EveryScreen.com/festivals
جوائز الأكاديمية ( الأوسكار )
( التوضيبة الثامنة والسبعون ؛ التسميات : 31 يناير
2006 ، الجوائز : 5 مارس 2006 )
Academy Awards (Oscars)
(78th Edition; Nominations: January 31, 2005, Awards:
March 5, 2005)
Official Name: ‘Academy of Motion Picture Arts and Sciences Annual Awards of Merit’
Official Site: oscars.org (Also forwarded to from: oscar.org)
Sponsored Sites: oscar.com, oscars.com
Entry No.: 198.
Date Written: March 6, 2006.
[Last Minor or Link Updates: Friday, June 23, 2006].
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الأوسكار 78 يحتفى بسينما التعليق الاجتماعى أفلام مغمورة وذكريات مملة وحفل هو
الأدنى مشاهدة تليفزيونيا موضوعات شائكة اجتماعيا وسياسيا
لكن العمق لا يزال مفقودا هولليوود الحائرة ما بين
الرومانسية اليسارية وبين حقيقة الخطر العربى الإسلامى بقلم : مدحت محفوظ
‘It’s not true that you’re what to do. The fact is you do what you’re!’ ‘Be Yourself! This self might be something very ugly. But definitely being it is the most successful thing you can do!’
ثانى أدنى معدلات مشاهدة لحفل للأوسكار . متوسط
38.8 مليون مشاهد ، تجعله التالى فقط من حيث السوء لسنة ’ شيكاجو ‘
( 23 مارس 2003 ) والذى لم يشاهده سوى 33 مليونا ، أو 32.5 0/0
فقط من المنازل ، وقت إعلان التسميات فى 31 يناير 2006 ، كانت
الأفلام الخمسة المسماة لأوسكار أحسن فيلم ، لم تحقق مجتمعة فى شباك التذاكر
ما يعادل ( صدق أو لا تصدق ! ) ، ما حققه فيلم واحد مسمى
لجائزة الفيلم الوثائقى ، وهو فيلم ’ مسيرة الپنجوين ‘ ، الذى
حقق 114 مليونا عالميا . باستثناء فيلم ’ ميونيخ ‘ الذى تكلف 68
مليون دولار ( وهو رقم دون المتوسط الهوليوودى بنحو 40 0/0 ) ،
فإن ميزانيات الأفلام الأربعة الأخرى تكاد تكون شبه صفرية : ’ جبل
بروكباك ‘ ( 13.9 مليونا ) ، ’ مساء سعيد حظ سعيد ‘
( 7.5 مليونا ) ، ’ كاپوتى ‘ ( 6.7
مليونا ) ، ’ ارتطام ‘ ( 6.5 مليونا ) ، بل
وكما ترى فالفائز هو الفيلم الأصغر إطلاقا . ولا غرابة بعد ذلك أن لا يهتم
أحد أحد بمشاهدة حفل كل أفلامه مغمورة لهذه الدرجة غير المسبوقة ، وأجمل ما
فيه ‑وإن لم تنقذه كثيرا‑ كانت الأزياء الباهرة على البساط الأحمر ، التى
تفوقت على معظم السنوات .
العامل الثانى فى شعبية الحفل التليڤزيونية هو مقدم
الحفل . وهنا توجد أيضا قاعدة ذهبية ، المشاهدة تهبط لو مقدم الحفل ممن
يقدمونه على نحو متفرق أو يأتى لأول مرة . الجمهور يبدى احتراما أكبر للحفل الذى
يقدمه وجه معتاد ، بييلى كريستال مثلا . هذا العام استدعوا لأول مرة چون
ستيوارت . لو لا تعرف من هو چون ستيوارت ، فهو مقدم برنامج ’ العرض
اليومى ‘ . هذا البرنامج الذى ينتج على نحو مستقل ويبث عبر
الولايات ، هو اختراع فى حد ذاته . هو نشرة أخبار يومية فى قالب
كوميدى . تتناول أهم الأخبار من السياسة للفن ، فى إطار من السخرية
اللاذعة ، ويستضيف كثير من هؤلاء للتعليق على الخبر المقدم . أكاديمية
العلوم والفنون السينمائية مانحة جوائز الأوسكار ، ارتأت فى چون ستيوارت
الخيار الأمثل لعام كهذا . هو من خارج هولليوود بمعنى لا علاقة له بصناعة
السينما ، هو مستقل بمعنى أنه ينتج برنامجه من خلال كوميدى سنتر وهى شركة
إنتاج متخصصة غير رئيسة ، وثالثا هو متخصص فى السياسة . تماما كما صفات
أفلام هذا العام المتنافسة ! چون ستيوارت هو متعة قائمة بذاتها ، هذه حقيقة
لا يمكنك أن تنكرها لو كنت قد شاهدت بعض حلقات برنامجه ، ولا يمكنك أن تعرف
ما هو المقصود حتى لو ظللنا نشرحه ألف صفحة . لكن الاختيار للأوسكار كان
خطأ . فى الأصل اختاروه كما قلنا لأنه صاحب خبرة هائلة بالسياسة . هذا
يمكن أن يجعله حساسا حصيفا لبقا فى تناول الشأن السياسى تناولا كوميديا ، فى
سنة كل شىء فيها سياسى . لكن انتهى به الأمر أن فهم أن المقصود هو ألا يخوض
فى السياسة أصلا . لا يسخر من الأفلام ، لا يسخر من الساسة ،
بالذات من هم فى الحكم منهم ، بالذات بوش وتشينى . ماذا تبقى له ليفعل
إذن ؟ صحيح أن ستيوارت ليس صاحب موقف سياسى محدد ، أو هكذا يبدو فى
برنامجه . هو يسخر من الكل سواء بسواء يمينا كانوا أو يسارا ، داخل
السلطة أو خارجها ، والأهم أنه دائما لا يعرف الرحمة ، يسخر سخرية مقذعة
جدا وموجعة حقا . بعبارة أخرى ولاؤه الوحيد هو الضحكة وأى شىء يمكن أن يصنعها .
لكن انظر ماذا قال هنا فى حفل الأوسكار . بوش جاء ذكره من خلال مداعبة لطيفة
جدا إن لم تكن تحية له وحتى دون ذكر اسمه ، ذلك حين نظر ستيوارت لتمثال
الأوسكار الضخم خلفه ، وسأل ’ هل تعتقدون أننا لو اشتركنا سويا وأسقطنا
هذا التمثال ستينع الديموقراطية فى هولليوود ‘ . الإشارة طبعا لتمثال
صدام حسين ، لكن جوهر المداعبة ليس حتى بوش بقدر ما هى نقد لهولليوود ،
أو بالأحرى لفاشيلها الذين يتخيلون دوما أنها لا تعطيهم الفرصة المناسبة .
ماذا قال عن تشينى ؟ قال ’ بيورك لم تستطع الحضور . كانت تجرب
فستانا لحضور الأوسكار ، فأطلق عليها ديك تشينى النار ‘ . وطبعا
بيورك هى المغنية المعروفة ، والفستان هو تذكير بفستان تلك المرة التى حضرت
فيها حفل الأوسكار بزى بجعة ، وإطلاق النار هو حادثة الصيد التى أطلق فيها
ديك تشينى النار خطأ مؤخرا على أحد أصدقائه . ليست هناك تعليقات مباشرة تستحق الذكر على
الأفلام ، لكن موهبة وذكاء ستيوارت الهائلين وسرعة بديهته فى اقتناص اللحظة
الكوميدية ، جعلته يمسك بثيمة معينة عفوية ، واستطال بها لتملأ كل
الحفل . ونكاد نقول هذا بثقة ، فالمؤكد أن النص الأصلى الذى كتبه لنفسه
أو كتبوه له ، أو كتبوا وكتبوه ، ثم حذف منه الكثير ، كان نصا أضعف
وأسخف من أن يضحك أحدا . تلك الثيمة هى فريق الراپ ’ 36 مافيا ‘
الذى أدى أغنية ’ الحياة صعبة هنا بالنسبة لقواد ‘ ، هذا من فيلم
’ الكسب السريع المتدفق ‘ Hustle and Flow ، ( ربما
الترجمة الأقرب لكلمة hustle هى ’ أونطجى ‘ أو ’ حلنجى ‘
أو خليط الاثنين معا ) ، والذى انتهى بهم الحفل فائزين بالأوسكار
عنها ، كثانى أغنية راپ إطلاقا تفوز بالأوسكار . بالطبع استخدم ستيوارت
عنوان الأغنية فى خلق الكثير من النكات الهولليوودية والأوسكارية ، مثل ما
الفرق بين القواد ووكيل الفنانين ؟ وأجاب : الأول يرتدى قبعة أفضل .
