|
|
|
على السياسة
( الجزء الثالث )
On Politics
(Part III)
| FIRST | PREVIOUS | PART
III | NEXT
| LATEST
|
NEW:
[Last Minor or Link Updates: Monday, June 23, 2014].
In Part II
|
July 12, 2004: Egypt: Somebody on the steering at
last… Gamal Mubarak!
…
…
…
In Part I
January 29, 2003: Floating of the Egyptian Pound, a very good
step indicates a very bad economical situation!
February 24, 2002: A train inferno kills 400 Egyptians. Unfortunately,
the largely condemned Minister of Transportation is not the real killer!
February 6, 2002: Egypt receives an astonishing $10.3
billion of grants and aid virtually nobody asked for! Again, the man behind the
mystery should be, who else, Saddam Hussein!
January 14, 2002: The ailing Egyptian economy enters the age of
free Internet!
October
10, 2000: Intel to build a $500 million microchip
plant in Egypt. Egyptian students vow to boycott American products. What an
interesting country!
January 3, 2000: Whatever Happened to Baby Egypt (and lead her to
strangle her best Prime Minister and ride a one-way ticket, well, to HUNGER)?
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الجديد
( تابع جزء 1 ، جزء 2 ) :
24 أپريل 2006 : لم تمض سوى أيام
قليلة منذ كتبنا فى هذه
الصفحة نحيى موقف الحكومة المصرية من منظمة حماس الإجرامية
( سابقا ) ، الحكومة الفلسطينية الإجرامية
( حاليا ) . يرفضون استقبال ممثليها ويحيلونهم لعمر سليمان رئيس
الاستخبارات كى يذكرونهم طوال الوقت بأنهم كما كل الإسلاميين ، مجرد ملف
أمنى فى نظرنا ، لا أكثر . لم نشر لأن حكومة الأردن تستحق تحية أقوى
لأنها أخذت موقفا أقوى : اعتقلت عناصر حماس لديها ، وكشفت عن مسلسل
مخططاتهم ‘ لزعزعة استقرار المنطقة ’ ، الشىء الذى وعد علنا خالد
مشعل خامنئى به قبل أسابيع ( طبعا مستعيرا التعبير من ولى نعمته الأصغر
بشار الأسد ! ) .
اليوم ضربوا منتجع دهب فى سيناء .
المرة الثالثة التى تضرب فيها منتجعات سيناوية . فى المرات السابقة ألمحنا
وتوقعنا من أياد فلسطينية ( قلب صفحات الموقع وستجد كلاما عن غزوتى طابا وشرم الشيخ
المباركتين ، بتاريخى 6 أكتوبر 2004 و23 يوليو 2005 ) ، وها هو
اليوم مناسبة قومية مصرية ثالثة لا بد وأن أعداء أوسلو يكرهونها شر
الكراهية : عودة سيناء لمصر . هذه المرة ليس حدسا أو استنتاجا منطقيا
أو غيره ، إنما شواهد أكثر تكاثفا ، أعظمها عبقرية ما كشفته عملية
الأردن المجهضة نفسها ، فالكلام الطويل عن جماعات إسلامية مسلحة عابرة
للحدود ما بين المناطق الفلسطينية والدول المحيطة مستهدفة هذه الدول المحيطة
تحديدا من ناحية وتهريب السلاح لكل الأمكنة من ناحية أخرى ، تلك التى كانت
توصف سابقا بأنها فرع تنظيم القاعدة فى المنطقة ، أصبحت خصائصها تنطبق
بالكامل على تنظيم حماس الذى ضبط بالأردن . نعم ، هذا ما حدث :
حماس فشلت قبل
أيام فى ضرب الأردن ، فضربت اليوم
‘ دهب ’ مصر ، تماما كما ضربت قبلها طابا وشرم الشيخ . سمها
حدسا أو سمها معطيات وشواهد ، ما يعنينا قوله ، إنها عصابة واحدة تمتد
عبر العالم ، تبدأ بمشايخ الأزهر وكهنة الأخوان ، وتنتهى بپوتين
وشيراك وبن لادن . الأمور باتت واضحة ، لا معتدل ولا متطرف إنما تقسيم
أدوار ، أو بالأكثر خلافات حول التوقيت : الزرقاوى يرى أن نرفع السلاح
ضد أميركا والحكام والشيعة معا . بن لادن يقول له الوقت غير مناسب ونرفع
السلاح ضد أميركا والحكام فقط . الجماعة الإسلامية والجهاد تقول لهذا
الأخير الوقت غير مناسب ونرفع السلاح ضد الحكام فقط . حماس ونادى
القضاة ، أقصد الأخوان ، يقولون لهم الوقت غير مناسب ونزيح الحكام
بالديموقراطية . الأزهر يقول للجميع الوقت غير مناسب وتكفينا حاليا السيطرة
على الإعلام والتعليم وتكديس الثروات ( هل تذكر ماذا قال مشايخ الأزهر
لمشايخ طالبان حين ذهبوا لحثهم على عدم هدم تمثال بوذا ؟ هل ناقشوهم فى
الشرع ؟ هل يستطيعون أصلا ؟ كل ما قالوه إن الوقت غير مناسب .
وها قبل قليل أفتى مفتى مصر الرسمى
الذى يتقاضى مرتبه من الحكومة بهدم كل التماثيل ، كاشفا بشجاعة نادرة عن
قطعة جميلة أخرى مما تخفيه لنا الأچندة الإسلامية ‘ المعتدلة ’
‘ الوسطية ’ ! ) . نعم ، الأمور باتت
واضحة : الدنيا كلها فى أحد حلفين اليوم ، إما حلف الحداثة والبناء
والتقدم ، وإما حلف الإرهاب والتخلف وقطع الطريق ، ولا حياد . الخبر الجيد أن التفجيرات كانت ضعيفة وشبه بدائية
ولم تسقط خسائر تذكر لا فى الأرواح ولا المبانى ، بالنسبة لعددها وهو
ثلاث . ثانيا التفجيرات حسب المعلومات الأولية انتحارية وليست فائقة
التقنية . ثالثا المكان نفسه أسهل بكثير من طابا شبه الإسرائيلية ومن شرم
الشيخ المقر شبه الدائم لرئيس البلاد ، إنما هو منتجع دهب المتواضع الأكثر
جماهيرية لدى القطاعات الأوسع من الطبقة الوسطى أو حتى ما تحتها ، أى ما
يسمى بلغة بيزنس السياحة budget tourism . رابعا ربما لم
يكن الهجوم مقصودا أصلا ، فتركيز مصر وإسرائيل على منع تهريب الأسلحة
والمتفجرات لداخل المناطق ، ربما أجبرهم على التفكير ، إذن لنفجرها
هنا فى مصر ، هذا على الأقل أفضل من دفنها . رغم كل ذلك الفشل هم يصرون على تذكيرنا ببصمة
القاعدة من خلال استخدام أسلوب التفجيرات المتزامنة ، لكن حتى لهذا مغزاه
السلبى أيضا . والواضح أنهم خافوا أنهم لو جمعوا المتفجرات فى مكان واحد
لربما أجهضت العملية برمته ، فكانت النتيجة تلك التفجيرات الأقرب لمشاركة
للمسيحيين الاحتفال بعيدهم بإطلاق البمب . القاعدة كما لاحظنا مرارا تفقد شهرتها
القديمة التى قتلت المئات فى لحظة فى سفارتين أميركتين ، أو ثلاثة آلاف فى
برجى نيو يورك . الآن فروعها المحلية المرعية من حماس وبقية رموز العصابة
الإسلامية الدولية ، من سيناء إلى العراق إلى كل بلد تقريبا عبر
العالم ، لا تستطيع ولم يحدث أبدا أن استطاعت الإتيان بعملية مبهرة
واحدة ، بل كل عملية تبدو أضعف بكثير من سابقاتها . طبعا كل ديدان المعارضة السفلة
شككوا قبل أيام فى الكشف عن تنظيم إرهابى اسمه الجماعة المنصورة قبل ايام قائلين
إنه وهم بهدف تمرير قانون الطوارئ . اليوم لن يعدموا شيئا يقولونه ،
ولو لم يجدوا شيئا سيقولون لك الموساد وراء كل شىء منذ تناول آدم للتفاحة وحتى
اليوم . ما بدأوا يعزفون عليه بالفعل نغماتهم القبيحة ، كما بدأت
بالفعل وجوههم القبيحة تطل على الشاشات فى هذه الساعات ، هو أن السبب هو
اتفاقية السلام ، بينما الاتفاقية تسمح بالفعل بتواجد ما نحن واثقين منه ، ونرجوا أن يكون مفهوما
للجميع : كما أن إسرائيل تجهض مئات العمليات الانتحارية لحماس
وأذنابها ، ولا تعلن إلا ما ينجح فقط ، الطبيعى أن نتوقع أن مصر تفعل
هذا أيضا . السبب واضح جدا ، هو أن كثرة أخبار التنظيمات السرية
ومخططات الإرهاب تضر بالاقتصاد والسياحة وكل شىء . عشرات الآلاف من
المعتقلين فى مصر هم عبارة عن تنظيمات إرهابية سرية ، وهل يتخيل أحد أن عشر
سنوات بدون عملية واحدة لا يعنى بالضرورة أنها عشر سنوات بدون محاولة
واحدة . المؤكد أن لو شاء حبيب
العادلى أن يقدم لنا تنظيما كل أسبوع ويحيله للقضاء فلن
ينقصه الوسيلة ، لكنه لا يفعل ذلك بسبب الاقتصاد والسياحة فقط ، إنما
لأن أنسب شىء هو عدم تسليمهم للمحاكم من الأصل وإبقاؤهم تحت قبضته
الطوارئية . نعم المعارضة محقة والحكومة كشفت الفئة المنصورة أو الفئة طنطا
أو أيا ما كان اسمها بسبب حلول وقت تجديد قانون الطوارئ ، لكن غير محقة لو
تصورت أن الأمور يمكن أن تستمر على نفس أوضاعها الحالية التى ‑ويا
للمفارقة‑ لا تعجبهم . أما الخبر السيئ ، والذى يمكن فى نفس الوقت أن
يتحول لخبر رائع ، فهو تلك النبرة الخفيضة التى تستخدمها الحكومة المصرية
ضد حماس ، بينما الحقيقة أن الفرصة قد حانت فعلا لتوجيه ضربة قاصمة لهذا
العدو الحقيقى لشعبه ولمصر ولكل العالم . نظريا تلك الجماعات لا تحتاج لأكثر من أن يقف خالد مشعل بين
يدى على خامنئى أو فى مهرجان خطابى فى دمشق ، ويقول إنه سيقوض استقرار
المنطقة ، وأن يبث هذا المشهد على قناة الجعيرة ، حتى تنطلق جميعا
تفعل كل ما تطاله يداها ، باعتبار أن الأمر قد قضى والزعيم قد أصدر لها
الأمر . لكن عمليا وحسب الوقائع الأردنية ، الأمور أعمق وأكثر تنظيما
من هذا بكثير ، ولم يطلقها مجرد تصريح إعلامى لخالد مشعل . خالد مشعل
ليس مطاردا جائعا مثل أسامة بن لادن ، إنما قائد له معسكراته وأركان حربه
واتصالاته التى تدار كلها علنا من دمشق . هو شخص معلوم العنوان ويوجه
تعليماته الميدانية بدقة حتى أدنى المستويات . مع ذلك سننتظر ونرى ،
ونتوقع سماع الكثير من التفاصيل المثيرة هذه المرة ، لكن لو لم تثبت مثل
تلك التفاصيل فأركان الجريمة ثابتة وتوافرت أركانها علنا فى دمشق وطهران [ بعد
أيام قتل زعيم التنظيم السيناوى واسمه التوحيد والجهاد واسم الزعيم خميس
الملاحى ، واتضح ‑ولا غرابة‑ أنه متزوج من
فلسطينية ] . فقط ما نتمناه على حكومتنا من
فعل فورى ، هو تعليق كل الاتصالات مع السلطة الفلسطينية ، وعدم
الاتصال بها ولو حتى من خلال عمر سليمان ، إغلاق كل المعابر ، وتجميد
ووقف تحويل النقود والإمدادات التى تمول هذا الإرهاب المجرم ، تلك التى تمر
عبر مصر ، سواء قادمة من الجامعة العربية أو من أية دولة أخرى أيا ما
كانت . أصابع الاتهام قوية تتطلب كشف كل الحقائق ، أو على الأقل إطلاع
الدول العربية التى ترسل أموالا من قبيل الشفقة كالسعودية وقطر ، على حقيقة
ما يجرى من قبل هذا الشعب الإرهابى . لكن حتى تنجلى كل الحقائق لا وقت
للنغمات الخفيضة .
مرة أخرى تحية لحبيب العادلى ورجاله الأبطال على
ألف نجاح ونجاح لم نسمع بها لكن نعرف أنها هناك . وطبعا مرة أخرى تحية
للأردن ولملكه الشجاع . نذكر فقط أن القانون الأردنى
يجرم الآن ‘ تبرير ’ الإرهاب . هل تعرف معنى هذه الكلمة ؟
أن لو حدث وقلت ‘ أنا أدين العمليات الإرهابية ، فقط لدى بعض التحفظات
على السياسة الخارجية الأميركية ’ ، تجد نفسك فى السجن فى اليوم
التالى . لا شك كثير لدينا أن مثل هذا البند سوف يرد فى قانون الإرهاب
المصرى الموعود . لكن ما لدينا به بعض الشك أن حكومتنا الديموقراطية أكثر
من دولة الإغريق نفسها ، والتى اعتادت أن تقضى أمسياتها تدخن الشيشة وتقضى
عطلاتها تذهب لمنتجع مارينا ، ستكف عن تقاعسها المشين والانتحارى ،
وستبدأ فى الاشتغال دونما عطلات على الملفات المركونة بالأدراج ، هذا حين
تفاجأ بأن القانون الجديد سيلزمها صراحة بوضع 99 بالمائة من الصحفيين و99
بالمائة من التليڤزيونيين ومائة بالمائة من أئمة المساجد ، خلف
القضبان أو على أعواد المشانق ، وحين يفاجأ الجميع أن الحكومة كانت تدللهم
بقانون الطوارئ سيئ السمعة ، وكانت تدللهم بقانون حبس الصحافى ستة
أشهر ، وليس بأن تنتقل ملكية كل المؤسسة لمن أساءت إليه ، ويقضى
الصحفى كل بقية عمره فى السجن سدادا للتعويض . هذه وتلك ليس أكثر مما يحدث
فى كل بلاد العالم . نعم لا تدللوا المعارضة بعد اليوم ، لأنها مجرد
حفنة من المجرمين المرتزقة ، فقط عاملوهم ‘ ميرى ’ كما تعامل كل
الدنيا المحترمة إعلامها وصحفييها ومساجدها ! اكتب رأيك هنا [ تحديث : 23 مايو 2006 : هل نحن عباقرة أم
ماذا ؟ هل نحن متنفذون بحيث نكون أول من يطلعه وزير الداخلية على تحقيقاته
ويضع على لساننا نتائجها ، أم هل لعلنا متنفذون أكثر بحيث نحن الذين من
خلال ما نعممه على موقعنا ، نضع الكلام على لسان وزير الداخلية ؟ هل
نحن الكاتب الأكثر تأثيرا فى مصر والعالم بحيث لا نكتب شىء إلا ويهرول الجميع
لتنفيذه بدءا من جمال مبارك حتى چورچ دبليو . بوش نفسه ؟ الإجابة هى لا أى شىء من كل هذا ، والأمر لا يستحق حتى أن نعتز
به كما مثلا اعتززنا يوما بنبوءة
جامحة شبيهة مساء 11 سپتمبر 2001 ، يوم قلنا إن عقلا مصريا هو بالضرورة
وراء ما حدث . فيما يختص بعلاقة حماس بتفجيرات دهب وربما ما قبل دهب ،
كانت الأمور واضحة جدا ، ولا تحتاج إلا لربط قليل من الأشياء ببعضها .
اليوم
صرحت وزارة الداخلية المصرية رسميا بأن مفجرى دهب : 1- تلقوا التدريب فى
معسكرات فلسطينية ، 2- لقوا إسنادا مباشرا فلسطينيا فى التخطيط
والتنفيذ ، 3- تلقوا التهنئة رسميا من ولاة أمرهم فى فلسطين . لم يذكر
البيان اسم حماس صراحة ، لكنه فعل ما هو أدهى ، أنه نفى أى لبس غير
هذا ، قال إن تنظيم القاعدة لا علاقة له بالأمر . هكذا أزال الشماعة
الوحيدة التى راحت تتحرك كتائب القسام تحت رايتها مؤخرا ، ما تنفذه ولا
تريد نسبته لأنفسها تنسبه لتنظيم القاعدة . وزارة الداخلية المصرية فوتت
عليهم فرصة اللعب على الذقون ، فقط أضافت مأثرة جديدة لسجل المآثر المتعددة
والكبيرة جدا لخالد مشعل وإسماعيل هنية : غزوة دهب المباركة ! السؤال الآن ماذا بعد ؟
إسرائيل نفضت يدها من قطاع غزة ، شارون خرج منها بنذالة منقطعة النظير قبل
أن ينهى واجبه المنزلى فيها . ومشكلة القطاع باتت مشكلتنا نحن فى
مصر ، وأعتقد بعد أن أصبح كل ذلك أمرا واقعا ، أن من حقنا على
إسرائيل ، ومن حقها على نفسها كذلك ، أن تعدل معاهدة السلام
الإسرائيلية‑المصرية ، بحيث تسمح للمدفعية والقاذفات المصرية بقصف
غزة ] . 14 مايو 2006 : د . حمزة المزينى يشرح لقناة العربية
كيف أمسك الأخوان بخناق التعليم العمومى فى السعودية منذ هجرتهم إليها من مصر فى
الستينيات ، وكيف وجهوه لتفريخ التطرف والإرهاب تحديدا ، أو عامة لجعل
العملية التعليمية برمتها منهجية لـ ‘ ثقافة الموت ’ ، هذا من
خلال غلغلة أيديولچيتهم لكل المناهج لا الدنيبة فقط ، ومن خلال الدروس
العملية عن تغسيل وتكفين الميت ، وحجرة للنار وحجرة للجنة
… إلخ . قبلهم لم يكن الفكر التكفيرى هو الشىء السائد بالمرة
هناك ! لا تعليق ! اكتب رأيك هنا 13 يونيو 2006 : هذا
الأسبوع زفت لمصر البشرى الجديدة
الكبرى : حزب جديد اسمه حزب
الشهد والدموع ، أو فى قول آخر حزب الحرية والعدالة . الشهد هو تلك العدالة الاجتماعية التى يعد بها الجميع ، ويقول
إنه استقاها من طريق تونى بلير الثالث ، والدموع لأنه حزب يؤمن بالحرية
الملائكية ، ينادى رغم حقيقة هذا الشعب الغبى الجاهل سهل التحريض ،
بالحرية للجميع بمن فيهم عتاة معاداة الحرية وسلبهم إياها من الآخرين ،
كالأخوان المسلمين واليساريين والقومجيين العربجية . وسيكون أصحابه ‑أى
أصحاب الحزب‑ هم أول من يذرفون الدموع والدم معا ، على مذبح أولئك
الذين ينادى لهم بالحرية كل الحرية . شارك فى التأسيس حفنة من كبار الملائكة ،
يتقدمهم أسامة الغزالى حرب ويحيى
الجمل وصلاح السعدنى وآخرون . للوهلة الأولى قد لا
نعرف ما الذى جمع الشامى ع المغربى ، حرب كان تقليديا على يمين
الحكومة ، والجمل كان وسطا معها ، وكلاهما انشق ، أما السعدنى
فهو يسارى أصيل أبا عن جد أصلا . لا أستطيع توصيف مثل هذا البرنامج ،
لكن ‑وفى حدود ما تكاثف منه من ملامح أبرزها إذن الذى جمع الشامى ع المغربى هو ذاك تونى
البلير . لكن ما نسيه جميعهم أن
1- هذه ليست ليبرالية . هذه اشتراكية مقنعة ، أو لعلها حتى غير
مقنعة . 2- اقتصاديا واجتماعيا ، تونى بلير نفسه كان أول من انقلب على
الطريق الثالث ، وبات يمينيا أكثر من اليمين البريطانى الكلاسى نفسه .
والسبب ليس خافيا ، وهو أن من المستحيل أن تحافظ على ما يسمى بالبعد
الاجتماعى وأن فى نفس الوقت تنجح فى عالم مفتوح شديد التنافسية كعالمنا .
3- سياسيا ، تونى بلير انقلب على كل الحريات الملائكية التى اشتهرت بها
بريطانيا ، بل واخترعتها . وأيضا السبب بسيط وراء طوفان القوانين
البليرية المقيدة للحريات ، وهو أن لا مكان للملائكة فى عالم يعرف فيه عصام العريان وأسامة بن لادن وصدام حسين وعلى خامنئى طريقهم حق
المعرفة ، وتتهدد فيه الحرية ‑اقتصادية وشخصية‑ الأخطار من كل
صوب وحدب ، ذلك ما لم تكن هناك يد باطشة تحميها .
نعم ، ربما حزب
‘ الشهد والدموع ’ لأسامة الغزالى حرب وشركاه ، به بعض
الاختلافات الجيدة غير المسبوقة عند كل ‘ الليبراليين ’
السابقين . مثلا هو لن يحارب إسرائيل ، كما أنه قد يجاهر بالعلمانية
( قارنه مثلا بليبرالية أيمن
هجايص الكارثية المضحكة ) . لكن السؤال المحورى يظل كما هو :
ما حاجتنا لحزب ليبرالى جديد مزعوم زائف ومضلل . لو شئت الحد الأدنى من
الليبرالية ، بالحد الأدنى من احترام معانى الكلمات ، فهو موجود فى
فريق جمال مبارك وأحمد نظيف ومحمود محيى الدين ( ومع كل التحفظات المعتادة
من جانبنا عليهم ، مثل هل سيسيرون فى الطريق لآخره أم لا ، وهل من
المفيد وضع بعض ‘ الشهد ’ على برنامجهم الليبرالى ، أم من الأفضل
مصارحة الناس ، بأن مثلا الإصلاح الحقيقى لن يضيف 4.5 مليون وظيفة إنما
سيلغى 9 مليون وظيفة ، وأن دون أشياء مؤلمة للغاية لن تستطيع مصر أن تنتج
سلعا يمكن أن تباع خارج حدودها ، وأن مثلا النهضة فى عالمنا الثالث شىء
نقيض بالضرورة للديموقراطية ، إلى آخر ما أفضنا فيه مرارا من
تحفظات ) . عدا ذلك الكل اشتراكى ، والشهد عندهم ليس مجرد تحلية
فوق برنامج مرير لكن صحيح بالأساس ، إنما هم أصحاب برامج فاسدة عطنة حتى
النخاع . أو كما قلنا مليون مرة ، لو كانت هناك معارضة حقيقية
للنظام ، فجمال مبارك هو المعارض الأول فى مصر ( أو الثانى ، لو
وضعتنا نحن فى الحسبان ! ) . وعدا ذلك فالكل على يسار
الحكومة ، والكل لا يريد تغيير النظام ، ويريد فقط تغيير
الأسماء . الثورة الحقيقية والثوريون الحقيقيون ، هم من يحلمون حقا بـ
‘ الحرية ’ و’ العدالة ’ ، حرية وعدالة قوانين الدغل
التى ارتضتها كل الدنيا ، حرية وعدالة أن من يستحق يعيش ومن لا يستحق
يموت ، حرية وعدالة الانتخاب الطبيعى والعيش للأصلح !
ربما ترى حكومتنا أنه حزب لا يضر
ولا ينفع ، حزب لملائكة بجد ، لا أسنان ولا مخالب لهم ، ومن ثم
فهى قد تسمح بتأسيسه . لكن من منظورنا الشخصى ، ودون تكرار لحقيقة أن
أمس ما نحن فى أمس الحاجة إليه هو حل كل الأحزاب ، وحبس كل المعارضين أو
قتلهم لو لزم الأمر ، أنه حزب لن يفعل إلا أن سيزيد من إعاقة رؤية التحديات
الحقيقية رؤية صحيحة . وسوف يفاقم من تشويش وضبابية الصورة فى مشهد ثقافى
وسياسى سمته الكبرى أن ما حدش من كل إللى بيتكلموا فيه فاهم أى حاجة فى أى
حاجة . وكل فرق المعارضة ، أو حتى القطاع الأكبر من الحزبى الوطنى
الديموقراطى الحاكم نفسه ( الاتحاد الاشتراكى سابقا ) ، كلهم
أبعد ما يكون عن الإلمام بأى شىء من أى شىء يجرى فى العالم حولنا . هو
تأكيدا حزب ماضوى يعيش فى تهاويم عصر تجاوزه الزمن بعقدين من الزمان على
الأقل . ولا يقربنا بل يبعدنا ، عن الإسراع فى الإصلاح من خلال الطريق
الوحيد ، الطريق الأول ، طريق
أمنا الطبيعة ، طريق التنافسية المطلقة التى لا تحمى أحدا ولا تحابى
أحدا ، طريق ‘ الحرية ’ و’ العدالة ’ المطلقين ،
الحقيقيين لا المكذوبين . الطريق الذى لا يمكن فى بلد متخلف إلا أن يترجم
سياسيا بنظام واحد فقط لا غير ، ديكتاتورية عسكرية يمينية تفرض الحرية ‑اقتصادية
واجتماعية‑ فرضا على الجميع . ونقول عسكرية لأننا لا نعتقد أن
الديكتاتورية الپوليسية الحالية بقادرة على أن تأخذنا فى مشوار الإصلاح حتى
مراحله الأخيرة ، وأن لو نحن جادون فعلا فى الإصلاح وبناء الاقتصاد ،
فسوف يستحيل هذا دون نزول الجيش للشوارع يوما ، أو هكذا علمتنا تجارب الأمم المتخلفة التى نهضت ، كلها
على سبيل الحصر ودون استثناء واحد . هل من قدرنا أن ننزف الشهور القادمة نناقش برنامج
حزب شهد ودموع الملائكة ، أو ربما فى قول آخر لو شئت حزب أطبطب
وأدلع ، أو لو شئت أى اسم رومانسى آخر تفضله لحزب ملائكة الرحمة
الرومانسيين المصريين الكبار ، ولعله سيكون أفضل من الشهد والدموع الذى على
رومانسيته يظل من اختراع شخص غير رومانسى بالمرة ، أنت تعرف اسمه .
إنه بإيجاز النكتة الأخيرة التى يقذف إلينا بها السيرك السياسى المصرى
العجيب . ونأمل أن تكون الأخيرة فعلا ، وألا تقف حكومتنا الشهيرة
بالرشيدة ، ساكتة أمام مهزلة التفاهات والجرائم المسماة بالحلبة السياسية
المصرية . ولن نفيض ، لأننا لو كتبنا صفحة أو صفحتين مع كل مشروع لحزب
أو صحيفة تسمى بالليبرالية فى مصر ، لأغرقناك عزيزى القارئ فى آلاف
الصفحات ، بينما الخلاصة أن لا شىء منها يحمل معنى الليبرالية الحق ،
المعنى الذى لا يكاد أصحاب تلك المشاريع يحتملونه أو يتخيلونه ، بأية درجة
من الدرجات ! كلمة أخيرة لمن يشاء أن يفهم : تونى بلير
ذاك ، كان يوما كبير ملائكة العالم بلا منازع . اليوم نزع كل الأجنحة
وكل الأقنعة وأخرج فقط أنيابه ومخالبه ، ودخل التاريخ بإصدار سلسلة قوانين
مقيدة للحريات غير مسبوقة فى التاريخ البريطانى ، حتى فى ظل الحروب
العالمية . ألا تفهمون أيها السادة الملائكة ، من هذا شيئا عن حقيقة التحديات
التى تواجه عالمنا حقا ؟ ألا تشعرون للحظة أنكم ‑بلغة الكرة‑
تأتون لبدء اللعب فى الوقت بدل الضائع ؟ اكتب رأيك هنا [ تحديث : 4 أكتوبر 2006 : الحزب
أصبح له مقر ع الأرض ، وكمان مقر ع
الإنترنيت . برضه طلع له إعلان فى الصفحة الأولى من الأهرام
النهارده ، يدعو لانضمام المؤسسين . كمان بقى له اسم جديد هو الجبهة
الديموقراطية ( جايز لإبعاد شبهة الشهد والدموع والسخرية التى أتى بها الاسم
القديم ، أو جايز لأنهم سارقينه فعلا حسب قول إحدى الجماعات المتصارعة على
قميص الليبرالية فى مصر ) . وكمان بقى له منصة ( برنامج )
مكتوبة ، وإن كانت الصفحة ع الموقع
لا تزال لم تتبن الاسم الجديد للحزب . الجديد أننا جئنا اليوم لنقول لك
نحن آسفون ، أخطأنا التقدير وبخسنا حق هذا الحزب العظيم . هذا ليس حزب
ملائكة بالمرة ، أو حتى حزب شامى على مغربى لكن جميهم أناس طيبين لا ضرر
منهم ولا نفع ، ولا نشاط جدى لهم فى محاربة الحكومة وهدم برنامجها الإصلاحى
على تواضعه ( نقصد الإصلاح الاقتصادى طبعا ، وليس الإصلاح إياه الذى
يقصده ديدان المعارضة وعصابة الأخوان … إلخ ! ) . العكس
الآن هو الصحيح ، وهذا أصبح حزب مقاتلين بكامل اتساع الكلمة . نظرة
واحدة على الموقع تخبرك أن أسامة
أنور عكاشة أصبح الآن من الأعمدة الأساس ، يعنى هو
حزب العبمعصورية متنكرة مرة أخرى ( رسميا اختار موقع الإنترنيت أغانى
العبمعصورية وجعلها بالفعل وبما لا يقبل اللبس رموزا له ! ) .
أيضا حركة كفاية أعلنت تحالفها معه ، يعنى هو حزب الشيوعية متنكرة مرة أخرى
( الحقيقة أنهم الآن لا تعوزهم بالمرة الأسماء اليسارية سياسية كانت أو
اقتصادية ) . بقى أن نجد وجها إسلاميا ، ولا شك أنه سيظهر قريبا
( أو لعله موجود وأنا شخصيا لا أعرف الأسماء ، وعلى الأقل حتى اللحظة
زارهم فضيلة المرشد للتهنئة والحوار ، ليبرالية بأه ! ) ،
هذا وذلك كى تكتمل الثلاثية ، وكى تتحقق للمرة الألف نظريتنا المملة ،
أن ما يسمى هذه الأيام بالليبرالية المصرية ما هو إلا المشروع عينه الذى لا يوجد
فى مصر سواه ، موحد المحتوى مهما اختلفت نسب الطبخة ونكهتها ، المشروع
العبمعصورى‑الشيوعى‑الإسلامى ، المشروع المصادر لكل
الحريات ، إلا الحرية السياسية ، حرية تلك الحفنة المجرمة من أعداء
الحرية المحترفين ! المثير حقا أن قرأت على الموقع نصا لحديث أجراه
مؤخرا أسامة الغزالى حرب يترحم فيه على كمال
الشاذلى وأيامه ، ويكاد يقول نفس كلماتنا المتكررة
عنه أنه هو الذى يصنع من مصر دولة ، بدلا من أن تتحول لصومال أو عراق أو
لبنان أو غزة أو سودان ، تتقاتل فى كل قرية صعيدية أو دلتاوية فيه ،
القبائل على الثأر أو الأرض أو الشرف أو الدين ! تصور ! أسامة الغرالى حرب
رسول الديموقراطية الأكبر يتحدث هكذا عن الشعب المصرى ، عن الـ 77 0/0
التى لا تنتخب وجعلها الحزب شعارا له . تصور كذلك أنه أصبح الآن من مستوى
الأهالى التى هرولت لتقابل رموز الحزب الوطنى بعد إزاحتهم ، ولتكتشف ‑لحظها
العاثر‑ أنهم جميعا كانوا اشتراكيين أكثر ما تخيلت ، وما كان عليها
أن تكيل لهم السباب عقودا ! ولا أدرى ما هى الخطوة التالية لشخص كان يوما
أحد أخبر خبراء مصر السياسيين ، إلى أصابه يوما ڤيروس اسمه
الديموقراطية ؟ ! الظاهر إنه مرض بالفعل :
موقعك كمعارض هو الذى يجعلك دودة رغما عنك ! ] . 15 يونيو 2006 : وبسطت هيرمس شبكة أمانها
تحت كل سوق الأسهم المصرية ، الهابطة كما فيل ضخم أسقط من طائرة ، ولا
أحد يجرؤ على وضع يده تحته لإنقاذه . بعد دقائق قليلة من بدء جلسة التداول
اليوم ، أعلنت الشركة عن نيتها شراء عشرة ملايين سهم كأسهم خزينة ،
فإذا فى لحظات يرتفع سهمها من 22 جنيها إلى 28.75 ، وترتفع معه جميع الأسهم
ومؤشر السوق وكل شىء . شراء أسهم الخزينة ليس بالإجراء الذى يستحق
التباهى . هو تخفيض لرأس المال ، ومن ثم هو سمعة سيئة . وفى
الأيام الخوالى حين كانت الأسهم ورقية ، كانوا حرفيا يلقون بتلك الأسهم فى
المدفأة بعد مرور عام على شرائها ، ويصبح المساهمون مساهمين فى شركة عدد
أسهمها أقل كل بحسب حصته ، وطبعا بحسب الحصة المستنزلة من العدد الإجمالى
تلك . لكن فى المقابل هى إجراء قهرى فى لحظات الكوارث أو الطوارئ .
