|
|
|
الإبادة : هل لا يمكن تفاديها ? !
( الجزء الثانى )
Extermination,
Is It Inevitable?!
(Part II)
| FIRST | PREVIOUS | PART II | NEXT | LATEST |
NEW: [Last Minor or Link Updates: Sunday, August 11, 2013].
March 14, 2002: Nuking Mecca. What an idea, but …!
In Part I
February 21, 2002: Sharon surrenders to Palestinian terrorism!
February 19, 2002: A generous initiative from Saudi
Crown Prince Abdullah. But could the Arab rejectionist front appreciate it!
December 20, 2001: A HISTORY MADE: Syria isolated absolutely alone in the Arab League!
December 12, 2001: Arafat days have been numbered.
November 20, 2001: The first evidence of the all-original 21st Century’s systemized extermination: Donald Rumsfeld orders ‘No Prisoners!’
September, October 2001: New Page to cover the tragic events which put world at
war, or almost!
April 18, 2001: Arab Analysts say Colin Powell forced Israel out of Gaza. We say the good general is just an outsider who knows nothing about the new U.S. strategy.
February 26, 2001: If you know a way other than the Neutron Bomb
that can stop Taliban from destroying Buddhas, please
contact us. It’s URGENT!
February 16, 2001: Some good news: Egypt’s Foreign Affairs Mininster Amr Moussa dismissed... AT LAST!
December 28, 2000: Add the new year’s tune to your favorites: Middle East War Drums!
December 18, 2000: This separate page was launched to answer this: What’s best for reading the future: reading the present, reading the past or reading the future?!
December 4, 2000: Israel’s Mr. Deep Blue, aka Benjamin Netanyahu, to be or not to be [back]?
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الجديد ( تابع جزء 1 ) :
9 مارس 2002 : فى تسريب مهم الدلالة والتوقيت ، ذكرت
اللوس
أنچليس تايمز اليوم أن دونالد رامسفيلد فى تقرير سرى منه للكونجرس ،
أمر الپنتاجون بتجهيز خطط لضرب سبع دول بالسلاح النووى . هذه الدول هى
روسيا ( فقط بحكم التعود ، أى بدون ضغينة ولمجرد أنها ثانى أهم قوة
نووية ) ، والصين ( تحسبا لمهاجمتها لتايوان يوما ) ،
وطبعا ثلاثى محور الشر ،
وأخيرنا القزمين السورى والليبى .
مبدئيا نحن سعداء أن تم ضم هذين الأخيرين ،
ولا شك أن سوريا على الأقل تستأهل هذا بجدارة ، مما يعنى أن ولاية بوش باتت
واعية ويقظة لمصادر الخطر الحقيقية على الحضارة حتى ولو لم تكن ظاهرة جدا
للعيان . كذلك بالطبع كنت أتمنى من أعماق قلبى ضم دولة ثامنة هى فرنسا التى تقف وراء كل هؤلاء السبعة ، حيث التعويل على التغيير الديموقراطى من الداخل فيها هو مضيعة
للوقت ، لكن هذه قصة أخرى سنأتى
عليها لاحقا . المهم ، التفاصيل تحدد ثلاثة حالات لاستخدام
السلاح النووى يمكن القول أنها فى الواقع ليست شروطا أو قيودا بالمرة ( من
بينها مثلا ضرب الأهداف عندما لا تدمرها الأسلحة التقليدية ، أو وهو الأغرب
’ التعامل مع المواقف الفجائية التى قد تظهر أثناء
القتال ‘ ! ) . ببساطة لا تحتمل اللبس لقد حصل دونالد رامسفيلد فعليا ومنذ 8 يناير الماضى على تصريح
على بياض باستخدام السلاح النووى . التفصيلة
الوحيدة المثيرة للاهتمام التى قد تعطى ( أو لا تعطى فنحن فى حرب قذرة ! ) قرينة على نوعية
الاستخدامات الأولى جدا المحتملة ، هى الإشارة إلى ’ الدشم الحصينة
التى تم بناؤها أثناء حرب الخليج 1991 ‘ ، وأن عملية بناء قنابل نووية
صغيرة أو ’ مسرحية ‘ theater ( المقصود طبعا تلك
التى يمكن استخدامها فى مسرح العمليات ) تجرى الآن على قدم وساق ،
وأنها ستكون قادرة من خلال موجات الصدمة الهائلة على تدمير مثل هذه المواقع
المنيعة تحت الأرضية ! قلنا مرارا
أن ليس فى وسعنا فهم الحاجة لخمسين
عاما فى حسم صراع يمكن أن يحسم معظمه فى عام واحد من
خلال أسلحة يؤثر السياسيون لها أن تصدأ فى مخازنها . وها هى أميركا بدأت
تدرك كم هو ممل وعقيم اللهاث وراء تعليق آمال كثيرة على الأسلحة التقليدية باهظة
التكلفة سلحفائية النتائج .
فى 11 سپتمبر الماضى كانت صرختنا
’ ألا من علم لاقتصاديات الإبادة ‘ ، وبصدد اقتصاديات الإبادة قلنا وكررنا نحن لا نفهم جدوى اختراع الأسلحة إن لم
تستخدم . والسلاح النووى اختراع رائع وهبتنا إياه الفيزياء والهندسة ،
ونادرا ما يجود العلم بمثله كل يوم . وهو توفير هائل وجبار للجهد
والوقت ، وسيسرع على نحو درامى عملية خلق عالم أكثر تجانسا يفكر فقط فى
الرخاء والتقدم ، ويخلو من قطاع الطرق والمحرضين وذوى الشعارات .
قلنا مرارا
إن الحل هو التقنية ، وإن فشلت
التقنية فالحل المزيد من التقنية ، وطرحنا يوما استخدام القنابل النيوترونية . لكن طبقا
للتقرير الجديد فإن الپنتاجون يراهن على أن القنابل المسرحية هى الحل الذى
سيركّع هؤلاء السادرين فى بلطجتهم ، معتقدين أن الدمار الواسع للقنابل
النووية ، والذى يشمل المدنيين والجيرة الصديقة ، يحول دون
استخدامها . بعبارة أصرح هذا هو الحل المثالى للأخطار اللا متمائلة .
ومن الناحية الاقتصادية المحضة ، فإن إلقاء قنبلة نووية صغيرة فوق مكتب مرشد الثورة الإسلامية ،
أوفر وأكفأ وأسرع كثيرا من بناء درع صاروخى ببعض من تريليون الدولار ، تحسبا لما قد تفعله طهران مستقبلا . لا نريد أن نستبق
الأمور ، لكننا نكاد نقول إن الأخطار المتماثلة مثل الترسانة النووية
لروسيا والصين ، أقرب للحل أثناء اجتماع وثير ما لمنظمة التداول
العالمية ، منه لضرورة بناء درع صاروخى هائل لتحييدها عن العمل .
بإيجاز : أخيرا بدأت أميركا تفكر صح ! قلنا مرارا
إن القوة هى الحل وإن فشلت القوة فالحل المزيد من القوة ، وإن الإسراف فيها
مع المتخلفين الأغبياء هو الاقتصاد عينه . قلنا مرارا إن هكذا تسير السياسة
الأميركية : تصريحات مفرطة اللين من كولين پاول . تصريحات متوسطة
الشدة من چورچ بوش . وأن ما ينفذ فعليا لا هذا ولا ذاك ، إنما الخطط
الجذرية مفرطة التشدد والاستئصالية التى تدور فى عقل دونالد رامسفيلد ! كما
قلنا مرارا إن رامسفيلد يحتقر
حتى حلف النيتو نفسه ، ويراه حفنة من الدول العجزة المتخلفة تقنيا التى
تستحق العون لا أن يطلب منها العون . ما حدث اليوم تجاوز حتى حدود هذا التحليل الواقعى ،
ويعبر فقط عن الأحلام المكبوتة لدى لبعض من أمثالنا ، ممن يحلمون للعالم
بتجنب كلفة المسارات العسيرة والملتوية للتقدم ، ويفكرون فى طرق أكثر
مباشرة ونجاعة وسرعة لتخليصه من آفات الماضى أمثال بشار وصدام وخامنئى .
قلنا مرارا
إنك لا تستطيع التعابث مع ذيل النمر
النووى ، وتتوقع أن تنجو بفعلتك . أخيرا ،
قلنا مرارا أيضا إن الجميع قد بات موحدا وراء الرؤية الرامسفيلدية‑الإسرائيلية
للعالم . وهى الرؤية القائلة باستحالة التعايش بين الحضارة الغربية
والإسلام ، أو بين التقدم والتخلف عامة . وأن كل الحلول الوسطى قد
طرقت وباءت بالفشل ، وليس أمام أى منهما سوى القضاء على الأخرى .
