آليات الفن الجماهيرى

دراسة على النوع الوحيد من الفنون القادر على
أوسع وأعمق تشكيل ممكن
لوجداننا وربما أيضا عقولنا :

الفن الهابط !

( الجزء الثانى )

Popular Art Mechanisms

A Study on the only Type of Arts That Is Able to
the Widest and Deepest Possible Formation of
Our Senses and, Maybe, Our Minds Also:

The Low Art!

(Part II)

 

| FIRST | PREVIOUS | PART II | NEXT | LATEST |

 

NEW: [Last Minor or Link Updates: Saturday, September 19, 2009].

Indian Bollywood star and former Miss World Aishwariya Rai.

 March 19, 2003: Indian Cinema: It’s raining hits… in Cairo, Egypt this time! Plus: A brief history of popular cinema in India, China, Turkey and Australia.

Yacoubian Bldg.

 January 24, 2003: ‘Catch Me if You Can,’ ‘Fish’s Tail’ and ‘Yacoubian’s Bldg’: Back to the art of very well told stories, all with some interesting ideas!

Christina Aguilera, Rolling Sone cover dated November 14, 2002.

 October 6-24, 2002: War of Teens —The Inevitable End: Forget about that boring phony Britney. Aguilera is Latino, ‘Dirrty,’ ‘Stripped’ and never said she’s a virgin!

 

In Part I

Al-Lemby (2002)

 August 7, 2002: Summer 2002 Egyptian movies are angry but no direct messages anymore. The age of Wahid Hamed declines and the age of Ahmed ‘A-Lemby’ Abdullah prevails. Believe it or not: it’s a sign of maturity?

The Lord of the Rings —The Fellowship of the Ring

 March 12, 2002: The Lord of the Rings, just another blockbuster or a national American legend suited some during Vietnam War, fits for all in the age of Axis of Evil?

Sony's PlayStation

 February 7, 2002: A HISTORY MADE: Videogame business tops film industry for the first time. Are we talking about ‘the’ new main form of Human Culture?

Citizen, Detective and Thief

 January 14, 2002: Citizen, Detective and Thief, a historical conciliation between Intellectual, Authority and Religion or just another troubled movie?

Hajj Metwally

 December 13, 2001: Believe it or not? The new Egyptian model of hero: Hajj Metwally, the husband of four!

The Lovely Souad Hosney

 June 22, 2001: A STAR IS TORN: The most popular actress in Egyptian film history died. Not an accident. Not a suicide. Just a plain vanilla murder.

Dancing Queen

 May 20, 2001: Page main study on Popular Art Mechanisms posted. It tackles most of art criticism issues by distinguishing pop art, the big industry which addresses the mainstream audience in movies, television, dance, music, videogames …etc, from both fine art and folklore art.

 

ê Please wait until the rest of page downloads ê

 

‘The medium is the message’

more Marshall McLuhan

The Medium Is the Message (1967)

The Medium Is the Message (1967)

‘The second you call yourself an artist, you’re dead’

Variety Spotlight on ShowBizExpo 2001, A Man with a Killer Style John Carpenter

’ هل تريدون إقناعى أنى كنت على خطأ سبعين عاما من عمرى ؟ ‘

أمينة رزق

—عن اعتزال وحجاب الفنانات ç

 الورقة التالية ميكروسوفت مكروسوفت افلام الافلام فيديو الفيديو فديو الفديو تلفزيون التلفزيون تليفزيون التليفزيون تليفزيونى التليفزيونى تلفزيونى التلفزيونى تليفزيوني التليفزيوني تليفزيونية التليفزيونية تلفزيونية التلفزيونية قدمت كمسودة للنقاش فى ندوة جمعية نقاد السينما المصريين بتاريخ 20 مايو 2001 . ما يلى هو النص الأصلى الكامل ، منقحا بفصل التوضيحات والاستطرادات ببنط خاص مع التوسع فيها ، وكذلك مضافا إليه ‑عادة بين أقواس مربعة ، حصيلة ما أثارته الندوة من نقاش .

الجزء الثانى من هذه الصفحة افتتح فى 6 أكتوبر 2002 ، وذلك لأسباب تتعلق بأحجام الصفحات .

نحن نرحب بكافة المساهمات من تعليقات أو أخبار من زوار الموقع من خلال المساهمة المباشرة فى لوحة الرسائل إضافة أو قراءة أو بالكتابة عبر البريد الإليكترونى .

 

 

 

الجديد ( تابع جزء 1 ) :

 

Music to SEE!

Part V

(War of Teens B)

Autumn 2002: The Inevitable End:

All This duplicated in Pop Art page, Never Edit alone. Born 1980 but Spears 1981 (www.blazinbeauties.com), Term Under-Cleavage from Rolling Stone story linked in article. Forget about That Boring Phony Britney. Aguilera Is Latino, ‘Dirrty,’ ‘Stripped’ and Decisively Not a Virgin!

Christina Aguilera, 2001.

(Go back to the original discussion on Popular Arts Mechanisms including some more photos è)

Christina Aguilera, Rolling Stone cover dated November 14, 2002.

(Click for the original picture è)

 6-24 أكتوبر 2002 : الصراع على عرش الغناء العشرى teens ، ما بين معسكر المنافقات الواعظات وهن عرايا أمثال بريتنى سپييرز وفريق مرجعهن www.jsonline.com/lifestyle/people/jun01/earlier01062801.asp ديستنى تشايلد ، وبين الصريحات المتسقات مع أنفسهن وأنوثتهن ، وعلى رأسهن كريستينا أجيليرا ، يبدو أنه حسم بأسرع مما توقع أى أحد !

سقطت الإيحاء جاء من 200210/06BRIT.html ثم الميلاووكى مصدر صورة أجيليرا پريتنى سپييرز بذات السرعة التى ظهرت بها . حلت محلها أسماء أكثر اتساقا بين زيها العارى ومضون أغانيها ، أمثال رباعى النجمات اللاتى تقاسمن جائزة جرامى فى 27 فبراير الماضى عن تعاونهن فى أغنية پوپ ، عن Lady Marmalade من فيلم موولان رووچ ، پينك وميا والسمراء ’ سيئة السمعة ‘ ليل كيم وكريستينا أجيليرا . هذه الأخيرة بالذات باتت تتربع على عرش غناء عشريى العمر ، وتستعد لإصدار ألبومها الجديد يوم 29 من هذا الشهر بعنوان بسيط جميل ولا يحتمل تقديم خطوة وترجيع أخرى أو ما يمكن أن يسمى بتلافيف بريتنى سپييرز : Stripped ! الأسوأ أن الأغنية المحورية والتى تضرب الدنيا هذه الأيام فى صورة قصاصة ڤيديو ، تحمل عنوان Dirrty .

الحقيقة اقترابيتى الأصلية لكتابة هذا المدخل لم تكن فنية جدا ، وإن تحولت بعد ذلك كثيرا . ما حركنى هو الكثير من الكلام الدارج عن أن علامات الأنوثة تظهر مبكرا على الفتيات الصغيرات . يكفى أن ترتدى فتاة الثامنة إحدى تلك البلوزات السوداء الضيقة القصيرة التى تكشف البطن ولا يعلقها سوى شريطين رفيعين إلى الكتفين ، ويتفجر إلى الأعلى منها فلقة صدر ما . أضف إلى هذا بالطبع الاستمتاع الشديد بهذا النوع من الملبس ، ومحاكاة مشية وكلام نجمات الغناء الجدد ، ولا نقول بالضرورة فيروز طفلة السينما المصرية . كدت عادة ما أطرد الفكرة على أنها من تهاويم مجتمعاتنا المحرومة جنسيا ، إلى أن وقعت بالمصادفة تقريبا على مقال من العام الماضى من مجلة الميلاووكى چوورنال سينتينيال ، عنوانه ’ علامات البلوغ الخارجية تظهر أكثر تبكيرا فى الفتيات ‘Outward signs of puberty occur earlier in girls ، من ناحية وجدت معه أن الأمر ليس مجرد تهاويم شرقية بل هو حقيقة جسدية جلوبية ، ومن ناحية أخرى هو يؤكد أن الأمر ما زال أبعد كثيرا من أن يكون حقيقة علمية مفسرة ، بل لا يزال بعد لغزا . ومن ثم ربما حان الوقت للنظر للموضوع كله بجدية أكبر .

يبدأ المقال بعبارة استفزازية تقول ’ الفتيات الصغيرات فيما بين الخامسة والعاشرة ، تبدون أكثر وأكثر كنساء صغيرات . لكن أحدا لا يعلم السبب ‘ . يبدأ الحديث عن براعم الصدر breast buds وشعر العانة pubic hair ، التى وجدت الدراسات مؤخرا أنها باتت تظهر فى أعمار أكثر تبكيرا بكثير ، أى قبل العاشرة بالنسبة للفتيات البيضاوات وقبل التاسعة فى الفتيات السوداوات . هذا فى المتوسط ، أما فى حالات البعض فإنها تظهر دون السادسة ، وأحيانا دون الخامسة .

تحديث : 17 أكتوبر 2006 : الظاهرة تتزايد على نحو درامى ، كما وكيفا . إليك هذا الموضع الرئيس اليوم من النيو يورك تايمز عن تزايد ظهور حالات شعر العانة لأسباب هورمونية فى سن الطفولة السابق على دخول المدرسة . الأكثر إثارة أن موقع الجريدة على الإنترنيت أصبح يخصص قسما خاصا لظاهرة شعر العانة المبكر . انظر هنا ] .

Music to SEE!

Part VI

Pink, MTV's 2nd annual music tribute event mtvICON, Los Angeles, April 14, 2002.

Pink Enough, Tough Enough!

بعد ذلك يبدأ التساؤل عن السبب . بعض العلماء يطرد الفكرة كلية ، بالذات فيما يتعلق ببراعم الصدر وامتلاء المؤخرة ، ويقول إنها مجرد بدانة لا أكثر . البعض توجه للعوامل النفسية . قال إن غياب الأب فى معظم الأميركية المعاصرة ، يلغى من الطفلة الشعور بطفولتها ، ويحفزها على المسلك الأكبر سنا . دراسة أخرى قالت إن ضغوط الأسرة على طفلاتها يؤدى بقدوم الدورة الشهرية مبكرا . البعض بدأ يبحث عن أسباب بدنية وتحديدا هورمونية سببها أنماط التغذية الحديثة . طبعا مجرد التغذية الجيدة تحفز على النمو ، لكن هناك آراء كثيرة تركز على نظرية تبدو قوية تقول إن هرمون النمو البقرى المسمى bovine somatotropin ، هو من محفزات تكوين هورمون الأوستروچين . إلا أنها نظرية يعوزها الكثير من البحث لا سيما حول لماذا هذا اللبن عديم الأثر على الذكور ، التى لم تظهر علامات بلوغ أكثر تبكيرا عندهم .

الدراسة فى كل فقرة منها تؤكد أن الأمر برمته يحتاج دراسات كثيرة ومضنية ، وكلها لم يشرع فيه بعد . على أننا نختار التركيز من بين نظرياتها المختلفة على نظرية قد تعنى الكثير فى سياق اهتمامنا هذا بالثقافة الجماهيرية . نظرية تقول إن ما يعرض فى الوسائط من صور وكلمات وحركات تركز كلها على الجنس ، سواء فى الغناء أو الإعلانات أو غيرها ، أمور تجعل المخ يحفز الجسم على النمو . كل الطفلات ترتدين مثل بريتنى سپييرز لأنهن يحببن أن يكن بمثل صورتها ، أو حتى لمجرد اعتقادهن أن هذا المظهر المثير جنسيا ( حتى دون أن يعرفوا بالضرورة أنه مثير جنسيا ) ، هو الأمر العادى .

Music to SEE!

Part VII

Destiny's Child (Kelly Rowland, Beyonce Knowles and Michelle Williams), London Arena, June 7, 2002.

Morphing into Sex Machines. What a ‘Destiny!’

كل ما ذكرناه من قبل عن وعظ وجيهات المجتمع بل وبريتنى سپييرز نفسها ، عن العفة والجنس الشفوى …إلخ ، زائد أثر التوعية الجادة بالمخاطر المحتملة للممارسة الجنسية من حمل وأمراض …إلخ ، لا يبدو أنها خفضت تخفيضا يذكر من إقبال الصغار على الجنس ، بقدر ما زاد الإيمان بأهمية الصحة الجنسية وتحنب المخاطر .

مبدئيا كل هذه لم تكن له أى آثار تذكر على ما بعد سن المدرسة العليا ، فعامة لم يرصد أى تأثير لهذه البرامج على طلاب الجامعة ، إن لم يكن العكس هو الصحيح . بحلول سن التاسعة عشر يكون 77 0/0 من الفتيات و85 0/0 من الفتيان قد مارسن ومارسوا الجنس ، وطبعا فى كل هذا نقصد وتقصد الإحصاءات بكلمة الجنس الجماع الجنسى الحقيقى الكامل ، وليس الجنس على طريقة مونيكا لوينسكى ! وتصل إلى 86.1 0/0 كنسبة متوسطة بين طلاب الجامعة ككل على اختلاف أعمارهم وأعمارهن ، وتقترب من 100 0/0 بالنسبة لمن وصل منهم لسن الخامسة والعشرين ، وهم نسبة لا يستهان بها بين طلاب الجامعات الأميركية . هذا طبقا لآحدث دراسة من المركز القومى للوقاية من الأمراض المزمنة وللتوعية الصحية National Center for Chronic Disease Prevention and Health Promotion .

Music to SEE!

Part VIII

Madonna's book 'Sex' (1992)

Madonna’s Sex!

