العرب ومستقبل الثقافات القومية

لماذا نحن دائما فى الجانب الخطأ من معركة الحضارة ؟
—أو : لعنة الچيين المفقود !

( الجزء الخامس )

Arabs and the Future of National Cultures

Why We’re Always on the Wrong Side of the Battle of Civilization?
—Or: The Curse of the Lost Gene!

(Part V)

 

| FIRST | PREVIOUS | PART V | NEXT | LATEST |

 

الآن :

العرب ومستقبل الثقافات القومية

لماذا نحن دائما فى الجانب الخطأ من معركة الحضارة ؟
—أو : لعنة الچيين المفقود !

Arabs and the Future of National Cultures

Why We’re Always on the Wrong Side of the Battle of Civilization?
—Or: The Curse of the Lost Gene!

الدراسة الرئيسة لصفحة الثقافة على هيئة ملف .pdf أنيق سهل التنزيل والطباعة …

هذه الدراسة التى تقع فى نحو 140 صفحة ( أو نحو 4 ميجا بايت ) ، وكتبت ما بين أپريل 1992 ومايو 1996 ، هى أقدم ما عمم حصريا من خلال قسم الرأى بالموقع ، وتمثل تلخيصا متكاملا لأغلب ما طرح فيه من أفكار جريئة وصادمة على مدى قرابة عقد كامل .

هذه الدراسة التى ستضاف لكتاب ’ حضارة ما بعد الإنسان ‘ الأقدم الذى عمم مستقلا مطبوعا سنة 1989 ، ويمثل أيضا حجر زاوية أساس لأفكار هذا الموقع ، انضمت الآن الفكرة قديمة والخاطر فجائى بعد الافطار يوم عطلة السبت 20060325 11:54 ص واستغرق التنفيذ 3 ساعات ونصف مثله إلى كوكبة المواد التى أصبحت متاحة فى صورة كتب .pdf للتنزيل مجانا .

تنزيل كتاب ’ العرب ومستقبل الثقافات القومية ‘ هنا

تنزيل كتاب ’ حضارة ما بعد الإنسان ‘ هنا

القائمة الكاملة للكتب والكتيبات المتاحة كملفات .pdf هنا

 

NEW: [Last Minor or Link Updates: Thursday, February 25, 2010].

 

 December 8, 2005: Heikal, a case study!

In Part IV

 

Athens 2004 Olympic Games Opening Ceremony

 August 13-29, 2004: Cultural footnotes on the margin of Athens Olympic Games! Also: The infiltration of a clear and present Islamic agenda in the Olympic community is threatening to repeat the history: As the Christianity ended the old Olympics the modern ones are about to be finished by Islam!

The Last Samurai (2003)

 February 25, 2004: How to talk about Japanese without mistakenly thinking that you glorify them? The Last Samurai and another bunch of movies raise the question!

 February 20, 2004: We’re not alone! Zeev Boim says Arabs have a ‘genetic defect!’

In Part III

 August 18, 2003: Zayed Center closed. They should have listened from the start to our old Shut-up advice!

Reda Helal

 August 16, 2003: Where and why did Reda Helal vanish?

 August 15, 2003: Blackouts, American and Arab, whats the difference?

 May 28, 2003: George W. Bush to hold a summit with the leaders of KSA, Egypt, Jordan, Morocco and Bahrain, but not Kuwait nor Qatar. Is it a summit for a new Arab League, for a new Israeli-Arab peace or for new wars?

 December 12, 2002: A little apology for what so-called ‘racism.’ What about some scientific facts that everybody ignores?

 October 11-16, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: U.S. decides to occupy Iraq and assign a new General MacArthur as a military ruler. BUT: Could it work in Egypt also?

 

In Part II

 July 23, 2002: Masters of defeat gather to celebrate the most notorious disaster in the modern Arab history: Egypt’s July 23, 1952 ‘revolution’!

David Beckham

 June 7, 2002: FIFA World Cup as a demonstration of Man-Machine conflict. Also as a demonstration of Arab culture illnesses!

 May 5, 2002: VOA Arabic signing off, sorrowfully for the last time. A new broadcast launched!

 April 6, 2002: A HISTORY MADE! First Human Cloning. Surprisingly, it’s an Arab cultural event than a scientific one!

 March 18, 2002: Thatcher’s new book!

 March 15, 2002: EgyptAir Flight 990 crash: All secrets revealed. It’s just an ‘internal affairs’ issue of the Islamic Brotherhood.

 January 31, 2002: What’s ‘Right?’ A simple question has never been answered in the eternally left-wing Arabic language!

 January 1, 2002: How to repair the image of Islam in the West? Here’s our advice: JUST SHUT UP!

 November 30, 2001: The ‘Arab Street’ is dead silent. Why?

MTV

 November 18, 2001: Arabic MTV. WHAT AN IDEA! But, could it really work?

 October 7, 2001: A whole new page on the concept of civilization and the misconceiving of clash of cultures as a clash of civilizations!

 January 25, 2001: EgyptAir officially acknowledges liability for Flight 990 crash.

Alam Al-Ma'refa

 January 17, 2001: Arab unity accomplished at last: Nabil Ali’s new book Arab Culture and the Information Age.

 October 20, 2000: Hezbollah website ruined; some lessons obtained. Or may not?!

 

In Part I

Mustafa Kemal AtaturkGeronimo

 December 1999: A major study written between 1992-96 on Arabs and the Future of National Cultures posted. This is the third opinion page in the Think Internet! Month and the biggest in this site and in the whole Arabic Internet.

 

ê Please wait until the rest of page downloads ê

 

‘Something is rotten in the state of Denmark’

Hamlet

’ الثقافة كاللغة إما أن تقبلها كلها أو تتركها كلها ‘

مارجاريت مييد ç

’ علينا الأخذ بحضارة الغرب ما يستحب منها وما يعاب ‘

وردت فى تراث العبيد ص 52 طه حسين ç

’ أنت لا تستطيع مهاجمة الغرب باستخدام ميكروفون مصنوع فيه ‘

زكى نجيب محمود ç

’ موتوا ! ‘

ورد فى على سالم ص 130 نجيب محفوظ

—عن الانغلاق العربى والشكوى من الغزو الثقافى ç

‘Might is right’

Literally ‘Justice is nothing else than the interest of the stronger.’

Previously Cardinal and Duke de Richelieu Diplomacy, Chapter Three. Ignored 20030807 OOLinkNEW http://unr.edu/homepage/nickles/wthonors/perspective.htm then my The Internet Encyclopedia of Philosophy [www.utm.edu/research/iep/text/Plato/rep/rep.rtf] (not available anymore but text is everywhere now) and Britannica Ethics - Ancient ethics - Ancient Greece Thrasymachus the Chalcedonian

As in Plato’s The Republic Book I (Of Wealth, Justice, Moderation, and Their Opposites)

‘Today, after more than a century of electric technology, we have extended our central nervous system itself in a global embrace, abolishing both space and time as far as our planet is concerned’

more Marshall McLuhan

Understanding Media (1964)

‘The new electronic interdependence recreates the world in the image of a global village’

more Marshall McLuhan

The Medium Is the Message (1967)

‘It’s all in the genes!’

Everybody, except the leftists

‘It’s the economy, stupid!’

OLink200211/11SAFI sign James Carville campaining 1992 Clinton put over his desk phrases.shu.ac.uk/bulletin_board/18/messages/764.html From 'Safire's New Political Dictionary' 1993 Everybody, even stupids

جيل الهزيمة يدعونا للثأر من هزائم الماضى بإضافة هزيمة جديدة كل عشر سنوات . الكارثة ليست هنا ، إنما فى أنهم بشعاراتهم العمياء وعجرفتهم العروبية والإسلامية الجوفاء يضللوننا عن حقيقة أننا نهزم مرة كل يوم يعود فيه أطفالنا من المدرسة دون تلقى التعليم العصرى الحقيقى العلمانى النظيف ، ونهزم خمس مرات فى اليوم كلما قرعت الأجراس تدعونا لتلاوة نفس تعاويذ وخزعبلات اليوم السابق ، بل ونهزم 86400 مرة بعدد الثوانى التى ننغلق فيها أو لا ننضو عنا ثوابتنا وهويتنا المتخلفة لنجارى بقية الشعوب سباقها المرعب فى التقنية والعلم والاختراع .

ما سبق من بنى مزار للمنيا 06:30 -07:00 م 20020504 لماذا نحن دائما فى الجانب الخطأ من معركة الحضارة … هذا هو السؤال !

 الدراسة الرئيسة لهذه الصفحة مريكا امريكا أمريكى امريكى أمريكية امريكية الأمريكى الامريكى الأمريكية الامريكية عنصرية العنصرية عنصرى العنصرى عنصري العنصري شوفينى شوفينية الشوفينية عربي العربي رضا هلال أين ولماذا اختفى الصحفى رضا هلال الأهرام الاهرام الصحفي مصطفى بكرى إبراهيم نافع التيار القومى القومي مصطفى بكري ابراهيم نافع بدأت فى الظهور كمادة معممة ‑تحديدا الفقرات الأولى منها‑ كتعليق للكاتب مدحت محفوظ فى جريدة ’ العالم اليوم ‘ الاقتصادية اليومية صبيحة التوقيع المبدئى للاتفاقية العامة على التعريفات والتداول ( جات ) فى ديسيمبر 1993 . هذا التعليق الذى تناول فيه الأوقاع المحتملة للاتفاقية على النواحى الثقافية ، أصبح تذييلا ثابتا لمحاضراته ذات البعد المستقبلى التقنى والتى كانت تحمل عادة عنوان ’ الرقمية ‘ أو ’ العصر الرقمى ‘ وألقيت فى مناسبات مختلفة فيما بين عامى 1993 و1995 . ثم أخيرا عممت تلك الدراسة المجمعة مرة أخرى فى صورتها النهائية فى العدد التذكارى لمجلة العربى الكويتية فى يونيو 1995 بمناسبة مرور مائة عام على ظهور السينما ، وفى كتاب مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة فى نفس العام .

على أن ذلك هذا الجزء الموجز من ديسيمبر 1993 والخاص تحديدا بقضية الجلوبة ، كان مجرد الجزء الظاهر من مشروع آخر أكبر بدأ قبله بسنوات ، هو كتاب بعنوان ’ الهوية العالمية —انتماء الفرد فى عصر اضمحلال الأمم الدينية والقومية والوطنية ‘ ( إليك صورة مكبرة لصفحة مبكرة بخط اليد بتاريخ 25 أپريل 1992 ، الحقيقة هى من مخطط 20 أپريل 1993 لكنها تمثل تصورا شبه كامل فى صفحة واحدة وكأنه جاء من تصور سابق ثم تعرض للإضافة عندما كان مخطط الكتاب مجرد صفحة واحدة بعد ، تشير لكتابات سابقة غير معممة للمؤلف وتقترح أجزاء ومراجع جديدة ! ) .

فى 20 أپريل 1993 اكتمل المخطط العام لهذا الكتاب ، وكان عبارة عن ملخص لكل فصل على حده . تقريبا هذا هو ما سوف تقرأه الآن ، ذلك أن ما حدث أن تأجلت للأسف فكرة الكتاب المذكور بسبب مشروعات أخرى للكاتب صرفته عنها الواحد تلو الآخر . من ثم تم فى مايو 1996 تجميع تلك الفصول الموجزة فى دراسة واحدة مطولة ، تصلح للقراءة المتصلة .

بالطبع تم هنا وهناك بعض التنقيح لتلك الفصول الموجزة المجمعة . لا سيما وأن متغيرات نوعية مهمة كانت قد استجدت للتو فى الشهور الأولى من تلك السنة ، كان من أبرزها قدوم الدكتور كمال الجنزورى لرئاسة الوزارة فى مصر ، وبنيامين نيتانياهو لرئاستها فى إسرائيل ، بما أوحى بمعطيات جديدة لمصر وللمنطقة العربية ككل . هذا النص ظل على حاله الذى ستراه الآن منذ مايو 1996 ، حيث هذه النسخة ’ النهائية ‘ هى التى كانت معدة للتعميم فى كتاب ’ دليل الأفلام ‘ الذى صدر فى أغسطس 1998 ، إلا أن تعميمها تأجل مرة أخرى بناء على مبدأ الاكتفاء بدراسة واحدة للتوضيبة الواحدة ، ومن ثم عممت فقط دراسة نظرية الفيلم الهولليوودى .

فى عالم الجلوبة الجديد المقدام الذى نحن مقدمون عليه لن يقسم الكوكب وسكانه لدول وقوميات إنما إلى شركات ، هذا يتبع مايكروسوفت وهذا يتبع شل وهذا يتبع فايزر وهذا ’ بدون ‘ لا وطن له ، وهلم جرا !

Think Internet! هو الشعار الذى اخترناه لموقعنا هذا الشهر ( ديسيمبر 1999 ) ، دشن فى الثانى منه بتعميم هذه الدراسة الأخيرة كأول صفحة عمود رأى متخصصة باللغة العربية على الغشاء ، تحت اسم هولليوود .

الصفحة المستقبلية التى سبق تعميمها وتحولت لسلسة محاضرات كما قلنا فى البداية ، فقد قمنا بفصل القضايا التقنية الخالصة ، وعممت قبل أيام قليلة تحت عنوان موجز تقنى لصناعة الترفيه لتصبح ثانى صفحة رأى فى هذا الموقع تحت عنوان التقنية .

ثم ها نحن نبرد اليوم الجزء الخاص بالجلوبة والذى سردنا للتو تاريخ تطوره من الثمانينيات حتى سنة 1996 ، ليكون نواة لهذه الصفحة التى تراقب بالخبر والتحليل قضايا الجلوبة وأوقاعها الثقافية أو عامة قضية الصدمة المستقبلية لدى الشعوب المتخلفة . [ لاحقا أصبحت globalization.htm تغطى قضايا مختلفة أكثر تخصصا ، وتغير اسم الصفحة كما تقرأها الآن إلى culture.htm ] .

إذا لم تكن هويتنا ، أو فى التحليل النهائى جذورها الچيينية ، هى السبب الأصيل لتخلفنا ، فما الذى باستطاعته أن يكون السبب إذن ؟ جميع الشواهد تقول إن العقل العربى غبى عشائرى پارانويى ذاتى متخلف انفعالى وجاهل ؛ المكون الثقافى أهم عنده من كافة مقومات الحياة المادية . وهذه هى بالضبط مواصفات الشعوب التى انقرضت أو أبيدت كالهنود الحمر أو الأبوريچين .

باختصار شديد : لو كان فى هويتنا شىء واحد جيد لما كانت هذه هى حالنا !

بهذا نكون قد أنهينا خطة إبراد هذه الدراسات الثلاث المطولة بمناسبة هذا الشهر وذلك الشعار . هذه الدراسات يجمعها أنها كتبت من قبل ومن ثم لم تكتب خصيصا من أجل الموقع . من هنا نعدكم فى العام الجديد ، العقد الجديد ، القرن الجديد ، الألفية الجديدة ، بمزيد من صفحات الرأى جديدة حافلة ولا تقل إثارة للفكر والتأمل . فقد ولد مبدأ صحافة الرأى الإنترنيتية ولا نعتقد أنه سيتراجع أبدا . فقط كونوا معنا !

الهدف الرئيس لهذه الصفحة هدف مزدوج . أولا محاولة عامة لرسم ملامح عالم الجلوبة الجديد المقدام الذى نحن مقدمون عليه . عالم لن يقسم فيه الكوكب وسكانه لدول وقوميات إنما إلى شركات ، هذا يتبع مايكروسوفت وهذا يتبع شل وهذا يتبع فايزر وهذا ’ بدون ‘ لا وطن له ، وهلم جرا . ثانيا وهو الأهم والأكثر توسعا ، محاولة تحليل العقلية العربية ، والمكونات العضوية والبنيوية فيها ، والتى جعلتنا دائما فى الجانب الخطأ من معركة الحضارة ، منذ إخناتون ( التوحيد ) مرورا بالإسلام ( المزيد من التوحيد ) وانتهاء بعبد الناصر ( مصر العظيمة مصر العزيمة مصر الهزيمة ) وصدام حسين ( أم المعارك ) . وستحاول بالتالى الإجابة على سؤال هل من الممكن تجاوز هذا المصير القدرى ، أم هو فعلا قدرى أو چيينى أو حتى اخترناه بوعى .

من ثم يصبح السؤال : إذا لم تكن هويتنا ، أو فى التحليل النهائى جذورها الچيينية ، هى السبب الأصيل لتخلفنا ، فما الذى باستطاعته أن يكون السبب إذن ؟ جميع الشواهد تقول إن العقل العربى غبى عشائرى ذاتى متخلف انفعالى وجاهل ؛ المكون الثقافى أهم عنده من كافة مقومات الحياة المادية . وهذه هى بالضبط مواصفات الشعوب التى انقرضت أو أبيدت كالهنود الحمر أو الأبوريچين .

باختصار شديد : لو كان فى هويتنا شىء واحد جيد لما كانت هذه هى حالنا !

الجزء الثانى من هذه الصفحة افتتح لمتابعة الموضوعات الأساس التى تناولتها الأطروحة الأصلية . أولها جاء فوريا فى 9 يناير 2000 عن اعتماد الإكوادور الدولار الأميركى كعملة رسمية للبلاد ، وقد استقر به الحال الآن ليصبح جزءا من صفحة الاقتصاد الحالية .

أما هنا فقد تواصلت المتابعات . بعضها كان أطروحات رئيسة مكملة للأطروحة الأصلية للصفحة . من أمثلة هذا الأطروحة الإضافية التى أبردت فى 31 يناير 2002 ، وهى عبارة عن مقال تأسيسى مبسط عن اليمين الغائب فى الفكر والخريطة السياسية العربية معا ، ونظرة المثقفين والعموم المشوهة له ، أو بالمثل أطروحة عن العرقية ( أو ما يسمى بعربية مثقفينا العنصرية ) ، أبردت فى 12 ديسيمبر 2002 . والعرقية مسألة نجحت الأيديولوچيات اليسارية والإنسانية فى تحويلها لتابووه يمنع أى أحد من مناقشته مناقشة علمية حرة . فقط هذا هو ما حاولناه هنا .

الجزء الثالث من هذه الصفحة افتتح فى 24 سپتمبر 2002 لأسباب تتعلق بأحجام الصفحات .

الجزء الرابع من هذه الصفحة افتتح فى 7 يناير 2004 لأسباب تتعلق بأحجام الصفحات .

الجزء الخامس من هذه الصفحة افتتح فى 5 أكتوبر 2004 لأسباب تتعلق بأحجام الصفحات .

نحن نرحب بكافة المساهمات من تعليقات أو أخبار من زوار الموقع من خلال المساهمة المباشرة فى لوحة الرسائل إضافة أو قراءة أو بالكتابة عبر البريد الإليكترونى .

 

 

 

الجديد ( تابع جزء 1 ، جزء 2 ، جزء 3 ، جزء 4 ) :

 

 5 أكتوبر 2004 : اليوم نفتتح قوسا سوف نغلقه بعد خمسة أيام بالقول المثير للسأم : كم نحن عباقرة عظماء النبوة !

الموضوع ، وماذا غيره ، معرض فرانكفورت الدولى للكتاب الذى يفتتح مساء اليوم ، حيث الثقافة العربية هى ثيمة هذا العام . عبقريتنا إن صحت ، سوف تنبع من موقفنا الثابت أن أفضل شىء على الإطلاق للعرب والمسلمين من أجل تحسين صورتهم فى الغرب هو وكما صغناه منذ زمن طويل : SHUT UP! . هل تعتقد أن معرض فرانكفورت مهما عملوا البدع فيه ، لن يكون إلا فاتحة لأبواب جهنم ولنيران عكسية ضد كل من انجرفوا إليه بكل البلاهة ، قبل ان يعلموا أيضا كما قلنا فى ذات المدخل المذكور أن ل إناء ينضح بما فيه ، وأنهم لا يستطيعون مداراة هذا مهما كذبوا أو تجملوا . أسألك سؤالا بسيطا : انظر لمركز مركز ما سيعرض . أليست مصر هى المركز ؟ أليست مؤسسة الأهرام هى مركز الإسهام ؟ ألن تكون كتب إبراهيم نافع هى مركز مركز المركز بحكم الوضع الوظيفى الذى يفوق اى اعتبارات أخرى فى بلادنا . الرجل يكتب ما تعلمه فى كتب التربية الوطنية أيام كان جمال عبد الناصر يحكم هذه البلاد . شب ووجد كل الناس تقول نفس الأشياء مثله بالضبط . أصبح كاتبا وراح بحسن طوية مطلق يكتب ما يعتقده بديهيات ومسلمات . هذه البديهيات والمسلمات لو قرأها أى واحد غربى قادته أضواء فرانكفورت نحو بؤرة بؤرة معرضها الهائل ، سيصرخ مرتعدا من مجرد النظر للأغلفة : يا للهول ! عرقية ( عنصرية ) ! الفوهرر لم إذن يكن شيئا يستأهل الذكر !

العرب ذاهبون للسياسة . مظاهرة الشهر العقارى المعتادة : فلسطين أرضنا وسلبها الاحتلال . المغرب والويت أذكى من هذا . رفضوا المشاركة فى مظاهرة نقيب العربجية عمرو موسى ، الذى فهم أن كون الثقافة العربية ستكون الموضوع ، فمنظمته الشوفينية المتخلفة المدعوة الجامعة العربية هى المسئولة ( بحكم تقديس الوظائف أيضا ! ) . المغرب والكويت تقولان إنكم لا تفهمون أصلا ما يدور حوله فرانكفورت . فرانكفورت مكان مهنى بيزنسى محض . لا يحب الساسة ولا يحب المسئولين ، وربما أيضا لا يحب الأفكار ولا يحب من يكتبونها . هو أساسا يحب المعممين ( الناشرين ) ، ومعهم يحب مصممى الأغلفة والمتون ، ويحب مخترعى تقنيات التعميم الجديدة ، ويحب من يخفضون تكلفة التعميم ويجذبون مزيد من الزبائن للقراءة . يحب المترجمين أكثر مما يحب الكتاب ، لأنهم مفاتيح للبيزنس الدولى للكتاب الذى هو موضوعه . من هنا لعلنا نضيف من هذا المنظور المهنى المحض سؤالا هل إدارة معرض فرانكفورت محقة فى اختيار الثقافة العربية ، والتى لا يوجد منها سوى النذر اليسر تماما المترجم للغات الغربية . ربما هم يفكرون بأن العكس ممكن أن يحدث .

المدهش فقط أن تعلم لماذا المغرب والكويت بالذات هما من رفض السير فى ذيل عمرو موسى . ربما تقول لأنهم من العرب الجدد ، الدول الصغيرة ذات الأفكار الحداثية . ربما هذا سبب ، لكن السبب الحقيقى أن كل منهما يمثل وحده ثلث صناعة الكتاب فى العالم العربى ، وعمرو موسى بكل جحافله وضجيجه ليس إلا الثلث الباقى !

ارجع هنا بعد خمسة أيام ، وستجدنا نهتف : موقعنا هذا موقع العباقرة قراء الطالع أفضل من كل أنبياء السماء ! اكتب رأيك هنا

تحديث : 6 أكتوبر 2004 : هأ ! حفل الافتتاح نفسه مساء الأمس تحول لنيران عكسية . ليس بسبب إسرائيل ، وليس بسبب الموساد ، إنما بسبب نجيب محفوظ . نكتب فى هذه اللحظة قبل أن تصلنا معلوماتنا الخاصة ، وفقط نقلا عن النيو يورك تايمز . الواضح أن موقفه الأصلى كان يشبه كثيرا ستراتيچية SHUP UP! ( بتاعتنا ! ) ، وأن هذا كان معروفا جدا ومتداولا فى أوساط حفل الافتتاح . ما حدث حسب قصة التايمز هو أن مورست عليه ضغوط كثيرة مسهبة وشديدة كى يرسل خطابا يقرأ فى حفل الافتتاح . الواقع كان من الأفضل لهم ألا يضغطوا . انظر ماذا قال :

’ هل يجب أن تقع مواجهة مؤسفة حتى نجبر على الاقتناع بأهمية التواصل ؟ هل يحتاج الغرب لأن يجد أمنه مهددا حتى يقبل على إعادة اكتشاف الحضارة الإسلامية والثقافة العربية ؟ هل يجتاج العرب للمعاناة من صورتهم الشائهة فى الإعلام الغربى حتى يقدموا على الخطوة المهمة بتقديم أنفسهم للآخرين ؟ ‘ .