وطبعا بالتوازى مع كل هذا وذاك ، قلنا دون انقطاع إن منظمة الأمم
المتحدة قد تحولت لمنظمة للفقراء لا هم لها إلا كبح التقدم ، وتكرس نفسها
لإصدار قرارات لصالح الفلسطينيين وبقية الشعوب المتخلفة تحرضها على محاربة
المتقدم ، وإن منظمة اختزل دورها لمجرد هذا بعد إنضمام كل هؤلاء الأعضاء
إليها ، ليست هى عينها المنظمة التى نشأت فى ختام الحرب العالمية
الثانية ، ولا تلك كانت أهدافها ، وأن عمرها الافتراضى قد
انتهى ، وها قد حان الوقت لإعلان ذلك رسميا . من كل هذا وذاك نقول أن بدا اليوم
أن لحظة الحقيقة باتت أقرب من أى وقت مضى ، سواء بالنسبة لطهران أو بغداد
أو دمشق أو حتى بيروت وغزة ، إن لم يكن أم الفحم أيضا ( بلدة
إسرائيلية … فى حدود ما توافر حتى الآن من خطط غزو
العراق ، وقد رفعت بعض المصادر رقم قوات الغزو الأميركية إلى 300 ألفا
( التقدير السابق 250
ألفا ) ، نقول أننا لا نملك سوى الترحيب بالسيناريو عامة ،
وبالذات بعدما استجد اليوم . صحيح أن رأينا الأصلى دائما أبدا هو ضرب الثلاثى
سوريا‑العراق‑إيران ( على الأقل ) فى ضربة واحدة
متزامنة . لكن لعل الأميركيين يراهنون على أن إسقاط صدام حسين وإنشاء نظام
صديق للحضارة فى بغداد ، سوف يشق جغرافيا ثالوث التخلف ، يخلق واقعا
جديدا لا يملك أحد التكهن بنتائجه . ربما تنتفض القوى العلمانية لتطيح
بالريچيم البطريركى البغيض فى طهران ، وربما يركب الجرذ الألثغ أقرب قطعة
جبن ويذهب لتسليم نفسه لنقطة الحدود الإسرائيلية فى الجولان . أيضا مما قد
يعزز ميول التأنى عند البعض ، أن أوروپا ستتحول سريعا من اليسار المناصر
للتخلف العربى والعالمى ، إلى اليمين
الذى سيحيل العالم كله ‑وليس داخل أوروپا فقط‑ جحيما تحت أقدام
المسلمين وكل من والاهم فى التخلف . لكن هذه فقط حسابات حرب غير
نووية . بخلاف استخدام صارم من أميركا
للسلاح النووى لا يأبه لأية اعتراضات داخلية أو خارجية ، لا يوجد حل
سحرى . فى غير هذه الحالة جميع الحسابات معقدة ، لا يوجد حل باهر كلى
الصواب وآخر مخزى كلى الخطأ . لو خففوا من القبضة الحديدية الأميركية على
الشعب العراقى ، أو اختاروا ما يسمونه ديموقراطية صناديق الانتخابات ،
فإن النتيجة ستكون بلا شك صومالا جديدا ، لا أكثر ولا أقل . مع ذلك من زاوية إعلامية وسياسية محضة ، لا
زلنا أكثر تعاطفا مع فكرة استغلال الاندفاعة العالمية للخلاص من قوى التخلف
والظلام باسقاط الريچيمات الثلاث للهلال الكئيب ‑الخصيب سابقا‑ فى
ضربة واحدة . ففى المقابل هناك واقع آخر معاكس لا يمكن التكهن به ،
سواء فى الجبهة الداخلية الأميركية ومثقفيها ، بالذات بعد دخول السلاح
النووى أنشوطة القرار . أيضا مع ورود احتمال أن استخدامه لمرة قد يجهض
احتمال استخدامه ثانية . أو لأن أميركا نفسها ترسخ حاليا مفهوم
’ الخطر ‘ من خلال حملتها ضد العراق . فماذا لو برهنت طهران أو
دمشق بعد قليل أنها ليست خطرة ، هل سنتركها ؟ …
فى كتابه الأخير قبل عدة شهور
’ هل تحتاج أميركا لسياسة خارجية ؟ ‘ ، قال هنرى كيسينچر إن
الجلوبة ليست بديلا عن الترتيب العالمى . العبارة غير واضحة فى حد
ذاتها ، واضحة لمن يفهم . هكذا الحال فى كل كتابات كيسينچر ، لكن
فى كل الأحوال لم نتردد فى وضعها على الفور كاقتباس فى صدر صفحتنا هذه المسماة
صفحة الإبادة ، وليس أية صفحة أخرى . لم نشرح ولم نعلق . فقط
رأينا أن هذا هو المكان المناسب . الآن حان الوقت لبعض الشرح . دعك من
كل كلامنا عن الطحالب والمتعضيات وشبكة
الأعصاب ودورة الدم ، أو كلامنا
عن الكفاءة والإمپراطورية والنظم الثرمودينامية ، التى طالما سقناها كمبرر
للحاجة ترتيب دولى جديد . يبدو أننا فى حاجة لطريقة للشرح أكثر
تواضعا ، كلام محض فى الأمن والأمان .
السلام هو ما يدور حوله كل ما
سمى أو سيسمى ترتيبا عالميا . منذ فرض أغسطس قيصر ’ السلام
الرومانى ‘ Pax Romana ،
نعم ، كل هذا شاهدناه من
قبل . القراصنة وفى طليعتهم العرب والمسلمين ، روعوا يوما كل بحار
وموانئ العالم . الفارق فقط أن كاپتن بلاد أصبح اسمه أسامة بن لادن
والسلطان خير الدين
لمزيد من الدقة كانت هناك مرة
ثانية .
بل قل إنها ذات القصة القديمة فى
أصغر قرية فى الهند أو أفريقيا اقتصادها ثلاثون دولارا لا ثلاثين
تريليونا . هناك ودائما أبدا قطاع الطرق يتولودن توليدا طمعا فى تلك
الدولارات ، ولا يقضى عليهم سوى قوة أمن باطشة . إنها ذات قصة لو كان
قد سمح لقراصنة البحار بتدمير التجارة العالمية التى تعاظمت بعد الكشوفات
الجغرافية . وتخيل حالنا اليوم لو كان هؤلاء قد تركوا دون بطش ، ونجحوا
فى مسعاهم الطفيلى الذى ما هو بمسعى أصلا . لقد تركنا قراصنة القرن العشرين
أمثال جاندى وناصر ومانديلا ، يختطفون مقدرات البلايين من سكان كوكب الأرض
أغنياء وفقراء معا ، لعشرات السنين لحسابهم الشخصى ، والآن حان لعصر
الشعارات هذا أن يتوقف . أيضا لاحظ
أن قراصنة الماضى كانوا يجيدون استخدام تقنيات العصر فى الملاحة وبناء
السفن ، تماما كما يجيد بن لادن استخدام الإنترنيت وقنوات
الساتيلايت ، ويجيد صدام صنع الأسلحة الكيمائية والبيولوچية وربما أيضا
النووية . ولاحظ فى نفس الوقت أن الفارق بين البناء والقرصان لا يزال هو هو .
البناء هو الذى يتفتق ذهنه عن العلم والنظريات ، وهو الذى يستثمر أموالا
طائلة فى البحث والتنمية من أجل الوصول لتقنية عملية ويعتمد عليها .
والقرصان هو كائن طفيلى يأخذ كل هذا جاهزا كى يحاول سلب الثروة التى حققها
البناء . لاحظ أن هذا أيضا كلام لا علاقة له بـ 11 سپتمبر ، وقلناه قبل
سپتمبر هذا بعام كامل فى مطلع هذه الصفحة وكان الدافع
المباشر لإنشائها ، وطبعا قاله غيرنا وإن لم يكونوا كثر ، بمن فيهم من
كتبنا ننقدهم كالاستخبارات المركزية ( كل ما استجد فى 11 سپتمبر هو نوع من
التنوير الأوسع نسبيا . صديق لى …
وبعد ، اليوم يوم رائع للاحتفال ، وربما
أيضا لبعض الأحلام . ولا تنس تاريخه أبدا : 9 مارس 2002 . تهنئة
واجبة لأميركا أن أعادت وضع الرادع النووى فى حساباتها ( ولو بمجرد التهويش
بالتسريبات كخطوة أولى لإعادته للذاكرة ) . صحيح أنه رادع كهل لم
يوظفه أحد رغم أنه قارب سن التعاقد ستين عاما ، لكنا نكاد نجزم أنه لم يفقد
بعد أيا من سحره طيلة هذه السنوات ! هذا يعيدنا للقول إن الحل الأمثل هو ضربة نووية متزامنة لدمشق وبغداد وطهران ( وكذا بيونج يانج لعنادها الذى لن ينشطر قبل انشطار نواة
اليورانيوم ، وكذا للتمويه ‑إن كان ثمة فائدة لهذا ، ورأينا أن
كل كذب مضر على المجرى الطويل‑ على كون القضاء على الإسلام كالدين الوحيد
النشط الباقى ، هو شرط لا فكاك منه وحيوى للغاية من أجل الميلاد المأمول
لعالم جديد مقدام ) . كذلك يتوجب أن تستهدف الضربة النووية الأولى أية
أهداف أخرى تقول الحسابات إنها لن تستسلم تلقائيا بعدها ( مثلا رأينا
السودان واليمن ‑لا سيما الأخيرة‑ تتحول لمواكبة إملاءات الحضارة
دونما لف أو دوران يذكر ، وهى معجزة . لكن هل ينطبق هذا على اللسان‑و‑اللسان‑فقط
المدعو القذافى ، أو على حزب الله أو حركة حماس ؟ ما نعلمه أن لديهم
من العناد ما لا يقل عن عناد الياپانيين سنة 1945 ، مع فارق أنهم ليسوا أمة
عظيمة كالياپانيين طال شرحنا لمعدنها ، فى الكتابات الباكرة لصفحة الثقافة وصفحة الجلوبة ، وقلنا ‑بما أن
الشىء بالشى يذكر‑ أن المستقبل البعيد نسبيا قد يثبت لنا أن هذا العرق هو
الأجدر بتنفيذ ما قد يجفل عنه الغرب ضعيف القلب : إبادة العرق السامى
وأشباهه من أعداء المستقبل والتقدم ) .
