|
|
|
الإبادة : هل لا يمكن تفاديها ? !
( الجزء التاسع )
Extermination,
Is It Inevitable?!
(Part IX)
|
FIRST | PREVIOUS | PART
IX | NEXT
| LATEST
|
NEW:
[Last Minor or Link Updates: Thursday, November 04, 2010].
September
11, 2005: A HISTORY MADE, AND STILL
TO BE MADE: U.S. envisions pre-emption atomic strikes against terrorist and
rogue nations?
…
In Part VIII
February 15, 2005: What’s the difference between the Killer Putin and the Killer Bashar?
In Part VII
April
30, 2004: Torture? What torture?
Our Arab primary schools have much tougher measures!
In Part VI
March
22, 2004: They say the
killed Hamas leader Ahmad Yassin was moving only his tongue. Isn’t
it enough?
In Part V
November 16, 2003: In Iraq’s Sunni Triangle, nobody is innocent. What should Civilization do?
In Part IV
August 19, 2003: How to solve the American dilemma in Iraq? The answer is measures that might escalate up to mass extermination! Plus: A proposition of the World Declaration for Protecting the Future!
March
9, 2003: The Nuclear
Promise —Day 365: War against Iraq is anytime this week but still waiting for
the big event [A symbolic entry in English].
June 25, 2002: George W. Bush orders: No More Arafat! This time it seems final.
June 4, 2002: Palestinians accept all Sharon peace conditions. The only problem is they’re too old and it’s a too late surrender!
June 2, 2002: Would the nuclear inferno begin in Kashmir?
May 12, 2002: The dream of a Palestinian state vanished today… officially!
April
30, 2002: First signs of what
would be the ‘New Arab Order’!
April 20, 2002: War trials for the victorious. Our World Order biggest joke, ever!
April
18, 2002: E.T. Goes Intifada. Our Arab
media biggest joke, ever!
April 17, 2002: A HISTORY MADE: The first articulate and direct intimidation ever from an American President to what so called moderate Arab states!
In Part III
April 10, 2002: PALESTINE LIBERATED!
April 4, 2002: LEBANON LIBERATED!
March 29, 2002: Full Israeli invasion. Is it at last a real war against Intifada and its lords? We just hope!
In Part II
March 14, 2002: Nuking Mecca. What an idea, but …!
In Part I
February 21, 2002: Sharon surrenders to Palestinian terrorism!
February 19, 2002: A generous initiative from Saudi
Crown Prince Abdullah. But could the Arab rejectionist front appreciate it!
December 20, 2001: A HISTORY MADE: Syria isolated absolutely alone in the Arab League!
December 12, 2001: Arafat days have been numbered.
November 20, 2001: The first evidence of the all-original 21st Century’s systemized extermination: Donald Rumsfeld orders ‘No Prisoners!’
September, October 2001: New Page to cover the tragic events which put world at
war, or almost!
April 18, 2001: Arab Analysts say Colin Powell forced Israel out of Gaza. We say the good general is just an outsider who knows nothing about the new U.S. strategy.
February 26, 2001: If you know a way other than the Neutron Bomb
that can stop Taliban from destroying Buddhas, please contact us. It’s URGENT!
February 16, 2001: Some good news: Egypt’s Foreign Affairs Mininster Amr Moussa dismissed... AT LAST!
December 28, 2000: Add the new year’s tune to your favorites: Middle East War Drums!
December 18, 2000: This separate page was launched to answer this: What’s best for reading the future: reading the present, reading the past or reading the future?!
December 4, 2000: Israel’s Mr. Deep Blue, aka Benjamin Netanyahu, to be or not to be [back]?
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الجديد
( تابع جزء 1 ، جزء 2 ، جزء 3 ، جزء 4 ، جزء
5 ، جزء 6 ، جزء 7 ، جزء 8 ) :
24 يوليو 2005 :
هأ ! الصور التى تراها هنا التقطت
اليوم ، أى بعد 24 ساعة فقط من تفجيرات شرم الشيخ . صور من وكالات
أنباء مختلفة ، علقت عليها النيو يورك تايمز فى العدد المعنون بتاريخ الغد هنا ،
بموضوع عنوانه ’ عطلة مع سبق الإصرار ‘ ، أو حرفيا On Vacation, with Resolve . بل الواقع أصبحت
الإنفجارات نفسها مادة سياحية ، حيث يحرص الزوار على التقاط الصور أمام
أماكن التفجيرات الى رفعت منها الأنقاض بسرعة تستحق التحية ، وأحيطت
بكاملها بالقماش الأبيض ، أو يلتقطون الصور لسيارات الانتحاريين
…إلخ . القصة تقول أيضا إن كل الشواطئ كانت اليوم مزدحمة للغاية باستثناء
فقط وبطبيعة الحال القطعة الصغيرة أمام فندق غزالة جاردنز الذى تم تفجيره .
التغيير الوحيد أن حفلات السمر المسائية خصصت لإيقاد الشموع وتأبين
الضحايا ! ما معنى هذا ؟ كما نعلم القاعدة لا تفعل أى
شىء إلا تفجير قنابل . مثلا هى لا ترشح نفسها فى الانتخابات ، لا تقيم
مظاهرات ، لا تنشىء قناة ساتيلايت باسمها ، ولا حتى تحاول القيام
بانقلابات عسكرية . لا شىء . فقط انفجار ، كل شهرين أو ربما
أكثر ، وحتى لم تعد الأمور ببراعة أو اتقان أيام ريعان الشباب ، الجيل
الجميل الأول ، الذى قتل مئات فى عاصمتين أفريقيتين فى غضون دقائق ،
أو خرب قطعة بحرية باهظة الثمن أما سواحل اليمن ، أو طبعا أسقط برجى نيو
يورك . هذا الأسبوع كانت ثمة 4 محاولات لتفجير خطوط مترو لندن كما حدث يوم
7 ، تم إجهاضها جميعا . تخيل القاعدة على سن ورمح ذات اللمسة
الأستاذية المميزة ، فقدت حنكتها ، وسمعتها الآن باتت فى
الحضيض ! العالم واسع جدا ، وباستثناء العراق التى
تعمدت أميركا تجميع معظم القوة الضاربة للقاعدة فيها ومحاربتها ، فإن
إنفجار كل عدة شهور يشبه إطلاق دبوس إبرة على جسد فيل ضخم مرة خلال ذات
المدة ، ثم تتوقع منه أن يموت أو يستسلم . الأسوأ أن الناس لم تعد
تعبأ أصلا بموضوع الانفجارات ( هل تذكر كيف غرر پيتر أوتوول بالشرطة
الفرنسية التى كانت تحرس متحفا فى فيلم ’ كيف تسرق مليونا ‘ ؟
أطلق الانذار الكاذب مرتين ، ففى الثالثة لم يعبأ أحد ، أو هل تذكر
قصة الصبى الذى صاح الذئب الذئب ؟ الناس تعودوا على الإرهاب ،
وبالنسبة لهم شرم الشيخ أكثر أمنا من حوادث السيارات لو حدث وقضوا قضوا عطلاتهم
فى مدنهم الأصلية ) . فى طابا العام الماضى عادت الحياة
بسرعة ، ولم تتأثر السياحة . فى لندن حدث نفس الشىء ، ولم تتأثر
السياحة ، وإن تم ذلك فى حالة من الطوارئ المشددة أسفرت مثلا عن قتل
برازيلى مقيم إقامة غير شرعية بسيل من الطلقات فى رأسه ، لمجرد أنه هرب حين
حاولت الشرطة الإمساك به ( لا تنس أن لندن هى آخر واحة من واحات ديموقراطية
الغرب اليوتوپية الملائكية البلهاء الهبلاء ، تتعرض لإرهاب الإسلام الذى
طالما آوته ، وفى المرات القادمة ستكون غالبا أكثر استعدادا وأقل
توترا ) . أما فى شرم الشيخ فالأمور وصلت لمستوى جديد يفوق طابا
ولندن : استمرت الحياة وكأن شيئا لم يكن ، بالعكس ربما تتضاعف
السياحة . هكذا تقول الصور المدهشة ! الإرهاب ، أو بلغة أكثر كلاسية القرصنة وقطع
الطريق ، المشكلة فيها هى كلفتها الاقتصادية . الحضارة أو الاقتصاد
العالمى ينتج وينمو ، والبعض يتربص له من قبيل الكره أو الحسد أو لمجرد
تنفيذ تعليمات إلهية لم يسمعها سوى شخص واحد قال عن نفسه أنه نبى ،
والباقون صدقوه . لو روعت طرق الملاحة فأنت تجهض التجارة العالمية
برمتها . لو أنت قتلت سائحا أو مستثمرا لردعت الجميع وأركعت الاقتصاد ،
وهكذا . لكن الواقع يقول الحالى إن الأمور لم تعد بمثل هذا السوء . تناقص كلفة الإرهاب حقيقة واقعة . صحيح ،
هناك البلايين تنفق على الأمن وعلى إهدار وقت الشغل والمشتغلين ، لكن
العجلة دائرة دون تعطيل ذى شأن . نود والحال كذلك ، أن نذكر بأمرين
قلناهما ألف مرة فى هذه الصفحة : الأول هو الخسائر غير المرئية ، نحن
مرغمون على تضييع وقتنا فى التنبه للإرهاب وقراءة الكتب الصفراء ، وهذا
الوقت كان من الممكن أن نقضيه فى اختراع أو إبداع أو تعلم شىء جديد .
الثانى أن لنجعل موجة القرصنة الحالية فرصة جيدة لحل القضية من جذورها .