كل المستمعين الغربيين يعرفون بالطبع أنه هو نفسه كاد يدفع حياته ثمنا للعنف العربى‑الإسلامى ، وطبعا لم يفت التايمز أن تذكرهم به ، لكنه فات من ضغطوا عليه لتوجيه رسالة ، إذ غالبا ما هيمن عليهم كان مجرد النظرة الشوفينية أن لدينا حائزا لنوبل للآداب يجب أن نتباهى به ، حتى لو كان هو نفسه دليلا حيا على عمق تخلفنا وماضويتنا ودمويتنا ، سواء بما يقوله هو نفسه مباشرة عنا أو ما فعلناه نحن به . هؤلاء الذين توجه لهم برسالته ، يعرفون أيضا ( ربما أكثر منا ) أن المرجعية الأدبية لنجيب محفوظ هى مرجعية غربية ( يقولها فى كل مناسبة من هم أدبائه المفضلين ، وقبل سنوات قليلة أضاف ‑وهو شىء جديد بالنسبة لمعلوماتى لكن غير مفاجئة بالمرة‑ أضاف مارسيل برووست . حيث حدد فى برنامج معروف للبى بى سى العربية قبل عقد من الآن اسمه ’ فى الواحة ‘ يسمح له باصطحاب كتاب واحد فقط ، أن كتاب ’ البحث عن الزمن الضائع ‘ الطويل الثرى الممتع هو ما يود أن يعيش معه دون انقطاع . هؤلاء الذين توجه لهم برسالته ، يعرفون أيضا أنه أحد أهم دعاة النقل والتعلم ( من يتعلم من من ؟ الكل أيضا يعلم ) . بالمثل كلهم يعلمون أنه حين يلقى باللوم على عدم بذل الجهد الكافى للتواصل يكون الواضح للجميع من هو الطرف الذى يقصده أكثر من غيره . ربما لم يشر للب النقد الحقيقى ’ للحضارة الإسلامية والثقافة العربية ‘ ، والتى نعرف كلنا جيدا رأيه فيها ، ولا نعرف بالضبط هل سيكون ’ إعادة اكتشافها ‘ نعمة أم نقمة . التايمز نفسها تقول إنه سأل الأسئلة رفيعة البلاغية التى ربما لن توجد لها إجابة أبدا . لكن ما نعرفه من خلال رسالته الذكية دفينة الغضب ، أنها لا توحى بالكثير من التفاؤل ، وأن الوقت قد فات ( هذا ما تقوله كل جملة ) ، زائد طبعا تلويحها بأن المهم هو المحتوى ، وهذا ليس عندنا منه أى شىء مشرف .

ليس لى رأى نهائى بعد . هل لو كان قد أصر على موقفه ولم يرسل شيئا لكان قد أثار ضجة أكبر ؟ ربما لا . هل ما نقلته التايمز هو بالفعل أهم الفقرات أم ثمة مزيد ؟ ربما لا أيضا . هل تلك الضغوط تشمل ضغوطا فى صياغة الرسالة نفسها ، ونحن نعلم أن كل ما يخرج عنه يخرج بواسطة مصفاة حفنة الناصريين الملتفين حوله كما التفاف حائط برلين حول كتاب الشرق ؟ ربما لا أيضا . هل تتحول تلك الضغوط نفسها لفضيحة أكبر تتصاعد فى الأيام التالية . ربما لا أيضا . وأيضا ربما لا نكون عباقرة أبدا كما وعدناك ، ويمر معرض فرانكفورت دون أن يثير اهتمام أحد ، ويتضح أن أحدا لم يعد يكترث بما يقوله العرب ، فقد سمعوا منهم بالفعل حتى الآن كل ما يحتاجون لسماعه ؟

مهما يكن من أمر لننتظر ونرى ! لكن الواقع الأسئلة الصحيحة أبسط كثيرا من كل هذا : هل تخلت قبيلتنا العربية عن تغليب رابطة الدم الغبية فوق كل شىء ، بما فيها ذلك أن نتخلى عن ذلك الدين الذى ينفخ زيفا ويحول كوننا أحط أمة أخرى للناس إلى عكس هذا بالضبط .

المشكلة أن أحدا لاي يريد أن يسأل الأسئلة العميقة قط .

نصيحتى لمديرى معرض فرانكفورت ألا يضحك عليكم أحد بما يجب ترجمته حقا للغات الغرب . أنا متأكد أنهم سينصحونكم بترجمة ما يمنعه الأزهر كى يقولوا لكم إننا نفكر ونراجع ونتطور . الحقيقة هى العكس بالضبط ، هؤلاء الذين يتحدث عنهم هؤلاء المنافقون هم أناس معزولون مضطهدون يعيشون حياتكم فى انتظار من يطرق أبواب منازلهم لتنفيذ حد الردة ( بقطع الرأس حسب الموضة الرائجة الآن إحياء لتقاليد الماضى التليد طبعا ) .

صدقونى ، لا شىء أكثر من قراءة كتب الأخوان المسلمين والجهاد المصرى وتنظيم القاعدة سوف يفيدكم فى حياتكم الواقعية وفى فهمكم لنا ، أو على الأقل فى قهم لماذا يريد بعض المسلمين قتل نجيب محفوظ . أو لماذا نذهب بعيدا ، لديكم القرآن لكنكم تزينون به مكتباتكم ولم تقرأوه أبدا . هو فى حاجة فقط لكتيب صغير ملحق يبين لكم ما هو الناسخ والمنسوخ منه ، أو اصنعوا بأنفسكم نسختكم الخاصة منه الخالية من المنسوخات . هذه ستنتج كتبيا صغيرا أنيقا سوف يمدكم بكل شىء أردتم معرفته عن الإسلام ، لكن خشيتم السؤال عنه ( وطبعا مع الاعتذار لوودى أللين ) ] .

Iraq's interim Prime Minister Ayad Allawi Iraq's interim Prime Minister Ayad Allawi is applauded at rear by Vice President Dick Cheney, left, and Speaker of the House of Representatives Dennis Hastert, R-Ill, as he declares before a joint meeting of Congress that his country is moving successfully past the war that ousted Saddam Hussein and vows that elections will take place next year as scheduled, at the Capitol in Washington, September 23, 2004.

Hey, Organization for Security and Cooperation in Europe, What Do You Think?

تحديث : 12 أكتوبر 2004 : نغلق القوس ! إحنا عباقرة ولا موش عباقرة ، الموضوع موش مستاهل أصلا . إليك فقط قصة النيو يورك تايمز قبل ثلاثة أيام ، وبها مجرد قائمة جزئية للكتب العربية العرقية التى كان يعج بها معرض فرانكفورت . بعضها ’ أكاديمى ‘ جدا كموسوعات السيد المسيرى ، وبعضها كما توقعنا كتب إبراهيم نافع ، عرضت حسب الوصف محاطة بصورتين باسمتين ضخمتين للرئيس مبارك ، وبعضها مفاجأة بالكامل هنقول لك عليها دلوقت .

لكن أولا بمناسبة عبد الوهاب المسيرى فيه رسالة عندى له حازقانى من شهور حوالين طريقة تفكيره اليومين دول . ربما من قبيل رفع معنويات الانتفاضيين المهزومين ، أو من أى قبيل لا أعرف ، طالع بنظرية فحواها أن كل البؤر الاستيطانية مآلها الزوال على يد السكان الأصليين ، ودوما يضرب بمثلين هما فشل استيطان البيض لجنوب أفريقيا ، وفشل استيطان الفرنسيين للجزائر ، ويضيف طبعا أن علينا أن نقيس إسرائيل عليهما . ماشى ! طب بس إيه رأيك يا دكتور فى سيناريو تانى اسمه الهنود الحمر الأميركان والأبوريچين الأستراليين ؟ موش كان ده غزو استيطانى برضه وكانوا سكان أصليين ’ أصحاب حقوق ‘ برضه ؟ الشىء الغايب على الدكتور أن الدنيا بتتغير . حضارة الأفريكان ركعت لأننا كنا فى ذروة عالم يسارى يتآمر حتى أعلى مستوياته ( أقصد الكونجرس الأميركى ) لنصرة إرهابى أسود اسمه نيلسون مانديلا . الدنيا الآن غير الدنيا . اليسار يتراجع والحضارة تتقدم ، ولا ما سمعتش عن حاجة اسمها 11 سپتمبر ؟ تغييرات عميقة اجتاحت العالم منذ 2001 بل ومنذ وقفة اليسار الأخيرة فى 1968 والدكتور مصصم ألا يراها أو أن يراها ولا يستوعبها ، وطبعا مصمم ألا يرى أو يستوعب ما هو أدهى أنه لا يمكن عكس هذه العجلة للوراء أبدا . فين خط الوسط فى الخريطة السياسية فى أميركا ولا فى إسرائيل ولا فى بريطانيا فى 1968 ، وفين هو النهارده ؟ النهارده شارون وسط وفى قول آخر يسار ، وبوش وسط وفقط بعض مساعديه يمين الوسط قليلا ، وبلير ’ الإمپريالى الكبير ‘ ما حدش يقدر يقول عليه إلا أنه يسار . والظاهر اليمين الحقيقى ( إللى مشكلته الوحيدة أنه فاهمكم كويس يا عرب ويا مسلمين ) ، حاجة ما سمعتوش عنها أصلا ، ولا شفتوها حتى فى كوابيسكم لغاية دلوقت !

عبقرى ولا موش عبقرى ؟ للأسف موش عبقرى ! كل ما تخيلته إبراهيم نافع ، ولم يخطر ببالى أبدا أن يذهبوا بمثل تلك الكتب المرعبة من نوعية بروتوكولات حكماء صهيون الجزء الثانى ، وزوال دولة اليهود سنة 2021 حسب الإعجاز العلمى أو العددى أو الاتنين سوا للقرآن ، ومؤامرات الموساد لحكم المجرة متواصلة … إلخ ، والتى تباع فقط على الأرصفة أمام مساجد أهل السنة والجماعة فى القاهرة إلى قلب فرانكفورت ، وبرعاية نقيب العربجية شخصيا ، فضيلة مولانا الشيخ عمرو موسى ! دول حتى نسيوا حكاية التقية ، وكان ممكن يروحوا بقناع مزيف خالص لو عاوزين ، يشيلوا الكتب الصارخة ، ويروحوا بكتب السياحة زى اليمن ، ويقولوا بصوا شوفوا آدى إحنا متحضرين أهه ، إذا بليتم فاستتروا ، لا عندنا إرهاب ولا عندنا سورة توبة ولا عندنا حاجة خالص . وساعتها الإناء كان هينضح بس ، موش هيدلق دلق زى ما حصل !

المهم ، انظر ما قد يتمخض عنه معرض فرانكفورت العربى الأصيل ، لا سيما بعد موقفه المتخاذل من تلك الكتب ( التى ’ لم يستطع قراءتها لأنها بالعربية ‘ ! ! ! ! ! ! ) : فيض من الاقتراحات من كافة الأطراف عبر أوروپا لتعديل القوانين الألمانية والأوروپية لمنع السماح بعرض أو بيع الكتب الأجنبية التى تحض على الكراهية والعرقية . بركاتك يا سيدى النافع ، ويا سيدى الموسى ، ويا سيدى المسيرى !

… برضه نرجع ونقول : نجيب محفوظ كان صح !

لبعض التفاصيل والعناوين اقرأ هنا الاحتجاج الرسمى لدى المعرض والمقدم من مركز سايمون ڤايسنتال ( لترويج التسامح ) . وهنا الاحتجاج اللاحق والأقوى والمقدم إلى ’ منظمة الأمن والتعاون فى أوروپا ‘ ، وكلاهما مدعم بصور كالتى وضعنا إحداها بجانب هذا المدخل . وهى حملة رائعة فى كل الأحوال وهزت الوجدان الشعبى الأوروپى ككل ، وإن كان توقعنا الشخصى فيما يخص هذه المنظمة الأخيرة بالذات أنها ستعطيهم ذات الأذن الصماء التى لقوها من إدارة المعرض ، فالكل جزء من الحلف العالمى الإسلامى‑العربجى‑الشيوعى وتلك الكتب إحدى أدواتهم ’ النضالية ‘ ككل ضد معسكر الحضارة . وآخر موقف مخزى من منظمة الأمن والتعاون فى أوروپا جاء هذا الأسبوع تحديدا برفضها سلفا الاعتراف بنتائج انتخابات الرئاسة فى أفجانستان .

للمرة المليون ، النصيحة مستحيلة التنفيذ : SHUT UP! ] .

 

Celebrations breaks out in Trafalgar Square after London won the race to host the 2012 Olympics, July 6, 2005.

Congratulation, Civilization Capital!

 6 يوليو 2005 : السافل چاك شيراك يتطاول على أسياده قائلا إن الإنجليز لم يقدموا للعالم سوى جنون البقر والطعام السيئ ، ولا يمكنك الوثوق بأناس يأكلون على هذا النحو السيئ . كان هذا قبل يومين فى مداعبة مع حليفيه وربيبيه ڤلاديمير پوتين وجيرهارد شرويدر فى اجتماع لثلاثتهم فى كاليننجراد لتنسيق مواقفهم المارقة من قمة الثمانية التى تبدأ اليوم [ حتى بعد أسبوع من هذا ها هو يواصل السفالات فى خطاب يوم الباستيل ، ويقول إن الفرنسيون ينجبون أطفالا أكثر من البريطانيين . أو هل هذا شىء يتفاخر به أحد ؟ أو هل يتفاخر أصلا أحد بأنه يأكل لمدة 6 ساعات يوميا ؟ ] .

نقول لمسيو شيراك ، وبكل أدب وشيم وشموخ الكبار ، إنه نسى شيئا واحدا آخر على الأقل : الثورة الصناعية ! الثورة التى لم يفلح الفرنسيون فى اللحاق بها حتى يومنا هذا ، ناهيك عن ابنتها اليافعة ثورة ما بعد‑الصناعة ، التى دشنها ذات الأنجلى فى عالمهم الجديد ، أميركا . كما تحديناك ‑عزيزى القارئ‑ يوما فى الأيام الباكرة لهذا الموقع ، نجدد عرضنا اليوم بل سنجعله مغريا أكثر : اذكر منتجا صناعيا فرنسيا واحدا ، حقق نجاحا عالميا ، وستحصل على جائزة كبيرة من موقعنا ! على بلاطة كده فرنسا لم تدرك أبا الثورة الصناعية ، فقط هى تطفلت على اختراعات أسيادها العظام ، كى تشن بها حروبا مضادة وكى تشجع المروق عبر العالم باسم الاشتراكية والهوية والثقافة ، وكل تجارة الكلام التى لا يفهمون غيرها ، تماما كما أمة العرب . من هنا فالتطاول على الأسياد ليس شيئا غريبا على سيكولوچية المهزوم ، وهذا هو الشىء الثانى الذى أردنا قوله .

المهم ، هذا ليس موضوع حديثنا ، إنما تهنئة كبيرة للندن بالفوز اليوم بتنظيم دورة 2012 الأوليمپية . لن نتحدث عن سيكولوچية المهزوم ، فهم أقل شأنا من أن نهتم بهم . فقط المفارقة أن الفرنسيين بسذاجتهم كان يتخيلون أن الأمر منتهى والدورة فى جيبهم ، وأرسلوا برئيسهم لهناك ليعود قفاه يجمر عيش على رأى المصريين . أما قدرة النجومية star power فقد كانت كاسحة لبلير ، ومن ثم جاء هذا القرار الرائع الذى يعدنا بدورة عظيمة وممتعة فى عاصمة الحضارة الحديثة .

( انظر المتابعات السابقة لصفحة الثقافة هذه للأحداث الرياضية الكبرى باعتبارها أحداثا ثقافية بالأساس ، منها مثلا هنا تغطية دورات كأس العالم لكرة القدم السابقة أو اللاحقة كالتى حصلت مصر على صفر فى محاولة استضافتها ، ومنها هنا تغطية مسهبة لوقائع دورة أثينا الأوليمپية الأخيرة ، وهكذا ، إلا أننى أقر أن أى منها لم يكن موضوعا ثقافيا ساخنا بالقدر الذى أضفاه مسيو شيراك على دورة لندن 2012 ! ) .

من أحمر قفاهم كثيرون ، على رأسهم شيراك طبعا ، ثم المغربية نوال المتوكل رئيسة لجنة الاختيار شديدة الحماس لفرنسا ، التى يبدو أنها أفهمت مسيو شيراك أشياء غير صحيحة ، ووضعته فى هذا الموقف البايخ . أو جايز موش بايخ ، هو متعود على مثل هذه المواقف ، وطريقتهم فى شراء حكام ومثقفى العالم الثالث ، مثلها مثل الصفقات التجارية ، معروفة ولا تخفى على أحد . أنا شخصيا لم أكن أعرف أن فرنسا تمرر كل شىء بالرشاوى ، إلا حين قاله لى أخى الأصغر ، يوم كان يشتغل فى مصنع للأسمنت فرنسى فى صعيد مصر . أقصد أنى لم أقرأ عنه مثلا فى مكان ما من قبل ، إنما عرفته مبكرا من الواقع أولا ، ثم جاءت القراءات وأخبار الفضائح بعد ذلك .

أخيرا ، لا عزاء لنيو يورك ، فهى لا تحتاجه ، ولا تريده . حكامها وپرلمانيوها يقدمون ساقا ويؤخرون أخرى فى إقرار الإستاد اللازم ، حتى أعلنوا عشية القرار أمس بالتحديد أنهم لن ينشئوا أية ستادات ! أيضا شعب نيو يورك يفكر فى نفسه بطريقة مختلفة عن بقية العالم ، ولم يرد استضافة الدورة أصلا . جاء الأخير وبفارق شاسع فى الاستطلاعات التى أتى على ذكرها تقرير اللجنة الأوليمپية قبل شهر بالضبط ( النص الكامل هنا ) . المدهش أن الأميركيون ككل كانت نسبة ترحيبهم بالدورة أقل وأقل ( 54 0/0 فقط فى مقابل 79 0/0 ترحيب الفرنسيين و85 0/0 ترحيب سكان پاريس ) ! تحب تسميه قرف من استضافة أى أجانب على أراضيهم ؟ أنت حر ! لندن برضه كانت نص نص ، وتذكرنا بالغصة الكبرى فى الحلق ، أنها تغص اليوم بالعرب والمسلمين ، الصورة التى تشوه تاريخها الحضارى العظيم ! اكتب رأيك هنا

The Aldgate to Liverpool Street train, one of Islamic terrorists targets in Central London, just after blast, July 6, 2005.

Police keep watch over passengers during morning rush hour at Earls Court Station, London, August 4, 2005.

Police patrol London's Canary Wharf as part of a massive show of force in the British capital, August 4, 2005.

Civilization Capital Will Never Collapse. No Way!

تحديث : 7 يوليو 2004 : هأ ! ما كملناش الكلمة ، وفجروا قطارات المترو والباصات النهارده فى لندن .

An image obtained and released by ABC News on July 27, 2005 reportedly shows an x-ray view of an explosive device that was found in the trunk of a car at London's Luton train station in connection with the July 7 London bombings.

So Islamic!

مرة أخرى ، أنا لا أدرى من يغزو من ؟ أميركا جاءت للعراق بـ 150 ألف جندى ، بينما عدد العرب والمسلمين فى الغرب يوشك أن يتخطى الـ 150 مليونا ! متى ستطهرون بلادكم من غزو العبيد ، أو كما نقترح دوما اطردوا كل من جاء فى القرن الأخير ، أو منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على الأقل . طبقوا قليلا من التقنيات الچيينية مع من يدعون التجذر ، مما سيكفل أن تكون عملية التطهير عادلة وآمنة وبلا خسائر . فالبديل مرعب ، ليس بهذه الانفجارات اللعينة ، فهى أهون الشرور ، إنما هو عينه البديل الذى حذر منه قبل عقود وقرون إدوارد جيبون وكارل يونج وألف غيرهم ، بل وكل غيور على مستقبل الحضارة : ستتشربون أنتم أنفسكم سيكولوچية العبيد ، وتتداعى طروادة من الداخل . روما انهارت بهذه الطريقة بالضبط ، الفارق الوحيد أن العبيد كانوا يحملون الصليب أيامها ، واليوم يحملون المصحف !

مع ذلك نقول إن هذا لن يحدث . سريعا سوف تفهمون وسوف تقومون باللازم . سريعا ستعرفون أن من قاموا بهذا ، سواء كانوا ضيوفا تحت مسمى اللجوء السياسى أو سواء طلبة ممن يدرسون علوم الكفرة ، أو حتى سواء كانوا من الجيل الثانى أو الثالث من مسلمى بريطانيا أنفسهم ، هم مجرد شباب صغير ، كل ما فعله أن استمع للكلام الذى يقوله له الجميع : هناك إله خفى يسكن تلك السماء الزرقاء ، وأنه أرسل لنا بكلامه العظيم مثله ، عبر الملاك إلى بعض الأنبياء ، ومنهم شخص يدعى محمد عاش فى صحراء العرب قبل 14 قرنا ونصف .

أنا لا أدرى من يغزو من ؟ أميركا جاءت للعراق بـ 150 ألف جندى ، بينما عدد العرب والمسلمين فى الغرب يوشك أن يتخطى الـ 150 مليونا ! اطردوا كل من جاء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على الأقل . طبقوا قليلا من التقنيات الچيينية مع من يدعون التجذر ، مما سيكفل أن تكون عملية التطهير عادلة وآمنة وبلا خسائر . فالبديل مرعب : ستتشربون أنتم أنفسكم سيكولوچية العبيد ، وتتداعى طروادة من الداخل . روما انهارت بهذه الطريقة بالضبط ، الفارق الوحيد أن العبيد كانوا يحملون الصليب أيامها ، واليوم يحملون المصحف !

من قاموا بهذا ( تفجيرات لندن ) ، سواء كانوا ضيوفا تحت مسمى اللجوء السياسى أو سواء طلبة ممن يدرسون علوم الكفرة ، أو حتى سواء كانوا من الجيل الثانى أو الثالث من مسلمى بريطانيا أنفسهم ، هم مجرد شباب صغير ، كل ما فعله أن استمع للكلام الذى يقوله له الجميع : هناك إله خفى يسكن تلك السماء الزرقاء …إلخ . الفارق الوحيد بين هؤلاء الشباب وبين آبائه ، ومثل هؤلاء چورچ بوش وتونى بلير وكل شخص يتوهم خطأ فى شىء اسمه سماحة الإسلام ، أن كل هؤلاء لم يقرأوا شيئا من الإسلام ، سمعوا عنه فقط من التليڤزيون ، أما أولئك الأبناء فقد أخذوا الأمر على محمل الجد قليلا ، ورجعوا للكتب الصفراء القديمة ليعرفوا ماذا يكون الاسلام الصحيح ، الإسلام الحق الأصولى ، كما أراده له محمد أن يكون .

مع ذلك لا ندعى أن إسلام أسامة بن لادن هو الإسلام الصحيح 100 0/0 بل ربما 98 أو 99 فقط . الإسلام الحق لن يتوقف قبل استرقاق كل البشرية ، وقبل تحرير كل المسلمين ‑العرب بالذات منهم‑ من عار الشغل ، الذى لم يخلقوا له ، بل وعدهم إلههم بوظائف أفضل هى حكم الناس بالمعروف والمنكر ، وسخر لهم الأرض وما عليها ومن عليها ، وما كانوا لها مقرنين . فقط زيارة قصيرة منك لتفسير القرطبى لسورة التوبة ، ستفهم بعدها لماذا فجرت قطارات لندن اليوم ، وستعرف لماذا ستنضم أنت شخصيا لقافلة بن لادن على الفور !

 الفارق الوحيد بين هؤلاء الشباب وبين آبائه ، ومثل هؤلاء چورچ بوش وتونى بلير وكل شخص يتوهم خطأ فى شىء اسمه سماحة الإسلام ، أن كل هؤلاء لم يقرأوا شيئا من الإسلام ، سمعوا عنه فقط من التليڤزيون ، أما أولئك الأبناء فقد أخذوا الأمر على محمل الجد قليلا ، ورجعوا للكتب الصفراء القديمة ليعرفوا ماذا يكون الاسلام الصحيح ، الإسلام الحق الأصولى ، كما أراده له محمد أن يكون .

وكما نكرر عادة ، فنحن لا ندعى أن إسلام أسامة بن لادن هو الإسلام الصحيح 100 0/0 بل ربما 98 أو 99 فقط . وفى صفحة الحضارة كتبنا فى اقتباسات ترويستها بعض الاقتباسات التى تحدد هذه الـ 1 0/0 الباقية والتى لم يخض فيها بن لادن بعد ، لأسباب واضحة : الإسلام لن يتوقف قبل استرقاق كل البشرية ، وقبل تحرير كل المسلمين ‑العرب بالذات منهم‑ من عار الشغل ، الذى لم يخلقوا له ، بل وعدهم إلههم بوظائف أفضل هى حكم الناس بالمعروف والمنكر ، وسخر لهم الأرض وما عليها ومن عليها ، وما كانوا لها مقرنين ( أى ممسكين بقرون الثور متحكمين فيه ) .

