 Olympic Games Athens, Greece, August 22, 2004.

USA's Kerri Walsh celebrates with fans after she and teammate Misty May beat Brazil in the gold medal beach volleyball finals during the 2004 Summer Olympics at Faliro Beach Volleyball Stadium, Athens, August 24, 2004.

Everybody Says Sexy!

كتبنا مرارا ومرارا وتكرارا عن الجنس كمكون أساس فى كل فنون الاستعراض ، وآخرها قنوات التليڤزيون الإخبارية الجادة جدا بمذيعات عاريات ، ومنها طبعا الألعاب الرياضية . ولا تنسى أن جهامة المسيحية هى التى ألغت الألعاب الأصلية للعصور القديمة ( قصة أخرى كتبناها أيضا ) . وإذا كانت بيكينيات بطلات كرة الشواطئ عزيزة نسبيا فالانتظار لن يطول قبل أن تهمرنا ألعاب القوى بأطنان اللحم الرياضى المثير جدا . كل هذا ودع جانبا أن الملاعب ليست كل شىء ، والفرجة على المدرجات الواقعة تحت تأثير حرارة الجو وثلوجة البيرة معا ، هى فى حد ذاتها فرجة جنسية وجمالية وثقافية أخرى قائمة بذاتها ! ( ضع أيضا فى الاعتبار أن الألعاب تخضع تليڤزيونيا للمعايير الأميركية ، بحكم كون أميركا أكبر زبون للبث التليڤزيونى لها . هذا يرغم موجهى التليڤوين على الاحتشام نسبيا وهم يتجولون فى المدرجات . فكما تعلم نحن الآن فى عصور ظلام ما بعد صدر چانيت چاكسون العارى ! —حقوق الألعاب الأميركية ‑وحدها !‑ بيعت للإن بى سى مقابل 793 مليون دولار ، وهو رقم ارتفع فى الصفقة التى تمت فى يونيو قبل الماضى 2003 إلى 1181 مليونا لألعاب 2012 لدى ڤارايتى لكن الأرقام موجودة ممتازة هنا ومتفرقة هنا وهنا وهنا —هل تتمناها فى نيو يورك ؟ وقبلها كان 894 بليونا لدورة پكين . فى الواقع الصفقة تتم عادة للألعاب الشتوية والصيفية معا ، وحسب ڤارايتى أيضا رقم تورينو وپكين هو 1.507 بليونا ورقم ڤانكوڤر 2010 زائد أيا من كانت 2012 هو 2.001 بليون دولار . بقى القول إن أرباح الشبكة من الألعاب الحالية ‑وبعد خصم تكاليف البث نفسه والتى لا تضمها تلك الأرقام‑ قد تفوق المائتى مليونا . أما لو كنت تعتقد أن كأس العالم لكرة القدم هو أهم حدث رياضى أو تليڤزيونى انظر أرقام الفيفا هنا . كل الدخل التليڤزيونى من كل العالم من كل المسابقات والأنشطة فى كل القارات من كل فترة الأربع سنوات بين الكأسين ، يعادل بالكاد 1.4 بليون فرنك سويسرى أو 1.1 بليون دولار ما يحققه البث التليڤزيونى لأسبوعى الدورة الأوليمپية من أميركا وحدها ! ) .

Britain's Tony Ally and Mark Shipman dive in the men's synchronised 3 metre springboard final at the 2004 Summer Olympic Games, Olympic Aquatic Centre, Athens, Greece, August 16, 2004.

Glory of the Human Body!’

بالمناسبة أنا أتحدث عن الألعاب الأوليمپية كمتعة جنسية لكلا الجنسين ، وليس لفرجة الرجال على أجساد النساء الفارهة التى يتخيلونها تعصرهم وتفتك بهم فى الفراش ، أو المتعة برؤية كل تلك الاحتكاكات أو القبلات أو الربت على المؤخرات بينهن بعضهن البعض أو من مدربيهن لهن . بل أتساءل حتى عن كم هو عدد الرجال الذين يتحولون للمثلية الجنسية أو للثنائية الجنسية مع كل دورة أوليمپية ، بعد فرجتهم لثلاثة أسابيع على كل هذا البهاء والمجد للجسد الإنسانى الذكرى ؟

Ahmed Al-Maktoum of the United Arab Emirates displays his gold medal after winning the men's double trap finals, in Athens at the 2004 Olympic Games, August 17, 2004.

Dubai's Crown Prince and Defence Minister Sheikh Mohammed bin Rashed Al-Maktoum arrives for the third day of the annual Royal Ascot horse race meeting at Ascot, England, June 17, 2004.

The ‘Arab Rulers!’

سؤال رابع ( اليوم هو اليوم الرابع ) : أحمد بن حشر آل مكتوم ، فاز بميدالية ذهبية للإمارات عن الرماية على الفخ ( الطبق أو الحفرة بالترجمة الشائعة ) المزدوج ، وكان قد فقد البرونزية قبلها بيوم فى مسابقة الفخ ( المفرد ) بفارق نقطة واحدة . هذا الرجل أمير بمعنى الكلمة ( طبعا معناها الإنجليزى الفروسى الأنيق النبيل ، وليس معناها العربى المتخلف أى صاحب الأمر والنهى ) ، ونهدى قناة الجعيرة ومن لف لفها سؤالا يقول من الذى أتى بالميداليات ’ الحكام العرب ‘ أم الشعوب العربية ؟ نهديك بجوار هذا صورة لشخصية أخرى ذات احترام كبير فى الغرب من الأسرة المالكة لإمارة دبى التى ينتمى لها أحمد ، هى للشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ولى العهد وزير الدفاع ، لنقول إن التنور لا يتجزأ ، ونهضة دبى الاقتصادية والسياحية التى تلاعب العالم بأعلى معاييره ، نتيجتها الطبيعية جدا ميداليات ذهبية فى الدورات الأوليمپية . أما أحمد فهو ابن رئيس محاكم الإمارة ، واقرأ هنا أجوبته على أسئلة الشرق الأوسط لتعرف كم قدر الهواية ورغبة الاستمتاع بالحياة وصداقة الناس من مختلف البلاد هى من سمات شخصيته واهتماماتها الأصيلة . أما سلوكياته فى الملعب ، حبه واحترامه لمدربه ولمنافسية ولبندقيته وللعبته ، فقد وصلتك كلها من مشاهدة الألعاب . على الأقل الابتسامة البشوش التى لا تكاد تفارق وجهه ( وهى بالمناسبة نادرة فى أبطال الرماية ، فهم أصحاب الاكتئاب كله ، تراه على وجوههم لدرجة تشك أن يقدر عليها أعتى ممثلى السينما أنفسهم ، ولا تنفرج أساريرهم إلا بإعلان الفوز ! ) ، تلك الابتسامة تؤكد لك أنه لا يفكر كثيرا أن ثمة مؤامرة كونية كانت تحاك ضده فى أثينا ، كما أحيكت لكل اللاعبين العرب ، بظلم الحكام ، وظلم القرعة ، وظلم القرية الأوليمپية ، وظلم المواصلات الأوليمپية ، وظلم الجو ، وظلم الاضطرابات الشسمية واضطرابات مجرة درب التبانة !

USA's Michael Phelps, left, and Australia's Ian Thorpe before the start of the 200-meter freestyle preliminary round, at the 2004 Summer Olympic Games, Olympic Aquatic Centre, Athens, Greece, August 15, 2004.

Enemies or Friends Against a Common Enemy?

سؤال خامس ( اليوم هو اليوم الخامس 18 أغسطس ) : هل يحترم الأبطال بعضهم البعض حقا ، وهل يهنئون بعضهم البعض بصدق أم كمجرد روتين ؟

Russia's Yelena Isinbayeva won the women's pole vault, eclipsing her own mark set in July, at the 2004 Summer Olympics in the Olympic Stadium in Athens, August 24 2004.

Russia's Yelena Isinbayeva kisses her pole in front of a sign recording her new world record, after she won the gold medal in the women's pole vault at the 2004 Olympic Games at the Olympic Stadium, Athens, August 24, 2004.

Norway's Gunn Rita Dahle kisses her coach Kenneth Flesjaa after she won the gold medal in the women's mountain bike race of the 2004 Olympic Games, outskirts of Athens, August 27, 2004.

France's Julien Absalon kisses his wife Emilie after the Men's Mountain Bike race of the 2004 Olympic Games, outskirts of Athens, August 28, 2004.

Kisses!

ربما تخرج بانطباع تحيات أداء الواجب من ألعاب النزال كالملاكمة أو المصارعة ، بالذات لأنها تحيات إجبارية وبالفعل لا ينظرون فى عيون بعضهم البعض حين يؤدونها ، لكن مشاهد حمامات السباحة التى نراها هذه الأيام تقول إن القاعدة ( نعم القاعدة ) هى العكس . لماذا تهتم بطلة أو بطل هولندا أو أستراليا بالذهاب عبر الحمام لتهنئة المنافس الأميركى الفائز أو العكس بالعكس ؟ هنا تتجسد فلسفة الألعاب ، إن لم تكن تكمن فلسفة الحياة الإنسانية نفسها . مايكل فيلپس لا يرى فى أيان ثورب أو فى پيير ڤان دين هووجينباند عدوه أو العكس . بل الواقع الأكثر ترجيحا ، بل هو الشىء الطبيعى ، أن كل هؤلاء أصدقاء . اللاعبون أصدقاء والمدربون أصدقاء ، يلتقون فى البطولة تلو الأخر ، ثم حين يفرغون يمضون لياليهم يسهرون سويا ، فالمدرب الفائز بالميدالية الذهبية فى لعبة كذا لن يجد من هو أقرب إليه فى الفكر والاهتمامات من المدرب الفائز بالميدالية الفضية ، وهكذا اللاعبين ، وهكذا نجوم السينما وتجار الحاسوب والنجارين والسباكين وكل أحد . يتقاتلون على العقود وعلى الميداليات فى الصباح لكنهم أصدقاء فى المساء . قد تقول إن هؤلاء محترفون ويخلون من الانفعالات . جائز ، لكن هذا ليس كل شىء . ما أردت قوله هنا دفعنى إليه فى الواقع ما أراه فى بلادنا أو فى شبابنا ، مما يمكن تسميته حروبا صغيرة . الشاب يحارب أسرته ويحارب زملائه فى الدراسة أو فى الشغل طوال الوقت ، ويعتقد أنه بهذا يبنى مستقبله أو يرتقى لمكانة أعلى فى الحياة . هذه معارك تافهة سواء فاز فيها أو خسر ، او بالأحرى هى شماعات يريد ألا يرى بها فشله الحقيقى ، لو حاول مقارنة نفسه بتلميذ من مدارس أميركا أو الياپان أو الصين . ربما هذا جزء من عقليتنا ، العقلية الاشتراكية التى علمتنا التقاتل على الفتات ( انظر هنا لو شئت بعض العكننة أو ربما تنسيك عكننة فرقنا الجماعية ) ، أو العقلية العربية عقلية النهش والنهب الأصيلة منذ غزوة بدر ( انظر هنا لو شئت المزيد من العكننة ) ، أو سمها الولاء والبراء وإن على صعيد فردى حيث أنت ضد كل العالم أو أنا وأخوى على ابن عمى ( انظر هذه ليس ببعيد إنما أعلاه مباشرة ، طبعا بهدف العككنة أيضا ) . لكن شبابنا لا يسميها نهشا ولا براء . يسميها طموح ، وربما خجلا ، أو ربما لأنه يعرف أنه يكذب ، تكون الكلمة السائدة هى ’ أنا طماع ‘ أو ’ أنا طماعة ‘ ، وإن قالها بفخر كى يعطى أهمية لنفسه ولحياته .

وباختصار نقول إنها ما هى بطموح ambition إنما فقط عدوانية aggression . الفارق بين الاثنين أن فى الأول عدوك ليس الغير بالمرة . عدوك هو نفسك . حين يحقق فيلپس ما يقهر به ثورپ ، لا ينظر إليه على أنه عدو . إنما فقط ينظر لأنه لم يقم هو نفسه بالجهد الكافى ، وأن قدرة الإنسان لا يزال أمامها طريق طويل فشل هو فى بلوغه بعد . الأرقام عدو الاثنين . الطبيعة عدو الاثنين . الاثنان معركتهما واحدة ، هما حليفان فيها لا خصمان . هذه شعوب تؤمن بالمنافسة ليس فقط لمصلحة الفرد ، إنما لأنها تحقق صالح الجماعة ككل ( كلام آدم سميث ، موش كده ؟ ) . لا پارانويا ولا ضغائن ، إنما قواعد لعبة ارتضاها الجميع ، ومن أجلها يقف الجميع تحية لسفن الصين العملاقة وهى تمخر المحيطات حاملة السلع لأعتى الدول دون أن يضربها أحد بالقنابل ، ومن أجلها يعبر بطل السباحة حارات الحمام ليهنئ خصمه ، من القلب وبصدق ، لأنه يشعر فعلا بأنه هو الذى انتصر حتى لو أخذ غيره الذهب . قواعد لعبة وضعتها أمنا الطبيعة ، ومن يحولونها من لعبة إلى خناقة هم فقط من يرفضون قواعد هذه اللعبة ، هم فقط من يضربون تحت الحزام لأنهم فشلوا فى اللعب فوق الحزام . لا پارانويا ولا ضغائن ، إنما حقا السلام الذى تقام الألعاب تحت شعاره ، الكلمة التى لا نكاد نتمثل عمقها ونعتبرها شعارا لا أكثر . سلام المنافسة ، سلام الشرف !