كلنا يذكر أن أغنية الراپ الأولى إطلاقا للفوز بالأوسكار كانت لإينينيم قبل ثلاثة
أعوام ، ونذكر أنه لم يهتم أصلا بحضور الحفل . هنا التقط ستيوارت حماس
’ 36 مافيا ‘ الشديد لأداء الأغنية ، وأتى بما يمكن اعتباره أقسى
سخرية إطلاقا فى كل الحفل ’ كيف يتأتى لهم أن يكونوا الوحيدين المستثارين
هنا ‘ . هكذا فى لحظة صاعقة وغير مسبوقة تاريخيا يصم ستيوارت كل الحفل
الذى يقدمه بالملل والسخافة . عادة ما يسخر مقدمو الحفل من أنفسهم ، كل
الكوميديانات يفعلون ذلك ، لكن أن يصم الحفل بأفلامه وضيوفه وجوائزه
بالملل ، هذا شىء جديد بالكامل ، إلا أنه طبعا حقيقى . لو شاهدت الحفل ، ستجد أن هولليوود كانت تحتفى
فيه بنفسها أكثر مما يجب . ثانيا كانت تحتفى بنفسها من خلال ثيمة واحدة غبية
فى الواقع ، تقول ’ نحن أناس جادون ، نحن نهتم بمشاكل الناس
الحقيقية ، ونحن لدينا الجرأة لتقديمها ‘ . عرض خلال الحفل كم وافر
من مقتطفات من الأفلام القديمة . التركيز فى تلك القصاصات كان على عشرات
الأفلام الاجتماعية والسياسية من نوعية ’ قتل طائر مغرد ‘ ،
’ مستر سميث يذهب لواشينجتون ‘ ، ’ الشبكة ‘ ،
’ على حافة المياه ‘ ، ’ كل رجال الرئيس ‘ ،
’ نورما راى ‘ … إلخ … إلخ . وبينما صفق الحاضرون بشدة ،
ألقى ستيوارت دشا باردا عليهم وعلى هذا النوع من الاحتفاء بالذات قائلا
’ ومنذ لك الحين لم تعد تلك القضايا تسبب مشكلة ثانية أبدا ، فلنهنئ
أنفسنا ‘ . بعد ذلك أصبح أمر الحفل أكثر سوءا . كم مختارات الأفلام
القديمة التى راحت تعرض خلال الحفل ، كان ضخما لحد السخف ، بحيث استشعر
ستيوارت ضيق الحاضرين منها ، فظل يعدهم بأن لا قصاصات أخرى ، أو يصيح
بأعلى صوته ’ يا للهراء ، لقد نفذت القصاصات منا ! ‘ . —————————
قبل أن ندخل للأفلام الفائزة ، نرصد الأجواء
السابقة على إعلان الجوائز ، فنقول أولا إن الإجماع على الأفلام الخمسة كان
مدهشا . هى تقريبا ذات الأفلام التى فازت بأغلب إن لم نقل كل تسميات الجوائز
الأخرى التى سواء التى تمنحها الروابط المهنية ( المنتجين ،
الموجهين ، الكتاب ،
الممثلين ، إلخ ) ، أو الجوائز الصحفية ( الجولدن جلوب
وروابط الصحفيين والنقاد المختلفة ) . ثانيا نقول إنه بعد الإجماع على
التسميات الخمسة ، وقع إجماع آخر على الفيلم الفائز . كان من شبه
المحسوم سلفا فوز فيلم ’ جبل بروكباك ‘ بالجائزة . لا نتحدث فقط عن
صحافة بوزن ڤارايتى والنيو يورك تايمز ، إنما نتحدث عن كل أحد . كان الأمر
أقرب للإجماع . كل جوائز موسم الجوائز منحت نفسها لفيلم آنج ليى . الصحف
كذلك ، سواء على نحو مباشر من خلال آراء كتابها ، أو مما أجرته من
استطلاعات لجمهورها ، أو استطلاعات غير رسمية بين المصوتين أنفسهم من أعضاء
الأكاديمية ( بالخبرة نحن نعرف من خلال الطريقة التى تتحدث بها ڤارايتى عن
الأفلام ، والوزن النسبى للكلام عن كل فيلم ، أنهم اعتادوا بها ترجمة ما
توصلوا إليه من جس نبض التصويت فى الشارع الهولليوودى ، ولم يحدث أبدا أن
أخطأوا إلا هذا العام ! ) . أيضا لم يكن مصادفة فى اعتقادى أن اختارت ڤارايتى حفل
سنة 1969 كأحسن حفل فى تاريخ الأوسكار . ولم لا وهى أول سنة يسمى فيها فيلم
عن المثلية الجنسية ، وبمعيار رقابى ’ إكس ‘ للفوز بأوسكار أحسن
فيلم ، نقصد ’ راعى بقر منتصف الليل ‘ . هم لهم أسبابهم
المتنوعة لاختيار هذا الحفل كالأفضل ، كالحنينية كحفل 1939 حيث ’ ذهب مع
الريح ‘ وذروة العصر الذهبى ، أو إثارة الجدل كحفل 1977 حيث ڤانيسا
ريدجريڤ تسب ’ القباضايات الصهاينة ‘ ، أو اللحظات شديدة التأثير
كحفل 1971 حين تلقى تشاپلين تحية واقفة لمدة خمس دقائق . هم رأوا فى حفل 1969
أنه جمع كل السمات جميعا التى تجعل الواحدة منها فقط حفلا ما مميزا شهيرا ولا ينسى .
لكن مع ذلك تظل هذه رسالة مبطنة أخرى على طريقة ’ شفرة داڤنشى ‘
( وما أكثر مثل هذه الرسائل ) ، تخبرنا بمن سيكون الفيلم
الفائز . الكل كان يتملكه شعور عارم ، بأن دور المثلية الجنسية قد جاء
للفوز بأوسكار أحسن فيلم ، وليس أنسب من قصة راعيى البقر فى مطلع
الستينيات ، ممن ينجذبان لعلاقة جسدية ، دون أن يخططا لها ، أو حتى
يعيا بها ، وفقط من قبيل عفوية اللحظة واندفاعة الاكتشاف المحضين ، ثم
تمضى بهما الحياة بعد ذلك فى مسار عادى كالزواج من امرأة وهكذا . القصاصات التى عرضت لم توح بأن هولليوود تعرف لمن
صوتت . ڤارايتى قالت إنها كانت تشير لفوز بروكباك . لم أفهم كيف
هذا . نعم بروكباك كان ممكنا جدا ، لكن كل الأفلام ذات رسائل اجتماعية
وسياسية مما تسمى بالجادة . شىء ربما أهم أو أبرز فى 1969 لم تشر له
ڤارايتى ، أو ربما كانت تعيه ولم تشأ ذكره ، هو أن تلك كانت سنة السينما
السياسية ، فى هذه السنة فاز ’ زد ‘ كأحسن فيلم بلغة أجنبية ،
وكان خبطة شباك عالمية ، كانت التتويج السينمائى لمد يسارى كبير بدأ بانتخاب
كينيدى وخطبة قس أسود تقول ’ أنا لدى حلم ‘ ، حتى ذروة مظاهرات
الطلبة فى پاريس . وإذا شئت أن تقارن أية سنة بـ 1969 كسنة للسينما
السياسية ، فربما لن تجد أكثف ولا أفضل من 2005 . كل الأفلام الخمسة سواسية فى فرص الفوز ، إذا
كان الأمر متعلقا بالسياسة وحدها . ’ ارتطام ‘ فهو يتحدث عن
العرقية المتغلغلة فى ثقافة الجميع ضد الجميع فى أميركا .