ونستخدم كلمة طوارئ لأنها ذات مدلول خاص عند أولئك الذين يتسببون فى الهبوط
المتوالى للبورصة ، رغم قوة الاقتصاد ككل ، ورغم تجاوز كل نقطة تصحيح
معقولة . هؤلاء هم الذين تثير عندهم كلمة قانون الطوارئ أقصى
أرتيكاريا ممكنة منذ سنوات وعقود ، هم أنفسهم الذين يشتغلون الآن ليلا
نهارا على تدمير الاقتصاد
المصرى ، وإفشال تجربة الإصلاح التى يقودها جمال مبارك وأحمد نظيف ومحمود
محيى الدين ، والتى تمثل سوق المال أحد أركن أركانه ، وإلى القلب منها
بالطبع مؤسسوها الأصليون وكتاب قوانينها وقواعدها وأعرافها وأخلاقياتها ،
بنك الاستثمار المصرى الأكبر ‘ المجموعة المالية هيرمس
القابضة ’ ، أول شركة مصرية مساهمة بمعنى الكلمة ، أى مملوكة
بالكامل تقريبا لجمهور المساهمين الصغار . نقصد
بالطبع ذات الأقلام الشيوعية والعبمعصورية و’ المستقلة ’ ( إن
كنت تسمى مصطفى بكرى وعادل حمودة
وعمرو الليثى وإبراهيم عيسى ووائل الأبراشى مستقلين ؟
كلهم أعراب والشىء الوحيد الذى
يجمعهم هو وهم القفز على السلطة بالذات بعد أن رأوا أن المرشح الجدى لها هو شاب
مثلهم اسمه جمال مبارك ، لكن شتان فالهوة سحيقة بين مؤهلاته وخبراته والأهم
چييناته كبناء حضارى ، وبينهم هم كصراصير عربية لا تعرف إلا نهش ما بناه
الغير ) ، وفوقهم أو أمامهم جميعا ماكينة الشائعات الأخوانجية الأخطبوطية
العملاقة . لا يمر يوم إلا وكل مانشيتات الصحافة
الحزبية أو المسماة بالمستقلة لا تتحدث إلا عن شىء اسمه البورصة ، وتتسابق
فى اختراع العناوين عنها كمنطقة كوارث . ولا يمر يوم إلا ويسافر الرئيس
مبارك إلى 3 أو 4 عواصم أوروپية من أجل العلاج من 3 أو 4 أمراض عضال . ولا
يمر يوم إلا ويطلق أعضاء مجلس الشعب من الأخوان وغيرهم من المعارضين المسمين
بالمستقلين ، الشائعة تلو الأخرى ، مرة ضد أحمد عز ومرة ضد هيرمس ومرة
ضد المساهمين الأجانب وهلم جرا . ولا ينالون حتى ما ينال أذنابهم الصحفيين
من عقوبة الحبس ستة الأشهر الرمزية ، بل ينجون بفعلتهم بفضل الحصانة
الپرلمانية ، وندفع كلنا الثمن سواء كمستثمرين فى البورصة أو من سمعة
اقتصاد بلدنا ككل . هذا بينما أحمد عز ونجاحاته الداخلية والخارجية مفخرة
قومية تبهر كل الدنيا إلا نحن ( أقصد مفخرة عالمية و’ لا مفخرة ’
قومية ! ) . وهيرمس هى أكثر ملائكية من أن يشوب ثوبها شائبة ،
بل لعل هذه هى مشكلتها ( هل تذكر أول ما
كتبته عنها يوم هاجمها الجميع بلا استثناء وربط يوسف شاهين نفسه بالسلاسل
لسور مكتب الدكتور الجنزورى بدعوى احتكارها لصناعة الترفيه ، فهاجمتها
بدورى لكن لأنها أكثر ملائكية ‘ من أن تحتكر صرصورا ’ ، وقلت
إنهم يدفعون أموالا باهظة فيما لا قيمة حقيقية له ، ذلك أنهم مثاليون
يريدون أن يروا إقتصادا متقدما كاقتصاد أميركا أو بريطانيا وقد أنبت فى لحظة على
أرض مصر ، ويرون الثقافة المصرية وقد غزت كل العالم هكذا لمجرد أنهم قرروا
ذلك . وطبعا تنبأت بخسائر فادحة لهم ، الأمر
الذى كان ، وبأسرع مما تخيلت أنا نفسى حتى ) . والآن ها أنذا
أشفق عليهم من دخول السوق السعودية ، ذلك أن احتمال أن تتعلم هيرمس القذارة
منه أكبر بكثير من احتمال أن تعلمه هى النظافة . أما عن الأجانب فهم ‑ولا
ريب‑ أخلص المخلصين لبلدنا من غالبيتنا الساحقة ، هذا سواء كمستثمرين
مباشرين ( كمن وضعوا صناعة الإسمنت المصرية لأول مرة ككاسحة تصدير ،
زائد أنهم نظفوا هواءنا من التلوث الذى كانت تسببه ) ، أو كمستثمرين
غير مباشرين ، أى فى البورصة ، ممن تثبت الأرقام أنهم الأكثر تمسكا أو
شراء للأسهم ، والأقل استجابة لذعر الهبوط الذى يحاول هؤلاء الفاشلون بثه
فى عموم المستثمرين الصغار وبقدر غير قليل من النجاح ( لكن غير كبير جدا
أيضا ، ويمكن أن نضرب المثل بسهم شركة كالمصرية للإتصالات ، التى يوجد
لها 340 مليون سهم فى أيدى عموم الناس free float ، لكن تتداول يوميا
بنصف مليون أو أقل ، الأمر الذى علق عليه صديق لى ذات مرة قائلا إن الناس
تأتى لشركات السمسرة كل صباح وقد تركت أسهم الاتصالات فى المنزل ، وزاد
عليه
الهدف الشرير لحزب ‘ الحئد ’ بمصطلح
الرئيس السادات ، هو كما قلنا إجهاض عملية التحول الرأسمالى برمتها .
هذا خوفا من أن تبدأ فى إظهار نتائج ملموسة على الأرض ، ومن ثم تتمكن فكرة
الاقتصاد الحر والمنافسة بحيث يصعب زحزحة رموزها من السلطة أبدا . هكذا
يفكرون ، وهم يرون تربع أحزاب اليمين طويلا على السلطة فى بلاد كأميركا
والياپان وأستراليا ، أو كذلك فى بريطانيا بفرض أن تونى بلير بات يمين
اليمين التقليدى ، وأغلبهم لفترات تحسب بالعقود فى بعض تلك الدول .
فمبجرد أن بدأ الناس يشعرون فى تلك البلاد بنتائج تخفيض الضرائب ، وإطلاق
المنافسة ، ورفع يد الحكومة من كل شىء تقريبا ، حتى أصبح صوت المعارضة
اليسارية خافتا جدا ، وبات أملها معدوما تقريبا فى العودة للسلطة ، أو
يحتاج لألعاب بهلوانية خاصة جدا كما حدث فى إسپانيا وإيطاليا . عندنا ، نحن لا نملك ترف
انتظار أن نقنع الناس بأن أمل أبنائهم الوحيد هو الاقتصاد الحر المتنافس مع كل
العالم . فمن ناحية شعوبنا تختلف ، وتحريضها بواسطة أولئك السفلة
سهل ، ومن ثم فنحن نحتاج لقبضة باطشة وليس للإقناع . ومن ناحية أخرى
نحن لسنا بتقدم بلاد أنچيلا ميركل أو چون هاوارد ونعانى من كثافة سكانية مفرطة
وانعدام للكفاءات الشابة وغير الشابة ، ولذا نحتاج لعقود إن لم يكن لقرون
حتى تظهر النتائج وليس لمجرد سنوات قليلة كبوش أو كوئيزومى . نعم هناك الآن تراجع وانزواء
شديدين فى الأصوات الإجرامية المسماة المعارضة ، فبعد المظاهرات العنيفة
وبعد التطاول الصريح حتى على شخص حسنى مبارك نفسه على صفحاتهم ، هم يلجأون
الآن للشائعات مجهولة المصدر ، و’ للحيطة المايلة ’ التى تلوح
لهم كالنقطة الهشة التى يسهل كسرها أو أنها لا صاحب لها ، ألا وهى
البورصة . لكن أرجو من حكومتنا أن تكون أكثر ذكاء ، وألا يغريها هدوء
الشوارع وعودة الأمن المركزى للثكنات ، بقبول ما يعرض عليها من هدنة .
هؤلاء لم يتراجعوا إلا فقط عندما أظهرتهم لهم اليد الحديدية أو ‘ العين
الحمراء ’ . وهم الآن يلعبون نفس اللعبة التدميرية ، لكن بأساليب
أشرس ومن تحت لتحت . ولذا عليكم تصعيد المواجهة ، وليس عقد المصالحات
معهم . هذا هو الوقت المناسب للضربة
القاضية ، فأرجوكم ألا تحولونا لبلد الفرص الضائعة ! اكتب رأيك هنا
19 سپتمبر 2006 : ضربة
معلم ما فعله جمال مبارك اليوم خلال المؤتمر العام للحزب الوطنى : دعا
لاستئناف البرنامج النووى المصرى ! الأمر ضربة معلم من عدة زوايا . أولها تنفيذ
البرنامج النووى المتعثر نفسه ، وهو ركن بديهى من أى برنامج جدى للتحديث
وتأمين مستقبل موارد الطاقة . وكلنا يذكر أن ديدان المعارضة هم الذين
أسقطوه فى أيام الرئيس السادات بحجة أن نيكسون عاوز يبيع لنا الترامواى ،
ولما رحنا لفرنسا علشان نرضيهم طلعوا بحجج من قبيل البيئة والنفايات وما فيش
داعى ، ولما رسى الموضوع على ألمانيا فى 1986
الأبعد أن من الجائز الفكرة نفسها ‑وتأكيدا
دون تقليل من عقلية وذكاء السيد مبارك الشاب‑ ربما تكون قد تفتقت من أحد
مراكزهم الستراتيچية ، والهدف هو رسم المستقبل السياسى له هو نفسه .
هنا تكمن خبطة المعلم الأكبر ، الضربة السياسية . جمال مبارك دشن
أوراق تعميده رئيسا من أوسع الأبواب إطلاقا . المعارضة التى تطبل للبرنامج
النووى الإيرانى ، لن تملك الاعتراض جديا على برنامج نووى لمصر . وإن
كنت شخصيا لا أستبعد أنهم بلا أى برقع حياء قد يخرجون عليهم غدا صباحا مرة أخرى
بالحجج القديمة ، إشمعنى دول الخليج خايفة ع البيئة من مفاعل إيران وإحنا
لأ ( طبعا ناسيين ‑أو متناسين‑ أن مفاعل إيران صناعة روسية
وإحنا لأ ! ) . أو ربما يقولون إنه برنامج مكلف ، وعلينا
توزيع النقود على الفقراء والعاطلين فهى ستكفيهم طعاما وبانجو لمدة شهور .
ولو قلت لهم إن التمويل والملكية هتكون زى كل الدنيا لشركات خصوصية ،
هيصرخوا فى وشك الأمن القومى فى إيد حد موش الحكومة . أما لو الحد ده أجنبى
فهتبقى وقعتك سودة وبجلاجل معاهم . باختصار ، المعارضة من أجل
المعارضة لا تعدم الحيلة أبدا ! لكن الأهم ، إذ بفرض أن كالعادة معارضات المعارضة
لا قيمة لها أمام حكومة عاقدة العزم على شىء ، هو أن الفكرة ستجعل عموم
الناس يرون فى مبارك الابن زعيما قويا ، وقد يتخيلون ‑على أد
تفكيرهم ، كما نقول فى مصر‑ أنه يخطط لقنبلة نووية مصرية
قريبا ! ( على أية حال هم لن يزيدوا ساعتها غباء عن يساريى النيو يورك
تايمز اليوم
الذين كادوا يوحون بأحمدى نجاد جديد فى مصر . كالعادة هم موش فاهمين أى
حاجة فى أى حاجة ، أو جايز فاهمين بس بيستعبطوا علشان الديموقراطيين شكلهم
ضايعين خالص فى انتخابات الكونجرس إللى قربت ! ) . … ومبروك الرئاسة مقدما ، يا ريس ! المهم ، ماذا سيحمل الغد ؟ لقد تابعنا فى
حينه أعلاه فى 18 أكتوبر 2004 ، اتخاذ الحكومة القرار ببيع الأرض ،
هذا الذى نفذ مؤخرا جدا ، وبرضه كانت ضجة المعارضة كبيرة أوى . ما
أردنا قوله إن قبل ذلك التاريخ لم تكن هناك بالفعل أية نية لإلغاء
المشروع ، وكما خمنا فى حينه العقبة الوحيدة هى التمويل . ولعلك لا
زلت تذكر أن البلاد كانت خارجة للتو من الحكم الماركسى اللينينى بتاع رئيس
الوزراء إللى فات إللى اسمه ‘ إللى ما يتسماش ’ ، فاكره ؟
بتاع بطاقة التموين هى الحل وليست المشكلة ! وكل ما تتزنق بيع أو استلف
علشان تحط فى بطاقة التموين إللى ما بتشبعش . بناء إيه واستثمار إيه
ومستقبل إيه وكلام فارغ إيه ده كله ؟ وطبعا الحكومة الجديدة كان عندها
أولويات ملحة لحل مشكلة الخزانة إللى استلمتها خاوية ، قبل التفكير فى
النووى أو غيره . أصلا الشركات إللى فاضلة ما عادتش نافعة تتباع من غير ما
يتصرف عليها فى الأول وتتصلح . أنا فاهم المشكلة كده ، ومين غير ما
أكون بأدافع عن حكومة نظيف أو عن جمال مبارك ، فجايز كان يكون فيه تمويل
تانى أحسن ، بدل ما دلوقت إحنا مضطرين نبحث عن موقع جديد للمحطة . على
أية حال هو جايز فعلا تخبط سياسات ، لكن برضه جايز كويس نعمل مشروع سياحى
ضخم زى ده ونستغل الساحل ( بليون جنيه بتوع المزاد موش وحشين .
والمشروع ككل هيكلف 10 بليون يعنى مشروع أكبر بكتير من مشروع
المحطة ! ) ، وندور على موقع تانى للمحطة من أبو بلاش . اكتب رأيك هنا 3 يوليو 2007 : حين تباجحوا بحقوق الإنسان أثبتنا قبل سنوات أن الشريعة الإسلامية لا تعرف چينيڤ ! الآن ومع انتفاضة نقابة الأطباء الإخوانجية ضد قرار وزير الصحة
المصرى بحظر ختان الإناث ، ومع حرب الإبادة التى دشنها الأطباء المسلمون هذا
الأسبوع على الشعب البريطانى ، أو ما ربما سيعرف قريبا باسم غزوة
لندن وجلاسجو المباركة ، فإننا تعلمنا اليوم
شيئا آخر : الشريعة الإسلامية
لا تعرف قسم أبقراط ! أو باختصار هو مجرد تكرار للساطرة الفقهية الذهبية
أن ما لا يرد فى البخارى ومسلم ، هو رجس وبدعة ولا شأن لنا به ، ذلك
أنه لا يرقى لمستوى القدسيات كجناح الذبابة ورضاعة الكبير وبول البعير وبول
الرسول ( صاحب فضل الاكتشاف المزلزل هذه الأخيرة هو مفتى جمهورية مصر الذى
لا يوصف فقط بالمعتدل بل ‘ بالمستنير جدا ’ ، والذى ‑على
فكرة ، وليس إلا !‑ يتقاضى مرتبه من الضرائب التى ندفعها
نحن ! ) . م الآخر
( 20 ) : 10 يوليو 2007 : خصخصة بنك القاهرة ، لماذا ؟ أرقام النمو
الاقتصادى والاستثمارات الأجنبية المباشرة تكاد تقارب المعجزة ، هذا كما توقعنا لدى تولى جمال
مبارك وأحمد نظيف السلطة فى 12 يوليو 2004 . لكنهما لا يفعلان هذا كما يقول
الكتاب ، بأن يأتيا بالجيش
لتطبيق الاقتصاد الحر بكامل معنى الكلمة ، إنما يطبقانه بطريقة ملتوية بعض
الشىء . هما لا يزالان مصممين على الإنفاق الحكومى الباهظ عديم الجدوى
على التعليم والصحة والدعم وما إليها ، ولا يفصلان أحدا من ملايين العمالة
الزائدة ، بل ويصممان على إغداق العلاوات والمنح عليهم ، وسيلتهما
لتدبير هذه الميزانيات الباهظة الغبية هى فقط الخصخصة والاستدانة ( بالطبع
طالما ‑وحسنا فعلا‑ استبعدا الضرائب والجمارك التى لا بد من تخفيضها
لتشجيع واستقطاب الاستثمار ) . لكن لهذه الستراتيچية ثمنها ، ضغوط تضخمية
وارتفاع الدين الحكومى لأرقام فلكية . نظريتهما أن لا بد من تمرير هذه
المرحلة الانتقالية دونما اضطرابات أمنية كبرى ، وبعدها ستبدأ قطاعات أعرض
الإحساس بمزايا الاقتصاد الحر أو على الأقل يقبلون به كحقيقة واقعة . لا
بأس ، نحن نحترم هذا ، وإن طالبنا دوما بجرأة أكبر فى
التطبيق والمواجهة لأن العالم لا ينتظرنا . لكن ماذا عن خصخصة بنك القاهرة ؟ أيضا مواقفنا معروفة :
خصخصة كل شىء بما فيه النيل والهرم ، لكن بشرط أن تذهب للشركات الغربية
الكبرى لا للنصابين العرب ! [ تحديث : 15 أغسطس 2007 : ها هو وزير التأميم
والمصادرة ، أقصد وزير التجارة والصناعة ، رشيد محمد رشيد يسقط آخر
أوراق التوت ، ويكشف عن وجهه الشيوعى القبيح لأول مرة بهذا السفور ! نعم ، أتحدث عن مؤتمره الصحفى
أمس ، لكنى لا أتحدث عن تباهيه فيه بانتزاع بليون جنيه من شركات أحمد عز لحساب
دعم الشركات الفاشلة ، فأنا طبعا لست ضد رفع الدعم عن كل شىء وعن كل
أحد ، فقط لا أن يرفع عن الناجح لحساب الفاشل ، وأقول إنى لو كنت مكان
أحمد عز لقدمت استقالتى فورا من الحزب الوطنى ، هذا الذى بدلا من أن يدرس
قصة نجاحه لطلبة المدارس الابتدائية كقيمة عظمى فى التاريخ المصرى المعاصر الذى
يكاد يخلو من البنائين ، راح يقتله بفضل رشيد وعصابته ، وبات مرتعا
لقطاع الطرق اليساريين ممن لا يسعون كثيرا لفتات الفساد الحالى ، إنما
يحلمون بالهبرة الكبرى على طريقة عبمعصور ، ولا يستفيد هو شخصيا ‑أى
أحمد عز‑ منه إلا شيئا واحدا : دفع أتاوة كبيرة للانفاق على هذا
الحزب وعلى انتخاباته ! ما أقصده من المؤتمر الصحفى عبارة
أكثر إرعابا من بليون جنيه ، بل من تريليون جنيه ، بل هى بالفعل مقدمة
لمصادرة مبلغ بهذا الحجم ؛ قال بالحرف الواحد ، وهو اختارته المصرى
اليوم ، وريثة جريدة الوفد التى تتعارك فيها الأفكار على ذات الصفحة
أحيانا ، اختارته مانشيتا رئيسا لعدد اليوم : حان الوقت لاستعادة هيبة الدولة فى التجارة
والصناعة ! عبمعصور
شخصيا ، وهو قاطع الطريق الأعظم منذ محمد وعمر ، لم يصور الأمر بهذه
الصورة ، وليس لدينا كلام آخر ! ] . تحديث : تحديث : (Non-Official Group) م الآخر
( 24 ) : 19 أغسطس 2007 :
حين تسمع عبد المنعم أبو الفتوح يتحدث اليوم
عن البرنامج الجديد لحزب الإخوان ، على شاشة الحرة ( القناة الممولة
من جيب دافع الضرائب الأميركى لتكون منبرا لكل إرهابيى العالم ) ، يذكرك دون
أن يقصد بكون حبيبنا
القديم عصام العريان ملقى الآن فى السجن ، وتتمنى له لو لحق
به ، وما عادا منه إلا جثتين هامدتين بآثار حبل غليظ حول الرقبة . ما
علينا ! هذا ليس بيت القصيد ، إنما كون الإخوان لم يملوا هذه النغمة
أبدا : الإسلام سوف يعطينا
حريات أكثر من شاكيرا ! ( عبارة من روايتنا
الجديدة سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ، إذا كان الإخوان ينادون حقا بهذه
النسخة المخففة جدا من الإسلام ، فلا أفهم أين المشكلة ؟ الدستور
الحالى والرئيس الحالى والحكومة الحالية والصحافة الحالية والأحزاب الحالية
والرقابة الحالية ، جميعهم يطبقون ما يسمونه هم بالمبادىء الحضارية للإسلام
أكثر مما يطالب به الإخوان أنفسهم . لم أجد شيئا واحدا فى برنامجهم لا يختلف عما هو
منصوص عليه بالفعل الآن فى الدستور والقوانين . حسب أبى الفتوح هم لن
يفرضوا الحجاب ، ولن يصادروا أى كتاب أو فيلم ، ويؤمنون بكل الحريات
الفردية ، وبالمواطنة المطلقة ، وبالمجاهرة بالعلمانية التى يسميها
الزندقة ، وبحقوق متساوية لكل الأديان ، وللمرأة والطفل ،
وبمليون شىء آخر لا تحظى بمثله حتى إنجلترا ولا أميركا . خطتهم كما وضعها العريان
هى كما يلى : سيقولون نعم لكل شىء تطلبونه منهم ، ولن يقولوا لا لآى
شىء ترفعونه فى وجههم . اعتراضهم الوحيد سيظل هو فقط تلك الأسماء الممسكة
بالسلطة . لكن ما أن يصلوا إليها ، حتى يحين موعد طرح كل الأسئلة
المؤجلة . هل احترت معنا ؟ هل هذه
أحجية كبيرة ؟ ! هل هناك أچندة خفية ، أم أن آراءهم قد تغيرت
فعلا ؟ ! طبعا أنا أميل بداهة للرأى الثانى ، مع ذلك لا
أقول حلا لهذا اللغز ، إن عبد المنعم أبو الفتوح كذاب ويعلم أنه
كذاب ، إنما سأفترض أنه صادق . هنا سنكتشف أن الغائب فى الحوار الحالى
بين الإخوان وطبقة مثقفينا الأبعد ما يكونوا عن السذاجة وخطل العقل ، هؤلاء
من لا يمكن استدراجهم أبدا لفخاخ الإخوان ، الغائب فى الحوار الحالى هو شىء واحد : الإسلام ! هنا لدى اختباراتى البسيطة القديمة أيضا ( كنت
قد اقترحت يوما على تونى
بلير أن يجريها على القرضاوى قبل إدخاله بريطانيا ) : أن يعلن عبد
المنعم أبو الفتوح أنه لم يعد مؤمنا بالقرآن ، ولا بسورة التوبة ، ولا
بآية السيف ، ولا بالاسترقاق والاستحلال عن يد وهم صاغرون ؛ وأنه على
عكس أوامر الله الصريحة ( جدا ! ) بات يؤمن بالمواطنة لا بالقتل
للكافرين العلمانيين ، بالمواطنة لا بالجزية والهوان لأبناء القردة
والخنازير المغضوب عليهم والضالين ، بالمواطنة لا بالرجم للمتبرجات
الفاجرات ، بالمواطنة لا بالحبس فى البيوت لناقصات العقل والدين من غير
المتبرجات الفاجرات ( ناهيك عن حقهن فى الميراث المتساوى وتعدد
الأزواج ) ، بالمواطنة لا بالقهر للطفل الذى من حقه أن يشب فى بيئة
حرة فكريا مفتوحة على كل الأفكار لا على دين أبويه فقط ، وأنه شطب من أوامر
العلى القدير أن لا حاكمية لغير الله ، وأن لا بد أن يصبح الدين كله
لله ، وأن قتال المشركين حيث ثقفتموهم ( فى الداحل والخارج ) ،
هو فرض عين قرره حسن البنا ، عفوا أقصد قرره الله ، على كل مسلم مؤمن
( لاحظ أننا اكتفينا برأيه فى القرآن ، لا فى محمد وكلامه ، فهذا
الأخير ذهب بعيدا فى الواقع ولا يريد جزية وصغور ، إنما تلقى أمرا أن يقاتل
حتى الشهادتين والصلاة والزكاة ، ولا شىء آخر يمكن أن يعصم الدماء والأموال
من سيفه البتار ) . لقد بدا لكم برنامج الإخوان ليبراليا جدا متحضرا
جدا حداثيا جدا ، وهذا حق ، لكن هناك مطب واحد دس فى المنتصف لم
تهتموا به ، إنه عبارة ‘ المرجعية الحضارية الإسلامية ’ .
هذه فى الواقع ليست مطبا فقط ، بل قل هى بوابة جهنم ، ثقب أسود ،
هاوية لا قرار لها ! أين تقف ‘ المرجعية الحضارية الإسلامية ’
من كل تلك الآيات والأوامر المقدسة ؟ لم يحدث أن واجه كاتب واحد من
جهابذتنا العلمانيين اليساريين عبد المنعم أبو الفتوح وإخوانه بآية من القرآن
ليقولوا لنا هل شطبوها أم نسخوها أم عدلوها أم ماذا ، أم لعلها بالضبط ما
يقصده عبد المنعم أبو الفتوح بالمرجعية الحضارية الإسلامية ؟ ! الإسلام هو الحل يا أشاوسنا
المثقفين ، اقرأوا الإسلام أولا ثم بعدها تعالوا كى تناقشوا عبد المنعم أبو
الفتوح . ولا أرى أكثر منكم غباء ،
وأنتم تعتقدون أنكم هكذا استدرجتم الإخوان للدولة المدنية وشروطها
ولعبتها ! ( هل سمعتم عن شىء اسمه أهل الحل والعقد أو مجلس صيانة
الدستور ؟ إنها أجزاء من تلك الدول المدنية ! ) حتى الرجل لم يكذب لكن أنتم من
تقرأون كلامه على طريقة لا تقربوا الصلاة . يقول الدولة مدنية لكن
بثوابت ، فتهتفون : هايل ! لا تسألونه ما هى ‘ ثوابت
الأمة ’ هذه ، لكن لو سألتم سيجيبكم القرآن والسنة ، فتقولون
بسذاجة : بس ؟ ! كويس جدا ! بينما المشكلة ببساطة متناهية
أنكم لا تعرفون ماذا فى القرآن والسنة ، وبكل أسف هو يعرف : إن بها كل
شىء ، بدءا من الإبادة والتطهير العرقى حتى الطريقة التى تدخلون بها الحمام
كى تتبرزوا ! فى كل الأحوال أنتم ستكونون أول
من يعدم حين يصل الإخوان للحكم ( بإرادة الشعب طبعا ) . ساعتها
ستكتشفون إنه بما أن الشعب قال الحاكمية لله ، فإن الحاكمية لله ؛
والآن بما أن الحاكمية أصبحت لله ، فلا مجال للرجوع لحاكمية الشعب مرة
أخرى ، لأن حاكمية الله لا تعترف بالرجوع لحاكمية الشعب . هنا نوضح أنهم لن يكرروا بضرورة
تجربة الجزائر الساذجة حين أعلن رئيس جبهة الإنقاذ فور فوزه بالإنتحابات أنها
ستكون الانتخابات الأخيرة ، كذا ربما لن يتم ذلك فور فوزهم بالضرورة ،
وربما لن يحتاجوا لإشهار ميليشياتهم لفترة أطول مما قد نتخيل ، إنما سيتم
كل شىء طبقا ‘ لإرادة الشعب المطلقة ’ ولن يفرض شىء قبل أن يستعد
الشعب له ، بل ربما ستكون هناك فترة إنتقالية يسمح فيها بالتحزب وتداول
السلطة على الطريقة الإيرانية ، أى فقط للأحزاب الإسلامية ، كل ذلك
قبل أن يلغى التحزب جذريا باعتباره شركا ؛ المهم أنه لا بد أن يتم يوما وفى
أقرب فرصة إقامة الدين لله كله ، لأنها تعليمات القرآن التى لا تقبل
التفاوض ولا المساومة ولا الحلول الوسط ! أما لو لم تكن لدى الإخوان هذه
الأچندة الخفية ، وافترضنا أنهم أناس لم يعرفوا الكذب ولا التقية ولا
الحديبية فى حياتهم أبدا ، ولا يتبعون آية مقدسة أخرى تقول ‘ فاعفوا
واصفحوا حتى يأتى الله أمره ’ ، وافترضنا معكم الصدق لدى عبد المنعم
أبو الفتوح وإخوانه ، وأنه يقصد بثوابت الأمة ما فى أمخاخكم المشوشة
بالضبط ، فسوف تعدمون أيضا ؛ لأنه ببساطة تامة سيظهر ساعتها شاب يقول
له أين الإسلام فى كل ما تقول أيها الكافر ؟ ، ويبدأ فى قتاله وبستولى
على الحكم منه كى يقيم الدين كله لله ! تفرحون وتهللون لسماع كلمة تجديد
الخطاب الدينى ، ولا يخطر ببالكم أنها مهما كان محتواها أو وزن قائليها أو
نياتهم حداثية كانت أم تقية ، فلن تساوى الحبر الذى كتبت به . لأنه
مهما مرت العصور لن يصبح فى وسع أحد أو حتى الملايين أو حتى إجماع
الفقهاء ، أن يلغى أحد التفاسير والروايات الأولى التى هى مادة الدين
الأصلية . حتى لو ثبت أن ابن كثير والطبرى والبخارى وابن هشام مزورين وعلى
خطأ فإن اليد العليا ستظل لهم للأبد ، فهذا جزء من تعريف كلمة دين ،
وسيظل الناس ينظرون لأدبياتهم على أنها الحق وما جد هو مستحدثات وكل مستحدثة
بدعة … إلخ ، وقطعا سيظهر فئة من الناس يطرحون هذا الكلام وتكون لهم
الكلمة العليا سواء بالحجة أو بالسلاح . ( هذا
بالمثل كلام قديم جدا وجديد
أيضا ، وعذرا لأن الاختصار لم يكن شديدا جدا هذه
المرة ! ) . م الآخر لو شئتم : لا وسيلة
لمحاربة هؤلاء إلا وسيلة واحدة : أن تقنعوا الشعب أن كل الأديان
هراء ، وأن ذلك الإله الموهوم المدعو إله التوحيد هو أسوأ اختراع قام به
البشر إطلاقا ! ( اقرأ رواية سهم كيوپيد
( 1 - 2
- 3 ) ) . أطرف الأشياء ( وهو أيضا إثبات لكلام قديم جدا لنا ) :
هؤلاء الناس ليس فى ذهنهم من قريب أو
بعيد شىء اسمه الاقتصاد ، والدليل أنهم نقلوا برنامج الحزب الوطنى
( الفاسد الفاشل إللى جوع الناس ) نقلا حرفيا إلى برنامجهم ! |
م الآخر
( 53 ) :
13 مارس 2008 :
لا أفهم سبب غضب الإخوان المسلمين من منع الشرطة لمرشحيهم للمجالس المحلية
من تقديم أوراق ترشيحهم ؟
أليس هذا بالضبط ما فعله
ريچيم طهران المسلم هذا الأسبوع مع آلاف المرشحين للپرلمان الذى ستجرى انتخاباته
غدا ، وأغلب هؤلاء ليس حتى علمانيين ، إنما ممن يسمون بالإصلاحيين وهم
جزء عضوى من خطتهم الإسلامية للسيطرة على العالم ؟
أليس هذا ما ستفعلونه معنا ‑أنتم يا أهل الحل والعقد‑ يوم تتولون
السلطة ( هذا أن لم تلقونا أولا من فوق أسطح البنايات الشاهقة ، كما فعل
فرعكم فى غزة وفى كل مكان آخر وصلتم فيه
للسلطة ) ؟
الكلام موجه
لحكومتنا الرشيدة : العزل السياسى لأعداء الحرية عامة ، وللظلاميين
المسلمين خاصة ، هو خطوة مهمة وجريئة ، لكنها ليست كافية .