فقط زيارة قصيرة منك لتفسير القرطبى لسورة التوبة ، أكثر التفسيرات أصالة ومرجعية وحصرا لآراء الرسول وصحبه قبل أى تحوير أو ماركتينج أو نسيان أو تناسى ، ستفهم بعدها لماذا فجرت قطارات لندن اليوم ، وستعرف لماذا ستنضم أنت شخصيا لقافلة بن لادن على الفور !

A graphic posted by Reuters after London Islamic attacks of July 7, 2005, shows Muslim populations in Western European countries.

Invasion, What Invasion?

نأمل أيضا أن يكون هذا هو ما سيحاول تونى بلير قراءته الليلة قبل أن يخلد للنوم ( إن كان سيخلد للنوم ) !

… للمزيد فى شأن الإرهاب العربى المسلم انظر صفحة سپتمبر فهى المكان التقليدى لهذا … وللمزيد عن الإسلام كدين وعقيدة قائمة على الإرهاب وقطع الطريق انظر صفحة الحضارة … أما عن المزيد عما وراء هذا من جذور أو قولنا المعتاد أن المشكلة ليست فى الدين إنما الچيين ، فانظر صفحة الثقافة ] .

 

Michael Lev, who lives in Israel, builds a temporary home in Morag, Gaza, to back the settlers against evacuation, August 10, 2005.

Ignore What Is in His Head; This Man Is a Builder, Anyway!

An army officer comforts Shosh Masicka, who received an eviction notice, in her house in the settlement of Elei Sinai, northern Gaza, August 15, 2005.

Hundreds of settlers clogg the main road into Neve Dekalim, a center for protest in the Gaza Strip against evacuation, August 16, 2005.

Female soldiers enter the synagogue for girls in Neve Dekalim, Gaza, August 18, 2005.

An Israeli settler confronts a line of police after they surrounded a synagogue in Neve Dekalim, Gaza, August 18, 2005.

Shattered Dreams!

Hundreds of protesters on the synagogue roof barricade themselves behind rows of barbed wire, Kfar Darom, Gaza, August 18, 2005.

But, Some May Fight!

 7 أغسطس 2005 : استقالتان زائد كشف أثرى تعاقبت كلها فى الساعات الأخيرة ، فبدت كما الطرقات على العقل العربى البائس العائش فى غياهب ما قبل التاريخ ، و’ موش عارف يلاقيها منين ولا منين ‘ !

الاستقالة الأولى هى استقالة بنيامين نيتانياهو من عضوية الوزارة فى إسرائيل ، هذه التى أعلنها صباح اليوم . الاستقالة الثانية هى دعوة الوزير الأول الياپانى جونيتشيرو كوئيزومى التى توالت وقائعها المثيرة منذ صباح اليوم حتى أعلنت فعلا ليلا بتوقيتنا نحن ، صباح الغد بتوقيت الياپان . أما الكشف الأثرى فهو كشف ما يعتقد أنه قصر الملك داود فى أورشليم الشرقية ، ذلك قبل ثلاثة أيام ، بما يقلب كل موازين الصراع الأيديولوچى بين العرب وإسرائيل ، أو فى قول آخر الصراع الدينى بين المسلمين واليهود .

Israeli troops dragged settlers screaming and sobbing from homes and synagogues beginning a forced evacuation of Gaza settlements after nearly four decades of occupation, August 17, 2005.

Shame:

Remember Something Called ‘Civilization Front?’

أولا : استقالة الأزرق العميق : بالطبع قد يراها يعض المستوطنين الإسرائيليين شكلية ومتأخرة وأنه لم يقف بجانبهم وقفة جدية ، وربما لو كان استقال قبل ذلك لكان أقوى أثرا . وجهة نظر . هناك وجهة النظر المضادة أنه حاول حتى آخر لحظة ممكنة البقاء داخل الحكومة حتى يحاول إثناء المدعو شارون عن قراره المتسلط بالانسحاب من غزة وتفكيك مستوطناتها ، هذا الذى لم تكن توافق عليه إلا أقلية ضئيلة فى حزبه هو نفسه ومصدر سلطة وكرسيه فرضا ، ومضى فيه متخطيا تلك القاعدة الانتخابية ومعتمدا ‑ويا للخزى‑ على أصوات المعارضة اليسارية لحكومته هو نفسه فى الكنيسيت .

تحدثنا عن هذا الانسحاب ، بالذات فى صفحة الإبادة ، ليس كثيرا جدا ربما ، لكن لا شىء يمكن أن يضاف . هو قرار انفرادى من شخص رعديد قرر فجأة أن يهدر رصيد عمره هو نفسه من أجل الفوز بلقب رجل السلام حين دنت أيامه ووهن قلبه وعقله . والمخزى أنه لن يفوز بذلك أبدا ، وستتوالى على قفاه اللطمات ممن يهادنهم كحماس والجهاد ، بل وحتى من التسليح الحالى الذى يجرى على قدم وساق للسلطة الفلسطينية ، ذلك يوم تستولى عليه حماس رسميا وعرفيا باسم الديموقراطية ( وليس حتى باسم الحديبية كما فعل عرفات بسلاح أوسلو ! ) . قلنا إنه انسحاب لا لزوم له بالمرة ، لا تفرضه أية ضرورات أو غير ضروريات ، وأنه أريحية مطلقة من كهل شعر بالأبوة أو الرغبة فى التطهر فجأة ، لا أكثر . قلنا أيضا إنه لو كان شارون قد مات فى أية لحظة خلال العام المنصرم لكنا قد رأينا البساطة المذهلة التى كان سيغلق بها ملف الانسحاب من غزة هذا ، لأنه ببساطة لا يوجد من يؤيده سواه .

إنها مهزلة مروعة تلك ما سنراه فى الأيام المقبلة من حرق وتفجير لمستوطنات ومزارع غناء زاهرة ، وربما قتل بعض سكانها لا أحد يدرى . لا ندرى بأى منطق حضارى سيتم كل هذا . هذه كانت صحارى لا يملكها أحد ، أى لا احتلال ولا اغتصاب ولا طرد ولا نهب ثروات ولا حتى مشكلة شهر عقارى من تلك الآلاف التى يثيرها العرب زورا منذ 1948 ، ومن ثم لا أى شىء مما يمكن أن تتحدث عنه رطانة اليسار العالمى أو القانون الدولى أو أيا ما كان الاسم . اليوم سيطرد البناءون ويأتى دهماء العرب والمسلمون ليمارسوا وظيفتهم التاريخية الأثيرة ، الاحتلال والاغتصاب والنهب والسلب لعرق الغير ع الجاهز . انظر لحجم هذه المستوطنات على الخريطة . إنه لايزيد عن حجم رأس دبوس . حول هذا عشرات الملايين من الكيلومترات المربعة التى يملكها العرب والمسلمون ، ولا تزال كما هى منذ قرون صحراء جرداء لم يفكر أحد فى تعميرها ، إن لم نقل أن كان منها ما هو عامر وأصبح خربا حاليا ، والآن ‑كما كل وقت‑ يفكرون فقط فى الاستيلاء على ما عمره الغير . قد يخرج بعضنا ليقول لكن هؤلاء متطرفون يهود ، وقد تسألنى باستغراب عمن أدافع هنا . نعم أنت على حق ، هم ( أو بالأحرى بعضهم فقط ) ، حثالة اليهود دراويش أغبياء بلحى طويلة يؤمنون بإله موهوم لم يره أحد إلا نبيهم اللص البلطجى قاطع الطريق المدعو موسى ، إلا أنهم يظلون فى التحليل الأخير مجرد أناس مسالمين همهم الوحيد فلاحة الأرض وإخراج الزرع ، وليس تفجير باصات تل أبيب وفنادق مصر وقطارات لندن وأبراج نيو يورك . حتى سياسيا خطوة شارون هذه حماقة خطيرة لأن هؤلاء الإرهابيين الفلسطينيين سيبيعون لشعوبهم فكرة أنهم حرروا تلك الأرض بالقوة ، كما زعم يوما المدعو حزب الله وصدقته شعوبنا الغبية الجاهلة . وفى كل الأحوال لا الانسحابات ولا الجدر ولا حتى معاهدات السلام ستمنع الصواريخ أو حفر الأنفاق . ما يمنعها هو فقط شىء واحد : الإبادة .

مهما تقلب الموضوع ( الإنسحاب من غزة ) ، على أى جنب له لا تجد فائدة منه لأى أحد ، لا لإسرائيل ولا لأميركا ولا لمصر ولا حتى للفلسطينيين وسلطتهم ، فقط هو تقوية لشوكة حماس والجهاد . بعد أن كان الجيش الإسرائيلى المتقدم المقدام قد أفلح بالفعل فى تخليص العالم من كل الرءوس الكبيرة لتلك المنظمات الإجرامية ، وكانت جميعها ‑هذه التى تتشدق اليوم بالنصر‑ على شفا الاضمحلال التام لو واصل الجيش ضرباته المظفرة تلك ، إلا أن ’ قائد البلاد ‘ ، وما هو بقائد قط ، غل أيدى جيش إسرائيل العظيم ، وحوله عن دوره الحضارى التاريخى الكبير فى نشر الحداثة فى منطقة الشرق الأوسط المنكوبة بچيينات أهلها ، حوله لوظيفة اقتلاع مزارعين بسطاء من أراضيهم التى عمروها بعرقهم وأحلامهم لمدة أربعين سنة ( ولن نطيل فى مبدأ ’ الأرض لمن يستعمرها ‘ ، أو مفهوم ’ الجبهة الحضارية ‘ ، فقد أسرفنا بما يكفى فى شرحها تقريبا منذ الميلاد الأول لهذا لهذا الموقع ) ، غير فاعل فى كل ذلك أكثر من تأكيد ديدنه القمئ المتصاعد على مدى السنوات الأخيرة : التلميذ البليد المتقاعس عن أداء الواجب المنزلى ( ولن نطيل فى تعبيراتنا القديمة ، فقصتنا مع الإبادة هى أطول قصصنا إطلاقا على هذا الموقع ! ) . الأسوأ أن السيد شارون سيكون قد دخل التاريخ ساعتها بالفعل باعتباره أول من رفع وطبق شعار تأسيس إمارة الإسلام الطالبانية الجديدة الكبرى انطلاقا من قطاع غزة .

مهما تقلب الموضوع على أى جنب له لا تجد فائدة منه لأى أحد ، لا لإسرائيل ولا لأميركا ولا لمصر ولا حتى للفلسطينيين وسلطتهم ، فقط هو تقوية لشوكة حماس والجهاد . بعد أن كان الجيش الإسرائيلى المتقدم المقدام قد أفلح بالفعل فى تخليص العالم من كل الرءوس الكبيرة لتلك المنظمات الإجرامية ، وكانت جميعها ‑هذه التى تتشدق اليوم بالنصر‑ على شفا الاضمحلال التام لو واصل الجيش ضرباته المظفرة تلك ، إلا أن ’ قائد البلاد ‘ ، وما هو بقائد قط ، غل أيدى جيش إسرائيل العظيم ، وحوله عن دوره الحضارى التاريخى الكبير فى نشر الحداثة فى منطقة الشرق الأوسط المنكوبة بچيينات أهلها ، حوله لوظيفة اقتلاع مزارعين بسطاء من أراضيهم التى عمروها بعرقهم وأحلامهم لمدة أربعين سنة ( ولن نطيل فى مبدأ ’ الأرض لمن يستعمرها ‘ ، أو مفهوم ’ الجبهة الحضارية ‘ ، فقد أسرفنا بما يكفى فى شرحها تقريبا منذ الميلاد الأول لهذا الموقع فى مطلع ما يسمى بصفحة الثقافة ) ، غير فاعل فى كل ذلك أكثر من تأكيد ديدنه القمئ المتصاعد على مدى السنوات الأخيرة : التلميذ البليد المتقاعس عن أداء الواجب المنزلى ( ولن نطيل فى تعبيراتنا القديمة ، فقصتنا مع الإبادة هى أطول قصصنا إطلاقا على هذا الموقع ! ) . الأسوأ أن السيد شارون سيكون قد دخل التاريخ ساعتها بالفعل باعتباره أول من رفع وطبق شعار تأسيس إمارة الإسلام الطالبانية الجديدة الكبرى انطلاقا من قطاع غزة .

أين منا أيام كان قد العرب قد شعروا بالمهانة والصدمة الهائلة من هزيمة يونيو 1967 ، ثم شعروا بها مضاعفة ألف ضعف حين بدأت تتسرب إليهم الأخبار أن حتى الجيش الذى هزمهم هذا ، ليس كله من الرجال ، بل إن به نسبا هائلة من النساء المقاتلات ( وأنت تعلم أكثر منى مقدار احتقار العرب والمسلمين لشىء اسمه المرأة ) . اليوم سيستخدم شارون ذات أولئك النساء فى اقتلاع نسوة أخريات من بيوتهن ، كل جريرتهم هى البناء ، و‑يا للعار عليك يا شارون‑ لا شىء أكثر . أما الجنود فسوف نراهم يطيبون خاطر بعض هؤلاء النساء الباكيات ( أو يجرونهم من شعورهم لو لزم الأمر ، على طريقة العرب والمسلمين ) ، أو بدلا من هذا وذاك يتلقون الحجارة من الصبية ، ليست هذه المرة حجارة الشرف من صبية العرب الهمج ممن يستحقون القتل ، بل حجارة العار من فضلات شغل آباء بنائين يستحقون هم وأبناؤهم فى المقابل تقبيل الأيدى .

منطق السيد شارون فى الانسحاب من غزة مثير للسخرية ، هذا إذا كان هناك أى منطق أصلا ، فهو دائما ما يتكلم فى هذا الموضوع لكن تقريبا دون أن يقول شيئا ، أو كأنه يقول ’ يا للا إنسحاب يا جماعة ! ‘ . أذكر فقط أنه قال ذات مرة إنه ينسحب لأسباب ديموجرافية ، بمعنى أنه لا يريد لليهود البقاء فى غزة حيث يتكاثر سكانها العرب المسلمين للضعف كل عقد أو عقدين . لكن بهذا المنطق يجب فقط أن ينسحب اليهود من تل أبيب نفسها ، بل أن ينسحب الأنجلى من لندن ونيو يورك ، لأن المؤكد أن العرب والمسلمين سيصبحون أغلبية فيها جميعا يوما ما قريبا . حتى المريخ نفسه لن يصلح ملاذا آمنا إذا كنا سنستمر على التفكير بذات الطريقة التى زرعها فينا اليسار جلاب العبيد لألفيات كاملة من السنين ، وأركع بها كل حضارات الإنسان العظيمة بسيناريو محكم لا يحيد أبدا ، لسبب بسيط أنه ليس فى حاجة لأن يحيد .

الأفدح أن حجة شارون هذه مزيفة كذابة لأنه لو كان جادا حقا بشأن الديموجرافيا لكان قد أرسل من يسمون بعرب إسرائيل لهذه المستوطنات الغزاوية بدلا من تركها مجانا هكذا لتصبح معسكرات تدريب على الصواريخ لمنظمة حماس ، إن عاجلا وإن بعد الانتخابات . وما كان ساعتها سيلومه أحد ذو حيثية فى العالم على ذلك التبادل أبدا ، بل لربما أنعتوا عليه ذلك اللقب المراوغ الذى ينام كل ليلة يحلم به ، رجل السلام .

نعم ، الحل مع قطاع الطرق ، جراد يثرب ، الذين لا يكفون عن التكاثر ليس الهرب منهم ، بل إبادتهم . أنت حين تقطن منزلا جديدا فتجده يعج بالصراصير لا تفر منها ، ولا تحاكمها محاكمة عادلة لتعرف إن كانوا إرهابيين أم مغررا بها ، إنما فقط وببساطة تبيدها . وغزة عنوان ممتاز لتدشين مرحلة التاريخ هذه التى طال انتظارها ، مرحلة القصف النووى النظامى systematic للمناطق العصية على التحديث فى هذا العالم . غزة عنوان لا يقل خطورة عن دمشق أو قم أو طهران أو مدن غرب العراق ، وكل العيان ترى الآن أن لا حل سواه بعد أن فشلت التجربة الأميركية فى تحديث العراق من خلال الغزو الأرضى ، وتحول تحت سمعها وبصرها لدولة دينية متخلفة معادية للحداثة والعلمانية تقهر المرأة وتستعبد الجميع باسم كلام إله سماوى آخر لم يره أحد أبدا ، ولا حتى موسى ، ولا حتى ذلك النبى اللص البلطجى قاطع الطريق الآخر رغم أنه بزه وبز الجميع فى كل شىء .

بالفعل ، لا أحد يدرى لماذا أنفقت إسرائيل كل ذلك الجهد والمال على السلاح النووى إذا كانت لن تستخدمه . الحقيقة البديهية الجلية لأبسط مراقب أن قدرة الردع المفترضة فى مثل هذه الأسلحة فائقة الفتك ، تأثيرها على العرب هى صفر مطلق . وأنه دون أن يستخدم بالفعل لن يكون له أى أثر عليهم ويتصرفون وكأنه غير موجود نهائيا ( ربما نحاج أيضا أنه حتى لو استخدم لن يكون له أى أثر عليهم ، لكن لا سبيل لمعرفة هذا إلا أولا باستخدامه ، ولا سبيل لعلاج الفشل فى استخدامه إلا ثانيا باستخدام المزيد منه . برضه كلام قديم جدا ! ) .

دعنا من النووى الآن ، ولنقل مؤقتا إن لكل حادث حديث ، نقصد حين يعود نيتانياهو تأكيدا رئيسا للوزارة خلال شهور قليلة ، ويذهب اسم أرييل شارون لمزبلة التاريخ مرة واحدة وللأبد .

… أما الآن فلا عزاء للبنائين !

إذا كان باراك قد انسحب من لبنان ليس لأن أغراض الغزو قد استنفذت بطرد الفلسطينيين ووقف الكاتيوشا إنما بسبب الذل والمرارة والهزيمة التى ذاقها على يد نضال ودماء شهداء حزب الله البواسل الذين جعلوه مستنقعا للموت ، وإذا كان شارون قد انسحب من قطاع غزة ليس لأنه لا يريد الإنفاق على أهله الجوعى الذين لا يكفون عن التكاثر إنما بسبب الذل والمرارة والهزيمة التى ذاقها على يد نضال ودماء شهداء حماس والجهاد البواسل الذين جعلوه مستنقعا للموت ، وإذا كان بوش سينسحب من العراق ليس لأنه نقله من حكم صدام حسين المارق لحكم موالى له إنما بسبب الذل والمرارة والهزيمة التى ذاقها على يد نضال ودماء شهداء البعث والزرقاوى البواسل الذين جعلوه مستنقعا للموت ، فاللغز الوحيد هو ما يلى : إذا كانت ’ المقاومة ‘ شيئا سحريا وفعالا لهذه الدرجة ، فلماذا لم تجرب ولو لمرة واحدة طيلة أربعين سنة لتحرير الجولان ؟

هذا هو العقل العربى ، مهزوم مضروب جبان طوال الوقت ، وهو شىء يعرفه الجميع ولا مشكلة به ، المشكلة أو النكتة المثيرة للشفقة أنه طوال الوقت يولول من استكبار العدو ووحشيته وقتله للأطفال وبالتوازى فى نفس الوقت يهلل لأنه انتصر عليه ودحره ، قاصدا ومستخدما فى كل مرة نفس الحدث ونفس الواقعة ونفس اللحظة بالضبط !

هامش : لا يصح أن ننسى فى هذا اليوم التاريخى المجيد الجرذ الدمشقى الألثغ والضفدع البيروتى الأخنف ، ونطرح هذا السؤال البرئ ( جدا ، جدا ! ) لعله يذكرهم بشىء ما ربما قد نسوه :

إذا كان باراك قد انسحب من لبنان ليس لأن أغراض الغزو قد استنفذت بطرد الفلسطينيين ووقف الكاتيوشا إنما بسبب الذل والمرارة والهزيمة التى ذاقها على يد نضال ودماء شهداء حزب الله البواسل الذين جعلوه مستنقعا للموت ، وإذا كان شارون قد انسحب من قطاع غزة ليس لأنه لا يريد الإنفاق على أهله الجوعى الذين لا يكفون عن التكاثر إنما بسبب الذل والمرارة والهزيمة التى ذاقها على يد نضال ودماء شهداء حماس والجهاد البواسل الذين جعلوه مستنقعا للموت ، وإذا كان بوش سينسحب من العراق ليس لأنه نقله من حكم صدام حسين المارق لحكم موالى له إنما بسبب الذل والمرارة والهزيمة التى ذاقها على يد نضال ودماء شهداء البعث والزرقاوى البواسل الذين جعلوه مستنقعا للموت ، فاللغز الوحيد هو ما يلى : إذا كانت ’ المقاومة ‘ شيئا سحريا وفعالا لهذه الدرجة ، فلماذا لم تجرب ولو لمرة واحدة طيلة أربعين سنة لتحرير الجولان ؟

نحن لا ننتظر إجابة ، إنما فقط نريد أن ننقل لك شيئا كان شاغلا أساسا جدا لصفحة الثقافة هذه منذ مولدها : هذا هو العقل العربى ، مهزوم مضروب جبان طوال الوقت ، وهو شىء يعرفه الجميع ولا مشكلة به ، المشكلة أو النكتة المثيرة للشفقة أنه طوال الوقت يولول من استكبار العدو ووحشيته وقتله للأطفال وبالتوازى فى نفس الوقت يهلل لأنه انتصر عليه ودحره ، قاصدا ومستخدما فى كل مرة نفس الحدث ونفس الواقعة ونفس اللحظة بالضبط !

ثانيا : استقالة كوئيزومى : الدلالة الصارخة لها قائمة فى حد ذاتها . الپرلمان رفض خصخصة مؤسسة البريد ، فدعا لانتخابات مبكرة يستفتى الشعب فيها ، إما أن يجدد عهد تحرير الاقتصاد معه وإما يأتى بالاشتراكيين للحكم لو شاء . كوئيزومى أزرق عميق آخر نادر فى عالمنا هذا ، وكانت أيام انتخابه قبل أربع سنوات من أشد اللحظات التى هزتنى شخصيا بقوة فى كل حياتى ، إن لم تكن أشدها إطلاقا ، وهى قصة رويناها وروينا مبرراتها العجيبة فى حينها هنا . الدلالة التى نقصدها أن كان وصول كوئيزمى للسلطة هو المرة الأولى فى كل التاريخ المعروف التى رأينا فيها مظاهرات للطلبة تطالب بالاقتصاد الحر وإطلاق المنافسة وليعش من يعش ويمت من يمت . وكل التاريخ السابق لمظاهرات الطلبة فى كل العالم هو العكس ، شعارات يسارية رومانسية أو إجرامية ، اختر الوصف الذى تشاء .

على مدى السنوات السابقة تصاعدت قوة الياپان الاقتصادية على نحو باهر بكل معنى الكلمة . لكن ما المشكلة الخاصة جدا فى هيئة البريد هذه . الإجابة إنها ليست مجرد جهة توصل الخطابات من فلان لعلان . هى أكبر مؤسسة قطاع عمومى أو حتى خصوصى على وجه الأرض ، تمتلك بنوكا وشركات تأمين واستثمارات لا حصر لها ، وخصخصتها تفوق آلاف الأضعاف أن تخصص مصر مثلا نهر النيل وقناة السويس وآثار الجيزة والأقصر كلها فى يوم واحد . هى المعقل الأخير الكبير للقطاع العمومى فى كل العالم وليس الياپان وحدها . وهى معركة النهاية من منظور كوئيزومى ، بعد رحلته الباهرة المشار إليها . لم يرض الرجل الاستمتاع بالكرسى والسلطة ، بل غامر بحزبه هو نفسه : إما أن نفعل الشىء الصحيح وإما لنرحل جميعا .

Sony executive Howard Stringer arrives to the Sony BMG Music Entertainment Grammy Party held at the Hollywood Roosevelt Hotel, Los Angeles, February 13, 2005.

That’s Globalization:

Sir Howard Stringer, aka the British Boss of Sony Corpration, Japan!

أما على ذكر مصر ، فتلك هى الدلالة الثانية التى قصدناها . كوئيزومى يفعل هذا بينما يحتدم سيرك انتخابات الرئاسة فى مصر كله حول ما يسمونه إصلاحات سياسية ، بينما لا كلمة واحدة عن الاقتصاد من أى أحد بمن فيهم حسنى مبارك نفسه . الدلالة الفاضحة لهذا البون المرعب بيننا وبين الياپانيين هو ذلك الشىء عينه الذى تمحورت حوله الأطروحة الأصلية لصفحة الثقافة هذه : شعوب همها الكلام همها كرامتها همها ما يسمى التيمايوس timaeus بالمصطلح الأفلاطونى أو البنية الفوقية بالمصطلح الماركسى ، وبين شعوب تتجذر حضارتها فى بنية تحتية مادية اقتصادية وتقنية راسخة جبارة وعظيمة .

