الليبرالية والتطور

...أو كل الأشياء الجيدة التى تناقض الديموقراطية وحقوق الإنسان !

Liberalism and Evolution

…or All the Good Things That Contradict Democracy and Human Rights!

 

| FIRST | PREVIOUS | PART I | NEXT | LATEST |

 

NEW: [Last Minor or Link Updates: Monday, June 23, 2014].

Jean-Marie le Pen

 April 21, 2002: Though it was one of our simplest predictions for years and years, it’s still A HISTORY MADE, MADE AND MADE: Something ‘right’ in France for the first time in centuries!

 March 1, 2002: The big lesson from the big master: THINK BIG! …Once again you should make a good guess!

 January 30, 2002: The Fascists Are Coming! The Fascists Are Coming!

 January 28, 2002: A Human Rights conference in Cairo. A joke or what?

 January 1, 2001: Egypt puts safety belt on!

 November 8, 2000: Thanks to democracy, Islamic butchers win 18 seats in the Egyptian Parliament. Also, what about the equally danger tolerance with other big mob ideologies?

Pinochet

 October 26, 2000: General Pinochet —The Last of Great Builders, a new section dedicated to one of the greatest liberal reform endeavors in the Third World [partially in English].

 

ê Please wait until the rest of page downloads ê

 

’ الانتخاب يجب أن يكون قصرا على العقلاء ‘

أرسطو ê

‘Human equality is monstrous fiction which, by inspiring false ideas and vain expectations into men destined to travel in the obscure walk of laborious life, serves only to aggravate and embitter that real inequality which it never can remove.’

Edmund Burke

—on the Declaration of the Rights of Man and of the Citizen of the French Revolution

Reflections on the Revolution in France (1790) ê

‘Natural rights is simple nonsense: natural and imprescriptible rights, rhetorical nonsense, —nonsense upon stilts.’

Jeremy Bentham

—on the Declaration of the Rights of Man and of the Citizen of the French Revolution

Anarchical Fallacies (1843) ê

 ‘Democracies are dangerous and unpredictable’

Diplomacy, Chapter Four. Fürst von Metternich

’ الجموع خاملة وعديمة الذكاء ولا بد من سيطرة الأقلية لبناء الحضارة ‘

سيجموند فرويد

L:\E-Text\Arabic\Alwaraq.com صفحة 10 ومن ذات الفقرة تعريفه للحضارة —مستقبل وهم

Also in PostHuman ‘Human rights is utter silliness. Human sanctity is crap!’

James Watson

—UCLA Conference on Human Genome Project (1998) è

‘Reason, Individualism, and Capitalism!’

Ayn Rand

Author of The Fountainhead, Atlas Shrugged and For the New Intellectual

and the ever-fighter against ‘today’s prevalent doctrines of mysticism, altruism, and collectivism.’ è

‘The inherent vice of capitalism is the unequal sharing of blessings; the inherent virtue of socialism is the equal sharing of miseries’

20080202artsdesign02muse.html Winston Churchill

’ لست أرى ما يدعونا للسماح لبلد ما بالتحول للماركسية لمجرد أن أهل هذا البلد قوم لا يشعرون بالمسئولية ‘

هنرى كيسينچر

كتاب الجغرافيا السياسية لعالمنا المعاصر المترجم فى عالم المعرفة عن الإطاحة بريچيم سلڤادور أييندى المنتخب ديموقراطيا ê

‘Consensus is the negation of leadership’

www.thatcheronline.co.uk/thatcherisms/thatcheryears2.html Margaret Thatcher

‘I scorn all polls except those that support my views’

200307/17SAFI William Safire è

البشر نوعان ، أناس يدفعون الضرائب وأناس ينفقونها . هناك بشر خلقوا من أجل الكدح والاختراع والبناء وتوليد الثروة ، هؤلاء من يسميهم اليسار الرأسمالية المستغلة ، والمبرر الوحيد للسماح لهم بالعيش هو تمويل خرينة الدولة . وهناك بشر خلقوا من أجل إنفاق هذا ’ على الجاهز ‘ ، هم طبقة البيروقراطية وبقية فئات الشعب الفاشلة أو الكسولة أو ربما أيضا الفئة التى تسمى نفسها ’ المثقفة ‘ . هؤلاء يترفعون عن الكدح ويرون أن وظيفتهم الإنفاق الملهم فقط . فاليسار لا يعرف شيئا اسمه عفة النفس ولا يتورع أبدا عن نهب عرق الغير تحت مسمى الضرائب ، ويرفض تماما مبدأ الاقتصاد الحر حيث من حق أى أحد الاشتغال فى أية وظيفة بالأجر الذى يرتضيه الطرفان ولا يفرض قسرا بسلطة الدولة الاشتراكية أو الديموقراطية أو أيا ما كان اسمها ، حيث لا صاحب شغل يجر موظفا من منزله قسرا ولا موظف يبقى فى وظيفته رغم أنف صاحب الشغل قسرا ، وكل شىء تحدده آليات العرض والطلب والسوق الحرة . هذا المجتمع الرأسمالى الحقيقى ( فأغلب ما يسمى اقتصادا حرا أو رأسمالية ليس كذلك فى الواقع ، إنما فقط اشتراكية مقنعة ) ، هذا المجتمع الذى بصيغة محددة تنخفض فيه الضرائب لمستويات تقارب الصفر ، هو الجحيم بعينه الذى طالما ناضلت تلك الفئات ضده حتى الموت .

 ولدت هذه الصفحة ينوشيه أوجستو بينوشيه بينوتشيه بينوشيت بينوتشيت جورج بوش ادم سميث تاتشر مرجريت تاتشر هنرى كيسنجر شيكاغو مدرسة شيكاغو فى 10 مايو 2000 كجزء من صفحة الرقابة وذلك لتوضيح المبادئ غير المتآلفة بالضرورة بين مفهومى الديموقراطية السياسية من ناحية والحرية الفردية والليبرالية الاقتصادية من ناحية أخرى . هذه المتناقضات التى تظهر بأقوى ما يكون فى العالم الثالث ولا سيما المتدين منه بدأت تحتل مساحة أكبر من تلك الصفحة ، وحتى لا تخرج بها عن موضوعها المحدد تم فصلها بعد قليل فى هذه الصفحة المستقلة .

قبل كل شىء حقيقة أساس سنظل نذكر بها القارئ دوما : البشر نوعان ، أناس يدفعون الضرائب وأناس ينفقونها . فى صفحة الثقافة دافعنا عن فكرة أن شعوبا برمتها كسول وقاطعة طريق تعيش على نهب الغير . فى هذه الصفحة نمد التطبيق على استقامته لنجد أن المجتمعات الأكثر تقدما نفسها ليست إلا نسخة مصغرة من هذا ينقسم فيها الشعب الواحد لذات الفئتين بالضبط باسم الديموقراطية والاشتراكية والمساواة ، رأسماليون ومخترعون وعلماء كادحين ومبدعين فى كفة ، وبيروقراطيون فاسدون ونقابات بلطجية وأحزاب يسارية تتعيش كلها على نهب كدح الغير فى الكفة الأخرى .

فى كلا المنظومتين ، التشابه واضح . هناك دوما بشر خلقوا من أجل الكدح والاختراع والبناء وتوليد الثروة ، هؤلاء من يسميهم اليسار الرأسمالية المستغلة ، والمبرر الوحيد للسماح لهم بالعيش هو تمويل خرينة الدولة ( يسميهم الإسلاميون أو القوميون العرب الكفرة أو المستعمرين ، وأن الله سخرهم لهم من أجل الكدح والاختراع ’ وما كانوا له بمقرنين ‘ ) . وهناك فى المقابل بشر خلقوا من أجل إنفاق هذا ’ على الجاهز ‘ ، هم طبقة البيروقراطية وبقية فئات الشعب الفاشلة أو الكسولة أو ربما أيضا الفئة التى تسمى نفسها ’ المثقفة ‘ . هؤلاء يترفعون عن الكدح ويرون أن وظيفتهم الإنفاق الملهم فقط . فاليسار لا يعرف شيئا اسمه عفة النفس ولا يتورع أبدا عن نهب عرق الغير تحت مسمى الضرائب ( أو فى حالة العرب والمسلمين تحت مسمى أنهم خير أمة أخرجت للناس حقها بل واجبها أن تحكم العالم وتأكل خراجه حقا مستحقا وتفويضا إلهيا أو عرقيا ) .

فى كل الأحوال هذا الطرف يرفض تماما مبدأ الاقتصاد الحر حيث من حق أى أحد الاشتغال فى أية وظيفة بالأجر الذى يرتضيه الطرفان ولا يفرض قسرا بسلطة الدولة الاشتراكية أو الديموقراطية أو أيا ما كان اسمها ، حيث لا صاحب شغل يجر موظفا من منزله قسرا ولا موظف يبقى فى وظيفته رغم أنف صاحب الشغل قسرا ، وكل شىء تحدده آليات العرض والطلب والسوق الحرة . هذا المجتمع الرأسمالى الحقيقى ( فأغلب ما يسمى اقتصادا حرا أو رأسمالية ليس كذلك فى الواقع ، إنما فقط اشتراكية مقنعة ) ، هذا المجتمع الذى بصيغة محددة تنخفض فيه الضرائب لمستويات تقارب الصفر ، هو الجحيم بعينه الذى طالما ناضلت تلك الفئات ضده حتى الموت .

سندافع إذن عن مجتمع بلا ضرائب على وجه الإطلاق ، وسنعمل على رفع الوعى الضريبى للمواطنين بأن من حقهم أن لا يدفعوا ضرائب نهائيا ، وأن كل من ينجب طفلا عليه أن يتحمل هو جريرته وليس الدولة ولا المجتمع ولا الأغنياء ولا أى أحد . ولو حدث ورأت الأغلبية ضرورة لجمع ضرائب لهدف ما استثائى للغاية ، شن الحرب مثلا ، ترى أنه لا يتحقق إلا بها ، يكون الدفع من عدمه اختياريا محضا فى هذه الحالة ، وليس تهربا وجريمة هائلة كما هو الوضع الآن فى معظم المجتمعات ( سواء أخذا بالتراث الاشتراكى القديم ، أو بالحلول التى استحدثها وفرضها عليها الاشتراكيون فرضا فى غفلة من الزمن ، كما فى حالة حقبة الكساد العظيم فى الولايات المتحدة مثلا ) . كل ما يمكن فعله هو حرمان من يرفض المشاركة فى مثل ذلك الجهد الطوعى من المشاركة فى جنى ثماره .

التحضر لا يتجزأ . الليبرالية كذلك . المطلوب أقصى ليبرالية اقتصادية وأقصى ليبرالية اجتماعية فى آن واحد . سمها ليبرالية طبيعية لو شئت ، تطبق التنافسية الدارونية العالية ، فى نفس الوقت الذى توفر فيه للناس الحياة على سجيتها . فقط من الجائز أن كلتيهما فى حاجة أحيانا لديكتاتورية لحمايتها ، ذلك أن القانون الطبيعى ينطلق أسرع بفضل حراس التقدم يحاربون حراس الفشل !

[ ‏السبت‏‏ ‏21‏‏ ‏يونيو‏‏ ‏2003‏ ‏11‏:‏08‏ ‏ص‏ استيقاظ : سمها ليبرالية طبيعية أو حتى ليبرالية متوحشة لو شئت ، تطبق التنافسية الدارونية العالية بما يناسب طبيعة حضارتنا التقنية عالية الاستعقاد والمعرفية ، ومن أجل دفعنا قدما للأمام نحو عصر بعد‑إنسانى بالكامل .

هذا فى نفس الوقت الذى توفر فيه للعموم من الناس الحياة على سجيتها ، وهى بالضرورة بدائية فى جوهرها . لا نكاد نرى تعارضا بالمرة بين الاثنتين ، بل نراهما متكاملتين ، والأهم متسقتين مع القانون الطبيعى الأكثر ديمومة من العشيرة البيولوچية المسماة بالإنسان نفسها . وهو قانون عمره أربعة بلايين سنة من التعامل بنجاح هائل مع وضعية وجود عشائر بيولوچية متفاوتة المهارات والذكاء والقدرات التكيفية جنبا إلى جنب .

 البديهى أن ثمة قطاعات واسعة من البشر تحاول لى ذراع القانون الطبيعى وكبح انطلاقه ، من أجل مصالحها أو استمرارها عنوة فى البقاء ، أو ذلك ما يسمى فى العرف السياسى باليسار . هذا ليس جديدا ولا شك أن كل العشائر البيولوچية قد حاولته من قبل حين أحست بتخلفها وأن قطار التقدم قد فاتها بظهور عشائر جديدة أكثر استعقادا . فقط من الجائز من هنا ، أن كلتا الليبراليتين فى حاجة أحيانا لديكتاتورية لحمايتها ، ذلك أن القانون الطبيعى ينطلق أسرع إذا ما وجد حراس للتقدم ساهرين طوال الوقت يحاربون حراس الفشل !

سندافع عن مجتمع بلا ضرائب على وجه الإطلاق ، وسنعمل على رفع الوعى الضريبى للمواطنين بأن من حقهم أن لا يدفعوا ضرائب نهائيا ، وأن كل من ينجب طفلا عليه أن يتحمل هو جريرته وليس الدولة ولا المجتمع ولا الأغنياء ولا أى أحد .

’ الحرية المطلقة ‘ التى ستدافع عنها هذه الصفحة ما هى فى التحليل النهائى إلا وسيلة لغاية أعظم ، الأخلاقية الغائية التى طالما بحث عنها الفلاسفة على مدى القرون ، التى هى حسب رأينا المتواضع : التطور . التنظيم النقابى يعجل فى الواقع بإخراج الإنسان نفسه من أنشوطة loop إنتاج السلع والخدمات ، ومن إحلال الآلات المتقدمة محله ، ومن ثم قد لا يكون بالسوء الذى يبدو عليه للوهلة الأولى .

ربما تتوقع منا أيضا المناداة بتجريم التنظيم النقابى . ولم لا ؟ فالأصل فى تبنى الرأسمالية لتحرير العبيد أن تسقط حجة الاستغلال عن نفسها . فهى لا تأتى بالشغيلة من أسرتهم فى الصباح قسرا ، ومن لا يعجبه الأجر المعروض ليذهب لمكان آخر أو ليعد لسريره . لكن ما حدث على الأرض كان فى الواقع عكس ذلك . من خلال البلطجة النقابية ومن خلال الأحزاب اليسارية ومن خلال التحريض وتحريك قوى الدهماء ، تحول الرأسماليون هم أنفسهم للعبيد لدى الشغيلة ، تفرض عليهم الأجور فرضا ، ويرهب الشغيلة الراغبون فى الشغل بواسطة غير الراغبين وهلم جرا . من هنا فمن الطبيعى تجريم التنظيم النقابى ، فهو بطبعه مصادرة للحرية بمعناها المطلق كما ستنادى بها هذه الصفحة ، كما فطرتنا عليها أمنا الطبيعة ، فى كتابها المقدس ، كتاب الأدغال ( ليس من فراغ أن جرمته اللغة الإنجليزية نفسها فكلمة نقابة فيها تعنى فى نفس الوقت التنظيم العصابى الإجرامى ! ) . مع ذلك قد لا تجدنا نفعل ذلك بحماس كبير . فهذه ’ الحرية المطلقة ‘ ما هى فى التحليل النهائى إلا وسيلة لغاية أعظم ، الأخلاقية الغائية التى طالما بحث عنها الفلاسفة على مدى القرون ، التى هى حسب رأينا المتواضع : التطور . التنظيم النقابى يعجل فى الواقع بإخراج الإنسان نفسه من أنشوطة loop إنتاج السلع والخدمات ، ومن إحلال الآلات المتقدمة محله ، ومن ثم قد لا يكون بالسوء الذى يبدو عليه للوهلة الأولى .

إذن ، ومن هذا وذاك ، سوف ندافع عن نظام حكم تتولى فيه الشركات الكبرى كل السلطات ، ليس فقط باعتبارها مولدة الثروة ومالكة مفاتيح العيش لأفراد المجتمع ، إنما وهو الأهم لأنها قاطرة التقنية والتطور الرئيسة . نظام تشكل فيه المجلس النيابى من خلال ممثليها كل بحسب قيمتها السوقية لا سيما مع ببعض التفضيل للشركات المنتجة للسلع ذات الطبيعة المستقبلية عالية التقنية ، وهؤلاء ينتخبون رئيس الدولة ويسنون كل القوانين ، كلها طبعا وتلقائيا بما هو مبنى على أسس العلم والمعرفة وبما يضمن أقصى رخاء للمجتمع وقوة للاقتصاد وكفاءة لإدارة الموارد فيه .

هذا سيعيد المجتمعات لفطرتها الأصلية القديمة ، وهى أن من يملك يحكم ، والملك هو دائما أبدا ملك المال والمعرفة معا . والأهم من ذلك أن سيحقق الهدف الملح الآنى للقضاء على آفة نظم الحكم الحالية ، وهو إخراج الدهماء من أنشوطة صنع القرار .

إذن سندافع عن نظام حكم تتولى فيه الشركات الكبرى كل السلطات ، ليس فقط باعتبارها مولدة الثروة ومالكة مفاتيح العيش لأفراد المجتمع ، إنما وهو الأهم لأنها قاطرة التقنية والتطور الرئيسة . نظام تشكل فيه المجلس النيابى من خلال ممثليها كل بحسب قيمتها السوقية لا سيما مع ببعض التفضيل للشركات المنتجة للسلع ذات الطبيعة المستقبلية عالية التقنية ، وهؤلاء ينتخبون رئيس الدولة ويسنون كل القوانين ، كلها طبعا وتلقائيا بما هو مبنى على أسس العلم والمعرفة وبما يضمن أقصى رخاء للمجتمع وقوة للاقتصاد وكفاءة لإدارة الموارد فيه .

باختصار : إن سيطرة رأس المال ( لما له من سمات فائقة الحداثة ) ، على الحكم فى مجتمعاتنا المعاصرة ، هى المفتاح الحقيقى والوحيد لعالم متحضر تنافسى قوى حر قائم على العلم والتقنية سريع التقدم والأهم متناغم مع قوانين أمنا الطبيعة وأقرب ما يكون لما بشر به المعلم أرسطو من حكم الصفوة الأرستقراطية ، ستانفورد السياسة لا حكم الأثرياء لمجرد أنهم أثرياء ( الأوليجاركية ) ، ولا حكم الفقراء أو الجهلاء لأنهم الكثرة العددية ( الديموقراطية ) ، إنما حكم من هم ’ أفضل ‘ ( الأرستقراطية ) !

باختصار : إن سيطرة رأس المال ( لما له من سمات فائقة الحداثة ) ، على الحكم فى مجتمعاتنا المعاصرة ، هى المفتاح الحقيقى والوحيد لعالم متحضر تنافسى قوى حر قائم على العلم والتقنية سريع التقدم والأهم متناغم مع قوانين أمنا الطبيعة وأقرب ما يكون لما بشر به المعلم أرسطو من حكم الصفوة الأرستقراطية ، ستانفورد السياسة لا حكم الأثرياء لمجرد أنهم أثرياء ( الأوليجاركية ) ، ولا حكم الفقراء أو الجهلاء لأنهم الكثرة العددية ( الديموقراطية ) ، إنما حكم من هم ’ أفضل ‘ ( الأرستقراطية ) !

من هنا سنحاول أولا ترسيخ استخدام المصطلحات بمعناها الدقيق كما أراده لها مستخدموها الأصليون ، وبعيدا عما تعرضت له من لوى للمعانى على مر العصور بالذات على أيدى المدارس الديموقراطية أو الموالية للشعوب . فاليمين واليسار كلمات تعنى الموقف الطبقى من الصفوة وعموم الشعب لا أكثر ، تماما كما استخدمت لأول مرة فى الجمعية القومية إبان الثورة الفرنسية . ربما البعض يستخدمها نظريا أو أكاديميا بمعنى التفريق بين دعاة الجمود ودعاة التغيير ، فاليسار بمعنى الاشتراكية والديموقراطية الشعبية أصبح الآن هو ’ المؤسسة ‘ والفكر الغث mediocre الطاغى على الثقافة الإنسانية والأدبيات السياسية منذ هوجة الباستيل حتى اليوم ، والمفروض بالتالى أن يعد اليوم دعاة الدارونية والاقتصاد الحر هم اليسار المتطرف والثوريين مطلقى الراديكالية بهذا المعيار . ربما يسعد كل يمينى أن يوصف بمثل هذه الأوصاف . وبالفعل وعن حق كامل ، سمى مثلا ما قام به الثنائى ثاتشر ريجان فى أول هجوم مضاد كبير على استفحال قوى اليسار العالمى بالثورة الثاتشرية‑الريجانية . لكن هذا يسبب مشكلة ، فتلك التعريفات نسبية ، بمعنى ليست ثابتة تاريخيا ، وبالتالى كذلك ليست عملية بالمرة ، ويصعب على أحد تمثلها .

من ثم نحن نريد تجاوز تلك ’ النسبية ‘ فى التعريفات ، إلى تسميات مطلقة وثابتة ، هى بالتحديد الأصلية منها . سنستخدم كلمة اليسار بمعنى الإنسانية ، أى سلطة العموم من دهماء الناس اشتراكية كانت أو ديموقراطية أو اشتراكية ديموقراطية . وسنستخدم كلمة اليمين بمعنى العلم ، بمعنى فوق‑إنسانى تقريبا ، أى الاقتصاد الحر وسلطة التقنية وقوانين الطبيعة والتطور ، ومن ثم الإعلاء الدائم لمفهوم الحضارة وتغليبه على واقع الوضاعة الإنسانية . ولعلنا هكذا لا نعارض حتى فكرة الأصولية والراديكالية ، بل نقيمها على قدميها من جديد . فاليمين يستند هكذا لأقدم ما فى الكون من قوانين ، بينما اليسار ثورة إنسانية عابرة ومؤقتة . وما نراه اليوم من تحول هائل نحو اليمين هو لحظة تاريخية ندفن فيها للأبد هذه الحقبة المقيتة ، ونمضى بمسيرة التاريخ قدما للأمام ، حيث لا يعود التاريخ للوراء أبدا ، أو بالأحرى لو شئت يعود ليصحح أخطاءه !

بناء عليه ، لا يرتبط أى من اليمين أو اليسار بمنهج سياسى محدد أو ببلد معين كأن يقال مثلا أميركا هى اليمين والاتحاد السوڤييتى هو اليسار . بالعكس فديكتاتورية الپروليتاريا والديموقراطية الأميركية كلتاهما يسار ، لافتراض تعبيرهما عن سلطان عموم الشعب . بينما اليمين هو النظم التى تعتمد على ديكتاتورية صفوة قائدة تمتلك رؤية لبلدها وللعالم تفوق مجرد المصالح الصغيرة والآنية للطبقات الشعبية . والمفروض أنها ‑أى أشكال الحكم‑ جميعا بدورها مصطلحات مستقرة أيضا منذ أيام أفلاطون وأرسطو .

بالمثل الليبرالية لا علاقة جامعة شاملة لها بالشأن الاجتماعى كما اختصف اليسار الأميركى كلمة الليبرالية لأنفسهم ، وأسموا الليبراليين الاقتصاديين بالمحافظين . الليبرالية أصلا هى مفهوم محض من علم الاقتصاد السياسى كما نظّر لها لأول مرة على نحو منهجى وواسع آدم سميث فى ’ ثروة الأمم ‘ 1776 . المنافسة هى القلب منها ، وإن أيضا لا تتجمد عند قالب نظام معين ، بل قد تقود المنافسة نفسها فى تطورها الطبيعى إلى أشياء من قبيل الإمپريالية والديكتاتورية والاحتكار ، دون أن تتخلى عن جوهرها الدارونى ( انظر هذه المناقشة فى صفحة الجلوبة ) .

الليبرالية هى آدم سميث وليست بيلل كلينتون ، واليمين هو تشارلز داروين وليس يسوع المسيح !

الليبرالية لا تتجزأ ، ولن يمر وقت طويل حتى يصل العالم لقناعة كاسحة أن لا تعارض بين جناحى الليبرالية ، ليبرالية اقتصادية دارونية تنافسية لا ترحم ، وليبرالية اجتماعية لا تمس الحريات الشخصية بأية صورة من الصور ولا مكان بالمرة للدين فيها .

 بهذه المعانى لا رابطة من أى نوع بين اليمين والدين مثلا ، أو بين اليسار والتقدمية ، أو بين الديكتاتورية والرجعية ، أو بين الليبرالية والديموقراطية ، أو بين اليسار والثورة ، أو بين اليمين والجمود . بل إن أشد النظم يسارية وإنسانية وديموقراطية غالبا ما تكون هى الأكثر رجعية ومعاداة للتقدم من حيث كونها لا تفسح المجال للصراع الدارونى لإنفاذ مفعوله التطورى . وأشد النظم قمعا و’ فاشية ‘ ودموية قد تكون هى الليبراليات الحقة والتقدميات بمعنى الكلمة ، طالما تطبق الاقتصاد الحر ، وتطلق قوانين الانتخاب الطبيعى ، وتدفع قوى التغيير الإيجابية كالعلم والتقنية . هذا ما نراه واقعا منذ نيكسون وثاتشر وريجان ، حيث اليمين ثورة تغيير هائلة تغير جمودا جثم على صدر الإنسانية منذ الثورة الفرنسية حتى الآن .

أيضا بهذا المعنى لا يمكن مثلا اعتبار الرئيس الأميركى اليسارى الحالى بيلل كلينتون ليبراليا بالمعنى الصحيح للكلمة ( رغم أن هذا الاستخدام المخلوط شائع جدا فى الأدبيات السياسية والصحفية حاليا بالذات مع تحول القوى الدينية تدريجيا نحو الحزب الجمهورى مؤخرا ، مما أعاد الربط بين كلمتى دين ويمين من جديد وزاد الصورة ارتباكا ) ، بينما يتحتم فى المقابل مثلا اعتبار الچنرال الديكتاتور أوجيستو پينوتشيت مثلا أحد أعظم الليبراليين فى التاريخ ، وهلم جرا من هذه الالتباسات . حتى لا توجد علاقة بين الإنسانية والقيم النبيلة من جهة والاشتراكية من جهة أخرى . كل ما هناك أن المشاعر الطيبة ورغبة مساعدة الضعفاء يجب ان تترجم لجمعيات خيرية لا إلى قوانين اقتصادية ( والأوجب فى كل الأحوال أن نضمن أيضا أن ما تقدمه تلك المؤسسات الخيرية من معونات لن يؤدى لتشجيع الفقراء على إنجاب المزيد من الفقراء ) .

الفكرة أن الاقتصاد هو الأساس ، هو البنية التحتية بمصطلحات ماركس لو شئت هذه المفارقة ، وحريته هى أصل كل الحريات . ليس على أميركا أو أيا من كان قائد هذا العالم التبشير بمبادئ أو أفكار ، بل عليها فقط نشر وإفعال حرية الاقتصاد . هذا ما فعلته كل الإمپراطوريات العظيمة البناءة كالرومانية والبريطانية ، أما من يبيع الكلام فهو فقط إمپراطوريات الشر الهدامة كالإسلامية والفرنسية والسوڤييتية .

مبدئيا وباختصار وإن جازم : الليبرالية هى آدم سميث وليست بيلل كلينتون ، واليمين هو تشارلز داروين وليس يسوع المسيح !

قد لا يكون لدى المرء اعتراض ولو بذرة واحدة على أيديولوچيات اليسار بكامل أطيافه ، بما فى ذلك الحقد الطبقى وديكتاتورية الپروليتاريا ، ذلك لو أنها تنتج اقتصادا جيدا . للأسف هذه هى البقعة العمياء التى لا تراها عيونهم أبدا بسبب الغمامة الأيديولوچية الاجتماعية المسبقة عندهم ، والتى تخفى عنهم حقيقة أن للطبيعة قوانينا أهم كل قوانين البشر !

 نعيد الكلام بصياغة أكثر تحديدا تتجاوز ما هو سائد من مغلطات وتضبيبات كلامية وتحريفات حفرها تاريخ أصحاب الصوت العالى : الليبرالية لا تتجزأ ، وفى اعتقادنا لن يمر وقت طويل حتى يصل العالم لقناعة كاسحة أن لا تعارض بين جناحى الليبرالية ، ليبرالية اقتصادية دارونية تنافسية لا ترحم ، وليبرالية اجتماعية لا تمس الحريات الشخصية بأية صورة من الصور ولا مكان بالمرة للدين فيها .

إذن هدفنا الأول والسابق لكل ما عداه فى هذه الصفحة بالذات ، أن ندافع من منطلق هو أن التحضر لا يتجزأ ، عن مفهوم أشمل لليبرالية يضم التحرر الاقتصادى والحريات الاجتماعية معا ، يصالح بينهما بأن يجرد الأولى من الشوائب الدينية التى لحقت بها مؤخرا ، ويتبنى من الثانية كل ما يخص حرية الفرد والغرائز ، ولا يضع الأمرين على طرفى نقيض كما نرى حاليا مثلا فى السياسة الحزبية الأميركية والغربية عامة .

بعبارة أخرى : قد لا يكون لدى المرء اعتراض ولو بذرة واحدة على أيديولوچيات اليسار بكامل أطيافه ، بما فى ذلك الحقد الطبقى وديكتاتورية الپروليتاريا ، ذلك لو أنها تنتج اقتصادا جيدا . لكنها لم ولن تفعل ليس فقط لأن ليست كل طبقة تصلح قائدة أو ذات رؤية ، إنما لسبب أهم كثيرا أنها تلغى أهم قانون إطلاقا لأمنا الطبيعة : المنافسة الشرسة المفضية وحدها للتقدم والخير والنماء . للأسف هذه هى البقعة العمياء التى لا تراها عيونهم أبدا بسبب الغمامة الأيديولوچية الاجتماعية المسبقة عندهم ، والتى تخفى عنهم حقيقة أن للطبيعة قوانينا أهم كل قوانين البشر !

سنطالب اليمين بأن ينقى نفسه من رجس الدين ، مع العلم أن غباوات الشيوعية هى التى أعادت كلمة الرب إلى العملة والقسم الأميركيين ، وهى التى جعلت بعض القادة يطلقون يد الإسلام ، ولولا عمى اليسار بتحريضاته القميئة وبإلحاحه المرعب على الأفكار الخطأ التى لا يمكن إلا وأن تقود للفقر للجميع ، لما كان اليمين مضطرا أبدا لأن يكون متدينا ، ولظل على عهد الأرستقراطية القديم أن تكون ويكون الحاضنة التقليدية للتحديث والتقدم والبحث العلمى .

هذا عن اليسار وقطيعتنا معه جذرية ، أما عن اليمين فسنطالبه بأن ينقى نفسه من رجس الدين ، ولن نلتمس له أبدا العذر فى أنه يستخدمه للم التصويتات الانتخابية التى ما كان لينجح بدونها أبدا بسبب أچندته محدودة الجماهيرية بين الدهماء ، كمفهوم الضرائب الصفرية أو مفهوم الإمپريالية كحضارة وقيادة ورؤية ، وكلها أفكار يصعب تمثلها عند القطاعات الواسعة الأقل علما وإدراكا من الشعوب ، أو تناقض ميول الكسل عندهم ، أو على الأقل لا تأتيهم بالنتائج على المجرى القصير ، ناهيك عن استغلال اليسار للأمر برمته فى تحريض عموم الناس وإثارة غرائزهم . هذا وذلك رغما من أنه غنى عن الذكر أن غباوات الشيوعية هى التى أعادت كلمة الرب إلى العملة الأميركية والقسم الأميركى فى الخمسينيات ، وهى التى جعلت السادات يطلق يد الإسلام فى صعيد مصر للقضاء على الشيوعيين ، أو ريجان يفعل ذات الشىء فى أفجانستان ، ولولا عمى اليسار بتحريضاته القميئة التى تدغدغ بسهولة مشاعر الحقد والكراهية عند غوغاء الناس ، وبإلحاحه المرعب على الأفكار الخطأ التى لا يمكن إلا وأن تقود للفقر للجميع ، لما كنا نعانى الآن من وبال تلك القرارات التى رأى هؤلاء الزعماء أن لا مفر أمامهم سواها ، أو لما كان اليمين مضطرا أبدا لأن يكون متدينا ، ولظل على عهد الأرستقراطية القديم أن تكون ويكون الحاضنة التقليدية للتحديث والتقدم والبحث العلمى .

ومن المأمول فى نهاية المطاف ‑وهذا ما سنبدأ به بأنفسنا من خلال هذه الصفحة‑ أن تستخدم قريبا كلمة ليبرالية بمعناها الجامع المأمول المرموق هذا ، ودون أن ننسى يوما التصدى لكل من يحاول استئجار الكلمة لنفسه مجردة من معناها ولبها الاقتصادى والدارونى المحورى والأصلى .

التقدم هو دفع التقنية بقوة للأمام ، والتخلف هو مقاومتها أو تجميدها أو دفعها ببطء .

أيضا سوف نرسخ تعريفا واضحا ومحددا لمصطلحى التقدم والتخلف اللذين سبق استخدامهما ، يستلهم من مجمل تاريخ الكوكب والكون ، ولا يحتمل الالتفاف أو التمييع أو التحايل ، سواء من اليساريين أو من غيرهم . فالتقدم هو دفع التقنية قدما نحو مزيد من الاستعقاد sophistication بأقصى قوة تتيحها اللحظة المعطاة . وهو تعريف لم يرد فيه ذكر لوضعية الإنسان ولا ثقافته ولا فكره ولا اقتصاده ولا نظمه السياسية ولا لوجوده أصلا .

مذبحة واحدة تكفى !

قسم خاص عن تجارب النهضة والبناء الليبرالى العظيم أوجيستو پينوتشيت

صحيح أننا أنفسنا بعظامنا ومفاصلنا وعضلاتنا وأمخاخنا لسنا إلا تقنية ، إلا أننا وكما كل عشيرة بيولوچية species أخرى فى الأرض أو فى الكون ، سابقة أو حالية أو لم توجد بعد ، لسنا فى التحليل الأخير سوى مطايا تستخدمها التقنية بمعناها الكونى الأوسع للدفع بنفسها وباستعقاد الكون قدما للأمام . ودائما ما ينتهى الأمر بزوال العشيرة ويبقى ما حققته من استعقاد ، بمعنى أدق كلنا نموت وما يبقى فقط منا هو التقنية ، تلك الكائن الحى الحق فى هذا الكون ( المزيد عن هذا فى صفحة ما بعد‑الإنسان ) . فى المقابل فإن التخلف بطبيعة الحال ليس سوى مقاومة التقدم التقنى أو تجميده أو مجرد دفعه للأمام ببطء .

