|
|
|
اليوميات سيئة السمعة
للرقابة فى مصر
—واليوميات المشرفة لبعض غيرها !
The Notorious
Diary
of the Egyptian Censorship
—and the
Glorious Diary of Some Others?
NEW:
[Last Minor or Link Updates: Sunday, October 17, 2010].
November 21, 2002: Ramadan, the scandalous month of the Arab media, goes Guinness this year!
May 29, 2002: A HISTORY MADE: The legendary British censorship decides self-disbandment!
April 16, 2002: A HISTORY MADE: The U.S. Supreme Court strikes down ban on virtual child pornography!
January 13, 2001: Egyptian Inquisition aka the Ministry of Culture bans a poet from the early Islamic era!
January 6, 2001: Walima Part II: Elected Islamic butchers to win their first battle against the weak Egyptian Prime Minister without a single drop of blood! Also: A Special Forum on this.
May 10, 2000: Walima le-Aashab Al-Bahr: A novel leads to suspension of the Egypt's formal Islamic party.
May 3, 2000: The Matrix in Cairo... AT LAST!
March 28, 2000: Whatever happened to American Beauty in Guenina Mall?!
…
ê Please wait until the rest of page downloads ê
Cover Story:
(Spring 2000) العار القومى أو ...
الرقابة ! The National Shame, aka Censorship!
انبرت الأقلام فى الشهور الأخيرة تناصر قرارات
الحذف والمنع التى تقوم بها الرقابة على الأفلام ، وهى بكل المقاييس ظاهرة
خطيرة ذلك أنها على الأقل ظاهرة غير تقليدية اعتقدنا أن فترة رواجها الكبير
بُعيد هزيمة 1967 كانت فترة عابرة . ولم يحدث منذ ذلك الوقت أن عادت بهذه
الحدة والكثافة ‑والأسوأ الإجماع‑ إلا الآن . فالموقف التقليدى
للكتاب هو عادة معاداة الرقابة باعتبار أنهم هم أنفسهم أحد ضحاياها
التقليديين . تكرر منع الأفلام الأجنبية فى مصر فى السنوات
الأخيرة ، بل أن منها ما تحول لقضية رأى عام كأفلام ’ قائمة
شندلر ‘ و’ أمير مصر ‘ و’ حليف الشيطان ‘ ،
وأخيرا ’ المومياء ‘ . والقضايا المعتادة هى الإساءة للمقدسات
السماوية أو تحيز شركة ديزنى ضد العرب أو الإساءة لمصر وتاريخها . ولأن
رأينا كان طوال الوقت أن هذه محض أساطير لا تزال تحركها فينا عقلية الهزيمة وعدم
الرغبة فى تجاوز الدونية أو على الأقل تجاوز الإحساس بها ، فإننا سنحاول فى
هذا المقال مناقشة هذه الأفكار فى ميزان الواقع والأسطورة ، مع علمنا
الكامل أن الإنسان بطبعه يميل للأسطورة ويفضلها على الحقيقة المجردة لأسباب أطال
فى شرحها علماء النفس والاجتماع وأرى أنها تنطبق على حياتنا الثقافية على نحو
مؤسف . بالنسبة لما يسمى بالمقدسات الدينية ، والتى
أصبح الحديث عنها بضاعة رائجة ليس فى مصر وحدها بل فى كل أرجاء الأرض بما فيها
الولايات المتحدة ( شبه المتداعية تحت الضغوط الدينية الديماجوچية منذ
الحقبة المكارثية والتى تفاقمت فى السنوات الأخيرة بفضل الهجرة الإسلامية
الكثيفة عالية التدين والصوت معا ) ، نقول أن هولليوود هى
هولليوود . وموقفها لم يتغير كثيرا ( حتى الآن على الأقل ) كقلعة
لكل من العلمانية اللا إيمانية الصريحة ، أو لما يمكن تسميته بالإيمان اللا
دينى . وهى فى هذا لا تفعل أكثر من الإخلاص للعقيدة التى تأسست عليها
الولايات المتحدة نفسها ، حيث كان كل الرؤساء الأوائل يجاهرون بعدم إيمانهم
جذريا بالغيبيات أو بإيمانهم بوجود إله مع رفض الأديان جملة وتفصيلا . حتى
الآن تكاد تكون كل أفلام هولليوود تساير هذا الخط ومعاركها الشهيرة مع رموز
الحزب الجمهورى ذوى الميول الدينية لا تزال حية ساخنة وقائمة حتى اللحظة ،
وأعتقد أن العالم سوف يندم كثيرا إذا رأى هذا الوضع وقد تغير يوما . إذن ليس الجديد هو هذا الفيلم أو ذاك والتى لا
تختلف عن عشرات الأفلام التى شاهدناها على امتداد العقود ولم تفكر الرقابة أبدا
فى منعها وكان النقاد حتى وقت قريب يتبارون فى مدح أفلام مثل ’ السماء يمكن
أن تنتظر ‘ أو ’ يسوع الناصرى ‘ . إن ما تغير ليست هولليوود
إنما نحن ، لدرجة أننا أصبحنا نستفز من أفلام بالغة البراءة وتكاد تكون
مخصصة للأطفال مثل ’ مدينة الملائكة ‘ ونمنعه ، وعذرا إن كنت لا
أريد أن أفيض أكثر من هذا فى هذه المناطق الشائكة . فقط أقول شيئا واحدا أن
المكان الوحيد لحفظ التراث هو المتاحف وليس الحياة اليومية ، وأن ما نطنطن
به حاليا واسمه الحفاظ على هويتنا
وقيمنا هو أسوأ شىء يمكن أن نفعله إطلاقا بأنفسنا وبأبنائنا ! قضية أخرى اسمها شركة ديزنى : قيل أن ديزنى
تبيع فى السوق العربية بمائة مليون دولار . الإجابة : خطأ . لا
توجد أرقام متاحة ، لكن تقديرى الذى يمكن أن أساءل عنه من واقع علمى بهذه
الصناعة ، هو أنها تتراوح ما بين 5-10 مليون دولار . قيل أن مقاطعة ديزنى سوف تردعها .
الإجابة : خطأ . قيمة ديزنى السوقية تتخطى الـ 60 بليون دولار وحجم
إيراداتها السنوية يقارب نصف هذا المبلغ ، أى أن منعها فى البلاد العربية
بالكامل لن يؤثر بأكثر من جزء من ستة آلاف جزء من حجم عملياتها . من سيرتدع
فى الواقع هم فقط أطفالنا الذين نريد لهم تخلفا عقليا لا فكاك منه . قيل أن ديزنى تخصصت فى تقديم أفلام تسىء للعرب
والمسلمين . الإجابة : خطأ . فيلم ’ المحارب
الثالث عشر ‘ 1999 الذى يقدم بتمجيد كبير إحدى الشخصيات العربية هو
ثانى أغلى فيلم أنتجته الشركة فى كل تاريخها باستثناء فيلم
’ أرماجيدون ‘ ، لكنه أسوأ كارثة إنتاجية لأى فيلم بميزانية تجاوزت المائة مليون فى تاريخ كل
الشركات ، متفوقا بهذا على النموذج الأشهر والأكبر
فيلم ’ عمر المختار ‘ الذى أنتج تقريبا بذات الميزانية إن وضعنا
التضخم فى الاعتبار ، ولم يحقق أيضا أى إيراد يذكر . التفسير أن
السينما جزء من الثقافة الجماهيرية وبالتالى يحكمها المزاج والعقائد الدارجة لدى
ملايين الجمهور . وليس بيد ستوديوهات السينما أو غيرها أن تمجد مثلا جماعة
ما من الناس لا يوافقها عليها الجمهور العريض ، دون أن تخاطر بمثل هذه
الخسائر الفادحة . أيضا فإن السينما لا يمكن أن تستغنى عن الأشرار ،
والأهم أنها ’ تحب ‘ أشرارا بعينهم . وكما أحبت الألمانى
والياپانى دون سواهما لنحو عقدين بعد الحرب العالمية ، فهى تحب العرب منذ
بداية التسعينيات وحتى الآن . والأسباب كثيرة لكن أبرزها موجة الإرهاب التى
طالت قلب نيو يورك مرورا بالسفارات الأميركية فى أفريقيا وانتهاء بإلغاء
احتفالات الألفية فى سياتل ، ولا يبدو فى الأفق أى نهاية لها . وبسبب
الوطأة الشديدة لما يمكن تسميته العرف السينمائى لا يجب أن ننتظر أن نرى قريبا
العرب كعلماء أو مخترعين على الشاشة بينما واقعنا بالغ التخلف ، أو أن
نراهم رموزا للإنسانية والتحضر وشوارعنا تملؤها القذارة والفوضى والفساد ،
أو على الأقل حتى نكف عن دخول الحروب ضد غيرنا وضد بعضنا البعض ، أو يكف
’ المجاهدون ‘ عن مساعيهم الدموية . ونذهب لأبعد من ذلك فنقول أن
الحل ليس حتى فى إنتاجنا نحن لمثل هذه الأفلام فمهما كانت جودتها سيكون مآلها
الفشل الذريع ، فالحل فقط أن
نصلح من أنفسنا وأن نجبر العالم على أن يرى فينا كل ما يحترمه فى غيرنا ( فنيا يصعب أن نلفت اهتمام العالم حتى لو كانت أفلامنا تدافع
عن القضايا اليهودية ، لكن لو حدث وارتقى المستوى فربما يكون هذا عاملا
مساعدا ! ) . الأمثلة كثيرة على حجم التحدى منها مثلا أن لدينا
أغنية جميلة للمغنية اللبنانية فيروز اسمها شادى تتحدث عن مصرع أحد الأطفال بسبب
حرب ما ، فى المقابل هناك للمغنية الإسرائيلية الراحلة أوفرا هازا سلسلة
أغنيات –واحدة منها اسمها شادى أيضا !– تتحدث عن واقعة مصرع أمها على يد
المتطرفين المسلمين فى اليمن . بينما يرتج العالم كله لأغنيات هازا لا يطرب
لفيروز سوانا ( بل الواقع أن تقنية جديدة بالكامل مثل مزج الأغانى معا
عندما اخترعها فى وقت متزامن فى منتصف الثمانينيات شباب إنجليزى أبيض
–م-ا-ر-ر-س– وشباب أميركى أسود مسلم –رقيم– لم يكن هناك ما يجمعهم سوى الالتقاء
على أغانى أوفرا هازا ، هذا فى الوقت الذى يصرح بالكاد بطبع ألبوم واحد لها
فى مصر بل وتواجهه حملة صحفية شعواء تطالب بمنعه ! ) . نقطة
البداية الجادة قد تكون محاولة تحليل مخلصة ومتجردة من الانحيازات المسبقة لمثل
ذلك التناقض المطلق دوما بيننا وبين كل العالم ، وغيره كثير لو شئت ! أخيرا ، قضية فيلم المومياء أو ما يسمى
الإساءة للتاريخ المصرى . المومياء فيلم يمجد اليهودية .
الإجابة : خطأ . لو كانت هناك على وجه الأرض فئة واحدة يمكن أن تستفز
من الفيلم فلن تكون سوى المتدينين اليهود ( غلطتنا مع ’ قائمة
شندلر ‘ الذى لم يكرهه إلا هؤلاء تتكرر ) . فطبقا للفيلم فإن
نجمة داود المقدسة هى رمز للعبودية ، وهى أنقذت صاحبها من الموت فقط لأنها
جعلت فكرة جعله عبدا تلمع فى رأس المومياء ، فتقرر استخدامه كتابع ينفذ لها
كل أهدافها الشريرة . ثانيا : اللعنات العشر التى يفترض طبقا للتوراة
أنها أعمال مقدسة للإله الذى ينصر نبيه موسى على طغيان المصريين ، تحولت
هنا لمجرد أفعال سحر وانتقام تقوم بها مومياء وثنية منحرفة . فيلم المومياء يمجد البطل الأميركى . الإجابة
ليست خطأ بل العجب نفسه . فكيف يغفل أى مشاهد ناهيك عن ناقد أو كاتب عن
السخرية المستمرة من الأميركيين طوال الوقت ، ممثلة فى بعثة المستكشفين
الحمقى الباحثين عن الذهب بجهل وغباء والمشار إليهم طوال الوقت
بالأميركيين . أما البطل نفسه فقد حرص الفيلم على عدم توضيح جنسيته
( وإن صمم المشاهد فسيدرك أنه أميركى لا منتمى التحق بالفرقة الأجنبية
الفرنسية ) ، فالمهم شىء واحد أن البطولة الحقيقية هى للمغامرة من أجل
المغامرة . وهى شىء يجعل صاحبه يسمو فوق كل القوميات والانتماءات والعقائد
بل يراها توافه تخص البشر العاديين . ومرة أخرى نعود لضروريات العرف
السينمائى ، ونقول أن النجاح الساحق للفيلم فى كل أرجاء المسكونة يرجع
أساسا للطزاجة البالغة التى قدمت روح المغامرة بها فيه ، والتى لا تذكرنا إلا
بأرفع أمثلة هذا الضرب السينمائى بدءا من دووجلاس فيربانكس الأب مرورا بفيربانكس
الابن وإيرول فلين وانتهاء بإنديانا چونز . أيضا لا يجب أن ننسى أن القصة
تكررت فى سلسلة من الأفلام الرفيعة وأصبحت لها قوة الأسطورة التى لم يعد بوسع
أحد تعديلها . كما أن شخصية المصرى
الانتهازى الفهلوى ليست محض افتراء هولليوودى ،
فهم لم يفعلوا أكثر من قراءة ألف ليلة وليلة التى حلقت فوق كل السماوات وجميع
الخيالات لكن عندما هبطت إلى مصر لم تجد سوى شخصية على الزيبق لتتكلم
عنها . والسينما مرة أخرى قد تقاوم أى شىء إلا قوة الأسطورة ( هذا
بفرض أنها حتى أسطورة محضة لا يوجد ما يعززها فى الواقع ) . المومياء فيلم عنصرى . الإجابة :
خطأ . المرجح أنه بذات هذا المعيار لا توجد على وجه الأرض أفلام أكثر عنصرية من أفلامنا المصرية التى تنطق دوما بالنظرة شديدة السلبية للغير . ولا نقصد التاريخ
الطويل من تصوير اليهود والإنجليز والأجانب عامة ولا نقصد حتى أفلاما جديدة
ساذجة مثل ’ مهمة فى تل أبيب ‘ و’ الكافير ‘ و’ فتاة
من إسرائيل ‘ والقائمة لا تنتهى . لكننا نقصد وفرة من أكثر الأفلام
إتقانا وجودة إنتاجية بما فيها تلك التى احتلت قمم الجماهيرية إطلاقا مثل
’ صعيدى فى الجامعة الأميركية ‘ و’ همام فى أمستردام ‘ بل
وحتى لدرجة ما قد يراها البعض –وإن لم نكن منهم– فى الفيلم الأخير للنجم التقدمى
المرموق عادل إمام ’ هاللو أمريكا ‘ . ونقصد أيضا الصورة السلبية
على طول الخط التى يظهر بها جيراننا العرب فى الأفلام المصرية وهم الذين نسميهم
بـ ’ الأشقاء ‘ فقط فى الخطاب السياسى الديماجوچى ( أو لعل
القومجيين لا يفهمون عن العرب سوى سوريا والعراق وأحيانا أحدهما
فقط ! ) . عامة نحن لا نريد أن ننكأ جراحا قديمة ومقالاتنا تتشدق
يوميا بالغضب على التطهير العرقى لبعض الشعوب هنا أو هناك وننسى أن زعيم أمتنا
الكبير جمال عبد الناصر هو إطلاقا أول من تجرأ على التطهير العرقى بعد سقوط النازية ،
ذلك من خلال الطرد ومصادرة الممتلكات للأجانب بل ولمواطنين لهم كل حقوق
المواطنة ! إننا لا نستشعر أى
غضاضة بالمرة من تسفيه الغير والتنكيل به على شاشاتنا أو فى مناهجنا
الدراسية ، لكننا نستفز أيما استفزاز من أى تلميح يتناولنا مهما كان شديد
الموضوعية . فيلم المومياء يسئ لمصر . شخصيا لا أعرف
الإجابة ، وأعتقد أن الوحيد المخول بها هو السيد وزير السياحة ليحكم على الأمر من
واقع خبرته بالأساليب الحديثة للترويج للسياحة وكيفية وضع بلد ما فى محور اهتمام
الجمهور السياحى عبر العالم والأفكار المختلفة والذكية لتذكيره المتواصل بها
لجعلها جزءا من جدول عطلاته وإنفاقه [ الموجه التونسى نورى أبو زيد قال إن
عرض فيلمه ’ بزناس ‘ الذى يتحدث عن سياحة الجنس فى تونس قد أدى عرضه
فى ألمانيا لزيادة حجم السياحة الألمانية لتونس ، علما بأن محور الهجوم
الأصلى الذى وجه للفيلم كان أنه سوف يضرب السياحة ! ] . فى المقابل أنا أعرف وعلى وجه التحديد شيئا واحدا
على الأقل يسئ لمصر إساءة بالغة
ومؤكدة ، ويمثل عارا قوميا حقيقيا . هذا الشىء هو الرقابة . إن مصر التى تعج بالسياح والمراسلين المقيمين تصبح كل يوم
أضحوكة مع كل حذف أو منع لأحد الأفلام بينما نعيش بالاسم فقط فى القرن الواحد
والعشرين . أيضا هؤلاء وأى عقلاء غيرهم لا يمكن أن يفهموا الحكمة من رفض
تصوير هذه الأفلام فى مصر رغم ما تدره من عملة ثمينة ، أو فى منع الجمهور
المصرى بالذات من مشاهدة أفلام يراها كل العالم شرقه وغربه وتصل إساءاتها
المزعومة إليه ( للدقة هم لا يعرفون أن الجمهور المصرى يشاهدها بنهم لكن
عبر عشرات الوسائط الأخرى ) . دع جانبا بعد كل هذا السخرية الصامتة
لهؤلاء السياح والمراسلين من كوننا لا نفهم ما تقوله الأفلام أصلا ! الحل ببساطة أن يكون دور الرقابة
هو فقط التأكد من إعلان الموزعين المحليين للتقدير الرقابى الأصلى للفيلم فى بلد
المنشأ ، وهو بدوره مجرد تصنيف للمراحل العمرية التى يناسبها الفيلم وليس
أكثر . وفى الظروف الاستثنائية يمكن لها فى بدايات تطبيق مثل هذا
النظام ، أن تأمر بقصر عرض بعض الأفلام على الحفلات الليلية . بالمثل
فالأفلام المصرية يجب أن تعامل كما تعامل كل الدول المتحضرة أفلامها ، ذلك
بأن توكل مهمة منح التقدير لكيان الموزعين ودور العرض ، والذى يناظره عندنا
غرفة صناعة السينما ، ويقتصر دور الرقابة الحكومية عند الضرورة على مراقبة
إعلان هؤلاء لذلك التقدير على نحو بارز للجمهور . وفى كل الأحوال يكون
الحذف والمنع أمورا غير واردة من الأصل ( ونقصد بالذات ما يخص الحقوق
الحيوانية والأكثر أصالة للإنسان لا سيما الجنس والعنف ، والتى لا يجب أن
تمس إطلاقا . وحتى المخاوف المنطقية والحضارية التى تخص الأمن العام
كالدعوة للتدين أو الإرهاب أو التمرد الطبقى أو الكراهية أو العرقية ، ورغم
أننا قد لا نرفض من حيث المبدأ الحد من حرية دعاة الحد من الحرية ‑كهؤلاء
المذكورين ، والمقصود بالحرية ثالوث الحريات القاعدية ، حرية الاقتصاد
وحرية الحراك الاجتماعى والحريات الشخصية‑ فقد لا يكون ذلك المنع ضروريا
بالضرورة ، بالذات مع الوضع فى الاعتبار طبيعة السينما كوسيط انفعالى خالص
لا ’ يحب ‘ الفكر كثيرا ، ولا يقبل عليه أحد إن أصبح وسيطا
لتوصيل لأفكار ) ، وأن يكون الحكم على النسخة كما يتقدم بها منتج
الفيلم ، والذى يملك بالطبع إعادة تعديلها وتقديمها مرة أخرى إن لم يرتض
التقدير الممنوح . فى المملكة
العربية السعودية وهى بلد طالما نظر مثقفونا بتعال لكون
دور السينما ممنوعة فيها ، تستطيع أن تشترى الكثير من العناوين الممنوعة
عندنا على شرائط ڤيديو وأقراص رقمية كلها رسمية ومترجمة . أيضا
الكثير من البلاد العربية حولنا وصلت لحد التقليص الشديد أو الإلغاء الكامل
للرقابة ، سواء على الكتب أو المطبوعات أو قنوات التليڤزيون أو أفلام
السينما ، جميعها بشقيها المحلى والأجنبى . بل أن واحدة منها وهى الأردن باتت تفكر الآن فى
إلغاء وزارة الإعلام نفسها . هل نحن على بعد سنوات ضوئية من كل هذا ؟
حقا لا أعرف الإجابة . لكن ما أعرفه أن أى منا لم يحتمل أدنى قدر من تلك
المحاولة المتواضعة بكل معايير العالم لحكومة الدكتور الجنزورى لإخراجنا من دوامة
التخلف . وألقينا بالرجل على جانب الطريق فى أول فرصة ، وكأن مصر يمكن
أن تنجب أصحاب رؤى كل يوم ( الواقع هو تقليد مصرى أصيل وراسخ يقضى
بالاغتيال السريع لأمثالهم -بالطبع تذكر الخديوى إسماعيل أعظم من حكم مصر منذ
رمسيس الثانى وكان له ذات المصير ، أو عدلى يكن الذى أطاح به غوغائيو ما
سمى بثورة 1919 من أمثال سعد زغلول ، أو حتى مؤخرا أنور السادات على تواضع
طموحاته وكان هذه المرة اغتيالا بالمعنى البدنى للكلمة ! ) . فى عام 1960 عندما قدمت اليونان فيلم ’ أبدا
الأحد ‘ لم يقل أحد ’ يا للهول إن اليونان تعج بالعاهرات ‘ بل
قال الجميع -نقصد الجميع وليس نقاد المهرجانات- إن باليونان موسيقى رائعة وموجه
أفلام عظيم وممثلة أعظم ، وأغدقوا جوائز وتسميات الأوسكار على
الجميع . بالمثل فى نفس السنة عندما ظهر فيلم ’ حدث فى ناپولى ‘
لم يقل أحد ’ ييخ يا لقذارة تلك المدينة وتدنى نسائها تحت أقدام المحامى
الأميركى القادم ‘ بل قالوا يا للروعة من تلك الممثلة الإيطالية
الأخاذة ، ولم يكدوا يسألون عن ذلك الممثل الآخر حتى عرفوا أنه موجه إيطالى
يجهز لهم ما هو أكثر دهشة ’ أمس واليوم وغدا ’ عن نفس إيطاليا القذرة
وممثلتها المتدنية . أما داخل اليونان إيطاليا فكان من النادر أن تسمع عن
أحد لا يتمكله إلا شعور واحد : الزهو . فى مصر وفى أوج تحرر السينما
بعد 15 عاما كانت مديرة الرقابة التى صرحت بعرض فيلم ’ المذنبون ‘
فى الخارج تتلقى عقوبة تأديبية مهينة ورادعة ، ولا تقل السبب حزم الدولة مع
موظفيها الكبار بل مجرد خطاب لإحدى الصحف من مواطن مصرى مقيم فى إحدى الدول
العربية أخجله أن يقال أن فى مصر جنس وفساد . إن الپارانويا شديدة التجذر
فينا إن لم يكن على مدى التاريخ كله ( سمها لو شئت سيكولوچية فلاح الأرض