العرب والمسلمين ربما يهدأون قليلا ، أو يرتدعون قليلا ، أو يخافون
قليلا ، أن يلجأون ’ للتقية ‘ قليلا ، وبالتالى تتناقص
مؤقتا معدلات القرصنة والإرهاب ، لكن اللب الذى يفرخ كل هذا من عصر
لآخر ، لا يزال كما هو . لا ليس الإسلام ، هكذا علمتك هذه الصفحة
مئات المرات . اللب شىء آخر هو الذى صنع الإسلام وكل الأديان أصلا :
چييناتهم ! هم فاشلون وسيظلون فاشلين ، هكذا صمموا
چيينيا . هم عاطلون وسيظلون عاطلين لأن الشغل يرهق العضلات . هم
أغبياء وجهلة وسيظلون أغبياء وجهلة ، لأن التفكير والتعلم يرهق المخ ،
عفوا المخ غير موجود أصلا . هم فى كل التحليلات لا أمل فى إصلاحهم ،
هذا كله ليس كلامى إنما كلام سيد المفكرين أرسطو وألف مفكر لاحق عليه . كما
نكتب فى ترويسة هذه الصفحة : أنا
لا أفهم كيف يمكن لإنسان واحد أن يعترض على التوظيف الواسع للسلاح النووى ،
إذا كانت المرة الوحيدة التى استخدم فيها أعطتنا قدرة اقتصادية فائقة اسمها
الياپان ! صحيح چيينات العرب ليست كچيينات
الياپانيين ، لا أحد يمكن أن يضمن شيئا من ضربهم نوويا سوى صومال أخرى
وأخرى ، العراق المثال الأحدث الأكبر ، وجيراننا الغزاويون ممن لا
نستبعد أصابعهم فى الهجمات على سيناء هم المثال الثانى ، وعلاقاتهم
بالناشطين المحليين معروفة للجميع وثابتة ، ومتمثلة على الأقل فى حفر
الأنفاق وتهريب السلاح ، فلماذا لا تشمل أيضا ما هو أسهل : ضرب
مصر . بديهى أن لا يمكن أن تكون نتيجة القصف النووى معروفة سلفا ،
بالذات مع شعوب لا يوجد فى تركيبها التشريحى عضو اسمه المخ ، لكن أيا ما
كان فلتبدأ التجربة بالبؤر الإكثر إجراما ومروقا ولحسن الحظ كل عناوينها
معروفة ، ثم تكرر كلما لم تعط النتائج المرجوة ، فى جميع الأحوال
ستكون النتيجة شيئا إيجابيا . … فيما يلى قائمة بثتها الرويترز اليوم
لقائمة الهجمات على السياح فى مصر ، نتركك عها لتتذكر كيف كانت الآثار فى
الماضى وكيف هى الآن : - SEPT. 27, 1994: Gunmen shoot and kill
one German tourist and wound another in a gun attack in the - APRIL 18, 1996: Islamic militants shoot
dead 18 Greek tourists they mistook for Israelis near the Pyramids. - SEPT. 18, 1997: Gunmen kill nine German
tourists and their Egyptian bus driver in a shooting and firebomb attack
outside the - NOV. 17, 1997: Attackers kill 58
tourists and 4 Egyptians at an ancient temple near the southern tourist town
of - OCT. 7, 2004: A series of bombings at the Taba Hilton
on - APRIL 7, 2005: A probable suicide bomb attack in a - APRIL 30, 2005: A suicide bomber wounds seven people including four foreigners - two Israelis, an Italian and a Swede - near the Egyptian museum. … انظر مدخلنا السابق عن غزوة طابا المباركة ، وبه قائمة أخرى من الرويترز ، لكن عن للهجمات الإرهابية الرئيسة على أهداف يهودية خارج إسرائيل ، بدءا بفجر الإرهاب الفلسطينى المعاصر فى قرية ميونيخ الأوليمپية فى 5 سپتمبر 1972 . … [ انظر بصفحة
السياسة مدخلنا عن الغزوة
السيناوية المباركة الثالثة : غزوة دهب الكبرى جدا ( ولا أحد يعرف
كبرى فى ماذا ! ) ، فقط الأصابع الفلسطنية باتت أوضح
وأوضح ] . 7 أغسطس 2005 :
استقالة بنيامين نيتانياهو من عضوية الوزارة فى إسرائيل احتجاجا على بدء الخطوات
الفعلية لإخلاء مستوطنات غزة ، وأول صرخة لا بهذا الوزن لمهزلة أن أبشرى يا
دنيا أن ها هو السيد أرييل شارون
يعلن تأسيس إمارة الإسلام الطالبانية الجديدة الكبرى فى غزة . ستجد هذا المدخل عن تصرفا شارون المتخاذلة المشينة فى صفحة الثقافة هذه
المرة ، ذلك لأنه ارتبط بموضوعات أخرى ‑استقالة أخرى زائد كشف أثرى‑
تعاقبت كلها فى الساعات الأخيرة ، فبدت كما الطرقات على العقل العربى
البائس العائش فى غياهب ما قبل التاريخ ، و’ موش عارف يلاقيها منين
ولا منين ‘ ! الاستقالة الثانية هى دعوة الوزير الأول الياپانى جونيتشيرو كوئيزومى لحل
الپرلمان ، أما الكشف الأثرى فهو كشف ما يعتقد أنه قصر الملك داود فى
أورشليم الشرقية ، بما يقلب كل موازين الصراع الأيديولوچى بين العرب
وإسرائيل ، أو فى قول آخر الصراع الدينى بين المسلمين واليهود . فإلى هناك …
28 أغسطس 2005 : ما المشكلة فى أن
يكون العرب السنة فى العراق هم الذين يطالبون بالاستقلال عن الشيعة
والأكراد ، بدلا من معارضة مشروع الدستور الفيدرالى الذى اعتمد اليوم
والإصرار على ما يسمونه وحدة العراق ؟ لماذا لا يبنون دولتهم الزاهرة
المنتجة الخاصة بهم ؟ الياپان ليس لديها پترول وصنعت من نفسها قدرة
اقتصادية فائقة . أم أن الوحدة هى مجرد شعار يعلم جميعنا ما خلفه من نية
مبيتة على استمرار استرقاق واستحلال الغير لأربعة عشر قرنا أخرى ؟ ما الذى
يضايقهم ؟ هل قال لهم أحد مثلا إن رائحتهم كريهة واخرجوا من بلادنا ؟
هل ذهب لهم أحد يطلب منهم اعتناق المذهب الشيعى أو الحديث باللغة الكردية ؟
ما الذى يضايقهم ؟ إن أحدا حتى لم يطالبهم بمجرد رد ثروات الشيعة والأكراد
التى نهبوها لأربعة عقود على أيام صدام . فقط قالوا لهم بأدب كفى ، من
الآن فصاعدا أنتم من طريق ونحن من طريق ، وليس فوريا حتى ، بل سنواصل
الإنفاق عليكم وعلى زوجاتكم لسنوات كثيرة قادمة !
ثم لماذا يعارض نقيب العربجية
عمرو موسى بشدة هذا الدستور العراقى ، ولم يعارض من قبل فيدرالية
السودان ، أو أيد انقلاب موريتينيا ، قائلا إنها شئون داخلية ؟
أليس دستور العراق شأنا داخليا أيضا ؟ أليس شيعة العراق عربا أيضا عليه
تأييدهم فى الدستور الذى تبنوه . بل لنفترض حتى أن شيعة العراق فرس وليسوا
عربا ، ألم يكن عمرو موسى هو الذى اقترح ضم إيران للجامعة العربية بدلا من
العراق بعد سقوط صدام ، أم أن العروبة عنده هى السنة فقط ، وما لم
يرفعوا الراية البيضاء كالبشير فهو بالروح والدم معهم متخطيا حتى اختصاصات
وظيفته حيث لا قرار من أى نوع من مجلس الجامعة فى كل هذه المواقف التى يبادر
إليها ؟ أم أن السبب الحقيقى أن الدستور ينص على اجتثاث البعث ، ولو
اجتث هذا الفكر العربجى الشوفينى من هذه الدولة تلو الأخرى لفقد عمرو موسى مرتبه
الشهرى الباهظ . الإجابة على كل تلك الأسئلة : مستحيل : العرب
مصممون چيينيا على قطع الطريق ، نهب عرق الغير وثرواتهم ، وصنعوا
الإسلام لهذا الهدف تحديدا ، ويموتون جوعا لو حرمتهم من مص دماء كل من
تطالهم أيديهم ! العرب يحدثونك كثيرا عن العزة
والكرامة والنخوة ، والصورة الآن أنهم يريدون الآن الوحدة مع أناس لا
يريدونهم ، ودون ذلك القتل الجماعى والسيارات المفخخة والانتحاريين بطريقة
حزمنى يا با . أية عزة وكرامة فى هذا التطفل على الشعوب الدنيا
’ الرافضة ‘ والتى ليست بخير أمة أخرجت للناس مثلهم ، ما لم يكن
ما يدور حوله الموضوع أصلا هو السرقة والنهب لا أكثر ؟ [ تحديث : 2 أكتوبر 2006 : بمناسبة
نقيب العربجية أنا عندى مرة أخرى كام سؤال : إلى متى سيطول الصمت العربى
على تصرفاته ؟ بالأمس القريب أيد انقلابا عسكريا فى إحدى دون المغرب
العربى ، بينما المفروض أن منظمته هى منظمة للحكومات وتدافع عن
الشرعية . اليوم
يؤيد من خلال تصريح لمساعده الذى عينه لتولى الملف الصومالى ، استيلاء ما
يسمى بالمحاكم الإسلامية فى الصومال على ميناء كيسمايو ، ويسميه
’ انقلابا أبيض ‘ . هذا بينما هناك حكومة شرعية شبه
منتخبة ، وهى العضو فى الجامعة العربية ، وكل القيادات العربية
الرئيسة ( وحتى غير الرئيسة أو الناشز فى العلن على الأقل ) ،
تقف فى صفها . السؤال البرئ ، ودون الخوض
أكثر من جديد فى موضوع حزب الله
والحرب الأخيرة ، أو فى تصريحاته ’ الحمساوية ‘ ،
وكلها مناهضة صريحة للسلطة الشرعية ممثلة فى أبى مازن والسنيورة : أنا أريد أن أعرف ممن يأتمر عمرو موسى
بالضبط ، هل من الرئيس مبارك والملكين عبد الله وبقية القادة العرب
الرئيسين ، أم من بشار والبشير ونصر الله ونجاد وبن لادن ؟ وهل لو قام
الأخوان بانقلاب عسكرى فى مصر غدا أو بن لادن فى السعودية أو الأردن ،
سيخرج ليسميه ’ انقلابا أبيض ‘ أم ماذا ؟ ماذا حقا سيكون الفارق
بين هذه وبين انقلابات موريتينيا أو الصومال أو حماس أو حزب الله ، وكلها
انقلابات قامت بها منظمات مسلحة ؟ لكن يا سادة
عمرو موسى بات يشتغل بالكامل لحسابه الشخصى جدا ، وأچندته باتت إيرانية
طالبانية سافرة بالكامل ، على الأقل من يوم طالب بإحلال إيران محل العراق
فى الجامعة . السؤال الجدى والشاغل الأهم
بالنسبة لى شخصيا : هل موقعنا
لا يزال على حق فى تسميته نقيب العربجية ؟ أم يبدو
أن جامعة العرب التى لم تكن يوما بيتا للعرب إنما فقط منظمة كفاحية شوڤينية
لأصحاب الميول القومجية العربجية فقط ، قد أصبحت فى هذا أيضا شيئا من
الماضى ، وأن عمرو موسى بات يشغل الآن وظيفة نقيب الإيرانجية ؟ أو ربما بعد
التصريحات الجديدة ‑أو بما يتماشى ربما مع زبيبة الصلاة المتضاخمة ،
قد تفضل تسميته نقيب الطالبانجية ؟ أو حتى قد تسميه نقيب
الانقلابجية ، فلا يوجد انقلاب واحد لم يسارع
لتأييده ؟ على الأقل العربجية كانوا يطالبون
بهدف كبير واضح ‑بغض النظر عن وهميته أو شوڤينيته أو رجعيته‑
اسمه الوحدة العربية ، وكانت مصر بالضرورة ، باعتبارها وحدها ربع سكان
العرب ، هى مركز ومنطلق نشاطهم . لكن فى أية وحدة يفكر عمرو موسى
الآن ، وهو يبحث عن كل صرصور معادى لأميركا أو إسرائيل ، ولو فى
بالوعة مسجد قذر فى الصومال ، وينصبه زعيما للعروبة ؟ ] . …
نحن لم نكن يوما متحمسين كثيرا
لتجربة أميركا ككل فى العراق ، ذلك بسبب كلفتها العالية . نعم فرحنا
بالغزو البرى ، لكن كنا نفضل عليه القصف
النووى من الجو . والآن نسأل ما الذى جرى خطأ ، أو سؤال WWW التراچيدى الشهير ، What Went Wrong? . هل تومى فرانكس كان الغلطة ؟ هل پول بريمر كان
الغلطة ؟ هل إياد علاوى كان الغلطة ؟ الإجابة الديموقراطية كانت
الغلطة ! لقد وصلنا فى تأييدنا للسيناريو الأميركى لنقطة أن لا بأس حتى
بإقامة ديموقراطية شكلية ، لكن أية خطوة أبعد أسميناها سلفا وبما لا
لبس فيه انتحارا كارثيا . لو استمر الحكم العسكرى لتومى فرانكس لحصلنا على
دولة معينة ، لو استمر الحكم المدنى الأجنبى لپول بريمر لحصلنا على دولة
أخرى ، لو استمر الحكم العراقى بواسطة ديكتاتور حداثى كإياد علاوى لحصلنا
على دولة ثالثة . ثلاث دول مختلفة ، لكن أيا منها لم تكن لتشبه أبدا
دولة ، نقصد ’ لا دولة ‘ الصومال الحالية ، فوضى الحرب الأهلية الطائفية العبثية الشاملة
التى تتبلور ملامحها يوما بعد يوم . الحل ؟ هل تحتل أميركا العراق
عسكريا من جديد وتسقط تمثال إبراهيم الجعفرى ؟ لا أعتقد ! هذه مضيعة
من جديد للوقت ، لا بد من التخلص أولا من قطاعات السكان الحاضنة والحامية للإرهاب
والكراهية والمروق ، قبل التفكير فى حكمهم بأية طريقة أيا ما كانت !
هذه كانت غلطة أميركا الأخرى : أن لم تستخدم يوما القوة بالقدر الكافى فى
العراق ، وتعريف القدر الكافى هو السلاحين النووى والكيميائى . بالأحرى لتكن الساطرة هى ما
يلى : من يستحق الاحتلال هو فقط الأماكن التى توجد بها 1- قيادات تؤمن
بالحداثة 2- شعوب تلتف حولها . مثلا كردستان ودارفور منطقتان مثاليتان
للاحتلال ، غزة ووزيرستان وقم مناطق مثالية للقصف النووى ، وما بين
هذه وتلك يتراوح الأمر ما بين القصف الكيميائى أو التقليدى حسبما كان من الممكن
عزل السكان عن حكامهم أو عن المسلحين من عدمه . المناطق التى تستأهل
الاحتلال المذكورة هى التى تأكيدا سيحارب كل شعبها جنبا إلى جنب معكم . هم
أيضا مقاتلون أشداء ومسلحون بالأصل وسينتصرون ويتحررون بأقل دعم منكم .
