|
|
|
شيخ العبيد !
المعركة ضد
العبد الأسود المسلم الرفيق المجرم الوغد
الجزء
الرابع : شيخ اللصوص
Slave-in-Chief!
The Battle against the Bastard Criminal Comrade Muslim Black Slave
Part Four: Thief-in-Chief
| FIRST
| PREVIOUS
| PART IV | NEXT | LATEST |
ê Please wait until the rest of page downloads ê
|
ثلاث
سلاسل خاصة لمتابعة جرائم الصرصور
الأسود العبد العربى المسلم / ( لخلفيات وأبعاد هذه
التسميات وغيرها أخرى ، انظر م
الآخر ( 85 ) )
3- الجرائم
الاقتصادية أو Thief-in-Chief : الطامة الكبرى : … لا يختلف اثنان حول الهدف الذى
من أجله استمات للوصول للحكم ، الجمهور فى إنديانا يبصق على هذا
الصرصور الأسود ، السافل أتى بوصفة رائعة السرعة
والمفعول للدمار الشامل ، الواطى
ابن الواطيين الذى أنفق تريليونات الدولارات 5 مارس
2009 : يوم تاريخى : الآن ‑ويا
للعار مرة أخرى : يا
للعار للمرة الألف : لماذا
تبنى الوغد إنقاذ چنرال موتورز وكرايسلر والآن يتركهما تفلسان ،
‘ غارة
[ الأعرابى الوضيع ] العالمية على الضرائب ’ چيينيا ،
هذا العبد الوغد لا يفهم الديموقراطية والانتخابات الآن
( 27
مايو 2009 ) جاءت لحظة الحقيقة : الوغد
وعصابته يقررون ( 21
يوليو 2009 ) ، الوغد
الذى أصدعنا بالطاقة النظيفة وتلوث الهواء والتغير المناخى ، 24 سپتمبر 2009 : |
(Non-Official Group)
7 سپتمبر 2008 :
Inevitable Destiny?… Must Irresponsible Peoples Lead to Irresponsible Governments?! |
ثلاثة أحداث تعاقبت بسرعة ، كلها تصب فى ذات
القضية : الأربعاء
قبل أربعة أيام نجت نيو أورلينز بالكاد من الإعصار جوستاڤ وهى التى كانت
الحكومة الفيدرالية قد تولت إعادة إعمارها بأموال فيدرالية قبل ثلاث سنوات
فقط ، وأمس السبت
انهيار صخرى يدك منطقة مما يسمى بالعشوائيات فى أطراف القاهرة نجم عنه أن قامت
الحكومة المصرية بتوزيع مئات أو آلاف الشقق الممولة من دافعى الضرائب على ضحايا
الحادث ، واليوم الأحد
استحواذ الحكومة الأميركية أيضا بأموال فيدرالية على شركتى التمويل العقارى
المتعثرتين فانى ماى وفريدى ماك ، المدعومتين أصلا بواسطة الحكومة منذ
التسعينيات لتقديم رهونات عقارية ميسرة لكل من هب ودب .
سبق وتحدثنا بمناسبة إعلان جائزة نوبل للاقتصاد 2004 عن عدم جواز إعادة إعمار المناطق المنكوبة ، كذلك فإن روايتنا سهم كيوپيد ( 1 - 2 - 3 ) بنت بعض أحداثها على نبوءة افترضنا فيها أن إعصارا يسمى كاترينا 2 سوف يضرب نيو أورلينز مرة أخرى فى آخر أغسطس 2010 .
فى الحوادث الثلاث الجديدة
الفكرة واضحة وقاعدية جدا : لا تجب جباية الضرائب لتمويل قرارات اقتصادية
فاشلة :
1- الواجب كان يقضى بترك سكان نيو أورلينز يتحملون
مسئولية قرار استمرارهم العيش فيها أو تركها مهجورة ، بدلا من فتح نزيف مالى
لن ينتهى لأبد الدهر .
2- الحكومة
المصرية تأخذ أموالنا لتمنحها كهبة لسكان العشوائيات ممن اتخذوا قرارات غير مسئولة
بالإنجاب ، دون حتى أن تعقمهم أو تأخذ عليهم إقرارات
بعدم الإنجاب ، بل فى الواقع هى فعلت العكس بالضبط ، إذ بذلك شجعتهم على
المضى فى دائرة الزواج المفرغة ، من أجل إنجاب مزيد من الفقراء ومفاقمة مشكلة
الفقر .
3- تبرير
الحكومة الأميركية بالنسبة لما سمى ‘ بالحراسة ’ conservatorship على بنكى التمويل
العقارى ( الحراسة مصطلح لا يجب أن يذكرك
باللص الأعرابى الأكبر جمال عبد الناصر [ أو حتى التأميم الذى استخدمته الحكومة البريطانية
بعيد هذا بأيام وهو ترجمة دقيقة لكلمة nationalization التى هى عكس عملية الخصخصة
لا أكثر ولا أقل ، ولا توحى أيهما بمعنى الاستيلاء أو النهب أو حتى العقاب
قط ، ولاحظ أن ما يقال كل يوم عن ضخ البنوك المركزية لبلايين فى أسواق المال
هو نوع من التأميم ، أليس كذلك ؟ للأسف فى قاموسنا العربى كلمة
تأميم أو حراسة تكاد تكون مرادفا لكلمة مصادرة ] ، فهو ‑أى عند
عصابة عبد الناصر‑ فرض الحراسة [ أو التأميم ] على شركات تساوى
تريليونات بدولارات اليوم ، البنك الأهلى المصرى ليس إلا إحداها ‑انظر
أيضا رواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ، بينما أميركا [ أو بريطانيا ] تفرض
الحراسة [ أو التأميم ] على شركات خاسرة تريليونات الدولارات كما حالتنا
اليوم ) ، تبريرها هو أنها بهذا تنقذ الاقتصاد الأميركى ( ومن ثم
الاقتصاد العالمى ) من كارثة انهيار شامل محققة . هذا صحيح ولو خير أى
أحد بين أن تتكفل الأموال الفيدرالية بتريليونات الخسائر تلك وبين انهيار الاقتصاد
العالمى لفضل الأولى ، إلا أننا نفضل لو كان تدخل الحكومة فى الاقتصاد مقتصرا
مثلا على الإنذار المبكر لمثل هذه الكوارث من خلال التحليل العلمى لمسار الاقتصاد
ككل أو شىء كهذا ( حتى هذه يمكن لمراكز البحث الخصوصية أداؤها على نحو
أفضل ، لكن ليس موضوعنا هل تتدخل الحكومة بتوجيه الاقتصاد عبر البلطجة
المسماة بالضرائب ، أم تتدخل بالتشريع فقط ، أم بمجرد النصح دونما
تشريعات ، أم هل أفضل الكل أن تحمل عصاها أصلا
وترحل ؟ ! ) ، ذلك بدلا من الجرى وراء الجماهيرية السياسية
بإظهار الغبطة والتشجيع بأن كل من هب ودب يمكن أن يتملك مسكنا !
( بالمناسبة مثل هذا موجود لدينا فى مصر الآن وإن على نطاق أصغر ، ونقصد
الشعار الذى ترفعه بعض البنوك الفرنسية المختصة أصلا بالتسليف الزراعى : سيارة لكل من هب ودب بلا مقدم وبلا ضمانات ! تخيل طابور مرتجعات السيارات بعد قليل حين يفقد هؤلاء وظائفهم ،
بل تخيل حال مصانع السيارات المصرية نفسها ، التى يمكن أن تغلق نهائيا لأن
هناك ملايين السيارات شبه الجديدة شبه المجانية على قارعة الطريق ومع ذلك لا تجد
من يشتريها ! من نلوم ساعتها ؟ لن نجد سوى العقلية الاشتراكية لفرنسا
وشعبها وبنوكها ! ) .
السؤال : كم من الوقت نحتاج
بالضبط حتى نفهم أن على كل أحد أن يتحمل مسئولية قراراته ولا يصرخ كلما أصابته
أزمة : الحقينى يا حكومة ؟ !
أو ربما الأصل سيكون ممتازا :
[ تحديث :
15 سپتمبر 2008 : يبدو أن العاصفة الحالية ليست أزمة
رهن عقارى فقط كما توصف عادة ، إنما الخبر الأخطر من إفلاس بنك التمويل
الاستثمارى ليمان براذرز أو متاعب شركة التأمين العملاقة AIG أو حتى هبوط داو چونز 504.5 نقطة هى الأسوأ منذ 11 سپتمبر 2001 ، هو ما أعلن اليوم من بيع ميريلل لينش نفسها لبانك أوف أميركا . [ لاحقا أسمت الوول سترييت چوورنال هذا بـ ‘ الأسبوع الذى ماتت فيه وول سترييت ’ ، وأجرت قصة عبارة عن يوميات مفصلة لما حدث هنا ] .
أن يقدم بنك استثمارى بمثل هذا الحجم على هذه
الخطوة ، هو إرهاصة مذهلة تطرح
لأول مرة فى التاريخ احتمالية أن نموذج البنوك الاستثمارية ربما يكون برمته الآن
فى طريقه للزوال ، وأننا قد نعود لنموذج عصر الصناعة
الجميل ‑عصر البنائين العظام لحقبة ما بعد الحرب الأهلية ، أيام
روكيفيللر وڤاندربيلت وكارنيجى وچيه پى . مورجان … إلخ .
آنذاك لم تكن هناك بورصات ، فقط شركات صناعية زائد بنوك تجارية يلجأ لها صغار
المودعين ( كلمة استثمار ومستثمرين لم يكن لها وجود أصلا ) ، وهى ‑أى
البنوك‑ التى تقرر أين تضخ الأموال لداخل الشركات مباشرة وليس من خارجها
بشراء أسهمها . العلم المجرد يقول هذا ، ويقول إن إدخال الدهماء فى
أنشوطة القرار لا بد وأن يؤدى لكوارث ، سواء فى السياسة فيما يسمى
بالديموقراطية ، أو فى الاقتصاد فيما يسمى بالبورصة . هذا كلام قاعدى
وفلسفى أكثر مما يجب ، قلته مرارا ، لكن بصراحة : أحس اليوم بأنه
قد يتجاوز لأول مرة حدود النظرية والفلسفة !
إنه ببساطة الاقتراض ثم العويل بعدم القدرة على
السداد ؛ طريقة الدهماء المعتادة فى الاحتيال على المؤسسات المالية
ونهبها ، هذه التى يبدو أنها لا تتعلم أبدا . ولقد طالما نادينا
( رواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ) بنمو
مستدام مأمون وهادئ ، بأن يكون قاصرا على الطبقات القادرة التى يعول عليها
ولا يدخل الفقراء من قريب أو بعيد فى معادلاته ، لكن الجرى وراء سراب تنمية
الطبقات والشعوب الفقيرة ، سواء عن طمع أو عن رقة قلب ، فهو أمر لن يقود
إلا لكوارث كالتى نشهدها الآن . أما الفقراء فإنما أن ينموا نفسهم بنفسهم
كأفراد ، وإما أن ينقرضوا فى صمت ، وإما أن يبادوا لو رفضوا الحلين
السابقين !
…
Capitalism Failure or Free Market Glory?! |
ما أزعجنى هو الطنطنة اليسارية
المتصاعدة أن الرأسمالية أثبتت فشلها وها نحن نحتاج من جديد لتدخل الدولة فى الاقتصاد ،
أو ها هى الاشتراكية تطل برأسها من جديد . هذه مغالطة هائلة ، أو
بالأحرى لا نملك إلا الدهشة :
ها قد أصبح للحثالة العرب والمسلمون والشيوعيون
صوتا !
فى الواقع أنا
أفضل فعلا الصياغة الأكثر عربانجية لما يفعلون ،
لأنها الأكثر تاريخية ، والتى يمكنك العثور عليها صارخة حتى منذ توراة
اليهود ،
وأقصد تلك القائمة على آليات الإسقاط النفسى لدى جرذان الصحراء ،
وإن كانت هى عينها المطبقة فى كل مكان ، حتى الآن ، وعلى مختلف الأمور
[ كررنا ذات الكلام لدى
السعرات الأناركية التى اجتاحت العالم مطلع 2011 ] :
1-
اخلق الاستثناء :
لوث عدوك ببعض من قذارتك التى تعلم أنها الأصيلة بك وحدك
( ملوثات اشتراكية للرأسمالية كالضمان الاجتماعى أو الرعاية الصحية أو برنامج
الرهن العقارى الحكومية كلها ) ،
2-
عمم الاستثناء :
عايره بشراسة بوصمة القذارة الصغيرة تلك كى تكبر فى نظر الناس
( ابتزه بها وأغرقه بالمطالب حتى يترنح ) ،
3-
اقلب الاستثناء :
حين يترنح قم بحملة سريعة ضخمة لوصمه بالقذارة الكاملة فينهار فتصبح أنت
النظيف السيد وهو العبد
( دعه يسقط مترنخا بتلك المطالب وهلل أن ها هى الرأسمالية قد فشلت وقد نصبت
نفسك الآمر الناهى فى الناس وثرواتهم ) !
ما أقوله هو أن العكس بالضبط هو
الصحيح :
النظام الرأسمالى أثبت نجاعته المطلقة ، لأنه فرز بنجاح مذهل البيض
الفاسد وأمر بإعدامه ،
وما يحدث الآن من تراجعات مؤقتة هو إكليل مجد ووسام شرف لا يفوقها مجد أو
شرف ،
تجب أن توضع على جبين اقتصاد السوق !
…
مغالطة أخرى : يقولون إن
الجشع الرأسمالى هو السبب وراء الانهيار . أوافق على هذه المقولة لكن أختلف
فى تعريف الجشع ، الذى سأجاريهم أنه كلمة
سيئة ، علما بأنه لم يكن كذلك معظم العصر الرأسمالى . المفترض فى
الرأسمالية أن تقوم بنمو بطئ هادئ ناعم ومن ثم مستدام . هذا النوع من النمو
لا بد وأن يكون نخبويا ، أى يعتمد على الجديرين به فقط من شعوب وأفراد ،
ولا يعنى كثيرا بشأن الفقراء ، ليس لشر فينا أو كرها لهم ، إنما لسبب
غاية فى البساطة أن الاهتمام بهم هو كپسولة الموت القاضية على الجميع !
… والخلاصة نعيد تكرارها :
المطلوب تنمية نخبوية بطيئة هادئة ناعمة ومن ثم
مستدامة ، تعتمد على الجديرين بها فقط .
الفقاعات تنشأ حين يبدأ أحدهم التفكير فى تنمية واسعة للطبقات أو الشعوب
الفقيرة ، حبا فيهم أو تربحا منهم .
… هذا هو التعريف الوحيد للجشع ( السيىء ) فى الرأسمالية !
إن انعدام فرص الكسالى أو الفاشلين فى العيش ليس سببه مشكلة فى الرأسمالية أو
الاشتراكية ،
إنما هو فرمان أزلى من أمنا الطبيعة !
…
مغالطة ثالثة : يقولون البنوك
التجارية نجت لأنها تخضع لرقابة حكومية صارمة ، بينما بنوك الاستثمار
والرهونات لا تخضع لهذا فانهارت . الإجابة : البنوك التجارية نجت لأنها
النمط الصحيح والأصلى للتمويل فى الرأسمالية ، ولأن أصحاب رءوس أموالها
اختاروا هذا النمط اقتناعا منهم بأنه الطريقة المثلى لاستثمار أموالهم ، ولم
يكن هناك للحظة واحدة شىء يمنعهم من تحويلها لأنماط مصرفية أخرى يتحررون بها من
الرقابة الحكومية . الواقع أن ليست رقابة
حكومية ، إنما فقط إفعال لمبدأ للشفافية : إذا قلت أنك بنك تجارى وتريد
أن تفتح فرعا فى كل حارة فى البلاد وتجمع فلوس صغار الناس ، فإن ثمة عقدا غير
مرئى بينك وبين هذا الجمهور أنك بنك تجارى آمن ، من هنا لا يجب أن يقل
رأسمالك عن كذا ويجب أن تبتعد عن الاستثمارات عالية المخاطر كالأسهم . نقول
هذا ليس تعنتا منا كحكومة ، أو دسا لأنوفنا فى قرارك الحر أو هواية فى خلق
ترسانة من القوانين تثقل المجتمع ، فقط نحن نعلن للناس أنك اخترت النشاط
الفلانى لا أكثر ولا أقل . أما لو أردت ألا تكون آمنا وتجرب أرباح المخاطرات
الأكبر ، فلا بأس بالمرة ولن يمنعك أحد أو يسألك عن قراراتك أو
تصرفاتك ، ببساطة انتقل للتأسيس تحت قوانين أخرى ونعلن معا هذا للناس !
( بالمناسبة : من غير المستغرب أن البنك التجارى الرئيس الوحيد الذى
يعانى الآن من مشاكل هو السيتى جرووپ ، هذا الذى أحيا فكرة دخول البنوك
التجارية للاستثمار فى البورصات ، تلك التى تفتقت عنها ‑فيما نظن‑
لقاءات رجل كرسيه ساندى وايلل مع الوليد بن طلال قبل عقد ونصف ، وأدت لتغلغل
جوهرى من العقلية العربية الإسلامية لوول سترييت ، فتحولت معظمها لأموال قذرة
لا تفرق شيئا عن أموال الپترول المسلمة ، ومآلها هو التبخر المحتوم .
بلى ، بصراحة أنا انتظر أن أرى السيتى بانك يتقدم بأوراق إفلاسه قريبا
للمحكمة ، حتى يصبح واضحا للناس من هم أصحاب الاقتصاد الرسيخ ومن هم أصحاب
الاقتصاد القذر أو من داخلهم المال العربى‑المسلم القذر ) .
ملحوظة ثانوية جدا ومبنية على قياس لا يصلح مع
الاقتصاد الإسلامى الهمجى : الربا
الخالص يثبت من جديد أنه القانون الأسمى والوحيد الصحيح للاقتصاد ، أما بدعة
إلهكم فى المرابحة والمضاربة والمناصبة والمسارقة والمناهبة والملاصصة وما إليها
فهى فاشلة كل الفشل ! مرة أخرى يا سادة : نظرة لجوهر الأشياء ، لا
للمسميات .
…
مغالطة رابعة : يقولون إن
سياسة آلان جريينسپان فى خفض سعر الفائدة هى السبب فى فقاعة الرهونات
العقارية . لا أجد شيئا مضحكا أكثر من هذا .
إنه كم يقول لك أنت المذنب فى قتلى لك لأن لديك سكينا فى بيتك . المذنب هو من
وجه إيداعات الناس للرهن العقارى ذى الصبغة الاشتراكية ‑ولا أقول الإسلامية
الاستحلالية الاسترقاقية . ثم من قال إن خفض الفائدة يسهل القروض
العقارية . بالعكس ، المفروض أن وفرة المال الرخيص تشجع الناس على
استثمار أموالهم بأنفسهم فى بيزنسات تعود عليهم بعائد أفضل من إيداعها فى
البنوك ، لكنها مرة أخرى عقلية المضاربة الإسلامية .
الأكثر واقعية هو اتهام جريينسپان
بتشجيع نمط البنوك الاستثمارية . مع ذلك الحق أن
الرجل فعل هذا أساسا من منطلق حرية السوق ، وليس من أجل عيون الفقاعات .
الآن ‑كما هو دائما أبدا‑ المسئول عن الفقاعات هم السفلة والدجالين
والفقراء ، وعليهم أن يتحملوا النتائج بلا ولولة أو مناداة بسلب السوق
حريته ، وشكرا !
نحن لا نولول . رغم أن
هؤلاء يدمرون ما نبنيه فى حيواتنا ببطء بلأى وعرق ، ويسببون لنا ضررا جسيما
عما لو كانت التنمية والجلوبة تسيران بمفهوم رأسمالى تنافسى نخبوى لا اشتراكى
استحلالى رعاعى ، لكننا فى كل الأحوال لم نصرخ قط ‘ الحقينى يا حكومة ’ ،
ولن نصرخ إلا صرخة واحدة لا نغيرها ، صرخة أمنا الطبيعة التى أطلقتها قبل 14
بليون سنة يوم أنشأت هذا الكون : ‘ ارفعوا أيديكم عن
السوق ! ’ .
…
مغالطة خامسة : الأسوأ هو
الكلام الحقير عن أن فترة ولاية بوش هى المسئولة ، نرد عليها بسؤال : من
قال أن چورچ دبليو بوش هو من كان يحكم فى السنوات الأربع الأخيرة ؟ لماذا لا
تقولون إن الكونجرس الديموقراطى هو الذى فرض عليه كل شىء ؟ لو كان بوش الذى نعرفه يحكم لضرب إيران وروسيا وسوريا والسودان وعشر
دول ناشز أخرى . لو كان بوش الذى نعرفه يحكم لما ذهب فى مهانة لحضور دورة
الألعاب الأوليمپية فى پكين المجرمة . لو كان بوش الذى نعرفه يحكم لهوى
بالضرائب أكثر وأكثر ، ولترك البيض الفاسد يدهس بدلا من الهرولة
لإنقاذه . يا سادة نظرة واحدة ‑لو سمحتم‑ لجوهر الأمور ولطبيعة
القرارات سوف تصل بك للحقيقة الموضوعية ، بدلا من التضليل من خلال شخصنة
الأمور أو التمسح فى ظواهرها .
The Gang of Bandits That Started It All! (Photos to be
repeated, See Mel-Akher 85 on Comrade-Criminal Buraq bin Laden win of
election) |
نظرة
لجوهر الأمور تقول لنا بجلاء إن كل المشكلة التى نحن بصددها الآن ، والتى
بدأت بالتوسع الغبى فى منح الرهونات العقارية الخطرة لكل من هب ودب ، وهو 1-
سياسة 2- حكومية 3- يسارية ، أى النقائض الثلاثة الأساسية لأوليات السوق
الحرة . الكونجرس يا سادة هو الذى كان يغرى شركات مثل فانى ماى وفريدى ماك نحو ذلك التوسع ، ويقدم كافة صور
‘ الدعم ’ لقروض الإسكان لها ولغيرها ( هل مررت بكلمة دعم فى قاموس
الرأسمالية ؟ ) ، كلها بالطبع فقط لأهداف سياسية وانتخابية
رخيصة .
برامج التمويل العقارى الكلينتونية ( أو الضمان
الاجتماعى ، أو كل ما شابه من برامج حكومية ) ،
ما إلا زرع لخلية سرطانية موقوتة فى جسد الأمة الأميركية .
طالما هى لا تقوم على الأسس الاقتصادية والمالية المرعية ، فإنها ستظل فى
حاجة لضخ تمويل حكومى جديد لها طوال الوقت .
وستظل الصكوك المسمومة ‑الخلية السرطانية‑ تكبر وتكبر ، وتضطر
البنوك لدمجها فى صناديق تحوط أكبر وأكبر لتخفيف أثر سميتها ،
ذلك إلى أن تسمم كل الاقتصاد وتقتله ، وهو ما نراه الآن !
لو أن
بوش هو الذى اتخذ قرارات كهذه فلن يعنينا الاسم إنما سيعنينا ساعتها الجوهر ونقول
عنها يسارية كارثية . حتى لو كان ريجان أو ثاتشر أو نيكسون أو حتى آدم سميث
نفسه ، قد اتخذوا مثل هذه القرارات فلن تعنينا ساعتها الأسماء ، إنما
سنقول المهم المحتوى ، والمحتوى يسارى كارثى . إلا أن واقع الأمور يقول
إن كل هذه كانت أسماء محترمة ، ولم يتورط أيهم فى أشياء كهذه ، بل
قاوموها قدر المستطاع ، ويقول هذا الواقع إن المتهم الوحيد فى كل الكوارث
الحالية ( من فشل 11 سپتمبر الاستخباراتى إلى كارثة النظام المالى ) هو
شخص معروف بالاسم والعنوان : بيلل كلينتون وعصره وسياساته ، العصر الذى
كانت كل القرارات الكبرى فيه تتخذ بناء على معيار واحد : كسب
الجماهيرية ، والأخبث منه بث الكراهية ضد كل من ينادى بالسياسات الصحيحة
باعتباره معاديا لمصلحة عموم الناس ، وهى للأسف ثقافة لا تزال رائجة حتى
اليوم ! لقد خرجت أميركا
والعالم من عصر ريجان بقناعة كاسحة هى حرية الاقتصاد ، رغم أزمات الثمانينيات
واثنينها الأسود الشهير ، إلا أن الناس ‑التى رأت الاتحاد السوڤييتى
ينهار‑ رأت كل تلك أزمات طبيعية تعاقب بها السوق الفاشلين والمخطئين .
جاء كلينتون بسياسة جديدة فى كل شىء إلا انتهازيتها اليسارية : قرر أن يفجر
الرواج الزائف لذروته كى يجنى من خلاله الأرباح والضرائب للفقراء والفاشلين
والانتهازيين . أكبر فقاعة سوقية غير مسبوقة ‑فقاعة أسهم التقنية‑
تمت فى عصره ، وانفجرت قبيل رحيله ( تابعناها فى حينها ) ، أما الفقاعة الأكبر ‑فقاعة العقارات ومن ثم البنوك الاستثمارية‑ فهى ما ينفجر الآن !
بعد كل هذا هناك رد آخر أبسط
على اتهام بوش بالكساد ، ولا يحتاج لكل هذا القدر من الذاكرة : هذا الرد
أن ثمة 2 كساد جاءا فى عهد بوش ، وليس واحدا كما يشيع الجميع . الكساد
الذى ورثه بفقاعة التقنية وفاقمه 11 سپتمبر عالجه بوش باقتدار وكفاءة وسرعة هائلة
بسياسات تسمى عادة باليمينية المتطرفة ، إلا وهى إجراء قطعات جذرية
للضرائب .
[ بعد أسابيع من كتابة هذا ، وطبعا من التضليل المتعمد
للناس ، اعترفت لأول مرة النيو يورك تايمز اليسارية نفسها بكل هذا ، وهذه قصتها المفصلة
جدا عن سكرتير ( وزير ) الإسكان مكسيكى الأصل فى ولاية
كلينتون ، وتقر أنه المتسبب الحقيقى فى كل الكوارث الحالية ، من خلال
إدخاله سياسة الدعم الحكومى الواسع للرهونات العقارية . مرة أخرى يا
سادة : نظرة لجوهر الأشياء ، لا لأسماء الأشخاص . ونتمنى عليكم فى
المرة القادمة أن تحدثونا عن الفكر اليسارى نفسه كعنوان لكل الإجرام فى العالم
الغربى . المدهش ‑أو لعله غير المدهش بالمرة‑ فى قصة هنرى
سيسنيروس هذا ( الذى يتوسط الصورة أعلاه ) ، أنه هو نفسه انقلب
بيزنسمان وراح يبنى المساكن للفقراء بقروض الحكومة وأصبح صاحبا لشركة ضخمة وأحد
أباطرة العقارات فى أميركا . هكذا اليسار يا سادة ، وهكذا سر إصراره
المستميت على السلطة وعلى جبى الضرائب : سرقة الأغنياء لحساب الفقراء ،
ثم سرقة ما تمت سرقته من الفقراء ؛ أو : هذا هو مفهومه للحلم الأميركى
( تصحيحا منا لعنوان القصة المخفف المضلل عن ‘ هفوات ’ فى الحلم
الأميركى ، أو هل تعتقد أنت أن الانهيار الكاسح الذى نشهده الآن هو مجرد
‘ هفوة ’ ؟ ! ) . بمناسبة المكسيكيين يجدر بالذكر
أن رئيس فانى ماى ومهندس كل ما نخن فيه الآن من كوارث ، المدعو فرانكلين
رينز ، هو 1- أسود ، 2- مدير الميزانية فى عهد كلينتون ، 3- شركته
وصنوها فريدى ماك ، هما من أكبر الممولين لحملة أوباما بن لادن ( إن
وضعنا جانبا الأموال العربية الهائلة التى تضخ لها علنا أو سرا ) ]
[ بعد شهرين آخرين ، يبدو أن النيو يورك تايمز استشعرت أنها
كتبت ما كتبت تحت تأثير منوم أو عقار ما ، فأجرت قصة أخرى
تتهم فيها بوش بفقاعة الإسكان استنادا لشعار دافع عنه فى 2002 أن يملك كل أميركى
مسكنه الخصوصى . التايمز ‑فى قطعة من الپروپاجاندا اليسارية الكلاسية
جدا‑ اتبعت أسلوب تهويل الحبة وإخفاء الجمل كما يقولون . نعم ،
بوش مثله مثل أى رئيس أميركى يتبنى تقليديا شعار الملكية الخصوصية للإسكان ،
ببساطة لأن هذا أمر يعتبره كل أحد جزءا من الحلم الأميركى . نعم ، كل
رئيس أميركى يتمنى أن يتملك الجميع مساكن ، لكن السؤال هو كيف وبأية شروط .