المرتاب فى كل الآخرين وبالمناسبة هو صاحب الدعوة الأشهر للجهل فى تاريخ
البشر : إللى نعرفه أحسن من إللى ما نعرفهوش ! ) فهى -أى
الپارانويا- متجذرة وصارخة الصخب على الأقل منذ الحقبة الناصرية منذما قال نجمها
الساطع أن ليس وراء عدم تمويل السد العالى أمور تتعلق بأصول الإقراض البنكى إنما
بمؤامرة إمپريالية عظمى ضد شخصه المصون ، وراحت الكذبة تكبر وكلما كبرت
كلما صدقناها -أو هذا ما قاله بحق يوما دكتور يوسف جوبلز . النتيجة على أى حال سيئة للغاية : فى الستينيات كان حلم المصريين أن يقفوا ضد
العالم ، وفى التسعينيات أن يصبحوا مثل العالم ، لكن لأن هذا جاء
متأخرا جدا فربما لا يحلم العقلاء منهم اليوم بأكثر من الفناء الكريم ! هنا يوجد شىء واحد أكثر تأكيدا من كل ما عداه هو أن شعبا ومثقفين لا
يملكون أى قدر من الثقة بالذات ، سيواصلون بنجاح باهر التلذذ بنظرية المؤامرة واستمراء الهزيمة وپارانويا
عداء العالم لهم ، أو كما تسمى أحيانا سيكولوچية العبيد لو شئت
صياغة أقل تهذيبا وأكثر عمقا فى التاريخ . إنه فى جميع الأحوال الاستغراق
فى نواح البلوز أو نعيق الپارانويا وكلاهما أجمل وأسهل من مواجهة التحديات
الحقيقية التى يطرحها عالم الواقع . هل تريد المساهمة ؟ ... يمكنك ذلك مباشرة من
خلال لوحة الرسائل إضافة أو قراءة أو بالكتابة عبر البريد الإليكترونى . الجديد : 28 مارس 2000 : اتضحت مؤخرا حقيقة
الحذف الذى جرى لفيلم ’ الجمال الأمريكى ‘ المسمى لأوسكار أفضل
فيلم وصاحب أكبر احتمالات الفوز بها . فى اليوم الثانى لعرض الفيلم
( 17 فبراير 2000 ) ورغم الكتابة شاذة الإلفات فى كافة الإعلانات عن كونه
فيلما ’ للكبار فقط ‘ ، تقدم رجل وزوجته لمدير سينما جنينة
ليعبرا عن سخطهما لوجود لقطة عارية الصدر فى الفيلم . هذه الأسرة المفردة
أفلحت فى فرض ذوقها المريض على كل الشعب المصرى وضيوفه الأجانب إذ قامت الشركة
الموزعة وبمباركة من الرقابة التى قالت قبل قليل أنها تدعم هكذا الأفلام
الرفيعة ، قاموا بحذف المشهد المذكور . مما لا شك فيه أن هذه ستظل
وصمة سوداء فى اسم شركة ’ عثمان جروپ ‘ لا نعتقد أنها قد تنمحى
سريعا ، رغم ما يفترض لها تاريخيا من إعزاز فى أوساط مثقفى وجمهور السينما
والڤيديو فى مصر . أما الرقابة فيكفيها ما لديها من وصمات لا تنمحى
أبدا ! اكتب رأيك هنا يبدأ يوم 5 أپريل
2000 عرض فيلم ’ رجل الألفية ‘ Bicentennial Man بعد رفض أولى من
الرقابة . اكتب رأيك هنا
يبدأ يوم 3 مايو 2000 عرض فيلم ’ المتمرد ‘ The Matrix بعد قرابة سنة كاملة من الرفض . وقد أفادتنا وارنر براذرس بأن
كل الجدل كان حول أمور غير مفهومة وأن الفيلم سيعرض كاملا [ للدقة هناك
حذوفات طفيفة مثل جملة الحوار حول المكان المسمى صهيون ] ! وقفة وجيزة حول الفيلم ، نقول فيها إن من
الخطأ فعلا محاسبته كفيلم خيال علمى . صحيح أن محور الأحداث يدور حول
الذكاء الاصطناعى الذى سيتولى السيطرة على الكوكب فى بدايات القرن الحادى
والعشرين ، ويتكلم عن الواقع الفضيل virtual reality حيث سيعيش كل البشر
بإشارات عصبية ترسلها لأدمغتهم البرنامج الحاسوبى الجبار ، أو ما يسمى
’ المصفوفة ‘ ، وكلاهما واقع تقنى صحيح تماما ، بل ولا مجال
لتحاشيه وتحاشى تبعاته فى المستقبل القريب . مع ذلك العلم فى
’ المتمرد ‘ ليس جيدا بالمرة . فهو يقول إن كل هذا حدث بسبب
كارثة بيئية حجبت الشمس وحرمت الأرض من مصادر الطاقة ، اضطرت مع الحواسيب
فائقة الذكاء لتحويل البشر الرضع ’ لبطاريات ‘ لإمدادها هى
بالطاقة . طبعا لم يقل لنا من أين يأتى هؤلاء بالطاقة أصلا ، وإذا كان
البشر داخل ذلك الرحم العملاق المدعو المصفوفة أحياء فمن أين يأتون
بالطاقة ، ولو هم أنفسهم واقع فضيل ، فمن أين سيأتيهم أبطال الفيلم
بالطاقة بعد أن ’ يحررونهم ‘ . الفيلم مر على كل هذا بعبارة لا
يمكن أن تجد ما هو أردأ منها علميا ، لكن الواقع أن بها كل مفتاح
الفيلم . هذه هى عبارة ’ طاقة البشر اللا نهائية ‘ . نعم هو
فيلم دينى صوفى روحانى ، بل هو دين فى حد ذاته ، له آلاف مؤلفة من
الأتباع عبر مئات المواقع على الإنترنيت . وفى هذه الحدود هو فيلم رائع
حقا . الكلام عن المؤثرات لا ينتهى ، وقد أتانا
بطفرة لا مراء فيها ، سواء بمؤثرات فنون القتال بواسطة الأسلاك التى يتعلق
بها الأبطال ( الائتمان يرجع لساحر فنون القتال الصينى يوين وو
پينج ) . وللكاميرات عالية السرعة جدا أو ما أسموه bullet time photography ، والتى من خلال حذف الأطرم نالمادة المصورة ، يمكن
جعل الشخصيات تسرع أو تبطئ أو حتى تكاد تتوقف تماما أثناء الطيران والقفز ،
كذلك تغير اتجاهها فى نعومة مذهلة ، أو تهبط بنعومة زائدة أو قسوة زائدة
على الأرض . كذلك تعطى إمكانات أخرى لا حدود فى حالة المزج مع المؤثرات
الحاسوبية . إنه بكلمة متعة بصرية لا تحتمل . إذا كان موضع الأحداث علميا جدا ، فالبنية
الدرامية لا علاقة لها بالعلم بالمرة . إنها البنية الصوفية التقليدية
لأفلام فنون القتال المأخوذة من الديانات الشرقية ، حيث البطل فى حاجة
لفترة اعتكاف لتحقيق السمو الروحى ، أو بكلمات العرافة فى الفيلم للشخصية
الرئيس ( كيانو رييڤز ) ، التى لا تفعل أكثر من ترديد ما
قالته عرافة ديلفى لأپوللو نعم ، دائما أبدا الصراع الدرامى هو مفتاح فهم
أى فيلم . والصراع الدرامى هنا هل مستر أندرسون ( أندرياس andreas باليونانية كل الأسماء ذات مرجعيات دينية : البطلة
( كارى‑آن موس ) اسمها ترينيتى أى الثالوث المقدس . أكثر
الجميع إيمانا بأن البطل هو المهدى أو المسيح المنتظر ( لورانس
فيشبيرن ) اسمه مورفيوس وهو إله أشكال البشر اليونانى . تحت الأرض أو
الملاذ الوحيد الخارج عن نطاق سيطرة المصفوفة للبشر الحقيقيين ، اسمه صهيون
بمعنى أرض الميعاد . الغواصة التى يعيش فيها المتمردون ويهربون بها من
المصفوفة ويخترقون من خلالها برنامجها ، او سمها بوابة خلفية لاختراق
النظام فيما يشبه وظيفة التفصيص hacking الحاسوبى الذى هو مهنة
البطل الأصلية ( شىء أقرب لنوتيلوس كاپتن نيمو لكن فى الفضاء ) اسمها
نبوخذ نصر Nebuchadrezzar ، وهو للوهلة الأولى اسم قد لا يعجب
المتدينين عامة واليهود خاصة ( لكن الرقابة عندنا لا
تفهم ! ) ، وربما يفضلون عنه بمراحل أى اسم يعطى إيحاء بفلك
نوح ، حيث يشير ذلك الاسم للملك الآشورى الذى سبى اليهود ، لكن يمكن
تمثله كمجرد مرجعية عمومية للميثولوچيا الآشورية ( حتى الإشارات لساحر أوز
وأليس فى بلاد العجائب يمكن تمثلها فى هذا السياق الصوفى القدرى الاكتشافى
للذات ) . نعم ستراتيچية الفيلم هى مزج كل العقائد الروحية عبر العالم
وعبر التاريخ لخلق صوفية عصرية ، تعود بالفكرين الدينى والإنسانى لأصولهما
القديمة أو : أو Know thyself . وما يقال وما يكتب عبر الإنترنيت من
مهاويسه المخلصين يؤكد أن قد تحقق له ما أراد ! [ المعروف أن للفيلم
جزآن ثانى وثالث ، أو كما يقول منتجه چوول سيلڤر جزء ثانى فقط سيعرض
على نصفين فى مايو ونوڤمبر 2003 . فى أغسطس 2002 عرف أن الفيلسوف
الأميركى الأسود كورنيل ويست رأينا الشخصى ، وبغض النظر عن انبهارنا بأصالة
وطزاجة وإبداع الفيلم فى التعبير عن أفكاره وترجمتها بصريا ودراميا ، فنحن
لم يعجبنا منها أية فكرة . وربما كان الوكيل سميث Agent
Smith ( أشر
أشرار الفيلم من خلال أداء رائع من هيوجو وييڤينج ) هو الأكثر تعبيرا
عن الفكر بعد‑الإنسانى الحداثى والصحيح الذى يجب أن نتبناه جميعا إن أردنا
لكوكبنا مستقبلا وتقنيات تتجاوز حقبة العشيرة الإنسانية التى عفا عليها
الزمن . أعلى نقطة فى الفيلم عندما يفكر الوكيل سميث فى التمرد على
المصفوفة ذاتها لأنها تكلفه بالتعامل مع ذلك الجنس المقزز المدعو البشر
[ الواضح أن هذا الخيط يوف تتابعه الأجزاء التالية ] . أما السطر
الأكثر تفضيلا لدينا فهو قوله : ’ الإنسان مرض ‘ ! اكتب رأيك هنا 8 مايو 2000 :
حملة تكفير عدوانية هائلة امتدت طيلة هذا الأسبوع ، من
الصحافة الإسلامية فى مصر -وكذا سلسلة من المظاهرات الدامية حرض عليها مباشرة
مشايخ الأزهر- ضد فاروق حسنى وزير الثقافة ، ذلك بسبب إعادة طبع الهيئة
العامة لقصور الثقافة لرواية ’ وليمة لأعشاب البحر ‘ للكاتب السورى
حيدر حيدر . هذه الحملة أدت لتبلور مصطلح جديد اسمه ’ ثوابت
الأمة ‘ وهو لا يقصد به الدين فقط بل كل شىء متخلف فى حياتنا
( المفارقة هنا أن كلمة الثوابت اختراع سورى فى الأصل ! ) .
رغم بعض الآراء الشجاعة الرافضة لمبدأ الثوابت من أساسه ، يجب القول إنه
عادة ما ينقسم الصحفيون والكتاب على أنفسهم عندما يكون المنع لكتاب خاصة لو كان
مصريا أو عربيا ، لكنهم نادرا ما يختلفون عندما يكون المنع لفيلم أيا كانت
جنسيته . الكل يعلم أن حملات أقل همجية بكثير من هذه ، كانت لها آثار
فادحة على الرقابة على الأفلام السينمائية الجهاز المذعور تقريبا من تلقاء
نفسه . … مؤقتا هذه تغطية الخدمة العالمية للبى بى سى
اليوم
للحدث . … فقط ابقوا معنا ...! اكتب رأيك هنا 20 مايو
2000 : فى أجرأ خطوة من نوعها للسلطة فى مصر لمحاربة الهوس الدينى
( ربما منذ قرار رئيس الوزراء النقراشى تفكيك جماعة الأخوان المسلمين قبل
نحو 60 عاما ) ، أصدرت لجنة شؤون الأحزاب قرارا بتجميد أنشطة حزب
العمل ووقف كافة مطبوعاته وعلى رأسها جريدة الشعب . المرجح أن دعوات قتل
العلمانيين ومصادرة كتب أصحاب الفكر الحر سوف تخفت قليلا فى الفترة
القادمة ، لكنها ستعود تأكيدا وبسرعة ما لم تتخذ السلطة إجراءات أكثر حزما
لخلق مناخ من الحرية الحقيقية من خلال استئصال أعداء الحرية من الحياة
العمومية ، كتحجيم نفوذ الأزهر ومكافحة مظاهر التدين العلنى المختلفة
وتجريد المتدينين من أدواتهم الرئيسة ، على الأقل بإبعادهم عن وسائط
الإعلام الرسمية وعملية كتابة المناهج الدراسية . أيضا يجب النظر فى أمر
أحزاب أخرى وصحف أخرى ، ولا يجب أن يكون ثم أى عبث بدعوى الديموقراطية التى
كثيرا ما تقف فى الخندق الآخر مؤدية لكبت حريات الأفراد الشخصية . اكتب رأيك هنا 21 مايو 2000 : تجمع اليوم أكثر من مائة مثقف وفنان مصرى أمام
مكتب النائب العام وذلك من بين أربعمائة تقدموا بطلبات لمحاكتهم بتهمة التحريض
على نشر رواية ’ وليمة لأعشاب البحر ‘ وذلك تضامنا مع الكاتبين
إبراهيم أصلان وحمدى أبو جليّل المسئولين عن نشرها . إنه بالطبع موقف شجاع
آخر وإن لم يغير كثيرا من التشاؤم العميق لدى هذه الصفحة بأن التدين يزحف على
العالم كله وسوف يقوض كامل الحضارة المعاصرة -تماما كما فعل بالإمبراطورية
الرومانية وبكثيرات غيرها- وذلك ما لم تتولد إرادة سياسية حقيقية وجلوبية
لوقفه . هل تتخيل مثلا أن تظل الإنترنيت حرة إلى ما لا نهاية فى دول متدينة
-أو على الأقل تتظاهر بالتدين- مثل مصر ؟ قطعا لن يعدم الظلاميون الذريعة
يوما ! اكتب رأيك هنا 17 يونيو
2000 : بدأت اليوم محاكمة مؤلف الخيال العلمى صلاح الدين محسن بتهمة ازدراء
الأديان . كانت مباحث أمن الدولة قد ألقت القبض عليه فجأة ودون مقدمات فى
نفس الأسبوع الذى تقرر فيه إغلاق صحيفة الشعب الإسلامية وأحيل بسرعة غير معتادة
بالمرة فى القضاء المصرى للمحكمة . من هنا يسود اعتقاد واسع أنه قد أختير
-هو وكتابه الذى لم يصدر بعد ’ ارتعاشات تنويرية ‘- ككبش فداء لتمرير
إغلاق الحزب الإسلامى وصحيفته وذلك من خلال إظهار الحكومة كمدافعة عن
الإسلام . صلاح الدين محسن كاتب فى خمسينيات العمر تخصص فى كتب الخيال
العلمى التى تنادى بالإيمان بالعلم دون الدين وقد عبر صراحة عن كل آرائه فى
التحقيقات . مع ذلك يسود فريق المحامين الهائل الذى تطوع للدفاع عنه
التفاؤل بالحكم ببراءته لمخالفة التهم لأبسط حقوق حرية التعبير المكفولة فى
الدستور المصرى والعهود الدولية التى وقعت الدولة عليها . اكتب رأيك هنا [ تحديث :
8 يوليو 2000 : فى أسرع محاكمة ربما فى كل تاريخ
القضاء المصرى صدر اليوم الحكم بسجن الكاتب صلاح الدين محسن لمدة ستة شهور مع
إيقاف التنفيذ . رد الفعل العام هو الارتياح سواء فى المعسكر العلمانى أو
فى المعسكر المسلم . صحيح أن الحكم ليس الموت كما تقول الشريعة الإسلامية
وليس الحبس خمس سنوات كما تقول فقرة قانون العقوبات التى بلغت من العمر أكثر من
60 عاما ، ومن ثم فهو يميز أن الجهر بالعلمانية لا يعنى بالضرورة ازدراء
الأديان الذى يجب أن يكون جريمة بالطبع مثله مثل ازدراء أى شىء ، زائد ما
له من خصوصية من حيث تداعياته الأمنية . عامة لا غرابة فى أن يكون ازدراء
الأديان مجرما حتى فى بعض من أعرق الديموقراطيات ، والسبب فى حدود فهمنا هو
حقيقة أن أعظم ازدراء للأديان إطلاقا والذى لا ينافسه تاريخيا أو آنيا أى ازدراء
آخر هو ازدرائها لبعضها البعض ، وهو فيما نعتقد ما قصده المشرع سواء فى
بريطانيا أو مصر أو غيرهما حيث يريد حماية المجتمع من التشاحنات والحروب
الدينية ، خاصة وأنه من المستبعد بدرجة كبيرة أن يأتى خطر كهذا من
العلمانيين الذين يتحدثون بلغة العلم ويعرفون أكثر من غيرهم مدى جبروت تغلغل
الدين فى الطبيعة البشرية ( دع جانبا أنه لا يغيب عن أحد أن بعض الأديان
تزدرى يوميا فى مصر على كل شاشات التليڤزيون وعلى صفحات الكتب المدرسية
ولم يفكر أحد فى تقديم هذا للمحاكمة ) . على أن كل هذه شىء وحق
التعبير المطلق -بداهة فى مثل تلك الديموقراطيات- شىء آخر ، ومن هنا تبقى
الحقيقة المؤلمة أن كاتبا قد عوقب أدبيا على الأقل لمجرد إبداء رايه . هذا
خاصة وأن قضية الدين تقع فى جوهر السؤال المحورى للأمة العربية وهو هل نتقدم أم
نتخلف . فى مصر بالذات ولا نعمم الكلام على بقية الشعوب العربية من الواضح
أننا قبلنا بحسم الخيار الثانى ] . [ تحديث :
28 يناير 2001 : يبدو أن فصل النهاية فى قصة صلاح
الدين محسن أسوأ مما قالت به ، إذ محكمة أمن الدولة العليا استجابت
لاستئناف الإدعاء العمومى والذى اعتبر الحكم السابق حكما مخففا جدا ،
وأصدرت حكمها اليوم بتشديد العقوبة إلى ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة .
الجديد المثير أن جريمة الكاتب تحددت بوضوح عن كل ذى قبل وأن ما استفزهم بشدة هو
تحديدا قوله أن الإسلام هو سبب التخلف الذى نحن فيه . لا شك أن ما تحدد
أيضا عن كل ذى قبل ولعله الأكثر إثارة أن العد التنازلى للتدمير الذاتى الذى
اختارته أمة لنفسها بدم بارد جدا فيه قد أخذ يتسارع بشدة وقد فات بكل المعايير
إلا معيار المعجزة وحده وقت التراجع أو النجاة منه ] . [ تحديث :
11 ديسيمبر 2001 : صدر قبل أسابيع كتاب لصحفى
القضايا بالجمهورية جمال عبد الرحيم بعنوان ’ الملحدون الجدد ‘ .
يعرض القضايا المصرية الخمس الكبرى مؤخرا : الپروفيسور ناصر حامد أبو
ريد ، صلاح الدين محسن ، علاء حامد ، حيدر حيدر ، عبدة
الشيطان . طبعا لا تتوقع منظورا غير إسلامى لها ، لكن ربما كان به
توثيق جيد . هذا ما فهمته اليوم من موقع باسم أقباط
أميركا ، وربما أعود لذات الموضوع بعد الاطلاع على الكتاب نفسه . الموقع المذكور هو موقع همزات links
بالأساس ، يتبع ستراتيچية ذكية ، حيث يذخر بالمواد والأدبيات والأخبار
الإسلامية الكلاسية والمعاصرة ، التى يرى أنها تفضح الإسلام دونما حاجة
لتعليق منه أو من أحد . أيضا هو يحيل لموقع مشابه عنوانه 4copts.org ،
يتبع ذات الستراتيجية تقريبا ، ويمكنك من خلاله قراءة كتب أخرى مثل الفريضة الغائبة لمحمد عبد السلام
فرج وغيره ، وإن كان بعضها مستقى بالطبع من المواقع الجهادية ] .
1 يوليو
2000 : قرر مسئولو قصر السينما بالقاهرة التابع للهيئة العامة لقصور
الثقافة إخضاعه الكامل للشروط الرقابية الرسمية . كان القصر يعد من المواقع
القليلة للمشاهدة الثقافية للأفلام أى الخاضعة لقيود رقابية مخففة وهو أمر سرى
عرف مديرى الرقابة على استثناؤها من الشروط التقليدية وأصدروا فى بعض الأحيان
قرارات رسمية باستثناء مواقع بعينها من التفتيش الرقابى ( مثل قاعة النيل
التابعة للكنيسة الكاثوليكية باعتبارها مقرا للكثير من الجمعيات والنوادى
السينمائية ) . فيلم الأربعاء التالى ’ عيون متسعة الغلق ‘
تقرر إلغاء عرضه وتم إبلاغ مضيف الندوة الناقد / مدحت محفوظ بهذا القرار
اليوم . التفسير هو الخوف من الأزهر ، وبالمناسبة هو تفسير شبه معلن
وأيضا تم ربطه بقرار المجلس الأعلى للثقافة إلغاء عرضه الأسبوعى بمجرد تفجر قضية
كتاب وليمة لأعشاب البحر ( الواقع هذا ليس عرضا مشابها جدا فهو مفتوح للجمهور
العام والأعجب أنه بالمجان ومتعدد الحفلات بقدر عدد هذا الجمهور ، مما يعد
خرقا صريحا لقوانين الرقابة وحقوق الملكية معا ، وليس عرضا فى مؤسسة شبه
تعليمية مثل قصر السينما يطبق فيها كلا القانونين بمعيار مختلف ) . اكتب رأيك هنا 5 يوليو
2000 : تكشفت اليوم بعض الحقائق لتفسير التغيير الفجائى فى نادى سينما قصر
السينما . تم اليوم عرض أحد الأفلام الباهظة الحديثة جدا والمؤجرة من السوق
التجارى بميزانية كبيرة . أيضا تم تشكيل لجنة لاختيار الأفلام تتكون من
ناقدين تخصصا فى السينما المصرية المسماة بالفنية ( كمال رمزى وأحمد
يوسف ) وثالث هو سمير فريد عرف عنه التخصص فى سينما غرف الإنعاش
( نقصد سينما المهرجانات ) أى أن ثلاثتهم لا علاقة تذكر له بالسينما
الحقيقية التى تعرض فى الأسواق وبالذات الأجنبية والتى يعتمد عليها البرنامج فى
صورته الجديدة ، ولا شك أن أى منهم يفخر بهذا . ونود بكل ثقة أن نقول
وربما لأول مرة أن الرقابة والأزهر جميعا بريئة من كل ما حدث ، والتفسير
الحقيقى ربما لا يكون له علاقة بالثقافة أصلا بقدر ما له علاقة بمخصصات
الميزانية فى هيئة كان يفترض أنه عرف عنها دوما أجورها ومصروفاتها
الرمزية . بالذات فكل تلك أفلام متاحة فى السوق ناهيك عن أنه يوجد بنفس
هيئة قصور الثقافة سلسلة نوادى عمرها أكثر من 30 عاما لا تفعل سوى عرض هذه
الأفلام الأجنبية نفسها بالضبط فقط الفارق هو الاقتصاديات الأفضل والميزانيات
الأقل . كل ما هنالك أن الجهود شبه التطوعية كالتى كان يقوم بها الدكتور
رفيق الصبان ومعه مضيفو الندوات فى النادى المذكور هى شىء عفا عليه الزمن .