خلصوا أمثال هؤلاء من طغيان العاصمة أو عدوانية الجيران ، بغداد ،
طهران ، دمشق ، أنقرة ، الخرطوم ، أو أيا ما كانت .
وأقيموا فى تلك الأماكن القواعد العسكرية والمطارات التى تنطلقون منها للهدف
الأبعد . لكن لا تحتلوا هذا الأبعد من البداية . بالنسبة للعواصم
المجرمة ، لا بديل إلا القصف من الجو ، بالأسلحة التقليدية أو غير
التقليدية ، اختاروا ما يحلو لكم . وتستمرون فى هذا القصف حتى توجد
مثل تلك القيادة ومثل ذلك الالتفاف . عدا ذلك لا تفعلوا سوى مواصلة
القصف . أو ربما لا بأس أيضا بإضافة بعض الخبرات الإسرائيلية المستلهمة
أصلا من تجربة الحضارة فى تخليص العالم الجديد من الهنود الحمر ، كالحصار
والأسوار والمعسكرات المغلقة والأشرطة الأمنية العازلة ( فقط عيبها الواضح
أنها أساليب عتيقة سابقة على اختراع الحضارة لأسلحة الدمار الكتلى الحديثة
الأكثر فعالية كفاءة ) .
باختصار ، التحديث وهم
( كيف تجاهلتم أصلا احتمالا كهذا ؟ ! ) ، وها هى
الديموقراطية أفرزت دولة شبه دينية ودستورا شبه دينى ، والرهان هو فقط على
طيبة وأريحية الشعوب الشيعية لأنها مسالمة بطبعها أقرب للصوفية والهندوسية
وثقافات الشرق . ربما هذا صحيح فعلا ، لكنكم نسيتم أنهم أيضا جروا
يوما تحت التحريض وراء الخومينى . الحل دائما أبدا هو معايير أشد فى ضرب
بؤر المروق وقطع الطريق عبر العالم ، وبالأسلحة النووية تحديدا ، ثم
إنزال الجيوش للأرض بعد ذلك وليس قبله . باختصار لكن أوضح : حين
استخدمت أميركا الصدمة والترويع shock
and awe استقبلها
العراقيون بالقبلات والورود ، وحين استخدمت الديموقراطية استقبلوها بالرصاص
والتفجيرات . المسألة مسألة ثقة فى القائد وفى هيبته ، وبدون قوة بطش
هائلة ومستدامة لن تكسب أميركا قلوب ولا عقول أى أحد إطلاقا ! فقط أردنا وقفة سريعة أمام ظاهرة اسمها الجدل حول
الدستور ، باتت تشغل الجميع عبر العالم ، لكن ليس لها تفسير آخر سوى
ما قلناه ! …
هل تعرف ما هو الحل الحقيقى مع
سنة العراق ، طبعا بخلاف الحل النووى ؟ لماذا لا تجربون مثلا معهم
طريقة إسرائيل فى الفرص الضائعة مع الفلسطينيين ؟ اضربوهم واحتلوا أراضيهم
وضعوهم فى السجون وقتلوا منهم أكثر ما استطعتم . ساعتها سينسون شيئا اسمه
وحدة العراق ، وسيصبحون فى طليعة المطالبين ’ بالفيدرالية ‘ أو
حتى الانفصال عن الشيعة والأكراد . على الأقل لماذا دائما ترفضون أن تحققوا
للسنة ما يريدون ، هم أرادوها حربا أهلية ، وهى الآن قائمة بالفعل
تماما كما أرادوها وكما أشعلوها ، فاعطوها لهم . لماذا تفترضون أن الأكراد
والشيعة مسالمون ‑أو يجب أن يظلوا كذلك‑ على نحو مطلق مؤبد ؟
إن مخزون ما عانوه تاريخيا على يد السنة هائل ، ومن فضلكم لا تهدروا طاقة
جبارة كهذه ، يمكن أن تساعد فى تخليص العالم من أشر شر عرفه عبر كل تاريخه
إطلاقا ، شر جراد يثرب . لماذا تكبحون الحرب الأهلية ؟ لن يحدث
سوى أن سيطرد الأكراد العرب من كركوك أو يبيدونهم ويعلنون دولتهم المستقلة
المتطلعة للحداثة والتى ستكون نواة لكردستان الأعظم وقاعدة ستراتيچية لأميركا
بدلا من تركيا ودول الخليج الواقعة كلها تحت هيمنة الإسلام والجهاد الآن ؟
لن يحدث سوى أن ستنطلق الميليشيات الشيعية لتلتهم ليس الزرقاوى فقط بل كل أهل
السنة والجماعة وينقذون أنفسهم من مذابح 14 قرنا أخرى قادمة ، ثم بعد ذلك
لكل حادث حديث مع طيبة أهل الشيعة ، إن كانت ثمة حاجة لذلك . أو كما سبق وقلنا فالمعركة الحقيقية
لم ولن تكون بين شيعة وسنة ، إنما بين التقدم والتخلف ، والحداثة
موجودة داخل السنة ( الحسين ، السادات ، الحريرى
… إلخ ) ، كما هى موجودة داخل الشيعة ( الشاه ، نورى
العيد ، علاوى … إلخ ) ، وأن الظلامية موجودة داخل السنة
( صدام ، القذافى ، البشير … إلخ ) ، كما هى
موجودة داخل الشيعة ( الخومينى ، بشار ، نصر الله
… إلخ ) ! … نقطة إيضاحية أخيرة : الأخوة العراقيون يخطئون فى كل مرة تصوروا فيها أن عمرو موسى مجرد
ناطق بلسان حسنى مبارك . حسنى مبارك ليس عربجيا مستميتا لهذا الحد ،
ثم أن السياسة الخارجية المصرية يديرها الآن أصدقاء إسرائيل فى لجنة السياسات بالحزب الوطنى ،
وليس حسنى مبارك أصلا . عمرو موسى يا سادة ، ومن يوم توليه
المنصب ، ناطق بلسان صدام حسين وبشار الأسد ، وليس باسم أى أحد
آخر . … اقرأ نص مسودة دستور العراق بالعربية
وبالإنجليزية .
11 سپتمبر 2005 : فى خطوة
تاريخية طال انتظارها لحماية مستقبل حضارة الكوكب من قوى التخلف والظلام التى
طالما عرقلت مسيرته على مدى ثلاث ألفيات كاملة ، كشفت الولايات المتحدة اليوم
عن شرعتها الجديدة المعدلة لاستخدام السلاح النووى والمسماة Joint Publication 3-12: Doctrine for Joint Nuclear
Operations . سوف يتم
استخدام السلاح النووى كضربات وقائية ضد الأمم الناشر rogue nations التى تشتغل على صنع أسلحة دمار كتلى ، أو ضد مراكز جماعات
الإرهاب . والإشارة واضحة لإيران وكوريا الشمالية وربما أيضا لغرب العراق
ودمشق وغزة وجنوب لبنان . الأهم من القرار هو توقيته . يوم بالغ
الدلالة للغاية هو الذكرى الرابعة لهجمات الحادى عشر من سپتمبر ، والأدهى
أنه أيضا عشية العيد الستينى لمنظمة الأمم
المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة ، وسن الستين كما تعلم مرتبط فى
أذهان الناس بموعد الإحالة للتقاعد .
فى تذييل صفحة الثقافة
ومن بعده عبر كل أجزاء صفحة الإبادة هذه ( وبالذات هنا حين تابعنا بدايات الاشتغال
على تصنيع هذه القنابل النووية الصغيرة المسماة بالمسرحية ) ، كنا قد وضعناها صريحة صلفة : لو العرق
الأنجلى أكثر إنسانية من أن يستخدم السلاح النووى فى إبادة العرق السامى وكل قوى
الظلام والتخلف وقطع الطريق التى طالما تآكلت وماتت الحضارات على أيديها ،
فإن الحضارة الأميركية سوف تضمحل وتسقط بأسرع مما يتوقع أحد . وذهبنا لحد
تسمية الياپان لقيادة الحضارة التالية لسبب واحد أنها الأمة الوحيدة التى
استخدمت بالفعل أسلحة الدمار الكتلى فى إبادة منظمة وشاملة لأمة أخرى
متخلفة ، هذه التى كانت ، ويا للطموح ويا للدلالة التى لا يمكن
الاستهانة بها ، إبادة أكبر أمم الأرض إطلاقا ، الصينيون ! لا حل آخر . إن الحضارات ظلت
تتراجع غربا تحت قصف هجرة العبيد المتدينين الساميين ، وأميركا كأحدث حلقة
فى سلسلة الحضارة قفزت بالحضارة الإنسانية لآفاق مذهلة من حيث إطلاق التنافسية
والتناغم شبه المطلق وغير المسبوق مع قوانين أمنا الطبيعة . إلا أن جرثومة
الإنسانية ورهافة القلب وتهذيب السلوك الممتدة معها كخصائص للعرق الأنجلى ،
ظلت ولا تزال تنخر فيها على نحو مرعب ، هذا بينما قدرها أنها القيادة
الحضارية الأولى فى التاريخ التى أصبح بيدها لأول مرة الوسيلة الناجعة للقضاء
على العرق السامى وأشباهه من الشعوب العصية على التحديث ، ألا وهى هبة
السلاح النووى . وهذا كله لم يتح قط لأحد من قبل ، فانهارت إمپراطورية
المقدونى تلميذ المعلم أرسطو وانهارت الإمپراطورية الرومانية وانهارت
الإمپراطورية البريطانية ، كلها لنفس السبب بالضبط فى كل مرة . ماذا
تنتظرون هذه المرة ؟ أتنتظرون حتى يشحن أحمدى نجاد القنبلة عبر استخبارات
شاڤيز فاستخبارات كاسترو إلى مسلم انتحارى أميركى يفجرها تحت المسلة
المصرية المواجهة للبيت الأبيض ؟ [ ربما لم يعد هناك داع لكل هذه
اللفة ، وبات فى وسعه إرسالها عبر الحقيبة الدپلوماسية لأمير قطر أو حاكم
دبى الذى أصبح يسيطر الآن على
موانئ العالم المتقدم جميعا ! ] قرار اليوم سيدخل التاريخ دونما
شك كلحظة مفصلية رسمت كل مصير الإمپراطورية الأميركية من حيث الاستمرار أو
الزوال . لكن فى كل الأحوال سيظل دائما أبدا المهم هو التنفيذ . وكلنا
يعلم حجم قوى اليسار والساسة جلابو العبيد داخل أميركا ، ممن سيقيمون
الدنيا ولا يقعدونها يوم يستخدم السلاح النووى ، بل وربما يفلحون فى وقف
إعادة استخدامه ، وهنا ‑ودون أى شك من جانبنا‑ ستسير الحضارة
الأميركية إلى ذات مكان سابقاتها : خبر كان ! … اقرأ ملخص
الشرعة … اقرأ النص
الكامل للشرعة … اكتب رأيك هنا
[ تحديث : 19 سپتمبر 2005 : هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! من هنا لغاية السنة الجاية
الصبح ! كوريا
الشمالية ، فى غضون أسبوع فقط من إعلان الشرعة النووية الجديدة
لأميركا ، بل قل فى
غمضة عين ، وبالمرة بلا أية إرهاصات ولا إشارات ولا تدرج ولا مساومات
ولا مفاوضات ولا أى شىء ، فقط فى ثانية واحدة تنقلب 180 درجة أقصى أقصى
التشدد لأقصى لأقصى الخنوع والاستسلام . قبلت ودون سابق مقدمات أو تلميحات
أو مؤشرات من أى نوع ، أن تنزع جذريا سلاحها النووى ، بل وتتخلى حتى
مشروع امتلاك تقنية نووية للأغراض السلمية ، أو حتى شراء محطة نووية لتوليد
الطاقة من الغير ، وكلها أشياء كان الكل حتى الأسبوع الماضى فقط مستعد لدفع
الكثير لها فى حال قبولها إياه . هكذا فقط يا
سادة يمكن أن تحل مشاكل العالم : إخراج السلاح النووى من جحوره ! بالنسبة لكوريا كان يكفى إخراج الرأس الأحمر
المدبب حتى تركع طالبة العفو والسماح وحرق كتب لينين وماركس وماو وكيم إيل
سونج . لكن أصحاب البلاليص الضخمة المقلوبة فوق رءوسهم فى قم وطهران ،
أو فى دمشق والمثلث السنى ، أو فى غزة وجنوب لبنان ، ليسوا باللبيب
الذى بالإشارة يفهم . لا يكفى إخراج العين الحمرا ، بل لا بد من
إغراقهم بالتلظى فى الجحيم الأحمر شخصيا ! ماذا أتوقع فى
الأيام القادمة ؟ ربما أتوقع أن يعلن كل من شاڤيز وموجابى استقلاتهما ،
لكنى لا أتوقع شيئا بالمرة من البلاليص ! ] . [ تحديث : 25 سپتمبر 2005 : هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! من هنا لغاية السنة بعد الجاية الصبح ! كوريا تربط علنا ورسميا بين موقفها
الجديد الخانع وبين شرعة أميركا النووية الجديدة . امتع خيالك بقراءة كامل
نص قصة الأسوسيتيد پرس هنا . لا أدرى لماذا لم يربط أحد سوانا
نحن ( وكوريا نفسها ) بين الشرعة وبين الاتفاقية الجديدة ؟ هل
لأنهم يعيشون حياة الكلام × كلام ، ويعتقدون أن الپنتاجون نسخة أخرى
منهم ، أم لعلهم ربما ضعاف القراءة والكتابة . الإعلام الغربى تائه هو
الآخر ، إما لا يقرأ ، وإما لعله يقرا لكن شطب الأچندة النووية من
خيالاته ، ولا يكاد يتصور أن عالمنا سوف يصحو يوما على ضربة نووية متزامنة
ستطيح بما لا يقل عن عشر عواصم ، وأنه إن لم تفعلها أميركا آجلا ،
والأفضل كيثرا عاجلا ، والأفضل جدا صباح الغد ، فإن من سيرث قيادة العالم بعدها على الضفة الأخرى
من الپاسيفى لا بد وأن يقوم يوما بهذا الواجب المدرسى البسيط المؤجل منذ أيام
أرسطو وأليكساندر والذى لا مفر منه ! ] .