إن تصدير التايمز لصفحتها الأولى لبوش تحت لافتة تقول ‘ مسكن ملك
لك ’ ، ليس إلا التعمية الظاهرية والفاضحة جدا على جوهر الأمور ،
وعلى ما كان يجرى بالفعل ، وعلى تفاصيل أو حتى عموميات كثيرة تشير كلها
لحقيقة معاكسة 180 درجة مما تقول مجرد صورة لعابرى طريق ينظرون للصورة ولا يقرأون
شيئا ، لأن حتى ما قيل ذاته يكاد يفضح نفسه من فرط هشاشته . الحقائق التى لم تقلها صورة التايمز هى أنه ‑أى
بوش‑ كان فى ذلك الوقت أقوى الداعين ‑بل فى الواقع الداعى الوحيد‑
لمراجعة القوانين التى أعطت فانى ماى وفريدى ماك كل ذلك الغطاء الحكومى ، وهو
الذى حذر حقا من الفقاعة ومن أسعار الإسكان ، لكن ما حدث هو الكونجرس
الديموقراطى هو الذى قال ببساطة : ‘ على جثثنا ! ’ .
… وبعد : من قال إن الپراڤدا
قد ماتت ؟ !
رد البيت الأبيض ردا
عنيفا على التايمز وصف قصتها من بين ما وصف بـ Hindsight
with Blinders on ،
لكن الرد الذى فى الصميم حقا جاء هنا من
الفوكس نيوز ، التى تعقبت فيه ما كتبت التايمز نفسها فى 1999 ، حيث شهدت
بلسانها على حقيقة أن كلينتون هو الذى استخدم كل أساليب البلطجة الممكنة لتمكين
شركات الإقراض العقارى بكل تلك السلطات والأموال الفيدرالية !
… حقيقة لا أعرف لماذا أميركا بطيئة الفهم لهذه الدرجة ؛
بالفعل هناك شىء عصى على الفهم ، بالننسبة لى على الأقل . لا أدرى لماذا
تكون الأشياء واضحة وضوح الشمس لمراقب بسيط مثلى ( تصادف مع انفجار الأزمة
المالية أن كان أول من تفوه بكلمة كلينتون ) ، بينما لا يلحظها أحد هناك
إلا بعد شهور ؛ شهور كانت للأسف مكلفة جدا . تلك ليست أشياء هامشية ،
والثمن الذى تكلفته أميركا من وراء بطء فهمها هذا ، هو ‑على الأقل‑
البيت الأبيض نفسه ، الذى احتله عبد أسود ماركسى لينينى عربى مسلم من مجرمى
العالم السفلى لشيكاجو ! ] .
…
والآن إلى المغالطة
الكبرى : يقولون إن ترك الدولة الحبل على الغارب للسوق الحرة هو سبب الانهيار
المالى الحالى . الإجابة : إن تدخل الدولة هو سبب الانهيار المالى
الحالى . لو ترك كلينتون والكونجرسات الديموقراطية المتوالية الحبل على
الغارب للسوق لما حدث شىء بضخامة ما نراه الآن ، وربما ما حدث شىء
مطلقا . لكن تشجعيهم ودعمهم المتواصل لشركات الرهن العقارى ، هو الذى
خلق أصول قائمة على غير أسس اقتصادية محضة ، إنما دخل فيها ما يسمى بالبعد
الاجتماعى ، وهذا هو الفساد عينه ، وخاتمته التى لا فكاك منها هى
الخراب !
…
مغالطة أخيرة : الأقل
ديماجوجية يقولون كان من الواجب على ولاية بوش أن تتنبأ بالأزمة .
الإجابة :
أولا : الواقع يقول إنه ليس
بوسع الحكومة ‑ولا المؤسسات الخصوصية الأكفأ منها بكثير‑ التنبؤ
يشىء .
ثانيا : لو كان بوسعها
التنبؤ فليس بأكثر من تنبؤ عمومى بأن الفقاعة تقارب الانفجار ، لكن التنبؤ
الدقيق شىء مستحيل .
ثالثا : لو كان بوسعها
التنبؤ ، فليس بوسعها وقف مسار التباطؤ .
رابعا : لو كان بوسعها وقف
مسار التباطؤ ، فما يجب عليها فعل هذا .
خامسا والخلاصة : نظام
السوق الحرة ‑أو بالأحرى السلوك الإنسانى العاطفى فى التعامل مع نظام السوق
الحرة‑ يستلزم بالضرورة وقوع دورات للكساد ، وإلى أن يحين يوم ترث فيه
الروبوتات الأرض ويسير اقتصاد الكوكب على نحو أكثر علمية بكثير ، علينا أن
نتحمل ‑بل نرحب‑ بدورات الكساد لأنها ببساطة آلية رائعة للتخلص من
فضلات الاقتصاد ( ربما ليست رائعة من منظور الحواسيب
الذكية ، لكنها رائعة جدا بالنسبة لحقائق الانحطاط
الإنسانى ) .
…
ملحوظة ثانوية أخرى : قد يكون الركود أو التباطؤ فسحة ممتازة من الوقت لضرب إيران
وروسيا وما شابههما ، دونما خوف كبير على انقطاع امدادات النفط عبر مضيق هرمز
أو خطوط أنابيب القوقاز ، فالمؤكذ أنه لا حاجة كبيرة لدى الحضارة للنفط فى
الفترة المقبلة ، والأهم أنه بانتهاء فترة المصاعب الاقتصادية بالكامل ،
ستكون أصلا السيارات قد بدأت تجرى بالطاقة الكهربية
( انظر م الآخر ( 60 ) ! ] .
[ بعد نحو شهر وفى
جلسة استماع بالكونجرس اعترف جريينسپان بوجود ‘ هفوة فى النظام أصابته
بالصدمة ’ . طبعا الإعلام طبل وزمر وهلل على الفور ، وهرول
لبث الخبر دون أن ينتظر لسماع بقية الكلام .
حدد الرجل كل المأساة فى مكان صغير جدا دقيق لحد الإذهال لدرجة تستعصى على
العقل : البرنامج الحاسوبى لحساب المخاطر فى شركة التأمين AIG ( سأفصلها لك الآن ) ، لكنه فى
المقابل مقنع جدا ، لأنه يبين لنا لأول مرة لأية درجة باتت الأمور على درجة
هائلة من الاستعقاد ، ويكشف الجهود الهائلة التى تقوم بها البنوك وشركات
التأمين المحترمة لتطوير أدوات النظام الرأسمالى ، ويوحى ضمنا أن بالتالى
فرصة أن تخطئ الحواسيب ( أو أن يخدعها أحد ) مرة أخرى هى فرصة شبه
معدومة !
حسب جريينسپان فحوى
سيناريو ما جرى هو ما يلى :
1- كل
شىء كان سيصحح نفسه لو لم تقبل AIG التأمين على الأوراق الفاسدة ( ونكرر : الأوراق الفاسدة
موجودة طوال الوقت ولا ننزه عنها الرأسمالية للحظة ، فقط الفارق بينها وبين
الاشتراكية أن جميع أوراق الاشتراكية فاسدة بلا استثناء ، وأن لا وجود ‑ولا
رغبة أصلا‑ فى أدوات لكشفها أو إعدامها فيها ) .
2- لأن
AIG هذه شركة رائدة سباقة فقد نمت نموذجا حاسوبيا
متقدما لحساب المخاطر .
3-
المشكلة أن هذا النموذج مبنى على بيانات العقدين الأخيرين فقط .
4-
العقدان الأخيران هما فترة انتشاء !
وهذه مقتطفات حرفية
مما قال :
I made a mistake. Those of us who have looked to the
self-interest of lending institutions to protect shareholder's equity (myself
especially) are in a state of shocked disbelief.
Derivatives by and large are working well. The exception
is credit default swaps, insurance like products that were at the heart of
problems at American International Group.
They had a serious problem. The best insights of mathematicians and finance
experts supported by major advances in computer and communications technology
had a fatal flaw. The whole intellectual edifice collapsed in the summer of last year because the
data inputted into the risk management models generally covered only the past
two decades, a period of euphoria.
… السؤال الذى نطرحه
هنا : ما الذى قالته حواسيب الحكومة فى تلك الأثناء ؟
الإجابة : ليس لدى الحكومة
حواسيب أصلا !
كل ما لديها هو موظفون
بيروقراطيون وكونجرس ديموقراطى لا هم لهم إلا نهب عرق البنائين من أجل ضخ الأموال
تلو الأموال فى فانى ماى وفريدى ماك كى يعاد انتخابهم فى المرة القادمة !
إن فحوى شهادة
جريينسپان إن كل شى كان سيصحح نفسه لولا هفوة ما ، لكن اسمح لى أن أوكد عليك
بأن هذا التصحيح هو المبدأ الأساس لحرية السوق ، بمعنى أنه يستطيع ‑ودون
الحاجة أصلا لبنوك مركزية سلبية التأثير‑ أن يحدد بنفسه سعر الفائدة المناسب
وأسعار الأسهم المناسبة وكل شىء المناسب ، بما فيه أن يفرز البيض الاشتراكى
الفاسد حسب تعبيراتنا ، ذلك أنه ما أن يخطئ أحد التقدير ‑بنك يعرض
فائدة أقل أو أكثر مما يجب ، أو شخص يود بيع أسهم بسعر منخفض أو شراء أخرى
بسعر مرتفع‑ حتى ينقض عليه الباقون فإما أن يصحح نفسه سريعا أو يتمادى
بالخسارة ، وهذه هى عبقرية قوى السوق التى فى رأينا ورأى الكثيرين لا تضاهيها
عبقرية على وجه الأرض ! ] .
Farewell, Wall Street! Welcome Back, Rockefeller Days! |
[ تحديث :
21 سپتمبر 2008 : هأ ! لقد تحققت النبوءة على كل فحشها وجموحها ،
بل وحتى رغم عرض چورچ دبليو . بوش 700 بليونا هائلة غير مسبوقة لإنقاذ الديون
السيئة !
جولدمان ساكس ومورجان ستانلى ‑من
تبقيا من البنوك الاستثمارية المهمة‑ قررا فى مفاجأة كبرى اليوم التحول لبنوك تجارية ، أو للدقة كل منهما لشركة
قابضة تملك مجموعة من البنوك تخضع للقوانين المنظمة لنشاط البنوك التجارية ،
وهى شروط شديدة الصرامة من حيث مستوى رأس المال وحدود المخاطرة … إلخ ،
ولا وجه للمقارنة بينها وبين الحرية المطلقة للبنوك الاستثمارية !
يا للهول ! هذه لحظة أكثر
من تاريخية ، تقلب ليس فقط عقدين من الاقتصاد الفقاعى القائم تمويليا على
بنوك الاستثمار بالأساس ، بل ربما تاريخا كاملا عمره يقارب قرنا ونصف منذ ظهور البورصات
أصلا . المذهل أن هذين البنكين بالذات ‑وهما الأكبر إطلاقا‑ لم
يكونا فاشلين أو فاسدين بالضرورة ، بل ببساطة باردة قررا بما لا يخلو من
فروسية كتابة شهادة الموت للنمودج برمته ، بعد أن ثبتت سهولة استغلاله بواسطة
الصغار من أصحاب المال الردئ والعقل الردئ !
لقد انقضى عصر البنوك
الاستثمارية والبورصات ، وها نحن فى طريق العودة للأيام الجميلة الخوالى حين
كانت اليد العليا للعلم والخبرة والتخطيط لأبد الدهر ، لا للرعاع والانفعالات
وتعريف المستقبل بأنه عشر الدقائق القادمة !
( للمزيد عن قانون جلاس‑ستيجول Glass-Steagall Act ( 1933 ) الذى حظر على البنوك التجارية الدخول فى أنشطة
استثمارية ‑أى تملك أسهم فى الشركات ، وعن التخفف فى تطبيقه مع بداية
عهد عهد كلينتون ، وهل كان لمفاهيم الاقتصاد الإسلامى دخل فى التوسع فيه من
خلال شخص الوليد بن طلال وصداقته مع ساندى وايلل رجل كرسى السيتى جرووپ ،
الأمر الذى سرعان ما أفضى لإفلاس شركات عملاقة مثل وورلد كوم وإنرون ، وكانتا
الإرهاصة للتداعى الشامل الذى ها هو يحدث الآن ، للمزيد حول كل هذا انظر
روايتنا سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) . وكيوپيد العنوان هذه كما لعلك تعلم ، هى
بنك استثمارى مصرى يحاول أن يشتغل على أعلى درجة احترام ممكنة فى عرف البنوك
الاستثمارية ، لكن يلاحقه طوفان الأموال العربية القذر حتى يكاد يدمره .
طبعا الرواية حذرت بشدة ودقة مما
نراه يحدث الآن ، وبينت أن المهم المحتوى لا المسميات ، وأن بالتالى وول
سترييت المعاصرة الفاسدة هى فى جوهرها تحول من الرأسمالية الغربية الكلاسية إلى
الرؤية العربية الإسلامية للسوق ‑ولا أقول للاقتصاد فالإسلام لا يعرف أصلا
هذه الكلمة ، إلا أننا الآن نقر أن الواقع قد فاق التخيل وها نحن نشهد فى
خلال مجرد عام ونصف من صدور الرواية اندثار نمط البنوك الاستثمارية برمته
أصلا ! ) ] .
Numbers to Remember:
|
[ تحديث : 29 سپتمبر 2008 : موقف تاريخى عظيم لشباب
الحزب الجمهورى بالكونجرس ( يسمون أحيانا بأولاد نيوت جينجريتش ) :
أجهضوا اليوم
مشروع قانون عودة الشيوعية لأميركا الذى تقدم به الرئيس بوش ، لحماية البنوك
الاستثمارية الفاشلة بتمويل من دافعى الضرائب ، وعلموا كل العالم الدرس
القاعدى رقم 1 للرأسمالية الذى ربما نسيه فى خضم قرون من طوفان التعميات
والتضليللات اليسارية :
الرأسمالية ليست مصلحة
الأكثر ثراء ، إنما مصلحة الأكثر كفاءة
… أعدى أعداء
الرأسمالية ليس الفقراء ، إنما الفاشلون والكسالى
… الرأسمالية ليس اشتراكية الأغنياء ،
إنما دغل لا يرحم أحدا
وأخيرا : لا يوجد شىء
اسمه اشتراكية الرأسمالية ، ذلك أن ليست كل الشعوب أو الطبقات مؤهلة
لدخولها .
… ربما أفلح المتخلفون
فى تحويل الجلوبة مؤقتا لاشتراكية للتخلف ، لكن لا يزال البديل الوحيد أمامهم
هو الانقراض !
لذا ليس مذهلا بالمرة
أن الديموقراطيين هم من صار الأغلبية الساحقة لمن أيدوا مشروع بوش ، والعكس
بالعكس ، والسبب واضح أنه مشروع يسارى تفصيل على مقاسهم ، ليس فيه من
مبادىء الحزب الجمهورى ولا الرأسمالية التنافسية شىء ، أو حسب قول چون ماكين
تعليقا على ما حدث أنه نجح فى زيادة عدد مؤيدى المشروع من جمهوريى مجلس النواب من
2 إلى 65 !
على أية حال ،
أنا شخصيا كنت أعتقد أن مشروع ‘ كفالة ’ السبعمائة بليون سوف يمر ،
بسبب روح التراضى السائدة وخوف السياسيين من تحمل اللوم على فترة كساد
قادمة ، لكن ما حدث كان أصغر وأتفه بكثير . أثبتت نانسى پيلوسى أثبتت
أنها معدومة الكفاءة ، بحيث راحت ترسل مشروعا للتصويت دون أن تعرف نتيجته
( وإلا ما الهدف أصلا من التصويت عليه قبل إجراء المزيد من النقاش والتراضى
حوله ) ، أو ‑وهو ما حدث وهو التافه حقا‑ أنها ألقت خطابا
مطولا مستفزا أرادت به كسب بعض النقاط السياسية الرخيصة لنفسها ولحزبها وللعبد
الأسود المسلم مرشحها للرئاسة ، فإذا بها تثير غضب ما يقال إنهم 12 عضوا
جمهوريا كانوا كفيلين بقلب الكفة فوق رأسها ورأس الحزب الديموقراطى والشيوعية
العالمية جميعا !
بالمناسبة تسمية ‘ كفالة ’ bailout هذه ،
التى توحى بأن بليونيرات وول سترييت قد قبض عليهم وأن على أموال الضرائب أن تخرجهم
من السجن ، فهى ليست الاسم الرسمى ( الذى هو Troubled Asset Relief Program ) ،
بل هى لفظة اخترعها اليسار على عجل وبلا تدبر قبل أن يقرأ أو أن يفكر ، فقط
ليجهضها لمجرد النكاية بالرئيس بوش ، لكن ها هى التسمية التى صنعوها استحالت
حبلا يخنقهم هم أنفسهم ، يوم اكتشفوا بعد فوات الأوان أنها أطروحة شيوعية
أكثر مما تخيلوا ومما حلموا !
إذن ، المشروع
سوف يمرر على نحو أو آخر ، لأن العلم والمبادىء والتفكير بعيد المجرى هى آخر
ما يفكر به أغلبية الناس ، فما بالك بالسياسيين ، لذا لا نملك هنا سوى
تكرار وتكرار التحية لأبطال الجيل الجديد للحزب الجمهورى ، ممن يفضلون أن
يكونوا صائبين علميا على أن يكونوا صائبين سياسيا ، أن يخططوا للبناء الجاد
وللمستقبل الحقيقى على أن يفوزوا بأوراق التصويت وبتصفيق الرعاع ، وقد
رأيناهم قبل قليل لدى قانون الهجرة يضحون بأصوات اللاتين بدلا من أن يضحوا
بالحضارة الأميركية ، هذا لو تواصل تدفق هجرة هؤلاء ، وهكذا ما لا يحصى
من المواقف . وأنا شخصيا لا أدرى لماذا لم يستجب لهم الجيل الأقدم فى الحزب
لدعوتهم أن هزيمة 2004 هى لحظة تاريخية لتحويل مسار الحزب نحو مبادىء الاقتصاد
الحر الحقيقى وإلغاء دور الدولة وأن المشروعية الوحيدة للضرائب هى شن
الحروب ، هذا بفرض أن لها مشروعية أصلا ، أو بفرض أن الشركات لا تستطيع
شن الحروب مباشرة بنفسها دون الحاجة لوسيط بيروقراطى اسمه الحكومة
الأميركية . حتى اختيار چون ماكين مع شديد احترامنا له ولليبراليته
الاجتماعية المستنيرة ولأنه لن يتوانى خارجيا عن ضرب قوى الشر والتخلف عبر
العالم ، إلا أن ترشيحه كان انتصارا للجيل القديم الأميل اقتصاديا للوسط منه
للرأسمالية التنافسية الحقة .
فى كل الأحوال
نقول : فى
النهاية لن يصح إلا الصحيح ؛ هذا ما نراه يحدث الآن وهو علمتنا إياه أمنا
الطبيعة على مدى 14 بليون سنة !
…
بالطبع سجل داو چونز
هبوطا قياسيا ، أسوأ هبوط فى تاريخه من حيث عدد النقاط ( 777.7
نقطة ) ، أى ما يوازى 1.2 تريليون دولار فى يوم واحد ، وهو أيضا
سجل قياسى .
…
Spend, Spend, Spend; Tax, Tax,
Tax; Elect, Elect, Elect!… Promise, Promise, Promise; Wrap, Wrap, Wrap; Fuck, Fuck Fuck! |
هامش : إليك المفاجأة
الكبرى : نحن الآن اشتراكيون أكثر مما تتخيل : فى 1929 لم تتدخل الحكومة
على وجه الإطلاق وتركت قوى السوق تفعل ما تشاء ، والتدخل جاء بعد عدة سنوات
بوصول الرئيس الشيوعى فرانكلين رووسيڤيلت للحكم وما أسماه ‘ بالصفقة
الجديدة ’ ، المبنية بالأساس على مبادىء الاقتصادى الأكثر شيوعية
( أو حسب اسم الدلع economic interventionist ) ،
چون ماينارد كينز أن تخلق الحكومة الوظائف من خلال تكليف الناس بحفر حفر ضخمة ثم
تكليفهم بردمها ( هل تتخيل هراء أكثر من هذا ، لكنه ما حدث
فعلا ؟ ! طبعا فشلت الفكرة ولم ينقذ العالم من الكساد إلا قراره الدخول
فى حرب عالمية هائلة طفرت بالتقنية وقللت عدد السكان ) هذا عن 1929 ، أما فى كساد 1873 فلم يكن أمثال
رووسيڤيلت وكينز قد وجدوا أصلا ! الكارثة أن ربما سيأتينا كساد 2008
بأوباما بن لادن الذى يفوق رووسيڤيلت وحتى كينيدى بما لا يقاس ،
وبالتالى لن يبقى أمامنا سوى انتظار هتلر جديدا كى ينقذ العالم !
( بصراحة أحس أحيانا بالتجنى على كلينتون حين أصفه بالشيوعى ، فهو شديد
الوسطية إذا ما قورن بالبراق حسين أبى أمه بن لادن ! ) .
الأموال موجودة طوال
الوقت ، والمشكلة الربح ،
درس بسيط يقوله لك يوميا أصغر صاحب بيزنس .
… لا علاقة لازدهار الاقتصاد بتوافر رأس المال أو بإغراق الشركات بفيض أموال
حكومية ،
إنما بقدرة تلك الأصول المالية على تدوير نفسها بطريقة إيجابية وبناءة اقتصاديا
ومجتمعيا
( نسميها مجازا تحقيق الربح ، علما بالطبع بأنها عبارة ستغضب قطعا شخصا
كپيتر دراكر ) !
الحزب الديموقراطى الأميركى
يعلم جيدا أن زيادة الضرائب ‑التى هى بالفعل الأعلى تقريبا فى كل العالم‑ستؤدى
لدمار الاقتصاد الأميركى وهرب الاستثمارات الجادة . هذا يسعدهم لسببين ،
أنهم يريدون أن تبقى فقط الأموال العربية القذرة وما شابهها كى يضاربوا بها فى وول
سترييت ، الثانى أنهم سيكونون أكثر ثراء وازدهارا لو حكم تشاڤيز أو
پوتين أو أيمن الظواهرى العالم ، أو هكذا يعتقدون !
[ كتبت هذا لمجرد النقد غير المباشر لخطة بوش لانقاذ مؤسسات
التمويل ، ولم أتخيل قط أن بعد أيام
سيحاول الديموقراطيون إحياء ‘ الصفقة الجديدة ’ حرفيا ، فيما أسموه
بخطة نحفيز الاقتصاد ، فحواها ضح مئات البلايين فى مشروعات للطرق والكبارى
والسدود وما شابه من خطط الحفر والردم التى لم يطلبها أحد ، وطبعا سيأتون
بالأموال من خلال المزيد من جباية ضرائب والمزيد من قتل البيزنسات الناجحة أو
الواعدة ، ماذا غير ذلك ؟ إنه شعارهم أبد الدهر : Spend, Spend, Spend; Tax, Tax, Tax; Elect, Elect,
Elect! أو
بصيغة أخرى Promises, Promises, Promises! ! ] .
…
A Bit of Hope, at Least …and maybe the Last! |
… ويظل السؤال : ما
المستقبل ؟
لا
شىء ! السوق الحر ها هو يصحح نفسه بنفسه بجرأة وكفاءة مذهلين . سوف يطرد
الأعضاء الفاسدين ، وسوف يعود كل شىء لأفضل مما كان عليه ، بعد فترة
كساد مؤقتة وغالبا قصيرة . التقنية تتقدم وهى العامل الحاسم لا فى الاقتصاد
وحده بل فى كل قصة التاريخ الطبيعى ، بل أيضا ‑للعلم‑ النظام
المالى الأميركى لم ينهر ، ما انهار هو فقط وول سترييت ، وتحديدا
انحرافات العقدين الأخيرين ( الكلينتونية الإسلاموية لو شئت ) ،
وليس أصله العظيم كما أراده چيه . پى مورجان بعيد الحرب الأهلية !
لقد
ذهب إلى غير رجعة ‑فيما نأمل ونعتقد‑ نمط البنوك الورقية المسماة
بالاستثمارية ، نمط التمويل عبر البورصة وتوريق الديون وتوريق التوريق وتوريق
أى شىء فى الدنيا ، تحت مسمى المشتقات ومشتقات المشتقات بحيث لا تعرف أبدا
فيم استثمرت بالضبط ، لا سيما وأنها سوق يقال فى أكثر التقديرات تحفظا إنها
تجاوزت نصف
الكوادريلليون دولار والبعض يصل بها لأربعة أضعاف أى 2 كوادريلليون
دولار ، وهى أعداد يشعرك بكم هى ملاليم أو نكتة تلك الأرقام التى يتجادل
حولها الكونجرس كل هذا التجادل !
حطها
حلق فى ودنك : الحكومات لا تملك سوى ملاليم لو قارنتها بأحجام
الاقتصادات ، والاتكال عليها كالاتكاء على حيطة مايلة ( كم تساوى مثلا
احتياطيات البنك المركزى المصرى ، إذا ما قورنت بإيداعات الناس فى البنك
الأهلى المصرى وحده . الحكومة الأميركية ليست أفضل حالا ، صدقنى !
بل بالتأكيد هى ليست أفضل حالا ! ) ، ما نقصده أن لا مفر من وجود
الثقة حتى لا يتكالب الناس على سحب أموالهم أو ينهار الجهاز المصرفى ، وحتى
لا ينهار الجهاز المصرفى يجب أن تكون له ولكل المؤسسات الاقتصادية سمعة حقيقية
صادقة وعميقة ، وهذا لا يتأتى إلا بغربلة الفاسدين والفاسدين أولا
بأول .
… الأخبار
السيئة أن الحكومات لن تجدينا شيئا فى مثل هذه الأزمات . الأخبار الجيدة أننا
لسنا فى حاجة لها أصلا !
فى
الرأسمالية لن يمنعك أحد من دهان الهوا دوكو أو بيع الترامواى لعابرى
السبيل ، أو وضع بعض التفاح الفاسد فى الكيس طالما أن الهدف النبيل للمشتقات
هو تقليل المخاطر .
( هنا نستطرد : للأمانة ، فكرة المشتقات لا غبار عليها فى حد ذاتها ، وكانت من الأشياء التى تحمس لها آلان
جريينسپان مهندس السياسة المالية لأميركا والعالم
لعشرين سنة ، وأحد أعدى أعداء الرقابة الحكومية على أحد . طبعا لم تكن
المشتقات بهذا الحجم قط قبل خمس سنوات فقط ، بل لم تكن ذات جماهيرية
أصلا ، حيث لا تفضلها وول سترييت الساعية للمخاطر لا إلى تفاديها ، لكنها
أعادت اكتشافها وفرحت بها بعد ما تورطت فيه من رهونات العقارات ، بيضة
كلينتون الاشتراكية الفاسدة ، فاصبحت المشتقات تصنع للديون الفاسدة
تحديدا !
المشكلة الأسوأ أنك لا تعرف لأى
مدى هذا الرقم الكوادريلليونى حقيقى ، لأن الأمر
يشبه اقتراض مليون دولار من بنك ثم إيداعها مرة أخرى فى بنك آخر وهلم جرا حتى تصبح
بلايينا . أيضا ربما تشبه فكرة الرفيق
نجيب سوروس فى جعل أوراسكوم تليكوم المصرية مملوكة
بالكامل لشركة أخرى فى مقاطعة أوروپية ، ثم بدورها ‑هذه الأخيرة‑
مملوكة لأخرى فى مقاطعة أخرى ، وهكذا . هناك حكمة أو سر لا يفهمه إلا
الرفيق نجيب سوروس ، ليس الضرائب لأنها إن لم تزدها فلن تنقصها ، وليس
الخوف من التأميم فى مصر ، لأن تلك دول صغيرة ‑وأحيانا مقاطعات‑
لا حول لها ولا قوة . ذات الشىء بالنسبة للمشتقات الفاسدة ، الفكرة فيها
خلق وهم زائف بالضخامة ، وإجهاد كل من يحاول تحرى حقيقة موقفك المالى .