والشىء المحزن حقا ليس حتى هنا إنما فى حملة تشويه سمعة رواد هذا النادى كمجرد
ساعين لرؤية الأفلام الممنوعة ، بينما نضع هنا شهادة للتاريخ أن من بين
جمهور المشاهدين هذا حفنة ممن قد يفوقون كل نقاد مصر المشاهير ثقافة وخبرة بل
أيضا أصحاب رؤى للسينما وتاريخها محليا وعالميا . هذه حقيقة أعلمها جيدا من
الندوات التى كانت تستمر حتى منتصف الليل كلما دعيت لتقديم أحد الأفلام ...هؤلاء
أيضا عملة عفا عليها الزمن ! اكتب رأيك هنا 26 يوليو 2000 : بدأ اليوم عرض فيلم
’ الناظر صلاح الدين ‘ مصحوبا بقرار مفاجئ من الرقابة بتعديل اسمه إلى
’ الناظر ‘ فقط لما رأته فى العنوان من إساءة لما يسمى بالرموز
القومية . جاء هذا القرار بعد أن كانت كل مواد الدعاية التمهيدية قد طرحت
بالفعل ، والأعجب أن الاسم الرسمى للفيلم كما يظهر على الشاشة ومن ثم سوف
تكتبه كل الموسوعات والمراجع لا يزال كما هو ’ الناظر صلاح
الدين ‘ ! صحيح أن الفيلم لا يرقى لدرجة تحطيم الأصنام كما
توسمت فيه رقابتنا الفطينة ، إلا أنه بالمقابل لا يقل عن كونه مداعبة ذكية
للتاريخ المصرى الفرعونى والإسلامى والحديث تكشف ما فيه من ديماجوچية ورجعية
وقهر وينتهى لتقديم رأى عصرى نسبيا فى أسلوب التعليم . موقف الرقابة من
الفيلم يطرح مقارنة مثيرة للاهتمام بين ’ الناظر صلاح الدين ‘ ومنافسه
على عرش الأفلام المصرية لعام 2000 فيلم ’ بلية... ودماغه العالية ‘
للنجم محمد هنيدى . ففى مقابل الدعوة لتحفيز السلوك الحر لدى الأطفال نجدهم
فى بلية يُصفعون على وجوههم على طريقة مسلسلات أسامة أنور عكاشة حتى يسلكوا طريق
آبائهم القويم وحتى ’ يؤمنوا بالله ‘ ...إلخ ، وفى مقابل شريط
الصوت الغنائى الحافل من أشهر أغانى الپوپ الغربية للعام الأخير فى صلاح الدين
نجد الغناء الفلكلورى المصرى ذو القيم المتخلفة القدرية الپارانوية والتواكلية
...إلخ يملآ بلية ودماغه العالية ، والمقارنات لا تنتهى . الفارق
الأساسى بالطبع يكمن فى الفريقين اللذين صنعا الفيلمين ، فبينما تعبر أفلام
هنيدى عن ذات القيم عادة نجد علاء ولى الدين قد اختار فى فيلميه الكبيرين
’ عبود على الحدود ‘ ثم ’ الناظر صلاح الدين ‘ الموجه شريف
عرفة ذو التاريخ المميز مع مخطوطات وحيد حامد كثيفة المحتوى للنجم عادل
إمام ، أما ’ الناظر صلاح الدين ‘ نفسه فهو لكاتب جديد نسبيا هو
أحمد عبد الله أبرز أعماله حتى الآن المسرحية التى عرضت سينمائيا فيما بعد
’ ألاباندا ‘ وأيضا فيلم ’عبود على الحدود ‘ وكلاهما لعلاء ولى
الدين وكلاهما فائق النجاح . الطريف أن أطول وأنجح مشهد فى المسرحية
المذكورة هو الذى قام فيه محمد هنيدى بدور امرأة سوقية تلقى كلاما خارجا طوال
الوقت بينما تتصنع حركات وطريقة كلام محمد متولى الشعراوى نجم الوعظ الدينى
الأشهر ، والفكرة الكوميدية الأبعد أنه يفترض أنها مضيفة تليڤزيونية
فى برنامج للأطفال ! شىء كهذا لا يكرره قط محمد هنيدى حاليا فى
أعماله . اكتب رأيك هنا 30 أغسطس
2000 : صدر هذا الشهر كتاب جديد بعنوان ’ نساء معقدات —الجنس والقدرة فى
هولليوود ما قبل الشفرة ‘ أو Complicated Women —Sex and Power in
Pre-Code Hollywood
للناقد الأميركى ميك لاسال Mick laSalle . ستجد فى صفحة الجنس مراجعة لهذا الكتاب المثير عن سينما
العشرينيات قبل ظهور الرقابة فى أميركا .
11 سپتمبر 2000 : أعلنت اليوم لحنة التداول الفيدرالية الأميركية FTC اليوم تقريرها المنتظر عن تسويق
صناعة الترفيه للعنف بين الأطفال . هذا التقرير الذى تكلف مليون دولار
كان قد أمر به الرئيس بيل كلينتون بعد حادثة إطلاق أحد صبية المدارس العليا
النار على زملائه قبل نحو عام . التقرير يدين شيئا أساسيا واحدا هو تركز
الدعاية الهولليوودية للأفلام بمعدل R بين الصبية لحفزهم
لمشاهدتها بينما المفروض أنها لا تناسبهم ما لم يصطحبوا معهم أحد
البالغين . هذا وقد سارع جميع المرشحين لمنصب الرئيس ونائب الرئيس للترحيب
بالتقرير بل وصل الأمر بآل جور لحد التهديد بأنه سيمنح هولليوود فى حالة انتخابة
مهلة ستة شهور ’ لتنظيف نفسها ‘ وإلا أنه سيلجأ لكل الوسائل الممكنة
بما فى ذلك التشريع . نحن لا نود التعليق على الموضوع باعتباره جزءا من
الحملة الانتخابية أو أنه افتعل أصلا بعد افتضاح علاقة الرئيس بيل كلينتون مع
المتدربة مونيكا لوينسكى والتى لولا ذلك الانفضاح لما أصبح متدينا هكذا ولاستمر
فى معابثة موظفاته حتى آخر يوم له فى المكتب البيضاوى . أيضا لا نريد أن
نهون من شأن التقرير فى وقت أصبح فيه الهجوم على حرية الأفلام بضاعة رائجة
للغاية ، بل أننا حتى لن نكرر الكلام التقليدى أن عشرات الدراسات أثبتت أنه
لا دليل على علاقة بين العنف السينمائى والعنف الواقعى ، وهى للمفاجأة
حقيقة يكررها التقرير نفسه وكافيه فى الواقع لهدم مبرر كتابته من الأصل .
ما نريده هنا –وهى ربما ما يتمشى أكثر مع طبيعة الورقة الأصلية أسفل هذا الكلام–
هو قليل من التوقف مع التاريخ نضيف فيه المزيد من التفاصيل .
الحقيقة ببساطة أن ما لا نريد أن ننساه قط هو تلك
الأيام التاريخية لبداية تصدع نظام الرقابة سنة 1966 ، عندما كان كان
الرئيس الجديد المنتخب للتو لجمعية التصاوير المتحركة الأميركية الوعاء الممثل
للستوديوهات السبع الكبرى ، چاك
ڤالانتى ، يبدأ مرحلة جديدة فى تاريخ
الرقابة الأميركية بعد تفجر قوى التحرر فى المجتمع الأميركى ، وإلى الذروة
منها بالطبع أحكام المحكمة العليا عبر السنوات ( للمزيد عن ڤالانتى
اقرأ بالأسفل تحيتنا له بمناسبة عيد ميلاده
الثمانين ) . ذروة تلك الذروة بدأت فى يوم 22 إپريل 1968 صدر حكم المحكمة الدستورية العليا للولايات المتحدة الأميركية
بخصوص قرار مدينة دالاس عرض الفيلم الفرنسى ڤيڤا ماريا للكبار فقط
وجاء الحكم مبطلا لقرار المدينة ذلك باعتبار أن مفهوم الإباحية مشوش من الناحية
القانونية ( لا تنس أيضا أن العالم كله كان يعج بمظاهرات الطلبة فى تلك
الأيام ) .
وفى نفس اليوم صدر حكم المحكمة ذاتها فى قضية بيع مجلة مجلة جيرلى لأحد الصبية مؤيدا لمعاقبة صاحب
المتجر . لكن الزلزال لم يكن فى المحصلة النهائية للحكمين ( فالأول
يؤيد فرض الولايات لمعايير خاصة لحماية الصغار ويعترض فقط على تشوش المصطلحات
والثانى يؤيد الحكم بمعاقبة بيع المجلات الإباحية للصغار ) . الزلزال كان فى رأى العادل ( القاضى ) دووجلاس فى القضية الثانية
( والمدعم من زميله العادل بلاك ) وهو عبارة عن دراسة مطولة تنطوى على
كلام تاريخى ورهيب بكل المقاييس ضد فكرة الرقابة جذريا . ورغم أنه كان من
الأقلية 2 ضد 3 إلا أنه سرعان ما أصبح مرجعا للكثير من الأحكام وأعيد نظر القضية
الأخرى نفسها فى ضوئه بعد أيام قليلة ، وتم ضم كلام القاضيين لمبررات الحكم فى هذه القضية فى 6 مايو
1968 مما أعطى هذا الحكم قوة مختلفة كثيرا تتجاوز بكثير مسألة تشوش
المصطلحات . بالتحديد أكثر ، ما لا نريد أن ننساه قط هو
ذلك الكلام الهائل للقاضى دووجلاس فى أن ما يصح للكبار يصح للصغار بالضرورة ، ومرافعته الأكثر هولا عن التصليح ( التعديل )
الأول للدستور الأميركى الذى رأى أنه انتهك بشدة من قبل الكثيرين مثل كتابات
أنتونى كومستوك التى كانت وراء صدور القانون الأخلاقى الصارم لعام 1873 .
ونحن لا نريد أن ننسى كلام القاضى دووجلاس لسبب بسيط أنه قانون قائم بالفعل ومن
ثم كل ما نراه من رقابة ذاتية من هولليوود على أفلامها إلى آخره ليس سوى نوع من
التراضى بين هذه الصناعة والقوى الأخرى فى المجتمع الأميركى لكن ليس منها
الأطفال أنفسهم الذين لا يستشيرهم أحد قط فى أمور كهذه .
كما تعلم [ فى صفحة الليبرالية
الآن ] لدينا ساطرة rule عامة تقول إن شئون
الحياة تنقسم لقسمين ، قسم عالى المعرفة أو بعد‑إنسانى ، يحتاج
للمتخصصين والخبراء وهذا يشمل السياسة والاقتصاد والتقنية والعلوم وما
إليها ، وقسم آخر يخص الإنسانيات والاجتماعيات والسلوكيات والحريات الفردية
والشخصية ، والحرية فيه مطلقة لا يجب انتقاصها قط تحت أى دعوى اجتماعية أو
دينية أو أيا ما كانت . هذا ينطبق أيضا على الرقابة . من حق الشرطة أن
توقف عرض فيلم إذا رأته يتعارض مع المشروع السياسى للدولة ويهدد الأمن أو يشعل
الاضطرابات أو يحرض على الإرهاب أو التدين أو الصراع الطبقى أو يبث دعاية وطنية
أو قومية ضارة ، فهذه سياسة دولة قررها متخصصون ولا يسمح فيها برأى للعموم
أو للتهييج . لكن ليس من حق أحد منع أى فيلم لأنه حافل بالعنف لمجرد العنف
أو ملئ بالمشاهد الحسية أو يدعو للحرية الجنسية ، فهذه حاجات شخصية لأفراد
يجب أن تلبيها لهم السينما ، وهم مسئولون كلية عن تلقيهم لها ، دون
وصاية من أحد ودون جهاز للرقابة أو حتى للتصنيف العمرى . ببساطة إن الرقابة على الأطفال هى فعل غير مشروع
بكل المعايير الحضارية والتربوية بل أيضا من الناحية القانونية الصرف .
والمشكلة الحقيقية أن أحدا لا يريد التوقف أمام طوابير الآباء الذين يصطحبون
أطفالهم فى أيديهم لمشاهدة الأفلام R ذلك أنهم يرون فى التعرض المبكر لموضوعات الجنس والعنف والرعب نوعا من
النضج المبكر الذى لا تهدف كل الأنشطة التربوية على اختلافها إلا للوصول إليه
بطريقة أو بأخرى . لهذا السبب يشبه أطفال أميركا السوپرمان لدى مقارنتهم
بغيرهم من أطفال العالم . وللدقة نضيف أن
الاستطلاعات تقول إن أغلب المعارضات على عنف الأفلام تأتى من الأمهات
أساسا . وأقل ما نريده هو تجنيب هؤلاء الصغار الذين تستفزهم أيما استفزار
وضع عبارة للكبار فقط فوق أى فيلم ، تجنيبهم شبق التحدى ، أو الإحساس
غير التربوى بالمهانة ، أو دفعهم للبحث عن طرق ملتوية للمشاهدة . أيضا
لا ننسى أن ثم مصدر آخر لهذا النوع من التخلف ، هو العقيدة التى رسختها
منظمة الأمم المتحدة التى لا تزال تعيش بعقلية أيام مؤتمر يالتا الذى تأسست بناء
عليه ، وهى أن الطفولة تعنى 18 سنة . أنا لم استطيع أبدا تمثل أى إنسان كطفل بعد تجاوزه سن 18 شهرا
( على الأقل فى حدود معارفى الشخصية ! ) . المهم... ربما تمر الزوبعة وتخرج هولليوود بلا
أعطاب حقيقية ، لكننا على المجرى الطويل لسنا فى موقف يدعو للتفاؤل
كثيرا . لا سيما وأن قوى التحضر كان يجب أن تستعد لمعركة جديدة تمثل الخطوة
الهجومية المنطقية للإمام ، لكن فرض عليها الدفاع كما هو واضح . هذه
الخطوة بالطبع هى السعى لتخفيض سن
القاصر ، فمعرفة وخبرة أطفال اليوم بالحياة ككل وبالجنس خاصة ، تتضرع
لنا لخفص السن القانونية لممارسة الجنس معهم وللپورنوجرافيا التى تجسد أنشطتهم
الجنسية إلى 12 أو ربما إلى 10 سنوات فقط ، أو بالأحرى أن لا يصبح للسن أى
دخل ، ويحاسب المتهمون بالتغرير بالأطفال حالة بحالة أمام المحاكم
( إذا ما كان لا يزال هناك فعلا فى عالم اليوم أطفال يمكن التغرير بهم أو
لا يمارسون الجنس بإرادتهم ) ، ذلك عملا فقط بالقانون الأخلاقى
العلمانى العام أن كل شىء مباح إلا الكذب . وربما
كان القاضى دووجلاس عندما قال أنه لا بد من تصليح دستورى جديد كى تصبح الرقابة
ممكنة لم يكن يقصد التحدى أو السخرية ، بقدر ما عبر عن خشية دفينة من مصير
محتوم قد يأتى يوما ! سؤال برئ خارج
الموضوع : لماذا تشجب بعض الدول التى نعرفها أنا
وأنت جيدا العنف فى الأفلام الهولليوودية ، بينما تجلد وترجم وتشنق الرجال
والنساء علنا فى الميادين أمام أعين الأطفال ؟ تابع المزيد عن الرقابة فى أميركا فى صفحتى هولليوود والعلمانية … اكتب رأيك هنا [ تحديث : 16 أپريل 2002 : زلزال
جديد ونصر تاريخى عملاق لقوى التحرر بسماح المحكمة الدستورية العليا فى أميركا
بپورنو الأطفال المولد حاسوبيا . التفاصيل بالأسفل ] .
6 يناير
2001 : على نحو مفاجئ أصدر اليوم رئيس
الوزراء المصرى قرارا بإقالة على أبو شادى من رئاسة الهيئة العامة لقصور
الثقافة . علم فى أسباب القرار أن الدافع إليه هو الذعر الذى أصاب السيد
رئيس الوزراء من استجواب قادم من أعضاء جماعة الأخوان المسلمين المنتخبين حديثا فى
مجلس الشعب عما تنتجه الهيئة من كتب معادية للإسلام والآداب العامة كما يقولون
وعلى رأسها رواية وليمة لأعشاب البحر الشهيرة بطبيعة
الحال ! كما علم أنه تم بالفعل الأمر بمصادرة كل الكتب التى أشار إليها
الاستجواب المزمع . عامة هذا الموقع طالما تحاشى الحديث عن شخصية رئيس
الوزراء الحالى لمصر كما أننا لم نذكره بالاسم قط ، آملا فى أنه قد يكون
فترة عابرة قصيرة فى التاريخ المصرى يتعلم منها الناس والسلطة بعض
الأشياء . لكننا لا نملك هذه المرة سوى التعليق على هذا التصرف له ،
ذلك أنه إذا كان يتصور أنه بهذه الجزرة سوف يكسب رضا تلك الجماعة غير المشروعة
فهو واهم كل الوهم . إن هذا الاستجواب لم يكن سوى مجرد عملية لسن الأسنان
وجس النبض قوبلت من الحكومة بأعظم هدية ممكنة . فكل ما حدث أن كافأهم على
ابتزازهم بجزرة لشىء آخر هو المطالبة الجدية برأس الوزير نفسه بل ورأسه هو شخصيا
وهما من اعتقدا أنهما قد ينجوان بجعل هذا الشخص أو غيره كبشا للفداء ، ولا
شك أن معنويات أولئك السفاحين فى السماء فى هذه اللحظة بفضل الضعف المقيت لرئيس
الحكومة الحالى ، وبالنسبة لهم ها هو اللعب قد بدأ والنتائج تبدو
مغرية ، وليس أن أغلقت الملفات كما ربما قد تخيل سيادته . ما فائدة أن تحارب الحكومة
الإسلاميين وتتأسلم هى ؟ حكومتنا الرشيدة قضت على الإرهاب المسلح ،
لكنها قضت معه على كل شىء آخر . أو للدقة قضت على كل شىء آخر عدا الإرهاب
الفكرى ! لا ندرى إلى متى سوف نكرر ذات الأخطاء بعد كل ما
دفعنا من ثمن باهظ لها . فبعد جميع المآسى التى مرت بها مصر لا يزال البعض
لم يفهم أن الإسلاميين لا يلعبون طبقا لأى منطق يمكن أن نفهمه أو أن لا حدود
لنهم السلطة عندهم . السبب ببساطة إن رئيسهم المباشر الذى يتلقون منه الأوامر هو الله شخصيا ، وليس أى حاكم أو قانون أو دستور أو نظام أو دولة أو حتى قدرة
عظمى فى نظمنا العلمانية الكافرة . لا تعليق سوى أن الكرة الآن فى ملعب الرئيس مبارك
قبل أن تصبح كرتهم كرة جليد هائلة تدهس كل من فى طريقها . اكتب رأيك هنا [ تحديث : 7 يناير 2001 : توافر
حاليا الكثير من التفاصيل منذ كتابة هذا مساء الأمس . أولا علم أن الأمر لم
ينطو على استجواب ولا يحزنون ، إنما على مجرد ما يسمى طلب إحاطة أى أن
الأمر لم يكن يحتمل أى ذعر من أى نوع . ثانيا عرفت أسماء الكتب المقصودة فى
طلب الإحاطة هذا وهى ثلاث روايات فى سلسلة أصوات أدبية التى يرأسها الأديب
البارز محمد البساطى والمنتدب من خارج الهيئة للإشراف عليها ، وعناوينها هى
ما يلى : ’ قبل وبعد ‘ لتوفيق عبد الرحمن ، ’ أحلام
محرمة ‘ لمحمود حامد ، ’ أبناء الخطأ الرومانسى ‘ لياسر
شعبان . ثالثا الاعتراضات على الروايات هى صراحتها الجنسية والمفاجأة التى
تتردد حاليا أن رد الفعل الأولى للوزير عند علمه بطلب الإحاطة أن قال أتمنى أن
لا يكون بها ما يتعلق بالدين أما الجنس فمقدور عليه وسنكلف ناقدا بالرد
عليهم . رابعا ينبنى حاليا وبسرعة فائقة رد فعل بالغ السخط من الكتاب
والمثقفين ضد الوزير تحديدا ويذكرونه بوقفتهم إلى جانبه فى قضية وليمة لأعشاب البحر يوم قال لن أقيل أحدا واستقالتى
جاهزة . أخيرا تعليقنا الشخصى : أولا
يبدو أن أحدا لم يرد على الحجة الجوهرية فى كلام الوزير وهى أن هذه دار نشر
حكومية ويجب أن يكون لها معاييرها الخاص ، والرد بسيط وهو أن العلمانيين وحتى المنحلين هم أيضا دافعو ضرائب ومن حقهم نشر آدابهم ، وما تنفقه الحكومة على هذه الآداب لا
يساوى قلامة ظفر مما ينفق على جيوش المؤسسات الدينية والتعليم والإعلام الدينى
ككل، والحجة قد تكون مطروحة فى حالة عدم تبنى الدولة لأى توجه دينى ،
ورأينا أنها لا يجب أن تكون مقبولة حتى فى هذه الحالة . ثانيا لا شك أن
موقف الوزير جبان وانتهازى كما يقول الجميع ، لكننا مصممون على ما قلناه
أعلاه أن المسئولية الأساسية هى على رئيس الوزارة خاصة وأن الإقالة من سلطته هو
وليس من سلطة الوزير . ما من المفروض من منصبه السياسى بمعنى الكلمة أن
يصدق على كلام وزير قال له أن هناك أخطاء إدارية من مسئول ما دون مراعاة عواقب
هذا القرار السياسية . إن ما فعله هو إهدار فى لحظة عبقرية الرعونة لجهد
رهيب تم خلال الانتخابات لإبعاد الحناجريين الخناجريين الإسلاميين عن مقاعد مجلس
الشعب وهى الانتخابات التى قال عنها الرئيس مبارك أنها مهمة مقدسة بالنسبة له ورفض حضور مؤتمر
القمة الإسلامى من أجلها . أنا شخصيا فهمت فى هذه اللحظة فقط لماذا يطلق
الجميع فى مصر دون العالم كله على رئيس الجمهورية وصف القيادة السياسية .
إنه ببساطة تهرب الكل من مسئولياته . رغم أن هذا الصفحة بمختلف محتوياتها
والقضايا التى تطرحها قد تكون أول من يتفهم كلمة السلطة المطلقة ومدى الحاجة
إليها بالذات فى مجتمع دون المتقدم ، ورغم أنها لا ترى فى الرئيس مبارك عيبا
إلا أنه لا يريد أن يكون صاحب سلطة مطلقة ، لكن ما لايمكن أن نتحمله قط ليس
تهرب المسئولين ’ غير السياسيين ‘ من المواجهة ، بل شىء أبسط
كثيرا هو أن يجهلوا أصلا ما تدور حوله السياسة فى هذا البلد ويتخذون من القرارات
ما يحطم تلك السياسة . أخيرا إن من يعز علينا حقا فى كل
هذه القصة ونشعر بعمق بأحاسيس مأساة الاستلاب لديه هو جهاز
الشرطة ووزيره أصحاب الإرادة والقدرة والجهد الوفير الذى ضاع كله هباء فى
طرفة عين حمقاء ، وأهم كل شىء أنهم فى أقل القليل كانوا أناسا يفهمون ماذا
يفعلون . سيدى وزير الداخلية اعذرنى إن قلت
لك أنك أخطأت فى حساباتك : إن 17 أو 18 عضوا من الأخوان المسلمين من بين
454 ليس عددا صغيرا كما قلت . إن عضوا
واحدا فقط يكفى وزيادة لبث الذعر فى مليون مسئول جبان . نرجو أن يكون هذا
فى حساباتك فى المرة القادمة ، إن كان هناك أصلا مرة
قادمة ! ] . [ تحديث آخر : 10 يناير 2001 : يبدو أن القضية بدأت تأخذ أبعادا واسعة ولم تتحول فقط لقضية رأى
عمومى مصرى بل عربى بمعنى الكلمة ، ويكفى أن تلاحظ التغطية الواسعة من كل
الصحف العربية تقريبا لها وكذلك من محطات الإذاعة مثل البى بى سى ومونت كارلو
ومحطات التليڤزيون الكبرى مثل الأوربيت والجزيرة ، إن شئنا فقط ذكر
من أتاحوا مساحات نقاش واسعة وليس مجرد مساحات موجزة أو فقط تغطية خبرية .