ما المانع أن تعلن أميركا
وبريطانيا وإسرائيل والياپان مساء اليوم انسحابها من منظمة الأمم المتحدة
إياها ، وتأسيس اتحاد جديد تكون الأصوات فيه لكل ولاية بالنقط حسب ناتجها
المحلى الإجمالى ، ويكتسب هذا الكونجرس الجديد صلاحيات حماية السلم العالمى
بالمعنى الجدى للكلمة ، بما فيه قرارات إبادة الشعوب المستعصية على الإصلاح ،
ذلك بدلا من مجلس الأمن الكسيح خماسى الڤيتو الحالى ، ثم يدعون بعد
ذلك الشعوب المتسقة معها فكريا وأيديولوچيا وقطعا غير اليسارية سياسيا وغير
الفاشلة اقتصاديا ، فى الدخول فيه بعضوية مراقب ، ويأمرون بقية الحكام
المحليين ، أو ما يسمى الدول حاليا ، بتقديم تقاريرهم للسفارات الأميركية
فى بلادهم ؟ سأقول لك ما هو المانع . ليس بالضبط أنى أتمتع بخيال أوسع
مما يجب . السبب أن الترتيب العالمى الحالى نشأ بسبب حرب عالمية طويلة
ضارية وشاملة ، ثم بضربة نووية فى ذات السنة لما تبقى من رأس الأفعى التى
صممت لحظتها على التمرد عليه ( بغض النظر عن تقييمنا للياپان وألمانيا هل
هى أفاعى حقيقية أم قوى حضارة فقط حدث وأقدمت الأولى على خطيئة غير مبررة اسمها
پيرل هاربور ، وأقدمت الثانية على خطيئتين ، دنكرك وأوشڤيتز ) .
البشرية أغبى من أن ترى أن ذلك الترتيب اليالتوى عفا عليه الزمن ، بل وبات
خطرا على لقمة عيشها المباشرة فى حد ذاتها ، أنها فى حاجة لترتيب عالمى
جديد ، تفكك الأمم المتحدة ، وتقبل بدولة مركزية واحدة عاصمتها
واشينجتون ، قبل وقوع حدث لا يقل درامية . الفارق فقط أن رأس الأفعى الآن
هى أعمق وأعرق الرءوس جميعا ، أم الفكر الجمهورى ، حامية كل قطاع
الطرق ، التى للأسف تجلس بقناع من الفخامة الزائفة على مائدة السبعة
الكبار : العاهرة القبيحة فرنسا . ( لعلك تسأل : وما الذى أدخل الياپان فى
الأمر ؟ هذا سيقلب الموازين بلا داعى . الترويكا التى تسميها أنت نفسك
الأنجلو‑يهودية ، أميركا
وبريطانيا وإسرائيل ، هم حكام العالم الحاليين ، والياپان لم تسع قط
لشىء من هذا ، ولا تضعه فى تفكيرها . إنهم على الأقل لا يمتلكون أية
رؤية سياسية لحكم العالم . فقط مجرد مبتكرين تقنيين بارعين أصبحوا ثانى
أقوى اقتصاد فى العالم ، وكل موقفهم السياسى هو البصم على بياض على كل ما
تراه أميركا . بل أين ذلك الذى أسميته اليپننة
وبشرت به مستقبلا لكل بقية الدول غير ترويكا
القيادة ؟ هذه هى إجابتى : هذا كله هو بالضبط بيت القصيد .
ما المانع أن يشاركوا فى حكمنا ، إذا كانوا بكل هذا النجاح ) . وبعد إن كان لنا أن نحلم قليلا بالمستقبل فى هذا
الصباح الجميل ، نقول : إذا كان صدام سيسقط فعلا بطلقة نووية واحدة
صغيرة ، فلنا أن نتخيل التداعيات الهائلة لهذا على كل حكام العالم
المارقين ، بما فى ذلك ريچيم الجمهورية الفرنسية . أميركا كافحت قرنين أو أكثر لتصل
إلى ما هى عليه الآن من تقنية وقوة ، وحقها ببساطة أن تفكك قانون يالتا ومن
ثم منظمة الحرب الباردة المسماة بالأمم المتحدة ، وتكتب بدلا منها قانونا
دوليا جديدا ، يعتمد على حكومة مركزية واحدة للكوكب ، يعطيها الحق فى
تعيين الحكام المحليين وفصلهم ومعاقبتهم وإنزال عقوبة الإعدام بهم بتهمة الخيانة
العظمى ، أو ‑كما بات واضحا مؤخرا‑
فرض الضرائب ، وربما قريبا تحديد حصص الزيادة السكانية للبلاد المختلفة
…إلخ . دائما أبدا سنظل فى صف الوضوح والصراحة فى المطالبة بهذا
وتنفيذه ، وليست داخليات السياسة والدپلوماسية القديمة الملتوية ، لا
لشىء إلا لأن ثمنها باهظ وصعب ، وليس حبا منا للأخلاقيات والمثاليات .
وإن كنا نعود للقول إننا لا نعرف بعد كيف يمكن تحقيق كل هذا دون ضربة نووية لقصر
الإليزيه ، تنهى نزيف القيح فى جسد الحضارة الممتد منذ الثورة
الفرنسية . نعم ، عالمنا لن يتغير
تغيرا حقيقيا أبدا ، قبل القضاء على ريچيم الجمهورية الفرنسية ،
وإنهاء حقبة الاشتراكية الإنسانية التى بلت الثورة الفرنسية العالم بها .
لو ضرب كل العالم وتم الإبقاء على فرنسا ، فكأن شيئا لم يحدث . سينمو
التخلف من جديد وبنفس القوة السابقة . ما نعلمه هو شىء واحد أن ذلك لن يحدث
دون ضربة نووية عميقة توقظ العالم على الجرائم التى ارتكبها فى حق الحضارة الإنسانية
لمدة قرنين من الزمان هذا الريچيم ، مخترع بدعة الجمهورية ، وأبو كل
النظريات والثورات اليسارية الدموية وغير الدموية ، ومشيع التحلل الأنتروپى فى النظام الحضارى
العالمى على نحو ليس له سوى سابقة تاريخية واحدة هى ذلك التمييع للفواصل
والثروات بين الطبقات والشعوب متفاوتة القدرة ، ذلك الذى أدى لسقوط
الإمپراطورية الرومانية ! … أخيرا ، لو لديك قليل من خيال نظريات المؤامرة
لقلت إن تسريب اللوس
أنچليس تايمز هو تمهيد لضرب إسرائيل لرام الله بقنبلة نووية أثناء انعقاد
القمة العربية فى بيروت لتسهل عليها مشاق اتخاذ القرار الصحيح ، ولو أنت
أكثر تحفظا مثلنا لقلت إن طهران هى الأجدر بشرف المصير النووى فى هذه الحرب حتى
الموت بين الحضارة والإسلام . المؤكد فى جميع الحالات : أن كل
السيناريوهات مفتوحة ، وأن انطلاق الصواريخ النووية بات أكثر احتمالا من أى
وقت مضى منذ أيام خليج الخنازير قبل أربعين عاما . اكتب رأيك هنا
[ تحديث بعد
ساعات : الأمر ليس تسريبا ولا تهويشا ، بل
تقرير حقيقى طوله 56 صفحة وشبه معلن الآن ، أو للدقة بعضه رسميا علنى وبعضه
سرى وكله معروف ، بل ومعترف به من الپنتاجون مساء اليوم .