لا أعرف ما هو الاسم العلمى لهذا ، لكن دعنى أسميها على طريقة معادلات
الجبر ، مشتقات من الدرجة الرابعة
أو الخامسة ، بينما المفروض فى المشتقات المحترمة ألا تزيد عن الدرجة الأولى ، كمثال أضربه من عندنا ، الورقة التى تعبر عن مؤشر كيس 30
مثلا ، التى تحوى مباشرة وبنسب معروفة شركات محددة على الأرض معروفة كلها
بالاسم ، ومعروفة أوضاعها وميزانياتها وكل شىء عنها ، وفى دقائق يمكنك
حساب القيمة الحقيقية لتلك الورقة . ليس معنى هذا أنها بالضرورة كلها شركات
ممتازة ، لكن أننا نعرف بالضرورة كل كبيرة وصغيرة عنها ) .
هنا
نعود للسياق : إذن ، لن يمنعك أحد من تحقيق الربح السريع فى ظل
الرأسمالية ، أو أن تدس بعض بيضك الاشتراكى الفاسد داخلها ، لكنك حتما
فى هذه الرأسمالية لا تستطيع الفرار أبدا من خاتمتك العادلة المحتومة ، ذلك
أنها ‑أى السوق الحرة‑ تستطيع دوما التفرقة بين النبل الاشتراكى المزعوم
والنبل الحقيقى الأسمى من نوعه لقانون الدغل . أما عنا نحن ‑الأفراد و
المستهلكين وصغار المستثمرين … إلخ‑ فضمانتنا الوحيدة هى عقولنا .
لا نريد تشريعات تحمينا ولا بيروقراطية تدعى الوصاية علينا ، ذلك أننا نعرف
طريقنا جيدا وسط سوق نعرف أنها مليئة كل يوم بالنصانين والمحتالين ، ممن لم
ولن تردعهم يوما كل قوانين الدنيا . نحن نشترى السلع من الشركات ذات الأسماء
الكبيرة المعروفة ، ونودع أموالنا فى البنوك الكبرى ذات التاريخ والسمعة
الممتازين ، وأقصى حماية نريدها هى ما قد نصنعها بأنفسنا أو ما تعرفه من
جمعيات أو شركات تقويم ورقابة محايدة مشهورة تتحرى تلك المؤسسات والسلع وتقدم لنا
فيها النصح . من فعل هذا لم يتأثر تقريبا بهذا ‘ الكساد ’ أو
بغيره !
فى
مقابل كل هذا فإن ‑للعلم أيضا‑ البنوك التجارية ‑لا سيما
المتميز منها‑ لا تزال تملك أموالا طائلة وكذا ثقة هائلة من الجمهور ،
وبحكم تركيبتها البنيوية تملك أيضا القدرة على تمحيص الأمور وعلى الرؤية بعيدة
المجرى . حتما هذه الأموال سوف تضخ قريبا فى شرايين الاقتصاد وإن بأسلوب جديد
أكثر علمية وتخطيطا بما لا يقاس ( يضاف طبعا لهذا ما لدى الشركات الصناعية
والخدمية الكبرى نفسها من أرصدة سائلة لا تكاد تعرف كيف تستغلها ) .
غالبا
باختصار إذن ، سوف نعود لنظام التمويل القديم البسيط الجميل الشفاف
والمباشر ، نظام البنوك التجارية ( الربوية اليهودية الشايلوكية الخالصة
لو شئت ) ، بل ربما تلغى فكرة البورصة نفسها ، فهى ليست من أصل
الرأسمالية ، وما هى إلا استجلاب للدهماء لأنشوطة صنع القرار ، كل فيما
لا يفهم فيه !
…
الحكمة العامة المستفادة من
هذه الأزمة هى أن كعب أخيل الوحيد للرأسمالية هو سماحها بتسلل النهابين
الاشتراكيين والاستحلاليين الإسلاميين لداخلها ، وهو ما حدث فى وول سترييت
عبر العقدين الأخيرين .
الفكرة الأصلية فى
الرأسمالية لا تزيد شيئا ولا تنقص عن القانون البسيط والأسمى لأمنا الطبيعة والذى
أوصلنا عبر 14 بليون سنة إلى ما نحن فيه من تقدم : الصراع المفضى للنخبوية elitism والاستعقاد sophistication والتطور evolution ، وليس التوسع فى تنمية الدهماء أو العطف على
الغلابة والمساكين والفاشلين .
لا بأس بنمو الطبقات والشعوب
الفقيرة والمتخلفة ، لكن فقط بشرط إذا ما حدث وارتقوا من تلقاء نفسهم لما
يؤهلهم دخول حلبة التنافس مع الكبار وبنفس ساطرات لعبتهم ، وليس بتخفيف وطأة
الصراع رحمة بهم أو مساعدة لهم . كل تنمية من هذا النوع تفضى على
الأقل لفقاعة كارثية كالتى نراها الآن بسبب تشجيع تملك العقارات لكل من هب
ودب ، ذلك إن لم تفض لانهيار مبرم ونهائى للحضارة ككل ، تماما كما تسبب
فى هذا غزو العبيد السيكولوچى والمادى معا لروما ، ثم بلطجة وابتزاز طبقة
الشغيلة للثورة الصناعية الإنجليزية ، وها هو الدور قد حان اليوم باستخدام
نفس الستراتيچية على الحضارة الثالثة الأميركية .
نحن هنا لا نضيف جديدا ، إنما طالما نادى موقعنا
‑ولا سيما رواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 )‑
نادت بوضوح بتنمية نخبوية بطيئة ومن ثم مستدامة .
ذات الشىء بالنسبة للجلوبة :
الفقاعة التى لا يتحدث عنها أحد هى فقاعة الجلوبة . تم التوسع فى الجلوبة لكن
عبر سلسلة تنازلات ضخمة تجاه القيم الأوروپية والصينية والروسية والسعودية
… إلخ ( ناهيك عن الأفريقية ) ، حتى وصلنا أخيرا بمنظمة
التداول العالمية ليس فقط للشلل التام ، بل إلى أنها أصبحت تنادى بعكس ما
نشأت من أجله .
لم تصبح الجلوبة غزوا اقتصاديا وثقافيا من طرف واحد
كما تصور البعض من أصحاب الصوت العالى ، إنما تحولت باسم الديموقراطية
والتساوى بين الشعوب والدول ، إلى نوع من اشتراكية عالمية للمذاهب والأفكار و‑حسنا‑
للتخلف ، أى لنوع كارثى من الوسطية والانحطاط والموات الأنتروپى طالما
استشعرناه وحذرنا منه بشدة فى الرواية المذكورة وغيرها .
الرأسمالية ليست فى حاجة لأى تدخل حكومى كى تصلح من
نفسها وتفرز وتعدم البيض الفاسد أو ما يسمى بلغة السوق القمامة junk التى لا تساوى ثمن الورق الذى طبعت عليه ، الموجودة دائما أبدا
كأسهم وسندات ورهونات وكل شىء ، لكن بفضل آليات السوق الحرة يتم إفرازها طوال
الوقت كما يقوم أى جسم حى بإخراج الفضلات ، إلا أنه لو هناك تدخل حكومى
وحيد فلا يجب إلا أن يكون لزيادة وطأة التنافس والإسراع بالإجهاز على الضعفاء
والفاشلين
( اقرأ مثلا رأينا فى تجربة الچنرال پينوتشيه هنا ) .
] .
[Note: When the final numbers were calculated, the lowest point turned out to be 9,503.10 not 9,525.32, so the drop is even worse: 822.28 points or 7.96%] Just Another Black Monday: Remember Manic Flashdance? |
[ تحديث : 6 أكتوبر 2008 : الاثنين التالى
( الذى لم يأت أقل سوادا بدوره ! ) : ببساطة ثبت فشل الخطة
الحكومية ، وستظل الأسهم تهوى مع كل خبر جديد لإفلاس بنك استثمارى أو شركة
تمويل عقارى . اليوم جاء الخبر من أوروپا ، ولا نعرف من أين سيأتى غدا
أو بعد غد !
هكذا اتضح
أن المشكلة لم تعد رهونات عقارية مسمومة كما تسمى هناك ( ومشمومة كما تسمى
عندنا فى مصر ) ، إنما فترة تغيير كامل للدفة ، يعيد العجلة عشرين
عاما للوراء ( إن لم يكن أكثر كما سبق وشرحنا ) ، لنرجع لنظم التمويل
الأكثر كلاسية وأكثر علمية ( صفرية الفهلوة لو شئت ) . لن ألفظ
كلمة كساد ، فهى غير صحيحة ولن تكون ( يجب أن يكون النمو سالبا حتى نلفظ
كلمة كساد أو ركود أو تباطؤ أو انكماش ) . ليس هناك شح فى منابع التمويل
وإن توقفت عجلته ، ليس هناك عقم فى التقنية ، بل واقعيا لا يزال
الاقتصاد الأميركى حتى اللحظة ينمو بنسبة غير بعيدة عن الأفضل فيما تعيه
الذاكرة . حتى البطالة فقد سبق وقلنا فى م الآخر ( 34 ) ( ومن قبلها فى
روايتنا سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ومن قبلها بعقود كتابنا حضارة ما بعد‑الإنسان ) إن
علينا ‑كاقتصاديين وأيضا كمستثمرين صغار‑ أن نعتبر من الآن فصاعدا
معيار نجاح أى اقتصاد ما ينتجه من بطالة لا من تشغيل ، لأن البطالة هى أفضل
معيار للتقدم التقنى الذى هو اسم اللعبة فى الاقتصاد ، إن لم يكن فى التاريخ
الطبيعى نفسه .
بالمثل
نعترض على معيار أن عودة البنوك للإقراض هو مقياس لانتهاء الكساد ، فالائتمان
ببساطة لن يعود لسابق عهده ولو بعد مليون سنة ، لأنه أصلا كان خطأ كبيرا
ودرسا تعلمناه !
إذن ،
لن نقول كساد أو ركود ، لكن ينتظرنا بلا شك فترة تباطؤ ‑أى معدلات نمو
أقل‑ ربما تمتد لمدة ستة شهور أو لعام ( أو أكثر ، من
يدرى ) . لن نكرر أن المجرم الوحيد المتسبب فيها هو السياسات الشعبوية
الفاسدة والمفسدة التى اكتسبت زخما هائلا فى عهد الأفاق بيلل كلينتون ، ولا
تزال ثقافتها متغلغلة فى الأدمغة حتى اليوم ، لكن فقط نسأل : هل كنا فى
حاجة لعاصفة اقتصادية هائلة كهذه كى تيقظنا ؟ ] .
[ تحديث : 3 أپريل 2009 : بعد
نحو ستة شهور مما كتبناه هنا إليك هذه المتابعة الخاصة جدا :
هذا يوم تاريخى لحضارة ما بعد‑الإنسان :
فى هذا اليوم أعلن أن أرقام البطالة
كسرت كل السجلات القياسية لربع القرن الأخير ،
لكنه اليوم نفسه الذى عاد فيه الداو چونز ليكسر صعودا حاجز الـ 8000
نقطة ويغلق فوقه !
… إذن الوعى يزداد بأنه كلما زادت أرقام البطالة كلما كان هذا مؤشرا على صحة
وقوة اقتصاد هذا الكوكب ،
… وربما كل كوكب
( بل نأمل أن يبزغ قريبا الوعى بأن الحل الوحيد والفعال لمشكلة البطالة
هو إعادة كل المهاجرين للغرب ‑منذ الحرب العالمية الثانية على الأقل‑
إلى من حيث أتوا ) !
…
نكرر ما كتبناه يوم كنا أول من أعلن انتهاء الكساد ( بعد مجرد ساعات من قاع 6 مارس 2009 ) ،
استنادا لاندماجات الصيدلة ولأنباء عن عودة البنوك للربحية :
1- تخلوا عن البطالة كمعيار للكساد ،
لأن الاقتصاد بعد‑الإنسانى عالى التقنية يكون صحيا ومزدهرا بقدر ما يحقق من
بطالة لا من تشغيل .
2- تخلوا عن ذلك المعيار الآخر لانتهاء الكساد وهو عودة سوق الإقراض ،
لأن الائتمان غير المسئول كان كارثة ، وبالتالى لن يعود لسابق عهده
أبدا !
3- تعريف الكساد تعريف رائع البساطة لحد الجمال يتعلق ‑ويتعلق فقط‑
بنمو أو تراجع الناتج الداجن الإجمالى ، ولا توجد معادلة واحدة تحوى من قريب
أو بعيد حدا ‑أو أية إشارة‑ لأرقام البطالة أو لقروض البنوك أو لأى
شىء شبيه آخر !
…
ثم قلنا :
يا سادة : شكل الأشياء القادمة سيختلف كثيرا عن شكل الأشياء فى عالم ما قبل
الكساد ،
وإلا ما كان الكساد قد حدث أو كان له مبرر أصلا .
فى ذلك العالم الجديد المقدام ستختفى ثلاثة أشياء على الأقل عرفها عالمنا الحالى
( أو تتغير تغيرا جذريا ) :
1- چنرال موتورز ( الديناصورات المختطفة نقابيا ) ،
2- سيتى جرووپ ( الاقتصاد الإسلامى القذر ) ،
و3- مليون شركة أخرى ( العمالة الكثيفة ) !
] .
‘Historic Dimensions!’ |
[ تحديث : 7 أكتوبر 2008 : هناك
نظريات كثيرة فى الهواء ، أفضلها بالطبع هو ما يستهجن مثلنا استخدام كلمة
كساد أو على الأقل يرفض المقارنة مع كساد الثلاثينيات المسمى بالعظيم ، أو حاول
مثلنا الرجوع للجذور التى تأسست عليها الرأسمالية الأميركية بعيد الحرب
الأهلية . بالفعل بدأ البعض
يحاول الرجوع لسبعينيات القرن الأسبق ، حيث أزمة اقتصادية عالمية عميقة بدأت
بازدهارة عقارية فى وسط أوروپا بفضل قروض سهلة ، تبعها عجز عن السداد ،
فارتفاع فى سعر الإقراض ، فانهيار لأغلب البيزنسات الصغيرة ، بل وبعض
البيزنسات الكبيرة التى لم يكن لديها سيولة تكفى . هذا جيد ، أو على
الأقل بداية للتفكير الجيد ، وبالفعل أنا أوافق أن وجه الشبه بأزمة 1873 ( هل تذكرها ؟ إنها التى قضت
على مصر الخديوى إسماعيل ، هذا الذى ‑مع تقديرنا الهائل له‑ جاءت
آماله فى عصر القروض السهلة ، دون أن يعنى هذا بالضرورة أنه لم يكن يستحق
الحصول على قروض ) ، الشبه بها أكبر كثيرا من الشبه بأزمة 1929
( ليس مصادفة أن أول شىء خطر ببالنا أعلاه مع بداية الأزمة هو أسماء
روكيفيللر وڤاندربيلت وكارنيجى ومورجان ) . المشكلة أن تلك الأسباب التى استند إليها هذا التحليل هى مجرد ظواهر
الأمور ‑بل أقرب لمجرد الحدوتة الدرامية لها ( رهونات عقارية أفضت لشح
فى القروض )‑ أقرب منه لأى تحليل اقتصادى .
الشبه الأساس فى تقديرى أنه كساد ‑أو ركود أو
تباطؤ أو سمه ما شئت‑ يحدث فى ذروة فوران ثورة تقنية جديدة . آنذاك
كانت الحرب الأهلية قد وضعت أوزارها ، وأميركا منفتحة تماما للسكك الحديدية
ولصناعات الصلب وميكنة المنتجات الزراعية … إلخ ( زائد النفط طبعا كقوة
محركة لهذه الأبدوعات الجديدة ) . لذا فنحن نفضل توصيف فترة
‘ كساد ’ من هذا النوع ، بأنها ‘ غربلة تقنية ’ أكثر من
أى شىء آخر : سيتغير وجه العالم تقنيا وبالتالى يحتاج لأدوات اقتصادية
متطورة . هناك قاعديات عظيمة جدا وواعدة جدا لدى أمثال روكيفيللر وڤاندربيلت
وكارنيجى يفتقد لها الباقون ، وكل الاضطراب سببه هو هذا : اقتصاد قديم
غير كفء حان وقت الإجهاز عليه . ( فى الواقع هذه بدرجة أو أخرى ،
هى قصة كل ركود ، و1929 نفسها لا تبتعد كثيرا ، إذ كانت صناعة السيارات
والطائرات هى الثورة التقنية آنذاك ، وفشل الكل فى مجاراتها لوهلة فكان ما
كان ، أما فشل ألمانيا فى سداد ديون الحرب فما هو أيضا إلا السبب الظاهرى
المباشر . الفارق الذى يجعلنا نميل للمقارنة مع كساد 1873 هو درجة عنفوان تلك
الثورة التقنية القوية جدا الثورية جدا ، والأشبه بما يجرى اليوم ) .
ما سيجهز عليه الآن فى ظل ثورة الاتصال والمعلومات والتقنية البيووية ، هو
فهلوة التوريق والإقراض لكل من هب ودب ، أما الشركات الصناعية والخدمية
الكبرى تحقق فوائض هائلة ولا تعانى من أية مشاكل تمويلية ( بل العكس هو
الصحيح ، فهناك دائما مشكلة فى نهاية كل سنة لدى مايكروسوفت وفايزر ‑وغيرهما
كثير من شركات الحوسبة والصيدلة وسائر التقنيات العالية‑ هى كيفية توزيع
الفوائض التى فشلت فى إعادة استثمارها ) .
ما الجديد فى هذا ؟ لا شىء ! فلتذهب كل
المشروعات المتوسطة والصغيرة للجحيم . هذا مكانها منذ يوم ولادتها ومنذ فجر
التاريخ ، أو على الأقل لا بأس بإقدام البعض على مثل هذه المخاطرة ، وقد
يذهلوننا أحيانا بنجاحاتهم ، لكن ليس من حق أحد أن يبكى أو يستجدى عندما
يكتشف أن فكرة وجود مشروعات متوسطة وصغيرة لا مكان لها عامة فى اقتصاد معاصر
جاد ، وأن دائما أبدا على كل إنسان أن يتحمل مسئولية قراراته . ذات
الشىء عن الفاشلين الكبار ،
فلتذهب ليمان براذرز لمزبلة التاريخ ، ولتذهب إليه أيضا چنرال موتور وكرايسلر
وفورد ( مع احترامنا لمؤسسيهما لا سيما هنرى فورد الذى كان يوما العداء بينه
وبين رووسيڤيلت أكبر بمراحل من عداء هذا الأخير لهتلر لا لشىء إلا لإيمان
العظيم فورد بالسوق الحرة ) ، فالواجب أن كانت قد ذهبت إليه منذ
الستينيات ، فلدينا ما هو أفضل بمراحل طيلة هذه العقود : تويوتا !
( ملحوظة لإحقاق الحق : الذهاب للجحيم لم يكن له يوما مع العملاقة
والرواد إلا سبب واحد : الحكومة ! ؛ قوانينها التى مكنت بلطجية ما
يسمى بالاتحادات أو النقابات من تركيع تلك المؤسسات التاريخية العظيمة ) مع ذلك ها هى مرة أخرى
أيضا مع فولسوم صاحب كتاب New Deal or Raw Dealهل تعلم أن تويوتا التى يقع مركزها فى أغلى بقعة فى
العالم تدفع لشغيلتها فى الساعة 40 0/0 فقط مما يدفع فى
چنرال موتورز ( 78 دولارا مقابل 35 شاملة كل
المزايا ؟ ! ) ؟ ! أى سفه هذا ؟ هل تصدق ذلك ؟
هل تعلم أن چنرال موتورز تدفع 1600 دولارا رعاية صحية لشغيلتها نظير كل سيارة تخرج
من مصانعها ، بينما تويوتا تدفع سدس هذا الرقم ؟ أى سفه هذا ؟ هل
تصدق ذلك ؟ قد يزول العجب لو عرف السبب ! سر تشبث اليسار بمثل هذه
الديناصورات ، وسر دعم حكوماته المتوالية لها ، أنها أكبر ممول لصناديق
الأتاوات ‑أقصد المعاشات‑ التى يغرقون فى نعيم أموالها الفاسدة ،
وتصنع لهم نفوذهم ، بل وأحيانا تمكنهم من تمويل انتخاب رئيس من عصابتهم
لأميركا ، كما يجرى الآن . سر اللعبة أنهم يراهنون على أن أحدا لا يفهم
فى الأرقام . يملأون الدنيا ضجيجا أن الحرب فى العراق تكلف 10 بلايين
شهريا ، ويقبرون مثلا رقما آخر يقول إن ديناصورات ديترويت الثلاثة المختطفة
نقابيا يتسببون فى نزيف متواصل صامت يفوق هذه الأرقام بكثير ، وهنا نتكلم فقط
عن مجرد ثلاث شركات اسمها چنرال موتور وفورد وكرايسلر ، لا عن مئات الآلاف من
المدارس والمستشفيات التى لا لزوم لها عبر الولايات ، والتى يقاس المال
المهدر عليها بالتريليونات . يملأون الدنيا ضجيجا أن أميركا تنفق 400 بليون
دولار إنفاقا عسكريا سنويا ، ويقبرون الرقم الذى يقول إن أميركا هى أحد أقل
دول العالم فى هذا الإنفاق ويجب أن تقارن بسويسرا مثلا أو أنها القوة النووية
الوحيدة التى لم تحدث ترسانتها النووية منذ عقود ، ذلك أن الرقم المذكور هو
فقط أقل من 4 0/0 من ناتجها الداجن الإجمالى ، وهلم
جرا من مآثر التضليل الإعلامى اليسارى والإسلامى العالميين اللا النهائية ،
التى تراهن فقط على جهل الناس أو عاطفيتهم أو عادة على الاثنين معا !
( هامش : هل تعلم أن سبعا
من الدول العشر الأكثر فى نسبة الإنفاق على التسلح فى العالم هى دول عربية آسيوية
‑أو بالأحرى العرب الحقيقيون المبرمجة چييناتهم الهجامية على أن السلاح هو
الشىء الوحيد الذى يمكن أن يدفع فيه المرء مالا ، لأن كل شىء يأتى بالمجان
بعد ذلك ؟ هل رأيت حجم غسيل المخ اليومى الذى نتعرض له من الإعلام
اليسارى ، أو كيف يقلب العرب كل الحقائق لعكسها ، طبقا لمرض الإسقاط
النفسى المزمن تاريخيا لديهم ؟ ! تسأل من هى دول العربان الآسيوية
الثلاث المتبقيتان ؟ لا ، ليست مدقعات الفقر سوريا والأدرن واليمن فهى
فى القائمة ، إنما الكويت والإمارات والبحرين ! ) .
هذه سوق حرة ، والمفروض فى وول سترييت نفسها
أنها التجسيد الأعلى لهذه التنافسية ، ولا شك أنها مارست دورها هذا بكفاءة
عظمى أغلب الوقت ، لكن ما يعتبر نقطة ضعف أنها ليست محصنة ضد الأموال الساخنة
القذرة . مع ذلك كلمة نقطة ضعف أقوى مما يجب . إن آليات السوق البسيطة
التى لدى وول سترييت تستطيع فرز وفضح وتفليس هذه الأموال ، ففيها لا يصح إلا
الصحيح فيها فى النهاية . أما الشىء الفاسد حقا والذى لا تملك أية حصانة
ضده ، لأنه سلطة فوقية فهرية هائلة ، فهو الحكومة ! وول سترييت
ليست لديها السلطة لحظر دخول المال الحكومى إليها . بداهة ، المال
الحكومى فاسد بطبعه ، لا يتدخل إلا لغرض ، غرض غير اقتصادى بل عادة غرض
معادى للاقتصاد ، غرض يسمى عادة البعد الاجتماعى ، لا يتدخل إلا انتقاصا
من المنافسة الحرة وسلبا للسوق حريتها ، وهذا هو لب الأزمة التى نعيشها
الآن : التدخلات الكلينتونية فى السوق !
الشىء السيئ فى كل ذلك أن كاتب هذه الأطروحة يرى
الأشياء بعيون يسارية لذا فهو لا يرى شيئا . الأسوأ هنا أنه ذهب أبعد كثيرا
إذ قال إن زحزحة shift مشابهة فى مركز التمويل ( والتى نقلت
المركز من وسط أوروپا على حد قوله ‑وربما الأدق لندن وأمستردام‑ إلى
نيو يورك ) سوف تحدث ، وستصبح الصين والهند هما المركز المالى القادم
للعالم ( هذا حاول ربطه بوجه شبه آخر للأزمة ، وهو أن ظهرت آنذاك قوة
اقتصادية جديدة ‑أى أميركا‑ تغرق العالم بسلعها الرخيصة ومن ثم تدمر
اقتصاداته ) . كل هذا هراء
مطلق ، ولو حدثت زحزحة فستكون زحزحة حضارية شاملة ‑وليس لمجرد مراكز
التمويل‑ وهو ما حدث فعلا فى سبعينييات القرن التاسع عشر ، وثانيا ‑وهو
الأهم‑ يوم ستحدث زحزحة حضارية لن تكون إلا للياپان ، الحضارة القادمة ،
رقم 4 ! ، وهذا ما نقوله ونتوقعه منذ عقد ونصف ، وعمقناه فى سهم كيوپيد
( 1 - 2
- 3 ) ، على الأقل بمحاولة تصور المستقبل العسكرى
للياپان طالما هى مهيأة حقا لقيادة العالم من الجوانب الأخرى .
World Top Bandits Laugh; They’re Just Idiots! |
القادة الروس البلهاء الهبلاء ‑وتحديدا ميدڤيديڤ
البوق المباشر لستالين الجديد المدعو پوتين‑ خرجوا علينا هذا الأسبوع يعلنون موت
أميركا . ولفرط غبائهم لا يدرون أنهم سيكونون أول ضحايا الأزمة
الاقتصادية ، وأن سوقهم هو الأكثر انهيارا لأنه الأكثر فقاعية لأنهم الأكثر
فسادا على وجه الأرض ، وأن كل احتياطياتهم النقدية الحكومية قد أنفقوها على
البورصة فى يوم واحد ، وأن فلوس الپترول تعيش أنت بالسلامة ، بل لا
أستبعد أنهم ربما يصبحون زناد تلك الحرب العالمية القادمة التى قد تسفر عنها
الأزمة كما سبق وألمحنا ، والتى ستغير خريطة العالم جذريا لغير صالح
المتخلفين والفاشلين ، ذلك أن إيران أتفه من أن تتسبب فى حرب عالمية
[ ميدڤيديڤ كررها بعد
أسبوع فى إيڤيان بألفاظ أكثر عبطا من قبيل : The
era of ‘unipolarity’ of the United States setting itself up as the
‘mega-regulator’ of world affairs, has reached a ‘well-deserved’ end ! ] .
هنا ‑للأسف‑ يخرج علينا اليسار قبل مجرد أسابيع
بكتاب رائج جدا للرفيق فريد زكريا عنوانه The Post-American World يقول فيه لقد ذهب صعود
أميركا وأتى صعود الباقين rise of the rest ، وهو مجرد دورة أخرى
لطاحونة أبواق اليسار مثل كتاب پول
كينيدى The Rise and Fall of the
Great Powers —Economic Change and Military Conflict from 1500 to 2000 ( 1987 ) ،
وكتاب توماس فرييدمان The World Is Flat: A Brief History of the
Twenty-first Century ( 2005 ) ، كلها مما نجد فى أحداث هذا الأسبوع مناسبة
جيدة للتكرار :
الزحزحة الحضارية لا تحدث بأزمة
تمويل أو أزمة اقتصادية ( حتى وإن صاحبتها أزمة تمويل أو أزمة
اقتصادية ) ، إنما تحدث بمولد ثورة تقنية جديدة ، وأنا لا أرى ثورة
تقنية فى الصين والهند والبرازيل التى يتحدث عنها كل أحد ، وأرى فقط إرهاصات
أولى لها فى الياپان ، السباقة الآن فى الذكاء الآلى والروبوتيات والهندسة
الچيينية والهندسة النانوية ! الشىء الثانى أنه لم تصعد أمة إلا
لحظة أن كانت تؤمن أكثر من كل بقية الأمم بالتنافسية المطلقة واقتصاد الدغل
والرأسمالية المسماة بالمتوحشة ، وهنا أيضا لا أرى فى الصين والهند والبرازيل
سوى اشتراكية بغيضة ، وأرى الياپان البلد الوحيد فى العالم الذى لم يحكمه
اليسار لدقيقة واحدة منذ عقود طويلة . ودعنا من الشىء الثالث الذى قد يطول
شرحه ، وهو أنه الشعب الوحيد النقى چيينيا حتى اللحظة فى هذا العرق
البشرى ، وأنه لم ولن يوجد شىء اسمه الحلم الياپانى كى يدمر الحضارة القادمة
من داخلها كما حدث مع روما ويحدث مع أميركا . الصعود دائما أبدا
للأفضل ، وهذا الأفضل ، إن لم يكن أميركا بالفعل ، فهو الياپان
الأعمق استثمارا فى تقنيات المستقبل والأقوى إيمانا بالرأسمالية التنافسية والأيقظ
تجاه غزو العبيد وتركيعهم لها چيينيا ، لكن قطعا ذلك الأفضل ليس الصين ولا الهند
ولا روسيا ولا البرازيل ولا حتى أوروپا !