[ تحديث : 19 يناير
2006 : هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! من هنا لغاية
السنة بعد بعد الجاية الصبح ! شيراك يقول إنه سيرد نوويا فى حال
أى هجوم إرهابى يستهدف فرنسا ، وذلك بقصف الدول الداعمة للإرهاب . هذا
ما جاء اليوم
فى خطاب له فى قاعدة للغواصات النووية فى مرفأ بريتنى . ترى هل بدأ يشعر بسكين الإرهاب
العربى المسلم الذى طالما دعمه قد بدأت
تقترب من رقبته ، هل نقول أشوف كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب . لا
يهمنا هذا ولا ذاك ، يهمنا أن الكلام بدأ يكثر عن استخدام السلاح
النووى ، والرائع هنا أنه يشارك فى خلق مناخ متسارع يجعل العالم بات مهيأ ومتقبلا أكثر من أية
لحظة مضت لتوقع مشاهدة هيروشيما وناجازاكى جديدتين قريبا فى طهران ودمشق ، ذلك ‑نقصد المناخ‑ بدءا من إعلان الشرعة النووية الأميركية الجديدة التى
يقال إن كلام شيراك اليوم هو بمثابة تبنى فرنسا لشرعة مشابهة ، حتى كلام
إسرائيل المطول عن رد حاسم ضد إيران .
بمناسبة هذه الأخيرة والتى يبدو
أنها بدأت ترعب مسيو شيراك ، الأمور باتت واضحة للجميع : إيران آخر دولة فى العالم يمكن أن تقع فى أزمة
طاقة ، الملالى لا يريدون الطاقة النووية باهظة الكلفة ولديهم طاقة مجانية
لا نهائية ، بل هم لا يعرفون معنى كلمة طاقة أصلا فالعلوم عندهم هى علوم
القرآن وليس إلا . الملالى يا سادة يريدون القنبلة . يريدون إسقاطها
فوق واشينجتون ولندن وتل أبيب والقاهرة والرياض . نرجوكم امنحوها لهم بأن
اسقطوها فوق رءوسهم . أى برقع حياء
تبقى لدى مثل هذا الرجل ؟ يقول العلم ملك لكل البشرية ، ثم يهدد بدمار
إسرائيل واميركا ؟ كمبدأ أى شىء ملك لمن اكتشفه أو اخترعه ، وإذا
طالبت به فاتدفع ثمنه ، أو على الأقل تطلبه بأدب وإجلال لأصحابه .
ثانيا هو يتحدث تحديدا ليس عن أى علم قد يرغب أى شعب محترم الاستفادة منه ،
بل يتحدث تحديدا عن علم القنبلة . ثالثا هو ينسى من هم تحديدا أصحاب هذا
العلم . معادلة E=mC2 التى وضعت الأساس العلمى للقنبلة اخترعها واحد
اسمه أينستاين Albert Einstein . من صمم القنبلة واحد اسمه
أوپينهايمر Julius Robert Oppenheimer . من اخترع الصاروخ الذى يحمل
القنبلة واحد اسمه ڤون براون Wernher
von Braun . من اخترع
الحاسوب الذى يوجه الصاروخ الذى يحمل القنبلة واحد اسمه ڤون نيومان John von Neumann . سيدى ، لو
هناك بعض باق من حمرة الخجل ، كفانا دعاء الملالى حين يتبخترون فى المنشئات
النووية مسبحين أن سبحان الذى سخر لنا أينستاين وأمثاله وما كنا لهم
مقرنين . اخترع علمك بنفسك ، ولا تتطفل على علوم الآخرين ،
ساعتها ربما نؤيد أن تكون سيد العالم !
فقط نذكرك بأصل القصة ،
وقلناه قبل كده . أصل
القصة كان عندنا هنا فى پور سعيد غالبا زى ما قلنا ، لما أميركا مسكت
السفينة إللى رايحة ليبيا . پاكستان قبضت على بطلها القومى عبد القدير
خان ، وكانت هتحاكمه وتحبسه أو تعدمه ، لكن قالت له لو اعترفت بكل
حاجة هنسيبك فى إقامة جبرية أو حاجة زى كده . اعترف بأنه سرب التصميمات
لليبيا ، وكمان إيران . يعنى إيران فضلت تضحك ع الدنيا كلها عشرين سنة ، تمضى اتفاقات
حد تنجيب للأسلحة وتصنعها فى السر ، وبعدين تقول لك هى ‑وقناة
الجعيرة طبعا‑ إشمعنى إسرائيل . والعالم موش بيرد عليها ، لسبب
بسيط أن دول زى الهند وپاكستان وإسرائيل وجنوب أفريقيا ، طول عمرها ما كدبت
على حد ، ببساطة لأن طول عمرها ما مضت على حاجة أصلا ، وطول عمرها ما
أنكرت وقالت أنا موش ها أعمل نووى . طبعا ما فيش داعى ندخل فى مقارنة قديمة بين الدول الرزينة
المحترمة قائدة العالم والدول الأيديولوچية المجنونة المريضة الفاشلة
الحاقدة ، أو بين اليهود إللى اكتشفوا أصلا حكاية طاقة الذرة ، وممكن
يكتشفوا ألف حاجة أخطر منها لو عاوزين ، وبين قطاع الطرق واللصوص إللى
بمجرد ما يسرقوا حتة من تقنيات الغير يطلعوا علينا منفوخين زى الأهبل أحمدى
’ أبو شخة ‘ نجاد ، ويقولوا لك إحنا بقينا دولة نووية ! أما الأقل أهمية فى كل هذه القصة
أن كل ما ورد فيها يندرج فى إطار توقعاتنا العتيقة للغاية أو للغاية جدا حول أن لا فكاك من إخراج القنابل
النووية من الحظائر الصدئة ، وأن فى النهاية لا بد وأن يذهب اللف والدوران
المكلفين الغبيين وأن لا يصح إلا الصحيح ، حتى لو كانت نتيجة القصف ليست
بالضرورة بزوغ نظم حكم حداثية إنما ربما صومالات أخرى ، فالبدائل ضيقة فعلا
إن لم تكن معدومة ] . [ تحديث : 8 أپريل 2006 : هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! المسلسل لا يزال مستمرا ! الضربة القادمة لإيران ستكون نووية !
هذا ليس تكرارا لاقتراحاتنا التى يبلغ عمرها ألف سنة ، إنما معلومات مؤكدة
من داخل الپنتاجون والبيت الأبيض كشفت عنها النيو يوركر اليوم
[ النص الكامل على موقعها جاء بعد 36 ساعة هنا ] ! هل ستوجه الضربة فى 2007 بعد
انتهاء انتخابات الكونجرس ؟ هل ستوجه فى 2009 بعد انتخابات الرئاسة ؟
أميركا لا تبدو متعجلة ، ولم تبد متعجلة أبدا حتى الآن ، بل هى تتعمد
أن يسير المجرى الدپلوماسى بالتصوير البطئ قدر الإمكان . هل السبب أن القنبلة الإيرانية لن تكتمل قبل سنوات
عدة ؟ لا السبب قلناه كثيرا من قبل بل و منذ بداية القصة قبل 4 سنوات : السبب أن القنبلة الأميركية هى لن تكتمل قبل سنوات
عدة ! وحسب تقرير النيو يوركر المذكور نفسه ،
لا تزال أميركا تعكف على تنميتها كى تكون ’ أكثر تدميرا وأقل إشعاعا ‘ ،
وأن العلماء هم الذين يضغطون على الپنتاجون للانتظار ، واعدين إياه بشىء أفضل
كثيرا كلما منحوا وقتا أكبر . ( انظر هنا بداية متابعة موقعنا لقصة
القنبلة B61-11 ‑أو B61 فقط الذى يبدو اليوم الاسم الأكثر رواجا
إعلاميا‑ ذلك منذ كشف النقاب عنها لأول مرة فى 9 مارس 2002 ) . سياسيا نحن لا نعلم كل الآثار
المحتملة بالضبط . ولو شئت رأينا القديم جدا ، فنحن لا نعتقد أن ما يسمى الردع ، يمكن أن يصلح مع
العرب والمسلمين ، وما يصلح فقط هو الإبادة . مبدئيا ما فائدة أن تضرب
مفاعلات أصفهان وبوشهر وسواها ، دون على الأقل ضرب حقول الپترول
الإيرانية ، المدد المالى الذى يتعيش عليه ريچيم الملالى المتخلف
المجرم ؟ ثم ما فائدة ضرب كل هذا مع استمرار الحكم الثيوقراطى ، يعتصر
قوت شعبه حتى آخر الفتات من أجل ’ العملية : الجنة ‘ ، هاجس
الليل والنهار لعقولهم المريضة . المقال المذكور
يتحدث كثيرا عن مخاوف كثيرة من ردود فعل 1.2 بليون مسلم ضد المصالح الأميركية فى
حال ضرب إيران . هذه ليست المخاوف الحقيقة بالمرة ، المصالح الأميركية
مهددة بالفعل ، ولا شىء أسوأ يمكن أن يحدث مما هو حادث الآن . المخاوف
الحقيقية هى ردود الفعل داخل أميركا نفسها . الطابور الخامس اليسارى المحرض
جلاب العبيد ، هو المشكلة . انظروا لكيف يفكر الحزب الديموقراطى فى
أميركا وكيف تفكر معظم أوروپا ، تضعون أيديكم على نبوءة تقول إن حضارة
الغرب الحالية تضمحل ودخلت مرحلة التدمير الذاتى . أما بالنسبة لعصابات التخلف
فى العالم الثالث أو تحديدا جبهة
الرفض العربية‑الإيرانية ، فرأينا لا يزال لا يؤمن
بالتدرج ، ببساطة لأنه الهزيمة عينها . قصف نووى من الجو لطهران وقم ودمشق وغزة وجنوب لبنان فانتظار
ما سيحدث ، هل ستقوم نظم حداثية مكان الريچيمات الحالية ، أم ستتحول
لصومال وعراق أخرى . بعدها يتواصل القصف دفعة أخرى وهكذا ، وتدريجيا
يبدأ استخدام القنابل ’ الأكثر إشعاعا ‘ ! ( ذات الشىء
بالنسبة للعراق ، على أميركا أن تسحب قواتها فورا للمناطق الكردية ،
تعلنها دولة مستقلة وتقيم قاعدة رئيسة لها هناك ، ولتقم الحروب الأهلية ما
شاء لها السنة والشيعة ما شاءوا ، ثم تبدأ فى قصف بغداد نوويا إذا احتاج
الأمر ، وتصعد هذا القصف تدريجيا . وبالنسبة لحديث الرئيس مبارك اليوم
لقناة العربية عن حرب العراق الأهلية وولاء الشيعة العرب لإيران ، والذى
بدا غير حصيف بالمرة ويتهم شعبا كاملا بخيانة نفسه ، وسيثير بلا شك زوبعة
عراقية هائلة الغضب ، فتقييمى له ‑ومبارك آخر سياسى فى عالمنا يمكن
أن يزل لسانه‑ هو حديث لا علاقة له بالعراق أصلا ، إنما خطوة مبكرة
من البناء الأميركى الحثيث للحرب على ريچيم الملالى فى طهران ، ومن تهيئة
الرأى العمومى العربى لتأييده إن أمكن ) . المشكلة هل
سيقبل القلب الأميركى الواهن الخرب من الداخل كل ذلك السيناريو من القصف النووى
الستراتيچى وطويل المجرى حتى النهاية أى بالقضاء على قراصنة البحار المعاصرين
ممن يهددون الاقتصاد العالمى ومجاريه المائية والپترولية ويقصفون مركز الحضارة
بالهجرة وتفجيرات الإرهاب ، أم نحن فى حاجة أولا لإعادة النظر فى مسألة
الديموقراطية نفسها أولا ، وأن تتحرك الأطراف قوية العزم فى الغرب ‑إن
لم نقل المؤسسات العسكرية نفسها‑ لتقول كلمتها فى نظم الحكم فى بلادها
نفسها أولا قبل أن تفكر فى تغيير نظم الحكم فيما عداها . هذا ما لم تناقشه
النيو يوركر ! ] . [ تحديث : 29 أپريل 2006 : هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ ! هأ !