لكن تظل القطعة الأكثر إثارة وجرأة
فى الجزء السرى للتقرير هى أن أميركا سوف تستأنف تجاربها النووية رغم كل ما تم
توقيعه من معاهدات دولية بهذا الصدد ، وطبعا كون الأمر برمته تراجعا
تاريخيا فى المقابل من أخطاء تحليل النيو
يورك تايمز ( وهم عامة يهود طيبو القلب فى التحليل الأخير ! ) أن
توقيت الكشف عن التقرير سيضر بزيارة ديك تشينى للمنطقة ، بينما الصحيح أنه جزء
منها . لكن الجديد حقا فى عرض النيو يورك تايمز أن قراءة التقرير تكاد توحى
أنه لا يفكر فى أى شىء سوى إسرائيل ! بالنسبة لنا هذا يزيد اللغز
إثارة ، وربما لا يكون الكلام عن رام الله هذرا بالكامل ، كما كان
أعلاه هنا صباح اليوم !
باختصار : أخواننا قطاع
الطرق ، لقد أعلمناكم من قبل أن قد خلعت
القفازات ، وأن هذا هو نوع الملاكمة من الآن فصاعدا ، ملاكمة أيدى
عارية تنتهى بأحد الطرفين ميتا على الأرض الحلبة . لكن ما نريد قوله الآن
إن الجديد أن بات لدى الحضارة من الوعى الغائب سابقا العائد حاليا ، ما سوف
يعطى للقوة المكدسة فى المخازن معناها وجدواها ، وأن ليست الحضارة هى التى
ستسقط صريعة فى هذا النزال ! أعتقد أننا لا
ننتظر الآن الفراغ من حر الصيف البغدادى كما قيل ، أو الفراغ من الجهود
الدپلوماسية ، والحسابات السياسية ، وبناء التحالفات ، إلى آخر
هذا الهراء قبل‑الرامسفيلدى . إننا ننتظر فقط شيئا واحد :
الفراغ من إنتاج الأسلحة الجدية المزبننة customized ، للتعامل مع كل حالة كحدة .
أعتقد هذا فقط هو سبب الانتظار الوحيد الآن ، وكل حرب سينهى العلماء من
تصميم وتصنيع أسلحتها ستشن فورا . المثير حقا أن
بعض الحروب من الآن فصاعدا قد تكون حربا وحيدة الطلقة ! الدعوة مفتوحة
للجميع : يمكنك زيارة هذا الموقع الممتد فى تغطية
الترسانة النووية الأميركية وغير الأميركية ، وأجيال القذائف والرءوس
النووية المختلفة فيها ، وصور
لمعظمها . أيضا إليك هذه الدعوة لهذا المدخل
السينمائى الممتع عن فيلم دكتور
سترينچلاڤ ، الذى حاول بعض الرافضين اليوم تشبيه ما يحدث
به . … تابع بالأسفل مباشرة المزيد
من التفاصيل . … أيضا تابع مدخل صفحة سپتمبر فى أكتوبر التالى عن
تحديث العقيدة القتالية الأميركية ، وفيه أسهبنا قليلا فى تخيل سيناريو
الحرب وحيدة‑الطلقة هذا ] .
11 مارس
2002 : تحديث بعد يومين : الأمر أصبح الآن بالصور
فى النيو يورك تايمز ، بل وحتى أصبح للقنبلة اسم : B61-11 ! وكل الكلام
عن نهاية عصر القنبلة النووية كسلاح ردع ، وأنها باتت فى صميم أسلحة
الميدان القتالية ، وأنها لن توجه بالضرورة ضد عدو ذى قدرة نووية من الآن
فصاعدا . المثير أنها ستصنع على نحو بالغ الزبننة customized لكل حالة على حدة .
أى كل قطعة ستصمم لهدف أو لنوعية محددة من الأهداف ، وهنا سيكون الأمر
غالبا مجرد اختلاف فى نسب المكونات الثلاث الأساس من الآن فصاعدا : الوقود
الصاروخى والوقود الپاليستى والوقود النووى . هذا ما سيعطى كل قطعة خصائصها
التدميرية المميزة ( تخيل بالإضافة للرسم المجاور أنها ركبت على صاروخ
ينطلق أولا كأى صاروخ حتى يصل للهدف ، ثم يبدأ فى الاختراق بالمتفجرات
التقليدية ، وأخيرا بعد ذلك ينفجر الجزء النووى ، يتضح لك المقصود
بكلمة زبننة ) . الأكثر إثارة أن تزامن هذا مع تأكيد قاطع ملف النيو
يورك تايمز متعدد المقالات ليس الوحيد بالطبع ، لكنه ربما الوحيد
الشامل الجامع بدرجة تستحق الإشادة . منه بالطبع رصد الآراء المختلفة التى
أتبعت زلزال الكشف عن تقرير سكرتارية الدفاع الذى قدمته للكونجرس . ومنه
مثلا أيضا أن رصد بذكاء ردود الأفعال خفيضة النبرة من كافة الأطراف بما فيها
روسيا نفسها ، الأمر الذى يؤكد ما اعتقدنا فيه جميعا منذ أيام مبادرة ريجان
للدفاع الستراتيچى ، من أن الترسانة النووية لأية دولة بخلاف أميركا
( ومن هو مستعد فعليا للمحاربة نوويا فى صفها ، أو تحديدا حليفتاها
القويتان بريطانيا وإسرائيل ) ، ليست أكثر من مجرد عبء مالى . ما من شك أن الأحلام الأولى
لصناع القنبلة تجد اليوم طفرة جديدة وميلادا جديدا ، تضعها أكثر على الطريق
الصحيح فى تخليص العالم من قوى التخلف والماضوية الميئوس من علاجها . إذا
كان البعض منهم قد خالجه لحظة الشك فى صواب ما اخترعت يداه ، فإننا قد لا
نشك للحظة أن هؤلاء المخترعين العظماء حتى بالرغم إنسانيتهم العميقة ، لن
يجدوا بعد اليوم من سبيل إلا الافتخار بما أسدته أيديهم للكوكب من خدمة
بارزة . اكتب رأيك هنا [ تحديث : 29 نوڤمبر 2003 : وانطلق الضوء الأخضر فعلا ، لينهى حظرا رسميا دام عشر سنوات على
إنتاج الأسلحة النووية . هذا ما قالته الأوبزرڤر اليوم .
طبعا نحن ظللنا نقول إن تنمية هذا
السلاح كان قد بدأ فعلا ، وتوقعنا أن يستخدم فى ضرب مخابئ صدام حسين .
ربما كنا مخطئين وربما لا . ربما لن نعرف قريبا ، فصدام لم يستخدم
أصلا أسلحة دمار كتلى ، وما كان لأميركا فى ظل ولاية بوش الأخلاقية أكثر مما
يجب أن تكون المبادرة بالاستخدام . إذا كان التنفيذ قد بدأ فعلا الأسبوع
الماضى فقط حسب المقال المذكور ، فإنه طبقا له أيضا ينتوى استخدامه فى ضرب
إيران وكوريا الشمالية ، باعتبارهما بلدين تجريان فعلا برامجا للأسلحة
النووية ] . [ تحديث : 11 سپتمبر 2005 : فى خطوة تاريخية طال انتظارها لحماية مستقبل حضارة
الكوكب من قوى التخلف والظلام التى طالما عرقلت مسيرته على مدى ثلاث ألفيات
كاملة ، كشفت الولايات المتحدة اليوم عن شرعتها الجديدة المعدلة لاستخدام
السلاح النووى والمسماة Joint
Publication 3-12: Doctrine for Joint Nuclear Operations . سوف يتم استخدام
السلاح النووى كضربات وقائية ضد الأمم الناشر rogue nations التى تشتغل على صنع
أسلحة دمار كتلى ، أو ضد مراكز جماعات الإرهاب . والإشارة واضحة
لإيران وكوريا الشمالية وربما أيضا لغرب العراق ودمشق وغزة وجنوب لبنان .
الأهم من القرار هو توقيته . يوم بالغ الدلالة للغاية هو الذكرى الرابعة
لهجمات الحادى عشر من سپتمبر ، والأدهى أنه أيضا عشية العيد الستينى لمنظمة
الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة ، وسن الستين كما تعلم مرتبط فى
أذهان الناس بموعد الإحالة للتقاعد . … ما قرأته حتى الآن هو مجرد
مطلع مدخل جديد كامل بالجزء التاسع من هذه الصفحة ، بل ومتابعات لأشياء
مذهلة توالت فى الأيام التالية عليه ، فإلى هناك ! ] . [ تحديث : 8 أپريل 2006 : هأ !