… بكلمة :
Rise of the West!
Rise of the Rest!
Rise of the Best!
(Pronounced:
Japan)
…
The Nation That Sings the Blues… The Decline and Fall of the American Empire! |
الخلاصة :
أولا : لقد نهب الفقراء
ثورة العالم ولم يعد له ثروة الآن !
ثانيا : المطحنة العالمية
هذه التى ستتلوها غربلة شاملة لا ترحم ، تبقى على من قاوم الطحن ، وتمرر
‘ الرايش ’ إلى البالوعة ، قد تسفر على الأغلب ( بخلاف ما
ذكرناه عن فرصة ذهبية مريحة لضرب إيران وروسيا ) ، عما يلى :
1- ستعيش شركات التقنية
العالية ، لا سيما شركات الحوسبة والصيدلة ، وسيموت أغلب ما
عداها .
2- سيعيش من بين تلك فقط
الشركات الكبيرة ، وتموت أغلب المشروعات المتوسطة والصغيرة ، أسوة بمن
عداها فى بقية القطاعات .
3- ستموت منظمة الأمم اليالتية الاشتراكية المعدمة ،
وستظهر بدلا منها منظمة أمنية‑سياسية جديدة ، حق التصويت فيها للأمم
المتقدمة فقط .
4- ستموت منظمة التداول العالمية ، وستظهر بدلا
منها منظمة اقتصادية‑تجارية جديدة ، حق التصويت فيها للأمم المتقدمة
فقط .
5- بتعافى العالم من الكساد
( بعد عامين أو أكثر أو أقل مثلا ) سيكون وجه التقنية قد تغير ولن تكون
هناك حاجة تذكر للپترول ، الذى لن يكون أمام العرب والمسلمين سوى شربه !
6- سيؤدى هذا الكساد لمراجعة
جذرية لعدد سكان العالم ، الذين هم أصل كل بلاء والسبب فى كل كساد . لا
أعرف كيف ستتم المراجعة ، ولو أعرف لا أريد أن أقول !
…
سؤال هامس للرفيقين پوتين وميدڤيديڤ
( وكمان رفاقنا بتوع الحزب الشيوعى الصينى ) : هل تعرفون ما هو سر
الشهوق الفجائى لسعر الدولار الآن ، رغم أن الرأسمالية تحتضر وأميركا راحت
عليها ؟ السبب أن كل الناس تبيع ما تملك وتشترى دولارات كى تشترى بها سندات
خزانة الحكومة الأميركية ، التى يرون أنها آمن الأشياء على وجه الأرض .
أخشى أن يبارحكم النوم للأبد لو قلت لكم إن أميركا ستخرج من هذه الأزمة أقوى بكثير
مما كانت ، ذلك أن دائما أبدا ، هذا هو مبرر وحكمة وجود الأزمات فى
اقتصاد السوق ، ووجود المجازر فى قانون الدغل !
… ألا
يذهلك أن تقول أميركا إن اقتصادها مقبل على كساد ، فيجمع بقية العالم ما لديه
من أموال ويقدمها لها هدية ، ثم يظل اليسار الأميركى يكرر بعد ذلك سؤاله
السيريالى المزمن : لماذا يكرهوننا ؟ !
الأدهى أن العملة الوحيدة فى
العالم التى لا يرتفع أمامها الدولار إنما ترتفع هى فوق الكل هى الين . هل
لهذا مدلول ما يخص من هو القائد الجديد للعالم ؟ بصراحة أنا طالما جزمت أين
سيكون مركز حضارة ما بعد‑الإنسان ، لكنى
لم أغامر قط بتحديد التاريخ ، لأن لا زالت لدى بعض الثقة أن أميركا التى
غمرها طوفان العبيد والاشتراكية منذ الثلاثينات ، أنها لا تزال قادرة حتى
اللحظة على صد طوفان العبيد هذا ، إذا حدث وتوافرت لها القيادة صارمة العزم
أو لو تدخل الجيش لوقف مهزلة الديموقراطية أو لو اتخذت الشركات صاحبة الثروة
الأميركية والمقصاة عمدا موقفا صارما كرفض دفع الضرائب أو تكوين جيشها
الخاص ، أو أى شىء من هذا القبيل . [ انظر
الرسم المجاور عن النيو يورك
تايمز ( التى تتخلى أحيانا عن وجهها اليسارى المتطرف وترتدى ثوب يسار
المركز ) ، لترى التحول المتسارع منذ الثلاثينيات المذكورة إلى اللون
الأزرق ‑لون الشيوعية فى أميركا‑ لدرجة أن ريجان كاسح الكاريزمية نفسه
كان يحكم ضد كونجرس يهيمن عليه اليسار ] .
…
بين إس . بيرنانكى أعطى اليوم
تحليلا مطولا ، ووصف الأزمة بأنها a
problem of historic dimensions ، ويبدو أنها هكذا فعلا ،
والنتيجة أكثر من 500 نقطة أخرى خسارة للداو چونز الذى أغلق عند 9,447.11 لم تكن
تخطر ببال أحد !
…
نعود
للسوق المصرية التى كادت هذه الأهوال أن تنسينا إياها : 1162.36 نقطة أو
16.47 0/0 انهيارا تاريخيا غير مسبوق
هوى بمؤشر كايس 30 من 7,059.16 إلى
5,896.80 !
هناك شىء شخصى خفف على هذا أنى كنت صاحب الصفقة
الوحيدة الرابحة فى هذه الجلسة تاريخية السواد ( ومن الجائز الوحيدة الرابحة
فى كل العالم ، لا أدرى ! ) ، إذ وجدت من يشترى منى أسهم شركة
مصر للفنادق
بـ 32 0/0 أعلى من سعر إقفالها السابق ( تخيل فارق 50 0/0
بينها وبين متوسط السوق ، وأكثر من 100 0/0 مع بعض
الشركات الخاسرة ؟ ! ) ، والأدهى أن لم يكن هناك سواها الخط
الأخضر الوحيد فى شاشة البورصة !
المهم ، السبب الحقيقى الذى يخفف وطأة الأزمة
ليس شخصيا بالمرة . فى الواقع هذا الهبوط ليس هبوط يوم واحد ، بل هبوط
ثمانية أيام فيها اثنان من أيام الاثنين السوداء . صحيح أن عطلة البورصة المصرية كانت سبعة أيام فقط ، لكن
الكل ذهب إليها ظهر الاثنين قبل الماضى قبل أن تنهار مؤشرات وول سترييت
مساء ، وأمس ‑نهاية تلك العطلة‑ كان الاثنين الأسود الثانى فى
الطابور !
الفكرة التى نريد أن نخلص إليها ، أن الشركات القوية سوف تصمد حتى لو طالت فترة التباطؤ
ووهن حركة السوق ، وشخصيا لم أهرول قط لبيع أى من
أسهمى إطلاقا لأنها جميعا منتقاة بعناية ، وحتى أسهم شركة كالمذكورة لا أزال
احتفظ بكمية أخرى مشابهة لما بعته اليوم ، ولن أبيعها إلا للانتقال لشركة
أصبحت أعلى ربحية منها حيث أصبحت هى فى نظرى أغلى مما يجب !
هنا نضيف : أنه بينما يخرج علينا المحللون السعوديون يولولون أو يتشدقون أن
مكررات الربحية انخفضت على نحو مذهل لما دون العشرة فى بعض شركاتهم ، نقول إن
هناك مكررات ربح فى السوق المصرية أقل من الواحد الصحيح ، بمعنى أن الأرباح
السنوية للشركة أكبر من قيمتها السوقية ، واستعد للمفاجأة الأفدح : هذا
موجود طوال الوقت حتى فى فترات ازدهار البورصة المصرية ! ] .
[ لى تعليق على قرار وزير الاستثمار أو هيئة سوق
المال فى الأسبوع
التالى ( نص القرار غير متاح على موقع أيهما ، فقط أعلن فى
البورصة ) ، قرار التوسع فى شراء
الشركات لأسهم الخزينة من خلال السماح بإعادة بيعها قبل مرور ثلاثة شهور .
هذه طاقة قدر وانفتحت للأعراب المستوطنين فى السوق المصرية . فقط تخيل ماذا
ستفعل پايونييرز والعرفة والنعيم وهلم جرا ، يوم تسمح لهم رسميا بالمضاربة
على أسهمهم هم أنفسهم ، فى ذات الوقت الذى فى أيديهم الحق الخالص والرسمى
للتلاعب بأخبار الشركة نفسها ، وليسوا فى حاجة كما
الآن لإطلاق إشاعات عن أسهمهم وأسهم الشركات الأخرى التى يضاربون عليها . يا
سيدى ، أسهم الخزينة هى أداة لتخفيض رأس المال ليس إلا ، وقطعا ليست
أداة للتربح ، ولا يجب أن تخرج عن ذلك الإطار أبدا ، وقديما كانت تلك
الأسهم تحرق فى أفنية الشركات بالمعنى الحرفى للكلمة . باختصار : ذلك قرار كارثى وسيظهر أثره
قريبا . نريد من السيد وزير الاستثمار أن يخرج علينا بقرارات تمنع هؤلاء من
إحداث فقاعات فى السوق ، وليس قرارات تشجعهم على صنعها . بالأحرى نحن لا
نريد من الحكومة أية قرارات ولتترك كل شىء لقوى السوق ، وليذهب للجحيم من
يستحق ، فقط يمكنكم إصدار إعلان أسبوعى بجريدة الأهرام مثلا ، يحوى
قائمة بالأسهم ذات مكررات الربح المنخفضة مع تزكية صريحة بشرائها ، والعكس
بالعكس بالنسبة لشركات الأعراب ومن يحاكيهم : دعوة صريحة لانفضاض المستثمرين
عنها . لو فعلتم هذا لما مررنا بانهيارات قط ، ولما وجد الخاسرون حجة
للولولة أبدا ! ] .
[ تحديث : 13 أكتوبر
2008 :
… وانفرجت الأزمة !
The Third Consecutive Manic Monday (with a Slight Variation)! |
خطة الإنقاذ اتجهت لأقصى
اليمين الممكن إن جاز القول . تحول مفاجئ تخلت من خلاله الحكومة عن دور
الجمعية الخيرية الذى أراده له فاشلو وول سترييت ، وعن دور الشرطى غليظ العصا
الذى أراده لها الديموقراطيون ، واختارت أقل الشرور الممكنة : دور
الرأسمالى !
The Magician! |
سوف تستخدم أموالها فى إعادة
رسملة البنوك recapitaliztion !
…
هذا عن العصا ، لكن ما
هو اسم الساحر الذى أنقذ العالم والذى يستحق رفع كل القبعات ؟
إنه بلا أدنى شك : جوردون براون !
…
پولسون كان مذعورا أكثر مما
يجب ، وكان يرى أنه لن ينجح سوى خيار الجمعية الخيرية بشراء الأرصدة العطنة ‑كما
تسمى‑ لا شىء دون هذا ، هذا إلى أن بادر رئيس وزراء بريطانيا
( ووزير خزانتها سابقا ) لفكرة إعادة الرسملة أمس ،
فقفزت أسواق العالم ، بل وحققت السوق الأميركية نفسها أعلى نقاط صعود فى
تاريخها اليوم ،
هذا قبل أن تكشف أميركا أصلا عن ملامح الخطة الجديدة بعيد الإغلاق بقليل
( الرئيس بوش سيعلنها رسميا صباح الغد ) .
خطة الإنقاذ اتجهت لأقصى
اليمين الممكن إن جاز القول . تحول مفاجئ تخلت من خلاله الحكومة عن دور
الجمعية الخيرية الذى أراده له فاشلو وول سترييت ، وعن دور الشرطى غليظ العصا
الذى أراده لها الديموقراطيون ، واختارت أقل الشرور الممكنة : دور
المستثمر !
The Magic Wand! |
الخطة هى ما يلى : 250
بليونا تضخ فى رأسمال أكبر 9 بنوك فى صورة أسهم مفضلة . والأسهم المفضلة شىء
يختلف تعريفه من وقت لوقت ومن شركة لشركة ، لكنه عامة شىء يقع بين الأسهم
والسندات ، عادة تستحق كوبونات ‑غالبا ذات نسبة فائدة محددة
سلفا ، وليست أنصبة من حقوق المساهمين ، ستصدر ‑كالمعتاد أيضا‑
كأسهم جديدة ‑عادة كذلك بالقيمة الاسمية‑ بهدف زيادة رأس المال recapitalization كما قلنا ، وبالطبع لا تصويت لها ولا تملك
سلطة إدارية قط ، ناهيك عن أنها فى كل الأحوال حصة غير مؤثرة حجميا ومؤقتة
زمنيا ، وليست تأميما كما يحلو للبعض عندنا الطنطنة ، وإن كان كل ذلك لا
ينفى أن من شروط توقيع الصفقة الأصلية نفسها عدة أشياء منها مثلا تقييد مخصصات
مجالس الإدارات . قد تسأل ما هو المفضل فى أسهم بهذه الشروط ؟ كما قلنا
هى ‑وإن كانت أسهم ملكية‑ إلا أنها أقرب للسندات ، إذ تحصل على
كامل كوبوناتها أولا قبل توزيع أى شىء على الأسهم الشائعة ( العادية )
[ عرف بعد كتابة هذا
بقليل أن نسبة الفائدة 5 بالمائة ، كذا بالرسم المجاور تدقيق لما
قلنا أو مزيد من التفاصيل بعد الإعلان عنها رسميا ] .
هذا تزييت فورى وسحرى لسوق
الائتمان ، لا سيما مع إدخال شركة تأمين الودائع الفيدرالية Federal Deposit Insurance Corp. (FDIC) وسيطا لضمان
القروض ( أيضا نظير أجر بالطبع وليس كفعل خير ! ) .
مبدئيا نحن ضد أى دعم حكومى
لأى أحد ، ولو هناك دعم مقبول وحيد فهو للصناعات التى لا وجود لها
أصلا ، أى صناعات المستقبل .
ولو هناك دعم مقبول وحيد للصناعات القائمة فليكن للبنك الأنجح وللصانع الأنجح
وللزارع الأنجح ، وليس للفاشلين الذى يجب أن يكون التدخل الحكومى الوحيد معهم
‑إن وجد‑ هو التسريع بقتلهم .
الأفضل من كل هذه وتلك أن يترك كل شىء مطلقا لآليات السوق تختار الأفضل والأكفا
وتسحق الأسوأ والأفشل .
على سبيل الاستثناء الشديد نرحب بما جرى اليوم ، لأنه كما هو واضح لا يحمل
تدخلا جوهريا كبيرا فى آليات الاقتصاد ، بقدر ما هو معنى بشىء آخر هو ما يسمى
بالثقة . وربما لا بأس ‑استثناء كما قلنا‑ أن تتدخل الحكومة من
أجل شىء معنوى كهذا ، وإن كنا فى كل الأحوال أيضا لا نؤمن كثيرا
بالمعنويات ، ونتمنى على كل شىء أن يكون مبنيا على ماديات صلدة ، لا على
مكعبات فى الهواء تصنعها نفسيات البشر الضعيفة !
من أجل كل هذا يبقى طوفان من
الأسئلة :
- ما هو ذنب البنوك الراسخة
ممن لديها السيولة الكافية مثل بانك أوڤ أميركا ، أو مثل مورجان ستانلى
الذى دبر ما يريد من ميتسوبيشى الياپانية ، أو جولدمان ساكس الذى دبره من
وارين بافيت ، أو مثل ويللز فارجو الذى لم يتورط أصلا فى أية قروض عقارية ،
ذلك حتى يخضعوا لشروط أملاها پولسون من طرف واحد وفاجأهم بأنه يريد التوقيع عليها
كلها‑كلهم قبل مغادرة القاعة ( أفضل التفاصيل المبكرة جاءت كالمتوقع من
الوول سترييت
چوورنال ) ؟ ما الذى يجعل مديرى هذه البنوك يتخلون مثلا عن
امتيازاتهم الشخصية ؟ الإجابة : هكذا حال الدنيا ! حالة انهيار
شامل ، ولا أحد يريد أن يقال إن أنانيته الشخصية قد دمرت العالم ، ربما
مر البعض أيضا على كلمة الوطنية أو الصالح العمومى ، ثم الأهم أن عدم تنفيذ
الخطة سيؤدى لتدهور أنجح الناجحين أيضا بعد قليل . [ يبدو أنها كانت
لحظات مثيرة أكثر مما يحتمل الخيال وتستحق ربما فيلما سينمائيا . تصرف پولسون
بثقة وحزم هائلين ودرامية عجيبة ، إذ جاءه المديرون التسعة معتقدين أنه ربما
يريد أن يستطلع ما لديهم من أفكار ، فإذا به يدفع على المنضدة بتسع نسخ من
صفحة واحدة لا أكثر ، قائلا إنه يريد التوقيع فورا وببساطة ، وأن لا
مناص لدى أيهم للرفض ، بل كانت العملية أشبه بنوع من الاختطاف حيث عمليا لم
يسمح لهم حتى بالاتصال بمساعديهم ، ولو لمجرد طلب بعض البيانات ! الواضح
أنه قد حساب حساب كل شىء ، بدءا من توزيع المبالغ حتى ميزان الظلم الذى سوف
يقع على البعض . للمزيد اقرأ هنا ،
ورأيى الشخصى أمران : أرقام هذه الأموال الرخيصة كانت أكبر مما تخيل المديرون
التسعة إذ تناظر نصف كل خطة الحكومة وفى بند لم يكن مطروحا أصلا ولتسع شركات
فقط ، ولا شك أن خيالهم ذهب لأفكار أخرى أبعد من مجرد الخروج من ورطة
مؤقتة ، الثانى أنه لا يوجد سكرتير للخزانة فى العالم بهذا الكفاءة ،
إلا أن پولسون ليس مجرد موظف حكومى عاديا ، بل هو رجل كرسى سابق لجولدمان
ساكس ويعرف جيدا كيف يصيغ صفقة لا يجد الطرف الآخر بدا من قبولها ] .
(Note: Downsized image; for full scale, click here)
Just Some Bad False Capitalists: Bad Capitalism? …There no Such a Thing! |
- ماذا عن
آلاف البنوك الصغيرة ، بل ماذا عن مثيلتها مما ستبقى كبنوك استثمارية أو
كشركات رهن عقارى ؟ الإجابة : هى كثيرة
بالطبع ، لكن أهم المكاسب إطلاقا لهذه الأزمة أن ذهبت بنموذج البنوك
الاستثمارية إلى محكمة التاريخ . الفكرة لا بأس بها وخدمت التمويل كثيرا
وساهمت بقوة فى النمو الذى حدث فى نصف القرن الأخير ، وطبعا الأسماء الكبيرة
فيها كانت محترمة لحد كبير ، زائد أنها عامة هى جزء لا يتجزأ من حرية
السوق ، ومن حد أى أحد استغلالها أو استخدامها فى النصب ، لكن المشكلة
أن الجمهور العريض لم يتعود أن يستمع للنصائح الجادة ، ولن يفعل أبدا ،
لسبب بسيط أنهم كائنات غير عاقلة اسمها البشر ! دنيا التمويل بعد 2008 لن
تكون عينها قبل 2008 ، وهذا هو أروع ما حدث .
- ما الذى يضمن للقروض الجديدة التى قررت أن
تضمنها الحكومة أن تكون آمنة حقا ؟ هذه نقطة
حساسة للغاية ، واعتقادى الشخصى أنها التحدى الحقيقى أمام پولسون وفريقه ،
والأخطاء غير مسموح بها هنا لأن كل المكسب الذى تحقق وهو الثقة ، سيعود من
جديد فى مهب الريح .
- هل تملك الحكومات الأوروپية 2.3 تريليون دولار
حقا ؟ لا أعتقد ، هى مجرد خدعة
فهلوية وضربة حظ ، كانوا يبلفون لكن المحاولة أثبتت نجاعتها فى إعادة
الثقة ؟
- هل كانت ليمان براذرز البيضة الفاسدة الوحيدة
التى استحقت الإعدام ، وكل البقية أنقياء منزهين ؟ طبعا لا ، ويجب أن تظهر الرأسمالية أن لها أنياب يمكن أن تفرم أى
أحد . هذه مصداقيتها ومبرر وجودها ، وهى أشياء لا يصح المساومة بها فى
لعبة السياسة واسترضاء صناديق الانتخاب . لا أخفى ارتياحى لهذه الانفراجة
اليوم ، لكنى لم أكن سأحزن بالمرة لو رأيت بعض المزيد من المسوخ الضخمة وهى
تقتل وتموت ( لا زلت أتمنى هذا ، على الأقل جدا يتحتم تفكيك فانى
ماى وفريدى ماك وما تمثلانه من سياسات اشتراكية بغيضة ) .
- ما مصير هذه النمط من
الشركات الصغرى الفاشلة قذرة وأجنبية الأموال ؟ الإجابة : ستظل موجودة
طالما زبائنها موجودون !
- ما هو أول سهم تعافى فورا لقيمته الأصلية لما
قبل الأزمة ؟ لن نجعلك تنتظر
الإجابة : لقد سبق وتنبأنا بهذا : مايكروسوفت !
- هل انتهى أمر اللص الدجال المجرم أوباما بن
لادن ؟ الإجابة : أتمنى هذا .
فالمبرر الوحيد الذى يمكن أن تعذر فيه عموم الناس حين ينتخبون فيه رئيسا
يساريا ، هو حالات الجوع والكساد . هذا لا ينفى للحظة خيار عاطفى
أحمق ، وسيزيد الطين بلة ، ويدمر البيزنسات من خلال إثقال كاهلها بالضرائب ،
والنتيجة أن يخرج الكل خاسرين . حالة بن لادن أسوأ بكثير من كل هذا :
إنه نهاب سلاب عربى . عربى هذه ليست مجرد كلمة قالتها سيدة مسكينة عجوز
للسيناتور ماكين ، إنما ما أقنعنى أن هذا العبد الأسود المسلم ، هو عبد
من نوع غير مسبوق فى التاريخ أحط من كل ما عرفناه من قبل ، بل لقبيلته
الكينية جذور عربية بالفعل ، لأن ما يفعله شىء لم يجرؤ عليه تاريخيا إلا
العرب ، قطاع الطرق الهجامة الصرحاء .
بها شىء آخر ، وأصبحت
أتحدى أن تجرى له تحاليل چيينية وأنها ستثبت قطعا عروبته .
( التفاصيل فى م الآخر ( 81 ) ) .
- ما هو مستقبل پترول
العرب ، هل سيسيطرون به على العالم أم سيشربونه ؟ هذا يعتمد على سؤال
كبير تال هو هل زال خطر الكساد .
- هل سيصبح الرفيق پوتين سيد الكون كما داعبته
أحلام اليقظة فى الأيام الأخيرة ؟ سواء زال
الكساد أم لا فهى أحلام يقظة ، وكل قطاع الطرق عربا وروس وصينيين سوف يضربون
نوويا يوما ، لأنه لا يوجد حل آخر إذا ما أرادت الحضارة أن تمضى فى طريقها
ولا تستسلم لعصور ظلام جديدة . أميركا بحالتها المتهالكة المخترقة من الداخل
بعبيدها تماما كما الحضارتين السابقتين روما ولندن ، لن تفعل هذا ، لكن
سيأتى حتما من سيفعل هذا . من هو وهل سيجرؤ على معايير قصوى للإبادة لم
يستطعها عرق البريتون ؟
ليس لدينا أكثر من تحليلات المسهبة لرواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) .
- والآن الأسئلة الأهم : ما هو حجم الضرر
الفعلى الذى لحق بالاقتصاد خلال فترة الشلل الماضية ؟ كبير طبعا ، لكن على الأقل زال خطر حدوث كساد كبير . الرهان
الكبير الوحيد دوما هو رهان التقنية ، وأنا لا أرى أن الثورة الحالية قد نفذ
بخارها ، والأهم بمراحل هو الثورات القادمة الذكاء‑آلية والروبوتية
والچيينية والنانوية . لا تغفل عيناك عن تلك الجزر الصغيرة الأربع المتجاورة
فى أقصى شرق الخريطة .
- والسؤال الأهم
إطلاقا : ما هو حجم التباطؤ المحتمل على المدى القصير ، وهل كانت
المشكلة فى مجرد أن ‘ قفشت ’ آلية التمويل ، أم حاجة الاقتصاد نفسه
لإعادة هيكلة وفرز ومن ثم لاندثار صناعات وظهور أخرى ؟ ولأنه السؤال الأهم
فالإجابة هى لا أعرف . فقط أعرف أنه أقل بمراحل مما كان سيحدث لو لم يتم
انقاذ النظام البنكى للحضارة كما حدث فى الأربع وعشرين ساعة الأخيرة . لو لم
يحدث هذا لوجدتنا الآن نرسم سيناريوهات للتكالب على سحب الإيداعات من البنوك
وتدهور العملة وعجز للحكومة نفسها عن دفع مرتبات موظفيها أو تضخم بآلاف فى المائة
لو حدث وقررت طبع نقود المرتبات هذه . حتى هذا المساء كان كل هذا
واردا ، لكن الآن أصبحنا متحررين من هذا الرعب ، وبتنا نفكر فى متى
ستبدأ تدور عجلة البيزنسات من جديد ، وتضخ الأموال ، وتعود ثقة
المستهلك .
سيتوالى ظهور نتائج الشركات
وسيكون قطعا أضعف من السابق ، لكن ما يطمئن فى المقابل أمران : تعريف
الانحسار recession نفسه ،
فهو تراجع الناتج الداجن المحلى لربعين متتاليين ، ومن هنا عادة ما يقال إنك
لا تعرف أنك كنت فى تباطؤ slow-down أو انحسار إلا بعد أن ينتهى ، ولا أحد متأكد بعد أن النواتج
المحلية قد دخلت بالفعل فى المنطقة الحمراء ( الركود أو الكساد depression ‑حرفيا تعنى الاكتئاب‑ أمر
مختلف . إنها كلمة عنيفة جدا تعنى التراجع للعمق ‑إلى نصف حجم الاقتصاد
مثلا ، وعادة ‑لأنها مجازيا توحى أيضا بالموت‑ قبل أن ينتهى تكون
أنت نفسك قد مت ! ) . الشىء الثانى الذى يجعلنا أكثر تمسكا بالأمل
أن أسواق المال تسبق الاقتصاد ، وسوف ترتفع بمجرد العلم بانحسار الانحسار
وليس بعودة النمو الفعلى .
هذه الأمور تأخذ وقت ،
لكن فى هذا اليوم شديد التفاؤل يمكن أن نقول إن المسألة برمتها قد تحسب بالشهور لا
بالسنوات .
هذه لمحة عابرة من حساب
أرباح وخسائر الأزمة ، والأيام القادمة واعدة بمزيد من جلاء الصورة ،
لكن بظل الكلام المبدئى هو عينه لا يتغير أبدا : تدخل الحكومات مرفوض مرفوض
مرفوض ، لأنه بطبعه نادرا ما يكون مبنيا على أسس اقتصادية ، إنما فى معظمها
تدخل ذو معايير اجتماعية ، وبالتالى هو بطبعه انتقاص لحرية السوق وللقانون
الطبيعى ، وإن كان قد تم تجاوز عنق الزجاجة اليوم ، فإن الثمن لا بد من
دفعه إن آجلا أو عاجلا ، ما لم يتم التسريع ‑وإن بلا ضغوط عصبية
كالحالية‑ بالتخلص من الشركات التى اتخذت قرارات خاطئة أو الشركات الفاشلة
غير التنافسية ( من قبيل صناعة السيارات الأميركية المتعيشة منذ الستينيات
على حقن المقويات الحكومية الفاسدة ) .
هذه هى الرأسمالية كما يجب
أن تكون : تموت فيها الشركات كل يوم فى هدوء صامت ، هذا إن أردنا ألا
نصل أبدا لنقطة الكساد !
] .