من الجائز هكذا أن دماء المقالين لم تذهب هباء بل أثمرت أضعاف ما لو استمروا فى
مناصبهم ، لكن تخوفنا التقليدى والدائم من أننا شعب تصالحى يحب
النسيان ، ونأمل أن لا تجدنا بعد قليل فى ذات هذه الصفحة بعد بضع سنتيمترات
للأسفل وقد شرعنا نناقش قضية جديدة مشابهة ونكرر فيها نفس ما قلناه هنا وما
قلناه من قبل ! أطرف
عبارة : أديب ناصرى متعصب حرفيا للناصرية لدرجة
إنه الوحيد منهم الذى لم يتحالف بعد مع الإسلاميين ، يوسف القعيد : قبل أن تكيلوا كل هذا المديح للوزير شاهدوا لوحاته
أولا ! ] . [ تحديث ثالث : 13
يناير 2001 : صرح اليوم الأديب جمال الغيطانى
المشرف على سلسلة الكتب الترائية ’ الذخائر ‘ التى تصدرها الهيئة
العامة لقصور الثقافة أنه قد صدر الأمر بمصادرة سلسلة كتب ديوان الشاعر العربى
القديم أبو نواس . معنى هذا ببساطة أن ما كان مباحا فى القرن الثانى الهجرى
أصبح محظورا الآن والفضل لمحكمة التفتيش الجديدة فى مصر والمعروفة أيضا باسم
وزارة الثقافة ! ] . هذه المساحة مخصصة للتعليق على قضية
مصادرة الكتب فى مصر وإقالة مسئولى الهيئة العامة لقصور الثقافة . اكتب رأيك هنا ،
لوحة الرسائل هذه مخصصة لمناقشة هذه القضية . أو ارسل لنا رأيك باللغة
العربية أو الإنجليزية بواسطة البريد
الإليكترونى للتعميم مباشرة فى هذا المكان : هيثم دردير القاهرة ،
مصر . الثلاثاء 9 يناير 2001 11:51 م : بعد تحياتى واحترامى لموقعكم
الجديد والجرىء أقول أنى لا أوافق على ما به من تحليل . أى استجواب هذا
الذى يثير الذعر فى حكومة كلها فاسدة ومع ذلك أفلتت من كل شىء ؟ إنها
صفقة ، لقد تركوا للمتأسلمين الثقافة والإعلام وترك هؤلاء للحكومة
الفساد . Tamer Abdelgawad, Rochester, NY, USA.
Sunday March 25, 2001 10:04 AM: I came across a link to your website in a
Usenet discussion in the soc.culture.egyptian newsgroup. Your essay on
censorship in Egypt is well informed, well written, and right on target. The
dated news items and your commentary are very informative as well. I haven't
had a chance to browse the rest of the site, but wanted to drop you a note of
congratulations on a job well done. It’s heartening to know that secularism
is not dead in Egypt. Keep up the good work. Please feel free to post any
part of my comments on your page. I meant every word :-) مزيد من الرسائل وصلت عبر البريد الإليكترونى تتناول مجمل الأفكار
التى يطرحها الموقع . هذا بعض منها : عصام خالد القاهرة ،
مصر . الثلاثاء 3 أپريل 2001 12:44 م : قناة الجزيرة تقول ما لا
يستطيع كل الإعلام العربى قوله . موقعكم يقول ما لا تستطيع قناة الجزيرة
قوله . هذه حقيقة وأرى فى موقعكم قمة حرية الرأى فى العالم العربى
المنكوب . بصراحة حاولت أكثر من مرة أن أكتب لكم برأيى فى صفحة الرقابة
وصفحة الثقافة العربية وغيرهما لكن فى كل مرة أجدكم قد سبقتمونى لكتابته بفصاحة
لا مثيل لها . كل ما أعبر عنه أنى أشكر القائمين على الموقع من كل
قلبى . Howayda
Taha, Alexandria, Egypt. Thursday January 10, 2002 10:12 AM: I’ve just
discovered the wonderful site ‘EveryScreen.com’ days ago and I have a lot of feelings of surprise,
happiness and hope because I’m resentful at the primitive culture and awful
superstitions we live with in our society. I’m interested in many aspects
of history and society and although I have views of some issues which are
different of course from those in the site but I am very happy to get such
site on the Internet, congratulations!
5 سپتمبر
2001 : كل
عام وأنت بخير ، چاك ڤالانتى . تحية متواضعة من صفحة مصرية عن
الرقابة لأعظم ’ لا رقيب ‘ فى تاريخ البشرية .
ثمانون عاما هى قدر عمرك اليوم . 35 عاما منها على قمة جمعية التصاوير المتحركة الأميركية بدأت يوم أول يونيو 1966 . 33 عاما منذ تدشين أكفأ وأعظم ( والأهم أنه الأكثر صمودا ) نظام لتصنيف الأفلام فى العالم ، بدأ تحديدا يوم 1 نوڤمبر 1968 ، والجميع يربط وسيظل يربط ما حيينا نظام التصنيف باسم واحد هو چاك ڤالانتى . قبل شهرين أضافت ڤاريتى
نعم ، ومن الإنجازات ما لا يرى ! ولطالما
اعتدنا القول تفكها إنك حين لا تتذكر وجود شركات الكهرباء والمياه
والهواتف ، معناه أنها تؤدى واجباتها على أكفا وجه . طبعا عدم تعرض
هولليوود لكوارث هو إنجاز ، ودعنا نتخيل قليلا أن انتصرت المزايدات الحمقاء
فى الانتخابات الأخيرة وفرضت شفرة أخلاقية كأيام سلفك أيريك چونستون
( 1945-1961 ) وسلف سلفك ويلليام هيس ( 1922-1945 ) صاحب
الشفرة الشهيرة من عام 1930 .
لولاك كنا سنعود لأيام لم يكن هناك تصنيف
( أيا كانت تحفظاتنا عليه ) ، إنما ’ رقابة ‘ ، تحرم
كل شىء ، لا سيما ما يسئ ’ لمؤسسة الزواج المقدسة ‘ ( يقال
أن الرقباء كانوا يرفضون القبلات بفم مفتوح حتى بين الزوجين ، بل ويشترطون
على الزوجة إذا ما احتضنها زوجها أن تبقى على أحد قدميها على الأقل على الأرض
خلال المشهد الذى يجب أن يكون بدوره وجيزا جدا ! ) ، أو تمنع ما
يسئ لأكثر الجميع قداسة رجال الدين ، أو تمنع كلمات السباب البسيطة
جدا ، أو تفرض حتى الأطفال الرضع ستر أعضائهم الجنسية
( ! ! ) . كانت أيام ’ ختم شفرة الإنتاج ‘ ،
لا يمنح لهاوارد هيوز ’ الخارج على القانون ‘ 1943 ولأوتو بيرمينچر
’ القمر أزرق ‘ 1953 ، ويدخل معارك مطولة مع ’ نهاية
ميتة ‘ 1973 و’ ذهب مع الريح ‘ 1939 و’ ساعى البريد يدق
مرتين ‘ 1946 و’ سارق الدراجات ‘ من إيطاليا 1947 و’ قصة
تحرى ‘ 1951 و’ عربة شوارع اسمها الرغبة ‘ 1951 و’ الخط
الفرنسى ‘ 1954 و’ لوليتا ‘ 1962 وغيرها . لكن إذا فى بداية عهدك تماما بالكرسى يمنح الخاتم
المهيب إلى ’ من يخاف ڤيرچينيا وولف ‘ 1966 ، فى حدث أقل
ما يوصف به أنه تاريخى .
قبلها كان قد سمى لأوسكار أحسن فيلم أحد الأفلام من
خارج التصنيف أو ما يسمى الأفلام X ، هو ’ الخريج ‘ 1967 .
ثم ما لبث أن فاز بها فيلم آخر هو ’ راعى بقر منتصف الليل ‘
1969 ، وكذا سمى لها فيلم ثالث هو أشهر أفلام الرعب جميعا
’ المخرج ‘ 1973 . وتقبل الجميع الأمر ، وما كان هذا ممكنا
بدونك . وبالطبع تحظى جميع هذه الأفلام الآن بمعدل مختلف . أثناء وبعد
ذلك انطلق ’ التلوث ‘ بلا ضابط ولا رابط ، وأقله چاك نيكولسون أو
ما سمى بأفلام الطريق ( دع الپورنو جانبا ، فهو ملحمة أخرى . صحيح أن لا دخل للـ MPAA
بها ، لكنها أيضا لم تكن لتحدث بدونك ، وبدون المناخ التحررى الذى
أشعته ! ) . ثم بفضلك ما لبث أن ظهر المعدل PG-13 فى 1 يوليو 1984 ، لتشجع الأطفال على مشاهدة ما هو جرئ من
الأفلام R التقليدية ، فلم يعد يلزم عليهم إحضار أحد البالغين معهم أثناء
المشاهدة . ثم تبنى نظام التصنيف الأفلام X ( أو ’ اللا
معدل ‘ المفتوح من قبل لأى صاحب فيلم ) ، ليصبح تصنيفا رسميا
للجمعية بالمعدل الجديد NC-17 فى 27 سپتمبر 1990 . الأمل دوما هو المزيد من ’ التشجيع على
المشاهدة ‘ . ونرنو ليوم تسقط فيه كل القيود على مشاهدة الأطفال
للأفلام ، كل الأطفال لكل الأفلام .
أيضا والكلام مستمر عن الإنجازات التى لا يشعر بها
أحد ، وهى سر اهتمامنا بحصر كم عاصرت من الرؤساء . نقصد الإنجاز المذهل بجمع سبع شركات عملاقة فى مؤسسة
واحدة كل هذه المدة ، بدلا من تركها كمردة عملاقة تتناطح حتى الموت . رويت لنا ذات مرة بتواضعك المعتاد كلاما عن الجبروت والكاريزما
الشخصية لأمثال چاك وارنر وداريل زانوك ، وأنهم كانوا أحيانا يلجأون فى
بادئ الأمر للصراخ فيك . والكل يعلم أن كل هذا توقف بعد ذلك ، وأن
أصبحت تكاد ’ تأمرهم ‘ بالنقاش المتحضر . والكل يعلم ان السبب
أنك تفوقهم جميعا خبرة بأمور واشينجتون ، ذلك منذ أن عينك صديق عمرك ومن
تزوجت سكرتيرته ، ليندون چونسون . عينك مستشاره الصحفى فى نفس يوم
اغتيال كينيدى ، بل بالأحرى فى نفس ساعة الاغتيال ( إذا ما اعتبرنا
أنه أدى القسم خلال ساعتين ! ) . نتذكر ذلك حين نطالع وجهك كلما
قفزت لوجهنا تلك الصورة التاريخية شبه الفلكلورية اليوم لچونسون على متن طائرة
القوات الجوية واحد ، يؤدى القسم وإلى يساره چاكلين كينيدى ، وأنت إلى
الطرف الآخر للصورة بقامتك القصيرة وعينيك النافذتين . اليوم يكثر الحديث
عن كونك أصبحت مستشارا نافذا للجمهوريين ، وقد طلبت منك مثلا مشورة ما إبان
أزمة أسر الصين لطائرة الحربية الأميركية قبل شهور . هذا الدور ربما قد
يأتى الواقع بأكبر مصالحة لصالح الحضارة فى التاريخ المعاصر : الليبرالية
الاقتصادية مع الليبرالية الاجتماعية ، الإشكالية التى طالما نناقشها فى
صفحة الليبرالية فى هذا الموقع . وكما قلنا
فى صفحة هولليوود من قبل ، هولليوود طالما سارت على خط الديموقراطيين لأنها
تؤمن بالتحرر الاجتماعى والحريات الفردية ( الشخصية ) ، لكن
مصالحها كشركات تتطلب التحرر الاقتصادى وإطلاق المنافسة وهى ما يؤمن به
الجمهوريون . العكس بالعكس أنتم لا تقرون السياسات الاشتراكية لليسار
الديموقراطى ، ولا تقرون التزمت الأخلاقى لليمين الجمهورى . ما نراه
ازدياد الوعى تدريجيا بحتمية هذه المصالحة التاريخية ، ولا أبالغ إن قلت إن
لهولليوود ، بل لك أنت شخصيا بالذات ، الموقع الفريد جدا للعب هذا
الدور . أخيرا ، لعلها المرة الأولى بالنسبة لى أن
علمت من قصة ڤارايتى المشار إليها ، أنه قد عرضت عليك يوما وظيفة
رئيس لكولومبيا فى السبعينيات ، ورفضتها رغم الإغراء الهائل ، لأن
زوجتك لم تشأ الانتقال للوس أنچيليس أو نيو يورك . أيضا أعلمونا أن مرتبك
حاليا هو مليون دولار سنويا . والمفارقة أن لم نسأل أنفسنا قط كم عساه يكون
مرتب المحامى الأكبر لصناعة التريليون دولار هذه ، وأشهر تلويبى lobbyist فى التاريخ الأميركى . تاريخ السينما يشكرك … اقرأ نص شفرة هيس ( الأصلية والأكثر تشددا
1930 ) فى هذا
الموقع المسيحى ، والتى تعد لا شك فى وجهة نظره من النصوص التاريخية
العظيمة … زر الموقع الرسمى لجمعية التصاوير
المتحركة الأميركية … اكتب رأيك هنا 19 نوڤمبر
2001 : رزق الهبل على المجانين . هذا هو فحوى القصة التى دورتها اليوم
النيو يورك
تايمز عن فلاتر الإنترنيت عديمة الجدوى التى تحترف بعض الشركات بيعها للملكة
العربية السعودية ، وبدرجة أقل لدولة الإمارات . القصة تعدد الإساليب
التى يلجأ إليها مستخدمى الإنترنيت داخل السعودية للتحايل على الفلاتر ،
مثل استخدام أرقام خارج السعودية وهو الأسلوب النمطى للأثرياء ، ومثل مقاهى
الإنترنيت فى بعض الفنادق الكبرى وهى مكلفة نسبيا ، ومثل استخدام مواقع
تخفى هوية الزائر ، أو مثل استخدام البريد الإليكترونى ، أو استقاء
المعلومات من مواقع الدردشة …إلخ . طبعا هناك وسائل أخرى كثيرة لم يذكرها
الموقع ، مثل الصفحات المخبوءة cached فى بعض محركات البحث مثل
google.com ، ومثل برامج الند للند P2P لتبادل الملفات مثل KaZaA.com . قبل أربعة شهور كانت قصة
أخرى قد تحدثت عن أحد متخصصى فك شفرة طريات الفلترة يدعى سيث
فينكلستاين ، أوحى مثلا بأن استخدام مواقع الترجمة يعد من الوسائل البسيطة
للالتفاف حول جميع الفلاتر ، ما لم تمنع الفلاتر مواقع الترجمة
نفسها . مشكلة فينكلستاين القانونية الوحيدة ، ليست فك شفرة
الفلاتر ، إنما تعميم الشفرة الجديدة ، فهى لا تزال محمية بحقوق النسخ
للشفرة الأصلية . المنع السياسى ومكافحة الإرهاب قد تكون آخر ما يمكن
التحكم فيه لأنه يعتمد أساسا على الترويج عبر البريد الإليكترونى . يبقى
موش فاضل غير الپورنو . وعيب قوى محاصرة
تسلية بريئة زى دى ، موش كده ، ولا إيييييه ؟ على رأى عمو
فؤاد ! أعتقد أقصى شىء يمكن السماح به هو استخدام الآباء للفلتر الموجود فى
المتصفح نفسه ، ورغم إن ده عيب برضه ، لكنه يظل مسئولية فردية ،
وليس سياسة دولة ، تعتقد أن بالإمكان إعادة الناس للعصور الوسطى . يعنى ، باختصار متهيأ لى بعد 11 سپتمبر وإللى
شفناه فيه ، عيب قوى حد يفكر يعمل فلترة للإنترنيت ! هذا أبسط ما
تقتضيه معركة الحداثة والعلمنة والانفتاح على العالم ، التى هى ‑أقصد
الحداثة وأقصد المعركة سواء بسواء‑ كل لا يتجزأ . موش كده ، ولا
إيييييه ؟ اكتب رأيك هنا
18 مارس
2002 : السير إلتون چون ( من لا يعرفه
أصبح يعرفه بعد رحيل الأميرة ديانا ) ، السير إيان ماككيللين
( الذى سيعتلى منصة الأوسكار الأحد القادم ) ، النجمة إيما
تومپسون ( التى اعتلت ذات المنصة مرارا من قبل ) ، الممثل
المرموق السير أنتونى شير ، النجوم إيدى إيزارد ، جريهام
نورتون ، موريين ليپمان ، الكاتبة مارجاريت دريبل ، وعشرات ممن
لا يقلون شهرة ، والكل تحت قيادة الممثل السابق وعضو البرلمان الأوروپى
الحالى مايكل كاشمان ، اجتمعوا على كلمة رجل واحد . علام يا
ترى ؟ انتهاك أبسط الحقوق
الإنسانية الشخصية فى مصر : حق أن تكون مثليا جنسيا ! سادتى فارضو القانون فى
مصر ، ببساطة أنتم الآن فى مشكلة حقيقية . أنتم ضد كل العالم وإعلامه
ومشاهيره وحتى رؤسائه ( رئيس فرنسا طلب مباشرة من الرئيس مبارك التدخل ) .
لقد انتهكتم قدس أقداس الفكر الإنسانى فى كل العالم ، وما لا تعلمونه ‑أو
تعلمونه ولا تصدقونه‑ أن الرب بتاع المسيحية والإسلام وكل الأديان ،
لا يحظى فى الغرب بعُشر القداسة التى تحظى بها الحقوق الشخصية للإنسان ،
وفى مركز القلب منها بلا منازع حقوق المثليين الجنسيين . نحن لا نحب الاستخدام الدارج لكلمة حقوق الإنسان من
قريب أو بعيد ، مع ذلك لعلك تعرف أيضا أننا ندافع فى نفس الوقت دفاعا مطلقا
عن كل ما هو ’ حيوانى ‘ فيها ، وما نعترض عليه فقط هو الأخذ برأى
الجهلة فى الشئون عالية المعرفية كالسياسة والاقتصاد والتقنية ، تحت اسم
الديموقراطية أو أى مسمى . وكتبنا هذا مرارا ، لا سيما فى صفحة الليبرالية . لكن لا أعرف هل سيدهشك أم
لا ، أنه بينما نادينا بالحرية الجنسية ، وبالتخلص المطلق من كافة
أشكال الرقابة والقيود عليها ، لا سيما الدينية منها ، ترى منظمات
حقوق الإنسان المصرية بتراثها اليسارى فالإسلامى المقيت ، أن المتهمين
مذنبون فعلا بشىء اسمه ’ الفجور ‘ ، وأن اهتمام مشاهير الغرب بها
مجرد ’ ترف فكرى ‘ ( أى وحق السماء يا شيخ هذا ما قاله والآن بالنسبة للمثلية الجنسية ، وهى أيضا مما
نادينا بتحريره عبر فكرة لم تكتمل
لجمعية لحقوق الإنسان الشخصية فى مصر ، لن نتحدث عن تنظيرات لمبادئ
الحرية ، ولن نتحدث بكلام فسيولوچى أن المثلية خلقية بالنسبة لـ 6 0/0
من البشر ، أو بنسبة كذا فى هذه العشيرة الحيوانية أو تلك ، ولن نتحدث
عما وصل إليه الجنس الآن فى كل العالم ولم يعد وقفا حتى على الجنس المستقيم والجنس
المثلى ، بل هناك عشرات الأشكال والميول فيه ، والرئيس فيها ليس حتى
الجنس المستقيم ( لا نحب كلمة السوى normal ، فالكل
سوى ) ، بل الجنس ثنائى الميل bi-sexuality . فقط سنقول الإجابة التى تلقيتها من كل إنسان مصرى بسيط سألته
عن رأيه فى موضوع محاكمة هؤلاء المسمين ’ بالشواذ ‘ . الإجابة
واحدة لم تتغير أبدا حتى فى طريقة نطقها ( وعفوا لاستبدالنا إحدى كلماتها
بأخرى مهذبة ) : كل واحد حر فى مؤخرته ! مباحث أمن الدولة فى مصر جهاز مرموق بمعنى
الكلمة ، بل ربما ندين له جميعا بحياتنا ، بعد نجاحه المذهل فى القضاء
على الإرهاب الدينى . ومؤخرا كما أشدنا فى حينه محاصرة دخول ظلاميى جماعة
الأخوان المسلمين للبرلمان . بل هو جهاز مرموق بالمعايير الشرطية
والاستخباراتية العالمية . وما حققه من استئصال للجماعات المسلحة ،
شىء تحلم بمثله حاليا أميركا وپاكستان وأوروپا والجزائر وكل العرب ،
وتقريبا كل العالم ، ولن يصل أحد لذات النتائج فبل مرور عشر سنوات أو
نحوها . لكن لماذا تقضون أصلا على قوى الظلام ؟ أليس
على الأقل من أجل أن نعيش فى مجتمع أفضل يتمتع فيه الفرد بأبسط الحريات التى
ارتضتها له الطبيعة ، وليس لأحد الوصاية عليه فيها ؟ أنا أعرف الرد
سلفا . ستقولون إن التوازن مطلوب ، وكى تقيموا قضية كبرى ضد الأخوان
المسلمين ، لا بد أن تقيموا قضية أخرى ضد كاتب علمانى أو شاب صعلوك تتهمونه
الأكثر سوءا من هذه الإجابة أن
’ التوازن ‘ لا يقوم به جهاز مباحث أمن الدولة فيما بين بعضه
البعض ، بل أن كل الدولة توازنكم ، وفى طليعتها الإعلام والتليڤزيون .