[ تحديث : 11 سپتمبر 2005 : اليوم نصر عظيم لكوئيزومى ، ولا كان فى حلم ولا كوابيس حد أنه حتى ينجح ناهيك عن نجاح ساحق وزيادة فى كراسى الپرلمان من 249 إلى 296 . هى دى الخصخصة بجد ، والتنمية بجد ، والرأسمالية بجد ، والتنافسية بجد ، والليبرالية بجد ، موش ليبرالية الهجايص ] .

Eilat Mazar, an Israeli archaeologist, stands amid the ruins of a huge public building of the 10th century B.C. that she believes may be the remains of King David's palace in a biblical Jewish capital Jerusalem, August 2005.

King David’s Palace!

ثالثا : اكتشاف قصر الملك داود : زلزال ثقافى آخر لا بد وأن ستظهر تداعياته فى الأيام القادمة .

مبدئيا نقول الملك لا النبى ، لنذكر أن طالما كان داود ونجمته رمزا للصهيونية وليس لليهودية . هو الملك الأرضى ، هو الدولة الدنيوية قوية الجبروت والرسوخ ، وليس التقى الورع من أمثال أشعياء وصموئيل مثلا ، ممن لا يسمون السلاح أو النساء مثلا ، وما أكثر ما مسهم هو . ثانيا وهو مما لا يخفى على أحد ، أن كشفا كهذا ‑ولو لم يكن حتى بيتا للملك وفقط لأحد كتابه أو معاونيه‑ سيغير كل الرؤية الأركيولوچية السائدة عن مساحة مملكة داود كمملكة صغيرة لم تتجاوز حدود المدينة الصغيرة . ثالثا طبعا أضف من عندك كل التداعيات الممكنة التى تمس العرب والمسلمين حول مدى أحقية اليهود فى القدس الشرقية وفى فلسطين … إلخ .

هذا كلام نبرده سريعا ومؤقتا ، ولعلنا نعود له إذا ما أتحفتنا آلة الإعلام العربى الهمجية الجهنمية بمناحة كبرى أو ثورة كبرى أو بكلتيهما معا فى الأيام القليلة القادمة ( طبعا بفرض أنهم يقرأون ، وبالأخص يقرأون ما يكتبه الآخرون عنا ويجتهدون فى تمحيصه ودراسته سعيا وراء حقيقة علمية مجردة تقنعهم من الداخل ، باعتبارهم أناسا هم مخترعو المنهج العلمى فى البحث والتفكير ! ) . اكتب رأيك هنا

 

 27 أغسطس 2005 : دشنت النيو يورك تايمز بالأمس واجهة جديدة لمحرك البحث لها ، تقدم النتائج على نحو أكثر جاذبية بل ومدعم بصور مصغرة ( ما تعرف بأظافر الإبهام thumbnails ) لبعض النتائج . الشىء الجديد المثير أن أصبح بالإمكان إذا تركت خانة كلمات البحث خاوية ، أن تحصل على قائمة بكل النتائج لأية فترة زمنية تختارها . هذه فرصة مسبوقة لنا كى نعرف أعداد القصص فى كل قسم والوزن النسبى لكل منها من حيث الكم . النتائج ليس مدهشة لمن يتابعون عن كثب الصحافة العالمية الرصنية ، فهذه مهما كانت رصينة ، ومهما كانت هائلة الموارد لـاتى بأعمق القصص من أية بقعة من العالم ، هى بالأصل صحافة محلية . أكثر من نصف مليون مدخل يخص نيو يورك وحدها ، أى أكثر من ربع العدد الكلى للقصص . وهو بدوره أكثر من 4 أضعاف عدد القصص التى تخص بقية أميركا ، أى القسم ’ القومى ‘ من الجريدة . ما يليه من حيث الكم هو قسم الرأى ، رأى الموضبين ورأى القراء ، وهذه الأخيرة هى النسبة الكاسحة ، والنسبة الكاسحة منها بدورها موضعات محلية تخص منطقة نيو يورك . هذا شىء وكون صحافتنا بالأساس صحافة رأى ، لا صحافة خبر . عدد مقالات رأى النيو يورك تايمز أو أية جريدة محترمة لا تزيد عن 3 أو 4 يوميا ، وعدد الكتاب 5 أو أكير قليلا . ما لدينا ليس فقط إسهال فى أصحاب العمود ، إنما ‑وهو الأخطر وشديد البدائية بما لا يقاس ، أنه لا يوجد أى خط فاصل بين الخبر والرأى ، كل الآراء ملونة خطابية وتحريضية عندنا ، لكنها تمثل مواقف وليست معلومات !

فى المرتبة الثالثة ، تأتى موضوعات البيزنس . رغم أن التايمز ليست الوول سترييت چورنال ، لكن بها رغم عدم تخصصها هذه النسبة الهائلة من قصص البيزنس . هكذا التقدم ، البيزنس هو النشاط الأساس للمجتمع ( وليس السياسة والكلام كما الحال عندنا ) . البيزنس تقريبا يبلغ 3 أضعاف القصص التى خصت السياسة من الجريدة . المرتبة الثالثة كانت للرياضة ، لكنها فى الواقع نتيجة مضللة بعض الشىء ، بالذات لو أنت تعرف تاريخ الجريدة الأقدم نسبيا . المرتبة الرابعة بدت للفنون ، لكن هذا نتيجة تقسيم صنع على مراحل ، بعضها حديث جدا كقسم السينما ، لصفحة الفنون الأصلية . لو جمعت أقسام الفنون والسينما والمسرح الحالية لقفزت معا لتنافس قسم الرأى على المرتبة الثانية ، ولو أضفت قسم الكتب الأسبوعى الشهير ( الأشهر عالميا بسبب مراجعاته والأشهر منها قوائمه لأكثر الكتب مبيعا ) ، لناهز المجموع الأربعمائة ألف قصة . بالطبع لنيو يورك خصوصية معينة كمركز عالمى للفنون والمعارض والمسارح وأيضا لتعميم الكتب ، لكن الدلالة قائمة أيضا ، أين نحن من كل هذا الاهتمام المذهل بالفن والأدب والفكر .

The 1964290 Search Results (between January 1, 1981 to August 27, 2995) by Section:

New York and Region

502018

Editorials and Op-Ed

309157

Business

226155

Sports

179531

Arts

174894

International

148925

National

124670

Health

94348

Books

91288

Washington

85185

Corrections

84229

Movies

72849

Front Page

68051

Technology

67486

Fashion and Style

64300

Magazine

64290

Travel

53237

Week in Review

49606

Theater

40169

Science

31680

Dining and Wine

31430

Education

29345

Obituaries

28137

Real Estate

22066

Automobiles

7604

Editors' Notes

3799

Home and Garden

2028

Job Market

1836

البحث لجميع المداخل ( * ) من 18 سپتمبر 1851 إلى 31 ديسيمبر 1980 ( وهى متاحة فقط كصور من الجريدة المطبوعة وليست كنص ) ، فقد أعطى 13531534 نتيجة ، أى أكثر من ستة أضعاف بقليل مقارنا بربع القرن الأخير . لو صحت نتيجة البحث هذه وكان تعبر فعلا عن كل قصة عممت فى التايمز منذ إنشائها ، فإنها ستمون بلا شك مدهشة لحد كبير . إن فحواها أن الصحيفة لم تتوسع أبدا تقريبا من حيث الحجم منذ إنشائها حتى اليوم . تضاعف سكان أميركا والعالم عشرات المرات ، وعدد القصص هو هو ! هذه رصانة أكثر مما يجب ربما . أنا أتابع كل القصص منذ سنوات طويلة . هناك صرامة هائلة فى ثبات أعداد القصص . لو ضاعفوا الاهتمام بمنحى معين ، فلا بد أن يخفضوه فى مكان آخر . قد لا يبدو هذا منطقيا أو مبررا ، بل ربما يبدو مستغربا ، ولا نعرف سببه بالضبط ( هل ربما أنهم يريدون من القارئ قراءة كل الجريدة ، وفى فترة زمنية معينة ، كما قارئ نيو يورك ما قبل قرن ونصف ؟ ) .

The 'Daily Universal Register' founded by John Walter I. in January 1, 1785, became 'The Times' on January 1, 1788, which now is Britain's oldest surviving newspaper with continuous daily publication.

‘The Oldest Surviving!’

بالطبع من الشهير أن التايمز هى صاحبة السجل القياسى لحجم صحيفة فى التاريخ . فى الأحد 13 سپتمبر 1987 صدرت الصحيفة مكونة من 1612 صحفة ، وتزن 12 رطلا . بداهة لم تكن المادة التوضيبة إلا جزءا يسيرا للغاية فمعظم هذه  كانت أرطال إعلانات .

وبعد ، فإن التايمز التى تأسست ، أى صدر عددها الأول ، فى التاريخ المذكور 18 سپتمبر 1851 ، ليست من أكثر الصحف الأميركية انتشارا ، بل وحتى ليست أقدمها . النيو هامپشاير جازيت ترجع لسنة 1756 ، أى أسبق منها بقرابة القرن . أما بريطانيا فهى بالطبع أم حضارتنا المعاصرة ، صاحبة أقدم صحيفة يومية ( التايمز ) التى أسسها چون وولتر فى الأول من يناير 1785 باسم  The Daily Universal Register ثم بعد ثلاثة أعوام بالضبط اتخذت اسمها الحالى The Times . ما سبق البربطانية لكن عامة المصدر الأوفى هنا ، رغم تناقضه مع صفحة أخرى تقول إن الأوبزرڤر 1 وليس 4 ديسيمبر ، لكن هذه رجحت الرأى الأول قليلا وربما أحتاج لمعرفة هل كان يوم أحد أم لا أما أقدم صحيفة أسبوعية فهى صحيفة الأوبزرڤر ، وصدر أول أعداها فى الأحد 4 ديسيمبر 1791 . ولعل فى هذا بعض الغرابة بمعايير اليوم ، حيث اعتدنا الآن أن تبدأ الكثير من الصحف أسبوعية ثم تتوسع لتصبح يومية . فى الواقع ما ولد مع الأوبزرڤر كان فى الواقع فكرة المجلة الأسبوعية ، وكان مؤسسها دبليو . إس . بوورن يعتقد آنذاك أنه سينال ثروة طائلة بتدشين مطبوعة أسبوعية ( لم يحدث فى الواقع ! ) . التايمز نفسها ‑على عراقتها ورسوخها‑ لم تجار هذه الفكرة إلا سنة 1822 بتدشين الصنداى تايمز . القرين أن القرين اليومية للأوبزرڤر منذ 1993 أى الجارديان كانت قد تأسست هى الأخرى فى ذات الوقت تقريبا ، فى مانشستر 1821 ، وحتى 1959 كانت لا تزال تحمل اسم The Manchester Guardian .

هذا عن الصحف التى لا تزال حية لليوم ، أما أقدم صحيفة رئيسة لعموم بريطانيا فقد صدرت فى أوكسفورد فى الثلاثاء 14 نوڤمبر 1665 بأمر من الملك تشارلز الثانى الذى لجأ إليها بسبب وباء هائل اجتاح لندن ، وهى التى سرعان ما سمى عددها الرابع والعشرون فى 5 فبراير 1666 اللندن جازيت . أما أقدم الصحف إطلاقا فترجع لقرابة نصف قرن آخر قبل ذلك ، وكانت محلية فى أغلبها أو قادمة من وراء البحار على هيئة كتب غير محددة التاريخ أو منتظمة الصدور ، لكنها فقط كانت بالكامل تحوى أخبارا لا أكثر . يعتقد أن أول مطبوعة تجمل تاريخا على صفحتها الأمامية كانت Weekly Newes from Italy, etc. والتاريخ 23 مايو 1622 ، أما أول مطبوعة خبرية بالإنجليزية فقد كانت Corrant out of Italy, Germany, etc. ، وصدرت فى أمستردام فى 2 ديسيمبر 1620 ( ما يلى مرجع آخر ممتاز هنا للمزيد عن التايمز انظر الموسوعة البريطانية ، وللمزيد عن تلك المراحل الأكثر تبكيرا انظر موقع المكتبة البريطانية ) . اكتب رأيك هنا

 

Lebanese mourn the death of Gebran Tueni, holding a huge poster bearing his picture, Beirut, December 12, 2005.

Some Journalists Are Beaten. Others Are Just Killed!

 14 نوڤمبر 2005 : تعرض مضيف قناة الجعيرة الأخوانى أحمد منصور للضرب قبل ثلاثة أيام أمام مقر القناة بالقاهرة ، وهو واقف أمام المبنى ينتظر بنفسه بكل الترحاب والتبجيل الابن البار لسعد زغلول والزعيم الحالى للحزب البلشڤى المصرى الأخ الرفيق نعمان جمعة .

أعترف أن الصحفيين العربجية‑الأخوانجية‑اليسارجية يتعرضون كثيرا للضرب هذه الأيام ، والقائمة غير قصيرة ، من عبد الحليم قنديل ومجدى أحمد حسين حتى وليس آخرا اليوم كريستوف بولتانسكى مراسل الليبراسيون فى تونس . أعترف أيضا أن فى المقابل الصحفيون الليبراليون أو اليمينيون أو الأحرار لا يتعرضون للضرب أبدا . رضا هلال وسمير قصير ومى شدياق لم يضربهم أحد . هؤلاء قتلوا مباشرة !

[ تحديث : 12 ديسيمبر 2005 : تصحيح : اسم جديد أضيف للقائمة اليوم : جبران توينى !

لن نزيد فى شرح القصة ، لو كانت أجهزة الأمن المصرية أو الأردنية أو التونسية أو المغربية ‑بفرض صحة هذا‑ تنهال بالضرب ببعض اللكمات على بعض الصحفيين العربجية أو الإسلامجية ، فإن أجهزة الأمن فى جبهة الرفض العربية‑الإيرانية تقتل الصحافيين الليبراليين ( أو للدقة فى الواقع الليبراليين نص نص فلا يوجد ليبراليون حقيقيون أصلا فى أمة عربستان ) ، تقتلهم بقنابل هائلة الحجم دون لحظة تردد .

أيضا لن نزيد فى من القاتل . كنا نكتب فى موقعنا عن الجرذ الدمشقى المجرم الدنئ منذ أيام الجرذ الأب ، وربما قبل أن توجد صحافة مطبوعة أو حتى مواقع على الإنترنيت لبنانية أو غير لبنانية تجاهر بتاريخهما الإجرامى . كنا نكتب ليس كتاريخ أسرة حاكمة من السفاحين العربجية ، إنما لأنه جزء من تلك الجبهة الإجرامية التى تجمع مع حافظ كل من صدام ومعمر والبشير وعرفات والخومينى وكل من خلفهم ( بشار ) أو والاهم ( على عبد الله صالح ) .

كذلك لن نقف عند مساخر العقل العربى التى تقول إن قتل أعداء سوريا هو مؤامرة إسرائيلية لتشويه سمعة بشار الطاهرة ، فالمؤكد اليوم أن كل إنسان على وجه الأرض بات يتمنى لو تآمرت إسرائيل عليه بنفس الطريقة وخلصته من خصومه .

بالمثل لن نفيض فى قدر تواطؤ كوفى أنان فى الجريمة . هذه هى وظيفته التى يتقاضى عنها مرتبه ، أن يكون ‑هو وتنظيمه المافياوى المدعو منظمة الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة‑ يكون حامى حمى الإرهاب والإجرام والمروق والنشوز عبر الجلوب . ( طبعا نقيب العربجية عمرو موسى خارج كل المناقشات أصلا ، فهو يعلنها صباحا مساء وحتى الموت : بالروح بالدم نفديك يا بشار ! )

أيضا لن نفيض فى تواطؤ أرييل شارون ، الذى يفضل بقاء بشار على سقوط سوريا فى يد الزرقاوى ، فمن ناحية الرجل ‑أى شارون‑ انتهازى صريح يستحق الاحترام ومن ناحية فقد زهقنا من الكلام عن ذلك الكهل الذى أحس بدنو أجله فراح يتعجل دخول التاريخ تحت مسمى رجل السلام . والنتيجة أن أسس إمارة الإسلام الطالبانية الثانية فى غزة ( الأولى كانت فى أفجانستان والثالثة قادمة قريبا فى الضفة ) ، ولا يهم عنده أن توالى مسلسل الضحايا من الشرفاء الأحرار كتوينى . ذلك بينما الموقف الصحيح كما قلنا هو أداء فروضه المنزلية أولا ، يقضى على ريچيم بشار ، ثم يقضى على الزرقاوى ، لا توجد حلول وسط ولا حلول أسهل .

لا تهمنا كثيرا تلك المواضيع المستهلكة ، ما نريد التساؤل حوله شىء آخر تماما : هو لأى مدى يشعر الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس حسنى مبارك بأن أيديهم قد تخضبت بدماء جبران توينى ؟ لا أكاد أتخيل كيف أمكن لذلك الجرذ التافه أن يغرر بقائدين محنكين عركتهما السياسات العربية طويلا مثليهما ، يغرر ليس لمرة واحدة بل المرة تلو المرة وهما يجاريانه ويساعدانه على الإفلات فى كل مرة ومن ثم ارتكاب جرم جديد . ذلك دون أن يعرفا أبدا حقيقته وحقيقة أچندته ، التى ستطيح أول ما ستطيح فيما لو نجحت بقادة العرب ذوى التوجهات المعتدلة جميعا وهما أولهما . لقد  راحا يتوسطان لجرذ دمشق اللعين ويمهلونه الوقت تلو الوقت للتشويش على لجنة التحقيق الدولية بشأن رفيق الحريرى ، بل وتطفيش رئيسها المرموق ديتليڤ ميليس ، بدلا من تشجيع الرجل على مواصلة المهمة الجليلة وربما دخول التاريخ من خلالها . سافر الملك والرئيس للجرذ ، وهما نادرا ما يسافران خارج بلادهم ، وأنقذاه ‑من خلال التواطؤ الصريح أو الضمنى مع أنان وشارون‑ من مهانة الاستجلاب هو وزبانيته لبيروت للتحقيق معهم ، بعد عمر طويل تعودوا أن يستدعوا وجهاء بيروت لدمشق لتلقى الأوامر والتهديدات .

أعتقد أن الملك والرئيس اللذين يكن لهم الجميع الاحترام ، ويعلم بصدق نواياهما فى حل سلمى للأمور ، ويعلم أن ليست من ستراتيچيتهما تشجيع مثل ذلك التطرف المجرم ، أعتقد أنهما يشعران اليوم بألم ومرارة الخديعة . إنهما كمن سارا بجانب ذلك السفاح كحرس شخصى له يحمونه من فتك الجميع به إلى أن يؤمنا له ما يسمى بمحاكمة عادلة ، فإذا به يفاجئهما ويترك الحراسة منقضا على ضحية جديدة ، وإذا بأشلائها المتقطعة تتطاير لتغطى وجهى الملك والرئيس قبل أى أحد آخر .

للأسف حتى هذا الكلام ليس جديدا ، وكم من ألف مرة قلنا على مدى سنوات إن سلاما تنجو منه جبهة الرفض العربية‑الإيرانية هو سلام أسوأ من أى حرب ، وكم من ألف مرة طالبنا على مدى السنوات بأن تقوم الطائرات السورية والمصرية ’ فورا ‘ بقصف حجر الجرذ ، مقر الرئاسة السورى ، إنقاذا لمصائر شعوبنا من مزيد من المسلسل الإجرامى لجبهة الصمود والتصدى . لكنهما للأسف ‑الملك والرئيس‑ طالما اختارا حماية ذلك الجرذ الدمشقى ، وفى كل مرة ‑ودون استثناء واحد‑ ترتد مساعيهما الحسنة لصدريهما .

للأسف لو كان الملك والرئيس قد سمعا النصيحة فى حينها إحدى المرات ، لكان رفيق الحريرى وسمير قصير وجبران توينى وبقية رفاقهم أحياء بيننا اليوم ! ] .

موضوع آخر ، أيضا على ذكر قمة مجتمع المعلومات World Summit on the Information Society (WSIS) التى تنظمها منظمة الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة فى تونس : يريدون نقل سلطة تسمية المواقع من أميركا لمنظمة القذافى وبشار والبشير وموجابى وشاڤيز وسونج إيل المذكورة .

هنتكلم بصراحة : طبعا من يمسك بتسمية النطاقات وعنونة المواقع يمسك بكل شىء ، لو ألغى النطاق الرئيس .ir مثلا لاختفت كل المواقع الإيرانية من على الشبكة فى غمضة عين ، أو لو مثلا شطب الربط بين قناة الجعيرة مثلا من على الشبكة aljazeera.net وبين العنوان المكون من إثنى عشر رقما أو ما يسمى الـ IP Address المناظر له ، فسيصبح هذا الموقع العربجى الإسلامجى الإرهابى فى لحظة واحدة غير مرئى كلية لأى أحد على الشبكة بمن فيهم من يجلسون فى مكاتبها فى قطر أنفسهم ، وبهذا وأيضا فى غمضة عين تتخلص الدنيا كلها من شروره وتحريضاته .

لكن بصراحة أكثر ، أميركا لا تريد السيطرة على تسمية النطاقات وعنونة المواقع وتعرف الأجهزة عليها من أجل هذا الموقع أو ذاك ، وإلا كانت قد منعت مثلا مواقع أبى مصعب الزرقاوى ( هذه لو منعت فإنها تمنع بواسطة شركات الاستضافة نفسها بسبب مخالفتها لأعرافها ، ولو وضع تنظيم القاعدة مواقعه من خلال خادم server مستضيف يقع فى إمارة أفجانستان الإسلامية مثلا ، لما منعتهم أميركا لسبب واحد أنها حتى اللحظة ضد المنع من حيث المبدأ ) . بصراحة أميركا تريد الإمساك ببروتوكولات البنية التحتية للإنترنيت لسبب تانى خالص ، سبب استخباراتى محض ، قصدى استخباراتى خالص مالص بالص ، ليس له حتى علاقة بمسألة النطاقات والعنونة والـ IP Address أو DNS أو NIC Handle إلى آخر كلام التقنية العويص ده إللى أشك أن إللى بيجعروا فى تونس فاهمينه أصلا . هى ‑أى أميركا‑ تسمح حاليا بتشفير نقل البيانات حتى 128 بيت ( لأغراض البيزنس بالأساس ، وقد كانت 64 حتى سنوات قليلة ) ، وتمنعه لأكثر من هذا ، هذا حتى تكون لوكالاتها الاستخباراتية المتخصصة القدرة على فك أية شفرة ترسل بها البيانات عبر الشبكة . بمعنى أن لو لدى هذه الوكالات قدرة الإجراء الكافية من خلال حواسيب فائقة ، وهو لديها بالتأكيد ، فإنها تستطيع تتبع كل بايت ينقل عبر الشبكة ، سواء كان يمثل رسالة إليكترونية بين حبيبين أو بين إرهابيين أو كان دولارا أو ريالا ينقل من مكان لمكان ، وكذا تستطيع فك تشفيره لو كان مشفرا . وهى لن تتخلى عن هذه السلطة أبدا لصالح القذافى أو بشار أو موجابى لأى سبب من الأسباب أو تحت أى ظرف من الظروف ، ذلك ببساطة لاعتبارات عليا جدا مستقبلية جدا تخص حاجات كتيرة جدا أقلها الأمن القومى ، وليس لمجرد أن أحدهم يجعر هنا أو هناك بمقالات معادية لأميركا على الشبكة .

بكده جبناها م الآخر ، هكذا تفكر أميركا . وعلى فكرة حكاية منتدى بحث مشاكل الإنترنيت ، إللى بيقولوا هيبقى حل وسط انتزعوه من فم الأسد أميركى ، هو موجود فعلا من سنوات ، ولا جديد فيه أصلا ، واسمه w3.org ، ولو هيعملوا واحد تانى هيركز مثلا على محاربة الجريمة والإرهاب وتهريب الأموال أكثر من التركيز على التقنية ، فهو أيضا خير وبركة وحاجة أميركا عاوزاها من زمان علشان تلاحق بيها قطاع الطرق المجرمين إللى زينا !

طبعا كلام لا يسر عدو ولا حبيب ، لكن حتى لا يقع المسلمون والعرب فى حيص بيص من هذا ’ الحكى ‘ سأعطيهم الحل التالى السهل :

الوضع الذى نحن فيه الآن هو ما يلى : أميركا ، وتحديدا مؤسستها العسكرية ، هى التى اخترعت الإنترنيت قبل 36 سنة من الآن ( انظر قصتنا المطولة القديمة هنا ) . أين كنتم حينئذ ، بخلاف طبعا الجرى وراء شعارات هنرمى إسرائيل فى البحر وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ؟ ما علينا ! إحنا أولاد النهارده . الإنترنيت هى شىء أميركى من قمة الرأس حتى أخمص القدمين ، وأنتم ضيوف عليه ، وضيوف غير مؤدبين طبعا ، بتشتموا أصحاب البيت ليل نهار فى عقر داره ، والأهم أنكم شايفين أن من حقكم ( طبعا باعتباركم خير أمة أخرجت للناس ) أن تنطوا على بيته وتنهبوه منه وتطردوه هو بره ، ده زى كل تاريخكم يا جراد يثرب يا بتوع عن يد وهم صاغرون ، فهى ‑أقصد الإنترنيت‑ وكذا المؤسسة العسكرية الأميركية ، مثلهما مثل مليون شىء آخر ، أشياء سخرها الله لكم وما كنتم لها مقرنين .