28 يناير 2009 :
قبل أن أبدأ هذا المدخل الذى
يبدو أنه سيطول ويطول عن جرائم البراق الاقتصادية ، سأنقل أولا أحد التحديثات
من مدخل انتخاب أبى أمه م
الآخر ( 85 ) ) ، أنقل هذه المتابعة من يوم 8 يناير
لطبيعتها الاقتصادية الخالصة ، ثم سأتابع بعدها مباشرة حول ما حدث اليوم من
إجازة مجلس النواب لخطة هائلة لتعجيز الاقتصاد ، هى بالضبط العكس لما يجب
فعله للخروج من الكساد الاقتصادى على نحو أسرع نحو ممكن :
One of Roosevelt’s Endless Nasty Ideas! |
[ تحديث : 8 يناير 2009 : هل تعرف الطريقة التى يحاول
بها البراق الآن
دفع تهمة الفساد عن نفسه وعصابته ؟ بدأ يطنطن حول فساد وول سترييت !
أولا :
وول سترييت موش بتاع أبونا علشان ندافع عنها ، إحنا مع حرية الصراع
والمنافسة ، وبس !
ثانيا :
يحدثنا أبو أمه عن الحاجة لتشريعات ولأجهزة رقابية حكومية ، وكأنها ليست
موجودة . كلها موجود فعلا ، وكلها فشل فى كشف أى شىء ، سواء فى
حالة ميدوف أو فى توقع أزمة الائتمان ، لن أتحدث عن لجان الكونجرس التى بلا
عد أو حصر ، فقط ليخبرنى أحد ما هى بالضبط وظيفة الوكالة المسماة مفوضية
الأوراق المالية والتداول Securities
and Exchange Commission (SEC) ، التى هى بالمناسبة
اختراع رووسيڤيلتى من سنة 1934 ردئ كما كل تمخيخاته ، ويخبرنى مقابل
ماذا بالضبط يتقاضى موظفوها مرتباتهم ، بالذات قسم إدارة الاستثمار المختص
بصناديق الاستثمار هذه التى أدت للانهيار المالى ؟ ! أعتقد أن هيئة سوق
المال عندنا فى مصر أكثر صدقا منها ، بأن تعترف أنها تقريبا لا تؤدى شيئا على
الإطلاق ، فقط تشجع على التداول الحر وتذكر الجميع بمسئولية قراراتهم
الاستثمارية ، ولا تتدخل قط مهما كسب أو خسر المتداولون .
ثالثا :
لو افترضنا أن SEC لا تحاول القيام بأكثر من هذا الدور شبه الشكلى ، فهو نتيجة وعى
منها أنها واقعيا لا تستطيع ضبط الأشياء الأعمق ، وليس لأن الصلاحيات
تنقصها .
رابعا :
الفكرة القاعدية للرأسمالية أن كل شىء تقوم به الحكومة يمكن أن يقوم به القطاع
الخصوصى على نحو أكثر جودة بكثير ، على الأقل لأن أحدا ذا كفاءة حقيقية يقبل
الاشتغال فى وظيفة متواضعة الأجر ، لا يتكالب عليها سوى إما شرفاء يؤمنون
بالخدمة العامة لكن غالبا محدودو الموهبة ، وإما فاسدون صرحاء راغبون فى
الارتزاق بأكثر مما تحققه لهم قدراتهم الحقيقية فى القطاع الخصوصى . ذلك يشمل
ضمن ما يشمل بيزنس الرقابة ، ومؤسساتها موجودة بالفعل وأكفأ مليون مرة من
بيروقراطيى الحكومة ، لكن هناك أمور لا بد وأن تفلت منها بالضرورة ، ولا
تبرر بحال دعوة الحكومة للمزيد من التدخل . حتى حجة احتمال وجود تضارب مصالح
أحيانا بينها وبين بعض الشركات ، مردود عليه بذات نظرية السوق الحر ،
لأن تضارب المصالح يؤدى لهبوط مصداقيتها وانتقاص سمعتها . إذا كان ميدوف قد
خدع مثلا بنك سكوتلاندا وغيره من بنوك أوروپا هائلة العراقة والحصافة ، فهل
فى وسع أى موظف حكومى أن يكون أكثر كفاءة فى حماية أموال أعظم المؤسسات المالية من
حمايتها هى لنفسها ؟ !
[ تحديث : 10 سپتمبر 2009 : استمع
لهذا التسجيل بلسان ميدوف يصف فيه موظفى الـ SEC بالجهلة وعديمى
الخبرة وممن يسهل التغرير بهم ، والسبب حسب قوله
أنهم لا يسألون عن أى شىء أصلا ،
لأنهم لا يعرفون شيئا !
أضيف
من عندى : لو أتت الحكومة بموظفين
عاليى الكفاءة ومنحتهم مرتبات عالية للرقابة على البيزنسات ، فأنت إما :
1- تخلق اقتصادا عبارة عن أجهزة رقابة بلا شىء تراقب عليه لأن
الكل سيهرب من هذا مناخ خنق الحرية هذا ،
وإما 2- تصنع اقتصادا فاسدا لأن السلطة مفسدة ولكل شخص فيها
ثمن .
يا
سادة لا فكاك من أن يعى كل فرد فى المجتمع جريرة ما يفعل عليه أن يدرس بنفسه ويثقف
نفسه ثم بعدها يتحمل مسئولية قراراته الاستثمارية . نعم ، يوم يسقط أفاق
كميدوف اسحلوه ، لكن لا تقتلوا الاقتصاد كله من البداية بحفنة من
البيروقراطيين غير الأكفاء ممن لا يستمتعون بشىء قدر استمتاعهم بممارسة حقدهم
الطبقى على نظرائهم الأكفاء ! ] .
خامسا :
الأصل فى كل الفساد هو الفكر اليسارى الذى يضع المزيد من النقود والسلطات فى يد
موظفين حكوميين من أصول وضيعة فى العادة ، ثم يفترض بعد ذلك أن يتصرفوا
كالملائكة . بالنسبة لوول سترييت مصادر فساده معروفة ، وهى أيضا الفكر
اليسارى الذى يؤمن بالفقاعات وتوسيع دائرة الرخاء لتصل لمن لا يستحق ، وآخرها
كان التشريعات الكلينتونية التى صنعت فقاعة الإسكان .
سادسا :
أى شىء يجرى فى وول سترييت ‑بما فى هذا النصب الصريح‑ لا يمكن أن تطلق
عليه صفة الفساد ، هو اقتصاد حر ، وكل واحد ذنبه على جنبه .
سابعا :
الحالة الوحيدة التى يبدأ معها تسميه ما يجرى فى وول سترييت فيها بالفساد ،
هو يوم يبدأ البيروقراطيين والمشروعون فى دس أنوفهم فيها .
ثامنا :
الحل هو المزيد من إطلاق حرية الصراع والمنافسة ، والمزيد من الحد من
التدخلات البيروقراطية والرقابة الحكومية ، ومن يتعرض لعمليات نصب أو يجرى
وراء فقاعة ، هو مسئول وحده عن قراراته الاستثمارية ، على الأقل لأنه
عمليا لم ولن يوجد من يحميه سوى نفسه وتفكيره الشخصى .
تاسعا :
الأمر برمته ليس سوى لعبة حاوى 3 ورقات ديماجوجى اسمه البراق أبو أمه يريد أن يلهى
الناس بأى شىء ، وكأنه جاب الديب من ديله ، واخترع ما لم يخطر ببال أحد
قط من قبله .
عاشرا :
إحنا موش فى سيرك هنا ، ولا يفلح علينا شغل الحواة بتاعك فى لفت الانتباه
لحاجة بينما تعمل حاجة تانية . إحنا ‑ببساطة ووضوح تامين‑ بنتكلم
فى فسادك أنت شخصيا وفساد الصحابة‑العصابة ، ولن تفلح فى تشتيت بؤرتنا
عن ذلك ولو للحظة واحدة !
م
الآخر :
حين يبدأ الناس فى الخسارة يولولون فى نفس واحد بكلمة وحيدة يجمعون على أنها
المشكلة العظمى :
الشفافية !
بالدليل العملى ثبت أن ملاحقة كل عملية تداول
باستخدام المقدرة الحصرية للسلطة السيادية للحكومة على الاطلاع على أسماء
المتداولين ،
هو مهمة عبثية .
الحل ليس إرغام أحد على تلك الشفافية ،
وليس حتى إلقاءها على عاتق مؤسسات قطاع خصوصى ،
أو على عاتق الأفراد بتعويلهم الشخصى على سمعة الشركات ،
لأنها ببساطة ستنوء جميعها وجميعهم بها ،
إنما الحل لنقل هو ربما تشجيع إقامة بورصات علنية التداولات ،
لعلها تصبح أكثر جاذبية للمستثمرين
فينفضون عن تمويل الشركات المطروحة فى البورصات سرية التداولات ،
وأيضا أكثر جاذبية للشركات المحترمة التى لا تخشى شيئا من علنية التداول على
أسهمها .
…
مع ذلك
لاحظ أن هذا ليس وعدا باقتصاد قوى متواصل الازدهار ،
إنما فقط إسكاتا للأفواه التى حين تفلت الأمور تبدأ بالمطالبة بـ ‘ أخ
كبير ’ يحمى لها استثماراتها ،
وفى كل الأحوال سيظل التعويل الأساس هو دائما أبدا لهيئات التقييم المستقلة ،
ولتحرى المستثمرين بأنفسهم عن سمعة واقتدار من يعهدون له بأموالهم .
…
ببساطة ،
إذا كان أصحاب الشركات الجادون المبدعون المخلصون ،
والمعلنة ميزانيات شركاتهم بكامل دقتها وتفصيلاتها على الملأ ،
أحيانا لا يستطيعون هم أنفسهم تقييم أوضاع شركاتهم ومستقبلياتها بدقة ،
فهل يستطيع بيروقراطيو الحكومة محدودو المواهب القيام بهذا الدور نيابة
عنهم ؟
مما بات معروفا الآن
أن SEC طالما دققوا
أشغال مؤسسة ميدوف ،
وفى كل مرة يعتبرونها سليمة ولا غبار عليها ،
ولا أقصد أن بيروقراطيى هيئة سوق المال الأميركية مرتشون بالضرورة بل هى فقط مجرد
فكرة غير كفء .
… يا سادة ، المشكلة ليست فى البورصات ولا فى هيئات سوق المال ،
وليس حتى فى مجرد وجود قرارات اقتصادية كثيرة لمجالس الشركات خاطئة أو مبنية على
سوء تقدير ،
إنما من الأصل فى كون الاقتصادات الحديثة أكثر تعقيدا وصعوبة من أن يحلم كل أحد
بتحقيق النجاح فيها ،
ناهيك عن الرقابة عليها ، ناهيك بالأحرى عن توجيهها أو التحكم فيها !
… بس خلاص !
…
] .
الآن نعود لما جرى اليوم 28 يناير :
فى لحظة تاريخية بالغة
الأسف ، أجاز اليوم
مجلس النواب الذى تهيمن عليه وعلى كل الكونجرس العصابة الديموقراطية ما يسمى بعبوة
تعجيز ( تحفيز ) الاقتصاد بمبلغ 819 بليون دولار . مع معارضة
جمهورية إجماعية لم يخرج عنها ولا صوت واحد ( بل انضم للتصويت بلا 11
ديموقراطيا يبدو أن لا زالت لديهم بقية من ضمير ) ، أجازوا تحويل أميركا
للاشتراكية ‑أو فى أخف المصطلحات رأسمالية الدولة‑ أجازوها مع سبق
الإصرار والترصد ، رغم كل طنطنة البراق الانتخابية عن أميركا الموحدة التى لا
تعرف أبيض وأسود أو جمهورى أو ديموقراطى … إلخ ، ضاربين بعرض الحائط
كل الآراء المعارضة فى قضية بالغة المصيرية كهذه ، تفرق ما بين تعافى اقتصادى
عالمى سريع وصحى وبين كساد يطول عقودا لا يفك ‑كسابقه‑ إلا بحرب
عالمية ثالثة ( أو على الأقل بحرب أهلية ثانية ) .
يقولون إنهم سوف يخلقون ملايين
الوظائف الحكومية ، كى ينافسوا بها حكومة الاتحاد السوڤييتى أو الصين
أو مصر ، ولا أحد يعلم ‑بفرض صحة هذا‑ ماذا بعد أن ينشئوا الطرق
والكبارى التى يريدونها ولا يريدها سواهم ، ويعود هؤلاء الموظفون عاطلين من
جديد إلى بيوتهم ، بكم سيطرحون علينا عبوات ‘ نحفيز ’ أخرى ؟
هناك شق لا بأس به فى الخطة هو
دعم تقنيات الطاقة والسيارات المستقبلية ، شىء رائع ، لكن المجتمعات ‑ناهيك
عن الحكومات‑ لا تفعل هذا فى وقت كساد عادت فيه أسعار الطاقة التقليدية
للتراجع . هذا يبدو إنفاقا سفيها ، والأفضل فى كل الأحوال ترك شأن
والتقنية لآليات السوق . لكن إذا عرف السبب بطل العجب : هى إغراق فى
غسيل مخ الناس عن سخونة الكوكب الذى تورط فيه اليسار بكل ثقله ويتحرج الآن من
إعلان كذبه فآثر أن يجعل الكذبة أكبر ، وكلها ليس غراما فى سواد عيون التقنية
ولا العلم فى حد ذاتهما ، الشيئان اللذان لم يكن للاشتراكية والاشتراكيين
إسهاما يذكر فيهما عبر التاريخ !
الفاجعة الأدهى ، أن هذا لم
يعد كلامه بعد أصلا ! هذا كان رطانة الحملة الانتخابية حين قال البراق أبو
أمه ‘ سأخلق 4 مليون فرصة عمل خلال عامين ’ . هل تعرف ماذا يقول
الآن ؟ يقول إنه سيخلق ‘ أو ينقذ ’ 4 مليون وظيفة ‘ ؟ !
هل تعرف ما معنى هذا ؟ لو فقد الاقتصاد الأميركى 5 مليون وظيفة ، سيخرج
ليقول كانوا 9 ملايين وأنقذت 4 ، ولو فقد 10 سيقول كانوا 14 لولاى ،
كلاهما حتى لو لم يخلق هو وظيفة واحدة !
… م الآخر : العملية
من أولها لآخرها شغل 3 ورقات !
المسألة م الآخر يا إخواننا ،
عبوة التحفيز ( التعجيز ) الكينزية‑الرووسيڤيلتية العبثية
البلهاء الكارثية هذه ،
لا علاقة لها بالاقتصاد أصلا ، إنما أغلبها هبات اجتماعية
ومكافآت سياسية لحلقة البلطجية والحواريين والمحاسيب وشبكة النقابات والمنظمات
الذين انتخبوه ،
وبعضها سوف يعاد تدويره من جديد إلى تبرعات للجان الحزب الإجرامى كى يعاد انتخابه
من جديد ،
وهكذا ستظل أميركا أسيرة هذه العجلة الجهنمية التى تريدها لها العصابة
الخائنة .
…
البراق أبو أمه لا يريد إلا كسب الوقت ،
والفكرة كما قلنا هى قتل أميركا ونحت فتات الجيفة للصحابة‑العصابة ،
ولأبناء العم من العاطلين السود وقطاع الطرق العرب .
وإذا مضت عدة سنوات باقتصاد مشلول بمثل حقن التعجيز ( النطق الصحيح لكلمة
تحفيز )
الكينزية‑الرووسيڤيلتية العبثية البلهاء الكارثية هذه
( مع استسماح الرئيس محمود عباس فى استعارة كلمة عبثية منه ) ،
فلربما يحتاج الاقتصاد العالمى لما لا يقل عن عشرين سنة أخرى من الكساد
العميق ،
ولحرب تخفض سكان الكوكب بما لا يقل عن نصف بليون نسمة ،
قبل أن يبدأ فى استرداد عافيته .
هذا ليس سيناريو تخيليا بل فقط التاريخ يعيد نفسه
بما حدث عندما تم الاعتماد على مثل هذه العبوات ‘ التحفيزية ’ آخر مرة
فى أميركا قبل ثلاثة أرباع القرن !
…
أقترح طريقة بسيطة للتدبر فى الكساد الحالى ، هى التدبر فى كيف سارت حياة
ميلتون فرييدمان !
هذه ستجدها تأكيدا على موسوعات أو صفحات الإنترنيت ،
( ويا ليتنى ذكرتها مفصلة فى رواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) يوم جعلته إحدى شخصيات الفصل
الثالث ! ) ،
إلا أننى على أية حال أجملها الآن من ذاكرتى العتيقة كما يلى :
بدأ كينزيا متحمسا ، ثم أصبح مهندس النظام الضريبى الأميركى ،
ثم رائدا لما سمى بالسياسة النقدية ( أى التوجيه المركزى للاقتصاد من خلال
التحكم فى سعر الفائدة ) ،
وفى النهاية لم يجد حلا لكساد الثلاثينيات لا فى الكينزية ولا فى الضرائب ولا فى
السياسة النقدية ،
وأصبح أشهر نصير للحرية المطلقة للسوق فى تاريخ أميركا !
…
يقول البراق أبو أمه إنه سيخفض الضرائب لـ 95 0/0
من الأميركيين .
هذا لا قيمة تذكر له ، لأن ما يهم حقا ‑والكل يعلم هذا‑ هو
تحديدا الـ 5 0/0 الأخرى ،
التى اعتاد اليسار أن يعاقبها على نجاحها ويستلب عرقها لصالح شلة لصوصه كالبراق
وشركاه .
ما يفعله هذا المجرم أشبه بسحب الدم قسرا من جسد إنسان لضخها فى ساقه الميتة
المصابة بغرغرينا ،
ماذا تتوقع أن يحدث ؟ !
…
أصلا ،
الكساد لا يحل بالإنفاق ،
إنما بالعكس بالضبط مما يفعله هذا اللص السفيه الصفيق ،
أبو أمه إللى موش دافع حاجة من جيب أبوه أو أمه أو أس أمه
( جيوب هؤلاء ساعدت فقط فى توصيله للرئاسة ، والآن حان وقت نهب كل
أميركا فى جيوبهم ) :
الكساد يحل بالتقشف ، وفى طليعته تقشف الحكومة نفسها !
حين تعود الضرائب لجيوب الناس والشركات ، تكتشف بعد برهة أنها آمنة بما يكفى
وتبدأ فى الإنفاق .
خلال هذه البرهة سيسقط من يستحق السقوط ،
وتلك هى فائدة ‑بل عبقرية‑ دورات الكساد ( أو سمها غضبات أمنا
الطبيعة لو شئت ) !
تلك البرهة‑الاستراحة عادة ما تكون عاما أو عامين ،
لكنها بالإنفاق الحكومى ستمتد عقودا إلى أن تداهمنا الحرب العالمية الثانية
( أقصد الثالثة ) .
…
ملحوظة : لا أحد منا ‑أيا من كان‑ يمكن أن يملك عنادا أكثر من
أمنا الطبيعة .
ليس قبل سقوط هؤلاء الفاشلين ، الأفاقين ، أو من عفا عليهم الزمن
( حتى آخر واحد ) ،
ستسمح لنا قوانين الطبيعة برؤية نور نهاية الكساد ، حتى لو كلفها ذلك
الانتظار لقرون !
…
أنا أعرف اسمين على الأقل من رأس قائمة هؤلاء الذين يجب أن يسقطوا : چنرال
موتورز وسيتى جرووپ ،
لكن بما أن للأسف هذان تحديدا هما من يمسكان بتلابيب دائرة صنع القرار فى
واشينجتون اليوم ،
إذن سيناريو الحرب الثالثة ليس بعيدا بالمرة !
…
ثم من
قال أصلا أن الاقتصاد الجيد هو الذى يخلق وظائف أكثر ؟ الاقتصاد الجيد هو
الذى يخلق وظائف أجود ، والتى هى بالضرورة أقل عددا . إنها نفس الجدلية ضد الاشتراكية :
الكم على حساب الكيف . عمليا بأخذ الـ 819 بليونا من دافعيها ومن ثم هم
مستحقوها الحقيقيون ، ثم ما هى أصلا نوعية هذه
الوظائف ؟ بهذه
التكلفة الهائلة لا تبشرونا بأكثر من حفنة وظائف عتالين مؤقتة مما نسميها فى مصر
بعمال التراحيل ، عملا بنصيحة إلهكم كينز ونبيكم رووسيڤيلت الذين أوحوا
أن احفروا الأرض ثم اردموها ، وهكذا يتبخر الكساد . يا للهراء !
المثير للضحك حقا ، ليس أن النقود ليست متوافرة
أصلا ، وأنها بطيئة إذ لن ينفق على مدى العامين التاليين سوى ثلث المبلغ
المبلغ ، لكن الهم المضحك‑المبكى بمعنى الكلمة أن متوسط تكلفة خلق فرصة
الشغل يبلغ ربع مليون دولار ( كما واجههم بالحقائق الصارخة عضو كونجرس
جمهورى ، شاهد هنا ) ،
وهو أربعة أضعاف تكلفة خلق فرصة الشغل فى القطاع الخصوصى .
… أعتقد عندنا مثل شعبى فى مصر يقول عتال
الحكومة بجبل أو بجمل أو حاجة زى كده !
…
قد ترد قائلا : لكن خطتهم تسعى فعلا لتدمير
الوظائف لا لخلقها ، وأكبر مثال هو ما رصدوه من عشرات بلايين طائلة لميكنة
القطاع الصحى بالحواسيب . الإجابة : لن أقول لك هذا ليس وقته ، أو
لا بأس أن نترك الوظائف البسيطة على حالها أثناء الكساد فهى تطعم بعض
الأفواه ، ففى رأيى كل وقت هو الوقت لدفع التقنية قدما ، لكن تظل هناك
مشكلتان أخطر :
1-
المشكلة الصغرى هى مشكلة چيينات البراق العربية المسلمة التقليدية فى تسمية
الأشياء بعكسها ؛ يدمر الوظائف ويقول إنه يسعى لخلقها ، ولم يحدث قط أن
قال إنه يفعل هذا من أجل خاطر عيون التقنية .
2-
المشكلة الكبرى أنهم فى الحقيقة لا يعنيهم لا إنشاء الوظائف ولا فقدها ولا يعنيهم
دفع التقنية ولا تأخيرها ، هم فقط يفكرون فى أنفسهم ومصالحهم الآنية جدا
القصيرة جدا كعصابة حزبية ارتزاقية استحلالية استرقاقية ، وأية شركة حواسيب
جديدة سيضمونها لقائمة المتبرعين للحزب‑العصابة ككل ، أو لرشوة أفراد
بعينهم منه . ما يعنيهم فوق كل شىء أن يظل التأمين الصحى أكبر ثقب أسود
ينهبون من خلاله أموال الشعب الأميركى ، ويعتقدون أنهم بانتهازهم كل فرصة لضخ
دفعات هائلة جديدة من الأموال فيه ، يقطعون الطريق على من سيأتى بعدهم وقد
يحاول الاقتراب منه أو التفكير فى خصخصته !
ككل خطة التعجيز هذه هى العكس بالضبط مما يجب فعله
لتجاوز الكساد ، ألا وهو :
قطعات
ضريبية كبرى + تقشف حكومى حاد + ترك من يسقط يسقط
( إن لم يكن التسريع بسقوطه ،
فنحن لن نستطيع التحايل على قانون العيش للأصلح أبدا لأنه من ثوابت أمنا
الطبيعة ) !
تلك معادلة لا آتى بها من عقلى العبقرى الاقتصادى
الفذ ،
إن ريجان تخصصه ! إنما هى
ببساطة ما فعله ريجان وتجاوز كسادا أعمق مما نحن فيه الآن ،
وتضخما بنسبة 21.5 بالمائة ، وبطالة عشرة ملايين أو أكثر ،
فإذا به يخلق 21 مليون وظيفة جديدة ، بل وضاعف إيرادات الحكومة ،
كلها بالهبوط بالضرائب من 70 إلى 28 بالمائة ( نعم ، من 70 إلى 28 وليس
العكس ) !
… أما ما سيحدث الآن فهو أن المجرم الحالى سيشل الاقتصاد العالمى لعشرين سنة
قادمة
ولن يحل بأقل من حرب عالمية نووية !
… ودون انتظار هذا هو يريد ما يلى فى الحال :
تقويض منظمة التداول العالمية وإنشاء أممية سادسة بدلا منها !
نعم ،
الفاجعة الأسوأ من كل شىء :
أن يقال أن ثمة بوادر تذمر فى أوروپا من الحمائية التى تنطوى عليها الخطة !
تخيل ؟ ! أوروپا التى طالما وصفناها بالأممية الخامسة هى التى تنادى
الآن بالتداول الحر ،
وأميركا هان بها الحال على يد هذا العبد الأسود المسلم لدرجة أن أصبحت أقصى يسار
العالم !
م الآخر مرة أخرى : ابن دين الصراصير والجرذان هذا لن يمكن وقفه إلا
بالقوة .
…
الحل الصحيح والوحيد لانقاذ الاقتصاد هو مجزرة
ضرائبية حقيقية
تهبط بكل الضرائب للمستويات الصفرية أو نحوها
( تتوازى طبعا مع إلغاء الرعاية الصحية وغيرها من البرامج الحكومية الكارثية
العبثية باهظة الكلفة ،
وتحويلها للعلاقة التعاقدية البسيطة والحرة بين المواطن وشركات
التأمين ) ،
وعامة قصر وظيفة الحكومة فقط على شن الحروب باعتبارها شيئا الكل مجبر عليه ،
هذا إلى أن يحين فيه وقت لنزع هذه الوظيفة أيضا منها ، وإحالتها
للشركات .
…
إذن ، بالضرائب الصفرية وحدها ‑وللأثرياء
قبل الفقراء ،
وبتشجيع لا وظائف العتالين إنما ربما وظائف أعلى تقنية من كل ما هو موجود
الآن ،
وبقتل الشركات الفاشلة صغرت أم كبرت ، لا ‘ كفالتها ’ ،
يدور الاقتصاد يتحقق النمو ونعود من الكساد ، ولا نحتاج لقتل 500 مليون
شخص !
( أنا شخصيا لست ضد قتل عدة بلايين من الحمولة البشرية الزائدة للكوكب ؛
الاعتراض فقط أن لا تلوموا الكساد على تلك الأرواح ، إنما المنهج الاشتراكى
فى التعامل معه )
…
إذن ،
ليس فقط لأنها مفصلة جدا إنما لأنها ككل حلقة استثنائية القوة
للغاية من جلين بيك ، وفى آخرها مثلا يركز على تسمية الأشياء بعكسها ومنها
الاشتراكية التى يرونها حلا للكساد بينما ينكرونها نقول
هذا لأن الهدف الحقيقى واضح عنده :
ما سينفق من هذه الأموال فى العامين التاليين لا شىء يذكر ‑نعم أكرر : لا شىء
يذكر !
هل تعرف لماذا ؟
لأن هذا هو بالضبط الهدف الذى خطط له من البداية ،
وكل ما يحدث الآن أن تتكشف لنا تدريجيا تفاصيل آليات التنفيذ :
سينفق عامين من ولايته على قتل أميركا ،
ثم سيتاجر بالجثة مع أسياده فى موسكو والشرق الأوسط فى العامين الباقيين !
…
ربما الحرب بالذات هى أفضل ‘ خطة تحفيز ’
يمكن تصورها إطلاقا ،
ومثالية تماما من حيث كم الوظائف ونوعيتها وتقنياتها وكل شىء .
و قد علمنا التاريخ أن لا شىء أروع لاقتصاد الكوكب من الحروب .
لو كان كينز قد قال اخترع أعداء ثم حاربهم بدلا من احفر حفرا ثم اردمها ،
لأتى بنتائج أكثر فعالية بكثير ، وعلى أية حال ذلك ما حدث فعلا :
سئمت الدنيا من خطط تحفيزه العبثية فقررت الدخول فى حرب عالمية أو على الأقل أهلية
( الأوضاع العالمية التى سببتها الأزمة تنذر
بشدة بالأولى
‑لسنا نحن الذين نبث هذا المخاوف بل هى قصة لليسارية جدا النيو يورك
تايمز ،
كذا الأوضاع الداخلية فى أميركا تكاد تكون صورة طبق الأصل لمقدمات الحرب الأهلية
السابقة ، أو
I don’t think it’s
been this split since the civil war
… هذه الأخيرة ليست
كلامنا إنما عبارة مأثورة صكها الكاتب برنارد جولدبيرج منذ بدايات عهد الرئيس
بوش ،
محاولا بها تشخيص المواقف الخيانية الصريحة لليسار ) !