الضربة القادمة لإيران ستكون نووية ! هذا ليس تكرارا لاقتراحاتنا التى يبلغ
عمرها ألف سنة ، إنما معلومات مؤكدة من داخل الپنتاجون والبيت الأبيض كشفت
عنها النيو يوركر اليوم . كامل القصة فى الجزء التاسع من هذه الصفحة ،
فإلى هناك ! ] . 11 مارس
2002 : لا نامت أعين الجبناء ! صباح الأمس
توماس
فرييدمان يرتعد لفكرة طالب مصرى أن إفناء إسرائيل لا يحتاج لأكثر من ثمان
قنابل نووية فى حجم حقيبة يد ، ومن ثم راح يطالب إسرائيل بقبول السلام بأى
ثمن . ومساء الأمس شيمون پيريز يرتعد من اعتقال وإذلال الفلسطينيين بالآلاف
أثناء الاجتياح الإسرائيلى ، لأن حسب قوله هذا سيسبب ’ كراهية ‘
الفلسطينيين لإسرائيل . ثم يتخيل أن فرائصنا سوف ترتعد كما نبرات
صوته ، وهو يتوجه ببصره لكاميرا هذا هو اليسار يا سادة ، ما يريده منا وما
سيقودنا إليه ، الركوع لجيوش الظلام . مستر فرييدمان أطمئنك أن الثمان
قنابل غير موجودة ، ولو وجدت فرضا ‑غالبا فى أغنية الحلم العربى جزء
2‑ فلن تكون سوى قنبلة واحدة أو اثنتين على الأكثر . ومستر پيريز
العائش فى وهم كونه حبوبا كعبد الحليم حافظ ، أطمئنك أن كل الفاشلين والحنجوريين
فى بلاد العرب والإسلام يكرهونك بالفعل ، ومنذ يوم ولادتك ، بما يكفى
لتقطيع جسدك الضئيل إربا ، وليسوا فى حاجة لأى مبرر إضافى .
سيدى ، اسمك وحده يكفى ! سادتى الأجلاء تقولون ما تقولون ، فى وقت ليس
لدى شك فيه أن دونالد رامسفيلد يتصل يوميا بمختبراته غير السرية جدا ،
ليطمئن على خطط إنتاج قنابل نووية مزبننة customized
حديثة دقيقة ومدهشة . بعضها خصيصا لجبال أفجانستان ، وبعضها خصيصا
لمخايئ صدام ، وبعضها لمكتب مرشد الثورة فى طهران ، وبعضها للأخ بشار
وبعضها للأخ معمر وبعضها للأخ نصر الله ( عندك حق لا تعرف الاسم
الأخير ، فأنت تعتقد أن لبنان لا يحكمها أحد ) ، وبعضها لمخيمات
أمراء الانتفاضة ، هذا إن لم يكن لأم الفحم وشبيهاتها داخل إسرائيل نفسها
أيضا ( بل يكاد يمكن الجزم أيضا أنه يتصل بمختبرات إسرائيل للتعاون
والمشورة فى الغرض ذاته ! ) . أفيقوا يا سادة . كم هو كئيب ومتخلف العالم
الذى يمكن أن ترضوا بالعيش فيه يا حكماء اليسار . الواقع تجاوز كل هذا
لعالم من الأرواح الحرة التى تفضل الموت على قبول الضيم والرضا بالاستسلام لحياة
مذلة تحت إمرة حجافل الظلام والدين والتخلف . بل الواقع ليسوا هم من
سيموت . إنهم يكادون يقبضون الآن على عالم مقدام جديد أروع كثيرا ولا مكان
للمتخلفين فيه ، وأيضا ‑حتى بفرض حسن نواياكم وإشفاقنا عليكم وعليها‑
لا مكان لكم أنتم أيضا فيه ! اكتب رأيك هنا [ تحديث : 21 مارس 2002 : بريطانيا
اللى على رأسه بطحة واحتج بشدة كان
11 مارس 2002 : على إسرائيل أن تنذر القرى الفلسطينية
بأنها ستدمرها بالكامل ، إذا ما قام أحد أفرادها بهجوم إرهابى ، ولم
تسلمه خلال 24 ساعة . فكر إبادى جميل يمكنك توقعه من أحزاب اليمين
الإسرائيلى الصغيرة المسماة بالمتطرفة . الأخبار السيئة أنه لم يأت منها
هذه المرة ، بل من أشهر قلعة للحرية والحقوق فى العالم : آلان
إم . ديرشوڤيتز . پروفيسور القانون فى هارڤارد ،
والاسم الذى وقف كقانونى ( محامى ) وراء الكثير من قرارات المحكمة
الدستورية العليا المناصرة للحريات . ولعلك تذكر أشهر نوباته قبل ثلاثين
سنة بالضبط ، والخاصة بفيلم الپورنو الأول والأشهر ’ الحلق
العميق ‘ ( ربما كان الأحرى بنا الاحتفال بذكراه هذا العام بدلا
من بليد رانر . حقا ،
ما رأيك فى فكرة الاحتفال بفيلم پرونو ؟ حلوة ، موش
كده ! ) . الرأى جاء ضمن مقال كتبه فى الچيروزاليم
پوست اليوم . وبه الكثير من الشروط والتفاصيل التى تضمن الشفافية
التامة لعمليات الإبادة ، والإعلان المسبق عنها وتعميم ’ قوائم
الانتظار ‘ وأشياء كثيرة يفهمها القانونيون أكثر من غيرهم …إلخ .
وأخيرا يطالب الحكومة الأميركية بتبنى مسبق وعلنى لها ، اتساقا مع كلمة
چورچ بوش بعد مصرع الصحفى دانييل پيرل ، إنه يجب علينا إفهام
الإرهابيين بأن أفعالهم لن تضر أحدا إلا قضيتهم . أنا أعلم وأتابع الكثير عن ديرشوڤيتز
منذ لفتت قضية الحلق العميق أنظارنا إليه ، حتى كتابة العنيف ضد المحكمة
العليا التى رجحت فوز بوش على جور ’ اللا
عدالة العليا ‘ Supreme Injustice . إنه مدافع عنيد
وعتيد عن الحريات والحقوق بالمعنى اليسارى الكلاسى السائد لها . ورغم
استحداث نبرة واقعية ما فى كتابه الأخير والوحيد بعد سپتمبر ، على رأى عادل إمام عندما قام بدور محامى :
ماذا أقول وكل شىء قد قيل ! شعب فلسطين ، شعبنا العربى ، كل
شعوبنا المتخلفة الحبيبة : الأرضية تنسحب من تحت أقدامكم ، ولم يعد
هناك من الوقت الكثير . البديل لعدم اللحاق بعجلة العالم ، ليس
الاستمرار فى التخلف . هذا كلام قديم جدا ، والمدافعون عن حق
المتخلفين فى الحياة ، بمن فيهم كبار رموزهم ، يتناقصون بسرعة مخيفة
كل يوم . المتاح الآن بديل واحد فقط لا غير : الإبادة . اقرأ مقال الچيروزاليم
پوست … اقرأ مراجعتنا لفيلم الحلق
العميق … اكتب رأيك هنا
14 مارس
2002 : إيه حكاية ضرب الكعبة بقنبلة نووية ؟ الواقع
نادرا ما كان سيسمع أحد بهذه القصة التى عجت بها الصحف العربية اليوم ،
لولا مقال لويد
جروڤ بالأمس فى الواشينجتون پوست . فالموضوع كان محصورا فى لوحة
الرسائل المسماة الركن
فى موقع الناشيونال ريڤيو على الغشاء ، لكن الكلمة بدأت تنتشر حتى
وصلت لمسامع ذلك الكاتب المعروف . يوم الخميس الماضى 7 مارس كتب موضب
( رئيس التحرير بالمصطلح العربى الدارج ) المجلة ريتش لاورى ، عن
سيل البريد الإليكترونى الذى يتلقاه مطالبا بقصف مكة بالسلاح النووى قبل أن تتعرض
أميركا لهجوم جديد على غرار 11 سپتمبر . ويشير لاورى لأن عدد سكان مكة صغير
( أكثر من نصف المليون بقليل فيما نعلم ) ، مما يجعلها هدفا
مثاليا ، رمزيا ومؤثرا فى ذات الوقت . الفكرة جيدة ، بل ربما لا يعلم مقترحوها مدى
وجاهتها الحقيقية . فالعقيدة الإسلامية تفترض أن الكعبة هى بيت الله
المحرم ، كما تفترض أن رب البيت لا بد وأن يحمى بيته . وقد فعلها فعلا
عندما أرسل طيورا تقصف بالحجارة هجوما معاديا بجيش من الأفيال . البليون مسلم أناس تملأ عقولهم الخرافة ، ولو
حدث فعلا وتحولت الكعبة لبخار ، فإنهم سيرتدون فى لحظة إلى عبادة فيل الحزب
الجمهورى ( أو ربما تفضل جماعة مخلصة ما ،
اعتبار أن مكة كانت على أية حال أرضا محتلة وعادت لأصحابها ، ويبدأون الدين
من جديد من يثرب ! ) . هذا أو ذاك سيعد نصرا لا يعادله نصر
لصاحبة أشهر مقال فى تاريخ الناشيونال ريڤيو ، مقال آن
كوولتر صبيحة 13 سپتمبر عن ضرورة غزو أميركا لبلاد الإسلام وقتل جميع قادتها
ورد جميع المسلمين للمسيحية ، والذى كان أول مقال فى نصف الكرة الغربى يتهم
الإسلام بفعلة 11 سپتمبر ويدعو للانتقام ( طبعا بالنسبة للنصفين الشرقى
والغربى معا EveryScreen.com كان الأسبق ، وبثمان وأربعين ساعة
كاملة ، وإن بكلام ليس بالضبط نفس كلام
هذه الشقراء الحسناء ! أما بالنسبة لها فقد كان ذلك مقالها الأخير حيث رفضت
المجلة مقالها التالى ، وذهبت هى لاتهام لاورى علنا بالخنوثة . ومؤخرا
عرفنا أنها فى موقع يؤهلها لمثل هذا الحكم . فحسب جروڤ اتضح أنها على
علاقة جنسية بمليونير مسلم —طبعا عدم سماعنا بأن أحد الأثرياء المسلمين فى نيو
يورك قد ارتد للمسيحية مؤخرا ، هو قصة أخرى ! كما ترى معسكر اليمين
مليان عك هو كمان . لا ننكر . عاوز نصيحة ؟ خليك بس مع بتوع
التقنية المخلصين ( ولعل هذا ما يقصدونه فى أميركا بكلمة المحافظين
الجدد ) : دونالد رامسفيلد وبنيامين نيتانياهو وEveryScreen.com ! وعلى فكرة أنا
موش ساخط على حد ، فبعد أكثر من قرنين من هيمنة اليسار على الفكر البشرى
منذ الثورة الفرنسية ، اليمين
ليس إلا وليدا يتشكل . نيكسون - كيسينچر - ثاتشر - ريجان ، ما هم
إلا رواد لصيغة ما بعد 11 سپتمبر التى تبشر بطفرة كبيرة فى نضج وتكامل الرؤية اليمنية للعالم ،
والأهم كونها موحدة يلتف الجميع حولها ) . المشكلة فى فكرة القصف النووى لمكة ، أنها ضد
مبدأ حضارى أساسى هو المحافظة على الآثار . وكتبنا أنه حتى فى عصر حضارة ما بعد‑الإنسان يحب الحفاظ على بعض البشر
فى محميات طبيعية . كذلك لا ننسى أننا كدنا نجن من هدم طالبان لتماثيل بوذا ، دون أن
يكون لنا عشق ‑ولا حتى علم‑ كبير بمعتقدات هذا الشخص البدين .