هأ ! هأ ! هأ ! النكات تتلاحق ! نرجع لورا شويه الشهر إللى
فات . الملالى كانوا بيهددوا بأنهم سيلقنون أميركا درسا لن تنساه لو فكرت فى ضربها ،
سيلحقون بجيوشها هزيمة نكراء ، كذلك فهم لديهم رهينتهم الكبرى جيوشهم الراقدة
كالبطة العرجاء فى مستنقع العراق ، تنتظر سقوط صواريخ القاهر والظافر
فوقها ، والسبيل الوحيد كى تتحاشى أميركا خطر الإبادة هو أن تترك الملف
النووى فى رعاية رجلهم فى چينيڤ آية الله برادعى
( فاكر خطته العبقرية لجعل
أميركا تصنع القنبلة بأيديها وتديها هدية لإيران بعد 9 سنين ؟ ) . مساكين شلة الملالى ، موش
متخيلين أن فيه طيارات هتدخل زى السكين فى الزبدة من غير الرادار ما يحس بيها لا
وهى داخلة ولا حتى وهى خارجة . وهتضرب نووى وغير نووى قبل ما يكملوا ركعتين
لله ، أو حتى يكملوا آية القرآن إللى بتقول ’ ويخلق ( الكفار ) ما لا تعلمون ‘ . ودفاعهم الجوى هو إللى هيبقى زى البطة المشوية فى ظرف ساعات
أو جايز دقائق ، ده غير الحرس الثورى وكل حفلة المشويات وصنوفها إللى تفتح
النفس . على فكرة ، إحنا موش عاوزين
نرجع بالنكت شهور كتيرة قبل كده لورا ، بس هم برضه مساكين لما جم فى فترة
وفضلوا يجعجعوا ويقولوا سلاح النفط . وبعد شويه لاحظوا أن ما حدش اترعب ولا ركبه سابت فبطلوا
يقولوا الكلام ده تانى ، واكتشفوا أنهم موش هيضروا غير أنفسهم وحلفائهم
الصينيين لو وقفوا تصديره ، أو حتى لو ارتفعت أسعاره لأى سبب ( كلام قديم أوى لينا ) ! المهم ، ما علينا ! بعد
كام يوم نقل الملف النووى فعلا لمجلس الأمن ، وأمهلوا إيران شهرا لوقف
إثراء اليورينيام . وبعدين جت حكاية النووى إللى قلناها هنا ، قصدى آخر
أخبار الـ B-61 وما إلى ذلك . فجاة
النغمة اتغيرت خالص مالص بالص . لم يعد هناك هزيمة نكراء ولا رهينة
ستذبح ، إنما بدأوا نغمة جديدة بجد : ضرب مصالح أميركا حول العالم . إرهاب يعنى ! بعبارة تانى استوعبوا أن مصيرهم موش راح يفرق كتير عن مصير حبيبهم
القديم صدام ! بالذات وأن طول عمرنا ما حصلت أن فى أسبوع واحد انهالت علينا
بركات ‑أقصد شرايط‑ بن لادن والظواهرى والزرقاوى ( أول
مرة هذا الأخير ) ، فى هرولة مرعوبة مكشوفة من اتفاق العراقيين
على رئيس وزرا جديد اسمه جواد
المالكى باين عليه أو فاهمين أنه حليف لأميركا ! قصدى هؤلاء الثلاثة
فكروا الملالى ‑بقصد أو بدون قصد‑ أن صدام أيام ما كان فى السلطة
وقائد الجيوش والحرس الثورى ( كان اسمه فدائيين صدام إن كنت أنا ما
نسيتش ) ، وحواليه القاهر والظافر من الجنبين ، ما صمدش
أسبوعين ، لكنه ما شاء الله شغال سنة بعد سنة زى الفل من تحت الأرض ! برضه ، ما علينا ! بعد
كده فى نهاية شهر المهلة ، الملا برادعى لقى أن الأمور أكبر منه ،
فكتب تقرير الأسبوع
ده يقول إن إيران غير متعاونة . وبدأت أميركا تتحرك فى قرار
للعقوبات ، مع توضيح بأنها ستمضى فى بناء حلف لضرب إيران حتى بدون قرارات
من مجلس الأمن . يعنى رسالة مسبقة لتأديب موسكو باعتباره هدف فى حد
ذاته . روسيا إللى دلوقت بتولول زى فريد شوقى بتاع فيلم الأبطال وتقول
’ ضاعت فلوسك يا صابر ! ‘ ، فالمفاعلات هتنضرب وتمنها لسه ما اندفعش . عارف
الملالى بقوا النهارده
بيقلوا إيه ؟ بيقولوا : رجعوا الملف لوكالة الطاقة الذرية وهنوافق على
كل حاجة . كمان عارف كوندولييززا رايس … بس خلاص ! نكت وحواديت
تكفى شهر بصحيح ، موش كده ؟ ! ] . 12 أكتوبر 2005 : هأ ! الآن عرفنا اسم
الشخص الذى همس بشار الأسد فى أذنه آمرا بقتل رفيق الحريرى ! إنه غازى
كنعان وزير داخليته ! اللغط كثير حول هل انتحر كما
أعلن اليوم
أم نحر . إليك نظريتنا : عامة ، لا غرابة فى أن يكون قد انتحر ، وهذه هى الطريقة التى
حسبها بها : هو يعلم أن باختفائه سيكون قد اختفى الشاهد الوحيد الذى يمكن
أن يشهد بما يدين بشار لو حدث وحوكم . كسر الحلقة هذا ، بمعنى عدم
وجود مثل هذا الشخص هو السبب الوحيد الذى سيؤدى للحكم ببراءة ميلوسوڤيتش ،
طبعا ناهيك عن أن يكون الأخير قد أمر فعلا بمذابح للمسلمين من عدمه ، وطبعا
فى كل الأحوال مع فارق المقارنة الشاسع بين بطل حرب حضارى عظيم مثله وبين مغتال
عروبى دنئ كالجرذ الدمشقى الألثغ . ( هامش :
من المعلومات العامة أن كلمة assassin أصلها هو جماعة ’ الحشاشين ‘ العربية ، فبقية العالم
لم يكن يتخيل من قبل أن القتل الحقير فى الظهر شىء موجود أصلا ، معتقدا أن
القتل يمكن أن يتم فقط من خلال المبارزات النبيلة العادلة ! ) . حسب خطة السيد كنعان الأخيرة جدا فى حياته أن هكذا
ستنجو رقبة سيده ، وتظل تطاول رقاب الجرذان ، أقصد الزراف ،
كعادتها . سيظل هكذا بشار حاكما مخلدا أوحد ، هكذا حسابات الراحل
الكبير ، يضاف إليها أنه تخيل تماثيله وقد أقيمت فى الشوارع ،
وإنجازاته التاريخية فى لبنان قد سطرت فى كتب المدارس ، وهكذا . كان من المغرى أن نطرح نظريات أخرى قد تكون مقبولة
بدرجة أو بأخرى ، منها أنه قتل لإسكات صوته كبيدق آخر فى مسلسل الاغتيالات
المتواصل ، أو منها أننا سننتظر مفاجأة مع تقرير ديتليڤ ميليس تقول
إنه اعترف بالفعل على بشار ، ثم انتحر أو قتل . هاتان النظريتان
ينفيهما حديثه الإذاعى لمحطة لبنانية قبيل غيابه ، قال فيه إنه سيكون حديثه
الأخير ، لكنه –وهذا ما يدحض هذه النظريات‑ دافع بحرارة عن رسالته
السماوية التى قام بها فى لبنان . نظرية واحدة رابعة تبقى مطروحة ، هى أنه لم
يمت ، وأنه يعيش الآن فى قصر ريفى جميل من أحد منهوبات عصر الاشتراكية
العربجية لما هو قبل عصر الاشتراكية العربجية ، وأن الأمر برمته تمثيلية
لإخفاءه عن المحاكمة الدولية أو عن الشهادة أمامها . لا نعرف كم شخصا شاهد
الجثة ، ولا من هم بعد ، لكن نقطة الضعف المؤكدة فى هذه
النظرية ، أن عائلة حافظ الجرذ وابنه غير معروفة كثيرا بكرمها
الهائل ، فهى قطعا لا ترحم خدمها ، ناهيك عن أن تحترمهم ، لدرجة
أن تفبرك لهم تمثيليات من هذا النوع . السؤال فقط ، هل حسبها صاحبنا صح ، وسوف
يمجد اسمه فى كتب المدارس فى سپتمبر القادم ؟ الإجابة هى لا مؤكدة ،
لأن الأرجح أن اسم بشار نفسه هو الذى سوف يشطب من تلك الكتب فى سپتمبر
القادم ! … اقرأ أعلاه متابعتنا المطولة لاغتيال
الحريرى وما تلاها من تداعيات ، والتى كان من البديهى أن نفترض فيها من
اللحظة الأولى أن ليس بوسع أحد ( بمن فى ذلك إميل لحود ) ، مجرد
التفكير فى تغييب الحريرى أو غيره دون أمر صريح وحيد الاتجاه من بشار
الأسد ، وإلا كان قد غيب هو نفسه فى الصباح التالى ! … الجديد اليوم هو إصدار الأوامر كى يغيب
الإنسان نفسه ، والسلاسة الشديدة التى تطاع بها داخل أسرة الجرذان المسماة
بالعلوية وحوارييها . ( ليس جديدا جدا فى الواقع ، ولعلك تذكر
رئيس الوزراء المنتحر قبل خمسة أعوام محمود الزعبى بذات الطريقة
بالضبط ) . اكتب رأيك هنا [ تحديث : 12 ديسيمبر 2005 : جريمة اغتيال جبران توينى اليوم حدث جلل بكل المقاييس ، وقد تابعناه فى صفحة
الثقافة . فإلى هناك ] . [ تحديث : 30 ديسيمبر 2005 : حديث عبد الحليم خدام ، رجل سوريا الثانى طيلة سنوات حكم الجرذ وأبيه ، حديثه ليلة اليوم
لقناة العربية حديث فائق الأهمية ، بل لعله أكبر خبطة صحفية فى كل تاريخ
الإعلام العربى ( أقل توابع هذا الزلزال هو أن وجدت قناة الحزيرة نفسها فى
العراء ، حيث أسهم التحريض انخفضت ‑أو ستنخفض‑
كثيرا ) . ليس السبب فى أهمية حديث خدام أنه
يأتى بشىء جديد ، فتقريبا كل ما فيه هو معلومات عامة ، بل مثلا إنه
حتى يستخدم بالحرف تقريبا كلمات نظريتنا