’ كاپوتى ‘ ( والذى انتهى للفوز بجائزة أحسن ممثل لفيليپ سيمور
هوفمان ) ، هو فصل من حياة الكاتب ترومان كاپوتى ، واحد من أشهر
المثليين الجنسيين فى التاريخ الأميركى المعاصر ، وكذا واحد من أوائل
الروائيين الذى احترفوا ’ فتح الدمامل ‘ المتوارية فى المجتمع
الأميركى ، هذا إن جاز التعبير . ’ مساء سعيد حظ سعيد ‘ عن
حقبة المكارثية ، فيلم سياسى مباشر للغاية ، ونمطى بالنسبة لتناولات
هولليوود الأثيرة للشأن السياسى كما ذكرتنا بها مقتطفات الأفلام ، والعنوان
هو العبارة التى اعتاد بها بطل الفيلم ، إدوارد مارو ، وهى شخصية حقيقية
لمذيع راديوى أن ينهى بها برنامجه . وأخيرا الأنجح نسبيا والأكثر جدلا بين
الخمسة ، فيلم سپييلبيرج ’ ميونيخ ‘ ، عن واقعة قتل أعضاء
الفريق الأوليمپى الإسرائيلى فى قرية ميونيخ الأوليمپية سنة 1972 . سپييلبيرج
يهودى يسارى علمانى إنسانى رقيق القلب ، هذه هى السمة العامة لشخصيته
ولأفلامه . وهنا يتحدث فى السياسة حيث لا يصلح القلب الطيب ، بالذات فى
مرحلة مفصلية من حياته كما هو الآن ، وسنعود لهذا كله بعد قليل . نعم ، كان ’ ارتطام ‘ هو المرشح
الثانى والمنافس الوحيد ، لكن أحدا لم يتوقع له الفوز ، ولا يوجد فى
الحفل ما يوحى بغير ذلك . نظريتى الشخصية أن ربما ليس كذلك بالضبط .
وأقصد هنا تكريم روبرت ألتمان والذى أعتبره إشارة ربما تكون جلية لفوز هذا
الفيلم . فيلم پول هاجيس يسير على تقاليد أفلام ألتمان فى العقود الأخيرة
( ’ قطعات قصيرة ‘ ’ ملابس جاهزة ‘
… إلخ ) ، فى تقديم عشرات الشخصيات متباعدة تربطها ذات المدينة ولا
يربطها أى شىء آخر ، لكن تلتقى بعض الخيوط مع النهاية . بالطبع تكريم
ألتمان شىء مقرر سلفا منذ زمن بعيد ، لكن الملاحظ أن القصاصات أخذت تذكرنا
بالأفلام من هذا النوع الذى يسميه نقاد أوروپا والعالم الثالث ’ أفلام
النسيج ‘ أو ’ الموزاييك ‘ ، سواء كانت لألتمان أو غير
ألتمان . لكن هل عرفت الأكاديمية فعلا أن ’ ارتطام ‘ سوف
يفوز ، بينما الأصوات تحصى بواسطة شركة محاسبة مستقلة ، ولا يعرفها أحد
إلا مع فتح المظروف أمام الحضور والكاميرات . الاحتمال كبير . التفسير
الذى قيل أن ما حدث فى الأيام الأخيرة جدا قبل انتهاء التصويت ، أن بدأ يلاقى
الفيلم إقبالا جماهيريا ويثير نقاشات عميقة فى أوساط الجمهور العمومى فى مدينة لوس
أنچيليس . هذا أثار انطباعا قويا لدى مصوتى الأوسكار ، وغالبيتهم مقيمون
بطبيعة الحال فى هذه المدينة ، ورأوا فيه تطبيقا عمليا لما أرادوا أصلا لهذه
السنة أن تكون : أن يكون للسينما أثر فعلى فى الواقع الاجتماعى . من هنا
كان التحول الفجائى فى المزاج ، والمفاجأة التى أذهلت الجميع فى الدقائق
الأخيرة جدا للحفل . ————————— ’ ارتطام ‘ ليس فيلما محبطا ، لكنه بالتأكيد واحد من أقل الأفلام التى نالت
أوسكار أحسن فيلم عبر التاريخ . العرقية تتغلغل فى كل سلوكية صغيرة ، بل
فى كل لحظة من حياة كل منا . هذه هى ستراتيچية الفيلم ، وقد برع فيها
بالفعل ، حيث أى حوار ودى أو عدائى لا يمكن أن يخلو من إشارة عرقية ما !
ما الحل ؟ لا أحد يعرف الحل . مبدئيا أن تؤنسن ’ الآخر ‘ هى
نقطة بداية جيدة . هذا ما فعله الفيلم مع بعض شخوصه ، حيث هذا لتقارب
والأنسنة بحقق بعض النجاح ، لكن ليس دائما . ولو شبهنا الفيلم بفيلم
شبيه البنية لكن عن تهريب العقاقير ’ تهريب ‘ ، وقلنا على غراره أن
المعركة ضد العرقية معركة خاسرة سلفا ، لكنا بالفعل أمام فيلم عظيم .
لكن بما أن أحدا تقريبا لم يتمثله على هذا النحو ، فالأرجح أن سيمضى دون أثر
يذكر . الفيلم عبارة عن شخصيات كثيرة لا يربطها رابط ،
طيف واسع للغاية من سكان مدينة الملائكة ، بدءا من الصفوة السياسية
للولاية ، حتى شرطى صغير ، حتى فريق إنتاج سينمائى ، حتى لصوص
شوارع سود ومهاجرين بلقانيين مسلمين ، كل شىء تقريبا . البداية صاعقة
حقا . حادث احتكاك بسيط بين سيارتين ، يكشف كم الغل والنظرة الدونية
التى تنظر بها كل الأعراق بلا استثناء لبعضها البعض . بعد ذلك يقدم لنا
الشرطى ( مات ديللون ) كعرقى أبيض نمطى ، لنكتشف بعد قليل أنه
إنسان وليس إلا ، لا يجد تكاليف علاج جيد لوالده ، الذى خسر كل ثروته
يوم قرر تعيين السود فى بيزنسه الصغير . على هذه الستراتيچية يسير معظم
الفيلم ، ليقول أن لا أسباب كبيرة للكراهية ، لا الفقر ، لا الفجوة
الاجتماعية ، لا شىء ، فقط هى شىء مزروع فى دمائنا ، أو شىء اعتدنا
عليه . وطبعا ينتهى نهاية شبه يوتوپية أنه من الممكن أن نسمو فوق تلك
الكراهية لو حاولنا . قد نشك فى هذا الاستنتاج الأخير ، لكن يظل الأثر
الكلى قويا ، ولا يقل عن أثر فيلم ’ تهريب ‘ ، أنه أثار لدينا
اليأس من حل المشكلة ، هذا أكثر مما أعطانا من بريق ساذج لحلها ! ————————— سپييلبيرج أفلس ! أفلس أولا ماديا بأن باع درييمووركس ، وتحول من ثانى أغنى فنان فى
التاريخ ( بعد لوكاس ) ، إلى لا شىء . حتى پاراماونت المشترية
لم تبد أى احترام للأفلام وباعت المكتبة لأول مشترى ،
البليونير المضارب چورچ سوروس . أفلس ثانيا لأنه فقد تلك الأفكار الجامحة من
نوعية إى تى وحديقة الديناصورات وراح يغرق ويغرقنا فى السينما الرخيصة المسماة
بالواقعية ، وأفلس ثالثا إفلاس فكره اليسارى ، وهو أشد إفلاساته
مأساوية . كلما أغرق فى ذلك الفكر كلما اتخذ مواقفا أسوأ وأسوأ ، ولا
شىء فى الدنيا أسوأ من أن تضع إسرائيل المتقدمة المتحضرة فى ذات كفة الفلسطينيين
الذين يراهم العالم إرهابيين وقطاع الطرق . مرة أخرى ‑وعلى غرار
’ ارتطام ‘‑ ذات الآمال الواهية . السلام يأتى لو كففنا عن
الانتقام المتبادل . أنت تقتل زعماء الفلسطينيين ، فقط كى يأتى بدلا
منهم أناس أشد تطرفا . هذه هى مشكلة هولليوود الأكبر مع السياسة . هى
فى غالبيتها حفنة من الرومانسيين اليساريين ، الذين يرون كل البشر طيبين
أخيار ، باستثناء حفنة من الرأسماليين الجشعين لو حدث واستئصلناهم لخلقنا جنة
عدن على الأرض . لا يزالون حتى اليوم يكررون ذات النغمة دون أى نضج
يذكر ، متناسين أن العالم مر بعشرات التجارب الشيوعية والاشتراكية ، لم
يحدث فى مرة واحدة أن خلقت عالما أفضل ، إنما كل ما فعلته أن وزعت القهر
والفقر على الجميع . ذات الشىء فى المواقف المعادية للحرب ، ولهولليوود
فيها باع لا يقل طولا . أيضا وكأن السلام لم يجرب بين اليهود
والفلسطينيين ، لكن ما النتيجة ، أن جاءت حماس للحكم تطالب من جديد بكل
أرض إسرائيل ، وتقول بوضوح تام أنها لن تعقد سلاما أبدا فقط هدنة تلو
هدنة ، حتى يوم تصبح فيه أكثر قوة وتلقى باليهود فى البحر . لو اتفقت مع
منظمة التحرير ستكون النتيجة أن ستسرق حماس المشهد . ثم لو صنعت السلام مع
حماس ، سيخرج لك الجهاد وتصبح له اليد العليا ، وهلم جرا .