الخلاصة : الدنيا لعبة وليست خناقة ، وأنت لا تجاهد إلا نفسك ، وهذا هو الطموح الحق . وهذا ما لا يفهمه صغارنا المشغولون بمعاركهم التافهة فيما بين بعضهم البعض ، الخناق يحرمهم من متعة الحياة ، الخناق يأكل الروح ، بينما المفروض أن ينكبوا على القراءة ، أو ‑حسنا !‑ على ممارسة السباحة !

Picture of torchbearers on an ancient vase, Greece.

Olympic men's shotput finalists walk through the ruins of ancient Olympia on their way to competing in the shot-put, the first Olympic event held at the site in nearly 16 centuries, in the 2004 Athens Olympic Games, Ancient Olympia, Greece, August 18, 2004.

Spectators sat on the grassy hillside to watch the qualifying round of the 2004 Athens Olympics women's shot-put event which was held inside the ancient stadium used for Olympic competition for the first time in nearly 16 centuries, in the 2004 Athens Olympic Games, Ancient Olympia, Greece, August 18, 2004.

The Way It Was!

اليوم الخامس 18 أغسطس : حدث تاريخى بكل معنى الكلمة : أول ممارسة منذ 16 قرنا للألعاب على ستاد أوليمپيا القديم ، وأول ممارسة للنساء للرياضة عليه على الإطلاق !

Tourists pass the entrance of the ancient stadium of Olympia, where the Olympics were born in 776 B.C., Greece, August 7, 2004.

Olympic men's shot-put finalists walk through the same stone archway as athletes did in 776 B.C., to the ancient site of the Olympics, used for Olympic competition for the first time in nearly 16 centuries, in the 2004 Athens Olympic Games, Ancient Olympia, Greece, August 18, 2004.

Women shot-putters walk past the ruins of the site of the ancient olympics, used for Olympic competition for the first time in nearly 16 centuries, prior to their final competition in the 2004 Athens Olympic Games, Ancient Olympia, Greece, August 18, 2004.

Back to School!

الحدث رمزى أكثر منه أى شىء آخر . حتى رمى الجلة أصلها إنجليزى وليس يونانيا . وما حسمها هو الاعتبارات العملية جدا ، فمدى الرمى فيها هو الأقصر بين كل الرميات بما يناسب حجم الستاد الصغير كثيرا مقارنة بالاستادات المعاصرة ، كما أن أخطار تهديد الموقع الأثرى من خلال هذه اللعبة تكاد تكون معدومة . مع ذلك هناك شبه صاعق قد لا نقدره حق قدره مع الأوليمپيات الباكرة حين ولدت سنة 776 قحش ، وهو أنها كانت لقاء للرياضيين مكون من يوم واحد !

بالمثل مر هؤلاء اللاعبون المحظوظون من تحت البوابة‑القوس تماما كما كان يحدث قبل 28 قرنا . الفارق أنهم لم يكونوا عرايا كأسلافهم . كذلك هم اصطحبوا معهم النساء لاعبات ومشاهدات معا ، وكلا الأمرين كان محظورا ( ومع ذلك رأت المسيحية فى الألعاب مجونا وثنيا وألغتها ! ) .

جلس الجمهور على الأرض الخضراء المائلة لأعلى كما المدرجات ، ليشاهدوا الـ shot-put أو كما يسمونها عندنا رمى الجلة ، التصفيات فى الصباح والنهائيات عصرا . جلسوا بالضبط كأسلافهم ، وتحت نفس تحت الشمس الحارقة ، يهللون ويصفقون لكل لعبة مثيرة .

لا مأكولات عصرية ولا إعلانات إليكترونية ولا غيرها من تقنيات ، إلا أبسط ما تحتاجه قوانين اللعبة الرسمية ، حتى الميداليات ألغيت ولم توزع سوى أكاليل الغار الزيتونية . أما الجمهور نفسه فيقدر بـ 15 ألف شخص ، حرص الكثيرون منه على عيش اللحظة التى قد لا تتاح له فى حياته مرة أخرى ، فارتدى الملابس القديمة ، أو تكلم باللغة القديمة ، أو كل ما نالته يداه من أجل ذلك .

Shot-put spectator Ted Karkazis from Chicago got into the spirit of the event by wearing a traditional Greek toga during the shot-put final event at the 2004 Athens Summer Olympic Games, the ancient stadium used for Olympic competition for the first time in nearly 16 centuries, Ancient Olympia, Greece, August 18, 2004.

Lieja Tunks of the Netherlands puts her shot during the shot-put final event at the 2004 Athens Summer Olympic Games, the ancient stadium used for Olympic competition for the first time in nearly 16 centuries, Ancient Olympia, Greece, August 18, 2004.

28 Centuries Apart!

كما اتخذت الأوليمپيات اسمها من هذا المكان ، جبال الأوليمپ ، وكما كانت إعادة اكتشاف هذا المكان فى منتصف القرن الثامن عشر الإلهام الأساس وراء إعادة بعث النبيل الفرنسى البارون پيير دو كوبيرتان للأوليمپيات ، فقد كان هذا المكان تحديا أيضا ، واليوم فقط 18 أغسطس 2005 تحديدا ، حق بكل معنى الكلمة شعار الدورة الحالية ، الأوليمپيات مرحبا فى وطنك ! Olympics, Welcome Home! ، فهذه النقطة بالضبط وليس سواها فى كل البسيطة ، هى الموطن ، والعود الذى حدث اليوم تاريخى بكل معنى الكلمة ، وجاء بعد غياب 16 قرنا كاملة ، وحتى المرة الوحيدة التى أقيمت فيها الأوليمپيات الحديثة فى اليونان فى دورتها الأولى سنة 1896 لم تذهب لزيارة المكان ! ( للمزيد اقرأ قصة النيو يورك تايمز المفعمة بدفء التاريخ أمس ) .

مع ذلك لا يخلو الأمر من مفارقات . فمثلا رمى الجلة ليس لعبة أوليمپية قديمة أصلا ، بل لعبة ذات جذور سيلتية ، ولو شئنا الحديث عن الأوليمپيات الأصلية جدا قبل 2800 سنة ، فغالبا لم تكن تعدو سباقا لترويض الجياد يشارك فيه الآباء بجيادهم وأبناءهم ، وليس أكثر . والعامل الوحيد ففى اختيارها هو اعتبار عملى بالكامل ، أنها لعبة تناسب مساحة المكان ، زائد أنها لن تلحق به أضرارا ما .

لقد كانت الأوليمپيات القديمة رمزا نادرا من نوعه للسمو بما هو أرضى لمرتبة القداسة ، وأن لا قداسة إلا فينا نحن . نعم هى كانت عبادة لزوس ، وكان اللاعبون يقدمون فروض التبجيل لتمثاله زوس الرخامى الذهبى ، إحدى عجائب الدنيا السبع . لكن مهلا أى نوع من العبادة كان ذلك حقا . دائما أبدا الأرضى هو المقدس ، وهذا ما دارت حوله كل الميثولوچيا اليونانية ( للمزيد اقرأ صفحة العلمانية ) . بهاء أجسادنا قداسة ، تستحق الحج المضنى إليها من كل فج عميق للاستمتاع بسمو رؤيتها عارية فى كامل إشراقها وإبداعها . الجنس أيضا قداسة ، وليس بالضرورة غريزة عمياء تقود للانحلال والهلاك والهمجية ، أو تحديدا هى بالضرورة النقيض من العقل والتحكم .

حين قال معلمنا أرسطو إن ثمة شعوبا تعيش بالانفعال والعاطفة والغريزة ، وأسماها شعوبا همجية ( كان يقصدنا نحن ) ، لم يكن يدعو للعفة ، ولم يخطر بباله ازدراء الجنس ، إنما ببساطة انتقد افتقادنا نحن شرق الأوسطيين لأحد مكونات القوة ، وهو العقل . فالحقيقة أن الشهوة ( وإلهها إيروس ) فى الميثولوچيا اليونانية جزء أصيل من مفردات الحضارة ، هو عينه مصدر قائم بذاته للقوة والازدهار والنماء .

دائما أبدا الأرضى هو المقدس ، وهذا ما دارت حوله كل الميثولوچيا اليونانية . بهاء أجسادنا قداسة ، تستحق الحج المضنى إليها من كل فج عميق للاستمتاع بسمو رؤيتها عارية فى كامل إشراقها وإبداعها . الجنس أيضا قداسة ، وليس بالضرورة غريزة عمياء تقود للانحلال والهلاك والهمجية ، أو تحديدا هى بالضرورة النقيض من العقل والتحكم . حين قال معلمنا أرسطو إن ثمة شعوبا تعيش بالانفعال والعاطفة والغريزة ، وأسماها شعوبا همجية ( كان يقصدنا نحن ) ، لم يكن يدعو للعفة ، ولم يخطر بباله ازدراء الجنس ، إنما ببساطة انتقد افتقادنا نحن شرق الأوسطيين لأحد مكونات القوة ، وهو العقل . فالحقيقة أن الشهوة ( وإلهها إيروس ) فى الميثولوچيا اليونانية جزء أصيل من مفردات الحضارة ، هو عينه مصدر قائم بذاته للقوة والازدهار والنماء . هذه هى عبقرية الحضارة اليونانية ، تصالحها أو بالأحرى توحيدها العظيم بين كافة قوى الطبيعة ، كل ما هو قوى مقدس ، كل ما هو طبيعى مقدس ، كل ما هو تنافسى مقدس ، كل ما هو حر مقدس ، أو ‑بالاستعارة عن داروين‑ كل ما هو تطورى مقدس !

إغلاق الأوليمپيات القديمة لم يكن إلا فصلا أو معركة فى حرب التاريخ الكبرى ، حرب ظلام مصر على نور أثينا . ومن نافلة القول إن المعركة حسمت فيما بعد لصالح التنوير والتقنية ، وبنى الإنجليز ( ورثة أثينا وقيمها الأصيلة الحقيقيون ) حضارة الصناعة ، ومن ثم حضارة ما بعد‑الصناعة ، ذلك بالتشارك مع اليهود ممن تخلصوا من داء السامية القديم ، ثم من بعد من خلال أميركا الوريث اليافع لكل هذه القيم الخالدة .

 هذه هى عبقرية الحضارة اليونانية ، تصالحها أو بالأحرى توحيدها العظيم بين كافة قوى الطبيعة ، كل ما هو قوى مقدس ، كل ما هو طبيعى مقدس ، كل ما هو تنافسى مقدس ، كل ما هو حر مقدس ، أو ‑بالاستعارة عن داروين‑ كل ما هو تطورى مقدس !

عندنا فى مصر كان ثمة إلها للخصوبة يدعى من ، لكن ما فائدة هذا فى عقلية غيبية بالكامل لا هم لها سوى بناء المعابد والمقابر ولا يتملكها شىء قدر تملك هاجس الحياة الأخرى لها .

دائما ما يقولون مصر أم الدنيا . الإجابة خطأ ، مصر أم الدين ، وأثينا أم الدنيا !

ليس دليلا أكثر درامية على هذا التضاد بين اليونان ومصر ، من تلك من النهاية التراچيدية للأوليمپيات القديمة نفسها . لقد أقيمت لمدة 1200 سنة دون انقطاع ، هذا إلى تمكنت عقيدة التوحيد المدعوة بالمسيحية ‑وكما تعلم مصر أصل هرطقة التوحيد‑ على أوروپا ، فكان أول ما فعلته فكرة التوحيد الظلامية أن أغلقت الدورات الأوليمپية ، لأنها دنيوية ومنحلة أكثر مما يجب ، ومن ثم دشنت عصور الظلام ، أكثر حقب البشرية سوادا بفضل المسيحية وفرخها الإجرامى المدعو الإسلام .

هنا فقط تحقق لمصر الدونية الظلامية الانتقام من أثينا العظيمة مهد كل النور .

إغلاق الأوليمپيات القديمة لم يكن إلا فصلا أو معركة فى حرب التاريخ الكبرى ، حرب ظلام مصر على نور أثينا . ومن نافلة القول إن المعركة حسمت فيما بعد لصالح التنوير والتقنية ، وبنى الإنجليز ( ورثة أثينا وقيمها الأصيلة الحقيقيون ) حضارة الصناعة ، ومن ثم حضارة ما بعد‑الصناعة ، ذلك بالتشارك مع اليهود ممن تخلصوا من داء السامية القديم ، ثم من بعد من خلال أميركا الوريث اليافع لكل هذه القيم الخالدة .

… للمزيد اقرأ المدخل الأصلى لصفحة الثقافة هذه ، وهذا الجزء من صفحة العلمانية ، التى لعلها تصلح كلها للقراءة فى هذه الأيام الجياشة [ ولاحقا هذا المدخل بمناسبة فيلم ’ الملك آرثر ‘ عن علاقة العرق الأنجلى بالفكر اليونانى القديم ] .

Greece's Prime Minister Constantinos Karamanlis, left, watches the Greek team play volleyball against Argentina as his wife Natasha, center, jokes with Gianna Angelopoulos, the President of the Athens 2004 Olympic Committee, at the 2004 Olympic Games, Athens, August 19, 2004.

People to Remember!