تلك الحملات العلمانية ( أو حتى الأخلاقية ) ركزت على الأعمار الصغيرة ، ذلك لقلة الخبرة ونقص مصادر المعلومات . مع ذلك بينما كان فى سنة 1999 من مارسوا الجنس دون الثالثة عشر من تلاميذ الصف التاسع ( أبناء بنات الرابعة عشر ربيعا فى المتوسط ) يمثلون نسبة 17.7 0/0 بين الذكور و5.5 0/0 بين الفتيات ، لا يزال هناك حتى العام الماضى 2001 نسبة 13.7 0/0 من بدأوا ممارسة الجنس فى هذه السن من الذكور ، بينما لم تتأثر بالمرة تقريبا نسبة الفتيات ، وهى 5.4 0/0 من مجمل تلميذات الصف التاسع . هذه الأرقام طبقا لمقارنة قمنا بها بين تقرير سنة 2001 ، والتقرير المناظر عن سنة 1999 ، والصادرين عن المشروع المسمى نظام مراقبة السلوك الشبابى الخطر Youth Risk Behavior Surveillance System ، التابع لمركز الوقاية الحكومى الأميركى المذكور ، ويختص برصد سلوكيات سن المدرسة . المدهش أنه يلاحظ أن النسب أقل فى تلاميذ السنوات الأعلى ، بما يعنى أن الجيل الأصغر أكثر ميلا للجنس المبكر . الواقع هذا غير مفهوم جدا لى ، فالمفروض طلاب الصف التاسع 1999 هم أنفسهم طلاب الصف 11 فى 2001 ؟ مثلا طلاب الصف الثانى عشر ممن مارسوا الجنس قبل الثالثة عشر كانوا 5 0/0 فقط من الصبية و2.2 0/0 من الفتيات !

أيضا انخفضت قليلا النسبة ممارسة طلبة المدارس ككل للجنس عن الأعوام الماضية . إذ نقصت حوالى 4 نقاط عن العام السابق ، لتصبح 60.5 0/0 لتلاميذ وتلميذات الصف الثانى عشر بالمدارس العليا ، أى نحو سن السابعة عشر . أما أعلى رقم لها فقد كان فى العام 1993 وهو 68.3 0/0 ، هذا طبقا لنشرة مركز الوقاية المذكور الشهرية الأخيرة سپتمبر 2001 . مع ذلك لا يبدو الأمر أكثر من انحسار مؤقت ، وأن عاصفة جنسية أكبر قادمة خلال الأعوام إن لم يكن الشهور القادمة . من إرهاصات هذا أن يرصد مثلا مجلس الولايات المتحدة للمعلومات والتربية الجنسوية ، وهو جمعية أهلية تهدف لترويج الجنس كسلوك صحى مفيد لجميع الأعمار ، يرصد فى شهرنا الحالى تحديدا الميل الساحق لدى الآباء والمدرسين ( أكثر من 80 0/0 ) لرفض ما يسمى ببرامج العفة‑فقط‑حتى‑الزواج ، ذلك لصالح التوجه نحو تربية جنسية صحية بالمعنى التقليدى للكلمة ، تركز على التوعية بالمخاطر مع تشجيع الممارسة .

Music to SEE!

Part IX

American pop princess Britney Spears arrives with a bodyguard at the NRJ music awards in Cannes (where she is to attend the MIDEM, which is the international music market), January 19, 2002.

 

American pop princess Britney Spears arrives at the NRJ music awards in Cannes (where she is to attend the MIDEM, which is the international music market), January 19, 2002.

‘Lady!’

ما نريد قوله إن هذا هو مجرى التاريخ ، ولن يوقفه أحد . لا أحد يمكن أن يبنى عالما كاملا من مجرد الحجب والمنع ، عالما رهانه الوحيد هو الجهل . هذا ليس كلاما فى الرقابة ، فهذه تبدو شيئا ثانويا جدا . الطفولة برمتها تغير معناها ، والنضج يجب أن يبدأ مبكرا جدا بكافة مناحية عقلية كانت أو جسدية . عندما قال فرويد إن الحياة الجنسية للإنسان تبدأ منذ الرضاعة ، سخر الناس منه . الآن نرى من فتيات الثامنة حتى الثالثة عشر ، أو ما أصبح يسمى مؤخرا الـ tweens ، من يحرصن على التمتع بحياة جنسية كاملة ، بينما المستقبل لم ينته بعد ، وأن كل ذلك تم حتى دون أية تدخلات چيينية .

إذن ، كل هذا يغرى ضمنا بإعادة التأمل فى قضية هؤلاء المغنيات المراهقات اللاتى يتفجرن بالأنوثة ، وهى بعد فى عشريات العمر . لكن دافع الكتابة الآن بالذات ، ليس مجرد أنهن كما توحى قصة الميلاووكى چوورنال سينتينيال تلك ، ربما يكن سببا فى التغييرات الجسدية التى نراها فى أطفالنا . وليس حتى لمجرد الاستطراد لمتابعة كلام سابق لنا عن محتوى الفن الجماهيرى الذى برز فى نهاية التسعينيات ، واتهمناه فى حينه بالنفاق الجنسى والكذب . إنما لأن هذه القضية الساخنة دوما ، والمسماة أحيانا ظاهرة بريتنى سپييرز ، والتى قسمت أميركا والغرب معسكرين ما بين مؤيد ومعارض ، أو ما بين أمهات يحلمن لأبنائهن بزوجة على غرار بريتنى وكاتبات صحفيات يسخرن من كم هن مخدوعات أولئك الأمهات ولا يفهمن شيئا ، هى قضية تنفجرت الآن عن انعطافة كبرى ، فاقت كل التوقعات نوعيا ومن حيث سرعة حدوثها ، بما فيها توقعاتنا أو تحذيراتنا سالفة الذكر تلك : أن هوت أسطورة بريتنى سپييرز .

بدأت كتابة هذا المدخل واللغط يملأ الدنيا عن استعداد بريتنى سپييرز لإعداد ألبوم جديد فى ظل الفشل الواضح لألبومها الأخير ، وانتهى منه الآن والدنيا تستعد لاستقبال ألبوم أليجيرا الجديد ، بلغط أكبر وأكبر ! سأضرب لك بعض الأمثلة : يوم كتبت أول سطر يوم 6 أكتوبر كانت النيو يورك تايمز تحاول تحليل سر الأداء المتواضع لسپييرز ، وخلصت لأن السبب ربما يكمن فى النضج العمرى والجسدى الذى لم يعد لها الاستمرار فيما تقدمه . تحدث المقال باستفاضة عن الأزياء وتغيرها الحاد . بدأت بموضة البطن العرى وتبعتها كل بنات العالم ، لكنها فجأة بدأت تظهر بملابس جلدية لدرجة أن محررا موسيقيا سخر قائلا إنها ربما تريد إحياء فريق الڤيلدچ پيپول . أما آخر صيحة فكانت هذا الشهر فستان شيفون شفاف بألوان الطيف تكلف 23 ألف دولار دفعنتها طبعا المصممة دوناتيللا ڤيرساتشى من ميلانو . المقال لا يخلو من تلويح بالتخبط ، ونقلت عن المغنية ديبى جيبسون تشبيها بچيكل وهايد . حياتها العاطفية متقلبة أيضا . لم يشأ تذكيرها بوعدها الشهير لجمهورها بأنها ستظل عذراء حتى تتزوج ، لكنه يروى قصة علاقتها بمغنى فريق ’ إن سينك ‘ الوسيم چاستين تيمبرليك ، والتى انتهت بذات سرعة حدوثها .

 

 

هذا المقال الذى كان يحمل عنوانا أكثر تشاؤما فى الساعات الإولى لإبراده فى الإنترنيت ، ولم يعد كذلك ، يعطى دائما الانطباع بأنها ربما مرحلة طبيعية تمر بها كل فتاة ستحتفل فى 2 ديسيمبر المقبل بوصول سن الحادية والعشرين . المهم أنه لم يتحدث أبدا عن شىء اسمه النفاق . هذه هى نظريتنا حول لماذا هوت مبيعاتها من 24 مليونا من النسخ لألبومها الأول ’ يا رضيعى مرة واحدة أخرى ‘ 1998 إلى 9 ملايين فقط لألبومها الأخير ’ بريتنى ‘ فى نوڤمبر الماضى . ربما اقترب قليلا من هذا عندما لاحظ أن كل زميلاتها وزملائها يقدمون الهيپ‑هوپ ، بينما هى مصرة على الپوپ العتيق .

Music to SEE!

Part X

Lil' Kim, MTV Movie Awards, Los Angeles, June 2, 2001.

Event data from a David Spade pic in Yahoo! Entertainment What’s ‘Notorious?’

Lil' Kim, MTV Movie Awards, Los Angeles, June 2, 2001.

الغريب أن كثيرين لم يحاولوا الربط بين هبوط جماهيريتها ، وبين محتوى ما تقول ، أو بالأحرى مدى اتساق ما تقول مع بقية مكونات حياتها وأفكارها الآنية ناهيك عن السابقة . عندما وعظت بالبراءة والطهر بملابسها العارية ، ابتلع كثيرون الرسالة ولم يجدوا بها أى تناقض . عندما بدأت فجأة تغنى البذاءات قائلة So Fucking Crazy اعتبارا من العام التالى مباشرة لألبومها الأول أى 1999 ، أو قالت بعدها بعام آخر ’ أووپس ، أنا لست بمثل تلك البراءة ‘ ، بدا أن لم يصدقها الكثيرون . أما فى ألبومها الأخير فى 2001 ، حين خاطبت ’ الفتيان ‘ Boys ( كلمة ذات مدلول جنسى عندما تنطقها الفتيات ، مثل كلمة يا رجل عندما تنطقها امرأة ) ، معلنة بانسحاق جنسى مرعب لا يتناسب قط مع فتاة عقدت من قبل العزم على حفظ عذريتها ، أنها ليست إلا ’ إمة من أجلك ‘ ، بدا أن لم يعد يصدقها أحد . وبالمناسبة ، ديستنى تشايلد بدأن خطة مشابهة وإن بإيقاع أبطأ ، لكن النتيجة واحدة ! ) . من الطبيعى أن حاول المقال المذكور تلمس الأعذار دوما . وآمل فى تناسخ على طريقة مادونا يعيد الحياة من جديد لحياة سپييرز المهنية . يقول مثلا إن ربما كل صناعة الفن العشرى teen ، شىء تركيبى بالكامل synthetic ، ولذا نادرا ما يستمر أحد من هؤلاء الصغار . ما نراه من آخرين وأخريات ، وعلى رأسهن كريستينا أجيليرا إكوادورية الأصل ، وربما غدا الكولومبية شاكيرا والأسترالية هوللى ڤالانس …إلخ ، ينبئ بالعكس على طول الخط .

هؤلاء لهن مصداقية بعيدة المجرى نابعة من تماشى مظهرهن الجنسى المثير ، مع كلمات أغانيهن ، بل ومع حواديت حياتهن الشخصية ( ولا نريد ضرب المزيد من الأمثلة بنجمة الپورنو السابقة پورتو ريكية الأصل چينيفر لوپيز ، ناهيك عن غيرها كالنظيرات السود الناجحات جدا ، ليل كيم ومن إليها ، واللاتى مرت حياتهن بالدعارة بل والإجرام إحيانا ) . حتى مثال مادونا أعقد من أن يلقى بسهولة هكذا . صحيح مادونا تناسخت من شقراء رومانسية راقية إلى سادومازوكية متوحشة إلى راهبة إلى راعية بقر …وهلم جرا ، لكنها كانت دائما متسقة فيما تقول وتفعل طوال الوقت . تغيرت كثيرا ، هذا صحيح ، لكنها لم تكذب أبدا . هذا هو الفرق . حتى هذا التغير لم يعفيها من تراجع جماهيريتها بدرجة أو بأخرى . لكن المصداقية قائمة على لو غيرت ذاتها أو حتى غيرت الجمهور الذى تخاطبه .

James Dean

Confusion as a Career!

هذا عن يوم بدأت الكتابة ، أما يوم انتهيت من المدخل أى بعد 18 يوما من تلك البداية كانت الأسوشيتيد پرس تدفع بقصة بعنوان ’ سر كريستينا أجيليرا الصغير ‘ ، عبارة عن مقابلة معها كشفت فيها سر الأقراط المزروعة فى جسدها . قالت إنها أكثر بكثير مما يبدو ، ليسوا فقط ما نراه فى أذنها وأنفها وشفتها السفلى ، أو حتى حلمة ثديها اليسرى ، بل يصلون فى الواقع إلى 11 قرطا . أفصحت أن البعض يوجد فى أماكن عميقة وحساسة للغاية لا يراها إلا طبيبها ، ولا يحسها إلا خلانها .

فى نفس هذا الصباح كانت مجلة الموسيقى الأشهر والأوسع نفوذا رولينج ستون تضرب ستاندات الصحف بصورة عارية لأجيليرا ، والمزيد من الكلام حول غضبها الداخلى وكيف تفرج عنه ، وعن مشاكل التواصل بين هذه الـ songstress وبين من يحيطون بها .

على أن ما فاق الجميع اليوم مقال صغير لكن عميق حقا تجرى فيه اليو إس إيه توداى مقابلة مع أجيليرا . فيها تقول ما خلاصته أن التجرد المقصود فى ألبومها القادم Sripped هو تجرد المشاعر أى تعريتها من كل ما هو مزيف ( يسمى فى العربية البوح ) . هذه هى العملة النادرة حقا فى دنيا يملؤها نفاق الثقافة الشفوية جنسا وتدينا . فى هذه المقابلة تقول أيضا إن التجرد تجرد تقانى أيضا ، بمعنى أنها تريد أن تعرى صوتها ، وتنقيه من كل تصنع .

Music to SEE!

Part XI

Samira Saeed

Nawal A-Zoghby

The Arab Counterparts!