العرق العربى الدخيل فى أسرتنا
المصرية ، لا يصلح معه أقل من الاجتثاث بالمعنى البدنى للكلمة ، هذا حتى
يعود للكيان المصرى طيبته مسالمته وحبه للعالم وللتقدم .
يا سادة : لا حرية إلا باجتثاث أعداء الحرية ، والعداء للحرية لا يحتاج
لاجتهاد كثير فى تحديده . النصوص الرسمية تكفى ، وأدبياتهم واضحة جدا
بدءا من الكرهان الكريه الذى لا يحوى كلمة حرية أو أى من مشتقاتها مطلقا ،
حتى آخر خطبة جمعة فى المساجد التى تحيط بمنزلى .
أولئك : 1- لن يعدموا
الوسائل لفرض أچندتهم الرجوعية علينا ، والإسلام ما هو إلا واجهة لما هو
أقبح ، أعمق ، أو حتى أقدم منه بمراحل : چييناتهم التى تخطط لاسترقاق
واستحلال كل العالم ، لأن ببساطة لا يعرفون تاريخيا طريقة أخرى للعيش سوى
النهب والسلب والإغارة !
2- لن تصلح معهم أية وسيلة لجرهم لعصر الحداثة أو حتى لمجرد الكد والاعتماد على
النفس ، لقد تمت تجربة كل الأشياء معهم وثبت فشلها ( واسألوا آخر مثال
حى على هذا : چورچ
دبليو . بوش ، أقصد كمال
أتاتورك ! ) ، ذلك ليس لأنهم لا يريدون إنما ببساطة لأنهم لا
يستطيعون ، چييناتهم تمنعهم !
3- هؤلاء لن يستسلموا أبدا ، ولا تحلموا معهم بمثل هذا الشىء ؛ سيقاتلون
حتى آخر قطرة دم فى آخر واحد فيهم ، ليس طمعا فى الجنة ( فقادتهم لا
يؤمنون بمثل هذا الهراء ، كذلك كل القوميين ) ، لكن لأسباب چيينية
عروبية بحتة ، فهم مبرمجون چيينيا على عقلية القطيع ، قطيع
الثيران ، على الموت الجموعى من أجل القبيلة التى لا حياة للفرد
بغيرها !
4- لا تعتقدوا أن تصفيتهم جسديا هى إضرار لهم ، بل هى إنقاذ لهم من عذابهم
المقيم ، سواء القادة ممن لا يجيدون غير السلب والنهب ولا يجدون لتنفيذها
سبيلا ، أو التابعين المضللين ممن يتلقون تكليفات إلهية أيضا لا يجدون
لتنفيذها سبيلا !
31 مايو 2008 :
Abu Fana Monastery and the ‘Arab’ Minority of Egypt! |
قد تندهش لو قلت لك إن رهبان دير أبى فانا بملوى ‑المنيا ، لا
ناقة لهم ولا جمل فى الصدامات الدامية التى جرت اليوم على أرض ديرهم .
إنه صراع على طريقة حماس وحزب الله وجيش المهدى ، بين سلطة الدولة الشرعية
ممثلة فى هيئة الآثار المصرية وبين دولة قطاع الطرق ممثلة فى فلول الاحتلال العربى
لمصر .
لو كان هؤلاء أصحاب حق قانونى
فى الأرض واغتصبها منهم الرهبان ، لماذا لم يحرروا محضرا فى الشرطة التى كانت
ستنصفهم قطعا ، ذلك بدلا من أن يأتوا بجيش بالأسلحة الأوتوماتية ؟
الإجابة بسيطة : هؤلاء يعتبرون الدولة المصرية هى الغاصب الأصيل ، ولا
يعترفون بها أصلا ، ويعتبرون أن 93 0/0 من مساحة مصر ‑أى
صحراواتها‑ ليست أرضا للدولة ، إنما هى ‑ككل أراضى العالم‑
أرض الله ، والله منح كل أرضه لإسماعيل ومن ثم لهم يجولون فيها ينهبون ما
شاءوا ، لكن أن يزرعونها لا ، فالزراعة من أفعال السحر والشيطان .
منذ أحمد بن طولون
واستقلاله بمصر عن الخلافة الإسلامية ، لم يصل عربى جلف واحد لرأس السلطة فى
مصر طيلة كل هذه الـ 1200 سنة سوى مرة واحدة . إنها تلك الـ 18 سنة البغيضة
التى جثم فيها عبمعصور على قلب مصر ، نهب فيها ثروات كل الأجانب وكل
المصريين ، ووجهها لحروبة ومؤامراته الشيڤونية بشعاره الصريح
الوقح : القومية العربجية .
إذن الأقلية العربية التى ككل
العرق العربى لم تعرف من مهنة عبر التاريخ سوى قطع الطريق ، وأشهره
الإسلام ، تقلصت طموحاتها السياسية فى مصر لتنحصر فى تشكيل تنظيمات دينية لها
كالإخوان المسلمين والجمعيات السلفية ( الجمعية الشرجية ، وجماعة أنصار
السبة والمجاعة ، وغيرهما )
وجمعية الأشراف ، أو أحزاب سياسية كالأحزاب العبمعصورية ، كلها عالى
الصوت لكن هامشى ، وعامة انحسر كثيرا نفوذ العرب إلى خارج الحضر
والريف ، ليتركز أساسا فى الصحراء .
فيما يخص هذا التراجع فى النفوذ ، رأيى دائما أن سر تصاعد السعار الإسلامى والذى
تسارع فى الشهور الأخيرة ، أكبر وأعمق من المسألة المسيحية أو المسيحيين أو
حتى مصر وإن كانت المسرح الرئيس ، إنه تلك اللحظة التاريخية التى يمر بها
الإسلام ، صدمة المستقبل التى قوضت السلام العقلى الهش للعرب والمسلمين بأن
دينهم هو مجرد دين آخر من أديان العالم ، يمكن ‑بل يجب‑ أن ينقد
ويسخر منه علنا وفى كل لحظة ، بل وكأى دين آخر يجب أن يكون محل ازدراء وسخرية
غالبية الناس ، وأن مصيره المحتوم هو العلمنة وهجرة ملكوت الخرافة ، إن
لم يكن بالنسبة للإسلام بالذات ( بسبب طبيعته الخاصة جدا بين غيره من
الأيديولوچيات المعادية للحرية ) : التجريم !
الآن الأقلية العربية هى العائق
الرئيس أمام التوسع الزراعى فى مصر ببلطجتها وجرائمها غير الخافية على أحد ،
والمطلوب ليس فقط قانونا يلغى ما يسمى بوضع اليد أو ينظمه بطريقة ما كالإلزام
بإخطار المستثمر للدولة مسبقا به ثم التفتيش بعد فترة معينة هل تم إخضار الأرض
فعلا أم لا فتباع له أو تسحب منه بالقوة ،
والمطلوب ليس فقط قانونا يبيح كافة أنواع العقاقير
( المخدرات ) لأنها أولا حرية شخصية للإنسان وثانيا لأن حظرها هو
مصدر الثروات الطائلة لأولئك ،
إنما المطلوب توجيه كامل قوة الجيش المصرى لتطهير التراب المصرى من وجودهم غير
المشروع ، بما فى ذلك القتل والتهجير القسرى لغزة وليبيا والسعودية ونزع
الجنسية إن وجدت وهكذا . هذه مهمة ليست سهلة كما قد تبدو للوهلة
الأولى ، فالصحراء تلعب معهم وذكريات جوردون لا تزال ماثلة كأحد مآسى التاريخ
الكبرى ( دع جانبا مجازر القتل بالجملة الذى تتعرض له الشرطة المصرية فى
سيناء بسبب رخاوتها فى البطش بالسكان الأصليين فيها ) ، لكنها فى
المقابل إبادة العرب ليست مستحيلة ، وقد أثبت لنا اللورد كيتشينر هذا ،
والآن لدينا أسلحة أكثر تطورا منه بكثير ، بما فى هذا الطيران والأسلحة
الكيميائية .
فى كل الأحوال ، طال الزمان أو قصر :
لا بد وأن يأتى
اليوم الذى يتم فيه تطهير الصحراوات المصرية من سكانها الأصليين من الهوام
العرب .
كل ما نأمله ألا يتم هذا بعد أن يكون الشعب المصرى قد دفع أثمانا باهظة لتهاون
حكومته فى أداء واجبها المنزلى !
[ تحديث : بعد أيام
من اللغط وملايين النظريات ، ها هو أخيرا أحد يتوصل لجذر الموضوع كما طرحته
نظريتنا : محافظ المنيا !
قال للرهبان ‘ أنا
لى سلطات رئيس جمهورية فى محافظتى وأقول لكم : الأمن موش قد العرب ،
ولازم تستمروا تدفعوا لهم فلوس ! ’ .
استمع لهذه الشهادة
الصوتية لراهب اسمه كيرلس نقلا مباشرا عن لسان المحافظ ، أو استمع لمراسل
لذات الموقع المسيحى اسمه نادر شكرى يكررها هذه المرة نقلا عن أسقف ملوى فى هذا
التسجيل .
( هذا المحافظ نفسه تطبيق ممتاز لهذه الحقيقة :
كل وقته مكرس للظهور فى الإعلام ، ذلك لأنه لا يوجد شىء آخر يمكنه القيام
به ! ) .
لا نملك إلا تكرار ما نقوله مليون مرة :
المشكلة الأساس لكل
الحضارات منذ أيام أرسطو وروما حتى اليوم ، لا تزال هى هى : العرق العربى
قاطع الطريق !
إن شيئا واحدا فقط يمكنه أن يقهر الچيينات : الإبادة ،
وعلينا على الأقل أن نستلهم خبرة الچنرال كيتشينر فى الاجتثاث شبه الكامل فى حينه
للعرب من السودان ] .
…
Invaded! |
أيضا
لا بد من طرح فورى وجذرى لموضوع الغزو الاستثمارى العربى : إنه كارثة الكوارث ، وحكومتنا لا تزال
تتصرف معه بحسن نية مفرط .
روايتنا سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ناقشت مئات الخيوط وتنبأت بمئات الأشياء ( من
بينها بالمناسبة سلسلة حروب دينية حافلة فى المنيا ، ومنها سلسلة هجمات بدوية
على وادى النيل ، وإن كانت واقعا عاديا وليست نبوءة تستحق
التباهى ) ، لكن الشىء الأكثر محورية بامتداد الرواية ومحور التصعيد
الأخير للدراما هو أنه لو تواصل تدفق المال العربى على مصر فسيصاب اقتصادنا بالخراب المؤكد .
بالتالى ، موضوع منع
الخمور من فندق جراند حياة القاهرة ، أرفع ‑أو بالأكثر ثانى أرفع فنادق
مصر ، فأنا للأمانة لا أعرف أسعار الفور سيزونز ، ليس تحققا لنبوءة نباهى به ، بل مجرد
إرهاصة للكوارث الهائلة التى تنتظرنا من وراء تساهلنا مع الاحتلال العربى الجديد ‑وكأن
الاحتلال الموجود لا يكفى . لا أعلم حتى الآن موقف صاحبه من شريعة محمد فى
الغائط وإخراج الظراط وهل سيحول الرووف لساحة لممارستها أم سيختار مكانا
آخر ، ولا أعلم هل سيغلق دور سينما عماد أديب الذى باع نفسه للشيطان أم لا ( أسوأ ضربة ممكنة
لنبوءات سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) أن يسقط عماد أديب من نظرنا ) ، ولا أعلم
هل سيمنع وحيد حامد عدو الإسلام الكبير ‑كما يقولون‑
من دخول الفندق ليواصل محاربة الله ورسوله منه أم لا ، ولا أعلم هل سيعلن كم
قدم من رشاوى للحكوميين المصريين ‘ المؤلفة قلوبهم ’ طالما أن لا شىء
معيب شرعا فيها . يا سيدنا الشيخ ، طالما نحن نصدق وجود ذلك اللهو الخفى
ساكن السماء فلنصدق ذلك حتى النهاية ، وليس قطعة قطعة !
صحيح هى حلاوة روح الإسلام برمته كما نكتب مرارا ، ونعم ورقة المال هى ورقة
أخيرة بعد تفكيك قدسية الإسلام فى نظر الملايين من أتباعه على صفحات آلاف القنوات
والكتب ومواقع الإنترنيت ، لكن المواجهة مطلوبة بل هى مسألة حياة أو
موت ، والمطلوب أكثر أن تكون علنية وشديدة البطش ( نعم ، الحكومة
اتخذت بعض إجراءات لكنها تفضل على ما يبدو تنفيذها فى هدوء ، وأعتقد أن غزوة جراند حياة المباركة كأنت
أحد الدوافع الرئيسة وراء زيارة الرئيس مبارك المفاجئة وغير المفهومة
للسعودية ، فتلك ليست بحال أقل خطورة على أمن مصر القومى من مذبحة الدير
البحرى أو اجتياح معبر رفح ) .
على حكومتنا أن تسحب ترخيص الفندق فورا وتغلقه ( إن لم أقل تصادره باستخدام
قانون الطوارئ باعتبار وهبنة مصر اعتداءا سافرا على أمنها القومى وتدخلا فى شئونها
الداخلية وعمالة لأجهزة الاستخبارات السعودية وتخابرا مع جماعة الإخوان والقائمة
الممكنة تطول ) ، وعلى شركة حياة العالمية أن تفك عقدها مع الفندق وتجهض
هذه السابقة الخطيرة التى تقوض سمعتها ، وعلى اتحاد السياحة الدولى ‑وأعلم
مدى أسطورية قوته‑ الشروع فورا فى إنشاء قائمة سوداء للمستثمرين
العرب ، وطبعا قبل كل شىء لا بد من سحب تأشيرة الدخول من ذاك المجرم المدعو عبد العزيز
الإبراهيم وطرده من بلادنا فورا ، بما قد يؤدى له هذا من قطع محتمل للعلاقات
بين مصر والسعودية ، بحكم علمنا جميعا بعلاقة المصاهرة بين آل أوربيت وآل
سعود ، لا سيما وأن هناك خطر آخر لم يتنبه له أحد ، ألا وهو أن يلجأ هذا
المجاهد الكبير لخطوة درامية أخرى : إغلاق الفندق ، لا سيما وأنها ليست
السابقة الأولى له ، فقد اشترى فندق شيراتون الغردقة وأغلقة منذ نحو عقدين من
السنوات ( أنا شخصيا
واجهتنى مشاكل بسببها أثناء فترة اشتغالى فى جريدة العالم اليوم أيام كانت رائدة
وتنويرية ‑فى نظرى على الأقل . كان يقال لى سب صالح كامل ما شئت ،
لكن تجنب الأوربيت لأنها دم ملكى ، ولم أفعل وعمم ما كتبت ، ولا أعلم
حتى اليوم كيف حدث هذا ! ) .
[ لمتابعة ما جرى لاحقا بشأن هذا الفندق ، وهو مثير للغاية ، انظر م الآخر ( 88 ) ] .
على أن الأهم تماما
هو الخطوة الستراتيچية : تجريم الاستثمار العربى فى مصر ( وضع ضوابط
قاسية على العقود قد لا يكفى ، وإطلاق التجريم هو الأفضل فأنت لا تعلم متى قد
تستيقظ الچيينات الإسلامية لدى أى شخص مهما بدا لك اليوم عصريا ومتحررا ) . هذا ليس انتقاصا من حرية
التجارة ، فحرية التجارة تفترض ضمنا إلغاء الأيديولوچيات ، تماما كما
تفترض الديموقراطية إقرار الجميع سلفا بالحريات الشخصية والاقتصادية ( وطبعا
عدم تشكيل ميليشيات ) ، لكنها طريقة محمد وآله وصحبه المعتادة فى التسلل
ليلا والقتل ، ولم يحدث لمرة واحدة فى التاريخ أن دخل المسلمون معركة حربية
حقيقية واحدة ، فما بالك بالتقية والضرب تحت الحزام فى غير المعارك الحربية ،
مثل الاقتصاد وصناديق الانتخاب .
كل خبرات الاستثمار العربى فى مصر فى السنوات الأخيرة خبرات مريرة ، أخفها
مأساوية أن تكتشف أن النصاب الكبير ( عفوا ، أقصد المستثمر
الكبير ) لا يملك مالا ، وبدأ يقترض من البنوك المصرية لدفع ثمن الأرض
أو ثمن رخصة شبكة الهاتف . حتى الضابط البسيط الذى يمكن أن تضعه الحكومة لأى
عقد من هذه ، أن يكون المتقدم هو نفسه صاحب التقنية وليس سمسارا لها ،
تتغاضى عنه ، رغم أنه يمكن أن يخلصنا ببساطة من أغلب الجراد العربى المتكالب
على مصر ، وعلى أسلمة مصر بعد أن أفل عصر الإسلام ، وعلى إفساد مصر
بتحويل الرشوة من جريمة إلى طاعة لأمر إلهى .
…
بإيجاز لكل ما سبق : خطر كبير واحد يتهدد الأمن القومى المصرى هو الوجود العربى على أراضينا
الذى يشدنا للخلف ويناهض ‑وحده دونا عن سائر الشعب المصرى‑ كل مشروع
للتحديث ، والحل ممكن ، فقط علينا أن نتنبه قبل فوات الأوان .
…
هامش خاص بمجزرة
محل الذهب بالزيتون : وقد
اتضح أنها جزء من مسلسل طويل ضد تجار الذهب المسيحيين منذ بداية العام والسرقة جزء
أساس منه حتى لو أجهضت فى أغلب الحالات ولم ينجح سوى شق القتل : احتمال ما أن
تكون كلها مجرد أحداث جنائية ( فشخصيا لو أنا من الجماعات الإسلامية لاخترت
أهداف أخرى أكثر دويا . فطالما أن شق السرقة بات صعبا جدا ، فالأفضل هو
أقتل نفس العدد داخل كاثدرائية العباسية أو الفرع الرئيس للبنك الأهلى
مثلا ) ، لكن حتى لو هى مخطط دينى أو إخوانى ( للاستهزاء من تمديد
قانون الطوارئ مثلا ) ، فأنا أتفهم تماما أن تعلن الشرطة بسرعة أنها
أحداث جنائية وتزج ببعض أحبائها المجرمين المعروفين لها فى السجن ، هذا كى
تهدئ من روع المجتمع ، لكن كلها بالطبع بشرط واحد : ألا تصدق هى ما فعلت
وأن تستمر فى البحث عن الحقيقة حتى تصل إليها . شخصيا أعتقد أنها هى عينها
ذات الخطر الكبير المذكور الذى يتهدد الأمن القومى المصرى !
…
هامش خاص بقناة
كيمى : عشية إطلاق قناة
كيمى السادسة مساء الغد ( كيميت أو كيمى هو الاسم الفرعونى
لمصر ) ، رحت استطلع موقع الأقباط
متحدون الذى يقف وراءها ، لأرى لأية درجة من النضج قد وصلوا وهم على
أعتاب مثل هذا التوسع المهم ، بما قد يبشر ‑أو لا يبشر‑ بقناة
تسهم فى تغيير تحضرى لمصر .
النتيجة أن لم أجد أى نضج : ذات الهراء التقليدى ‑وبالجملة‑ عن
قانون الطوارئ والديموقراطية وحقوق الإنسان .
أنا أفهم أن ترفع مثل هذه الشعارات جماعات الظلام وأحزاب العروبة ، لكن أن
يصل جهل مصريى الخارج بحقيقة أوضاع الداخل ، وينطلقون من نظريات وأيديولوچيات
سابقة التعليب وساذجة لن تأتى إلا بنتائج عكسية تماما ، فهو فضيحة .
الليبرالية يا سادة ليست الحرية المطلقة ، إنما الحرية القصوى ، والحرية
القصوى هى الحرية المطلقة مطروحا منها حرية أعداء الحرية !
رأيى أنها مسألة
غباء مسيحى شامل . ومجرد مثال واحد أنى ذهلت لدرجة الهلع من تهليل من يحبون
تسمية أنفسهم بالأقباط ، لنقل سلطة بناء الكنائس من رئيس الجمهورية
للمحافظين ، وكأن 1- المحافظ سيكون أجرأ من رئيس الجمهورية على اتخاذ هذه
القرارات ، وكأن 2- القرار الصادر من المحافظ سيكون أكثر نفاذية وهيبة من
قرار صادر عن رئيس الجمهورية . ولا يزال مسلسل الغباء الچيينى
‘ للأقباط ’ مستمرا !
[ بمناسبة تحريضاتكم ضد
الحكومة كمثال للنظرة الضيقة والجهل المدقع منكم بطبيعتها ، أهديكم من صحف اليوم التالى خبر
تعيين المستشار
نبيل مرقس رئيسا
لمجلس الدولة . للوهلة
الأولى هى مجرد وظيفة أخرى منحت لمسيحى إرضاء للمسيحيين ، لكن أحدا لم يدقق
أية وظيفة بالضبط هى ، ولماذا كل هذا السعار من أجل تقليص سلطات هذا الرئيس
الجديد .
الواقع أن الرمزية فيها مذهلة لدرجة تفوق الخيال ، بل تفوق تعيين رئيس وزراء
مسيحى أو علمانى يجاهر يوميا بالعداء للدين : تاريخيا القضاء الإدارى هو المعقل الأول من
الدولة المصرية الذى سقط فى يد الإسلاميين فى السبعينيات ، ولن ننسى ما حيينا
العقود السوداء التى حكمنا فيها مجلس الدولة بما أنزل الله ، ضاربا بعرض
الحائط كل دستور وكل قانون وكل مؤسسات ، والبداية كانت أحكام طارق البشرى
التى كانت أكبر شىء غير مسبوق روع المصريين يوما وأشعرهم عمليا أن التاريخ يمكن أن
يعود بالفعل مئات السنين للوراء إلى عصور الظلام !
[ فى الواقع التف الأعراب من
عصابة الإخوان على القرار بعد قليل وأعلنوا استقلالهم عن سلطة المستشار ميرهم بحيث
لم يعد يرأس إلا نفسه ، مما يضعنا مرة أخرى أمام الحقيقة المرة :
إن تطهير القضاء الإدارى ‑النسخة المصرية من
نظام ولاية الفقيه‑
من الاحتلال العربى المسلم هو المهمة الحادة الملحة الكبرى رقم 1 أمام الحكومة
المصرية
إن أرادت أن تصبح سيدة بالفعل على ما تصدره من قرارات .
عفوا ، أقصد المهمة الحادة الملحة الصغرى ،
لأن تحرير كامل التراب المصرى ‑لا سيما صحارينا‑ من الاحتلال العربى
هو المهمة الكبرى !
] .
ثم
أهديكم هذه الواقعة التى جرت أيضا فى اليوم التالى :
وزير العدل البطل
ممدوح مرعى يتحدى الجميع ،
بما فى هذا الدكتور سرور رئيس مجلس الشعب ،
رافضا بإصرار لفظ عبارة ‘ بسم الله الرحمن الرحيم ’ أمام المجلس .
الأدهى المناسبة نفسها :
قانون الطفل الذى
ينظر له على نطاق واسع كخروج على شريعة الاستعباد المسماة بالإسلام ، تلك
التى لم يتورع بطل آخر هو أحمد عز عن وصفها بالتخلف فى ذات الجلسة ،
وبسبب هذه اللفظة وكل تلك الوقائع تكرر تبادل اللكمات بين الأعضاء من جماعة
الإخوان الهمجيين وبين بقية الأعضاء !
( رأيى الشخصى فى القانون ليس عظيما جدا رغم كل إيجابياته
‘ المستفزة ’ ، إذ قد تجنب أهم بند إطلاقا ، وهو حماية الطفل
من التأثير الدينى للأسرة ، أى مبدأ فصل الدين عن الأسرة ، هذه التى يجب أن يحظر عليها تمرير
أية معلومات أو تفضيلات دينية لأبنائها ، ويمنع تعرف الطفل على أى دين إلا
بعد وصوله لسن الرشد ، فالمرء لا يكاد يتخيل أن يكون تعاطى النبيذ محظورا لمن هم دون سن 18 سنة
بينما تعاطى الإسلام مسموح به ) .
أيضا لى رأى فى
كلمة متخلف :
ظللت عقودا أعجب من
غضب المسلمين من وصف الإسلام بالإرهاب ،
بينما المفروض أن يباهوا بهذا لأنه تكليف قرآنى ، وظللت على عجبى إلى أن
وافقنى رمزى بن شيبة ،
وكان أول من يباهى بكونه إرهابيا ، وتوالى بعده الجميع .
… ذات الشىء بالنسبة لوصف الإسلام بالتخلف .
المفروض أن يباهوا بهذا ،
وإلا ما الفارق بين هذا وبين المباهاة بتسمية أنفسهم بالأصوليين والسلفيين ؟
فى تصورى لن يطول الوقت حتى نجد أعضاء مجلس الشعب الإخوان عندنا يفاخرون بعضهم
البعض
‘ والله العظيم ثلاثا أنا أكثر منك تخلفا يا أخى ’ !
… واليوم تكرر عصابة ردود الأفعال ‑النكتة المتحركة التى لا ترى أبعد
من زبيبة وجهها‑ ذات التصرف الأبله :
لطالما صبوا جام غضبهم على المسيحيين لأنهم لا يعترفون بإله الإسلام ،
ثم حين يقول مسلم ‘ باسم الإله الذى نعبده جميعا ’
تقوم قائمتهم ولا تقعد ،
الفارق هذه المرة أن سيطول الوقت للأبد انتظارهم قبل أن يسمعوا هذه العبارة
من أحد المسيحيين ( أو حتى من أولئك المسلمين ظاهريا ) !
هامش إضافى : جميع
هذه الروابط زائد خبر
آخر تجاور مع خبر ترشيح الرئيس الجديد لمجلس الدولة ، هو القبض متلبسا
على أحد نواب رئيس هذا المجلس ( مسلم بالطبع ) بالرشوة ، كلها نقلا
عن الصفحة الأولى للأهرام 1 أو 2 يونيو . مكان تعميم كهذا هو مدلول آخر نهديه
إليكم .
على أية حال أهديكم
النصيحة‑الخلاصة ( وهى بالمناسبة كلام قديم وليس جديدا
لنا ) :
أعظم الأشياء يمكن أن تتحقق فى مصر فى شهر واحد
( من تحرير الاقتصاد لتعديل الدستور للبطش بالإخوان لقانون الطفل لعلمنة
التعليم ) ،
وأتفه الأشياء يمكن ألا تتحقق أبدا ( كقانون دور العبادة ) ،
الفيصل شىء واحد : أن يتبناه الحاكم الحقيقى والوحيد لهذا البلد :
لجنة السياسات بالحزب الوطنى !
بس خلاص ! هذا هو مفهوم دولة المؤسسات عندنا ،
وتلك هى الجهة التى تطبخ فيها كل القوانين وتحدد من خلالها أولويات الوزارات بما
فيها أجهزة الأمن
( فقط حتى لا يخدعكم أحد عدد أعضاء اللجنة يعد على أصابع اليدين وليس 120 الف
شخصا كما يشاع ،
وللعلم أيضا هى ليس بها موظفو جامعات ، وليس بها صحفيون ، ربما صحفية
نعم ، لكن صحفيين رجال لا ) .
وجهوا خطابكم فى الاتجاه الصحيح ثم قفوا فى الطابور منتظرين الدور ،
لا بأس ببعض الجلبة والتحريض بشرط أن تكون بهدف التشجيع على القرار وليس من معاداة
جدية ،
بعدها اعطوهم وقتهم للدراسة ، وإن طال الانتظار اصرفوا النظر .
نحن لسنا فى أميركا ، نحن فى مصر ، ومصر بلد محترم .
عندنا لا يجدى طول أو علو الضجيج والصراخ ،
وعندنا لا يوجد سيرك ديموقراطية سافل يمكن أن تفوز فيه جعجعة أمثال أوباما بن
لادن ! ] .
|
(Non-Official Group)
م الآخر
( 67 ) :
2 يونيو 2008 :
الرئيس
مبارك طالب اليوم
فى روما أمام مؤتمر منظمة الفاو التابعة لهيئة الأمم
المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة بالآتى :
‘ استخدام
المحاصيل طعاما للبشر وليس وقودا للمحركات ’ .
سيادة الرئيس وم الآخر جدا حتى لا أثقل على وقتكم :
1- أى إنسان متحضر
عادى فى الغرب لديه خمس سيارات وليس لديه طفل واحد .
3- بلادنا ‑يا سيدى‑ لن تتقدم إلا بتبنى سياسات شديدة المناصرة
للتقنية شديدة العداء للإنسان وللإنسانوية .
3- أعتقد أن حكومة جمال مبارك وأحمد
نظيف ومحمود محيى الدين ، قد تجاوزت بالفعل مبدأ البعد الاجتماعى
للاقتصاد الذى أصررتم سيادتكم عليه 23 سنة من قبلهم ، وأتمنى عليكم أن تؤكدوا
لنا من جديد أن هذه مرحلة انتهت للأبد وأن العجلة لن تعود إلى الوراء مرة
أخرى .
( عزيزى القارئ :
عن أزمة الغذاء كظاهرة بعد‑إنسانية مطلقة الإيجابية ، انظر مدخلنا م الآخر ( 34 ) .
أو عامة انظر صفحة حضارة ما بعد‑الإنسان ) .
…
[ تحديث : لم يمر بذهنى وأنا أكتب هذه الرسالة
للرئيس ، أن مؤتمر للسكان سيعقد خلال أيام وسيعلن فيه الرئيس نفسه شعار
‘ أسرة مكونة
من طفلين ’ ، الذى
لا يخلو من وقع الصدى على الأذن مما كتبنا .
السؤال هل هذا شعار
كاف ، حتى مع الوضع فى
الاعتبار أن النسبة الساحقة لا تتزوج وأن عامة ‑شاء المشايخ أم أبوا‑
عصر الزواج الإنجابى قد ولى للأبد ؟
الإجابة هى لا !