لا بد من التفرقة بين عالم السياسة والاقتصاد والتقنية بعد‑الإنسانية عالية المعرفية والتخصص حيث يجب حظر تدخل غير أولى العلم والخبرة فيها باسم الديموقراطية أو غيرها ، وعالم الإنسانيات حيث نتوقع حقلا من الحرية المطلقة ، وفى طليعتها بطبيعة الحال الحرية الجنسية وحرية الازدراء العلنى للأديان .

هنا نصل لموقفنا من الديموقراطية ، وهى قطيعة جسيمة وأصيلة أخرى . ستسعى هذه الصفحة بتواصل للتفرقة بين عالمين : عالم السياسة والاقتصاد والتقنية والعلم …إلخ ، وهى الأمور عالية المعرفية والاستعقاد والتخصص أو قل هى مجال بعد‑إنسانى ، ولا يجب باسم الديموقراطية أو الانتخابات أو غيرها تدخل غير أولى العلم والخبرة والشأن والتخصص الرفيع فيها .

العالم الآخر هو عالم الإنسانيات ، وهنا يجب أن نتوقع حقلا من الحرية المطلقة لا يجب انتقاصه أدنى انتقاص باسم الدين أو القيم أو غيرها ، فيه تكفل كافة الحريات الفردية والشخصية للإنسان ، وفى طليعتها بطبيعة الحال الحرية الجنسية وما إليها من حريات الفرد التى تخص جسده وحياته ، وكذلك حرية الازدراء العلنى للأديان وغيرها من المقدسات وأيديولوچيات القهر ، إلى آخر ما تنطوى عليه حرية التعبير فى كامل حقل الشئون الإنسانية أو غير التقانية .

قادة الجيوش ليسوا منتخبين ، رؤساء الشركات ليسوا منتخبين ، مديرو المصانع ليسوا منتخبين ، وهذه أكفا الكيانات إطلاقا فيما عرفته البشرية . فلماذا إذن الاصرار على أن يدار المجتمع نفسه ككل بذاك المنهج البائس هائل الفواقد المسمى الديموقراطية ؟ باختصار : المستقبل شىء أهم من أن يعهد به للشعوب ، والمهم دائما أبدا هو ببساطة إخراج الجهلة من أنشوطة صنع القرار !

قادة الجيوش ليسوا منتخبين ، رؤساء الشركات ليسوا منتخبين ، مديرو المصانع ليسوا منتخبين ، وهذه أكفا الكيانات إطلاقا فيما عرفته البشرية . فلماذا إذن الاصرار على أن يدار المجتمع نفسه ككل بذاك المنهج البائس هائل الفواقد المسمى الديموقراطية ؟ باختصار : المستقبل شىء أهم من أن يعهد به للشعوب ، والمهم دائما أبدا هو ببساطة إخراج الجهلة من أنشوطة صنع القرار !

الديموقراطية الحقيقة أن تمنح الناس ما يريدون ، تلبى ما تتطلبه غرائزهم وملذاتهم واحتياجاتهم الطبيعية ، لا أن تفرض عليهم فرضا الدلو بدلوهم فى شأن سياسى واقتصادى وعلمى وتقنى أو أيا ما كان ، لا يفهمون فيه شيئا ولا يريدون أن يفهموا .

لذا سنحاول بطبيعة الحال وضع إشكالية الديموقراطية دائما فى هذا المحك الدارونى التطورى الذى نعتبره فيصلا فى الحكم على كل الأشياء .

بالضرورة بالتالى سوف تتابع هذه الصفحة حكايات الفزاعات الساذجة التى يستخدمها الغرب ولا سيما الولايات المتحدة بالذت حين يحكمها اليسار ، باسم ما يسمى الديموقراطية وحقوق الإنسان وذلك ضد النظم التنموية الحقيقية فى العالم الثالث ، وهى الفزاعات التى يعد هنرى كيسينچر نفسه أحد أبرز من سخروا منها . وأملنا فى نهاية المطاف أن يصبح الساسة الأميركيون أكثر وعيا بأن لا ديموقراطية الغير تضمن تلقائيا أنهم سيصبحون حلفاء لهم ولا أن ديكتاتوريتهم تعنى حتما أنهم أعداء . أو كما نقول دائما أبدا : المهم المحتوى ! ( هذا التعبير الأخير لعله نسختنا الشخصية المفضلة من الميكياڤيلية ! ) .

ما فائدة الديموقراطية إذا كان كل المعروض فى البازار هو ديكتاتوريات ؟ نعم المعروض لا يعد ولا يحصى ، لكن كل طرف يقترح عليك كيف يسلب حريتك بطريقة أو بأخرى أفضل من الأطراف الأخرى . هو يعلم أكثر منك بما يجب أن تلبس أو تأكل أو تشرب أو تستنشق أو تفعل فى السرير ، أو أعلم منك بكيف تنفق نقودك التى من الأفضل أن تعهد بها لمصلحتى الضرائب والتأمينات الاجتماعية ، والأهم أنهم جميعا أعلم من أمنا الطبيعة بكيف تدير اقتصاد كوكبها .

الحرية لو تركتها حرة سوف تموت . سوف تنقض حفنة مجرمة وتسلب بقية الناس حرياتهم باسم الدين أو الاشتراكية أو أيا ما كان . الحرية لا تعيش دون فاشية تسهر عليها ( الفاشيون هم حملة الصولجان فى الإمپراطورية الرومانية ) . الحرية لا تزدهر دون فرسان مائدة مستديرة يزودون عنها بالقوة طوال الوقت .

الحرية هى 1- حرية الاقتصاد 2- حرية الحراك الاجتماعى 3- الحريات الشخصية . اجتثاث الشيوعيين والقوميين والمتدينين ومن إليهم ليس قمعا ولا انتقاصا للحرية ، بل انتصار لها والتزام حضارى ليبرالى على جميع الحكومات القيام به .

وسوف نثبت بسهولة أن غالبا ما يكون العكس هو الصحيح ، حتى دون أن نلجأ بالضرورة للتاريخ ، أو للكلام مثلا عن پينوتشيت أو شاه إيران ذلك أنه غالبا لن تعوزنا المناسبات الجديدة مستقبلا .

ما فائدة الديموقراطية إذا كان كل المعروض فى البازار هو ديكتاتوريات ؟ نعم المعروض لا يعد ولا يحصى ، لكن كل طرف يقترح عليك كيف يسلب حريتك بطريقة أو بأخرى أفضل من الأطراف الأخرى . هو يعلم أكثر منك بما يجب أن تلبس أو تأكل أو تشرب أو تستنشق أو تفعل فى السرير ، أو أعلم منك بكيف تنفق نقودك التى من الأفضل أن تعهد بها لمصلحتى الضرائب والتأمينات الاجتماعية ، والأهم أنهم جميعا أعلم من أمنا الطبيعة بكيف تدير اقتصاد كوكبها .

الحرية لو تركتها حرة سوف تموت . سوف تنقض حفنة مجرمة وتسلب بقية الناس حرياتهم باسم الدين أو الاشتراكية أو أيا ما كان . الحرية لا تعيش دون فاشية تسهر عليها ( الفاشيون هم حملة الصولجان فى الإمپراطورية الرومانية ) . الحرية لا تزدهر دون فرسان مائدة مستديرة يزودون عنها بالقوة طوال الوقت .

نعدك بأن لن يغيب عن ناظرنا أبدا أن الحرية المطلقة الحقيقية ، باعتبارها رافعة التطور الكبرى ، هى هدفنا الثابت . والحرية فى نظرنا هى 1- حرية الاقتصاد 2- حرية الحراك الاجتماعى 3- الحريات الشخصية . كل البرامج المطروحة هى برامج مصادرة . إذا فرضنا الاشتراكية وكبحنا الطموح ودخلنا غرف النوم ، ماذا يتبقى بعد ذلك ؟ نحن لن نحكم على حرية مجتمع ما بوجود قمع من عدمه . قمع بالتأكيد ، اجتثاث الشيوعيين والقوميين والمتدينين ومن إليهم ليس قمعا ولا انتقاصا للحرية ، بل انتصار لها والتزام حضارى ليبرالى على جميع الحكومات القيام به . نحن هنا نسأل سؤال المحتوى : هل تلك الأصوات أو الأحزاب أو الصحف أو الجماعات أو أيا ما كانت تريد مصادرة الحق المطلق فى المنافسة والصراع وامتلاك زمام السلوك الشخصى أم لا .

حتى اليمين نفسه يمكن أن ينحرف عن محتواه الليبرالى الحق لو مثلا أصرت الأرستقراطية على مصادرة الحراك الاجتماعى . وبالمناسبة مهما تحدثنا عن تخلف شعوب معينة كالعرب والمسلمين أو شرق الأوسطيين والساميين أو السود أو اللاتين أو أيا من كانوا فهذا لا يعنى عرقية ( عنصرية ) أو موقف مسبق من أى نوع ، إنما مجرد رصد لحقائق واقع بديهى بادى لكل العيان منذ أيام أرسطو تقتضيه الأمانة العلمية لا أكثر ، بينما يتملكنا تأكيدا كل إعجاب واحترام بأى فرد متفرد أو ’ متطفر ‘ منها وندافع عن حقه المطلق فى الرقى الاجتماعى طالما يحترم الأعراق الأخرى ويقر بتفوقها الچيينى الطبيعى .

على هامش هذا نضيف أن طبعا لن يغيب عنا أن آلية الديموقراطية هى التى تفرض أحيانا على اليمين تبنى مواقف محافظة اجتماعيا أو حتى دينية ، من أجل كسب الأصوات لبرنامجه الجوهرى أى الاقتصاد الحر والذى من الطبيعى أن لا يلقى جماهيرية بين عموم الناس . ولولا هذا التحريض اليسارى للدهماء من أجل اقتصاد يعتمد بالأساس على جباية الضرائب ، لرأينا اليمين الأرستقراطى كما كان دائما أبدا منذ فجر التاريخ الصفوة ومنارة التحديث والعقل والعلم .

هذا التشوه اليمينى وما يعنيه من كبح لسرعة التقدم ككل ، والذى لا يمكن بحال أن نوافق عليه ، لا تلام عليه فى الواقع انتهازية اليسار ، بقدر ما يلام عليه مبدأ الديموقراطية نفسه .

ليس من وظيفة الشعوب عزل ريچيمات الحكم القمعية الشعاراتية الرجعية التى تقودها للخراب ، وإقامة ريچيمات بديلة ( قمعية أيضا بالطبع ) لكن جادة تقدمية تقودها للتحديث .

هذه وظيفة أميركا .

مع ذلك ، وبالتأكيد أيضا ، سوف ندفع بما هو أبعد ، أن قدرة الشعوب المغلوبة على أمرها بريچيمات قمعية معادية للتقدم تكاد تكون معدومة إما بسبب التغييب وإما لأنها ببساطة لا تستطيع ، حيث قوى التقدم هشة ومحاصرة بطبيعة الحال ، ونرى بالتالى أن التغيير لا بد وأن يأتى من قدرة فائقة مركزية تقدمية وواعية تضطلع لقيادة هذا العالم ، ونعنى بالطبع أميركا .

[ هذا الكلام الأخير لم يقدر له عامة البقاء طويلا فى هذه الصفحة ووجد طريقا أرحب لصفحة الجلوبة ، ذلك فى مرحلة جديدة من تناسخها بالذات بعد الحرب على أفجانستان والعراق ] .

الخلاصة :

لا حرية لأعداء الحرية ، هذا إذا كنا نأخذ أصلا كلمة الحرية على محمل الجد . الليبرالية لا تتجزأ ، أقصى حرية للاقتصاد والمنافسة وفى ذات الوقت أقصى حرية للفرد فى حياته الشخصية وعلاقاته الجسدية وفى المجاهرة فى رفض كل أيديولوچيات القمع كالدين وغيره . لا بد من مصادرة فكر المصادرة ومن تأميم فكر التأميم ومن منع فكر المنع ، ذلك قبل أن تصادر وتؤمم وتمنع هى كل كوة نور للمستقبل . ليس المهم فى السلطة أن تكون قمعية أو أيا ما كان ، المهم أن يكون برنامجها الحرية . أما الديموقراطية فما هى إلا حرية أعداء الحرية ( بدءا من فارضى الضرائب حتى فارضى الحجاب ) ، وأن من بعد فقد آن أوان الانتقال من عصر ديكتاتورية الجهل والابتزاز المسماة بالديموقراطية ، إلى عصر ديكتاتورية المعرفة وبعد‑الإنسان .

الخلاصة :

لا حرية لأعداء الحرية ، هذا إذا كنا نأخذ أصلا كلمة الحرية على محمل الجد !

نبراس هذه الصفحة أن الليبرالية لا تتجزأ ، أن أقصى حرية للاقتصاد والمنافسة وفى ذات الوقت أقصى حرية للفرد فى حياته الشخصية وعلاقاته الجسدية وفى المجاهرة فى رفض كل أيديولوچيات القمع كالدين وغيره .

هذه هى وحدها الحرية بمعناها الكامل غير المنقوض ، وجزء عضوى لا فكاك منه لها أن لا حرية لأعداء الحرية ، لا بد من مصادرة فكر المصادرة ومن تأميم فكر التأميم ومن منع فكر المنع ، ذلك قبل أن تصادر وتؤمم وتمنع هى كل كوة نور للمستقبل وتعيدنا لعصور الظلام والبداءة وحكم الدهماء أو رجال الدين .

ليس المهم فى السلطة أن تكون قمعية أو أيا ما كان ، المهم أن يكون برنامجها الذى تسهر عليه هو حماية الحريات ، وأخيرا أيضا قلنا إننا فى حاجة لقدر هائل من الديكتاتورية من أجل حماية الحرية ، أو حتى ربما نكون فى حاجة فى ذات الوقت لنوع من الذكاء الآلى ليكون فيصلا بيننا فى هذا ، إذا كان من الجائز للديكتاتورية عن أن تضل الهدف لأى سبب كان !

عمليا ، برنامج هذه الصفحة بكلمة ، تستلهم روح المعلم أرسطو قبل أى أحد آخر : الديموقراطية ما هى إلا حرية أعداء الحرية ( بدءا من فارضى الضرائب حتى فارضى الحجاب ) ، وأن من بعد فقد آن أوان الانتقال من عصر ديكتاتورية الجهل والابتزاز المسماة بالديموقراطية ، إلى عصر ديكتاتورية المعرفة وبعد‑الإنسان .

[ التداعيات التى تلت 11 سپتمبر 2001 تجعلنا نضيف هنا بكثير من الأمل :

لقد بدأت حقبة الغثاء اليسارى‑الإنسانى فى 14 يوليو 1789 ، ووصلت لذروتها فى 3 مايو 1968 ، وانتهت فى 11 سپتمبر 2001 . والآن آن أوان الانتقال من عصر ديكتاتورية الجهل المسمى بالديموقراطية ، إلى عصر ديكتاتورية المعرفة وبعد‑الإنسان .

لقد بدأت حقبة الغثاء اليسارى‑الإنسانى بثورة دهماء فرنسا فى 14 يوليو 1789 . ووصلت لذروتها بمظاهرة مارتن لوثر كينج فانفجارة الطلبة فى 3 مايو 1968 ، حيث بات كل العالم تقريبا يساريا ، وأصبح ذوو الموهبة والكفاءة فى كل مكان هم من يستجدون العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ، والتنافس الندى مع المتخلفين والضعفاء من ذوى الأصوات العالية .

 ثم بدأ منحنى الهبوط بالثورة الثاتشرية‑الريجانية فسقوط الكتلة الشيوعية ، ذلك إلى وصلت تلك الحقبة إلى نقطة النهاية فى 11 سپتمبر 2001 ، حيث يقظة أميركية وعالمية واسعة حول حقيقة قوى الظلام فى هذا العالم ، فى مقابل تبلور التحالف العالمى الواسع سيئ السمعة بين چاك شيراك وأسامة بن لادن وصدام حسين وعلى خامنئى ومن شاكلهم ، ليكشف وحدة أهداف قوى اليسار والظلام الدينى عبر العالم ، ألا وهى بالتحديد وبوعى كامل وعلنى منهم ، وقف مسيرة التطور الدارونية الطبيعية للكوكب ] .

نأمل لكم صفحة حافلة ومثيرة للفكر كما هو هدفنا دائما .

نحن نرحب بكافة المساهمات من تعليقات أو أخبار من زوار الموقع من خلال المساهمة المباشرة فى لوحة الرسائل إضافة أو قراءة أو بالكتابة عبر البريد الإليكترونى .

 

 

  29 مايو 2000 :

 

الحرية والقدرة وجهان لعملة واحدة : التطور

Freedom and Power a Double-Faced Coin: Evolution

 

Warplanes bombing La Moneda presidential palace, Santiago, September 11, 1973.

Liberalism Means Liberalism!

لا شك أن خبرات وقدرات –ومن ثم حقوق– الإنسان الحيوانية ( سمها الفردية أو الشخصية لو وجدت الكلمة المستخدمة مؤذية لأذنك المرهفة ! ) ، هى شىء عمره 4 بليون سنة من التجربة والتطور ، وهى شىء يجب أن يكون مكفولا له بلا أى قيود سوى ما تفرضه آليات صراع التطور والانتخاب الطبيعى المعروفة فى حدود ما يتوافر للكوكب من موارد وفرص للحياة ، أو بمعنى آخر هى حرية مطلقة بما فيها حق أن تأكل وأن تؤكل .

الحرية المطلقة قانون طبيعى ويجب مصادرة أى شىء يحاول مصادرتها .

* ملحوظة : الحرية تشمل بالطبع حرية أن تأكل وأن تؤكل .

والديموقراطية هى الحل الذى توصل إليه الكثير من البشر على مدى القرون الماضية باعتباره الوسيلة السالمة للوصول لمحصلة الأفكار والمصالح والصراعات المختلفة التى يتكون منها المجتمع أو الجماعة . على أن ازدهار الديموقراطية وإيجابية ثمارها ارتبطت بالبيئة القروية التى نشأت فيها . هذا ما حدث بالضبط فى البلدات الأميركية الصغيرة الناشئة حيث الكل يعرف نفس الأشياء واكتسب نفس الخبرات ، وكان طبيعيا أن يكون لهم أصوات متساوية عندما يجتمعون مساء يوم الأحد فى قاعة البلدة . والطبيعى بالتالى أن ينتصر صراع المصالح الفردية ليحقق الأفضل للمجتمع ككل ، كما قال آدم سميث يوما .

الديموقراطية شىء جيد للقرى . الكل مزارعون يعرفون نفس الأشياء واكتسبوا ذات القدرات . هكذا نشأت فى أميركا مثلا .

المشكلة أنهم يرفضون الديكتاتورية التى تطلبها قدوم المهندس الزراعى .

لكن ما حدث أن اتسعت المجتمعات ودخلتها التقنيات الحديثة ، وتفاوت مستوى المعارف بين أعضائها . كما ثبت بالممارسة أن الديموقراطية آلية نادرا ما تنتصر للحرية والقدرة وهما الجوهر الذى يدور حوله التطور ، حيث عادة ما يتم التلاعب من خلالها بعقول وعواطف جموع الناخبين من أجل فرض القيود والتخلف والرحعية والجمود ، أو ببساطة كل ما هو ضد مسيرة التطور .

السبب الحقيقى وراء هذا المأزق الديموقراطى أن القدرات ومن ثم الحقوق العقلية للإنسان هى شىء عمره عدة آلاف من السنين فقط ومن ثم لا يزال محل شكوك كثيفة ، لا سيما بعد أن أصبح لدينا فى المجتمع الحالى فائق الاستعقاد والتعقيد من القرارات الكثير مما لا يفوق فقط تلك عقول الشعب التى يرجع إليها فى اتخاذ القرار بل ويفوق حدود المتخصصين أنفسهم إن لم يكن قدرة الآلة البشرية بمجملها ويتضرع لاستجلاب آلات أخرى أكفأ وأعقل .

Adam Smith

YES! Liberalism Means Liberalism!

فى مقابل مفهوم الديموقراطية هناك مفهوم الليبرالية وإن كان كثيرا ما ينظر للمفهومين كشىء مترادف تقريبا . هذه الصفحة ستحاول فك هذا الالتباس بإثبات العكس أى بوجود تباين بينهما إن لم يقفا على طرفى نقيض فى أغلب الحالات . المفارقة التى ننطلق منها بكل الأسف أن لليبرالية جناحان الجناح الاقتصادى والجناح الاجتماعى ، والمفارقة أن هذين الجناحين بديا دوما على طرفى نقيض ، فنجد أحزاب اليسار ( كالحزب الديموقراطى فى أميركا ) يتبنى الشق الأول ويقاوم التحرر الاقتصادى ، بينما اليمين ( ومثاله فى تلك الحالة الحزب الجمهورى ) يتبنى الليبرالية الاقتصادية لكن يبدى فى نفس مواقف بالغة الرجعية بل ومتدينة صريحة أحيانا فيما يتعلق بالليبرالية الفردية والشخصية ( أو الحيوانية لو شئت الدقة فى مدلولات المصطلحات ) . هذا الفاصل يظل أحد الألغاز الكبيرة التى لم ولن نفهمها أبدا ، ولا نعتقد أننا ننفرد بمثل هذا عدم الفهم والأمثلة كثيرة وإن كان أحد أشهرها وأكثرها درامية رسالة آن رايس ( مؤلفة كتب وفيلم مقابلة مع مصاص دماء ) المفتوحة للرئيس بيلل كلينتون فى أغسطس 1996 أثناء حملة إعادة انتخابه والتى قالت أنها ستنتخبه تأكيدا لأنها ليبرالية وديموقراطية مثله لكنها تطالبه أن يتبنى مواقف اليمين ممثلا فى المرشح بوب دول آنذاك فى تخفيض واسع للضرائب والحد من برامج الرفاه الاجتماعى التى لا تؤدى إلا لتشجيع الكسالى على كسلهم . وهى تجسيد جيد لذلك التناقض رغم نبرتها الخاصة فى السخرية من اليمين .

Ayn Rand

‘Reason, Individualism, and Capitalism!’

نضرب المثل بآن رايس لأنه معاصر وحقق شهرة كبيرة ، لكن لو شئنا من هم أشهر حقا تاريخيا ، ومن الأكثر تجذرا فى تأصيل هذا الفكر ، فربما لن نجد من هو أفضل من آين رايد ( مؤلفة ’ رأس النبع ‘ 1943 —لعلك قرأت مراجعتنا المطولة لفيلم جارى كووپر فى كتاب دليل الأفلام واستشعرت كم هزنى شخصيا من الأعماق يوم شاهدته لأول مرة ، وكذلك رواية ’ أطلس الأكتاف المهزوزة ‘ 1957 ) . فى الأولى قدمت مهندسا معماريا وفى الثانية مجموعة صناعيين ، كلهم لامعون وكلهم يتحدى الغثاء الشعبوى السائد . الكلمات الثلاث التى طالما دافعت عنها رايد ( بالذات فى الكتاب الاقتباسات 20050209 من صفحته الأولى لدى نسخة بمطوية الأدب ومحرك الإضافة ذكراها المئوية قبل أسبوع 02 rand.html التى يلخص فلسفتها For the New Intellectual ) بصلادة لا مثيل هى ’ الرشد ، الفردية ، الرأسمالية ‘ ، وضعناها فى رأس هذه الصفحة ، لكنا فى الواقع تكاد تلخص كل ثيمات موقعنا : العلمانية ، الحريات الشخصية ، والاقتصاد الحر . والأكثر تحديدا ‑وهذا السبب أن كل سطر كتبته رايد كان يعنى بالضرورة زوبعة ، أنها فجرت الحقيقة التى لا يود أن يراها أحد ، لأن المجتمعات تكلست على ألا تراها : أن لا تعارض بين الليبرالية الاقتصادية والليبرالية الاجتماعية . بالعكس ، كل من ينادى بإحداهما دون الأخرى لا يجب أن يسمى نفسه ليبراليا . وطبعا ليس غريبا أن كلما حانت لها الفرصة أسهبت فى الحديث عن الآباء المؤسسين لأميركا ، بعلمانيتهم التى لا تلين ، وبنصرتهم للمنافسة التى لا ترحم ، وبإطلاقهم حريات الأفراد يمارسونها كما تعن لهم ، دون أن يروا أية تعارض بين هذه الأشياء مجتمعة .

إن الليبرالية ونقصد بها الليبرالية الحقة بمعناها الدارونى أو ليبرالية الأدغال لو شئت ، تجمع معا شقى الحريات الفردية المطلقة والحريات الاقتصادية المطلقة ، هى مفهوم متماشى لأبعد حق مع حقائق الطبيعة وقوانينها وقوى الانتخاب الطبيعى فيها . الليبرالية تعنى الحرية والقدرة وهما الجوهران التى تدور حولهما كل قوانين التطور وآلياته ، وهى تأكيدا أرحب بكثير من فكرة الديموقراطية السياسية وهى مفهوم ضيق بل وغير طبيعى أى ذهنى محض من اختراع العشيرة الإنسانية وبالتالى حفته المتناقضات والمآسى منذ فجر التاريخ وحتى الآن .

الصراع فى جوهره ليس بين أيديولوچيات يمين ويسار ، إنما بين بناء وقطع طريق ، بين كفاح وديماجوچية . دائما أبدا الاقتصاد شىء يبنيه اليمين ويسطو عليه اليسار ويصدر الحكم ببراءة السارق قاض فاسد اسمه الديموقراطية . هذه هى محنة البنائين منذ عرف العالم كلمة ديموقراطية . الديموقراطية سيارة بمقود ذى انحراف ثابت إلى اليسار . باعتبار أن الضرائب هى السؤال الأساس الذى تدور حوله الأحزاب والانتخابات ، فإن الديموقراطية ‑بحكم أحجام كتل من لهم حق التصويت‑ تميل تلقائيا لتحويل الاقتصاد نحو الاشتراكية ، لتغليب قرارات هى فى صالح الطبقات الشغيلة ، على حساب أصحاب البيزنس الكبيرة أو حتى الصغيرة منها . والخاسر دائما هم البناءون ، الرأسماليون والطبقة الوسطى ، الذين ينهب كدحهم لصالح الطبقات الأدنى . هذا لا يشتغل فى صالح التنمية ، بالأخص بعيدة المجرى منها . ويميل بالاقتصاد ككل نحو الاشتراكية ، وهى تجربة معروفة بأنها تؤدى للفقر للجميع والفشل المحتوم . صحيح أنه عندما يحدث هذا سيعيد النظام الانتخابى الأحزاب المعادية لفرض الضرائب ويبدأ انتعاش البيزنس من جديد . لكن الدورة نفسها ستؤدى لنهب هذا النجاح مرة أخرى لصالح الفاشلين والكسالى . ذلك يسمى فواقد . والفواقد لا يجب السماح بها فى مجتمع يحترم العلم أو على الأقل يحترم نفسه .

الصراع فى جوهره ليس بين أيديولوچيات يمين ويسار ، إنما بين بناء وقطع طريق ، بين كفاح وديماجوچية . دائما أبدا الاقتصاد شىء يبنيه اليمين ويسطو عليه اليسار ويصدر الحكم ببراءة السارق قاض فاسد اسمه الديموقراطية . هذه هى محنة البنائين منذ عرف العالم كلمة ديموقراطية . الديموقراطية سيارة بمقود ذى انحراف ثابت إلى اليسار . باعتبار أن الضرائب هى السؤال الأساس الذى تدور حوله الأحزاب والانتخابات ، فإن الديموقراطية ‑بحكم أحجام كتل من لهم حق التصويت‑ تميل تلقائيا لتحويل الاقتصاد نحو الاشتراكية ، لتغليب قرارات هى فى صالح الطبقات الشغيلة ، على حساب أصحاب البيزنس الكبيرة أو حتى الصغيرة منها . والخاسر دائما هم البناءون ، الرأسماليون والطبقة الوسطى ، الذين ينهب كدحهم لصالح الطبقات الأدنى . هذا لا يشتغل فى صالح التنمية ، بالأخص بعيدة المجرى منها . ويميل بالاقتصاد ككل نحو الاشتراكية ، وهى تجربة معروفة بأنها تؤدى للفقر للجميع والفشل المحتوم . صحيح أنه عندما يحدث هذا سيعيد النظام الانتخابى الأحزاب المعادية لفرض الضرائب ويبدأ انتعاش البيزنس من جديد . لكن الدورة نفسها ستؤدى لنهب هذا النجاح مرة أخرى لصالح الفاشلين والكسالى . ذلك يسمى فواقد . والفواقد لا يجب السماح بها فى مجتمع يحترم العلم أو على الأقل يحترم نفسه .

بكلمة واحدة هذه الصفحة سوف تكون مدافعا عتيدا عن مبدا أن الليبرالية لا تتجزأ . ومن ثم سوف تظل مخلصة لأبعد مدى للغرض الذى خلقت من أجله وهو حق كل فرد فى أن يحيا حياته الخاصة كما يشاء دون أى تدخل من الآخرين . ومبدئيا هذه الصفحات لا تنكر على الإنسان قيمه النبيلة ومزاياه التى ينفرد بها كانفراد أو تشابه أى عشيرة بيولوچية أخرى فى بعض الصفات الجميلة ولا بد من الحفاظ عليها جميعا قدر الإمكان فى إطار التنوع والثراء البيئى والبيولوچى للكوكب . لكن التضحية والشفقة والحب إلى آخر تلك المشاعر النبيلة لا يجب أن يصبح لها باسم الديموقراطية أو غيرها حق تقييد أمور العلم والتقنية والاقتصاد وقوانينها ميتافيزيائية الحتمية ، أو أن تصبح عائقا لمسيرة التطور فى كوكب الأرض التى بدأت قبل الإنسان ببلايين السنين وستستمر بعده بداهة ، هذا هو الحد الفاصل الذى قصدناه وعلى الأقل تماما لا يجب أن تصبح تلك العواطف لعبة فى يد الساسة الفاسدين أو قصيرى النظر يحققون من خلالها أطماعهم الضيقة الأنانية . فى هنا نحن نؤمن مرة أخرى بالحرية المطلقة إذ أيضا ليس من حق العشيرة البشرية مصادرة المستقبل وحرية العشائر القادمة .

إن الحرية والتحررية شىء والديموقراطية شىء آخر . وآخر أعظم مثال يتجسد فيه هذا التناقض بصراحة درامية ، هو الچنرال العظيم أوجيستو پينوتشيت . فقد أقام نهضة اقتصادية هائلة فى تشيلى بناء على قيم الاقتصاد الحر ، بل مطلق الحرية ، بل معدوم النظير من حيث الحرية ، بما فى ذلك حرية الاقتصاد فى أميركا . هذا الديكتاتور يتحتم قطعا اعتباره أحد أعظم الليبراليين فى التاريخ ، وليس من المفارقة بالمرة أن نصدر بحثنا هذا بصورة أمسكت بتلك اللحظة التاريخية من يوم 11 سپتمبر 1973 التى استولى فيها على السلطة ، وأزاح الحكم اليسارى الذى جاءت به الانتخابات ’ الديموقراطية ‘ ، لكنه كان سيهوى بالبلاد حتما لدائرة الفقر والتخلف .

ولمجرد العلم هذه الأخيرة ‑أى الديموقراطية‑ كنظام سياسى لاتخاذ القرار هى النظام الوحيد الذى لم يختلف الفلاسفة دونما استثناء واحد على أنه الأسوأ من أى بديل سياسى آخر أيا ما كان ( ربما وجد مؤخرا جدا فقط من يناصره بعد أن لم يعد للفلسفة فى القرن العشرين سوى شاغل واحد هو إشكالية الديموقراطية واختزلت نفسها بالتالى إلى مجرد أحد فروع علم الاجتماع ) . فالجميع يعلم أنها شىء يبدأ دوما بافتراض أن هناك شعبا قد أصبح ناضج العقل وينتهى حتما بدولة ثيوقراطية إن آجلا أو عاجلا . التاريخ يقول هذا بدءا بأثينا وروما القديمتين اللتين أفضتا للدولة المسيحية التى دشنت عشرة عقود كاملة مما سمى تقليديا بعصور الظلام ، وانتهاء بالولايات المتحدة الحالية والتى تقول مؤشرات كثيرة أنها تسير بثبات لا يمكن الآن حتى وصفه بالبطئ نحو مثل هذا التحول ، فما بالك بدول أصغر وزنا وأشد هشاشة ثقافيا بكثير ، كالتى تختطفها ديماجوچية المتطرفين الإسلاميين . أو خذ مثالا بسيطا اليمن وعمان فى الستينيات . كلاهما كان بلدا يعيش عصور ما قبل التاريخ ، ولا نقول حتى العصور الوسطى . واحد فرض عليه القرصان الأكبر ناصر الريچيم الجمهورى فلا زال حتى اليوم يرفل فى حياة قبل التاريخ ( دع جانبا ديماجوچية التسافل على الآخرين ) . فى عمان طورت الملكية نفسها بسرعة ، وصنعت فى عقود قليلة بلدا متقدما متحضرا ثريا عضوا فى مجلس التعاون الخليجى ، يلهث اليمن لاستعطافه دون جدوى .

نعم ، قد تفقد الأرستقراطية الرؤية أحيانا ، بل حتى قد يصاب الملوك بالخبل أحيانا . لكن هذا شىء وأن تعطى السلطة للدهماء شىء آخر . حكم الصفوة قادر دوما على تصحيح نفسه طوال الوقت ، لكن النظام الجمهورى أو ديكتاتورية الدهماء التى تعرف أيضا باسم حكم الشعب أو الديموقراطية ، هى فقط غباء أبدى لا يمكن علاجه أو التراجع عنه . والسبب واضح لكل الأعين وهو الفجوة بين إدراك عموم الناس للأمور ، وبين الاستعقاد الأعلى كثيرا للمعرفة العلمية والتقنية والاقتصادية …إلخ ، فى أى عصر أو أى مكان معطى .