كل هذا الكلام سمعناه من قبل ، لكن ليس مؤخرا . ربما كانت آخر مرة فى فيلم مادونا الممل ’ حقيقة أم جرأة ‘ ( يأخذ عالميا عنوانا مضللا هو ’ مادونا فى الفراش ‘ ) 1991 ، ذات الكلام الذى أعادته فى العام التالى فى ألبومها ’ إيروتيكا ‘ وكتابها المتزامن معه ’ جنس ‘ ، وهو تجربة حية بالصور لردود أفعال الناس لرؤيتها عارية تماما فجأة أمامهم فى الشوارع أو الأماكن العمومية . الملل فى هذه الأشياء جاء من أنها أضجرتنا ببحثها الوسواسى عن آخر مدى يمكن أن يصل إليه الصدق ، بكل المعنى المحتمل للكلمة عريا جسديا كان أم معنويا . مادونا نفسها تزوجت وأنجبت ولم تعد الفكرة تمثل وسوسا لها ، بقدر ما يمثله الآن ما تشاهده ابنتها فى التليڤزيون . من ثم طغت على الساحة مثيلات مونيكا لوينسكى اللاتى صممت هى وخليلها العابر بيلل كلينتون على أنهما لم يمارسا إلا الجنس الشفوى ( اقرأ صفحة الجنس ) . طبعا الحكاية كانت من الشهرة بحيث وصلت لأسماع كل فتاة كانت تتفتح داخلها الأنوثة المبكرة فى ذلك الوقت . واحدة منهن كان اسمها بريتنى سپييرز ، وقصتنا تابعنا بداياتها من قبل فى الدراسة الرئيسة لهذه الصفحة ، حيث حلت أمثال لوينسكى وسپييرز محل بريچيت باردو وناهد شريف المتصالحات بالكامل مع أرواحهن وأجسادهن وجنسويتهن .

لا يجب أن ننسى لأية لحظة أن الجمهور لا يتسامح قط مع أى زيف فى نجمه . هذه قبلة الموت للنجومية . إنه الإله بالنسبة له . لم يكن بإمكان أحد أن يفرق بين حياة چيمس ديين على الشاشة ، وبين أفكاره وسلوكياته الشخصية . لهذا كان يتلقى آلاف الرسائل يوميا ، يطلب منه أصحابها استشارته فى أعقد وأخص الأمور . وكان يعجب بينه وبين نفسه من أين جاء لكل هؤلاء الانطباع بأنه فيلسوف عتيد لهذه الدرجة ، يمتلك موارد لا نهائية من الحكمة وخبرة الحياة . المثير جدا للفضول هنا أنه لم يكن أكثر من عشرى مشوش confused teenager كما يسمى ، هذا سواء فى حياته الواقعية أو على الشاشة . المدهش أكثر أن هذا التشوش يمكن أن يصنع مهنة نجم . ليس چيمس ديين وحده ، بل كان هناك مارلون براندو وآخرون فى فترة الخمسينيات تلك . حتى بريتنى سپييرز نفسها كان يمكن أن تصنع من مراهقتها المشوشة مهنة ، ولها كما تعلم ألبوم بعنوان Oops!… I Did It Again ( 2000 ) . المشكلة فقط أن هذا شىء لا يمكن تصنعه !

على فكرة ، نفس النظرية المكتوبة هنا تنطبق بدرجة أو بأخرى على المغنيات العربيات اليوم . تتربع على عرش الغناء سميرة سعيد ونوال الزغبى . واحدة مغربية تغنى بالعامية المصرية والثانية لبنانية تغنى بنسخة عصرية من العامية اللبنانية يفهمها ويحبها كل العرب بنفس درجة العامية المصرية ، وربما أكثر . فى الواقع هذا يجمعهما أكثر مما يفرقهما ، إنه يعطيهما لمسة حداثة لا مراء فيها . لكن ما يجمعهما أهم من هذا أنهما رائعتان كامرأتين . نحن نتحدث عن عرض show متكامل ، بصرى وصوتى وموضوعى ، على المغنية أن تقوم به ، وتخلق حالة وجدانية وحسية ( أو بصراحة أكبر جنسية ) كاملة لدى المشاهد ، قلنا المشاهد لأننا لا نستطيع ‑شئنا أم لم نشأ‑ فى عصر ثقافة الصورة أن نقول المستمع . بعبارة أدق : قصاصات الڤيديو هذه هى أفلام . أفلام بكامل معنى الكلمة . أفلام موسيقية قصيرة . وهى يجب ‑لا سيما الجيد أى الذى يعى هذا منها‑ أن تشاهد فى هذه الصيغة ( الفورمات ) تحديدا . والاستماع لها فقط كأغنية هو ابتسار لها ، تماما كما الاستماع لفيلم شهير من خلال المذياع . وربما لا نبالغ إن قلنا إن هذا التحول نحو ’ الموسيقى التى ترى ‘ قد فعله مرة واحدة وللأبد إلڤيس پريسلى ، أو لو شئت فريد أستير وچنچر روچرز !

هل تعرف ماذا كانت أول قصاصة ڤيديو انطلقت بها قناة إم تى ڤى سنة 1981 ؟ إنها لأغنية فريق باجيلز من أواخر عام 1979 وتدعى ’ الڤيديو قتل نجم الراديو ‘ ( هل كنت تتوقع عنوانا آخر ! ) . نعم ، لم يكن 1 أغسطس 1981 مجرد يوم ميلاد أول قناة متخصصة للموسيقى ، إنما كان لحظة فارقة فى تاريخ الفنون ، قبلها كانت الموسيقى تستمتع أو على الأكثر ترى على المسرح أو مسجلة من على منصته ، وبعدها أصبحت فنا مرئيا بالكامل ، به كل ما تتمتع الأفلام من خلفيات مصنوعة خصيصا وحركة كاميرا ومؤثرات وتمثيل وتقطيع وتوجيه ، كل شىء . بعبارة أخرى إن أقل وصف لهذا أن انتقل الغناء من نطاق الفيلم الوثائقى لنطاق الفيلم الروائى كامل الأوصاف .

كما نبوءة الباجيلز الملهمة عن ذاك الفن الجديد الوشيك ، الكل يتحدث منذ عامين ( ونحن منهم فى صفحة التقنية ) عن الاندثار المحدق للألبوم كفورمات لتوزيع الموسيقى ، وأن الأغنية باتت هى الوحدة . اليوم نضيف أن الأغنية التى تسمع فقط هى أيضا فى سبيلها للاندثار ، بل ربما هذا هو أيضا تفسير اندثار الألبوم ، فالأغنية ترتبط فى ذهن المتلقى بحزمة هائلة من التداعيات البصرية قبل أى شىء آخر . ويا لها من تجل جديد رائع لما أسماه مارشال ماكلوان من عقود الوسيط الساخن أى الذى يقوم بكل شىء ويتلقاه المستهلك فقط ، ومن هو يسعى للتحكم فى المتلقى والاستحواذ على أكبر قدر ممكن من حواسه للمزيد هنا وهنا ( طبعا على العكس من الوسيط البارد أى السالب الذى يستلقى هو على الأريكة ويطلب من المتلقى أن يقوم بكل شىء ، أى الوسيط الأكثر تفاعلية إن استخدمنا مصطلحا أكثر عصرية من عالم حواسيب التسعينيات ) . [ لاحقا أشدنا بقصاصات نادين لبكى الموجهة اللبنانية البارعة ’ المذاكرة كويس سينما مصرية ‘ لا سيما للمغنية نانسى عجرم ، والتى تكاد تنجح فيما فشل فيه كل المصريون من ترويج تراث مصر الليبرالية القديم لكل البلاد الناطقة بالعربية ، ذلك من خلال إحيائها واسع النجاح مثلا لأجواء حانات رصيف نمرة خمسة أو لتقصعات مؤخرة هند رستم فى ملابسها الضيقة أو للملابس الشعبية المثيرة لعالمة قصر الشوق أمام طشت الغسيل ، والتى كما تعلم حل محلها جميعا الخمار الآن . كما قد نضيف لها مجددا قصاصة نيكول سابا ’ يا شاغلنى ‘ 2004 ، التى استطاعت فيها جعل هذه المغنية ممثلة بحق أكثر مما نجح معها عادل إمام نفسه ‑انظر هذه أيضا ! ] .

Maria Sharapova kissing the crowd after reaching the last-eight games (quarter-finals) at the 118th Wimbledon Tennis Championship, the Centre Court at the All England Lawn Tennis and Croquet Club, London, June 28, 2004.

Maria Sharapova of Russia celebrates winning her quarter final match against Ai Sugiyama of Japan at the 118th Wimbledon Tennis Championship, the Centre Court at the All England Lawn Tennis and Croquet Club, London, June 29, 2004.

Maria Sharapova, 17, left, upset the defending champion, Serena Williams to become the first Russian and the third-youngest woman to win the Women's Singles championship title at the 118th Wimbledon Tennis Championship, the Centre Court at the All England Lawn Tennis and Croquet Club, London, July 3, 2004.

Sex as a Critical Ingredient:

Who’s Sexier?

وبعد …

Tatiana Navka (and Roman Kostomarov -unseen) of Russia during their ice dancing routine, Turin Winter Olympics, February 19, 2006.

It’s All about Sex!

فى 200604 أعلن أن ويمبلدون باتت هى البطولة الواحيدة التى لا تساوى فى الجوائز ، أما البقية فكلها تساوى بين الطرفين . فى هذا العصر شئنا أم أبينا بات الجنس مكونا أساس فى كل شىء حتى فيما هو ليس فنيا ، بدءا من أزياء سيرينا ويلليامز الصارخة وولع الرجال بالفرجة على كرة القدم النسائية والمصارعة النسائية والسباحة النسائية والتزلج النسائى وأى شىء نسائى ، حتى ذهاب النساء للمكاتب ولمجرد أداء الشغل اليومى بتنورات بالغة القصر ، والعكس بالعكس مع رياضات الرجال ومظهر الرجال والممثلين الرجال . لا عيب فى كل هذا بل هو احتفاء بالجمال ، وبطلة تنس فاتنة وشبه عارية تجيد اللعب أفضل من واحدة تجيد اللعب فقط ! اللعب مهم لكنه لم يعد كل شىء ، وإذا استمر مستوى الجمال فى التصاعد على هذا النحو الصاعق الحالى ، لا تستبعد يوما قريبا تصبح فيه تذكرة مباريات التنس النسائى عشرة أضعاف سعر تذكرة الرجال ، وتصبح فيه جوائز بطولاتهن أضعافا أيضا ، وليست الأقل كما هو الحال الآن .

فى هذا العصر شئنا أم أبينا بات الجنس مكونا أساس فى كل شىء حتى فيما هو ليس فنيا ، بدءا من أزياء سيرينا ويلليامز الصارخة وولع الرجال بالفرجة على كرة القدم النسائية والمصارعة النسائية والسباحة النسائية والتزلج النسائى وأى شىء نسائى ، حتى ذهاب النساء للمكاتب ولمجرد أداء الشغل اليومى بتنورات بالغة القصر ، والعكس بالعكس مع رياضات الرجال ومظهر الرجال والممثلين الرجال . لا عيب فى كل هذا بل هو احتفاء بالجمال ، وبطلة تنس فاتنة وشبه عارية تجيد اللعب أفضل من واحدة تجيد اللعب فقط ! اللعب مهم لكنه لم يعد كل شىء ، وإذا استمر مستوى الجمال فى التصاعد على هذا النحو الصاعق الحالى ، لا تستبعد يوما قريبا تصبح فيه تذكرة مباريات التنس النسائى عشرة أضعاف سعر تذكرة الرجال ، وتصبح فيه جوائز بطولاتهن أضعافا أيضا ، وليست الأقل كما هو الحال الآن .

اللغط حول زى سيرينا ويلليامز السابق أو اللاحق يفوق بمراحل الكلام عن كونها أفضل لاعبة تنس فى العالم . ( الموضوع قديم وشبق أن ناقشناه ذات مرة فى المدخل الرئيس لصفحة هولليوود حين شرحنا لماذا بطلات السينما جميلات دوما بغض النظر عن نوع الدور أو الأصل الاجتماعى الذى عليهن تأديته ، أو ذات الشىء عن وسامة الرجال . أيضا فى المدخل الرئيس لصفحة الليبرالية كان ثمة صور متعددة لمزيد من فاتنات التنس بالذات منذ فجر الفرع النسائى الاحترافى لهذه الرياضة ، هذا وذاك بالطبع باعتبار الرياضة إحدى أيديولوچيات الدهماء الكبرى الجميلة والمفيدة ) . أنا أعرف صحفيا أسس وكالة إعلانات خصيصا كى يقابل مغنية تونسية حسناء فى منزلها بالقاهرة لا لشىء إلا لإعجابه الشديد بصدرها . طارق حسن بالقصر العينى ورجب بالسعودية وأعرف سائقا لا يستمع لأحد سواها على وجه الإطلاق . وطبعا هناك الملايين مثلهما ممن تثير هذه النجمة شبقهم الجنسى . أنا شخصيا اعتدت إغاظة ذلكما الصديقين بتسمية معبودتهما ’ سخيفة ‘ ، لكن ما أهمية هذا !

Albena Denkova and Maxim Staviski of Bulgaria perform their ice dancing free dance on their way to win the gold medal at the NHK Trophy international figure skating competition, Asahikawa, northern Japan, November 29, 2003.

Yes, about Sex!