…
أنا شخصيا تكفينى المقارنة بـ 1968 :
منذ كينيدى لم نحظ برئيس يسارى متطرف وكبير الجماهيرية معا .
كارتر كان أتفه من دجاجة ، وكلينتون لم يكن يساريا جدا حتى يستأهل
الثورة .
إذن نحن نعيد الآن خلق الأوضاع التى تلت وصول كينيدى للسلطة ،
وتصاعدت معها سطوة العنف اليسارى فى الشوارع والجامعات والمصانع ،
ولم يحل الأمر إلا بصدامات واسعة مع الحرس القومى فى كثير من الولايات .
ساعتها فقط أفاق الناخبون على ما صنعت يداهم ، وانتخبوا نيكسون !
…
فى كل الأحوال أقول أيضا إن الشعوب تستحق قادتها ومن
ثم تستحق مصائرها ،
وإذا كان العرق الأنجلى
‑مع كل إنجازاته التقنية وبنائه لحضارتين من ثلاث عرفتها الإنسانية‑
قد تعامل بطراوة أو جشع أو قصر نظر ‑سمه ما شئت‑ مع طبقة الشغيلة فى
بريطانيا ،
ومع الأقليات والمهاجرين فى أميركا ، فهو يستحق ما حدث أو سيحدث له .
… سواء حسب أقدم دراسة وضعناها على هذا الموقع ،
أو حسب رواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) الأحدث كثيرا ،
فنحن نتوقع وننتظر قيادة جديدة للعالم سوف تأتى من وراء الپاسيفيك ،
ليست فقط الحاضنة الأكبر لتقنيات المستقبل حاليا ،
إما لأنها أيضا أثبت تاريخيا أنها بما لا يقارن أكثر حزما واستعداد للتعامل بقسوة
مع أعراق التخلف والبداءة !
…
الاعتراض الوحيد الذى سمعته هو أن أحدا لا يضمن أن لا
تضع الشركات الإعفاءات الضريبية فى جيوبها ولا تنشئ وظائف جديدة . هذه سفالة
مفضوحة . لو أنت قطعت الضرائب ، لن تبحث الشركات ساعتها عن الانكماش
والتقنفذ ، إنما ستلهث وراء فرص التوسع وسوف يجتمعون مع بعضهم البعض لتخطيط
مشروعات مشتركة …وهلم جرا ، كى تستفيد كلها بالإعفاءات .
ثم بلاش يا أخى : إشفاقا على ما لديكم من مرض
إسقاط نفسى ، سنفترض أن كل الدنيا مثلكم بالضبط : مخادعون
وكذابون ! لذا فنطلب أن تتقدم كل شركة للكونجرس بخطة تقول فيها لو أعطيمتونى
خصما ضريبيا قدره كذا فسأفعل كذا وكذا ، ولو أعطيمتونى كذا سأفعل كذا ،
أو بالأحرى الترتيب معكوس : سأفعل كذا وكذا وفى نهاية العام ستعطوننى إعفاء
كذا ، ولو لم أفعل لا تعطونى شيئا وخذوا ما شئتم من ضرائب . هذا معناه
أن بدلا من أن تقدموا كفالات من جيوب الكادحين للفاشلين ، قدموا إعفاءات من
جيوب لا أحد للناجحين . أما لو لم يتقدم لكم أحد ‑وقطعا هذا لن يحدث‑
ساعتها لكم كل الحق أن تفعلوا ما شئتم .
نحن يا سادة ، نريد
وظائف عالية التنافسية ؛
نريد لچنرال موتورز وسيتى جرووپ أن ترحلا ، وأن تتقدم مايكروسوفت وإنتل
وفايزر ؛
بل نريد ربما أن تتقدم أحصنة سوداء لا نكاد نعرف عنها شيئا اليوم ( الكساد
العظيم وغيره من دورات الكساد هم من ولدت فيهم آى بى إم وهيوليت پاكارد وفيد إكس
وكثيرة غيرها ! ) ؛
وطبعا نريد آخرين أعلى تقنية وأكثر استعدادا لتحديات تنافسية أكثر حدة وجرأة
( الممثل إيد بيجلى ‑الناشط الرصين فى مجال البيئة المؤمن أن المزيد من
التقنية هو الحل‑
أوحى لنا هنا
بفكرة إن الصناعة الستراتيچية رقم 1 فى العالم وشيك الولادة ،
قد تكون صناعة بطاريات السيارات الكهربية .
نحن نصدقه ، على الأقل بحكم معاناتنا مع بطاريات حواسيب قمة الحجر التى يبدو
منذ عقود أنها لا تتطور أبدا ) !
…
وبمناسبة من سيعيش ومن سيرحل
ومن سيصبح حصانا أسود :
هامش بخصوص الاستثمار :
دراسة تاريخ السينما علمتنا أن العصر الذهبى لها هو بالضبط سنوات الكساد
العظيم .
القاعدة التى يمكن استنتاجها هى أن ما يزدهر فى سنوات الكساد شيئان : الطعام
الرخيص والترفيه الرخيص .
ما يشهق بالفعل الآن فى أميركا هو ماكدونالدز ووول مارت ، لأنهما يوفيان الشق
الخاص بالطعام الرخيص .
لدينا الفول والكشرى يناظران ماكدونالدز ،
ولدينا سپينيز وغيرها من الهايپرماركت ، مما توفر السلع الأساسية بتخفيضات
غير مفهومة أحيانا .
… أما لمن يستثمر فى البورصة ولا يجد أيا من هذه فيها ، فنقول :
1- حين تصل الأمور للقاع كما هى تقريبا الآن ، فإن كل شركة تصبح اقتصادا
قائما بذاته ، تشق طريقها بمفردها ( مبدئيا اعتمادا على نوع الحقل الذى
تشتغل فيه وعلى مدى مستقبليته أو ماضويته ، ثم على تفرد مقوماتها فيه ،
وعلى تصوراتها لشكل الأشياء القادمة فى العالم الجديد المقدام الذى عادة ما يأتى
بعد فترات الأزمات وتخلص الاقتصاد من ديناصورات الماضى ) .
2- بالتالى لا تدهش حين ترى ‑على غير ما تعودته فى الظروف العادية‑
البعض ينهار بعنف والآخر متماسكا أو صاعدا بقوة
( قبل فقرة أو فقرتين تحدثنا عن شىء اسمه أحصنة الكساد السوداء ) .
3- ضع كل القطاعات وراء ظهرك لأنها مهما كانت عظمة وقوة شركاتها فهى لن تنمو
الآن .
4- أقرب شىء للطعام الرخيص هو شركات المطاحن ، وهى ستنمو شاءت أم أبت .
5- هل السينما ترفيه رخيص ؟ لا أعتقد أنها تعد كذلك الآن ، لكن هناك ما
يناظرها .
أنا شخصيا اخترت النايلسات
للاستثمار .
سهم مكرر ربحيته شبه صفرى ( بالمقارنة ، سهم أوراسكوم تليكوم يساوى خمسة
جنيهات ليس إلا ! ) ،
شركة إيراداتها ضعف مصروفاتها ، تدبر قروضا ولا تستخدمها لتكدس السيولة
داخلها ،
نمو متسارع بمعدلات هندسية فى سعات المرسلات ، والأهم أنه سيتزايد خلال
الركود ،
من هذه مشروعات توسع مذهلة فيما يسمى بالنايلسات 201 ، وهلم جرا .
أيضا هو سهم دولارى ، والدولار يقوى ، وإن إلى حين ،
والحين هو أن تعجز أميركا عن سداد ديونها الهائلة التى سيغرقها فيها الرفيق
المجرم .
ساعتها سيشهق التضخم وتشهر البلاد إفلاسها وتنهار العملة ،
لكن هذا لن يحدث قبل شهور إن لم يكن سنوات ،
بل ونأمل أن تتنتفض الأمة الأميركية وتطيح بالبراق وتجنب نفسها هذا المصير
الأسود ،
الذى يريده لها كما سواد لونه الكئيب .
…
…
الآن ‑ومن كلمة انتفاضة
هذه‑ إلى الشىء المهم : المعارضة الجمهورية الجماعية تماما .
البراق كما هو واضح سوف يستميت على صدور هذا القانون من السينيت بتوافق حزبى أيا
ما كان سيقدمه لهم من تنازلات . السبب أنه يدبر فخا أكبر للجمهوريين
فيه . يوم يتضح أن هذه الخظة بلا جدوى ، وحين تتواصل إعلانات الشركات
اليومية عن تسريح العمالة وتتوالى بيانات تعمق الخسائر وارتفاع نسب البطالة وتراجع
الناتج الداجن ، سوف يقول ساعتها لست المسئول والخطة كانت إجماعا قوميا
( هم بدأوا يقولون هذا بالفعل ، وضعوا فى الخطة وعود البراق الشيطانية
بما أسماه زورا قطعات ضريبية ، وقالوا إنها وضعت بناء على رغبة
الجمهوريين . تخيل أن ننفذ مشروعا فى مصر ورد فى برنامج مبارك
الانتخابى ، ثم تصدر عناوين الصحف لتقول إنه جاء من برنامج الإخوان ‑مع
الاعتذار طبعا لأن المثال يعكس مكان الأخيار والأشرار ، فقط أية إهانة من أبى
أمه لنفسه أن يقول إنه وضع القطعات الضريبية إرضاء للمعارضة ، وكان كتب
برنامجه الانتخابى من هراء لم يحدث أن أخذه هو نفسه يوما على محمل
الجد ) ] .
…
[ والآن ‑5 فبراير‑
إليك المفاجأة ، والكلام ننقله عن كارل روڤ
الذى كان أكثر منا تفانيا وقرأ الألف صفحة ويزيد التى كتبت فيها الخطة والتى من
المؤكد أن لم يقرأها حتى الذين أجازوها ، فقط أشارت لكل منهم نانسى پيلوسى
على جزء السبوبة الذى يعنيه ، وكيف يقرأونها وهى أصلا لم تستغرق إلا ساعات
تعد على أصابع اليد من المناقشة على طريقة الپرلمان السوڤييتى وأشباهه
( مع فارق أن هذه الأخيرة لم يحدث أن ناقشت يوما شيئا بتريليون دولار ولا حتى
ببليون ! ) ؟ قال روڤ : القطاعات التى ضخوا فيها أغلب الأموال كالصحة والتعليم
( يقصد الإنفاق الحكومى التقليدى الذى يفترض الديموقراطيون أنه من صميم دور
الدولة ) ، هى قطاعات لم تخسر أية وظائف أصلا بل أضافت وظائف جديدة خلال
2008 ! أما البيزنسات التى فقدت جحافل موظفين بالجملة كالبيزنسات الصغيرة
والمصانع ومحال التجزئة والفنادق والمطاعم وشركات الخدمات … إلخ ، فلم
تنظر خطة التعجيز فى خلقتها بكثير أو قليل ( يقصد أن الخطة لم تبحث أين
الكفاءات التى أرسلها الكساد للبطالة كى تخلق لها وظائف بديلة . مثلا قد ‑أكرر
قد‑ قد نرى لمشروعات البنية التحتية إنشائية الطابع كالطرق والكبارى وجاهة
ما ، هى إعادة المهندسين وفنيى البناء الذين يتكدسون الآن بكثرة من
بيوتهم ، أما الخطة فقد ذهبت للإغداق على تخصصات لا تعانى أية مشاكل أصلا بل
ربما يطلبون المزيد منهم من المكسيك أو من قطر ، الأطباء والمدرسون ،
لأنهم طبعا التخصصات التى اعتادت الاقتيات على المال الحكومى وستظل تصوت
للديموقراطيين لأبد الدهر ! ) . ونكتفى بنقل الفقرتين التالتين
مزيدا على ما سبق :
The package’s size is
disturbing. The federal government’s discretionary, nonsecurity spending was
$391 billion in fiscal 2008 and $393 billion was requested for this fiscal
year. H.R. 1 contains $317 billion in additional fiscal 2009 discretionary
nonsecurity spending. If passed, this 81% increase would be history’s largest.
Nor will Democrats treat this
additional spending as a one-time expense. They’ll simply start next year’s
budget writing with a new baseline of $712 billion for the federal government’s
discretionary domestic budget, nearly doubling it in just a year. This is only
part of the Democrats’ spending damage. In H.R. 1, they also add $308 billion in
new ‘mandatory’ spending (for entitlement programs), which would help produce a
25% increase in 2009, the largest increase in mandatory spending in more than
three decades.
… الخلاصة ببساطة
أنها خطة اشتراكية كلاسية نمطية معهودة هدفها غير اقتصادى بالمرة إنما أيديولوچى
خالص ، وهو تعظيم دور الدولة وحجم الإنفاق الحكومى ، إغراقا فى تولية
البيروقراطيين على صحة المواطن وعلى تعليمه وعلى كل شىء فى حياته ، ومن ثم
بالطبع محاولة شطب مفهوم المشروع الخصوصى الرأسمالى من العقل الأميركى والثقافة
الأميركية ، وأبسط دليل على هذا أن الخطة مقسمة على عدة سنوات لا لشىء إلا
لتأسيس نمط إنفاق حكومى ثابت ، بينما لا يعنيها من قريب أو بعيد التحريك
السريع الاقتصاد ، وشيخ المنسر يصر على أن تأتى الخطة لوكره ‑أقصد
لمكتبه‑ خلال أسبوع لأن الأمور لا تحتمل الانتظار والأمور ستتحول لكارثة إن
لم تقر الخطة فورا .
بصراحة ،
لقد سئمت وسقمت من محاولة متابعة كل هذا : يريد الخطة سريعا ، بينما هى
نفسها ليس بها أى شىء سريع . فيم السرعة إذن ، إلا فقط تقديره أن
الأسبوع غير كاف لأى أحد كى يقرأ كل الألف صفحة ويزيد التى كتبت فيها قائمة تمنيات
الأتباع والمريدين ؟ ! ] .
[ تحديث : 9 فبراير 2009 : هل تتخيل ما الذى تفتق عنه اليوم
ذهن المنحط الأثيم لتمرير خطته التخديرية بعد أن رفضها جمهوريو النواب بالإجماع ،
وبات واضحا رفض سيناتوراتهم لنسختها المنقحة أيضا ، وطبعا ناهضها كل اقتصادى
محترم فى العالم ؟ قرر أن يفعل الشىء الوحيد الذى يجيده : الدجل !
إطلاق حنجرته فى مؤتمرات جماهيرية أمام جموع بلهاء مغيبة . بدلا من أن يجلس فى مكتبه ليسمع آراء
بعض الخبراء الحقيقيين ، أو حتى يقرأ ما تقوله الصحف التى لا تسبح بالضرورة
بحمده ، قرر أن يذهب هذا الأسبوع لبلدتين فى إنديانا وفلوريدا للخطابة فى
أناس اختارهم تحديدا لأنهم أكثر من ضربتهم الأزمة . ماذا تتوقع من هؤلاء
الجوعى المساكين سوى إلهاب أكفهم بالتصفيق لمولانا روبين هوود الذى جاء يبيع لهم
وهم أنه سوف ينزل عليهم بمائدة من السماء ( دون أن يحدد حتى موعدا
لها ) ، بل ماذا ستفعل للاقتصاد خطة رديئة حتى لو صوت لصالحها كل
الأميركيين بنسبة 100 0/0 .
يا
سادة ، قوانين الاقتصاد علم وليس فهلوة أو رطانة حنجورية انتخابية ،
والحقيقة ‘ م الآخر ’ أن كل هؤلاء الذين سيخطب فيهم لا يعنونه فى
شىء ، إنما ما يفعله فعليا أنه يقتلهم ، وسيبيع جثثهم بعد قليل !
ملحوظة بخصوص السيناتورات الثلاثة الجمهوريين الذين صوتوا للخطة : لا أستطيع لومهم أو اتهامهم
بالكثير ، لأن ما جرى أفضل من توقف التصويت عند 58 سيناتورا ، ويتهم
الجمهوريون للأبد بأنهم إعاقيون obstructionists كما يقولون . الخطة ستفشل
حتما فى كل شىء ‑إلا ضح شحنات ضخمة من المال لجيوب الصحابة‑العصابة ،
لكن ساعتها لن يلوم أحدا إلا هذه العصابة وشيخ المنسر البراق ! ] .
‘Porkobama!’ |
[ تحديث : بعد ساعات :
الحق يا جدع ! لقاء إنديانا تحول لفضيحة بجلاجل !
… شىء خرافى بمعنى الكلمة !
بل قل جماهيرية هذا الصرصور الأسود هوت فى ثلاثة
أسابيع ،
أكثر مما انزلقت جماهيرية أى رئيس سابق ( بما فى هذا چيمى كارتر ) فى
ثلاثة أعوام ،
فقط من خلال قضية واحدة هى خطة تعجيز ( تحفيز ) الاقتصاد التى تقريبا لا
تتمتع بأية جماهيرية فى الشارع !
[ أحدث الأرقام هنا ]
مظاهرات حاشدة خارج قاعة اللقاء ، بل حتى من انتقتهم أركان العصابة
بعناية لحضور اللقاء راحوا يقرعون هذا النصاب القادم من واشينجتون ،
ويطالبونه تحديدا بالضبط بما يقترحه الجمهوريون : قطعات ضريبية صريحة بسيطة
ومباشرة تذهب لصناديق بريدهم وليس لجيوب عصابته ( رغم هذا ، ومع الإقرار
بشجاعة الرجل الذى قال هذا ، فهو للدقة إنسان بسيط غسل
الديموقراطيون دماغه ، بحيث لم يعد يفرق بين إرسال مصلحة الضرائب شيكات
لصناديق البريد ، وبين ألا تخصمها أصلا من مرتبه . الشيكات المرسلة
بريديا ليست قطعات ضريبية بالمعنى الأمين للكلمة ، بل هى اختراع خبيث للبراق
كى يرسل النقود لمن دفع ضرائب ولمن لم يدفع ، فى إطار مشروعه القومى للهندسة
الاجتماعية ، أو بتعبير أصرح وأدق مشروعه القومى للنهب والسلب ) !
يا ‘ سادتنا ’ الذين تريدون إحياء غزوة الإسلام اليثربية الكبرى
مرة أخرى لكن انطلاقا من واشينجتون ، لقد انتهى عصر يصدق فيه الناس أن
النصابين ‑بالذات المسلمين والسود منهم‑ يمكن أن يحولوا بعض الأرغفة
والسمكات إلى مائدة سماوية . على الأقل عمر بن الحطاب والحطابة وعمرو بن العاص والعاصية ( العاهر
الأبتر والعاهرة الأشهر ) وخالد بن اللقيط واللقيطة كانوا يقولون صراحة إنهم
نهابون سلابون !
أحلى حاجة أن أهالى إنديانا دخلوا لعبة الأسماء زينا ، انطلقوا على ما
يبدو من موضوع الجوع ومائدة السماء فاكتشفوا التشابه الصاعق بين كلمة براق وكلمة
خنزير ، هذا الذى وردت رائحته كثيرا فى خطة التعجيز التحفيزية !
( أنا شخصيا لا أعتبر الوصف بهذا الحيوان الطيب الجميل والمفيد كلمة
سباب ، وبغض النظر عن كون كلمة pork أو
مصطلح pork
barrel ، مصطلح سياسى أميركى قديم
يشير للإنفاق الحكومى كمقابل للتأييد السياسى ، إلا أنها تظل إشارة قوية
لتفاهة مفردات خطة سرقة أميركا ودناءة أهداف هؤلاء اللصوص ) .
… أنا شخصيا بدأت أشك أن نبى الإسلام ( محمد ) صعد إلى إله
الإسلام ( عمر ) فى السماء السابعة راكبا خنزيرا مجنحا !
وبعد ،
كنا قد قدمنا أوصافا كثيرة لفضيحة أن يترك رئيس مكتبه وبين يديه كل السلطات ولديه
أغلبية يجيز بها ما يريد فى الكونجرس ، ويذهب للشارع فيما يشبه الحملة
الانتخابية كى يحرض على أن الأقلية لم تصوت معه . الآن إليك أحلى وصف ،
ليس منا إنما من الفوكس
نيوز : AWOL :
هارب من الخدمة ! ] .
…
War of the Digits: Move over 7s! |
[ تحديث : 10 فبراير 2009 : ما حدث اليوم فى وول
سترييت شىء يفوق الخيال : البراق يقدم لهم 3.5 تريليون دولار فى مجرد بضع
ساعات ( خطة تعجيز وخطة بنوك وخطة إسكان ) ، والداو چونز يهبط
قرابة 5 بالمائة إلى 7,888.88 [ ربما استوحوا منها رقم الـ 787 النهائى لخطة
التعجيز بعد أيام ] ! حتما سوف يكتب هذا الذى حدث اليوم فى كتب
الاقتصاد . الموضوع أعقد من أن يكون مجرد سر بسيط نكشفه ، بل هو حزمة من
العوامل :
1- مرة أخرى هى واحدة من مسلسل الوقفات الأخيرة كالتى فعلها المستثمرون يوم
انتخاب أبى أمه ويوم تنصيبه وقد غطيناها كلها فى حينه ، وكانت كلها صفعات
مروعة أضاعت ابتسامة الغربان المعتادة من وجهه القبيح الكالح .
2- ازدياد الوعى بأن خطة التحفيز الاقتصادى ذات الـ 840 بليونا التى أقرها
السينيت اليوم
بمعارضة جمهورية شبه جماعية ، ما هى إلا حفنة من المكافآت لمن ساعدوا على
انتخاب البراق ، ولا علاقة لها لا بالاقتصاد ولا بالتحفيز ، إنما لها
علاقة فقط بالتعجيز .
3- خطة انقاذ البنوك الجديدة ذات الـ 2.5 تريليون دولار التى أعلنها جايثنر
اليوم ،
يقول المنطق إنها كان يجب أن تضيف مليون نقطة للداو چونز لا أن تخصم منه
400 . السبب هو ما يمثله جايثنر نفسه ، الذى حذر البعض من أنه عقلية
تؤمن بالعصا التنظيمية الحكومية الغليظة ، وقد كان . فيما يلى السطور
الأولى من التحليل المذهل لچيف جيرث من مؤسسة ProPublica
التى باتت أحد أعمق قوى البحث والتحليل الصحفيين فى الحقل الاقتصادى ، وندين
بالفضل لچوديث
ميللر من الفوكس نيوز ‑بالأحرى الغالبية عامة إما زملاء سابقون أو
حاليون فى الوول سترييت چوورنال القوة الضاربة الكبيرة اليوم وكل يوم فى الدفاع عن
الحرية‑ ندين لها بالفضل فى التنويه بهذه الدراسة
الهائلة . يقول جيرث فى إيجاز ثاقب ، يكشف الوجه المزدوج
لجايثنر : حين يكون مسئولا حكوميا يؤمن بأقصى تقييد ممكن لأنشطة السيتى جرووپ
وحين يصبح رئيسا لها يتسيب أقصى ما يكون التسيب :
As president of the New York Federal Reserve Bank,
Timothy Geithner often preached that gargantuan financial firms like Citigroup
should be held to the highest regulatory standards to make sure they couldn't
take on too much risk.
But when it came to supervising Citigroup in recent years, the record
shows that the New York Fed eased the reins as the company blew billions on
subprime mortgages and other risky deals that ultimately forced the biggest
bank rescue in U.S. history.
إذن ، هو ‑أى جايثنر‑ موش دافع حاجة من جيبه ، كلها
إما أموال دافعى ضرائب من الجيل الحالى أو من الأجيال القادمة من الأميركيين أو
استقطاب للقطاع الخصوصى لشراء الديون المسمومة ، فقط من أجل هدف واحد ،
أن تكون الجزرة الأغلى فى تاريخ تجارة الجزر ( 2.5 تريليون
دولار ) .
لا أريد التسرع فى الحكم ، ولا حتى مجاراة وول سترييت ذعرها
اليوم ، ذلك أنه حتى اللحظة لا أحد يعرف التفاصيل ، وربما لن يعدو الأمر
ما يشبه مثلا تشريعات البنك المركزى عندنا فى مصر ، هذه التى نفخر بها
وبجذورها الإنجليزية‑اليهودية العظيمة . المشكلة التى أخافت مستثمرى
وول سترييت اليوم هى لفظة تشريع ورقابة فى حد ذاتها ، والأسوأ ‑لو لم
تكن سيئة فى حد ذاتها‑ هو احتمال أن تصبح مستقبلا حصان طروادة لتشريعات
كثيفة قاحمة مقحمة جديدة تتيح للحكومة دس أنفها فى كل كبيرة وصغيرة فى
الاقتصاد ، وتلك التشريعات أسرع طريقة ممكنة لقتل حرية السوق ومن ثم قتل
الاقتصاد ومن ثم قتل أميركا ومن ثم بدء الحصول على المغانم من بيع الجثة للأسياد
فى موسكو وطهران والدوحة … إلخ ( فى رأيى الشخصى ، وهى نبوءة أغامر
بها دوما أن الرفيق الوغد ربما يحتاج لإقالة جايثنر نفسه للمضى فى تلك الخطوات
الأبعد ، فهو قطعا ليس الماركسى‑اللينينى الذى يتمناه للمنصب )
[ بالفعل حين أعلنت التفصيلات شهقت وول سترييت من جديد ، ويمكنك متابعة
هذا فى المدخل الخاص أميركا
تستيقظ ] .
… بمناسبة حديث التريليونات :
قبل
أسابيع سخر أحد قرائنا على
الإنترنيت من مصطلح الضرائب الصفرية ، الذى كنت قد استخدمته لأول مرة فى
صفحة السياسة منذ وقت طويل .
الآن جاءه من حيث لم نحتسب الرد الذى لا يصد ولا يرد : لو طبقت أميركا
الضرائب الصفرية بكامل معناها الحرفى اليوم ، لكانت كلفتها ( تريليون دولار ) أقل
بكثير من عبوات التعجيز التى أقرتها عصابة البراق أبى أمه !
4- على أن ما يحيرنى هو سر غضب البراق من انهيار وول سترييت
اليوم . لديه السلطة ولديه الأغلبية الكاسحة فى الپرلمان وليجز ما شاء ويسعد
به ، فيم إذن صب الغضب على مستثمرى وول سترييت لأنهم لم يخرجوا أموالا من
جيوبهم تحية واجب على طريقة الأفراح المصرية لخطته الكارثية ، أليس السبب هو
أنه طيلة حياته لم يشتغل بمال من جيبه إنما فقط بأموال الآخرين ؟
ثم ما سر غضبته على الجمهوريين أن رفضوا التصويت ؟ لديه السلطة ولديه
الأغلبية الكاسحة فى الپرلمان وليجز ما شاء ويسعد به ، فيم إذن صب الغضب على
المعارضة أن عارضت ؟ أليس السبب أنه يريد حين يتضح أنها كانت خطة نهب وسلب
لحساب المحاسيب الذين زوروا انتخاباتك كـ ACORN وما
شابه ، يود ساعتها إنها كانت خطة قومية ووافق عليها الجمهوريون ؟
ثم ما سر غضبته من أن الكساد سوف يتحول لكارثة ؟ يا بن دين الجرذان
والصراصير ، هذا مجرد كساد ، أى ظاهرة اقتصادية دورية طبيعية ، ثم
لا مقارنة بينه وبين كساد الثلاثينيات بعد وأمثالك وحدهم هم يحولونها لكارثة
باقتراض تريليونات من أموال الأبناء والأحفاد ، أو بطبع نقود لن نجنى منها
إلا التضخم المدمر ، لا لشىء إلا لإنفاقها على محاسيبك الذين زوروا انتخاباتك
كـ ACORN وما شابه .
…
أما أكثر ما يغيظ فهو الكذب المفضوح جدا الذى يستخف بعقلى وعقل كل
أحد ، وسأذكر فقط نقطتين فى مؤتمره الصحفى أمس ،
جعلتا الدم يغلى فى عروقى :
1- قوله ليس للجمهوريين الحق فى الحديث على الإنفاق والعجز الحكومى لأنهم
هم من ضاعفوا العجز على مدى السنوات الثمانية الأخيرة . لن أرد عليه …
أ- بأن جزءا من هذا ذهب لحروب فرضها
أبناء عمومته العرب والمسلمين على الشعب الأميركى فى وقت كان چورچ دبليو .