لو أننا فى بلد بلا ضرائب وبلا تعليم عمومى وبلا صحة عمومية وبلا جمعية خيرية
هائلة اسمها الجهاز الحكومى وبلا مظاهرات خبز تقوم بها تلك ‘ الثروة
البشرية ’ ، لوجدتنا فى طليعة المنادين بأن الإنجاب حرية شخصية .
المشكلة أن كل من تحدثوا فى المؤتمر ( بما فى هذا حتى معظم المسئولين
الحكوميين ) ، لا يتحدثون بلغة الأرقام ، هل لأنهم لا يجيدونها أم
تخوفا من أن سامعيهم لا يفهمونها ؟ كلا الأمرين كارثة على أية حال .
أنا حريص على أن أقرأ أسبوعيا تقرير وزارة الاستثمار عن الشركات الجديدة ،
وحريص على أن أحسب منه تكلفة فرصة العمل الواحدة .
غالبا الشركات الصغيرة لا تشترى أرضا ولا شققا ولا محالا إنما تستأجرها ،
وهذا لا يبين حجم الاستثمار الحقيقى المطلوب لكل فرصة عمل . مع ذلك لا توجد
فرصة عمل فى هذا التقرير تكلفت أقل من 100 ألف جنيها ، ولو أضفت الاستثمار
العقارى لارتفع الرقم إلى 200 ألف أو أكثر .
هذا أبسط بيزنس ممكن : مطعم للكشرى مثلا فى حى شعبى يوظف خمسة أشخاص بدون تعليم تقريبا ، لا
يمكن أن يكلف أقل من مليون جنيه شاملا العقار .
أما لو ارتقيت للوظائف الأعلى تقنيا فلا يمكن أن تكلف الوظيفة الواحدة أقل من مليون
أو مليونى جنيها
( أحمد عز يباهى فى إعلاناته التليڤزيونية أنه يوظف 7 آلاف شخصا ،
وكل الناس تصفق له ولهذا الرقم الكبير ، لكن هل سأل أحد نفسه ما هى القيمة
السوقية لهذه الشركة التى توظف 7 آلاف شخصا ؟ ) .
التعليم ذات الشىء :
أدنى مستويات تنشئة طفل ريفى فى التعليم الحكومى حتى المستوى الجامعى يكلف الأسرة
200 ألف جنيها بخلاف عدة أضعاف تدفعها الحكومة ،
أما التنشئة متوسطة
المستوى لطفل فى التعليم الأجنبى الركيك المتاح داخل مصر فلا يمكن أن تكلف أقل من
مليونى جنيها .
الذين يتشدقون بأن السكان نعمة لا نقمة ، وأن الصحراء تفتح ذراعيها فى انتظار
إشارة منا ، وأن المشكلة ليست إلا الحكومة الفاسدة التى تعرف كيف تنهب موارد
مصر الطائلة ولا تعرف كيف تخطط للثروة البشرية الهائلة ( الذين لا ينسون أبدا
مقارنتنا بعدد سكان الصين والهند ، فقط ينسون إجراءات الخفض الجذرى العنيفة
لعدد السكان فى هذه البلاد ) ،
أولئك الجهابذة
المطلوب منهم شىء واحد : أن يكفوا عن الوعظ ويخرجوا من جيوبهم ثلاثة
تريليونات من الجنيهات كل سنة لإيجاد تعليم جيد وفرص شغل جيدة لهذه التى يسمونها
‘ الثروة البشرية ’ ، أو ما اعتدنا نحن وصفه بـ ‘ كرات الدهن اللزجة المقززة التى تقذفها الأرحام ’ .
ساعتها فلينجبوا ما شاء لهم مزاجهم ودينهم من أطفال ، لكن حتى ذلك الحين نحن
فى حاجة لقانون يجرم الإنجاب دون تصريح مسبق يتم الحصول عليه مقابل دفع ‑على
الأقل‑ نصف مليون دولارا ( 3 مليون جنيها ) لخزانة الدولة
( هذا ليس اقتراحا بمناسبة المؤتمر بل رأى قديم جدا لنا ،
وإن برقم أقل لم يعد مناسبا اليوم ) !
هل تعرف معنى هذه الأرقام : أن كل الناتج الداجن الإجمالى السنوى لمصر لا
يكفى لتعليم من يولدون فيها فى ثلاثة شهور تعليما معقولا ( طبعا بشرط أن يصوم
كل بقية السكان عن كل شىء ) .
أيضا كتبنا قبل ثمان سنوات أن
الناتج الداجن الإجمالى لمصر يمكن تحقيقه بـ 800 ألف مواطن فقط ، يشتغلون
بالطريقة الصحيحة المتعارف عليها عالميا . اليوم تغيرت الأرقام وأصبح التعليم
أكثر تكلفة وتسارع نصيب الفرد من الناتج الداجن عبر العالم ، ولا بد أن نهبط
بالرقم إلى النصف :
عدد السكان الصحيح لمصر يجب أن يكون 400 ألفا !
( للمزيد من كتابات
سابقة بذات هذه الأراء انظر صفحة الإبادة وصفحة السياسة وصفحة الجنس وصفحة حضارة ما بعد‑الإنسان ) ] .
13 يونيو 2008 :
على قارعة الطريق وعلى رءوس الأشهاد وفى قلب القاهرة ، الشباشب
الحريمى انهالت مساء أمس على رأس خالد الجندى الثخين الأصلع الضخم ،
والأهم : جمال البنا يتحدث عن ‘ وساخات الأزهر ’ .
أما عن خالد
‘ الجنسى ’ ، فلا أعلم متى يأتى اليوم الذى يفهم فيه سبب جماهيريته
رغم جهله الرهيب بألف باء الإسلام ،
قلتها له مرارا من قبل ( م الآخر ( 25 ) وم الآخر ( 58 ) وغيرهما ) ، ولم يفهم :
السبب الوحيد لجماهيرية خالد الجنسى ( الجندى
سابقا ) أنه أراجوز !
ما أسهل أن يتلاعب به أى أحد ويحصل منه على الفتوى التى يشاء فى التو واللحظة على
الهواء ، ثم يحصل منه على عكسها بعد دقائق .
شخصيا أتحداكم أن اعطونى ساعة واحدة فقط معه ،
وسأذهب لكم به من الإسلام للمسيحية فى نصف الساعة ، ثم أعود به من المسيحية
للإسلام فى النصف الثانى ، ويا دار ما دخلك شر !
ضربه
بالشباشب ليس مفاجأة بالنسبة لى ، لكنه نذير هائل للمدى شديد التسارع لتهاوى
قداسة الإسلام والمشايخ إلى الحضيض ، وتهاوى قبضتهم على الشعب المصرى ،
بالذات على الشباب والفتيات ( الذين طردوا موضوع الدين من عقولهم بعنف يغيظنى
أنا شخصيا لأنى كنت أود لهم أن يرفضوه عن معرفة لا عن قرف ) ، وعلى
المرأة ( بالذات الزوجات ، بالذات من تلبس فى قدميها شيئا تعبر به عن
رأيها ! ) ، وكذا التراجع الدرامى لانهمار الأموال عليهم
( بدليل أن خالد الجندى وأمثاله لا يجدون الآن سوى القنوات الحكومية محدودة
الموارد ، متأخرة الغيبوبة التى لم يصلها بعد خبر إلغاء القنوات والبرامج
الدينية المربحة الواحدة تلو الأخرى ) .
هنا يدخل جمال البنا بضربة شبه قاضية : ‘ وساخات الأزهر ’ .
حملة هائلة ‑أحد رءوس الحربة فيها خالد الجنسى نفسه‑ تهاجم قولته
هذه .
الحقيقة أن الرجل برىء من قول هذا ، لكنه فى الواقع قال ما هو أخطر مليون
مرة :
معلومة جديدة صدمت عشرات الملايين بل وأدهشتنى شخصيا :
كلمة ‘ قضيت
عشر سنوات أحاول غسل ذهنى من وساخات الأزهر ’ لا يقولها جمال البنا عن نفسه ،
إنما هى لمحمد عبده ، الذى وصفه بالنابغة الوحيد فى تاريخ الأزهر .
أشك أنهم سيستمرون
فى حملتهم ، أو سيصدرون بيانا رسميا من مؤسسة التقديس ، أو سيذهبون
للقضاء كما يهددون .
السبب أن أى من هذا سيجهض هدفهم الوحيد من الحملة :
غسيل مخ الناس بأن العبارة لشخص محل جدل دائم هو البنا ،
وليست لمرجعية إسلامية مرموقة كمحمد عبده !
…
[ تحديث :
بعد 24 ساعة : لم يعد
الأمر مجرد تكهنات ، إنما الكل يتحدث الآن
عن فضيحة جنسية لخالد الجنسى .
عادى ! هل تعرف أنت واحدا فقط أصبح شيخا بحثا عن شىء آخر ( بخلاف
المال ) غير النساء والجنس المثلى ؟ !
أما غير العادى فهو أن
التليڤزيون المصرى فى الطريق على ما يبدو للاستيقاظ من غيبوبته الطويلة التى
أشرنا إليها ، والتى بدأت فى أواخر السبعينيات يوم ألغوا فقرتى نجوى فؤاد
وسهير زكى اليوميتين وقرروا بدلا منهما بث آذان المغرب والعشاء :
التليڤزيون صحى يا رجالة ! ، وصدر قرار بمنع خالد الجنسى من
الظهور على شاشات التليڤزيون المصرى أو حتى دخول مبناه .
اقترب اليوم الذى ستقطع فيه رجل كل شيخ ودابر كل برنامج دينى وكل فقرة دينية من
تليڤزيوننا ،
هذا الذى ندفع الضرائب كى يعطينا إعلاما وترفيها مفيدين ممتعين نظيفين لا خرافة
ولا دين ولا دجل فيهما .
كذا اقترب اليوم الذى سيتطهر فيه
النايلسات ، وعلى من يبتغى الإسلام دينا أن يذهب للعربسات ] .
[ تحديث :
بعد 24 ساعة أخرى : المرأة ذات الشبشب أبى وردة ربما تكون ضحية لكلام خالد
الجنسى عن السحر والجن والعفاريت أكثر منه ضحية لمغامرة جنسية له ، هل هذا
خبر جيد أم سيئ ؟
الإجابة : إنه أروع خبر ممكن !
إنه يؤشر لأن حكومتنا ‑التى
بقرار سيادى من لجنة السياسات قد مررت أشرطة خالد الجنسى التليڤزيونية لرئيس
تحرير الجمهورية العضو البارز فى لجنة السياسات‑ قد أفاقت أخيرا واتبعت
بالضبط نصيحتنا القديمة جدا ( مصريا
وحتى عراقيا ) باغتيال
مشايخ اليد الطاهرة والفرج العفيف ، معممين كانوا أم إخوانا ، من خلال
تأسيس جهاز أمنى‑إعلامى خاص ، مهمته التلويث المنهجى لسمعتهم وما أسهله
‑بالحق أساسا ، وإن كنا لن نعترض كثيرا على الباطل أيضا‑ حيث ما أكثر
المستور فى حيواتهم ،
كل ذلك بما يعنى أن خالد
الجنسى ليس إلا أول غيث القصاص من أولئك الذين أفسدوا فى الأرض عقودا من خلال
دعوتهم الظلامية ، وأن بالتالى : البقية سوف تأتى ،
والسؤال فقط أى من الدعاة هو التالى فى الدور ؟
إحساسى الشخصى هو الداعرة الإسلامى عمرو خالد !
لا بأس بالمرة بمعظم الوعظ الاجتماعى وبعض الوعظ الأخلاقى الذى يقوم به ،
جميعها بشرط أن يحذف قطعيا كلمة الإسلام من كل كلامه ، فذلك تدليس وعهر لا
ينطليان على أحد ، لأن الإسلام لا علاقة له بتأويلات عمرو خالد
المضحكة ، إنما يقول أشياء أخرى تماما واضحة مستقرة ومعروفة للجميع بذل
المفسرون والمحدثون والفقهاء قرونا فى التوصل إليها وتدقيقها ، وهو رأى فى
السيد خالد يوافقنى عليه كل رجل دين أو دارس للإسلام ذو شأن .
فقط سأكرر عليك نادرة رويتها ذات مرة :
أول مرة استمعت فيها لعمرو خالد كانت بالمصادفة من كاسيت سيارة أجرة ، وظللت
لربع ساعة أعتقد أنه الپاپا شنودة وأن السائق مسيحى ، إلى أن فوجئت به يدعو
الأخوات للحجاب ( وليس حتى أن فوجئت مثلا باستشهاده بسطر قرانى ، فهذا
لم يحدث إلا بعد ربع ساعة أخرى ! ) .
هذه ليست تشنيعة إنما قصة واقعية خجلت من نفسى حينها أيما خجل !
يا سادة ، يا أراجوزات الدعوة والفتوى : إن شئتم دافعوا عن الإسلام كما
هو بقبحه وإجرامه ، كما يفعل الشيخ الحوينى الذى أعتبره آخر الرجال المحترمين
( لأنه غالبا لن يتاح للإسلام الوقت الكافى لإنجاب آخر مثله ‑انظر م الآخر ( 58 ) ، والمؤلم هنا أن الرجل
يتحدث طوال الوقت عن الجيل الأول ‑يقصد عصابة الصحابة‑ غير مدرك أنه
هو نفسه الجيل الأخير ) ، أما تزييف إسلام من محض عقولكم وأهوائكم فهو
وسامحونى للكلمة : محض دعارة !
إن الإخوان المسلمين أنفسهم أكثر احتراما منكم ، لأن عمليا خطابهم المزدوج
مفضوح ، والكل يعلم أنهم ليسوا على دين أصلا ، إنما مجرد قطاع طرق ثروة
وسلطة ] .
[ تحديث :
20 يونيو 2008 : بخصوص
ما ذكر فى م
الآخر ( 47 ) عن
ستراتيچية المسيحيين الجديدة ، منذ الجلبة التى سببها المرتد المشاغب كبير
الفم محمد حجازى ، والتى أدت ‑أى جلبته وشجاعته‑ إلى تغيير
الكثير من ساطرات اللعبة ، ستراتيچية عدم إعلان هؤلاء المرتدين عن إيمانهم
الجديد :
هذا الأسبوع قمت مرتين بشىء نادرا ما أفعله وهو النزول للتسوق ، فصادفت
واقعتين ملفتتين للغاية :
الواقعة الأولى
مساء قبل ثلاثة أيام فى ميدان هادئ أخضر على هامش الشوارع التجارية لروكسى ،
مشهد معتاد لفتاة محجبة تسير فى حالة حب مع شاب وتتحدث فى هاتفها الخليوى ،
الغريب فقط أنها تصرخ فى صديقة لها كى تهدئ من روعها من شىء ما قائلة لها
‘ ارسمى الصليب فى قلبك ! ’ . بالنسبة لى كان هذا مشهدا يحتوى
علانية على اثنين أو ثلاثة على الأقل من المرتدين من الإسلام للمسيحية !
الواقعة الثانية اليوم فى وسط المدينة بشارع شريف ، وأتجول لشراء نوع أمواس
حلاقة بدا أنه نادر بعض الشىء فضلا عن أن الكثير من المحال مغلق بعيد صلاة
الجمعة . محل عريق أعرفه
وواضح أن أصحابه مسيحيون كما هو جلى من الصور المعلقة فيه ومن أسماء موظفيه ،
لم أجد فيه مبتغاى . بعد خطوات وجدت متجرا آخر يحمل ذات الاسم ، دخلت
مؤملا أن أجد ما أريد ، وكان أول ما سألت على سبيل العلم بالشىء أو بعض
التودد هل أنتم فرع جديد لمحل كذا ، فكانت الإجابة نعم ، أيضا كانت
الصور والأسماء مسيحية ،
فقط شىء واحد بدا غريبا جدا : أنه محل متخصص فى بيع الإيشارب والحجاب !
يا للهول ! لقد أصبح المرتدون والمرتدات من الحجم بحيث باتت تفتتح لهم
بيزنسات قائمة بذاتها !
باختصار ، ما توقعته فى م الآخر ( 47 ) من جيش يحتشد فى صمت ، ها
هو يتحقق بأسرع جدا مما يتخيل أحد ، وأقله أنه فى غضون سنوات أو شهور ،
حين تقرر الحكومة شطب خانة الديانة من المستندات الرسمية ، سيصبح نصف مصر فى
لحظة مسيحيين ناشطين أو علمانيين سافرين ! ] .
[ فور كتابة
هذا كلمنى البعض يصحح لى أن ما يستحق حقا وصفه بالظاهرة فى مصر شىء آخر ، هو
قراءة كثير من المصريين المسلمين ‑بالذات البسطاء منهم‑
للإنجيل ، ليس بهدف البحث أو المقارنة أو الجدل أو تغيير العقيدة ، إنما
فقط بحثا عن لحظات صفاء وهدوء بال بالذات فى لحظات الضيق .
أنا أقبل هذا الكلام جدا ( جدا جدا فى الواقع ! ) ، من منطلق
أن هناك ما يمكن ‑بل يجب‑ تسميته ديانة مصرية ،
ديانة ضاربة الجذور فى عمق التاريخ ، جوهرها روحى شفاعى غير عقيدى وغير طقسى
بالمرة
( سبق
وتكلمنا عن عقيدة إيزيس كعقيدة لكل المصريين حتى اليوم فى م الآخر ( 52 ) وكذا م الآخر ( 47 ) وطبعا بالأساس فى
رواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ) ] .
|
(Non-Official Group)
م الآخر
( 77 ) :
6 أغسطس 2008 :
هأ ! انقلاب عسكرى فى موريتينيا !
هل
تذكر الطبل والزمر الهائلين فى كل وسائل الإعلام من جميع الاتجاهات ‑من
جريدة الأهرام حتى قناة الجعيرة‑ التى صدعت أدمغتنا لدرجة القىء
بالديموقراطية فى موريتينيا . بعدها بقليل كنت أكتب رواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ، فوضعت فيها نبوءة تخص هذا البلد !
لا ، ليس انقلابا عسكريا ، بل شىء أكثر إثارة لا نشك أنه سيحدث يوما إن
عادت ‑هى أو أى بلد آخر فى تخلفستان‑ إلى الديموقراطية : حرب
أهلية ! بس خلاص ، والأيام بيننا !
…
هذا
تزامن مع احتجاج السفيرة الأميركية على الحكم الصادر بحبس سعد الدين إبراهيم . فى الواقع ثمة شبه تصعب ملاحظته
بين الليبرالية والإسلام . لا يكفى أن تقول أشهد أن لا إله إلا الله حتى تصبح
مسلما ، بل يجب أن تشهد برسولية محمد . اليوم كل من هب ودب فى مصر أو
غيرها يقول إنه ليبرالى ، لكن أحدا لا يذكر الشق الثانى العملى لا القولى
لليبرالية ، وهو أن لا حرية لأعداء الحرية
( دع جانبا أن لا أحد أصلا يؤمن بالليبرالية الاقتصادية وهى ركن أركان
الليبرالية وأم كل الحريات ) . من هنا فأكبر أرضية يكسبها الإخوان حاليا
تأتى من أمثال سعد الدين إبراهيم ( مدخل قديم لنا ) ، الذى عن
سذاجة أو خبث يدافع باسم الليبرالية عن الإسلام الذى هو أعنف أيديولوچية لاستلاب
حقوق البشر ( للدقة ليس الأمر سذاجة ولا خبث قدر ما اتضح لنا أنه مجرد حقد
شخصى على حاكم مصر ، سواء الحاكم
الرسمى الشرفى أو الآخر الفعلى ابنه ! ) .
15 أغسطس 2008 :
Sudden Death Threat: A Coward and Impotent Muhammad and so a Whole Race Named Arabs! |
هأ ! القمص زكريا بطرس الذى لم يفوت دقيقة واحدة طيلة 5 سنوات
( بعد نحو أسبوعين سوف تمر بالضبط سنوات خمس على أول ظهور له على قناة
الحياة ) ، لم يفوت دقيقة منها إلا وتحدث فيها عن دموية محمد وعن
مغامراته النسائية ، فقط هذا الأسبوع وجد نفسه على قائمة المطلوب اغتيالهم من
قبل تنظيم القاعدة زائد طوفان كامل آخر جديد من التهديدات تحدث هو نفسه عنها اليوم !
لماذا ؟ السبب أنه تكلم لأول مرة عن عجز محمد الجنسى وروى واقعة أن شخصا قد
التزمه من الخلف وأنزل ماءه فى مؤخرته .
هذا يثبت على نحو مذهل صحة قراءة روايتنا سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) للإسلام والعروبة .
الرواية سبقت لكل هذا بل تجاوزته بمراحل ، لتطرح لأول مرة ما يلى :
لا نبى الإسلام ولا
كل العرب على شىء ، بما فى هذا القدرة على القتال والفحولة الجنسية !
الموقف المحورى للرواية هو أن الإسلام ليس إلا أحد مكونات ومنتوجات الچيينات
العربية ، وأن إصرار الأب زكريا بطرس على الدق على وتر عنف الإسلام وذكورية
محمد سوف يزيد تمسك العرب بالإسلام لا أن ينفرهم منه ، بل حتى الحديث عن خسة
وجبن اغتيالاته لن يقلل بالضرورة من إعجابهم به ، ذلك أنهم عقليا يتمتعون
ببراجماتية ومرونة شديدتين حين يتعلق الأمر بنهب وسلب الأعراق الأخرى !
الشىء الوحيد الذى يمكن أن يفكك تمسك العرب بالإسلام أن تقنعهم أنه كان فكرة
فاشلة !
( كما تعلم تعريف العرب فى عرف موقعنا ، هو بعر شبه الجزيرة الحاليين
زائد الأقليات التى احتلت منهم البلدان الأخرى ، وطبعا ليس كل الناطقين
بالعربية من سكان هذه البلاد الأصليين ممن تحول أجدادهم قسرا أو فقرا
للإسلام ، كالمصريين وغيرهم . فالواقع أن ما أسهل أن تعيد هؤلاء إلى
المسيحية أو بالأحرى لديانة إيزيس المصرية ، فهى لا تزال فى چييناتهم ،
وستظل للأبد .
أزيد أن تصورى الشخصى أن هذا قد حدث فعليا لحد كبير ، وفى حدود رصدى المتواضع
فإن الرءوس قد تساوت الآن فى مصر . أنا لا أعرف أحدا لا يعرف واحدا أو أكثر
تحول سرا للمسيحية ، وفى نفس الوقت أنا لا أعرف إلا أناسا كلهم
علمانيون . وتقديرى أن الآن قد بات الثلث مسيحيين والثلث علمانيين والثلث
مسلمين ‑ولا يمثل حتى الأزهر والسلفية إلا نسبة تافهة ومنبوذة من
الجميع ، أما الغالبية الساحقة فينتمون للصوفية التى ما هى من صحيح الإسلام
فى شىء ، إنما مثلهم مثل المسيحيين المصريين هم امتداد ما لديانة إيزيس
الوثنية الصوفية الشفاعية . بالتالى لم يعد بوسع الإسلام العربجى أن يزعم بعد
أنه ديانة الأغلبية عندنا ) .
على العكس من الأطروحات السائدة ومنها أطروحات الأب بطرس ، فإن قراءتنا
الخاصة لتاريخ الإسلام كما طرحتها الرواية تنطوى على نظريات غير مسبوقة وجديدة
بالكامل من قبيل أن محمدا كان مصابا بالزهرى عاجزا جنسيا وعقليا ، ومثلا لم
تسمح له عائشة بملامستها ولو مرة واحدة ، وأنه إمعة غبى جاهل لا شأن يذكر له
بصياغة دين الإسلام ، وأنه إذا كان هو نبى الإسلام فإن عمرا بن الحطاب
والحطابة هو إلهه . يزيد على هذا أن العرب لم يدخلوا معركة حقيقية واحدة فى
تاريخهم ، وكل سفكهم الأسطورى للدماء كان غدرا وغيلة وليس إلا ، وأهم
شىء إطلاقا أنه حتى مع هذا لم يحققوا نتائج تذكر ، فقط اكتسحوا بلادا هامشية
شرقية ضعيفة ، بينما ظلت الإمپراطورية الرومانية ‑رغم تداعيها آنذاك‑
لم تمس شعرة منها بهم ، باستثناء إسپانيا التى عادوا وطهروها منهم ،
بحيث تاريخيا لم يسقط كاثوليكى أو غربى واحد فى ربقة الإسلام .
باختصار : ما يسمى بالإحياء أو بالفريضة الغائبة ما هى إلا أكذوبة عربية
جوفاء أخرى ، كما أى كلام آخر لهم !
حتى لا نطيل عليك ننقل إليك
بعض الاقتباسات من الفصل الخامس من تلك الرواية :
- ‘ - صدقنى
لن يهز تشبثهم بالإسلام شىء . فقط لو أثبت لهم أن محمدا بن بحيرة النسطورى
البصرى [ بضم الباء ] كان رعديدا ، ضعيف الشخصية ومعدوم القدرة
الجنسية ، فسيكفون عن عبادته فى الحال . ذات الشىء بالنسبة لعمر بن
الحطاب والحطابة وضيع الأصل اللواطى السكير مدمن حناء الدبر الذى لم يقاتل دونما
خداع مرة واحدة فى حياته . أما أن تحاول إفهامهم أن التاريخ لا يعيد نفسه
أبدا لأن الغرب لن يلدغ من ذات الجحر مرتين ، فذلك نوع من العبث !
( حطاب بالمناسبة تعنى حمال الحطب ، وهو ‑بالمناسبة أيضا‑
مذكر حمالة الحطب ، وهما ‑بالمناسبة كذلك‑ حمالا حطب حقيقيين
وليس تطاولا جبريليا على ذوى الحسب والنسب ) .
- طز فيك وفى كلامك ! وإيه يعنى لم يقاتل دونما خداع مرة واحدة فى
حياته ؟ ! مدح دى ولا ذم ؟ ! ’ .
…
- ‘ أنا [ ونس أحد شخصيات
الرواية ] غير متأكد ‑إنما جايز‑ أن أنا نفسى صنعت التاريخ من
غير ما أشعر ، وفتحت عينيهم على حاجات ما كانوش شايفينها [ يقصد أصدقاءه
‑أصدقاء المؤلف فى ذات الوقت‑ من أمراء الجماعة الإسلامية - أسيوط
السبعينيات ] : محمد الإمعة الدمية ضعيف الشخصية الجبان خائن العهود فى
الظهر الأبعد ما يكون عن أسطورة القائد الكبير المزعومة ، محمد كسير الروح
المعدم والمشكوك فى نسبه ومن ثم العجينة الطيعة فى يد كل من هب ودب ، بدءا من
العجوز الشمطاء خديجة حتى الطفلة الحسناء عائشة ( قصدى بتوع ‘ بين
القصرين ’ . ما تفهمونيش غلط ، كل حاجة موجودة فى الثلاثية حتى أبو
هريرة ! ) ، وبدءا من ورقة حتى عمر ، إلى آخر كل من حكموا من
خلف الستار . هل يعتقد زكريا بطرس أن قادة الجماعة الإسلامية لم يكونوا
يعرفون أن محمدا كان جبانا ؟ ؛ لا يعرفون لماذا يتحدث دوما عن ضرب
الأعناق ، بينما القتال هو طعن الصدور والبطون ، والسبب إنه ببساطة
يتكلم طوال الوقت عن الأسرى ؟ ! هل لم يكونوا يعرفون ما يقوله عن فضائح
محمد ، ولم يكونوا يعرفون أنها فضائح ؟ هل لم يكونوا يعرفون أنه ولد بعد
موت أبيه بأربع سنوات ، وأن علاقة أمه ببحيرة الراهب طبقت الآفاق ؛
امتدت من مكة للشام ، ومن قبل مولده إلى مماتهما ، وأن قرآنه نهاه صراحة
عن مجرد الاستغفار لها ؟ هل لم يكونوا يعرفون أن من نبهه لكارثة الغرانيق
ولقدر غبائه المذهل فيها ولكونها انتحار نهائى لكل شىء له إن لم يتراجع
عنها ، كان مجرد عابر سبيل لا شأن يذكر له ؟ هل لم يكونوا يعرفون أن كل
ما توسمت ماما خديجة فى ‘ حمادة ’ المطيع الطيع هذا ، هو السذاجة
المطلقة بحيث يقبل أن ترسله للغار ليلا ونهارا بدلا من تجعله ينام معها ، وفى
اللحظة المناسبة تكشف له فرجها فيفرح ومن فرط سعادته يصدق على الفور تفسيرها بأن
ملاكا قد جاءه ، ولفرط بلاهته لم يسألها أى نوع من الملائكة بالضبط هذا
الجبريل الذى لا يستحى من الأفخاذ والفروج ثم يستحى من الوجه والشعر ؟ هل لم
يكونوا يعرفون أن شفاعتهن لترتجى لدرجة أن الصبية الثانية الأخرى كانت تمارس
ساديتها على كهولته طوال الوقت ؛ بخلاف السباب والتقريع المتواصلين والتعبير
عن غضبها بالكفر الصريح به بالقسم فى وجهه برب إبراهيم ( أى رب
الأحناف ) ، كانت مثلا تجلس أمامه وهو يصلى وتباعد ساقيها كى تجعل من
فرجها قبلة ، ولم يكن يعترض أو ربما أسعده ذلك ؟ هل لم يكونوا يعرفون أى
جبروت هذا الذى يجعلها بعد أن تزنى تدعى المرض وتشترط على ذلك البائس المسكين أن
يأتيها ( وطبعا لا تقصده هو إنما بن الخطاب ، فالقصة كلها سيميولوچيا
صراع سلطة بينها وبين هذا الأخير ) ، يأتيها عمر بقرآن يتلوه جميع الناس
حتى آخر الزمان يشهد بكونها قديسة ؟ هل لم يكونوا يعرفون أنها جعلته ‑أى
محمدا‑ بائسا ذليلا ‘ يلف حوالين نفسه ’ شهرا ؛ انهار واعتزل
الناس شهرا ، ثم ‘ رغم بيان ربه ! ’ ، لم يقو هذا
المكتئب للأبد على مواجهة الشهود أعواما ، فقط إلى أن نبش قبورهم ‑دنسها
ومثل بأجسادهم وبصق فى أفواههم ، بمجرد أن صاروا جثثا هامدة لا تقوى على
النطق فى وجهه ؟ هل لم يكونوا يعرفون لماذا لم يحدث ولو لمرة واحدة أن تحاجج
عمر وعائشة بالقرآن الذى يعلمان تمام العلم أنهما ‘ طابخينه
سوا ’ ؟ هل لم يكونوا يعرفون لماذا كان عمر شديد القسوة على
عائشة ، وأفلح فى النهاية فى البطش بها ، وأتى بقرآن يلزمها أن تقر فى
بيتها ، وأجبر سائر نساء المسلمين على ارتداء الأحجبة القميئة القبيحة حتى
اليوم ، وأوعز لمحمد بآيات وأحاديث استباحة الزوجات ضربا . كل ذلك لأن
‘ وافقنى ربى فى تسع ( ملايين ؟ ! ) ’ ،
و’ جعل الحق على لسان عمر ’ ( ولا أحد غير عمر ، كلمة الله
وروحه ؟ ! ) ، ولأن منصب الرجل الثانى لا يمكن أن يتسع
لشخصين ؟ هل لم يكونوا يعرفون أنه إذا كان محمد هو نبى الإسلام فإن عمرا هو
إلهه ؟ هل لم يكونوا يعرفون أن عمرا هذا الذى أوحى وأملى معظم النصف المتأخر
من القرآن ، والذى وصل رعب محمد منه لدرجة أن تصور أن الشيطان نفسه يرتعد من
عمر ويتحاشى طريقا يمر بها ، ذلك العمر لم يحدث يوما أن حفظ من ذاك القرآن
شيئا ، وكان يكره أن يستفتيه أحد فى أمر دينى ذلك أنه لا يفهم فيه ، وفى
مرة نادرة للغاية تجرأ أحدهم وسأله كيف هو هكذا شديد الجهل بأبسط أوليات الدين
فأجاب ( أى لم يقتل كالعادة ) ، قال ‘ ألهانى الصفق
بالأسواق ’ ( هل هذا هو السبب حقا ؟ ! ) . وطبعا ‑وهو
الذى لا يغفر أن يشرك به‑ حرم بالكامل رواية الحديث أو ذكر آثار محمد وطالما
ضرب ونفى أبا هريرة ، مؤسسا مبدأ اسمه لا تصدوهم عن القرآن بالحديث ؟ هل
لم يكونوا يعلمون أنه لم تكن لدى محمد مشكلة مع الخمر ، وعمر هو الذى ظل ‑رغم
إدمانه هو نفسه لها‑ يستحث الوحى تلو الآخر حتى حرمها ، ذلك أن عينه
كانت على المواصفات الواجبة فى تشكيلات المستقبل المسلحة ؟ هل لم يكونوا
يعرفون أنه الشخص الذى أتى بمفهوم أن الإسلام هو نهاية التاريخ ، آمرا عمرو بن
العاص والعاصية ( العاهر الأبتر والعاهرة الأشهر ) أن احرقوا جميع الكتب فالقرآن به
كل شىء ( نعم يقصد جميع الكتب ، ويقصد صحيح البخارى قبل كتب مكتبة
الأسكندرية ) ؟ هل لم يكونوا يعرفون أنه الذى أقنع محمد أن حياتهم
ستنتهى قبل أن يقنعوا مائة شخص من أهل مكة ، وأن الأفضل من الإقناع الودى
الذهاب ليثرب حيث ستصبح قوافل رءوس الأموال القرشية لقمة سائغة بالذات خلال الأشهر
الحرم ؟ هل لم يكونوا يعرفون أنه من أنزل الوحى يأمر بزواج محمد ( هذا
الغلبان الذى صرف النظر عن الزواج بعد خديجة ، رغم علم عمر أنه ليس ذكرا سويا
يستطيع فعل شىء مع جسد المرأة ، لكنه السيف سبق العذل وبات أمرا واقعه أن
أعلنه بنفسه للناس نبيا ) ، ذلك لأنه عزوفه هذا هو الطامة الكبرى لو
اتبعه الجميع فى وقت المفروض فيه أننا نخطط لاحتلال العالم ؟ هل لم يكونوا
يعرفون أنه صاحب مبدأ بدر الخالد ‘ ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى
الأرض ’ ، الإبادة العرقية المطلقة التى أصبحت فى ثانية قرآنا يتلى
للأبد ، كل الذكور البالغين يقتلون حتى المقعد منهم طالما قاومت
قريتهم ، ثم أقنعه ( حين أثبت جبل أحد خطأ نصيحة اللقمة السائغة وإن
أثبت صحة نصيحة قتل الأسرى التى تهاون فيها محمد وسال لعابه للمال ) أن ثروات
اليهود أكثر وأكثر وخبرتهم الحربية أقل وأقل ، وبعدها سيصبح إقناع أهل مكة
أسهل كثيرا ، ودون الحاجة لعقد هدنة أو حديبية معهم أصلا ، وظل وراءه
حتى نقضه ونفذ مشيئة عمر الأصلية ؟ هل لم يكونوا يعرفون أن أبا بكر هذا الذى
لم يقل كلمة لا لمحمد مرة قط ولو على سبيل المزاح شخص تافه ساذج ، وفى أول
أيام خلافته ذهب للسوق كى يتاجر فزجره عمر لغبائه الذى لم يفهم أنه الآن حاكم كل
العالم ويجب أن يقبض على الجاهز أعلى مرتب وحوافز وبدلات وأرباح يتلقاها إنسان على
وجه الأرض ؟ هل لم يكونوا يعرفون أن أبا بكر هذا محدود الأفق ، ترك
لخالد الحرب كما أبعادية بنظام المقاولة يغتنم لحسابه ويوزع بمزاجه ثم يعطى الدولة
ما يجود به ، وأن خلافه مع عمر حوله لم يكن بخصوص أمر مفرط التفاهة من قبيل
قتل إمرئ مسلم والزنا بامرأته إنما هو خلاف رئيس للغاية حول مفهوم الدولة المركزية
الشمولية مطلقة السلطات ( مع علمهم طبعا أن أبا بكر أتفه من يسن شيئا جديدا من
تلقاء نفسه إنما اتبع سنة محمد الذى كان يعامل سيف الله المسلول ذات المعاملة
الخاصة جدا وشبهها فى حينها بتعاقدات شركة بلاكووتر ، ولم يبد عمر رأيا وقتها
ولم يأمر بنزول قرآن ) ؟ هل لم يكونوا يعرفون أن عمرا ‑الذى دعا
للتعامل مع الحكام بالقتل وحده‑ قتل أبا بكر الزنديق هذا فى نهاية
المطاف ، لأن هذا الخليفة الكارتوونى كفر بإله الإسلام ( أو لم يفهم
يوما من هو أصلا ) ، فحاول أخذ اللعبة على محمل الجد ، ولم يفهم
أنه يجب أن يكون كما نبيه وصديقه مجرد واجهة لمركز القوة الحقيقى ، وظيفته
أمران لا يتجاوزهما أبدا : 1- أن يتلقى لعنات وسخرية الناس ، 2- أن يكون
المستهدف بالقتل حال وقوعه ؟ ( ثم موجها كلامه لمينا : ) ألا
تعرف أنت يا مينا أن الرجل الثانى نعيم لا يعرفه إلا من احتل وظيفة الرجل
الأول ؟ ’ .