بهذا الوضع لم يعد هناك توازن أصلا ، بل ببساطة تسليم لكل المجتمع للجماعات
المتطرفة لتحكمه من زنزانات السجون ( كلمة قالها عن حق زعيم تنظيم الجهاد
قتلة السادات ، عندما استدعاه وزير داخلية أرعن سابق لكتبه ‑أقيل
فورا بعدها ، فشاهد من نافذة السيارة غالبية نساء مصر وقد
تحجبن ! ) . وبالمناسبة الإسلاميون لا يريدون أخد المناصب
التنفيذية من أحد ، بل مجرد مكتب إرشاد دينى يراقب من بعد ليضمن سير الأمور
على هواهم ، وعلى هذا النحو ما يريدونه متحقق بالفعل ! مباحث الآداب عار قومى ، يجب استئصاله ، أو تحويل تبعيته لوزارة الصحة للتفتيش
على عدم انتقال الأمراض من خلال الاتصال الجنسى التجارى . لكن مباحث أمن الدولة مفخرة قومية ، ولا أدرى ماذا زج بها فى موضوعات من هذا النوع ؟ هل ضابط صغير
متحمس ، أو متأثر بالقيم الدينية ؟ لا أعلم . حتى القانون نفسه
لا يحرم الممارسة الجنسية مثلية أو سوية ، طالما بين أفراد بالغين وبرضا
الطرفين ( وطالما لا تنطوى على تجارة ، وهذا الشرط الوحيد ، وإن
كان مرفوضا وطالبنا مرارا بإلغائه أسوة بكل
البشرية المتحضرة وغير المتحضرة ) . القاعدة بسيطة جدا ومنطقية جدا : ما لا يضر الغير فهو
مباح . لا دخل حتى للآلهة أنفسها فى هذا ! والآن ها هى النتيجة : جيش جبار من
المشاهير ، جعل اسمكم على كل لسان فى أركان المعمورة الأربع . اختفت
من الصحف والتليڤزيونات قضية صفية الأم النيچيرية التى سترجم بالحجارة حتى
الموت ، لا لشىء إلا أنها لبت نداء الطبيعة مع أحد الرجال . حتى روزى
أودونيلل إحدى أشهر المضيفات الحواريات فى التليڤزيون الأميركى ،
والتى أعلنت فجأة حقيقة مثليتها الجنسية الممتدة ، خلال البث الحى
لبرنامجها الخميس الماضى ( 14 مارس ) ، تراجعت هى الأخرى عن
الصدارة ، وكان يعتقد أنها زلزال لن تنتهى توابعه ، سيقوض ‑أو
قوض فعلا فى لحظة‑ كل موقف الرئيس بوش غير المتحمس للمزيد من حقوق
المثليين ، خاصة ما يتعلق بالتبنى . فقط أصبح لا كلام للدنيا إلا عن
المثليين المصريين ! ستقول ضغوط سياسية ومؤامرة على هويتنا وثقافتنا ،
أقول لك نعم . فقط عدد المتآمرين عدة بلايين من البشر ، وفقط كلهم
أفضل منا . بصراحة أكثر يا سادة : نحن شعب من الجوعى يعيش
على المعونات والقروض التى لا تسدد أبدا . وليست الأزمة الخانقة
الحالية ، ولا مؤتمر شرم الشيخ
الأخير ، هى الحلقة الأخيرة فى هذا المسلسل . الآن أنتم وضعتم قيادة
البلد فى موقف أسوأ حتى من كل هذا ، وهى تتوقع أن يصلها فى أية لحظة
فصاعدا ، ورقة قرار الاتحاد الأوروپى بتعليق مباحثات اتفاقية الشراكة
( نعم ! الموضوع
هذه المرة ليس مجرد حملة إعلامية ) . مرة أخرى لن نعظ بالحضارة
والحرية والتنوير ولا حتى بالنمر التايلاندى ،
فقط قليلا من التفكير قبل أن تتهوروا وراء توازناتكم أو غرائزكم الدينية يا
سادة ، أو تعهدوا أنتم بإطعام السبعين مليونا ممن لا يجيدون إنتاج ولا
تصدير أى شىء ( وللدين أياديه التى لا تنكر فى هذا ! ) . موقعنا أسهم مساهمة متواضعة ،
ربما رمزية وغير ذات أثر مباشر ، بإدراج إعلان من أحد مواقع الصداقة
المثلية فور تفجر تلك القضية . أملنا فقط أن يسهم فى كسر الحاجز النفسى
الكئيب فى العقل العربى ، ويقول إنهم بشر مثلنا ( وفى أحيان كثيرة
أفضل ، إنسانية وعلما وإبداعا وكل شىء . ولهذا السبب فقط استنكفنا عن
وضع الصورة الشهيرة التى بثتها الرويترز عبر العالم فى أغسطس الماضى ،
بجوار هذا الموضوع ، لأننا نعتبرها مثيرة للعطف أكثر منها للاحترام لأناس
لا نعرف فى الحقيقة منزلتهم الحقيقية . ونرجو عذرك وتفهمك عزيزى
الزائر ، وتقبل صورة إلتون چون بدلا منها ) . وبالمناسبة العرب ليسوا ضد المثلية الجنسية ولا حتى الممارسة
مع الأطفال الذكور ، بل يتفوقون على العالم كله فى هذا . كل ما هنالك
أنهم فقط يجدون فى التمييز بوابة للاستعباد ، تماما كما يفعلون مع
المرأة ، وأن كل شىء يتم فى الخفاء . نعم السيطرة والكذب ‑طبعا
بجانب أسمى الأهداف جميعا كما تعلم ، طعام
الكهنة‑ هى ما يدور حوله الدين . كذلك هناك فى موقعنا بالطبع الوصلة
الخاصة بحملة Blue Ribbon ،
الموجودة فى صفحة الواجهة منذ بداية افتتاح الموقع ، ويمكن لأى أحد التقرير
من خلالها عن أية انتهاكات لحرية الإنترنيت . وقد عممت إحدى الصحف المصرية
المستقلة خبرا اليوم أيضا نضيف هنا هذه الموصلة لموقع 365gay.com
( وهذه هى تغطيته
لما حدث فى مصر ) . وهو موقع قانونى يحظى باحترام عالمى واسع ،
وكتابه يظهرون فى أكثر الصحف وقارا . ومنها مثلا فيما يخص الشأن المصرى
بالذات تغطية الياهوو
( إللى هى بابا وماما وأنور وجدى بتاع الإنترنيت ) له [ حاول
حفظها لنفسك لو شئت ، فقصص الياهوو عرضة عادة للمحو بعد فترة ] .
الموضوع فى النيو
يورك تايمز أيضا ، حتى لا تتخيل أن هناك صحافة يمكن أن تستنكف عن
تغطيته باسم الوقار [ هذه كانت من أعمدة الرأى ، أما تغطيتها اليوم
عبر الرويترز ،
فاحفظها أيضا لأنها قد تكون وقتية ] . 16 أپريل
2002 : حكم تاريخى ،
أو قل أكثر من تاريخى ، وبجميع المعايير ،
هو الذى صدر عن المحكمة العليا الأميركية اليوم . القانون سىء السمعة من
سنة 1996 لمنع پورنوجرافيا الأطفال أصبح الآن ’ أعرض مما يجب وغير
دستورى ، ويقلب حرية التعبير راسا على عقب ‘ . هذه ليست سوى قطرة
فى بحر من الكلمات بالغة القوة للعادل أنتونى إم . كينيدى التى صاغ بها
الحكم الذى صدر بأغلبية 6 ضد 3 ، وتدخل بلا شك من اللحظة الأولى لميلادها
كواحدة من أعظم أدبيات حرية الإنسان كلاسية وخلودا . النيو يورك
تايمز تقول إن المدعى العام چون أشكروفت قد جن جنونه من الحكم ونصوصه .
أحد الأسباب وراء هذا الغضب هو التطور الهائل فى تقنيات الاستحراك الحاسوبى
( هل قرأت ما كتبناه العام الماضى عن فيلم الخيال النهائى ) ، بحيث لا
يمكن التمييز بين پورنو الأطفال الحقيقى والپورنو المولد حاسوبيا . الحكم
صريح جدا الممنوع فقط هو انتهاك الأطفال child abuse فعليا ، وليس أى
مادة فنية أو أدبية عن هذا ، ومنها ما يسمى حاليا پورنوجرافيا الأطفال
الفضيلة virtual child pornography . أيضا رفضت المحكمة دفع الإدعاء بأن الپورنوجرافيا
الفضيلة تحريض على الفجور ، وكان الرد صارما جدا : إنه حرية
كلام ، والتحريض بالكلام على الأفعال الإجرامية يحميه التصليح
( التعديل ) الأول للدستور ، ولا يكفى مبررا للمنع . ويمضى
العادل كينيدى للقول إن الكلام هو بداية الحرية ، وهو محمى من التدخل
الحكومى لأن الكلام هو بداية الفكر . فيلما ’ الجمال الأميركى ‘
و’ خيوط التهريب ‘ يجسدان جنس الأطفال ، مع ذلك نالا مديحا
عموميا ولا يعدان خرقا لما يسمى قياسيات الجماعة للحشمة community
standards of decency ( المعيار المتحرك الذى طالما اعتمدته المحكمة العليا
للحشمة ) . بل يذهب العادل كينيدى للقول إنه لطالما كان كلا من
الأنشطة الجنسية للأطفال أو الانتهاك الجنسى للأطفال إلهاما للكثير من الأعمال
الأدبية العظيمة مثل ’ روميو وچولييت ‘ ! … لا تعليق ! اقرأ نص
الحكم … اقرأ عرض النيو يورك
تايمز للحكم وردود الأفعال حوله … اقرأ مدخلنا المطول السابق أعلاه عن التاريخ المجيد للمحكمة الدستورية فى صف
الحرية الجنسية … اقرأ رأينا فى صفحة الليبرالية
من أن لا قيود من أى نوع على الحريات الحيوانية للإنسان … اكتب رأيك هنا [ تحديث :
29 يونيو 2004 : لا تزال المحكمة العليا تسقط كافة
محاولات التحايل على القانون أو تخفيفه ، وأكدت من جديد أنه مخالف للتصليح
الأول للدستور . اليوم
كانت جازمة أنه عندما يتعلق الأمر
بالتقنية فالتقنية هى الحل وليس القانون ، وأن
الفلاتر كافية وكفء جدا للآباء الدين يريدون منع أبنائهم عن هذه المواد ،
لكنها فى نفس الوقت لن تحظر المادة من المنبع لمن لا يريدون منعهم . ذاك القانون أصبح أضحوكة لأنه أدى
ببساطة لهجرة المواقع لخارج أميركا ، وليس لمنع زيارة الأميركيين
لها . النكتة تقول إن اسم القانون Child Online
Protection Act والذى يختصر إلى COPA لا يعنى إلا Cyber Offshoring of Pornography Act ! فى
موقع آخر
من عدد النيو يورك التايمز المؤرخ بتاريخ الغد يصف أحد الآباء الفلاتر بأنها
تشبه الأسوار حول حمام السباحة بهدف منع سقوط الأطفال فيها . لكن مع ذلك
غالبية من الآباء يريدون تعليم أطفالهم السباحة ! … اقرأ
نص الحكم ] .
29 مايو
2002 : طبقا لجريدة الإندپندنت
اليوم ، فإن الرقابة على الأفلام فى بريطانيا فى طريقها لحل نفسها ،
والتحول لهيئة لإرشاد المستهلك ، كما غيرها كثير فى كافة مناحى
البيزنس . الرقابة البريطانية واحدة من أعرق نظم الرقابة
السينمائية فى العالم . عمرها تسعون عاما بالتمام والكمال ، وصولاتها
وجولاتها ملأت كتبا كثيرة حتى اليوم ( أو لعلك تفضل قراءة هذا المدخل
الموجز من موسوعة البى بى سى عنها ) . وأحيانا ما ذهبت قضاياها
لقلب مجلس الشيوع ( الپرلمان ) ، ولا أحد ينسى مثلا كيف انعقد فى
جلسة خاصة لمشاهدة فيلم ’ الميت الشرير ‘ سنة 1982 . أو منها قبل
أعوام قليلة الجدل حول فيلم ’ قتلة بالفطرة ‘ الذى أدى لتأجيل عرضه
لأيام . وأخيرا وحتى العام الماضى كانت لا تزال متمسكة بثأرها القديم من
فيلم الرعب الصغير جدا ’ آخر منزل على الشمال ‘ ، فمنعته عندما
رفض موزع الڤيديو إجراء الحذوفات المقترحة . أيضا قامت بإجراء حذوفات
على الفيلم الشهوانى erotic الفرنسى الشهير Baise-Moi ( ترجمتها Fuck Me ) ،
قبل أن تمنحه المعدل 18 ، وهذا كانا أهم تدخلين لها فى سنة 2001 . ومن
الجدير بالذكر أن الصنو الشهير الآخر لهذا الفيلم الفرنسى ، وهو
’ رومانس ‘ كان قد دخل تاريخ الرقابة البريطانية فى نوڤمبر
1999 كصاحب أول لقطة لقضيب ذكرى منتصب يسمح بعرضها فى دور عرض التيار
الرئيس .
يقال عادة إن الرقابة
البريطانية أكثر تساهلا من الرقابة الأميركية ، لكن من يقولون هذا يقارنون
بين حصول الأفلام على المعدل 18 فى الأولى ، والمعدل R فى الثانية ،
متجاهلين أن الثانى اختيارى ويسمح بدخول الأطفال لو هم بصحبة الكبار ، أما
المعدل البريطانى فهو قطعى . والحقيقة أن 18 يقارن فقط بالمعدل الأميركى NC-17
المانع لمن هم دون السابعة عشر ، بل إنه يفوق فى الحقيقة بزيادة السن سنة
إضافية . رقم 18 داخل الدائرة الحمراء الشهيرة ، ربما كان أكثر منغص
فى الحياة كلها لملايين من الصغار على مر العصور . الڤيديو والوسائط
الرقمية والإنترنيت وفرت مدخلا متزايد السهولة للصغار لهذه الأفلام ، جعلت
الرقابة أمرا عبثيا ولا معنى له ، على الأقل هذا ما اعترف به اليوم أندرياس
ويتام سميث رئيس اللائحة البريطانية لتصنيف الأفلام
( الرقابة ) . لكن نضيف من كلام قديم لنا ( بل ومستمد فى
جزء منه من كلام لأحد عادلى المحكمة العليا للولايات المتحدة ) أعلاه أن ليس هذا كل شىء ، وأن الأطفال ليسوا من
هم فى خطر أيا ما كان من مشاهدة أى أفلام أيا ما كانت ، بل فى الحقيقة
الكبار هم الذين يتعرضون للأخطار من بعض الأفلام التى تفوق قدرتهم على استيعاب
العالم الجديد .
مؤخرا كانت هناك مناقشات موسعة حول الرقابة فى
مصر ، وكان من يطالبون بتطبيق نظام التصنيف يعتبرون أنفسهم وصلوا للحدود
القصوى فى جرأة المطالبة ( دع جانبا أم كل منهم كان يضع قائمته الخاصة لما
يجب منعه وهذا غير موجود أصلا فى النظم التى يريدون النقل عنها ، منهم من
قال الپورونو ، ومنهم من قال الأفلام الإسرائيلية ، وهلم جرا .
الأسوأ يأتى عندما يبدأ الحديث عمن سيكون الرقباء ، وهنا يطرح كل ما يريد
أو بالأحرى ما ينتمى له ، نقابة ، جمعيات نقاد ، مجلس لكبار
المثقفين وهم من ثبت من خلال لجان التظلمات أنهم أشد البشر انغلاقا فى
مصر ، وهلم جرا ، بينما الكل ينسى الجهة الوحيدة التى تناظر من يقوم
بالرقابة فى أميركا ، وهى الصناعة نفسها ، أى غرفة صناعة
السينما ، وأن الرقباء الأميركيون ما هم إلا جمهور عادى مستنير تستقدمه
الستوديوهات لإصدار القرارات ) . شاءت لى الأقدار أن أتدخل بالصدفة فى
واحدة من تلك المناقشات ، وقلت إن فكرة التصنيف هذه عفا عليها الزمن ،
والأطفال يقبلون ويستفيدون تربويا من جميع الأفلام وأن درجة استفادتهم تزداد
بزيادة جرعة العنف والجنس فيها ، وأن كل الدراسات فشلت فى إثبات
العكس ، إلى آخر هذا الكلام . هذا الخطاب كان يبدو كمن أتى من كوكب
آخر ، وكان أبسط ما يقنعون به أنفسهم من كلامى أن حتى لو ألغت المحكمة
الدستورية الأميركية الرقابة الإلزامية ، فهى لا تزال موجودة كرقابة
اختيارية تطبقها الأسر وشركات التوزيع ودور العرض بالتراضى الودى . التفكير
البريطانى فى الشروع فى الإلغاء الكلى للرقابة ، ليس نصرا جبارا وتاريخيا ،
وإن كان كذلك تأكيدا ، بقدر ما هو مجرد ترجمة قانونية لحقيقة واقعة منذ
سنوات طويلة ، وهى قدرة الأطفال على تجمل واستيعاب أى نوع من
الأفلام ، بما يفوق فى أغلب الحالات العقول الجامدة الممسكة
بالرقابة ، والتى هى القصر الحقيقيون وأحوج فئة البشر لوجود الرقابة كى
تجميهم من مشاهدة ما لا يطيقون . المهم أن مسألة إرشاد المستهلك تلك بدأت بالفعل على
نحو جزئى ، ويضرب ويتام سميث المثل بتجربة محلية فى نورويتش بجعل المعدلات
إرشادية للآباء وليست إلزامية ( أى تشبها بالمعدل R الأميركى ) .
كذلك كان النصح بعدم مشاهدة الأطفال دون الثامنة لفيلم ’ مملكة
الخواتم ‘ هو نصح إعلامى حر غير ملزم ، وهكذا . أيضا تذكر
الإندپندنت التخفيفات المتوالية على كل معدل على حدة ، خاصة بالنسبة للڤيديو .
وإن كانت المفارقة أن ويتام سميث الذى قام بها جميعا يترك الآن منصبه حيث تنتظره
وظيفة كبيرة فى الكنيسة ! ببساطة يمكن القول إن الفكرة البريطانية تكمن حتى
الآن فى المضى فى البيزنس كالمعتاد من حيث التصنيف ، لكن مع توقيف جهاز
المتابعة الخاص بالتنفيذ ، باعتبار أن الرسالة قد بلغت ، والآباء هم
المسئولون بعد ذلك . هذا يشبه كثيرا المعركة التى دارت قبل عامين حول پورنو الڤيديو ،
عندما استأنف لائحة تصنيف الأفلام البريطانية BBFC ( الاسم الرسمى
للجهاز الرقابة ) ، رفع دعوى ضد قرار لجنة الاستئناف ( التظلمات
فى التسمية المصرية ) ، الخاصة بالڤيديو التابعة له هو
نفسه . هذه اللجنة التى تضم شخصيات ثقافية مرموقة كالروائية فاى
ويلدون ، قررت منح سبعة أفلام پورنو ’ قصوية الفضح ‘ extremely explicit بالتعبير الرقابى ، معدلا من المسمى 18 مقيد Restricted 18 (R18) ، بما يعنى إمكانة بيعها فى المحلات المسمى حوانيت الجنس sex shops للاقتناء المنزلى . وبالمناسبة المعدل المذكور دفعت الرقابة بأن هذا يعنى بيعها للكبار ، ومن
ثم إمكانة مشاهدة الأطفال لها برضا الآباء أو من خلف ظهورهم ( بالمناسبة
أيضا الحجة المضحكة حول عدم اكتراث الآباء تتكرر كثيرا حتى فى پورنو التليڤزيون ،
حيث فى شهور قليلة من عام 1998 منعت 4 قنوات ساتيلايت
أوروپية من البث ، وكانت حجة كريس سميث وزير الثقافة الفاضل ، كانت
آنذاك ما يلى : ’ إن الآباء ينسون الكروت فى
الجهاز ‘ ! ) . المهم : فى 16 مايو 2000 صدر
الحكم التاريخى لمستر العادل هووپر من المحكمة العليا ، ليقول إنه إذا كانت
لجنة الاستئناف تلك ، رأت أنه لا يوجد خطر ملموس من مشاهدة الأطفال للأفلام
’ قصوية الفضح ‘ ، فإنه لا يملك سوى تبنى موقفها ! فى 22 مايو 2000 قرر
لائحة الرقابة BBFC ، عدم المعارضة فى الحكم . المدهش
بل وحتى المفاجئ أن قررت فى ذات العام ، وبناء على استطلاع للرأى بين
البالغين قالوا فيه أنهم يفكرون قبل مشاهدة الأفلام ( ربما كانت الرقابة
تفترض العكس ) .
فى يوليو قامت
بتعديل مواصفات المعدل R18 ، بحيث بات مصرحا به التصريح بالمشاهدة
المقربة والمطولة ، بلا تحفظ سوى بطبيعة الحال ما قد يخص السلوك الإجرامى
العام . من هنا حانت الفرصة للأفلام المسماة شعبيا XXX أن تجد رسميا وقانونيا
طريقها إلى الحوانيت . كل الشركات فتحت كتالوجاتها القديمة ، والتى
ألقى بها قانون 1984 إلى ظلمة المخازن ، إن لم يكن خرج إلى النور أيضا بعض
مما أنتج كسوق سوداء خلال كل تلك السنوات ( وهو وفير العدد متواضع القيم
الإنتاجية ، على العكس من مستوى أفلام الشركات الرسمية ) . تقدمت
كلها للحصول على تراخيص جديدة ، مؤكدة ومنتصرة بذلك لحق المستهلك فى وصول
السلعة إليه كما يشتهيها هو ، وليس كما يفلترها أو يشتهيها الغير له ،
ولتفتح بوابة جديدة أمام أطفال بريطانيا على الوصول مبكرا للنضج واكتساب خبرات
الحياة ، كما نظرائهم فى أميركا والكثير من البلدان الأوروپية .
لم تكتف الرقابة بهذا ، بل سرعان ما عدلت فى 14 سپتمبر 2000
مواصفات المعدل R نفسه بحيث اقتربت كثيرا من المعدل R18 ،
وليصبح الفارق الوحيد بينها وبين الپورنو أن تكون المشاهد قصوية الفضح مبررة فى
السياق ( قبل هذا بعام كانت دور العرض البريطانية العامة تعرض أول
لقطة لقضيب منتصب فى تاريخها ، ذلك من خلال الفيلم الفرنسى
’ رومانسية ‘ . إلا أن الرقابة بررت قرارها آنذاك بالقيمة
الفكرية والفنية العالية للفيلم وأنه فيلم ’ فلسفى ‘ يقدم ’ رؤية
عميقة لوضع المرأة ‘ . الآن لم يعد هذا مطلوبا بالضرورة ) . فى اليوم التالى بالضبط 15 سپتمبر 2000 ،
كانت تصرح لأول مرة بعرض ’ الحلق
العميق ‘ بدقائقه الستين كاملة ، بدون حذف لأول مرة ،
والمقصود بالطبع العرض فى الدور العادية ، أى بالمعدل R .
وبعد أسبوع
كانت أيرلندا تفرج عن ’ أوليس ‘ بعد منع دام 33 عاما كاملة !
إنها كرة ثلج لن يوفقها أحد ، ذلك أنها تدور فى اتجاه تيار التاريخ . الواضح من هذه القصة القديمة ومن كلام ويتام سميث
الأخير اليوم أن الاتجاه عموما داخل مجلس الرقابة بعد فشل محاصرة الوسائط التى
ينفذ منها الأطفال للأفلام ، أن يتطور هذا مستقبلا نحو صيغة حرة
بالكامل ، ومعناها –فيما يفهم بنحو أو بآخر‑ أن يعطى القرار للأطفال أنفسهم ، دون أية
وصاية من الآباء . هذا هو فقط ما يمكن أن نسميه إلغاء للرقابة فى بلد
ما . فى جميع الأحوال نحن بانتظار الصيغة
التنفيذية لكلام كهذا ، لا فى بريطانيا فقط ، بل فى كل العالم . … اقرأ مدخلنا السابق عن صناعة الجنس المصور
( الپورنو ) ذات العشرة بلايين دولار سنويا فى صفحة الجنس …
كذلك المدخل اللاحق فى ذات الصفحة عن
محاولات منع أفلام الپورنو تليڤزيونيا فى فرنسا فى خريف هذا العام
2002 ، ومنه جزء عن أكثر أفلام الپورنو
تاريخيا قيمة من الناحية الفنية ، مما أشير لبعضها هنا . اكتب رأيك هنا 1 يونيو
2002 : حكم
تاريخى ( آخر ! ) ، هو
الذى صدر عن إحدى محاكم الاستئناف الأميركية اليوم . ألغت الدائرة الثالثة
لمحكمة الاستئناف الفيدرالية فى فيلاديلفيا ، قانون حماية الأطفال فى
الإنترنيت الصادر سنة 2001 ، والذى سمح بفرض ’ الفلاتر ‘ على
الإنترنيت فى المدارس . كلمات قوية للغاية شملها نص الحكم ، الذى
اعتبر مثل هذا الإجراء مخالفة صريحة للتصليح الأول للدستور الأميركى . لطمة
جديدة للمسلسل المشين لقوانين الرقابة على الإنترنيت ، الذى بدأ بقانون
1996 الذى أسقطته المحكمة العليا قبل شهر ونصف ، وغطيناه فى حينه أعلاه ، ثم قانون حماية الأطفال على الخط من
سنة 1998 ، وأخيرا كان قانون 2001 هو الثالث فى هذا المسلسل سىء
السمعة . اقرأ نص الحكم
… لرأينا فى أى نوع من الرقابة على ما يتعرض له الأطفال أعد قراءة كل الصفحة ! … اكتب رأيك هنا 1 أكتوبر
2002 : قارئ يسأل عن لماذا لم نعد نتابع أخبار الرقابة فى مصر ، ويقول
لعل المانع خيرا ؟ خير طبعا . مصر لم يعد بها رقابة بالمعنى
المفهوم . أصبحت سداح مداح . تتم مناقشة علنية لكل شىء قبل اتخاذ الرقيب
لأى قرار . النقاد ، الصحفيين ، الأزهر ، الشارع
العربى ، كل من هب ودب يدعى لإبداء الرأى والمشاهدة المسبقة . كل أحد
بات من حقه إصدار القرار ومن حقه تعديل ما سبق للغير اتخاذه من قرارات .