يوم اغتيال الحريرى ، حيث قال ’ لا يوجد جهاز أمنى أو غير أمنى يمكن أن يقدم على شىء كهذا
[ بدون أوامر بشار الأسد ] ‘ . مع
ذلك هو حديث‑زلزال لسبب واحد على الأقل ، أن هذا ’ المعلومات
العامة ‘ ، ترد لأول مرة على لسان مسئول سورى ، ناهيك عن أن يكون
رجل الريچيم الثانى . من الجديد أيضا أن أتى بنص تهديدات
الأسد للحريرى ’ سنسحق كل من يقف أمامنا ‘ ، وأن تهديدا كهذا
يرجع لشهور قبل اغتياله ، وليس فى اللقاء الوجيز الذى سبق فرض قرار التجديد
للحود . أيضا من الجديد إلقاء بعض الأضواء على لأى مدى كان لحود متحمسا
لاغتيال الحريرى ، وأنه ظل يلح طويلا على بشار للتسريع بالجريمة . على أن أكثر ما يهنا فيه ، هو
ما يخص المنتحر غازى كنعان . ما أراد خدام تصويره ، هو أن كانت ثمة
معارضة قوية لجنون الجرذ تجرى تحت السطح ، هو أكبر أركانها ، وغازى
كنعان ركن آخر فى هذه الجبهة ، ويضيف آخرون أن الجيش نفسه ممثلا فى حكمت
الشهابى رئيس الأركان ظل يقوم بجهد كبير لتعقيل الجرذ الغر المغامر ، ومنحه
حسا ولو قليلا من الواقعية ومعرفة أن مصير عنترياته لن يختلف أبدا عن مصير صدام
حسين ، بل ووصل الأمر ببعض المحللين لوصفهم ، خدام‑الشهابى‑كنعان ،
بالثالوث الأميركى ( وليد حنبلاط تحدث عن ثلاثى السلطة المحيط هذا بحافظ
الأسد بإيجابية كبيرة مؤخرا
فى حديث لمجلة الشراع
‑نسخة أخرى هنا ،
معتبرا أن عصر بشار هو مغادرة شديدة التطرف لسياسات من يسمون بالحرس
القديم . وهو بالطبع كلام لا يمكن أن يؤخذ على علاته ، فتاريخ جنبلاط
العربجى الاشتراكى لا يمكن تجاهله ، والسبب الآخر الأهم أن ريچيم حافظ
الأسد ريچيم إجرامى بامتياز هو الذى قادنا حتى من قبل أن يتولى الرئاسة لهزائم
1967 و1973 وقاد معارضة السلام الإسرائيلى‑المصرى ، بل وقاد كل كوارث
القومجية العربجية تقريبا ، فعلى الأقل صدام كان يقوم بمغامراته بنفسه
وبجيشه ، وليس من جيوب ودماء بقية العرب مكتفيا هو بالتحريض ) . على أية حال لو صحت الصورة التى
قدمها خدام فيما يخص غازى كنعان ، فإن تفسير أسباب انتحاره سوف يختلف بوضوح
عما قدمناه نحن من نظرية تفترض أن الرجل هو رأس المخلب بين بشار وبين مؤامرة قتل
الحريرى . فخدام كان واضحا فى تلميحاته لأن رجل الأمن الآخر رستم غزالى هو
المخلب المنفذ لكل شىء . على أية حال لزم التصحيح والتدقيق ، فالحقيقة
التى باتت أوضح وأولى بالاهتمام الآن أن الريچيم أكثر تفسخا وتناحرا من الداخل
مما كان يتوقع أى أحد ، وإن غدا لناظره قريب ! … اقرأ النص الكامل
لحديث عبد الحليم خدام مع قناة العربية ] . 13 أكتوبر 2005 : ما الشىء المشترك بين محمد
البرادعى وهارولد
پينتر ؟ الإجابة : كلاهما عارض بشدة الحرب على العراق ؟ لكن
هل يحبان السلام ويكرهان أسلحة الدمار الكتلى فعلا ؟ هذا سؤال آخر ! البرادعى شديد الحماس فقط فى دعوة أميركا وإسرائيل
لنزع سلاحيهما ، متواطئ علنا مع طهران فى تنجيبها المزيد من السلاح النووى
المسلم ( الشيعى تحديدا ، فالعدالة كما تعلم هاجس إسلامى ، وما
حدش أحسن من حد بعد الپاكستان ! ) ، وهذا هو فقط الظاهر ،
أما ما خفى فكان أعظم ( ارجع لمدخلنا
السابق [ وأيضا اللاحق ]
عنه ) . أما عن الأمم المتحدة ككل ، والتى قاسمته الجائزة
فالحديث مكرر ويطول . جائزة نوبل للسلام
فعل سنوى مخجل وعار كبير ، وقد قلنا قبل عقود
طويلة نحن نريد جائزة كل سنة لأفضل حرب تدفع مستقبل الكوكب قدما وتبيد من
فاتهم قطار الزمن من أهله ، وليست جائزة للاستسلام للرعاع والكسالى وقطاع
الطرق باسم السلام . وأما فيما يخص جائزة نوبل للأدب التى منحت
لپينتر ، فالأمور ليست أقل علنية : سيطرة اليسار تزداد عليها عاما بعد
عام ، بحيث أصبحت سافرة عينى عينك وبدرجة مخجلة ، ويفضل فى رأينا
تسميتها جائزة نوبل للآداب الشيوعية تمييزا لها عن الجائزة التى نالها نجيب محفوظ
وأمثاله . وكل سنة وأنت طيب ، جايز الدور على الطب أو
الفيزياء فى التسييس السنة إللى جاية ! اكتب رأيك هنا
4 يناير 2006 : غزو فلسطينى مسلح وشامل للأراضى
المصرية اليوم .
بعد أن بات واضحا للدنيا أن ليس
الاحتلال هو الذى يولد الإرهاب كما طنطن الفلسطينيون لعقود ، بل أن الإرهاب
هو الذى يولد الاحتلال ، هذا ممثلا فى عدول شارون
عن قراره الكارثى بالانسحاب
من غزة ، وقراره إعادة احتلال شريط أمنى داخلها كلها محمى إليكترونيا
وجويا بعرض يساوى مدى الصواريخ الفلسطينية ، استدار الفلسطينيون على
المنطقة الوحيدة التى ليست بها مناطق عازلة ولا إليكترونيات : مصر ! كسروا جدران الحدود بالبلدوزرات ، وانطلقت
جحافلهم تطلق النيران فى كل اتحاه . هل شاهدت لطقات التليڤزيون ؟
بمجرد سقوط الحجر الأخير انطلقوا يطلقون الرصاص فى جميع الاتجاهات ، وكأنهم
يتمنون أن يكون ثمة أحد وأنه سيموت . لم ينتظروا حتى لاستطلاع الأمر ،
لم يسألوا إذا كان هناك أحدا فى انتظارهم أصلا ، وإذا كان ينتظرهم بورود أم
بقنابل . أولا أطلقوا وابل نيرانهم ثم بعد ذلك راحوا يستكشفون ويتوغلون
ويجتاحون . وحتى اللحظة أسقطوا
اثنين من جنودنا قتلى ، وأصابوا العشرات ،
ودخلوا هم أنفسهم بالآلاف محتلين بكثافة للتراب المصرى . حكومتنا المصرية ’ الرشيدة ‘
( جدا ! ) لم تقم باجتياح مضاد لقطاع غزة ، أو حتى بمجرد
قصف جوى كاسح وشامل له . فقط اكتفت بكلمات الترضية وتطييب الخواطر التى
أتتها ممن لا يملكون سلطة على شىء مثل أبى مازن ، ومع الاحترام لأمثاله من
ذوى النوايا الطيبة . ربما ينتهى الأمر عن هذا الحد ، لكن قوى التطرف
والإرهاب ستظل تتكاثر وتنمو إن عاملناها فى كل مرة بطريقة التمنى عليهم بتاع عمر
سليمان هذه . نعول على أريحيتهم فى أنهم سيلتزمون ’ بالتهدئة ‘
’ سيتعقلون ‘ ’ سيدخلون العملية السياسية ‘
… إلخ ، بينما هم ‑وعلى العكس منا‑ أهدافهم الستراتيچية واضحة تماما ، وكل تلك
ليست سوى تقتيات يلجأون إليها من حين لآخر للمزيد من الاستعداد وللمزيد من تجنيد
القتلة الصغار للمزيد من تصنيع الصواريخ ، وأيضا لا بد أن نضيف :
للمزيد من الاجتياحات لمصر وللمزيد من قتل المصريين ( الخونة الكفرة ممن
لهم سفارة فى الكيان الصهيونى ) ! [ تحديث : 25 أغسطس 2006 : مسلسل الاجتياحات
الفلسطينية لأرض مصر المستباحة لا يزال مستمرا ، ويكاد يتحول لعادة
يومية . يغلق معبر رفح لأى سبب كان ، أو
لمحاصرة أنشطتهم الإرهابية ، فيفجرون الجدار الحدودى ، وينطلقون
يعيثون فى أرضنا فسادا وقتلا . وهذا ما حدث للمرة الرابعة أو العاشرة اليوم .
حركة المتفجرات فى الاتجاهين قصة أخرى قائمة بذاتها ، ولها عداد آخر قائم
بذاته ، ما أعلن منها وما لم يعلن . لم أعد أحصى تلك الانتهاكات
الفاجرة ، التى تعاملها الحكومة المصرية بسياسة واحدة لا تتغير أبدا :
من لطمك على خدك الأيمن حول له
الأيسر ! الصحافة صامتة ، ولك أن تتخيل
ماذا ستكون المانشيتات لو كانت تلك الاجتياحات إسرائيلية . فقط الصحف تتكلم
فى الأشياء المعتادة وعلى رأسها موضوع المعايير المزدوجة ! ] . … متابعة عاجلة ليلا : فى
ساعة متأخرة ليلا نقل أرييل
شارون للمستشفى . جلطة أخرى فى القلب انتقلت للمخ
وسببت به نزيفا حادا يبدو أنه أسوأ بكثير من المرة السابقة قبل أسابيع .
طبيا لا أحد يعرف النتيجة بالضبط بعد . ربما يموت ، ربما
يتعافى ، ربما يخرج مقعدا فاقدا لبعض حواسه أو مشلولا بدنيا أو
عقليا . لا يهمنا من هذا الكثير . حتى لو خرج سليما تماما ، فإن
أحدا لن ينتخب شخصا على هذا النحو من الحالة الصحية ساق هنا وساق هناك .