نحن إذن حين نتكلم عن سميرة سعيد أو نوال الزغبى ، لم نكن نتحدث عن حنجرة عالية التقنية ورائعة تأكيدا مثل أصالة ، لكن قد تنقصها بقية الأشياء أو غير شديدة التفوق فيها . إنما السبب المباشر فى انفراد النجمتين المذكورتين بالساحة حاليا ، هو ببساطة أنهما الأشد تحررا جنسيا فى المظهر أولا ، ثم فى كلمات الأغانى ، ناهيك عن حداثة الله يسهاك وطول عمرى فيما رصدت الهيپ هوپ والصلصا . ذلك الاتساق بين هذه المكونات التحررية الثلاث هذه ، هو فى رأينا هو مصدر الحب والمصداقية الجارف لهما . إنهما وعلى نحو واضح كلية ، تكتسحان كل الأخريات . ( فقط نحن شخصيا نجد سميرة سعيد أشد إثارة جنسيا ، رغم كل شباب وحيوية نوال الرغبى ، ربما لأنها تذكرنا أكثر بجيل ’ الأستاذات ‘ المخضرمات أمثال مادونا وشارون ستون ! ) . فقط لاحظ أن ليس ثم مصريات على الساحة الآن أصلا ، ذلك منذ أن أمم جمال عبد الناصر الغناء وأوكله ’ للست ‘ أى القطاع الحكومى الاحتكارى ، ثم جاء الشيخ الشعراوى ليقضى على البقية الباقية من المستقلات الصغيرات ، أو بمصطلحات الناصرية المصنفات كرأسمالية وطنية ، ومعناها فى قاموس الحقبة من لا خطر منه .

 

 

Music to SEE!

Part XII

Britney Spears, American Music Awards, Los Angeles, January 13, 2003.

Nothing, Just a Sexy Picture!

نعود للسؤال الأصلى : ما هو مستقبل بريتنى سپييرز ؟ لنفترض أنها لن تظل للأبد مراهقة مشوشة ، وأنها ستسير فى طريق فساتين الشيفون باهظة التكلفة ، وأنها تريد أن تصبح امرأة فاتنة نعم ، لكن ناضجة راقية ولا تغنى إلا الپوپ . ترى هل تصلح لأن تكون باربارا سترايساند أخرى مثلا . لا أعتقد ذلك . سترايساند هذه امرأة يهودية مخها ملئ بالكثير والكثير من الأفكار والنظريات اليسارية السياسية وغير السياسية .

حتى أجيليرا تلك فى سنها الصغير هذا ( 22 سنة ) ، تبدو للجميع كفتاة تعانى ، تطرح تساؤلات واهتمامات وجودية كبيرة ، وتبحث بدأب عن حقيقة ما فى الحياة . بينما لا نكاد نرى فى رأس بريتنى الصغير الجميل سوى هلام مطلق . إنها لا تصلح لا لأن تكون باربرا سترايساند ، ولا حتى نسخة ممسوخة من كريستنينا أجيليرا . ربما تصلح فقط أن تكون نسخة من المحجبة منى عبد الغنى !

… المهم : هذا لن يوقف بنات الخامسة من أن يبدين أكثر جنسوية جيلا بعد جيل !

… اقرأ قصة الميلاووكى چوورنال سينتينيال عن البلوغ المبكر للفتيات … اقرأ قصة النيو يورك تايمز عن مستقبل بريتنى سپييرز المهنى المحتمل … اقرأ موضوع غلاف الرولينج ستون عن كريستينا أجيليرا الذى صدر اليوم وإن حمل تاريخ 14 نوڤمبر 2002 … اقرأ قصة اليو إس إيه توداى عن ألبوم أجيليرا الجديد …

اكتب رأيك هنا

Music to SEE!

Part XIII

Liz Phair

The Blow-Job Queen of Rock. Sorry… of Pop!

تحديث : 22 يونيو 2003 : اليوم صدر الألبوم الجديد للمغنية ليز فير بعنوان Liz Phair ، ذلك بعد انقطاع دام خمس سنوات . على أنه فى نفس الوقت اليوم بالتحديد هو ذكرى مرور عشر سنوات ، على صدور الألبوم الأول لها . ليز فير تتماس مع معظم ما تحدثنا هنا ( الصراحة ، الإبحار فى رغبات الأنثى الصغيرة ، فى توهانها بعد فى الحياة …إلخ ) ، إن لم تتفوق على الجميع فى معظمه ، لكن بها مشكلة واحدة جعلتنا لم نستخدمها كمثال ، هو أنها لم تنضم قط للتيار الرئيس . اليوم ربما حان الوقت لمراجعة هذا الموقف .

السبب واضح فى أنها لم تنضم للتيار الرئيس : إنها رسول الپورنو لدنيا الغناء . العناوين وحدها ( دع الأزجال فى حد ذاتها جانبا ، فلا شىء أصرح منها فى تاريخ الموسيقى ! ) تشرح ما نقصده من مفردات دنيا الپورنو وممارساته : Exile in Guyville, Blow-Job Queen (Flower), Fuck and Run, Fuck or Die, I'll Get You High, Fantasize, Six Dick Pimp, Dogs of L.A., Girls' Room .

البعض All Music Guide Whip-Smart.htm يقول إن ألبوم فير الأول Exile in Guyville كان أحد أكثر ألبوم أول يحظى بترحيب نقدى فى تاريخ الموسيقى ، طبعا بمعيار اهتمام النقاد والمثقفين والمهتمين بالتجديد الموسيقى ، وليس بمعيار الفن الجماهيرى . اليوم فير امرأة مطلقة فى السادسة والثلاثين ، ولا تزال تحمل كل الصدق مع ذاتياتاها ومشاكلها ورغباتها ، رغم أن موسيقاها تطفرت على نحو مفاجئ كلية مما يسمى الروك ’ المستقل ‘ منخفض الوفاء Lo-Fi وتحت‑الأرضى تقريبا ككل ، إلى التيار الرئيس للپوب ( وليس حتى الروك ) . نقلة مخيفة من الأندرجراوند إلى الپوب الذى يسمى تهكما موسيقى العلكة‑الفقاعية bubble-gum لسهولة تذوق الجميع له .

وربما لا توجد سابقة تاريخية بهذه القسوة فى المفاجأة ، سوى تلك الأشهر إطلاقا حين ذهب بوب ديلان بساقيه لمهرجان الموسيقى الفلكلورية Newport Folk Festival سنة 1965 ليستفز جمهوره التقليدى بأنه هجر الفولك وانتقل للروك ، وكانت كما تعلم ليلة ليلاء ! ( بمناسبة البوب والروك لا بد أن أضع بعض التحفظات هنا . أولها أنى لست خبيرا جدا بالتفاصيل التقانية للموسيقى بحيث أميز بين الاثنين بسهولة وثقة . ثانيا والأسوأ أن قراءاتى علمتنى أنه لا يوجد خط فاصل ، فما يعرفه ناقد أو موسيقى ما كبوب يعرفه آخر كروك ، والعكس . ثالثا الخلاصة التى استنتجتها من هذه القراءات أدت بى لوضع تعريفى الخاص لهما : البوب هو الروك ‑أو أى شىء‑ بعد مضى عشر سنوات عليه ! الأمر يشبه ما يسمى عندنا الأغانى الشبابية حين يقارن بما تقدمه إذاعة الموسيقى الحكومية . البييتلز كانوا ’ ضوضاء ‘ وروك مرعب فى عصرهم ، أما اليوم فهم قمة البوب بكل نعومته و’ حلاوته ‘ ، وهكذا يسير الحال ! ) .

مع ذلك يظل المثير حقا فيما فعلته فير ، شيئا يفوق أى شىء آخر . إنها ذهبت لذلك الپوب حاملة معها كل تراثها السابق من الصدق الپورنوى . صدق أو لا تصدق ماذا بين عناوين أغانى الألبوم الجديد ؟ Hot White Cum ! حيث بعد عشر سنوات نكتشف أن استمتاعها بالسائل المنوى على وجهها قد تضاعف عشرة أضعاف ما كان عليه فى Blow-Job Queen !

Music to SEE!

Part XIV

Liz Phair

A 36-Year-Old Teenager!

لا تزال ليز فير ، تملك المحتوى قبل اى شىء آخر . لا يهمها ماذا ترتدى . بل الواقع أنها ترتدى كل شىء بدءا من الملابس شبه الريفية المتسعة الكثيرة والمتعددة فوق بعضها ، حتى التى شيرت مقاسات الرضع كالتى ترتديها بريتنى سپييرز . أيضا هى ليست غاضبة أو فاجرة ككورتناى لاڤ مثلا . لا تستخدم كلمة fuck مليون مرة كإيمنينم أو ألف غيره ، لكنها عندما تستخدمها لا تكون كلمة سباب بالمرة إنما تقصد بها ببساطة ممارسة الجنس . طبعا هى مثيرة كامرأة . وهى صاحبة ألف وجه ، ويكفيك المقارنة بين الصورتين المجاورتين . أما قواطعها الأمامية الضخمة التى لا تشبه سوى تلك خاصة باجز بانى ، فلا يمكنها إلا أن تذكرك دائما بولعها بالجنس الشفوى ( أو بالحديث عنه على الأقل ، فهو ما يلى هو ما فهمه الكاتب أو الكاتبة قبل أسبوعين 08NITE كما الرجال كما الجنس ، كما كل الحياة ربما ، به ما يؤرق فى أغانيها ! ) .

وبعد ، لا يمكن لأحد أن يتسرع بالحكم على نجاح الألبوم الجديد ، والبعض يميل لأنه يحتاج لمعجزة . ربما هذا صحيح ، لكننا نظل أمام تجربة لا يمكن لنا إلا أن نسجلها ، وأن قطعا نشيد بها بعشر خطوط تحتها . تجربة تحاول نقل قيم بالغة التحرر والصراحة للفن الجماهيرى ، أى لفن الجماهير العريضة .

… لعل آخر تجربة من هذا المستوى ، وإن ليست بذات الدرامية ، كانت مادونا ! ] .

تحديث : 13 أغسطس 2003 : يبدو أن الألبوم المذكور لليز فير قد يدخل التاريخ كأحد أكثر الألبومات إثارة لشهية النقاد . الآن مر شهران ولا يزال التعامل معه كبيرا ، وطبعا جادا جدا . اقرأ اليوم قصة جديدة فى النيو يورك تايمز بعنوان المغنية التى أجبرت معجبيها على أخذها على محمل الجد ، ولعله بالأحرى يقصد أنها أجبرت النقاد ! فهذه هى القصة الثالثة أو الرابعة فى حدود علمى ، للجريدة المرموقة وحدها ، الأولى منها كانت حتى قبل صدور الألبوم نفسه بأسبوعين بعنوان الخروج من مدينة الرجال ، ذلك فى إشارة طبعا لعنوان ألبومها الأول ] .

 

 

Amy Adams and Leonardo DiCaprio in Catch Me If You Can (2002).

The Pretty Side of Realism!

 24 يناير 2003 : فى خلال أقل من 24 ساعة من مشاهدتى لفيلم ستيڤين سپييلبيرج الجديد ’ النصاب المحترف ‘ Catch Me if You Can ، شاهدت فيلم وحيد حامد وسمير سيف الجديد ’ ديل السمكة ‘ . وفى خلال أقل من 24 ساعة أخرى الدقيق 80 ساعة للأولى و48 للثانية وجدتنى اليوم أقرأ رواية علاء الأسوانى ’ عمارة يعقوبيان ‘ الصادرة قبل عدة شهور وأصبحت الأكثر مبيعا من نوعها مؤخرا . إذن ، نحن فيما يبدو بصدد احتفال ما بالكلمة القديمة سيئة الصيت : الواقعية !

The Hours stars, Julianne Moore, Meryl Streep and Nicole Kidman, Los Angeles, December 18, 2002.

Realism Strikes Back!

 ( ربما ما ينقص فقط ضلعا رابعا للمربع قد نستكمله فى القريب العاجل ، إلا وهو مشاهدة فيلم ’ الساعات ‘ الذى يتصدر بقوة سباق الجوائز لسنة 2002 ، وهو عن شخصيات حقيقية أيضا ، وبدأ اليوم تحديدا عرضه الواسع فى شمال أميركا ! ) .

الأربع قصص مبنية على قصص واقعية ، وكلها very well told وتعيدنا لأيام الحكى الجيد المبنى على الحرفة الدرامية وحدها ، دون إبهار صيغى أو تغريب أو مؤثرات .

’ النصاب المحترف ‘ قصة حقيقية لمراهق يدعى فرانك أبينچيل استطاع النصب بعدة ملايين من الدولارات فى الستينيات على شركة پان آم وعدد من البنوك ، من خلال سيل من الشيكات متقنة التزوير . يتخلى سپييلبيرج أبو متفجرات الصورة عن كل تراث الإثارة البصرية والمؤثراتية ، ليعود لحكى قصة بسيطة تبدو أقرب للفيلم التليڤزيونى منها للسينما . ولا تنس أن أفلام التليڤزيون تعيشت عقودا ولا تزال ، على القصص الحقيقية أكثر من أية موضوعات أخرى إطلاقا .

الحكى سلس وبسيط أو بعبارة أخرى ’ تسلسل القصة سليم ‘ كما العبارة الشهيرة لأستاذنا فريد المزاوى أفضل من نقد الأفلام المصرية إطلاقا ( كل ما عليك شطب السطر المتعلق بالتقييم الأخلاقى لها من كتابته ، ليتبقى لك بعدها منهجا موضوعيا لم ينافسه فيه أى أحد آخر ، منهجا ناضجا فنيا ورائعا فى تمثله للوسيط وخصائصه المتفردة وفى فهمه العميق لما تدور حوله السينما أصلا . ومنه تلك العبارة المتكررة ’ تسلسل القصة سليم ‘ التى قد لا تبدو للمثقفين المتحذلقين ذات شأن مهم ، أو يسخرون منها قائلين وهل هناك تسلسل قصة غير سليم ، لكنها العبارة التى هيمنت على ذاكرتى أكثر من أى شىء آخر وأنا أتابع الأشغال الثلاثة التى أتحدث عنها اليوم ) . [ يبدو أن لذلك السبب الخاص بسلاسة القصة فضلا عما بها من ذكاء وخدع البطل ، زائد نجومية البطليين المحببين عندنا ضرب الفيلم أرقاما مذهلة فى البقاء فى دور العرض المصرية لعشرات الأسابيع ، وربما يصير أنجح أفلام العام الأجنبية ] .