سيجادل البعض أن تاريخ المسلمين ما هو إلا تاريخ تحطيم ملايين الأطنان من آثار
البشرية ، ولن يضير كثيرا أن تهدم الحضارة أثرا واحدا لهم .
جائز ، لكن ما أعرفه
شيئان ، الأول أن عودة الدين ليثرب وتحرير مكة من جديد ، قد يكون فى
صالح المملكة السعودية نفسها وليس إضرارا لها ، إذ على الأرجح ستبنى الكعبة
من جديد لتعود كما الأيام الخوالى مسرحا لطقوس الخصوبة والجنس الجماعى ،
وتدر سياحيا أضعاف ما يدره حج المسلمين حاليا . وما أعرفه ثانيا أن مكة
ليست بالمرة على أچندة دونالد رامسفيلد ! المؤكد أنه لا يفكر كما يفكر المهوسين
المسيحيين ، وسوف يقصف عشر مدن مسلمة كبرى وصغرى أخرى نوويا ، قبل أن
يفكر فى مكة . أوافقكم فقط على شىء واحد أنه إذا ما اضطر لهذه
الأخيرة ، فإنه لن يأخذ رأى علماء الآثار ساعتها . بكلمة أخرى ، دعك من كل ذلك التهريج ،
ولنحاول الوقوف على الدلالة الحقيقية للحوار شبه السرى الذى دار فى
’ ركن ‘ الناشيونال ريڤيو . الجديد حقا أن أعلمنا كم بات
عميقا ومتغلغلا بل ومحتوما الفكر الإبادى اليوم . إنه يكتسب أراض جديدة
يوما بعد يوم ، وعندما يبدأ القصف النووى لن يسمع أحد ساعتها دقات القلوب
الوجلة لليساريين والإنسانيين الأميركيين ، بل سيطغى عليها تصفيق الملايين
المدوى للقيصر Rumsfeld the Great . أما نحن فرأينا القديم لم يتغير :
سنصفق فقط لقصف دمشق وبغداد
وطهران . عدا ذلك زيادة أو نقصانا ، سوف نحتاج لوهلة من التفكير قبل
أن نلهب أيدينا ! [ أيضا عدنا لاحقا لحديث آخر لا
يخلو من الجدية عن التآكل المتواصل فى حدود العالم
الإسلامى ! ] .
16 مارس
2002 : أعلن الپنتاجون أن تم المسبر لا يخص جبهة الرفض العربية‑الإيرانية
من قريب أو بعيد . هذا علما بأنها ستتعرض لضربة نووية إن آجلا أو عاجلا لا
محالة ، لكن هذه قصة أخرى . إنما هو مجرد
ميلاد رمزى لمشروع الدرع الصاروخى ، موجه لأصحاب الترسانات النووية
التقليدية ، لا سيما روسيا والصين وفرنسا . الرسالة تقول أن تم اليوم
وإلى الأبد تحييد هذه الترسانات التى يمتلكونها ، ولم تعد تساوى فى الواقع
أكثر من قطعة صفيح صدئة ، تكلفهم رغم ذلك الكثير من مصروفات التشغيل
والصيانة ، وأن من المصلحة لهم كما قلنا قبل أيام
دفنها فورا . هذا ما نعتقده حتى وإن كان الموقف الأميركى الرسمى دائما أن
الهدف من الدرع الصاروخى الوقاية من الأخطار النووية المحتملة من دول مثل كوريا
الشمالية وإيران والعراق ، أو الثالوث الذى أسماه الرئيس بوش مؤخرا بمحور الشر . اكتب رأيك هنا 25 مارس
2002 : ليس الهدف من هذا المدخل تحليل ما يجرى فى
حدث العصر والأوان الذى يبدأ بعد غد ، المدعو القمة العربية . إنما
نكتبه فقط احتراما للقراء الذين يزورون الموقع يوميا متخيلين وجود متابعة مسهبة
للحدث فيه . بعد كل ما قلناه طيلة السنوات الماضية ، لا يوجد جديد
يقال ، ولا ندرى من أين أتاهم تصور كذلك التصور ! القرار الوحيد ذو المعنى الذى
يمكن أن تتخذه قمة العرب يوما ، هو الاستسلام
الكامل وغير المشروط لإسرائيل . قرار يطوى صفحة الهزيمة ، ويستشرف
مستقبلا عربيا جديدا عصريا وجادا . فالمواجهة أسفرت عن هزيمة حضارية وتقنية
مبينة ، ولهذا أسبابه العميقة والوجيهة والعضوية ، وليس نتاج ظروف
عاثرة أو سوء حظ . والفجوة تزيد بسرعة مرعبة يوميا ، بينما تستغرقنا
مناوشات ما يسمى الانتفاضة والأحلام الزائفة وتفجيرات رفع المعنويات التى يقوم
بها أمراء التطرف ، عن القضية الحقيقية ، قضية تخلفنا المادى الذى
يزيد ساعة بعد ساعة . إنها ببساطة ، وككل هزيمة عرفها التاريخ
الإنسانى ، يجب أن تفضى إلى النهاية الطبيعية الوحيدة ، استسلام المهزوم
وتبنيه لفكر الطرف المنتصر . وطبعا هذا كله ينتمى لمجال أحلام اليقظة ما لم
يتم محو ريچيمات الرفض الثلاث الرئيسة سوريا والعراق وإيران من الوجود .
حتى ذلك الحين لا معنى أصلا لعقد أية قمة عربية . بخلاف هذا ماذا نرى ؟ معركة حول صياغة
البيان . نعم ، تخيل كل وقود الطائرات الذى سينفق على حضور
القمة ، سيراق من أجل بيان ؟ أنا أفهم وأقدر جدا التسريب المصرى قبل
ثلاثة أيام أن الرئيس مبارك لن يحضر . لا شىء عملى أو جدى . فقط
بيان . كالعادة ، بيان ، لا أكثر ولا أقل . عرفات يأتى أو
لا يأتى ؟ ما الفائدة إذا كان سيكرر كلامه المعروف ؟ حتى المبادرة
السعودية ستجهضها سوريا كما
توقعنا ، من أجل الهدف الأكثر سموا دائما أبدا : البيان . لو
ذكروا عودة الفلسطينيين من قريب أو بعيد لأصبحت المبادرة مجرد كلام لن يسمع له
أحد فى إسرائيل أو الغرب . لو عدلوا قيد أنملة كلمة التطبيع الكامل
( ومعناها الوحيد الذى تفهمه إسرائيل والغرب هو تسليم قياد الاقتصادات
العربية المتخلفة لإسرائيل ، بحماس كامل وفورى ودون أى تمنع أو تحفظات من
أى نوع ) ، فإنه لم تعد هناك مبادرة . لم يعد هناك سوى
كلام ، بل كلام بلا معنى لا يمكن أن يضيع أحد فى الغرب وقته لقراءته .