شكرا للجنة الأوليمپية ، وشكرا لأثينا ، أن أتحتما لنا مثل لحظات التفكر الجميل كهذه ، وما أكثرها . وبصراحة : أيا ما كان عدد المشاركين فى أوليمپيات أثينا ، وأيا ما كان عدد الأرقام التى ستتحطم فيها ، وكلاهما ليس قياسيا على الأرجح ، فسوف تظل هذه الدورة فى ذاكرة التاريخ وذاكرة كل من حضرها وكل من تابعها ، شيئا خاصا جدا من نوعه .

هذا ما أفلحت فيه اللجنة المنظمة على كافة الأصعدة . فتحية مجددة لرئيستها چيانا أنچيلوپوولووس‑داسكالاكى ( نعم ، عندنا تحية قديمة لها هنا ، بها صورة أخرى لها مع رئيس الوزراء اليمينى الجديد ، لكن أولا قبيل انتخابه ، وثانيا بدون زوجته الجميلة جدا كصورة مدرجات الكرة الطائرة هذه ! ) .

Despite worldwide kudos for his evocative tableau of 3,000 years of Greek history and culture, Dimitris Papaioannou, the man behind Athens' opening ceremony, was reluctant to call his work a success, speaking during a news conference, Athens, August 24, 2004.

A Comprehensive Vision of History and Civilization!

أيضا وبما أننا بصدد ذكر من يجب ذكرهم من هذه الأوليمپيات موجه حفل الافتتاح المتواضع ‑الشخص لا الحفل‑ ديميتريس پاپايانوو . بصراحة نأسف إن بدا الكلام عن الحجاب والتخلف هو الذى أخذنا ، لكن الحقيقة أن الحفل الاستعراضى هو الذى أخذنا حقا ، وراح يعتمل فى تفكيرنا فى الأيام السابقة ، لنكتشف أنه كان الشىء الأولى بالمراجعة حقا قبل أية كلمة أخرى فى هذه الملحوظات . طبعا كتبنا انطباعات عامة ، ووضعنا عدد من الصور اعتقدنا أنه سيتحدث عن نفسه ، وهو يتحدث عن نفسه بالفعل ، لكن التحية والتقييم والتفصيل هى أقل واجب علينا نحو هذا المشغولة الفنية الرفيعة . بالفعل ، كم كان حفل الافتتاح هذا ليس مبهرا من حيث الاستعراض spectacular فقط ، فهذا الجانب الأتفه إن جاز القول ، وموجود فى كل الأحداث المشابهة ، ولعل دورة أتلانتا بمقدرة فنانى هولليوود وبرودواى هى التى وضعت القياسات الجديدة للحدود الدنيا لها . إنما الأهم هو المحتوى ، حجم الثراء الثقافى والذهنى والتاريخى المثير للفكر والملهب للخيال والتأمل ، فى ذاك العرض الأثينى .

During the Athens 2004 Olympic Games opening ceremony, a procession of figures from Greek history were represented by actors in marble-like costumes, from ancient mythological characters to a tribute to the Greek shepherd, Spiros Louis, who won the first Olympic marathon, August 13, 2004.

Eros!

إنها قصة حضارة لا كما ترويها كتب التاريخ ، ولا فقط كقصة مصاغة فى قالب فنى إيحائى ، بل رؤية بمعنى الكلمة ، رؤية كاملة للتاريخ ، أشياء تولد من رحم أشياء ، ومسيرة قطار لا تتوقف أبدا ، وتفاعل بين الإنسان والطبيعة حبا وصراعا معا طوال الوقت ، وقصة لا نظير لها لإله للشهوة يدعى إيروس يصالح أو قل يوحد بين الغريزة وبين السيطرة والقوة والعقل كالقيم العليا لكلمة حضارة ، هذا إلخ … إلخ . اقرأ 20050117 الرويترز ياهوو عن غضبة رئيسة الدورة على احتجاجات الجماعات الدينية الأميركية على المشاهد العارية فى الافتتاح Athens chief fumes at US lewdness claims.htm إنه متعة ذهنية متكاملة تأكيدا ستكون أول شريط أعيد مشاهدته بمجرد أن تحين لى فرصة فى هذه الأيام المزدحمة جدا . وسواء وافقت على كل ما قالته أو بعضه ، فلا تملك إلا الانحناء أمامها !

A half-nude female artist performs during the opening ceremony of the Athens 2004 Olympic Games, August 13, 2004.

Eros Forever!

[ اقرأ عن مؤتمره الصحفى اللاحق يوم 24 هنا . ما أذهلنى فيه ، وأيضا أسعدنى أيما سعادة أنه قال إن الحفل كله مستوحى من فيلم ’ 2001 —أوديسا الفضاء ‘ . السينما هى ولعه الأكبر ، وهذا الفيلم هو فيلمه المفضل ( مثلى ومثل كثيرين بالطبع —اقرأ مراجعتى له ) ، إلا أنه بالفعل اشتغل على عقولنا الباطنة ، سواء فى تخيل أجواء القرن الحادى والعشرين ، أو تلك الرحلة السيريالية الطويلة التنويمية لحد ما لقطار الحضارة التاريخ ، أو فى ميلاد الراقص المعاصر كفرخ يخرج من بيضة من قلب التمثال الأغريقى القديم فيما يشبه تتابع الختام فى الفيلم . اعترف أنى لم أقم شخصيا بهذا الربط فى حينه ، رغم ولعى دوما بمثل هذه الأشياء ( أو قل استعراض ثقافتى فيها ) ، لكنه ربط موجود حقا ، بل وخلاق بكل معنى الكلمة !

الأدهى أنه لم يتحدث عن هذا أو ذاك ، إنما تحدث فقط عن أشياء تقانية للغاية قد لا يحسها إلا شخص عصامى مثله يسافر لپاريس لسبع ساعات فقط لزيارة متحف اللوڤر والعودة ، كأن قال مثلا إن الأبعاد الفراغية التى أعطاها للتمائيل اليونانية أخذها عن هذا الفيلم .

الحديث حافل بالمفاجآت ، كقوله أنه كثيرا ما عاش وحيدا وهذا علمه الرسم ، أو خلق البشر طوال الوقت حسب قوله ، وطبعا كان من الممكن أن يصيغ هذا بطريقة أخرى كأن يقول إن الحفل كان جهد رجل واحد لحد كبير ، وهى حقيقة . كلمة متواضع التى يوصف بها رددناها أيضا دون أن ندرك مدى عمقها حقا ، وأقول رددناها لأننا لحسن الحظ لم نحورها إلى مغمور . مرة أخيرة اقرا هذا الحديث لتدهش من أنه لا يعتبر نفسه قد أنجز شيئا ! ] .

( وبالمناسبة الأوليمپيات أو الألعاب الأوليمپية أو على الأقل الاسم العربى الدارج الدورة الأوليمپية هو اسمها ، أما الأوليمپياد فتعنى فترة الأربع سنوات الفاصلة . علمونا هذا ونحن صغار ، ولم ننسه ، فلماذا لا يستخدمه أحد أو لا يعرفه أحد . لا أدرى ! ) .

Nahla Ramadan of Egypt yells as she drops the barbell on the clean and jerk during the women's 75 kg event at the Nikaia Olympic Weightlifting Hall during the Summer Olympics in Athens, August 20, 2004.

A Political Quest for a Medal!

نهلة رمضان ( اليوم هو اليوم السابع 20 أغسطس ) بطلة رفع الأثقال المصرية ليست محجبة لكن ليس هذا سبب تعاطفى معها ، وليس أن الاتحاد الذى تنتمى إليه يديره غير مسلمين على امتداده التاريخى ، وليس حتى بسبب وجهها الطفولى المحبب . أتعاطف معها لأنها وضعت فى ضغوط حقيرة كى تأتى لمصر بميدالية بأى ثمن ، حتى لو كان الثمن أن تدمر مستقبلها الرياضى ، أو أن تنتحر . المؤكد أنها لا هى ولا مدربها البلجارى المتفانى يوران إيڤانوڤ أصحاب قرار الدخول لثقل ’ نطر ‘ clean and jerk 145 كيلو ، وقطعا ليسوا أصحاب القرار الأكثر حقارة بدخولها لثقل 147.5 وقد فشلت مرتين فى الثقل السابق . هذه قرارات سياسية ، إن لم تكن قد جاءت من رئيس البعثة الذى رأيناه وحده يكلمها فى خلفية الملعب بينما انفض عنها مدربها ، الوحيد على وجه الأرض المؤهل للحديث معها فى تلك اللحظات بل من حقه حمايتها من سماع أى شىء آخر خلالها ، فقد جاءت تلك القرارات من جهات سياسية عليا بالهاتف الخليوى من مصر !

هذه ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التى تقحم فيها الدول المتخلفة السياسة فى الدورة ، طبعا على الأقل بعد لاعبة فلسطين الخرقاء الجوفاء القادمة من كوكب آخر التى راحت ترفع علامة النصر فى حفل الافتتاح ، وكأنها تذكرهم بأوليمپياد ميونيخ 1972 وهم الجالسون مرتعدين من احتمال هجمات إرهابية ، بينما بالمناسبة حفل الافتتاح هذا نفسه هو الذى شهد الكوريتين تدخلان تحت علم واحد هو العلم الأوليمپى !

المهم ، اقرأ هنا القائمة الكاملة للبعثة المصرية ، حيث دوما مصر منورة ببيروقراطييها ، ليس بالكم فقط ، بل بالقرارات السياسية العليا أيضا . وكيف لا ومصر بها أكبر حكومة فى العالم مكونة من 7 مليون فرد ، ليس لهم وظيفة أصلا سوى الإفتاء فيما لا يفهمون ، وتنحية من يفهمون لما وراء الشمس !

[ ربما تفاصيل هذه النظرية غير دقيقة ، لكنها الفكرة العامة لا تزال صحيحة . اليوم واليوم فقط ( 4 سپتمبر ) ،  تكلم المدرب إيڤانوڤ تفصيلا ، هذا لجريدة الأهرام . كثير من النظريات سبق هذا ومنه إدعاءها هى ورئيس الاتحاد أن سبب الفشل هو الإصابة . طبقا لإيڤانوڤ الذى كان صريحا جدا ومفصلا جدا فى هذا الحوار ، المخطئ المباشر والوحيد هو نهلة رمضان نفسها ، جرت وراء الإعلام الذى جعلها نجمة وأقنعها أنها بطلة العالم وأنها ملكة مصر القادمة ، فلم تهتم بالتدريب ، وكانت تسهر لأوقات متأخرة تتكلم فى الهاتف مع مصر … إلخ ، رغم تأكيدات إيڤانوڤ لها أنها لن تفوز بأية ميداليات . قرارات أرقام الأوزان اتخذتها هى التى حسب وصفه ركبها الغرور . ماذا حدث لبطلة كانت جادة ومجتهدة قبل أسابيع أو ربما قليلة . لذا فالمجرم الحقيقى هو ’ الطريقة المصرية ‘ ، تدخل من لا يفهم فى كل ما لا يفهم ، الحنجورية و’ وطننة ‘ كل شىء وجعله قضية مصيرية تهم 70 مليون مصرى ، وأن بهذا الحماس وحده على طريقة الجوهرى يمكن أن نقهر الدنيا ، وأن الذهب فى جيبها من تدريب ولا كلام فاضى ، فقهرتنا ليس فقط الروسيات ، بل قهرتها وقهرت هؤلاء العملاقات الروسيات فتاة تايلاندية متواضعة ، فالعلم لا يكيل بالباذنجان إلا فى مصر . المهم عندهم الانتصارات الإعلامية ، والخطب الإنشائية والمانشيتات الرنانة . هذه الفتاة الصغيرة وجدت نفسها فجأة محورا لاهتمام كل هؤلاء النجوم من وجهة نظرها ، وكان لا بد أن ترضخ لضغوطهم ، فمن ناحية لم تتدرب جيدا ومن ناحية أخرى جعلت الميدالية الذهبية هدفها وإلا لشىء إطلاقا ، فقد وعدت هؤلاء بذلك ، أو حتى لم تعدهم ، إنما هم توقعوه . كارثة طبعا . لكن هل تعلمت نهلة الدرس ؟ الصحافة هى السلطة الوحيدة فى مصر ، ليس لأى أحد أية سلطة فى مصر إلا الصحفيين ، يركع لهم كل من تتخيلهم ذوى سلطة أو نفوذ ، ولذا أولئك وحدهم هم منبع كل فساد فى هذا البلد . كل ما عليها من الآن فصاعدا أن لا تعطى أذنها إلا لسلطة واحدة ، لصوت واحد : صوت مدربها ، صوت طبيبها ، صوت العلم ! ] .

Yuliya Nesterenko, from Belarus, wraps herself in her country's flag after finishing first in the women's 100m final, breaking a 20-year American lock on the event, edging Lauryn Williams of the United States for the gold, and winning the medal in 10.93 seconds, at the 2004 Summer Olympic Games, Athens, Greece, August 21, 2004.

The Great White Hope!

واو ! بيضاء من روسيا البيضاء تعلن نفسها أسرع امرأة فى العالم !

Yuliya Nesterenko, left, of Belarus wins the gold medal in the 100-meter sprint with a time of 10.93 seconds, Lauryn Williams, second from right, of the United States won the silver, and Veronica Campbell, right, of Jamaica, took the bronze, at the 2004 Olympic Games, Athens, Greece, August 21, 2004.

The Androgynous Question!