…
- ‘ أنا
[ وحيد أحد شخصيات الرواية ] لست بعد خبيرا جدا بفقه الغنائم والأسلاب
والأنصاب والاغتصاب وما ملكت الأيمان وأسواق النخاسة ، ثم أنى لست معنيا جدا
بالزواج من امرأة أكبر منى بربع قرن ثم أثنى عليها فورا بطفلة أخطبها وهى فى KG 2 وأدخل بها حين تصل الصف الثانى الابتدائى ، فأدخل موسوعة
جينيس لأن جمعت بين زوجتين الفارق بينهما سبعين سنة ، وأدخل تاريخ الأدب لأن
نغصت على شيكسپير فرصة تأليف مسرحية عن تزويج الأخت الصغرى قبل الكبرى . صحيح أنى وصلت الآن لسن البلوغ
عند الذكور الذى هو الخمسون ونيف ، وانفجرت لدى فجأة الشهوة نحو
النساء ، إلا أننى لست عقيما ولا عنينا ، حتى أضطر للتباهى بتسع وتسعين
زوجة ومئات الإماء والأمتاع ( بعضهن بقوادة من الله شخصيا دائم الفضل ،
والذى ‑عند اللزوم‑ يرسل هبات ريحه كى يعرى السيقان المثيرة ونفحات
وحيه كى يؤلف الأجساد الملتاعة ويبطل الزيجات الخاطئة ويصح الصحيحة على طريقة فيلم
صلاح أبو سيف ، أو أن أطلق فى المقابل من أضحت بدينة أو دميمة وأجعلها تركع
مهينة تحت قدمى يوميا فى ذهابى ومجيئى للمسجد تستجدينى الإبقاء عليها
كخادمة ) ، تلك كلها بينما لا ولد أو بنت إلا بفضل استبضاع الزوجات
لأنفسهن ( زاد الله فضلهن ) ، أو بينما حياتى كلها منذ ذلك البلوغ
سيىء التوقيت ما هى إلا توق مجنون لانتصاب سرابى لا يأتى أبدا ، مهما سعيت
خلفه مع خالة أو طفلة أو زوجة ابن أو أرملة سيد القوم ( طبعا هذه الحالة
الأخيرة لا تنتظر ، ولا محل فيها لشهور العدة وما إلى هذه من
شكليات ) ، أو يأتى ويذهب سريعا بلا قذف واحد يستوجب الغسل يمكن أن يطفئ
حريق شهوتى ، لا يفلح فى هذا كله الطواف المحموم على دستة كاملة منهن كل
ليلة ، ولا يفلح فيه بعدهن الطواف بالمقابر بحثا فى ظلمتها عن جثة طازجة بعد
لامرأة أو حتى لرجل أو ما تيسر من العنز أو البطيخ ، أو لا يفلح فيه نزول
معوذتين على من السماء كل دقيقة ، أو حين تتجاوز الأمور حد العنة ويستفحل
بدماغى مرض بلاد الكفار المدعو الزهرى ، لن يتضح فى الصباح التالى إلا أنى لم
آت النساء سوى فى خيالى فقط ، ولن يحدث إلا أن ستفرك رمانة المنى عن
ثوبى . إن القذف عندى طبيعى وسليم ولا يعانى إربى من إمساك مؤقت أو
مؤبد ، كما لا أعتقد أن ميردوك بسذاجة بعر الجزيرة بحيث يهتز كثيرا إن خلقت
عنى نفسى أسطورة لا داعى لها حول فحولة فذة موهومة ( وإن كنت أعلم أن الكذبة
كلما كبرت كلما سهل تصديقها ) ؛ ثم الأسوأ من كل شىء أنه لو لدى كل هذا
العدد من الجميلات لأنجبت ألف طفل وطفلة ، وهذا مما لست واثقا من رغبتى فيه
بعد ! ’
…
- ‘ ليس آخر
تلك المكتشفات توصل ونس [ أحد شخصيات الرواية ] لأن محمدا ذاك كان مصابا
بمرض الزهرى الذى ربما انتقل إليه من إحدى تلك العاهرات اللائى كان يتسلل لهن من
خلف ظهر خديجة التى لم تشبع فضول شبابه تجاه جسد المرأة ، أو اللائى راح
لاحقا يأمر جنوده ونفسه بالاستمتاع بهن مكافأة على غربة الجهاد ( = الحرابة
الشرعية ) ، وأنه وصل لمرحلة متقدمة من ذلك المرض ( الواضح أن الطب
الشرقى احتار فيه فلم يداوه أو حتى يذكره ، ومن هنا جاء اعتبار العموم له
سحرا أو جنونا أو على الأقل سلسلة متتابعة من الأمراض المستقلة لا رابط
بينها ) ، أذهبته عقله ، فاقمت عجزه الجنسى المزمن منذ
شبابه ، وأصابته بالهلاوس فراح يتخيل مثلا أنه يعاشر زوجاته دون أن
يفعل ، بل وكثيرا ما أنسته ما يقول إنه قد أوحى له ، ووضعته من ثم فى
آلاف المواقف المحرجة ، لولا أن عمرا وعائشة كانا هناك طوال الوقت يضبطان
الصورة ويداريان الأمور ويستردان الهيبة ويلقيان التهمة زورا على السحر والشياطين
الأشرار ( ليس تماما والدليل أنهم شهدوا رسميا بتوقعهم منه أن يهذى يوم حجة
الوداع ، استثناء من محاولتهم الدءوب تصوير أمر ذهاب عقله على أنه استغرق
عاما وانقضى ) ، وطبعا يفسر لماذا تزوج العشرات ولم يدخل بهن وحرم على
زوجاته ومطلقاته الزواج منه بعده ، ذلك أن عنته هى سر حربى أعظم يجب أن يظل
محصورا تحت حراسة مشددة فى أضيق نطاق ممكن ( closely guarded secret ) ، ويفسر قصة اقتراض حفنة شعير بالربا دليل مذلته
القصوى فى أواخر سنينه ، بملاحظة أنه رجل كان الله قد أحل له أخذ الطعام
والشراب مجانا من أى أحد حتى لو كان فى هذا هلاك الأخير ، ثم أخيرا مات
بالطبع بسبب ذلك الزهرى ( مرض جنسى الانتقال آخر ‑السيلان‑ هو
الذى يقف وراء تبوله الدائم على نفسه ، الأمر الذى يظهر فى وسواسه الهائل نحو
البول الذى ترجم فى إناء دائم الاستقرار تحت فراشه ، وفى آلاف الأحاديث عن
التنجس بالبول وهجوم الشياطين بالبول وعذاب القبر بالبول والتداوى بالبول والتبرك
بالبول ودخول الجنة بالبول … إلخ ، وفى التدقيق الشديد مع محيطيه فيما
يخص التطهر من البول وإدمانه هو للتعطر لمداراة رائحته ، كلها معا كنوع من
الدفع الإسقاطى عن الذات ، بل وفى قتل كل يشير لبقع ثيابه دونما حتى فرصة
للاستتابة ) ’ .
…
- ‘ الحرب
شىء ، والجبن والندالة والدناوة والنتانة والعفانة شىء آخر . سيدى
[ المتحدث هو وحيد والمخاطب هو عمر بن الحطاب والحطابة ] ، هل سمعت
عن جندى رومانى قتل أسيرا أو اغتصب امرأة ؟ ! ليس السبب أنه ذو ديانة
رفيعة وديانتكم منحطة ، إنما لأنه درب على أن يكون عنوانا للحضارة ؛
لأنه نبى أعظم من كل أنبياء التوحيد ؛ كلا ، بل لأن بصمة حذائه على
الأرض ‑لا الحذاء نفسه‑ تساوى كل أنبياء التوحيد مجتمعين . لقد جاء
حاملا مشعل الثورة التقنية وما تنطوى عليه من قيم وقوانين وأخلاق وسلوكيات كلها
رفيع وغير مسبوق … إلخ ! … بل هل سمعت عن أن خاض أى جيش عربى أو
مسلم حربا ميدانية حقيقية ‑ناهيك عن أن تكون محترمة‑ واحدة بامتداد كل
التاريخ ، وانتصر فيها ، أو حتى هزم ؟ ! للدقة ، المعركة
الحقيقية الوحيدة التى خاضها المسلمون طبقا لتقاليد الحروب المعروفة آنذاك ،
وقت لم تكن قد عرفت بعد تقنيات أو تقتيات أو ستراتيچيات أو مناورات من أى
نوع ، فقط اصطفاف الجيشين بالمواجهة فى وضح النهار ، المعركة الوحيدة
التى خاضوها من هذا النوع كانت ضد بعضهم البعض ، ولا غرابة أن مات منهم فيها
عدد أكبر من كل مات تحت راية الإسلام فى كل تاريخ هذا الدين ، وقطعا ‑ولا
غرابة بالمرة‑ أن لإحساسهم بتفردها الشديد هذا ، أطلقوا عليها ذلك
الاسم العجيب المثير للفضول : صفين !
يا للعنة ! كلما اكتشفت شيئا وجدت من سبقنى إليه ، وكأنها معلومات عامة
وكأنى الجاهل الوحيد . ابن خلدون لم يتأمل كثيرا فى تقتيات المعارك
الحربية ، لكنه عن الجبن والندالة والدناوة والنتانة والعفانة قال ذات الشىء
بالحرف تقريبا ، إن لم يكن أفدح وأفضح وأفصح وأفظع : ‘ العرب لا يتغلبون
إلا على البسائط ، وذلك أنهم بطبيعة التوحش الذى فيهم ، أهل انتهاب وعيث
ينتهبون ما قدروا عليه من غير مغالبة ولا ركوب خطر ، ويفرون إلى منتجعهم
بالقفر ، ولا يذهبون إلى الزاحفة والمحاربة إلا إذا دفعوا بذلك عن
أنفسهم ، فكل معقل أو مستصعب عليهم فهم تاركوه إلى ما يسهل عنه ولا يعرضون
له ، والقبائل الممتنعة عليهم بأوعار الجبال بمنجاة من عيثهم وفسادهم لأنهم
لا يتسنمون إليهم الهضاب ولا يركبون الصعاب ولا يحاولون الخطر ’ ، يا
للهول ! هل قرأت هذا يا أستاذى وأستاذ الجميع أرسطو ؟ إنه يقول إنهم
ليسوا مجرد قطاع طرق ، بل أحط نوع إطلاقا منهم . ناپوليون قاطع
طريق ، لكن لم تكن به أى من هذه الصفات ! يا للهول ! بل يا للهول
تكعيب !
مولانا عمر بن أبى البسائط رضى الله عنك ، أقصد صلى الله عليك وسلم ،
أقصد لك كل العز والجلال والإكرام ، لقد كنتم لا تسيرون بجيوشكم إلا ليلا
( بفرض انطباق وصف جيوش تقانيا عليها ، فهذه ما إلا عصابات قطاع طرق
يتسللون ) ، بل كنتم حتى تخفون عن جنودكم أين ستذهبون بهم فى غزوتكم
( باستثناء تبوك فيما علمت ، لسبب خاص جدا ، وكان ممكنا أن يتحول
الأمر لكارثة ، لولا أن أحدا لم يكن يأخذكم على محمل الجد ) .
أوه ! بل لماذا نذهب بعيدا ؟ المملكة العربية السعودية نفسها نشأت بذات
الطريقة . جمع عبد العزيز عصابته ‑عصابة الأربعين حرامى ، هكذا
كان عددهم !‑ وتسلل ليلا لقلعة خصومه ( أيضا تقانيا القلعة ليست
قلعة إنما مجرد بيت تافه عادى خفيض من الطوب النيىء ، فى الريف المصرى ليس له
اسم معين ، إنما فى جزيرة البعر اسمه قلعة ) . تسلق الجدار فهبط
عليهم وذبحهم وسبى نساءهم وهم نيام ، فنشأت مملكة الكنوز والشرف المرجانى
الرفيع الحالية .
دعنى أجيبها لك م الآخر : إسلام بدو الجزيرة الهمج انتشر لسبب واحد : أن
لم يكن هناك من يصده . كل الممالك كانت أطلالا أو فى أفول : مصر ،
فارس ، بيزنطة … إلخ . حتى روما نفسها ‑التى لم تصلوا حتى
لظفر بابها‑ كانت قد نخرتها الكهولة ودمر البقية الباقية منها غزو العبيد
المسيحيين . قبلكم كانت كل الحروب فى ساحات مواجهة مفتوحة وفى مواعيد متفق
عليها ، ومحمد أول من قال الحرب خدعة والكذب مباح واخترع الاغتيالات وقتل
الأسرى . طبعا حسب تعريفك للأسير ‑سيدى‑ هو كل ذكر ‑ولو
كسيح أو كهل‑ نبت له شعر عانة من ‘ العدو ’ ، وتعريف العدو
هو من تقررون أنتم تصنيفه كعدو ، حتى لو يكن فى مدينته قطعة سلاح
واحدة ، أما النساء والأطفال ‑من تسمونهم بالذرارى‑ فهم استثناء
من التعريف لأنهم لا يدعون أسرى ، بل سبايا يغتصبون ثم يباعون بالمال .
عامة ‑وهو مكمن الجمال فى حروبكم‑ أنه بمجرد أن يصنف العدو عدوا فكل
شىء بات مستباحا ، اعتبرتموه متمترسا وقتلتم نساءه وأطفاله ، وحتى لم
يكن أحد تمترس أو حتى عرف بخبر نواياكم الدامية أصلا ، فعليكم بالتبييت أى
ذلك القتل الليلى للنساء والأطفال ، إنزالا للرعب بقلوب الذين كفروا ،
وهكذا . أنا آسف ! لعلمك أنا طوال الوقت أقدر جدا موقفك كرجل ثان ،
وفن الحرب هو بكل أسف واحد مما غبنت فيه : كل هذه أصول الحرب الحديثة قد سرقت
منك ‑يا سيدى عمر‑ ونسبت لآخرين . كل القرآن المدينى المحكم سرقه
منك محمد ونسبه لنفسه ، مصطلح الحرب خدعة مسجل تاريخيا عندنا كهرطقة محمدية
( حاول ناپوليون سرقته بإدخال بعض قليل عبيط من المناورة والارتجال على أسلوب
المعارك أم صفين ، لكنه طبعا فشل فى أن يقارن بكم ) ، وأساليب حرب
العصابات تنسب لجيڤارا ، وهلم جرا . كل اختراعاتك سرقوها ،
وا حسرتاه على زمانكم ، زمن الخلق الجميل والشرف الرفيع ! ’ .
…
الرواية ضخمة ، وهذه ما إلا شذرات ، ولو شئت المتابعة انظر هنا :
سهم كيوپيد ( 1 - 2
- 3 ) .
11 أكتوبر
2008 :
So-Called ‘Journalists’ of Egypt! |
ما معنى غرامة الثمانين ألفا على عادل حمودة اليوم ؟
ثم الأسوأ : هل كان من حق الرئيس
مبارك العفو عن إبراهيم عيسى هذا الأسبوع ؟
لقد تنازل عن حقه الشخصى ، لكنه أهدر حقوقنا نحن كمواطنين وكمستثمرين
صغار ، وأهدر حق مصر كلها فى السعى للتنمية ، وأعطى المخربين والحاقدين
شيكا على بياض للتدمير ما شاءوا ( بل يا ليتهم حتى يشكرونه على ما فعل ،
بل يعتبرونه فعله خوفا منهم وضعفا ؟ ! ) .
لقد كتبت قديما جدا يوم اقترحوا أن تكون
العقوبة عشرة آلاف جنيها غرامة ، أقول إن الواجب فعلا إلغاء عقوبة حبس
الصحفى ، فقط فى حالة أن تستبدل بعقوبة الإعدام . ساعتها قلت أيضا ما
معناه : بلاش الإعدام يا سيدى ، تلغى دى ودى وتستبدل بالتعويض ( لا
بأس بالغرامة أيضا ، لكن الأساس التعويض ) ، بشرط أن يكون الحد
الأدنى لأيهما مليون جنيها ، ولا حد أقصى لهما . ساعتها سوف يعلم رئيس تحرير الأهرام أنه لو هاجم أحمد عز
مثلا ، فإنه سوف يستيقظ صباحا وقد أصبح كل الأهرام ملكا لأحمد عز ، وهو
نفسه فى السجن ، لأنه لا يملك قدر التعويض الموقع
عليه كشخص . أضرب المثل بالأهرام ليس موقفا معه أو ضده ، إنما لأن كل
المؤسسات الأخرى لا تساوى شيئا أصلا ، ولو ارتكبت مخالفة فسوف يحبس الجميع
فيها مدى الحياة !
… للمزيد انظر م الآخر ( 78 ) لآخر إشارة سابقة لإبراهيم عيسى ، وكذا قبل أعوام أنه بيكتب وكأن رأسه برأس جمال مبارك ، متخيلا أن كل من هب ودب من
أمثاله يصلح رئيسا !
27 يناير 2009 :
لا أفهم بالضبط ما هى ستراتيچية
الحكومة فى التعامل مع الاضرابات العمالية .
تساهلت مع عمال الصلب ، فخرج لها عمال الإسمنت . تساهلت مع عمال غزل كفر
الدوار ، فخرج لها عمال نسيج المحلة . والآن حان دور عمال السكك
الحديدية . ما فيش حد أحسن من حد ، وببلطجة منقطعة النظير عطلوا اليوم كل حركة
القطارات لكل أنحاء البلاد .
الأسوأ هو الكرم المجانى الذى تغدقه الحكومة أحيانا
على موظفيها حتى دون أن يطلبوه ، حيث زادت المرتبات فى يوليو الماضى بنسبة 30 بالمائة لا نظير لها فى
أى بلد فى العالم ، والمناسبة كانت ارتفاع أسعار
الغذاء ، وكأن الحكومة هى منتجة هذا الغذاء والنقود ستعود إليها . الآن
ارتدت الأسعار لما كانت عليه ، فهل تستطيع سحب الزيادة منهم ، أم تسمح
لهم بفرض مزيد من شلل الاقتصاد عليها بإرغامها على لتدبير موارد لهم فى ظل حالة
انكماش عالمية ، ذلك بدلا من تخفيض الضرائب على البيزنسات مثلا ؟
بالطبع ، نحن نتمنى الرفاهية القصوى لكل أبناء الشعب المصرى ، لكن فقط
من خلال اقتصاد تنافسى جاد ، وليس عبر جمعية خيرية ضخمة اسمها الحكومة .
الحكومة ‑إذن‑ هى التى تشجع على
العصيان ، وهى التى تقدم دعوة مفتوحة لكل من يفكر فى لى ذراعها أن أهلا
وسهلا . لن نقبض عليكم ولن نحيلكم لمحاكم عسكرية ولن يحكم عليكم بالإعدام ولن
ينفذ فيكم حكم الشنق . حتى التشكيلات العصابية الصريحة كالمسماة النقابات
المستقلة أو حركة 6 أپريل لا يكاد يمسسها أحد ، شيوعيون وإخوان يتحركون
بعلانية وأريحية مطلقين وكأن لا قانون فى هذا البلد ، بل وكأن لا جيش فيها
يستطيع إبادة الجميع فى لحظات ، كما فعل مثلا فى عصيان الأمن المركزى
1986 . لو أنى شخصيا موظف أو عامل لقمت فورا بإضراب أو اعتصام ،
والنتيجة مضمونة : سأحصل على كل ما أريد ، ودونما أدنى عقاب ، بل
ربما يستقبلنى رئيس الوزراء فى مكتبه كى يطمئن على رضائى عنه !
الحل إذن يا سادة هو الجيش . كلام قديم قلناه مليون مرة ، على الأقل منها مرة
بمناسبة كلام عن پينوتشيت وأخرى عن ثاتشر وثالثة أرسلناها لجمال مبارك ( وطبعا
الجيش هو الذى أنهى أحداث رواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ) . الحكومة لا تمنع أحدا من تقديم
استقالته والبحث عن وظيفة أفضل ، لذا فى حال وجود أدنى بوادر لتمرد أيا ما
كان ، من حقها ‑بل واجبها‑ أن تأتى بالجيش ليحل محل العمال
المضربين ، والذين بداهة يجب أن يفصلوا على الفور ( أدنى إجراء ،
والصواب كما قلنا أن يعدموا فى الموقع بلا محاكمة ) . عامة مثل هذه
الاضرابات لا تتم بين ذوى الياقات البيضاء ، لكن حتى هذه ، الجيش قادر
أيضا على تعويضها من أسلحة كالمهندسين والإشارة والخدمات الطبية وما شابه .
لو حدث ذلك مرة واحدة ، فستكون الرسالة حاسمة لنقابات أو أحزاب التحريض وطبعا
لعصابة الإخوان المسلمين ، أن تلك طريق مسدودة ، وقطعا سينفض كل العمال
عنهم .
الناس يا سادة يتماشون معهم لأنهم أقنعوهم أنهم أقوى
منكم يا حكومة ، فأرجو ألا تكرروا خطيئة الثمانينيات التراچيدية فى التساهل
التدريجى مع إسلام الأزهر الذين توسمتموه معتدلا ، فأفضى بكم لإرهاب
التسعينيات ولاختطاف حفنة من المشايخ للكلمة العليا فى البلاد منكم لا زلتم تعانون
منه حتى اليوم .
… الصلب أدى للإسمنت ،
وكفر الدوار أدت للمحلة ، فإلى أين نركب من باب الحديد ؟ أخشى أن تكون
الإجابة فضيحة دولية اسمها مصر للطيران !
…
أيضا
نحن فى حاجة لشىء آخر : فرقة موت !
كلامنا عن أن المطلوب بالأساس
مجلس أعلى للأمن القومى ذى طبيعة هجومية ‑على العكس من طبيعة جهاز مباحث أمن
الدولة الحالى‑ يضع الخطط للتصفية المعنوية ( على الأقل ) لكافة
فرق المعارضة ومن ثم لكل الأقلية العربية ( أقله أن جعلنا تأسيس هذا المجلس
هو الذروة الدرامى الغائية لأحداث رواية سهم كيوپيد ) . الأقدم من هذا
بكثير هو مثلا مناداتنا تحديدا
بخارطة طريق لضرب الإسلاميين بفسادهم المالى والأخلاقى . لكن اليوم
الأمور تتسارع وتريد تحركا تكتيا فوريا لا ينتظر تلك الستراتيچيات الضخمة المسكوت
عنها . بأقل تكلفة من جانب أجهزة الاستخبارات يمكن أن تتحقق نتائج
عظيمة ، من خلال قتل شخص أو اثنين فى السنة . يمكن بالطبع أن يسير هذا
بالتوازى مع تأسيس لجنة للنشاط غير المصرى ‑على غرار نظيرتها الأميركية‑ لملاحقى كل أصحاب الأفكار الدخيلة على تاريخ
الحضارة المصرية ، بالأخص العربية منها كالقومجية العربجية والإسلام ،
ذلك عبر القضاء الاستثنائى والملاحقات من هذا القبيل . إلا أنه سيظل هناك
صحفيون أو ناشطون حقوقيون أو حزبيون أو نواب ذوى حصانة ، من أعداء الحرية ‑عبمعصوريون
كانوا أو إسلاميون أو يساريون ، مدمرون ، لا يمكن -بغير التصفية الجسدية‑
إثناؤهم عن دورهم التخريبى وفى نفس الوقت لا يمكن الإيقاع بهم قضائيا ( انظر تجربة بينوتشيت الرائعة فى الاختفاء القسرى بإلقاء
الشيوعيين لأسماك القرش فى المحيط ، هذا تفعيلا لقوانين الطبيعة إما
أكلوها وإما أكلتهم ، لا سيما وأننا نتمتع بنظير لا يقل روعة متمثلا فى تماسيح
بحيرة السد ) ، وكذا هناك القضاء الإدارى ‑هيئة ولاية الفقيه ( انظر م الآخر
( 66 ) ) الحافلة بحجافل ممن يضربون
بدستور البلاد وقوانينها عرض الحائط لأن الشريعة الإسلامية هى الحل ، أو
يتخيلون أن بوسعهم من خلال سلطة ولاية الفقيه التى منحوها لأنفسهم إصدار أحكام
تنال من أعظم قوة اقتصادية وعسكرية وحضارية فى المنطقة اسمها إسرائيل ، وتنال
من علاقة مصر الستراتيچية بها أو تلوى ذراع حكومتها فى هذا الشأن أو غيره ،
كلها لمجرد أن أحدا أفهمهم أن القضاء الإدارى اعتاد منذ أيام طارق البشرى أن يكون
مجرد أحد الأذرع الجهادية لعصابة الإخوان المسلمين ، وهناك بالطبع أمثلة
أخرى .
كما تعلمون هذه الـ death squads ليست
بدعة ، وبعض ضربات صامتة لأمثال هؤلاء ستأتى بنتائج باهرة على الباقين ،
لأن مرة أخرى : الكثيرون ينجرفون وراء هؤلاء السفلة الخونة المخربين لا لشى
إلا لأنهم أفلحوا فى إقناعهم أنهم أقوى من الحكومة !
… على أية حال
لا تخشوا كثيرا من توجيه أصابع الاتهام لكم كحكومة مصرية ، لأن أولئك
الأغبياء ‑وكالعادة‑ سيتهمون الموساد !
…
(Note: Downsized image; for full scale, click here) Enough Is Enough: Fourteen Centuries of This! |
ثالثا : الجيش مرة
أخرى :
إذا كانت مشكلة مصر الصغرى الحادة والآنية هى تطهير
القضاء الإدارى
( هيئة ولاية الفقيه المصرية ) من الاحتلال العربى المسلم ،
فإن المهمة الكبرى التى لا يجب أن ننساها للحظة هى تطهير كل مصر منه .