Amy Adams and Leonardo DiCaprio in Catch Me If You Can (2002).

A Spielberg Twist!

الواقع أنه يمكن قول الكثير عن روح سپييلبيرج التى انعكست على ثنايا الفيلم . يبدو أن أبنائه السبع قد كبروا ، بحيث انتقل لصنع أفلام لسن السادسة عشر عن سن السادسة عشر . وفى هذا هو يواصل اهتمامه الأثير القديم الأشهر باكتشاف الطفولة وبمخاطبتها .

مع ذلك كل عناصر المتعة موجودة فى قصة ’ النصاب المحترف ‘ وليس خارجها . شاب صغير ذكى وسلسلة تحايلاته البارعة واستغلاله لوسامته وخفة ظله . بل وحتى لحظات ألمه وهزيمته . كلها تستحوذ عليك تعاطفا مع مصيره من اللحظة الأولى للأخيرة . وإلى أن تصل للنهاية الاحتفالية السعيدة بكونه قد صار أحد أفراد التحقيقات الفيدرالية يسخر كل خبرته وذكاءه فى خدمتها .

أيضا يمكن اعتبار ’ النصاب المحترف ‘بداية لظاهرة ستزدهر بلا شك من الآن فصاعدا ، كما ازدهرت فى كل فترات الكساد ، ألا وهى أفلام النصب ، تلك التى تلهب الجمهور بالأمل وتمنيه بالحياة السهلة وبما يسمى بالحلم الأميركى …إلخ ( يشاركه هذه البداية فيلم ’ أوشين إليڤين ‘ لچورچ كلوونى وبراد پيت وچوليا روبرتس وطابور آخر من النجوم ) . ويكفيك أن تتخيل كم التهليل مثلا عندما خدع البطل غريمه المحقق حين أمسك به فادعى أنه عميل لوكالة سرية سبقه للمكان ، أو حين تأبط ثمانية مضيفات مستجدات فاتنات فلفت الأنظار إليهن وأصبح هو بقعة سوداء لأى عين لا يمكن أبدا أن تراه كطيار يتوسطهن . والقصة الدارجة على لسان بطل الفيلم أكثر من مرة عن الفأر الذى ظل يجدف فى القشدة حتى حولها لزبد فعام ونجا ، بينما غرق زميلا ميتسلما من البداية . تشرح من بعيد فلسفته فى النصب ، وفى الحياة أيضا ، ألا وهى المثابرة والدأب ، لكنها توحى ضمنا بفكرة الحلول البعيدة غير التقليدية وتحويل الأبصار دوما لشىء أكثر استحواذا . وطبعا كان مشهدا مثيرا للتهليل حين حكاها ذات مرة لأسرة ( بلهاء كما كل الناس فى الفيلم ) على سبيل صلاة خاصة بتناول الطعام !

الفيلم ناجح ، وينتمى لفئة المائة وخمسون مليونا زائد ، داخل أميركا ، وربما أكثر منها خارجها . وعلى ألأقل هو أنجح كثيرا من ’ تقرير الأقلية ‘ ، فيلم سپييلبيرج السابق ’ السمين الكبير بتوم كرووز ‘ كما وصفه هو نفسه فى إشارة لفيلم ’ حبيبتى اليونانية ‘ صفرى الميزانية والذى حقق أضعاف فيلمه فى شباك التذاكر !

 

 

ذات القالب الدرامى للواقعية الاجتماعية نتابعه تقريبا مع بطل وحيد حامد ، كشاف الكهرباء فى ’ ديل السمكة ‘ ، هذا الذى يتنقل ما بين القاع العميق لطبقات المجتمع المصرى إلى أرفعها وأثراها ، متفرجا غالبا ومتفاعلا أحيانا . كلها قصص جيدة الحكى بسيطة مؤثرة ، تؤكد للمرة الألف أن الانفعال هو ما تدور حوله السينما ، وتقول إن وحيد حامد قادر على إدهاشنا طوال الوقت بما لا نتوقعه بالمرة . وكما أدهشنا بكوميديا مسلية بلا أى محتوى كالمتوقع منه فى ’ محامى خلع ‘ ، يفاجئنا هنا بالعودة للقصص الاجتماعية البسيطة كالتى بدأ بها فى ’ الدنيا على جناح يمامة ‘ ، ومن المؤسف أن نرى الفيلم فى العلب منذ سنة 2000 ، وكم سيسعدنا لو قال الجمهور كلمة أخرى رغم عدم وجود نجوم ، فما هو أكثر قاعدية وهو الحكى المؤثر المستحوذ عناصر متوافرة تماما . لكن على عهدة سپييلبيرج ، هذا هو زمان العودة لأفلام الحلم الهولليوودى القديم للثلاثينيات الكاسدة ، أو ما يسميه أشقاؤنا الأيديولوچيون أفلام التغييب ، وليس أوان الحكى الشجى المثير للدموع ، حول الفقر والفاقة والكفاح الصعب !

بمناسبة الأيديولوچيين ، من المدهش أنك تزداد تأثرا مع الصعود لأعلى فى السلم الطبقى وليس العكس ، ذلك مع الدخول مع بطل الفيلم الشاب المرهف الشاعر المتعلم الذى لم يجد سوى وظيفة كشاف لعدادات الكهرباء فى المنازل ، من قصة لأخرى حتى الذروة مع قصة الثرى المثلى المتعطش للحب المثلى ، ومن بعده الأم الثرية الوحيدة فى عودة أخاذة لمحسنة توفيق للشاشة . ولا أدرى ماذا سيكون رد فعل تجاه هذا من قبل النقاد الإيديولوچيين هؤلاء ( أو بالأحرى المتمسحين بالإيديولوچيات والكلام الضخم بحثا عن شعور ذاتى زائف بالأهمية ، دع جانبا السينمائيين الأيديولوچيين فهم قصة أخرى تطول ، فقط نقول بكل الجزم هنا إنهم فى كل تاريخهم المهنى مجتمعين فشلوا أن يقدموا فيلما واحدا وحيدا عمن يسمونهم ليلا نهارا بالمهمشين ، يمكن أن يضارع ديل السمكة فى جماله أو تأثيره أو حتى اقترابه من هؤلاء ! ) . أيا ما كان الموضوع ، فالمؤكد أن وحيد حامد من القلائل فى السينما المصرية ممن يعرفون حقا ماذا تدور حوله السينما ، وأى أنواع يجب أن تحتويها المائدة انفعاليا ووجدانيا ، والمضمون مهما كبر أو صغر لا يمكن أن يأتى عنده سوى من صميم المادة الدرامية . فقط ربما كان ’ ديل السمكة ‘ هو الفيلم المناسب فى الوقت غير المناسب . فقط الناس مرهقة ، ولن تدفع نقودا فى شىء غير التغييب !

على العكس من ’ النصاب المحترف ‘ يختزن وحيد حامد حقيقة أن فيلمه مبنى على قصة حقيقية لعناوين النهاية ، ذلك فيما يشبه مفاجأة صغيرة جميلة ، تزيدك إشباعا و’ دفئا فى القلب ‘ كما يقولون بالإنجليزية . أما المفاجأة الجميلة الأخرى هى النهاية السعيدة التى لوح بها لقصة حبه مع البطلة حنان ترك طاغية الحضور دائما أبدا ، بأنها قد تطلق من الثرى الخليجى حين ’ يزهق ‘ ، أو لعل مدرسة أختها سوف تبلغه بأمر هذا الزائر أو ايا ما كان ، ويعود الحبيبان لبعضهما بعد أن حطم شظف العيش من أحلامهما الكثير . القصة مفعمة بالكفاح والأمل ، والأروع منهما أن الفقر لم يأكل الروح . وظل البطل على رقة مشاعره وحبه للشعر وتهذبه فى معاملة الجميع ، وظلت البطلة التى اختلطت بأرقى الأوساط محافظة على نبلها وروحها الصافية . لا نبالغ إن قلنا إنها معانى لم نجد من ينقلها لنا بمثل هذه الشحنة والتأثير والصدق منذ رحيل أستاذ السينما المصرية عز الدين ذو الفقار ، سوى بعض من أفلام حفنة محدودة من السينمائيين المصريين كمحمد خان ، وكوحيد حامد طبعا !

عمرو واكد ( تلميذ الهراء الشاهينى وبتاع الانتفاضة فى أصحاب ولا بيزنس ) ، يبدو هنا صبيا طفوليا مهذبا رائعا على نحو مدهش وفجائى . هذا يحيلنا فورا لمن هو الموجه الذى استخرج منه كل هذا . سمير سيف يعلمنا درسا جديدا طالما افتقدناه فى السينما المصرية فيما يجب أن يكون عليه موجه الأفلام . درس يوجه لدعاة الموهبة شيوخا وصغارا ، يقول لهم أن ليس مطلوبا من الموجه أن يكون ’ ذا رؤية ‘ أو ’ ذاتيا ‘ أو ’ مبدعا ‘ أو ’ فنانا ‘ إلى آخر تلك الكلمات المنحطة أو ملوية العنق التى يزايد علينا بها أصحاب ما يسمى بالسينما الفنية وسينما المؤلف إلى آخر هذا الهراء . المطلوب فقط أن يضع كل حرفته وخبرته فى خدمة القصة التى يوجهها . هذا هو تعريف موجه الستوديو ، وسمير سيف أثبت أنه يستطيع تقديم كل الضروب السينمائية بذات القدر من الاتقان ، فيما لا يختلف كثيرا من حيث المفهوم عن رموز موجهى الستوديوهات أمثال هاوارد هوكس وچون هيوستون وروبرت وايز …إلخ …إلخ .

Yacoubian's Bldg.

An Inferno with a Hope!

ربما باطنيا ديل السمكة هو الذى حفز على قراءة فورية منى لـ ’ عمارة يعقوبيان ‘ . فالتشابهات كثيرة وليس أشهرها أنها تدور فى عمارة حقيقية بشارع طلعت حرب بوسط القاهرة ، وشخوصها ‑لا سيما المشاهير والپرلمانيين والسياسيين‑ حقيقية ، وإن اختلف علاء الأسوانى عن سپييلبيرج وحامد فى أن لم يصرح بهذا ، وليس أقل تلك التشابهات تقديم شخصية مثلية محورية على نحو إيجابى ، ثم أن ‑ولعله الرابطة الأهم‑ وحيد حامد نفسه هو الذى سيقدم يعقوبيان للسينما ، ولا بأس من بعض الإثارة انتظارا لهذا الحدث الكبير المشوق !

الرواية مثيرة محكمة وممتعة ، لا تستطيع بدأها دون الانتهاء منها . ولعلاء الأسوانى أبرع أدوات الوصف والحكى ، بما يحافظ على الدفق الايقاعى ، ويتصاعد به تدريجيا مع دخولها لنصفها الثانى . والانطباع العام هو أنها مزيج من ميرامار والمذنبون ، مع أصداء قوية من الثلاثية كالتناول الپانورامى لحى قاهرى وطبقته الاجتماعية وككون الشحصية المحورية شخصية كهل حسية غارقة فى الملذات . وكل الإحالات لنجيب محفوظ قادت البعض وتقودنا لتمثلها كأحد أفضل الروايات العربية لكاتب غير نجيب محفوظ . هى مجموعة من القصص المتوازية ، لن تعرف إلا مع الفقرة الأخيرة تماما أى منها هى الأكثر رئيسة ، والتى يتبنى المؤلف شخوصها نسبيا ولن يحكم عليها بالموت أو سوء المآل . لن نحدثك كثيرا عن التفاصيل ، إلا بقدر ما ستضرنا إليه هذه الحفنة من الانطباعات والتحفظات عن الرواية ، التى هى على العكس ، سلبية بعض الشىء :

1- الأرثوذوكس حثالة : أوافق علاء الأسوانى تماما على هذا ، وأوافقه على الحاجة الملحة لفتح هذا الملف العطن الذى طال غلقه باسم الوحدة الوطنية ، حول فئة من الشعب يتخيل الغرب أنها قوة حداثة وتقدم ، بينما هى غارقة فى عفن التخلف المصرى حتى أذنيها . لكنى لا أوافقه على بضعة أشياء ، أبرزها أن حماسه الزائد لفتح هذا الملف هو الذى أوقعه فى الغلطة الوحيدة تقريبا فى كل الرواية التى فقد فيها كلية الحس الواقعى والدرامى . فزكى بك الثرى الحسى رفيع المذاق الذى يعلم جيدا معنى الجمال ، ربما يقبل لطيبته ورقة حواسه تعيين أبسخرون الأعرج ساعيا لمكتبه الهندسى ، لكن المؤكد أنه لن يسمح له بمواصلة ارتداء الملابس الرثة بعد ذلك . الفكرة هيمنت على علاء الأسوانى ، وأراد بشتى الطرق إظهار أبسخرون وابنه ملاك بصورة منحطة فتجاوز كل معايير الواقعية الدرامية . اجتماعيا ذلك غير صحيح أيضا ، فالأرثوذوكس ليسوا حثالة بالنسبة للمسلمين . هم طبقة وسطى أرقى ككل فى عمومها ، وفقراؤهم نادرا ما يشتغلون عند مسلمين فى الوظائف الدنيا ، ونادرا ما يتورطون فى أمور بين المسلمين قد تصل لحد تسهيل الدعارة والرشوة كما فعل ملاك أخو أبسخرون مع بثينة . والرد بأن زكى بك ليس مسلما إنما علمانى ، والبديهى أن يكون أبسخرون حثالة بالنسبة له ، قد يكون صحيحا اجتماعيا ، لكن يظل غير مقنع دراميا . فالدراما اختيار ، ودون تفصيل شديد ودون وضع للأمور فى أقواسها المناسبة ، لا يصلنا سوى معنى أن زكى المسلم يستخدم أرثوذوكسيا وضيعا لديه . عالميا وتاريخيا الأرثوذوكس حثالة بالنسبة للپروتستانت والكاثوليك ، لكن بالنسبة للمسلمين هذا غير صحيح ، ولم ولن يكون كذلك .