حتى يومين مضيا لم تكن لوراين ويلليامز الأميركية السوداء المتربعة على عرش السرعة ، قد سمعت أصلا باسم يوليا نسترينكو ، وحتى اليوم ( 21 أغسطس الثامن للألعاب ) لم تكن تتخيلها سوى مجرد منافسة جديدة كسرت حاجز 11 ثانية . حققت نسترينكو 10.93 فى النهائى بفارق 0.03 أفضل من ويلليامز ، وليس هناك سوء حظ للأخيرة فهذا أفضل أرقامها . هل تذكر كلامنا عن مواصفات جمال زميلات لعب مجلة الپلاى بوى فى السنوات الأخيرة ، اللاتى صرن فى معيار الجمال الجديد أكثر ’ خنوثة ‘ more androgynous . بمعنى أن الصدر بات أنحف ، وكذا الردفان ، لكن الوسط أصبح أكثر ثخانة ، بما يقترب بهن للخصائص الوسيطة مع الرجال .

Carolina Kluft of Sweden, second from left, won the women's heptathlon with a score of 6,952 points, at the 2004 Olympic Games, Athens, Greece, August 21, 2004.

The New Olympic Motto: Taller, Taller, Taller!

هذا بالضبط كان انطباع اللحظة الأولى عندى لهذه الدورة الأوليمپية . الغالبية فارهات الطول ، ليس بهن السمة الأنثروپولوچية التقليدية لأنثى الإنسان وهى اتساع عظام الحوض استعدادا لحمل الأطفال ، ومن ثم جاءت قدرتهن الضعيفة على الجرى السريع . ومن هنا لتتنح حقا القصيرات متسعات الحوض من أمثال ويلليامز ، التى تصدرت وبنات لونها وطولها وعرضها وبلدها الأميركيات هذا العرش لمدة عشرين عاما . فى سباق السباعى الذى انتهى أيضا اليوم لم تكن مفاجأة تصدر السويدية الشقراء كارولينا كليفت له دون منافسة ، لكن المفاجأة أن كل زميلاتها فيه ينتمين لذات هيئتها القوقازية الفارهة . وطبعا كما تعلم الهيپتاثلون هو اللعبة الأكثر تعبيرا عن الكمال الرياضى للمرأة ( أصل تعريف النيو يورك تايمز بالسباقات المختلفة سباقات العشارى والسباعى والخماسى وما إليها ، هو أنها كانت سباقات بين حملة الرسائل فى اليونان القديمة ، تجمع كل المهارات التى يمكن أن يحتاجونها . أما طبعا الخماسى الحديث فهو مختلف قليلا ‑رماية ، مبارزة ، سباحة ، فروسية ، جرى‑ وربما قصد منه تأهيلك لوظيفة فى المافيا الروسية ! ) .

إذا كانت النساء المتصدرات الجدد للألعاب بهذه الصفات الخنثوية الجديدة للجسد وللجمال الأنثوى ، فقد لا يمر وقت طويل قبل أن يلغى من الألعاب ذاك التقسيم التاريخى التليد ما بين رجال ونساء ، فالقدرات ستكون متساوية جدا بين الاثنين فى منافسات الأسرع ، الأعلى ، الأقوى Olympic motto of 'Faster, Higher, Stronger' !

تحديث : 30 سپتمبر 2004 : الموضوع بقى بجد ، وبيعملوا عليه بحوث علمية ! اليوم نقلت البى بى سى عن بحث لجامعة أوكسفورد ، ما فحواه أن تسارع أداء العداءات النساء يرهص بأنه فى أوليمپيات 2156 سوف تتساوى أرقام الرجال والنساء فى العدو . ما فهمته أنهم قاسوا الزيادة قياسا خطيا ، بمعنى أنهم مدوا منحنى الخط المستقيم على استقامته ليتقابل الخطان ‑الرجال والنساء‑ فى هذه السنة المذكورة . ربما يكون المنحنى الخطى صحيحا ، لكن ربما أيضا لا يكون علميا جدا مده على استقامته مستقبلا . هذا لعله رصد ظاهرى جدا وخارجى جدا . وما أريد قوله أن هذا الحقل قد تحكمه الطفرات أكثر منه التقدم الخطى الدءوب . فلو ظهرت أجساد نسائية مشابهة لأجساد الرجال خلال ربع قرن مثلا ، فسوف نشهد طفرة كبيرة حينئذ ، ولو لم تظهر خلال قرنين فلو تكون هناك تلك المنافسة . فقط كل ما نعلمه جميعا حتى اللحظة أن النساء يتقدمن فى المضمار بخطى مذهلة ! ] .

بمناسبة الجرى ، لدى سؤال تكنولوچى محض : لماذا تقيسون دخول اللاعبين لخط النهاية بكاميرات وأشعة جانبية ؟ ما هى الصعوبة فى أن ترسل تلك الأشعة من أعلى لأسفل أو العكس ، فلا يتداخل اللاعبون ويخفون بعضهم البعض جزئيا عن الكاميرا ، ويكون فى النهاية للعامل البشر دخل فى لأرقام والأحكام . طبعا ضمان جساءة rigidity الأرض تحت اللاعبين ليس مشكلة . يمكن أن تبنى حجرة خرسانية تحت الأرض بها مجرد شق طولى بسيط من أعلى توضع بها الأجهزة وترسل أو تستقبل أشعتها لعارضة كبيرة فوق رءوس اللاعبين ، ثم يغطى سقف هذه الحجرة بالضبط كما يغطى بقية المضمار . من لديه معلومات أو أفكار أفضل فليوافنى بها !

Jesse Owens dashes to Olympic victory in 200 meters, August 5, 1936.

Olink the full preview D:\2004\08\08\sports\olympics\ plus nytstore\photos\sports\running\NSAPCS23.html and http://en.wikipedia.org/wiki/Jesse_Owens Jesse Owens won four gold medals in the 1936 Berlin Summer Olympics; on August 3, 1936 the 100-meter dash, on August 4 the long jump, on August 5 the 200-meter dash, and on August 9 as a member of the 4 x 100-meter relay team. In the words of Encyclopædia Britannica ‘His four Olympic victories were a blow to Adolf Hitler’s intention to use the games to show Aryan superiority. As a member of the United States team in the 1936 Olympic Games, Owens tied the Olympic record in the 100-metrn run (10.3 s); broke Olympic and listed world records in the 200-metrn run (20.7 s) and the running broad jump (also called long jump, 8.06 m; his world-record leap in 1935 had not yet been officially accepted); and ran the final segment for the world-record-breaking U.S. 400-metrn relay team (39.8 s)’.

بمناسبة لا پارانويا ولا ضغائن ، التى تحدثنا عنها قبل ثلاثة أيام ، زائد كلام اليوم عن البيض والسود ، نقول إن بالذات فى الألعاب دون عن أى شىء ربما ، لا پارانويا ولا ضغائن فيما يخص الأعراق . البيض يعتقدون عن حق وهذا واضح من أى نوع من الإحصائيات ، أنهم المبدعون وقادة العالم ، والسود هم الأضعف ذهنية ومبادرة ( طبعا فى هذا يتفق البيض والسود والإحصاءات ثلاثتهم معا على أن العرب لا مخ ولا عضلات . هذا ليس موضوعنا ! ) .

فى الألعاب تعلم البيض أن كثيرا ما يتوجب عليهم الانحناء للسود احتراما وإعجابا ، على الأقل منذ ذلك اليوم الذى رفع فيه أميركى أسود يدعى چيسى أوينز أربع ميداليات ذهبية فى وجه أدولف هتلر ، وأفسد عليه كل الخطط والأحلام التى بناها على دورة برلين 1936 . باتوا يعترفون أنه وإن كان السود وإن كانوا أقل ذهنيا وسلوكيا وحضاريا وانفعاليون لا يصلحون للحياة الحديثة ( إلا طبعا لو هناك بعض التطفرات mutations ) ، فإن تفاوت الچيينات هذا يعنى فى نفس الوقت تفاوتا فى الاستعداد العضلى ، قد يجعل منهم ‑أى السود‑ أصحاب اليد العليا فى حالات كثيرة ( إلا طبعا لو نجح البيض فى جعل الألعاب تفوفا علميا وذهنيا وأخفوا هذه المعرفة عن السود ، وهو شىء ليس فى مصلحة أحد ، فى دنيا التنافس الشريف تلك التى تدثنا عنها ، حيث لا پارانويا ولا ضغائن ! ) .

ربما يريح من لديهم ضغينة ما نحو السود أيا كان سببها ، سواء من داخلهم أو بسبب سلوكيات وتباجح السود أنفسهم أو مطالبتهم بأكثر مما يستحقون …إلخ ، عليهم أن يتذكروا أن الكثير من الرياضات يحتاج للانفعال والحماسة ، ولتهنأوا بالشطرنج وبعض الجمباز والرماية ، ولتتركوا لأطفال شوارع هارليم وريو دى چانيرو سيئى الخلق والتعليم بطولات السلة والقدم ( انظر كلامنا الكثير من قبل عن كئوس العالم لكرة القدم ) . أيضا ربما لعلكم تجدون راحة كذلك فى توهم أننا الطبيعيون أو الأسوياء ، وهؤلاء الرياضيين هائلى البنية هم مجرد ’ عجبات ‘ freaks لا أكثر ! ( الحقيقة أنى لا أومن جدا بهذه ، وحسب الفصول الأولى من كتاب حضارة ما بعد‑الإنسان فإن أجسادنا خلقت أصلا للقنص ولم الثمار ولا تزال كذلك ، ونحن أبناء المكاتب والسيارات والوجبات السريعة ننسى هذه الحقيقة . وحتى لو كان أجدادنا أقزاما نحيفة تعانى من شح الطعام ، فهؤلاء أبطال أثينا 2004 هم امتدادهم الطبيعى وليس نحن ! ) .

على فكرة الأميركيون فى هذه الدورة ليس لديهم ترف إغاظة هتلر ولا غير هتلر . هم ممنوعون من المبالغة فى الاحتفال كالجرى طويلا بالعلم الأميركى ، هذا طبقا لتعليمات صريحة من اللجنة الأوليمپية للولايات المتحدة ، تحسبا للبيئة المعادية ككل لأميركا التى يلعبون فيها . أنا لدى شعور شخصى أن هذا إن سميناه خجلا ، منعكس أيضا على حماسهم وأدائهم ككل فى اللعب نفسه ، وربما يسهم هذا فى خروجهم بنصيب من الميداليات أقل من الدورات السابقة . ما رأيك ؟

Justin Gatlin won the gold in men's 100 metres final in a time of 9.85 seconds, at the 2004 Summer Olympic Games, Athens, Greece, August 22, 2004.

…and the Fastest Man on Earth!

- اليوم التاسع هو الأحد .

A judge reaches out to help Paul Hamm, of the United States, after he fell on the landing of his vault during the men's gymnastics individual all-around final at the 2004 Olympic Games in Athens, Greece, August 18, 2004.

Still This Made America’s First Men's Gymnastics Individual All-Around Gold Medal Ever!

والأحد يوم خاص جدا لأن الماراثون أطول السباقات وأبوها جميعا يقام فيه ، ذلك لأهميته الخاصة ، أو ربما لمجرد أن الشوارع تكون خاوية فى أيام الآحاد . اليوم للنساء والأحد القادم للرجال . أيضا أقاموا اليوم مسابقة أخرى خاصة جدا هى أقصر السباقات ، 100 متر عدوا ، أو أسرع رجل فى العالم ، وإن كنت فى هذه غير متأكد أن هذا موعده التقليدى ، وربما أذكر أنه كان يتوج به اليوم الأخير أو قبل الأخير عادة .

المهم هذا اليوم كان حافلا بالدراما ، وربما هذه عادته لو أنك تذكر ( من برشلونة فيما أذكر أنا ) ، تلك الياپانية التى تحاملت على نفسها لتكمل الماراثون للنهاية ، وانتظرها كل الناس حتى وقت متأخر ليصفقوا لها بحرارة وهى تجر ساقيها نحو خط النهاية ، وأصبحت هذه التى احتلت المركز الأخير رمزا وأسطورة ، وصاحبة مجد لم تنله صاحبة الميدالية الذهبية نفسها .

Paula Radcliffe of Britain, right, runs with Mizuki Noguchi of Japan during the women's Marathon at the Summer Olympic Games in Athens, Greece, August 22, 2004.

The Androgynous Question!

يبدو أن مثل هذا اليوم التاسع موعود بالدراما دوما . منذ الصباح مرت بنا على الأقل قصتان دراميتان جدا ( طبعا دع جانبا قبل أربعة أيام تلك الدراما المثيرة التى حسبنا طبعا أنها تتكرر ، لسقوط پول هام بطل الجمباز الأميركى من على القنطرة vault أو ما يسمى عندنا حصان القفز ) إلى تحت أقدام الحكام ، وتراجعه من المركز الأول للمركز 12 ، ثم مواصلته اللعب حتى فاز بالذهبية . والفكرة أو لعله الدرس المستفاد ، أو قل إن الدراما الحقيقية ليست فى سقوطه رغم كونه بطلا للعالم ، إنما فيما حدث بعد ذلك . المنافسون من الياپان وكوريا ارتكبوا هم أيضا أخطاء بعد قليل ، ثم عاد هو نفسه ليقدم روتينا مذهلا فوق القضيب العالى high ba ، ويحقق لأميركا أول ميدالية أوليمپية فى تاريخها لكل الأجهزة all-around للرجال . وطبعا ما كان ليغامر بهذا النوع من استعراض العضلات الخارق إلا فى ظرف كهذا . وفعلا ذهب الذهب أو عاد الذهب لمن كان مفترضا له أصلا ! ) . [ تخيل أنه فعلا فشل فى الحصول على الذهبية المفردة الخاصة بهذا القضيب العالى حين أقيمت قرب ختام المسابقات فى 23 أغسطس ! ] .