الرومانسيون أمثال سپييلبيرج لا يمكن أن يفهموا هذا أبدا ، لأن الكلام سيمتد
ساعتها لمناطق شيطانية ويقول إن الكراهية كامنة فى الدم ، فى الچيينات ،
وأنها شىء لا يمكن القضاء عليه أبد الدهر . ’ قائمة
شندلر ‘ كرهه اليهود وأحبه الصهاينة ، أما
’ ميونيخ ‘
فقد كرهه الفريقان سواء بسواء ، المتدينون والعلمانيون ! ربما دعاة
السلام أمثال سپييلبيرج أناس طيبون وحسنو النية ( من متعنا الأثيرة فى السنوات الأخيرة شرح طيبته الغائرة
هذه ، بالذات منذ أن تخصص فى إفساد كل ثيمة خيال علمى بعد‑إنسانية عظيمة بأن
قام بأنسنتها : ’ الذكاء الاصطناعى ‘ ، ’ تقرير
الأقلية ‘ ، ’ حروب العوالم ‘ ) . لكن دعاة السلام
هؤلاء لم يستطيعوا أبدا أن يقولوا لنا كيف يمكن أن ينجح السلام بين إسرائيل
والعرب . إنها نفس مشكلة سپييلبيرج طيلة الوقت : أنسنة كل شىء ، من
إى تى حتى روبوتات الذكاء الاصطناعى الكيوبريكية . الضحية هذه المرة هم
الموساد . جعلهم بشرا ضعفاء لسبب غاية فى البساطة أن خياله لا يذهب أبدا وراء
فكرة أن لا شىء أرقى من الإنسان . هم ‑أى دعاة السلام السپييلبيرجيون‑ يقولون فى الفيلم
لماذا نقتل هؤلاء وسيأتى من هم أشد منهم تطرفا ، كلام صحيح وواقعى جدا .
لكن السؤال المنطقى التالى الذى يتبادر فورا على اللسان ، هو ’ وما
الحل ؟ ‘ . الواضح أن هناك أحد حلين لا ثالث لهما ، إما أن
يستسلم معسكر الحداثة والتقنية والبناء العالمى لمعسكر التخلف والإرهاب والماضوية
ويترك قتلة ميونيخ ينجون بفعلتهم ، وإما أن يدخل معهم فى حرب لا تنتهى إلا
بالرضوخ الكامل أو ربما الإبادة من طرف ما للطرف الآخر . كثير من أنصار
الحقوق المدنية المشاهير جدا الأصلاد جدا اليساريين جدا ( آلان إم . ديرشوڤيتز
مثلا ) ، يتحدثون الآن عن إبادة قرى كاملة فى العراق وفلسطين إن آوت
الإرهابيين . والكلام فى الغرف المغلقة أصبح يتطرق لما لم يكن يتطرق له أحد
من قبل ( تعبير لعالم إيكولوچيا بريطانى مرموق يدعى كريس ريپلى ظهر
مؤخرا ) ، لا بد من إنقاص جذرى لعدد سكان العالم ، والمشكلة فى
الچيينات . هؤلاء الناس ليسوا دمويين ولم يكن تاريخهم ينبئ بشىء من هذا أبدا ،
لكن كل ما حدث أن أحدا لم يقدم لهم ولا لنا إجابة مقنعة على سؤال ’ وما
الحل ؟ ‘ . ببساطة الجديد أن الحروب الثقافية الدينية التى تجتاح
العالم خلال السنوات الأخيرة ، قد وصلت لنقطة اللا عودة . المتطرفون
العرب والمسلمون قاموا بتديينها ، وبهذه الحيلة السحرية ضمن هؤلاء المحرضون
لها أن تصبح ككرة الثلج التى لا يمكن إيقافها حتى لو ماتوا هم أو قتلوا .
الشعوب بسذاجتها استجابت لهم وجرت وراءهم . ولم يعد ممكنا إحلال السلام فى
العالم بأية طريقة من الطرق ، ولا مفر سوى من تصعيد المواجهة حتى مداها
الأقصى ، أى إبادة أحد الطرفين لمعظم الطرف الآخر ، لا حلول وسط ولا
وقوف فى منتصف الطريق . المدهش أن أطراف الحرب أنفسهم راضون ، حماس تريد
إفناء إسرائيل وإسرائيل تريد إفناء حماس ، حماس تريد إفناء فتح وفتح تريد
إفناء حماس ، أميركا تريد إفناء إيران وإيران تريد إفناء أميركا ، السنة
يريدون إفناء الشيعة والشيعة يريدون إفناء السنة . الشعوب نفسها وبكاملها
راضية وواعية بمصائرها ، هم الذين انتخبوا أحمدى نجاد والسيستانى وعصام العريان وإسماعيل هنية ،
ويؤكدون كل يوم أنهم مصممون على السير خلفهم إلى الهاوية . الأميركيون والبريطانيون
أيضا انتخبوا چورچ بوش
وتونى بلير
لمرتين وثلاث مرات كى يقوداهم للحروب . الكل سعيد ، الوحيد الذى يحتج هو
السلاميون اليوتوپيون أمثال سپييلبيرج ، ولا نعرف لماذا . يفترض أن
إيران تجهز الآن لقنبلة نووية وتخاطر بكل شىء وتتحدى الدنيا كلها من أجلها .
ويفترض أن أميركا تجهز حاليا لضربة نووية لإيران ، والعالم صار يتداول أخبار
هذه التسريبات عن هذه القنبلة الجديدة المسماة B-61 الاختراقية كبيرة التدمير
خفيضة الاشعاع بألفة شديدة ، أو على الأقل لن يفاجأ بالحدث إن حدث . ذلك
أنه أدرك أن المشكلة مشكلة شعوب وچيينات ، وليست ظروف ولا مناخات ولا حتى
تنازلات ومساعى حميدة . أو كما يقال أحيانا ( من أذكر ممن قالوا معنى قريبا
كهذا يمينى سينمائى عظيم هو مورجان فرييمان ، أو دكتور أليكس كروس فى
’ وجاء العنكبوت ‘ ) ، والمعنى هو ليس صحيحا أنك هو ما
تفعل ، الصحيح أن ما تفعله هو أنت . بمعنى كل شىء مشفر سلفا فى الچيينات ، التربية والتعليم
مثلا لن تصنع منك إنسانا مختلفا ، إنما فقط ترتقى بك لسقفك الچيينى .
هذه الأفكار مزدهرة جدا هذه الأيام ، وتتحدى كل ’ الثوابت ‘
الهولليوودية ( والعربية طبعا ! ) . والتفكير ‑بالذات بعد
إخفاق تجربة غزو العراق بريا‑ يتنامى الآن نحو حلول أكثر جذرية ، كثيرا ما
يخرج الحديث عنها للعلن ، إلابادة عن بعد ، الإبادة من الجو ،
الإبادة بالنووى . الوحيد المعترض هو سپييلبيرج ، الذى ويا للمفارقة هو
الشخص الذى كنا قد تعلمنا منه أنك يمكن أن تقتل بسهولة لو عن بعد . هذا ما
كان يفعله قائد معسكر الاعتقال النازى فى ’ قائمة شندلر ‘ ، لكن
بمجرد أن جاءت الفتاة لخدمته فى مسكنه بات من المستحيل عليه أن يقتلها أبدا .