ويمكننا القول إن انتهت اليوم تلك الحقبة المريرة من التنازلات المرعبة التى
قدمتها إسرائيل أمام قوى الإرهاب والمروق العربية والإسلامية ، والتى دخل
السيد شارون التاريخ فيها كأول مؤسس لإمارة الإسلام
الطالبانية فى غزة ، الأولى بعد انهيار الإمارة الأصلية فى
أفجانستان . وسيذكره ثانيا بأنه جعل نفسه طوق النجاة الجدى الوحيد للجرذ
المجرم بشار الأسد ، وهلم
جرا من الجرائم الشارونية على مدى السنوات الأخيرة ، والتى شجعت قوى الظلام
على ما تقوم به من جرائم ، كل ذلك لا لهدف سوى أنه يريد أن يذكر اسمه فى
التاريخ كرجل سلام ، دون أن يفهم أن سلاما تفلت به رقبة جبهة الرفض العربية‑الإيرانية
هو سلام أسوأ من كل حرب ، كما قلنا قبل ألف
سنة وقال غيرنا ! إذن الطريق باتت مفتوحة الآن لقدوم الأزرق العميق بنيامين نيتانياهو ، قائدا هماما مقداما لمنطقتنا واضح
الرؤية صافى الذهن ، لا يبحث كسلفه عن العزلة الديموجرافية الجبانة ،
إنما يعرف أن لا بقاء لإسرائيل ولا لأميركا ولا للحكومات العربية
المعتدلة ، ولا لشبر واحد من من كل الحضارة الإنسانية ، ما لم تتصدى
إسرائيل قبل أى أحد آخر لقوى الهدم والتخريب والديماجوچية فى تلك المنطقة ،
منطقة الكوارث الأزلية الأبدية . المطلوب الآن شيئان لكسب
الانتخابات : أن يمحور نيتانياهو الحملة حول شىء واحد تحديدا هو ضرب
إسرائيل لإيران فورا ، وأن تقوم حماس أو حزب الله بإطلاق بعض الألعاب
النارية من طراز القاهر والظافر ! اكتب رأيك هنا
20 يناير 2006 : فى 9 مارس 2002 كتبنا فى هذه الصفحة
نقول : ’ كل هذا شاهدناه
من قبل . القراصنة وفى طليعتهم العرب والمسلمين ، روعوا يوما كل بحار
وموانئ العالم . الفارق فقط أن كاپتن بلاد أصبح اسمه أسامة بن لادن
والسلطان خير الدين أصبح اسمه الرئيس صدام حسين . المهم فى كل هذا أن لم
يتفاوض معهم أحد ، ولم يدخلهم أحد السجن إصلاحا وتهذيبا . فقط أبيدوا
عن بكرة أبيهم ، لأن ببساطة لا سبيل آخر . فقط على سبيل
التذكرة : لن تكون هذه المرة الأولى التى ترسل أميركا أسطولها فيها لإبادة
قراصنتنا بل فعلها توماس چيفيرسون سنة 1801 ! ‘ . اليوم تطورت الأمور لدرجة رائعة تمكننا من إعادة
صياغة أفضل بكثير من هذا . كان الكلام عن القرصنة كلاما عموميا ، وكان
مقصودا به النشوز والمروق و’ عوج الرقبة ‘ من قبيل الأمم الفاشلة
وزعمائها قطاع الطرق . اليوم يمكننا القول بمنتهى الدقة وبدرجة أكثر حرفية
أن فعلا ’ كل هذا شاهدناه من قبل ‘ . قراصنة عصر الصناعة والكشوف الجغرافية كاوا يروعون طرق
الملاحة البحرية الجلوبية ، الآن يروعون طرق الطاقة بذات التحديد وبذات
الأساليب . فى خلال هذا
الأسبوع أعلنت طهران أنها ستوقف ضخ الپترول إذا ما فرضت عليها عقوبات ،
مسلمو نيچيريا شنوا أقوى هجوم لهم على أنابيب النفط ، شاڤيز لا يكل
حتى اليوم من تكرار
تهديداته القديمة
أنه سيقطع الپترول عن أميركا ، وطبعا صعد الصداميون والإسلاميون من نشاطهم
فى العراق إعلانا لتضامنهم مع رموز الحلف الشيوعى الإسلامى الدولى .
حتى پوتين راح
يعاقب أوكرينيا على توجهها الرأسمالى من خلال قطع الغاز عنها ( وإن كان
لا بد أن نضع الأمر بين قوسين لأنه فى شق منه يتعلق بأسعار التداول الحر ،
أما سياسيا فلا يمكن أبدا انتزاعه من سياق القرصنة المشار إليه ) .
بكلمة موجزة لقد وجد قراصنة القرن
الحادى والعشرين المسلمين وغير المسلمين خطوط الملاحة التى يجب أن يتأسوا
بأجدادهم السلطان خير الدين وكابتن بلاد فى قطعها ونهب سفنها : إنها خطوط
النفط ! من نافلة القول أن نكرر : ’ أن لم يتفاوض
معهم أحد ، ولم يدخلهم أحد السجن إصلاحا وتهذيبا . فقط أبيدوا عن بكرة
أبيهم ، لأن ببساطة لا سبيل آخر ! ‘ ، لكن فقط نؤشر لأن حتى
حسابات أمثال شاڤيز وأحمدى نجاد وأمثالهم ليست ببراعة أسلافهم من القراصنة
التاريخيين العظماء ، فحسب تحليل
سابق لنا أميركا لا ترتعد من زيادة أسعار الپترول ، بالعكس هى ترحب بها
لتركيع اقتصاد الصين من ناحية ، ولترفع جدوى إنتاجها هى نفسها
للپترول ، أو ابتكار شركاتها لأجيال جديدة من السيارات ومصادر الطاقة
البديلة من ناحية أخرى ! تاريخيا أقصى شىء يمكن أن يقال
عن القراصنة وقطاع الطرق أن الكلاب تعوى والقافلة تسير ، وأقصى ما يمكن أن
يحدث الآن هو ارتفاع
مؤقت فى الأسعار أو هزات عابرة
فى الأسواق ، ذلك كله إلى أن يتم القضاء عليكم من جذوركم ، وهو
القدر المحتوم الذى لا فكاك منه ، قدركم أنتم وكذا قدرنا نحن ، أبناء
توماس چيفيرسون ! …
مفارقة مدهشة للغاية ، أعجب
كيف لم يتنبه لها أحد : فى العراق حرب أهلية كاملة الأوصاف بين السنة
والشيعة . كلنا يعلم هذا . لكن السؤال من الداعم الرئيس لطرفى هذه
الحرب ؟ من يرسل لهما المقاتلين والأسلحة ويوفر لهما معسكرات التدريب ؟
الإجابة هى قطبا جبهة الرفض الرئيسان الحاليان ، إيران وسوريا .
تتحالفان فى كل صغيرة وكبيرة وتتحاربان على أرض العراق ، أو بالأحرى
تتحالفان فيه أيضا ، لكن ضد الشعب العراقى وضد المشروع الحداثى
الأميركى . ثم بعد ذلك يقولون لنا إن أميركا وإسرائيل هما من يشعلان نار
الفتنة بين المسلمين على طريقة فرق تسد الإنجليزية ، وإن
’ المحاصصة ‘ هى وصفة للصراع وليس للعدالة والعيش المشترك ! … بمناسبة الحلف الشيوعى الإسلامى
العروبى الدولى ، أوردت جريدة الأهرام خبرا بالأمس يعلن عن
تشكيل لجنة استشارية لهيئة الدفاع عن
صدام حسين . للوهلة الأولى قد تصدمك
الأسماء ، لكن إذا وضعت الأمر كما نفعل نحن فى إطار أنها عصابة عالمية
موحدة الأهداف ، يزول كل استغراب : بطرس بطرس غالى ( سكرتير عام
سابق لمنظمة الأمم المعدمة
اليالتية الاشتراكية المتحدة ، وحاليا صدق أو لا تصدق المسئول الأول
عما يسمى حقوق صدام فى مصر ، عفوا أقصد حقوق الإنسان ) ، رولان
دوما ( وزير خارجية فرنسى سابق ، ولا غرابة ) ، مهاتير محمد ( ملفه
الأسود أفضنا فيه كثيرا ) ،
أحمد بن بيلا ( هل تريد أن نفيض فى الكلام عن فشل فكرة الاستقلال لدول العالم
الثالث ، قطاع الطرق فى تسمية أخرى ؟ ) ، وأخيرا رامسى كلارك
( سكرتير العدل الأميركى وأحد رموز الحزب الديموقراطى جلاب العبيد
ونصيرهم الأكبر ) . باختصار وبدون تزويق للكلمات ، لا منا ولا
منهم ، هؤلاء يريدون أن يروا العالم كله محكوما بأمثال صدام حسين ،
فما موقفك أنت منهم ؟ اكتب رأيك هنا
26 يناير 2006 : حماس تكتسح
الانتخابات ! للأسف أولا لا نستطيع الحديث بأى قدر من الإثارة عن
الأمر ، فلا جديد ، بل من البديهى أن كل انتخابات فى جهلستان
وفقرستان وتخلفستان لا بد وأن تأتى بالإسلام للسلطة ، ولو كانت نزيهة
بالكامل حقا لأعطتهم كل المقاعد .
للأسف ثانيا لا نستطيع هذه المرة أن نقول ما اعتدنا
قوله عن الانتخابات العراقية والانتخابات المصرية :
لا تجرى انتخابات لا تعرف نتيجتها سلفا . فالواضح أن الكل كان يتوقع النتيجة إن لم نقل يريدها ،
محمود عباس ، أميركا ، إسرائيل ، مصر ، كل أحد .
الوحيد الذى دخل انتخابات لا يعرف نتيجتها سلفا هو حماس نفسها ، لدرجة أن كان واضحا مضيفة قناة الجعيرة كانت محقة اليوم وهى تخاطب
بغيظ مارتين إنديك ، وتصور الانتخابات
الفلسطينية على أنها تقريبا مؤامرة صليبية صهيونية للإيقاع بحماس ! عادى ! قلناها إحنا من 100 سنة :
لو انسحب اليهود من إسرائيل وعادوا
لروسيا وپولندا ( أو بالمثل لو أضفنا مثلا أن انسحبت قوات أميركا من العراق
اليوم وعادت لفلوريدا ) ، لقال العرب والمسلمون إنها مؤامرة صليبية صهيونية
ضدهم . للأسف ثالثا لا أستطيع أن أقول إن كلام أبى مازن
الليلة عن أنه سيواصل تنفيذ البرنامج الذى انتخبه الشعب من أجله ، إنه
هراء . ففى الحقيقة كلام محمود
عباس أشد هراء من أن يكون هراء ! وحتى مع ملاحظة
أن الرجل أطيب وأحسن طوية من أن يفعل شيئا كهذا ، إلا أنى أفضل أن أتمثل
كلامه كرسالة دقيقة متقنة ومبطنة لما نسميه العبط الأمريكانى طويل
التيلة . أبو مازن ملتزم
بالبرنامج الذى اختاره الشعب من أجله ، وحماس ملتزمة البرنامج الذى انتخبها
الشعب من أجله . كلاهما تم انتخابه بأغلبية كاسحة فى وقت متزامن
تقريبا ، لكن الأول يريد سلاما مع إسرائيل واللا عسكرة والانفتاح على
العالم المتحضر ، والآخر يريد حربا لإزالة إسرائيل من الوجود ويتمسك بما
يسميه سلاح المقاومة ويريد إعادة الحجاب وعصور الظلام وفرض الحزية والخراج على
كل ذلك العالم المسمى بالمتقدم . حلها لى أنت ؟ الشعب
الفلسطينى عاوز إيه بالظبط . الإجابة واضحة : هو موش عاوز حاجة
خالص ، وموش فاهم حاجة خالص ، وموش هامه حاجة خالص ، امبارح
انتخب محمود عباس لأنه قال السلام والحداثة والحضارة ثم خذله فى الصباح
التالى ، واليوم انتخب حماس وهيستنى ويشوف الأحلام هتيجى ولا لأ ،
الفساد هيروح ولا لأ ، أنهار اللبن والعسل هتيجى ولا لأ ، وهتترمى
إسرائيل فى البحر ولا لأ ، ولما يطلع الكلام غلط هيبقى يجرب حاجة
تانية ، وهلم جرا . هذه هى الشعوب التى يقاتل چورچ دبليو . بوش
لمنحها الديموقراطية ، واضعا بهذا مستقبل كل الحضارة الإنسانية فى مهب
الريح . …
الآن ، وبدون أسف ، ما هو وضع
حماس ؟ فى الساعات الأولى كانت
كل تصريحات زعمائها هى السعادة بدخول المجلس التشريعى ، وكان واضحا لأى
مراقب أن هؤلاء البؤساء لم يخطر ببالهم أنهم فازوا بالحكومة أيضا . كل تخطيطهم كان أن يصبحوا أعلى صوتا لا أن يصبحوا مسئولين عن شىء
يسائلهم أحد عنه . إنهم حتى لم
يعرفوا كيف يحتفلون فرفعوا بنادقهم ملفوفة فى أعلام السعودية . على أنه بعد قليل ذهبت السكرة وجاءت الفكرة ، فكان ما قالته
مضيفة الجعيرة ليس فى الحقيقة إلا العلكة التى بدأ كان قد بات يرددها بالفعل
الجميع فى حماس ، ألا وهى أليست هذه هى الديموقراطية التى تنادون
بها ، فكيف بعد ذلك لا تقبلون بنتائجها ، وتقاطعون حماس وتمنعون
المعونات . وكأن أميركا ملتزمة
بتقديم فروض الولاء والطاعة والطعام لسلفادور
أييندى وأحمدى نجاد وخالد
مشعل ، أو كأن المطلوب لها أن تصفق لشعب يعلن رسميا شن الحرب عليها ويعلن
أن مشروعه هو إفناؤها أو أسلمتها ذلك لمجرد أنه شعب يجرى انتخابات بينه ،
أو حتى كأن الأمم الديموقراطية العريقة نفسها لا تشن الحروب على بعضها لمجرد أن
شعوبها تنتخب ، أو كأن حماس تبدى احتراما كثيرا لحكومات إسرائيل أو أميركا
أو أى حكومات لأنها حكومات منتخبة ، أو كأنه توجد فى كل الدنيا ديموقراطية
تفترض وجود أحزاب مسلحة أصلا ، ناهيك عن عن أن تشهر هذه الأحزاب سلاحهها
أمام مقار الانتخاب كما فعل مؤخرا حزب الله وأخوان مصر وليس آخرا حماس ( ألم نقل لك الديموقراطية علكة لا أكثر يستخدمها
الإسلاميون ، مع كل التحاشى الممكن لسؤال المحتوى ، أو ما هى الفكرة
أصلا من وراء هذا النظام السياسى المستخدم فى الغرب على نطاق واسع ، أيا ما
كانت تحفظاتنا نحن عليه ) . برضه حلها لى أنت : العالم
يعمل إيه فى شعب أعلن الحرب عليه ؟ يصقف له ويقول براڤو تاتا تاتا
ديموقراطية ؟ عملوا كده مع هتلر علشان يعملوه معاكم ؟ الإجابة برضه
واضحة : لقد انتهى الوهم الشارونى القديم بالقضاء على حماس مع الحفاظ على
المدنيين الذين تحتمى بهم ، بالذات وأن هؤلاء المدنيين قد أعلنوا اليوم من
خلال تصويتهم لمنظمة مسلحة أنهم ليسوا مدنيين بأى معيار من المعايير ، ولا
يريدون أن ينظر لهم أحد على أنهم مدنيون .