بوش قد جاء على منصة انتخابية شديدة الانعزالية ، وأنه سوف يترك العالم الخارجى
‘ يضرب يقلب ’ كما نقول فى مصر ،
ب- لن أرد بأن حرب العراق التى يطنطن
حولها طوال الوقت لم تكلف سوى تريليون دولار ، وهى لا شىء بما ينفقه
هو ،
جـ- لن أردد أن عجز الـ 450 بليون
دولار ، هى نقطة فى بحر من الديون التى ينوى أس أمه ( أقصد أخو أس
أمه ) إغراق الأمة الأميركية فيها ،
د- لن أرد بأن دعم بوش للبنوك رغم كونه
مخالفة واضحة لمبادئ الرأسمالية ، إلا أنه يوضع بين أقواس كثيرة كما حدث
وفعلنا فى ( م الآخر ( 82 ) ) ، ولا يصلح
للمقارنة بأى شىء آخر : لم يكن لإعالة قطاع صناعى أو إسكانى مثلا ، أو
لبرامج الصحة والمعونات الاجتماعية … إلخ ، ولم يكن يهدف فرض سيطرة
للدولة على شىء ولم يشترط أى من هذا ، ولم يكن للمنهارين وحدهم إنما لكل
البنوك ( فيما فهم ساعتها بكونه تبديدا ) ، لكن الواقع أن الحكمة
منه كانت مختلفة تماما عما تنفق أية حكومة فى أية لحظة معطاة من التاريخ ،
أهدافا نفسية ورمزية بحتة ، ذلك أن القطاع المصرفى هو القطاع الوحيد الذى إذا
انهار ‑بتكالب الناس على سحب مدخراتها‑ أدى لانهيار كامل
الاقتصاد ، وهى وضعية حساسة ومتفردة تماما لا تتوافر فى أى قطاع آخر .
حتى على صعيد الإرث التاريخى المجرد لطالما اعتبرت الحكومات عامة النظام المالى
نوعا من المسئولية السيادية كالحرب وغيرها من قضايا
الأمن القومى ، على الأقل لأن النظام المالى مرتبط ومتأثر مباشرة بأشياء
سيادية وشبه سيادية من قبيل إصدار العملة وتحديد سعر الفائدة ( أكرر :
هذه ليست الرأسمالية كما يجب أن تكون ، مطلقة الحرية مطلقة التنافسية ،
لكنها مسألة تختلف جذربا عن دعم صناعة السيارات مثلا ، التى لو انهارت لن
تنهار بها سوى شبكة العصابات النقابية ومن ثم عصابة الحزب الديموقراطى ، لكن
لا شىء آخر ! ) ،
هـ- لن أرد بأن بذخ الآخرين ليس مبررا
لبذخك أنت على طريقة ‘ إشمعنى أنا ، من حقى أدلع نفسى ’ ،
و- لن أرد بأن بفرض أن بوش لم يكن
مضطرا لما فعل وكان قد ‘ دلع ’ نفسه فعلا ، فقد فعل ذلك بضرائب
الشركات الكبيرة الناجحة ، وليس لوغد جربوع حثالة نتاش نهاش مثلك حق إبداء
الرأى أساسا فى شأن داخلى بين أبناء الصفوة ،
ز- ولن أرد بأن الظروف مختلفة اليوم وأن
الآن أوان التقشف مهما كان أمر الناس الآخرين والأزمنة الأخرى ؛
إنما سأرد بقذيفة إلى القلب مباشرة على هذا الكذب السافل الفاضح : إنه
إسقاط نفسى ! … أغلب هذا الإنفاق والعجز جاء من سيطرتكم أنتم لصوص
اليسار على الكونجرس لمدة ستة أعوام من تلك الثمانية !
(Click here for the full size image) ‘Almost Unanimously!’ |
2- هل تذكر قوله
قبل شهر إن ثمة إجماعا على الخطط الكينزية كمخرج من الكساد ، وتذكر كيف رد
عليه فى 28
يناير ثلاثمائة اقتصادى منهم متوجون بنوبل ( ولحقهم مئات آخرين هنا
أقلهم بدرجة پروفيسور ) ، بإعلان مدفوع فى النيو يورك تايمز وغيرها من
الصحف الكبرى ؟ لم يرتدع إنما راح يكرر أمس أن ثمة ‘ إجماعا ’ على
الخطط الكينزية كمخرج من الكساد . ماذا يريد بالضبط ، وهو يفضح نفسه
هكذا علنا أمام الناس ؟ الإجابة يعرفها كل نصاب : اكذب أكثر يصدقك الناس
أكثر ، فكلما كبرت الكذبة كلما سهل تصديقها ! مع ذلك واقع الحال يشهد
بأن الأعراب ليسوا ببراعة دكتور جوبلز فى الكذب ، ويكفى أنه بينما يتكون
الاستدلال الدائرى من عشرات الخطوات الالتفافية فى الثقافات الغربية أو حتى لدى
اليهود ممم هندسوا الديانة المسيحية ، فإن الاستدلال الدائرى فى الإسلام
يتكون من خطوة واحدة بسيطة جدا مفضوحة جدا لأن العقل العربى قبل‑الإنسانى لا
يستطيع أن ينتج أبرع من هذا : محمد رسول . ما الدليل ؟ الدليل كلام
القرآن ؟ ومن قال كلام القرآن ؟ محمد ! هأ ! ( اقتباسا
بإيجاز عن رواية سهم كيوپيد
( 1 - 2
- 3 ) ) . يعنى باختصار يا أمير المؤمنين مولانا
البراق أبو أمه : وحياة أس أمه أخوك ، هأ ! هأ ! هأ !
العب غيرها !
|
… أعلاه
صورة مصغرة من إعلان هؤلاء الاقتصاديين .
… وهنا
صورة بالحجم الطبيعى الكامل
منها .
… وهنا
النص
ملحقا بآخر تحديث لقائمة الموقعين التى أصبحت ‑لحظة كتابة هذا‑
تقارب الألف ( أنا لا أعرف كم عدد أساتذة الاقتصاد الأميركيين أصلا ،
حتى يكون ألف هم الاستثناء من الإجماع المزعوم الذى يتحدث عنه ذلك
الوغد ) .
… وهنا
شاهد نصفه
الأول الذى كرر فيه تلك المقولة السافلة الجاهلة محاكيا فيه ككل طريقة خطب ستالين وهتلر وعبد
الناصر ، وحاول أن تعد كم مرة تأهأه أو تنحنح أو تلعثم وهل هى أكثر أم أقل من
عدد الكلمات نفسها .
… وهنا
النص
الكامل للمؤتمر .
… وهنا
نص الجزء الذى عنيناه ( والتشديد بالأحمر من عندنا ) :
Most economists, almost
unanimously, recognize that even
if philosophically you’re wary of government intervening in the economy, when
you have the kind of problem we have right now ‑what started on Wall
Street goes to Main Street, suddenly businesses can’t get credit, they start
carrying back their investment, they start laying off workers, workers start
pulling back in terms of spending‑ when you have that situation, that government is an important element of
introducing some additional demand into the economy. We stand to lose about $1 trillion worth of
demand this year and another trillion next year. And what that means is you’ve
got this gaping hole in the economy.
…
[ تحديث : 12 فبراير 2009 : فضيحة جديدة كبرى :
التعداد ! لآول مرة فى التاريخ الأميركى يريد البيت الأبيض نقل اختصاص
التعداد مباشرة له كى يزور فيه البراق وثعبانه المدعو رام إيمانويل ما شاءا ، ويجعلان السود والحبايب والحسايب هم الأغلبية وأصحاب الأولوية فى كل
شىء ، ويعيدان رسم حدود المقاطعات لصالح العصابة الديموقراطية
الانتخابى ، وهلم جرا من الآثار السياسية الجسيمة على الهيكل السياسى
والاقتصادى والاجتماعى لوجه الحياة فى أميركا .
شىء لم يخطر ببال أى رئيس سابق ، لسبب بسيط أن لم يحدث أن سكن البيت
الأبيض شخص بمثل هذه العقلية السيكوپاتية غير المسبوقة فى إجرامها . تاريخيا الإحصاء تكليف دستورى مقدس
طالما نظر لها كمهمة تقانية يجب أن تكون شديدة المهنية والعلمية والحياد ،
وتعارف الكل على أن سكرتير التجارة نفسه لا يتدخل فيها شخصيا رغم تبعيتها
له ، ورغم كونه شخص مهنى وليس فقط سياسيا ( استقال السيناتور الجمهورى
چاد جريج من الترشيح لمنصب سكرتير التجارة حين علم بدهاليز هذه الخطة
الجهنمية ) [ التناول الأكثر تفصيلا للأمر برمته هنا ] .
فوكس
نيوز كانت أول من نبه لهذا قبل ثلاثة
أيام بينما لم تذكر الخبر أية جهة أخرى مطلقا ولو صحيفة أو قناة واحدة أيا كان
اتجاهها ، وطبعا أى من تلك الأبواق اليسارية الكبرى ولو فى ركن إحدى الصفحات
الداخلية ، سرعان ما اندلعت الشرارة فى
نفس اليوم على الإنترنيت ، والذروة جاءت اليوم
بتهديد الحزب الجمهورى بالذهاب بأبى أمه للقضاء لو نفذ خطته الإجرامية الحقيرة هذه
] .
…
'New Deal or Raw Deal!' |
[ تحديث : 13 فبراير 2009 : كنا قد قلنا هذا كساد وليس
كارثة ، بمعنى أنه دورة اقتصاد طبيعية لا تستحق الفزع ، واليوم جاءت
الصفعة الحقيقية لثقافة الفزع التى يروجها البراق إذ يقول إنه ورث أسوأ ازمة منذ
الكساد الكبير ، وإن الكساد قد يتحول لكارثة ما لم تبعزق الحكومة تريليونات الأبناء
والأحفاد على ألاضيشه وبلطجية الصحابة‑العصابة . تقول أرقام الپروفيسور
برادلى شيللر الصاعقة ، فى مقالته صاعقة العنوان Obama’s Rhetoric Is the Real
‘Catastrophe’ ، إننا لم نصل بعد حتى
لأرقام كساد 81-1982 :
At worst, a comparison to the 1981-82 recession might be appropriate.
Consider the job losses that Mr. Obama always cites. In the last year, the U.S.
economy shed 3.4 million jobs. That’s a grim statistic for sure, but represents
just 2.2% of the labor force. From November 1981 to October 1982, 2.4 million
jobs were lost -- fewer in number than today, but the labor force was smaller.
So 1981-82 job losses totaled 2.2% of the labor force, the same as now.
Job losses in the Great
Depression were of an entirely different magnitude. In 1930, the economy shed
4.8% of the labor force. In 1931, 6.5%. And then in 1932, another 7.1%. Jobs
were being lost at double or triple the rate of 2008-09 or 1981-82.
This was reflected in
unemployment rates. The latest survey pegs U.S. unemployment at 7.6%. That’s
more than three percentage points below the 1982 peak (10.8%) and not even a
third of the peak in 1932 (25.2%). You simply can’t equate 7.6% unemployment
with the Great Depression.
Other economic statistics
also dispel any analogy between today’s economic woes and the Great Depression.
Real gross domestic product (GDP) rose in 2008, despite a bad fourth quarter.
The Congressional Budget Office projects a GDP decline of 2% in 2009. That’s
comparable to 1982, when GDP contracted by 1.9%. It is nothing like 1930, when
GDP fell by 9%, or 1931, when GDP contracted by another 8%, or 1932, when it
fell yet another 13%.
Auto production last year
declined by roughly 25%. That looks good compared to 1932, when production
shriveled by 90%. The failure of a couple of dozen banks in 2008 just doesn’t
compare to over 10,000 bank failures in 1933, or even the 3,000-plus bank
(Savings & Loan) failures in 1987-88. Stockholders can take some solace
from the fact that the recent stock market debacle doesn’t come close to the
90% devaluation of the early 1930s.
… وبعد ،
أعلاه صورة ثابتة من مقابلة للفوكس نيوز أجرتها قبل ثلاثة
أيام مع الپروفيسور بيرتون فولسوم چونيور مؤلف كتاب ‘ صفقة جديدة أم صفقة
فجة ’ ، نتركك معها للتأمل فى كيف تدهورت أميركا تدهورا هائلا مقارنة
ببقية العالم ، فى الحقبة الرووسيڤلتية‑الكينزية البغيضة ،
للتحول من أنجح اقتصاد فى العالم لأفشلها جميعا ! ] .
…
[ تحديث : 18 فبراير 2009 : اليوم
أضاف السافل 275 يليونا جديدة إعانة
وكأن التريليونات السابقة لا تكفى ! الإعانة هذه المرة لمن أخذوا مساكن لا
يستحقونها ، السافل يأخذ من الـ 92
بالمائة الذين يدفعون
رهوناتهم العقارية بانتظام ، وربما ربطوا الأحزمة من أجل هذا وحرموا أنفسهم
من أشياء كثيرة ، كى يعطى هؤلاء البلطجية المستهترين ممن يطلبون ما شاءوا من
قروض يعلمون أنهم لن يدفعوها أبدا ، إنما سيستعبطون يوما على البنوك والإعلام
والشرطة للتحايل للبقاء ، مرة بالبلطجة ومرة باستدرار العواطف [ شاهد هنا
وهنا
وهنا
كى تصدق ! ] ، وطبعا يصوتون للحزب الديموقراطى طوال الوقت !
هل تذكر ما قاله
المنحط أثناء الحملة الانتخابية ؟
قال إن اللوم يضع على من ‘ جشع ’ قدم القروض أصلا . رغم أن هذه
سفالة واضحة ، لأنه يقصد تشوية صورة الرأسمالية نفسها ، بينما
الديموقراطيون هم فى الواقع من اخترعوا شركات الرهونات العقارية الحكومية
الاشتراكية ، والبراق تحديدا هو الذى صوت فى السينيت ضد المحاولة الوحيدة
التى قام بها الرئيس بوش لتقويم أوضاعها ، ولا يزال حتى اليوم يعتبرها أحد
أذرعه الرئيسة فى نهب البنائين والجادين من الشعب الأميركى ! ] .
[ تحديث : 19 فبراير 2009 :
… وأخيرا !
السيناريوهات المتفائلة بدأت تطفو على السطح :
الجمهوريون باتوا الآن
واثقين من ثلاثة أمور :
1- الأمور ستسوء جدا بسبب هذا الإنفاق الجنونى ،
2- أنهم سيصلون حتما للسلطة فى 2010 ،
3- أنهم سيوقفون ذلك النهب الإجرامى النظامى الضارى !
… وأضيف من عندى :
لحظة أن يتأكد هذا التحول فى الغضبة الشعبية على العصابة الديموقراطية
‑سواء فى 2009 أو 2010‑
ستبدأ أسواق المال فى التعافى ،
ويوم يلغى القانون فعليا فى 2011 ستبدأ الاقتصادات نفسها فى النمو !
…
] .
…
[ تحديث : 20 فبراير
2009 :
More Porkobama! |
أميركا ترتج لإعلان تليڤزيونى
يقول إنك لو أنفقت مليون دولار يوميا ،
منذ ميلاد المسيح وحتى اليوم ، لن تفوق ما أنفقته العصابة
الديموقراطية ،
من أموال الشعب الأميركى وأجياله القادمة على نفسها وأتباعها ، فى يوم واحد
( للدقة 15 ساعة ما بين إعلان نص القانون وما بين التصويت عليه
‑أو 5 ساعات فقط لو استبعدت ساعات النوم‑
لا تكفى لقراءة عشر قائمة الرشاوى والهبات التى احتوتها صفحاته الـ
1200 ) !
… شاهد الإعلان كاملا ومعه لقاءات وتحليلات هنا .
…
…
[ تحديث : 22 فبراير 2009 : اليوم
أتى السافل بوصفة رائعة السرعة والمفعول
للدمار الشامل ، لكل الأرض لا لأميركا وحدها : رفع كارثى للضرائب على
الفئات القادرة على انتشال الاقتصاد من عثرته ، كى يكتب اسمه كأول حاكم فى
تاريخ الكوكب يرفع الضرائب أثناء الكساد ! فى الظروف العادية تقول الإحصاءات
إنك كلما خفضت الضرائب كلما ارتفعت حصيلتها ، فما بالك فى حالة كساد ومن يصب
حقده الطبقى الانتهابى الدنئ عليهم يسجلون خسائر حاليا وليس أرباحا ، ولن
يدفعوا شيئا أيا كانت نسبة الضرائب التى سيضعها . المنطقى أن تكون الخطوة
التالية لقاطع طريق بمثل هذه البربرية الضارية أن يفكر فى مصادرة أصول الثروات
نفسها . لا تستبعدوا شيئا ، فهذا الكساد بعد هذه الخطوات
‘ التمهيدية ’ سوف يدوم لعشرين سنة ، لذلك فالمستقبل مفتوح على كل
شىء !
الأدهى أن كل هذا دون حتى أن يعطى
الفقراء الذين يتشدق بهم ، أى شىء ( تمخض جبل ‘ القطعات الضريبية
لـ 95 بالمائة من الشعب ’ الذى أصدعنا به ، فإذا به يلد 65 دولارا شهريا
للأسرة ؛ طعام يوم أم ماذا ؟ ) ، ذلك لأن كل ما يفكر فيه هو
ببساطة الصحابة‑العصابة ، نفسه ومرتزقته !
يقولون هذه الأيام إن أحدا فى وول
سترييت لا يبالى بالمرة بما يقول أو يفعل البراق ، ويركزون فقط على تحركات
تيموثى جايثنر . مع ذلك أقول انتظروا يوما مخيفا عندما تفتح أسواق العالم فى
بداية الأسبوع غدا ! ] .
[ اليوم التالى :
الإجابة : 251 نقطة أو 3.5 بالمائة ، هبطت بالداو إلى 7,114.78 ؛ مستوى منتصف التسعينيات ! ] .
…
[ تحديث : 23 فبراير 2009 :
الواطى
ابن الواطيين الذى أنفق تريليونات الدولارات نهبا من أموال الغير
فى بضعة أيام ،
لا لشىء إلا ليحظى بلقب الجربوع الذى أصبح أول تريليونير فى
التاريخ ،
عقد اليوم
ما أسماه ‘ قمة المسئولية المالية ’ Fiscal
Responsibility Summit والذى
لم يفعل فيه عمليا سوى أن قرر إنفاق المزيد من الأموال
( فى خطاب بدأه بأننا لا نستطيع الإنفاق كيفما شئنا ) ؟ !
بغض النظر عن التباجح فى كلمة قمة بينما هو اجتماع معتاد من الذى تتداعى له كثيرا
الصحابة‑العصابة ،
فالملفت هو كلمة ‘ المسئولية ’ ،
وتناقض الطنطنة الكلامية مع الحقيقة التحتية فى غضون ثوان وكأنه يخاطب بهائم
مثله !
لا تعليق ‑وبالأحرى لا دهشة‑ سوى أن هذه واحدة من تجليات چيينات العرق
العربى التى تجرى فى جسده الأسود المقزز ،
والتى دأبت تاريخيا على تسميه كل شىء بعكسه ( الأمثلة التاريخية لا تعد ولا
تحصى وارجع لها فى سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ،
ونكتفى منها بقولهم إنهم خير أمة أخرجت للناس بينما هم ما إلا قمامة چيينية ،
ومن تاريخه هو تسميته لإعادة توزيع الثروة قطعات ضريبية ،
هذا خلال الحملة الانتخابية ( م الآخر ( 81 ) ) ؟ !
…
الخلاصة التى نرجو أن تكون واضحة :
ليست الضرائب وحدها هى إعادة توزيع للثروة وسرقة لا
تحتمل التأويل ،
طباعة النقود هى أيضا إعادة توزيع للثروة وسرقة لا تحتمل التأويل ،
لأنها ببساطة تهبط عبر ما تسببه من تضخم بقيمة ما فى جيوبنا ،
بينما تصب الفارق فى جيوب أخرى !
…
آن كوولتر صاحبة النظرية الشهيرة حول الآلية التى
يشتغل بها اليسار الأميركى وإعلامه
‘ استخدام ضحايا مزيفين [ الكسالى والمجرمين والفقراء ]
لخلق ضحايا حقيقيين [ الجادين والشرفاء والأغنياء ]
using fake victims to create real victims ’ ،
شبهت ‘ قمة ’ ‘ المسئولية ’ بأنها مشهد
من رواية أورويل ‘ 1984 ’ !
…
] .
…
[ اليوم التالى
( مباشرة ! ‑ولاحظ ‘ مباشرة ’ هذه ! ) :
الصحابة‑العصابة قررت إنفاق 410 بليون دولار جديدة فى ميزانية 2009 ،
أغلبها مكافآت للمحاسيب وأتباع الحزب ، مما يسمى فى أميركا earmarks أو pork money !
[ اقرأ
تحليل الوول
سترييت چوورنال فى التمييز بين
الرشاوى المقنعة أى التى لا تحدد اسم المستفيد فى عبوة الـ 787 بليونا لكن الكل
يعرف من هو المقصود ، وبين الرشاوى الصريحة التى تحدد اسم المستفيد فى هذه
الـ 410 بليونا !
… أو
شاهد هنا
جلين بيك يصب جام غضبه على كل من ستذهب له الأموال بما فيها الترضيات التى أعطيت
للولايات الجمهورية ] .
…
The ARABIC Definition of Word ‘Responsibility!’ |
[ تحديث : 26 فبراير 2009 : يعنى بعد 48
ساعة أخرى موش أكتر :
إعلان
الميزانية :
هذه المرة تريليونات مترليلنة ، ها تطين الدنيا بطين ،
إما كساد 20 سنة ، وإما حرب أهلية أو ثورة شعبية !
3.6
تريليون مرعبة ، لم تعد تكفى معها الكلمات !
لا نجد ما
نقوله :
اتكلمنا فى نكتة ‘ المسئولية ’ وفى التسمية العكسية للأسماء التى علمتها
إياه چييناته العربية ،
وقبلها قلنا موش دافع حاجة من جيب أمه أو جيب أس أمه ،
إنما فقط أكبر عملية نهب علنية صريحة فى التاريخ الإنسانى هدفها أساسا أن تروح
لجيبه وجيب أس أمه .
بالمثل سمعنا من قال إنفاق مليون دولار يوميا منذ يسوع حتى الآن
( متهيأ لى بعد مستجدات الأسبوع الأخير الرقم الصحيح أصبح 5 مليون
يوميا ) .
أو ربما سيخرج من سيقول شريط من أوراق العملة يلف المجموعة الشمسية موش عارف كام
مرة ،
إلى آخر كل هذا الكلام
[ فى الساعات
التالية تطوع البعض فعلا وحسبها بطريقة مقاربة ،
فوجد الميزانية وحدها تعادل المسافة من الأرض للشمس أربع مرات ،
بل وحسبها أولئك أيضا بطريقة أخرى ربما لا تخطر بالبال ،
هى أنه لو وضعت هذه الأموال على أضخم حاملة طائرات أميركية لغرقت بها !
… أما بعد يومين فقد وجد راش ليمبوه
( شاهد خطابه الرصين والنارى معا ، هنا 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7 ،
واقرأ نص الخطاب هنا ) ،
أن ما أنفقه هذا اللص العربيد فى أيام
يفوق كل ما أنفقته الحكومة الأميركية منذ تأسيسها قبل أكثر من قرنين !
( واستلهاما للإيحاء الأول نقول إنك
لو صنعت سلما من أوراق النقد
التى ينوى هذا الحقير إنفاقها خلال 10 شهور فقط ، من الميزانية الأساسية
فقط ،
أى أن ترصصها فوق بعضها وليس بجوار بعضها كما فى السيناريو المذكور ، لصعدت
للقمر
( أنت تحتاج سلما بارتفاع 360 ألف كيلو متر ، وهذا لا يحتاج إلا لـ 3
تريليون ورقة من فئة الدولار .
وأترك لك حساب إجمالى ما ينوى إنفاقه أساسيا وإضافيا وتحفيزيا وخلقا لما لا
تعلمون ،
خلال ميزانية السنوات العشر التى أعلنها ( ولا تنس ضرب كل شىء فى 5 أو 10
لإضافة الفوائد ) ،
لعلك تكتشف أنه يكفى للصعود للشمس ، وساعتها سلم لى على شعب بابل الطيب
الغلبان إللى على نياته ! ) ] .
…
م الآخر : هذا الوغد ينفق كل
هذه النقود لا ليخرج البلد من الكساد ، بل ليفاقم الكساد .
هدفه الوحيد هو بناء آلة النهب العملاقة المستدامة المسماة الاشتراكية ،
والستراتيچية التى يتبعها هى عينها ستراتيچية رووسيڤيلت البسيطة لحد
الجمال :
كلما تفاقم الكساد ، كلما زاد تعلق الناس بالحكومة .
…
خبير الإعلام العظيم برنارد
جولدبيرج يقول هنا
بعيون حزينة ونبرة يائسة للأسف ،
إنها كانت خطة فعالة ، أعطت رووسيڤيلت فترة رئاسية ثالثة لا نظير لها
فى التاريخ الأميركى ،
رغم أن البطالة كانت أكثر من 10 بالمائة طيلة أعوامه الثمانية الأولى ،
ويضيف أنه من الوارد أن تنجح هذه المرة أيضا ؟ !
… فقط أذكرك يا عزيزى بالعامل الذى ينساه الجميع : الدم !
… لا شىء مستدام يا صديقى ؛
حرب عالمية هى التى أزاحت رووسيڤيلت الذى كان يعتقد أنه سيجثم على صدر الأمة
الأميركية للأبد ،
وأعادتها أعظم مما كانت إطلاقا ،
وشىء لن يقل سوءا هو من سيخلصها من البراق ، ويعيدها أعظم وأعظم .
الدنيا غير الدنيا الآن ، هناك ثورة اتصالات ، غسيل المخ الشيوعى القديم
لم يعد فعالا ،
ولن نحتاج لمثل تلك السنوات الطويلة قبل أن يفيق الناس !
… يا صديقى النبيل ، هو خاسر لا محالة :
لو انهار الاقتصاد ‑كما يريد‑ ستثور الناس رافضة الاشتراكية ،
ولو تعافى الاقتصاد ‑ضد ما يريد‑ ستطرح الناس الاشتراكية وراء
ظهورها .
إنه يستطيع فعل أى شىء وكل شىء إلا شيئا واحدا : التعابث مع قوانين أمنا
الطبيعة !
…
الحقيقة
بصراحة أن الكلام خلص ، لم يعد عند أى أحد ما يقوله ، م الآخر أو من غير
الآخر .
المطروح فقط هو الفعل ، والذى للأسف لن يكون إلا فعلا فائق العنف !
… المهم ، إليك ملخص الميزانية هنا ،
وتعليق الوول سترييت چوورنال هنا ،
والباقى عليك أنت !
…
] .
…
[ تحديث : 27 فبراير 2009 :
ديك موريس الذى كان يوما مستشارا
لكلينتون يقول ما يلى ( والتشديدات من عندنا ) :
His deliberate
strategy from the time he got elected until now has been to magnify our fears of crisis so that he can get
his stimulus package passed, the socialization of health care and his huge tax
increases.
What he’s done is that everybody
who has a job now is worried about losing it, everyone who has a home now is
worried about losing it, and as a result, nobody is spending money and he is transforming a recession into a depression, a
downturn into a crash and a disaster into a catastrophe.
Lyndon
Johnson’s hallmark was the war on poverty; Barack Obama’s hallmark is the war
on prosperity.
هذا ليس إلا غيض من فيض كما
يقولون ، وشاهد المقابلة كاملة هنا .
… ومرة أخرى نذكرك : ديك موريس هذا ليس جمهوريا ولا The Individualistليبرتاريا ،
إنما ديموقراطى صميم ولا يزال مؤمنا بالحزب الديموقراطى ،
وبكل الرؤساء الديموقراطيين ، جميعهم إلى حتى ما قبل البراق المجرم !
…
] .
…
[ تحديث : 1 مارس 2009 :
هجوم نارى جديد شامل كاسح
ساحق ماحق
من راش ليمبوه على الرفيق المجرم وخططه الدمارية ،
وفرائص النيو
يورك تايمز [ بل وعصابة
البيت الأبيض نفسه ] ترتعد
لمجرد تخيل أن يصبح هذا المعلق الإذاعى القائد القادم لأميركا !
… السطر المفضل
لدينا :
All politicians, including President Obama,
are temporary stewards of this nation.
It is not their task to remake the founding of this country.
It is not their task to tear it apart
and rebuild it in their image.
يليه السطر الذى اختتم به والخاص
بإعلان الحرب على أعداء الداخل ؛ على حزب الخونة وعلى كبير الخونة :
We’re in for a real battle.
We are talking about the United States of America….
It’s under assault. It’s always under assault. But it’s
never been under assault like this from within before.
And it’s a serious, serious battle.
أيضا أعجبنى السطر الخاص
بمطبخ الشوربة لأنه أخاذ سينمائيا :
He portrays America as a soup
kitchen
in some dark night in a corner that’s very obscure.