الدراما الأولى ليوم الأحد الوسيط هذا ، هى تداعى وانسحاب بطلة الماراثون المتوجة لأكثر من مرة الإنجليزية الجميلة پاولا رادكليف . انهارت قبل ستة كيلومترات حين وجدت نفسها تتراجع للمركز الرابع ، وفازت زميلتها الياپانية ميزوكى نيجوتشى . [ وفى الصباح التالى يحكى أن المؤتمر الصحفى لرادكليف مشهدا مشهودا ، انهارت مرتين من النحيب العميق ، وهى تروى كيف كان حلمها يتبخر شيئا فشيئا ] .

Britain's Paula Radcliffe is helped by two British spectators after pulling out of the women's marathon in Athens 2004 Olympic Games, Athens, Greece, August 22, 2004.

Japan's Mizuki Noguchi takes the final lap inside the Panathinaiko Stadium as she wins the gold medal in the women's marathon in the 2004 Olympic Games at the Panathinaiko Stadium, Athens, Greece, August 22, 2004.

Crushed by her failure to finish in the women's marathon, a shell-shocked Britain's marathon runner Paula Radcliffe broke down twice during a press conference as she struggled to explain how her dreams were shattered, Athens, Greece, August 23, 2004.

USA's Matthew Emmons signals to officials that he fired his gun during the final round of the men's 50m rifle 3 position finals, but instead of aiming at his target, he fired at another competitor's target (an error sent the marksman from a first place gold medal to last), at the 2004 Summer Olympics, Athens, Greece, August 22, 2004.

The Dramatic Sunday!

 الدراما الثانية صنعها ماثيو إيمونز الرامى الأميركى متعدد الميداليات فى هذه الدورة وغيرها . فى الرماية بالبندقية ثلاثية الأوضاع من مسافة 50 مترا ، كان متصدرا بفارق ملموس ، وبات قاب قوسين أو أدنى من ذهبية أخرى . أطلق طلقته العاشرة ، وانتظر النتيجة . لم تظهر النتيجة . أخرج الطلقة الفارغة للحكم وقال له لقد أطلقت . على نحو ملفت تجمع الحكام ذوى السترات الحمراء ، وراحوا يتدارسون الأمر طويلا ، وفى النهاية تقدم كبيرهم للميكروفون ليعلن بهدوء ’ سيداتى سادتى ، لقد تم اعتبار نتيجة هذه الطلقة صفرا ‘ . أصبح إيمونز الثامن أى الأخير . أما تفسير ما حدث فهو أنه ببساطة صوب على الهدف الخطأ ، قال إن هذه ليست من عادته ، وأنه دوما ما ينظر بالتلسكوپ لرقم الهدف أولا ثم ينخفض البندقية للتصويب ، لكن هذه المرة كان مشغولا بتهدئة نفسه بحيث فاته هذا . تخيل خطأ لا يرتكبه أحد فى التدريب يقع فيه بطل العالم فى طلقة الميدالية الذهبية . الفارق بينه وبين رادكليف أنه لم ينهر أمام الصحفيين . قال إنه سيواصل الرماية من صباح اليوم التالى ! ] .

يحيى السيد متعهد كرة اليد لدى التليڤزيون المصرى ، شخصية عجيبة وتستحق وقفة . أيا كان الموقف كل كلامه أقرب لمندوبى المبيعات فقط لا غير . أيضا كان الوضع هو يمتدح ما لا يمكن مدحه ، أو يبرر ويلتمس الأعذار ما لا يمكن تبريره أو التماس الأعذار له . هو يجعل الهزائم انتصارات ، ودائما ، دائما ، يجد ما يقوله . بغض النظر عن أنه كإعلامى غير مجبر على أى من كل هذا ، هو يذكرنى بمحمود الجوهرى فى كرة القدم ، يبيع لنا كلاما كثيرا لكن لا شىء على أرض الملعب ( حاليا هذا الأخير يبيع الكلام لمنتخب الأردن وصحافة الأردن وشعب الأردن وللأسف أيضا ملك الأردن ) . وبمناسبة الجوهرى أيضا هى نفس عقدة المدرب الأجنبى عندنا ، وأيضا استشم رائحة مشابهة لجوهرى قادم لكرة اليد . السيناريو لا يتغير أبدا . ما أن يأتى أحدهم وفى مخه بعض الكرة ويحقق نتائج ، حتى ينط المدربون المحليون ليسرقوا جهده ، والحجة عادة هى عدم توافق اللاعبين مع المدرب الأجنبى إن لم يكن تحريض هؤلاء لهم عمدا عليه ( بصراحة أكبر ، علمنا إياها لاعب كرة القدم المصرى المسلم الأصيل حسام حسن ، لا يخلو الأمر من بعد دينى ! ) . وبما أننا شعوب تعرف الانفعال ولا تعرف العلم ، يأتى المدرب المصرى ’ ليبث الروح ‘ ، ذلك الشىء السحرى الذى يأتينا بالكئوس والميداليات زرافا . ويبيع اللاعبين كما يبيع الصحافة كلام فى كلام ، بينما مخه خاوى أصلا من الرياضة . أعتقد بعد أن هزم المنتخب المصرى فى كل مباريات الدور الأول ( كل هذا الكلام كان عندى منذ اليوم الأول لكنى أجلته لليوم الذى هو التاسع ، فقط كى أتأكد من هذه الجملة ! ) ، هذا المنتخب مرشح لأن يدربه يحيى السيد !

أما مباريات الهوكى للفريق المصرى فلم يشاهدها أحد ، ربما لأن أحدا لم يهتم أصلا بإذاعتها أو ربما حتى بتصويرها . وأما أطرف الأشياء أن الكاميرا كانت تترك ما يجرى داخل ملعب كرة الماء أغلب الوقت لتركز على المدير الفنى المصرى عادل شبانة وحركاته الانفعالية الكوميدية حقا على جانب الحمام . الواضح أن موجهى التليڤزيون اليونانيين معجبون به ، ويتسمون فيه ’ ككاراكتر ‘ وكصلعة جذابة أن يترك تدريب كرة الماء ويصبح ممثلا ! ( للدقة هم معجبون أيضا باثنين كاراكتر آخرين : مدرب الكرة الطائرة رجال الإيطالى الوسيم الشاب الذى يقف دائما على خط الملعب بالضبط ولا يطرده أحد ، طبعا بسبب أناقة البذلة السموكنج السوداء والقميص الحريرى الأبيض والحذاء فائق اللمعان هذا فوق الخط ، التى لا يغيرها كلها أبدا وكأنه دائما ذاهب بعد المباراة مباشرة لحفل أوپرا إيطالية . الثانى هو الكهل جدا شديد الانحناء مدرب كرة اليد نساء الأوكرانى ، الذى لو احتضنته إحدى لاعباته فى نوبة فرح لتفتت عموده الفقرى أشلاء . الفارق بين هذين الاثنين وبين عادل شبانة شيئان ، الأول أنهما يلعبان على الذهب ، والثانى أنهما لا يصلحان جدا لأدوار الكوميديا ! ) .

[ فى اليوم الحادى عشر هزم فريق كرة اليد حتى فى مباراة مركزى المؤخرة واحتل الذيل المطلق بجدارة ، وإجمالا كل فرقنا الجماعية هزمت فى جميع مبارياتها وغالبا بفارق ساحق ، أو بصفر من الأهداف ، وقطعا لم تفز أو تتعادل بمباراة واحدة ] .

Rulon Gardner of the United States leaves his shoes in the center of the mat, a tradition that symbolizes the end of a career, after defeating Sajad Barzi of Iran, and winning men's Greco-Roman 120 kg wrestling bronze medal bout at the 2004 Olympic Games in Athens, Greece, August 25, 2004.

Olink 26wrestle.html The Saddest Moment of Them All!

متى يفهم هؤلاء أن مركزهم الحقيقى فى هذه اللعبات الجماعية التى لا تتحدد بأرقام مطلقة إنما ببطولات قارية ، هو أسوأ بكثير من المركز الثانى العشر الأخير إللى موش عاجبهم . متى يفهمون أنهم يتأهلون فقط بالصوت العالى لما يسمى بالعالم الثالث ، يتأهلون ببساطة لأنهم جزء من قارة الصفر المطلق فى كل شىء أفريقيا ، ولأن العالم المخدوع تحكمه سياسيا كما رياضيا ، أيديولوچية كاسحة اسمها ديكتاتورية الدهماء المعروفة أيضا باسم الديموقراطية . كل المطلوب أن تنشىء دولة ( حجمها صفر واقتصادها صفر لا يهم ) ، باسم تصفية الاستعمار ستعطيك الأمم المتحدة مقعدا كامل الأوصاف بالضبط كمقعدى أميركا والياپان ( نصف اقتصاد العالم ) . وإن لم تستح فافعل ما شئت . ستحصل أيضا على مقاعد كاملة الأوصاف فى اللجنة الأوليمپية وفى كل حتة حتى منظمة التداول العالمية ، ثم بأغلبية أمثالك ستسيطر على كل المنظمات وكل اللجان ، وستسير كل العالم على هواك ، بما فيه المجتهدين الجادين المتقدمين ، تسيره حسب قوانينك وأچندتك وتخلفك . بسهولة مطلقة ستجد نفسك صاحب الصوت الأعلى وستتكلم أعلى منهم بلسان العدالة والديموقراطية وربما أيضا حقوق الإنسان ( قلنا إن لم تستح فافعل ما شئت ) ، وتأكد أن أحدا لن يعارضك أبدا ، لأنهم ببساطة هم الذين اخترعوا تلك المصطلحات وهم الذين قبلوا سلفا تعريف الديموقراطية بأنها التصويتات المتساوية للعقول غير المتساوية . ( هذا القطاع من العكننة خصصنا لها صفحة كاملة اسمها الليبرالية ) . كلام نقوله رغما عنا ، لكنى أتمنى بصدق أن تكون مستمتعا مثلى بالألعاب وتنسى كل عكننات تخلفنا . لكن للأسف أنت لن تهرب منه بمشاهدتها بل ستجده هناك فيها ، يفرض نفسه عليك فرضا .

Carly Patterson competing for the United States on the uneven bars, at the 2004 Summer Olympic Games, Athens, Greece, August 17, 2004.

Canadian Heather Ross-McManus during the trampoline competition at the 2004 Summer Olympic Games, Athens, Greece, August 20, 2004.

The Little Birds!

فى بلد لا يجيد فيه أى أحد أى شىء حتى الكذب ، يستحق معلقانا الشابان محسن نوح وهشام رشاد كثيرا من التحية .

مبدئيا لا بد من تحية اللجنة المنظمة للدورة وجهازها التليڤزيونى ، الذين أتوا بفكرة الملخص الذى يبث لكل العالم على الهواء لمدة ثلاث ساعات يوميا مقسمة لفترتين . الجديد هو هذه المساحة التى تبدو أنها أكبر ما يمكن أن يتاح لمواطن عادى عبر العالم له مشاغله اليومية الكثيرة أن يشاهده . وأقصى شىء بعد ذلك أن تسعى وراء لعبتك المفضلة لتتابعها على نحو خاص ( بالنسبة لى شخصيا تجذبنى كلية ألعاب الحقل والمضمار أو ما يسمى عندنا ألعاب القوى ، وطبعا الجمباز بأنواعه ) . أما قبل ذلك فقد كانت الملخصات فيما أذكر نصف ساعة مرة واحدة ليلا ، أى فى الواقع نشرة أخبار وليس ملخصا . مع ذلك أنت لا تريد لأى تلك الملخصات أن ينتهى أبدا . على الأقل لن تعترض لو جعلوها فى المرة القادمة ساعتين وساعتين !

Paul Hamm of the United States, center, after winning the gold medal during the men's gymnastics individual all-around final, and Kim Dae Eun of Korea the silver medalist on the left, and Yang Tae Young of Korea the bronze medalistat, the 2004 Summer Olympic Games, Athens, August 18, 2004.

Carly Patterson of the United States, center, holds her gold medal, Svetlana Khorkina of Russia, left, holds her silver medal and Zhang Nan of China holds her bronze medal after the women's gymnastics individual all-around final at the 2004 Summer Olympic Games, Athens, August 19, 2004.

The Best of the Best!

محسن نوح جاب كل الملاعب ، الواضح أنه يقضى عمره فيها ، ويعرف قواعد معظم اللعبات ومصطلحاتها ورطاناتها ، ولديه حس اللاعب والملعب والمدرب والجمهور ، والأهم منها طبعا أن يستطيع نقل كل هذا لنا ، وبفكاهة وطرافة أحيانا كثيرة ( ’ دى خناقة من إللى بيروحوا فيها القسم ‘ ، إحدى كلمات كثيرة طريفة له ، ويقولها فى كرة الماء والملاكمة مثلا ! ) . هشام رشاد جاب كل الأوراق . لديه القدرة على غمرنا بالمعلومات والأرقام دون توقف ، وهو يعلم أن لا شىء فى الدنيا أكثر إثارة من المعلومات ، ويمارس هذا معنا وعلينا باستمتاع وتلذذ ( هذه قاعدة عامة ، لكن فيما يخص الرياضة التى لا أعتبر نفسى منغمسا فيها ، أذكر أنى وأنا طفل كنت أقرأ بالكامل ومرارا وتكرارا ، كل تلك الصفحات الكاملة من جريدة الأهرام التى كان يملأها الراحل نجيب المستكاوى بالأرقام ، وكانت متعة ما بعدها متعة ! ) .