مهما ارتقت أو نضجت الشعوب ، فستظل دوما ثمة فجوة كبرى بينها وبين المعرفة العلمية والتقنية لذات العصر . من هنا لن تثمر الديموقراطية فى أى مكان أو زمان ، إلا شد المجتمع للوراء . إنها شىء لا يجب السماح به أبدا فيما هو فوق مستوى البلديات ، أو الأمور الأقرب للحريات الشخصية . عدا ذلك يجب أن تكون السلطة مطلقة للعلماء والشركات والآلات الذكية .

نعم ، قد تفقد الأرستقراطية الرؤية أحيانا ، بل حتى قد يصاب الملوك بالخبل أحيانا . لكن هذا شىء وأن تعطى السلطة للدهماء شىء آخر . حكم الصفوة قادر دوما على تصحيح نفسه طوال الوقت ، لكن النظام الجمهورى أو ديكتاتورية الدهماء التى تعرف أيضا باسم حكم الشعب أو الديموقراطية ، هى فقط غباء أبدى لا يمكن علاجه أو التراجع عنه . والسبب واضح لكل الأعين وهو الفجوة بين إدراك عموم الناس للأمور ، وبين الاستعقاد الأعلى كثيرا للمعرفة العلمية والتقنية والاقتصادية …إلخ ، فى أى عصر أو أى مكان معطى .

مهما ارتقت أو نضجت الشعوب ، فستظل دوما ثمة فجوة كبرى بينها وبين المعرفة العلمية والتقنية لذات العصر . من هنا لن تثمر الديموقراطية فى أى مكان أو زمان ، إلا شد المجتمع للوراء . إنها شىء لا يجب السماح به أبدا فيما هو فوق مستوى البلديات ، أو الأمور الأقرب للحريات الشخصية . عدا ذلك يجب أن تكون السلطة مطلقة للعلماء والشركات والآلات الذكية .

نقول هذا ونعلم يقينا أن الرأى السائد عن كون الديموقراطية هى النظام الأمثل على أى حال فى ظل المعطيات البشرية . طبعا لا يمكن إنكار إنجازات تمت فى ظل الديموقراطية فى العالم الغربى ، وطبعا يعدها الكثيرون من إنجازات النظام الديموقراطى نفسه ، لكننا نود فقط وضع هذا الرأى فى إطاره الصحيح :

خامسا : هذه ليست إنجازات الديموقراطية ، بل إنجازات تمت تحديدا بالسباحة على العكس من تيارها . لم تقم مظاهرة واحدة تأييدا لاختراع القطار أو ماكينة الغزل ، أو تحية لچنرال إليكتريك أو مايكروسوفت . العكس فقط هو ما يحدث .

أولا : إن هذا النجاح النسبى فى ظل الديموقراطية يرجع لأن هناك غالبية من ’ العقلاء ‘ فى تلك المجتمعات يحد من مثالب الديموقراطية ، وطبعا هذا غير متوفر أصلا فى المجتمعات الأقل نضجا .

ثانيا : الديموقراطية تظل مناسبة للمجتمعات الريفية المتجانسة فى مستوى المعرفة كما قلنا فى صدر هذا المدخل . أما فى مجتمعاتنا الحضرية المعاصرة ، فلا يجب أن يسمح بالديموقراطية فيما هو فوق مستوى البلديات ومع ضمان عدم انحرافها بواسطة بعض المحرضين لدس الأنف فى قرارات المستوى السياسى عالية المعرفية ، فهذه فقط من اختصاص العلماء والشركات والآلات الذكية .

ثالثا : إن كل هذا لم ينف المثالب وسوء الاستغلال واللعب بالعواطف فى أى وقت قط .

رابعا : أن الوقت ليس فى صالح هذه الديموقراطيات الناضجة نفسها ، بعد ثورة الاتصال والإعلام التى أدت لتسطيح عمليات الاختيار وحصرها فى عوامل كالوسامة واللباقة وليس المحتوى البرامجى . والكل فى طريقه ‑إن آجلا أو عاجلا‑ لإدراك أن القرارات الستراتيچية أخطر ، ناهيك عن كونها أعقد ، من تترك فى يد الشعوب لتبدى الرأى فيها .

خامسا : هذه ليست إنجازات الديموقراطية ، بل إنجازات تمت تحديدا بالسباحة على العكس من تيارها . لم تقم مظاهرة واحدة تأييدا لاختراع القطار أو ماكينة الغزل ، أو تحية لچنرال إليكتريك أو مايكروسوفت . العكس فقط هو ما يحدث .

 

إما أن تكون مع العلم والتقنية والشركة الكبيرة والامپراطورية ، وإما أن تكون مع الشعب . هذا هو السؤال الذى لم يعد من الممكن التملص منه .

اقرأ هذا التحليل فى صفحة الجلوبة

بإيجاز : قيل دوما إن الديموقراطية تعطى الشعب الحكومة التى يستحقها . ما نريده الآن الحكومة التى يستحقها الكوكب وليس مجرد ما تستحقه الإنسانية . هنا تكمن المواجهة الكبرى ، والتحدى الأعظم لعصر حضارة ما بعد‑الإنسان : من أجل الحصول على حكومات أفضل يتحتم قمع الشعوب نفسها .

ولو دعنا جانبا الصراع داخل الولايات المتحدة باعتباره معركة شرسة وطويلة الأمد زائد بالطبع الوضع فى الاعتبار عراقة التجربة الديموقراطية وإنجازاتها التاريخية ، فإن المؤكد فى البلدان الأقل تقدما أن الحريات الشخصية تموت من فورها إن اختلط مفهومها مع ما يسمى بالحرية السياسية ذلك أنها أول ما يقتله الغوغاء فى مزادهم الأخلاقى إن امتلكوا فى أيديهم هذه الأخيرة وسعوا بها إلى السلطة . ربما لا يملك المرء الكثير من الحجج ضد ضرورة وجود العبيد على الأقل من منظور دارونى محض ، لكنه يعترض بالضرورة عندما يصبح المطروح هو حكم العبيد . فى كل الأحوال لا نعتقد أننا يجب أن نغامر بالتفريط فى مغزى إجماع الفلاسفة بأن حكم العقل وليس حكم الشعب هو النظام الأمثل رغم علمنا -وربما علمهم- أن ذلك لا يكاد يتحقق فى المجتمعات البشرية سوى بالصدفة السعيدة وحدها تقريبا !

Burners, expressing themselves in wildly free-spirited ways, shout 'Burn the Man!' and the 77-foot-high, skeletal neon-colored Man disappeared beneath a pyre that swirled more than 150 feet into the dusty desert air, Burning Man festival, Black Rock Desert, Nevada, August 31, 2003.

Big Mob Ideologies —Good and Bad:

Story 01BURN.html As Described by The New York Times ‘Countercultural Idealism and Hedonism!’

 لو أردنا أن نكون أكثر تحديدا وخضنا فى بحث ما يحب وما لا يجب حظره ، يتحتم أن نطرح هنا مفهوم ما يمكن تسميته أيديولوچيات الدهماء الكبرى هى الأفكار التى طالما لعبت على غرائز العامة لا على عقولهم ، وهى ليست رأيا بمعنى الكلمة بقدر ما هى مجرد محاولات سهلة للوثوب للسلطة عبر التحريض وإلغاء العقل أو التعويل على ضعف عقل من يستهدفه التحريض ، أساسا من خلال أفكار تشعل فى بسطاء الناس الإحساس بالكرامة أو القوة أو التعويض أو التفرد .

Heavyweight boxer Mike Tyson, Tennessee June 6, 2002.

Top Worst Mob Ideologies: Islam on the Neck, Communism on the Chest, I guess it’s a Malcolm X tattoo. All, including the question written 20020607 a day before the fight! Both on the Left Arm! The Question Is: Do You Remember the Result of That Game?

(Read More About Mike Tyson in Civilization Page).

 أيديولوچيات الدهماء الأكبر والأخطر هى تلك التى قاعديا فكر مصادرة يلغى الغير ويفرض الرأى ويمكن حصرها أساسا فى رباعى الدين والشيوعية والقومية والوطنية ، وفى العقد الأخير بالذات أصبح الدين هو أخطرها كوسيلة منخفضة التكاليف سريعة العائد لتحقيق المآرب السياسية ، ناهيك عن أنها لم تعد ذلك التدين المسيحى البسيط الحالى الذى يعرف فيه الناس الكنيسة يوم العماد ويوم الموت ، وأحيانا يوم الزواج ، وينصرفون بقية عمرهم لأنواع أفيون الدهماء الأخرى ، بل ذلك التدين الإسلامى الذى يستغرق اليوم كله فى خمس صلوات وقراءة النصوص بقية النهار . الكنيسة نادى اجتماعى للدردشة والاستمتاع بالحياة والتزاوج داخل الزواج والأكثر منه خارجه ، وككل لم يعد لها بالدين علاقة تذكر . أما المسجد فهو معسكر لإعداد المقاتلين ، بكل معنى الكلمة ، لا يعطى متعة ولا حتى تعزية .

أيديولوچيات الدهماء الكبرى : خمس هدامة هى الدين والشيوعية والقومية والوطنية والديموقراطية ( الأشكال الحالية المعروفة للأيديولوچية الجمهورية ) ، وثلاث بناءة هى الجنس والإدمان ومشاهدة الرياضات العنيفة .

بالطبع ينشأ هنا سؤال تلقائى باسم الحرية ، ألا وهو وأين الحرية الدينية ؟ والإجابة بكلمة : فى القلوب ( قلوب الدهماء طبعا ) . فالدين بما أنه فكر مصادرة لا يجب أن يسمح له بأن يكون علنيا ، وهذه آخر الحدود التى يمكن أن يسمح بها مجتمع ينشد الحرية بالنسبة لفكر مصادر للحرية . جميع هذه الأيديولوچيات يهدف الانتهازيون الذين يتبنونها الوصول من السلطة على أكتاف الدهماء من خلالها ، بعدها يوقفون مسيرة التطور ، بتغليب الكراهيات الإقليمية وعزل المجتمع المطلوب الانفراد بنهبه ، أو تغليب أيديولوچية معادية علنا للتقدم كالدين ، أو حتى مصادرة مبدأ الصراع نفسه علنا كما تفعل الشيوعية .

تلك الاتجاهات الجمهورية الأربعة ، يجب أن تضاف لها نسخة الأيديولوچية الجمهورية كما يعرفها الغرب ، ألا وهى الديموقراطية . وهى أيضا أيديولوچية دهمائية تشتغل بنفس آلية تدليك الغرائز واللعب على عواطف وانفعالات عموم الناس ، والبث المتواصل للپارانويا لديهم ، وتحريضهم ضد كل ما هو مجهول أو حتى كبير ، كالعلم والتقنية ، وكالمؤسسات والشركات والدول الأكبر …إلخ ، وتصويره كمؤامرة للأقلية الثرية الغامضة ضد حكم الشعب . مع ذلك يظل هناك فارق واحد ، هو أنه يفترض ‑ولو نظريا على الأقل‑ أن الديموقراطية تحترم رأى هؤلاء العموم من خلال صناديق الاقتراع ، بينما الدين والشيوعية والقومية والوطنية ، هى أيديولوچيات جمهورية بالاسم فقط ، ذلك أنها ديماجوچية كلية ، تنوب الأقلية المهيمنة فيها عن شعوبها فى اتخاذ جميع القرارات .

Legendary Wembley Stadium, London, during the final World Football Cup match between England and FRG, July 30, 1966.

The Legend Continues:

Coliseums Are Still Built… and Re-Built!

فيما عدا الخماسى المذكور من المحتمل أن تتواجد مستقبلا أيديولوچيات دهمائية مدمرة أخرى مستقبلا . من المرشحين لهذا مثلا أيديولوچية حماية البيئة ، بالطبع فى حالة تبنى الدهماء لا العلماء لها ، على الأقل لكونها أيديولوچية شمولية تصادر المنافسة والتطور . وفى تلك الحالة قد تكون خطرة جدا أيضا وإن لم تستفحل واقعيا بعد ، وجبهتها المتقدمة التى تستحق الرصد هى ألمانيا فى ظل الحكم الاشتراكى المتحالف مع حزب الخضر ومن الجائز أن تصل يوما لدرجة الخطر الفعلى على الحرية ومسيرة التطور الدارونى لهذا المجتمع .

على أنه ليست كل أيديولوچيات الدهماء أيديولوچيات سيئة . فالتحفظ هنا أن ليست كل أيديولوچيات الدهماء فكر مصادرة وتضليل . ففى المقابل هناك أيديولوچيات دهمائية أخرى مثل إدمان الخمر قديما أو كأيديولوچيات الستينيات مثل الحرية الجنسية وتناول العقاقير .هذه الحزمة لا تسعى لتقييد الحرية ولا يكاد يوجد أى ضرر منها على مسيرة التقدم الاقتصادى والتقنى ، بل بالعكس هى أيديولوچيات بناءة بمعنى أن إذا كان لها بعض المضار أحيانا فإنها تعود على معتنقيها وحدهم . وبالطبع هذا الإيذاء هو تخليص للمجتمع من ضعفاء العقل والقدرة فيه ، ومن ثم هو تقوية له ككل ، وإنفاذ لآليات الانتخاب الطبيعى والتطور فيه .

الخاسر الوحيد لإباحة العقاقير هو تجارها ومهربيها إذ ستنخفض أسعارها بحدة ، والكاسب الوحيد من تناولها هو المجتمع الذى سيخسر ضعاف عقوله . إنها حرب خاسرة لا محالة ، والحل فقط أن يعرض كل شىء للبيع فى الصيدليات وفى لحظة ستنخفض الأسعار وسيفلس التجار ، والأهم : فى لحظة سيصبح التعاطى مسئولية كل متعاطى ( لعلك تذكر موضوع الإيكونوميست التاريخى الذى ألب الجميع فى مطلع التسعينيات لأنه كسر الحاجز النفسى للتفكير حول هذه القضية ) . وطبعا لا يجب أن ننسى أن كل شىء كان محرما من قبل ثم أصبح مسموحا ، الشاى ، البن ، التبغ ، حتى الكحول كان محرما فى أميركا نفسها حتى عقود قليلة . هكذا البشرية ، تاريخها كله تاريخ محرمات تصبح مسموحات فى نهاية المطاف !

ببساطة إن حق الإنسان فى تناول ما شاء وقتما شاء وأينما شاء ، هو حق شخصى حيوانى وأصيل ولا يجب أن تدس الحكومات أو التشريعات أنفها فيه على أى نحو من الأنحاء .

هذا كله شىء وكون العقاقير تشبع حاجات حقيقية عند بنى الإنسان شىء آخر . التى متى تظل العقاقير الشىء الذى يكرهه الجميع إلا الناس . لسنا أوصياء على المدمنين ، كلنا يعرفهم عن قرب ويعرف أن غالبيتهم أناس رائعون ناضجون يعرفون جيدا ما يفعلون ، بل ومنهم حفنة من أهم المبدعين فى تاريخنا المعروف ، أناس يعرفون مخاطر ما يفعلون ، وراضون تماما عن خيارهم ، عن استخدامهم أو استهلاكهم لحياتهم بهذه الطريقة ، وليس من حق أحد فى كل الكون أن يسلبهم من مثل هذا الحق . كقانون من قوانين أمنا الطبيعة يتبناه موقعنا على طول الخط ، لو أدرتم حلا لمشكلة خلقتها الحرية ، فالحل المزيد من الحرية ، ولو أردتم حلا لمشكلة خلقتها التقنية فلا حل إلا المزيد من التقنية . والحل لكل مشاكل العقاقير ، أن ننزع الحق فى تصنيعها من أحراش كولومبيا وجبال أفجانستان ، ونذهب بكامل الملف للمكان الوحيد الصحيح : مختبرات فايزر وجلاكسو-ويللكام . هؤلاء سيخترعون لنا عقاقيرا مأمونة تحقق الحالة العقلية الرائعة التى تمنحها لها المخدرات والمنشطات الحالية ، لكن بدون أعراض جانبية تذكر ، وبدون حتمية إدمانها بلا عودة .

إن جزءا لا يتجزأ أصيلا من الحرية هو حرية إيذاء النفس ، هذا يشمل الإدمان والانتحار . ويتملكنا العجب كل العجب من أن لا تنادى بها منظمات ما يسمى بحقوق الإنسان ، وإن كان من منظور اقتصادى محض هى أمور مفيدة للغاية . ذلك من حيث تقليل عدد السكان بوسيلة غير قسرية بل وتطورية حيث يذهب ضحيتها الضعاف فقط انتحارا أو إدمانا ، أو من حيث أن أى اقتصاد لا يمكن أن يتحمل التكاليف الهائلة للتأمين الصحى للعلاج من إدمان العقاقير ، أو من حيث أن الخاسر الوحيد لإباحة العقاقير هو تجارها ومهربيها إذ ستنخفض أسعارها بحدة ، والكاسب الوحيد من تناولها هو المجتمع الذى سيخسر ضعاف عقوله . إنها حرب خاسرة لا محالة ، والحل فقط أن يعرض كل شىء للبيع فى الصيدليات وفى لحظة ستنخفض الأسعار وسيفلس التجار ، والأهم : فى لحظة سيصبح التعاطى مسئولية كل متعاطى ( لعلك تذكر موضوع الإيكونوميست التاريخى الذى ألب الجميع فى مطلع التسعينيات لأنه كسر الحاجز النفسى للتفكير حول هذه القضية ) . وطبعا لا يجب أن ننسى أن كل شىء كان محرما من قبل ثم أصبح مسموحا ، الشاى ، البن ، التبغ ، حتى الكحول كان محرما فى أميركا نفسها حتى عقود قليلة . هكذا البشرية ، تاريخها كله تاريخ محرمات تصبح مسموحات فى نهاية المطاف !

الأسوأ أن نرى حاليا محاربة التدخين وقد باتت نوعا من الدين يتبناه البعض ويزداد هوسا يوما بعد يوم . كأى هوس دينى هو لا يقلل أعداد العلمانيين بل يزيدها ، والمشكلة فقط أنه يحول فكرة محاربة التدخين عن جوهرها الليبرالى والعلمى الجدى ، وهو أن قتل النفس بالتدخين هو حرية مطلقة ، لا يحاسب عليها إلا مرتكبها لا الشركات ولا ما يسمى أصدقاء السوء ولا أحد ، وأن الحق الوحيد لغير المدخنين هو فقط ألا يجبروا على التدخين السلبى إجبارا .

ببساطة إن حق الإنسان فى تناول ما شاء وقتما شاء وأينما شاء ، هو حق شخصى حيوانى وأصيل ولا يجب أن تدس الحكومات أو التشريعات أنفها فيه على أى نحو من الأنحاء .

هذا كله شىء وكون العقاقير تشبع حاجات حقيقية عند بنى الإنسان شىء آخر . التى متى تظل العقاقير الشىء الذى يكرهه الجميع إلا الناس ( عبارة قيلت فى الأصل عن فيلم صوت الموسيقى ! ) . لسنا أوصياء على المدمنين ، كلنا يعرفهم عن قرب ويعرف أن غالبيتهم أناس رائعون ناضجون يعرفون جيدا ما يفعلون ، بل ومنهم حفنة من أهم المبدعين فى تاريخنا المعروف ، أناس يعرفون مخاطر ما يفعلون ، وراضون تماما عن خيارهم ، عن استخدامهم أو استهلاكهم لحياتهم بهذه الطريقة ، وليس من حق أحد فى كل الكون أن يسلبهم من مثل هذا الحق . كقانون من قوانين أمنا الطبيعة يتبناه موقعنا على طول الخط ، لو أدرتم حلا لمشكلة خلقتها الحرية ، فالحل المزيد من الحرية ، ولو أردتم حلا لمشكلة خلقتها التقنية فلا حل إلا المزيد من التقنية . والحل لكل مشاكل العقاقير ، أن ننزع الحق فى تصنيعها من أحراش كولومبيا وجبال أفجانستان ، ونذهب بكامل الملف للمكان الوحيد الصحيح : مختبرات فايزر وجلاكسو-ويللكام . هؤلاء سيخترعون لنا عقاقيرا مأمونة تحقق الحالة العقلية الرائعة التى تمنحها لها المخدرات والمنشطات الحالية ، لكن بدون أعراض جانبية تذكر ، وبدون حتمية إدمانها بلا عودة .

[ تابع موضوع العقاقير فى صفحة ما بعد‑الإنسان ، وكذا هنا بالأسفل ، [ ‏الاربعاء‏‏ ‏22‏‏ ‏مايو‏‏ ‏2002‏ ‏10‏:‏07‏ ‏م‏ : من أول مجموعة تقليب بالأچندة الذهبية التى تجمدت 18 يوليو الماضى بشراء النووتبوك دونت فى صفحة أول أپريل وعمرها لا يقل عن خمس سنوات أيضا ثمة طرفة عن الحجم النسبى للخطر فى كلا من البعدين الحيوانى وغير الحيوانى للحرية الجنسية ، أقولها منذ سنوات فى صورة نصيحة للصغار : إن العلاقات الجنسية شىء خطر فعلا . إنها قد تؤدى للإصابة بالأيدز . الأخطر أن تؤدى للحمل . الأخطر أن تؤدى للإبقاء على الطفل . الأخطر أن تؤدى للزواج . الأخطر أن تؤدى للحب ! ] .

Billie Jean King, a pioneer in women's professional tennis.

From Its Very Dawn, Beauty Was What Female Tennis Is All about!

أيضا هناك أيديولوچية العنف أو الرياضة !

A five-time Grand Slam champion, Switzerland's sweetheart, Martina Hingis.

Russia's wondergirl Anna Kournikova.

Serena Williams' belly button piercing, U.S. Open, New York, August 30, 2002.

Femininity and Toughness:

A Crossover Between Ideologies?

هى ممتدة وفعالة للغاية منذ أيام الكوليسيام حتى الأهلى والزمالك ، وليس مستغربا بالمرة أن كان أول اهتمام للدولة المسيحية الأولى أن ألغت الألعاب الأوليمپية لأنها أيديولوچية منافسة تسعد الناس ومن ثم تهدد فى مقتل برنامجها للسيطرة على الدهماء الذين استولت باسمهم على الحكم . هل تعلم لماذا تستقطب ملاكمة الوزن الثقيل عشرات الملايين من الدولارات ؟ هل هى أكثر فنا من وزن الريشة مثلا ؟ إطلاقا ! إنها فقط الأكثر عنفا . نعم ، الرياضة لا تزال أيديولوچية قوية للغاية واضطر الدين للتساهل نسبيا بشأنها رغم أنها أيديولوجية دارونية صديقة–للحضارة civilization-friendly إن جاز التعبير ، ويجب الاهتمام بها دائما أبدا . لكنها ليست أروع من أن تكون مزيجا من العنف والجنس ، بالإضافة للمهارة الرياضية ، المصارعة النسائية مثلا ، كرة القدم النسائية مثلا ، ناهيك طبعا عن التنس النسائى ، الذى منذ فجره المبكر كان معبدا للجمال والفتنة . [ اقرأ المزيد عن موقف المسيحية من الألعاب الأوليمپية فى صفحة العلمانية ، وفى صفحة الفن الجماهيرى المزيد عن تداخل الرياضة والجنس ومجموعة أخرى من صور بطلات التنس الفاتنات . أيضا المزيد من صورهن بعد عودة الفاتنات للصدارة واندحار السوداوات الدميمات ، فى الجزء الرابع من صفحة الليبرالية هذه بتاريخ 2 يوليو 2011 ] .

ماذا إذن عن حقوق الإنسان ، كما يتحدثون عنها عادة ؟ نعم ، إن قتل أطفال الشوارع بواسطة الشرطة البرازيلية هو فعل بشع ، لكن المشكلة أن تركهم يحيون هو فعل أبشع ، سيؤدى لاغتصاب آلاف الفتيات الواعدات ونهب آلاف المتاجر والبيوت الآمنة وقتل آلاف الأشخاص الناجحين .

مع ذلك المشكلة قد تكون أعمق من هذا التحليل الإحصائى البسيط من مراكز الشرطة . ربما التناقض الذى أشرنا له والخاص بحقوق الإنسان ومواثيقها العرجاء يرجع فى جزء منه لعبثية النظام الدولى الذى نشأ بعد الحرب العالمية الثانية والذى خضع لتسلط الدول الصغيرة ذات الحق فى التصويت على كل شىء بل وأحيانا لرغبة الكبار ’ الديموقراطية ‘ أحيانا و’ الاشتراكية ‘ أحيانا أخرى ومفرطة التسامح دائما فى منحها هذا الحق ، وفى كلتا الحالتين هى ليست بأقل من معوق حقيقى لإنطلاقة الكوكب التطورية . وحالة حقوق الإنسان مثال كلاسى للمعايير المقلوبة فى منظمة تسير على رأسها فى كل شىء . الحقوق الحيوانية للإنسان ، مثل حق الحصول على الممارسة الجنسية ، حق اختيار الميل الجنسى ، حق الأطفال فى مشاهدة كل المواد الثقافية كل الأفلام وغيرها ، حق تناول العقاقير والخمور ، حق الإجهاض ، حق الانتحار ،  حق الاقتتال المنظم كمبارزات الأفراد والرياضات المميتة …إلى آخر الحقوق الشبيهة ، كلها حقوق لم تقر قط إلى اليوم ، ويتواطأ الجميع لقمعها تحت مسمى الخصوصية الثقافية والدينية ، رغم عمرها السحيق والأصيل فى التاريخ البيولوچى للكوكب . نعم ، نحن لا نكف عن القول إن البشر بهائم بالأساس ، لكن نعم نضيف ، إن للبهائم حقوق ، وإننا مستعدون للدفاع عن حقوق البهائم ‑بشرا وغير بشر‑ حتى آخر المشوار ، إلا أن ما يسمى بحقوق الإنسان قصة أخرى ، قصة جوهرها النصب والابتزاز وسلب الحريات الفطرية للكائن البشرى .

إنهم لا يسعون أصلا لكفالة تلك الحقوق الحيوانية لنا ، بل يضفون الشرعية على مصادرتها ويخترعون لهذا مسميات مثل الخصوصية الدينية والثقافية كما قلنا . هكذا بمعنى أنه عندما يقصد بحقوق الإنسان حقوق الإنسان فعلا ، يصبح القهر مشروعا فى نظرهم . المفارقة المثيرة للعجب أيضا ، أن كان أول ما فكروا فيه الحقوق العقلية لكائن آخر صفة ممكنة له هى العقل . ثم بعد 28 سنة كاملة بعد صدور هذا المسمى بالإعلان الجامع لحقوق الإنسان سنة 1948 ، جاء دخول ما يسمى العهد الدولى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية حيز التنفيذ سنة 1976 . ورغم أنها حقوق بيولوچية أو ذات ارتباط جيد بالبيولوچيا ، إلا أنها صيغت على نحو يضمن ألا تكون حدثا سعيدا بالمرة لتشارلز داروين وقوانينه .

حقوق الإنسان ، حقوق الإنسان ، ماذا عن واجبات الإنسان ؟ أليس من واجبه الانصياع لما يرتأيه من هم أذكى وأعلم منه ؟ ما تقصده الأمم المتحدة بحقوق الإنسان حق واحد هو أن يحكمك الشيوعيون ولا أحد إلا الشيوعيين ، وإن كان ثم ميل مؤخرا لتعديلها لتصبح أن يحكمك الإسلاميون والعروبيون . أما الحقوق الحيوانية للإنسان ، مثل حق الحصول على الممارسة الجنسية ، حق اختيار الميل الجنسى ، حق الأطفال فى مشاهدة كل المواد الثقافية كل الأفلام وغيرها ، حق تناول العقاقير والخمور ، حق الإجهاض ، حق الانتحار ،  حق الاقتتال المنظم كمبارزات الأفراد والرياضات المميتة …إلى آخر الحقوق الشبيهة ، كلها حقوق لم تقر قط إلى اليوم ، ويتواطأ الجميع لقمعها تحت مسمى الخصوصية الثقافية والدينية ، رغم عمرها السحيق والأصيل فى التاريخ البيولوچى للكوكب . نعم ، نحن لا نكف عن القول إن البشر بهائم بالأساس ، لكن نعم نضيف ، إن للبهائم حقوق ، وإننا مستعدون للدفاع عن حقوق البهائم ‑بشرا وغير بشر‑ حتى آخر المشوار ، إلا أن ما يسمى بحقوق الإنسان قصة أخرى ، قصة جوهرها النصب والابتزاز وسلب الحريات الفطرية للكائن البشرى .

لنكن أكثر صراحة : حقوق الإنسان يمكن أن تكفل فقط للشعوب التى تتناقص عدديا ، البيض من يهود وپروتستانت تحديدا ، أما الشعوب التى تتزايد فقد أهدرت حقوقها سلفا والسؤال الوحيد الذى يخصها هو ما هى نسبة الإبادة الصحيحة !

على نحو أعم ، دائما أبدا هذه هى أحوال منظمة الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة ( المعروفة اختصارا أو تدليلا باسم الأمم المتحدة ) ، والمنظمات المشايعة لها : هم يتحدثون فقط عن الحقوق السياسية والسلطوية . تلك ليست حقوق إنسان من الأصل . إنها حقوق الآلة وحقوق العلماء .

حقوق الإنسان ، حقوق الإنسان ، ماذا عن واجبات الإنسان ؟ أليس من واجبه الانصياع لما يرتأيه من هم أذكى وأعلم منه ؟ ببساطة هم يتحدثون عن حق واحد ، حق أن يحكمك الشيوعيون ولا أحد إلا الشيوعيين . نعم أعد قراءتها فستجدها مصممة لهذا الغرض بدقة مدهشة : كفالة وثوب المعارضين اليساريين للسلطة وغل يد الحكومات فى منعهم ( ربما فقط مؤخرا جدا وبعد انتهاء الحرب الباردة وتراجع الحلم الشيوعى ، بقت النصوص كما هى لكن عدل التطبيق فى بعض البلدان ليصبح : الحق فى أن يحكمك الإسلاميون ولا أحد إلا الإسلاميين ‑وفى مقام آخر وقول آخر العروبيون ولا أحد إلا العروبيين ) . أما حقوق الإنسان الحقيقية البسيطة الفردية والحيوانية فهم لا يتحدثون عنها أبدا ، ويتواطأ الجميع لقمعها كلما جاء المجال لها لترفع رأسها .

لنكن أكثر صراحة : حقوق الإنسان يمكن أن تكفل فقط للشعوب التى تتناقص عدديا ، البيض من يهود وپروتستانت تحديدا ، أما الشعوب التى تتزايد فقد أهدرت حقوقها سلفا والسؤال الوحيد الذى يخصها هو ما هى نسبة الإبادة الصحيحة !

أليست الاشتراكية التى تلعب على مشاعر الناس بالتحريض من أجل استئثار قلة فاسدة بكعكة فتات الثروة وتنتهى لتوريث الفقر للجميع ، انتهاكا لحقوق الإنسان ؟ أليست العروبة التى لا يشغلها شىء إلا محاربة وتقتيل من يخالفها العرق والفكر والمذهب ، انتهاكا لحقوق الإنسان ؟ أليس الإسلام الذى يصادر الحرية الجنسية بل ويتدخل فى حريتك فى أن تأكل ما شئت وتشرب ما شئت ثم يقتلك لو فكرت فى تغيير عقيدتك ، انتهاكا لحقوق الإنسان ؟ مع كل ذلك لا هم لمنظمات حقوق الإنسان إلا شاغل واحد هو ضمان عدم اعتقال أو تعذيب هؤلاء وتفصيل الانتخابات تفصيلا لضمان وصولهم للسلطة . إن هذه ليست منظمات محايدة أو يعنيها شيئا من شعاراتها المعلنة . هم حفنة من الأيديولوچيين الشيوعيين والعروبيين والإسلاميين دافعهم الكراهية والحقد ، وطرف أصيل فى معركة الوجود بين قوى التخلف ضد قوى التقدم ، ومنظماتهم ربيب أنشأته قوى الديكتاتورية والمصادرة والظلام العالمية ، بينما العدو الحقيقى والمشترك للجميع وغير المعلن هو أميركا وإسرائيل كرمز لقيم الجلوبة والاقتصاد الحر والحداثة ! باختصار جماعات حقوق الإنسان لم ولن تكون إلا الجناح السياسى لمنظمات الإرهاب الشيوعى والإسلامى المسلحة العالمية !

لنتفق مبدئيا أن أحدا لا يستيقظ فى الصباح ليقول أنا أومن بالإنسان وسأنشىء اليوم منظمة لحقوق الإنسان . كل هؤلاء أيديولوچيون لحظة وجدوا أنفسهم خارج ما تعودوا التمتع به من نفوذ وقهر وسلطة وسلطان على بنى ’ الإنسان ‘ ، وجدوا ضالتهم فى فكرة حقوق الإنسان . المنظمات العالمية الكبرى الشهيرة نشأت ليكون همها الأكبر إن لم يكن الأوحد ، الكفاح من أجل وصول الشيوعيين للسلطة فى الغرب وفى العالم الثالث ، بينما كانت تبدى أقل اهتمام أو اهتماما شكليا للغاية أو لمجرد ذر الرماد فى العيون ، بما يجرى من بشاعات وراء الستار الحديدى . لماذا نذهب بعيدا ؟ انظر من يرأس منظمة حقوق الإنسان العربية ، إنه محمد فايق أحد أركان الريچيم الناصرى القذر وأحد أخلص خلصائه فى دمويته ، ولا شك أن الأچندة الحقيقية لهم كحزب سياسى متنكر هو عودة القمع العربجى لكل مكان من جديد . ببساطة : أنت حين تقصى رموز القمع والإرهاب من السلطة فإن ما يفعلونه هو تأسيس منظمة لحقوق الإنسان !