أضف لكل هذا مؤخرا نكتة اعتراف رئيس الرقابة فى بيان صحفى مطبوع وزع على الصحف
قبل يومين ، وعندى نسخة لو عاوز ، بأنه ’ لم ننتبه ‘ لأن
مقدمات فيلم الاستحراك المسمى ’ محمد خاتم الأنبياء ‘ كانت تحطم فيها
تماثيل مصرية . فى الماضى هذا الاعتراف كان يعنى المساءلة الإدارية ،
إنما حاليا الكل سعيد بأن الرقيب ’ لم ننتبه ‘ ، ذلك طبعا حتى
يفسح لهم هم مهمة الانتباه . من المخالفات القانونية أيضا تصريح أخير للسيد
الرقيب Welcome to the club! … اكتب رأيك هنا
21 نوڤمبر
2002 : فى العام الماضى كتبنا عن مسلسلات رمضان فى
صفحة الفن الجماهيرى ، خاصة مع الضجة الهائلة التى أثارها الثنائى نور الشريف / مصطفى محرم بعائلة الحاج متولى . السنة دى يقدمان الحاج صالح ( يعنى
صحيح هيكون اسمه إيه غير كدة ، بس وحياتك بصراحة كنت ناسى اسمه ،
وفضلت أدور فى الجرايد نص ساعة علشان أكتبه لك ! ) ، أو حرفيا
’ العطار …والسبع بنات ‘ . هو مسلسل طالبانى خالص مالص رفع كل ما تبقى من برقع
الحياء ، شاهدت منه فقط حلقة رقم 4 ( خصصت أو خصمت يوم 4 رمضان من
عمرى لمشاهدة كل المسلسلات ، ومذاكر كل الحلقات رقم 4 لو حبيت
تمتحننى . يوم 30 قرب والمفروض أشوف حلقات يوم تانى ع الأقل ! الأصول
تقول كده ! ) . الزوجة الرابعة ، أوه ، أقصد الحلقة
الرابعة المباركة ، ذهب نصفها الأول فى التفاصيل المملة لدليل المؤمن
الدءوب لكيفية رقى الرقاصة اللعوب . صاحبك الذى ملأ نور بن لادن
صدره ، قلبها محجبة بقدرة قادر فى أقل من نص ساعة ، والقدرة كما تعلم
لصاحب القدرة . أما نص الحلقة التانى فراح كله فى مشهد واحد بعد ما رجع
البيت ( هى الحلقة مشهدين مفيش غيرهم ، ولازم تدخل موسوعة
جينيس . مشهدين صحيح لكن طبعا عينك ما تشوف إلا النور . أنا متأكد إن الملا عمر موش غيران من
إن چورچ بوش له سنة ما جابش اسمه على لسانه ، قد ما هو غيران من إللى عمله
نور الشريف ومصطفى محرم فى مسلسلهم ، وإللى هيخليهم يقفوا قبله فى طابور
الجنة ! ) . هذا النصف الثانى عبارة محاولات زوجة الحاج إقناعه
بأن يتزوج من أخرى ، وطبعا نص النص محاضرة فى آداب ليلة الزفاف والذى
منه ، طبعا حسب شرع ربنا موش حسب كتب خليل حنا تادرس . هذه تطورات
مهمة ، للأسف ما كانتش على أيام الحاج مصطفى نور محرم الشريف ، قصدى
الحاج متولى . دلوقت اترفع عنه كل الحرج والمناهدة والتهديد والترغيب وكل
شغل القطط والفيران وحاورينى يا كيكا مع جنس الكيدهن عظيم ناقصات العقل والدين
وناقصات حتى الأعضاء التناسلية ، وكله بأمر الله ورسوله والمؤمنين ،
والمؤمنين أهم حاجة . السنة دى أصبح تعدد الزوجات من التكليفات الشرعية
التى يوصى بها الله سبحانه وتعالى الزوجة سخسيا ، وطبعا ده أكبر ثواب
ومرضاة له عز جلاله ، والأهم مرضاة لسى السيد ، تضمن للواحدة منهم
دخول الجنة حدف ، جنة ربنا وجنة سى السيد . طبعا ما فيش داعى نلت
ونعجن كتير . السنة إللى فاتت قلنا سى السيد بتاع نجيب محفوظ حاجة تانى ، ومحترم
فى عين مراته الجاهلة بس ، ومهزلة فى عين كل إللى موش هيشترى يتفرج ،
وأكيد لا هو نبى ولا الحاج پيرفكت ولا سره باتع ولا يعرف يرقى حتى صرصارة ،
زى حجاج اليومين دول بتوع نور الشريف . بيقولوا المسلسل موش ناجح . ما
أعرفش بالظبط ، بس أعرف أن اللمبى
هيرجع بعد العيد لدور العرض ! المشكلة كمان إن فيه حاجة تانى كلت الجو السنة
دى ، هى الأخ الطالبانى‑القومجى‑الشيوعى وزى ما تحب تقول قول
( أصله بيفرح بالكلام ده ! ) ، محمد صبحى . إللى يعرفوه وأنا
موش منهم ، بيقولوا برضه ما يهمناش . لأن فيه ناس كتبت كويس عن
العنتريات الأرزقية للأخ صبحى زى إبراهيم العريس فى ’ الحياة ‘ ،
وزى صلاح عيسى فى ’ القاهرة ‘
( شيوعيين صحيح وبيكرهوا الصهاينة ، بس بيقولوا ألف باء
الحاجات ! من أول لحظة تأكدت مليون بليون فى المية ، وبعد التصريحات
العنترية لمسئولى الحكومة إن مصر لا تتلقى إملاءات من الخارج ، إن كل شىء
هيتحذف ، لكن ما كانش تحت إيدى دليل . الدليل جه النهارده على لسان
الراجل الطيب حسن حامد أبو اتحاد الاذاعة والتليڤزيون ذات نفسه سخسيا ، فى
تصريح لأخبار
الإيه بى سى أم أخبار أميركا ذات نفسها سخسيا . للمزيد لو لك
نفس ، اقرأ هذه التغطية الموسعة لردود الفعل داخل مصر من السان
فرانسيسكو كرونيكل ، وطبعا هناك تغطية التايمز
اللندنية ، ودى تغطية مخصوص وصلحه ، لأن التايمز هى أول من قالت فى
تلات مقالات من 16-18 أغسطس سنة 1921 إن الپروتوكولات مزيفة . أيضا هذا هو
رأى منظمة
حقوق الإنسان المصرية ، يعنى كله على بعضه تقريبا عبارة عن شهد شاهد من
أهلها !
ما علينا برضه موش ده
المهم . المهم هو إحنا ليه بنكتب الكلام ده فى صفحة الرقابة . السبب
إن فيه نيران عكسية تانية جابها الرد على الرد . الفارس الهمام ذو الجواد
الأعرج قعد يصرح إن محاولة أميركا منع المسلسل مكارثية جديدة . حلو
خالص . الكلمة عجبت الأمريكان قوى ، ولقوها فضيحة أكتر م المسلسل
نفسه . عارفين موضوع الإيه بى سى نيوز بيقول إيه كمان . بعد التعليق
المطول والعناوين والبراويز والذى منه التى تبشر أميركا بعودة المكارثية ،
جه واحد فس البلونة فى لحظة . واحد اسمه إبراهام فوكسمان ، رئيس حاجة
اسمها رابطة مكافحة التشهير Anti-Defamation League فى نيو يورك ، وبيقول إنه حكى
كتير فى المواضيع دى مع الرئيس مبارك . خلاصة كلام مستر فوكسمان ( مع
بعض المحسنات من عندنا ) : أيوه عندنا مكارثية ، وإللى موش عاجبه
يشرب م البحر ، بس مصر آخر حد ممكن يتكلم فى الموضوع ده . لأنها منعت قائمة
شندلر ! موش قلتلكم بيقولوا ع الأخ صبحى أجهل من دابة ، وإن كان
سمع عن قائمة شندلر فبالكتير سمع عنه من واحد زى أحمد رأفت بهجت ، ولو ضرب فى العالى
يبقى سمع عنه من واحد زى سمير فريد ! برضه موش ده المهم . المهم بجد بجد ، إن إحنا
تعلمنا درس جديد النهارده : منع
الأفلام هو كمان جريمة لا تسقط بالتقادم !
بس خلاص ، موش هنعيد ولا نزيد . كلمة واحدة ورد غطاها : المهم المحتوى . وأنا معاك وإلهى يا أخ صبحى إن الپروتوكولات غير مزورة ، أو
مزورة بس بتنفذ حرفيا . بس أنا موش معاك فى حاجة واحدة إنها پروتوكولات
وحشة . انت بتسميها مؤامرة ، وأنا ( وتقريبا فيه كام بليون واحد
زيى فى الغرب وحتى فى الشرق ) بنسميها حضارة . فعلا ، اليهود عندهم مؤامرة عالمية ،
لكن كمان المسلمين عندهم مؤامرة عالمية . مؤامرة اليهود ادتنا علم وتقنية
وحداثة وجمال وفكر وتحرر اجتماعى وغير اجتماعى ، ادتنا الحضارة .
ومؤامرة المسلمين ادتنا تقتيل ونقاب ولحى وقبح وهجرة وطفيليات رايحة تمص دم
البلاد المتقدمة ، ادتنا عصور ظلام جديدة لم يسبقها مثيل فى سوئها
وظلامها . الخيار بين الاتنين سهل ، وزى ما قلنا ألف مرة : المهم
المحتوى ، الحكاية موش حكاية لوبى ، حكاية هو إيه بيقول اللوبى .
وبصراحة زى ما محتوى مصطفى محرى غير محتوى نجيب محفوظ ، وحاجة تكسف ع
الآخر . فمحتواك أنت وحسن البنا وناصر وصدام وعرفات والقذافى وبن لادن غير
محتوى سپينوزا وماركس ودوركايم وهيرتزل ووايزمان وأينستاين ( وكمان غريمه
بوهر ) وفرويد وشاجال وماير وشاپلن ونيتانياهو وسپييلبيرج . أقلهم شأنا غير العالم ودفع الحضارة عدة عقود للأمام .
والقائمة طويلة طويلة طويلة ، حتى اسأل زميلتك سيمون عن أشهر عازف كمان وأشهر عازف
پيانو وأشهر قائد أوركسترا وأشهر باربارا سترايساند ، وهتترعب من أساميهم
إللى كلها آخرها بيرج ومان والذى منه . على فكرة يا ريت كمان تسألها هم المسيحيين ( أبناء الملكوت ) لهم مؤامرة عالمية هم كمان ، ولا وقعوا من قعر القفة . بصراحة كفاية إللى كتبناه قبل كده نصيحة لكل المثقفين
والمفكرين والإعلاميين العرب الساعين لتحسين صورة العرب والإسلام فى
الغرب . نصيحتنا كانت بسيطة جدا : كل إناء ينضح بما فيه ، وإذا
أردتم فعلا تحسين صورة العرب والإسلام فى الغرب ، فأفضل وسيلة على وجه
الإطلاق هى : JUST SHUT UP! . بصراحة ، بعد كل إللى شفناه
فى الأسابيع إللى فاتت ، أنا منفتح جدا لنظرية أن من يقف وراء محمد بغدادى
ومحمد صبحى وقناة دريم وكمان أسامة بن لادن ، هو الموساد . هى الحكاية
هزار ، ولا مؤامرة بجد زى ما بتقولوا ؟ [ بمناسبة الموساد ،
اقرأ أشمل
وأكمل ملف عن ظاهرة معاداة السامية ( بالمعنى الدارج للكلمة الذى يضم
اليهود ويغضبهم ) التى فجرها هذا المسلسل فى الكتابات العربية ، وذلك
بقلم إيجال كارمون عميل الموساد
بس خلاص . خلاويص ( فينك يا ست شريهان ، تشوفى
رمضان بقى إيه من بعدك ! ) . وهنا أدرك شهر زاد الصباح ،
وكل رمضان ، وكل فضايحه ، وأنتم بخير ! لأ لسه ، استنى ، نسينا نقول حاجة .
تليفزيونات الطالبان العربية المتحدة بتذيع مسلسل اسمه قاسم أمين بيتكلم عن تحرير
المرأة ، بتوجهه واحدة ست هى إنعام
محمد على ، وبتمثل فيه نادية رشاد الكاتبة الجميلة صاحبة
الأفلام التليڤزيونية المشهورة عن حرية المرأة زى ’ آسفة أرفض
الطلاق ‘ و’ القانون لا يعرف عائشة ‘ . وبيقول ( فى
حلقة 4 إياها إللى شفتها ) إن عرابى ودى البلد فى داهية ، والظاهر إنه
قال كمان فى حلقات تانية إن محمد عبده هزأ جمال الدين الأفجانى وانحاز لقاسم أمين
ضده . صحيح هو موش طالبانى 100 0/0 ، جايز
خمسين 0/0 بس ، لكن طبعا أشك أنه ناضج أكتر من
كده ، وعلى الأقل جدا أشك إنه هيقول ما يجب أن يقال مثلا عن سعد زغلول ( وإلا
كان الأولى من محمد السيد عيد إنه يعمل عنه 10 مسلسلات من 300 حلقة بعنوان ’ موسوعة كيف تتسلق فوق كل كتف تراه عيناك دون أن
تنسى كتفا واحدا ‘ جزء 1 لغاية جزء 10 يخلص كده
على رمضان الجاى ) ! اكتب رأيك هنا 3 يونيو
2003 : حكم تاريخى آخر جاء اليوم
If the First Amendment is versatile
enough to 'shield (the) painting of Jackson Pollock, music of Arnold
Schoenberg, or Jabberwocky verse of Lewis Carroll ...' we see no reason why
the pictures, graphic design, concept art, sounds, music, stories and
narrative present in video games are not entitled to a similar protection. لا يسعدنا فقط مبدأ الحرية
ورفع كل وصاية للكبار عن الأطفال أيا ما كان عمرهم ، المبدأ الذى طالما
دافعت عنه هذه الصفحة ، إنما أسعدنا أكثر دلالة الحكم الأعمق
اجتماعيا ، والذى يرى ألعاب الڤيديو كمجرد وسيط كسائر الوسائط
المستقرة الأخرى ، وكنا قد تنبأنا فى الدراسة الرئيسة لصفحة الفن الجماهيرى ، أنه لن تمر سنوات قليلة
حتى تصبح ألعاب الڤيديو هى الشكل الرئيس للثقافة الإنسانية . اكتب رأيك هنا 9 يونيو
2003 : اليوم صدر قرار الرقابة المصرية بمنع الجزء الثانى من فيلم المصفوفة
و The Matrix Reloaded ، من العرض نهائيا فى مصر . إليك
الآن مؤقتا النص الرسمى لقرار المنع ( صفحة 1 ، صفحة 2 ) .
أيضا يمكنك أعلاه لو شئت ، إعادة قراءة قصتنا
الخاصة بمنع الجزء الأول لأكثر من عام فى مصر ، وهى تشمل أيضا مراجعتنا
لذلك الفيلم . عاجلا ‑وبحكم طبيعة أفكار الفيلم الجديد‑ سوف
تجد فى صفحة سينما ما بعد‑الإنسان ،
المزيد من تفاصيل قصة المنع الجديدة هذه ، وكذا مراجعتنا له .
26 أغسطس
2003 : دراسة مشتركة بعنوان Depictions of Sexual Activity and Nudity on Television 2002 ، صدرت اليوم
عن مفوضية تقييسات البث Broadcasting Standards Commission (BSC) البريطانية ، ومفوضية التليڤزيون
المستقل ITC ، والبى بى سى . فحواها أن زيادة هائلة فى مشاهد
الممارسة الجنسية قد شهدتها شاشات التليڤزيون البريطانى على مدى الأعوام
الثلاثة الأخيرة ، شهقت بها من 6 0/0 إلى 14 0/0
من إجمالى المواد المبثوثة . حددت الدراسة خمسة برامج
’ وقائعية ‘ factual استأثرت وحدها بـ 39 0/0
من المواد الجنسية ، واحد من البى بى سى هو ’ قراءة العقود ‘ من
القناة الثانية ، والبقية مستقلة ، ’ الجنس على التليفزيون ‘
و’ ليندا لاڤليس الواقعية ‘ من القناة الرابعة ،
و’ الجنس الواقعى ‘ و’ ديڤات الوتر چى ‘ من
الخامسة . نتيجة مدهشة عن ميل واضح مؤخرا لتناول الجنس من خلال مواد
وثائقية . مع ذلك ما يسمى عند الإنجليز مستجمع الأمطار watershed ،
ويقصد به الحد الفاصل ما بين ساعات الذروة للمشاهدة قبل التاسعة الموجهة لكل
الأسرة ، وما بعدها ، فقد كانت حدا محترما لحد كبير من حيث تحاشيها
للمواد الجنسية ، أيضا فيما قالته الدراسة ، وشقه السلبى هو أن تناقص
تقديم الجنس للأطفال على نحو ملحوظ . أما الأكثر طرافة فى أرقام الدراسة ،
هو أنه بينما زادت مشاهد الممارسة الجنسية بحدة ، وكذا مثلها مشاهد ما قبل
الجماع pre-coital وما بعد الجماع post-coital ، انخفضت نسبة
مشاهد القبلات بكل أنواعها ، انخفاضا ملموسا ، رغم أنها لا تزال
بالطبع النسبة الأكبر وتظهر فى 61 0/0 من البرامج .
هذا الانخفاض عن 78 0/0 سنة 1997 و70 0/0
سنة 1999 ، يؤشر أيضا لتركز البرامج الجنسية وازدياد تخصصها ، بما
يقترب ربما من حدود الپورنو ! أما عن العرى فحدث ولا حرج ، فبعد 140 مشهدا
سنة 1997 ، أصبحت 309 سنة 1999 ، وصلت إلى 470 العام الماضى ،
منها 8 للعانة الأنثوية female groin مكبرة وحدها ، وليس لهذا سوى سابقتين فقط
سنة 1998 . أما الأعضاء الذكرية فقد كانت ذروتها سنة 1999 بـ 24 مشهدا ما
بين مقرب وعام . المقارنة مع الوضع الفرنسى مثيرة
للفضول ، حيث غالبية كاسحة من الشعب الفرنسى أصبحت ترفض عرض الپورنو تليڤزيونيا .
هذا يعطيك لمحة جديدة عن أى الأمم هى فى صعود ، وأى الأمم هى حضارات منهارة
ماضوية تعانى من الهزيمة الفكرية والسياسية والانغلاق وكل شىء ، وصدقنى أن
أحدا فى العالم لا يحترم فرنسا ولا الفرنسيين سوانا نحن العرب ! … اقرا القصة
فى نسختها العربية من البى بى سى العربية … اقرأ الموجز الرسمى
للتقرير … ارجع لقصتنا السابقة عن تاريخ الپورنو
ككل وبها ثمة إشارة للتعامل الناضج من التليڤزيون البريطانى معه … أو
طبعا ارجع لقصتنا الرئيسة أعلاه عن الرقابة فى
بريطانيا … اكتب رأيك هنا
5 سپتمبر
2003 : كثر الكلام عن فيلم قادم
لشارون ستون يسمى ’ الساحرة الفرعونية ‘ ،
بحيث أصبح موضوع غلاف مجلة روز اليوسف اليوم . الفيلم تحت الإعداد ومن المزمع
تصويره فى مصر ، هذا مما قيل ، وإن كان وجود شارون ستون فى فيلم بمثل
هذا العنوان أو الموضوع ، فهو شىء لم يسمع عنه أحد بعد ، وربما يكون
جزء من دعاية شركة يوسف شاهين لنفسها كوكيل للإنتاج فى مصر ، لا
أكثر . يقولون إن الرقابة سوف تحذف 15 لقطة لنساء عاريات الصدور ،
وكذا سوف تحذف كل ما يشير من قريب أو بعيد لليهود بناة الأهرام . بالنسبة
لبناة الأهرام أنا لست خبيرا ولا مهتما بالتاريخ المصرى القديم ، بل يثير
انقباضى وتقززى عادة ، وأكثره أنى أعرف فقط البعض عن الكارثة الظلامية الإخناتونية . لكنى
كما كل العالم ، أعرف شيئا واحدا بالغ اليقينية هو أن الأكاديميين
الإسرائيليين أعلى مصداقية مليون مرة من نظرائهم المصريين ، فى كل
شىء ، وبالأخص إذا تعلق الأمر بالمقارنة مع ذلك الشوفينى المثير للشفقة
زاهى حواس الذى تملأ فضائحه الدنيا ، هذا الذى يرأس المجلس الأعلى للآثار
فى مصر ، والذى يريد أحضار الآثار المصرية من متاحف لندن وبرلين إلى متاحف
الخراب والتخلف والارتجال فى بلاد الفقر والجهل والهزيمة وخبيرات الآثار
المحجبات ( بمناسبة التأسلم الكبير للآثار ، لى ذكرى ‑أو سمها
اعترافا لو شئت‑ حين كنت طالبا زرت آثار الأقصر ومثيلاتها مرتين فى نصف
السبعينيات الثانى . فى المرة الأولى فى معبد الأقصر وجدت الجزء الخاص
بقضيب الإله المسمى من ، مقطوعا بالنحت بآلة حادة من جدار المعبد
الصخرى ، بحيث أصبح على هيئة مكعب مستقل ، وإن كان لا يزال بعد فى
مكانه . فكرت لوهلة أن آخذه لنفسى ، فمن الأرجح أن سيأخذه عابر سبيل
آخر مثلى بعد دقائق أو أيام ، لكنى تراجعت قائلا إنهم غالبا يجهزون للصقه
من جديد فى مكانه . فى الزيارة التالية ندمت على أنى لم أحترف
اللصوصية ! ) .