…
الحكومة لاحقت القرآنيين قضائيا مرة والآن تتركهم ، لاحقت المثليين جنسيا
قضائيا مرة والآن تتركهم ،
لاحقت شباب الحياة البوهيمية والموسيقى العنيفة قضائيا مرة والآن تتركهم
( بالأمس كان اسمهم عبدة الشيطان ، واليوم الإيموز ، وغدا لا نعلم
ماذا ) ،
لاحقت الكتاب العلمانيين قضائيا مرة والآن تتركهم ، تعنتت مع البهائيين
قضائيا مرة والآن تلبى مطالبهم ،
لاحقت جماعات التبشير المسيحى بالاعتقال مرة والآن تتركهم ،
لاحقت التبنى بين المسيحيين مرة وستكف عن ذلك فيما سيستجد ،
لاحقت المتحولين للمسيحية بالاعتقال مرة والآن تتركهم ،
بطشت بمحمد حجازى مرة والآن يبدو أنها ستسهل لماهر الجوهرى ‑وللملايين من
بعده‑ تغيير ديانتهم رسميا ،
… الخلاصة أنى أقدر هذه السياسة التى يمكن تسميتها
‘ الحكومة تدافع عن الإسلام مرة ، ثم تتركه
بعد ذلك يدافع عن نفسه ! ’ ،
بل أضيف : لقد لاحقت الشيعة مرة ، والآن تكتشف أن الشيعة إلى ما قبل
ظهور الجهادية الخومينية
أفضل إيمانا وتصوفا وتجذرا فى تاريخ التدين المصرى وقربا للروح المصرية
من أفضل فرقة سنية إطلاقا لا ترى حجم بشاعة وإجرام أمثال عمر وعائشة وعثمان
ومعاوية ويزيد .
لكن هل يكفى كل ذلك ؟ هل خطر الأقلية العربية الاستيطانية المجرمة ينتظر لمثل
هذه المحاورات والمداورات ؟
الإجابة : لا ! … الجرائم على أرض مصر عامة وسيناء خاصة لا تهدأ
ولا تتوقف .
دماء أبنائنا من الشرطة البواسل تسيل
وستظل تسيل إلى يوم نجتر فيه
خبرة الرئيس چيفيرسون وإبراهيم
پاشا واللورد كيتشينر فى التعامل الوحيد الممكن مع العرب :
الإبادة ! ،
ونبدأ فى استخدام الغازات السامة لتطهير صحارينا وزوايا مدننا ،
تماما كما نستخدم هذه المبيدات فى تطهير سائر الأماكن والأوكار من الهوام .
[ المسلسل السافل لا يزال
مستمرا : فى 10
أپريل اللاحق ( الڤيديو هنا
لو شئت ) ، اعترف الضفدع
الأخنف بأنه أرسل أذنابه لسيناء لتسليح عصابة حماس ، وتباهى ضمنا بكل ما هو
ثابت بالأدلة المادية من تفجير للمنتجعات وقتل للسياح الإسرائيليين وضرب للسفن فى
القناة ، وما خفى كان أعظم ( لأنك لا تعرف بالضبط أين يمكن أن تتوقف
شيطانية العقل العربى ) ، وأعتقد أن النائب
العام كان قد وضع 49 شخصا فى لائحة الاتهام ، تاركا المكان رقم 50 شاغرا انتظارا
لمثل هذا الاعتراف المذهل .
فى 20 أپريل عممت الأهرام فى صفحتها
الثالثة القصة الضخمة أعلاه عن بلطجة
وعربدة الأعراب فى الساحل الشمالى الذين يعتبرون مصر ميراثا شخصيا لهم كتبه باسمهم
فى الشهر العقارى عمرو بن العاص والعاصية ( العاهر الأبتر والعاهرة الأشهر ) ، مع فارق أن ما استخدم فى تلك القصة من ألفاظ وتحليلات لم يأت
هذه المرة من EveryScreen.com إنما من جريدة
الأهرام ! ] .
[ سپتمبر 2009 : للقصة
الكبيرة التالية ؛ قتل اللواء إبراهيم عبد المعبود مدير مباحث السويس ،
انظر م الآخر ( 115 ) ] .
29 أپريل 2009 :
Save All the Swines from This Human Epidemic! |
كما ‘ الطروبشات ’ الذين أخذوا ‘ على
مشمهم ’ تورط أعضاء الحزب الوطنى فى قرار هائج مهتاج وغير عقلانى
بالمرة ، حركته أمس عصابة
الإخوان فى مجلس الشعب بإعدام جميع خنازير مصر فورا ، فى سابقة عالمية لا
نظير لها ، لأن أحدا فى كل الدنيا منذ اندلاع أول خبر قبل ثمانية أيام ، بما
فى هذا منظمة الصحة العالمية ( التابعة لمنظمة رعاع وشيوعيى وإسلاميى العالم
الثالث المسماة الأمم المتحدة والتى لا هم لها إلا تدمير اقتصاد
العالم ) ، لم يطالب بإعدام ولا خنزير واحد ، بل العكس هو
الصحيح . الطيور تعدى البشر بإنفلونزا الطيور ، لكن الخنازير لا تؤذى
أحدا ، الطيور تأتيها العدوى بطيور مهاجرة سائبة منطلقة الروح بالكامل ،
بينما الخنازير مضبوطة محكومة كسيرة طيعة وطيبة ، وهلم جرا من التفنيدات
البديهية لحجج عصابة الإخوان الحقود التى تريد تدمير الأخضر واليابس :
Anti-Christian Propaganda!
المطلوب بالأحرى هو حماية الخنازير من البشر ،
فإنفلونزا الخنازير عدوى ڤيروسية تتنقل من إنسان لإنسان ولم يعد يربطها
بالخنازير إلا اسمها ،
وخنازير مصر الوديعة الجميلة هى التى
الآن فى خطر العدوى من إنسان يأتيها من الخارج حاملا للعدوى
( لنقل مثلا انتحاريا من غزة أو من حزب الله ) !
كتب اليوم رئيس تحرير
الأهرام ‑مع احترامنا له‑ قائلا ‘ الإخوة المسيحيون يستخدمون لحم الخنزير ’ ،
ويمكنهم استيراده وإعادة تربيته لاحقا … إلخ . تلك العبارة تختلف بعض
الشىء عن القول إن ‘ الإخوة
المسلمون لا يستخدمون لحم الخنزير ’ ، لأن هذا
يضعنا أمام إشكالية أين الأغلبية وأين
الأقلية . فى حدود معلوماتى ، الغالبية الساحقة
من المصريين تستخدم لحم الخنزير بل و‘ تعزه ’ حسب تعبيرهم ،
وتعتبره من أفخر أنواع اللحوم ، وقد ضمنت الفصل السادس من روايتى سهم كيوپيد
( 1 - 2
- 3 ) ) تتابعا خاص بوليمة شواء خنزير ، كلها
مستوحى من وقائع حقيقة من حياة صديق لى ( مسلم ، إذا كان ما يكتب فى
بطاقة الهوية هو ما يهمك السؤال عنه ) ، يسافر فعلا من القاهرة
للأسكندرية لاستحضار لحم خنزير متميز . نعم المسلمون المتبعون لصحيح الإسلام
يحرمون لحم الخنزير ، لكن هؤلاء ليسوا إلا أقلية فى مصر ، وليسوا مصريين
أصلا ، ذلك أن الغالبية الساحقة لشعبنا هم مصريون أصلاء ، بمعنى إما
مسيحيون وإما علمانيون وإما مسلمون صوفيون ، وهم لا علاقة لهم بالإسلام إلا
اسم ألصق بهم عنوة ، أو تحايلوا هم به على قمع القتل والجزية كى يواصلوا
ممارسة شعائر عبادتهم الأصلية ، ديانة إيزيس المصرية القديمة . هؤلاء
الأعراب الأغراب الدخلاء الذين تصادف أن سيطروا حاليا على خمس مقاعد مجلس الشعب
وأن يقولوا عن مصر جهارا نهارا ‘ طز ’ هم الأقلية المنبوذة قلبا وقالبا
من كل المصريين . هؤلاء وحدهم هم من يريد يريدون أن تختفى لوحة لحم الخنزير
من واجهات المحلات فى مصر ، تماما كما يتمنون اختفاء لوحة مشروبات كحولية أو
روحية ( فإسلامهم بالمناسبة لا يعرف الروحانيات ) .
1- هل يفعلون هذا لوجه إله الإسلام الذى حرم مثل هذه
الأشياء ؟ لا أعتقد ، فهم لا دين لهم أصلا ، وإسلامهم البدوى لا
يحمل شيئا من مواصفات الدين ، إنما فقط أچندة استرقاق واستحلال اخترعتها
الچيينات العربية لأغراض تكيفية لا أكثر .
2- هل يأملون فى ضربة اقتصادية لمسيحيى مصر ممن
يديرون بالكامل هذه الصناعات ؟ أشك ، لأن الحكومة حسب جريدة الأهرام أيضا تنوى دفع
1000 جنيها تعويضا عن كل رأس ، أى أن 350 مليون جنيه سوف تذهب فورا لجيوب
المسيحيين ، ورأيى الشخصى أنها كارثة اقتصادية كبيرة لبلادنا وتبديد للموارد
وثروة ستلقى فى الأرض ، ما يجب قط للحكومة أن تتورط فيها ، بل حتى
اللحظة لا أصدق أنها قد تمضى فيها فعلا .
فى كل الأحوال أنا موقفى القاعدى واضح قديم ثابت حول
البعد الاقتصادى لمثل هذا النوع من القضايا ،
ومتماشى بالكامل مع إرادة أمنا الطبيعة :
أ- الحياة ما هى إلا سباحة فى معادلات
اقتصادية طوال الوقت !
ب- الاقتصاد أهم من البيئة ، وكلاهما أهم من
الإنسان !
وأضيف اليوم :
سؤال افتراضى : لو ثبت أن النشاط الإنسانى يلوث فعلا البيئة ، هل
نوقفه ؟
الإجابة : لا كبيرة !
أن يصبح المناخ جحيما لبعض الكائنات أمر طبيعى للغاية اعتدناه لبلايين
السنين ، بل فى الواقع هو أحد المحفزات الرئيسة للتطور .
طوال الوقت يؤدى تغير المناخ لانقراض
بعض الكائنات الأقل كفاءة ونجاح البعض الأقدر على التأقلم وتطفر البعض سعيا للتأقلم ،
لكن أن نجمد كل شىء أو نضحى بالاقتصاد الذى هو البيئة وقد اتخذت صورة أثمن وأكثر
استعقادا ‑بالذات الاقتصاد عالى الجودة كاقتصادات العالم الأول ،
فهذا ليس فقط طموحا مستحيلا ، بل موقف رجعى !
3- هى ليست إذن حربا دينية ولا حتى حربا
اقتصادية ، إنما بالأساس حرب سياسية ، وللأسف يقال أن قد تورط فيها ‑سواء
بحسن نية أو بغباء أو لمجرد كسب بعض نقاط سياسية بالتظاهر بالحرص على صحة الشعب‑
بعض أعضاء مجلس الشعب ممن يصفون أنفسهم بالصوفية أو حتى بالعلمانية ، وكرس الكثير
منهم جهده وماله لمحاربة صحيح الإسلام لحساب الإسلام المصرى أو لحساب الدولة
المدنية الخالصة .
إذن الحرب على خنازير مصر ( ومن قبلها بأيام حرب أعراب الأزهر على فسيخ مصر ) ،
ليست حربا دينية ، بل ذات الحرب الممتدة 1400 سنة : الصراع
المصرى‑العربى !
… يقولون : كما يختفى حاليا الحجاب من مصر
( مظهر استعراض القوة الرئيس لأذناب الاحتلال ‑الناس كلها باتت تعرف أن
الحجاب لم يعد علامة تدين إنما تزين وإغواء جنسى ،
فأصبحنا ‑فى الشوارع وحتى فى المتاجر الشهيرة التى أدخلت ملابس المحجبات
لمصر‑
نرى الرقبة والأذنين والأقراط بما يذكرنى فى كل مرة بأجمل پورتريه أذكره من أيام
شبابى لكلوديا كاردينالى ،
ثم عن بقية الجسم فحدث ولا حرج ،
لذا فأمر أولئك منكوحاتهم وإماءهم بلبس أكياس الزبالة ‑أقصد النقاب‑
والخروج للتبختر بها فى الشوارع ،
كلا الشيئين ‑اللبس والخروج‑ علامة تراجع وهزيمة ولعب آخر
الأوراق ، ناهيك عن كونه اعترافا بحجمهم الحقيقى .
النقاب الذى أتى به إله الإسلام عمر ، كان تمييزا طبقيا وعرقيا وچندريا من
البداية ،
وأحسن الفقهاء فهم الحكمة الإلهية فيه بمرور الوقت ، أبو حنيفة الزنديق بدأ
من حيث كان كل بشر الشعوب السوية فى وقته ،
إلى أن ألغى آخرهم ‑ابن حنبل ، ومن رحمة الله بعبادة أن توقف الاجتهاد
عنده‑ ألغى عورة الرجل وعورة الأمة بالكامل تقريبا ،
وجعل كل جسد المرأة بتاعة العشة ‑أقصد المحصنة‑ عورة ،
فإذا كانوا قد نجحوا من خلال الزى تمييز المسلم من غير المسلم والحر من العبد
… إلخ ،
فها هم يعطونا اليوم على طبق من فضة أبسط وأدق طريقة لبيان حجم الأقلية العربية فى
المجتمع المصرى ) .
وكما يتحول الآن المصريون عن دين الله أفواجا بالملايين إلى المسيحية
والعلمانية ،
يجب أن تختفى أيضا عبارات ‘ لحوم خنزير ’ أو ‘ ملوحة وفسيخ ’
أو ‘ مشروبات كحولية ’ !
بعبارة أخرى : فى عصر الساتيللايت والإنترنيت وزكريا بطرس والخروج من دين
الله أفواجا هذا ،
لم تجد عصابة الإخوان سوى التخلى عن شعار ‘ الإسلام هو الحل ’
والرفع بدلا منه شعار الإسلام الجديد ‘ ما قدرش ع الحمار ، قدر ع
الخنزير ! ’ .
باختصار :
بخروج النساء بالنقاب للشوارع كاشفين عن حجمهم
الحقيقى وتنازلا منهن ومنهم عن المبدأ المقدس الذى أصدعونا به لقرون
أن المرأة جارية ‑عفوا أقصد جوهرة‑ وليست إنسانا ، أو بالحرب على
الفسيخ والخنزير وكل هذه المستضعفات ، هم يلعبون آخر أوراقهم .
إن ما يجرى الآن هو أعراض انسحاب بالمعنى الطبى الحرفى للكلمة ، آلام جسد
يبرأ تدريجيا من سموم تراكمت 1400 سنة ؛
بل بحرفية أدق هو دوران عكسى للعجلة إرجاعا لكل ما جرى على امتداد الأربعين سنة
الأخيرة :
آنذاك كانت الحكومة فى موقف الدفاع وتضطر كلما ارتفع سقف الهجوم الإسلامى أن تقول
زورا إنها ليست أقل إسلاما منهم ،
والكارثة فى هذا أنها كانت دون أن تشعر ترسخ أن الإسلام هو المرجعية ،
وبالتالى من الطبيعى أن يختار الشعب من هم أكثر أصالة فى الإسلام ، الذى قطعا
ليس الحكومة .
الآن أصبح الإسلاميون فى موقف الدفاع ويضطرون كلما ارتفع سقف الهجوم العلمانى أن
يقولوا زورا إن الإسلام دين تسامح ومحبة ومواطنة ،
والكارثة فى هذا أنهم دون أن يشعروا يرسخون أن التسامح والمحبة والمواطنة هى
المرجعية ،
وبالتالى من الطبيعى أن يختار الشعب من هم أكثر أصالة فيها ، الذى قطعا ليس
الإسلاميون !
…
فقط أقول لهذه الأقلية العربية التى لا تزال ترتكب
الفظائع يوميا
على أرض مصرنا الحبيبة من سيناء إلى الساحل الشمالى إلى الصعيد :
ماذا ستفعلون غدا حين تطل علينا إنفلونزا الخرفان ؟
هل ستعدمونها جميعها وتلغون الاحتفال بعيد الأضحى ؟ !
… أقصد القول : أيامكم باتت معدودة على أرض مصر ، وعليكم أن تستعدوا إما
للرحيل أو للإبادة !
بلى ، الخنازير التى يجب إبادتها حقا وبأسرع وقت ممكن
هى مشايخ الأزهر وعصابة الإخوان وأوكار السلفية وحناجر العبمعصورية
وسائر بقية عملاء الخارج العربى على أرض مصر !
… وفى نفس الوقت نحذر : القضاء على هذه السلالة المتفردة من الخنازير
داكنة اللون والمسماة بالبلدية عندنا
( متفردة كما كل ما نسميه من الطيور والحيوانات فى مصر بالبلدى ) ،
سيكون جريمة عظمى ستقام لها محاكم دولية يوما ،
وقطعا لن يفلت المجرمون من العقاب مهما علا شأنهم الحالى !
…
ملحوظة بخصوص مجلس الشعب :
يجب على الحكومة أن ترسل له فورا رسالة واضحة تذكره فيها بمن هو : هو مجرد
كيان صورى موجود لاستكمال الشكل الدستورية ، ليست له أية صلاحيات ، وليس
من حقه أن يقترح شيئا من تلقاء نفسه ، وليس به أصلا خبرات أو كفاءات علمية
مؤهلة لشىء كهذا أو لأى شىء ، وكل المطلوب منه هو البصم على القوانين حين يرسلها
له مطبخ الحكومة ، المكان الذى يفترض أن تركزت فيه قدر الإمكان الخبرات
والكفاءات ، التى هى من الأصل ليست كثيرة ، وتغطى بالكاد بعض هذه
الوظائف الحكومية العليا . اقتراحى الشخصى أن تكون تلك الرسالة قوية بحيث تحل
المشكلة مرة واحدة وللأبد : حل مجلس الشعب !
[ تحديث : بعد ساعات : بالفعل
بدأ الجدل حول الاسم : الاتحاد الأوروپى يريد تسميته الإنفلونزا المستجدة novel ،
وكما واضح هى تسمية غبية لأنها ستضعنا فى حيص بيص يوم تظهر أنفلونزا
الخرفان . اقتراحى الشخصى أن يسموها الإنفلونزا المكسيكية ] .
[ تحديث : اليوم التالى : بالفعل
أقرت منظمة الصحة العالمية تسمية جديدة هى ‘ الإنفلونزا أ ’ ،
وأرسلت رسالة واضحة لكل الدول بأن لا لزوم لإعدام الخنازير . بل بالفعل طرح
اسم الإنفلونزا المكسيكية لكن المكسيك اعترضت عليه !
أعتقد أن هكذا قد أغلق الملف فى
مصر ، ربما لن يخلو الأمر من فلول أعرابية فى وزارات الصحة أو الزراعة قد
تمارس بعضا من حلاوة الروح ، لكن طبقا لجامع القمامة الخاص بى ، فالأمر
منتهى قبل أن يبدأ ، لأنهم حسب قوله فى كل الأحوال سيتصدون للحكومة لأنها
بالنسبة لهم معركة حياة أو موت ، وأقلها ما يلى :
يقولون إنهم سوف يضربون عن جمع القمامة !
وأقول : هذا منطقى جدا بل وربما إجبارى ، وليس احتجاجا بالضرورة ،
فالجدوى الاقتصادية لجمع القمامة ستنتفى كليا ،
ولو قلنا إن الشىء المثالى هو مصانع لتحويل المواد العضوية كبقايا الطعام لسماد أو
لوقود أو لأى ما كان ،
ومن يريد لحم الخنزير فليربه على علف وبرسيم وبقول ،
فإن أرخص من هذا وذاك تماما إقامة جامعى القمامة لمزارع نموذجية للخنازير !
] .
[ تحديث : اليوم بعد التالى :
أصدرت منظمة الأغذية والزراعة ( فاو ) بيانا شديد اللهجة وصفت فيه
القرار المصرى بذبح الخنازير ( التعديل الحكومى لقرار مجلس الشعب الإخوانجى
بإعدامها ) ، بأنه ‘ خطأ جسيم ’ !
للأسف ، الحكومة تورطت من الأصل
بالانسياق الانفعالى وراء عصابة الإخوان ، ولا تريد الآن أن تبدو ضعيفة أو
متخبطة ، لذا فستراتيچيها الحالية هى كسب الوقت ، لعل التقاعس فى
التنفيذ يأتيها بمبررات للتراجع بعد قليل .
المفارقة أنه
بعد ثلاثة شهور بالضبط مما كتبناه قبل ثلاثة شهور فى م الآخر ( 89 ) ، بضرورة التوسع فى استخدام الجيش للبطش
بمظاهر العصيان من إضرابات ومظاهرات وما شابه ، أن قررت الحكومة الأخذ
بالنصيحة فعلا وأعلنت عن استخدام مجازر الجيش فى الذبح .
… المشكلة
الوحيدة أنها أخذت بالنصيحة الصحيحة للقرار الخاطئ !
من مزايا حكومتنا أنها لا ترضى أن
تبدو ضعيفة أو أن يلوى ذراعها أحد ، والمعتاد أنها حين تقرر أمرا تصمم على
تنفيذه . المشكلة هذه المرة أن القرار كان مصيدة إخوانية انفعل بها مجلس
الطرابيش ووجدت الحكومة نفسها محرجة ، والتراجع عنه ربما يحتاج للفة طويلة لا
نعرف حتى اللحظة كيف ستجرى بالضبط ] .
[ تحديث : 3 مارس 2009 : كان
المفروض أن يبدأ الذبح أمس السبت ، ويبدو أنهم بدأوا بالفعل ببعض الزرائب
الصغيرة فى المحافظات ، أما اليوم فقد كانت المواجهة الكبرى فى منشية
ناصر ، مجمع قمامة القاهرة الرئيس ، بين الشرطة وبين أصحاب وعمال
الزرائب .
على أية حال بدأت تتوالى الأصوات
العاقلة : محمد فودة [ ومكرم محمد أحمد ] … إلخ . لكن ما
لفت نظرى أكثر منها حوار جاء على البى بى سى العربية مع عراب المجزرة ، لا
أذكر اسمه لكنه ربما زعيم عصابة الإخوان بمجلس الشعب أو نائبه ، أيضا لا أهتم
بما يضفونه على أنفسهم من ألقاب :
الإخوان يستخفون بعقولنا : يقولون إنهم أول من
طالب بنقل الزرائب .
ربما هذا صحيح ، لكن بقية القصة أنهم أنفسهم ‑كموظفين تسللوا للوظائف
الحكومية‑
هم من عرقلوا تنفيذ هذا القرار فى المحافظات .
والجديد الآن حسب صحافة أول أمس ينوون رفع قضايا لوقف النقل لمدينة 15 مايو
أمام هيئة ولاية الفقيه المسماة القضاء الإدارى .
والآن زعيمهم أو ما شابه فى مجلس الشعب ، وكأنه الآمر الناهى الذى ورث الأرض
ومن عليها
بورقة سجلها باسمه فى الشهر العقارى عمرو بن العاص والعاصية ( العاهر الأبتر
والعاهرة الأشهر ) ،
وفى لمحة حرفية رائعة الدقة عن الطريقة التى ينتوى الإخوان بها الحكم ،
وبتنطع منقول حرفيا من أفلام عنتريات التاريخ الإسلامى ، يقول عن نقل
الزرائب :
كلا ، لقد فات الأوان ، الآن وقت الإعدام !
( المشكلة أن إعدامنا ‑نحن الكفار السعداء بكفرهم‑ فى ظل حكم
عصابة الإخوان ليس نهاية السيناريو ، بل بدايته :
ستظهر ميليشيا المحاكم الإسلامية لتكفر الإخوان وتأخذ السلطة وتعدمهم ،
ثم تظهر ميليشيا شباب المجاهدين لتكفر المحاكم وتأخذ الحكم وتعدمهم ،
ثم تظهر ميليشيا الحزب الإسلامى لتكفر الشباب وتأخذ الحكم وتعدمهم ،
وينتهى الأمر بكل شعب الصومال ، أقصد مصر ، عدما معدما
معدوما ! ) .
…
مرة أخرى : هم ضباع دموية حاقدة تثير جنونها
خنازير بريئة طيبة
لا حول لها ولا قوة وترضى حتى بأقل من العشب طعاما
لأنها تذكرهم بعد 1400 سنة من محاولات الاحتلال بأن هذه لم ولن تكون بلدهم ،
ولم يحدث يوما أن اعتبر خليفة إسلامى واحد مصر بلدا مسلما حقا
( وإلا جعلها عاصمته ومقره ، وراجع ما قال ابن تيمية عن مصر ‘ التى
فتحت قسرا ’ ،
وهو ‘ شيخ شيوخ الإسلام لكل العصور ’ وليس مستشرقا أو مؤرخا علمانيا أو
ما شابه ) ،
فقط كان أقصى ما يهم هؤلاء الخلفاء الحفاظ على الحد الأدنى من المظاهر والشكليات
هنا أو هناك ،
ولأن تلك الخنازير على التواضع الشديد لطبعها ،
تذكرهم أن الشعب المصرى لم ولن يرضخ يوما لمحاولات استعبادهم
باسم عقيدتهم الصحراوية أو باسم العروبة أو بأى اسم كان ،
والنتيجة أن لا يحركهم شىء أكثر من الانتقام خاصة من المسيحيين لأنهم يعلمون أن
هؤلاء هم رمز الأغلبية المصرية ،
الذين يذكرونهم طوال الوقت بأنهم الأقلية العرب الدخلاء الغدارون المغتصبون ؛
بأنهم : العدو العربى !
…
] .
Decent Home! |
[ تحديث :
4 مايو 2009 : توقف المسيحيون عن
المقاومة ، فوضوا أمرهم لحكومتهم ولكنيستهم ، التى تتغنى ليلا نهارا
بشجاعة شهدائها الأبطال ، ويعيش أبناؤها يعدون الأيام فى انتظار الپاپا
القادم الذى أيا من كان وأيا من كان من سيختاره ‑بما فى هذا إلهم يسوع
المسيح‑ لن يكون شخصا يرتعد من ذلك النمر الورقى الذى نسميه بالأقلية
العربية ووصفه ابن خلدون بأجبن الجبناء ‑أو يكون من الغباء وتدمير المسيحية
فى مصر بحيث مثلا يرجع قرونا للخلف فى شأن الزواج والطلاق ، فيجعل المصريين
يتركون دين المسيح أفواجا ، رغم أنه ‑رغم كل مساوئه‑ يظل الأقرب
لعقيدة المعت والضمير الذاتى المصرية القديمة :
إن تشديد شروط الطلاق شىء جيد ومفيد ،
بل ومصرى أصيل وأصله مصر التى كانت ترى الطلاق شيئا شائنا للغاية ،
ونحن نعافه كما نعاف تعدد الزوجات ورضاع الكبير لا لسبب إلا فقط لأن هذه هى
برمجتنا الچيينية ،
وليس لأننا نقبل أوامر من إله خفى موكوس أو من نبى أفاق حافى أو من كاهن شنكوتى
مريض نفسيا ،
لكن تحريم الطلاق لغير شروط العرف الاجتماعى المصرى ،
هو انتحار عقيدى للدين الذى يسول له غباؤه أن يجعل منه شريعة إلزامية ، ذلك
لأنه ببساطة مفاضلة بين جحيمين فيفضل المرء الجحيم الأبعد .
والخلاصة أن فى المصريين كلهم لا أحد يضارع شنكوتى الثالث فى جبنه !
يكره اليهود فى وقت صار فيه كل مسيحيى العالم المتقدم صهاينة ،
الأمر الذى أقر اليسار المعادى للأديان نفسه كالنيو يورك تايمز أنه كان أحد أكبر اختراعات القرن الحادى والعشرين ،
لكن حين يتعلق الأمر بالخنازير يصبح أكثر موسوية من موسى ، وفى كلتا الحالتين
المحرك هو الجبن !
… المهم ، فعلا أثبتت
الدولة أن أحدا لا يلوى ذراعها . لا بأس ، لكن القصة لا يجب أن تنتهى
هنا ، بالعكس ربما يكون توقف المواجهات البداية للحل الطوعى العاقل من جانب
حكومتنا الرشيدة جدا :
الموقف الآن هو الآتى :
لجنة السياسات ظلت حتى اللحظة غائبة ،
والمطلوب منها الآن أن تجرى تلك المكالمة التى ستنهى كل شىء :
1- تنهى مهزلة ذبح الخنازير وتؤمن لهذه الصناعة موطنا جديدا لائقا مزدهرا ،
و2- تنهى مسلسل تدمير عصابة طيور الظلام الإخوانية لاقتصاد البلد ،
و3- تعاقب مجلس الشعب على ذلك الجرم الهائل الذى ارتكبه فى غفلة من الزمن
خيل له فيها أن بإمكانه خلق ازدواجية للسلطة فى مصر على الطريقة اللبنانية أو
الفلسطينية ،
وأن تأمر بحله ، وتعيين مجلس جديد بلا إخوان وبرئيس جديد يقظ
( غير قابل لعدوى التأسلم كما كبير الطرابيش الحالى ) تختاره لجنة
السياسات !
( كنا قد تحفظنا بشدة ذات
يوم على مخاطرة اندفاع جمال مبارك المبكر فى الإطاحة بكمال الشاذلى وما يمثله ،
أما اليوم وقد أمسك بالفعل بكل خيوط السلطة فى يده ،
فقد بات فى وسعه أن يفرض رؤيته الحداثية كما شاء ، بل بات هذا هو
واجبه ) .
] .
‘Nicene Creed!’ |
[ تحديث :
13 مايو 2009 : حدثان جديدان كبيران أمس : قرار
‘ طريف ’ لهيئة ولاية الفقيه بمنع المواقع الجنسية على الإنترنيت ،
وتفجير
كنيسة العذراء بالزيتون [ بعد أسبوع قرار آخر بإسقاط الجنسية عن
المتزوجين بإسرائيليات ، دون أن يشير من قريب أو بعيد للمتزوجات من سعوديين
أو إماراتيين ‑أشرنا إليه فى متابعة الحكم على هشام طلعت مصطفى ] . نقول :
فى وقت تجرى فيه التحولات العميقة تحت السطح فى مصر
فى اتجاه العلمنة الشاملة ( وليس فقط قوانين الزواج والأسرة ) ،
وكذا ‑وهو الأكثر درامية‑ ترك الإسلام أفواجا لحساب المسيحية
( بل وحتى تتحول المسيحية نفسها بفضل هؤلاء الملتحقين الجديد ،
لهم كاريزميتهم الخاصة واستقلاليتهم ،
وليس أهمها عدم اكتراثهم بخلافات الطوائف المسيحية والتزامهم البسيط بقانون إيمان
مجمع نيقية الأصلى ،
وليس أطرفها أن قال أحدهم ‑وكأنه فى برنامج من سيربح
المليون‑ إن من حقه أن ينكر يسوع أمام الناس ثلاث مرات كبطرس !
[ لاحقا فى مدخل م الآخر ( 110 )
الخاص بنجلاء الإمام ، أفضت فى تحليل ما لعله أهم سماتهم إطلاقا وهو
الروحانية الشديدة ] ) ،
فى ظل كل هذا تدخل الأقلية العربية على نحو بالغ الهوس والسعار معركة البقاء
الأخيرة لها
ضد ‘ المظاهر ’ العلمانية أو المسيحية ؛
مظاهر ربما لا تعتبرها أنت بأكثر من خيالات مآتة أو طواحين هواء
لكنها ترعبها حتى النخاع لأنها تذكرها بالعمق الحقيقى لما يجرى :
أن وقت رحيلها من على أرض مصر أو تصفيتها جسديا قد دنا للغاية !
… هنا توالت وتزامنت ثلاثة أحداث استهدفت كلها المظاهر المسيحية
والعلمانية :
1- الحرب الهمجية على خنازير مصر ( ومن قبلها بأيام على فسيخ مصر )
التى كما قلنا ترتعد مشيخة الأزهر وعصابة الإخوان وأوكار السلفية وحناجر
العبمعصورية
من كونها مظاهر صارخة لعدم انخراط مصر فى الإسلام
ولعدم استسلام هذا البلد للغزو العربى بأية درجة من الدرجات طيلة 14 قرنا
كاملة .