دعنا نكون أكثر وأكثر صراحة فيما يخص ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان . أليست الاشتراكية ( بما فيها ما يسمى بالديموقراطية منها ) التى تلعب على مشاعر الناس بالتحريض من أجل استئثار قلة فاسدة بكعكة فتات الثروة وتنتهى لتوريث الفقر للجميع ، انتهاكا لحقوق الإنسان ؟ أليست العروبة التى لا يشغلها شىء إلا محاربة وتقتيل من يخالفها العرق والفكر والمذهب ، انتهاكا لحقوق الإنسان ؟ أليس الإسلام الذى يصادر الحرية الجنسية بل ويتدخل فى حريتك فى أن تأكل ما شئت وتشرب ما شئت ثم يقتلك لو فكرت فى تغيير عقيدتك ، انتهاكا لحقوق الإنسان ؟ مع كل ذلك لا هم لمنظمات حقوق الإنسان إلا شاغل واحد هو ضمان عدم اعتقال أو تعذيب هؤلاء وتفصيل الانتخابات تفصيلا لضمان وصولهم للسلطة . إن هذه ليست منظمات محايدة أو يعنيها شيئا من شعاراتها المعلنة . هم حفنة من الأيديولوچيين الشيوعيين والعروبيين والإسلاميين ( فقط اجلس مع أحدهم وستدرك من اللحظة الأولى أن أيديولوچية كراهية ما ، هى التى تحركه ) ، وطرف أصيل فى معركة الوجود بين قوى التخلف ضد قوى التقدم ، ومنظماتهم ربيب أنشأته ولا تزال تنشئه قوى الديكتاتورية والمصادرة والظلام العالمية ، شيوعية وعروبية وإسلامية ، هذه التى لا تلقى منها بعد الوصول للسلطة إلا المداعبة اللطيفة المزيفة ذرا للرماد فى العيون .

لنتفق مبدئيا أن أحدا لا يستيقظ فى الصباح ليقول أنا أومن بالإنسان وسأنشىء اليوم منظمة لحقوق الإنسان . كل هؤلاء أيديولوچيون لحظة وجدوا أنفسهم خارج ما تعودوا التمتع به من نفوذ وقهر وسلطة وسلطان على بنى ’ الإنسان ‘ ، وجدوا ضالتهم فى فكرة حقوق الإنسان . المنظمات العالمية الكبرى الشهيرة نشأت ليكون همها الأكبر إن لم يكن الأوحد ، الكفاح من أجل وصول الشيوعيين للسلطة فى الغرب وفى العالم الثالث ، بينما كانت تبدى أقل اهتمام أو اهتماما شكليا للغاية أو لمجرد ذر الرماد فى العيون ، بما يجرى من بشاعات وراء الستار الحديدى . لماذا نذهب بعيدا ؟ انظر من يرأس منظمة حقوق الإنسان العربية ، إنه محمد فايق أحد أركان الريچيم الناصرى القذر وأحد أخلص خلصائه فى دمويته ، ولا شك أن الأچندة الحقيقية لهم كحزب سياسى متنكر هو عودة القمع العربجى لكل مكان من جديد . ببساطة : أنت حين تقصى رموز القمع والإرهاب من السلطة فإن ما يفعلونه هو تأسيس منظمة لحقوق الإنسان !

العربجية والإسلامجية هم محدثون فى هذه اللعبة ، فالأصل كما يعلم الجميع ، أن هذه المنظمات كانت من بنات أفكار قوى اليسار العالمى ، أنشأتها أصلا لحماية المعارضين الشيوعيين وبهدف غائى هو قلب ريچيمات الحكم فى اتجاه الشيوعية . الجديد الآن أن امتد الحلف ليشمل حلفاء الحقد الجدد إسلاميين وعروبيين ، ممن يسميهم اليسار بالتناقض الثانوى ، هذا بالطبع ضد التناقض الرئيس الذى هو العدو الحقيقى والمشترك للجميع وغير المعلن : قيم الجلوبة والاقتصاد الحر والحداثة ، وتحديدا بالاسم منها أميركا وإسرائيل ، بالذات بعد تحولهما السافر لليمين الحضارى ! باختصار جماعات حقوق الإنسان طرف أصيل فى الحرب بين الغوغائية والحضارة ، لم ولن يكونوا إلا الجناح السياسى لمنظمات الإرهاب الشيوعى والإسلامى المسلحة العالمية ، يتحركون فى حالة واحدة هى سقوط أحد هؤلاء فى قبضة الشرطة !

تذكر ما يحدث دائما فى مؤتمرات الأسرة والسكان ، والرضوخ الذليل للابتزازين الإسلامى والكاثوليكى فيها . أنا شخصيا كنت بصدد إنشاء جمعية غير حكومية أثناء صرعة الـ NGOs الكبرى فى مطلع التسعينيات ، ذلك تحت مسمى الجمعية المصرية للحريات الشخصية Egyptian Association for Personal Liberties ، ووجدت حماسا لم أتوقعه من بعض الأصدقاء ، وقمنا بأبحاث مسهبة فى التاريخ الحقوقى ، كان أول خطواتها بالطبع الذهاب لمكتب مطبوعات الأمم المتحدة فى جاردن سيتى بالقاهرة . لم تكن النتيجة مشجعة جدا كما ترى . مع ذلك مضينا فى إعداد مسودة البيان التأسيسى ، لكن هذا تزامن بالضبط فى لحظة الضربة القاضية . هذا حين حدث ما حدث من بنظير بوتو ومن بعدها الأزهر والڤاتيكان فى مؤتمر الأسرة والسكان فى القاهرة سپتمبر 1994 ، المؤتمر الدولى الحاشد الذى فرحت مصر باستضافته لتثبت أنها خالية من الإرهاب الإسلامى ، فإذا بها تقود الجميع لتبنى كافة أفكاره فى قرارات المرتمر !

Dr. Gro Harlem Brundtland

Lady Personal Liberties!

الواقع أنها كانت المواجهة الأولى من نوعها ، حيث لم يسبق للسلفيين من أى من الديانتين القيام بهجوم مضاد كاسح كهذا من قبل . واللحظة الدرامية جاءت عندما دعا الرئيس مبارك السيدة بوتو لتلقى ما ألقت ، ذلك بعد دقيقة واحدة من إلقاء وزيرة النرويج الأولى السيدة الرائعة دكتور جرو هارلم بروندتلاند لكلمتها التى تخيلنا لوهلة أنها ستكون مفحمة للجميع . لكن الأكثر سذاجة حقا منا كان أن توهمنا لسنوات أن بوتو نفسها امرأة علمانية متحررة ! لحظتها اكتشفت أن الأمر برمته كان مجرد عبث صبيانى منا ومناطحة لطواحين الهواء لا طائل من ورائه . أو ربما اكتشف المرء فى نفسه أن المطلوب لها هو مناضل ، وأنا لم أعتبر نفسى قط يوما مناضلا بأى معنى للكلمة . من يتملكه القرف أو الغضب أكثر من استمراء الصراع فى حد ذاته لا يصلح مناضلا . أيا ما كان فالمواجهات مع أى أحد لا تمتعنى ، حتى خناقات الشوارع التى يجرى إليها الجميع كانت تبدو مضجرة جدا لى . كلها حروب صغيرة وأهداف صغيرة ، ولطالما تحديدا أغاظنى أن يستخدم الجيل الجديد كلمة الطمع ’ أنا طماع ‘ أو ’ أنا طماعة ‘ ، معتقدا أنه يقصد بها الطموح . والطموح كما أفهمه وكما تمثلته وحاولته هو فقط جهاد النفس ، وليس به مواجهة لأى أحد أيا من كان . عليك أن تشتغل 18 ساعة يوميا ، هذا هو الطموح ، وهذا لو كنت تفكر فى أشياء كبيرة حقا . على الأقل وجدت هذا متاحا فى التأليف والقراءة والبحث وجمع المعلومات ، وليس فى مجادلة من لا استعداد لديهم للفهم . إذن وبالذات لأنى كنت صاحب الفكرة فى تلك الجمعية ، كان المطلوب منى أدبيا وعمليا أشياء كثيرة لم تكن تتوافر فى شخصى فى الواقع . من هنا النتيجة أن تبقى من تلك الجمعية الحلم بها ، الحلم بحياة حرة للصغار والنساء والجميع فى أجسادهم وحيواتهم سلبا أو إيجابا ما شاءوا ، وفى علاقاتهم الجنسية والعاطفية ما شاءوا ، وفى حماية آذانهم من ضوضاء المآذن وقهر الآباء والمدرسين والكهنة ورقباء السينما ، وفى تعليم علمانى نظيف فى المدارس …إلخ …إلخ ، حلما مؤجلا لأجيال أخرى ! ما تبقى منه ، وللتاريخ فقط ، أو ربما للإلهام إن كان ثمة من ينتظر مثلها إلهاما ، ما تبقى هو هذه الصفحات الأربع التى نضعها هنا 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، بين يديك . إنها صورة من آخر مسودة لأوراق تلك الجمعية ، وهى بخط اليد بما فيها من شطب وتعديل خلال المناقشات ، وقد كتب فى حينه تاريخ كتابتها فى صدر الصفحة الأولى منها !

[ تابع لاحقا المزيد عن دكتور جرو هارلم بروندتلاند . لا نشكك بالطبع فى اتساقها مع نفسها ، لكن ربما لا يكون الكلام بنفس الحماس الوارد هنا ، ليس لأنها أصبحت مديرا عاما لمنظمة الصحة العالمية التابعة لما نسميه الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة ( المعروفة اختصارا باسم الأمم المتحدة ) ، فهى ترتقى المنصب لا هو يهبط بها . إنما لأن الكلام عن موضوع العنف آنف الذكر ، وبعضه مما لا يمكن شراؤه بسهولة ! ] .

Eugène Delacroix, Liberty Leading the People, 28 July 1830 (1830, Oil on canvas, Louvre Museum, Paris)

The Three Colors of Oppression, Poverty and Hatred:

Maltin Blue: Blue/Liberty; White/Equality; Red/Fraternity Blue, White and Red —or the Most Malicious Instigation of All-Time named Liberty, Equality and Fraternity!

(Note: Due to the limitations of our page width the pic is displayed only at part of its original size. Save it then view at full quality using any graphic software).

أخيرا لا نملك إلا أن نختم الكلام عن حقوق الإنسان بذلك الاقتباس الشهير عن فيلسوف النفعية الإنجليزى الشهير چيريمى بينتهام الذى اعتبرته الثورة الفرنسية نصيرا عظيما لها ومنحوه الجنسية الفرنسية الشرفية ، ثم حين دخل مرحلة التنوير إذا به يقول عن إعلان حقوق الإنسان الفرنسى … ، أو لندع عنوان الكتاب الصادر عن جامعة أوكسفورد والذى يجمع كتاباته يقول كل شىء Rights, Representation, and Reform —Nonsense upon Stilts and Other Writings on the French Revolution (The Collected Works of Jeremy Bentham)

ذاك الاقتباس الشهير يقول : Natural rights is simple nonsense: natural and imprescriptible rights, rhetorical nonsense - nonsense upon stilts .

والنص ككل فى كتابه ’ تزويرات فوضوية ‘ ( 1943 ) Anarchical Fallacies الذى ابتدع المصطلح فائق الشهرة ’ لغو على ساقين خشبيتين ‘ هو :

‘That which has no existence cannot be destroyed -- that which cannot be destroyed cannot require anything to preserve it from destruction. Natural rights is simple nonsense: natural and imprescriptible rights, rhetorical nonsense, —nonsense upon stilts. But this rhetorical nonsense ends in the old strain of mischievous nonsense for immediately a list of these pretended natural rights is given, and those are so expressed as to present to view legal rights. And of these rights, whatever they are, there is not, it seems, any one of which any government can, upon any occasion whatever, abrogate the smallest particle.’

وإذا كنا نحيى بينتهام على هذا القدر من الازدراء لما يسمى بحقوق الإنسان ، وفى أنه ينكر على الإنسان ، لجوءه لقانون الطبيعة لإثبات وجود حق طبيعى له ، إلا أننا عامة لا نود مجاراته كثيرا تطرفه من أجل إثبات هذه الفكرة النبيلة والصحيحة من خلال إنكار وجود قانون للطبيعة أصلا ، أو فى إنكار تمايز البشر على بعضهم البعض بهبات طبيعية ، مثلا كتلك التى نسميها بلغة العصر الچيينات [ انظر مشروع موقعنا nOusia.com ، أو مدخلنا الخاص بمفهوم العرقية ] .

من ثم فإن الاقتباس الأكثر تفضيلا دائما أبدا عندنا ، يأتى من نظيره الفيلسوف الأيرلندى إدموند بيركى ، الذى كتب معاصرا جدا للثورة الفرنسية ولم يحتج الأمر عنده لأى وقت لإزالة الأوهام ، ذلك أن لم تكن لديه أوهام أصلا ( ربما يذكرك فقط بنظيره الأدبى الذى أرعب القلوب تشارلز ديكينز صاحب ’ حدوتة مدينتين ‘ ! ) . والأهم فيما يخص بيركى أن يمم مباشرة ضد أسطورة المساواة فى إعلان الحقوق المزعوم ذاك ، باعتبارها لب الداء وراء فكرة الحقوق ، بل وينبه ببصيرة أخاذه لما سوف يفتحه ذلك من أبواب حق واحد وحيد سينادى به الجميع ، ألا وهو حق الكسل .

ذاك الاقتباس الشهير يقول : Human equality is monstrous fiction which, by inspiring false ideas and vain expectations into men destined to travel in the obscure walk of laborious life, serves only to aggravate and embitter that real inequality which it never can remove.

والنص ككل فى كتابه ’ خواطر على ثورة فرنسا ‘ ( 1790 ) Reflections on the Revolution in France هو :

You would have had an unoppressive but a productive revenue. You would have had a flourishing commerce to feed it. You would have had a free constitution, a potent monarchy, a disciplined army, a reformed and venerated clergy, a mitigated but spirited nobility to lead your virtue, not to overlay it; you would have had a liberal order of commons to emulate and to recruit that nobility; you would have had a protected, satisfied, laborious, and obedient people, taught to seek and to recognize the happiness that is to be found by virtue in all conditions; in which consists the true moral equality of mankind, and not in that monstrous fiction which, by inspiring false ideas and vain expectations into men destined to travel in the obscure walk of laborious life, serves only to aggravate and embitter that real inequality which it never can remove, and which the order of civil life establishes as much for the benefit of those whom it must leave in a humble state as those whom it is able to exalt to a condition more splendid, but not more happy. You had a smooth and easy career of felicity and glory laid open to you, beyond anything recorded in the history of the world, but you have shown that difficulty is good for man.

… أما أرسطو فهو بالطبع قصة أخرى سنأتى عليها الآن !

اقرأ نص الفصل المقصود من كتاب بينتهام هنا . مصدرى الأصلى لأن التعبير موجود فى هذا الكتاب هو هذا ، والأصلى أولا فوكوياما بعد‑الإنسان ص 158 . ومصدر بيركى حقوق الإنسان فى البريطانية Human Rights -CRITICISM AND ACCEPTANCE ومنه شرح كلمة imprescriptible rights التى من العجيب أن الوورد يرتجمها لكن يعتبرها تحتاج تصحيحا هجائيا بأنها مصطلح أميركى . كذا تاريخ الجمعية القومية بها مدخل Rights… أدق من كل مصادر الإنترنيت المذكورة اقرأ كامل نص كتاب إدموند بيركى هنا . اقرأ نص إعلان حقوق الإنسان والمواطن Declaration of the Rights of Man and of the Citizen الصادر بعيد الثورة الفرنسية عن الجمعية القومية فيما بين 20-26 أغسطس 1789 هنا .

Aristotle bust, Ny Carlsberg Glyptotek, Copenhagen, Denmark.

Aristotle bust, Ny Carlsberg Glyptotek, Copenhagen, Denmark.

The Master!

وبعد ، ربما التفسير الوحيد لذلك التناقض الذى ذكرناه فى مطلع هذا المقال بين جناحى الليبرالية هو أن هناك انتخابات ولا يمكن أن ينجح حزب لو نادى بمبادئ الليبرالية الاقتصادية وحدها إذ سيراه الناس معاديا لمصالحهم الآنية ولميول الكسل والتكاسل . ومن هنا كان لا بد من تبنى أيديولوچية دهماء كبرى ما حتى يتم تمرير تلك السياسات ، وعادة أو على الأقل فى العقود الأخيرة ما يكون الدين هو جواز المرور لأفكار الإصلاح الاقتصادى المؤلمة والتى تنتهى بفرز الناس طبقا لقوانين التطور . أما ما لا نستطيع تفسيره هو لماذا الدين بالذات إذ يبدو لنا كمجرد اختيار عشوائى محض أو ربا يحتاج لدراسة وتحليل لا نتوافر عليها الآن . الغرب استمرأ مؤخرا هذا الوضعية المتناقضة بحيث بدت من طبائع الأمور ( رغم أن الدفاع عن الأقليات الدينية كان تقليديا واحدا من اهتمامات اليسار وأعداء التطور والدارونية عامة ، ورغم أن بدأت تعلو أخيرا جدا بعض أصوات الاحتجاج كما رأينا ) ، والأمر ينطوى على بعض النفاق وتأكيدا يتهرب من المواجهة الصريحة للب المشكلة وهو نواقص الديموقراطية وأنها لم تكن –أو على الأقل لم تعد– نظاما كفئا لاتخاذ القرار .

فى الغرب تدار الشركات طبقا لمبدأ الكفاءة والإنجاز والنمو وبنيتها تتمتع بأقل القليل من الديموقراطية وفقط فى الحدود التى تسمح برفع الكفاءة ، أما الشعوب فتدير شئونها تبعا لمفهوم الديموقراطية أو بمعنى آخر طبقا للمزاج العام لعموم الناس . الغرب تعايش مع هذا التناقض يوميا بحيث لم يعد هناك الكثيرون ممن يرونه أصلا ، بينما المؤكد يقينا أن أحد النظامين صحيح والآخر خطأ أيا كان أيهما الصحيح وأيهما الخطأ ، ذلك أن الإدارة ليست علمان علم للشركات وآخر للبشر . السبب ببساطة هى أن الجميع يفترض أن إدارة الشركات تحتاج علما وخبرة ، بينما السياسة فهى مهنة الجميع وكأن القرارات فيها لا تحتاج لعلماء أو خبراء بالاقتصاد والتقنية والستراتيچية ...إلخ ! لقد علمتنا الهندسة أنه لا يوجد دائما سوى حل واحد للوصول للكفاءة القصوى ، بينما يفتح إدخال العامل البشرى لدائرة اتخاذ القرار لأبواب جهنم من التفريعات والخصوصيات والمحليات والموروثات ...إلخ ...إلخ والضحية دائما هى الكفاءة التى يجب أن يدار بها الكوكب .

لا يعترف بالديموقراطية إلا مجتمع يقر بتساوى كل أعضائه فى الجهل !

مجرد صياغة أخرى لاقتباس مارجاريت ثاتشر عن التراضى والقيادة أعلى الصفحة !

لهذا السبب قال أرسطو ذات مرة إن الجمهورية خطأ وإن حق الانتخاب يجب أن يكون قصرا على العقلاء ، والمبرر مفهوم بل وبسيط للغاية بالنسبة لمفكر رأى أستاذه سقراط يحكم عليه بالإعدام بالسم لا لشىء إلا لكون النظام المعمول به فى ذلك الوقت كان اسمه الديموقراطية . وحتى لا نقول أن العموم بطبعهم معادين للعلم والتقنية والتقدم أو على الأقل شديدى التوجس منها نكتفى بالقول أنه ما من شك أن الإنسان يعرف جيدا ما يمتعه ويسعده هو شخصيا ومن البديهى أننا نؤمن بحق كل إنسان فى كافة الحريات الفردية والشخصية المعروفة والمستقبلية ، وذلك إلى آخر حدود يمكن تخيلها لهذه الحريات بما فى ذلك كما قلنا حق إيذاء النفس . لكن ذلك الإنسان لا يستطيع أن يكون بالضرورة عالما فى الفيزياء والاقتصاد والتقنية والسياسة الدولية . من هنا جاء إصرار الفلاسفة على التمييز بين تلك الحريات ذات المستوى الفردى والتى لا يحدها سوى شرط واحد هو عدم إيذاء الغير ، وبين مستوى آخر من القرارات السياسية والاقتصادية والتقنية ذات الأثر الجماعى أو بعيد الأثر والتى يجب أن تتخذ فقط بواسطة أفضل الخبراء أو ربما بواسطة الآلات أو الكائنات القادمة الأكثر ذكاء من الإنسان كلما كان ذلك ممكنا .

هذا المستوى يجب أن يتخذ فى رأينا المتواضع بعيدا عن أهواء الناس وانفعالاتهم وبالأخص محاولات اللعب على هذه الأوتار لا على العقول لا سيما فى عصر الديموقراطية التليڤزيونية المختزلة الذى يفهم فيه على نطاق واسع أن الرؤساء ينتخبون تبعا لدرجة وسامتهم وجاذبيتهم الجنسية قبل أى شىء آخر . وتحدد فيها مصائر البوسنة وكوسوڤو بما يظهر على أغلفة التايم والنيوزوييك ، حتى لو أدى ذلك لتسليم كل أوروپا لخلافة أسامة بن لادن ، رغم أن القضية واضحة جدا وما فعله النجمان التليڤزيونيان ، الوسيم بيلل كلينتون والسليطة ماديلين أولبرايت ، هو نصرة التهديد الإسلامى وهو تهديد حقيقى ، على اللا تهديد الشيوعى ، وهو تهديد منقرض ، شىء بائد ويمكن التعامل معه . كان يكفيهم من الأول مثلا اغتيال السادات ، لكن أبواق الديموقراطية وحقوق الإنسان ببغاوات لا يفكرون وأيضا لا يعتبرون ، إلا حين يجدون أنفسهم وقد جزت رقابهم سيوف الإسلام الثالمة . هذا هو ببساطة ما يحدث عندما يحكمنا التليڤزيون . ببساطة أن كل ما يهم اليساريين من أمثال الثنائى كلينتون‑أولبرايت هو المزايدة الأيديولوچية ، وبيان أنهم على استعداد لمناصرة أحط شعوب الأرض ، فقط لإثبات صدق يساريتهم . نعم ، لا أكثر ، وأيا كان الثمن الذى تدفعه الحضارة الإنسانية !

بصراحة أكثر إن العلم والتقنية أو بكلمة واحدة التطور أمور يجب أن تكون لها المرجعية العليا فوق كل المرجعيات بما فيها آخر مرجعيات وصلنا إليها فى القرون الأخيرة بما فيها مرجعية الإنسان التى أعقبت موت الإله ومن ثم مرجعيته البائدة تلك .

Youth celebrate Vladimir Putin's inauguration second anniversary, Red Square, Moscow, May 7, 2002.

The ‘Right’ Generation!

ولو شاء السائل [ هذا المقال كان فى الأصل ردا على رسالة بالبريد الإليكترونى ] الإجابة عن البديل العملى للديموقراطية فسيطول الشرح وليست هذه المقدمة بمجاله . لكن الحقيقة الأولية كما قلنا أن ريچيماتنا العربية هى ما تستحقه شعوبنا الجاهلة . ورغم إنى فى الواقع أتحدث فقط عن الديماجوچيين من جبهة الرفض أمثال صدام والأسد والقذافى والترابى ، ورغم أنى أزعم أن بقية الريچيمات تحديثية بدرجة أو بأخرى وأفضل بدرجة واضحة من شعوبها ، إلا أنى أقول إننا لو أردنا ريچيمات أفضل من هذه ، فإن الطبيعى أن المواجهة بينها وبين شعوبها لا بد وأن تكون بالضرورة أعمق وأشرس ، وقطعا لن تكون ‑ولا يجب أن تكون‑ ديموقراطية بالمرة . من هنا نحيله أولا على امتداد المتابعات القادمة المنتواة لهذه الصفحة ، للريچيمات التى ارتفعت بوسيلة أو بأخرى فوق مبدأ الأصوات المتساوية للعقول غير المتساوية وحققت لشعوبها طفرات نهضوية كبرى اقتصاديا وثقافيا ، بالأخص الديكتاتوريات العسكرية اليمينية اللا قومية أو وطنية -وطبعا اللا دهمائية- من التى حفل بها القرن العشرين وشعوبه المحظوظة بدءا من تركيا أتاتورك مرورا بإسپانيا وبرتجال فرانكو وسالازار وانتهاء بتشيلى پينوتشيت وكل النمور الآسيوية وحتى التجربة الصينية الانفتاحية فى السنوات الأخيرة ( وربما –نقول ربما– يصبح ڤلاديمير پوتين هو أول تواصل مع هذا التاريخ فى القرن الحادى والعشرين وأول إثبات فيه لأن الزعامة والسمو فوق التميع الديموقراطى أمور لا تزال ممكنة بعد ) . هذه نظم ليبرالية حقة انتصرت للحرية بكامل معناها وبكل متضمناتها التطورية المحتملة . وثانيا ‑وهذه قصة أطول‑ قد نحيله أيضا لنظره أشمل بيولوچيا لحقائق الإنسان فى صفحة حضارة ما بعد‑الإنسان .

التطور وليس الإنسان هو المرجعية العليا .

بهذه الأخيرة قد نصل لأن الحقيقة الأبعد من كل هذا لا تكمن فيما أرسطو ، إنما فيما لم يقله . ألا وهو أن هؤلاء العقلاء لا يجب أن يكونوا بالضرورة بشرا . الحواسيب الذكية يمكن أن تكون جاهزة خلال أسابيع أو بالأكثر شهور ، لتولى السلطة وطرح هذه الجدلية التى تمثل الرد المؤكد على كل الفزاعات التى تخرج فى وجهنا قائلة : وما هو البديل الأفضل من الديموقراطية ؟ كما قلنا حيثيات هذه الجدلية مكانها صفحة أخرى فى هذا الموقع ، أما ما لا يزال من الواجب قوله هنا شىء واحد : المطلوب فقط هو الإرادة ! اكتب رأيك هنا

 

هل تريد المساهمة ؟ ... يمكنك ذلك مباشرة من خلال لوحة الرسائل إضافة أو قراءة أو بالكتابة عبر البريد الإليكترونى .

 

 

 

Side Bar:

 

  26 أكتوبر 2000 :

 

 

پينوتشيت
آخر البنائين العظام
—أو : نحو رأسمالية مطلقة التوحش
يحرسها عسكر مطلقو التوحش !

Pinochet
The Last of the Great Builders
—or: Towards Absolutely Wild Capitalism
Guarded by Absolutely Wild Junta!

 

General Augusto Pinochet

Rome Wasn’t Built in a Day. Chile Almost Was!

 

قصة النهضة التى انتشلت ‑وفى لمح البصر تقريبا‑ تشيلى من التحول لدولة إشتراكية فقيرة على الطريقة الكوبية وجعلت منها بدلا من ذلك أقوى اقتصاد فى أميركا الجنوبية . وحكاية دعاوى حقوق الإنسان اللزجة التى لا تكفل فى الواقع سوى حق واحد هو حق الفقر .

لماذا لا يتحرك هؤلاء عندما يقود طاغية ديماجوچى شعبه لحروب يموت فيها الملايين باسم الوطنية أو غيرها ، بينما يملأون الدنيا صراخا عندما يضطر مصلح اقتصادى للتخلص من القوى التى تعرقل ازدهار شعبه ؟ وهل صحيح أن كل المصلحين صناع نهضات العالم الثالث تنكرت لهم شعوبهم وحاكمتهم بدلا من أن تكرمهم بالعرفان ؟

ما فعله پينوتشيت أن استقدم اثنى عشر خريجا من مدرسة شيكاجو التى تؤمن بالحرية الاقتصادية الكاملة أى الليبرالية بمعناها الدارونى المطلق ، وعينهم وزراء مطلقى الصلاحيات فى تطبيق ما يقول الكتاب . بعد ذلك يبدأ دوره هو فى حماية هذه الليبرالية بمنهج الكلمة من البريطانية ‏الخميس‏‏ ‏17‏‏ ‏يناير‏‏ ‏2002‏ ‏18‏:‏11‏ ‏ص‏ ومن يدرى ربما أعمله صفحة مستقلة قريبا ! استئصالى extirpationist لا يعرف الهوادة : مذبحة واحدة فى ستاد سانتياجو راح ضحيتها ثلاثون ألف شيوعى ، علمتنا أن مذبحة واحدة تكفى إذا كانت فى التوقيت الصحيح وضد الهدف الصحيح ، وطبعا بالحجم الصحيح . ( للدقة نحن لا نفعل هنا سوى أن نكرر ما تقوله الپروپاجاندا اليسارية لا أكثر . فالحقيقة ، إذ طبقا لما تم توثيقه لاحقا ، فإن كل من قتلوا أو اختفوا فى عهد پينوتشيت ، هم 3200 شخصا فقط . والاستاد لم يكن سوى سجن كبير ، ربما اتسع لأولئك الثلاثين ألفا ، لكن لم يقتل منهم إلا من حاولوا الهرب ، زائد بالطبع ذلك الأسلوب المبتكر للاختفاء القسرى ، بإلقاء الشيوعيين بالهليكوپتر لأسماك القرش فى المحيط ، إما أكلوها وإما أكلتهم ، تمجيدا لداروين فى كلتا الحالتين ، وبالمناسبة لدينا نظير رائع هو تماسيح بحيرة السد . لكنها عموما پروپاجاندا قطاع الطرق ذات الطريقة الموحدة فى كل زمان ومكان ، والتى نعرفها نحن بالذات عندنا حق المعرفة ، إسرائيل تقتل خمسة فلسطينيين فتملأ كل صحافة وتليڤزيونات العالم عناوين ’ مذبحة ‘ و’ مجزرة ‘ ، وهكذا . على أية حال شكرا لتلك الپروپاجاندا ، إذ جعلت بالفعل : مذبحة واحدة تكفى ! ) .

الآن ( أو بالأحرى فى خلال ثلاث سنوات فقط من قتل سلفه أييندى فى انقلاب 11 سپتمبر 1973 ) ما هى النتيجة : قفز أضعف اقتصاد فى أميركا الجنوبية ليصبح أقوى اقتصاد فيها إطلاقا ، بما فى ذلك تقزيمه لاقتصاد البلدين الكبيرين البرازيل والأرچنتين .

هل تعلمون ماذا كانت هدية كندا لپينوتشيت المعتزل فى عيد ميلاده الثمانين يوم 25 نوڤمبر 1995 ؟ إنها ترشيح تشيلى لعضوية اتفاقية التداول الحر لأميركا الشمالية ( نافتا ) التى لا تضم سوى الولايات المتحدة وكندا والمكسيك .

هل تعرفون ماذا كانت تفعل الولايات المتحدة نفسها فى تلك الأثناء ؟ كانت ترسل الخبراء لسانتياجو لاستطلاع كيف نجح بحق الجحيم أول نظام للضمان الاجتماعى من تنفيذ وتمويل القطاع الخصوصى فى التاريخ الإنسانى .

هل تعرفون ماذا قال قبلها الرئيس الأميركى چورچ بوش حين زار تشيلى فى يوم 6 ديسيمبر 1990 ؟ قال You deserve your reputation as an economic model for other countries in the region and in the world. Your commitment to market-based solutions inspires the hemisphere. !

بل هل تعرفون بماذا كان يحاج أصلا مؤسس مدرسة شيكاجو ( أو ما تسمى أحيانا بحكم تمحورها حول السياسات النقدية مدرسة النقوديين Chicago School of Monetarists ، أى التى تحصر وظيفة الدولة ، أو بالأحرى البنك المركزى المستقل عن الدولة ، فى رسم السياسة النقدية ، أى تحديد سعر الفائدة ومحاولة كبح التضخم ، وما إلى هذا ) ، Milton Friedman’s Chicago School of Monetarists حسب http://www2.sjsu.edu/faculty/watkins/econ193/chile.html مصدر اسمه ومنها أيضا عبارة بوش ، أما ما يلى فمن البريطانية المدخل باسمه ، لكن فكرة تدخل الدولة جاءت من القراءات القديمة ح 1995 من الفاينانشيال تايمز أساسا ، وكونه المؤسس لا تذكر صراحة فى البريطانية . الفقرتان هذه والسابقة وكذا ثلاث صور 11 سپتمبر 2003 بمناسبة الذكرى الثلاثين للانقلاب بماذا كان يحاج ميلتون فرييدمان علمها الأشهر ، ومتوج نوبل 1976 ؟ لقد طالب فى كتابه الأشهر ( بالاشتراك مع زوجته روز ) ’ الرأسمالية والانعتاق ‘ Capitalism and Freedom 1962 ، بضرائب سالبة على الدخل ( نعم سالبة ، ومن خلالها اقترح حلوله الشهيرة لمعضلة الضمان الاجتماعى ! ) . هذا ناهيك عن فكرة أنه حين تتداعى إحدى الصناعات لا يجب أن تقف الدولة مكتوفة اليدين ، بل تتدخل و… ( نعم ! ) تقضى عليها ، وأن ذلك هو دور الدولة الوحيد المنشود فى دنيا الاقتصاد ، ما سواه هو أن تتلاشى من الوجود ! هكذا وصلت الجرأة والخيال بهذه المدرسة . ولا شك أن نجاحات تشيلى المذهلة لم تجعل كل هذه حسابات نظرية ، بل واقعا ملموسا باهر الروعة ، وستظل بلا شك مصدر فخر للأبد للمدرسة التى أسس جامعتها روكيفيللر العظيم ( وأسست بدورها ‑أى الجامعة‑ من بين ما أسست أول قسم لعلم الاجتماع فى العالم ) ، ومصدر فخر لمنظريها العظام ولكل أصحاب اللقب المرموق Chicago Boys ، والأهم مصدر إلهام للمحتمعات البشرية جمعاء التواقة لاقتصاد عفى تنافسى ومستدام الازدهار .

أما عن صبية شيكاجو التشيليين فيظل أشهرهم إطلاقا عالميا هو 200511/08tierney.html يقول دستتان من الدول خوسيه پينييرا José Piñera ، مهندس بل قل المخترع من الخدش لشىء دخل التاريخ الإنسانى لأول مرة ، شىء اسمه ضمان اجتماعى قطاع خصوصى ! كما لعلك تعلم هذا الرجل استدعته لاحقا عشرات ( نعم عشرات بلا مبالغة ) الدول بعد ذلك للاشتغال كمستشار لها ، ولا تزال الولايات المتحدة نفسها ‑أم الرأسمالية التنافسية فى كوكبنا‑ ترسل الموفدين لسنتياجو أملا فى تطبيق هذا النظام عندها ، لكنها ‑ويا للمفارقة‑ لم تفلح حتى اللحظة ( طبعا بسبب عنت اليسار ممثلا فى الحزب الديموقراطى ومن لف لفه من نقابات وتنظيمات … إلخ ، أو حتى بسبب عدم تقبل الشعب ككل للفكرة حتى فى ظل فترات حكم الحزب الجمهورى ! ) .