علاء الأسوانى كان كأغلب طلبة طب الأسنان وسائر الكليات العلمية منذ السبعينيات عضوا فيما كان يسمى الجماعة الإسلامية ، لكنه كما قال مؤخرا لجريدة القاهرة سرعان ما نأى عنها لقيمها المتخلفة . لا شك أن سكناه بشخصه فى العمارة محور الرواية لفترة غير قصيرة ‑ربما وحدها ، وربما بالإضافة لأسباب أخرى لا نعرف عنها الكثير‑ هى التى أكسبته كل هذا القرب والاحترام للمسيحيين من أصول غربية ، ما سبق من نديم ، أما وما يلى فقد كنت أنوى الاستعلام من صديقه مكاوى سعيد بعد مشاهدتى الأولى لوجهه فى برنامج هالة سرحان عن حسام أبو الفتوح ودينا 20030203 المشار له فى صفحة الصناعة ، لكنى بعد أيام قرأت حديث جريدة القاهرة معه فى 14 يناير 2003 ولم أفاجأ كثيرا بعد أن كان إسلاميا متطرفا أيام كان طالبا . التفاوت الفادح بين الأعراق المسيحية المختلفة وارد فى الرواية على نحو واضح . هذا سواء من خلال شخصياتها المسيحية غير الأرثوذوكسية ، وكلها راقية ، أو من خلال أن الصورة المحورية نفسها لكل الرواية ، التى هى لأرمنى بنى سنة 1934 عمارة رائعة على أفخم الطرز فى قلب القاهرة الأوروپى ، قطنها أجل وأرفع الناس ، لكنها باتت اليوم صندوقا للقمامة الحية وغير الحية ، بفضل احتلال الحثالة المسلمة والأرثوذوكسية التدريجى لها . هذه الحثالة التى لا تعنى بالضرورة طبقة بعينها إنما تتراوح ما بين الغنى الفاحش والفقر المدقع ، وككل التحية واضحة لبناة مصر الحديثة الحقيقيين الذين من الصعب كما قلنا من قبل ، أن تجد منهم مصريا واحدا . ومن ثم أحبط هؤلاء تجربة العصرنة فى مهدها ، ليستمتعوا بما هم عليه من تخلف وقذارة تأنس لها چييناتهم الأرثوذوكسية‑الإسلامية المشتركة !

ملحوظة عن الألغام الرقابية : ربما على العكس من موضوع المثلية أو نقد الناصرية أو تعريف الوطنية ، التى هى الغام رقابية صغرى ، فإن قضية الأرثوذوكس أو من يسمون بالأقباط ، زائد الجنس الكثيف جدا ، زائد النقد المخيف لأمين التنظيم فى الحزب الحاكم ، بل و’ للرجل الكبير ‘ الذى يحصل لنفسه على ربع أرباع كل الشركات من خلال المشاركة فيها بدون رأس مال ، هى بعض من ألغام رقابية عظمى تنتظر تحويل الرواية للسينما . لكن المؤكد أن الأجدر على الإطلاق بحل المعضلة على أفضل وجه ممكن هو وحيد حامد ، لاستنارته الشخصية المؤكدة ، ولحنكته الطويلة المميزة والمثمرة فى التعامل مع الرقابة ، وليس بالرشوة وحدها كما ’ مخرجنا ‘ الكبير صاحب الجوائز العالمية إياه الذى لا تحتاج أفلامه أية رشاوى أصلا ) .

My Big Fat Greek Wedding (2002).

In Crusade Days, the Marriage Between the West and the Orthodox Seems as a Good Idea!

ملحوظة أخرى بمناسبة ’ حبيبتى اليونانية ‘ : أحرز الأرثوذوكس نقطة كبيرة بصنعهم فيلما يسخرون به من أنفسهم ، فإذا به يصبح أنجح فيلم مستقل وأنجح كوميديا عاطفية الأخيرة ڤارايتى The Year in Film والأولى MPAA وغيرها كلاهما فى تاريخ السينما ، ويقترب لأن يصبح من فئة نصف البليون فى الشباك العالمى . لكن لا تنس أن المسلمين هم الأساس أصلا فى هذا النجاح ، فالدعوة لتقارب وتزاوج الغرب العلمانى مع الأرثوذوكس المتدينين كثيفى الإنجاب ، دعوة ذات مغرى لا تخطئه العين بعد 11 سپتمبر ، فهم أبناء ذات الخلفية الدينية فى نهاية المطاف ، فى عالم يتم تقسيمه حاليا ‑بناء على دعوة أسامة بن لادن بدءا ، ثم باتفاق كل العالم عليها بعد ذلك‑ إلى ما بين مسلمين وغير مسلمين . فى اعتقادنا هذه الحرب الثقافية كان العامل الحاسم فى تحويل مجرد كوميديا صغيرة عادية الإتقان ، إلى خبطة ساحقة عصفت بكل المعايير السينمائية .

من حيث الأرقام فإن النجاح التدريجى التصاعدى لحبيبتى اليونانية فى الشباك الأميركى ظاهرة فذة وتأكيدا غير مسبوقة . المصدر http://www.the-numbers.com/movies/records/index.html ثم http://www.the-numbers.com/movies/records/weekend20.php ومن ثم إيرادات الفيلمين على حدة هو فيلم لم يصل أميركيا للمركز الأول أبدا فى أى أسبوع بعينه ، وطبعا بالتالى هو أنجح فيلم فى التاريخ لم يكن أولا أبدا . ثانيا أنه بدءا من الأسبوع التاسع عشر أصبح صاحب أنجح أسبوع تاسع عشر فى تاريخ الأفلام ، ومن بعده العشرين والواحد والعشرين وهكذا حتى نهاية عرضه فى الأسبوع الثامن والثلاثين ( عامة معظم تلك الألقاب باستثناء السباق الدائم على الاثنين أو الثلاثة العليا كانت مسجلة باسم تايتانيك الذى امتد لواحد وثلاثين أسبوعا ) . أما أعلى إيرادات حبيبتى اليونانية فى أسبوع ما معطى ، فقد كانت ‑صدق أو لا تصدق‑ فى أسبوعه العشرين الذى انتهى فى 5 سپتمبر 2002 ( 14 مليونا إلا ثلاثة آلاف ! ! ! ، بينما تايتانيك فى أسبوعه العشرين وصاحب أفضل أسبوع عشرين من قبل كان قد حقق فيه 4.916 مليونا فقط لا غير ! ) . إنه ‑أى حبيبتى اليونانية‑ شىء جديد حقا ، شىء دافئ ومطمئن لا شك أن انتظره الناس بلهفة ولعة بعد 11 سپتمبر ، ولا شك أنه مس وترا حساسا وإن ربما من حيث لم يقصد فى مبتدأ الفكرة ) .

 

2- الاستعمار والإمپريالية والصهيونية كلمات أنبل كثيرا من أن تربط بسلوكيات الحثالة المصرية : علاء الأسوانى كاتب عصرى الأفكار ، لكنه لم يتخلص بعد بالكامل من سطوة الميول أو التحليلات اليسارية والوطنية البالية ، والمهيمنة على ثقافة العالم الثالث ، وبالذات العربى منه . هذا كان مصدرا لاضطراب وتناقض كبير فى الرواية ، بالذات مع ما سنقوله بعد قليل عن مفهومها المتطور للوطنية كما جاء على لسان بثينة . أحد الأمثلة ، وبمناسبة المسيحيين ، هو يصف أسلوب ملاك فى توسعة رقعة السطح التى يضع يده عليها بالأسلوب الاستعمارى ، ويصف تفاصيل طريقته كما يصف المثقفون عادة ما يسمونه بأسلوب القضم والهضم الإسرائيلى . غنى عن القول أن الأديان تتوسع ، لكن ليس هذا هو المهم فيها ، والمهم أنها قوى ظلام . ربط المسيحية أو اليهودية بالذات بالاستعمار تضليل أيضا أو انطباعات سوقية ، فالإسلام بالمثل كان قوة ظلام بسطت نفوذها على كل العالم القديم تقريبا بالقوة الغاشمة . الواجب النأى والتمييز بين الاستعمار كسمة طبيعية للتوسع الحضارى الحداثى بل والعلمانى غالبا ، وبين أديان بعينها أو حتى الأديان ككل والتى لا حضارة فيها بالمرة . مصر لم تتوسع أبدا لا بفراعنتها ولا بأرثوذوكسييها ولا بهم بعد تحولهم لمسلمين ، ذلك أنها حثالة چيينية لا أكثر ، ولا سبيل لقيامها بأى دور حضارى حقيقى فى أية لحظة تاريخية ماضية أو مستقبلة .

3- بم يفسر الفقر والفساد ، الحكومة الظالمة أم غباء الچيينات ؟ بالمثل النبرة اليسارية لا سيما فى كلام الصحفى المثلى ، لم تجد ما يوازنها فى الرواية . الكلام الكاسح عن الفقر والفساد يجد صداه فى قصة إبن البواب الإرهابى بل وفى كلام زكى الدسوقى نفسه أحيانا ، ذلك دون أن نرى رؤية أو تفسيرا ليبراليا يمينيا حقيقيا لظاهرتى الفقر والفساد . علاء الأسوانى يصب جام غضبه طوال الوقت على الحكومة وكأنها هبطت علينا من كوكب آخر ، أو كأن الصينيين أو الهنود يتقدمون لمجرد أن حكوماتهم غير فاسدة . إنه يتحاشى البحث عن الطبقات الچيولوچية الحقيقية لمآسينا ، تلك التى تقع فى غبائنا المتأصل چيينيا ، والذى لا فكاك منه فى الواقع . على أية حال هو لا يزعم أنه يمتلك رؤية أيديولوچية محددة . على أنه فى غثاء ثقافتنا العربية والمصرية ، هذا فى حد ذاته فضل عظيم !

4- بم يفسر الإرهاب الإسلامى ، الفقر أم الدين ؟ الصراصير اليسارية لا تزال تهيمن على تحليلات الرواية . الفقراء هم عصب الإسلام الإرهابى . هذا خطأ ، وما كان يجب أن يقع فيه أحد لا قبل 11 سپتمبر ولا بعدها . مقومات الإرهاب دينية وليست اجتماعية . الفقر موجود دائما أبدا ولم يتحول لإرهاب . الشيوعيين أنفسهم أشهر من دافعوا عن الفقراء ، لم يلجأوا قط لحمل السلاح فى بلادنا . الجهاد المسلح ضد كل ما هو غير مسلم جاء من تعاليم الإسلام الصريحة والتى لا تحتمل التأويل . ما حدث هو أننا وصلنا لنقطة الهزيمة الحضارية الشاملة ( وهذه قضية أكبر بمراحل من مشكلة الفقر أو أية مشكلة اجتماعية أيا ما كانت ) ، والدين الكامن بكامل قواه ومقولاته الإرهابية التدميرية لم يأت بجديد ، ولم يحتج لذلك حتى . فقط طفا إلى السطح بسبب هذا الظرف التاريخى . والرواية التى أسهبت فى اقتباس الآيات القرآنية وأحاديث النبى فى موضوع الجهاد ، تجاهلت منها عمدا ما هو أكثر أهمية وحسما فى هذا الشأن . ثانيا ، دائما أبدا قادة الجماعات الإسلامية فى الجامعات مثقفون أثرياء أو على الأقل من أبناء الطبقة الوسطى . ثالثا ، اختيار الضحية كضابط شرطة وليس سياح الأقصر أو الطفلة شيماء مثلا ، اختيار مقصود وبالغ التضليل عن حقيقة الظاهرة وأسبابها ، أو على الأقل ترديد ببغاوى لأفكار لا معنى لها من قبيل الديموقراطية وحقوق الإنسان ، وكأن كان الواجب على الحكومة استضافة هؤلاء فى فنادق خمسة نجوم للتحقيق معهم . رابعا والأسوأ ، أن التوقيتات نفسها مضطربة فى الرواية . فالمفروض أن الأحداث تدور فى سنة 1991 إبان حرب الخليج ، ويمكن أن نقبل امتدادها عامين بعد ذلك حتى اندلعت موجة الإرهاب الكبرى . لكن حتى ذلك الحين لم تكن الحكومة متأسلمة بالدرجة التى أظهرتها الرواية ، والتى قد تكون صحيحة اليوم فقط . تلك الإدانة التى قدمتها مثلا من خلال الاستجوابات فى مجلس الشعب عن إعلانات التليفزيون والمؤيدة من أمين التنظيم نفسه بالحزب الحاكم . لكن هدف الرواية من البداية إدانة الحكومة بذات قدر إدانة أى أحد آخر حتى لو كان الإسلاميين ، وحتى لو كانت التهمة هى الإسلام .