لماذا لا يطبق سپييلبيرج هذا على الجميع ، دون أن يفقد بوصلته الحضارية
والأخلاقية ؟ سؤال لا نتوقع إجابة عليه قريبا ! أنا قرأت كتاب ’ الانتقام ‘ فى حين صدوره .
أتاحته لنا هيئة الاستعلامات المصرية مترجما مطبوعا ، لكن كعادتها حينئذ دون
تعميم أو بيع فى الأسواق . يروى بالتفصيل الشديد وقائع ما سمى بـ ’ العملية :
سونكى ‘ Operation: Bayonet ، لكن بالتأكيد ليس فيه ذلك الندم ولا ذلك
الدمار النفسى الذى حل بالبطل ، ولا حتى تلك الأخطاء التقانية المتكررة
للمتفجرات وما إليها . به فقط ملحمة رائعة للتخطيط المتقن والمهنية العالية
التى تم بها القضاء على إرهابيى ميونيخ الواحد تلو الآخر . ولا يدرى المرء من
أين جاء سپييلبيرج بالضبط بكل تلك الحواشى والزوائد التى حاول بها تشويه ذلك
المسعى العظيم . طالما أن السلام مستحيل ، فلك أن تحدد لنفسك
بوصلة حضارية وأخلاقية من الحرب الدائرة . البوصلة الحضارية والأخلاقية هى
التى توضح لك الفارق بين أن تذبح فلسطينيى أيلول الأسود أو صابرا وشاتيلا ،
وبين أن تذبح رياضيى قرية ميونيخ الأوليمپية من الإسرائيليين أو أن تدمر مركز
التداول العالمى فى نيو يورك . الإجابة بسيطة ، أو هذا ما قد
نتصوره : الالتزام بالتقدم والحداثة هو المعيار . هذه البوصلة الأخلاقية
هى النقطة العمياء لدى سپييلبيرج ، ولدى كل أنصار السلام من اليساريين
والإنسانيين … إلخ . صحيح كل القتل قد يؤرق منام صاحبه كبطل
الفيلم ، لكن الخط الفاصل بين القتل الحضارى والقتل الهمجى لا يجب أن يغيب عن
الذهن أبدا . ليس كل القتل قتلا ولا جريمة ، وليس كل القتل همجية ولا
بداءة . أحيانا القتل فعل حضارى عظيم ، أو كما يجب أن نقول دوما ’ المهم
المحتوى ‘ ، فالصراع العربى الإسرائيلى ليس مشكلة أوراق شهر عقارى تحدد
أرض من هذه وأرض من تلك ، إنما هو صراع بين حداثة القرن العشرين أو الواحد
والعشرين ، وعقلية القرن السابع أو الثامن ! ما علينا ! المهم ، ميونيخ فيلم متقن
الصنعة ، بدءا من تمثيل إيريك پانا ، حتى أصغر التفاصيل التى تخص العرب
أو اليهود أو الأوروپيين ، وطبعا مرورا بموسيقى چون ويلليامز الذى يدهشك أنه
يستطيع الذهاب مع سپيلبيرج فى كل فيلم جديد أينما ذهب هذا ، لكن دون أن يفقد
تميزه وإبداعه . الفيلم نفسه كان خفيف الظل جدا أحيانا كمشهد خناقة أعضاء
الموساد والإرهابيين العرب عندما أرسلهم الوسيط الفرنسى لنفس المنزل
اليونانى . العرب يضبطون المذياع على أغنية عربية والآخرون على أغنية أوروپية
فرنسية . حين توقف المؤشر بالصدفة على أغنية أميركية رضى الجميع .
النكتة ليست فقط أن أميركا مقبولة لدى كل الأطراف ، بل أيضا ما تقوله الأغنية
فى حد ذاتها . إنها أغنية آل جريين ’ لنبق معا ‘ Let's Stay Together ، وفعلا ناموا سويا حتى الصباح ! ————————— ليست فقط الأفلام الخمسة هى الأفلام السياسية .
الفيلمان الفائزان بأوسكار التمثيل الداعم ، أيضا فيلمان سياسيان : ’ سيريانا ‘ الذى نال عنه چورچ كلوونى جائزة أحسن ممثل داعم ينتمى لألتمان
أم ينتمى للتهريب الفيلم السابق كمؤلف فقط لستيفين جيغان الذى هو الآن مؤلف وموجه
الفيلم ، أم هل هو والتهريب ينتميان أيضا لألتمان ؟ ! تباعد الخيوط
عند ألتمان هو لعبة صيغية formal على الأرجح ، أو لعله يريد أن يقول إن
هولليوود يمكن أن تصنع تلك الأفلام التى يحبها نقاد أوروپا والعالم الثالث
ويسمونها كما قلنا بأفلام النسيج أو الموزاييك ، لمجرد أن يثبت لهؤلاء أنه ذو
نفوذ ونفاذية أكثر منهم جميعا . عند جيغان تباعد الخيوط ثم التقائها هو
’ المحتوى ‘ عينه . هذا شىء جميل وخلاق فنيا ، لكن ما هو هذا
المحتوى نفسه ، تلك قصة أخرى . صناعة الطاقة الأميركية ، شيوخ
الپترول العرب ، الإرهاب الإسلامى ، هى المقصودة فيما تقول بطاقة الفيلم
tag إن كل الخيوط تبدو منفصلة لكنها ليست كذلك ، أو Everything Is Connected! ! من حيث إسهامه ككاتب ، سمى جيغان لجائزة
الأوسكار ، وهنا توجد مفارقة كبرى نادرة الحدوث ، حيث سموه ككتابة
أصلية ، بينما اعتبرته وسمته لجائزتها رابطة الكتاب ككتابة مطوعة عن وسيط
آخر ، قاصدين بالطبع رواية روبرت باير ’ لا أرى شرا ‘ .
هذا معناه أنه تجاوز الراوية بكثير لحد أن اعتبرت الأكاديمية الفيلم من
تأليفه . للوهلة الأولى الفيلم والرواية المأخوذ عنها يلوحان وكأنهما يعرفان
جيدا المادة التى يتحدثان عنها ، الپترول ، العرب ، الإرهاب
… إلخ . لكن نظرة فاحصة قليلا تكتشف أن الأمر ليس كذلك جدا . مثلا
الأمير الخليجى الذى ينتهى الفيلم صريعا بصاروخ جو‑أرض للاستخبارات
الأميركية ، يوصف فى البداية بأنه ’ مصدق ‘ جديد ، ثم بعد
قليل يوصف بأنه ’ فيصل وأتاتورك ‘ جديد . نعم ببساطة تضع هولليوود
الكل فى سلة واحدة هكذا ، وهدفها واضح هو تقرير حق تلك الشعوب فى امتلاك
ثروتها والمساومة عليها بين أميركا والصين . ببساطة مصدق كان عدوا
للغرب ، وفيصل وأتاتورك كانا صديقين له ، الأول انعزالى تأميمى عدائى
والآخرين انفتاحيين حداثيين لا يحملون أى برنامح للكراهية ، الأول ألهم جمال
عبد الناصر ’ ثورته ‘ وحروبة الكارثية ، والآخرين ألهما العالم
الثالث كله كيف يمكن أن تكون جزءا من العالم ، تتفاعل بحب إيجابية معه ،
مهما كانت درجة تخلفك الحالية . لكن لا الفيلم ولا الرواية يلحظان أيا من كل
ذلك ، فكل واحد يخرج علينا ليقول إنه يهدف لخدمة شعبه ، علينا أن نصفق
له ، كما تفعل هولليوود وأفلام هولليوود . هذا لن يشمل فقط ناصر وصدام
وبشار ، بل يشمل حتى أسامة بن لادن . نعم أسامة بن لادن ، فالفيلم
ينتهى بتفجير ناقلة نفط أميركية عملاقة بواسطة تنظيم القاعدة ، ويقدمه الفيلم
على أنه الحل الوحيد لمواجهة طغيان أشرار هذا العالم ، وهم طبقا له ليسوا
غامضين بالمرة ، بل محددين بوضوح تام فى كل دقيقة من دقائقه الـ 128 :
شركات الپترول الأميركية الكبيرة . هولليوود عدو لأشرار الرأسمالية ،
وكل عدو لهذه فى العالم ، هو بطل هولليوودى عظيم ، فعدو عدوى هو
صديقى ، كما يقال . كل هذا كان مثالا ، الشيخ الخليجى . خذ
مثالا آخر ، وابحث عن الباقى بنفسك : لو أخذت كل ما يقوله الفيلم ومددته
على استقامته ، لوجدته مثلا يقول إن عالما بقيادة الصين سيكون أفضل بكثير من
عالم بقيادة أميركا ، تخيل ( مع تسليمنا بأن رفع أسعار الپترول
هو مؤامرة أميركية‑سعودية لتركيع الصين ) ! فيلم التمثيل الداعم الآخر هو ’ الجناينى الثابت ‘ .