[ تابع التطورات الآنية عن تشيلى من خلال فكرة منطقة التجارة الحرة بين تشيلى والولايات المتحدة . وفى مقابل هذا تابع أيضا مسيرة تدهور الاقتصاد المصرى بعد استقالة الدكتور الجنزورى ، وكذا الأسباب التى أدت لهذه الاستقالة ] .

إننا نفتتح هذا المدخل تحية لهذا الليبرالى العظيم والبناء الخالد الچنرال أوجيستو أوجارتى پينوتشيت ، الأنموذج الأمثل الذى لا نعتقد فى وجود طريق أفضل من تجربته لأى دولة فى العالم الثالث تريد انتشال نفسها من الفقر والتخلف . ونأمل أن يكون التعريف الموجز التالى طال تأجيله لسنوات وكتب ‏الاثنين‏‏ ‏28‏‏ ‏يناير‏‏ ‏2002‏ ‏55‏:‏12‏ ‏ص‏ بمجرد العودة من اللقاء الأول مع هويدا طه ، حيث اكتشفت أنه فى حاجة لغرض مجمع وممنهج كهذا للنهضة وتجاربها المختلفة فى القرنين الماضيين ، والأنساق التى اتبعتها ، هو أبسط تحية لآخر البنائين العظماء ، على الأقل فى قرن الأحداث الذاخرة ، القرن العشرين .

 

تعريف النهضة : هى طفرة 1- سريعة 2- مستدامة ، للارتقاء بشعوب بدائية تقنيا لمستوى مقارب لجبهة التقنية الأكثر تقدما فى العالم .

هذا يستبعد التجارب التى نضجت فيها التقنية والشعوب معا وعلى نحو تدريجى وبلا طفرات درامية ، أو بمعنى آخر الحالات التى خلقت هى نفسها جبهة التقنية ، ولم تحاول الوصول بشعوب متخلفة لمستوى يناهز جبهة موجودة أصلا . بمعنى آخر نحن نميز هنا بين النهضة وبين الحضارة . حيث هذه الأخيرة تتم بناء على آليات تختلف كثيرا عما سنحلله هنا . والمثالان الرئيسان لها بالطبع هما مسيرة بريطانيا التى قادت للثورة الصناعية ، ومسيرة أميركا التى قادت لعصر ما بعد الصناعة . فى هذه الحالات تكاد تكون الشعوب ككل مشاركة فى صنعها بقيادة صفوة مخترعيها وسياسييها بالطبع ، إلا أنها لم تفرض قسرا أو فجأة على شعوب شديدة التخلف ، بواسطة أقلية ديكتاتورية كما سنرى .

أيضا التعريف يستبعد عمليات إعادة البناء ، كما حدث فى الياپان وألمانبا بعد الحرب العالمية الثانية ، فالشعوب ليست بدائية فى هذه الحالة بل تمتلك المعرفة التقنية بالفعل ، وكل المطلوب إعادة بناء الاقتصاد .

أيضا هو يستبعد تجارب النهضة الفاشلة والمنتكسة فى نهاية المطاف ، كالاتحاد السوڤييتى ومصر الناصرية ، إلى آخر تجارب الاشتراكية . والأسباب لن تكون خافية بعد قليل .

 

النهضات على سبيل الحصر : ألمانيا پسمارك ، ياپان الميجى ، دول الساحل الجنوبى لأوروپا تركيا أتاتورك وإيطاليا الدوتشى وإسپانيا فرانكو وبرتجال سالازار ويونان چنرالات فيلم ’ زد ‘ ، النمور الآسيوية وبالأخص تايوان وكوريا وسنجافورة التى يقبع حاليا أغلب الچنرالات التى صنعوهها كى يتعفنوا فى صمت فى السجون بتهمة انتهاك حقوق الإنسان ( دع جانبا مغدور كوريا العظيم پارك تشونج هيى ) ، وأخيرا ‑بالطبع وفوق الكل‑ تشيلى الچنرال پينوتشيت .

 

General Augusto Pinochet

 

السمات المشتركة لتجارب النهضة :

1- ديكتاتوريات .

2- عسكرية .

3- يمينية .

4- علمانية .

5- دموية . واجهت ثورات العمال والطلبة على الإصلاح اليمينى ، بمذابح واسعة النطاق يقوم بها الجيش ، وبفرق الموت تلاحق وتقتل آلاف الشيوعيين أو القوميين أو المتدينين أو كلهم مجتمعين .

6- استئصالية . لا تأبه لما يسمى بالهوية القومية أو بالخصوصية المحلية ثقافة أو حتى اقتصادا ، بل تعمد تحديدا لتحطيمها بكل الطرق الممكنة ، وتحل محلها نسقا اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا مأخوذ بالكامل من الكتاب ، الكتاب النظرى للحضارة ، أى خبرة وهوية ذلك أو تلك الشعوب الأكثر اختراقا لجبهة التقنية فى تلك اللحظة المعطاة . بمعنى آخر إن المستوى التى تلعب فيه هو تغيير [ ذلك الشىء الذى أسماه كيسينچر لاحقا الطبقة الچيولوچية للشعوب ، أو ] ما يسميه هذا الموقع عادة بالطبقة الچيينية .

7- دارونية . بمعنى أن يمينيتها مبنية على أسس علمية ، وليس من مجرد العداء لهذا الميل الجنسى أو ذلك العرق مختلف اللون أو أشياء كهذه . بمعنى آخر أنه بينما يرى زعماء تلك التجارب [ على العكس من كيسينچر ، إمكانة تحطيم البنية الچيولوچية للشعوب ] ، وعمرها عدة آلاف أو بالأكثر عشرات الآلاف من السنين ، فإنهم يبدون بالغى الحرص فى ذات الوقت على أن لا يخرق مشروعهم النهضوى قوانين الطبيعة ، التى هى أكثر قاعدية ورسوخا وتمتد لبلايين أربع من السنوات هى تاريخ الحياة على وجه الأرض [ يفترض أن نناقش هذه القوانين تفصيلا فى مشروعنا التالى عن كل القوانين الأكثر قاعدية فى الكون nOusia.com ] ، تلك التى فى جوهرها يمينية للغاية تؤمن بالصراع والانتخاب الطبيعى وحفز التكيف وتنحية الضعيف طوال الوقت ، إلى آخر كل ما يمكن استنتاجه من داروين . كذلك من الملفت حقا أن هذه الدارونية صبغت يمينيتها برقى رفيع ، ولم نجدها أبدا وقد تدنت لمستوى العرقية والتمييز لدين أو عرق أو لون بأكمله ، إلا بالطبع ما يفرضه تميز أو فشل الأفراد واحدا واحدا . باختصار هم أرقى شكل ممكن للسيطرة على الطبيعة ( تعريف فرويد الشهير للحضارة ) : أن تدفع بقاربك فى اتجاهها كى تسبقها ، أما أن تكون يساريا تسبح ضد قوانينها فلن ينالك سوى تحطم قاربك !

8- مدللة . لم يحدث أبدا أن عادى الغرب الديموقراطى ، أو أيا من كان أكثر تقدما فى اللحظة المعطاة ، تجارب النهضات هذه ، بل الواقع أنه دعمها ماديا ومعنويا وأحيانا عسكريا لأبعد الحدود .

9- مغدورة . بعد أن ينجز العسكر مهمتهم ويضعون شعوبهم على طريق التقدم ومنافسة بقية العالم ، تكتشف هذه الشعوب مصطلحا لم يكن قد استخدمته قط فى كل تاريخها ، اسمه حقوق الإنسان . ويكون أسهل شىء لديها التمتع بتطبيقه أول ما تطبقه ، على هؤلاء أولياء نعمتها أنفسهم ، فتحاكمهم وتضعهم فى السجون !

10- يصعب تطبيقها فى بلاد العرب والمسلمين . هذا بالطبع لأسباب چيينية ترفض فكرة الاقتصاد الحر والكدح والابتكار ، وتفضل التعيش على القرصنة وقطع الطريق والاسترقاق والاستحلال ومص دماء وعرق الغير ، التى كلها مميزة لسائر العرق السامى وأبناء عمومته وجيرانه ، والتى كلها سبق وأفضنا فيها مطولا فى الدراسة الرئيسة لصفحة الثقافة .

 

General Augusto Pinochet

 

ملحوظات :

- تلك الحقيقة قبل الأخيرة تنفى جذريا أكذوبة أن الغرب لا يريد لنا التقدم . فالعكس هو الصحيح بزاوية 180 درجة . حيث تقدمنا سيوسع من سوق منتجاته ، ويكفل له التمويل اللازم لتنمية تقنيات أحدث ، لا يخاف معها أبدا من منافسة من تخلفوا عنه ولو بشهور ناهيك عمن تخلفوا بمسافات أطول مثلنا . وحتى لو حدث واجتهدنا بقوة بحيث شكلنا منافسا حقيقيا ، فهو يرتضى سلفا قانون المنافسة ’ النظيف ‘ أى المنافسة التقنية والعلمية دونما إرهاب أو تحريض أو قومية أو أيديولوچية ، إلى آخر أشكال الضرب تحت الحزام . فذلك هو القانون الذى ارتضاه المتحضرون فيما بين بعضهم البعض ، ولا يبدو فى الأفق المرئى أنهم بصدد التخلى عنه !

- لم نذكر من ضمن الخصائص أن هذه القيادات وريچيمات الحكم هى ريچيمات نظيفة اليد لأبعد الحدود ، يحدوها الإخلاص المطلق لمصلحة شعوبها ولا تسنح بأدنى قدر أو شكل من الفساد . تعمدنا ذلك لسببين ، الأول أن هذا من نافلة القول ، وثانيا حتى لا نجارى الرأى الشائع السائد بأن المشكلة تقع برمتها فى انعدام الضمير أو فى الفساد ، فهذه كلها فى رأينا مجرد نتائج للنظام . لو النظام قائم على المال العمومى والسلطات الحكومية الواسعة على الاقتصاد سيتولد الفساد توليدا ، ولو النظام قائم على الاقتصاد الحر ، حيث الكل رقيب على الكل فيه بسبب المنافسة المفتوحة ، فسيتولد ما يسمى بالضمير توليدا .

- بالاعتراف بأن كل مشروع يمينى هو رؤية بعيدة المجرى تتطلب إصلاحات قاسية لا بد وأن يقاومها الشعب بالضرورة ، فالأمر يحتاج فى أغلب الحالات لغطاء من الحلوى لتمرير مرارة الإصلاحات للشعب . القومية هى عادة الغطاء الذى لجأت له أغلب هذه النهضات . هذا يستثير همم الشعب للبناء ، ويوجه غضبهم لأشياء أو أعداء آخرين غير الإصلاح نفسه . لكن ما لا يحتمل اللبس قط أن كل هذا لا يزيد عن كونه نوعا من الخداع البصر للشعب ، ولم يحدث أبدا أن دخل أى مشروع نهضوى فى صراعات إقليمية أو أن تحدى ما يسمى بالهيمنة الإمپريالية ، إلى آخر ما يمكن توقعه عادة من الأيديولوچيات القومية الحقة . بالعكس ، التعهدات الحقيقية تكون دوما هى الاقتصاد الحر ، والانخراط فى عجلة الرأسمالية العالمية ، والتحديث ليس تقنيا واقتصاديا فقط ، بل بما فيه طمس الهوية القومية وإحلال الهوية الغربية الجلوبية محلها . أليس هذا هو جوهر الإصلاح الأتاتوركى مثلا ، رغم كل خطابه القومى الصارخ ضد مفهوم الأمة الإسلامية أو ضد القوميات الصغرى الأخرى كالأكراد مثلا ؟ كل نهضة ‑لا سيما نهضات الساحل الجنوبى لأوروپا‑ لها قصة مشابهة وإن لم تكن بمثل هذه الصورة الكلاسية الدرامية المثيرة . أو لعل بعض النهضات ‑والحق يقال‑ كانت فى وضع أفضل وأشجع لمواجهة شعوبها مواجهة عقلية وصريحة بمرارة الإصلاح ، كما فعل العظيم پينوتشيت مثلا . هذه هى الحالة المثالية التى نأمل فى مثلها لشعوبنا ، وليس مثلا الخروج علينا بفكرة هشة أو موهومة كالقومية المصرية أو القومية اللبنانية مثلا .

- ذلك التمييز بين الرواسخ صعبة التغيير كطبائع الشعوب ، وبين ’ الثوابت ‘ مستحيلة التغيير فى قوانين العالم الطبيعى ، هو سر نجاح هذه النهضات . ومن ثم من الواضح طبعا لماذا لم تكتب الاستدامة النهضوية لديكتاتوريات عسكرية أو پوليسية أخرى مثل ستالين وعبد الناصر . السبب ببساطة أنها يسارية وتلعب عكس قوانين الطبيعة ، فإذا بها بعد قليل تكتشف أن وصولها للقمر وترسانتها النووية باتت عبئا عليها يستنزف مواردها ، وليس مصدرا للربح المادى كما كل تقنيات عصرنا التى ولدت جميعا فى حضن المؤسسة العسكرية الأميركية ، ثم وجدت بعد ذلك آلة الشركات الرأسمالية تروجها للحياة اليومية لكل الناس فى صور مختلفة ، ناهيك بالطبع عن كونها مجتمعات لا تنافسية ينتصر فيها فى خاتمة المطاف الكسالى والفاسدون . هنا تكمن عبقرية اليسار وطموح المناطحة عنده . أما ديكتاتوريو اليمين ، والمعجبون بهم من البسطاء أمثالى ، فهم أناس متواضعون يعرفون قدر أنفسهم ، ولا يفكرون أبدا فى تغيير قوانين الطبيعة ، بل يأملون فقط أن تلعب هذه القوانين فى صفهم وتحقق لهم النجاح .

- بالمصطلحات الماركسية المحض هؤلاء الديكتاتوريون اليمينيون المتطرفون ينطقون بلسان البنية التحتية المادية جدا للطبيعة والمجتمع ، ولا يجلبون الفكر من الخارج لهذه البنية التحتية ممثلة فى طبقتهم الإنتاجية المختارة ، كما رأى وفعل ماركس وكل الماركسيين واللينينيين من بعده على نحو بالغ المثالية دون أن يدروا أنهم ’ بسياستهم ‘ الماركسية يناقضون أصلا كل المنطلقات الفلسفية للمادية الديالكتيكية لماركس الشاب ، والمنيعة تقريبا على أى نقد ( وهذا رأيى حتى اليوم ) ، ومناقضة حتى للاقتصاد الماركسى الصحيح فى مجمله كتحليل تاريخى على الأقل .

- أيضا وللأسف الشديد نضطر لإضافة نهضة يمينية عظمى ولطالما انبهرت شخصيا بها وتآمر عليها العالم بأسره حتى أسقطها . إنها بالطبع نهضة جنوب أفريقيا . ذلك دون أن نحسم إذا ما كانت عرقيتها غير ’ الطبيعية ‘ جدا ربما ، هى السبب فى انهيارها ، أم مجرد تآمر شعارات العالم الخارجى البلهاء ضدها . إذ لعلها لو بزغت فى توقيت لم يكن يكتسح العالم فيه جنون اليسار لكانت قد نجحت للنهاية .

- بالطبع هناك حالات شبه هجين ما بين النهضة والحضارة ، مثل ألمانيا وفرنسا والأعظم منهما هولاندا ، وهى دول لم تصنع الثورة الصناعية ، لكنها كانت جاهزة من حيث النضج التقنى الكافى لاستيعابها خطوة بخطوة تقريبا مع روادها الإنجليز ( الواقع هولندا ببنوكها اليهودية كانت ممولا جوهريا لكل المساعى الحضارية فى كل أوروپا على امتداد مجمل الألفية الثانية ، كالأموال الهائلة التى تطلبها تمويل الكشوف الجغرافية والبنية التحتية للثورة الصناعية من مصانع ومناجم وقنوات وموانئ …إلخ ) . هذا الكلام يسرى بشكل عام على كل الشمال الأوروپى بدرجات متفاوتة . كذلك نحن لم نخطئ فى تصنيف نهضة موسولينى فى إيطاليا كإحدى النهضات الناجحة المستدامة ، فالحقيقة أن هزيمة الحرب الثانية كانت أقرب لنوع من التحول السلمى ، تم فيه عزل الدوتشى ومواصلة المسيرة على نحو أنضح وبلا حماقات عرقية أو شعارات قومية مبالغ فيها .

- أيضا لا يمكن تجاهل حالة الهند والتى قد تكتسب ملمحا خصوصيا بعض الشىء . فهى بلد سلك دروبا وعرة للغاية تخبط فيه على كافة ملل الطيف اليسارى كل نصف القرن التالى على الاستقلال ، ولم تبدأ فى الازدهار إلا مع تولى اليمين للسلطة فيها مؤخرا ، وطبعا ببطء شديد لا يرقى لمستوى النهضة . لو استمر تسيد اليمين الكاسح فى هذا البلد الديموقراطى لفترة طويلة ، فإنه سيساوى تقريبا من حيث الأثر الديكتاتورية اليمينية ويمكن من ثم تحقيق نمو سريع . أما لو باتت الهند ديموقراطية ’ حقيقية ‘ وقفز اليسار من جديد للسلطة ، فالأمال لن تكون كبيرة بالمرة فى تقديرنا المتواضع . أى أن الهند لا تزال فى منطقة أشبه بما يسمى فى الكاثوليكية المطهر ، ويصعب معرفة مصيرها النهائى بعد ، مع ملاحظة جديرة بالاهتمام ، أن ما لم تكن التنمية فى صورة طفرة وبسرعة ، فإنها غالبا ما تنتكس !

- على العكس طبعا تتبقى الحالة الفريدة والطريفة جدا : الصين ، أول نهضة فى القرن الحادى والعشرين . هذه حسمت أمرها كنهضة رأسمالية يمينية ليبرالية ، يرعاها وينفذها حزب رهيب الديكتاتورية وإن لوحظ فيه أنه لا يهتم بالمسميات كثيرا ، ولا يزال مبقيا على اسمه الأصلى الحزب الشيوعى الصينى ! باستثناء طرافة المسمى هى حالة كلاسية جدا للنهضة ، بل ومتطرفة فى صفوويتها ، حيث تختار مدنا بعينها لتطبق عليها نظام الاقتصاد الحر ، تحميها مؤقتا من غزو بقية الدولة البدائية ، ثم تدريجيا تضم لها مدنا أخرى وهكذا ! والمدهش أكثر وأكثر أنه رغم المسميات ورغم ما يسمى بانتهاك صارخ لحقوق الإنسان ، فإن أميركا وكونجرسييها ’ الديموقراطيين ‘ للغاية ، لم يفكروا قط حتى فى أيام الطاغوت اليسارى الكلينتونى ، فى استبعادها من الوضع المميز جدا من التعاون الاقتصادى تحت اسم الدولة الأولى بالرعاية ! فالفكرة ببساطة أن الناهضين من الصفر طالما هم جادون فى الإصلاح الاقتصادى ، وبغض النظر عن ’ اللا إصلاح ‘ الديموقراطى ، وحتى بغض النظر عن امتلاك السلاح النووى ، بل إن لم يكن لكل هذه الأسباب مجتمعة ، هم مؤهلون من الناحية الواقعية لأن يكونوا أصدقاء وأعضاء فى نادى الصفوة الكوكبية المحترمة ذات السلوك الناضج ، أكثر من أن يكونوا مؤهلين لدور العدو أو قاطع الطريق المارق . وعلى أية حال ، ولأسباب چيينية عميقة ، ليس لدينا حتى اللحظة ثقة كبيرة ، فى أن النهضة فى بلد كالصين ، أو النهضة التى صنعها العرق الصينى فى ماليزيا ( العرق المالى نفسه عرق كسول بطبعه اعتنق الإسلام ولم ولن يصنع نهضة ) ، هى نهضات راسخة عميقة الجذور وستكون مستدامة .

 

مرة أخرى نحن لا نطرح حلا لتخلفنا به أدنى قدر من العبقرية أو الابتكار ، بل بالعكس تماما حاولنا قدر الإمكان تحاشى أى اختراع أو اجتهاد . وكل ما فعلناه هو بتواضع شديد :

1- أن حصرنا حالات القفز السريع للتخلص من التخلف ، أو ما يسمى النهضة .

2- أن اكتشفنا ( وليكن من قبيل الصدفة المحضة لو شئت ) أنها تخضع لآلية واحدة صارمة لا تتغير حتى فى أدق تفاصيلها .

3- وأن أدنى تغيير على هذه الآلية ، أو محاولة تجربة شىء أكثر بطئا أو سلمية ، يؤدى بالضرورة لتداعى التجربة برمتها .

4- رغم علمنا أن شعوب العرق العرق السامى لم يحدث أبدا أن أنتجت ديكتاتورية عسكرية يمينية ، ورغم تخيلنا أنه حتى لو طبق هذا فيها فلن ينجح على الأغلب ، ورغم ثقتنا أن الهاجس التاريخى لمثل هذا النوع من الشعوب هو ما يسمى بالعدل ، وأن من ثم سقف أحلامها أن يأتيها حاكم من شاكلة عمر بن الخطاب ( ديكتاتور يسارى يعنى ! ) ، ورغم بالطيع أن آفاق حدوث أى تغيير چيينى فى أى مستقبل منظور هو بداهة ضرب الأحلام ، إلا أننا وبمنتهى منتهى منتهى التواضع ، ومنتهى منتهى منتهى الحب والاحترام ، ندعو كل حكامنا العرب ( المخلصين المهمومين منهم بإشكالية التنمية بالطبع ، وليس الأسد وصدام ومن على شاكلتهما من اليسار مناطح الغرب وإسرائيل ) ، لاتباع هذه الآلية ، رغم كل قسوتها ومرارتها والدماء التى ستسفك فيها ، ورغم أنها ليست قصيرة المجرى بالمرة فى الاتيان بالنتائج ، لكن فى النهاية ليس لدينا بديل عن المحاولة . هذا فقط تشبثا بأمل واهن فى مستقبل مختلف لأبنائنا ، وثانيا لأننا ‑بمنتهى منتهى منتهى البساطة‑ لم نجد فى كل القرون الماضية أى بديل من أى نوع يمكن أن يسهم ‑ببطء وتدريج حثيثين‑ فى تغيير اللعنة الچيينية التى تسرى فى عروقنا ( كما حدث لأبناء عمومتنا اليهود حين ذهبوا لبلاد الصقيع واستعروا بمحارقها ، فعادوا أشكيناز هصاينة ليس بهم أى من الخصائص المعروفة للعرق السامى ، أو عرق البرابرة حسم تسمية أرسطو .

باختصار شديد : يفترض أن الحكومة مجرد جسم body صغير لكن كفء ويقظ ، وظيفته السهر على حراسة القوانين التنافسية لأمنا الطبيعة وعلى ألا يصادر أحد حرية اقتصاد السوق أو ديناميات الحراك الاجتماعى أو حريات الأفراد الشخصية ، أيها باسم الاشتراكية أو الإنسانية أو الدين أو أية أيديولوچية أخرى كانت ، أى وظيفته وسيط تنشيط catalyst للتفاعلات الاقتصادية دون أن ينغمس هو نفسه فيها . تلك الوظيفة لا تحتاج لانتخابات وجلبة وتعقيدات . ديكتاتورية عسكرية بسيطة يمكنها القيام بها على أعلى قدر ممكن من الكفاءة ، ذلك إلى أن يحين يوم قريب تتولى فيه الآلات الحية فائقة الذكاء إدارة شئون حيواتنا بالكفاءة المثالية التى طالما حلم بها الفلاسفة !

 

 

… والآن إلى واحدة من الذكريات العزيزة للغاية فى عمر الإنسان ، قصة الفاينانشيال التايمز من 29 نوڤمبر 1995، والتى حفزتنى ساعتها فى التو واللحظة لكتابة هذا المدخل ، ذلك بعد سنوات من شحن معلوماتى وعاطفى كبيرين تجاه تجربة تشيلى الرائعة على نحو خاص ، ومثيلاتها عبر الجلوب عامة !

General Augusto Pinochet 80th birthday, Financial Times, November 29, 1995.

(Note: Downsized image; for full scale, click here)

 

… اكتب رأيك هنا

 

Warplanes bombing La Moneda presidential palace, Santiago, September 11, 1973.

Augusto Pinochet candle lightvigil, October 27, 1998.

NEW! - 2002: Celebrating Two September 11 Anniversaries:

This was the first ‘Tuesday, September 11’ to make people see the world better!

 

 تحديث : أكتوبر 2001 : الواقع أننا لم نناقش كثيرا هنا وإن كنا قد تناولناه مرارا وتكرار فى مختلف أرجاء هذه الصفحة والموقع ككل ، إشكالية أن تكرار تجربة پينوتشيت باتت من الصعوبة بمكان فى عقد التسعينيات بينما اليسار الكلينتونى يحكم أميركا ولا يضجر أبدا من التلويح بفزاعاته البلهاء الهبلاء من قبيل الديموقراطية وحقوق الإنسان . بعد سپتمبر 11 ، ها هى الفرصة التاريخية تحين مرة أخرى ، ومن الممكن أن تتسامح أميركا من جديد مع الريچيمات الديكتاتورية فى العالم الإسلامى أو غيره ، طالما هى نهضوية حقا يمينية حقا علمانية حقا ] .

 

 

Update: December 2, 2000: Yesterday, a Chilean judge ordered placing Gen. Pinochet under house arrest. Today, The New York Times began a forum titled Pinochet: Heroic Anti-Communist or War Criminal? Here're some valuable contributions to this forum followed by our own:

billikopf4: I have lived in Chile more than 80% of the past fifty years and have followed events in the country on a day to day basis. Without an equivalent background I question the "knowledge" of people who claim to know the history of Chile and who set themselves up as judges of Mr. Pinochet. First, it is necessary to familiarize oneself with the 1960's, the 1970 Election (which voted a candidate into power with a mere 38% of the vote, that is, a man who by no means represented a majority, a man with a program which destroyed the country), the call by an overwhelming majority to replace Allende, the fact that half of those who are out to crucify Pinochet supported the military coup, which was carried out by Chileans, not by the USA or CIA. Who started the shooting on September 11, 1973? Not the Armed Forces but the diehard supporters of Allende! Who knew what the Armed Forces were up against? Nobody! With hindsight one can say that Pinochet engaged literally and figuratively in overkill. However, thirteen years later, in September 1986, Pinochet was the target of an ambush and an assassination attempt, which demonstrates that he had correctly evaluated what he was up against. I deplore all the abuses of power which took place but I challenge one and all to submit the PROOFS that everything which took place while Pinochet was president can be attributed to him. Further: have you considered that Pinochet returned the country to democracy and civilian rule? Doesn't that mean anything to you who condemn him? Further: will the crucixion of Pinochet restore the detenidos/desaparecidos? Will it contribute to the welfare of the country? I believe the "verdict" should be left to History, not to the courts and certainly not to people who have not lived the Chilean experience directly. For the record: when Pinochet convoked a plebiscite in 1988 seeking support for eight more years as president, I voted a loud NO! Pinochet was the man who came to dinner...and stayed too long, but he is NOT the monster he has been made out to be. Forget Communism: Pinochet did save the country from self-destruction. The situation here is sad. We need people to help, not people who hate. You don't have to cast your vote for Pinochet but, Judge not that thou shall not be judged!

gevillab: In response to the comments made by Mr.Billikopf4 I agree that only those who have actually lived and experienced the situation in Chile during the time in question can truly comment on the facts. That is the only thing I can agree upon. I am a 65 year old Chilean born who was present in Santiago during the coup and for many years thereafter and therefore have more than enough first hand knowledge of the situation. First of all, Mr.Billikopf4, in case you did not know, Chile's presidential elections, unlike those of the United States, were decided by direct vote. At the time of the 1970 election there were three candidates, and if you were here in those days you will remember that it was the candidate for the conservative (right wing) party who published a one page advertisement in a reputed newspaper in Chile stating that in the principle of Chilean democracy, the candidate with the most popular votes, even if it was by one vote, would be confirmed by the congress as president. This had been done for over 100 years in Chilean history. You say Allende won by 38% but you fail to mention that he was the candidate that received the most popular votes. He beat his two opponents in a legal and free election. Secondly, you would have to be blind to not realize, after so many revelations by the US government today, that the US played a major role in Chile. As a matter of fact, President Nixon's famous words regarding Allende can be found on tape in US Congressional records and I quote: "that (referring to Allende) SOB will never become president of Chile". The US at the time controlled most countries in S. America due to its policy of " containment", dating back to the end of WWII. Third, what communist threat?? Were you even in Chile?? I consider myself a conservative but open minded person and yet I cannot agree with a Public Relations campaign run by the US and the right in Chile, which talked about Soviet ships off our coast, or that Allende's government was going to ship off all our children to Cuba. Please! Communism has traditionally only been present in less than 5% of the total population. Fourth, regarding proof that Mr. Pinochet himself is responsible for all these terrible actions against his own countrymen, did he or did he not say in the eighties that not one leaf of a tree moved in Chile without his knowledge? And, what other proof do you need when you can see that General Arellano, who commanded a group of military men and DINA (the Chilean SS) officers to murder people throughout the country during the first months of the coup, was later awarded medals of honor and promoted along with his officers. So, Mr.Billikopf4, you wanted the opinion of a Chilean eyewitness? You got it. Pinochet knew perfectly well of all the atrocities committed in his name. Also he did not save this country. It is not widely known, but available in CIA records, that the Pinochet regime received millions of dollars in loans, projects and other funds only days after the take over. Pinochet didn't save Chile, the US's money did.

mdmills: A comment on the comment by gevillab. It is correct that in the 1970 election the Socialist candidate Salvador Allende won more votes than either the Conservative candidate Alessandri or the Christian Democrat candidate whose name I have forgotten (Tomic?). As no candidate won a majority, the parliament had to choose between the two leading contenders, Allende and Alessandri. The Christian Democrat deputies were subjected to massive intimidation by Allende supporters; basically they were told that if they did not cast their votes for Allende there would be a violent revolution. In the end the Christian Democrats voted for Allende as the lesser of two evils, and that is how he became president. Certainly he was democratically elected in a purely formal sense, but the massive intimidation exercised by his supporters to get him elected detracted from the legitimacy of his administration.Given his questionable legitimacy, Allende would have been wise to proceed with caution, so as not to antagonise the 62% of the population who had not voted for him and his radical policies. However, he did not act wisely, and he instituted a program of radical economic measures that brought the country to near ruin. Furthermore, he encouraged or at least permitted his more radical supporters, eg the Miristas, to commit illegal acts by force of arms, such as the widespread land-seizures in the south, thereby destroying commercial agriculture. These land-seizures were very similar to the recent violence in Zimbabwe that has been condemned by world opinion.Given Allende's toleration of the violent and illegal acts committed by his more radical supporters, the suspicion must remain that he would not have accepted defeat at the next election, but would have resorted to revolution to remain in power. After all, he had threatened a revolution in the context of the 1970 election.The 1973 military coup that brought Pinochet to power was certainly illegal and violent. But it needs to be remembered that illegality and violence had been introduced into Chile by the supporters of Allende. Before 1970, the country had had a long history of moderate constitutional rule, unique in Latin American history. It was Allende who destroyed that tradition, not Pinochet.The kidnapping and murder of some 3000 "desaparecidos" was an atrocity, but the number of victims was relatively small, particularly by comparison with the "dirty war" in Argentina, where the military suppressed left-wing and Peronist terrorism with great brutality. The Chilean military acted with relative moderation. Furthermore, the victims were for the mopart not innocent civilians, but radical activists who had committed illegal and violent acts. It would have been better if these people had been brought to trial rather than summarily executed, and no doubt some of them did not deserve their fate. But it was a form of "rough justice".Protestations that Pinochet's regime destroyed the "culture" represented by the poet Victor Jara miss the point. Poets, song -writers and other "intellectuals" have often supported the most vicious and repressive dictatorships, especially those of the Left. One need only think of Ilya Ehrenburg in the Soviet Union.

texmln: It's clear that NONE of you who condemn Pinochet know the history of Chile or the context in which Pinochet came to power. I highly doubt that most of you have ever even been to Chile. What you see in the media of Europe and North America is a totally inaccurate portrayal of the circumstances and of Gen. Pinochet. The media reports we see about Pinochet today are the equivalent of portraying Hitler as a saint. They are that wrong about the man, the country, and the situation that gave rise to the coup. Where were you when the Chilean Communist party withheld food staples from its own citizens, only giving food to those who joined the Party? Where were you when government supported leftists took over schools, burned books, and locked out students because they we not learning Communist ideology? Where were you when Soviet and Cuban agents began appearing in Santiago in the early 70's to assist with the conversion to a Soviet dominated Marxist state? You weren't in Chile, otherwise you would understand what Gen. Pinochet's efforts were all about. The people that lost their lives during Gen. Pinochet's reign were unquestionably enemies of the state. They posed a clear and present danger to the free thinking citizens of Chile and I applaud Gen. Pinochet for eliminating them as he did while also managing to build the most successful economy in South America. Contrary to what you THINK you know about the world, it is sometimes necessary to kill those who pose a threat to your freedom and your way of life. That's why wars are fought. Mr. Pinochet saved many thousands more lives by his actions. Lives that would have otherwise been lost to civil war or murder by a Marxist regime. Don't be fooled into thinking that Allende wasn't well on the road to doing the same thing to his opponents, only on a much broader scale. Go read a full and accurate history of this country, Allende, and Pinochet and see what the European and American media doesn't want you to know.

jzmirak: Pinochet did as much to save his country from destruction as Lincoln did to save the Union. Yes, both of them violated their Constitutions, both arrested men without trial, both silenced freedom of expression, both fought bloody wars against revolutionaries who had some legal claims to legitimacy. Only those who fail to see in Communist slavery at least an equivalent evil to race slavery will excuse Lincoln's abuses, and condemn Pinochet's. Lincoln was murdered by an angry, little man aligned with the defeated side; perhaps Pinochet will be hounded to the grave by such homounculi. May he take comfort in what he has achieved, if not in how men will remember it.