نعم ، مجرد بيان آخر عبقرى التشدد من تلك التى أغرقتنا سوريا فى أمثالها
لنصف قرن من الزمان . وأيا كانت الصيغة التى تريدها ‑أو لا تريدها‑
له سوريا ، فهو مجرد كلام فى كلام يساوى كلام تربيع ! ما معنى أنه عندما كان بشار
مجتمعا بالأمير عبد الله فى الرياض ، كانت مظاهرات المليون كما يحبون
تسميتها ، فى قلب دمشق تتهم الأخير بالخيانة ؟ هذا لا يحدث إلا فى بلد
ديموقراطى حر نظيف وشفاف للغاية ، أو فى بلد أقذر من اسطبلات
الخنازير . آسف إن كنت قد أهنت الخنازير . الحقيقة أنها لا تتدنى قط
لمستوى قذارة بشار الأسد ! فى صعيد مصر يسمون من يتدنى ويقبل
بالقمامة ، ويتدنى ويترخص فى نفس الوقت فى وسائل الحصول عليها
’ دندوف ‘ . هذه الكلمة تعنى خنزير بالعامية الصعيدية . هذا
ما يفعله بالضبط حافظ وابنه بالعرب منذ أربعين سنة : تحريض الآخرين على
حروب هائلة وممتدة ينأيان هما عنها ، ويا ريت العملية تستاهل ، فقط
مصالح تافهة للغاية تتملك عليهما عقلهما الأتفه . لا يعنيهما أن تخسر
مليونا ، إذا كانا هما سيكسبان قرشا . لست أنا من يهين
الخنازير ، إنها تبدو لى الآن كائنات راقية ومحترمة للغاية . سيدى الأمير ، إليك رأيى بكل تواضع :
الأكرم لك ولفروسيتك أن تظل بمنأى عن هذه القمة . ببساطة : لا شىء جدى أو محترم سوف يحدث
غدا . فقط حالة
الانتظار النووى التى حدثناك ‑عزيزى القارئ‑
عنها أعلاه ، هى التحليل والتشخيص الوحيد للموقف
العالمى الراهن . لا يوجد أى سبب آخر لأن أميركا لم تهاجم اليوم أو غدا أو
فى أية لحظة بعد انتهاء زيارة تشينى .
لا تتوقع أى شىء من الآن وحتى اليوم الذى تفرغ فيه المختبرات من إنتاج الأسلحة
النووية الجديدة التى ستخلصنا من ريچيمات الرفض فى دمشق وبغداد وطهران .
هذا زائد أية مفاجآت أخرى ربما تدور فى عقل رامسفيلد ، فما نعرفه مما يدور
فى عقله هو ما كتبناه ونكتبه منذ توليه فى ديسيمبر 2000 ، وتوسعنا فيه
بعد 11 سپتمبر . ما عدا ذلك فهو حسابات تفوق طاقتنا كما قلنا . فقط نعلم أنه رجل صاحب
رؤية تفصيلية لكل العالم ، بما فيه أوروپا
باختصار : لا تتوقع من أميركا أى شىء سوى الانتظار ، بل لا تسأل
ثانية خلال الشهور المقبلة لماذا هى لا تضرب بغداد أو غير بغداد ( مرحبا
بكل الرسائل الموجهة للموقع بالطبع ، لكن لا إجابة جديدة حول هذا
السؤال ) . ولا تتوقع من إسرائيل سوى محاولة كسب الوقت ، وقدر
الإمكان محاولة امتصاص الخسائر البشرية التى يسببها الانتحاريون . وطبعا لا
تتوقع من القمم العربية أى شىء ، إلا بيان ، ثم بيان ، ثم
بيان . اكتب رأيك هنا [ تحديث : 27 مارس 2002 : منذ
إعلان الرئيس مبارك مساء الأمس عدم مشاركته فى القمة ، والتخمينات تضرب
أخماسا فى أسداس ، لكن أى منها لم يعط سببا مقنعا ، ولم نجد نحن ما
يمكن أن يكتب ، إلى أن جاء حل اللغز صباح اليوم . من بين ما قيل إن مبارك لم يذهب
لأن المبادرة السعودية تسحب
البساط من تحت أقدام مصر . نعم هذا ممكن ، ويحدث أحيانا من مصر التى
تعانى من فقدان الدور ، ومن الإحساس بالفارق الطبقى تجاه السعودية .
لكن لا يمكن أن يحدث فى هذه الحالة بالذات ، وهى مبادرة حاسمة تؤيدها
أميركا بشدة وتتسلط عليها كل أضواء العالم . ثم أن مبارك يظل حتى اللحظة
أعظم شخص شرحها وأيدها فى كل العالم ، بل أفضل من الأمير عبد الله
نفسه ، عندما قال أول أمس تفنيدا ضمنيا للموقف السورى إن التطبيع شىء طبيعى
إذا حصل العرب على الأراضى المحتلة . ثم تساءل : قولوا لى من سيدفع
فاتورة الحرب ؟ نعم لقد وضعها بهذه الصورة الصلفة والبسيطة بل والمستفزة
لكل أصحاب المزايدات : أين المال ؟ ثانيا قيل العكس . إنه لن
يذهب بسبب الإلحاح السورى على تعديل المبادرة . صحيح أنه ‑مثله مثل
أى إنسان فى الأرض‑ لا يود أن يسمع عظة بشار الأسد الطويلة المعتادة والتى
تطالب من بين ما تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل ، لكن هذا غير مقنع
أيضا . هذه ليست طبيعة مبارك . الأحرى به أن كان سيذهب ويلقى بثقله
بجانب المبادرة . أما لو كان قد وصل لتقييم أن سوريا سوف تكسب الجولة
والأفضل ألا يذهب ، فأقل أقل القليل أن كان قد ألمح أو سرب سبب عدم
سفره ، إن لم يكن قد أعلنه صراحة فى خطاب حاسم ، وهو لن يكون كلاما
أجرأ ولا أخطر مما قاله قبل يومين . ثالثا قيل إنه غاضب من أميركا
لفشلها فى حمل إسرائيل على التصريح لعرفات بالذهاب . ممكن ، لكن من
الناحية النظرية البحتة جدا . ومن قالوها تعوزهم تماما المعلومات التى
تؤكدها . مبارك يعلم أن عرفات
الذى استنجد طالبا حضور زينى ، هو الذى أفشل مهمته برفضه ولو مجرد الإدانة
اللفظية للعنف . وهذه عادة عرفات دوما ، يستنجد بالأميركيين فقط كى
يهينهم ولا يقدم أى تنازل . زينى سيقول هذا قريبا فيما قد يشبه حكما
بالإعدام على عرفات ، ويطلق يد شارون فى التنفيذ . نقول هذا رغم علمنا بالتعاطف والتبنى التاريخى من مبارك لعرفات منذ
أوسلو ، وكذا علمنا بعدم القبول الشخصى ‑والتاريخى أيضا‑ منه
لرئيس الوزراء شارون . غاضب من إسرائيل ربما ، لكن نظرية انتقام مبارك
من أميركا شىء مختلف تماما . فهى مستبعدة على الأقل بسبب أنها بريئة من
التهمة ، والمتهم الحقيقى فى رأينا ليس حتى شارون إنما أمراء
الانتفاضة . ثم طبعا مسألة مواجهة بين مصر وأميركا شىء غير وارد لنحو حوالى
10 بليون أخيرا انحل اللغز صباح
اليوم ، وقبيل الافتتاح بساعتين جاءت القرينة من عمان فى توقيت مذهل :
الملك عبد الله لن يحضر ، مكملا رقم النحس الشهير : 13 زعيما لن
يحضروا ! نعم مذهل ! رئيس القمة الحالية والشخص الذى يفترض أن يفتتح
الجلسة لن يحضر . هل الملك الشاب أيضا تتملكه الغيرة من سميه السعودى
الكهل ؟ هل هو أيضا مشمئز من الثعبان المتخايل برقبته الطويلة ولا يريد
التصريح بهذا علنا ؟ طبعا مستحيل . التفسير أعلن فى إسرائيل فى نفس
لحظة إعلان قرار الملك تقريبا ، نقلا عن مراسل للبى بى سى الخدمة
العالمية ، وقد أكده رسميا بالنسبة لكلا الرئيسين وإن على نحو ضمنى مسئول
بالجامعة العربية لوكالة الأنباء الفرنسية ، ثم قبل لحظات من بدء القمة
وزير خارجية الأردن لوكالة پيترا حيث قال صراحة إن السبب ’ ليس
سياسيا ‘ ، التفسير هو : مؤامرة من إيران وحزب الله لاغتيال الرئيس مبارك والملك عبد
الله فى بيروت . المرجح أن هناك الآن أطنانا من
المتفجرات مدفونة فى قلب طريق المطار فى بيروت تنتظر مرور إحدى السيارتين
الموعودتين فوقهما ، وهو الأسلوب الذى استخدم مرارا فى جنوب لبنان ،