ما اختلفناش ! طب نعمل إيه لو أميركا عاندت وصممت أن الشىء إللى اخترعته موش مستعدة تديه هدية لأى حد ، بالذات لو يؤمن بالاسترقاق والاستحلال وأهل الذمة والجزية والخراج والحاكمية لله زيكم . الإجابة موجودة وبسيطة جدا يا أمة محمد والعرب الأمجاد : إعملوا الإنترنيت بتاعتكم أنتم ، وامنعوا إللى تمنعوه واسمحوا بإللى تسمحوه ! سموها الإسلامنيت مثلا . وبدلا من بروتوكول 1969 إياه TCP/IP أو الـ ftp:// أو الـ http:// أو الـ www أو الـ html إلى آخر هذه البدع الكافرة التى لا تنتهى ، اعملوا بروتوكول تاريخه 2005 ( بالهجرى طبعا ) ، وليكن مثلا islam:// ، أو يكون أحسن ’ بسملة نقطتين فوق بعض ‘ ، أو أى حاجة تشوفوها حلوة وحشمة ومناسبة . وطبعا لازم تتفوا على الإنترنيت إكسپلورار بتاع الصليبى الملحد بيلل جيتس ، وتعملوا برنامج اسمه المتصفحة الإسلامية مثلا . وطبعا موش هيكون فيه نطاقات رئيسة .com و.org و.net إلى آخر هذا لكلام الفاضى من تزيين الشيطان ، فالعلوم هى علوم الدين ، يعنى النطاقات الرئيسة هتكون دوت شافعى ودوت حنيفة ودوت حنبل ودوت وهابى ودوت ظواهرى ودوت زرقاوى ، إلى آخره ، حاجات كده يعنى . ويا ريت كمان تتفوا بالمرة موش بس على الويندوز والمايكروسوفت إنما على آى بى إم وإنتل ، وتعملوا حواسيب إسلامية قلبا وقالبا من جوه ، يعنى الپروسيسور نفسه بيتكلم عربى موش دوس ولا كلام الكفرة ده ، ومصنوعة بسيليكون ‑قصدى رمل‑ عربى ، بالذات وأن مخزون بلادكم من الرمل أكتر من أميركا ألف مليون مرة . ويكون أحسن وأحسن لو تخترعوا حواسيب جديدة خالص موش سيليكون أصلا ، كربون مثلا زى إللى فى الپترول .

وكمان يا ريت لو فوق الطبخة شوية كرامة عربى على البيعة ، وبلاش حكاية ما كنا له مقرنين دى لأن القرون زادت عن حدها قوى ولا أنتو فالحين تمسكوا قرون حد ولا حتى تمسكوا الخشب ، وبتضحك علينا كل الدنيا فى تونس وغير تونس ، لأن بالتحديد إللى عاوزين ياخدوا الإنترنيت من أميركا هم آخر ناس دخلوها أو تعاملوا معاها أو حتى سمعوا عنها ( آسف أنتم الرواد على الإنترنيت فى حاجة لا يمكن لأحد أن ينكرها : أنتم أول من ذبحوا الناس عليها ! ) .

موضوع ثالث : السماح للأخوان بالحصول على بعض مقاعد مجلس الشعب . دى مهزلة كبيرة ولازم تروح صفحة السياسة علشان تتفرج شوف ! اكتب رأيك هنا

 

 8 ديسيمبر 2005 : اليوم أسعد أيام حياتى ! بالأحرى كان لدى عقدة كبيرة منذ الطفولة ولم تنحل إلا اليوم . هذه العقدة اسمها محمد حسنين هيكل ! أنا الآن فى العام الحادى والخمسين من عمرى ، ولا أذكر منذ متى بالضبط بدأت أقرأ لمحمد حسنين هيكل . المؤكد أن ذلك كان قبل أن أكمل العاشرة ، ولم يكن الأمر قراءة فقط بل قراءة و / أو سماع له فى المذياع حين كانت الإذاعة المصرية تقرأ نص المقال عصر كل يوم جمعة ( وكانت إذاعات أبى وأنا المفضلة لندن تبث إشارات ضعيفة لا تكاد تسمع نهارا وصوت أميركا لا تشتغل نهارا أصلا ) . فى تلك الأوقات لم أكن أفهم الكثير ، وربما كنت أقول لنفسى إن هذا بسبب صغر السن ، علما بأنى وحياتك متفوق فى المدرسة وطول عمرى ما كنت إلا الأول ، وجايز علشان كده كان بيتهيأ لى أنى كنت فاهم . كبرت واختفى حسنين هيكل من حياتنا معظم السبعينيات والثمانينيات ، ولما ابتدأ يرجع لكتابات متفرقة فى التسعينيات ، عرفت حجم الورطة إللى أنا فيها : جايز فهمت أرسطو نظرية النظرية ونظرية الوتر الفائق ، لكن بالنسبة للسيد محمد حسنين هيكل أنا فعلا ما بأفهمش منه ولا حاجة . ( ’ السيد ‘ دى احترام موش لا سمح الله حاجة تانى . جايز أتباعه إللى بيطبلوا له فى الجرايد إياها بيسموه الأستاذ ، لكن على حد علمى لقب الأستاذ Master ده أطلق عالميا على شخص واحد فقط هو أرسطو ، وعلى نطاقنا المصرى الصغير أطلق على استحياء على أحمد لطفى السيد ، واستحياء يقصد بها أنهم أسموه أستاذ الجيل وليس ’ الـ ‘ أستاذ طبعا لأنهم على الأقل كانوا من العالمين بشىء اسمه أرسطو . ما عدا ذلك الكل تلاميذ ، والمفروض يشرفهم ويشرفنا أن نكون تلاميذا ! ) .

ربما سبب كل ده أن الإنسان عدو ما يجهل ، وعلشان كده جايز تلقانى كتبت حاجات عدوانية جدا ضده ، وأذكر أنى فى الصفحة دى وجايز فى غيرها لا أذكر اسمه إلا مسبوقا بلقب الحفرية . ومن فترة قريبة اعترفت بصراحة أنى ما بأفهمش منه حاجة خالص ، وكنت ساعتها بصدد تشبيهه بناقد سينمائى صاحبنا كان ناصرى برضه ، وتشبيهه بخطب بشار الأسد المنمقة جدا ، وإللى برضه ما بأفهمش منها حاجة أبدا .

النهارده انحلت العقدة . والمفتاح كان برنامجه الأسبوعى على قناة الجعيرة . بعد ما كنت طول عمرى أسال هو عاوز منا إيه ، نحارب ولا نسالم ولا نعمل إيه بالظبط ، النهارده عرفت بالظبط هو عاوزنا نعمل إيه . المعجزة الكبرى دى حصلت الليلة دى ، معجزة زى ظهور العذراء كده إلى طول عمرهم يتكلموا عليها فى كل بلد وأنا يا عينى غلبان أسمع وطول عمرى ما شفت . النهارده ظهرت لى العذراء مخصوص ، قصدى ظهر لى حسنين هيكل . وده حصل بالظبط فى اللحظة إللى ابتدأ يتكلم فيها عن شارل ديجول !

’ تماحيك ‘ . نعم تماحيك . هذا كل ما كان يفعله ديجول ، أتفه قرصان فى التاريخ إلى أن ظهر عبد الناصر وأشياعه وتلاميذه ومريديه فى بقية العربستان . تماحيك فى تماحيك ، شكليات فى شكليات ، رمزيات فى رمزيات ، وكأننا بنعمل فيلم ( لا سيما لو فيلم غبى لجودار ) ، موش بنصنع حروب ونكتب تاريخ ونهد إمپراطوريات وننشىء إمپراطوريات : من الذى يوجه أولا خطابا للمقاومة الفرنسية هو أم قائد قوات الحلفاء ، من يطأ أولا شاطئ النورماندى كام مليون جندى أميركى أم كام جندى فرنسى واحد ، من يصافح تشرتشل أولا فى فرنسا هو أم قائد قوات الحلفاء ، وطبعا تماحيك وتفاصيل لا تنتهى عن رفع الأعلام وعزف الأناشيد والذى منه ، كلها على ذات الشاكلة المذكورة ، لا تثير إلا الضحك والاستهزاء . والذروة المعروفة هى أيضا مماحكات وشكليات والتفافات ديجولية شهيرة فيما يخص مشروع مارشال ، بينما ما يجرى على الأرض كان ببساطة أن أميركا باتت تحكم أوروپا ماديا ومعنويا معا .

قصص وتفاصيل لا تنتهى صدرت عن مسيو ديجول هذا ، يمكنك أن تجملها فى كلمة باسم العزة أو الكرامة ، أو بمصطلح أفلاطون التيمايوس ، والتيمايوس كما تعلم هو النخوة والحماسة أو عامة كل ما هو معنوى عند الإنسان فى مقابل واقع الحياة المادى الملموس . بينما الطرف الآخر صاحب القوة الحقيقة ، القوة المادية على الأرض عسكريا واقتصاديا ، سواء تشرتشل أو رووسڤيلت أو تروومان أو الچنرال أيزنهاور ، لا يملك أمام كل هذا السيل من الطلبات الساذجة التى تلتف حول المحتوى الحقيقى للأمور ، لا يملك سوى ابتسامة ساخرة بسيطة ، ويقبل دائما أن ينفذ لك لعب العيال الثانوى الذى يشغلك لدرجة الهوس هذا . ولا نريد أن نفيض هنا فى لماذا كانت الانجليز ‑وليس أى أحد غير العرق الأنجلى‑ هم أصحاب الثورة الصناعية والفرنسيون هم المتطفلون عليها ، ولا طبعا فى لماذا أميركا هى صاحبة ثورات ما بعد الصناعة ونحن العرب والمسلكون القراصنة المبتزون لانجازاتها ، ومثلا وصلت بنا الوقاحة مؤخرا جدا ( انظر المدخل السابق ) لحد طلب أن نتحكم فى الإنترنيت التى هى اختراع وملكية خالصة لها .

محمد حسنين هيكل يسمى التعاون أو السلام مع هؤلاء الأقوياء بـ ’ المنطق المسمى بالواقعية ‘ ، يتحدث عنه بسخرية وطبعا يرفضه رفضا تاما ، ويسمى أساليب السيد ديجول تسمية أخاذة هى ’ قوة الضعيف ‘ ، ويتحدث عنها بالطبع على نحو كلى الانبهار .

السيد هيكل يريد عداء متواصلا وحربا لا تتوقف ضد أميركا وإسرائيل . الأسلحة ؟ لا ، لم يتحاش الحديث عنها هذه المرة . لقد حددها ، ليست الاقتصاد والجيوش ولا التقنية ولا البنية التحتية ، الأساليب هى العزة والكرامة والوزن التاريخى والثقل الثقافى والتيمايوس المصرى الذى نوافقه أن لا يوجد مثيل له فى كل العالم ! بمعنى آخر السيد هيكل يعتقد أن المناورة شىء لا يصلح فقط لزمن الحرب الباردة واللعب على الحبال بين معسكرين ، بل هى شىء صالح لكل زمان ولكل مكان ، حتى لو كنت أنت برمتك عبارة عن كتلة مخاطية من الفقر والجهل والمرض ، والأسوأ منها أن تكون معاديا للأبد لأصحاب الثروة والعلم والصحة !

باختصار : محمد حسنين هيكل يسمى التعاون أو السلام مع هؤلاء الأقوياء بـ ’ المنطق المسمى بالواقعية ‘ ، يتحدث عنه بسخرية وطبعا يرفضه رفضا تاما ، ويسمى أساليب السيد ديجول تسمية أخاذة هى ’ قوة الضعيف ‘ ، ويتحدث عنها بالطبع على نحو كلى الانبهار .

طبعا هذه ليست هذه المرة الأولى التى يتحدث فيها هيكل عن ديجول ، لكنى لا أدرى لماذا كانت هذه المرة تنويرية جدا لى لهذا الحد . ربما لأنه أعقبها مباشرة ببعض المقولات الغائمة الشهيرة له ، المكانة التاريخية ، الثقل الثقافى ، الموقع الجغرافى ، الوزن الديموجرافى … إلخ ، وهى مصطلحات كثيرا ما استخدمت من قبل الرافضين لخروج مصر الكبير من الصراع العربى الإسرائيلى سنة 1977 ، أو ما يسمونه هم بالاستسلام لإسرائيل تحت اسم الواقعية السياسية . الخلاصة أن بات كل شىء واضحا ‑بالنسبة لى على الأقل‑ السيد هيكل يريد عداء متواصلا وحربا لا تتوقف ضد أميركا وإسرائيل . الأسلحة ؟ لا ، لم يتحاش الحديث عنها هذه المرة . لقد حددها ، ليست الاقتصاد والجيوش ولا التقنية ولا البنية التحتية ، الأساليب هى العزة والكرامة والوزن التاريخى والثقل الثقافى والتيمايوس المصرى الذى نوافقه أن لا يوجد مثيل له فى كل العالم ! بمعنى آخر السيد هيكل يعتقد أن المناورة شىء لا يصلح فقط لزمن الحرب الباردة واللعب على الحبال بين معسكرين ، بل هى شىء صالح لكل زمان ولكل مكان ، حتى لو كنت أنت برمتك عبارة عن كتلة مخاطية من الفقر والجهل والمرض ، والأسوأ منها أن تكون معاديا للأبد لأصحاب الثروة والعلم والصحة !

هذه هى أيضا عينها جدلية المادية والمثالية القديمة جدا ، جدلية أرسطو المادى ضد أفلاطون التيمايوسى ، أو لو شئت مصطلحات هيكل القوة الغاشمة ضد القوة الناعمة . نحن لسنا ضد أن تكون لك عزة وكرامة أو قوة ناعمة . بل هى مكون أساس للقيادة ، لكن أن يكون كل شى فى حياتنا عيب وحرام والفقر وحده ليس عيبا ولا حراما ، وأن تكون المعنويات والكلاميات و’ القوة الناعمة ‘ هى كل شىء لديك ، وليس لها أساس مادى من العلم أو التقنية أو الثروة أو القوة الحقيقية ، فهذا تباجح وقح لا أكثر . هذه ليست قوة الضعفاء ، هذه سفالة الحثالة !

قد يقول قائل إن الكلمة سلاح خطير ، الحروب الدينية تبدأ بكلمة واسألوا الخومينى وبن لادن وما سبقهما من التاريخ ، والحروب الطبقية تبدأ بكلمة واسألوا ماركس ولينين وما سبقهما من التاريخ ، والحروب العرقية تبدأ بكلمة واسألوا ناصر ومانديلا وما سبقهما من التاريخ . بل قد يقول قائل أيضا إن يوحنا بدأ إنجيله بأطروحة هائلة الراديكالية ينحنى لها أفلاطون خجلا ، هى أن فى البدء كان الكلمة والرب نفسه ما هو إلا كلمة ! نعم ، هذا كله صحيح ، لكن المشكلة أنه مثلا فى مقابل كل كلمة كراهية توجد ألف كلمة تدعو للسلام والتسامح ، لكن لا أحد يستمع إليها . هذه أيضا تحريضات بكل معنى الكلمة ، لكن أحدا لا ينظر لها كتحريض لسبب واحد ، هو كما قلنا لأن أحدا لا يعيرها أدنى اهتمام . إذن الكلمة فعالة ‑وفعالة فقط‑ حين تتناغم مع قوى الطبيعة ، مع صراعات الثروة والعيش ، أو ‑حسنا‑ وهو الأعم والأدق والأعمق : مع الچيينات . لهذه الأسباب المادية جدا ، قبلت أوروپا المسيحية ومبدأ الكدح الپروتستانتى على مشقتهما ، ورفضت الإسلام ورخصة استحلال واسترقاق الغير على عبقريتها . لهذا علاقة بچيينات المناطق الحارة وچيينات المناطق الباردة ، وليس بأى من التحريضين فى حد ذاتهما . وهكذا بالمثل ، قبل الشرق الآسيوى الصوفية والدعة ورفض الشريعة وإملاءات الآلهة ، وهلم جرا . الكلمة فعالة ليس فى حد ذاتها ، بل هى ليست فعالة على وجه الإطلاق ، والفعال فقط هو المادة إذا ما حدث ونطقت باسمها الكلمات .

ربما كان اليوم يوم الاستنارة الكبير لى لأنى بطبعى شخص قوالبى لو شئت التسمية ، لا أفهم الأشياء إلا لو هندستها ومنهجتها . ولحسن الحظ ما قاله السيد هيكل ينضوى بالضبط تحت عين الجدلية المركزية الكبرى التى طالما شغلتنى فى كل مسيرتى الفكرية لو شئت الوصف . الجدلية التى أقول عادة عنها أنها جعلتنى اعتبر نفسى ماركسيا أكثر من ماركس ، ذلك أن ماركس قد خان الماركسية وأصبح شيوعيا . جدلية أيهما له اليد العليا ، أيهما القائد وأيهما المنقاد ، البنية التحتية أم البنية الفوقية ، الاقتصاد والتقنية أم الثقافة والفكر . ولا يخفى أن هذه هى أيضا عينها جدلية المادية والمثالية القديمة جدا ، جدلية أرسطو المادى ضد أفلاطون التيمايوسى ، أو لو شئت مصطلحات هيكل القوة الغاشمة ضد القوة الناعمة . نحن لسنا ضد أن تكون لك عزة وكرامة أو قوة ناعمة . بل هى مكون أساس للقيادة ، لكن أن يكون كل شى فى حياتنا عيب وحرام والفقر وحده ليس عيبا ولا حراما ، وأن تكون المعنويات والكلاميات و’ القوة الناعمة ‘ هى كل شىء لديك ، وليس لها أساس مادى من العلم أو التقنية أو الثروة أو القوة الحقيقية ، فهذا تباجح وقح لا أكثر . هذه ليست قوة الضعفاء ، هذه سفالة الحثالة !

أخيرا إلى الكلام المكرر : قد يقول قائل إن الكلمة سلاح خطير ، الحروب الدينية تبدأ بكلمة واسألوا الخومينى وبن لادن وما سبقهما من التاريخ ، والحروب الطبقية تبدأ بكلمة واسألوا ماركس ولينين وما سبقهما من التاريخ ، والحروب العرقية تبدأ بكلمة واسألوا ناصر ومانديلا وما سبقهما من التاريخ . بل قد يقول قائل أيضا إن يوحنا بدأ إنجيله بأطروحة هائلة الراديكالية ينحنى لها أفلاطون خجلا ، هى أن فى البدء كان الكلمة والرب نفسه ما هو إلا كلمة ! نعم ، هذا كله صحيح ، لكن المشكلة أنه مثلا فى مقابل كل كلمة كراهية توجد ألف كلمة تدعو للسلام والتسامح ، لكن لا أحد يستمع إليها . هذه أيضا تحريضات بكل معنى الكلمة ، لكن أحدا لا ينظر لها كتحريض لسبب واحد ، هو كما قلنا لأن أحدا لا يعيرها أدنى اهتمام . إذن الكلمة فعالة ‑وفعالة فقط‑ حين تتناغم مع قوى الطبيعة ، مع صراعات الثروة والعيش ، أو ‑حسنا‑ وهو الأعم والأدق والأعمق : مع الچيينات . لهذه الأسباب المادية جدا ، قبلت أوروپا المسيحية ومبدأ الكدح الپروتستانتى على مشقتهما ، ورفضت الإسلام ورخصة استحلال واسترقاق الغير على عبقريتها . لهذا علاقة بچيينات المناطق الحارة وچيينات المناطق الباردة ، وليس بأى من التحريضين فى حد ذاتهما . وهكذا بالمثل ، قبل الشرق الآسيوى الصوفية والدعة ورفض الشريعة وإملاءات الآلهة ، وهلم جرا . الكلمة فعالة ليس فى حد ذاتها ، بل هى ليست فعالة على وجه الإطلاق ، والفعال فقط هو المادة إذا ما حدث ونطقت باسمها الكلمات .

هولليوود أكبر قدرة طرية فى تاريخ البشر ، لكنها ليست إلا جزءا ضئيلا من منظومة كاملة متكاملة للقدرة ، بل بالأحرى هى نتاج ثانوى للقوة الغاشمة لأميركا ، اقتصادية وتقنية وسياسية وعسكرية . فى حدود علمنا للضعفاء سلاح واحد فقط لا غير عبر التاريخ اسمه القرصنة وقطع الطريق ، ربما توسع قليلا على يد العربجية والإسلامجية المعاصرين ليصبح منظومة متكاملة من القنابل الانتحارية والجعير الإعلامى ، لكنه فى كل الأحوال هو ذات السلاح الواحد الوحيد الذى لم ولن يكون لدى الحثالة المارقين ممن أخرجهم التاريخ من خارطته سواه !

هذا أسلوب حياة ، الأسلوب الآخر هو أن تأتى بشىء ضخم يغير وجه الدنيا ، ثورة صناعية ، ثورة إليكترونية ، ثورة رقمية ، ثورة هندسة چيينية ، ثورة هندسة نانوية . هذه الثورة ستدر لك التريليونات من الثروة والسلطة والنفوذ ، تصبح بها محل احترام وتقدير العالم كله ( إلا العرب والمسلمين ، وحسنا : الفرنسيين ) ، ستصبح الفاعل لا المفعول به ، ستصبح الفعل لا رد الفعل ، ستمسك بكل الخيوط ، سينحنى لك الجميع ويسعون لصداقتك ورضاك ، وطبعا لن أبدا تكون فى حاجة للعب العيال الصغار الذى يقترحه علينا السيد هيكل .

نعود للقدرة الطرية ( أو ما يترجمه هو باستهتار إلى القوة الناعمة ) : هولليوود أكبر قدرة طرية فى تاريخ البشر ، لكنها ليست إلا جزءا ضئيلا من منظومة كاملة متكاملة للقدرة ، بل بالأحرى هى نتاج ثانوى للقوة الغاشمة لأميركا ، اقتصادية وتقنية وسياسية وعسكرية . فى حدود علمنا للضعفاء سلاح واحد فقط لا غير عبر التاريخ اسمه القرصنة وقطع الطريق ، ربما توسع قليلا على يد العربجية والإسلامجية المعاصرين ليصبح منظومة متكاملة من القنابل الانتحارية والجعير الإعلامى ، لكنه فى كل الأحوال هو ذات السلاح الواحد الوحيد الذى لم ولن يكون لدى الحثالة المارقين ممن أخرجهم التاريخ من خارطته سواه !

هذا أسلوب حياة ، الأسلوب الآخر هو أن تأتى بشىء ضخم يغير وجه الدنيا ، ثورة صناعية ، ثورة إليكترونية ، ثورة رقمية ، ثورة هندسة چيينية ، ثورة هندسة نانوية . هذه الثورة ستدر لك التريليونات من الثروة والسلطة والنفوذ ، تصبح بها محل احترام وتقدير العالم كله ( إلا العرب والمسلمين ، وحسنا : الفرنسيين ) ، ستصبح الفاعل لا المفعول به ، ستصبح الفعل لا رد الفعل ، ستمسك بكل الخيوط ، سينحنى لك الجميع ويسعون لصداقتك ورضاك ، وطبعا لن أبدا تكون فى حاجة للعب العيال الصغار الذى يقترحه علينا السيد هيكل .

هناك طريقتان يمكن أن تعيش بهما ، أو عينان يمكن أن ترى بهما العالم : عين السيد وعين العبد ، عين الوجيه وعين الشحاذ ، عين العملاق وعين القزم ، عين البناء الجاد وعين القرصان قاطع الطريق . أما أذا أردت مشروعنا نحن فالبديل للخيار الأخير البلطجى أيضا واضح : عين الشغيل ، عين الموظف ، عين الخادم . أنت لا تملك من العلم ولا من الثروة ولا من المعرفة ، إلا ما يجعلك تابعا لذلك السيد . من خلال خدمتك الصادقة والشفافة له ، سوف تكسب احترامه وعطفه ، سوف تكسب الكثير من العلم والخبرة ، سوف تكسب بعض المدخرات ، وربما يطرأ لك يوما أن تستقل بنفسك وتصبح صاحب مشروع صغير ، بالذات لو حدث وتكونت لديك رؤية ومشروع للمستقبل يمكن أن يصبح بديلا أفضل لقيادة العالم ‑كل العالم‑ بدلا من مشروعه هو الذى ربما سيحين له وقت ويعفو عليه الزمن ، ساعتها سيظل كما كان دوما صديقا لك ، بل ربما يصفق لك ، فقد كسبت طبقا لأصول اللعبة التى أرساها ، التنافس الحر الشريف ، لا بالضرب تحت الحزام ولا بتطاولات الصغار . أما أن تتعامل معه على طريقة ديجول ، تتبعه وتكرهه ، تتعلم منه وتعض يده ، فهذه فى رأينا سفالة ، ويا ليت نجد من بيننا ممن يهتمون كثيرا بموضوع الكرامة والتيمايوس والعزة للعرب ، من يشرح للسيد هيكل أن لا كرامة ولا احترام ولا عزة فى مشروعه .