أما بالنسبة للصدور العارية نكتفى بإهدائك الصورة
الفنية أعلاه التى تتمثل أحد أشغال شيكسپير المبكرة . وأما بالنسبة للشركة
التى تنتوى التصوير فى مصر نكتفى بتذكيرها بقصة الرقيبة التى وضعت يدها على عدسة
الكاميرا قبل نحو 12 عاما أثناء تصوير فيلم ياقوتة القاهرة ، وكانت فضيحة
الفضائح عالميا ، وطفش كل الإنتاج الأجنبى من التصوير فى مصر بعدها
( على الأقل جدا لم يسأل أحد نفسه هل توجد شركة محترمة واحدة فى كل العالم
لا تنظر لمخطوطات مشاريع أفلامها كسر لصيق الحراسة ، ولا يمكن أن يمر
بكوابيسها الليلية خاطر أن يكشف أمره هكذا لحفنة من الموظفين المعدمين فى العالم
الثالث لمجرد أن اسمهم رقباء ! ) . ونذكرهم أن هذا
الأسبوع 23 سپتمبر
2003 : فى إيران اليوم
مزقوا أو غطوا بالقماش الأسود فتوى الملالى تقول إن لاعب كرة القدم الإنجليزى هذا
غزو ثقافى . إذا اعتمدنا على رأى
سابق لنا ، فستجدهم لحد كبير محقين . فهو ليس مجرد لاعب كرة
بارع ، پيليه أو مارادونا أو رونالدو آخر ، إنما فعلا ظاهرة بل كما
يقولون غزو ثقافى كاسح اقتحم عقول وقلوب البلايين فى كل مكان . قبلها بأسابيع أفتى نظائرهم فى إندونيسيا بتحريم
رقص المغنية إينول داراتيستا Inul Daratista ، الذى تشبهه الجارديان
بما حدث مع إلڤيس پريسلى ، مع فارق أنها لا تهز وسطها إنما مؤخرتها
المثيرة الممتلئة قليلا . الجارديان قالت أيضا إن رقصة البريمة drill ،
هذه التى تحرك فيها ردفيها فى حركة دورانية حول المحور الرأسى لجسدها مع الهبوط
تدريجيا لأسفل تماما كما المثقاب ، هى ’ صيغة جيدة من الفن ‘ a new art form . هؤلاء وأولئك من سادتنا المشايخ والملالى الأفاضل
محقون ، وسيظلون محقين ، إلى أن يأتى يوم تحرقهم فيه شعوبهم فى
الشوارع . هل تعتقد أنه يوم بعيد ؟ اكتب رأيك هنا
[ تحديث : 5 مايو 2004 :
مارمولاك ‑أو السحلية‑ هو ظاهرة إيران
الجديدة ، وأكبر شوكة فى حلق الملالى حاليا .
أخروه لشهور ثم حذفوا منه أربعة مشاهد ، والآن ويسعون لمنعه كلية . يقال إن الفيلم به خطوط حمراء
كثيرة كسرت ، ورغم كل الحذف ، ورغم أن النهاية موعظة دينية ، إلا
أن الأثر الإجمالى لم يمس . هذه قائمة ببعض المحرمات : لص يهرب من
السجن فى زى رجل دين . رجل يغنى فى المسجد . رجال الدين يسرقون أموال
الناس وآخرون منهم يغوون النساء . والأهم منها جميعا القصة فى حد ذاتها
والمحتوى الساخر جدا تحت مظهرها الذى يبدو على العكس مروجا للتدين : لص
يريد التوبة وأن يصبح مسلما صالحا ، فماذا يحدث ؟ النجاح الساحق [ لاحقا فى ذات
الشهر علم أنه سيعرض فى أميركا نفسها ] ، ومشاهد طوابير النساء شبه
حاسرات الرأس يصطففن أمام دور العرض فى إيران ، هو أحد أكبر الاستفتاءات فى
التاريخ المعاصر لأمة الإسلام ، يثبت أن فطرة الناس ترفض الدين ،
وترفض قيوده ، وترفض استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ‑وبالأخص لأخته
الإنسانة‑ باسمه ! نعم ، كلهن وكلنا نقول مع
البطل ريزا : الملالى اخترعوا
الجنة والنار ليضحكوا على من هم مثلك ومثلى ! ] . 5 نوڤمبر
2003 : ’ الوصايا فى عشق النساء ‘ لأحمد
الشهاوى ، متاح للتوزيع . هذا حسب كلام سمير سرحان بالأمس
وكان قد أوقف توزيعه فى 12 سپتمبر الماضى ، لدراسة الأسباب التى دفع بها
الأزهر ، لكنها لم تقنع هيئة الكتاب فيما هو واضح . أيضا نحن مضرون
لتكرار الرد على ما قاله أعضاء مجلس الشعب من الأخوان أن المال العمومى وليس أى
شىء آخر هو قضيتهم ، طبعا لأن موقف الوزير فاروق حسنى الجبان ( أعلاه ) من تعميم ما سمى بالروايات
الثلاث شجعهم على استمراء اللعبة . لا نملك إلا تكرار ردنا أعلاه حين قلنا : العلمانيين وحتى المنحلين هم أيضا دافعو ضرائب ومن حقهم نشر آدابهم ، وما تنفقه الحكومة على هذه الآداب لا
يساوى قلامة ظفر مما ينفق على جيوش المؤسسات الدينية والتعليم والإعلام الدينى
ككل، والحجة قد تكون مطروحة فى حالة عدم تبنى الدولة لأى توجه دينى ،
ورأينا أنها لا يجب أن تكون مقبولة حتى فى هذه الحالة . اقرأ مقابلة جريدة الشرق
الأوسط مع أحمد الشهاوى ، وكذا مقابلة جريدة العربى
معه . اكتب رأيك هنا
7 نوڤمبر 2003 : اليوم
تفضلت علينا الرقابة المصرية بقرار منع فيلم
’ برووس كلى الجبروت ‘ Bruce Almighty لچيم كارى ( اليوم
هو الجمعة لكن مدكور ثابت ينشط أيضا فى العطلات وأثناء صوم رمضان ، وأرسل
الخبر المبروك للأسوشيتيد پرس التى لعله يتباهى بمعرفته رقم الفاكس الخاص بها
أكثر من أى شىء آخر . المفارقة الكبرى ليست فى أنه الفيلم الذى شاهده فعلا
أناس بطوابير طولها نصف بليون دولار فى الشباك بينما حرمنا نحن منه ، وليست
فى أنه مسموح به لكل أطفال العالم إلا نحن ، إنما تكمن المفارقة فى أن ليس
فى إله مورجان فرييمان ما يشين الآلهة أكثر من معظم غيره من آلهة السينما
( إلا طبعا لو كانت رقابتنا عرقية تهتم بلون بالبشرة ! ) . على أية حال لن نضيع وقتك أنت
كثيرا ، وإليك نتيجة بحث أضاع من وقتنا نحن الكثير ، وعصر من ذاكرتنا
ما هو أكثر . بدأناه من شهور متوقعين ما سوف يحدث اليوم . أو حتى لا
نكون بهذا القدر من الغرور والثقة المفتعلة ، نعترف بأننا أعددناه لمستقبل غير
محدد ، فبصراحة ‑وبغض النظر حتى عن فشل محاولة الرقابة الحكومية أيضا
منع الفيلم فى ماليزيا قبل ثلاثة شهور‑
لم نتخيل مبدئيا أن يونيڤرسال ستجرؤ أصلا على التقدم بفيلمها هذا للرقابة
المصرية ذات السمعة العالمية العريضة ( طبعا عريضة جدا بفضل همة فاكس
الأسوشيتيد پرس الذى لا يعرف أبدا الحكمة المأثورة ’ إذا بليتم
فاستتروا ‘ ، والذى صنع بالتالى معظم أخبار هذه الصفحة أعلاه حتى
الآن ! ) .
هو بحث متواضع عن بعض أمثلة
لتجسيد الإله فى السينما . … عزيزى مدكور ثابت ، إليك
الآن الكابوس الحقيقى ( علما بأننا سنعفيك من كابوس تجسيد الرب فى أفلام
الپورنو فهى قصة يطول شرحها ، ويمكنك البدء بنفسك لو شئت من فيلم مثل Bubbles Galore ) :
- أبو
الجميع وأبو كل علمانية السينما الجريئة الصارخة ولا يزال أعظمها حتى اليوم
’ الختم السابع ‘ 1957 لإنجمار برجمان . فى الواقع لا يوجد إله
أصلا ، فقط هناك ’ الموت ‘ ( يقوم بدوره بينجت
إيكيرود ) ، الذى يلاعب البطل ( ماكس ڤون سيدوڤ )
العائد من الحملات الصليبية مباراة شطرنج كى يقطف حياته . كما يسأل البطل
نسأل نحن ، أين الإله ؟ والإجابة الجلية التى لا تحتمل اللبس أن لا
إله . فقط من يقف وراء هذا العالم هو هذا ’ الموت ‘ بزيه ومنجله
المألوفين ، سبب كل الخراب والدمار وإزهاق الأرواح والأوبئة التى تعم قارات
أرضنا الخراب التى يقدمها الفيلم على نحو مروع الإفزاع من خلال رحلة البطل
الأوديسية . يكفى أن ’ الموت ‘ هو نفسه من يتلقى الاعترافات فى
الكنيسة ، وأنه يؤمن ضمنا على شكوك البطل فى أن لا إله ، وأن الموجود
فقط ‑إن وجد‑ هو إله واحد : هو ،
’ الموت ‘ ! - فى ’ رأس المسح ‘ Eraserhead 1976 أول أفلام ديڤيد لينش ، تغلق كل بشاعات الرعب
السيريالى الترسيمية فائقة التقزيز وإثارة الامتعاض ، تغلق ’ برجل
الكوكب ‘ كما تسميه عناوين الفيلم ، المتطلع من خلف إحدى
النوافذ ، يشد رافعة وينهى الأحداث كما بدأها . - فى ’ أوه يا رب ! ‘ 1977 كان
چورچ بيرنز إلها يعانى من عقدة الاضطهاد لأن الناس يعتقدون أنه قد مات ،
ويجد بحثا عن رسول لإيصال الرسالة ، ومنها اعترافه بأطنان من أخطاء الخلق
( كالتبغ ، الخجل ، النعام ،
والمحامون ! ) . وفى النهاية يعلن تبرأه من الخلق برمته ويوكل
مسئولية إصلاح ما صنعت يداه للبشر أنفسهم . - فى ’ الفردوس يمكن أن ينتظر ‘ 1978
كان چيمس ميسون إلها لطيفا مرحا غير مبال وزلق اللسان قليلا ، والعنوان
وحده يكفى ! ( إعادة لفيلم 1943 الأفحش كوميدية من إرنست
لوبيتش ) . - فى ’ كل ذلك الچاز ‘ 1979 كان الإله
امرأة شهوانية فتاكة جنسيا هى الفاتنة چيسيكا لانج . - فى ’ أوه يارب ! كتاب 2 ‘ 1980
تتواصل پارانويات چورچ بيرنز ، يزيد عليها أن لا يجد رسولا يصدقه سوى طفل
صغير هذه المرة . - فى الجزء الثالث ’ أوه يارب ! أنت شيطان ‘
1984 العنوان يقول كل شىء ، ويقوم ممثل واحد ‑هو نفس چورچ بيرنز‑
بالدورين معا . - فى ’ الفردوس ‘ Heaven
1987 تأخذنا النجمة دايان كييتون كموجهة ومضيفة لهذا الفيلم الوثائقى ، فى
رحلة مع تجسيدات الإله وما بعد‑الحياة المختلفة فى السينما ، وتترك
لك استنتاج ما تشاء . - فى ’ عصير الخنافس ‘ 1988 ،
سيرالية تيم بيرتون الفاحشة ، الإلة بيروقراطى عفن وفاسد ، لا يعنيه
شىء سوى فوت علينا بكره يا سيد ، بينما الناس المساكين ملقى بهم فى عذاب المطهر
ينتظرون المقابلة الموعودة الخاصة بالحساب ! - فى ’ القمة المزدوجة ‘ Twin Peaks ( المسلسل التليڤزيونى 1989 والجزء الثانى منه 1991
والفيلم السينمائى 1992 ) ، وكلها لديڤيد لينش ، هناك
دائما إله ، أيضا ‑وكما ’ رأس المسح ‘‑ أيضا فى
التتابع الأخير ، وبالمثل ذلك السادى المتلذذ السبب فى كل بشاعات
حياتنا . اسمه هذه المرة ’ الرجل من المكان الآخر ‘ ، أما
صورته فمعدلة قليلا عن جاك فيسك سوى الخلقة فى فيلم لينش سالف الذكر ،
هنا : قزم راقص دميم سمج ! - فى ’ دائما ‘ 1989 الرائعة أودرى
هيپورن إله خلاب يبشر ‑صدق أو لا تصدق‑ بماذا ؟ بالحرية !
أى نوع من الآلهة هذا الذى تفتق عنه خيال العلمانى القح ستيڤين
سپييلبيرج ؟ إله غير موجود حتى فى أشهر سلاسل محلات السوپر ماركت .
تأكيدا كان هذا أحلى هجاء بل وتفكيك ممكن للدين من جذوره من خلال تقديم دين
خيالى بديل توهمى بالكامل ، أو كانه نسخة فوتوجرافية سالبة من الأديان
والآلهة كما نعرفها ! - فى ’ مستر قدر ‘ 1990 العكس
بالضبط ، على الإنسان أن يرضى بقدره ، فالإله أكثر علما
بمصلحته . أيضا الرسالة وصلت ! - فى ’ سلم چيكوب ‘ 1990 كان شاغل
الإله الوحيد المنافسة مع الشيطان على الظفر بأكبر عدد من الناس لا أكثر . - فى ’ النشوة ‘ The
Rapture
1991 ( والكلمة تعنى أيضا الانهيار ) ، كان الإله حاقدا موتورا
لا يعنيه سوى التلذذ بتعذيب العصاة ، وعامة يعتبر أسوأ تجسيد للإله
سينمائيا وفيلم تجديفى مباشر وأثار جدلا هائلا فى حينه ، لا سيما وأن
البطلة ( ميمى روچرز ) المتزمتة دينيا تمر بفواحش كثيرة يجسدها الفيلم
بإسهاب ، ذلك فى خضم سعيها للوصول لتلك النشوة بالتوحد مع الإله ، فقط
كى تصدم فى النهاية بأكثر الأشياء فحشا على الإطلاق : ساديته ! - فى ’ رجال بملابس سوداء ‘
1997 ، كان الإله فى لقطة النهاية حشرة ‑نعم حشرة‑ تتلهى بكرات
هى أكوان مختلفة . - فى ’ الكاهن الأكبر ‘ The Big Kahuna 1999 ، أسهب دانى ديڤيتو فى وصف كيف رأى الإله فى المنام
فى صباه ، عبارة عن صبى بوجه أسد يختبئ مذعورا داخل صوان يقف وحيدا ‑أى
الصوان‑ وسط مدينة مدمرة بالكامل بعد حرب هائلة أو ما شابه . - فى ’ دوجما ‘ 1999 كان الإله النقيض
من أودرى هيپورن ، فتاة صغيرة قبيحة متخلفة عقليا . ونضيف أن عامة
الإلهة الأنثى ليست غريبة على كل العقائد غير التوحيدية ، بل حتى الفيلسوف
ليو ستراوس فى تفسيره الشهير للفصلين الأولين من سفر التكوين ، يثبت أنها
تقول ضمنا إن الإنسان جاء من تزاوج إلهين ذكر وأنثى ( أفضنا فى هذا من قبل ) . هنا فى هذا
الفيلم الأهم أن العنوان وحده لا يكفى . مات ديمون وبين أفليك وسلمى حايك
وكريس روك ، وكثيرون ، ونحن ، يصدمون بالنتيجة بعد طول انتظار .
ليندا فيورنتينو هى الشيطان ، ويبدو أن المؤلف‑الموجه كيڤين
سميث أراد بها أن تغلق دائرة ’ الختم السابع ‘ بأن نعرف أنها الكل فى
الكل . طبعا على نحو أكثر فحشا وهجائية واستخفافا بكثير بكل ما هو
’ دوجما ‘ ! - فى ’ چاى وبوب الصامت يضربان من جديد ‘
2001 الجزء الثانى من ’ دوجما ‘ تعود نجمة الغناء الكندية ألانيس
موريسيت للاستمتاع بدور الإله الأنثى المضحك ، رغم أن كل شىء حولها فى
الفيلم بات مختلفا جدا ! - وأخيرا فى ’ برووس كلى الجبروت ‘ 2003
( ليس توراتيا طبعا ، ذلك لو كنت قد فهمت هذا من مقدمتنا ، ولا
يمكن لأى فيلم أن يكون كذلك اليوم إلا لو صنع فى أرض الإسلام المتخلفة
عقليا ! ) ، يترك الإله الكون الخراب سيئ الصنع صعب الإدارة لشاب
من البشر ( چيم كارى ) يتوسم فيه أن يتدبر هذا العالم ‑ولو
لبرهة من الوقت‑ أفضل منه ! اكتب رأيك هنا [ انظر متابعتنا اللاحقة فى
صفحة العلمانية للأفلام عن حياة يسوع
بمناسبة فيلم ميل جيبسون ’ حرقة المسيح ‘ 2004 . ثم بذات الصفحة مراجعتنا للفيلم
المصرى ’ بحب السيما ‘ 2004 الذى مثل محنة كبرى للرقابة فى
حينه ] .
10 مايو 2004 : رد وجيز بليغ وقوى جدا ، هذا الذى تفضلت به ديزنى اليوم على
لسان رئيسها مايكل
أيسنر ، ردا على
الپروپاجاندا اليسارية الهائلة التى تعم أميركا حاليا ، ومنها النيو يورك تايمز ،
بخصوص فيلم ’ فهرنهايت 9 / 11 ‘ . النص الأصلى موجود كاملا بجوار هذا الكلام ، وفحواه
أن التصليح الأول للدستور الخاص بحرية التعبير يحمى ديزنى تماما كما يحمى مايكل
موور . وقال إنه كما أن التايمز ليست ملزمة بتعميم كل مقال يرد إليها فإن
ديزنى ليست ملزمة بتوزيع كل فيلم يعرض عليها . وأنهى كلمته بنوع من ڤولتير
قائلا إن رفض توزيع الفيلم لا يجب أن يتنقص من موقف ديزنى المبدئى فى الدفاع عن
حق مايكل موور فى التعبير عن رأيه ، ويعد بأن تشارك ديزنى فى أى احتجاج لو
منعت أية جهة حكومية الفيلم . وفعلا هو محق فالقضيتان مستقلتان
تماما ، لكن ما لم يقله غن هذا الخلط مقصود بل مقصود جدا ، بل هو ديدن
اليسار فى كل الدنيا وكل العصور . وإن كان لا ينفى هذا وعى أيسنر بتلك
الأساليب ، ذلك من خلال أقوى وأشجع عبارة له ، والتى جاءت ردا على
اتهام ديزنى بالجبن . قال : ’ الجبن الحقيقى هو أن كنا نروع بكل
هذا ونقبل توزيع الفيلم ! ‘ . مايكل موور يؤجج
تلك الپروپجاندا بما يشيعه عن أن البيت الأبيض قاوم تصوير فيلمه من الأصل ،
وإن تباهى فى نفس الوقت بعنتريته الفائقة ودهائه المذهل فى دس مصوريه على
الپنتاجون ليصوروا فى العراق ، والپنتاجون كالزوج المخدوع لا يعلم أن هؤلاء
هم رجال مايكل موور ( يقولها وهو يضحك طبعا ) . إذا كان ما يقوله
الفيلم نفسه أشياء لا يمكن إثباتها ، فما بالك بكلام موور المرسل
كهذا ، ناهيك عن أن قرار ديزنى كما هو واضح من كلام أيسنر قرار عمره أكثر
من سنة ، أى ملف مغلق وشبع غلقا ، وإثارته اليوم ليس لها إلا هدف واحد
مكشوف جدا هو الترويج للفيلم ، حسب الأساليب اليسارية النمطية المألوفة جدا
إن لم نقل المستهلكة والتى شبعت استهلاكا . المشكلة ‑أو
بالأحرى هى لم تعد بمشكلة على الإطلاق من فرض تعودنا عليها‑ أن هذا يؤجج
الپارانويات العربية إلى مداها الأقصى . عندنا فى أرض الپارانويات
العربية ، الپروپاجاندا وصلت لحد اعتبار هذه رقابة ومنع ، بل تقريبا
تتحدث عن الأمر من هذه الزاوية فقط . وتحول الجميع لوعاظ عن ضرورة إلغاء الرقابة
وعن حرية التعبير المسفوحة على تراب العم سام .
نحن موقفنا واضح فى التفرقة بين حرية مطلقة تخص أمور
الإنسان الشخصية كالجنس وما إليه ، وبين قضايا السياسة والاقتصاد والتقنية
التى لا تحتمل الهزل والتحريض ولا الزج بعموم الناس فيها غالبا رغم
إرادتهم ، وفقط لتحقيق أطماع حفنة من الساسة اليساريين الفاسدين ،
وحتى فى هذه موقفنا هو نصرة المنافسة المطلقة ، وننادى بالحجر على هؤلاء والبطش
بهم ، لأن برنامجهم السياسى والأيديولوچى هو مصادرتها ، أى أساسا
لكونهم أعداء للحرية ، وقمعهم هو فى رأينا حماية للحرية لا أكثر . لذا
هنا لا نكتب دفاعا عن الهراء الديموقراطى أو عن الحق فى التخريب السياسى أو
خيانة الأوطان ، وكلها قيلت فعلا فى مايكل موور ، إنما فقط تصحيحا
للمصطلحات . يا سادة ، لم
يمنع أحد مايكل موور أو أوليفر ستون أو أى أحد آخر من أن يعبر عن رأيه كما
شاء . طبعا كما قال أيسنر بلهجة لا تخلو من الاستغراب والحدة ، ديزنى
ليست ملزمة بتوزيع كل فيلم يتقدم لها . هذه بديهية اقتصادية قبل أن تكون
حقا سياسيا . ما الذى أقحم كلمة رقابة فى الأمر . المشكلة فى مايكل
موور . هذا الذى لا شك يفخر بلقب العدو رقم 1 فى العالم للرأسمالية
والشركات الكبيرة ، يريد مع ذلك لفيلمه أن يعرض من خلال أكبر شركة ترفيه فى
الدنيا . ولو صنع فيلما عن شركات الترفيه الكبرى غدا ، سيملأ الدنيا
ضجيجا حول حقه فى عرضها من خلالها . كأى شركة وكأى فرد ، ديزنى ومايكل
أيسنر من حقهما أيضا طبقا للتصليح الأول للدستور الذى يتشدق به مايكل موور أن
تؤيد الرئيس بوش أو أن تقف على الحياد ( هذا الأخير هو ما قالته
فعلا ، لكن طبعا موور لا يراه حيادا إنما تواطئأ وانحيازا وتآمرا ) . بدلا من هذا
الضجيج الذى اعتقدنا أننا قد تجاوزناه برحيل رضوان الكاشف وتفاقم مشاكل الحنجرة
فى السنوات الأخيرة عند يوسف شاهين ( اقرا هنا ) ، ببساطة على مايكل موور
أن يبحث عن موزع آخر أو أن ينشئ شركة توزيعه الخصوصية من أجل ترويج أكاذيبه أو
أصاديقه . لم ولن يمنعه أحد من هذا ( للأسف ! ) . ما
عدا ذلك نقول إن هؤلاء وأولئك يسار غربى وعالمى متطرف عملاء لبن لادن وصدام حسين
ويريدون أن يحكم العالم كله ‑وفى طليعته أميركا‑ أناس من أمثال
ستالين وماو . أما كل من أصبح يتحدث ضد الرقابة اليوم بالذات عندنا ،
فردا فردا ، وبالأسماء ، فهو فى الواقع من أشد أنصار الرقابة .