Alina Kabaeva of Russia, center, who won the gold medal, waves with silver-medalist Irina Tchachina of Russia, left, and bronze-medalist Anna Bessonova of Ukraine, right, during the medal ceremony for the rhythmic gymnastics individual all-around at the 2004 Olympic Games in Athens, Greece, August 29, 2004.

…and the Best of the Best of the Best!

هشام رشاد يعوض نقص جانب المعلومات العالمية هذا عند زميله . لذا فالاثنان يكملان بعضهما البعض ، يضاف لهذا دائما تهذيبهما الرفيع ، وأناقتهما ولباقتهما وذكائهما فى الكلام ومواجهة المواقف المختلفة ، وحتى حين يستخدمان كلمات دارجة يستخدمانها بخفة ظل ومع وضعها داخل أقواس . طبعا لا بد أيضا من تحية المدير الذى اختارهما . إذ يسهل تخيل أنها كانت معركة دخلها كثير من القدامى المتربعين عنوة على كل المقاعد وكل ’ السفريات ‘ كما يسمونها عندنا ، ذلك لولا أن الفارق واضح للغاية بين هذين الشابين وبين أى أحد آخر ، ونادرا طبعا ما تكون أفضل العناصر فى بلادنا فى موقع آخر غير الصف الأخير جدا .

إن كان لنا أن ننتقد شيئا فيهما ، فهو ذلك الشىء الواضح جدا ، ثقافتهما العامة . هذه تكون مطلوبة فى مواقف كثيرة ، وأحيانا كثيرة ما يدلى محسن نوح بالذات بمعلومات خطأ ( فرسان المائدة المستديرة فرنسيون عنده مثلا ! ) . لكن نقص المعلومات يصبح حاسما جدا فيما يخص نطق الأسماء ، ناهيك حين تكون تشتغل تحت ضغط وقت هائل مثلهما لا يتيح لك ترف التفكير أو التذكر ، بل يجب أن تكون كل الأشياء حاضرة .

رغم جودة نطقهما للإنجليزية عامة كلغة ، إلا أنهما كثيرا ما يخطئان فى أسماء الأشخاص حتى الإنجليزية والأميركية نفسها ( مثلا شون تصبح شاون ومايرز تصبح غلطتان وقعت أنا نفسى يوما وصححهما فيلما من أجل حفنة دينانيت وهاللوويين ! مييرز ، وهكذا دواليك ) . أما عن الأسماء السكندناڤية والسلاڤية فحدث ولا حرج ، فهما يحاولان نطقها إنجليزيا ، فتأتى بعيدة جدا عن النطق الصحيح . وأكرر ليس الحل فقط أن يعرفا أن الچيه تنطق ياء فى بلاد الشمال أو فى هولندا أو ألمانيا ، أو ماذا ينطق تشيه وماذا ينطق زيه فى السلاڤيات ، أو متى تنطق الزى چيه ومتى تنطق زى فى الماندرين الصينية ، إنما تكمن فيما هو أصعب ، المعلومات العامة ككل .

Russia's Alina Kabaeva, who won the gold medal, performs with clubs during the final of the individual all-around Rhythmic Gymnastic at the 2004 Olympic Games in Athens, August 29, 2004.

 

Russia's Alina Kabaeva, who won the gold medal, performs with clubs during the final of the individual all-around Rhythmic Gymnastic at the 2004 Olympic Games in Athens, August 29, 2004.

…and the Best of the Best of the Best of the Best!

هذه مشكلة أعرف مدى جسامتها من خلال تأليفى لكتب دلائل الأفلام أو لكتب ( كتالوجات ) مهرجانات السينما . أحيانا لا تستطيع تحديد النطق الصحيح لاسم شخص كندى مثلا دون أن تعرف إن كان ينتمى للقسم الإنجليزى أو القسم الفرنسى من تلك البلاد ، أو على الأقل دون معرفة واسعة بالأسماء الإنجليزية والأسماء الفرنسية ككل . والمتاهات لا نهاية لها ، كعامل الخلفية الثقافية كأن تنطق الأسرة فى فيلم الأب الروحى اسمها كورليون ، بينما كل الأغيار ينطقونه كورليونى ، أو حتى كعامل الزمن ، كأن كان يقول الأميركيون وارنر براذرس والآن يقولون وورنر براذرس . لذا لا يوجد طريق سهل لأى من كل هذا ، الطريق الوحيد هو الإلمام بكل شىء ، حيث للأسف لا توجد حتى حلول وسط !

لا أعرف كم أعطيهما من عشرة على طريقة حكام الجمباز أو على طريقة الراحل نجيب المستكاوى ، بالذات ونحن فى دورة أوليمپية لا ترحم ، وأتخيل طبعا ما يفعله المعلقون فى الإن بى سى أو البى بى سى أو فى الياپان أو فى الصين . لكن المؤكد أنى أكرر التحية ، فالاجتهاد والذوق هما أكثر عملتين نادرتين فى إعلامنا المصرى البدائى عديم المهنية لدرجة الصفر المطلق !

على فكرة كثيرا ما يفسد ’ مخرج ‘ الرسالة الأمر علينا ، إما بجعل إما صوتهما خافتا وإما صوت الخلفية خافتا . دائما هذا ’ المخرج ‘ إما نائم وإما غير موجود أصلا وإما زعلان من حاجة . غالبا السبب هذه كلها معا ، وربما ما خفى كان أعظم . فهؤلاء ’ مخرجون ‘ كبار وعظام لا يشتغلون بطاقم أقل من ألف شخص زى چيمس كاميرون ( سيبك أن ده لأداء أشغال يكفيها نصف شخص فى البلاد التى تسمى نفسها متقدمة ) ، وأكيد هو زعلان لأن رئيسة القناة لم تضف فنى صوت للسفرية المباركة . وإفساد الرسايل جايز يخلى رئيس التليڤزيون يطردها هى ( قصدى يرقيها مستشارة ، ففى مصر ما حدش بيموت من الجوع زى ما حدش بينطرد من وظيفته ) ، ويعينه هو بدالها !

[ الشىء الذى لم يعجبنى بالمرة ووصل لدرجة المذاق السيئ من شخص هو على العكس مهذب جدا ، هو وصف هشام رشاد للبيسبول بأنها لعبة مملة لا نستسيغها ولا نحبها عندنا وأنها لحسن الحظ لم ترد فى الملخصات . بغض النظر عن هل هذا مجاراة لكراهية أميركا أم لا ، وبغض النظر عن مدلولات اللعبة الروحانية الكبيرة التى تتجاوز بكثير مجرد كونها رياضة لنوع من العبادة والتأمل الصوفى ناهيك عن الأبعاد القومية والتراثية ( هل تذكر أفلام كيڤين كوستنر ؟ ) ، فالمؤكد شىء واحد ، أنه لو علم أنهم فى أميركا يرجعونها لأصل فرعونى ، لما تردد لحظة فى وصفها بأنها مسلية جدا نستسيغها جدا نحبها جدا ونريدها طوال الوقت فى الملخصات ، ولما ترددت مراحيضنا الإعلامية لو لم يفعل ، فى طلب تحويله لمحكمة عسكرية بتهمة الخيانة العظمى ! ] .

Egypt's Karam Gaber Ibrahim, bottom, fights with Turkey's Mehmet Ozal in the men's Greco-Roman 96kg semi-finals at the Olympic Games in Athens, August 26, 2004.

Karam Gaber Ibrahim of Egypt, celebrates after defeating Ramaz Nozadze of Georgia, during the Men's Greco-Roman 96kg wrestling final at the 2004 Olympic Games in Athens, Aug. 26, 2004

Karam Gaber Ibrahim of Egypt, gold, Ramaz Nozadze of Georgia, silver, left, and Mehmet Ozal from Turkey, bronze, are the winners of the for Men's Greco-Roman 96kg wrestling final at the 2004 Olympic Games, Athens, August 26, 2004.

Israel's Gal Fridman celebrates as he crosses the finish line of the Men's Mistral windsurfer sailing event at the 2004 Olympic Games in Athens and winnig the first Gold medal for Israel at the Olympic Games ever, Athens, August 25, 2004.

Orwell’s 1948 Was 1984. For Israel and Egypt, It’s 2004!

اليوم الـ 13 ليس نحسا بالمرة بالنسبة للمصريين : بدون أى ضجة أو تصريحات من أى حد قبل بدء المباريات فعلا ، صدق أو لا تصدق : مصارع الجريكو‑رومانية كرم جابر يفوز لمصر بأول ذهبية منذ سنة 1948 !

سجل مصر مع الميداليات كان كما يلى ( كلهم فى رفع الأثقال ما لم يذكر خلاف ذلك ) : المصدر الأول فاروق أمين معلق المصارعة ثم تكررت فى أكثر من مكان السيد نصير ( 1928 ) ، إبراهيم مصطفى ( مصارعة ، 1928 ) ، خضر التونى ( 1936 ) ، أنور مصباح ( 1936 ) ، إبراهيم شمس ( 1948 ) ، محمود فياض ( 1948 ) ، والآن كرم جابر إبراهيم ( 2004 ، مصارعة جريكو‑رومانية ) .

بعبارة أخرى هذه أول ذهبية أوليمپية منذ الثورة المباركة ومنذ أصبحنا جمهورية يحكمها الصياح والصوت العالى ، ولا تزال طبعا . وعلى فكرة فيه حد تانى ما أخدش دهب من 1948 وأخد المرة دى : إسرائيل ، ما أخدتش منذ إنشائها ، ولاعب شراع الميسترال جال فريدمان أصبح برضه بطل قومى عنهم !

فى المصارعة التى فاز فيها كرم جابر كانت إذن آخر ذهبية من 76 سنة . أما آخر فضية فكانت لعيد عثمان ( 1960 ) ، وآخر برونزية لعبد العال راشد ( 1952 ) . أما آخر ميدالية إطلاقا لمصر فهى فضية محمد رشوان فى الچودو 1984 ، فى تلك المباراة الشهيرة التى رفض أن يلعب فيها على قدم خصمه الياپانى المصابة . يعنى البطل بطل ، حقه الفضية ، أخد الفضية ، وما رضيش يمد إيده ع الذهبية وكانت قدامه فعلا ، لأن الميدالية موش حتة معدن مدورة ، إنما مستوى معين وجهد معين وقوة معين ، ولا يمكن تعرف معناها إلا لو وصلت أو قربت لمستواها فعلا ، وعلشان كل ده هى وأخلاق معينة وشرف معين .

نفس الكلام عن كرم جابر . البطل بطل ( على فكرة برضة ترجمة تشامپ الصح هى نصير لأن بطل هى هيرو ) . النصير نصير ، جهد وصمت ، جدية وتواضع ، حب واحترام للجميع ، كاريزما وفوز واضح متوالى ، لا صدف سيئة ولا حسنة ، وطبعا لا أعذار ولا تماحيك ، بيلعب ويكسب رياضة ، موش زى محمود الجوهرى بيلعب ويكسب صحافة ، أو لو حصل وكسب ( قصدى تعادل ، يكون بالتلزيق ، يعنى وقوف 11 لاعب على خط المرمى ) . كرم رايح لأن عنده ستايل عاوز يعرضه ، لأن عنده شخصية ، لأنه مرح فرحان وعايز يفرح الناس فى المدرجات أولا وفى بلده ثانيا [ حركة المصارعة التى أداها على مدربه احتفالا بالفوز ، أعجبت موجهى تليڤزيون الدورة فوضعوها فى اللقطات المختارة لبث ما قبل حفل الختام ، وطبعا لتعرض على جمهور الحفل أكثر من مرة ربما . بالمناسبة كمان الصورة الأولى المحطوطة هنا بتاع الرمية الأخيرة للمصارع التركى من فوقه ، بتلف كتير من ساعتها ع الإنترنيت . جايز بعض البنات معجبات بحاجة معينة فيها ! الشىء الوحيد المؤسف فى كل هذا أن المدير الفنى والذى يسمونه خبيرا أجنبيا غاص ولم يسمع عنه أحد ، طبعا بسبب الپارانويا الشيفونية المصرية التقليدية ، رغم أن من المؤكد أنه العامل الأول وراء نصر كرم جابر ، على الأقل وصوله لهذه النقطة الأخيرة من المستوى بالذات . أنا شخصيا كنت أود معرفة شىء عن شخصه وتاريخه ، ولم أجده إلا ربما لو قمت ببحث خاص ] .

براڤو اتحاد المصارعة لأنه كما يقال فى مصر ’ دارى على شمعته ‘ . وما عملش نفس غلطة رفع الأثقال ، إلى دخلوا الصحافة ، ومن وراها لازم ييجى طبعا الوزراء وغير الوزراء ، والكل لازم يفتى أكيد علشان يحلل مرتبه ، والبنت الغلبانة أم 19 سنة لا حول لها ولا قوة وسط سوق المزايدات الجبار ده ، ولو قالوا لها ارفعى 200 كيلو كانت هتقول حاضر !