Our own contribution: MrQ: It's the same old story. A great economic reformer uses the extreme measures needed in a third world country, then when the people get relatively prosper they hear about what so called human rights and kill him. Most views added here are from people outside the third world and think democracy is the issue. It's not; actually poverty is. Simply democracy would hinder any real reforms. Gen. Pinochet was an extremely daring reformer who hired 12 of Chicago School graduates to be his cabinet. It's a historic achievement to do such ambitious and radical reforms 'by the book' and with such successful results. Just remember that all great reformers in poor countries were right-wing dictators. Spain, Turkey, Korea, Singapore are among other countries. Even the case could apply to the 19th century Germany or Japan. Actually the only thing I might dream about for many countries is a Pinochet! Contribute to the forum or... Add your opinion here.

 

تحديث : 25 فبراير 2004 : أميركا تعظ الشرق الأوسط بالديموقرطية ، فيما يسمى بمبادرة الشرق الأوسط الأعظم، بينما هى الأولى تماما بأن تتعظ بأن الديموقراطية هى أسوأ نظام حكم على وجه الإطلاق . اقرأ مدخل صفحة الإبادة المثير الذى يقترح عليها ، وعلى كل الغرب ، أن يجعلوا من تجارب فرانكو وچنرالات النمور وپينوتشيت المثال الذى يحتذى ، إن أرادوا لأنفسهم أمما قوية عسكريا وذات اقتصادات فائقة الكفاءة ! ] .

 

تحديث خاص بعد سنوات لمدخل أوجيستو پينوتشيت ؛
بعد أن أصبح أحد كلاسيات وأركان هذا الموقع وبالأخص منه صفحة الليبرالية :
4 نوڤمبر 2008 :
بعد نتائج الانتخابات الأميركية السوداء اليوم ،
أستطيع أن أقول إن پينوتشيت هو الحل ، بل الحل الوحيد ،
ليس للأمم الفقيرة الساعية للنهضة فقط ، إنما بالأحرى لكل زمان ومكان .
لا حل إلا الديكتاتوريات العسكرية اليمينية لكل أمم الحضارة ،
هذا إن كان طور الحضارة الحالى جادا فعلا فى تحاشى الاضمحلال الأخير !


اقرأ مدخلنا هذه الليلة :
اليوم الأكثر سوادا ‑مجازيا وحرفيا‑ فى التاريخ الإنسانى !

اقرا أيضا :
الجزء الخاص بالياپان من الدراسة الأصلية لصفحة الثقافة .

13 ديسيمبر 2009 :
اليوم معمعة متابعة انتخابات تشيلى !

José Piñera, the co-chairman of Cato's Project on Social Security Choice, Founder and President of the International Center for Pension Reform and formerly Chile's Secretary of Labor and Social Security, who was the architect of the country's successful reform of its pension system.

(Note: Downsized image; for full scale, click here)

نحن نهين تشيلى پينوتشيت العظيم إذا قلنا إنها واقعة الآن تحت حكم اليسار ،
لكن حتى هذا التهاون المؤقت والجزئى سيتم تصحيحه اليوم ، وسيكون يوما كبيرا
( وطويلا أيضا فأنت تعرف توقيتات نصف الكرة الغربى ! ) .
بنى الچنرال ‑بمعاونة صبية شيكاجو‑ اقتصاد هذا البلد الذى صار محط حسد كل أميركا الجنوبية والعالم ،
بناه صرحا إعجازيا شامخا وعميق الجذور معا ،
بحيث كاد يستحيل على اليسار إجراء خدوش تذكر فيه رغم امتداد حكمهم عشرين عاما متواصلة اليوم .
… فى انتظار نصر مظفر هذه الليلة للبليونير سيباستيان پينييرا ،
مؤسس ورئيس حزب التجديد القومى ومرشح التحالف من أجل تشيلى .

بالمناسبة ، هو أخ أصغر لإحدى شخصيات رواية سهم كيوپيد ،
خوسيه پينييرا ‑أشهر صبية شيكاجو قاطبة ( الصورة أعلاه ) ، الذى
تصورته فيها مستشارا لرئيس مصر وليس أخا لرئيس تشيلى !

بالمناسبة ، كان الأصدقاء على مجموعة الفيسبووك قد أثاروا معى
مناقشة حول تطور أفكار الموقع على امتداد سنواته الإحدى عشرة ،
وعلقت عليها أيضا فى مدخل الذكرى الخامسة لثورة يوليو ،
لكنى اليوم أهديهم تغييرا جديدا لعله الأكبر تذكرته للتو ( وإن كان موظفا فى سهم كيوپيد ) :
قديما كنت استخدم عبارة ‘ مذبحة واحدة تكفى ! ’ وجعلتها من اقتباسات مقدمة صفحة الليبرالية ،
مستلهما فى ذلك قتل پينوتشيت لعشرات الآلاف من الماركسيين فى مذبحة الستاد الشهيرة ،
لكن بمرور الوقت اكتشفت أن مذبحة واحدة ربما لا تكفى ،
والمطلوب إبادة شاملة وجذرية لقطاع الطرق !

ليلا :

Chile's presidential front-runner Sebastián Piñera and his wife, Cecilia Morel, greet supporters after winning the first round of voting, Santiago, December 13, 2009.

النتائج جاءت كالتالى : حصد پينييرا 45 بالمائة من الأصوات ،
مرة ونصف ضعف أصوات أكبر منافسيه الرئيس الاشتراكى السابق إدواردو فراى ،
والموقعة الفاصلة 17 يناير .

14 أكتوبر 2010 :
انظر فى صفحة السياسة بالكتابة والصور ،
متابعة لإحكام الحكومة المصرية قبضتها على المعارضة العربية المخربة ،
الأمر الذى أسفر عن صعود فورى سريع لسوق الأسهم ،
والذى اعتبرناه درسا فى الاقتصاد من الچنرال پينوتشيت لم ننسه .
… المصادفة العجيبة أن تزامن هذا مع نجاح تشيلى بقيادة رئيسها پيينيرا فى
قهر كارثة شغيلة المنجم المحبوسين لسبعين يوما على عمق 700 مترا !

Facebook Group Everyscreen

(Non-Official Group)

23 أكتوبر 2010 :
انظر متابعة صفحة الليبرالية ،
م الآخر ( 134 ) لتحديث رائع :
تشيلى أول دولة فى هذا الكوكب على أعتاب قهر الفقر !

Facebook Group Everyscreen

(Non-Official Group)

3 أكتوبر 2011 :

Gross domestic product per capita at constant PPP prices, Latin America, minus Cuba in orange, and Chile in blue (2000 international dollars), 1950-2008, http://en.wikipedia.org/wiki/Miracle_of_Chile.

(Note: Downsized image; for full scale, click here)

Miracle of Chile!

بيقول لك فيه سعرة طلابية فى سويسرا الجنوب كما يسمونها . عارفين ليه ؟
عاوزين تعليم مجانى !

هه هه ، طبعا ! لأن تشيلى البلد الوحيد فى العالم الذى تقريبا لا يوجد به أى شىء مجانى .
… جاتكم نيلة اعملوا رحلة لأى حتة فى الدنيا واعرفوا إيه معنى كلمة تعليم مجانى قبل ما تنطقوها ،
وموش ها أقول لكم كل حكومات كل نصف الكرة الشمالى أشهرت إفلاسها
( الجزء الثامن من صفحة يناير ) ،
بسبب أنها بتسرق فلوس الكادحين والبناءين لعدة أجيال قادمة ،
وترميها فى الأرض تحت مسمى التعليم الحكومى .

ما لحقش أكمل الإجابة على سؤال الأستاذة ناهد ( انظر صفحة يناير بتاريخ 29 سپتمبر ) ،
عن مزايا الحكم العسكرى ‑وبالأخص جدا نموذج الچنرال پينوتشيت ، واكتشفت أن
السعرجية النهابين السلابين أعداء الحرية يجهزون مخالبهم القذرة ،
هم وحلفاؤهم اليسار الغربى ويتكلمون ضد إرهاصات النموذج التشيلى فى مصر ؛
تشيلى پينوتشيت أعظم وأسرع وأرسخ وأنجح نهضة فى التاريخ الإنسانى كله !


أنا بأدور على أخبار تشيلى اتكعبلت بالصدفة فى الخبر ده عن تدشين أقوى تليسكوپ فى العالم ،
آى واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى بالصدفة .

Facebook Group Everyscreen

(Non-Official Group)

 

 

الجديد :

 

 8 نوڤمبر 2000 : جرت اليوم انتخابات المرحلة الثالثة لمجلس الشعب المصرى ( البرلمان ) والتى ضمت العاصمة القاهرة . رغم أن حزب العمل الواجهة الرسمية لجماعة الأخوان المسلمين قد تم وقفه عن النشاط منذ أزمة رواية وليمة لأعشاب البحر وتحريضه على القتل والعصيان فى مايو الماضى ، إلا أن الإذاعات الأجنبية امتلأت بشكاوى المرشحين من أعضاء هذه هذه الجماعة المحظورة أصلا منذ مطلع الثمانينيات من محاصرة الشرطة لمواقع التصويت بل ولقرى بكاملها واعتقال أعوانها ...إلخ . الحقيقة أن الأمر ينطوى على مفارقة فريدة فالحكومة تنتهج سياسة منفتحة تجاه كل الأحزاب وترحب بكل الفائزين منها وتقنن طريقة الانتخاب لتكون نزيهة بالكامل ، لكن يؤرقها فى ذات الوقت أن تستفيد تلك الجماعة الخارجة على القانون من ذات الشىء . الحل بسيط فى رأينا ولن نكرر ماقلناه مرارا من أن الديموقراطية هى أسوأ النظم إطلاقا بالذات مع الشعوب الجاهلة . نقول أنه طالما هناك إصرار على هذا النظام المسمى بالديموقراطية فلنرجع قليلا لأصوله . إن الأصل والهدف فى الديموقراطية كما قنن لها منظرو النصف الثانى من الألفية المنصرمة هو أنها تحصيل للعقول وأن مجموع فكر مليون عقل أفضل من عقل واحد . الحادث الآن وليس فى مصر فقط هو أنها محصلة للإنفعالات والغرائز ، ولا وظيفة للساسة إلا التحريض ومداعبة الغرائز والإنفعالات . إن من الممكن قانونيا ودستوريا بمنتهى البساطة العزل السياسى لكل الذين يلعبون على أوتار الغريزة والتحريض وبالأخص وترى الدين والصراع الطبقى دون أن يعنى هذا أى انتقاص من الديموقراطية ( دع جانبا مفارقة أخرى أن هذين الفريقين وبالذات الدينى منهما لا يؤمنان أصلا بالديموقراطية ويلغيانها بمجرد الوصول للسلطة ! ) . نفس الكلام يسرى على مثيرى غرائز الوطنية والقومية فهى أيضا تحريض محض لا يستند للمصلحة قدر استناده لإثارة غرائز الكراهية لدى الجموع .

وبعد ... لاحظ فقط أننا هذه المرة لا ندعو للديكتاتورية بل لمزيد من الديموقراطية ! اكتب رأيك هنا

تحديث : فى الأسبوع التالى عقد اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية المصرى لقاء موسعا مع قيادات وضباط الشرطة بهدف توجيه الشكر لهم على جهودهم خلال الانتخابات ، وفى كلمات لا تخلو من الصراحة حيا فيهم تحديدا ’ منعهم التيارات غير الشرعية من الحصول على مقاعد تزيد عن حجمها الحقيقى ‘ ، وذلك طبقا للتعبيرات التى استخدمها . لا شك أنهم يستحقون الشكر وتحجيم التيارات الدينية عمل رائع بطبيعة الحال ، لكن مسألة الحجم الحقيقى كما قلنا لا تحددها الشرطة بقدر ما هو وعى الجمهور وعدم تأثره بالتحريض الدينى ، ولأن هذا لم يتوافر بعد فإن الحجم الحقيقى لجماعة كالأخوان المسلمين يمكن أن يصل بسهولة لدرجة الأغلبية ، ومن هنا لا يجب الاكتفاء بجهود الشرطة وحدها مهما كانت فعاليتها وضرورتها ، والبداية بالطبع هى مكافحة وحظر مظاهر التدين العلنى وهى سياسة ممكنة بل وفعالة حقا وطبقتها بنجاح كبير أكثر من دولة فى المحيط غير البعيد ولا تحتاج فى الواقع لأكثر من إرادة سياسية لوضعها موضع التنفيذ . أيضا نحذر للمرة الألف من الرضوخ دعاوى المثقفين البريئة أو دعاوى أنصار حقوق الإنسان السمجة ، والمؤكد يقينا وبلا مواربة أو تحذلقات أنك لو أعطيت الديموقراطية للشعب فإنه سيعطيها للأخوان عند أول ناصية لسببين : الأول أنهم أولياء الصالحون الأطهار ممن لا يسرقون أبدا فى الحياة الدنيا ووساطتهم نافذه عند الله فى الحياة الآخرة الأبقى ، وثانيا لأنه لا يريد هذه الديموقراطية أصلا ويريد إراحة الجميع من هذا الصداع ومسئولياته للأبد ] .

 

بناء الاشتراكية يتطلب بعض المشانق ، وبناء الرأسمالية يتطلب بعض المذابح الجماعية .

 11 ديسيمبر 2000 : متابعة للصندوق الخاص بتجربة تشيلى أعلاه : بأسرع من كل التوقعات أصدرت محكمة استئناف شيلية اليوم نقضا للحكم الصادر قبل تسعة أيام ضد الچنرال پينوتشيت بالقتل والخطف وأنه وراء ما كان يسمى قافلة الموت وهى المجموعة الأسطورية التى كانت تتنقل بطائرة هليكوپتر خاصة للتخلص من أعداء الإصلاح . المواجهة لا تزال تنتظر جولة أخيرة فى المحكمة العليا الأمر الذى قد يمر بسلام أو ربما يحتاج لتحرك آخر من قادة الجيش كالذى حدث فى الأيام الماضية . اكتب رأيك هنا

تحديث : 20 ديسيمبر 2000 : بالفعل وبسرعة صدر اليوم حكم المحكمة الدستورية العليا فى تشيلى بعدم شرعية اعتقال الچنرال پينوتشيت ، وتأييد حكم محكمة الاستئناف قبل تسعة أيام . عمليا على الأقل ربما يكون هذا القرار هو الإغلاق الأخير لملف الچنرال پينوتشيت من النواحى القانونية ، فقط ليبقى ملفه مفتوحا فى كتب التاريخ ، إن لم يكن مفتوحا للمزيد والمزيد من التمحيص لملفات التجربة الشيلية الفائقة فى التحديث فى مختلف بقاع العالم الثالث بالغة الحاجة لمثل تلك النهضة الثورية الملهَمة والملهِمة بكل المعايير ] .

 

 1 يناير 2001 : لا حديث لمصر اليوم إلا أحزمة أمان السيارات . خلت الشوارع تقريبا طوال اليوم من السيارات لأنه اليوم الأول لتطبيق القانون الجديد للمرور ، والكل خائف بطريقة كاريكاتورية من العقوبات الصارمة للمخالفات الجديدة والقديمة معا . فقد شددت الغرامات المالية على المخالفات المعمول بها من قبل وأضيفت مخالفات جديدة كعدم استخدام أحزمة الأمان أو استخدام الهاتف الخليوى أثناء السياقة أو عدم ارتداء خوذة الموتوسيكل ...إلخ .

من يعرف مصر جيدا لا يمكن أن يتخيل قط الصورة التى بدا عليها هذا الشعب اليوم ، وهو شعب لا يوجد فيه من لا يتباهى بكسر قواعد وإشارات المرور باعتباره جزءا من المكانة الإجتماعية ، أو يتباهى بقدرته على شطب المخالفات فى شرطة المرور كجزء من الفساد الذى يعشقه السبعين مليون مصريا فردا فردا . لقد بدت القاهرة اليوم كلوحة سيريالية لسلفادور دالى حيث الانضباط المفرط من الجميع وكأن الوحوش المتخايلة قد انقلبت بين ليلة وضحاها جرذانا آوت إلى الجحور . المفارقة التى تعجبت لها أنا شخصيا ليست هذا الانضباط بقدر ما هى عدم وجود شائعات تقول أن السبب وراء القانون هو استيراد ابن هذا المسئول أو ذاك لشحنة أحزمة يريد تصريفها !

أخيرا نذكرك أننا نكتب هذا فى صفحة لا تكن إعجابا جما بالتسيب والتميع واللعب على الحبال سواء على الصعيد السياسى أو الصعيد الاجتماعى ، وما حدث اليوم ما كان بالحدث الذى يمكن لهذه الصفحة تفويته أو التغاضى عن مدلولاته ! ما أجمل الالتزام ، ولا نملك سوى تحية تلك العملة النادرة جدا فى هذا البلد وهى الإرادة ، الإرادة السياسية ، إرادة التغيير ، إرادة النظام ، أيا ما كان اسمها . إنها الحزم الذين توافر فى رجل شاذ واستثنائى اسمه اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية ، ليثبت مرة أخرى ( وإن كانت هى المرة الأولى فى مصر فى حدود علمى الشخصى ) أن كل شىء ممكن بالحزم والصرامة . لا نملك سوى تحيته وتمنى المزيد ! اكتب رأيك هنا

 

 5 يناير 2001 : مدلول عابر من اجتماع عقده الرئيس الأميركى المنتخب چورچ بوش اليوم مع قادة البيزنسات التقنية العالية الكبرى فى أميركا . الجديد هو المقارنة مع اجتماع مشابه تماما عقده الرئيس الحالى بيل كلينتون قد ثمانى سنوات بالضبط بعيد انتخابه الأول . هناك جعله كلينتون مؤتمرا مفتوحا فى ليتل روك أمام الكاميرات ، أما هنا فقد كان الأجتماع خلف أبواب مغلقة فى بلدته أوستين ولم يرشح شىء عما دار فيه . نعم إن قرارات التقنية والبيزنس ليست من أشغال العلاقات العمومية أو بالشىء الذى يجب أن يعرفه كل الناس ذلك أنه ببساطة أكثر تعقيدا من أن يفهمونه . الطريف أن بعض الصحف الأميركية تذكرت اليوم تعليق لارى كينج صاحب برنامج السى إن إن الأشهر Larry King Live قبل ثمان سنوات على مؤتمر ليتيل روك ، إذ قال أنه لا يخشى سوف من منافسة برنامج واحد هو Bill Clinton Live ! اكتب رأيك هنا

 

 30 يناير 2001 : فى أجرأ خطوة من نوعها منذ تأسيس الولايات المتحدة نحو التحول إلى دولة دينية صريحة أو ’ إعادة اختراع الحكومة ‘ طبقا لشعاره الأصيل والذى لم يعد مبهما بالمرة منذ الآن ، أعلن اليوم الرئيس چورچ بوش عن خطته للتوسع فى منع الأموال الفيدرالية المخصصة للأغراض الاجتماعية للمنظمات الدينية . رغم تأكيدات الرئيس أن الأموال لن تستخدم فى الدعاية الدينية نفسها وستعطى بناء على كفاءة الأداء الاجتماعى للجمعية طالبة الدعم ، إلا أن عاصفة هائلة من ردود الفعل ثارت ضد القرار ، بل المفاجأة أن جاء أغلبها من هيئات دينية تشككت بقوة فى إمكانية وضع معايير عادلة لمنح هذه الأموال ! الحديث القديم–الجديد هو المخالفة الصريحة لهذا القرار للتصليح الأول للدستور الأميركى ، ويذكرون بأن نتائج الخطوة المتواضعة جدا لدى المقارنة بتعديل قانون الرفاه سنة 1996 المسمى بـ ’ خيار الصدقة ‘ charitable choice الذى تبناه السيناتور المتطرف دينيا چون آشكروفت ( النائب العمومى الجديد حاليا ) ، لا تزال متداولة أمام القضاء فى أكثر من ولاية ، وكلها يبرهن على فساد الجمعيات الدينية وأساليبها المنحرفة فى استخدام الأموال الفيدرالية لأغراض الدين والتربح معا . لا أحد يملك الحكم بما ستسير إليه أميركا فعلا ، لكن المؤكد أنها وصلت لنقطة مفترق الطريق . من ناحية نقول دوما إن الشركات هى قوة التقدم الحقيقية بفرض استجابتها بل وحاجتها المتواصلة للعلم والتقنية والابتكار ، وأن أميركا لديها حفنة من أعظم الشركات التى كونها البشر فى كل تاريخهم ، ونقول إن أميركا تملك من القدرة والثراء والثقة بالنفس بما لا يجعلها فى حاجة للعب بورقة الدين . لكن من ناحية أخرى هناك جبروت آليات تحلل الحضارة تحت تأثير حمض الدين . فهل سيجد العلماء الشركات العابرة للجنسية ضالتهم خارج الولايات المتحدة ، ويصبح القرن الأميركى اسما على مسمى وينتهى بانتهاء القرن العشرين ؟ أيضا بما أن الدساتير أشياء يكتبها البشر فهل من المسلم به أن التصليح الأول للدستور الذى اعتبر دوما القلعة الحصينة لليبرالية والحريات سيظل حقيقة أبدية خالدة ، أم أن الأرجح أن نسمع يوما عن التصليح الأول للتصليح الأول ؟ ما نؤكده فقط أنه لو وصلت الأمور لهذا الحد فسيكون التصليح الأول والأخير معا ! اكتب رأيك هنا

 

 21 مايو 2001 : صدر اليوم الحكم بسجن الدكتور سعد الدين إبراهيم 22EGYP سبع سنوات مع الأشغال الشاقة . لا يهمنا إذا ما كان سعد الدين إيراهيم يضحك على ذقن الاتحاد الأوروپى ويستنزف أمواله أم لا ، فهذا شأن أوروپى ، وربما من طبائع الأوروپيين أنهم يحبون من يضحك عليهم . أيضا لا يهم ما له من دور مهم فى تسليط الأضواء على ما يعانيه المسيحيون فى مصر من تمييز . حتى لا يهم أن له أراء منفتحة فيما يخص علاقة السلام مع إسرائيل . ولا يهم كم هو شخصيا شخص مستنير وتحررى . ما يهم فقط فى هذه اللحظة شىء واحد ، لم يذكر صراحة فى أوراق المحكمة ، ولا يمكن لأى عاقل أن يغتفره : العبث فى الشأن الانتخابى . أيا ما كانت النية الحسنة أو اليوتوپيا المثقفاتية التى تحرك الدكتور إبراهيم ، فإن ما يفعله يعنى عمليا المزيد من المقاعد للأخوان المسلمين . انتهازية أم ارتزاق أم سذاجة أم حتى نبل ، لا يهم . المهم أنه لعب بالنار وبمصير كل البلد والبلاد المحيطة بها . اكتب رأيك هنا

تحديث : 17 يونيو 2001 : اليوم عممت النيو يورك تايمز نظرية مطولة للغاية عن سعد الدين إبراهيم ، تخلص إلى أن جريمته الحقيقية هى الحديث العلنى فى أحد البرامج التليڤزيونية عن مسألة خلافة الرئيس مبارك . والتى اعتبرت نوعا من الخيانة الشخصية ، من شخص طالما اعتبرته أسرة الرئيس مبارك صديقا شخصيا لها . لا تعليق معين ، سوى أنه أيا كان الأمر ، فإننا نكرر أن جريمة العبث بالانتخابات النيابية جريمة لا يمكن أن يغفرها التاريخ ، إذا ما استيقظنا بفضل هؤلاء أنصار الديموقراطية وحقوق الإنسان ونزاهة الانتخابات …إلخ ، لنجد الإخوان المسلمين يحكموننا . بالطبع نحن لا نحب أيضا العبث بالانتخابات من الناحية الأخرى ، أى من طرف الحكومة ، لذا فالموقف النزيه ‑إن لم يكن الوحيد الفعال والحضارى‑ هو مواجهة الجميع بضرورة إلغاء كافة صور ما يسمى بالديموقراطية ، إذا كان لها أن تسوق البلاد بعيدا عن طريق التحديث ، والانخراط فى عجلة الجلوبة والاقتصاد العالمى …إلخ . نعم هذا هو لب الموضوع ، وليس تلك الشكليات المستوردة من نظم أخرى تختلف شعوبها عن شعوبنا ، ناهيك عن أنها أصلا فاشلة ومكلفة عندهم رغم ذلك ] .

تحديث : 14 أغسطس 2002 : إعادة المحاكمة وتثبيت ذات الحكم قبل أسابيع قليلة ، أدى اليوم لأزمة كبرى بين مصر وأميركا ، نتيجة قرار الأخيرة صرف النظر عن طلب مصر لمعونات إضافية . اقرأ فى صفحة الجلوبة ] .

 

 28 يناير 2002 : أقيم فى القاهرة بدءا من أمس الأول وينهى أعماله اليوم ، مؤتمر دولى لحقوق الإنسان بعنوان ’ الإرهاب وحقوق الإنسان ‘ . نكتة أم ماذا ؟ منظمات حقوق الإنسان التى طالما اعتبرت مصر بلدا لا يتورع يوميا عن انتهاك حقوق الإنسان ويعذب الإسلاميين فى سجونه ، يقيم مؤتمراته بها فجأة ، وليس فى عواصم الديموقراطية وحقوق الإنسان . لعل المانع خيرا ؟ الواقع ليس خيرا بالمرة ، فالواضح أن أنصار أو أدعياء تلك الفكرة ، بدأت تضيق بهم الدنيا ، وتكشفت للعالم الغربى ولاءاتهم الحقيقية ، وأنهم زملاء خندق واحد مع كل المخربين وقطاع الطرق المارقين على الحضارة . لقد قلت من قبل إنى لن أستغرب بالمرة أن خصصت قوات الشرطة فى أميركا أو غيرها فرقا خاصة لملاحقة وقتل أنصار حقوق الإنسان عبر العالم . فقط إن غدا لناظره قريب ، والخطوة القادمة فى اعتقادى تقع على عاتق دونالد رامسفيلد ، أن يعلن أنصار حقوق الإنسان عبر العالم جيشا من ’ المحاربين غير القانونيين ‘ ، ويرسل وراءهم الفرق الخاصة لقنصهم وإردائهم قتلى ، أو لشحنهم إلى جوانتانامو .

المهم فى البداية قالوا طبقا لما أوردته الشرق الأوسط إنه للدفاع عن سجناء جوانتانامو ، ثم جاءت أخبار الشرق الأوسط والحياة وإذاعة البى بى سى العربية بعد ذلك لتقول إنه مظاهرة عالمية أخرى للهتاف للفلسطينيين وشجب الإسرائيليين لا أكثر ولا أقل . الشىء الوحيد الجيد فى كل هذا أن الصحافة المصرية بما فيها حتى الأهالى اليسارية ، بحثت الأهرام والأهالى والتجمع لم تأخذ خبرا أصلا بكل الموضوع !

وبعد ، هل عرفت لماذا أسموا المؤتمر ’ الإرهاب وحقوق الإنسان ‘ ؟ الإجابة سهلة خالص : إنهم يدافعون عن الاثنين معا ! اكتب رأيك هنا

 

Thatcher-Reagan

The Fascists Are Coming! The Fascists Are Coming!

 30 يناير 2002 : اليمين قادم ! هذا ببساطة ما خلص إليه تقرير شامل اليوم للنيو يورك تايمز عن كل أوروپا . قبل عام تقريبا تنبأنا وقلنا إن هذا وضع طبيعى آت لا محالة ، أما اليوم فهو يلوح كواقع ملموس يتكاثف فى شوارع القارة المنكوبة بيساريتها لقرنين من الزمان .

نحن نعلم أن التسعينيات كعقد احتكره اليسار ، قد أفضت سياساته الاقتصادية لكساد عالمى مروع ، وأفضى تسامحه الاجتماعى والدينى الزائد إلى أن جرى ما جرى فى 11 سپتمبر 2001 . ونعلم أن كل هذا قد بدأ بالتداعى بفوز چورچ بوش بالرئاسة فى أميركا قبل عام من الآن ، ثم فى خلال أسابيع فى 6 فبراير 2001 بفوز آرييل شارون برئاسة الوزارة فى إسرائيل . ثم تسارع الإيقاع بفوز سيلڤيو بيرلسكونى الكبير فى إيطاليا فى البريطانية أفضل من الاستخبارات المركزية ! 28 مارس الماضى ، ولعله الحدث الأكثر إثارة فيها جميعا ، ذلك لأنه الأول فى أوروپا ، ولأنه سوف يفضى بالضرورة لانفراط عقد الهيمنة الشيوعية على مقدرات القارة الجارة المنكوبة للاتحاد السوڤييتى السابق . تلا هؤلاء الثلاثة بأسابيع معدودات أيضا فوز كوئيزومى برئاسة الوزارة فى الياپان فى أبريل الماضى فى انقلاب حزبى داخلى مدوى دفع بالحزب الحاكم لأقصى اليمين .

لم يكف اليسار الأوروپى عن حشو القارة بالمهاجرين المسلمين ومنحهم المواطنة كى يكونوا قاعدة انتخابية له . المشكلة ليست فى الانتهازية ، إنما فى كونهم أول من سيُحل دمه .

إن إسقاط العصابة الشيوعية التى تحكم أوروپا ( تحت اسم الدلع الجديد الاشتراكية الديموقراطية ) ، وترعى نمو قوى التخلف والظلام العربى والإسلامى فيها بات مسألة حياة أو موت لاستمرار القارة كجزء من الحضارة الغربية . الجديد أن الأرجح أن لن ينتهى عام 2002 قبل إنجاز ذلك .

لم يكف اليسار الأوروپى عن حشو القارة بالمهاجرين المسلمين ومنحهم المواطنة كى يكونوا قاعدة انتخابية له . المشكلة ليست فى الانتهازية ، إنما فى الغباء ، فى كونهم أول من سيُحل دمه . وبسرعة أصبح واضحا لأعين الجميع أن إسقاط العصابة الشيوعية التى تحكم أوروپا ( تحت اسم الدلع الجديد الاشتراكية الديموقراطية ) ، وترعى نمو قوى التخلف والظلام العربى والإسلامى فيها ، لم يعد مجرد مسألة ديموقراطية أو صراع حزبى ، بل بات ضرورة موضوعية إن لم يكن مسألة حياة أو موت لاستمرار القارة كجزء من الحضارة الغربية ، أو أن روما تنهار تحت معاول العبيد الذين استجلبتهم ( هذا إن استجلبنا نحن ذات العبارة التى قلناها ذات صباح فى سپتمبر الماضى ) . وفعلا توالى فوز اليمين فى كل من النرويج فى سپتمبر ، ذلك فى أسوأ هزيمة للاشتراكيين فى ثمانين سنة ، ثم فى الدنمرك فى نوڤمبر ، أيضا فى نصر لا يقل سحقا . وأقل ما يمكن وصف العالم 2002 وما بعدها بأن أيام الثورة الثاتشرية‑الريجانية قد استؤنفت !

التقرير المذكور لا يتناول هذه الإرهاصات ، بقدر ما يركز على الفترة التالية ، أى مستجدات ما بعد سپتمبر 11 ، ومن ثم توقعات العام الجديد . ويرصد نموا سريعا وبالغ الوضوح لليمين ، على الأقل لمواقفه الصارمة ضد الهجرة والجريمة والإسلام .

التقرير يرصد النمو الفاحش فى الشهور القليلة الماضية لأحزاب ما أصبح يسمى ’ ما بعد‑الفاشية ‘ Post-Fascism ، ذلك فى كل من ألمانيا وإيطاليا وبلچيكا وهولاندا والنمسا والدنمرك زائد الدول الاسكندناڤية . من الآن فصاعدا أضبط تردد أذنيك على أسماء نجوم الفاشية الآتية أسماؤهم ، والذين يلاقون جماهيرية إعلامية هائلة منذ سپتمبر ولا تكف عن التصاعد ، خاصة وأن أغلب مواعيد الانتخابات ستستحق خلال العام 2002 : القاضى المحلى من هامبورج رونالد شيل فى ألمانيا ، ربة البيت الدنمركية پيا كيارسجآرد ، مدرس الجامعة پيم فورتواين فى هولاندا . هل لاحظت أنهم جميعا هواة لا علاقة لهم بالسياسة ، يصعدون على طريقة الأفلام السياسية الأميركية ، مع فارق واحد فقط : أنهم يمينيون ؟ !

التقرير يتوقع أن سوء الحظ الذى لاقى يورج هايدر فى النمسا أو چيانفرانكو فينى فى إيطاليا ، قد لا يكون بنفس السوء لأى من هؤلاء ، أو لنجوم أكثر رسوخا مثل چان‑مارى لو پان أو چان‑پيير شيڤينمان فى فرنسا ، فى المرات القادمة ( الأول هو أول وأهم يمين حقيقى فى تاريخ فرنسا منذ الثورة الفرنسية ، وأفكاره التى بدأت بمجرد معاداة المهاجرين والعرب ، تتبلور فى طريقها لنظرة أكثر جذرية حضاريا وتقنيا ضد قوى التخلف فى المجتمع الفرنسى والعالم . والثانى يسارى لكنه يرفع شعارات مختلطة بعضها بالغ اليمينية فيما يخص الهجرة مثلا ، ولعله يريد تكرار تجربة يمننة بلير لليسار البريطانى ، وما أسفرت عنه من مصالحة مع قطاعات البيزنس زائد نجاح ساحق انتخابيا ) .

إذا لم يفز الفاشيون فى فرنسا ، وهى البداية الوحيدة لحل إشكالية عمالة فرنسا للتخلف العالمى ممثلا فى العالم الثالث ، وخيانتها للحضارة التى يفترض أن تنتمى لها ، أو بالأحرى مجرد ترخصها كدولة فاشلة اقتصاديا فى البحث عن المكاسب والأسواق والصداقات ، فعلى الأقل سيفوز چاك شيراك على رئيس وزرائه اليسارى فى الانتخابات الرئاسية القادمة ( أنت تعلم أن شيراك يمينى بالمعايير الفرنسية جدا ، وباعتبار فرنسا الوريث الشرعى للشيوعية ‑أو سمها الأم الشرعية لو شئت ، فيمينها يقف على اليسار من كل يسار العالم ! ) . [ اقرأ اشاراتنا السابقة عن فرنسا فى صفحة الثقافة ككل ، وهى للأسف وفيرة ] .