السؤال كان : ماذا تفعلون بإنفلونزا الخرفان يوم تأتى ،
هل ستعدمونها جميعا وتلغون الاحتفال بعيد الأضحى ؟
2- قرار هيئة ولاية الفقيه
( محاكم خارجة عن طوع القانون والدستور تأسست برئاسة طارق البشرى
فى السبعينيات بإشراف مباشر من عصابة الإخوان ، وتحمل اسم القضاء
الإدارى ) ،
قرارها الأهبل بخصوص حجب المواقع الجنسية على شبكة الإنترنيت ،
( بالمناسبة ، التصفية الجسدية لأعضاء ولاية الفقية ‑ولأعداء
الحرية عامة‑
اقتراح كنا قد قدمناه بالفعل للحكومة آخر مرة فى م الآخر ( 89 ) ،
كبديل لأسلوبها شديد البطء وغير الفعال الحالى فى تطهيرها من العرب )
لن نرد بأن المنع يأتى بأمراض اجتماعية أضعاف أضعاف ما تسببه الإباحة ( قصة
أفاضت فيها عقودا صفحة الرقابة ، والكل يعلم أن
الاغتصاب سيصبح جهارا نهارا لولا أن الإنترنيت تطفئ الكثير من احتياجات
الشباب ) ، وأيضا الكل يعلم أن الفكرة المحورية فى رجم مؤسس الإسلام
للمرأة الغامدية ولزانى المرود والمكحلة وكل من شابههما أنهم رفضوا ارتكاب الفاحشة
فى الخفاء ، فالفواحش مهمة لبقاء النوع للمجتمع العربى الهجام قدر أهمية
كتمانها ، ذلك أن الكذب آلية بقاء مهمة أخرى لمباغتة مدن الحضارة
بالخديعة .
فقط نطرح سؤالا : ماذا تفعلون فى تحول لغة التخاطب الشعبى للإنجليزية
ومن ثم إزالة آثار العدوان حتى آخر قطرة فيها : اللغة العربية ؟
( على سبيل المثال مشكلة كثيرين وكثيرات من الشباب راقى التعليم المهتم بهذا
الموقع أنه بالعربية ، ويطالبون على
الأقل بأن يكتب بكامله بالمصرية ! ولعله أحد اسباب معاودتى الاهتمام بالمايكروسايت الإنجليزى )
( الجميل من هيئة ولاية الفقيه أن قرارها يأتى متزامنا مع اختراع الغرب
الكافر
لثورة تقنية جديدة تتعلق بالحوسبة المعرفية للمعلومات ،
تسمى وولفرام ألفا ‑قصة مستقلة ( م الآخر ( 100 ) ) ) .
3- تفجيرات الكنائس : إذا كانت قضيتا الخنازير والمواقع الجنسية بهما شبهة ذكاء
ما ، هو تصور وجود إجماع عليهما وإحراج من يفكر فى الدفاع عنهما صراحة ،
فإن تفجير كنيسة الزيتون هو الغباء المطلق الذى ذكر الناس مرة أخرى بما هو الإسلام
وما هى العروبة .
قبل قرن كان
الطابور الخامس من الأوغاد العرب من أمثال مصطفى كامل يجاهر علنا بأنه يريد مصر
ولاية عثمانية .
قبل نصف قرن لم يكن بوسع عصابة الإخوان
المجاهرة بشىء كهذا ورضوا بأن مصر هوية قائمة بذاتها ، لكنهم كانوا يتبخترون
بطول الأرض وعرضها بأنهم حكام هذا البلد ، وبالفعل وصل العرق العربى للسلطة
فى 1952 وفعلوا من الأفاعيل ما شاءوا .
قبل ربع قرن تقصلت الطموحات العربية إلى جماعات
إسلامية تحت الأرض تطمح لاستعادة حكم مصر من جديد .
قبل سنوات تقلصوا
إلى جماعات محلية راحت تفجر ثروتنا السياحية فى سيناء فى ذكرى 6 أكتوبر و24 أپريل
لأنهم يريدون الاستقلال بسيناء عن مصر ،
أو لأنهم يحلمون بـ 23 يوليو جديدة
تعيدهم من الشتات الأفريقى الذى سببه إنشاء إسرائيل إلى الحضن العربى
الآسيوى ،
كل ذلك لعلمهم بخبرة مصر التاريخية فى إبادة العرب ، وأنها
‘ فاقساهم ’ كويس و‘ قارشة ملحتهم ’ ( لا يخطئ مرارتها
المقززة أحد لأن بعر شبه جزيرة البعر يصنعونها من بول البعير ‑ليست نكتة
تستحق كل ما فعله الأب زكريا بطرس بها ، بل هى حقيقة تاريخية
بسيطة ) .
قبل شهور أصبحوا عصابات أسرية وربما فردية
تماما ، تضع قنابل عبيطة فى الأديرة أو ميدان الحسين السياحى والآن كنيسة
الزيتون ، وجه شبههم الوحيد مع الفرقة السابقة أنهم يحاولون محاكاتهم فى
اختيار عشية الأعياد موعدا لضرباتهم ، وأمس كآن آخر يوم تمتلئ فيه الكنيسة
قبل 15 مايو ، ذكرى حرب التحرير المظفرة التى قادها الرئيس السادات لتخليص
مصر من الحكم العربى !
والسؤال هنا : ماذا ستفعلون يوم يغلق نصف المساجد ويتحول نصفها الآخر
لكنائس ؟
( أقصد يعاد بناءها ككنائس ، فهى ككل مساجد الدنيا أقبح من أن ترضى بها
حتى خنازير الدويقة المغضوب عليها ! ) .
…
التراجع واضح بلا جدال ، والخلاصة م الآخر هى
عينها كلمة السر لكل ما يجرى على أرض مصر : بطرس الثانى الشهير بزكريا
قبرص !
مصر ‑بما فيها النخبة شبه العلمانية والكتاب والقضاة ومباحث أمن الدولة وكل
أحد‑
مشغولة الآن ولكل السنوات القادمة بسؤال كبير واحد شديد الإحراج الإزعاج
والإقلال :
هل إيمانها إيمان مزيف سيذهب بها لجهنم وبئس المصير ، والمسيحية هى الدين
المتماسك الرفيع الحق ؟
إن ما تفعله القنوات والمواقع المسيحية هو عمق الأعماق فيما كل ما يجرى ،
وهو ما يثير سعار الأقلية العربية غير المسبوق فى الشهور الأخيرة
( بل أضيف القنوات والمواقع الإسلامية التى تقوم بنفس دور نظيرتها المسيحية
بالضبط ، ألا وهو التعريف بالإسلام ) .
والمذهل ‑الذى يصدمنا حتى نحن كعلمانيين‑
أن ثبت أن أسهل ‑أكرر :
أسهل‑ خطوة مبدئية فى طريق إصلاح مصر هو نقلها أولا للإيمان المسيحى !
بخلاف كونه الأسهل ،
لعله الأفضل أيضا .
أنا شخصيا ‑ومنذ راحت رواية سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) تأخذنى فى رحلة لأعماق الهوية المصرية‑
لم أعد أريد جديا أن تصبح مصر علمانية الآن كما كنت أقاتل من قبل ،
يوم صنعت كل شىء يمكن أن يوصف بأول كذا وأول كذا … إلخ ، بأن
أسست هذا الموقع ،
بل بت أرى الأفضل لها أن تعود أولا لسلامها وصفائها البدنى والنفسى والروحى
المسيحى‑الفرعونى ،
وتبرأ أولا بالكامل من قاذورات وإجهادات دين الصحراء ، بعدها تتعلمن على
نظافة وعقل وهدوء بعد ذلك !
حين دشنت هذا الموقع ، كان لدى إغراء هائل بمهاجمة الإسلام عقائديا ،
والسبب أن كانت لدى خبرة تاريخية عريضة نادرة به ، أقلها أنى كنت صديقا شخصيا
لعصام دربالة وعاصم عبد الماجد ، واعتقادى أن الأول بالذات هو النقطة
المركزية التى انطلق منها كل شىء : من هندسة أسيوط ، إلى منصة مدينة نصر ومديرية أمن أسيوط ، إلى أفغانستان ، إلى
مانهاتان .
مع توالى أحداث الإرهاب فى مصر التسعينيات ، جعلنى كل من حولى مرجعية كبرى
رغم استغرابهم الشديد مما أقول عن الإسلام فى البداية . كتبت عن الإسلام
سياسيا واجتماعيا ، لكن دينيا لم أكتب شيئا يذكر وكنت أقول بالعنطزة المعتادة
أنا مستواى من مستوى الآلهة ولا أنزل بنفسى
لمستوى الأنبياء ، وأنى أفند فقط فكرة الإله !
… لماذا لم أهتم بالإسلام كثيرا ؟ السبب بسيط للغاية ، أنى لا
أعتبر الإسلام دينا ، فهو مجرد منتج أنثروپولوچى غبى من بعر شبه جزيرة البعر
يصعب أن تجد له تسمية معينة ، بما فى هذا حتى قطع الطريق ( المقارنة بما
فعله 12 من أتباع يسوع من تركيع لمركز الثروة والسلطة فى العالم ‑الحضارة
الرومانية ، يجعل كل نهب الإسلام مجرد قشور تافهة ) .
كان رأيى أنه إذا كان هناك دين فهو المسيحية ، ولو هاجمت فلن أهاجم إلا
المسيحية ، لأنها حاجة تستاهل ، ولو سأفند الإله سأفنده من خلال
المسيحية ، لأنى لو فندت المسيحية
انتهى الأمر ، أما الإسلام فهو لا شىء وتفنيده لا يعنى أى شىء .
… ثم جاء 11 سپتمبر ودخلنا المعمعة رغما عنا ، وعادت الخبرة القديمة
لتحتل موقع الصدارة .
ثم جرت مياها كثيرة ، وفتحت النيران على الإسلام من جميع الاتجاهات ،
ومنذ سنوات وتوقفت عمليا عن أى كلام سلبى ذى شأن عن المسيحية ، مكتفيا بما
كتبت من أسانيد لمن يبتغى أسانيدا للتحول للعلمانية .
آخر مرة فعلت ذلك كانت بعض كلمات الغيرة داعبت بها الأب زكريا بطرس الذى اكتسحنا
جميعا ،
نحن الذين ناضلنا لعقود وخاطرنا بالكثير وكنت شخصيا أول من يكتب فى العلمانية
صراحة وبالاسم والصورة … إلخ .
تغير رأيى لأن المسيحية باتت سياسيا القوة الرئيسة لتغيير الواقع المصرى ( إن
لم يكن كل العالم المسلم اسما ) .
فزكريا بطرس غير وجه المنطقة أكثر مما غيره
چورچ دبليو . بوش وبنيامين نيتانياهو وجمال مبارك مجتمعين
( فى الرواية قارنته بالخديوى إسماعيل وأنا أقدم ساقا وأؤخر أخرى ، لأنى
ساعتها كنت فقط أضرب نبوءات فى عمق المستقبل ،
أما الآن فإن الطفرة قد حدثت بالفعل ، وسقف مشروع التنوير والحداثة قد شهق
عاليا على نحو لم نكن بمثله قبل 10 سنوات ،
يوم كان مغامرة كبرى أن نكتب كلامنا عن قرب نهاية العرب والمسلمين بطريقة متحفظة
قليلا ،
أيام كنا نحفر الأرض متحسسين حدود الجرأة التى سنصل إليها على الإنترنيت التى
هاجرنا إليها هربا من قيود الصحافة والتليڤزيون ،
باستثناء واحد على الأقل هو علامة الكتاب bookmark المؤدية إليها والتى كانت كاملة
الوضوح والصراحة : MuslimlessWorld .
أما طبعا بدءا من ليلة 11 سپتمبر 2001 أصبح كلامنا عن
الإسلام ع المكشوف تماما ،
بما يجعل كلام سابق لكبار مفكرينا أو حتى آيات شيطانية ، يجعله لعب
عيال ،
وبعد قليل انطلقت غرف الپالتوك وقناة الحياة وأصبحت الدنيا غير الدنيا ،
وأصبح ما تقرأه الآن فى هذه السطور بالضبط هو نفسه كلام قديم ) .
أنا أعلم أن هؤلاء العظماء قدموا فعلا ماديا جبارا على الأرض ، بينما هو لا
يقول إلا كلاما فى الهواء ، بل وقاعديا كلام خرافة ،
لكن ما حدث أن هذا الكلام الميتافيزيائى مس أعماق المادة فينا أكثر من أى شىء
آخر ،
بما فيه التغييرات المادية المباشرة كإزاحة صدام أو ضرب إيران أو تحرير الاقتصاد
المصرى .
والسبب أن ذلك الكلام خاطب چيينات عشرات الملايين فى بلادنا أن
طبيعتها الداخلية لا تتوافق مع ذلك الدين فائق الهمجية الذى فرض عليها فرضا من
الخارج فى لحظة غفل فيها الزمان ،
وهو ‑أى ما فعله الأب بطرس‑ كما رأينا تغيير رائع وهائل بكل
المقاييس !
من ثم حولنا هدفنا لترويض هؤلاء المجاهدين الجدد بالأخص فيما يخص نظرتهم
للحكومة ( م الآخر ( 66 ) ) ،
فإذا كانوا يزعمون بأنهم أصحاب مصر بحكم الماضى ( التاريخ ) وبحكم
الحاضر ( الاقتصاد ) ،
فلا يصح أن يتصرفوا بعد كطلبة مظاهرات الجامعة المشاغبين ،
ولا تصح قط أن تصدر عنهم نغمة نحن المضطهدين البؤساء السقيمة التى استمرأوها 14
قرنا .
وإذا كنا قد أيدنا ‑على نحو أو آخر‑ الصحوة الإسلامية يوما لدحر
الشيوعية ، فليس بأقل من أن نفعل ذات الشىء مع مجاهدى المسيحية ،
هؤلاء الذين يقودهم زكريا بطرس ، الذى أسميته فى سهم كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) ببطرس الثانى ،
و‘ إذا كان بطرس الأول قد أركع روما ، فماذا يساوى الإسلام إذا ما قورن
بروما ! ’ .
وكما قلت أيضا فى الرواية وكررتها للتو ، مصر ستكون أكثر جمالا بكثير إذا ما
تعلمنت انتقالا من المسيحية ،
أفضل بكثير من علمنتها من الإسلام مباشرة ، لأن تعقيدات چيينية هائلة ينطوى
عليها مثل هذا التحول يمكنها أن تفسده ويمكنها أن ترتقى به ،
وهذا مما يطول شرحه ، وارجع للرواية لو شئت .
…
إذن ، لقد تجاوزنا طموح أن يعود رئيس وزراء مصر مسيحيا كما كان أيام أنشئت
الوزارة فى مصر ،
أو على طريقة الطائفية اللبنانية أو العراقية الحالية ،
لأن الطموح الآن هو الاجتثاث الجذرى لدين الاسترقاق والاستعباد وتحديدا وماديا
لتلك الفلول العربية الشيطانية التى لا تزال تجول أرض مصر تدعو إليه وتروج لأچندته
الإجرامية ،
بعد هذا سيصبح السقف الوحيد للطموحات المصرية هو السماء !
…
National Grief! الصدمة فى الشارع المصرى بسبب رحيل حفيد الرئيس مبارك أمس The Other National Grief! هذا الأمر ينطوى على مشكلة ،
والكتابة فيها حساسة للغاية ،
ففى الثقافة
القبطية غير المكتوبة أن واقعة كبرى أخرى فى جبل المقطم |
5 نوڤمبر
2009 :
حذرناكم أن الإنفلونزا القادمة ستكون إنفلونزا الخرفان ، وأنكم ستلغون عيد
الأضحى .
لسوء الحظ النبوءة لم تكن دقيقة ، فالإنفلونزا القادمة أخطر بكثير ،
لأن إبادة الحيوان الخاص بها أصعب بمراحل :
إنفلونزا
القطط !
… بالمناسبة ، لا تنس أن القطط هى الحيوان الوحيد الذى لم ينكحه نبى
الأزلام !
… فقط لا تقل لى إن السبب أنها تخربش ،
حيث لا شك أن محمدا كان يرى الخرابيش عاملا مساعدا جيدا يعمل على نصب قضيبه الذى
لا ينتصب أبدا .
هذا مع ملاحظة أن كانت ثمة مقولة أثيرة لصديقى الراحل نديم
ميشيل ( والذى لم يكن يعانى أية مشاكل جنسية ) ،
عن وجوه القطط إنها أكثر جمالا من بنى البشر !
…
(Non-Official Group)
12 يوليو 2009 :
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(More images in Mel-Akher (103))
تهنئة كبيرة واجبة ومستحقة بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة يوليو المجيدة ،
التى وضعت مصر على أول خطوات العودة لمسيرة الحداثة والتحضر ،
والتى ‑بفضلها وبفضل التراث القيمى للاقتصاد المصرى العتيد منذ أيام محمد
على فأبنائه ،
فذروتها فى ظل الاستعمار الإنجليزى ذى القيم البنائية والاستثمارية والمصرفية
الأرفع حتى اللحظة لكل العالم إن لم يكن لكل التاريخ‑
بفضلها لا تزال مصر رغم الأزمة العالمية تحظى بتدفق الاستثمارات وباقتصاد لا يزال
ينمو
ولا تزال مصنفة كالأكثر أمنا ائتمانيا ، وكذا لا تزال تتقدم كقوة ضاربة فى
التعهيد وغيره .
… كله كلام قلناه مرارا بدءا من قبل سنوات من اندلاع الثورة أصلا
أيام كنا نرزح تحت حكم ‘ إللى ما
يتسماش ’ ،
العصر البائد الذى حاول تدمير منجزات عصر الدكتور
الجنزورى ،
ثم كررناه بكل الحماس والأمل يوم قيام
الثورة نفسه ( كنا نصفها آنذاك بانقلاب القصر باعتبار أنها جاءت بجمال مبارك
حاكما مطلقا للبلاد ) ،
ثم إلى ما قبل شهور
كافتتاحية لتغطيتنا للحرب على غزة التى وضعت علامة تاريخية على التغير النوعى فى
دور مصر الإقليمى كقوة ضاربة لفلول التخلف والظلامية فى المنطقة ، ورجوعها
لدورها المعهود لآلاف السنين كمنارة لسكان الصحارى وغير الصحارى المحيطة ،
ولعل آخره ‑أى الكلام‑ قبل أسابيع بمناسبة
مجموعة من المشروعات الضخمة التى نكرر أعلاه صورة من واحد منها .
…
أما آخر الأخبار فهى أرقام دكتور محيى الدين قبل
أيام عن حجم الاستثمارات الأجنبية الذى يصل لثمانية بلايين دولار ، وعن
نمو الـ 4.5 بالمائة ، والنجاح الواضح فى كبح التضخم ، وكلام الدكتور نظيف قبل ساعات عن طموح
العودة سريعا لمستوى نمو الـ 7 بالمائة … إلخ .
…
أيضا خطت الثورة خطوات مهمة فيما يخص الجناح الآخر للحرية ، الحرية
الاجتماعية والعلمنة ، بل وبدت أكثر اقتناعا بحتمية اجتثاث أعداء الحرية
لحماية الحرية .
آخر أكبر الأشياء قانون مقطوعية quota المرأة .
طبعا نحن لا نؤمن بالانتخابات أصلا ، لكن المؤكد أن هذا القانون سيأتى
للواجهة بـ 64 امرأة هم من النخبة العلمانية المستنيرة المعادية للتخلف والرجعية
والإسلام ، ومن ثم ستعزز موقع النخبة الراقية الممسكة بزمام على الحزب
الوطنى ، والتى يعلم جميعنا أنك لن نزعتها لن تجد سوى الاتحاد الاشتراكى
العربى القديم .
بعد هذا ، من نافلة القول أن توالت فى الأيام
الأخيرة الضربات ضد عصابة الإخوان لتصل
لمستويات أعلى غير مسبوقة من القيادات ومن القسوة ومن التشهير جنائيا تحديدا
بفسادهم .
كذا هناك التنكيل العنيف بالدجال عمرو خالد الذى
يريد النيل من عظمة مصر الفرعونية لحساب هوام الصحراء القدامى من خلال قصة خرافية
لشخصية وهمية اسمها موسى ، وكذا لقنت الجميع من
خلاله درسا لن ينسى أن وضع لافتة دين الاستحلال واستلاب الحريات المسمى
الإسلام ، فوق العمل الخيرى أمر لم يعد مسموحا به بعد اليوم .
كذا هناك الفوز المدوى للدكتور سيد القمنى بجائزة
الدولة التقديرية .
( كلامنا عن خارطة طريق لضرب الإسلاميين بفسادهم قديم جدا - متجدد جدا ، أما تحية الدكتور القمنى فهى بالطبع قديمة ولا تحتاج
لتجديد ! ) .
… وأخيرا ، هناك كلام عن حل مجلس الشعب واختيار مجلس جديد نظيف من رجس
وسفالة عصابة الإخوان ، نأمل أن يكون خبرا صحيحا ،
بالذات وأننا كنا قد طالبنا به للتو لدى جريمة
إبادة الخنازير . نأمل أن يكون صحيحا حتى لو كان من أجل ما يسمونه
التوريث ،
وأنا قلت مليون مرة أنا موش فاهم
يعنى إيه الكلمة دى
( وفى سهم كيوپيد قلت التوريث الوحيد إللى أعرفه هو توريث الأحقاد عند
العبمعصوريين والشيوعين والإخوان ) .
…
Heirship!
توريث إيه بالظبط ؟
مليون
مرة قلنا إن كل الأحزاب عاوزة حسنى مبارك لأنه
الجنة السداح مداح لاشتراكيتهم وعربجيتهم وإسلامهم ،
بينما جمال مبارك هو المعارض رقم 1
له ( أو لو شئت الدقة أو على الأقل وضع الأقدمية فى الاعتبار هو رقم
2 بعدى أنا ) !
… الموقف من النظام الاقتصادى هو جوهر كل شىء فى الوجود والذى يترتب عليه كل
شىء بما فيه شبكة العلاقات الدولية ؛
هكذا علمنا أرسطو وعلمتنا الفلسفة المادية : لو اخترت النظام الذى اختاره تشاڤيز
ستحدد فى لحظة خريطة الحلفاء والأعداء والداخل والخارج ،
ولو اخترت النظام الذى اختاره أوريبى ‑جاره الباب للباب‑ لاخترت خريطة عكسية بالكامل .
…
توريث إيه ؟ هو فاكرين جمال مبارك حاجة زى بشار الأسد ، قاطع طريق مجرم
من صلب قاطع طريق أجرم ؟
أو فاكرينه حاجة زى إبراهيم عيسى أو أيمن هجايص أو سعد الدين إبراهيم أو
وائل الأبراشى أو عادل حمودة أو
حمدين صباحى
( الأخير ما لهوش رابط لأنه لم يفعل شيئا مهما استحق به الكتابة عنه ،
إلا جايز أن حطوا له صورة فى فيلم عبمعصورى ليوسف شاهين أو خالد يوسف موش فاكر مين
فيهم ) ،
فاكرين أن أى حد هب أو دب ما سمعش زيهم عن حاجة اسمها اقتصاد أو سياسة عالمية ولا
يعرفوش أى حاجة ( إلا مظاهرات الجامعة ) ،
ممكن يبقى رئيس لمصر ، ناهيك عن أن يكون أعرابيا مثلهم
( حتى يوم ما ينضفوا جدا يروجون بعبط اللواء عمر سليمان
للرئاسة ، هو راجل محترم جدا مصرى جدا صاحب خبرة واسعة جدا ،
لكن على الأقل ليست لديه ولا يريد أن تكون لديه رؤية اقتصادية ، وطبعا لا
يريد أن يكون رئيسا لمصر ، على الأقل جدا بحكم السن ) ،
ويا ريت حتى الحرية إللى بيهتفوا بيها هى نفس الحاجة إللى فاهماها الناس ،
إنما كل معناها عندهم استلاب × انتهاب ؛
حريتهم ‘ هم ’ فى سلب
جيوب الناس باسم الاشتراكية وخصوصياتهم باسم الإسلام وأرواحهم باسم العروبة
( وكله اسمه ليبرالية ع الموضة ) ؟ !
قال توريث قال ؟ ! كفانا يا سادة لعبا بالألفاظ ،
هذا يشبه أن تساوى أسرة بوش السياسية العريقة المحترمة بأسرة القذافى المتخلف أبو
قصرية ، لمجرد توالى أجيال فى ذات المهنة فيها ؟
…
Former First Lady?!
ثم ثالثا توريث إيه ، وإللى بتتكلموا
عنه هو الحاكم المطلق للبلاد منذ 12 يوليو
2004 ،
إلا إذا كان قصدكم أن مدام خديجة خلفت من غير ما حد يعرف !
…
وبعد ، إن مواقفنا ليست متطابقة دوما مع مواقف الثورة أو مواقف
رجالاتها ،
أو على الأقل غير متطابقة بالمرة مع الإيقاع البطئ الذى تسير فيه ثورتهم ،
لكننا لا يمكن إلا أن نعترف أن ها هو أخيرا فى بلدنا من يعرف الاتجاه الصحيح ويصمم
على السير فيه رغم قسوته وانعدام جماهيريته ( أيضا كلام قديم ) ؛
اتجاه الاقتصاد الحر الذى هو بالتأكيد العكس 180 درجة مما سار فيه معظم
أسلافهم ،
وقطعا العكس 180 درجة مما ينادى به ديدان المعارضة
بكافة أطيافهم من يسار إلى إخوان إلى ليبرالية
مزيفة مزعومة ،
نقولها دونما استثناء شخص واحد وليس حتى تيار واحد .
…
الآن إلى الكلام الجد بجد ( لأنه إللى بيخص
بكره ) :
إذا
كانت السلطة الفعلية بيد جمال مبارك منذ خمس سنوات ،
فبماذا سوف يختلف نقل السلطة رسميا إليه ؟
الإجابة ستكون كما يلى :
1- بالنسبة
للاقتصاد ‑وهو أهم الأشياء قاطبة‑ لن يختلف الأمر كثيرا ،
لأن أغلب السياسات مطبق بالفعل . فقط سيتم المضى فى المزيد من
إبراء المجتمع من مرض البعد الاجتماعى للاقتصاد الذى طالما تبناه الرئيس
مبارك ،
لكن ذلك لن يتم بسبب تغير الشخص إنما بسبب مرور الزمن وتطور الأمور تطورا
طبيعيا .
2- بالنسبة للسياسة
الخارجية ، الجوهر لن يختلف لكن النغمة سوف تختلف ،
سوف نكون أصرح فى إعلان تعهداتنا الحضارية دون خوف من ‘ شارع ’ أو
ابتزاز أو ديدان معارضة .
3-
بالنسبة للتطور الاجتماعى وتفعيل المواطنة ( مع تحفظنا بأن لا مواطنة
لمن جاء دخيلا غازيا ) ،
ربما سيكون هذا هو الحقل الذى سيشهد أضخم التطورات المحتملة .
سيكون الإيقاع أسرع كثيرا من البطء المميت الحالى ،
ستصبح الدولة أكثر إيجابية ونشاطا فى مقاومة التخلف والماضوية ،
وسيتم سريعا إلغاء المادة الثانية سيئة السمعة للدستور ،
التى رغم أن مواد الدستور الأخرى الحالية تحاصرها وتفرغها بالكامل تقريبا من
محتواها
( وهذا فيما علمت كان محور الجدل الذى احتدم فى لجنة السياسات يوم كتبت
التعديلات الدستورية ) ،
إلا أنها ستكون خطوة رمزية هائلة الوقع والمدلول والأثر ،
ولذا سيظل الأهم منها تفعيل كل تلك الأچندات الحداثية على أرض الواقع .
4-
هذا للأسف يعيدنا ‑كما كل شىء‑ للمربع رقم واحد ‑الاقتصاد‑
مرة أخرى :
علمنة مصر أو عودتها للمسيحية ‑والكلام موجه للمسيحيين الغاضبين‑ هى
قضية اقتصادية بالأساس ،
وجوهر القضية ‑كما جوهر كل القضايا‑ هو المال ،
ولدينا الآن كم هائل من المال العربى يستوجب السيطرة والتحجيم والطرد ،
ولا شك أنه التحدى الأول الأقرب والأهم والستراتيچى الرئيس لمستقبل مصر .
…
إن القيمة الحقيقية لثورة يوليو هى
إعادة إنشاء الطبقة الوسطى المصرية التى دمرها يوليو الآخر الهمجى ؛
هذا هو التغيير الحقيقى والعميق
والتى ستكون كل التغييرات الثقافية والسياسية المقبلة مجرد نواتج ثانوية طبيعية
له .
…
كل الدنيا تقول أن الطبقة الوسطى هى قاطرة التحديث وهى ‘ صمام
الأمان ’ ، وكل هذا الكلام ،
وكله معروف متفق عليه ولا أملك ما أضيفه عليه ، سوى أن أعطى شذرتى الشخصية
بشأنه :
بعد التجاوز عن الماضى القديم المرير ،
فإن قصتى مع إعادة الإحياء هذه بدأت مع مطلع الثمانينيات .
مع اشتغالى كناقد سينمائى لم يكن اهتمامى الأول ‘ المخرجين ’ أو
الممثلاث الجميلات ( مع حبى لهن بالطبع ) ،
بقدر ما كان كبار رجال البيزنس فى المجال ،
ثم مع انتصاف العقد وإعدادى لكتاب ‘ دليل أفلام الڤيديو ’ تعرفت
على شريحة أوسع وأوسع‑
كلها لأكتشف ‑وفى ذهول تام من اللحظة الأولى‑ أنهم جميعا ‘ أغلب
من الغلب ’ ،
يهاجمهم كل من هب ودب ، ولا يسمع صوتهم أحد قط لا داخل الحكومة ولا
خارجها ،
ثم حين ظهرت جريدة العالم اليوم فى مطلع التسعينيات ( ثم حين بدأت أعد برامج
للتليڤزيون فى آخرها ) ،
وعبر شطر من المساحة المتاحة لى
قررت أن أصبح ‘ صوت من لا صوت لهم ’
( الأثرياء ) !
وأثبتت الأيام مدى أهمية تزاوج المال والسلطة
( هذا الذى طبقته بنجاح ووعى هائلين حتى اللحظة ثورة يوليو ) ،
لأن بحكم تعاملاتى المذكورة فكل رجال البيزنس تقريبا ربما يفهمون جيدا فى حقول
تخصصهم ،
لكنهم لا يفهمون شيئا فى السياسة ، ونتائج هذا كارثية لما يتجاوز
الخيال ،
ولن يكون أفدحها ما نراه الآن من
نهب صريح هائل
لثروة أميركا بسبب تسلل عصابة ماركسية شيكاجوية واستيلائها على السلطة فى غفلة من
الزمن ،
ذلك بينما الكل واقف مكتوف الأيدى أو بلا حيلة أو غير مستوعب أصلا لكيف جرى ما جرى
( رواية سهم كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) انتهت لضرورة الانفراد الكامل لرأس المال
بالسلطة ،
لا سيما وقد أصبح هو قاطرة الثورة التقنية وانتفى عنه ضيق الأفق الذى جعل أرسطو
يعارض يوما حكم الأوليجاركية .
كل المطلوب هو بعض الصرامة والعنف فى التصدى لما يجرى من تطاولات خبيثة عليهم طوال
الوقت ) !
… اليوم
لا يسعدنى أو يشعرنى بالفخر والإنجاز شىء أكثر من أن يتصل بى أحد أو يكتب أن
EveryScreen.com هو أول أو أبرز منبر للطبقة الوسطى المصرية الجديدة
الصاعدة !
…
إن أفضال ثورة يوليو علينا لا تعد ولا تحصى ، ويكفينى أن أذكر واحدا هو
الأكثر شخصية فيها :
لقد بدأت صفحات الرأى فى هذا الموقع
متزامنة بالضبط مع لحظة الهزيمة الكبرى التى تمثلت فى الإطاحة بالدكتور
الجنزورى ،
يومها اسودت الدنيا فى أعين كل المصريين البنائين الشرفاء الجادين .
هذا انعكس على نبرة الكتابة ، وكان التحامل فيها على الشعب المصرى الميئوس من
تحديثه كبيرا .