اتحاد الملاكمة عمل حاجة ’ أنقح ‘ أنه قال إن مصارعيه جايز يوصلوا لدور الثمانية ، ودلوقت الملاكمة مرشحة أو تقريبا ضمنت 3 ميداليات ! لو ضفت الواد بتاع التايكوندو ، يبقى خمسة فى عين العدو . إللى هو مين العدو ده . ما أعرفش . هو لازم يكون فيه عدو وخلاص . تابع إعلام مصر الأيام الجاية وهتعرف . جايز يطلع أى حد ، جايز جال فريدمان ، جايز آل مكتوم ، جايز حد موش فى بال حد . بس أكيد موش مايكل فيلپس أبو 8 ميداليات !

براڤو جميعا ، بس يا ريت نتعلم الحاجات الصح من الإنجازات دى ، وإن كان العكس هو الأرجح ، وكل الأبطال ’ التشامپس ‘ دول هيتدمروا بأسرع ما يمكن ! للأسف كل الحاجات الصح هى إللى بتتعمل بمعزل عن ’ السيستم ‘ المصرى ، وبمجرد دخولها فيه يبتدى العك !

The violent clashes between the police and demonstrators, Chicago, 1968.

The violent clashes between the police and demonstrators, Mexico City, Mexico, October 1968.

1968’s Climax:

All the Old Things (The French Revolution and Her Daughters) Ended. A While New Era Started!

لو أنت متعود على موقعنا فستعرف أن من مصطلحاتنا المتكررة كثيرا كلمات مثل شرعية الأصفار ومنظمة الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة ، وعالم يدار من طيزه ، ووكثير مثلها كله يؤشر لهيمنة دول العالم الثالث على القرار العالمى من خلال احتلالها مقاعد هائلة العدد فى كافة المنظمات المسماة بالدولية . اللجنة الأوليمپية الدولية واحدة من هذه المنظمات ، بل وجود 202 دولة أو شبه دولة فى هذه الأوليمپيات يؤشر لأنها فاقت الأمم المتحدة فى شرعية الأصفار . ربما نقول هذه رياضة ومنافسة ودية ودعوة للسلام والتقارب …إلخ ، لكن للأسف هذا ليس صحيحا بالمرة ، إنما هى طوال الوقت سياسة × سياسة = سياسة تربيع .

لتسييس الدورات الأوليمپية تاريخ طويل . ربما البداية فى عام ذروة المد اليسارى ، الذى هو أيضا عام بداية انكساره ، 1968 ( تكلمنا عنه مرارا فى صفحة الليبرالية ) . فى تلك السنة كانت مظاهرات الطلبة فى پاريس ومصادمات شيكاجو الدامية وغيرها ذروة لمسلسل تصاعدى من السنوات القليلة السابقة وكان أيضا احتلال الاتحاد السوڤييتى لتشيكوسلوڤاكيا ، لكنه فى المقابل كان الكيل قد طفح بذاك المد اليسارى الكاسح الذى بدأ بثورة أو هوجة الباستيل قبل مائتى عام ، وفى تلك السنة عينها أغتيل كثير من رموز اليسار مثل مارتين لوثر كينج وروبرت كينيدى إما لأن الكيل فاض وإما لأن اليسار وصل فى تطرفه لدرجة أن تقتل فصائله بعضها بعضا بتهمة خيانة طبقة الپروليتاريا ، ولكن فى تلك السنة كذلك وقع الحدث الرمزى الكبير والعلامة التاريخية الفارقة فى تحول العالم من اليسار لليمين ، والمفاجئة لحد كبير وسط تلك المعمعة : انتخاب ريتشارد نيكسون ، وما استتبعه كما نعلم من ثورة ثاتشرية‑ريجانية كاسحة ، ثم صحوة أميركية وعالمية كبرى مضادة للتخلف والدين والشعبوية بأشكالها المختلفة بعد 11 سپتمبر 2001 . ما يلى قصته فى 200407/sports/olympics/24mexico وبيمون ذاكرة من فيلم أوليمپياد المكسيك وسط كل ذلك الصخب الثامن والستينى وقع حدث لم يركز عليه أحد كثيرا رغم أنه لا يقل دموية ولا رمزية عن غيره فى تلك السنة ، ويتذكرون فقط رقم الأميركى بوب بيمون فى القفز الطويل حيث استدعى القضاة من خارج الاستاد لقياس الرمية التى تجاوزت حدود الملعب . طلبة المكسيك حاولوا استغلال عقد الدورة الأوليمپية فى مدينتهم للتظاهر والتعبير عن مطالبهم اليسارية المتطرفة . هذه كانت المرة الأولى التى تعقد فيها الدورة الأوليمپية فى إحدى دول العالم الثالث ، وما كان من الممكن أن يسمح الحكومة بإفساد ذلك الانتصار الذى عولت عليه كثيرا . فتصدت بشراسة للطلبة وقتلت منهم يوم 2 أكتوبر ، قبيل بداية الألعاب بعشرة أيام ، عددا لا يعرف حتى الآن على نحو الحصر لكنه قد يناهر الثلاثمائة ضحية . ومرت الدورة بسلام ، واليوم اقتصاد المكسيك يفوق اقتصاديات كل الدول العربية مجتمعة بما فيها دول الخليج ( قصة أخرى قديمة لنا ) .

منذ تلك اللحظة أصبحت الأوليمپيات مناسبة مغرية جدا للتظاهر السياسى . فى الدورة التالية سنة فى 1972 فى ميونيخ اقتحم الفلسطينيون مقر البعثة الإسرائيلية فى القرية الأوليمپية وقتلوا كل أعضائها ( اقرأ هذه القصة عندنا وشاهد لها صورة أيضا هنا ) . حين غزا الاتحاد السوڤييتى أفجانستان قررت أميركا عدم الذهاب لدورة موسكو 1980 . فرد روسيا عليها بعدم حضور دورة لوس أنچليس 1984 ودون أى سبب إلا الرد . وأخيرا وليس آخرا ها هى حاملة العلم الفلسطينى فى أثينا 2004 ترفع بإصبعيها علامة الحرب فى حفل الافتتاح .

Olympic officials are seething at a campaign ad for President Bush which, they say, hijacks the Olympic brand but the television advertisement does not feature the five Olympic rings -- one of the world's most recognizable images, August, 2004.

Anybody to Discuss the Content?

حين أشرنا لهذه الواقعة الأخيرة كشىء ناشز واستثنائى ، كنا متفائلين أو ربما مخطئين . اليوم ( 19 أغسطس ، سادس يوم للألعاب ) أرسلت اللجنة الأوليمپية الأميركية التى من الواضح سيطرة اليسار عليها ، ومن موقعهم فى أثينا حيث يعترفون أو بالأحرى يزعمون بأنهم لم يشاهدوا ما يحتجون عليه ، وطبعا بإيعاز من اللجنة الدولية الأكثر يسارية لأن موضوع الاحتجاج له عدة أسابيع فى العرض ولم يسبق لهم الاعتراض ، اليوم أرسلوا خطاب احتجاج على استخدام الرئيس بوش فى أحد إعلاناته الانتخابية لعبارة أن أضيفت خلال فترة ولايته دولتان حرتان للأوليمپياد . قالوا إن هذا خرق لحقوق استخدام علامة مسجلة ، بل قالوا إنهم وحدهم أصحاب الحق فى استخدام كلمة ’ أوليمپيات ‘ ( ! ! ! ) . طبعا لأنهم يساريون ولأن كل أصدقاءهم وحلفائهم من العالم الثالث أو بكتيره من الأممية الخامسة المسماة أوروپا ( مصطلح آخر لنا ) فهم يفهمون فى البيزنس . فالعلامة المسجلة التى لها حماية ليس كلمة أوليمپيات إنما شكل الدوائر الخمس ، وإلا ألغيت كل الكتب والصحف والتليڤزيونات والجامعات ومواقع الإنترنيت . الأدهى أن المحظور فيما يخص تلك العلامة ليس أن تستخدم صورتها وتسميها باسمها وتكتب تحتها أنها ملك لفلان ، إنما أن تنشئ لنفسك أو لشركتك علامة تشبهها ، كى تتكسب من هذا التشابه . الأدهى وأدهى أن بوش لم يستخدم فى إعلانه العلامة الخماسية أصلا ، بينما لو استخدمها لما كان عليه من حرج . لكنها كما قلنا سياسة × سياسة عالم ثالثية شيوعية رخيصة لدنيا تدار بطيزها . الشىء الوحيد الذى لم يتطرق إليه أحد هو المحتوى ( المهم المحتوى مصطلح آخر لنا ) . الإعلان قال إن دولتين حرتين ستنضمان لأوليمپيات هذا العام . فعلا أفجانستان كانت تحرمها الطالبان من ممارسة الرياضة ، والعراق كانت عضويته معلقة فى اللجنة الأوليمپية الدولية . ما الخطأ فى هذا أفيدونا أفادكم لينين وعمرو بن العاص !

The olive wreath is the official logo of Athens 2004 Olympic Games

Extremely Beautiful!

بمناسبة الشعار وحقوق النسخ أنا معجب جدا بالعودة لأكاليل الغار المصنوعة من أغصان الزيتون التى توضع على رءوس الفائزين ، وكما تعلم كانت توضع على رءوس العائدين من الحروب منتصرين أو لأبطال الأوليمپيات … إلخ [ اقرأ لاحقا فى 28 أغسطس فى التليجراف القصة الطريفة لصراع قريتين كريتيتين على من تملك منهما أقدم شجرة زيتون فى اليونان ، وقد تم التوصل لحل وسط أن يصنع من واحدة أكليل غار بطلة الماراثون والتى ظفرت به نيجوتشى الياپانية كما تعلم ، ومن الأخرى إكليل بطل الماراثون الذى سيتوج فى حفل الختام . هذا فقط للعلم بأن ليست كل أكاليل الغار التى تراها هذه الأيام ذات قيمة متساوية ! وبعد ، هل من أحد لديه تقنية أشعة مقطعية لمعرفة عدد حلقات جذوع الأشجار دون قطعها ؟ فليتقدم ! ] .

ولا يقل عن هذا إعجابى بذلك الترسيم ( الجرافيك ) المعبر بالأزرق والأبيض والذى يطالعنا فى كل مكان ، والذى لففت كل الموقع الرسمى للبطولة لأعرف كلمة واحدة عنه أو عن صاحبه فلم أجد للأسف . كونى أحط صورة له هنا أنا لم أخرق حقوق النسخ لأحد ، فهو حتى ليس صورة فوتوجرافية لها صاحب يبحث عن أجره أو لا يزال يتمسك بحقوقة ولازم أدفع لوكالة صور أو كده ، بل هى پوستر موزع للتعميم مجانا وللأبد ، فقط بالشروط العامة جدا التى تسرى على كل أصول التعميم الإعلامى ، كأن لا أعدل فيه مثلا ، وكلمة © أو ® أو ™ المحطوطة جنبه تكفى بالغرض . وفى البلاد المتقدمة لو موش موجودة أنا ملزم بكتابتها ، وفى بلادنا لا يلزمك أحد بكتابتها لكن عليك احترام معناها طبعا وإنها موجودة حتى لو لم تكتب . إمتى بقى أكون بأسرق : لو إعجابى بالشعار خلانى مثلا أطبعه على فانلات وأبيعها ، أو خلانى أعمل مخصوص شركة لزيت الزيتون وأحطه على القزايز !

ملحوظة أخرى : عن كتابة كلمة أثينا باليونانية على الپوستر ، فى نسخته الأكثر انتشارا ورسمية ، أقول إن لى رأيا سلبيا فى ذلك الاستخدام المحدود جدا للغة اليونانية فى حفل الافتتاح أو نسبيا فى الدورة ككل ، حيث هناك تحاش واضح لأى غلبة لها على الإنجليزية . أما إللى على الأقل درسوا رياضيات أو هندسة زينا من غير ما يدرسوا لغة يونانية ، كان لهم متعة إضافية فى حفل الافتتاح أنهم عارفين كل الحروف الأبجدية وفاهمين ترتيب الدول ويتوقعوا أى دولة إمتى وهكذا !

ما زال من الواجب تذكيرنا أن اليونانية حتى اليوم هى لغة العلم ، وأخصه العلوم الطبيعية . رموزه ألفا وبيتا وجاما ودلتا A, B, C, D و a, b, c, d أو الأكثر ألفة Α, Β, Γ, Δ و α, β, γ, δ ، هى التى أصبحت a, b, c, d وأصبحت أ ب جـ د . وكل ما حدث الآن أن دخلت الدول المضمار الأوليمپى بالترتيب الأصلى للغة الحضارة !

[ موجهو حفل الختام تليڤزيونيا ، استخدموا اليونانية بجانب الإنجليزية فى الفيلم التلخيصى السابق على العرض . بأقول كده ليه ؟ لأن اليونانية القديمة هى أم اللغات اللاتينية المعاصرة وخالة أو جدة لسائر اللغات الغربية الأخرى عامة . كثير جدا من الكلمات يسهل نطقها وفهم معانيها لمن يعرف الإنجليزية أو غيرها كثير ، وطبعا فى الفيلم ده اختاروا كلمات واضحة جدا بتشرح نفسها . بكده صححوا غلطة كبيرة استمرت طوال الدورة ، ألا وهى إهدار المدلول الثقافى الكبير لأن اليونان ، ليس بفلسفتها وعلمها فقط أم حضارتنا المعاصرة ، إنما بلغتها أيضا . الموضوع ده كان غايظنى طوال الدورة ، وعلشان كده انبسطت جدا جدا جدا ، طبعا لغاية ما ظهرت رانيا علوانى ودى قصة تانى مكتوبة تحت ! ] .