المؤكد أيضا أن سيستمر اليمين الإسپانى فى الحكم ، سواء أعاد أزنار ترشيح نفسه أم لا . والسؤال فقط هل ستبرز فى الفترة القصيرة القادمة قيادة فاشية إسپانية بديلة أكثر عزما وصفاء فى الرؤية .

هزيمة ساحقة لصالح اليمين تنتظر المستشار جيرهارد شرويدر فى ألمانيا عندما يقترع الناخبون فى سپتمبر القادم . والمنتصر هو اليمينى الصاعد بسرعة الصاروخ إدموند ستويبر .

إلى هنا تنتهى توقعات التقرير . والنتيجة المنطقية بعد كل هذا أن نذهب للتفكير فى أن الصبغة اليسارية للاتحاد الأوروپى نفسه ، سوف تتفكك إن آجلا أو عاجلا ، والأرجح عاجلا جدا .

ليبقى بعد كل ذلك السؤال الكبير : ما هو مصير شيخ الإسلام تونى بن بلير ؟ لا شىء فى الأفق حتى الآن . هو نفسه اعتبر طفرة كبرى لحزب الكادحين البريطانى نحو اليمين ، قفزت به رغم يساريته كحزب بريطانى إلى يمين كل أوروپا ، وليصبح الحليف الأول لأميركا فى مساعيها لإعادة ضبط العالم . لكن بعد بوش وشارون ، وتأكيدا بعد 11 سپتمبر أصبحت بلد تشرتشل وثاتشر تتضرع بالضرورة إلى يمين حقيقى كى يحل محله . كل تلك المستجدات المثيرة على الساحة الأوروپية ، سيكون لها فعل العدوى سريعا ، ولا يعتقد أن بلير سيستمر طويلا كنغمة نشاز فى العالم الغربى ، وسوف تكتب قطعا نهايته المحتومة ، بأسرع مما يبدو عليه الأمر الآن .

Front cover of one of nostalgic calendars featuring former dictator Benito Mussolini.

Still a Leader for the Third Millennium!

ليس غريبا أن كانت إيطاليا السباقة فى وصول فاشييها الجدد ممثلين فى حزب الشمال للحكم ، كجزء من الحكومة الائتلافية الحالية لما يسمى يمين الوسط . فحسب المقولة الأوروپية الشائعة ، إيطاليا هى مهد اختبار الأفكار الجديدة فى أوروپا . فى أكتوبر 1922 صعد الفاشيون ( والكلمة يقصد بها حملة صولجان القيصر فى روما القديمة ، والمغزى الحضارى للتسمية واضح ) للحكم ، وذلك وسط تأييد شعبى كاسح وضع حدا لإضرابات العمال والشغب وغيرها ، وحقق ازدهارا اقتصاديا لم تعرفه إيطاليا من قبل فى تاريخها المعاصر . القدرة وعسكرة المجتمع وحشد طاقاته من أجل النمو الاقتصادى كانت فى طليعة الأهداف الفاشية ( أول فيلم فاشى L'Armata Azzurra ’ الجيش الأزرق ‘ كان عن السلاح الجوى الذى كان يتباهى به موسولينى كثيرا ) . وبحلول منتصف الثلاثينيات كان النظام الفاشى قد وصل لذروة عنفوانه من رخاء اقتصادى واستقرار سياسى ، بل ووصلت طموحاته لحد بعث فكرة الإمپراطورية من جديد ، وقام بالفعل بغزو أثيوپيا فى أكتوبر 1935 ، وقد كانت كل مستعمرات إيطاليا التاريخية لا تتعدى ليبيا من قبل . وسط هذه المعنويات العالية لم تكن هناك حدود للطموحات أو الأفكار أو الخيالات . من الأمثلة التى يعرفها المثقفون جيدا وصارت جزءا من الفلكلور الثقافى للعالم أن دعا موسولينى وزير ماليته الكونت چيوسيپى ڤولپى دى ميسوراتا ، وكلفه بفكرة لم تخطر ببال أحد من قبل ، وهى تجميع الفرق الموسيقية والأفلام والمسرحيات لعرضها فى مناسبة احتفالية تماما كما يفعل الفنانون التشكيليون فى معارضهم ومسابقاتهم . هذه هى بينالى ڤينيسيا الأشهر حتى اليوم عالميا . وهى تمديد لمؤسسة أخرى تأسست سنة 1932 ، لتكون أداة لهذا المجد الجديد ، هى بدورها أول مؤسسة من نوعها فى العالم كله ، هى ’ مهرجان ڤينيسيا السينمائى ‘ ، أول مهرجان سينمائى على وجه الأرض .

كان مقبولا من هتلر احتقاره لفرنسا والفرنسيين ، لكن كان فحشا ما بعده فحش  فكرة أن يتسيد العرق الآرى العرق الإنجليزى الذى ابتدع الثورة الصناعية نفسها وبرمتها . فاشية القرن الحادى والعشرين لن تكرر أخطاء فاشية القرن العشرين . لن تباد الأقليات لمجرد أنها أقليات ، بل سيستهدف فقط المتخلفون الرافضون للتقدم . والأهم أن بدلا من يا صفوة العالم تحاربوا سيكون المبدأ يا صفوة العالم اتحدوا !

نهضة شاملة وعظمى ، لكن كلنا يعلم كيف ولماذا لم تسر الأمور على ما يرام . الشطط فى محاربة الأقليات بدون تفريق لم يكن بالسوء فى إيطاليا بقدر ما وصل به الحال فى الوليد الجديد الأكثر شراسة وتطرفا فى ألمانيا . ليست إبادة اليهود وهم قوم رفيعو التعليم أكفاء تقنيا متمكنون ماليا وتجاريا ، وعامة مفكرون مبتكرون ومبدعون فى شتى المجالات ، أسوأ ما فى الأمر . الأسوأ منه هو أن وضع العرق الآرى نفسه فى وضعية العدو لجميع الأعراق حتى لو كان الفارق فى التقدم طفيفا للغاية بينها . ربما كان مقبولا مثلا موقفهم المزدرى لفرنسا والفرنسيين ، لكن ما كان بوسع أحد تقبل فكرة أن يتسيد العرق الآرى العرق الإنجليزى الذى ابتدع الثورة الصناعية نفسها وبرمتها . كان هذا تطاولا وفحشا ما بعده فحش ، وكان لا مفر من أن يتصادم صفوة العالم فى أشنع صدام شهده القطاع الأكثر تقدما فى البشرية فيما بين بعضه البعض ، أو ما اصطلح على تسميته بالحرب العالمية الثانية . بعبارة أخرى : هتلر بدون تحدى الأنجلو ودون كراهية اليهود ، كان زعيما عظيما مؤهلا لصنع أوروپا أرقى بما لا يقاس ، على الأقل مقارنة بالاتحاد الأوروپى الحالى .

المهم : لقد بدأت فعلا المسيرة نحو فاشية القرن الحادى والعشرين . بدأها رامسفيلد وشارون ، وقدما النموذج الناضج الواعى الذى لا يشط ولا يخطئ الحسابات ، والأهم لا يعرف إلا النصر ، وها هى أوروپا تندفع إليها الآن بكل الحماس الممكن . سوف تنتهى فى سنوات قليلة تلك الحقبة السخيفة الكئيبة والمؤقتة المسماة الديموقراطية من حياة الكوكب ( مستر فوكوياما ، هل تسمعنى ؟ ) .

قبل نهاية هذا العقد سيسود العقل والعلم ومعايير التقدم والحضارة والتنافس الليبرالى الدارونى . فى حدود المتوافر من أدبيات فاشية القرن الحادى والعشرين ، نكاد نجزم أنها تحمل قدرا كبيرا من النضج ، أو على الأقل خالية تأكيدا من غباوات فاشية القرن العشرين . نعم ، فاشية القرن العشرين حققت طفرات اقتصادية عظيمة لمجتمعاتها ، ألمانيا ، إيطاليا ، إسپانيا ، وغيرها ، لكن بعضها وبالأخص تلك التى قادها أدولف هتلر كان لها حماقاتها القاتلة . فبأى معيار كان قتل المثليين واليهود شيئا تقدميا ، والأسوأ : بأى منطق كانت محاربة جيران لا يقلون تقدما ؟

تعريف العرقية ( العنصرية ) هو المعاداة غير المبررة لأقلية ما راقية أو ثرية أو رفيعة التعليم . أما معاداة الأقليات والأعراق المتخلفة ، فليس بوسع أحد أن لا يكون ضد التخلف .

لا شىء من كل هذا سيحدث هذه المرة : لا مجال لأن يا صفوة العالم تحاربوا . فقط الكل موحد تحت الشعار الحضارى رقم واحد : يا صفوة العالم اتحدوا . لن تباد الأقليات لمجرد أنها أقليات ، ولن تتم مثلا تسوية اليهود كأقلية ثرية متعلمة متقدمة ، بالكثير من الأقليات والشعوب التى تتمرغ فى التخلف بسعادة مطلقة . القوانين الأوروپية حسمت بالفعل هذا التعريف الصحيح للعرقية ، والذى لا يساوى قطعا بين الأقليات المختلفة . الفاشية الجديدة ستستهدف فقط طلائع التخلف التى استعصت على كل محاولات التحديث والعلمنة ، وبالأخص العرب والمسلمين ، وسوف تنجح فى القضاء عليهم دون توترات كبيرة ، وبإجماع من كل الحضارة الغربية وحلفاء الشرق الأقصى وروسيا والهند . لكن المهم أنها حين تفعل هذا سيكون من منظور التقدم والتخلف ، ومن منظور التقدم والتخلف فقط ، أى من منظور حضارى محض ، وليس من قبيل الانفعالات والكراهيات العرقية أو التقزز من الميول الجنسية غير المستقيمة وهلم جرا ( پيم فورتواين نفسه مثلى جنسيا ، لا دليل أكبر من هذا على أن الفاشية الجديدة شىء مختلف تماما ) . إن هؤلاء هدف صحيح جدا سوف تصوب الحضارة سهامها إليه ، ويعادل استهداف فاشية القرن الماضى للشيوعيين عن حق .

إذا أصبحت كل الحضارة الغربية فاشية لن يكون هناك مجال للشطط هذه المرة .

بالنسبة للغلطة الفتاكة الثانية ، الشواهد تؤكد أن لا مجال ولا طموح لفاشية القرن الحادى والعشرين لشن حروب بين الدول المتقدمة بعضها البعض . سوف توجه كل الحروب والجهود للقضاء على التخلف والأمم الرافضة للتقدم خارج العالم الأول . والضمانة الجديدة والأهم لأن لا مجال للشطط هذه المرة هو أن كل الحضارة الغربية ستكون فاشية .

أخيرا الحديث التقليدى الممل وعديم الجدوى الموجه لشعوبنا التى ستفتقد من الآن فصاعدا تصريحات زعماء أوروپا ، وهى الشىء الوحيد الذى يرفع معنوياتها حاليا ، والشىء الوحيد الذى يعول عليه كل التعويل ساستها ورؤساء صحفها ويرسمون عليه خطط المستقبل ، ذلك بنفس طريقة اللعب على الحبال القديمة بعد اكتشاف أن حبل بلير‑شيراك ( وأحيانا شيمون پيريز ) يصلح أن يكون بديلا جيدا عن حبل بريچينيڤ‑ماو القديم فى مراوغة أميركا ، بينما الحقيقة أنها جميعا الخواء عينه . كل هذا ناهيك بالطبع عن افتقاد هؤلاء الكلى للخيال فى تصور أوروپا الجديدة التى لن تتعاطف معهم بالتصريحات بل ستشن عليهم حروبا مسلحة بعد شهور قليلة فصاعدا .

من حقك أن تكون متخلفا ، لكن ليس من حقك أن تكون متخلفا للأبد .

شعوبنا الحبيبة : فقط قليلا من المجهود فى تخيل ما سوف يكون عليه العالم فى نهاية هذا العام ، وساعتها ستغيرون خططكم وأچنداتكم وإنشائياتكم . الصدر الأوروپى الحنون فى طريقه للزوال تماما كما اختفى نظيره السوڤييتى ، وها هو العالم كله وقد توحد خلف رؤية واحدة وحيدة رامسفيلدية‑إسرائيلية ترى الأمور لأول مرة بالطريقة الوحيدة التى يجب رؤيتها بها : التقدم ضد التخلف . أو لم يحن وقت الإفاقة من غيبوبة قوقعتنا الصماء وإحساس الأمان الزائف داخلها ؟ ألم يحن وقت أن ندرى ببعض مما يجرى حولنا وبما تقرر لنا من مصير ، ولا ننتظر حتى يداهمنا ونرد عليه ببيان شجب وولولة منتحبة آنذاك ؟ ألم يحن وقت أن ندرك أن العالم المتقدم فهم وبلا رجعة بعد 11 سپتمبر أنك لو تركت المتخلفين فى حالهم فلن يتركوك هم فى حالك ، وسيهجمون عليك بالطائرات المتفجرة وجيوش المهاجرين الجوعى والمتدينين ونهمى التكاثر ، كلها معا ؟ ألم يحن وقت أن نفكر بشىء من التواضع من الآن فصاعدا فى أنه إذا كان من حقك أن تكون  متخلفا ، فإنه ليس من حقك أن تستمر متخلفا للأبد ؟

نعم ، إن الحضارة فى خطر داهم ، وها قد جاء دور حملة صولجان الامپراطورية . أما أنتم يا حملة الصولجان ، إليكم نقول إن احتفالنا فى 31 أكتوبر المقبل بالذكرى الثمانين بأول وصول للفكر الفاشى للسلطة سيكون احتفالا خاصا جدا هذه المرة . لكن إلى أن يحين هذا لا يوجد لا شىء نحن أكثر ثقة فيه الآن ، من أن القرن الحادى والعشرين سيكون قرنا رائعا ، وأن أبناءنا سيتمتعون بالإثارة بالعيش فيه ! اكتب رأيك هنا

تحديث : بعد يوم واحد : يبدو أن شهيتنا قد انفتحت فجأة للحديث عن الفكر اليمينى ، الذى أصبح فجأة شغلا شاغلا للكثيرين . اقرأ كلاما أكثر قاعدية وسردا تاريخيا ومفهوميا لقصة صراع اليمين واليسار فى صفحة الثقافة ، ذلك تعقيبا على تساؤلات لبعض الزوار ] .

تحديث : 21 أپريل 2002 : أول الغيث : تابع بالأسفل فوز چان‑مارى لو پان بالدور التمهيدى للرئاسة الفرنسية ، وانقلاب الخريطة السياسية الفرنسية فى أهم تغير من نوعه منذ هوجة الباستيل ! ] .

تحديث : 2 مايو 2002 : صعود رائع لليمين الفليمى Flemmish فى بلچيكا . لمدة عشرة أيام حتى الآن ( حسب البى بى سى ) ، تتوالى المظاهرات الحاشدة المؤيدة لحزب الكتلة الفليمية برئاسة فيليپ ديووينتر ، الداعى لتطهير بلچيكا من الأجانب العرب والمسلمين ، أو على الأقل استقلال المناطق الناطقة بالهولندية ( الفلاندرز ) عن بلچيكا التى يرونها بلدا محتلا ] .

تحديث : 6 مايو 2002 : يد آثمة تصرع پيم فورتواين بست رصاصات فى رأسه . تابع القصة بالأسفل ] .

تحديث : 18 ديسيمبر 2002 : عودة لإيطاليا ، حيث عممت الجارديان اللندنية اليوم قصة حول الصراع على تحديث المناهج الدراسية فى مادة التاريخ ، ما بين الپرلمان الإيطالى ، وما بين قوى اليسار ، التى تريد الإبقاء على التاريخ المزيف الحالى والمعادى للفاشية كما هو سموما تلقن للإطفال حتى آخر الزمان . يقود العصابة الشيوعية هذه المرة الكاتب الروائى أمبرتو إيكو ( صاحب اسم الوردة التى لا ينكر أحد أنها رائعة لأنها ضد الدين ) . يقولون إن ما تريده حكومة پيرلوسكونى هو رقابة ، ويشبهونها بهتلر وستالين وسوموزا . أما الحكومة فتقول إنها تحرير لعقول الأطفال من النظرة الماركسية للعالم التى تهيمن على التعليم . ويقول المؤرخ مارشيللو ڤينيزيانى إنها ليست رقابة ، إنما تحرر من الرقابة .

ما لاحظناه مثلا من ثورة فى مهرجان ڤينيسيا السينمائى والذى كان معقلا دوليا للشيوعية ، فبات مهرجانا للجمال والمتعة ، يؤكد أن بيرلوسكونى شخصيا ينزل بكل ثقله هو نفسه ، حين يتعلق الأمر بتحرير الثقافة . والمؤكد بالتالى أن كتب الأطفال سوف تشهد قريبا بعضا من رد الاعتبار الموضوعى لموسولينى ولدوره العظيم فى بناء إيطاليا المعاصرة ، وسوف تشهد كثيرا من التقييم الموضوعى للتجربة الشيوعية ، والتى انتهت لخراب واندحار دراميين ، كما يعلم الأطفال أنفسهم أيا ما كان ما تقوله كتبهم الدرسية الآن ! ] .

 

 25 فبراير 2002 : أقر الرئيس چورچ بوش اليوم فى AP-US-Drugs وpolitics-attack-afghan-drugs تقرير عن حال العقاقير فى العالم 2001 أن ’ المصالح القومية العليا ‘ للولايات المتحدة ، تقتضى التغاضى عما يجرى فى أفجانستان من زراعة وتجارة للعقاقير ، ومن ثم رفعها من القائمة السوداء ، من ثم السماح بتدفق المساعدات لها .

هذا موقف رائع من ثلاث زوايا :

أولا : كسر هالة القداسة حول حرب العقاقير ، وهى ‑ كما أفضنا مرارا‑ أمر كلى العبثية ، بل مضر وغير حضارى . هذه هى المرة الأولى التى يحدث فيها هذا من جانب الحكومة الأميركية ، بل من ولاية administration جمهورية يفترض فيها ميلا دينيا متزمتا بدرجة أو بأخرى .

ثانيا : أنه مؤشر لسيناريوهات النهضة التى عادت ممكنة فى العالم الثالث بعد 11 سپتمبر ، وبالأخص من خلال النموذج الأفجانى . بشىء من التقريب نقول إن حامد كرزاى هو پينوتشيت الجديد . لا حاجة بالضرورة لشخص ذى إرادة حديدية يتحدى كل العالم ويثير الجدل والتساؤلات بتصرفاته المتفردة ، ويتحمل منفردا المسئولية والمخاطر الجسيمة لتحديث بلاده ، إنما سيتولى النهضات من الآن فصاعدا أشخاص تختارهم أميركا بنفسها ، وتتحكم فيهم تحكما لصيقا ، ومن ثم تثق فيه بشدة . هذا سيلغى الشعارات الهبلاء البلهاء عن الديموقراطية وحقوق الإنسان ، حيث ستكون يد أميركا فى النار ، وليست فى الماء كما يقولون . ستراقب من كثب وليس من برج عاجى ، وستفهم جيدا الضرورة الحتمية للإجراءات القمعية من أجل التنمية وتحقيق الإصلاح الاقتصادى ، بل وربما ستمارس هذا القمع والتصفيات بنفسها من خلال قواتها المتواجدة فى الدولة الساعية للنهضة .

ثالثا : أن أخيرا أصبحت تحكم أميركا اعتبارات المصلحة لا الشعارات . اكتب رأيك هنا

 

Richard Nixon

Mr. BIG!

 1 مارس 2002 : الشرائط التى كان ريتشارد نيكسون قد أمر بتسجيلها لغرض شخصى محض ، هو بى بى سى الاحتفاط بها لنفسه لكتابة مذكراته عن فترة خدمته فى البيت الأبيض ، وهى الشرائط التى رفض تقديمها للمحققين فى فضيحة ووترجيت ، وفضل عليها الاستقالة ، أصبحت علنية بالأمس . الزلازل لم تتوقف على مدى الأربع والعشرين ساعة الأخيرة ، منذ إفراج الأرشيف القومى عن 500 ساعة جديدة من هذه الشرائط تخص النصف الأول ‑والمثير جدا‑ لعام 1972 ، من المجموع البالغ ككل 3700 ساعة ، ولا يزال منها مما لم يحن موعد الإفراج عنه بعد نحو 2000 ساعة لا شك ستكون ذروة الإثارة ( من الزلازل الصغرى اعتذار مفعم من القس بيللى جريهام عن هجومه العنيف فى المكتب البيضاوى على سيطرة اليهود على الإعلام الأميركى ، وتعبيره عن كراهيته الصريحة لهم ، بينما كان نيكسون نفسه يجاريه القول وإن بتحفظ واضح ) !

الانطباع الأول والأهم والأوحد ، هو معدن القيادة النادر لهذا الزعيم بمعنى الكلمة . وبما أننا صدرنا هذه الصفحة بكلمة لمارجاريت ثاتشر عن القيادة ، فيتوجب القول إن أول مقومات القيادة الحقة هو AP-Nixons-Extremes, 01NIXO الخيال الواسع . نيكسون لا يعدم هذا البتة . منه مثلا أن فكر أن يأتى بالديموقراطى المقرب إليه وسكرتير ماليته چون كوناللى كى يجعله رئيسا للحزب الجمهورى ( بعد عام أصبح كوناللى جمهوريا فعلا ! ) . أو أن أرسل لباربارا وولترز خطابا باسم مستعار يهزأ بها بعد استضافتها لابنته فى برنامجها التليڤزيونى ، ويقول لها فيه إنها لا ترقى بعد لمستوى إجراء مقابلة مع تريشيا نيكسون التى جعلتها تبدو كمضيفة هاوية ! أو كيف كان بارعا فى تلويث سمعة ’ اليساريين  ، والمقصود أعضاء الحزب الديموقراطى . كان لا يكتفى بأن اهتراء الحزب ( كمحاولة اغتيال أحد المرشحين لرئاسته ) يلعب لصالحه دونما أدنى مجهود ، بل سعى لتفعيل الوقيعة لأبعد مدى فيما بين بعضهم البعض ، وكأنه يسعى لتفكيك الحزب نفسه ومحوه من الحياة السياسية الأميركية . نعم ، هذا هو مستوى طموحات التفكير عند هذا الرجل .

الكونجرس لا يحتاج لأكثر من دبابة تغلق بابه ، وقد كاد نيكسون أن يفعلها !

لكن لا شىء فى هذه الأشرطة يفوق موقفه خلال هذا الاجتماع المؤرخ 25 أپريل 1972 ، مع قضية استخدام السلاح النووى لحسم حرب ڤييتنام ، بينما هنرى كيسينچر يجلس أمامه كالتلميذ الخائب أو مجرد يهودى آخر طيب القلب يتحدث عن الضحايا المدنيين ، ويتلقى التقريع طوال الوقت . أخيرا يصيح نيكسون به : ’ إنهم لا يهموننى اللعنة I don't give a damn ‘ … ’ كل ما أريده أن تفكر بكبر I just want you to think big ‘ .

’ فكر بكبر ! ‘ يا له من شعار يصلح فورا لصفحة الإبادة عندنا . فقط تخيل ‑عزيزى القارئ‑ أن كانت الشيوعية قد خرجت مهزومة من حرب ڤييتنام ، هل كان العالم سيكون نفس العالم ؟

أطرف ما فى الأمر أن نيكسون كان يعلم أن كل هذا الكلام أشبه بعرض علنى يستمتع بأدائه أمام الجمهور . ومن النماذج الطريفة مكالمة له مع أحد القضاة المحافظين يخبره فيها برغبته فى تعيينه بالمحكمة العليا ، ويطلب منه تحديد اسم القاضى الذى يتوجب قتله حتى يخلو المكان . رد القاضى بلباقة أن هذه الملحوظة تعد جريمة تآمر من الناحية القانونية ، ويتمنى لو أن مكتب التحقيقات لا يسمعهما ، فإذا بنيكسون ينطلق فى سرد قائمة طويلة للجهات التى تستمع للمكالمات التى تجرى عبر هذا الخط تحديدا ! نعم ، ما أحوج العالم اليوم بعد أن هيمن عليه الغثاء اليسارى عقودا بل قرونا أن ’ يفكر بكبر ‘ . هذا هو درسك الكبير يا معلمنا الكبير !

لأن أميركا بلد ديموقراطى فإن لها سقفا من التقدم لن تتخطاه . إن آجلا أو عاجلا سيعترف التاريخ بريتشارد نيكسون كأعظم من تولى منصب الرئيس الأميركى لأنه الوحيد الذى حاول اختراق هذا السقف .

نحن شخصيا قطعتنا المفضلة من حياة هذا الرجل ، هى يوم فكر فى إعلان الأحكام العرفية وتعليق الدستور إبان مظاهرات الطلبة . نعم هذا ما سيذكره التاريخ يوما : إن الكونجرس لا يحتاج لأكثر من دبابة تغلق بابه ، وقد كاد نيكسون أن يفعلها !

هذا الزعيم المنقذ الملهم والسابق لعصره بعقود كاملة ، والذى ‑ويا للمفارقة‑ جاء للسلطة فى ذات 1968 ، العام الذى وصل فيه المد اليسارى العالمى لأقصى ذروة له منذ بدايته بهوجة الثورة الفرنسية التى اخترعت كلمة يسار قبل قرنين ، كانت أقداره أن يقضى على الديموقراطية الأميركية ، ويخلص تاريخنا الحضارى بعلومه وتقنياته وشركاته ومستقبلياته منها ، ويجفف للأبد منابع الجمهورية ، ويعيد التاريخ السياسى لأصوله التاريخية كما نظر لها فلاسفة اليونان : حكم الصفوة العالمة القديرة . لكن هذا الطموح المذهل لم تسعفه الوسائل ولا الوقت ولا خيانة بروتس ولا تقاعس الجميع أو قل خوار عقولهم على الفهم ، فقضت هى عليه ، وانتصر الغثاء والدونية من جديد . تلك كانت ستصبح قفزة بالكوكب للمستقبل لا تقل عن قرن كامل ، لكنها وكما كل مسيرة البشرية : فرصة مهدرة أخرى !

نعم : لأن أميركا بلد ديموقراطى فإن لها سقفا من التقدم لن تتخطاه . من هنا إن آجلا أو عاجلا سيعترف التاريخ بريتشارد نيكسون كأعظم من تولى منصب الرئيس الأميركى لأنه ببساطة الوحيد الذى حاول اختراق هذا السقف .

ملحوظة شخصية : كثير من القراء يصفون هذا الموقع بالماكياڤيلية ، لكنهم لم يحدث أن لاحظ أحدهم قط أن اسم ماكياڤيللى لم يذكر فيه ولو لمرة واحدة . هذه هى المناسبة التى سأذكر فيها السبب : إن هذا الموقع غير معنى كثيرا بسير الملائكة الوافدين لزيارتنا من كوكب القرون الوسطى ! أو ببعض الجد فإن تاريخ ما يسمى بالپراجماتية فى السياسة والفلسفة هو تاريخ حافل ولا يقتصر على ماكياڤيللى رغم شهرته وفصاحة رؤاه ، بدأ التتابع من موسوعة ستانفورد والإضافة اليونانية http://213.253.55.80/internet/alhayat/general/2002/04/04-06/12060-general----------.htm ، بعنوان خسائر أميركا أقل من أرباحها حيث نسب إلياس حنا له القول القوة حق ، ولا يبدو أنها معروفة جدا عن شغله ككل لذا لم أتابع البحث فى نص كتابه نفسه ’ التاريخ ‘ . التفاصيل من البريطانية ربما بالمؤرخ ثيوسيديديس من القرن الخامس ق . ح . ش . ووصل لذروته بالجبار توماس هوبس وعلى الأقل كتابه الجسيم ’ الليڤياثان ‘ ( المسخ البحرى الشرير عدو الإله وبنى إسرائيل فى العهد القديم ) ، ذلك الذى كاد يصدر الپرلمان الإنجليزى ما يطيح برقبته ويحرق كتبه سنة 1666 ، عبر قانون يجرم الإلحاد والتجديف . الملاحظ فقط أن فى القرن العشرين كان الپراجماتيون كنيسكون الذى نتحدث عنه هنا ، هم قادة من داخل المطبخ السياسى وصنع القرار ، وليسوا فلاسفة ومفكرين مارقين أو منفيين كسالف العصور . لعل هذا هو بالضبط أعظم ما كان يحلم برؤيته هؤلاء المفكرون يوما ] .

اقرأ مقتطفات من الأشرطة … أو ملخصا لها … أو زر موقع الأرشيف القومى الأميركى … أو تسلى بدراما الووترجيت من الواشينجتون پوست حيث كيسينچر أبرز المرشحين لدور الخائن بروتس أو فى قول آخر الحلق العميق ( طبعا إلى أن يحين موعد الإثارة الكبرى عند الإفراج عن أشرطتها ! ) … اكتب رأيك هنا

 

Jean-Marie le Pen

‘Something ‘right’ in France for the first time in centuries!’

 21 أپريل 2002 : تاريخ : الكل يسميه زلزالا ، وبالنسبة لنا مجرد نبوءة تكرارية مملة اعتاد عليها موقعنا ! لو پان يفوز فى الدور الأول لانتخابات الرئاسة الفرنسية ، ويدخل الدور الثانى منافسا لچاك شيراك ، بينما مرشح اليسار خارج اللعبة تماما . قلنا مرارا وتكرارا إن وضعية الاسفين التى تطعن بها فرنسا الطابور الخامس الخائنة ظهر الحضارة الغربية منذ الثورة الفرنسية ، لا يمكن لها أن تستمر طويلا . فقط من منطلق أن لن يصح إلا الصحيح ، تنبأنا بهذا قبل سنوات فى سياق الحديث عن الشكل المحتمل للترتيب العالمى الجديد ، ثم قبل شهور توقعنا صعودا مؤكدا لليمين فى إطار تهاوى اليسار الأوروپى ككل ، وإن لم نحدد لأى مدى سوف يذهب فى بلد لا شك أن سيكون آخر قلعة لفلول اليسار فى العالم . ثم قبل أسابيع ضاق ذرعنا فتمنينا لو أن قصفت پاريس بالقنابل النووية حيث التعويل على التغيير الديموقراطى فيها مضيعة للوقت . أما اليوم أنباء جيدة : فوز چان‑مارى لو پان أهم حدث من نوعه فى التاريخ الفرنسى منذ نكبة هذا البلد بما يسمى الثورة الفرنسية قبل أكثر من قرنين ، حدث يبشر لأول مرة بما يمكن أن نسميه الجمهورية السادسة : اللا جمهورية !

صحيح قد تتحالف فلول اليسار لإنجاح شيراك فى الدور الثانى ، لكن أحد لا يعرف بعد شكل الحكومة القادمة ووزن اليمين الحقيقى فيها ، ثم أن المسميات تغيرت اليوم إلى الأبد : الديجولية التى كانت تسمى يمينا وهى فى الحقيقة يسار متطرف سيصبح اسمها الوسط أو ربما اليسار . الاشتراكيون ممن كانوا يسمون يسارا وهم يسار متطرف جدا ، باتوا فى عزلة باردة وقاتلة فى الركن القصى الخاص بحفريات الطيف السياسى ، وبلا تصنيف أصلا . وأخيرا ولد فى فرنسا ما يمكن تسميته حقا باليمين : حزب الجبهة الوطنية بأطروحاته الحضارية لتنظيف فرنسا من المهاجرين ، أو كما توقعنا أعلاه لن ينتهى عام 2002 ، إلا بزوال الحكم اليسارى البغيض عن معظم أوروپا ، ومن ثم يصبح الكوكب كله نارا تحت أرجل العرب والمسلمين ، وعامة كل المتخلفين واللاعبين على حبال أنه عالم متعدد الكتل وليس كوكبا تقدميا واحدا موحد وحازم القيادة والرؤية . سيفتح لو پان لهم المزيد من السجون ، وسيعيد عقوبة الإعدام ، كمجرد البداية لإعادة إدماج فرنسا فى العالم المتحضر ، وهذا ليس كلامنا بل كلامه ، فهو يراها بلد هيمن عليه اليسار وتوطن فيه التخلف . وربما لا يحتاج للفوز بالرئاسة بالضرورة ليحدث هذا ، فقد يجد حزبه قريبا موقعا مؤثرا فى ائتلاف حكومى ، أو حتى فقط فى الجمعية القومية ) .

French National Front Party

A Copy in September 3 with different caption A Volcano Erupts!