هل تعلم أن هناك اسما آخر لستراتيچية السيد هيكل المسماة ’ قوة الضعيف ‘ هذه التى يبشرنا بها : إنها تسمى كيد النسا ! حيث الأدوات تبدأ بالتمنع وتنهى بإعواج الرقبة والتآمر ، لكن لا مواجهة صريحة أبدا . تلك الكلمة العامية المصرية التى تعبر عن الرؤية السائدة للمرأة فى المجتمع المصرى وما قد يشابهه ، يقصد بها عادة أساليب المرأة حين تكون ضعيفة وبلا موارد ولا تملك سوى التنغيص على زوجها للفت الانتباه أو للانتقام أو لأى شىء . كل ما تملكه هو التنغيص ، وفقط التنغيص . المشكلة هنا أنه لا يبدو حصيفا جدا ، ناهيك عن أن يكون محترما جدا ، أن تغامر بمصائر شعوب بأكملها ، بأن تجعلها تتعامل مع أميركا مثلا بتقتيات زوجة ’ مقموصة ‘ ، وبهذه التقتيات وحدها بالتحديد !

باختصار يا سادة هناك طريقتان يمكن أن تعيش بهما ، أو عينان يمكن أن ترى بهما العالم : عين السيد وعين العبد ، عين الوجيه وعين الشحاذ ، عين العملاق وعين القزم ، عين البناء الجاد وعين القرصان قاطع الطريق . أما أذا أردت مشروعنا نحن فالبديل للخيار الأخير البلطجى أيضا واضح : عين الشغيل ، عين الموظف ، عين الخادم . أنت لا تملك من العلم ولا من الثروة ولا من المعرفة ، إلا ما يجعلك تابعا لذلك السيد . من خلال خدمتك الصادقة والشفافة له ، سوف تكسب احترامه وعطفه ، سوف تكسب الكثير من العلم والخبرة ، سوف تكسب بعض المدخرات ، وربما يطرأ لك يوما أن تستقل بنفسك وتصبح صاحب مشروع صغير ، بالذات لو حدث وتكونت لديك رؤية ومشروع للمستقبل يمكن أن يصبح بديلا أفضل لقيادة العالم ‑كل العالم‑ بدلا من مشروعه هو الذى ربما سيحين له وقت ويعفو عليه الزمن ، ساعتها سيظل كما كان دوما صديقا لك ، بل ربما يصفق لك ، فقد كسبت طبقا لأصول اللعبة التى أرساها ، التنافس الحر الشريف ، لا بالضرب تحت الحزام ولا بتطاولات الصغار . أما أن تتعامل معه على طريقة ديجول ، تتبعه وتكرهه ، تتعلم منه وتعض يده ، فهذه فى رأينا سفالة ، ويا ليت نجد من بيننا ممن يهتمون كثيرا بموضوع الكرامة والتيمايوس والعزة للعرب ، من يشرح للسيد هيكل أن لا كرامة ولا احترام ولا عزة فى مشروعه . ( هذا ليس كلاما جديدا ، بل هو عينه ما طرحناه فى الدراسة الرئيسة لهذه الصفحة قبل عقد من الزمان بالضبط ، فيما أسميناه التتلمذ النجيب ) .

هل تعلم أن هناك اسما آخر لستراتيچية السيد هيكل المسماة ’ قوة الضعيف ‘ هذه التى يبشرنا بها : إنها تسمى كيد النسا ! حيث الأدوات تبدأ بالتمنع وتنهى بإعواج الرقبة والتآمر ، لكن لا مواجهة صريحة أبدا . تلك الكلمة العامية المصرية التى تعبر عن الرؤية السائدة للمرأة فى المجتمع المصرى وما قد يشابهه ، يقصد بها عادة أساليب المرأة حين تكون ضعيفة وبلا موارد ولا تملك سوى التنغيص على زوجها للفت الانتباه أو للانتقام أو لأى شىء . كل ما تملكه هو التنغيص ، وفقط التنغيص . المشكلة هنا أنه لا يبدو حصيفا جدا ، ناهيك عن أن يكون محترما جدا ، أن تغامر بمصائر شعوب بأكملها ، بأن تجعلها تتعامل مع أميركا مثلا بتقتيات زوجة ’ مقموصة ‘ ، وبهذه التقتيات وحدها بالتحديد !

تضع له ملحا زائدا فى الطعام أو قنبلة فى الباص ، تشكوه لأهله وأصدقائه أو للأمم المتحدة ، تشنع عليه لدى الجيران أو على قناة الجعيرة ، تتجمل حين لا يكون التجمل فى محله ( التقية ) ، أو لا تتجمل حين يكون التجمل هو المطلوب ( خذ المعونات أولا ثم اقتل ) ، وهكذا هلم جرا . لكن أن تصبح تلك المرأة ’ الولية ‘ هى المنتجة والقائدة وصاحبة الرؤية وتمسك بزمام كل الأمور ، فهذا مشروع غير وارد أصلا فى العقل العربى .

أما عن المساومة ، فحدث ولا حرج . هم لا يحبون شىء فى الدنيا ، قدر موائد الحوار وجولات المفاوضات . هذا يشعرهم بالاعتزاز ، فالمساومة هى إحدى الخصائص القاعدية لمجتمعات السوق الحرة . وبالتالى هم يشعرون بالذكاء والدهاء ، أنهم يلاعبون الغرب الرأسمالى بلعبته . هنا ينسون شيئا واحدا ، أن المساومة فى دنيا البيزنس ، تنتهى حتما إلى اتفاق فى غضون دقائق ، ذلك أن أحدا ليس لديه وقت أبعد من ذلك . إن بشار مثلا ومن قبله أبو بشار ، مستعدان للتفاوض حول الجولان ، حتى يوم القيامة الظهر . يأتون بألف حيلة وحيلة ، وبألف وسيلة ضغط تافهة وأتفه . ثم بستعجبون ، بل ويقيمون الدنيا ويقعدونها ، إن ترك الطرف الآخر المفاوضات وذهب لحال سبيله !

أعتقد أنى لم أعد الآن فى حاجة لتسميتى المأثورة التى عفا عليها الزمن ’  حسنين الحفرية هيكل ‘ ، فلدى الآن تسمية أدق بكثير :  ’ حسنين كيدهن عظيم هيكل ‘ ! هذا فقط بشرط واحد ألا يتسبب هذا التشبيه فى إغضاب أحد من الجنس اللطيف منى ، فهذا آخر ما أريده ، بالذات وأن التشبيه الأدق لأتباع الشيوعية والقومية العربجية والإسلام ، كما فهمنا أنه ما يتمناه منا السيد هيكل بالضبط ، أنهم مثل بق الفراش أو قمل الرأس ، لا يمكنك أن تجادل فى قدرتهم العظيمة على تنغيص حياة أعتى الناس ، لكنهم لا يمكن أبدا أن يرتقوا لمرتبة البشر ، فقط ليس لهم وظيفة ولا هدف فى الحياة سوى أن يكونوا بالمصرى لقمة فى الزور أو بالإنجلش وجع فى الطيز .

ملحوظة : لا تتصور أنى أكره السيد هيكل . أنا لا أكره أبدا ، ربما أحتقر أحيانا ، لكنى لا أكره . بالعكس بالنسبة لهيكل أنا أحبه . هو رجل طيب ، دائما ما ’ يقدر ظروف ‘ الناس ، كل الناس ، من الإمپراطور حتى الغفير ، هذا طبعا من خلال موقعهم كبشر وموقعه كإله . أنا أيضا من موقعى كبشر أقدر للغاية ’ ظروفه ‘ كإله . لكن هل تعرف ما أكثر شىء أحبه فيه إطلاقا ؟ أحبه فى كل مرة يشد فيها الجزء السفلى من أذنه أثناء الكلام . هذه حركة لا إرادية يقوم بها المرء فى كل مرة يكذب فيها خشية أن تكون هناك نقطة عرق ستسقط من إحدى أذنيه !

وبعد ، أعتقد أنى لم أعد الآن فى حاجة لتسميتى المأثورة التى عفا عليها الزمن ’  حسنين الحفرية هيكل ‘ ، فلدى الآن تسمية أدق بكثير :  ’ حسنين كيدهن عظيم هيكل ‘ ! هذا فقط بشرط واحد ألا يتسبب هذا التشبيه فى إغضاب أحد من الجنس اللطيف منى ، فهذا آخر ما أريده ، بالذات وأن التشبيه الأدق لأتباع الشيوعية والقومية العربجية والإسلام ، كما فهمنا أنه ما يتمناه منا السيد هيكل بالضبط ، أنهم مثل بق الفراش أو قمل الرأس ، لا يمكنك أن تجادل فى قدرتهم العظيمة على تنغيص حياة أعتى الناس ، لكنهم لا يمكن أبدا أن يرتقوا لمرتبة البشر ، فقط ليس لهم وظيفة ولا هدف فى الحياة سوى أن يكونوا بالمصرى لقمة فى الزور أو بالإنجلش وجع فى الطيز . هكذا كان تاريخ إمپراطوريات الشر ، إسلامية فرنسية سوڤيتية أو عالم ثالثية . إنهم طفيليات ، قراصنة ، قطاع طرق ، متمردون ، مصاصو دماء ، ردود أفعال ، لكن لا يمكن يوما أن يكونوا ندا لسادة العالم ، مبادرين مبدعين بنائين عالمين فاعلين أو ذوى رؤى مثلهم .

أيضا هذا التشبيه أفضل من زاوية أخرى : إنه يدلنا على الطريقة الأمثل للتعامل مع قمل البشرية : الإبادة !

ها أحكى لك حكاية : من كام شهر ، فى حوالى منتصف السنة كده ، بعد ما كنت كتبت موضوع سمير فريد الناصرى إللى ندم على كل حاجة ، وكنت شبهته ساعتها بمحمد حسنين هيكل وبشار الأسد ، آنذاك جاء لى صديق صحفى حسام الدين حافظ وكان متهللا وكأنه يبشرنى بنصر كبير أحرزته . شفت هيكل قال إيه عن إسماعيل صدقى ؟ ويقصد أنه مثل سمير فريد أعلن ندمه عن تاريخهم العربجى الحنجورى طويل المجرى ، وأن حسب رأيه المستقبل ينبئ بفهم جديد وببداية جديدة من جانب المثقفين . ساعتها باندفاعى المعتاد رديت عليه فورا بهياج وغيظ : إيه إللى بتقوله ده ؟ إحنا مستنيين هيكل يقول لنا إيه الصح وإيه الغلط ، يقول لنا مين الصح ومين الغلط . إيه الفرق بينا وبينه ؟ الفرق إننا بنعرف الصح من اللحظة الأولى ، وهو بيعرفها بعد خمسين سنة تجارب أو بالأحرى إجرام . إيه العبقرية أنك تعيث فى الأرض فسادا خمسين سنة تأمم إللى تأممه تسرق إللى تسرقه وتدخلنا عشر حروب غلط ، ثم ببساطة تيجى تقول Sorry أنا كنت غلطان . إللى زيه إللى حكمونا وقادونا خمسين سنة للخراب والفقر والدمار لا نفرح بتوبتهم ، هؤلاء الحل الوحيد معهم هو الإعدام ، وما فيش أى عدل أو علاج تانى معاهم .

بعد ما هديت شوية بقية الجلسة راحت كلها كلام فى القومجية العربجية . ولأن صديقى ده ناقد سينمائى زيى ، رحنا نعيد الفرجة سوا على فيلم لورانس العرب ، ورحنا نقول لبعض إن القومية العربية فى الأصل كانت فكرة نبيلة اخترعها پيتر أوتوول ، قصدى اخترعها الكولونيل لورانس أيام ما كان ملازم صغير ، حيث كان الهدف منها إسقاط الخلافة الإسلامية البغيضة وإللى كان مقرها تركيا ، والمفروض أنها أدت الغرض وخلصت خلاص بمجرد رحيل لورانس عائدا للندن . لكن موش ده إللى حصل للأسف ، وكل إللى اتبنوها بعد كده عفلق وناصر وصدام والأسد وغيرهم ، حولوها لبلطجة واسترزاق وقطع طريق ونهب الجيران ومحاربة العالم المتقدم وسرقته ، زى سرقة قناة السويس وشركات اليهود … إلخ . ما أذكره من تلك المشاهدة أنى ملت على صديقى سائلا بسخرية : إذا كان هيكل شاطر قوى كده فى التاريخ ، لماذا لم يأت ولو لمرة احدة على ذكر الكولونيل لورانس ؟ صديقى كانت إجابته جاهزة وأكثر سخرية : لقد ذكروه مرة واحدة على الأقل يوم أصدروا قرارا بمنع الفيلم فى مصر !

الآن وبعد حلقة النهارده أقول لك أنا إللى كنت غلطان ، Sorry : لا هياج ولا غيظ بعد اليوم . كل حاجة بالقوة الناعمة . ومبدئيا لا تتصور أنى أكره السيد هيكل ، ولا حتى كنت أكرهه قبل كده . أنا لا أكره أبدا ، صحيح ربما أحتقر أحيانا ، ربما أقرف أحيانا ، لكنى لا أكره . بالعكس بالنسبة لهيكل أنا أحبه . دمه خفيف . الملايين تموت أو تجوع ، ويقول لك عبد الناصر تجربة إنسانية . حاجة وسخة ، قصدى حاجة لذيذة ، موش كده ؟ وعلشان خاطرى ما تدقش أن ما حدش منهم كان افتكر ولو مرة سيرة الإنسانية لما كانوا فى السلطة ويفتكروها بس لم يتهزموا وياخدوا على قفاهم . ثانيا هو رجل طيب ، دائما ما ’ يقدر ظروف ‘ الناس ، كل الناس ، من الإمپراطور حتى الغفير ، هذا طبعا من خلال موقعهم كبشر وموقعه كإله . لن أقول إنه حشرة بالنسبة لهؤلاء الذين يتحدث عنهم ، [ ولن أسميه بالعرضحالجى كما فعلت جريدة القاهرة د . مأمون بسيونى هذا الأسبوع وهى تناقش مدى صحة تهمة العرضحالجى التى يحاول طوال الوقت نفيها عن نفسه ] ، كذلك لن أعاود استخدام لفظتى الشخصية الأثيرة‑سابقا وأصفه من جديد بالحفرية ، فأنا كما قلت لك أحبه ، بل فى الواقع سوف أضيف أنى هنا ‑وأيضا من موقعى كبشر‑ أقدر للغاية ’ ظروفه ‘ كإله !

لكن هل تعرف ما أكثر شىء أحبه فيه إطلاقا ؟ أحبه فى كل مرة يشد فيها الجزء السفلى من أذنه أثناء الكلام . هذه حركة لا إرادية يقوم بها المرء فى كل مرة يكذب فيها خشية أن تكون هناك نقطة عرق ستسقط من إحدى أذنيه !

على فكرة ورغم الفرحة الكبيرة بتاع النهارده ، أنا لسه عندى مشكلة قديمة صغيرة مع هيكل ، ومع بشار ، وبالذات مع منظر بشار المدعو حاجة الشعيبى ، ومع كثيرين ممن يسمون أنفسهم معسكر المقاومة هنا والآن وحتى الموت أو معسكر التمسكن حتى التمكن يوم القيامة الضهر [ أسموه الممانعة لاحقا ] ، أو المعسكرين معا بالتوازى ، هى أنهم يستشهدون كثيرا بكلاوسڤيتز Carl von Clausewitz المنظر الستراتيچى الپروسى صاحب كتاب ’ على الحرب ‘ On War (Vom Kriege) ( 32-1837 ) ، وبالذات منه عبارة الحرب هى السياسة بوسائل أخرى أو بلغة أخرى أو حرفيا war is nothing but a continuation of political intercourse with the admixture of different means . اليوم أيضا فهمت لماذا يحبون هذا الكلام جدا . إنه حسب فهمهم يركز على المعنوى على حساب المادى ، وهم مولعون بالقوة الناعمة والتمنع والممانعة والمراوغة والتنغيص واللعب على حبال المعسكرات . والخلاصة يتحاشون المواجهات ، بالذات المسلحة ، من خلال البحث عن ’ أدوات أخرى ‘ . لعبة حاورينى يا بطة يعنى !

المشكلة أن كتاب كلاوسڤيتز هذا ، كتاب ضخم بدأته يوما ولم أتمه ، وقلت كفاية على كتاب ’ الأمير ‘ ، وكتاب صن تزو ’ فن الحرب ‘ ، ليس لأنهما أفضل ولا أكثر قدما وكلاسية ، إنما فقط لأنهما وجيزان جميلان سهلان . غلطتى لم تكن أنى تخيلت أن كلاوسڤيتز هو صن تسو ’ بلغة أخرى ‘ أو ميكياڤيللى ’ بوسائل أخرى ‘ . أصحابك دول لعبوا فى دماغى ، وشككونى أنه حاجة تانية ، لما بدأوا بيستخدموه للتنظير لملاعبة إسرائيل حتى يوم القيامة الضهر من غير أى نتيجة ع الأرض . حسبما أفهم هو العكس تماما مما يقولون ، وطول عمرى ما فهمت أنه ’ ناعم ‘ أبدا ، رغم أن الاقتباس الشهير يمكن أن يوحى بهذا . يقال إن كلاوسڤيتز هذا هو من قلب تاريخيا مفهوم الحرب رأسا على عقب ، وأدخل فكرة الدمار الشامل أو حرفيا الحرب الإجمالية total war ، الهجوم على كل شىء للعدو ، أرضه وممتلكاته ومدنييه وبنيته التحتية ومقدساته وأفنيته الخلفية ، كل شىء وليس فقط جيوشه . الغلطة ربما ليست فى أنا ، إنما فى أن البعض قد فهم كلاوسڤيتز معكوسا 180 درجة ، وأنه ‑أى كلاوسڤيتز‑ لا يفضل الحرب أصلا ، السياسة هى الكل فى الكل ، القوة الناعمة ، وبكده يقترح كيد النسا أساسا للعبة الأمم !

على أية حال المشكلة الصغيرة التى قصدتها ، هى أن على أن أقرأ من جديد هذا الكتاب المطول ، وربما يكون لدى مجال كبير للسجال لاحقا هنا ، لو اكتشفت أن من اختطفوا ألفاظا كالتقدمية والعدالة قد اختطفوا أيضا كلاوسڤيتز !

حتى ذلك الحين 1- سأظل معتقدا أن دستور القومجيين العربجية هو ديجول موش كلاوسڤيتز ، 2- ربما أظل على فهمى الأصلى لكلاوسڤيتز : الحرب والسياسة معا ليستا إلا الاقتصاد بوسائل أخرى ، أو ربما بالأحرى : الحرب والسياسة والاقتصاد كلها معا ليست إلا التقنية بوسائل أخرى ! دعك من المقولة الأبعد أن الحرب والسياسة والاقتصاد والبشر أنفسهم أو حتى كل العشائر البيولوچية ، وكلها إلى زوال وانقراض ، ما هى إلا بوسيلة أخرى ذلك الشىء الوحيد الذى يبقى دون غيره على مر الحقب الچيولوچية : التقنية !

هامش اقتصادى ’ هيكلى ‘ متأخر ، مضحك ، سافل ، بل بالأحرى مرعب ! …

الشيطان يعظ !

Look who’s talking!

متأخر ، نعم . إذ طالما أثار هيكل تقززى ، أقرأه أو أشاهده بالكاد وبسبب إلحاح هذا الصديق أو ذاك ، وطالما استعليت على الكتابة عنه بأية كلمة مباشرة طيلة حياتى . لكن بما أنى كتبت فعلا اليوم ، الشهير بأسعد أيام حياتى ، فما سأقوله الآن ‑وكان يجب أن يقال قبل ثلاثة شهور تقريبا‑ قد يكون هو المثال النموذجى لمن هو هيكل ، ماذا اعتاد أن يقول أو بالأحرى يحرض أو يضلل ، ما هى طبيعة أدواته ، أو ربما ما هو الكنه الحقيقى لما يسميه ’ تجربة حياته ‘ :

مضحك ، نعم . ذلك أن يتكلم أحد منظرى القدرة الطرية عن الاقتصاد ، فهذا شىء مثير للفضول . لكن أن يكون هذا هو ربيب ( أو عقل أو سمه ما تسمه ) عبد الناصر الذى جوع الجميع ، فهذه نكتة !

سافل ، مرعب ، نعم . ذلك أن يتحدث أحد عن نهب الإنجليز لمصر فهذا تضليل . لكن أن يتحدث عن هذا هؤلاء بالتحديد الذين سرقوا القناة وكل أموال الأجانب والمصريين ، فهذا بمنتهى البساطة : سفالة ، بل سفالة مرعبة !

لن تصدق ما جاء فى هذه الحلقة ( التاسعة ) من هذه السلسلة ، وتاريخها 25 أغسطس 2005 ، حتى تقرأه بنفسك والأفضل تسمعه بنفسك ( وهنا نصها ، وهنا تسجيلها الصوتى ) ، لكن إليك بعض التفاصيل ’ المتأخرة ، المضحكة ، السافلة ، المرعبة ‘ :

كم الجهل والأكاذيب وخلط الأوراق كم يفوق كل خيال . بل هو كنز تاريخى فى الواقع ! وأقول إنى لا أعرف بالدقة هل هو ربيب عبد الناصر أم لا . فارق السن ليس المعيار بالضرورة . ربما العكس هو الصحيح ، هيكل هو العقل وعبد الناصر الربيب . أنا لا أعرف بل ولا يهمنى أن أعرف . ما أناقشه هنا هو فكر مجرد لا أكثر .

الكثير من هذا الكلام مرجعه هو جهل السيد محمد حسنين هيكل بألف باء الاقتصاد ( وأذكرك عزيزى القارئ ، ربما على سبيل أن شر البلية ما يضحك ، بأن ابنه حسن هو واحد من أبرز قادة القطاع المالى الخصوصى فى مصر ، وأن خال هذا الابن هو أعظمهم إطلاقا فى مصر المعاصرة ، الدكتور محمد تيمور . وأنه ‑أى الابن‑ صرح أكثر من مرة بأنه ليس هو فقط ، بل كل الأسرة يتبرأون من السيد هيكل ومن أفكاره . لكنها فيما يبدو عجائب عالم الچيينات التى لم تسمح رغم كل شىء بتدخل چيينات فاسدة لعقل هذا الابن النابه الرائع ! ) .

نعود للجهل بالألف باء ، اللغوية أحيانا ، وليست الاقتصادية بالضرورة ! مثلا الأصل فى الحلقة أنها رد على مقولة يرددها البعض إن مصر كانت دائنة لإنجلترا بخمسمائة مليون ، وراح يثبت أن مصر لم تكن ’ دائنة ‘ إنما كانت ’ مدينة ‘ بخمسمائة مليون . النكتة هنا بمنتهى البساطة أن من كان يوما أشهر صحفى فى مصر وفى الدول المحيطة لا يعرف الفارق بين كلمتى دائن ومدين ، وأن ما أراد إثباته هو بالضبط نفس الرأى الذى يشن عليه حملة شعواء ، مع فارق أن هذا الرأى يعرف الفارق بين معنيى كلمتى دائن ومدين ، وهيكل لا يعرف ! تخيل ! ولاحظ إننا نتحدث فى اللغة هنا ، وليس بعد فى الاقتصاد أو المحاسبة ، دائن تعنى دائن ومدين تعنى مدين .

الأكثر إضحاكا أن من بين هجومه على ما هاجمهم كان بالطبع محاضرته التقليدية أن عليهم الرجوع للوثائق قبل أن ’ يفتى ‘ ( وبعد قليل سنعرف من هو الذى يفتى بالذات إذا كان يتحدث فى الاقتصاد ، القوة الغاشمة ، أو المادية بالمعنى الأرسطى ، التى يزدريها . هذا يكشف لنا هول كلمة وثائق التى يضحك بها على البسطاء ، من القراء وشباب الصحفيين ( وإن كان اعتقادى أن الاثنين واحد ! ) ، ذلك أنه ببساطة ما قيمة الوثائق إن أعطيت لشخص لا يعرف الفارق بين كلمة دائن وكلمة مدين ؟ ! وأعترف أنها مفاجأة شخصية هائلة للغاية بالنسبة لى ، لأن معناها أنه لا يقرأ جيدا إخطارات حسابه البنكى ، بل لا يقرأ فى الواقع أية كلمة منه ، طبعا باستثناء الرقم الأخير الذى يدل على كم أودعت الجعيرة فى حسابه .