ثم دربوا عليه سفاحى الانتفاضة مؤخرا . على الأقل هذا كان سيقتل واحدا
وستجهض المحاولة الثانية ، ذلك ما لم يكن عقلهم الصغير قد تفتق عن مؤامرة
متزامنة أكثر استعقادا لقتل الاثنين معا . لم يحدد التصريح الإسرائيلى إذا ما
كان الموساد أم السى آى إيه هى التى أبلغت جهازى الاستخبارات الأردنى والمصرى
بالمؤامرة . لكن المؤكد فى جميع الأحوال أن كان آخر شىء تتمناه أميركا أو
إسرائيل هو عدم حضور مبارك وعبد الله لقمة طالما خططا ‑أى أميركا وإسرائيل‑
لأن تخرج بأول إقرار عربى بعدم حق الفلسطينيين فى العودة لإسرائيل ،
وبالتطبيع بمعناه الاقتصادى الشامل والكامل ، ولدرجة أن تمنى شارون لو أن
حضرها بنفسه ! بركاتك يا إيران ويا حزب
الله ، لا تستحق التهنئة كثيرا . ونؤكد لكم أن حرارة القنابل النووية التى ستشويكم ساخنة للغاية . أسخن
مما تتصور مؤامراتكم التافهة ] . [ تحديث : ظهرا : أعلن
الرئيس مبارك أن السبب وراء عدم سفره هو التضامن مع ياسر عرفات لما تعرض له من
مهانة حطت من قدره لما دون تلاميذ المدارس الذين ’ يمكنهم القفز من فوق
السور ‘ ! وأنه بهذا حمى عرفات وحمى أوسلو وقضية السلام وأنقذ القمة
من مأزق أن يحضرها عرفات ويمنع من العودة . قال كلاما عنيفا ضد آرييل
شارون ، لكنه لم يتطرق للبعد الأمنى رغم سؤال مندوبة التليڤزيون المصرى
صراحة عنه . قال إن فكرة عدم الذهاب ظلت تراوده طيلة كل تلك الأيام ،
ومن ثم سابقة فى جميع الأحوال عما قيل عن سبب أمنى . بمعنى أنه أراد القول
إن أسباب غيابه أقدم وأعمق ، وتختلف أسبابه عن أسباب الملك عبد الله الذى
يبدو أن جاءه التحذير الإسرائيلى ( أو الأميركى وهو أقل ترجيحا بحكم إعلان
الخبر من إسرائيل ، أو ربما كان التحذير مشتركا ) صباح اليوم
فقط ، وأكده وزير خارجيته مروان المعشر بطريقة ضمنية كما أشرنا
صباحا . الخلاصة : نعم كانت هناك
مؤامرة إيرانية‑إلهية لاغتيال مبارك وعبد الله أخطرت بها استخبارات
البلدين ، لكن عدم سفر مبارك لم يكن له علاقة بها ، وكان سابقا على
اكتشافها . [ على أية حال التايمز اللندنية
تصر على أن عدم السفر جاء بسبب توقع انتصار التشدد السورى فى القمة . وفى
حديث مبارك مع تليڤزيون إل بى سى اللبنانى بالأمس ، بدا أميل للا
مبالاة بما سيجرى فى القمة ، ونفى أنه لن يحضر لكنه أوحى فى سؤال آخر عن
حضور شارون للقمة بأنه لن موجودا على أية حال ! ملحوظة خاصة
بمجريات مؤتمر القمة : جو اليأس العام يبدو أنه سيجعل الأمير عبد الله يترك
مبادرته تتحول للبيان السورى المعتاد ذى المطالبات و’ الثوابت ‘
المستهلكة المعروفة ، وكأن كل العالم ساكن متجمد لا يتغير فيه شىء ،
وينتظر منا تكرار إسماعه اسطوانة ثوابتنا المشروخة . ذلك سيتم من خلال لجنة صياغة تضم كلا من سوريا وتابعتها لبنان زائد
المتحدثين باسم بارونات الانتفاضة . طبعا لن يكون لهؤلاء وأولئك من هم سوى
إفراغها من محتواها الأصلى ، وهو تقديم تنازل مهم ما مقابل عودة
الأرض . كلمة التطبيع سوف تشطب . كلمة عودة اللاجئين سوف تضاف .
ناهيك إن لم يضف عم أبو الثوابت
السورى حكاية السلاح النووى الإسرائيلى أيضا . بل
وقد يلغى حتى الشرط البديهى بتزامن الانسحاب مع إقامة العلاقات . هذا وذاك
زائد ما قد يستجد من مفكرته ’ المعلوماتية ‘ ،
ونسيه فى خطابه !
ما هذا
الهراء ؟ من سيهتم بشىء كهذا ؟ لقد أصبحت المبادرة مسخا ، وأقصى
سقف لها الآن أن تتحول لقرار آخر من الأمم المتحدة ، لا قيمة له ولن يستمع
له أحد من ذوى الشأن فى العالم . فى الواقع سوف يضحكون من كوننا نفرض شروطا
كما المنتصرين . ببساطة لقد تحول حلم الأمير
بمبادرة عملية تحقق شيئا ما على الأرض ، على يد بشار الأسد إلى مجرد ورقة
إعلامية تصد وترد مع الغرب وإسرائيل لعدة أسابيع ثم تنسى . حتى اعتقاد
البعض أنها قد تصلح قليلا من صورة العرب والإسلام بعد 11 سپتمبر وتظهرهم كدعاة
سلام ، سينقلب لنيران عكسية . وبدون الحاجة لتحليل معنى عودة ملايين
الفلسطينيين أو تحليل أى شىء من أى نوع ، سيفهم الغرب المبادرة كإعلان حرب
وليس أى شىء آخر . وفى كل الأحوال أنتم أدرى بمن هو صاحب اليد العليا عندما
يتعلق الأمر بالإعلام والعلاقات العمومية . ولعلمكم هذا بدأ فعلا ،
والعالم لا يتحدث الآن عن المبادرة السعودية ، بقدر ما يتحدث عن رفض القمة
العربية حضور شارون لمناقشتها ! قد لا تصدق لكنها الحقيقة .
أنا شخصيا قاومت واستمعت لكلمة عم أبو الثوابت الكئيب حتى نهايتها ، وسعدت طبعا
لأن صمدت بطنى للاختبار . كما نقول دوما ، كلام فى كلام يساوى كلام
تربيع ، وإن بالنسبة لمن يتكلمون بالساعات الكاملة يجب أن نعدلها هذه المرة
لتصبح كلام فى كلام فى كلام يساوى
كلام تكعيب . لكن ‑صدق أو لا تصدق‑
وجدت فى العظة التى طالت حتى أكثر من المرات
السابقة شيئا مفيدا ! إنه قوله إن المهم المحتوى . نعم ، نحن
بالتالى لا يهمنا كثيرا الحديث عن النيران العكسية ، بقدر ما تهمنا قصص
النيران الرئيسة . والمؤكد الآن مما رأيناه اليوم أن من يسعون لدعوة لحفل
الشواء النووى الوشيك ، قد اقتربوا من بوابة الجحيم خطوة جديدة الآن ! … ارجع لمدخل قديم لنا عن بشار الأسد ملحق بإحالات
لمعظم ما كتبناه عنه فى هذا الموقع ] . [ تحديث : مساء : چورچ بوش
يمتدح تبنى القمة العربية لمبادرة الأمير عبد الله . طبعا كالعادة هو موش
فاهم أى حاجة فى أى حاجة ، وما قرأش أى حاجة . هو فاكر العرب وافقوا
على إللى قراه فى عمود توماس فرييدمان ،
طبعا بفرض كمان إنه قراه . لما هايقرا ولما هايفهم بعد كام يوم ويرجع فى
كلامه ويعتذر كالعادة ، هنصرخ
ونقول شوفوا الإعلام الصهيونى واللوبى الصهيونى والبتاع الصهيونى ، ونقول
اتفرج يا سلام ، أبو الثوابت قال أمريكا قدرة عظمى على كل العالم عدا
إسرائيل . الحقيقة هى ممكن تبقى قدرة عظمى على كل العالم بما فيه
إسرائيل ، لو بتقرأ كويس وتفهم كويس زيها . إنما للأسف ‑وعلى
رأى عادل إمام‑ بتحب تحط نفسها فى مواقف بايخخخخخخخة ! ] . [ تحديث : 28 مارس 2002 : لن
يصد أو يرد شىء لأسابيع أو حتى ايام . بعد لحظات بالضبط من ختام
القمة ، أعلنت إسرائيل رفضها لما سمى رسميا المبادرة العربية ، مبادرة
سلام الأمير عبد الله سابقا ، مبادرة ’ ثوابت ‘ اللا سلم واللا
حرب السورية لمن يعرف القراءة ، مبادرة الإبادة النووية لمن يعرف
المستقبل . أغلق الملف . إلى اللقاء مع
قمة المنامة 2003 ، وبيان جديد سورى ثوابتى آخر طبق الأصل … إلا إذا … ] . |
| FIRST
| PREVIOUS
| PART II | NEXT | LATEST |