(Another instance of this pic here)

ربما بدأ 19FRAN لو پان قبل ربع قرن بأطروحات ضيقة ولا تخلو من الشطط ، ضد كل الأقليات والمهاجرين ، لكن 200308/29POUJ لا يجب أن ننسى أنه بدأ أصلا حياته السياسية بالانضمام لپيير بوچيد مؤسس حركة ’ اتحاد الدفاع عن التجار والحرفيين ‘ Defense of Tradesmen and Artisans ، والتى عرفت باسم الحركة البوچيدية ، وكان هذا الأخير صاحب متجر أدوات مكتبية لا أكثر ، تزعم حركة مناهضة للضرائب ، فإذا به يكتسح 10 0/0 من مقاعد الجمعية القومية سنة 1956 . إذن لوپان من حيث الجذور الإيديولوچية ، هو ابن مخلص لقيم الطبقة الوسطى ، وإيمانها العميق بالاقتصاد الحر ، وكراهياته سواء لليهود أو سواهم تتحدد من هذه الأرضية . لذا ليس مستغربا أن نرى رؤاه تتخطى بسهولة ما أسميناه بعض الشطط ، لترتقى لنوع من المنظور الحضارى الذين يقسم الأشياء تقسيمها الوحيد الصحيح : متقدم ومتخلف ( وإن كان تخيل أن يولد من فرنسا بالذات شىء ما ناضج بين يوم وليلة ، لهو ضرب من السذاجة ) . ورأينا مثلا مؤخرا تأييده لحرب إسرائيل الحضارية ضد الانتفاضة الفلسطينية الهمجية ، بينما كان فى السابق يضع اليهود كمجرد أقلية أخرى يصب عليها جام غضبه ، ويصنفونه هم بالمقابل كحالة معاداة للسامية أوروپية نمطية ( بالمعنى الدارج لها وليس بالمعنى المحدد لها فى موقعنا ) . والأكثر دلالة على ذلك النضج أن موقفه هذا جاء فى سياق تصاعد جو عام مما يسمى بمعاداة السامية فى المجتمع الفرنسى ، الأمر الذى كان من المحتمل أن يكون من طليعة المحرضين عليه فيما مضى . أما الآن فقد قسمت الأمور على نحو صحيح ( يتماشى كثيرا مع تعريفنا الخاص لمعاداة السامية الذى يستبعد منها اليهود ثم يجعلها عمادا للمسعى الحضارى للإنسانية ) ، والأقليات المسلمة هى التى تعادى الأقلية اليهودية وليست الأغلبية البيضاء ، وتلك قسمة التخلف والتقدم المنطقية . أما الآن يقصر لو پان عداءه على هذه الأقليات المتخلفة أى تحديدا العرب والمسلمين ، ويبدو أكثر التقاء مع اليمين العالمى الواسع ، أو ما أصبحنا نسميه منذ سپتمبر الرؤية الرامسفيلدية‑الإسرائيلية للعالم . جزء مهم من هذا أنه يطالب بفرنسا قوية خارج تلك الملهاة اليسارية المسماة الاتحاد الأوروپى ، وهو فى هذا يضارع فى الرأى واحدة من أعظم رموز القيادة والرؤية فى القرن العشرين وكل القرون ، مارجاريت ثاتشر . أما أسوأ نقطة عدم الالتقاء فهى بالطبع توجسه من الجلوبة ، وتطرف نبرته القومية التقليدية لتسرى على هذا الأمر أيضا . على أنه لا يبدو فى الحقيقة أن لديه هنا تناقضا جذريا مع إسرائيل أو الأمركة ، كما هو حاله مع الإسلام والأورپة مثلا . سينضج بسرعة فيما نعتقد ، ولو لم ينضج فلا شك أنه الخطوة الأولى له ، وبداية النهاية لكابوس اليسار الذى خيم على القارة لأكثر من قرنين من الزمان .

القمم الأوروپية لا تختلف كثيرا عن القمم العربية . مجموعة من الحكام العجزة الذين يديرون بلدانا فاشلة اقتصاديا مهزومة ثقافيا ، بل وتتصدر فرنسا بالذات ثالوث التخلف العالمى مع العرب وإيران . ما يحدث الآن يشبه فترة تداعى الاتحاد السوڤييتى ، وما من شك أن وريثه هذا السيرك اليسارى المدعو الاتحاد الأوروپى فى طريقه للانهيار بذات الطريقة .

اقرأ هذا التحليل فى صفحة الإبادة ، وبه أيضا مسابقة لاكتشاف ثلاث سلع أوروپية جيدة . كذا اقرأ تحليلنا القديم لفكرة التكتلات الكبرى كفكرة يسارية رجعية معادية للجلوبة فى صفحة الثقافة . أيضا فى ذات الصفحة ربط قديم لعله تم بالصدفة بين فرنسا وإيران والعرب تحديدا لكن على صعيد ثقافى محض !

على أنه رغم كل شىء ، ستظل هذه الانتخابات شاهدا على أول وآخر لمحة ذكاء فى حياة چاك شيراك زعيم كل تخلف العالم ( ذو ابتسامة التخلف العقلى التى لا تفارق وجهه أبدا ، والذى وصفه لو پان بأنه لا يصلح إلا للربت فوق ظهور الأبقار فى جولاته الريفية . بل ربما بالأحرى البلاهة على وجه كبير اليسارجية بحرى وقبلى لا بد وأن تذكرنا تلقائيا بشبيهتها لدى كبير الرحيمية فى الأفلام المصرية القديمة ! ) ، كانت أن فهم وقال هذا علنا ، إن الخطر يأتيه من لو پان وليس من چوسپان . من ثم فقد قاد حملة ضغط شعواء هائلة على عمد القرى البالغ عددهم 36 ألف عمدة ، حتى لا يكمل لو پان الخمسمائة توقيعا المطلوبة . وقد كانت تلك الحملة من الجنون والاستماتة لدرجة أن كاد يفلح فيها . فالتوقيعات ليست شيئا صعبا فالمطلوب فقط توقيع عمدة واحد من كل 72 عمدة ، ومرشحو الرئاسة وصلوا إلى إلى رقم هو ستة عشر جمع كلهم التوقيعات بسهولة ، إلا لو پان لم يكملها إلا قبل إغلاق باب الترشيح فى 2 أپريل الحالى بسبع ساعات فقط !

رغم كل شىء ، وسواء فاز لو پان أو فاز شيراك واندفع بقوة على طريقة تونى بلير نحو مواقف أكثر يمينية بمراحل ، وهو أكثر الاحتمالات ترجيحا فيما يقال حاليا ، لا سيما مع فقدان ما يسمى باليسار للأغلبية الپرلمانية ، ومن ثم تشكيل حكومة موالية لشيراك . أى بمعنى آخر إلى أن تأتينا الأيام بشىء قوى جدا يغير رأينا ، فموقفنا لم يتبدل كثيرا : فرنسا فى حاجة لمحرقة نووية لتطهيرها من آثام ثورة 1789 أم كل ثورات وكل كوارث العالم فى العصر الحديث ، وأسوأ ما شهد العالم منذ كارثة ثورة اخناتون صانعة كل كوارث العالم القديم وظلماته . ورينا الهمة بقى يا عم دونالد !

شىء واحد فقط يقال فى هذا اليوم الذى عادت روح أرسطو لتظلل فيه العالم : أهلا بعد طول غياب أيتها الحضارة ، وإلى مزبلة التاريخ أيتها الديموقراطية ! اكتب رأيك هنا

تحديث : بعد يومين : كل عبقريتنا وسرحاننا فى الخيال هنا وقبل هنا لم تصل للتنبؤ أن الزلزال اليمينى الذى يجتاح أوروپا ، سوف يمس العرب فى الصميم فى أقل من 48 ساعة ، وليس بحلول 2003 كما اعتدنا على التوقع ! التفاصيل فى صفحة الإبادة ] .

تحديث : 26 أپريل 2003 : اختار لو پان ابنته مارين لمنصب نائب رئيس الحزب . الفكرة هى إعادة إقامة الجسور المتقطعة مع المثقفين والإعلام . لا يمكننا الحكم على شخصيتها أو مواهبها أو حتى أفكارها ، لكن المؤكد أن هذا تحديدا ( بعيد هزيمة العراق ) ، هو الوقت المناسب تماما للطرق على أدمغة هؤلاء الذين تحجرت عقولهم على مقولات اليسار . شىء آخر مؤكد أنها لن تقدم أية تنازلات تخص القضايا المحورية ، ومنها العبارة التى نقلتها عنها النيو يورك تايمز مساء اليوم بخصوص ذهاب الفتيات المسلمات بإيشاربات للمدارس : My God! There are 100 countries in the world where they could practice their Muslim ways. Go to the country that corresponds to your way of life. This is common sense. —Marine Le Pen on Muslim girls who want to wear Muslim head scarves to school براڤو مارنى . بس خلاص ! ] .

تحديث : 17 ديسيمبر 2003 : متابعة كبيرة منذ شهر فى صفحة سپتمبر ، لقرار شيراك بمنح المسلمين الفرنسيين 8 بليون دولار مكافأة لهم على قتل اليهود . ثم قراره اليوم بسن قانون يحظر على المسلمات ارتداء الحجاب ، ويحضهم على ارتداء المصحف وكف فاطمة ( ! ! ! ) . لو پان وأطروحاته الحضارية هى الحاضر الحاضر فى كل هذا . فإلى هناك ] .

 

 30 أپريل 2002 : يجرى اليوم الاستفتاء على الچنرال مشرف رئيسا للجمهورية الپاكستانية لمدة خمس سنوات قادمة . هل تعرف ما هو برنامجه المعلن جهارا نهارا خلال الحملة الانتخابية فى الأيام الماضية ؟ إنه ببساطة تعريف جديد لكلمة زعامة . لأننا كتبنا الكثير عن مشرف فى صفحة الحضارة ، مثلا هنا وهنا ، فسوف نتابع هناك أيضا تفاصيل قصة اليوم المثيرة على نحو ما بعده إثارة .

تحديث : 21 أغسطس 2002 : مشرف يدخل اليوم 29 تعديلا على الدستور الپاكستانى ، أبرزها أن يؤمن لنفسه سلطة حل الپرلمان عندما يشاء . أميركا قررت أن لا تعلق على الأمر . نحن أيضا ! ] .

 

Pim Fortuyn

Civilization Cannot Be Contained!

 6 مايو 2002 : يد آثمة تصرع پيم فورتواين بست رصاصات فى رأسه . الجانى غير معروف الهوية بعد ، أو حتى هل هو بن لادنى أم لأى معسكر ماضوى آخر ينتمى [ اتضح بعد يومين أنه بيئوى ، ولحسن الحظ أن هذه الصفحة اعتادت أن لا تفرق كثيرا بين أيديولوچيات الدهماء الكبرى بعضها البعض ، وأن موقعنا ككل يرى أمر عالمنا المعاصر برمته لا يعدو مجرد صراع القشة الأخيرة للإنسانية فى مواجهة ما بعد‑الإنسان ] .

مع ذلك هناك بعض الأشياء المؤكدة : أولها بركان الحب الذى تشهده هولاندا حاليا نحو من يمكن اعتباره أشهر صعلوك فى تاريخ السياسة الهولاندية إن لم يكن العالمية . من مدرس جامعة أقليمى مغمور مثلى جنسيا إلى رمز كاريزمى للصراحة غير المسبوق وغير المسبوقة فى دنيا السياسة ، ودعوة بالغة القوة لسد أبواب هولاندا أمام جحافل التخلف المهاجرة ، ونقد لا مواربة فيه للإسلام والمسلمين ، أقلها دعوته الشهيرة لتعليق لافته على جميع موانى ومطارات هولندا من 14JENS المذكورة لكن تعليقها كلافتة من البى بى سى مرارا ولم أهتم بمرجع آخر تقول ’ هذا البلد كامل العدد ‘ ( اقتباس اخترناه لصفحة سپتمبر . هل ثم مكان أفضل أو اقتباس أفضل ؟ ) .

باختصار هذا الرجل الذى قال يوما إن الاسم الأكثر جماهيرية للمواليد فى هولندا لم يعد يان ، إنما محمد ، هو عاصفة هزت دنيا السياسة الأوروپية بكاملها ، كل ذلك فى أقل من ستة شهور [ بعد أسبوع عممت النيو يورك تايمز تحليلا ضافيا لشخصيته بقلم هولاندى ندعوك لقراءته لمزيد من التفاصيل ] .

الشىء المؤكد الثانى أن مثلية فورتواين الجنسية قد قلبت كليا وجه التاريخ الإنسانى ، وأسهمت إسهاما لا يعادله إسهام آخر فى بلورة ملامح اليمين الجديد الذى سينقذ الحضارة الإنسانية من مخاطر المتخلفين التى باتت تهددها فى مقتل ، وبلورة ملامح حربه المقدسة القادمة . هذه المثلية حسمت مرة واحدة للأبد أن قوى الفاشية لن ترتكب حماقات الماضى باضطهاد الأقليات لمجرد كونها أقليات ، إنما ستخوض حربا حضارية واضحة الملامح : حرب التقدم ضد التخلف .

الشىء المؤكد الثالث أيضا من 14JENS.html أنه أول سياسى يمينى أوروپى يبدى تأييدا متحمسا لإسرائيل . ونجزم أنه لن يكون الأخير . نعم ، اليمين لن يعادى مرة أخرى اليهود ولا المثليين ولا أية فئة متحضرة أخرى ، فالكل سائر إلى قناعة واحدة : أن يا صفوة العالم اتحدوا !

الشىء المؤكد الرابع أنه لا يمكن احتواء الحضارة ! اكتب رأيك هنا

محنة أوروپا ما بعد ثاتشر التى اختطفها اليسار وربيبه الإسلام بدأت فى الزوال فعلا . بعد قليل سيتعود العالم النظر لسيلڤيو بيرلوسكونى وآرييل شارون وچورچ بوش باعتبارهم اليسار فى عالمنا المعاصر ، وأن الوسط واليمين هى أشياء أخرى لم يعهدوها قط من قبل .

تحديث : 16 مايو 2002 : من إجمالى 150 مقعدا فى الپرلمان ذهب 43 للتحالف المسيحى الديموقراطى ، و26 لحزب قائمة فورتواين ، و23 للحزب الليبرالى الذى انتخب قيادة جديدة الآن مؤكدا خطه اليمينى بعد أن تراجعت جماهيريته لنحو النصف بسبب مشاركته فى الحكومة الحالية . حتى اللحظة يعتقد أن الأحزاب الثلاثة ستشكل ائتلافا حكوميا يمينيا خالصا وبالغ القوة .

نعم ، اكتساح هائل لليمين للانتخابات الهولاندية ، واندحار مذل لليسار بعد هيمنة على مقدرات البلاد لثمان سنوات ، كجزء من المحنة الشاملة التى تعيشها أوروپا ما بعد ثاتشر . نصر عظيم لا يقف عند حدوده المحلية ، بل سرعان ما ستتوالى توابعه ، بحيث تتحرر كل أوروپا من ربقة اليسار وربيبه الإسلام . وبحيث سيتعود العالم بعد قليل النظر لسيلڤيو بيرلوسكونى وآرييل شارون وچورچ بوش ومن إليهم باعتبارهم اليسار فى عالمنا المعاصر ، وأن الوسط واليمين هى أشياء أخرى لم يعهدوها قط من قبل .

لا يقلل من قيمة هذا النصر بعض الكلام عن تراجعات محتملة على صعيد التحرر الاجتماعى كبعض التقييد مثلا لحرية العقاقير المطلقة الحالية . غالبا ما ستكون محدودة أو لا تكون بالمرة ( لا تنس موقف فورتواين الدارونى بالغ التقدمية من العقاقير حين قال نقلا عن تقارير البى بى سى إن دور الحكومة الوحيد فيها هو مساعدة المدمنين على التخلص من حيواتهم ) . كذا لا يعتقد أن ستمس الحريات الجنسية من قريب أو بعيد ، فهى فى هولاندا بالذات بمنأى عن أى تغيير ( أيضا لا تنس أن فورتواين نفسه كان مثليا ! ) . صحيح أن من سيتولى رئاسة الوزارة ليس فورتواين التحررى الجرىء المارق ، بل رئيس التحالف الديموقراطى المسيحى يان پيتر بالكينيد ذو الآراء المحافظة اجتماعيا ( عامة لديه وكالات تحفظات على الزواج المثلى والإيوثانيچيا وإباحة العقاقير ) ، مع ذلك كما قلنا فى رأس الصفحة لا نعتقد أنه سيمر وقت طويل حتى يصل العالم لقناعة كاسحة أن الليبرالية لا تتجزأ ، ليبرالية اقتصادية دارونية تنافسية لا ترحم ، وليبرالية اجتماعية لا تمس الحريات الشخصية بأية صورة من الصور ولا مكان بالمرة للدين فيها ] .

تحديث : 23 نوڤمبر 2002 : مفاجأة ‑أو بالأحرى لا مفاجأة بالمرة‑ تكشفت الدوافع وراء پيم فورتواين . إنه جزء من المؤامرة الإسلامية‑اليسارية الأوروپية واسعة النطاق ، وليس مجرد الأفكار الخاصة لأحد المهوسين بيئيا ممن يصفه البعض بالخلل العقلى . هذا ما ورد فى اعترافات هذا المتهم ، التى حصل عليها المحققون الهولنديون أخيرا ، حسب السى إن إن اليوم . اقرأ أيضا قراءة أندرو سولليڤان لهذه النتائج ] .

 

Laura Bush, Lynne Cheney, Alma Powell and Joyce Rumsfeld, Symposium on Women of the West, White House, September 17, 2002.

Female Hawks!

 14 مايو 2002 : التاريخ من الصورة نفسها http://us.news2.yimg.com/us.yimg.com/p/nm/20020514/mdf152579.jpg وليس بالصفحة طبقا للرويترز اليوم مغنى الراپ الأبيض إيمينيم الملقب باسم الصبى السيئ سيصدر ألبومه الجديد حافلا بالسباب كالعادة ، فقط مع تطور طريف هذه المرة ، أن ألحق بكلمة السباب الأثيرة لديه اسما مثيرا للفضول : Fuck Lenny Cheney! . الأكثر طرافة أن إيمينيم لم يهرب لسبابه السيدة الثانية للولايات المتحدة الأميركية ، بل هى التى هربت واختفت عن الأنظار . وطبعا نترك لك اختيار الترجمة المناسبة لكلمة السباب للعربية ، وتخيل اسم المغنى المناسب ، وطبعا تغيير اسم السيدة للاسم المناسب فى بلدك ، ثم بعد ذلك الإجابة على السؤال الأكثر طرافة من كل ما عداه : من الذى كان سيختفى عن وجه الأرض ساعتها . لكن هذا ليس بالمرة موضوعنا ، إنما موضوعنا يختص بأزمة الليبرالية المعاصرة .

Actress Ashley Judd marches during an abortion and protecting women's reproductive rights rally and march, the National Mall, Washington, April 25, 2004,

 

A demonstrator holds up a sign referring to U.S. President George W. Bush as hundreds of thousands of protesters rally for abortion and protecting women's reproductive rights, the National Mall, Washington, April 25, 2004,

Bush’s Bad Gamble!

أصل هذه القصة ذكرناه قديما قبل عام ونصف أيام الانتخابات الأميركية . لكن يظل هناك مغزى لأن التى هربت هى السيدة الثانية بكل جلال قدرها . فقوى التمرد الشبابى أعتى من أن يمكن كبحها ، لكن على كل ذى عينين أن يرى السبب . إن الشباب لم يعد يرفع الكثير من الشعارات السياسية أو حتى الاقتصادية كما شباب الستينيات مثلا ، وباستثناء قلة الشيوعيين المحترفين المعادين للجلوبة ، فالشباب الحقيقى أول وآخر ما يهمه هو حريته الشخصية . اليمين الأميركى يقود العالم لعصر جديد مقدام ، ما فى ذلك شك ، والشواهد تتسارع منذ 11 سپتمبر ، ما لم يكن منذ بداية ولاية بوش ونائبه تشينى . والشباب ليس لديه شىء يذكر يعترض به على التوجهات اليمينية لا للاقتصاد الأميركى ولا للسياسة الدولية ، لكنه لا يمكن أن يقبل من السياسيين تزمتهم الأخلاقى ، الذى بات يستوى فيه اليمين واليسار كما ذكرنا أيضا أيام المزاد الدينى المسمى الانتخابات الرئاسية الأميركية ( وبذات المدخل المزيد عن ’ القديسة ‘ لينى تشينى ! ) ، أيضا قبل فترة أطول كنا قد تحدثنا عن إيمينيم فى صفحة الثقافة ، تحليلا له كظاهرة .

ما حدث اليوم يحدونا من جديد لتكرار ذات المقولات الأساس لهذه الصفحة من كون الليبرالية لا تتجزأ ، وأن على اليمين الذى يمثل الليبرالية الاقتصادية أن ينفض عنه الملوث الدينى بكامله ، ويتبنى بوضوح وحسم الليبرالية الاجتماعية والجنسية ، وعامة كل ما يمت للحريات الشخصية من أساليب للزواج والميول الجنسية وحق الإجهاض والتحسين الچيينى للنسل …إلخ . بدون هذا لا يمكن لأحد أن يدعى لنفسه أنه ليبرالى حق ، ولن يسلم أحد ‑عن حق‑ من لسان إيمينيم الزلق . اكتب رأيك هنا

 

 26 مايو 2002 : صوت جديد انضم اليوم للثوة العالمية التى تأتى بقوى الحضارة ، أو ما يسمى اصطلاحا باليمين إلى السلطة فى سنة التحول الكبير 2002 ! إنه ألڤارو أوريبى ڤيليز الذى انتخب رئيسا لكولومبيا من الدور الأول فى سابقة تشبه الاستفتاء ، ومن ثم أسقط على نحو مهين ريچيم الحكم المسمى بالوسط فيها . برنامج أوريبى الانتخابى يتكون من مائة بند ، وقد اكتسب بعض الشهرة بسبب هذا العدد . لكن الكل يعلم أن برنامجه الحقيقى يتكون من بند واحد : القضاء بالقوة المسلحة على المتمردين المسلحين اليساريين . فرحة عارمة عمت البلاد ، واحتفل الرجال والنساء بالرقص فى الشوارع وفوق السيارات طوال الليل . جانب كبير منهم كما تدل الصور واللقطات التليڤزيونية ينتمى لجيل الشباب ( هل يذكرك هذا بزعيم يمينى آخر ؟ ) . أيضا نفس القصة تتكرر : مواطن شبه عادى لا علاقة تذكر له بالسياسة يؤسس حزبا ، ويكتسح الانتخابات فى شهور قليلة ! أو على الأقل هذه رؤية الناس له فهم يرونه سياسيا غير محترف ، بل ويتجاهلون فترة انتماؤه السابق للحزب الليبرالى الحاكم ، قبل أن يؤسس ’ كولومبيا أولا ‘ حزبه الجديد . خريج أوكسفورد وهارڤارد ، 200208/13COLO.html والمرجعين الآخرين للمتابعة بالأسفل الذى أضعفت القراءة بصره ، وتقول الأسطورة إنه لا يكف عن الشغل 24 ساعة يوميا . الفارق أن الشغل لم يعد الآن مجرد القراءة ، إنما تنفيذ أجمل ما تقوله الكتب على أرض الواقع .

Colombian President Álvaro Uribe Vélez

It’s a Hard Hand Right!

أوريبى سوف يجند كل إمكانات البلاد من أجل هذه الحرب المقدسة ، فهذه هى الأوليات الصحيحة : إفناء قوى اليسار هو الخطوة التى يبدأ بعدها فقط الكلام عن انطلاقة حقيقية للتنمية ، أو بكلماته هو ’ علينا أولا استئصال الورم السرطانى ‘ . أوريبى سوف يدعم الميليشيات اليمينية التى طالما اتهمت بالتطرف والوحشية وانتهاك ما يسمى بحقوق الإنسان ، فهذه جميعا لغة قديمة لم يعد لها وجود فى عالم اليوم . السفير الأميركى سارع بحماس بالغ لإعلان تأييده للحكم الجديد . برنامج الدعم الأميركى سوف يتعرض للتغييرات جذرية ، فأوريبى لا يريد طعاما ولا مستشفيات ، إنما يريد هليكوپترات ومدافع ، ويريد قدوم الجيش الأميركى للتدريب أو ربما لما هو أبعد من التدريب ، وهلم جرا .

إن قوانين الليبرالية الجلوبة وإبادة التخلف والمتخلفين ، التى أخذت دفعتها العظمى يوم 11 سپتمبر الماضى ، كسبت إلى صفها اليوم إرادة حديدية جديدة ، انضمت بها ومعها لجيش الحضارة العالمى الجديد الموحد . أو كما نقول فى كل مرة يحدث فيها مثل هذا فى هذه الصفحة : لا تزال البقية الأهم لم تأت بعد ! اكتب رأيك هنا

 

Colombian President Álvaro Uribe Vélez' assigned Defense minister Martha Lucia Ramirez

The Lady in Red. The ‘Iron’ Lady in Red?

 15 أغسطس 2002 : الأمور تجرى مع أوريبى 200208/13COLO.html وAP-Colombia-Uribe-Military.html وinternational-colombia-military.html بسرعة مدهشة .

العصابات اليسارية ، أو ما يسمى القوات المسلحة الثورية لكولومبيا FARC ، لم تنتظر أصلا . يوم تنصيبه قبل ثمانية أيام شنت هجوما بمدافع المورتار فى حى إل كارتوشو فى العاصمة بوجوتا ، إلى القرب من موقع التنصيب أسفر عن مصرع 21 شخصا . وكان يستهدف أوريبى شخصيا ، الذى نجا مثلما نجا من هجوم مماثل أثناء حملته الانتخابية . لا شك أنهم محقون فى أنه أول خطر حقيقى يتهددهم فى حربهم هذه التى دامت 38 عاما حتى الآن .

هو أيضا لم ينتظر . شكل حكومته بسرعة . غير كل قيادات الجيش والأمن الداخلى بقيادات جديدة انتقاها بنفسه . ووضع امرأة لأول مرة فى التاريخ الكولومبى على رأس وزارة الدفاع هى مارثا لوتشيا راميرز . ثم قبل ثلاثة أيام أعلن حالة الطوارئ . هذه تمنح السلطات حق فرض حظر التجول والاعتقال دون محاكمة وفرض الرقابة على الإعلام ، وأيضا فرض ما سمى ضريبة حرب ، وقدرها 1.5 0/0 على ذوى الممتلكات أكثر من 60 ألف دولار . أيضا أعلن أوريبى عن خطة لتجنيد مليون مخبر . بعد هذه الإجراءات شهقت جماهيرية أوريبى إلى 77 0/0 !

أميركا أيضا لم تنتظر . بالأمس أرسلت تحت‑سكرتير الدولة مارك جروسمان على رأس وفد كبير ، ليفتح فيما يبدو شيكا على بياض لأوريبى ، أوله مبلغ 800 مليون دولار ، وموافقة على كل مطالبه من التسليح . وكان الكونجرس قد وافق فى مطلع الشهر على تخويل الحكومة الأميركية تحويل أموال هذا الدعم والمخصص أصلا عبر السنوات السابقة لمكافحة العقاقير ، لمكافحة المسلحين الماركسيين ، ذلك دون الحاجة للرجوع للحكومة الأميركية . طائرات البلاك هوك وفرق التدريب بدأت تتدفق فعلا .

بن لادن وبن ماركس وبن ناصر ( عرفات ، من غيره يتحدث عن التحرر القومى اليوم ؟ ) ، هم من اختاروا جعلها حربا قذرة ، وليس رامسفيلد أو أوريبى أو شارون .

منظمات ما يسمى بحقوق الإنسان بدورها لم تنتظر . قوات التدريب الأميركية والمليون مخبر ، زائد طائرات الهليكوپتر بالذات ، تلوح جميعا وكأن أيام چنرال تشيلى العظيم پينوتشيت قد بعثت حية من جديد . هذا الذى سحق اليسار بأقصى معايير القوة ، وخلق بدلا منه بلدا عصريا قوى الاقتصاد ومحط إعجاب كل العالم وكل الكتب . هذه أشياء لا تعنى منظمات حقوق الإنسان ، فإچندتها تحوى فقط بندا واحدا ، هو إبقاء راية الماركسية اللينينية حية . قالوا إن ما يفعله أورويبى هو حرب قذرة . كلمة مستهلكة كان آخر من وصمته هو دونالد رامسفيلد . ساعتها قلنا ، إن بن لادن وبن ماركس وبن ناصر ( عرفات ، من غيره يتحدث عن التحرر القومى اليوم ؟ ) ، هم من اختاروا جعلها حربا قذرة ، وليس رامسفيلد أو أوريبى أو شارون . ربما الصياغة معدلة قليلا هنا ، والسبب أن الحلف الشيوعى‑القومى‑الإسلامى هو اللعبة الجديدة لمنظمات حقوق الإنسان عبر العالم كما تعلم . يعتقدون أنه سلاحهم الأخير لقهر حضارتنا الرأسمالية الإمپريالية عالية التقنية . ثم بقليل من الحرب الأهلية بعد ذلك ، سيتم التخلص من رفاق اليوم ( التناقض الثانوى ) ، وتعود راية الاشتراكية الماركسية لتخفق على العالم من جديد .

اليوم قام أوريبى بتنصيب القادة الجدد فى عرض عسكرى ، وبحضور كثيف من القادة العسكريين الأميركيين . موقع العرض هو قاعدة عسكرية كان قد هاجمها المسلحون اليساريون بالتزامن مع وقت الهجوم على الپرلمان يوم 7 الماضى . جاءت راميرز بزى أحمر قصير ، فكانت مشهدا ملفتا للغاية وسط الملابس العسكرية الداكنة . ألقت خطابا ملتهبا يعبر بلا لبس عن كون ثمة امرأة حديدية تقبض الآن على دفة هذه الحرب . خلال الخطاب كانت زوجة أوريبى الهادئة والبسطية جدا على العكس ، تمسك بحنو وبعينين مغمضتين أغلب الوقت ، بيد زوجها الذى لاحقته مؤخرا محاولات الاغتيال . أخيرا ألقى أوريبى نفسه بكلمته . وبدا من الواضح أنه ليس خطيبا مفوها تقليديا ، وهذا شىء جديد رائع يؤشر لماهية قادة العالم اليمينيين الجدد . فعلا هو خريج أوكسفورد وهارڤارد ودودة كتب ، ومن ثم لم يرفع عينيه اللتين تغطيهما نظارة قصر نظر أنيقة من الورقة الضخمة التى يرفعها أمام وجهه وكانت تحجبه حتى عن الكاميرات !

الدرس الذى يجب على القادة العرب تعلمه من الرئيس الكولومبى الجديد أن الوقت قد حان لحرب إبادة شاملة تقضى من الجذور على كل القوى الوطنية والقومية واليسارية والإسلامية ، وأن لا أمل بالمرة فى التحول للحداثة أو الانخراط فى الحضارة العالمية قبل إتمام هذه الخطوة بالكامل أولا . كما ترون السعودية نفسها مهددة بالطرد من الاقتصاد العالمى بعد أن كانت أحد أعمدته ، إذا ما تقاعست عن إنجاز تلك المهمة .

نعم ، أوريبى ليس بحال الدوتشى ، لكن هذا لا يقلل من قدر زعامته قيد أنملة . لأن ليس المهم اليوم إلهاب مشاعر الناس . المهم المحتوى ، ومخاطبة العقول . وفى هذا لا يمكن إلا القول بأن ابن الخمسين من عمره لا يزال هو عينه الطالب النابغ القديم ، ذكرنا بنابغى مدرسة شيكاجو الذين استقدمهم پينوتشيت وأعطاهم مطلق الصلاحيات لبناء نهضة تشيلى المعاصرة ( اقرأ القصة أعلاه ) ، ونقول أن لا شك أنه نجح فى اختبار اليوم بتقدير ممتاز .

ببساطة وتواضع وفيما يخصنا نحن كعرب : الدرس الذى يجب على القادة العرب تعلمه من أوريبى أن الوقت قد حان لحرب إبادة شاملة تقضى من الجذور على كل القوى الوطنية والقومية واليسارية والإسلامية ، وأن لا أمل بالمرة فى التحول للحداثة أو الانخراط فى الحضارة العالمية قبل إتمام هذه الخطوة بالكامل أولا . كما ترون السعودية نفسها مهددة بالطرد من الاقتصاد العالمى بعد أن كانت أحد أعمدته ، إذا ما تقاعست عن إنجاز تلك المهمة .

نأمل فقط أن يتأملوا قليلا فى لماذا تغدق عليه أميركا بكل هذا الدعم ، وتقتر فيه جدا ‑إن لم تنغص وتضغط‑ فيما يخص بقية العالم الثالث . على الأقل ربما يجدون شيئا مغريا ما فى الأمر !

العبارة التى ربما تخلد مما قاله أوريبى اليوم طبقا لترجمة وكالات الأنباء لها ، هى : This is the time to produce results! . نعم إنها رسالة العالم المتحضر إلى كل العالم اليوم ! ] . اكتب رأيك هنا

تحديث : 29 نوڤمبر 2002 : رسميا ، أعلنت اليوم قوات الدفاع الذاتى المتحدة لكولومبيا United Self-Defence Forces of Colombia (AUC) ، وهى الميليشيات اليمينية القوية ، وقفا لإطلاق النار من جانب واحد . ليس هدنة الكريسماس السنوية التقليدية ، بل وقف نهائى لإطلاق النار . قرار شجاع من كارلوس كاستانو قائد هذه القوات ، رغم علمه بأن واشينجتون تطالب برأسه بتهمة تهريب الكوكائين ( لا أحد فى العالم كله تقريبا ، يعرف بعد لماذا لا تزال زراعة وتجارة العقاقير تهمة ؟ ) .

المهم : تهانينا بالنصر الجديد لأوريبى ولهذه الميليشيات أيضا . نعم ، أن يا صفوة العالم اتحدوا ! ] .

تحديث : 9 ديسيمبر 2002 : كولومبيا باعتبارها رئيسا لمجلس الأمن سلمت اليوم المستنسخة الوحيدة الخاصة بالمجلس للولايات المتحدة ، حيث تم نقلها من نيو يورك لواشينجتون على الفور . كما قرر رئيس المجلس ، ممثل كولومبيا ،  أن تسلم مستنسخات كاملة منها للدول دائمة العضوية الأربع الباقية ، ذلك دون الحاجة لانتظار حذف المعلومات التقنية الخاصة بإنتاج الأسلحة . رغم أن هذا إجراء تنظيمى عملى وجيد للتسريع باطلاع الأعضاء الأهم على التقرير ، وممن ليسوا فى حاجة للاستزادة من إبداعات العراق التقنية العظمى ، إلا أنه منذ الصباح والتحليلات العربية تثير غيظى وضحكى فى آن . يقولون پاول زار كولومبيا هذا الأسبوع ومنحها معونات خصيصا من أجل هذا .

خصيصا من أجل هذا ؟ يا لكم من بؤساء ، لا تعرفون شيئا عن كيف تسير الدنيا حولكم ! معلهش ، سامحهم يا رب علشان خاطرى ، إنهم لا يعرفون ماذا يفعلون ، ولا يعرفون حتى أين تقع كولومبيا ع الخريطة !

أما أنت فلو يهمك الموضوع ، إليك نسخة من لائحة محتويات التقرير ، التى تمثل الصفحات الثمانى الأولى منه . باقى الـ 12 ألف صفحة لسه كمان شوية . صدام أفندى كعب الغزال ، يعتقد أن الأمم المتحدة ستحتاج سنوات لقراءتها . أوكد لك أن الملخص التنفيذى ، بل المشورة والرأى أيضا ، سيكون على مكتب الرئيس بوش غدا صباحا . برضه بؤساء ، لا يعرفون التقانات التى يعلمونها لتلاميذ المدارس هناك لقراءة النصوص الضخمة بأسرع ما يمكن ! ] .

| FIRST | PREVIOUS | PART I | NEXT | LATEST |