وبمناسبته نسوق بعض الأرقام عن
الجمعية الخيرية الكبرى ‑أقصد الأممية السادسة‑ المسماة أميركا التى
يحلم بها :
حاليا 1 بالمائة يدفعون 40 بالمائة من ضريبة الدخل ،
الـ 5 بالمائة العليا تدفع 60 بالمائة ، والنصف الأعلى يدفع 95 بالمائة
منها ،
بمعنى أن نصف الشعب تقريبا لا يدفع أية ضرائب !
إن
هؤلاء ، مجرد الـ 2 بالمائة من الأسر الذين حدد البراق خطا لعدم رفع الضرائب
لمن دونهم ، أى من يحصلون على ربع مليون فأكثر سنويا ، يدفعون حاليا 60
بالمائة من الضرائب ، فماذا يريد منهم بالضبط ، هل أن يعولوا بالكامل كل
الـ 98 بالمائة الباقية ؟ !
( ملحوظة حتى هذا لم ينفذه : بل فرض ضريبة طاقة باهظة على الجميع غنى
وفقير ،
لا لشىء إلا لمجرد أن يجعل الحكومة هى المهيمن الرئيس على صناعة الطاقة ،
بملكية مشروعاته البلهاء اقتصاديا للمصادر البديلة ، والتى ستظل كذلك طالما
البدائل الأرخص متاحة ،
والتى من أجلها يترك الپترول يتعفن تحت تراب ومياه أميركا ، ويهجر الطاقة
النووية الأكثر اعتمادية من الجميع ) .
…
( شاهد كامل الساعة
ونصف التى اقشعرت لها أبدان آلاف الحضور التسعة
فى مؤتمر النشاط السياسى المحافظ
Conservative Political
Action Conference (CPAC) ،
بخلاف عشرات الملايين أمام شاشات التليڤزيون :
1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- نص الخطاب هنا ) .
…
نكتة بوحى من خطاب ليمبوه :
مات أبو أمه كمدا من كثرة معايرة الجمهوريين له بريجان ،
الذى خرج من الكساد بسرعة واقتدار وبدأ نهضة اقتصادية دامت ربع قرن .
استقبله جبريل على باب الجنة الاستقبال اللائق بشهداء الإسلام ،
لكن البراق راح يسأله عن ريجان .
هدأ له مخاوفه وأكد له أنه لن يقابله قط لأنه فى النار .
أخذ جبريل يطلعه على جمال أنهار الجنة وبيضاوات الحور العين وما إلى هذا ،
ثم قاده إلى مقابلة الله شخصيا ،
فإذا به يفاجأ فى الغرفة بلافتة كبيرة كتب عليها ‘ رونالد
ريجان ’ .
انهار أبو أمه على الأرض فأخذ جبريل يهدئه ،
ويؤكد له من جديد أنه لن يقابل ريجان أبدا ،
… إن كل ما فى الأمر أن الله يعتقد فى نفسه أنه ريجان !
…
] .
…
[ تحديث : 5 مارس 2009 :
Lady ‘Whore’ Macbeth! |
[ تحديث : 5 مارس 2009 :
التليجراف اللندنية أطلقت اليوم
على تلك العاهرة السوداء الدميمة
لقب الليدى ماكبث ، فيما يغنى عن أية حاجات أخرى للشرح !
… كذا تزف للشعبين الأميركى والبريطانى فشل محاولات الصرصور الأسود
استقطاب رئيس الوزراء جوردون براون لأچندته الماركسية الشيطانية !
[ والنيو
يورك تايمز كبوق للبراق ، يجن جنونها مما كتبت
التليجراف ! ] .
كل هذا مع العلم أن ما جاء براون أصلا من أجله ، هو ‑وشاهد هنا‑
مشروع آخر للأممية السادسة اسمه Global New Deal ،
وهدفه توحيد التشريعات الاقتصادية العالمية ،
الأمر الذى يلغى عمليا مبدأ التنافسية ،
ويمنع أى أحد من أن يكون أكثر جذبا للاستثمار من أى أحد ،
ومن ثم يضمن تساوى كل البشرية فى اشتراكية الفقر للجميع
( سيلاحقون سويسرا
ولوكسمبورج ولييختنستاين وأندورا وموناكو
وكل بلد لا يؤمن بجباية عرق الناس تحت مسمى الضرائب ‑القائمة الكاملة هنا ،
وسيلاحقوننا نحن فى مصر لو حاولنا مثلا أن نكون أكثر جذبا للاستثمار من كوريا
الشمالية ) !
… أيضا : شاهد هنا
قدر الإهانات التى وجهها هذا الحقير
لجوردون براون ولتشرتشل وللمملكة المتحدة ولكل أسياده عبر التاريخ ،
هذا بينما جاءه براون كچنتلمان رفيع الخلق
بهدية مصنوعة من سفينة بريطانية شهيرة كانت تكافح تجارة العبيد !
… ألشق الطيب فى القصة أن براون يسارى وليس من حزب تشرتشل
لكنه يعتز بهذا العظيم اعتزازه ببريطانيته ،
وقد جاء بهدية أخرى تخص تشرتشل ، قبل أن يعلم أن ذلك الوضيع الحاقد العبد
قلبا وقالبا
سوف يرد له هدية قديمة ‑تمثالا لتشرتشل‑ لم تقدم له أصلا ،
إنما قدمت تضامنا مع أميركا فى 11 سپتمبر ،
وكأن أميركا بكل تاريخها أصبحت ضيعته وضيعة أمه وأس أمه ،
يعيد كتابتها كما شاء !
…
…
5 مارس
2009 : يوم تاريخى :
الشركتان اللتان قلنا ومرارا إن الاقتصاد العالمى لن ير نورا
فى نهاية النفق إلا بتلاشيهما ،
وإن أحدا لا يمكنه الالتفاف على قوانين أمنا الطبيعة بمحاولة الإبقاء على حياتهما ،
وضعتا اليوم أقدامهما على أولى الخطوات الإجرائية للإفلاس :
مدققو ديناصور صناعة السيارات چنرال موتورز أعلنوا هذا صراحة اليوم ،
فى ضياع مستحق لسطوة بلطجية ما يسمى بالاتحادات أو النقابات على مقدرات الأمة
الأميركية ،
والسيتى جرووپ تتداول تحت الدولار لأول مرة فى
تاريخها
( بل لأول مرة فى تاريخ بورصة نيو يورك المعاصر ،
حيث عدلت لوائحها من أجلها كى تسمح بتداول أسهم دون الدولار
الكامل ! ) ،
ذلك فى ضياع مستحق لثروة الوليد بن طلال ،
الذى يعد أحد الأسباب الرئيسة للأزمة المالية حسب نظريتنا
( انظر رواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ) ،
فى كونه الذى أوحى فى أواخر التسعينيات لرئيسها ساندى وايلل
بالخلط بين نشاطى البنوك التجارية والاستثمارية داخل المؤسسة الواحدة
عملا بالأسوة الحسنة للاقتصاد
الإسلامى القذر ،
الأمر الذى تسبب فى إفلاس وورلد كوم وإنرون
ثم ‑بالتوازى مع بنكى الرهن العقارى
شبه الحكوميين‑
كانت السيتى جرووپ السبب فى كل الأزمة الاقتصادية الحالية !
…
] .
…
… هل انتهى الكساد وكان 6
مارس يوم القاع !
فقد وول سترييت 12 تريليون دولار
( منذ داو 14,198.10 ذروة 9 أكتوبر 2007 إلى 6,440.08 قاع جلسة ما قبل أربعة أيام
‑أو لنقل من إقفال 14,164.53 إلى إقفال 6,626.94 ) ،
وهى
تعادل تبديد 12 مليونا يوميا منذ يسوع ،
أو تعادل سلما للزهرة ‑أو ربما أبعد ، لم أعد أهتم بأن أعرف .
بتعبير آخر فقدت أميركا ثلث ثروتها بالضبط
فى مجرد 15 أسبوعا منذ انتخاب الرفيق المجرم المدعو البراق أبى أمه
( من 9,651.01 صبيحة يوم الانتخابات إلى
الـ 6,440.08 المذكورة ) ،
وتبددت الثروة لأكثر من النصف منذ بدأ هذا الصرصور الشيوعى الأسود يأخذ زخما فى
الانتخابات
( اقرأ هنا ‑1 ، 2‑ وهنا تحليلين
مرعبين للوول سترييت چوورنال صبيحة يوم ذلك القاع الجديد 6 مارس ،
عن قدر الدمار الرهيب الذى يسببه هذا المجرم للاقتصاد الأميركى ،
لا سيما لدى المقارنة بما جرى فى دورات الكساد السابقة ) .
اليوم ارتفع الداو قرابة ستة بالمائة مذهلة ، وهناك سببان :
استحواذ عملاق الصيدلة ميرك أمس على
شيرينج‑بلاو مقابل 41 بليون دولار ،
بما يعنى أن ثمة صناعات للغد تملك المال وتفكر فى التوسع والتعملق وفتح آفاق
جديدة ،
وهو ما يطابق مبادئنا القاعدية أن تعريف الحضارة هو الثورة التقنية ،
وأن الشعب صانع المستقبل هو الشعب سيد المستقبل … إلخ .
وهنا بالذات طالما توقعنا الصيدلة أو صناعة ما بعد‑الإنسان كصناعة المستقبل
رقم 1 ،
التى ستحل محل ما تمثله صناعة الحوسبة الآن !
… عامة لأقدم طرح لنا بهذا الشأن انظر كتاب حضارة ما بعد‑الإنسان
( 1989 ) ،
كذا بالأخص كنا قد خصصنا قبل شهر مدخلا خاصا م الآخر ( 95 )
لتطورات الهندسة الچيينية ،
ستجد به المزيد من المتابعات لاندماجات الصيدلة هذه واللاحقة .
السبب الثانى هو تصريح لڤيكرام پانديت بأن السيتى جرووپ تشتغل فى منطقة
الربح
منذ يناير وكذا للشهر التالى .
منذ ساعات فقط كنا نتحدث عن تأميم السيتى جرووپ وها نحن الآن نتحدث عن
ربحيتها .
صحيح أنه قد تمت على امتداد الشهور الأخيرة
درجة ما من إعادة الهيكلة ،
وتم التخلص من جسم الجريمة الأكبر فى كل ما نحن فيه من كساد ،
وهو شركة سميث بارنى الذراع الاستثمارى للمجموعة ، ذلك ببيعها لمورجان
ستانلى ،
لكنى مع ذلك أشك كثيرا فى صحة تصريح اليوم ، وآمل أن تثبت الأيام خطأ
حدسى .
هذا النوع من البيزنس المصرفى الهجين
القادم من كل من أوروپا الشرقية ( وايلل ) والهند ( پانديت )
وشبه جزيرة الإسلام ( الوليد ) ،
لا يشتغل طبقا لأى من المعايير المصرفية الكلاسية الرصينة ليهود إنجلترا وهولاندا
ومن شابه ،
بل هم مبرمجون على سياسة الربح السريع واخطف واجرى ،
وأتمنى أن يخرج ڤيكرام منتصرا من هذا التحدى الذى أطرحه عليه : تحدى
الصدق والجدية ،
لأن هذا سوف يعنى أشياء كثيرة ، أهمها إطلاقا أن الاقتصاد قد بدأ يتعافى
بالفعل ،
فإذا كانت أفشل الفاشلين وأجرم المجرمين تربح فمن الذى يخسر فى كل
الدنيا ؟ !
…
طبعا هذا كلام مذهل ، اندماجات الصيدلة تعنى أن عالم الغد الجديد المقدام يشق
طريقه غير مبال بكل ما يجرى ، عودة البنوك للربحية مؤشر إضافى ومباشر لأن
الكساد قد انتهى ، وأن 6440.08 كانت نقطة القاع ، بل قد يتضح أن التباطؤ
نفسه قد تباطأ قبل مغادرة الرئيس بوش المكتب .
والدروس المستفادة هنا :
1- تخلوا عن البطالة كمعيار للكساد !
لأن الاقتصاد بعد‑الإنسانى عالى التقنية يكون صحيا ومزدهرا بقدر ما يحقق من
بطالة لا من تشغيل
( أيضا تكرار لكلام قديم كتبناه مليون مرة منذ كتاب حضارة ما بعد‑الإنسان
( 1989 ) ،
حتى أزمة الغذاء منتصف العام الماضى م الآخر ( 34 ) ، مرورا برواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) قبل عامين ) .
2- تخلوا عن ذلك المعيار الآخر لانتهاء الكساد وهو عودة سوق
الإقراض !
لأن
الائتمان غير المسئول كان كارثة ، وبالتالى لن يعود لسابق عهده
أبدا ،
بل نقول لم يحدث أن توقف سوق الإقراض للحظة واحدة ،
فقط هو غير معاييره واكتشف أن لا بديل للصيرفة الأنجلو‑يهودية التاريخية
الرصينة العريقة !
3- تعريف الكساد تعريف رائع البساطة لحد الجمال يتعلق ‑ويتعلق فقط‑
بنمو أو تراجع الناتج الداجن الإجمالى !
ولا توجد معادلة واحدة تحوى من قريب أو بعيد حدا ‑أو أية إشارة‑
لأرقام البطالة أو لقروض البنوك أو لأى شىء شبيه آخر !
…
يا سادة : شكل الأشياء القادمة سيختلف كثيرا عن شكل الأشياء فى عالم ما قبل
الكساد ،
وإلا ما كان الكساد قد حدث أو كان له مبرر أصلا .
فى ذلك العالم الجديد المقدام ستختفى ثلاثة أشياء على الأقل عرفها عالمنا الحالى
( أو تتغير تغيرا جذريا ) :
1- چنرال موتورز ( الديناصورات المختطفة نقابيا ) ،
2- سيتى جرووپ ( الاقتصاد الإسلامى القذر ) ،
و3- مليون شركة أخرى ( العمالة الكثيفة ) !
…
وماذا بعد ؟
كل هذا يترتب عليه أن من الواجب التسريع بقتل البراق وقتل مشاريعه الكارثية قبل أن
يستفحل أثرها الاشتراكى التدميرى غير القابل للإصلاح بعد فترة
… للأسف : عند هذه النقطة : لا نملك إلا أن ننتظر ونرى !
( ابحث فى الوول سترييت چورنال عن كلمة irreversible ،
أو على الأقل اقرأ التحليلات التالية Gerald Seibالرائعة والمرعبة معا
The
Obama Revolution Paid for by the people - Obama's Budget Proposal Will Expand
Government Permanently
وIn
Obama We Trust
وObama's
Radicalism Is Killing the Dow
وExpect
Another Stimulus Plan ) .
] .
…
توالت اليوم ( 12 مارس 2009 )
الأخبار الجيدة : بنك أوڤ أميركا يربح حاليا ويرفض الدعم الحكومى
( فى رأيى قيمة هذا الخبر ليست فى حد ذاته بقدر ما هى فى إعطاء بعض المصداقية
لكلام السيتى جرووپ عديمة المصداقية ) ، ستاندرد آند پوورز خفضت المعدل
الائتمانى لچنرال إليكتريك لكن أقل كثيرا مما كان منتظرا ، چنرال موتورز أجرت
الكثير من التعديلات الهيكلية وإعادة كتابة الاتفاقات مع بلطجية ما يسمى
بالاتحادات أو النقابات بحيث لم تعد فى حاجة للدعم الحكومى هذا الشهر ، فايزر
تعلن عن دواء جديد واعد لسرطان البنكرياس ، والأهم فى رأينا إعلان مساء
اليوم عن إكمال استحواذ روش السويسرية على چينينتيك الشركة الكاليفورنية
الرائدة فى حقل التقنيات البيولوچية فى صفقة بلغت 46.8 بليونا ، تضاف لبلايين
ميرك الـ 41 التى تؤشر ليس فقط لازدهارة فى صناعة الصيدلة ككل ، إنما تحديدا
لأن انفجارة الهندسة الچيينية للبشر وشيكة وشيكة وشيكة أكثر مما يعتقد أى أحد
( لهذه انظر م الآخر ( 95 ) ) .
…
السر بسيط يا سادة : لم تكن ضربة حظ أن كنا أول من أعلن نهاية الكساد :
أنا لم أكن أنتظر عودة جيوش البطالة لذات الأشغال ، أو عودة البنوك لإقراض
الرعاع ،
أو عودة المساكن لأسعارها الجنونية ، كى أقول إن الكساد قد انتهى ( كما
لا يزال يفعل كل أحد الآن ) ،
إنما كانت عينى على ، وعلى فقط :
أ- الشركات الكبرى ( وأقصد الكبرى جدا ،
فهى الاقتصاد ‑كل الاقتصاد‑ وليست البيزنسات الصغيرة كما يحلو لكل
أميركى يمينا ويسارا القول )
ب- بالأخص تلك منها فى قطاعات الصناعات المستقبلية
جـ- من يتكيف ويجنى ربحا من الأوضاع الجديدة كما هى وليست كما يتمناها أو يطالب
بها !
… بس خلاص !
…
هل تعرف من أفضل شخص أعطيه ائتمانا
إطلاقا فى الاستخفاف بالكساد الحالى ؟
إنه شخص غير اقتصادى أصلا : كارل روڤ !
هو الوحيد الذى كان يجيب فى كل مرة يسأل فيها عن الكساد ، بأنه :
1- ظاهرة طبيعية
2- ظاهرة تكرارية لا تثير الجزع
3- سياخذ وقته ويمضى
4- هذا الوقت ليس طويلا بل سينقضى فى 2009 نفسها
5- على الجمهوريين تحاشى الرهان على أن الاقتصاد سيسوء بالضرورة فى عصر البراق
بل فقط يجب أن يركزوا من الآن على شرح أنه سيكون أبطأ وأقل ازدهارا مما لو تركوه
وشأنه ؛
هو أقوى من أية عصابة بل ومن أية حكومة ،
والصحابة‑العصابة يستطيع نهبه وعرقلته لكنها لا تستطيع تركيعه أو إيقافه
6- هذا اقتصاد أميركا
( عبارة رائعة يقصد بها أن الحكومة ‑أيا من كانت‑ لا تستطيع أن
ترفع أو تحط منه كثيرا ) .
… كان يقول هذا فى ذروة أوقات الأزمة ، فلك كل التحية أيها
العظيم ، أيها ‘ المعمارى ’ !
…
[ واو ! حتى 23
أپريل 2009 ، والداو مستريح تماما فوق الـ 8000 نقطة
( 25 بالمائة فوق تلك الـ 6440 اللعينة ) ويضيف 100 نقطة أخرى فى أغلب
الأيام ،
لا يزال دونالد ترامپ يقول إن ‘ الأمور ستسوء أكثر قبل أن تتحسن ’
وإن ‘ العلامات الأولى ’ لنهاية الكساد ستبدأ فى الظهور بعد عامين
( تصور : منتصف 2011 ؟ ! … علامات أولى ؟ ! ) .
السؤال : هل ترامپ أسطورة بيزنس أم شخص غبى ساذج وأعمى ؟
الإجابة : لا هذا ولا ذاك ، هو يتمنى أن تعود البنوك للإقراض العشوائى
ولا يعنيه فى الدنيا أى شىء سوى هذا ،
ونقول له : إذا كان هذا هو معيارك لنهاية الكساد ، فنؤكد لك أن كسادك لن
ينتهى لأبد الدهر ، أو بالإنجليزية :
You’re Fired! !
… مرة أخرى معمارى عن ‘ معمارى ’ يفرق ! ] .
…
…
[ تحديث : 13 مارس 2009 :
الآن ‑ويا
للعار :
بينما تلوح بوادر تعافى الاقتصاد وشركات كثيرة تعلن أنها عادت لمنطقة الربح ،
الصين طلبت اليوم
فرض الحراسة على الحكومة الأميركية لضمان سداد ديونها لها !
السبب : الإنفاق الحكومى الأميركى بات أضخم مما يجب !
ببال من كان يخطر أن يصبح الشيوعيون يوما هم من يعظون أميركا فى دور الدولة ،
ولا تعليق لأنى فى حالة مريعة من القرف ؟ !
… فقط أكرر إن الحل الوحيد تدخل فورى من المؤسسة العسكرية لقتل البراق ،
ووقف خطة الإنفاق الجنونية التى ينتويها ،
والتى ستؤدى لا محالة لإفلاس أغنى دولة فى العالم !
… وإلى الجمهوريين أقول :
دعكم من خشيتكم التقليدية من أن ينسب هذا اللص تعافى الاقتصاد لنفسه ،
كى يحصل على ولاية ثانية أو ما إلى ذلك .
هو لن يسمح بتعافى الاقتصاد ولو على جثته ،
هو خارجيا يريد أميركا عميلة لقوى التخلف العالمية ، وداخليا يريدها
اشتراكية ،
وانتهاء الكساد هو أكبر صفعة يتلقاها مطلقا على كلا الجبهتين !
…
…
… وإلى الجمهوريين أقول :
دعكم من خشيتكم التقليدية من أن ينسب هذا اللص تعافى الاقتصاد لنفسه ،
كى يحصل على ولاية ثانية أو ما إلى ذلك .
هو لن يسمح بتعافى الاقتصاد ولو على جثته ،
هو خارجيا يريد أميركا ضعيفة عميلة لقوى التخلف العالمية ، وداخليا يريدها
اشتراكية ،
وانتهاء الكساد هو أكبر صفعة يتلقاها مطلقا على كلا الجبهتين !
…
] .
…
[ تحديث : 22 مارس 2009 :
يا للعار مرة أخرى ! :
حكومة السويد التى يضرب بها المثل عالميا فى الاشتراكية
ترفض تقديم أى نوع من الدعم لشركة تصنيع السيارات سآب ،
بينما أميركا رمز الرأسمالية تحمى الشركة الأم چنرال موتورز واتحاد البلطجية
النقابى المهيمن عليها
بكافة الطرق والوسائل !
] .
…
11 أغسطس 2009 :
قصة الوادى الكاليفورنى الذى أصيب بالجفاف لأن مهوسى البيئة أصدروا تشريعا بهدم
مشروع للرى بحجة أنه يهدد نوعا من السمك الصغير فى المحيط ،
قصة قديمة أعرفها منذ عدة شهور ، وبصراحة لم أهتم بمتابعتها لأنى لم أصدق
أنها ستتواصل أو تتصاعد ،
بل ستجد حلا لها ، طبقا لأى قدر من الحس الشائع ، وليس بالضرورة طبقا
لمبدأنا
‘ الاقتصاد أهم البيئة وكلاهما أهم من الإنسان ’ .
هذا لم يحدث والاحتجاجات تصاعدت لدرجة أن أعطاها شون هانيتى هذه المساحة الكبيرة اليوم ،
وقد وصل الأمر فعلا للمعنى الحرفى للكلمات أن هؤلاء
الأيديولوچيون الذين لا يفهمون أن
الاقتصاد هو البيئة وقد ارتقت لشىء أسمى أكثر استعقادا ذى ثمن وغاية وقيمة مضافة
وإنتاج وتطور … إلخ
قد دمروا
كل شىء لدرجة أن صار الإنسان نفسه مهددا
بالانقراض لحساب كائنات أدنى ،
أفلم يصبح هو نفسه الآن مستحقا الحماية من منظمات البيئة ؟
على الأقل أولئك أناس ذوى حيثية ما ، ومن اطلاعى القديم على القصة أذكر أنهم
كانوا يتباهون بأنهم ينتجون أوفر وأرخص غذاء فى أميركا والعالم ،
فلو أنتم ‑إيها البيئيون‑ تحاربون حقا الجشع ،
فالأولى بكم أن تذهبوا لتحاصروا الجشع المدمر حقا التخريب الشامل والهمجية
العشوائية باسم التنمية فى العالم الثالث ، التى هى شىء بلا هدف مطلقا ،
إلا إنتاج المزيد من الفقراء ، ومفاقمة مشكلة البيئة والاقتصاد وأيضا
الحياة !
…
قسم خاص
ضمن مسلسل أميركا تستيقظ : متابعة متواصلة لتصدى الشعب الأميركى
لمؤامرة الرعاية الصحية |
مدخل خاص بالاشتراك مع صفحة ما بعد‑الإنسان : 16 سپتمبر 2009 : Wages vs. Unemployment! معدلات البطالة تزيد بينما أجور غير العاطلين تزيد
أيضا ! تحديث : NEW BUSINESS, NOT SMALL BUSINESS, IS
WHAT CREATES JOBS. سيبك من أنى بأقول الكلام ده
عادى من
20 سنة ومن 10 سنين ، |
(Non-Official Group)
16 أپريل 2010 :
بعد إجازة مشروع الرعاية الصحية ،
و تجهيز العدة
لقانون الهجرة …
وبدأ مشوار التضليل لتمرير القانون إجرامى ثالث :
قانون تدمير أسواق المال !
الرفيق
الوغد الأسود المسلم يستخدم هيئة الرقابة المالية لرفع قضية مدنية على جولدمان
ساكس ،
أنها ضمنت سندات إسكان مسمومة سنة 2007 ، مما تسبب فى خسارة بليون دولار
لزبائنها .
الموضوع أشبه بنكتة كبيرة ، لكن للأسف خطيرة التبعات ، وأبسطها انهيار
السهم اليوم بـ 15 بالمائة :
1- كم قلت ؟ بليون دولار ؟ !
هأ ! ما قيمة بليون دولار مقارنة بلص يطبع عشرات التريليونات الورقية ،
ثم أصلا ما قيمة بليون دولار فى سوق التحوط الكوادريلليونى ؟ !
2- لماذا قضية مدنية ؟
التهم خطيرة ، وإذا كان جادا فى اتهامهم بالغش والتدليس على العملاء لماذا لم
يحاكمهم جنائيا ؟
3- لماذا لم يلاحق من تربحوا من فعلة جولدمان ساكس سنة 2007 ، لا سيما وأن
التهمة كانت ستمس مباشرة هنرى پولسون سكرتير خزانة بوش ،
أيام كان مسئولا عن جولدمان ساكس ؟ !
( النيو
يورك تايمز وجهت الاتهام صراحة دونما أدنى ذرة حياء ، فلماذا لا تذهبون
به للمحكمة ؟ ) .
4- ماذا قلت ؟ 2007 ؟
هأ ! ثلاث سنوات احتاجها الأمر حتى تستيقظ مفوضية
الأوراق المالية والتداول ؟
5- من تكون هذه الـ SEC أصلا ؟
أليسوا هم أولئك البيروقراطيون الذين لفظتهم كل الوظائف فاشتغلوا فى
الحكومة ؟
أليسوا الذين ظلوا عقودا يراجعون حسابات بيرنى ميدوف ولم يكتشفوا بها أية
هفوة ،
ثم اتضح أنها عملية نصب صريحة بـ 65 بليون دولار ( لاحظ الرقم ) ،
وليس مجرد قرارات استثمارية من النوع اليومى الذى يحتمل المكسب والخسارة كالتى
يتهم جولدمان ساكس بها ؟
هأ ! أليسوا هم من قال عنهم ميدوف نفسه إنهم لا يسألون عن أى شىء أصلا ،
لأنهم لا يعرفون شيئا !
6- النكتة الأصلية أنك كمن تلقى بغاز سام فى الهواء ، ثم تحاكم الناس على
أنهم استنشقوه ،
من الذى صنع سندات الإسكان المسمومة أصلا ؟
أليس اليسار الذى أقام بنوكا حكومية تمنح قروض الإسكان ضد كل قوانين وساطرات
وأعراف السوق ؟
أليس كلينتون هو من بدأها ، والوغد الأسود المسلم نفسه ‑أيام كان فى
السينيت‑
كان فى طليعة معارضى محاولة الرئيس بوش مراجعة أوضاعها ؟
7- الهدف الحقيقى غير خاف على أحد :
مجرد تلطيخ سمعة أعرق بنك استثمارى أميركى وأكثرها رصانة واحتراما محليا
وعالميا ،
تمهيدا تمرير أسوأ حزمة قوانين للتركيع الكبير لوول سترييت ،
من فرض ضرائب خاصة على البنوك ، إلى توسيع دور الحكومة فى دس أنفها فيما يجرى
فى أسواق المال .
…
لخلفيات الأزمة المالية برمتها ،
من سندات الإسكان إلى ميدوف إلى الـ SEC إلى كل
ما عداه مما سبقت الإشارة إليه ،
ارجع لبدايات هذا لجزء الخاص بشيخ اللصوص
من صفحة شيخ العبيد .
…
(Non-Official Group)
| FIRST | PREVIOUS | PART
IV | NEXT
| LATEST
|