فقط هو يتخيلها تفصيلا على مزاجه الشخصى . اكتب رأيك هنا [ ملحوظة : أغلب النصف الأول للفيلم بدا سعيدا
جدا باكتشافاته حول علاقة آل بوش وآل بن لادن . ما المفاجأة فى هذا ،
بل ما الخبر أصلا . لو كان الفيلم قد اكتشف العكس لكان ها هو الخبر ذا
الأن . لبن لادن أكثر من خمسين أخا وأخت ، أو للدقة لمحمد بن لادن 22
زوجة 25 ابنا 29 ابنة . غالبية هؤلاء رجال بيزنس فائقى الثراء فى
الغرب . هذه حقيقة عمرها عقود من الزمن ، والكل يعرف من هم ومن هو
أخوهم ، ولم يشعر أحد بغضاضة ولا مشكلة كل ذلك الوقت . طبعا هم جميعا
سعوديون عرب لهم ما للسعوديين والعرب وعليهم ما على السعوديين والعرب ، لكن
لا أسرار خاصة ، تماما مثلا كعلاقة بوش وتشينى بالسعوديين . علاقة
قديمة ولا قيمة خاصة تذكر لإعادة الحديث فيها . منذ مطلع العام على الأقل
صدر عن هذه العلاقة كتاب مطول ’ آل
بوش آل سعود ‘ ، بغض النظر عن كونه تحريضا يساريا هو أيضا .
منذ مطلع العام أيضا
على الأقل ، وكارمن بن لادن شبه نجمة فى الإعلام الغربى ، ذلك على
الأقل منذ صدور النسخة
الفرنسية من كتابها ’ داخل المملكة ‘ عن علاقتها بآل لادن
( أو لادين Ladin كما
تفضل الأسرة ، وبالذات زوجها السابق يسلم ، تسمية نفسها
بالإنجليزية ) ، والذى تستعد فى الأسابيع القادمة لإصدار النسخة
الإنجليزية منه . إنه
نوع من التهييج لا أكثر . خلط الأوراق ، إثارة الشبهات ، الغمز
واللمز ، لكن لا رأى محدد تحصل عليه ، ناهيك عن أن تحصل عن مشروع
بديل . هذا
شىء نعرفه جدا فى مراحيضنا الإعلامية العربية . فقط أى كلام تهاجم به أميركا أو إسرائيل أو
مجلس الحكم فى العراق ، وفى اليوم التالى لو فعلوا عكس ما يفعلون ستهاجم ما
يفعلون . تتحاشى الكلام عن صدام أو عن إرهابيى التفجيرات فى العراق ،
وتقول الأمن غير مستتب منذ دخل الأميركيين العراق ، وتترك المشاهد أو
المستمع يلقى باللوم عليهم لا على المجرمين الأصليين الذين يقوضونه . ستقول
بن لادن برئ من 11 سپتمبر والموساد هو الذى فعلها ، لكن حين يظهر بن لادن
بشحمه ولحمه الوضع
هنا أسوأ حتى من فيلمه السابق ’ لعب البولينج لكولومباين ‘ 2002 الذى قال كل الأشياء وقال
عكسها ، والمحصلة أن لم يقل شيئا . ما أن تمسك بخيط وتقول ها هو أخيرا
قال شيئا بغض النظر حتى عن صوابه من عدمه ( الفقر هو سبب العنف فى أميركا
مثلا ) ، حتى يتركه وتشعب فى أشياء أخرى لسبب بسيط أن الأطروحة لم تكن
مقنعة ولو استطرد فيها لتوصل لدحضها ( بما أنه لا يوجد عنف إلا فى
أميركا ، إذن كل العالم أثرياء ولا يوجد فقر إلا فى أميركا ) .
هو تهييج لا أكثر ضد أناس لم يستطع إثبات أى شىء ضدهم ( هل لو مات تشارلتون
هيستون وألغيت جمعية البنادق لاختفى العنف من أميركا . هو لا يهمه هذا بل
يهمه فقط أشياء من قبيل ما أراد تصويره كلحظة الإذلال الذى أراد وضع هذا الكهل
الچنتلمان فيها بعد أن خدعه ودخل بيته ، فما كان من هذا الأخير إلا أن تركه
وانصرف بكل تهذيب وسمو يناسب ضعفه ووقاره كشيخ ، ودون كلمة تعليق واحدة .
هو لا يفهم أن هذه سلوكية أرستقراطية جدا وأنه هو الذى كان محل الاحتقار
والإذلال ) . فيلمه فقط تهييج محض ضد أناس بعينهم يخالفهم
أيديولوچيا ، لكن لا تبحث عن أى منطق بالمرة . بالبلدى هو شخص
’ بيلوش ‘ ( بتشديد الواو أو بدونه ) ، ومعناها فى
العامية المصرية الأعمى الذى يكيل اللكمات فى كل اتجاه . ناهيك عن أن الأسئلة الحقيقية لا تطرح
أبدا : هل مصرع 11 ألفا سنويا بالسلاح فى أميركا رقم كبير حقا ؟ ما
نسبة الأخيار للأشرار فيهم ؟ ثم هل هو شىء سيئ أصلا ؟ ما هى علاقته
بوضعية أميركا كالقوة العظمى الوحيدة فى العالم ؟ ألا يمكن أن يكون هذا
الميل الزائد للعنف والتحسب من الغير أو حتى نزوع الفرد لتجربة قتل إنسان آخر أو
رغبة سحب السلاح والعيش فى يقظة دائمة ألا يمكن أن تكون أشياء حداثية
للغاية ، إن لم تكن بعضا من أسرار عظمة أميركا ، وأنها لو انقلبت بلدا
مسالما كما يريد الرومانسيون هل سيرضون لها بالوضع الاقتصادى الحالى لمصر
مثلا ، كبلد شعبه مسالم جدا إذا كان معيار المسالمة هو عدم إطلاق
النار ؟ نفس
المنهج يتواصل فى ’ فهرنهايت ‘ مع فارق أنك ربما لا يعنيك كثيرا من
تطاول عليهم فى الفيلم الأول ، إما هنا فضحايا سلاطة لسانه ، هم
تحديدا رواد تطهير العالم من قوى الظلام والتخلف وحماة حضارتنا المعاصرة ،
چورچ دبليو . بوش وفريقه ( أما العراق فهو ’ أمة لم تهاجم أبدا
الولايات المتحدة ولم تقتل أبدا مواطنا أميركيا ‘ ) !
للأسف
من منظور سينمائى محض ، كنت شخصيا من السعداء جدا بالتثوير الذى قام به
مايكل موور فى حقل الفيلم الوثائقى ، وفتحه أبواب مشاهدته أمام الجمهور
العريض ، من خلال ’ لعب البولينج لكولمباين ‘ حائز الأوسكار
الوثائقى ، وغير المسبوق من حيث الإيرادات ( 21 مليونا داخل
أميركا ) كوثائقى كلاسى يعتمد على الحوار والمقابلات وليس إبهار الصورة
والأيماكس كالأفلام الشهيرة صاحبة الأرقام القياسية ( ’ أن
تطير ‘ 1976 82 مليونا داخل أميركا ، ’ إيڤيريست ‘
1998 77 مليونا ) . لكن الواضح الآن أن المستوى الذى يسعى لا يزيد عن
مستوى وثائقيات يسرى فودة السرية للغاية على شاشة الجعيرة . يذهب
لمكان ، الكل يتمنع عن الحديث ، أخيرا يرضى أحدهم بالكلام ،
يهيئك الفيلم أو البرنامج لأن سوف تستمع لمعلومات استخبارية من أعمق
مستوى ، فقط كى تكتشف أنك قرأت كل شىء فى الصحف من قبل ! ربما
فيما يخص الأفلام الوثائقية السياسية بالذات ( أو تحديد
الپروپاجاندا ) ، يتعين على المرء النظر بحذر ، هذا تحريض وولا
يصح أن تكون الجماهيرية أو الفنية معيارا لكل شىء . أو بالأحرى هو نفس منهج
صفحتنا هذه ، لا حق لأحد للرقابة على الفكر ( سياسة أو دين أو جنس )
إلا فيما يهدد الأمن ( الشاغل الذى علمنا إياه تاريخ الحضارات وتذكرنا
إسرائيل حاليا أنه يجب أن يأتى قبل الكلام فى أى شىء آخر ! ) ،
أو بعبارات أشد دقة سبق لنا ذكرها فى المدخل الرئيس للصفحة : قد لا نرفض من حيث المبدأ الحد من حرية دعاة الحد
من الحرية ‑كأصحاب الأيديولوچيات الشيوعية والقومية والدينية بما تمثله من
كراهية وقمع وعرقية وبرامج كراهية‑ بل الواقع إن الحد من حرية هؤلاء ليس
جائزا فقط ، بل واجبا إن كنا حريصين حقا على أوسع قدر قدر الحرية
المجتمعية . والمقصود بالحرية هنا ثالوث الحريات القاعدية ، حرية
الاقتصاد وحرية الحراك الاجتماعى والحريات الشخصية . هذا وإن كنا قد أضفنا
أن المنع قد لا يكون ضروريا حتى فى غالبية تلك الحالات ، إذا وضعنا فى
الاعتبار الطبيعة الانفعالية التى يتمثلها المتلقى فى الوسيط السينمائى ،
أو أن أحدا لا يأخذ السينما فكريا على محمل الجد أبدا ! ] .
[ مهرجان كان
يبيع سلفا السعفة الذهبية لشركة ميراماكس . لا
جديد فى هذا ، رأيناه مرارا منذ ’ جنس وأكاذيب وشرائط ڤيديو ‘
1989 أول انطلاقة لسمعة الشركة المختلطة ما بين فهم السينما والبلطجة بها والتى
كانت قد تأسست قبله بعشر سنوات كاملة . الجديد أنه لفيلم سياسى يمثل كل ما
تناهضة هولليوود فنيا . مواقف جيدة كثيرة مثل ڤاريتى التى محصت الفيلم على محك الحقائق
الدارجة ، ومثل وول سترييت چورنال التى وصفته بالپروپاجاندا الصارخة إن لم
تقل السيئة أيضا . المدهش أننا كنا نتوقع أن يتحدثوا عنه على الأقل كفيلم
مسلى أو متقن الصنعة أو كسخرية محببة وخفة ظل وهى حقائق أحيانا على أية
حال ، لكن هذا حتى لم يحدث ! ربما هم أصح منى ، فمايكل موور لا
يمكن أن يكون سيرچى أيزنستاين أو لينى رايفنستال ، لقد حلقت الپروپاجاندا
فى الماضى السوڤييتى والنازى على الأقل ، لآفاق رائعة من الفن ،
بحيث ما نراه الآن مراحيض لا أكثر ! المزيد هنا فى متابعتنا اللاحقة الأكثر
تفصيلا عن أسرار هذه الصفقة سيئة السمعة بين اليسار الأميركى وفرنسا اليسارية
ككل ، وكذا المزيد عن أكاذيب مايكل موور وفيلمه ، وعن مستقبل علاقة
هولليوود بمهرجان كان ! بمناسبة مهرجان كان والرقابة
معا ، انظر القصة المستقلة فى صفحة الفن الجماهيرى ، عن مدى الجرأة فى تناول الأمور الجنسية الذى وصلت
إليه السينما الهندية فى الشهور الأخيرة ، وهى
تقليديا كما تعلم واحدة من أشهر سينمات العالم تأدبا . فإلى هناك ] . [ تحديث :
1 أغسطس 2004 : الأمير تركى الفيصل السفير السعودى
فى لندن ، أدلى بحديث للتليجراف اليوم
عن مايكل موور وفيلمه . قال إنه ‑أى موور‑ اندفع وراء
التخمينات فحولها لاتهامات ، بينما كان المفروض أن يقوم بجهد بحثى
أكبر . طلب القدوم للسعودية ومنح التأشيرة لكنه لم يحضر أبدا . قال إن
ما افترضه من تهريب بعض أفراد من العائلة المالكة السعودية زائد أفراد أسرة بن
لادن خلال فترة الحظر الجوى بعيد 11 سپتمبر قد نفاها تقرير 11 سپتمبر .
وهذا التقرير أضاف أن ذلك تم بعد فتح المجال الجوى الأميركى يوم 13 ، وليس
بناء على طلب من البيت الأبيض ، بل تولاه مكتب التحقيقات الفيدرالية
بالكامل ، فالمؤكد أن لم يكن من مصلحة أحد ترك أناس يحملون اسم بن لادن
طلقاء وسط الجمهور الأميركى . كلام مقنع وبديهى ومفحم لكن هل
كذلك أيضا رد الأمير الفيصل على إفاضة الفيلم فى دعم السعودية لتنظيم
القاعدة . نعم هو مفحم أيضا ، لكن على السطح فقط . قال الأمير
كيف ندعم القاعدة وكنا نتوقع أنها ستهاجمنا نحن وليس أميركا . صحيح !
لكن المشكلة ليست فى علم الحكومة السعودية إنما فى غفلتها . المشكلة أن
القاعدة ترعرعت ولا تزال ( نكرر ولا تزال ) تترعرع على البنية التحتية
التعليمية الرسمية ( نكرر الرسمية ) للمملكة التى تدرس التكفير
( سمه الإسلام الصحيح أو الإسلام الخاطى ما شئت ، فمكان هذه المناقشة ليس هنا ) . والقاعدة
ترعرعت ولا تزال ( نكرر ولا تزال ) تترعرع على البنية التحتية
التمويلية الرسمية ( نكرر الرسمية ) للمملكة ، تلك المسماة
التبرعات الخيرية أو الدعوية والتى يقدم عليها الشعب السعودى بسخاء لنشر كلمة
الإسلام التكفيرية عبر العالم ولرعاية أسر الشهداء كى ينجبوا المزيد من
الشهداء ، كلها طبعا طلبا لنعيم الجنة الموعود . قطعا مايكل موور يلقى التهم
جزافا ، وقطعا هو يخاطب الجهلة ويعتمد على جهلهم فى ترويج سلعته ،
وفيلمه بل وكل أفلامه أى كلام لدرجة مذرية . لكن كونه ’ يهبل ‘
لا يجب أن ينسينا بعض الحقائق المجردة البسيطة ] . [ تحديث :
15 أكتوبر 2004 : الأحداث تتلاحق بسرعة . كما
نقول أو يقال عادة . هولليوود تقول إنها لا تحب الدين ولا تحب
السياسة ، فما بالك إذا الفيلم الدينى ترويجا فاضحا للخرافة وكان الفيلم
السياسى تسمية للأكاذيب سينما وثائقية . والأسوأ من هذه وتلك أنها لا تحب
أن يلوى أحد ذراعها أو أن يضربها تحت الحزام . من ثم هى لن ترحم من يخرج
على قوانينها القاعدية تلك . والحساب عسير ولن يتأخر لم أصحاب فيلمين طرقا
الأبواب الخلفية للى الذراع ’ حرقة المسيح ‘ من المعسكر المسمى
باليمين الدينى ، و’ فهرنهايت 911 ‘ من معسكر اليسار .
كلاهما تحدى هولليوود وفرض نفسه على شباك التذاكر فرضا ، لكن النيران
العكسية كانت هائلة . فيلم ميل جيبسون رفضت الستوديوهات الكبيرة توزيعه
ووزعته شركة تسمى نيوماركت ، أما بقية الحساب فتأتى يوم الحساب ،
وخللى فلوس جيبسون تنفعه ! وللمزيد انظر مدخلنا الكامل المستقل فى صفحة العلمانية . أما بالنسبة لفهرنهايت
فقد تحدى ديزنى من خلال إحدى شركاتها ميراماكس التى ينص العقد مع مديريها هارڤى
وبوب واينستاين وهما مؤسساها كما تعلم على كثير من الحرية لهما ، النتيجة
أن ستطردهما ديزنى من رئاسة الشركة حين يحل تجديد عقدهما بعد أقل من سنة ،
ومن الجائز للغاية أيضا أن تقرر إذابة كل اسم ميراماكس من الوجود
( بالمناسبة هو اسم مركب من اسم والدى هارڤى وبوب ، ميريام
وماكس ! ) . وهذا فى رأى أى عاشق للسينما ، خسارة كبيرة
لشركة ارتبط اسمها بأفلام من مستوى التنافس على أوسكار أحسن فيلم أو حفنة لا بأس
بها من الجوائز الأخرى ، مثل ’ لعبة الصراخ ‘ و’ قدمى
اليسرى ‘ و’ الپيانو ‘ و’ قصص عجينية ‘ Pulp Fiction و’ ساطرات منزل شراب
التفاح ‘ The Cider House Rules و’ شيكسپير عاشقا ‘ و’ شيكاجو ‘
و’ الساعات ‘ و’ عصابات نيو يورك ‘ ، وستضيف هذا العام
’ الطيار ‘ لسكورسيزى أيضا ، وطوفان كبير آخر فالقائمة أطول من
هذا جدا فى الواقع ( ولو شئت اضف أنت على مسئوليتك ’ المريض
الإنجليزى ‘ ! ) ، زائد توزيع من خارج أميركا بمستويات مثل
’ سينما پاراديسو ‘ و’ الحياة جميلة ‘ و’ ساعى
البريد ‘ و’ أميلى ‘ ، وطبعا حفنة من المشروعات الطموح الصغيرة ،
مثل ’ الموظفون ‘ ومثل أفلام تارانتينو ككل . لكن باختصار
المسئول عن كل هذه الكارثة شخص غير مسئول يدعى مايكل موور ! هذه
واحدة ! الثانية أن كل
الخطط المعلنة لبث فيلم فهرنايت عشية الانتخابات بنظام الدفع نظير المشاهدة قد
باءت بالفشل . هذا ما أعلنته اليوم
شركة إن ديماند . ملحوظة : شركة إن ديماند التى رفضت البث هذه مملوكة
جزئيا لتايم وارنر ، وكما تعلم تاريخيا وارنر يسارية للغاية ، لكن كما
قلنا لا أحد فى هولليوود يحب لى الذراع والضرب تحت الحزام . هذا مع ملاحظة
أن التلاسن صريح جدا بين غالبية ساحقة من رموز هولليوود وبين بوش شخصيا الذى
أشار أكثر من مرة للقرية التى يزورها أنها أميركا الحقيقية وليست
هولليوود ، الثالثة جاءت
قبلها بساعات مساء
أمس أن جهود 12 سيناتور ديموقراطى وعدد آخر من أعضاء الكونجرس لمنع بث
الفيلم الوثائقى المنافس عن تاريخ
البطولات المزيفة لچون كيرى بعنوان Stolen Honor —Wounds
That Never Heal . كان هؤلاء قد طالبوا لجنة الاتصالات
الفيدرالية بالتدخل لوقف خطط شركة البث التليڤزيونى سينكلير لبث الفيلم
عشية الانتخابات . ودفعوا بأن هذا يخرق ما يسمى بفرصة الوقت المتساوى .
بوضوح وصرامة تامين رد مايكل پاول ( ابن كولين ) رئيس اللجنة .
قال : المنع من جانب اللجنة سيشكل خرقا صريحا للتصليح الأول للدستور .
ثم أن حق الفرصة المتساوية لا يعنى منع العرض ، إنما إعطاء مساحة مساوية
للرد من جانب الطرف محل الهجوم ، وهذا شىء يلتزم به الجميع بداهة . … تعليق على القصص الثلاث : رغم أننا ومنذ فجر هذه الصفحة لم نرفض المنع من
حيث المبدأ ، إلا أننا حددناه بتكبيل حرية دعاة تكبيل الحرية ،
واليسار الضرائبى الذى يغل حرية الاقتصاد هو فى رأينا هدف مشروع جدا فى رأينا
للمنع ، إلا أن : 1- لم ننصح أبدا باللجوء للمنع إذا كان من الممكن
العكس ، ذلك أن الهدف الغائى هو إشاعة الحرية نفسها ، ومنع البعض قد
يثير جلبة وتحريض تضر الحرية أكثر ما يضرها أن تعرض أشغالهم ويمر الناس عليها مر
الكرام بالذات مع وسيط يؤمن بالانفعالات لا الفكر كالسينما . بمعنى آخر
محتوى الحرية يقتضى منع هؤلاء ، لكن الصيغة نفسها قد لا تخدم إشاعة
الحرية ، ويفضل تحاشيها قدر الإمكان . 2- لاحظ الفارق بين موقف
هولليوود من ميل جيبسون ومن فيلم موور ومن تفكيك شركة ميراماكس ومن البث التليڤزيونى
المزمع للفيلم المذكور ، كلها من ناحية ، وبين موقف أولئك السيناتورات
الديموقراطيين من ناحية أخرى . كل المواقف الأولى مبنية على قرارات
اقتصادية ، ليوزع من شاء ما شاء لكن ليس بأموالنا أو باسمنا ، أى أنها
إفعال لحرية السوق وخدمة لركن أركان كل الحريات هذه . أما العقلية اليسارية
فهى ليست فقط عقلية مصادرة إنما عقلية بيروقراطية أيضا ، كل ما فكرت فيه
مطالبة الجهاز الحكومى المسئول بمنع إدارى للفيلم الذى
يهاجمهم ! ] . [ تحديث :
15 أكتوبر 2004 : مدخل خاص بصفحة هولليوود
يتناول موضوع الأفلام فى معركة الرئاسة برمته ، وبه عرض لحشد الأفلام التى
تقف على النقيض من فيلم مايكل موور ، وكذا رصد لانتفاضة رأس المال ثورة على
هيمنة الغثاء اليسارى على الإعلام العالمى لعقود إن لم يكن لقرون من فجر عرف
العالم الغربى كلمتى صحافة وإعلام . وطبعا المتابعة مستمرة بصفحة الليبرالية لمعركة الرئاسة ، ومنها
بالذات تغطية لدور شبكة فوكس نيوز الجديد المبهر والتاريخى فى تثوير دنيا
الإعلام اتجاها نحو الموضوعية والصدق ونزع الصبغة الأيديولوچية
عنه ] . 13 مايو 2006 : ما هو مستقبل
عرض ’ شفرة
داڤنشى ‘
فى مصر . ما علمناه حتى اللحظة أن الرقابة ليس طرفا أصلا فى الموضوع ،
على أى نحو من المناحى . حتى أعضاء لجنة السينما ( التابعة للمجلس
الأعلى للثقافة ، الذى تتبعه أيضا الرقابة ) ، يفكرون على طريقة
الأحزاب والجمعيات الأهلية فى إصدار بيان يطالب عرض الفيلم . من إذن الذى
يمنع الفيلم ؟ الإجابة هى مباحث أمن الدولة ، وهى نفسها التى استدعت
الرقيبة التى صرحت بعرض المقدمة والملصقات فى دور العرض . كل الاتصالات ‑أيضا
فيما علمنا‑ تتم بين القيادات العليا للمباحث وبين الموزع المحلى ،
والمؤكد حتى اللحظة أنه ‑أى الفيلم‑ لن يعرض مع بقية العالم ،
ولو حدث وعرض فلن يكون ذلك قبل سنوات . طبعا المباحث ترى
أنها بهذا تحمى الوحدة الوطنية ، أو تقدم جميلا للمسيحيين ممن تعرضوا لما
تعرضوا فى الأسكندرية قبل
أسابيع . تسألنى هل هذا موقف صحيح . موقفنا المبدئى فى هذه الصفحة
( وفى صفحة الليبرالية ، وفى كل الموقع ) ، هو الدفاع عن
الحرية المطلقة ، وفقط قمع من يحملون برامجا
للانتقاص منها ، ومن بين هؤلاء ‑أو على راسهم جميعا‑
المتدينون . أما فيما يخص الوحدة الوطنية ، فنحن لا نرى شيئا يحميها
أو يعززها أفضل من فيلم يفت فى عضد الدين نفسه ، ويشجع على علمنة
المجتمع . … للمزيد عن ’ شفرة داڤنشى ‘ ، ارجع لمدخلنا المطول قبل سنتين عن الأفلام التى تناولت قصة يسوع ، وهو ‑أى هذا المدخل ، والمتاح أيضا كملف PDF‑ يعتبر ككل دحضا للمسيحية بالذات من خلال تفحص تفاصيل تطورها فى العقود الأولى . وهذا الأخير هو تحديدا لب الموضوع الذى تدور حوله هذه الرواية فائقة النجاح ، والتى تكاد تصبح الأنجح فى تاريخ الأدب ( 40 مليون نسخة والعداد لا يزال يدق ) ، ومن ثم الفيلم المأخوذ عنها ، والذى سيرى النور عالميا بعد ستة أيام … اكتب رأيك هنا |