هو يقدم تمهيدات كثيرة للغاية لكلامه ، كل جملة يسبقها دوما بعبارة إما ’ حاجة مهمة جدا جدا ‘ ، وإما  ’ حاجة غريبة أوى أوى ‘ . بينما أنا شخصيا على سبيل المثال ، لم أستخدم مرة واحدة فى حياته أية عبارة من الاثنين ، بل لم أستخدم مطلقا أى وصف من أى نوع لكلامى . لأنه ببساطة حقيقية لا أعرف إن كان كلامى مهما جدا جدا أم لا ، أو غريبا أوى أوى أم لا . فهذه أمور يحكم عليها القارئ أو يشعرها هو وحده ، ولا تهمنى أنا نفسى من قريب أو بعيد . وقطعا أربأ بنفسى عن استخدام أسلوب رخيص كهذا للفت الانتباه لشىء تافه أقوله ، أو فى المقابل لأنى أكذب وأريد صنع إلهاء distraction رخيص على طريقة حواة الشوارع .

أنا لا أعرف بالدقة هل هو ربيب عبد الناصر أم لا . فارق السن ليس المعيار بالضرورة . ربما العكس هو الصحيح ، هيكل هو العقل وعبد الناصر الربيب . أحتاج مهلة من الوقت حتى أكون مثل هذا الرأى أو ذاك . ربما لا داعى أصلا . أنا لا أعرف ذلك ولا يهمنى أن أعرف . ما أناقشه هنا هو فكر مجرد لا أكثر . من هنا أسمح فقط لنفسى بتمهيد واحد غير ’ مهم جدا جدا ‘ أو ’ غريب أوى أوى ‘ بالمرة ، بل بالعكس بسيط جدا متواضع جدا . أقول إن ليس لدى ’ وثائق ‘ أصور كل قصاصة فيها على أنها كشف جغرافى أهم من اكتشاف أميركا نفسها ، أو كمهمة أصعب من مهام توم كروز المستحيلة . ليس لدى من ’ وثائق ‘ سوى نص حديثه هو نفسه ، زائد بعض المعلومات العامة البسيطة تماما عن أشياء دارجة للغاية ، كتاريخ الملكية الزراعية فى مصر أو تاريخ البنك الأهلى مثلا . حتى كتاب الباحث الأميركى تيموثى ميتشيلل Colonising Egypt الذى يستند له هيكل كثيرا ، لن أخوض فيه . فرغم أنى لا أقر الكتاب ، الذى يعتبر رؤية نقدية خاطئة ومغرضة للاستعمار البريطانى ، تحديدا من منظور مدرسة المثقفين أو المفكرين الفرنسيين اليساريين له . إلا أنى فى المقابل أعتقد أنه ‑من خلال الحقائق المجردة التى لوى عنقها قليلا ربما ، لكن ليس 180 درجة كما فعل هيكل وأشياعه طيلة عقود‑ سوف يؤيدنى أكثر مما يؤيد هيكل وأساتذته وصبيته ، فهو رؤية ثالثة تماما لا تفهم أو تؤيد مثلى الاستعمار الأنجلى العظيم ، لكنها قطعا لا تلتقى من قريب أو بعيد مع دعاوى الوطنجيين الحربجيين المصريين .

’ هذا بلد استغل إلى درجة غير طبيعية ولا يزال يستغل مع الأسف ‘ . هذه كانت بدايته ، وكما هو استبق المقدمات بالنتائج ، فأنا مضطر للتعليق عليها ‑مستبقا أيضا المقدمات بالنتائج‑ بأن هؤلاء الناس ، لأسباب سيكولوچية محض تتعلق الدونية والأحقاد الطبقية والعرقية ، يرون فى البيزنس ، أى بيزنس ، مع أى أحد ، أى أحد ، أنه نهب ، وأننا دائما أبدا مضحوك علينا ! أى بيع وشراء نهب ، التصدير نفسه نهب ، أى إعمار وبناء مشروعات وتوظيف شغيلة نهب ! طبعا سنصل فى النهاية لمعرفة من هم البنائون ومن هم قطاع الطرق والقراصنة واللصوص ، لكن ما علينا ، ولنبدأ برؤية ما قال ، وما هى تلك المقدمات .

يروى بتشويق كبير أكبر عملية ’ نزح ‘ لغطاء الذهب المصرى . وهنا اسمح لى عزيزى القارئ أن لا أتوقف من الآن فصاعدا عند كل كلمة أو مصطلح ، لأنها جميعا إما خطأ ، أو ببساطة تدل على شىء آخر . فمثلا كلمة غطاء الذهب هذه ، لم يستخدمها إطلاقا ، إما لجهله التام بها ، وهو الأرجح حسبما يستشف أصغر طالب اقتصاد أو محاسبة من طريقة كلامه فى الاقتصاد والمحاسبة ، أو لعلمه بها وجهله بمعناها ، أو لأن كل ما يهمه هو أن يصور الأمر على أنه مجرد ’ كنز ‘ سرق وتم حمله فى ’ صرر ‘ و’ سحارات ‘ .

نعم ‑عزيزى القارئ‑ معظم ما قاله من وقائع صحيح . نعم كان هناك رصيد ذهب ملك لمصر . ونعم أخذته إنجلترا ، ونعم ذهب فى ’ صرر ‘ و’ سحارات ‘ لتمويل أمراء السعودية فى الثورة العربية ، أو لنقل حتى ذهب بعضه ربما لبريطانيا نفسها . لكن ما هى القصة ؟ ما هى المشكلة ؟ بادئ ذى بدء هو يتحدث عن البنك الأهلى باعتباره البنك المركزى المصرى . ذلك أن ثقافته تنحصر فى أنه رأى الجنيهات القديمة تصدر عن البنك الأهلى المصرى . ويتحدث عن أن اللورد كرومر قد أسسه ، وهذه نكتة أخرى ، فهو لا يعرف أى بيزنس يؤسسه شىء غير الحكومة ، وكلامه كثير فى حلقات كثيرة ( آخرها عن اتفاقية الكويز ) ، عن ’ رجال الأعمال إللى عاوزهم يبقوا كويسين ‘ ، لكن يردف دوما ما معناه أن ذلك بشرط أن لا يكون لهم أية رؤية أو وظيفة فى الحياة إلا دفع الضرائب للحكومة الاشتراكية ، ولحروبها القومجية العربجية ضد أميركا وإسرائيل .

الشق الخبيث فى الحديث عن البنك الأهلى المصرى ’ كبنك مركزى ‘ ، هو الإيحاء السافل بأن أمواله هى أموال الشعب ! ماذا يعرف هذا الضرير عقليا عن البنك الأهلى وعن تاريخه وعن أصحابه وعن مؤسسيه ؟ إنه حتى يقع فى منطقة الجهل باللغة مرة أخرى . الاسم ، مجرد الاسم ! اسمه البنك الأهلى ، وليس مثلا البنك الحكومى ، أو الخديوى ، أو الأميرى . الاسم فى حد ذاته أكبر وأعظم راية رفعت فى التاريخ المصرى تعلن مولد اختراع شىء جديد اسمه الملكية الخصوصية فى هذا البلد ، ملكية مستقلة بعيدا عن ملك الملك وفرعنة الفرعون . أما من منظور الإنجليز واللغة الإنجليزية فهو البنك القومى Nationl ، أى الإقليمى أو المحلى ، بمعنى ليس الإمپراطورى ( هذا طبعا طبقا لمفهومهم الساذج أن كل الشعوب هى أمم قومية مثلهم فى أوروپا ، ومن ثم تستحق دولا مستقلة . لكننا بدلا من أن نشكرهم على ثقتهم الغبية بنا ، اتهمناهم بأنهم يطبقون شعار فرق تسد ! ) .

المهم ، لا بأس هنا من بعض المعلومات الإضافية : البنك الأهلى المصرى مؤسسة قطاع خصوصى . وأكرر مؤسسة قطاع خصوصى . شركة بريطانية مسجلة ببورصة لندن . أكرر بورصة لندن . فى نفس الوقت البنك الأهلى المصرى هو درة التاج فى الاقتصاد المصرى . تأسس فى 25 يونيو 1898 ، وصدر بشأنه مرسوم خديوى من عباس حلمى الثانى ، وبه بالطبع افتتح السجل التجارى حين أسس لاحقا . لم يكن أول بنك تعرفه مصر . سبقته بنوك فرنسية فى الأغلب ، قليلة الشأن . لكنه أول بنك إنجليزى ، وأول بنك بهذه الضخامة ، والأهم أول بنك يصدر به مرسوم خديوى يخوله صلاحية إصدار العملة ، وقد باشرها بالفعل اعتبارا من أپريل 1899 ، ولمدة ستين عاما . أما قصة أن يصبح هو البنك المركزى ، فهذه قصة نهب قائمة بذاتها ، ما كان يجدر به أن يذكرنا بها . ذلك أن ريچيم عبد الناصر قد سرق هذا البنك من أصحابه الأصليين ، ثم فصل الشق الخاص بإصدار العملة وأسماه البنك المركزى المصرى ، الذى لم يستول فقط على هذه المهمة ، بل على المبنى العريق نفسه ، الكائن فى تقاطع شارعى شريف پاشا وقصر النيل .

أيضا لا بأس بلمحة عن هؤلاء الذين سرقوا . كبار المؤسسين كانوا اليهودى الإنجليزى ألمانى الأصل سير إرنست كاسيلل أحد أغنى أغنياء إنجلترا آنذاك ومستشار الملك إدوارد ، واليهودى الإيطالى رافائيل سوارس أحد أغنى أغنياء مصر وأيضا مستشار الخديوى فيها ، وأخيرا تايكوون القطن فى مصر اليونانى كونستانتين سالڤاجو . والأخيران مستقران فى مصر منذ عقود ، وكانا يملكان بالفعل إمپراطوريات بيزنسية متنوعة هائلة . على الأقل حتى تأميمه كان البنك يقدم خدمات الصيرفة التجارية مباريا أفضل مستوياتها العالمية . طوال الوقت كان له أبرز الأدوار إطلاقا فى تمويل المشاريع الكبرى ، وتشجيع الإقدام على ما هو حديث أو يحتاج لتمويل ضخم أو مغامر . أيضا أسهم فى وقت مبكر فى تسريع خصخصة الملكية الزراعية ، بمعنى أن كان يشارك فى تمويل راغبى الشراء لأراضى ملوك مصر التى كانوا يبيعونها لمن يود تملكها ، تحسينا لمستوى الإدارة ورفعا للإنتاجية والتنافسية . وهى مهمة هائلة شق فيها الخطوات الأولى ثم كان سعيدا بأن تركها لبنوك أخرى متخصصة ، بنك الأراضى والبنوك العقارية الأخرى . على العكس من كل البنوك ، ظل على عهده الأصلى ، شركة بريطانية مركزها لندن ، ذات طابع إمپراطورى عريق التقاليد المصرفية لأبعد مدى ، ويرفض توسيع ملكيته ، أو حتى مناصبه الإدارية العليا ، بحيث يدخلها مصريون أو غيرهم ، مهما كان مستوى ثرائهم أو حتى انتمائهم للأسر المالكة . باختصار ، لقد كان شركة الهند الشرقية ، فى نسختها المصرية ، وفى نفس الوقت كان وول سترييت فى نسخته المصرية كذلك ، بل فى الواقع كان أضخم كيان تجارى إطلاقا فى كل المسافة الممتدة ما بين أوروپا والشرق الهندى .

نعود لصرر وسحارات الذهب . باختصار ، المسكين لم يفهم أبدا أن التخلص من غطاء الذهب هو تحديث وليس نهبا . إصدار ورق نقدى بأكبر من قيمة المتوافر فعليا كغطاء ذهب ، إبان الحرب العالمية الأولى ، ليس عملية نهب إنجليزى للذهب المصرى ، بل تطور طبيعى . حجم تعاملات الناس كبر جدا ، ولا بد من حجم للنقد أكبر مما يتوافر من معدن الذهب فى الكوكب ، أو مما تملكه أية دولة مفردة منه . أية دولة متقدمة فى العالم اكتشفت أن اقتصادها كبر ، بحيث لا تغطى قطع المعدن الذهبية كل التعاملات بين الناس ، كانت تصدر عملات ورقية ، لها رصيد جزئى من الذهب ربما ، لكن هذا الرصيد سرعان ما صغر حتى تناساه الجميع فى كل مكان ولم يعد ذا أية قيمة ، بل القيمة فقط فى قيمة مصدر السند الذى تعهد بقيمته . ورق النقد هو سند مالى كأى سند مالى ، لا يجب بالضرورة أن تصدره الدولة ، ومن هنا كان إصدار بنك قطاع خصوصى له . بل ربما أصلا ’ لا يجب ‘ أن تصدره الدولة ، إنما يحق لأى أحد إصداره ، والناس هى الفيصل ، قدرة الاختيار the power of choice كما يسميها ميلتون فرييدمان ، لكن هذه قصة أخرى . وهو حين يذكرنا بأن المصريين لم يكونوا يحترمون أوراق النقد ويحترمون الذهب ، لا يقدم كما تخيل دليلا إضافيا على أن تلك كانت عملية نهب ، إنما فى الواقع لم يثبت أكثر من أن هذا الشعب المصرى شعب جاهل بدائى متخلف لا يفهم شيئا !

هو هنا يلجأ لتهويل الأمر . 35 مليون جنيه ذهبى . ممتاز ! الجنيه الذهبى الآن بـ 620 جنيها ، إذن نحن بصدد عشرات البلايين . أيضا ممتاز ! لكن يظل الجنيه الذهبى هو الجنيه الذهبى ، كذا جرام من الذهب ، كون الواحد منها يساوى الآن 620 جنيها ، فليس لأن طرأت مثلا زيادة على عدد پروتونات معدن الذهب رفعت من قيمته ، إنما لأن الجنيه المصرى الذى كان أيامها يساوى جنيها ذهبيا ، وأكثر قليلا من الجنيه الاسترلينى ، هو الذى انهار ، فلم يعد يساوى أكثر من جزء واحد من 620 جزء من الجنيه الذهبى . من الذى أدى لانهيار الاقتصاد المصرى ، ومن ثم لانهيار قيمة الجنيه المصرى ، ولتخلف وشلل وإفقار وموات كل شىء فى هذا البلد ، واتضاح أن كل ما فيه لا يساوى شيئا يوم حانت لحظة الحقيقة أيام السادات واضطرت للانفتاح على العالم ؟ أعتقد أن السيد هيكل أدرى منا جميعا بالإجابة ، هذا لو نظر فى المرآة ، أو لو ذهب لقراءة الفاتحة على قبر زعيمه .

هذا عن تحويل الذهب لورق ، وكما هو واضح لا غبار بالمرة على الأمر حتى هذه المرحلة ، بل بالعكس هو طفرة حداثية عظمى . الآن ماذا بعد عن استيلاء الإنجليز عليه ؟ حسب هيكل نفسه هذا ’ الاستيلاء ‘ هو أخذ هذا الذهب مقابل ورق من نوع آخر ، صكوك لأرصدة تستحق للبنك الأهلى من بنك إنجلترا . وعند هذه النقطة يتكرر ذلك الحديث عن البنك الأهلى ’ كبنك مركزى ‘ ، بإيحاء ضمنى شرير ‑ربما لم يتعمده لأنه لا يدريه‑ أن هذه أموال الشعب أو الحكومة ( وسأذكر بعد قليل أن فى الملكيات الشيئان غير متطابقين ) ، بينما الحقيقة أنها أموال البنك ، أموال كاسيلل وسوارس ومودعيهم … إلخ ، أموال خصوصية جدا وغير حكومية بالمرة . يعنى ببساطة خالص مالص بالص هى عملية بيع وشراء . بريطانيا كانت تحتاج للذهب لتمول به بعض التعاملات فى المنطقة ، كالتى ذكرها ، ولا بأس أن تشترى ما أصبح لمصر من أرصده منه ، لم تعد فى حاجة إليها بعد دخولها فى عصر الحداثة ، عصر النقود الورقية .

نعم ، إنجلترا أخذت ذلك الذهب وأعطت به صكوكا للبنك الأهلى . ما المشكلة ؟ بيع وشراء . يقول إنهم أعطوا الذهب لحكام السعودية . يا للنكتة ! إنه يكشف بنفسه لماذا اشتروه . هؤلاء السعوديون بدائيون ولا يعرفون أوراق النقد ، وكل تعاملاتهم بالمعادن ، بقطع الذهب مدققة الوزن ، ويحتاجون لتلك الجنيهات التى تنوء بوزنها الصرر والسحارات لتمويل أى شىء .

هل مولنا نحن الثورة العربية ، أم مولها الإنجليز ؟ الإجابة واضحة ، لكنه هو لم يجب أبدا ، ونقل الحديث فجأة من الحرب العالمية الأولى للحرب العالمية الثانية . الإجابة هى ما يلى : الأمر ببساطة يعتمد على مصير ما أخذناه من ورق مقابل ذهبنا . هنا تأتى المرحلة الثالثة من فيلمه المثير جدا ’ النهب الكبير ‘ : بعد أن ضحك علينا الإنجليز وحولوا الذهب لورق ، ثم بعد أن ضحكوا علينا وأخذوا الذهب نفسه مقابل نوع آخر من الورق ، الآن ما مصير هذا الورق الأخير ؟ يثير السيد هيكل جلبة حول قيمة ديون مصر لإنجلترا . يقول إن طعاما كثيرا ذهب للجيوش الإنجليزية ، والسكك الحديدية استهلكت والطرق تآكلت … إلخ . كلام ممتاز . بعد لحظة واحدة نكتشف أن ما تدين به مصر إنجلترا 430 مليونا وليس 35 مليونا . من أين جاء الفارق إذن ؟ بل ربما ليس فارقا أصلا ، والأول قد سدد وهذه ديون مستجدة خلال الحرب الثانية . ثم هل ’ خربت ‘ بريطانيا الطرق فعلا ؟ هل ’ خربت ‘ السكك الحديدية فعلا ؟ هل نسى أنهم من بنوها أصلا ؟ وأن لن يعيد بناءها أو توسيعها أو حتى إمدادها بالقاطرات والعربات سواهم ؟ تلك التفوهات لا تعتبر فى معاييرى إلا شيئا واحدا : سفالة !

يتحدث عن بطولة هائلة لموظف طالب ببحث هذه الديون و’ حاربوه بحملات ‘ ، ومع احترامى لشخص كهذا ، لا أعرف شيئا عنه أو عن نواياه ، فقد أساء هيكل إليه . أساء له بأن أضافه لمسلسل البطولات التى اخترعتها الناصرية واخترعها اليسار ، بينما لا بطولة فى هذا مطلقا ، أو ربما قطاع طرق وضيعين صنعوا منهم أبطالا كأدهم الشرقاوى مثلا . إذن مصيرها كما هو واضح أنها ديون لمصر مستحقة على إنجلترا ، وكل ما فعله المسئولون المصريون أن تفاوضوا على تقييمها وتحديدها . يقول ’ أنا لا أعلم كيف قيمت الأشياء ، الله وحده يعلم ! ‘ . ربما الله يعلم ، ربما هؤلاء المسئولون المصريون يعلمون ، فقط المؤكد أنك أنت لا تعلم !

الآن وقد أصبحت المسألة ليست ذهبا ’ نهب ‘ فى الحرب العالمية الأولى ، إنما ’ ديون ‘ مستحقة للبنك الأهلى ( القطاع الخصوصى غير المصرى ) ، أو للسكك الحديدية أو غيرها ممن كلهم تقريبا أجانب ، لحساب بنك إنجلترا . قد نقول له هنا ’ وأنت مالك ؟ ‘ ، أو ’ يا داخل بين البصلة وقشرتها ‘ . ولا داعى لوقفة لتعريف الملكيات بأنها تملك وبالأحرى لو شئت الدقة الملوك هم الآلهة نفسها ، وليس كما يعرف أصل الملوك بسفالة فى حلقة أخرى أنهم شيوخ قبائل ذوى إدعاءات دينية . لكن المهم ، أيا ما يكن ، سواء كانت الدين للبنك الأهلى ، أو بعضها حتى للحكومة ، أموال شعب ، هل ’ أكلتها ‘ إنجلترا على مصر ؟ هو نفسه لا يقول هذا ، إنما يقول إنها سويت على مراحل . ما المشكلة ؟ بريطانيا كانت خارجة من حرب . يتناسى أن تلك أحوال عالم خارج كله من حرب . مع ذلك بريطانيا لم تقل مثلا إنها كانت تدافع عن مصر بموجب الاتفاقات ، وأن على مصر كما أية دولة أخرى فى العالم صغرت أو كبرت ، تحمل نصيبها من كلفة السلام العالمى ، ومن ثم ترفض بريطانيا رد النقود . بل ما حدث ببساطة أن وافق تشرتشل على محاسبة مصر على كل كلفة الحرب حتى آخر پينى ، لا لشىء إلا لأنها بريطانيا . لأنها السيد ، السيد الذى ينعم على الرعية ، لا الذى ’ ينهبهم ‘ كما تقول الأساطير اليسارية والناصرية .

يثير جلبة أخرى عن كونها لم تكن تدفع نقدا . أيضا ما المشكلة ؟ لقد جاءت كسلع . كمصانع ، كحداثة ! هل لم نكن فى حاجة لتلك السلع ؟ هل فرضت علينا ؟ لو رفضوا إعطاءنا السلع وأعطونا نقودا ، لقال هيكل إنهم يحجبون عنا التقنية ، يحاصروننا ، ويحكمون علينا بالتخلف . الحقيقة أنه ربما يكون السيد هيكل على حق ، فمن يحتاج أصلا لدفع نقود مقابل الحداثة ، إذا كان من الممكن أن تنهبها أو تسرقها ؟ المفاجأة بعد كل ذلك أن يكشف لنا هيكل أن ريچيم عبد الناصر الذى سرق أضعافا مضاعفة لها فيما بعد ، حصل هو نفسه على 135 مليونا سترلينيا منها مباشرة ونقدا . تصور مباشرة ونقدا ؟ !

بعد ذلك يدلف البائس الذى لا يدرى أين يناقض نفسه لموضوع آخر . ها هو منظر ’ النكسة ‘ و’ الصمود والتصدى ‘ و’ الممانعة ‘ ، بكل مكره وخبثه وجبروته ، لا يلحظ هو نفسه أنه يقول الشىء وعكسه فى نفس الجملة . يقول إن كل شىء كان مملوكا للأجانب ، ويعدد بالأرقام الملكيات الأجنبية لكل شىء تقريبا ، ويقول إن هذا معناه أن مصر نهبت . يقول إن حتى طلعت حرب نفسه كان مملوكا للأجانب وأزيح من بنك مصر . يصورها صاحبنا كمؤامرة من ’ البنك المركزى ‘ ، السلطة ، الإنجليز ، ولا يعرف أن هكذا بديهيات الاقتصاد ، وقروض البنك الأهلى قروض ناس ، وليست بحر ضرائب يغترف كما تعود هو . بنك مصر كانت طموحاته كانت أكبر من حجمه ، وكان لا بد لما حدث أن يحدث . البنك الأهلى كان أمامه إما أن يستولى عليهم ، أو يتركهم ينهارون ، لكن أن يكون دوره تجاه بنك منافس هو إنقاذه من الإفلاس ، فهذا مما لم يحدث فى كل التاريخ . لو كنت مكانهم لما فعلت غير ما فعلوا . بالمعايير التى لا ترحم لأرقام الميزانيات ، طلعت حرب ‑مع كل إجلالى له‑ لم يكن اقتصاديا كفئا ، ولا حتى ربما مديرا كفئا ، ولا يمكن لهم الاحتفاظ به . هيكل يولول ، لكن لا أعتقد أن طلعت حرب نفسه ولول ! إن لغة الأرقام لا تعرف الشعارات أيها المسكين ، وأيضا لا تعرف الولولة !