هذا الذى فازت عن ريتشيل ڤايس بأوسكار التمثيل النسائى الداعم ، وسمى أيضا
لجائزة الكتابة المطوعة عن رواية كاتب الغموض والجاسوسية الذى لعله الأشهر بين
الأحياء ، چون لو كاريه ، وكذا لجائزتى الموسيقى والتوضيب
( المونتاچ ) . الفيلم لم يعد غموضا ولا جاسوسية ، إنما فيلم
سياسى صرف من هولليوود اليسارية . الأشرار هذه المرة ليسوا شركات الپترول
الكبرى ، إنما شركات الصيدلة الكبرى ، ممن يستخدمون الأفارقة البؤساء
كفئران تجارب ‑أو كما يسمونها خنازير غينية‑ من أجل تجارب الأدوية الجديدة ،
ذلك طبعا دون أن يقول لنا أبدا أى شىء أفضل كان يخطط هؤلاء الأفارقة لاستخدام
حياتهم فيه ! ————————— أيضا الفيلم الناطق بلغة أجنبية ، كان معركة
سياسية كبرى هو أيضا . فى
’ ميونيخ ‘ كنا أمام فيلما يرفع راية الاستسلام للإرهابيين ، وفى
’ سيريانا ‘ كنا أمام يرفع راية التأييد الإرهابيين ، أما فى
’ الجنة الآن ‘ فنحن أمام فيلم من صنع الإرهابيين أنفسهم ! الصحافة الأجنبية فى هولليوود كانت صارمة فى انحيازها
لفيلم ’ الجنة الآن ‘ الذى يمثل المناطق الفلسطينية ، ومنحته جائزة
الجولدن جلوب . الأكاديمية اختارت الفيلم كأحد الأفلام الخمسة المسماة
للجائزة . هناك مشاكل كثيرة تثار كل سنة حول هذه الجائزة ، أهمها يدور
عن أن الكل يصوت لهذه الجائزة دون أن يشاهد شيئا ، بالذات منذ تجاهلوا فيلم
’ مدينة الرب ‘ البرازيلى الذى تجاهلته اللجنة التى يغلب عليها الكهول
ضعيفى الإبصار ضعاف القلوب سنة 2002 ( نقصد لجنة اختيار الأفلام الأجنبية
والشرط الوحيد لعضويتها هو التطوع لذلك ) ، ثم إذا به حين عرض سينمائيا
فى العام التالى نال أربعة تسميات فى الفروع الرئيسة منتزعا إياها من أفلام
هولليوود الكبيرة . هناك اقتراحات كثيرة لإعادة هيكلة اللجنة ،
بتوسيعها ، ثم فى مرحلة ما بعد التسميات إلغاء شرط مشاهدة عضو الأكاديمية لكل
الأفلام الخمسة ، وتخفيضها لأربعة ، ذلك بعد أن اتضح أن الشركة التى لا
تتوقع لفيلمها الفوز تحبس عرضه بحيث لا يشاهده أحد ، ويقال أن هذا أدى لأن كل
من صوتوا للجائزة 250 عضوا من إجمالى الـ 5800 عضوا للأكاديمية ، أى حتى أقل
من عدد أعضاء اللجنة المتخصصة التى شاهدت كل الأفلام الخمسين أو نحوها فى مرحلة
تحديد التسميات وهم أربعمائة . كذلك إلغاء شرط المشاهدة السينمائية ،
وعدم وجود علاقة للعضو بإنتاج أو توزيع الفيلم ، وهى شروط غير واردة فى
الجوائز الرئيسة ، لكن فرضتها هنا صغر حجم اللجنة لا أكثر . تعديل آخر
طرح من قبل هو أن تضيف إدارة الأكاديمية من جانبها خمسة أفلام ترى أن دولها لم
تتقدم بها . وكل سنة تتوالى تعديلات الأكاديمية لشروط الجائزة حتى تعطيها
مصداقية أكبر ، لكن هذا لم يحدث بعد ، وربما لن يحدث بسهولة . فقط
بالمناسبة فيرناندرو مانيريلليس موجه ’ مدينة الرب ‘ هو نفسه موجه
’ الجناينى الثابت ‘ بعد أن فتحة له أبواب الجنة الهولليوودية .
ويقال حاليا أن نفس المصير الهولليوودى اليسار العظيم ينتظر الآن موجه
’ الجنة الآن ‘ ، هذا على الأقل حسب تصريح له هو نفسه أى بالفعل ، فيلم ’ الجنة الآن ‘ ليس بعيدا جدا عن
سيريانا ( الذى يناصر الإرهاب العربى الإسلامى ) أو ميونيخ ( الذى
يستسلم للإرهاب العربى الإسلامى ) ، هو فيلم يفوقهما : قصيدة شعر
وغزل فى العمليات الإرهابية الانتحارية . يوهمنا أن حماس والجهاد أناس أرقاء
القلب ، لو شاهدوا نساء أو أطفالا فى موقع تفجيراتهم الانتحارية ، فإنهم
ينكصون عن التفجير . هذا بينما الصور والأرقام ، تقول عكس هذا
بالضبط ، وأنهم يتعمدون قتل النساء والأطفال ، لأنهم ببساطة الهدف
الأثمن جدا فى حربهم الديموجرافية المقدسة للقضاء على اليهود . قامت الدنيا ولم تقعد لدى إعلان تسمية الفيلم
للجائزة . امتلأت الصحف بالمقالات والحملات ، وتطوعت عشرات الجهات مما
يحلو لنا عندنا بتسميتها باللوبى الصهيونى ( وأغلبها ليس كذلك ) ،
تطوعت لفضح الفيلم ، وفضح الأكاديمية ، وبالفعل كان لهم ما
أرادوا . لو كانت الحرب السينمائية العالمية الأولى يهودية‑عربية
حقا ، لتوقعنا فوز فيلم ’ صوفى شول ‘ عن الضحية الأشهر للمحرقة
النازية ، بالذات وأنه العام الثانى على التوالى الذى يسمى فيه فيلم ألمانى
عن النازية وشديد التعاطف مع اليهود ، بعد فيلم ’ السقوط ‘ عن أيام
هتلر الأخيرة ، والذى تشهده الآن شاشات العرض المصرية جنبا إلى جنب مع
’ أيام الجنة ‘ ، فقط مع فارق عام كامل من حيث التوقيت . لكن
هذا لم يحدث . الفيلم الفائز تختاره كل هيئة العضوية فى الأكاديمية
( عددهم هذا العام أكثر بقليل من 5800 عضو ، منهم 1260 من فرع التمثيل
وحده ) . هذه مزاجها فيما يبدو جنوب أفريقى منذ فترة ، أو تحديدا
منذ أن سحرتهم ‑على ما يبدو‑ النجمة الفاتنة تشارليز ثيرون العام قبل الماضى حين
أشرقت عليهم على المنصة بجمالها الباهر يوم سلموها أوسكار التمثيل عن فيلم
’ مسخ ‘ . فى العام الماضى وجدوا أمامهم جنوب أفريقيا مسماة لأول
مرة فى تاريخها للأوسكار الأجنبية عن فيلم ’ أمس ‘ . هذا العام
كانت الأكاديمية أكثر كرما معها ومنحت الجائزة فعلا لفيلم ’ تسوتسى ‘ ، وهو
شديد القرب من مدينة الرب من حيث تقديمه لحياة العنف الفائق فى الضواحى العشوائية
الفقيرة . العنوان يعنى باللغة المحلية ’ البلطجى ‘ ، والقصة
هى رعاية هذا البلطجى لطفل بعد أن قتل أمه . ————————— ’ امش
على الخط ‘ ، ومعناها الالتزام ، فيلم
جميل حقا ، لكن مفاجئ بعض الشىء فيه ، فوز رينيه ويثرسپوون بأوسكار أحسن
ممثلة . هولليوود تكرم شخصية فتاة متدينة ملتزمة أخلاقيا ، بالمصرى
كده : القيامة خلاص هتقوم ! مع ذلك هو تجلية أخرى لمرحلة الميلاد العسير
الذى تمر به هولليوود . من جهة هى تحاول ( أحيانا ! ) ،
أن ترتقى بميراثها اليسارى ليصبح أكثر نضجا ومجاراة لمستجدات العالم
وصراعاته ، ومن ناحية أخرى يتنامى داخلها تيار يمينى قوى ، يمجد البطولة
والحرب والوطنية ، ينتصر للاقتصاد الحر وفى نفس الوقت للحريات الفردية بحيث
لا يجعلها بعد حكرا على اليسار . نعم هؤلاء لا يزالون بعد أقلية ( أحد
أشهرهم أصبح حاكما لكاليفورنيا حاليا ) ،
لكن وجود مثل ذلك التيار أصلا ، كان يمثل نوعا من الكوابيس التى لا يمكن أن
يقال معها ’ مساء سعيد حظ سعيد ‘ . الشخصية المحورية فى الفيلم هى نجم الغناء الريفى
الراحل چونى كاش ، هو فى حد ذاته تجسيد لهذا الصراع . هو سجن ولطالما
اعتبر نفسه واعتبروه مارقا متمردا ، وهى شخصيات يحب اليسار تقديمها .