5- أين الأخوان المسلمون ؟ فى رواية استعرضت كل الطيف الحضرى القاهرى ، واستعرضت مظاهر وقوى التدين الإسلامى فى المجتمع المصرى بإسهاب تام ، يبدو خلو الرواية بالكامل من كلمة الأخوان ، أمرا مثيرا للريبة أو على الأقل التساؤل لأبعد الحدود . الإسلاميون إما جماعات مسلحة أو موجودون فى حزب الحكومة ، وليس شيئا ثالثا . الثريان المرشحان لعضوية مجلس الشعب كلاهما شديد التدين ، لكن أوصاف صاحب متجر الملابس الدعوجى تنطبق على شخصية حقيقية أخوانية معروفة ، بينما الرواية جعلته حكوميا . لا بأس إذا كان هذا لتفصيل الصراعات والفساد داخل حزب الحكومة ، لكن كان يجب فى هذه الحالة أن نسمع عن الأخوان من خلال دعمهم المالى والمعنوى لجماعات الإرهاب المسلح . هذا لم يحدث أيضا ، وبدا الإرهابيون كواحة منعزلة عن مجمل الحركة الإسلامية ، معلقون فى الهواء كمجرد شهداء مثاليين لا يستخدمهم أحد . من الواضح أن بعض الأشياء ترسبت لدى علاء الأسوانى من أيام إسلاميته المبكرة ، ليست كنتوء أسود فوق جبهته فقط ، إنما فى داخل عقله الباطن أيضا ، أو لعله لا يزال يأمل فى خط رجعة يمزج الإسلام بصورة مخففة ما فى نسق حضارى مستقبلى لبلادنا . هذا الحلم المستحيل يحمل بصورة أو بأخرى نفس سمات إشفاقة وإعجاب العقل الباطن اليسارى التقليدية بالحركة الإسلامية التى حققت كثيرا مما فشل هو فيه . وكما هى تناقض مفجع فى النسق الفكرى ليساريينا ، هى مصدر واضح للتشوش الفكرى فى ’ عمارة يعقوبيان ‘ !

6- الحياة الجنسية عند الإسلاميين : هل هى حافلة ثرية متبادلة وممتعة كما الصورة التى قدمتها الرواية . أتمنى أن أقرأ يوما بحثا فى هذا ، وإن كنت أشك تماما إلا فى كونها علاقة ذكورية تسلطية المتع فيها من حق طرف واحد لا غير ، هذا إذا كانت حافلة أصلا كما قال رئيس معسكر تدريب الإرهابيين . وهذا بدوره مشكوك فيه للغاية ، أو لعلها أقرب لاهتياجات طلال السورى التى لا تدوم لأكثر من ثوان معدودات ! لحسن الحظ النقاب وختان الإناث وحق التطليق من طرف واحد ، أمور تخبرنا بالكثير عن العالم السرى لجنس الإسلاميين ، وأنه لا يمكن أن يكون جنسا صحيا بأى منحى من المناحى .

7- المثلية الجنسية : أيضا معلومات علاء الأسوانى عن المثليين محدودة . عندما تفضل مثقفونا بالحديث الإيجابى عن المثليين أخيرا ، مالوا كما رأينا فى فيلم ديل السمكة ، لتصويرها كلعنة ، والتركيز على بؤس أصحابها بها . علاء الأسوانى لم يصل لهذا الحد ، لكنه ركز على أنها مكتسبة من خلال وطء الخادم النوبى لطفل جهبذ القانون الدستورى المصرى ، بينما الأصح أنها فى الغالب الأعم من الحالات صفة بيولوچية منذ الميلاد . من ناحية لا أعتقد أن المثليين يكرهون أنفسهم كما تخيل وحيد حامد ، ومن ناحية لا أعتقد أن الدفاع عنهم يكون بإدانة آبائهم كما فعل علاء الأسوانى . هذا وذاك ليسا بأكثر من أسلوب المثقفين التقليدى فى مصر عندما يريدون طرح قضية ، يلفون ويدورون حولها حتى لا ’ يخسروا تعاطف الناس ‘ . هم يسمون ذلك سياسة أو ذكاء أو حكمة ، وأسميه أنا نفاقا وأراه إضرارا بالقضية أكثر منه نفعا لها . أعتقد أن واجبنا فقط أن نقدم حياة المثليين كحياة سعيدة حافلة بالحب والرقة والجمال والإخلاص والصدق ، وسوية أكثر من حياة أغلبنا . وعلى الأقل لا نستخدم قط لفظة شواذ كما آثر علاء الأسوانى ، حتى لو كان من بين المثليين من يعتز بها .

8- جحيم ذو أمل : وكما ادخر ستيڤين سپييلبيرج ووحيد حامد مفاجأة صغيرة سعيدة للنهاية ، تجد ذات الشىء مع علاء الأسوانى : النهاية السعيدة لعلاقة زكى وبثينة بالزواج ، هذا بينما كان مآل بقية الآخرين الدمار ، قتلا أو إجهاضا أو إفلاسا . الواقع أن علاقتهما كانت مرشحة أكثر من غيرها لنهاية مأساوية ، لكن قرار الأسوانى يحسم أين تقع بعض تعهداته الأيديولوچية ( حدسا على الأقل ، وفيما لا يتعارض مع الملحوظة السابقة ) . زكى الأسوانى الحسى الصادق رمز الليبرالية التقليدية القديمة المتحررة المتغربة فى كل شىء وصاحب أحلى الذكريات عن مصر ’ الجميلة النظيفة ‘ قبل 1952 ، وصاحب أقسى هجوم على عبد الناصر وعصابته ( يفوق صراحة وجسامة وحسما كل ما يمكن أن تقرأه من نوعه فى السنوات الأخيرة ، باستثناء موقعنا هذا ! ) . وبثينة ، المصرية البسيطة المكافحة من أجل لقمة العيش ، زُهرة ميرامار مع اختلاف واحد أنها تكره مصر وتكيل لها أشد عبارات المقت والازدراء ( تفوق صراحة وجسامة وحسما كل ما يمكن أن تقرأه من نوعه فى السنوات الأخيرة ، بما فيه موقعنا هذا ! ) . زواجهما انتصار وأمل ، لكن المشكلة تقع فى المثقفين الذين قد يفيضون فى تأويله كزواج شائه بين كهل غارب وفتاة صغيرة ، أو فى أن تفكير المتلقى يذهب عامة فى مثل هذه الحالات لفكرة الميراث الوشيك ، ذلك مهما أفاض الكاتب فى وصف الرقة والحب الذى غلف العلاقة . فى رأينا كان يجب أن تمتد الرواية ولو سطرا واحدا يتحدثون فيه عن طفلهما المرتقب أو عن رحيلهما لفرنسا مثلا . هكذا كانت ستكون التعهدات والانحيازات أكثر حسما ، والدراما أفضل تماسكا وقوة .

’ عمارة يعقوبيان ‘ بكلمة ، جحيم به بصيص من الأمل . وهذا يجعل المتعة مضاعفة ، ولو أفسدتها قليلا ملحوظة هنا وهفوة هناك بسبب تشوش فكرى جسيم يلف الثقافة العربية كلها وليس هذا الكاتب وحده ، الذى هو أفضل من آلاف غيره .

حتى رغم هذا لا تزال لدينا فرصة فى امتحان التحسين : فيلم وحيد حامد عنها ! اكتب رأيك هنا

 

 

The Hours (2002)

Who’s Afraid of Virginia Wolf? —The Answer: Almost Everybody!

تحديث : 23 أپريل 2003 : بدأ بالفعل اليوم عرض فيلم الساعات فى مصر . المدخل قصة حقيقية لكنه بالطبع لا يقل اختلافا عن اختلاف الأشغال الثلاثة التى تناولناها هنا عن بعضها البعض . قصة حياة ڤيرچينيا وولف ( نيكول كيدمان فى دور الأوسكار ) ، لدى كتابتها رواية ’ مسز داللواى ‘ سنة 1925 ولدى انتحارها فى 1941 ، تنسج هنا وكما رواية مايكل كانينجهام حائزة الپوليتزر ، مع قصتين تخيليتين . زوجة منزل محبطة فى ضواحى لوس أنچيليس الخمسينيات ( چوليان موور ) ، وموضبة كتب نيو يوركية ( ميريل سترييپ ) ترعى صديقها الشاعر القديم ( إيد هاريس ) الذى تحول للمثلية ومصاب بالإيدز ، وأيضا تحولت هى مثله لها وتعيش مع صديقة متفهمة ( أليسون چانى ) .

الانتحار هو الموضوع ، ولا شك أنه بعيد جدا عن أى من الأشغال التى تناولناها ، وهو موضوع كبير وشبه فلسفى ، وكونه مأخوذا عن شخصية حقيقية من عدمه يبدو أمرا ثانويا نسبيا . فى هذا الموقع كتبنا من قبل عن الانتحار . كان هذا فى صفحة الإبادة بمناسبة نهاية الحرب على الانتفاضة ، والتى كثر فيها الحديث عن الميول الانتحارية لدى الفلسطينيين . لكن فحوى المدخل أن الانتحار ظاهرة عالمية ، بالذات شبابية ، وتحدثنا كثيرا من منظور بعد‑إنسانى بالإحصاءات والتحليلات ، لنخلص أننا جميعا يجب أن نكون انتحاريين ، لأنه ببساطة لا مستقبل للإنسان فى العالم عالى التقنية الرائع القادم .

فيلم الساعات يرى العكس . أصحاب الفيلم لديهم كلمة ثابتة يكررونها فى كافة الأحاديث الصحفية ، أن الهدف أن نستشعر قيمة الحياة ، وهى عبارة وردت على لسان ڤيرچينيا وولف فى الفيلم ، حين قررت إنهاء حياة إحدى شخصيات روايتها . ڤيرچينيا وولف انتحرت لأنها أصيبت باضطراب عقلى يجعلها تعيش حياة غير التى تمنتها . وفى نفس الوقت باتت مصدرا للتعاسة لزوجها وللمحيطين بها . هذه نبالة لا شك ، ورحيلها لم يؤذ أحدا إيذاء حقيقيا ، بل أراحهم على نحو ما . الكاتب النيو يوركى المثلى المعاصر ينتحر هو الآخر . بينه وبين نفسه يعتبر حياته الإبداعية ليست ناجحة ، حتى وإن رأى الآخرون العكس ومنحوه جائزة . هذا حقه . لكن هذا ليس سبب انتحاره الوحيد ، فهو مصاب بالأيدز ويشعر أنه بات عبئا على صديقته القديمة التى تعاوده كل يوم لترعاه وتأتيه بالطعام أو الملابس أو الزهور …إلخ . الانتحار هنا نبالة أيضا وشعور بالمسئولية . تبقى الحالة الثالثة ، والتى اختار صناع الفيلم أن يعبروا من خلالها على فكرة أن الحياة أفضل من الموت . هذا لم يكن مقنعا على وجه الإطلاق . زوجة منزل فى ضاحية هادئة من ضواحى الخمسينيات . ربما الحياة مملة قليلا ، لكن لديها طفل ترعاه طوال اليوم ، ولديها زوج طيب تنتظره ، ولا شىء استثنائى خاص يميزها عن ملايين زوجات المنازل ، لا تحب شخصا آخر مثلا ، ولم نعرف عنها أن لديها هدفا كبيرا مثلا يستحيل تحقيقه فى هذا المكان الضحل ، بل بالعكس ربما نتخيل أن كثيرات يحسدنها غالبا على الطفل الجميل والزوج المحب . صديقة لها تجرى عملية استئصال رحم ، ولا إشارة حتى لأنها ماتت أو ستموت . هذا لا يرقى لمستوى القول إن الحياة يخيم عليها الموت مثلا . أقصى ما يمكن قوله إنها حياة مملة قليلا . تلك الزوجة تترك طفلها يصرخ بحرقة وتنطلق بسيارتها لفندق وقد عزمت العزم على الانتحار استلهاما لشىء ما من رواية مسز داللواى التى كانت تقرأها . تنكص ربما بعد أن تحسست الجنين داخل بطنها ، وتنتظر حتى تضعه ، وتهرب لكندا تاركة زوجها وطفليها . من الناحية الدرامية المحضة لا توجد مبررات لفعلتها ’ المسوخية ‘ بتعبير الفيلم ، ولا شىء يمكن أن يكسب تعاطفنا معها . أما من الناحية الفلسفية ، فبصراحة إذا كانت الحياة هروبا من الملل وطموحا شائشا تافها وتنصلا من المسئولية وإيذاء لأقرب الناس ، فقط لمجرد الرغبة فى تفادى انتحار غير مبرر أصلا ، فهى رخيصة جدا وليست ثمينة بالمرة كما أراد الفيلم أن يقول . بمعنى آخر ، كان من الممكن للفيلم أن يقول أشياء جيدة بعض الشىء لو أراد قولها من خلال شخصية أخرى غير هذه ، هى كلاريسا ڤون التى قامت بها ميريل سترييپ ، وأقرب من يشبهنا جميعا فى كل الفيلم . إنسانة حضرية عادية تمر بإحباطات يومية كثيرة ، لكنها فى النهاية تستعين بالأشياء البسيطة كالصداقة والحب وشراء الزهور ، على مواجهة الحياة أو ’ قضاء الساعات ‘ . هذا شىء يمكن احترامه . لكن الإنشائيات فى امتداح الحياة ونقد الموت ، فهى غير مقنعة بل ذات أثر عكسى إطلاقا ، لا سيما وأن الفيلم باستثناء عبارات النهائية المفتعلة مقبض جدا طوال الوقت ويغرى بشدة على الاكتئاب إن لم يكن الانتحار تحديدا ! ( كان من الممكن كذلك على سبيل المثال تنمية الخيط الأنوثى feminist الذى يذكر طوال الوقت حتى حول هل العصفور الميت أنثى أم لا ، لكن كل هذا ضاع من أجل تمرير مقولة ما ’ بالعافية ‘ . أيضا لاحظ أنه منذ سنوات لم نجد موسيقى أى فيلم بمثل هذا الصخب لدرجة تكاد تكون لا احترافية ) .