ماذا يعنى بالضبط يا ذاك البائس أن كل مصر كانت مملوكة للأجانب ؟ أيعنى أن مصر ’ نهبت ‘ ، أم أنها ’ استعمرت ‘ ؟ هل كان لدى مصر بنوك وبورصة وعقارات وشركات نقل وسياحة وسفر وتصدير وتليجراف ومحطات إذاعة ومصانع أخشاب وأدوية وإسمنت وسماد ومطابع وصحف ومصائد أسماك ومحال سلع استهلاكية كبنزايون وعدس وصالون ڤير … إلخ ، كالتى ذكرها كلها وأسهب فيها بالاسم وكنت شخصيا أكاد أنساها ؟ هل كانت هذه كلها شركات زاهرة أنشأها المصريون ثم جاء هؤلاء الأجانب ووضعوا اليد عليها بقوة السلاح ؟ هل هؤلاء أناس جاءوا لينهبوا بلد متقدم غنى بالمزارع والمعادن ، نقوم بتصنيعها ويتهافت على استيرادها الجميع ، ثم جاء الأجنبى ليحتلها عنوة و’ ينزحها نزحا ‘ ؟ أم هم جاءوا لإعمار بلد شديد التخلف ، وأطلعوه من الصفر المطلق على اختراعات اسمها الطرق ومشاريع الرى والمصانع ، وجعلوا لأرضه ومنتجاتها وزراعاتها ومعادنها ثمنا بعد أن كانت لا شىء ، لا شىء مطلقا . هل نقل منبر الأزهر لأحد أعظم متاحف إنجلترا سرقة لكنز لا يقدر بمال ، أم تكريما وتبجيلا وحبا للإسلام ، ولا أقول مجرد حفاظ على شىء كان سيتآكل ويندثر لو بقى عندنا ؟ هل بنى المصريون الأفذاذ مصر الجديدة التى ذكرها أيضا بالاسم ، وجاء إمپان بجيوشه وسرقها منهم ؟ هل خروج القطن من مصر نهب ؟ ولا يقولون لنا هل كنا نزرع قطنا أصلا ، أم هم الذين جعلونا ’ مزرعة ‘ ؟ ثم ما العيب فى أن يجعلونا مزرعة ، هل كنا صناعة أو ما بعد‑صناعة قبل ذلك ، أم كنا صحراء ؟ وحتى لو كنا نزرع القطن فما قيمة إن يبقى فى مصر ؟ أكاد أجزم بأن كلمة تصدير مرادف عندهم لكلمة نهب .

يعود للكلام عن الملكيات ، فيذكر أن ملكية الخديوى إسماعيل للأراضى الزراعية ارتفعت من 6 إلى 916 ألف فدان ، وإن كنت أشك فى الرقم الأول . أشك فى كل ذكر له للأرقام ، هو ليس لديه أدنى حساسية لها ، أو يزورها معتقدا أن كل الناس مثله لا تستوعبها . إسقاط . مرض نفسى يعنى . [ فى مرة لاحقة ( فى 15 مارس 2007 ) ، قال إن صادرات مصر من القطن عام 1955 إبان صفقة السلاح السوڤييتية كانت 350 مليونا سترلينيا ، وهذا محض عبط مضحك . كى يهون من شأن الإنفاق على السلاح ، هاجس ناصر الأوحد فى الحياة والذى جند له كل موارد مصر ، جعل صادرات القطن 350 مليونا ؟ إنها إذن قدرة عظمى ! إنها برقم كهذا سنويا ، يمكن أن تبنى سدا عاليا شاملا محطة كهرباء إلى جواره كل ستة شهور . بضريبة 5 0/0 فقط على القطن ، كان يمكنه بناء السد بأسرع مما بناه له الاتحاد السوڤييتى . بأرقام كهذه تستطيع أن تبنى ما تشاء من مصانع السلاح ، لا أن تستورده بالكاد . إنها تبنى حتى القنبلة النووية وتستأجر كل عقول العالم مدى الحياة من أجلها ، فتحرم كل الدنيا منها . ( خللى على جنب تكاليف مسلسل الحروب الناصرية ، فهذا هو الشىء الوحيد الذى يحسب فعليا بالبلايين فى تاريخ مصر البائسة ! ) ] .

أنت ها تستعبطنا ؟ إيه الوقاحة والفجور دى ؟ المحرضون أمثالك لا يصلح فى الحقيقة إلا اقتلاعهم اقتلاعا . التزييف والتشويش هو ديدنهم ، ويعرفون أكثر من غيرهم لأى مدى هذا شعب غبى وجاهل ، أقصد لأى مدى ’ الصحفيون الشبان ‘ أغبياء وجهلة . الصحفيون الشبان الذين أعتقد أنه لا يشاهد سواهم تلك الحفرية التاريخية التى انتهى أمرها ، يشاهدونه لا لشىء إلا طمعا فى الإثراء على طريقته . جاب منين إسماعيل الأراضى دى ؟ هل لف على فلاحى مصر المنتجين المبدعين العظام واستولى عليها فدانا فدانا منهم ؟ أم أنه أكمل وافتتح القناطر الخيرية ومشروعات أخرى بحيث أضاف هذه الأراضى لمصر من صحاريها . للأسف لعله فى حاجة أيضا لمن يذكره بأن مصر ‑كأى ملكية‑ لم تكن تعرف أصلا شيئا اسمه الملكية الخصوصية للأرض . كانت المعروف من الأرض كل الأرض ، ملكية خالصة لمحمد على وورثته . هكذا تنشأ أية مملكة فى الدنيا ، الملك للملك . فقط حين ثبت عدم كفاءة إدارته لها كلها ، واستبدلها سعيد ‑الذى كان النقيض المطلق من أخيه عباس‑ بنظام ملكية الأرض الأوروپى ، فأصدر قانون توريث الأراضى سنة 1855 ، حيث سرعان ما أصبح كل المطلوب لملكية الأرض وحق التصرف الكامل فيها بعد ذلك ، هو حيازتها لمدة خمس سنوات ، ودفع ضريبتها خلال هذه المدة . إذن هل كان إسماعيل ينهب الأراضى أم يهب الأراضى ؟ طبعا لم يجب أحد ، لأن أحدا لم يهتم أن يسأل .

عبد الناصر ساب 200 فدان وأخد الباقى . بعد ما بدد إللى أخده ولقاه موش مكفى ، أخد 100 فدان تانيين . وبعد كده لقى كل الأرض موش مكفية ، فسرق القناة ، إللى هى أموال أرامل وأيتام اشتروا أسهمها ، إنما موش مهم . موش مكفية برضه . سرق كل أملاك الأجانب ، شركات ومصانع ومتاجر وكل حاجة ، وسماها التمصير . موش مكفية برضه . سرق كل شركات ومتاجر المصريين ، وسماها تأميم . ها أقول لك مفاجأة ربما لم تخطر ببالك أبدا : أنا شخصيا لست ضد أن تصادورا كل مليم فى البلد . أنا لست ديكتاتورية الپروليتاريا . أنا لست ضد الحقد الطبقى . أنا لست ضد القومية العربجية . أنا لست ضد أى شىء . افعلوا كل ما يحلو لكم ، وكما يحلو لكم . فقط بعدها اعطونا اقتصادا جيدا . أكرر إن لم تكن قد صدقت ما قلت : لا مانع عندى أن تنهبوا كل ما لدى أى أحد ، وأن توزعوه على الفقراء ، أو حتى على أنفسكم ، لن أعترض إلا فى حالة واحدة : أن تكتشفوا بعد خمس سنوات أن لم يحدث شىء ، وأن كل ما تغير هو أن هؤلاء الفقراء تزوجوا بسهولة أكبر ، وأنجبوا المزيد من الفقراء ، فتفاقم البؤس والعذاب والحرمان أضعافا . هذا فقط هو ما لا يمكن أن أقبل به !

يا سيدى ، ما أسهل إنفاق النقود ( بالذات نقود الغير ) ، وما أصعب توليد الثروة ( بالذات لو لم يكن فى چييناتك ما يؤهلك لهذا ) . ولا غرابة عندى أن اعتبر روكيفيللر بناء الثروة هذا ، أعظم العبادات إطلاقا !

أخيرا يستنكر ضرب المثل ’ الظالم ‘ بأن الميجى بدأوا فى نفس الوقت مع محمد على ، فكيف لم نصل لما وصلت إليه الياپان ؟ سأجيبك أنا . مصر قطعت من التقدم شوطا لا بأس به ، ولحد ما ساقا بساق مع الياپان ، ودون أن أخوض بالضرورة فى الفوارق الجيينية بين الشعبين ، وأن من المستحيل فى كل الأحوال أن تتطابق التجربتان . إذ ربما المقارنة ظالمة بعض الشىء فعلا . متى جاءت الهوة ؟ سأجيبك أنا ! حين استولى الدهماء على كل شىء ، أولا بسعد زغلول ثم بجمال عبد الناصر . يقول السيد هيكل إن الياپان لم تنهب ولذا ازدهرت ، وأقول ماذا كان سينهب أو سيزدهر فى تلك الجزر الصخرية ، باستثناء البشر أنفسهم ، وبالأدق صفوة عقولهم السياسية والفكرية ؟ وأقول ما كان يجب أن يذكرنا السيد هيكل بموارد تلك الجزر الصخرية ، وإلا بالقياس كان الأحرى أن تكون مصر قدرة عظمى أقوى وأغنى ألف مرة من الياپان . يقول السيد هيكل إن الياپان لم تعرف الاستعمار ولذا ازدهرت ، وأقول إنها هى التى كانت ترسل أبناءها لجلب المستعمر بكل الطرق . يقول إنها لم تكن غنيمة ولذا ازدهرت ، وأقول إنها لم تعرف الاشتراكية ولذا ازدهرت . يقول إنها حققت تراكما اقتصاديا وثقافيا ولذا ازدهرت ، وأقول إنها لم تعرف ثورات الدهماء ولا محرضيها ممن يهدمون كل شىء ولذا ازدهرت . وأخيرا أقول ( أو بالأحرى أكرر ) ، أن ثورة الميجى تلك كانت حكما عسكريا يمينيا ، وأزيد ( أو بالأحرى أكرر ) ، أن تقريبا الياپان فى كل لحظة من تاريخها حتى اللحظة لا تزال على العهد . وأقول إن الاحتلال الحقيقى لمصر ، لم يحدث ، ناهيك أن يصل لمستوى النزح والنهب البشعين ، إلا مرتين ، فى حالتين : الأولى احتلال البدو العرب الذين نذر هيكل حياته للتنظير لانتمائنا لهم ولقوميتهم المزعومة ، والحالة الثانية هى احتلال المصريين لمصر ، الطغمة الناصرية ، واغتصاب ثرواتها التى بناها الأجانب ، والأجانب وحدهم ! حالتان هما المثاليتان للغاية لسيناريو قطاع الطريق ضد البنائين !

أنا لدى اقتراح بسيط ، أنت تقول الإنجليز نهبوا مصر ع الجاهز ، والمصريون هم الشعب المنتج المبدع . لماذا إذن لا يتبادلان المواقع ؟ يأتى الإنجليز للسكنى هنا ونذهب نحن مكانهم . عدد سكان مصر يساوى تقريبا عدد الشعب البريطانى أو الألمانى أو الياپانى . ماذا لو نقلنا أحد هذه الشعوب لأرض مصر ، وأرسلنا المصريين بدلا منهم إلى البلد المناظرة ؟ أكاد أجزم أن أولئك بعد عشر سنوات سينتجون فى أرضنا مرة ونصف أو مرتين ما ينتجونه فى بلادهم الحالية ، الجرداء والصغيرة لدى المقارنة ، وطبعا خمسون أو مائة ضعف ما تنتجه مصر الحالية ، أرض الخير كما نسميها جميعا . أما المصريون فى مثل هذا السيناريو فطبعا سيموتون جوعا وبردا . ربما بعد ألفى سنة تنقلب المعادلة ، ويصبح الإنجليز سكان مناطق حارة متخلفين ، ونحن أنشط وأكفأ وأذكى الأعراق ، لكن بدون سيناريوهات تخيلية لا شك مطلقا فى أن مشكلة مصر الوحيدة هى المصريون . منذ الأسكندر الأكبر وحتى اليوم ، من بناها دائما أبدا غير مصريين ، ومن يخربها المصريون ولا أحد سواهم . مجرد اقتراح أهمس به للسيد هيكل حتى لا ينفخ فى المرة القادمة شدقيه كثيرا وهو يتحدث عن هذا الشعب الخلاق المنتج المبدع ، و : المنهوب ! بالأكثر ، هذا شعب مسكين طيب مغلوب لأنه ترك أمثالك يضللونه ويقودونه للهاوية ، وربما لو وجد قيادة تصارحه بالحقائق الچيينية البسيطة لربما كد ‑بعضه على الأقل‑ واجتهد وحظى بحياة أفضل .

عزيزى القارئ ، البعض يقول على هيكل إنه يجرى ’ مراجعة ‘ ، ويهتمون به . ليست إشارة احترام هنا أو هناك لإسماعيل صدقى تعنى مراجعة . ليس تحاشى تسمية جريمة يوليو بالثورة مراجعة . هو لم يتغير . هل نسينا أنه صاحب مصطلحى النكسة والثغرة ؟ إنه دائما أبدا بارع فى المراوغة اللفظية والأكاذيب . هو يحول الاهتمام دوما عن تهافت محتواه بعبارت من نوع ’ حاجة مهمة جدا جدا ‘ و’ حاجة غريبة أوى أوى ‘ . لا يوجد كاتب واحد فى العالم لديه الحد الأدنى من احترام الذات يستخدم مثل هذه العبارات إطلاقا . شخصيا منذ آخر مرة حضرت فيها المهرجانات الخطابية الطلابية أيام الجامعة لم أسمع أحدا يمهد لكلامه بأنه مهم جدا سواه . تهافت محتواه ! بالضبط ! المحتوى ! هذه إجابتى ! كما أقول دائما المهم المحتوى . هو لا يخفى أنه ضد كل ما يمثله إسماعيل صدقى ، ويغلف هذا بكلمات الرقة والود والصداقة . هو لا يجرى مراجعة من أى نوع . كل ما هناك أن أيام صوت العرب قد ولت ولا يستطيع الكتابة كالسابق : ’ بصراحة ‘ .

من حيث المحتوى هو يشوه كل أحد ، الملكية ، الأحزاب ، الإنجليز ، الأميركيين ، حتى الحضارة الفرعونية يقول عنها مفلسة وحضارة موت . أما من حيث الظاهر ‑والظاهر فقط‑ الكل طيبون بائسون و’ حالات إنسانية ‘ يحللها على أريكته . أتعتبرون هذا مراجعة ؟ حالات إنسانية يمن عليها هذا الإله بالشفقة ؟ إنها نفس اللعبة ، ولا أقول ذكية ، إنما مكشوفة مفضوحة . هو لا يشفق عليهم لطيبة قلبه ، إنما لأنه على نحو غير مباشر يفتح الطريق لشىء آخر . شىء يلعب بالغرائز أيضا . هؤلاء أغنياء ولدوا بمعالق ذهبية ولديهم كل السلطة والجبروت ( اكرهوهم ! ) . لكنهم عقيمون بؤساء ( توقفوا عن كرههم فنحن الأعلون وخير أمة أخرجت للناس ، ثم أننا قتلناهم بالفعل على أية حال ، زائد أن ربما لدى حل بديل ) . الحل هو ذلك الضابط الشاب الفقير الجاد المجتهد ( أحبوه إذن وشجعوه وتعاطفوا معه كما تفعلون مع شجيع السيما المكافح ) . باختصار اكرهوا كل من حكموكم وكل من احتلوكم وأحبوا فقط روبين هوود الطيب الجديد : عبد الناصر . بنفس الطريقة اكرهوا أميركا وإمپرياليتها ، وانسوا مصر وفراعنتها ، فالحل لكل المشاكل موجود ، وأقرب للسحر فى مفعوله : العروبة .

ربما أوافق على كثير مما يقوله عن تدهور الملكيات العربية ، وعن قلة حيلة إنجلترا ، لكن قطعا البديل ليس عبد الناصر .

نعم أوافق أن الحضارة المصرية حضارة موت عقيمة ، لكن قطعا البديل ليس العروبة .

نعم أوافق أن القومية العربية فكرة عبقرية أبدع فى اختراعها الكولونيل لورانس ، وأدت دورا تقدميا رائعا فى التاريخ بأن أسقطت الخلافة الإسلامية للأبد ، لكن المشكلة أن أناسا مثلك ‑أقصد قطاع طرق مثلك‑ أخذوها على محمل الجد بعد ذلك ، وصدقوها بينما هى أكذوبة مختلقة بالكامل !

خلاصة ما أرت قوله ، أو بالأحرى ما لم أقله ، وكان يغنينى عن قول كل هذا ، هو كلمة واحدة : الشيطان يعظ !

هو يتحدث عن كل الزعماء غربا وشرقا كبؤساء وكـ ’ ظروف ‘ أو ’ حالات ‘ ’ إنسانية ‘ تستحق الشفقة ، وأنه وناصره فوقهم جميعا ، وإجابتى له ولناصره هى فقط Look who’s talking! . [ للدقة الزعماء عنده نوعان ، وليس كلهم حالات إنسانية تستحق الشفقة . مثلا تحدث لاحقا فى 22 فبراير 2007 عن شواين لاى كصاحب نهضة الصين ’ الحالية ‘ . كلام مضحك لا يستحق الرد ! ] .

يعظ فى ضعف الأسر المالكة العربية وأنها ’ لم تكن مستعدة ‘ لمواجهة التحديات التاريخية ، وإجابتى له ولناصره هى فقط Look who’s talking! .

يعظ فى عدم وضوح الهدف عند ’ الناس ‘ ( وهى اللفظة التى يقصد بها السادات ومبارك ) ، وفى عدم قراءتهم لخريطة العالم ولخريطة المنطقة ولموازين القوى ، وإجابتى له ولناصره هى فقط Look who’s talking! .

يعظ فى المؤامرات الدولية والاستعمار والإمپراطوريات ، ويخترع بين السطور وفوقها مليون نظرية مؤامرة فى كل تصرف صغير بسيط وعادى تماما عند العالم المتقدم ، وإجابتى له ولناصره ولما فعلاه على امتداد كل الخريطة العربية والأفريقية من انقلابات وتمويلات ودسائس ، هى فقط Look who’s talking! .

يعظ فى الذكاء والستراتيچية والتخطيط وتحقيق النصر ، وإجابتى له ، منظر ’ لا صلح ، لا اعتراف ، لا تفاوض ‘ ، ولناصره ولهزائمهم ، عفوا أقصد ’ نكساتهم ‘ هى فقط Look who’s talking! .

يعظ ( أحيانا قليلة للحق ! ) فى التنمية والبناء والموارد وطبعا ثروات الشعوب العربية والمصرية ، وإجابتى له ولناصره ولفقرهم وإفقارهم للجميع هى فقط Look who’s talking! .

يعظ ( كثيرا جدا ، على العكس من هذه ! ) فى النهب والسرقة ، وإجابتى له ولناصره سارقى القناة وكل بناء تم على أرض مصر لأكثر من قرن سابق عليهما ، أن الأسكندر بنى داخل مصر ، الرومان بنوا داخل مصر ، أسرة محمد على بنت داخل مصر ، الإنجليز بنوا داخل مصر ، اليهود بنوا داخل مصر ، لم ينزح لخارج مصر سوى بدو الجزيرة ، فيما عرف فى حينه ببرنامج القمح مقابل الكلام ، ولم يسرق سوى أنتم ، المصريون ، وإجابتى لكم ولعروبتكم ولاشتراكيتكم وحتى لمصريتكم هى فقط Look who’s talking! .

يعظ فى الفساد وفى تكوين الثروات وفى مص دماء الشعوب ، وفى عدم إنقاذ البنك الأهلى لبنك مصر ، وإجابتى لمن كون أول فكرة تخطر ببالهم هى التأميم والمصادرة ، هى فقط Look who’s talking! .

يعظ فى موضوعية الصحافة ومهنيتها وفى الخبر لا الرأى ، وفى ’ التحريض ‘ الذى يقوم به بعض كتاب الحكومة أو پرلمانييها ، وإجابتى لأصحاب أشهر إعلام تحريضى فى تاريخ المنطقة ، الأبشع منذ روپسبير ولينين ، من فاقوا جاندى نفسه فى فظاعته وسوداوية طموحاته ، ولصوت العرب ولجريدة الأهرام ( المنهوبة هى نفسها بالمناسبة من أصحابها ) ، إجابتى هى فقط و’ بصراحة ‘ Look who’s talking! .

[ لاحقا أفاض على سبيل التشهير غير المباشر فى الحديث عن ثروات أسرة آل أبى الفتح الصحفية ، وأيضا إجابتنا هى فقط Look who’s talking! ] .

يعظ فى ’ غلبة العاطفة على العقل ‘ فى بعض الحسابات العربية الحالية ، وإجابتى له ، ولناصر الانتصارات ، هى فقط Look who’s talking! .

يعظ فى ارتباك الجهاز الحكومى والسلطة والوزراء وكل شىء فى مصر السادات ومبارك ، وإجابتى له ولناصره ولعسكرهم الهواة بالكامل بسيطة جدا ، هى فقط Look who’s talking! .

يعظ فى القهر وفى التوترات وفى ’ القلق ‘ وفى كل شىء فى مصر السادات ومبارك ، وإجابتى له ولناصره ولأريحيتهما الديموقراطية ، هى فقط Look who’s talking! .

أخيرا هو يعظ فى الاقتصاد ، وإجابتى لمنظر ’ لا صوت يعلو على صوت المعركة ‘ ، ممن لم يكونوا يجدون الصابون لغسل وجوههم صباحا ، ويخوضون فى مياه المجارى كل يوم للذهاب لأشغالهم ، هى فقط Look who’s talking! .

أوه نسيت شيئا : لم يحدث أن قرأت أو سمعت أحدا يعظ أو يعاير أحدا بتفكك أسرته . صاحبنا هذا يعظ فى تفسخ الأسر المالكة وفى توتراتها الداخلية ، بل ويعايرهم به ، وعلى فقط أن أذكره بموقف أسرته هو نفسه العلنى منه ومن أفكاره ، وأقول مرة أخرى : Look who’s talking! .

فى كل ما سيقوله هيكل حتى آخر يوم فى حياته أو حياتى ، لدى رد جاهز ، ربما يعفينى من الخوض كثيرا فى سيرته العطرة ، ردى دائما أبدا سيكون : Look who’s talking! .

’ هذا بلد استغل إلى درجة غير طبيعية ولا يزال يستغل مع الأسف ‘ ، هكذا كان قد بدأ حلقته التليڤزيونية الكارثية كغيرها أو أكثر قليلا . وردى أن هؤلاء الناس ، لأسباب سيكولوچية محض تتعلق بالدونية والأحقاد الطبقية والعرقية ، يرون فى البيزنس ، أى بيزنس ، مع أى أحد ، أى أحد ، أنه نهب ! أى بيع وشراء نهب ! أى خد وهات هى نهب ! أى إعمار أو بناء أو مشروعات أو توظيف شغيلة ، هى نهب ! أية منفعة متبادلة هى نهب ! حتى التصدير نهب ! استصلاح مليون فدان نفسه نهب ! باختصار أى تعامل خارج نطاق القبيلة هو نهب ! دائما أبدا نحن منهوبون ومضحوك علينا ! والسبب واضح ولا غرابة فيه ، إسقاط نفسى بسيط لحد السفالة : أن عقولنا نفسها لا تعرف أن بالحياة منهاجا آخر غير محاولة نهب الآخرين أو الضحك عليهم !

عزيزى القارئ ، نعم عندك حق ! إن الرجل يسأل سؤالا جدير بالفعل بالإجابة : من هم البنائون ومن هم قطاع الطرق والقراصنة واللصوص ؟ لكن لدى مشكلة ، رغم كونى اليوم فى ’ أسعد أيام حياتى ‘ . اعتبرها شخصية لو شئت . ما لا تعرفه يا عزيزى أنه لم يحدث قط أن سرت فى مظاهرة أو احتججت على شىء . فقط إما أن أفعل وإما أن أصمت . هكذا الفرق . البناءون ليسوا رد فعل لأحد . فقط إما أن أكون بناءا أو لا أكون شيئا !

فى كل ما سيقوله هيكل حتى آخر يوم فى حياته ، لدى رد جاهز ، ربما يعفينى من الخوض من جديد فى سيرته العطرة ، الذى اعتقد أن سيكفينى منه للأبد تجربتى اليوم ، ’ أسعد أيام حياتى ‘ ، ردى دائما أبدا سيكون : Look who’s talking! .

عزيزى القارئ ، لا أعدك أنى سأزيد اهتمامى بهيكل بسبب ما حدث اليوم . أو تعرف لماذا ؟ ليس فقط لأن ردى جاهز سلفا ، إنما لأن كل تلك الدروس الأسبوعية له على قناة الجعيرة ، سواء كان عنوانها نظريات الأمن القومى أو كيف يمكن أن تدير إيران أو حماس الصراع على نحو أفضل مع أميركا وإسرائيل ، كلها تدور حول موضوع واحد فقط لا يتغير أبدا . موضوع يريد تلقينه للجيل الجديد بكل وسيلة ممكنة . موضوع سقمته أنا شخصيا حتى درجة القيئ . موضوع عنوانه : كيف تسرق قناة وتفلت بفعلتك 11 سنة كاملة ! ] .

اكتب رأيك هنا

[ بسبب حسن الحظ ، أو بسبب سوئه ، أو ربما بسبب ’ المقادير ‘ ، التعبير الذى يحبه هيكل ، يوجد للحديث عنه بقية . جاءت مناسبتها عندما أدلى فى أغسطس التالى بحديث مطول لقناة الجعيرة بمناسبة الحرب على حزب الله . تابع فى صفحة الإبادة ] .

| FIRST | PREVIOUS | PART V | NEXT | LATEST |