لكنه فى المقابل شخص متدين جدا ، والرب أحد محركاته أو هواجسه
الثلاث الكبرى ، بجانب الحب والقتل ، هذا كما يقول عنوان أحد
ألبوماته الأنثولوچية . هذا الجانب أخفاه الفيلم على نحو شبه كامل ،
واكتفى بتدين شخصية حبيبة عمره المغنية چوون كارتر . وببساطة لو كان آخرون قد
صنعوا هذا الفيلم ، لكان من الممكن أن يتأرجح بشدة لما هو أبعد من هذا بكثير
يمينا أو يسارا ( طبعا بفرض أن التدين صفة لليمين ، وهو خطأ شائع ،
فاليمين هو الاقتصاد الحر ، هو الليبرالية وليس اليسار الذى سرق
المصطلح ، هو آدم سميث وليس يسوع المسيح ، وتاريخيا لطالما كانت
الأقليات الدينية تنتمى للحزب المسمى بالديموقراطى ، هذا إلى جاء ريجان وحول
كل الشعب الأميركى للحزب الجمهورى . وبداهة المرء ليس فى حاجة لأن يكون
متدينا حتى يؤمن بالاقتصاد الحر ، واسألوا الحاكم آرنولد
شوارزينيجر ! ) . المهم يظل أحد أجمل مشاهد الفيلم مشهد التجربة الأولى
لكاش فى الغناء فى الستوديو . راح يحاكى الأغانى الإنجيلية المعروفة .
هنا كان أداء الممثل الذى قام بدور صاحب الستوديو رائعا ، وهو يحاول أن يشرح
لهذا المبتدئ ، كيف أن الناس لم تعد تهتم بالإنجيليات أو عامة لم تعد تهتم بك
حين تعبر عن مشاعر أحد آخر ، هنا انطلق بأغنية ’ العثور على
الإيقاع ‘ ، وكأن الفيلم يقول لنا : قد تكون ذاتك قبيحة ،
لكنها أفضل ما يمكن أن تقدمه ! لو شئت هذه أيضا رسالة يمينية ! بالمناسبة چونى وچوون ليسا إلا بعض من كم كبير من
الأدوار التى سميت لأوسكار التمثيل ، قائدة وداعمة ، هى لشخصيات
حقيقية . أو للدقة هناك 9 شخصيات من العشرين ، 6 قائدة و3 داعمة ،
5 نساء و4 رجال ، كلها كذلك . وليس لك أن تستغرب فـ 2005 هى سنة
الواقعية الكبيرة ! —————————
لنترك سينما الواقعية والسياسة بقبحها
ومشاكلها ، وبكل ما لها وما عليها ، لنذهب مباشرة لواحدة من الواحات
القليلة للفن الجميل فى سينما 2005 ، لمفاجأة الخريف والشتاء ذات العيار
الثقيل جدا ، للسينما كما قدر لها أصلا أن تكون ، سينما الخيال
والمتعة : كينج كونج . حتى هذا يمكن تصنيفه سياسيا لو أحببت ، لكن قطعا ليس فى
ضفة اليسار ، فهو فيلم يمينى لسببين على الأقل ، أولا بسبب
صانعيه ، نفس فريق ’ مملكة الخواتم ‘ النيوزيلندى بقيادة پيتر
چاكسون ، وثانيا لأنه يتحدث عن آخر شىء يمكن أن يحبه اليسار أو أن يعترف به
( أكثر حتى من خواتم تولكيين الأوديسية التى تتحدث عن الخير والشر
المطلقين ) ، يتحدث عن : قانون الدغل ، أو شريعة الغاب فى
التسمية العربية الدارجة . هذا الفيلم جسد الغابة كما لم يجسدها أى فيلم
أبدا . أمسك بروحها بعنفها ، بقوانينها بأجوائها ، بأخلاقياتها
وحتى برومانسيتها ، بحيث كان لا بد لتشارلز داروين أن يفكر مرتين قبل الذهاب
لجزيرة جالاباجوس Galapagos ! فيلم 1933 دخل التاريخ كقطعة أستاذية
للمؤثرات وكفاتح كبير لهذا الحقل . هنا التقنية السينمائية تعيد ذات الفيلم
بعد قرابة ثلاثة أرباع القرن ، لكن لا تزال لديها القدرة على الإبهار .
الترسيم المولد حاسوبيا CGI هو بطل الفيلم الواضح ، عشرات الكائنات
العملاقة تملأ الشاشة ، حشرات طيور وثدييات وكل شىء . شخصية كينج كونج
هى مرة أخرى بعد ’ مملكة الخواتم ‘ أداء للمثل آندى سركيس ( مسخ
الجوليم فى ’ الخواتم ‘ ) ، يؤدى هنا كل شىء كما لو كانت
شخصية عادية من شخصيات الفيلم ، ثم تضع المؤثرات الخاصة لمستها
السحرية . هذا الفيلم كان بطل ما يسمى بالجوائز التقانية هذا العام ،
ونال أوسكارات المؤثرات الخاصة توضيب الصوت وخلط الصوت ، وسمى لأوسكار
التوجيه الفنى ( المناظر ) . ————————— إذن ، الخلاصة الإجمالية الجلية لكل أحد ،
بدءا من چون ستيوارت حتى أصغر طفل شعر بالملل فقرر تغيير المحطة عازفا عن مشاهدة
حفل الأوسكار : هذا واحد من أضعف وأسخف الأعوام إطلاقا فى تاريخ جوائز
السينما . لولا أنه لا يزال هناك فى ذاكرتنا 1995 وفيلم ’ القلب
الشجاع ‘ و1996 وفيلم ’ المريض الإنجليزى ‘ ، لاخترنا دونما
أدنى تردد ’ ارتطام ‘ وشركاه ، كأسوأ أفلام نالت أو سميت لجائزة
الأوسكار المرموقة فى كل تاريخها التليد . وبعد ، لا زلنا عند رأى كنا نقوله منذ منتصف العام :
كان الأجدر تكريم ألف ليلة وليلة القرن العشرين ، سداسية ’ حروب النجوم ‘ ،
تكريمها ممثلة فى شخص جزئها الأخير ، تماما كما فعلوا مع الجزء الأخير من
’ مملكة الخواتم ‘ ، تكريمه ‑أى ’ انتقام السيث ‘‑
وتكريمها ‑أى كل سداسية چورچ لوكاس‑ بأوسكار أحسن فيلم زائد نحو عشرين جائزة
أخرى ، إن وجدت ! ما حدث هو أنهم لم يفعلوا ،
وما من شك أنهم سيندمون ندما عميقا عما قريب ، حين لا يجدون ما يقولونه أمام
محكمة التاريخ ! ————————— فيما يلى القائمة الكاملة للتسميات والجوائز : ACTOR IN A
LEADING ROLE * Philip Seymour Hoffman — Capote (Truman
Capote) Terrence Howard — Hustle & Flow (DJay) Heath Ledger — Brokeback Mountain (Ennis Del
Mar) Joaquin Phoenix — Walk the Line (John R. Cash) David Strathairn — Good Night, and Good Luck.