صحيح أنه لم يحدث قط أن طابقت بين المصريين والعرب ، ولم يحدث قط أن ضممت
المصريين لمصير الإبادة مثلا ،
لكن نقر أننا لم نكن نرى الفارق مما يستحق التعويل كثيرا عليه ،
فلقد اكتسحت البربرية العربية مصر لدرجة ألحقت بها دمارا جسيما ، هو فى أقل
تقدير مما لا يمكن إصلاحه فى وقت قصير .
انعكس ذلك على كل شىء بما فيه عنوان الكتاب الذى تنبأ بالثورة أو حرض عليها أو
تحدى إمكانية قيامها ‑اختر ما شئت ،
كتاب إصلاحات جمال مبارك ، الذى يوحى عنوانه الفرعى بأن
البنية الچيينية للشعب المصرى هى العقبة الحقيقية .
حين يعود الأمل تتغير العيون التى يرى بها المرء ،
وكانت رواية سهم كيوپيد رحلة أوديسية لى شخصيا مع چيينات الشعب المصرى ،
وتحديدا من حيث الكتابة لأول مرة
بشىء من التفصيل عن الدين فى مصر القديمة .
بدأت بالطبع منطلقة من حقيقة قديمة راسخة عندى أنه شعب رى حياض كسول ،
لترى أن القيم الدينية المصرية القديمة السائدة لدى عموم الشعب
( الإيزيسية ، وليس ديانات رع وآمون النخبوية ) ،
وهى أفضل مكان يمكن أن تتجلى فيه چيينات شعب ،
قد لا تكون معادية بشدة للتطور كما قد تبدو الأمور للوهلة الأولى بسبب الجعير
الأعرابى الدخيل عالى الصوت
( هذه كنت أعرفها من كل مكان ولعل أقواها أثرا الجبرتى ) ،
وقطعا هى ليست مزدرية للحياة
( وهذه نصيحة تلقيتها بإلحاح هائل قبل عقدين من الزمان من صديق لى بالهيئة
المصرية العامة للكتاب ، ولم يسعفنى الوقت لتحريها ) .
العقلية المصرية أميل للفصل الحاد بين الدينى عن السياسى ،
وبالتالى يمكن تمييز الشعب المصرى بحبه الفطرى للتقدم والتحديث سواء إذا ما جاءته
من فراعنته هو نفسه أو من مستعمر أجنبى ،
بشرط واحد هو أن يكون هذا الحاكم أو المستعمر قويا بما يكفى لحمايته وحماية مشروعه
الحداثى من جراد الصحراء .
هذا التمايز النسبى ( الذى حل محل التمايز القديم عندى بنصرة اليونان على مصر
نصرة الأبيض على الأسود تقريبا ) ،
هو الذى يجعلنى الآن أدعو القراء الذين لا تزال تستهويهم كتاباتى القديمة كالدراسة الرئيسة لصفحة الثقافة ،
ويملأون الإنترنيت بالاقتباسات منها والنقاشات حولها ، وكلها جيدة ولا أرى ما
اعترض جديا عليه فيها ،
أدعوهم لتحويل اهتمامهم إلى سهم كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) لأنها الأحدث والأكمل ‑والأنضج أيضا لو شئت‑
إذ من البديهى أن أكثر من عقد من الزمان بين الاثنين قد أتى بالكثير
والكثير .
أنت تتكلم عن واقع مختلف والكلام نفسه يختلف حتى لو لم تختلف المبادىء قط ،
الكلام فى عصر جمال مبارك - أحمد نظيف
- محمود محيى الدين ، يختلف عن الكلام فى عصر إللى ما يتسماش إللى كان قبلهم ،
الكلام بعد 11 سپتمبر يختلف عن الكلام قبله ، وهلم جرا .
…
قد أزعم أن مبادئى لم تتغير ، أو أن منهج
الرؤية لم يتغير ،
بكلمة الحرية القصوى ( وليست المطلقة ) طريقا
للحداثة ، لكنى لا أستطيع الزعم أن النبرة لم
تتغير ،
بل لا أستطيع الزعم أن رؤية الواقع نفسها لم تتغير ، والسبب بسيط أن على
الأقل هذا الواقع نفسه قد تغير فعلا ،
على الأقل فيما يخص النبرة ، فنحن كنا روادا وكنا نستطلع ‘ جبهة ’ frontier جديدة وسقف جديد لحرية الكلمات ،
نريد أن نستكشف ما الذى يمكن أن يكتب على الإنترنيت بحيث يناظر
ذلك الذى كان يمكن أن يسطر فى ذات الفترة فى الكتب المطبوعة ، لنقل بواسطة
خليل عبد الكريم مثلا .
نعم ، من البداية الشر واضح ومحدد ( ولنقل بنسبة 95
بالمائة ) ، ربما كان اسمه فى ذلك الوقت جبهة الرفض العربية‑الإيرانية ،
أما وقد قاربت الآن على الزوال وقد انقشع غبار الرمال فقد بدأت تظهر لنا فلولها
وأذنابها ، الأقلية العربية عندنا .
نعم أيضا ، أخناتون شر وسيظل شرا ، وإله التوحيد سيظل أسوأ اختراع فى التاريخ
( ربما لأنه لا يوجد أصلا اختراع سيىء سواه ) ،
وسأظل حتى آخر يوم فى حياتى أشعر بالعار لأن مصريا قعيدا شائه العقل والبدن
كان الذى كلف البشرية أكثر من ألف سنة فى عصور الظلام ،
لكن رغم هذا لا يمكن اختزال مصر فى فعلة التوحيد لمجرد أنها الفعلة المصرية الأكثر
أثرا على العالم والبشرية والتاريخ ،
وثمة مصر أخرى ‑أغلبية طيبة صامتة إيزيسية متوارية ، بالذات وأن ما حدث
أصلا أنها لفظت بسرعة فى حينه هذا الأخناتون الأفاق المريض‑
ربما يكون من الممكن الاشتغال على عيب الكسل فى هذه الأغلبية التى جبلت على رى
الحياض ،
وليأخذ الانتخاب الطبيعى مساره معها بما تستحق ، بكل ما يعنيه هذا من تحديات
أبسط بديهية فيها أن الهدم سهل والبناء صعب ،
وأن أول ( وأبسط ؟ ! ) تحدياتها إعادة بناء الطبقة الوسطى
التى دمرها الإجرام العبمعصورى .
وهذا ما أثبتته نهضة العقود الأخيرة ومن هنا جاء تعدل الحسابات . فمصر
الچيولوچية لم يختطفها يوما كهنوت الأخناتونية ،
حتى وإن بدا كاسحا أحيانا أنها قد وجدت فيه الملاذ الآمن لتقديس الكسل والطفيلية
كما فعل العبرانيون والأعراب وجميع سكان الصحارى
( أعترف أنى كنت قديما أقرأ بنهم كل ما يخص أخناتون تحديدا ، ومبررى
لنفسى كان واضحا ووجيها أنه مصر التى غزت كل العالم شرقا وغربا ،
لكن أحيانا يتجاهل المرء الخلفية ‑وهى الأضخم‑ بسبب ما كان يجرى فى
المقدمة من صخب درامى ، إلا أنه مرة أخرى قد انقشع غبار الرمال ) .
إن مياها كثيرة جرت على أرض الواقع المصرى مما يستحق معه التصفيق والتشجيع ،
وإن مياها كثيرة جرت فى حقل بحوث المصريات
( ولا أبرر بهذا تقصيرا مؤكدا منى ، لكنه الواقع ، فما كتب فى
السنوات الخمس الأخيرة قد يعادل كل ما قبله رجوعا لتشامپليون ،
وكله أتى بثورات مدوية أعادت ترتيب الأوراق بالكامل ، وقد عاهدت نفسى أن
أحاول مجاراة ما يكتب بقدر الإمكان ونقله للقارئ
[ نماذج هذا الاهتمام اللاحق بدأت بالفعل فوريا فى ذات الشهر ‑يوليو
2009‑ وقد تجد بعضها هنا وهنا ] )
وطبعا ربما تغير الكثير ‑أو على الأقل البعض‑ فى أفكارى أنا مما قد لا
أستشعره أو لا أعترف به بسهولة ،
ويظل الحكم فيه للقارئ وحده فهو الأقدر على الحكم .
…
إذن مرة أخرى : يا ريت تنطلق كل النقاشات من النقطة الأكثر تقدما :
رواية سهم كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) !
…
الخلاصة : ما بين اليأس والأمل تظل الحقيقة الموضوعية واضحة ثابتة ومتكررة ما
بين قصة الأشكيناز مذهلة
النجاح لقصة أتاتورك التى يتهددها
الإجهاض : لا بد من استدامة الضغوط الحداثية لقرون طويلة إلى أن تترك أثرا لا
ينمحى على الچيينات نفسها . هذه مهمة ملقاة الآن بكامل تبعاتها الجسيمة على
الثورة ، لكن معظمها سوف يظل مسئولية أجيال وأجيال من الحكام الذين سيتعاقبون
على مصر .
…
هدية صغيرة بمناسبة عيد الثورة :
الإعلام الإسلامى أقام الدنيا ولم يقعدها طيلة الشهر الماضى حول شاب يحاكى
مقرئى القرآن فى أتوبيس ، وفعلوا به كل ما طالته أيديهم من الذهاب به للنائب
العام إلى عرض ياسمين الخيام لعروس
عليه ( هكذا عقلها المسلم ! ) ، بينما أنا شخصيا سمعت ذات
الشخص ، الذى هو قطعا ليس مسلما حقيقيا ‑بمعنى أعرابيا‑ ولا ربما
حتى ببطاقة الرقم القومى ، إنما هو مسيحى إما بالمولد وإما كأحد ملايين
المصريين المرتدين إليها عن الإسلام ، سمعته قبل سنوات يذهب بالمقرئين ليس
لأتوبيس إنما : لخمارة ( ! ! ) .
المفارقة أن فقرة الأتوبيس لا تساوى شيئا لدى المقارنة ، بل فى الواقع كنت قد
أحلت لكثير من نماذج هذا الفن التهكمى الساخر الضارب فى صميم عظم الإسلام فى
المداخل المبكرة من سلسلة ‘ م الآخر ’ وتجدها الآن فى صفحة الإبادة ، ولم آت بهذه
الفقرة ، لأنى ساعتها ‑ولعلى كنت مخطئا‑ اخترت ما رأيته أكثر
إبداعا من مجرد محاكاة بارعة لأصوات مشاهير المقرئين !
إذن ، فلأتركك للاستمتاع بهذه الهدية الجديدة المعنونة ‘ كونياك !
كونياك ! ’ هنا ،
فقط اسمح لى بأن أكرر مع سيد القمنى عبارته المدوية بالصوت والصورة ،
والتى أثارت حتى اللحظة أكبر صخب لعام 2009 رغم أنه لم يمر عليها سوى 36
ساعة :
إن كل مشايخ الإسلام ‑وإسلامهم‑
إلى خارج التاريخ قريبا !
… فله أيضا كل التحية ، حتى وإن لم نكن يوما مشغولين بهذه
القضية ،
والهم الوحيد لموقعنا منذ يوم تأسيسه ،
أو حتى قبل ذلك ، هو كيفية
إخراج أولئك من الجغرافيا .
…
تحديث على سبيل الاحتفال المبكر
بالذكرى السادسة التى تحل بعد أكثر من أسبوعين بقليل ،
ونسخة أخرى منه تجدها فى المبادرة المصرية لمقاطعة وطرد
الشركات العربية :
24 يونيو 2010 :
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
خبر ننقله بكامل حرفه ونصه عن وكالة أنباء الشرق
الأوسط اليوم ،
كى نهديه للعرب سواء من حملوا جنسية مصر الورقية فى غفلة من الزمن ، أو من لا
يحملون ،
سواء من يملكون مؤسسات اقتصادية أيضا تسللت فى غفلة من الزمن ،
أو من يملكون مؤسسات سياسية كالتنظيمات الإخوانجية والعبمعصورجية والبردعجية ، وكلها تنظيم واحد على أية
حال :
‘ أكد
الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء
أن الاقتصاد المصرى يتمتع باستقرار كبير بعد تهيئة المناخ الملائم لتحقيق هذا
الاستقرار ،
مما أدى إلى زيادة الاحتياطى من النقد الأجنبى إلى 35 مليار [ بليون ]
دولار ،
وتحقيق ميزان مدفوعات إيجابى مع العديد من الدول ،
وتأسيس 37 ألف شركة بإجمالى استثمارات 121 مليار [ بليون ] جنيه ،
وأن هذا الرقم يفوق ما تأسس منذ عام 1970 حتى 2004 .
وأعلن نظيف أمام جلسة مجلس الشورى اليوم برئاسة السيد صفوت الشريف رئيس المجلس
أن الناتج المحلى [ الداجن ] الإجمالى ارتفع بشكل غير مسبوق وبلغ نحو
1.3 تريليون جنيه ،
[ بما ] يعادل 220 مليار [ بليون ] دولار بعد أن كان 76 مليار
[ بليون ] دولار منذ 6 سنوات ’ .
…
لأنك بداهة إن خرجت للشارع فى أية لحظة معطاة
فى التاريخ فى أى مكان فى العالم ستجد من يشكون من سوء الأحوال الاقتصادية
( طبعا باستثناء أيام الخماسى عمر وستالين وماو وعبمعصور وكاسترو ، حيث
الرخاء يعم الجميع ولا حاجة أصلا لحرية الشكوى ! ) ،
ولأن ‑لهذا السبب‑ ما يهم فى الاقتصاد هو الأرقام الباردة ، لا
الخطب التحريضية التى تنكأ مشاعر الكادحين أو تطلق هياج الغوغائيين ،
ولأن ‑ثالثا‑ ثورة يوليو ضاعفت الناتج الداجن الإجمالى ثلاث مرات فى
ست سنوات ،
نقول : انتهى الخبر ، وأعتقد أنكم انتهيتم أنتم أيضا !
…
تحديث آخر :
17 يوليو 2010 :
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
واحتفلت الإيكونوميست بالذكرى
السادسة للثورة بأروع ما يكون الاحتفال :
ملف شامل من 16 صفحة يغطى مختلف جوانب
المعجزة الاقتصادية والاجتماعية التى تجرى على أرض مصر !
المدخل الافتتاحى استهل
الملف بمقارنة بعض مرافق القاهرة بسينسيناتى وستوكهولم ولاس ڤيجاس
وميامى ،
أو مقارنتها بما كانت عليه قبل عشرين عاما
( أشياء ربما لا تلحظها إلا العين الأجنبية كأن أصبحت عدادات التاكسيات تشتغل
فعليا ! ) .
… مبدئيا ، سياسيا لم تخرج الإيكونوميست عن ترديد كلام الشارع والكتاب
التقليدى عن
تقدم الرئيس فى السن ، وأن
تسليم السلطة رسميا لجمال مبارك ليس مؤكدا … إلخ .
ولا أعتقد أنها قالت شيئا لا تعرفه أنت من قبل ،
ربما باستثناء ما نقوله نحن إنه
رغم كل الضجيج فالشعب لن يتخلى
عن هذه السلطة لأن يدين بالعرفان لها بأشياء كثيرة ، اقتصاديا وأمنيا
وغيره .
… بالنسبة للعشوائيات مثلا حاولت أن ترصد
كفاح سكانها ومقدرتهم على شق
طريق الحياة رغم المصاعب وهذا جيد منها .
… الأجود أن
رصدت ما رصدناه نحن من سنوات
ولم يوافقنا عليه الكثيرون ( أخذا بظاهر الأمور كالنقاب والصوت
العالى ) ،
ألا وهو أن فعليا : الإسلام خلصت ولع !
…
أما حين أتت لباقى معايير النمو الاجتماعى والأكثر
منه الاقتصادى ، فلم تملك المجلة سوى رفع القبعة لما رأته من إنجازات
المذهلة ،
أو ككل لكل ما يمكن قياسه بالأرقام ، والجدول أعلاه يوجز حجم الانجاز الذى لا
يكاد يضارعه إنجاز أى بلد آخر ،
وأيضا هناك مقال خاص عن كفاءة
استغلال الموارد الطبيعية .
… لكن يظل السؤال دوما هو الكيف فى مقابل الكم ، والملف كان واعيا
بهذا .
حقيقة لا يهمنا أن تراجعت أرقام الأمية بحدة ( كما فى الجدول ) ،
أو أن أصبح الفقر دون العشرين بالمائة بما يضارع أغنى دول العالم
( اقرا
كلام الوزير محمد عثمان اليوم أيضا عن الخدعة التى يمارسها الإعلام المستقل بخصوص
تعريف خط الفقر ،
وهو تجاهل أن الدولار يعادل من السلع والخدمات ما يمكن شراؤه بـ 180 قرشا فقط
بالأسعار المصرية ) ،
لكن الأهم ‑والكلام هنا لملف الإيكونوميست‑ بالنسبة نوعية التعليم العصرى المطلوبة
جديا تعنى مستويات أخرى تماما ،
والأمل أن الثروة التى تتراكم ‑عبر الارتفاع بالكيف‑ بمرور الوقت سوف
تصنع تدريجيا المزيد من الكيف !
…
اختارت الإيكونوميست للمقارنة العشرين سنة الأخيرة ،
ونحن لا نراها معيارا دقيقا ، لأنها سنوات تباينت فيها السياسات فكانت سنوات
صعود وهبوط ،
هبوط فى البداية بسبب الإرهاب ثم فى الوسط بسبب الماركسى إللى ما يتسماش إللى جه بين الجنزورى
ونظيف ،
وصعود فى فترتى الجنزورى مكبل اليدين نسبيا ونظيف طليق اليد ،
ولا ننسى الكفاح المضنى الصامت لتعبيد الأرض بالبنية الأساس الذى قام به الدكتور
عاطف صدقى ، والذى بطبيعته لم تظهر نتائجه إلا بعد فترة ،
لذلك فالمعيار السليم الذى طالما تنبيناه هو محاسبة الحكم الحالى تحديدا ، أى
منذ يوم انفرد جمال مبارك بسلطة
القرار السيادى فى 12 يوليو 2004 .
هنا ستبدو الأرقام أكثر إذهالا ، وسيكون من حقنا الدفاع عن ( أو الهجوم
على ) سياسات واضحة محددة :
وزارة من رجال البيزنس الكبار جدا ( أهل خبرة وعلم وليسوا أساتدة جامعات
شحاتين جهلة ) تركوا البلايين وتفرغوا للخدمة العمومية ،
مناخ استثمار محدد التوجهات ، خصخصة جدية المحتوى بعض الشىء ، لا فساد
فى المستويات العليا للإدارة … إلخ .
…
رغم هذا يظل
أروع رقم هو هبوط معدل الخصوبة من 5.2 إلى 2.9 !
بفضل ما يسمى بالعنوسة
( التى تزيد رغم أنف العربانجية والسلفية والمهم فقط تحجيم إنجابهم هم بالقوة
أو ‑وهو ما سيحدث يوما بلا محالة‑ طردهم أو قتلهم ) ،
أو على نحو عام بفضل مجاراة مصر مفاجئة الإذهال للحقيقة العالمية التقدمية الكبرى
أن
الزواج قد شارف أن يصبح شكلا بائدا للاجتماع
الإنسانى !
لو وصلنا إلى خصوبة 2 فمعناها أن عدد السكان قد تجمد ، الأنثى تنجب طفلين هى
وزوجها ، لذلك هل تخطينا حقا حاجز الـ 80 مليونا ، ناهيك عما يتردد من
أرقام أكبر ؟ !
…
الآن السؤال المهم : ما مشكلتك أنت ؟
( ومشكلة الكثير مثلك ممن يكتبون التعليقات المذهولة على موقع
الإيكونوميست ) .
مبدئيا نقول إنه ‑بحكم التعريف تقريبا‑ لا تتوقع ولا تحلم ولا
تنادى ولا تزايد ولا تبتز أحدا
بوهم نهضة اقتصادية ينعم بخيرها الجميع ،
لأنه حين ينعم الجميع من ذات الشىء نكون بصدد اشتراكية ،
والاشتراكية ليست نهضة إنما الفقر للجميع !
ثانيا ، نقول إن ما يجرى منذ يوليو
2004 ،
لا يمكن وصفه ‑كما
قلنا مرارا‑ بأقل من إعادة بناء الطبقة الوسطى المصرية من الصفر .
هذه الطبقة التى دمرها سعد زغلول بتسييد الرعاع على السلطة ،
ثم أجهز الريچيم العبمعصورى على ما تبقى منها بالحكم الهمجى الصريح للأقلية
العربية ،
يعاد تكوينها الآن من خلال الشباب ذى التعليم باهظ الكلفة ،
وليس حتى كلهم إنما فقط أصحاب المهارات الخاصة المجتهدون جدا منهم ،
ذلك الشباب الذى تستخدمه الشركات الكبرى الأميل بالضرورة للتقنية العالية
وللمنافسة فى السوق العالمية ،
أو هى نفسها فروع لشركات عالمية .
هذا وحده ما يصنع ثروة الأمم ( لو شئنا اقتباس عنوان الكتاب
الشهير ) ،
وللأسف لا طريق آخر لثراء أى بلد إلا هذه الرؤية النخبوية الرأسية عالية النوعية
وشديدة التنافسية لكل شىء .
أو بعبارة أكثر صراحة :
بقدر ما ننسى شعار الرئيس مبارك القديم ‘ البعد الاجتماعى
للاقتصاد ’ ، بقدر ما يصبح عندنا اقتصاد ،
لأن ببساطة الاقتصد الاجتماعى أو الاقتصاد السياسى أو أيا ما كانت التسميات ،
ليست اقتصادات ،
لأنه ببساطة تامة لا يوجد اقتصاد يستحق كلمة اقتصاد إلا اقتصاد واحد :
الاقتصاد الاقتصادى !
إذا كان طلبك للاشتغال فى شركة حواسيب أو اتصالات عالمية قد رفض ، أو
كنت لأى سبب لا تشعر بالطفرة التى حدثت ،
فخذ كلام إبراهيم عيسى أو أيا من كان الذى
تقرأه ، أو القناة المستقلة التى تدمن مشاهدتها فى التاسعة مساء ،
أو الحزب العبمعصورى الذى تتردد على مقره ،
واذهب بها لوالدك رجل المعاش الوديع واسأله كم كان مستوى تعليمه أو ما هى الأجهزة
الكهربية أو الهواتف التى كان يستخدمها ( بفرض أن كانت بها حرارة
أصلا ) ،
أو اذهب بها للشيخ الطيب فى المسجد المجاور الذى فى كل الأحوال سيقول لك
‘ رضا والحمد لله ! ’ ،
أو اذهب لشيخ المسجد الأبعد قليلا العربانجى ( السلفى أو الإخوانجى لا
فرق ) الذى سيقول لك إن البلد فى حضيض الحضيض أكثر مما يقول كل هؤلاء ،
وسيقنعك بتفجير نفسك ولو كان مرتبك الشهرى 20 ألف جنيه ،
أو ربما فقط وفر هذه المشاوير وانظر فى المرآة فربما يكون العيب فيك أنت ولا تبذل
الجهد الكافى من أجل العيش .
… كما قلت لك من البداية إنها
مشكلتك ، ولا شأن لى بها ، ولا شأن لى بكل هؤلاء الذين قد تذهب
لهم ،
لأنى من البلاهة بحيث لن أقدر أبدا على الخلط بين الاقتصاد والمشاعر ،
ولن أفهم فى كل الأحوال سوى شىء واحد :
الأرقام !
… أيضا لن أفهم إلا أن
موضوع الشكوى هذا ليس إلا لعبة سياسية قذرة
تمارسها الأقلية العربية من أجل القفز على السلطة !
( الوزير عثمان قارب هذا المعنى حين قال فى الرابط المشار إليه إن
الصحافة هى التى تسمم على الناس حياتهم ) .
…
تحديث آخر :
17 أغسطس 2010 :
رفاق النيوزوييك
وضعوا مصر ضمن ‘ أفضل ’ 75 دولة فى العالم !
… متشكرين ! كويس جدا ! إحنا فى تلت العالم إللى فوق !
فقط بعض الأسئلة : ما هو هذا ‘ الأفضل ’ بالضبط ،
وثانيا بما أننا لم نر يوما ودا كبيرا تجاه مصر من الحلف الشيوعى‑الإسلامى
الدولى وبالأحرى من آلته الإعلامية
المرعبة ،
فمما يتبادر للذهن هو كيف فشلوا فى جعلنا رقم 200 !
لن نناقش كثيرا معاييرهم
مفرطة اليسارية التى تقدم المعايير الاجتماعية على الاقتصادية ،
والتى تضع الأولوية القصوى لتحديد ‘ الأفضل ’ ، كم ما يعطيه من
خدمات مجانية للعواطلية والكسالى والمهاجرين والألاضيش !
ومن ثم تجعل دول
سكاندينيڤيا هى قمة العالم بلا منازع ،
وتجعل الصين الماوية أفضل منا فى مصر بـ 15 مركزا كاملة ،
رغم أن مثلا مصر اقتصاد متقدم قائم على الخدمات ‑بالأخص عالية التقنية منها‑
لا يقارن باقتصاد الصين البدائى كما تدل أرقام الدراسة نفسها ‑انظر
الصورة .
والأهم إطلاقا من كل هذا وذاك أن أطاحت هذه المجلة الشيوعية بالولايات
المتحدة إلى المركز الحادى عشر ،
وكذلك بالياپان
للمركز التاسع وألمانيا للمركز الثانى عشر وبريطانيا للمركز الرابع عشر وإسرائيل
للمركز الثانى والعشرين ،
كى تفوقهم جميعا وتفوق كل الدول الصناعية الكبرى فى المركز السابع ‑صدق أو
لا تصدق :
كندا ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ! ! ! ! !
… يا لهوتى ! ماذا كنت تتوقع بعد أن جعلوا التفاوت الطبقى فى المجتمعات
سبة لا ميزة
( انظر المقارنة العلوية بين فنلندا وأميركا ، حيث 6 عناصر فى صالح
فنلندا ضد عنصر واحد فى صالح أميركا هو أن فلوسهم أكتر
‑طز ! إيه يعنى فلوسهم أكتر ؟ ! ) .
بل انظر تحت أى تصنيف وضعوا ‘ عدالتهم الاجتماعية ’ هذه : تحت
‘ نوعية الحياة ’ !
يا للتدليس ! يا إخواننا الحقونى ! أى معيار سيتبقى لنا ساعة نبدأ
الحديث عن الكم لا عن النوعية ؟ !
…
يعنى بالاختصار تعريف الأفضل عندهم هو الاشتراكية ، يعنى م الآخر هم بيحبوا
فينا ما تبقى من آثار الحقبة العبمعصورية ،
وكثير من النقاط أخذناها للتعليم المجانى والصحة المجانية ولأن ما فيش تفاوت طبقى
زى غيرنا والعياذ باللات وماركس ، وهلم جرا ،
واحنا متشكرين فعلا زى ما قلنا : موش عاوزين المركز 74 فى مؤشر معظم مكوناته
اشتراكية ،
لأن أملنا نكون ‑وأكيد إحنا كده فعلا ، وأحسن من كده لو أضفنا معيار
التوجهات المستقبلية‑
نكون من الخمسين الأوائل فى مؤشر قائم كله على حرية الاقتصاد والتنافسية وسهولة
أداء البيزنس … إلخ .
…
حتى المعايير الاقتصادية التى اختاروها عجيبة كما ترى فى الثلثين الباقين من
الصورة ،
ككل اختاروا ما أسموه الدينامية الاقتصادية ( كلمة حلوة توحى لك أنهم بيكرهوا
الاتحاد السوڤييتى ) ،
وسيبك من أنهم تجاهلوا كل المؤشرات التقليدية الكبرى لتقييم الاقتصادات .
لكن هل لاحظت ماذا وضعوا بين عناصر دينامية الاقتصاد ؟
إن عنصر القوة الوحيد فى اقتصاد الصين أنه اقتصاد سريع دورة رأس المال ،
اقتصاد خفافى وموش ها نقول نصب أو غش أو اخطف واجرى ؟
تخيل الآن ما موقف مقارنة الصين بمصر اقتصاديا لو استبعد هذا المعيار ، ثم
تخيله لو أدخلت كل مؤشرات الاقتصاد المعروفة ، سواء كأرقام وكنوعية .
ثم تخيل كل القائمة لو حذف كل شىء وتبقى الاقتصاد فقط ، ماذا سيكون ترتيب دول
العالم ساعتها ؟
…
لأن ڤينزويلا جاءت متأخرة ،
ولأن وجود كوبا فى المركز الخمسين هو نكتة كبيرة وسخيفة للغاية ،
نأمل ألا تكون قد لاحظتها لأتك سوف تستحقرنا ساعتها لاهتمامنا من الأساس بمجلة
النيوزوييك ،
فقد اخترنا لك فى الثلث الأوسط مقارنة بين تشيلى والبرازيل
( ولا تنس أنها لا نزال نتكلم طبقا للمعايير المشبوهة لهذه
المجلة ) ،
لتعرف كيف لا يمكن مهما كانت المزاجية والانتقائية وسوء النية فى اختيار هذه
المعايير ،
لا يمكن ردم الهوة ‑ولو فى مجرد معيار واحد‑ بين بلدين جارين ،
اختار أحدهما الاقتصاد الحر ، واختار الآخر الشيوعية ،
لكن تعود الإعلام اليسارى أن يصم آذاننا ليلا نهارا بإعجازاته الأسطورية
( بينما طبعا لا نسمع عن تشيلى أو كولومبيا أو هوندوراس سوى أخبار المظاهرات
الماركسية ) .
… المهم أن كل النقاط الوفيرة التى
حصلت عليها تشيلى فى التأمين الصحى والاجتماعى
هى بعد ‑أو بالأحرى بفضل‑ خصخصة هذه القطاعات ،
لكن الكيف أو النوعية اعتبار معدوم أصلا لدى صناع هذه الدراسة ،
الذين يسيرون ‑ولا غرابة‑ على هدى معايير الأونكتاد التابعة لمنظمة الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة ،
ذلك أن النوعية رجس من عمل أرسطو ، والدليل المذرى الكبير فى
‘ دراستهم ’ أن
تكتسح كندا أميركا فى الخدمات
التعليمية والصحية لا لشىء إلا لأنها مجانية ، ولا يهم بالمرة أنها أردأ ما
يكون ،
وطبعا لا تقارن أصلا بتفوق التعليم الجامعى فى أميركا أو نسبة جوائز نوبل العلمية
لخريجيها ،
أو بريادة الشركات الأميركية التى لا تنافس قط فى حقلى الطب والصيدلة
… إلخ ! ) ،
…
أخيرا سؤال برئ لكن حازقنى شوية :
كم عدد من هاجروا هذا العام من الولايات
المتحدة أو ألمانيا إلى كندا أو فنلندا ؟
…
تحديثات الذكرى السادسة لا تزال
مستمرة :
8 سپتمبر 2010 :
محمود محيى الدين
بقى مدير بالبنك الدولى ، وإحنا بقينا فى الضياع !
طيلة أكثر من ست سنوات
منذ قيام ثورة يوليو ونحن نسميها ثورة
جمال مبارك / أحمد نظيف / محمود محيى الدين ،
نعمل إيه دلوقت ؟ !
… يعنى باختصار اتسوحنا يا منز !
ما فيش قدامنا غير :
1- نهنئه لأنه يستحق بلا حدود ،
2- نهنىء أنفسنا لأننا كنا نراهن
رهانا صحيحا ،
3- نهنىء مصر لأنها
‘ ولادة ’ زى ما بيقولوا ،
( وكفاية طوفان مواهب الكتابة والتمثيل وكل حاجة فى مسلسلات رمضان ) ،
4- وأخيرا نهنىء : ثورة
جمال مبارك / أحمد نظيف / محمود محيى الدين !
…
(Non-Official Group)
| FIRST | PREVIOUS | PART
III | NEXT
| LATEST
|