ملحوظة ثالثة قد تلوح ذات صلة بذاك الكلام فى السياسة ، وإن كان الأرجح أنها لا ترتبط مباشرة بالمناخ المعادى لأميركا فى اليونان أو وراء البحار عامة . الملخصات التليڤزيونية اليومية ، تخلو من لعبتين بالتحديد كرة القاعدة ( بيسبول ) والكرة الطرية ( سوفتبول ) ، معلومات الألعاب New York Times\top\news\sports\olympics2004\ أو سمها لو شئت البيسبول النسائية رغم الاختلاف ، فهى تلعب فقط لهن ، وكذا التنافس فى البيسبول ‑الأوليمپى على الأقل‑ للرجال فقط ، وانس فيلم چيينا ديڤيز ومادونا . هاتان هما اللعبتان الأميركيتان الخالصتان ، وقد أضيفتا فقط يوم ذهبت الأوليمپيات لأتلانتا قبل 8 سنوات . من حجم ما أراه من تركيز فى الإعلام الأميركى عليهما ، ما أعتقده أن ثمة ملخص تليڤزيونى عالمى وآخر أميركى ( على الأقل بسبب اختلاف وحدات الطول والوزن ) ، وأن المبرر لعدم تضمين هاتين اللعبتين هو عدم جماهيريتهما خارج أميركا . ربما لا يكون مبررا حقيقيا ، فأغلب ما نشاهده ليس جماهيريا إلا فى بلاد بعينها . لكنه قد يكون السبب البيزنسى والإعلامى ، وإن ربما فى نفس الوقت انطوى على تنفيس تلقائى لرغبات دفينة ما !

Lisa Fernandez pitches a four-hitter as the United States women's softball team roll to the gold medal with a 5-1 victory over Australia, the third after winning the first two softball gold medals in 1996 and 2000, at the 2004 Olympic Games, Athens, August 23, 2004.

All-American?

بمناسبة الألعاب غير الجماهيرية إلا فى مناطق بعينها ، كتير من المصريين فضلوا عايشين على وهم غمرنا بيه الإعلام سنين ، أن لعبة البادمنتون badminton أو ما يسمى كرة الريشة ، هى من اختراع واحد مصرى ، وأنه صاحب أول اتحاد قومى لها وهو مؤسس الاتحاد الدولى …إلخ ، إلى أن اتضحت الخرافة للكثيرين مع تسليط الأضواء عليها كثيرا من خلال الملخصات . وكلنا كنا مغفلين واتخدعنا ولا واحد فينا فكر يفتح كتاب ، وطبعا ما كانش فيه إنترنيت أيامها . الأدق كمان من كل ما قيل أن أصلها الحقيقى يونانى قديم ، أما الحديثة منها فقد اخترعت فى الهند فى منتصف القرن التاسع عشر ، أو بالأحرى تناسخت من لعبة قديمة عندهم تدعى پوونا ، ثم كما تعلم أصبحت البادمنتون لعبة أوليمپية منذ برشلونة 1992 . الشخص المصرى إياه ده جايز كان يعرف حد من الاتحادات بره ، أو جايز ‑وهو الأرجح‑ أنه اخترع الجوودمنتون !

China previewes its welcome of the next olympic games during the closing ceremony of the 2004 Summer Olympics in the Olympic Stadium in Athens, August 29, 2004.

The Red Hot Chilly China Is Waiting for You!

اليوم الأخير : 29 أغسطس : عودة ’ للعكننة ‘ : كما بدأنا بها ننتهى بها . لن نحدثك عن الماراثون ولا الجمباز الإيقاعى ولا فنيات حفل الختام . قد لا نقاوم وضع بعض الصور هنا أو هناك ، أما الكلام فكما بدأ الكلام بالحجاب سينتهى بالحجاب ، لكن هذه المرة الأمور أخطر بمراحل .

Hicham A-Guerrouj of Morocco defeated Bernard Lagat of Kenya, left, by 0.12 seconds to win the gold medal in the 1,500-meter final at the 2004 Olympic Games, Athens, August 24, 2004.

He Got Two Golden Medals, What about the Historical Zeros?

محجبة أخرى فى حفل الختام . إنها رانيا علوانى المصرية . الاعتراض هذه المرة ليس على الحجاب بل على أشياء كثيرة وراء الحجاب . أولا ذات الاعتراض المكرر عندنا على شرعية الأصفار . سبب ظهورها خلف رئيس اللجنة الأوليمپية وهو يلقى كلمته ، هى أنها والآخرين مثلها قد انتخبوا فيما يسمى لجنة الرياضيين التابعة للجنة الأوليمپية الدولية . ربما تبرر انتخاب هشام القروج ، هو أنه حاصل على ذهبيتين لم يجمعهما أحد ( 1500 و5000 متر ) فى ذات الأوليمپيات منذ الفنلندى بآڤو نورمى سنة 1924 ، وأنه من بلد عالم ثالث أى مكافح يحقق الكثير ، زائد دراما أن حقق هاتين الميدالتين فيما أسمته النيو يورك تايمز فداء أو كفارة لخذلانه بلاده وشعبه من قبل حسب قوله ، زائد أن إنجازه هذا نال تغطية هائلة الحجم فى أعلى وأرقى المنابر الإعلامية عالميا التى يعتبر ذكر كرم جابر أو حتى آل مكتوم فيها صفرا مطلقا . لكن ماذا عن رانيا علوانى ، إنما لم تحصل فى كل تاريخها على ميدالية أوليمپية واحدة ولو برونزية . لكن فى عالم يدار من طيزه إن لم تحصل على ميداليات بالرياضة فلتحصل عليها بالانتخابات ، وما أكثر أصوات الأصفار فى المؤسسات الدولية ، تشد بعضها بعضا كالبنيان المرصوص . والأدهى أن دوما الأفضل فى المؤخرة والقروج الأخير فى الأصوات !

المشكلة أن الحجاب ليس مجرد زى أو حرية شخصية ، بل هو رؤية للعالم وللذات وللغير ، وبرنامج كراهية و’ ولاء وبراء ‘ شديد الأيديولوچية ، بمعنى أن لديها كل شىء محسوم سلفا ، وقطعا هى لا تتسامح ولا تتهادن .

Beijing Mayor Wang Qishan waves the Olympic flag after receiving it from Athens Mayor Dora Bakoyiannis, cheered by Jacques Rogge, president of the International Olympic Committee, looks on at right, Gianna Angelopoulos-Daskalaki, president of the Athens 2004 Organizing Committee, left, Hicham A-Guerrouj of Morocco, with a red jacket and Rania Elwani of Egypt, the woman with headscarf, during the closing ceremony of the 2004 Summer Olympics in the Olympic Stadium in Athens, August 29, 2004.

A Headscarf with a Clear Islamic Agenda!

حتى تضع نفسك فى الصورة اقرأ تفاصيل هذه الانتخابات‑المهزلة فى قصة قناة الجعيرة هنا والتى لم تخف فيها الشيخة رانيا أچندتها الدينية الصريحة فى مؤسسة تعلن ليلا نهارا أنها تروج للتفاهم والتسامح والسلام لكل العالم . تقول فضيلتها بكل وضوح إنها تشجع الرياضة لأن بعض الألعاب لا يتعارض مع الدين ، بما يعنى طبعا أن الغالبية الكاسحة منها ضد الدين ( أما كيف اختيرت علوانى أصلا لعضوية اللجنة ذاتها قبل عامين فسنتركها تحكى لك بنفسها كيف تم التلويب المصرى‑الأفريقى‑الإسلامى المبروك المبارك هنا ) .

قد نقول هذه مجرد فضيحة أخرى من فضائح الأصفار قامت والقوالب نامت ، فضائح الأمم المتحدة وشبيهاتها ، وقد نقول إن لحسن الحظ أن أحيانا نادرة حين ’ تتكلم النقود ‘ كما يقولون تخرس الأصفار ، وإلا لكانت مصر البارعة جدا فى التلويب قد حصلت على كأس العالم لكرة القدم أيضا ( قصة طويلة مؤسفة أخرى تابعناها بإسهاب ) . لكن الحقيقة أن ظهور رانيا علوانى فى حفل الختام يحمل مدلولات أخطر بكثير مما قد يخطر ببال أحد !

إن الشيخة رانيا علوانى كواحدة من شهيرات العرب اللاتى تمت أسلمتهن من البيكينى إلى الخمار ، بظهورها بأچندتها الإسلامية الصريحة المعادية للرياضة ضمن القيادات العليا للأسرة الأوليمپية العالمية فى ختام دورة أثينا 2004 ، هو أكبر استعراض للقوة حتى اللحظة من جانب التنظيم العالمى للأخوان المسلمين لمدى التغلغل الإسلامى فى اللجان الأوليمپية الدولية . من قبل كان وجود رانيا علوانى ومثيلاتها حيى خفى ، أما الآن فهو سافر ومتحدى . الدول الإسلامية تبلغ نحو 60 دولة لها ستين صوتا كاملة الأوصاف ، والأسوأ أنهم يتكاثرون بمعدل دولة كل أسبوع . ولن استغرب على وجه الإطلاق إن أعاد التاريخ نفسه ، وكما ألغيت الأوليمپيات القديمة على يد المسيحية ، أن ستلغى الأوليمپيات الحديثة برمتها قريبا على يد الإسلام !

طبعا لك أن تتخيل أن قرار ظهورها على الهواء بحجابها على منصة الصدارة أمام بلايين المشاهدين ، هو أيضا قرار اتخذ بالأغلبية ، أغلبية الأصفار ، فى منظمات التى لا صوت لأحد فيها إلا للأصفار . للأسف أنا حتى أرى الأمور أسوأ من ذلك بكثير . ولك أن تبشر قريبا بأن ستكون هناك كرة طائرة للشواطى بالنقاب والجلباب ، والخطة بسيطة وسهلة : أن اجعلوا الملابس محتشمة حتى تمارسها بنات الإسلام . وحين تصبح محتشمة ولا يمارسها أحد تتم المطالبة بمزيد من الاحتشام ، وهكذا حتى نصل للنقاب أو الخيم الوهابية أو للشادور الطالبانى ، ثم للإلغاء التام فى خاتمة المطاف . قد تقول هذه مبالغة ، لكن هذا بالضبط ما سمعته قبل عشر سنوات فقط حين كنت أقول إن إعلامنا ومدارسنا وأجهزتنا الحكومية ستتأسلم عما قريب ، ودون الحاجة لأية قرارات فوقية أو قوانين أو تعديلات دستورية . وطبعا الكثيرون أعلم منى بأساليب التسلل الأخوانى للأجهزة . الآن أنا لا أستبعد أن الحاجة رانيا بحكم التخصص ، هى التى كانت وراء الترويج ’ لمفاجأة ‘ مايوه السباحة الجديد ، لكن لسوء حظها أن كان الأمر مفاجأة لها قبل أى أحد آخر ، لأن التصميمات جاءت أكثر عريا واقترابا من عراقة وشموخ ووقار وكرامة التقاليد الأوليمپية القديمة كاحتفالية طقسية مقدسة كل أربع سنوات بعظمة وبهاء وجلال الجسد الإنسانى ، ألا وهى طبعا التبارى فى عرى تام .

إن الشيخة رانيا علوانى كواحدة من شهيرات العرب اللاتى تمت أسلمتهن من البيكينى إلى الخمار ، بظهورها بأچندتها الإسلامية الصريحة المعادية للرياضة ضمن القيادات العليا للأسرة الأوليمپية العالمية فى ختام دورة أثينا 2004 ، هو أكبر استعراض للقوة حتى اللحظة من جانب التنظيم العالمى للأخوان المسلمين لمدى التغلغل الإسلامى فى اللجان الأوليمپية الدولية . من قبل كان وجود رانيا علوانى ومثيلاتها حيى خفى ، أما الآن فهو سافر ومتحدى . الدول الإسلامية تبلغ نحو 60 دولة لها ستين صوتا كاملة الأوصاف ، والأسوأ أنهم يتكاثرون بمعدل دولة كل أسبوع . ولن استغرب على وجه الإطلاق إن أعاد التاريخ نفسه ، وكما ألغيت الأوليمپيات القديمة على يد المسيحية ، أن ستلغى الأوليمپيات الحديثة برمتها قريبا على يد الإسلام ! ( ذلك القس الأيرلندى المهوس الذى أمسك ببطل الماراثون البرازيلى لم يشأ إلا أن يذكرنا بالتاريخ الذى مضى ، والست رانيا بعد سويعات قليلة لم تشأ إلا أن تتوعدنا بما هو آت ! ) .

للأسف بهذه الصيحة history repeated نقدم لك أسوأ ختام ممكن لدورة بدت لنا على السطح عظيمة وممتعة ، لكن ما يعتمل تحت هذا السطح هو أكثر سوادا مما يخطر بالعقول . أو فقط كاستطراد لما سبق وقلناه عن أن ’ السيستم ‘ المصرى سيكون بحلول 2008 قد استوعب كل حملة الميداليات المصريين هؤلاء ، ولم يعودوا حملة لأى شىء ، نضيف : وتكون نهلة رمضان قد تحجبت ! اكتب رأيك هنا

| FIRST | PREVIOUS | PART IV | NEXT | LATEST |