الحياة جميلة تستحق العيش فى نظر غالبية البشر . وليكن ، لكن على هؤلاء أن لا يتحدثوا عن الانتحار لأنهم لا يفهمونه . الأسوأ أن هذا نوع من الهجوم كخير وسيلة للدفاع يكشف عن حجم البؤس الداخلى عندهم الذى لا يشاءون مواجهته ( اليس هذا معنى السؤال فى الفيلم العظيم ’ من يخاف ڤيرچينيا وولف ؟ ‘ ) . نعم هم لا يفهمونه ، وترعبهم فكرته . الانتحار نبالة ، وكلنا لسنا بالنبل أو حتى بالشجاعة الكافيين كى نتخذ قرار مغادرة الحياة . ڤيرچينيا وولف باتت رمزا تاريخيا لهذه الشجاعة فى اعتبار الحياة كما نعرفها لا تستأهل من الإنسان النبيل أو من المثقف الحق العيش فيها . الفيلم يلح على أن العيش لمجرد العيش هو هدف ثمين . على أن آخر شىء يمكن أن يقنعك بهذه الفكرة هو الفيلم نفسه ! ] .

 

Indian Bollywood star and former Miss World Aishwariya Rai.

Title of Bollywood2000.com Jun. 23, 2001 It’s Raining Hits!

 19 مارس 2003 : خبطات الشباك الهندى تتوالى ، ومصر تدخل الصورة من خلال عرض ’ أحلام الحب ‘Kabhi Khushi Kabhie Gham مشاهدة العرض الخاص 15 مارس روكسى ، ومصدر الأرقام الخام www.ibosnetwork.com الذى يبدأ اليوم . هذا هو سادس أنجح فيلم فى تاريخ السينما الهندية حسب القوائم التى قمنا بتوضيبها وإرفاقها هنا . وحسبما علمنا ’ ديڤداس ‘ المحبب فى المهرجان والإشفاع الرسمى للهند فى الأوسكار ، قادم هو التالى فى الطريق ، من نفس الموزع يونايتد موشن پيكتشرز ( شركة أنطوان زند الخصوصية ) . وطبعا ’ لاجآن ‘ الأسطورى أتيح فى الڤيديو ( بعنوان ’ انتقام فى الهند ) منذ فترة ، وإن للأسف لم يلحق عصر عودة العروض السينمائية الهندية الجديد . وهو عصر يختلف عن السابق ، أنه موجه هذه المرة لجمهور الملتيپليكسات ، وليس دور عرض الدرجة الثانية بحى شبرا المزدحم !

الواقع أن كل شىء بدأ يوم 15 يونيو 2001 ، بعرض كل من ’ جادار ‘ ( التمرد ) و’ لاجآن ‘ ( الأتاوة ) فى نفس اليوم . إذا بالأول يصبح أنجح فيلم فى تاريخ السوق المحلية بـ 650 مليون روپية ( 14 مليون دولار ) ، ولاجآن من بين العشرة الأوائل بنصف الدخل تقريبا ، لكن بسمعة عالمية هائلة ، ذروتها التسمية لأوسكار أحسن فيلم بلغة أجنبية .

The Top Indian Domestic Grossers of All Time (150 Million Rupees & Above):

Rank

Title

Release Date

Gross (Rs.)

1.

Gadar

Jun 15, 2001

650,000,000

2.

Hum Aapke Hai Kaun

Aug 5, 1994

600,000,000

3.

Dilwale Dulhaniya Le Jayenge

Oct 20, 1995

500,000,000

4.

Raja Hindustani

Nov 15, 1996

450,000,000

5.

Kuch Kuch Hota Hai

Oct 16, 1998

425,000,000

6.

Kabhi Khushi Kabhie Gham

Dec 14, 2001

380,500,000

7.

Kaho Na Pyaar Hai

Jan 14, 2000

350,000,000

8.

Karan Arjun

Jan 13, 1995

320,000,000

9.

Lagaan

Jun 15, 2001

300,000,000

10.

Border

Jun 13, 1997

300,000,000

11.

Devdas (2002)

Jul 12, 2002

292,358,342

12.

Sholay

Aug 15, 1975

290,000,000

13.

Dil To Pagal Hai

Oct 31, 1997

280,000,000

14.

Mohabbatein

Oct 27, 2000

250,000,000

15.

Biwi No. 1

May 27, 1999

210,000,000

16.

Ishq

Nov 28, 1997

205,000,000

17.

Raaz

Feb 1, 2002

204,326,820

18.

Indian

Oct 26, 2001

200,000,000

19.

Kaante

Dec 20, 2002

195,522,560

20.

Hum Saath Saath Hain

Nov 5, 1999

190,000,000

21.

Gupt

Jul 4, 1997

185,000,000

22.

Jeet

Aug 23, 1996

180,000,000

23.

Dil Chahta Hai

Aug 10, 2001

180,000,000

24.

Aankhen (2002)

Apr 5, 2002

178,000,000

25.

Pardes

Aug 8, 1997

175,000,000

26.

Mission Kashmir

Oct 27, 2000

165,000,000

27.

Soldier

Nov 20, 1998

165,000,000

28.

Aankhen

Apr 9, 1993

160,000,000

29.

Hum Dil De Chuke Sanam

May 27, 1999

150,000,000

30.

Sarfarosh

Apr 30, 1999

150,000,000

31.

Jodi No.1

Apr 13, 2001

150,000,000

32.

Coolie No. 1

Jun 30, 1995

150,000,000

33.

Maine Pyar Kiya

Dec 29, 1989

150,000,000

34.

Bade Miyan Chote Miyan

Oct 16, 1998

150,000,000

 

The Top 10 Indian Grossers of All Time Adjusted for Inflation:

Rank

Title

Release Date

Raw Domestic Gross (Rs.)

Domestic Gross Adjusted (Rs.)

Domestic Gross Adjusted ($)

International Gross Adjusted ($)

1.

Sholay

Aug 15, 1975

290,000,000

1,913,500,000

40,782,000

N/A

2.

Hum Aapke Hai Kaun

Aug 5, 1994

600,000,000

1,081,730,819

23,055,000

126,000

3.

Mother India

Jan 1, 1957

35,000,000

1,063,595,000

22,668,000

N/A

4.

Roti Kapada aur Makaan

Oct 18, 1974

115,000,000

922,459,846

19,660,000

N/A

5.

Mughal e Azam

Jan 1, 1960

35,000,000

873,306,450

18,613,000

N/A

6.

Upkaar

Jan 1, 1967

54,000,000

818,181,862

17,438,000

N/A

7.

Muqaddar Ka Sikandar

Jan 1, 1978

100,000,000

757,575,798

16,146,000

N/A

8.

Aradhana

Nov 1, 1969

52,000,000

757,281,540

16,140,000

N/A

9.

Amar Akbar Anthony

Jan 1, 1977

95,000,000

738,341,978

15,736,000

N/A

10.

Dilwale Dulhaniya Le Jayenge

Oct 20, 1995

500,000,000

730,525,642

15,570,000

107,000

 

The Top 10 Indian Domestic Grossers of All Time in USA:

Rank

Title

Release Date

Prints

Total USA Gross ($)

1

Monsoon Wedding

Nov 30, 2001

239

8,398,377

2

Kabhi Khushi Kabhie Gham

Dec 14, 2001

76

2,705,000

3

Hum Aapke Hai Kaun

Aug 05, 1994

N/A

2,500,000

4

Devdas (2002)

Jul 12, 2002

N/A

2,300,000

5

Kuch Kuch Hota Hai

Oct 16, 1998

N/A

2,100,000

6

Hum Saath Saath Hain

Nov 5, 1999

59

2,005,094

7

Taal

Aug 13, 1999

44

1,980,000

8

Dilwale Dulhaniya Le Jayenge

Oct 20, 1995

N/A

1,600,000

9

Kaho Na Pyaar Hai

Jan 14, 2000

15

1,500,000

10

Mohabbatein

Oct 27, 2000

55

1,500,000

 

The Top 10 Indian Domestic Grossers of All Time in UK:

Rank

Title

Release Date

Prints

UK Gross (£)

UK Gross (Rs.)

1

Kabhi Khushi Kabhie Gham

Dec 14, 2001

44

2,222,898

149,601,035

2

Monsoon Wedding

Nov 30, 2001

45

2,104,439

141,628,745

3

Devdas (2002)

Jul 12, 2002

54

1,687,500

118,648,125

4

Hum Aapke Hai Kaun

Aug 5, 1994

N/A

1,530,000

90,270,000

5

Dilwale Dulhaniya Le Jayenge

Oct 20, 1995

N/A

1,490,000

87,910,000

6

Kuch Kuch Hota Hai

Oct 16, 1998

26

1,441,000

87,901,000

7

Mohabbatein

Oct 27, 2000

26

1,100,000

72,600,000

8

Mujhse Dosti Karoge

Aug 9, 2002

32

768,908

54,061,921

9

Hum Tumhare Hain Sanam

May 24, 2002

29

615,851

43,300,484

10

Lagaan

Jun 15, 2001

29

598,378

40,270,839

الكلام عن القيمة الفنية لما يسمى بالسينما الهندية المسماة بالتجارية ، لا ينتهى . والواقع أننا وجهنا شطرا كبيرا من كتاباتنا على مدى العشرين سنة الأخيرة ، للقيم الفنية والإنتاجية للسينما الهندية والصينية ( المسماة بالكاراتيه ) والتركية والأسترالية ( سينما ماد ماكس ) ، وغيرها من صناعات السينما المغضوب عليها من النقاد ، وهم أناس يفهمون جميع الأشياء جيدا ، وإن تأخروا مجرد خمسين سنة عادة !

Amitabh Bachchan and Jaya Bhaduri in 'Abhimaan' (1973).

Title of Bollywood2000.com Jun. 23, 2001 It’s Raining Hits!

حصر كل ما كتبنا بهذا الشأن مهمة أكبر من أن نقوم بها مرة واحدة الآن . لكن لعل أكثر دفعة من هذا الكتابات تركيزا ، وأيضا ريادة ولفتا للانتباه ، هى بالأساس ما ظهر فى مطبوعات مهرجان القاهرة ، وبالأخص سنة 1987 . هذه ظلت تعمم تباعا فى الأعداد المتوالية من نشرة تلك السنة ، بحيث لم يعد ثم متسع فى اليوم الأخير إلا لتعميم نصف الدراسة الخاصة بالسينما الصينية ( أفلام فنون القتال ) . هنا نتيح لك تلك الكتابات من تلك السنة ( كل صناعات السينما الأربع المذكورة ) ، زائد أخرى من العام التالى 1988 ، تكريما للنجم الهندى أميتاب باتشان ( لا زال حيا ويركل كما رأينا اليوم فى ’ أحلام الحب ‘ ! ) ، تتحدث عن القيمة الفنية لأفلامه ، تلك التى يرونها مفرطة الميلودرامية والمصادفات ، وتحديدا فيلما ’ الشعلة ‘ و’ عمار أكبر أنتونى ‘ .

للأمانة ، ودون إدعاءات شخصية كبيرة ، فعلى الأقل ثم عقل آخر يستحق التحية وراء مثل هذه البرامج هما مارى غضبان ويوسف شريف زرق الله ، نقول بكل المعايير ، إن ما فعله مهرجان القاهرة من خلال تلك البرامج والكتابات فى أواخر الثمانينيات ، هو بالضبط ما تفعله الآن مهرجانات مثل كان وبرلين وڤينيسيا بعد 15 سنة ، احتفاء بصناع السينما المسماة بالتجارية فى الهند وهونج كونج وتركيا ، بعد عقود ازدرتها فيها على نحو مذرى ( نقصد طبعا مذرى للمهرجانات وليس لتلك السينمات ) .

ندعوك بشدة لقراءة هذه الكتابات ، التى نوفرها لك فى الوقت الراهن ، كمجرد صورة من المطبوعات التى ظهرت فيها ( بما فيها دراسة سينما فنون القتال الصينية ، كاملة لأول مرة ذلك كمخطوطة يدوية كلما لزم الأمر ، نأمل ألا تكون مرهقة القراءة جدا ) . أيضا يمكنك متابعة الكثير من المتابعات والتحليلات لأداء هذه الأفلام فى السنوات الأخيرة من خلال قسم المهرجانات فى هذا الموقع :

Indian Cinema:             0, 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7.

                                   100A, 100B, 100C, 101, 102.

Chinese Cinema:           0, 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10, 11, 12, 13.

Turkish Cinema:            0, 1, 2, 3, 4, 5, 6.

Australian Cinema:        0, 1, 2, 3, 4.

اكتب رأيك هنا

 

 

Indian Bollywood star and former Miss World Aishwariya Rai stands next to her portrait as she poses for photographers, Bombay, May 28, 2004.

It’s Raining Sex!

تحديث : 13 مايو 2004 : اقرأ هذا الملف للأسف لا يوجد على الموقع كمقالات مستقلة المثير من مجلة ڤارايتى عن السينما الهندية .  من ناحية هو يرصد حفنة من أفلام الشهور التى دخل فيها الجنس الجرئ كمادة لأول مرة ، بما فيه المثلية كما فى فيلم Girlfriend .

ومن ناحية أخرى يرصد كيف تصاعدت إيراداتها العالمية فى الغرب تحديدا . أنجح فيلم لعام 2003 وعنوانه Kal ho Naa ho حقق أرقاما مثيرة للفضول : 10 مليون من الداخل ، 3 مليون من بريطانيا ، 2 من أميركا ، 5 من بقية العالم . المناصفة بين الداخل والخارج ، زائد غزو أصعب سوقين فى العالم على وجه الإطلاق ، وناهيك عن كونها أرقام غير مسبوقة ، هى سمات سينما عالمية بمعنى الكلمة !

بالمناسبة ، سمة أخرى للعالمية : فيلم القمة للعام الأسبق 2002 Koi … Mil Gaya (Someone) كان يكسر أرضا جديدة أخرى : صنع أول فيلم خيال علمى هندى .

… للمزيد انظر أيضا المدخل المسمى هولليوورلد بصفحة هولليوود .

… كذا انظر متابعة مسهبة نسبيا لدورة مهرجان كان الأخيرة ، والتى فرضت فيها هاتان السمتان البارزتان للسينما الهندية نفسيهما فرضا ] .

 

| FIRST | PREVIOUS | PART II | NEXT | LATEST |