(Edward R. Murrow) ACTOR IN A
SUPPORTING ROLE * George Clooney — Syriana (Bob Barnes) Matt Dillon — Crash (Officer Ryan) Paul Giamatti — Cinderella Man (Joe Gould) Jake Gyllenhaal — Brokeback Mountain (Jack
Twist) William Hurt — A History of Violence (Richie
Cusack) ACTRESS IN A
LEADING ROLE Judi Dench — Mrs. Henderson Presents (Mrs. Laura
Henderson) Felicity Huffman — Transamerica (Bree) Keira Knightley — Pride & Prejudice
(Elizabeth Bennet) Charlize Theron — North Country (Josey Aimes) * Reese Witherspoon — Walk the Line (June
Carter) ACTRESS IN A
SUPPORTING ROLE Amy Adams — Junebug (Ashley) Catherine Keener — Capote (Nelle Harper Lee) Frances McDormand — North Country (Glory) * Rachel Weisz — The Constant Gardener (Tessa
Quayle) Michelle Williams — Brokeback Mountain (Alma) ANIMATED
FEATURE FILM Howl’s Moving Castle — Hayao Miyazaki Tim Burton’s Corpse Bride — Mike Johnson and Tim Burton * Wallace & Gromit in The Curse of the
Were-Rabbit — Nick Park and Steve Box ART DIRECTION Good Night, and Good Luck. — Art Direction: Jim Bissell; Set Decoration: Jan
Pascale Harry Potter and the Goblet of Fire — Art Direction: Stuart Craig; Set Decoration:
Stephenie McMillan King Kong —
Art Direction: Grant Major; Set Decoration: Dan Hennah and Simon Bright * Memoirs of a Geisha — Art Direction: John
Myhre; Set Decoration: Gretchen Rau Pride & Prejudice — Art Direction: Sarah Greenwood; Set Decoration: Katie Spencer CINEMATOGRAPHY Batman Begins
— Wally Pfister Brokeback Mountain — Rodrigo Prieto Good Night, and Good Luck. — Robert Elswit * Memoirs of a Geisha — Dion Beebe The New World
— Emmanuel Lubezki COSTUME
DESIGN Charlie and the Chocolate Factory — Gabriella Pescucci * Memoirs of a Geisha — Colleen Atwood Mrs. Henderson Presents — Sandy Powell Pride & Prejudice — Jacqueline Durran Walk the Line
— Arianne Phillips DIRECTING * Brokeback Mountain — Ang Lee Capote —
Bennett Miller Crash — Paul
Haggis Good Night, and Good Luck. — George Clooney Munich —
Steven Spielberg DOCUMENTARY
(Feature) Darwin’s Nightmare — Hubert Sauper Enron: The Smartest Guys in the Room — Alex Gibney and Jason Kliot * March of the Penguins — Luc Jacquet and Yves
Darondeau Murderball —
Henry-Alex Rubin and Dana Adam Shapiro Street Fight —
Marshall Curry DOCUMENTARY
(Short Subject) The Death of Kevin Carter: Casualty of the Bang Bang
Club — Dan Krauss God Sleeps in Rwanda — Kimberlee Acquaro and Stacy Sherman The Mushroom Club — Steven Okazaki * A Note of Triumph: The Golden Age of Norman Corwin
— Corinne Marrinan and Eric Simonson FILM EDITING Cinderella Man
— Mike Hill and Dan Hanley The Constant Gardener — Claire Simpson * Crash — Hughes Winborne Munich —
Michael Kahn Walk the Line
— Michael McCusker FOREIGN
LANGUAGE FILM Don’t Tell —
Italy Joyeux Noël —
France Paradise Now —
The Palestinian Territories Sophie Scholl - The Final Days — Germany * Tsotsi — South Africa MAKEUP * The Chronicles of Narnia: The Lion, the Witch and
the Wardrobe — Howard Berger and Tami Lane Cinderella Man
— David Leroy Anderson and Lance Anderson Star Wars: Episode III Revenge of the Sith — Dave Elsey and Nikki Gooley MUSIC
(Original Score) * Brokeback Mountain — Gustavo Santaolalla The Constant Gardener — Alberto Iglesias Memoirs of a Geisha — John Williams Munich — John
Williams Pride & Prejudice — Dario Marianelli MUSIC
(Original Song) ‘In the Deep’ from Crash — Music by
Kathleen ‘Bird’ York and Michael Becker; Lyric by Kathleen ‘Bird’ York * ‘It’s Hard
Out Here for a Pimp’ from Hustle & Flow — Music and Lyric by
Jordan Houston, Cedric Coleman and Paul Beauregard ‘Travelin’ Thru’ from Transamerica — Music and
Lyric by Dolly Parton BEST PICTURE Brokeback Mountain — Diana Ossana and James Schamus, Producers Capote —
Caroline Baron, William Vince and Michael Ohoven, Producers * Crash — Paul Haggis and Cathy Schulman,
Producers Good Night, and Good Luck. — Grant Heslov, Producer Munich —
Kathleen Kennedy, Steven Spielberg and Barry Mendel, Producers SHORT FILM
(Animated) Badgered —
Sharon Colman * The Moon and the Son: An Imagined Conversation —
John Canemaker and Peggy Stern The Mysterious Geographic Explorations of Jasper
Morello — Anthony Lucas 9 — Shane
Acker One Man Band —
Andrew Jimenez and Mark Andrews SHORT FILM
(Live Action) Ausreisser (The Runaway) — Ulrike Grote Cashback —
Sean Ellis and Lene Bausager The Last Farm
— Rúnar Rúnarsson and Thor S. Sigurjónsson Our Time Is Up
— Rob Pearlstein and Pia Clemente * Six Shooter — Martin McDonagh SOUND EDITING * King Kong — Mike Hopkins and Ethan Van der Ryn Memoirs of a Geisha — Wylie Stateman War of the Worlds — Richard King SOUND MIXING The Chronicles of Narnia: The Lion, the Witch and the
Wardrobe — Terry Porter, Dean A.
Zupancic and Tony Johnson * King Kong — Christopher Boyes, Michael
Semanick, Michael Hedges and Hammond Peek Memoirs of a Geisha — Kevin O’Connell, Greg P. Russell, Rick Kline and John Pritchett Walk the Line
— Paul Massey, D.M. Hemphill and Peter F. Kurland War of the Worlds — Andy Nelson, Anna Behlmer and Ronald Judkins VISUAL
EFFECTS The Chronicles of Narnia: The Lion, the Witch and the
Wardrobe — Dean Wright, Bill
Westenhofer, Jim Berney and Scott Farrar * King Kong — Joe Letteri, Brian Van’t Hul,
Christian Rivers and Richard Taylor War of the Worlds — Dennis Muren, Pablo Helman, Randal M. Dutra and Daniel Sudick WRITING
(Adapted Screenplay) * Brokeback Mountain — Screenplay by Larry
McMurtry & Diana Ossana Capote —
Screenplay by Dan Futterman The Constant Gardener — Screenplay by Jeffrey Caine A History of Violence — Screenplay by Josh Olson Munich —
Screenplay by Tony Kushner and Eric Roth WRITING
(Original Screenplay) * Crash — Screenplay by Paul Haggis & Bobby
Moresco; Story by Paul Haggis Good Night, and Good Luck. — Screenplay by George Clooney & Grant Heslov Match Point —
Written by Woody Allen The Squid and the Whale — Written by Noah Baumbach Syriana —
Written by Stephen Gaghan HONORARY
AWARD * To Robert Altman in recognition of a career that has
repeatedly reinvented the art form and inspired filmmakers and audiences alike. GORDON E.
SAWYER AWARD * Gary Demos —————————
|
More Oscars Entries: 2000 - 2001 - 2002 (I - II - III)
- 2003 (I - II - III) - 2004 (I - II)
- 2005