لن نناقش إن كانت هذه شعوب
غبية جاهلة هوجاء تنساق للتحريض أم واعية ناضجة رزينة لديها عضو اسمه
العقل ، فقط نكرر أشياء تعتبرها كل الدنيا بديهيات : 1- لا ديموقراطية
فى الدنيا بها أحزاب مسلحة 2- لا ديموقراطية فى الدنيا بها دين 3- لا ديموقراطية
فى الدنيا لا تعترف بدستور البلاد 4- لا ديموقراطية فى الدنيا تنقض الاتفاقات مع
الغير . ما فعلتموه ‑أيها الشعب الفلسطينى‑ ليس ديموقراطية
إنما قلب لنظام الحكم فى الداخل ، وإعلان حرب على الخارج ، ولا يغير
من محتواه إن جاء عبر صناديق انتخاب أو إن جاء عبر انقلاب مسلح . ثم ليكن ، تقولون نحن
أحرار ، هذه هى ديموقراطيتكم الغريبة الفريدة العجيبة ، ولا يحق لأحد
الاعتراض . نعم ، أنتم أحرار 100 0/0 فى أن
تنتخبوا من تشاءون ، كذلك بالضبط إسرائيل وأميركا أحرار 100 0/0
فى أن يجوعوكم ويبيدوكم . يا سادة يا أشاوس ، هناك فارق بين أن تؤيد
الديموقراطية وبين أن تؤيد ما تأتى به . الجمهوريون لا يصبحون ديموقراطيين
حين يخسرون الانتخابات . بالعكس ، هم يكافحون من جديد لإقناع الناخب
ببرنامجهم . الفارق الأهم هو أن حماس ليست فقط حزبا يحمل السلاح ، بل
أنها حزب إسلامى . حزب لا يؤمن بالديموقراطية أصلا ، ناهيك عن أن يؤمن
بحريات الناس الفردية والشخصية ، حرية الأكل والشرب واللبس والجنس ،
حرية الفكر وحرية الطفل ، الحرية داخل الأسرة وداخل المدرسة ، حرية
الاعتقاد واللا اعتقاد وغيرها وغيرها ، التى كلها بديهيات يجب توافرها سلفا
قبل التفكير فى تكليف النجارين بصنع صنايق للاقتراع . وحتى لو تعجلنا نجارة
الصناديق فى بلادنا المتخلفة ، فليس أقل من حظر حزب بمثل هذه
الأچندة . كلنا يعرف اسم اللعبة ،
إسرائيل أقوى منكم مليون مرة بحيث لن تقبل التفاوض تحت السلاح ، ولا حتى
تحت الهدنة ، وتريد نزعا للسلاح أولا . وقعت معكم أوسلو التى تعطيكم
غزة وأريحا ، مقابل نرع السلاح للأبد . عدا كل ذلك يتم بالتفاوض وتبعا
للأريحية الإسرائيلية المطلقة . أنتم أحرار ، هذا هو تقييمكم
للموقف ، أصبحتم تفترضون أنكم فى مثل وضعية الڤييت كونج ، تقبل
أميركا التفاوض معكم تحت السلاح ، وتفترضون أن الاتحاد السوڤييتى
ذهب ، لكن توجد إيران . نقول نعم أنتم أحرار ، سيروا على بركة
الله ، إما ستركعوا كل العالم كما فعل رسولكم الكريم ، وإما أن تبادوا
وتريحونوا للأبد من سيرة رسولكم وأمته . أنتم أحرار ، وأيضا كل الدنيا
أحرار ، والفيصل بينكم وبينهم هو السلاح النووى . فقط العالم يعلم أن
أحدا لم يصعد الأمور نحو هذه النقطة المسدودة سواكم . … المهم ، ما حصل قد حصل ، فماذا قد
يحصل ؟ مؤقتا دعنا من تناقض الموقف الأميركى جانبا ، وأن الصواب هو أن
تشعل فورا حروب إبادة على شعوب التخلف ، لا أن تدعوها لصناديق
الاقتراع ، ولنرى كيف كانت استجابة حماس نفسها للنتيجة بعد اكتشافها لحظة
الحقيقة . أولا راحوا يستجدون حكومة وحدة وطنية ، والذهول كان واضحا
على وجوه متحدثيها التليڤزيونيين ، وهم يتقبلون ردود الرفض غير
المهذبة من الجميع على الهواء مباشرة ، من أمثال نبيل شعث وحنان عشراوى
… إلخ . على الأقل أولئك المساكين كانوا يتوقعون من هؤلاء أن يقولوا
لهم على الأقل إنهم مثلا سيدرسون الطلب ، لكن كما قلنا الكل كان يعرف
النتيجة مسبقا وكان مبيتا خياراته سلفا إلا حماس ( ومرة أخرى مضيفة الجعيرة
محقة فى النظر للأمر على أنه مؤامرة ! ) . بعد الصدمة الأولى
راحوا يستجدون استمرار وزارة المالية فى يد فتح ، لكن الكل قال لها العبى
غيرها ، لن نأتى نحن بالمعونات وتفوزى أنت بالجماهيرية والائتمان .
الأكثر إدهاشا أنها فى آخر خبر تستجدى بقاء الأجهزة الأمنية كما هى مكونة
بالكامل من عناصر فتح . هنا توجد مشكلة حقيقية . فدستوريا هناك التزام
لرئيس السلطة بالإشراف على الأجهزة الأمنية ، ولا أعرف كيف ستسير الأمور فى
هذه النقطة ، ولا أعرف حتى أية
حلول للأمر سوى حلا واحدا : استقالة محمود عباس .
ما نريد قوله لمحمود عباس هو
أننا مثلكم نفهم أن الميزة الوحيدة فى فوز حماس هو أنها فرصة لفضح القوى
الإسلامية أمام تلك الشعوب التى لا تفهم ولن تفهم ، وحتى لو حدث وفهمت
فستصبح فى اليوم التالى وقد نست ما فهمته . كلنا يعلم أن سواء أعلنتها
حماس حربا شعواء على إسرائيل أو سواء رضخت واستسلمت ، فهى بفوزها بهذه
الانتخابات قد باتت ورقة وانحرقت لا محالة ولن يعود لها بريق فى نظر أحد بعد
اليوم . لذا نرجوكم ‑سيد عباس‑ أن تمضوا فى السيناريو
لنهايته . ربما تقول إنك ستستمر فى موقعك كى ترث
الأرض من جديد بعد فشل البرنامج الحماسوى . ليكن ، لكن هذا يتطلب أن
لا توجد لدى حماس الحجة لتقول إن أحدا عرقل تنفيذها لبرنامجها . حماس لها
أسوة حسنة فى حزب الله . ستحول كل شئون الكون للعبة كلمات . ستختلق
أعداء وهميين وستختلق انتصارات وهمية . لذا نرجوكم أن تمنحوها كل شىء : أقل المطلوب منكم الآن هو
الاستقالة . على الأقل امضوا فى هذه اللعبة الهزلية حتى آخرها . اعطوا
حماس كل السلطة . لتأخذ كل السلاح ولتحقق على الأرض شعاركم بالسلاح
الواحد ، لتأخذ كل نقود الخزينة ولتأخذ كل الصلاحيات ( لنكن صرحاء هل
تشعر بأن كان لديك أنت أية سلطة على أى شىء ؟ ) ، ولتجيش حماس
الجيوش ولتعلن كل الحروب التى تريد ، ودعونا نجلس ونتفرج معا كيف ستزيل هذه
الحماس إسرائيل من الوجود ، كيف ستخلق للفلسطينيين وظائف غير وظيفة
الانتحار بحزام ناسف ، كيف سيعم النعيم على الشعب الفلسطينى العظيم
( جدا جدا ) ، كيف سيحكمه ملائكة مطهرون لا يعرف الفساد طريقا
لقلوبهم ، كيف ستجرى أنهار الجنة تحت أقدامه المقدسة ، وكيف ستلقى
الحور العين بأنفسهن فى أحضان الشباب المحروم جنسيا . أيضا لا تقدموا لها أى دعم
دپلوماسى ، إنما كل احترام عالمى أو مساعدات مالية تحظون بها ، كل جهد
تقومون به سيصب فى مياه هذه المنظمة الإجرامية . نرجوكم لا تعطوها المزيد
من الشماعات لتعلق عليه فشلها ، ويكفيها شماعة واحدة نعرف سلفا أنها
ستستخدمها صباحا مساء ، شماعة ’ التركة المثقلة ‘ ، بينما
المفروض أن يد الإله العلى القدير القدسى الجبار فوق كل أيادى البشر ، فيما
تقوله نظريتهم الدينية . كل ما أتمناه عليكم أن كلما تفوهوا بكلمة التركة
المثقلة أن يكون ردكم جاهزا وسريعا : أنتم جئتم لتحلوا لا تولولوا ،
وعاوزين نشوف شطارتكم !
كل إنجاز ستنسبه لنفسها ، وكل فشل ستنسبه
للآخرين . فهى أيضا لها أسوة حسنة فى الأخوان المسلمين المصريين فى اللعب
بالكلام كذلك . سيتحدثون عن الإسلام الحضارى
والتواصل مع الغرب وربما عن صلح حديبية مع إسرائيل ينتوون سلفا ‑كما
رسولهم الكريم الأسوة الحسنة الأكبر‑ خيانته ونقضه ، لكن كل ذلك دون
أن يجعلونك تعرف بالضبط لأى درجة من الانتهازية سوف يذهبون فى التعامل مع اليهود
والصليبيين ، الذين فى كل الأحوال لن يغفلوا عن أن الهدف الستراتيچى
للإسلام هو أسلمتهم و / أو استرقاقهم . لنكن صرحاء أكثر ، أقصى ما
يمكن أن يطمح له زعيم فلسطينى يحترم نفسه مثلك هو انقاذ ما يمكن انقاذه من
المصير الصومالى ، الاستقلال بالضفة الغربية . هو أن تفاوض
الأردن كى تنضوى تحتها فى حكم ذاتى لفتات الأراضى التى ستتركها منها إسرائيل
طوعا . مطالب الأردن ستكون أهون كثيرا من مطالب إسرائيل وأميركا ، وهى
إبادة الإسلاميين الأقلية فى الضفة لا أكثر . ثم من يدرى ، فربما
تمنحكما الأقدار من كرمها الشريط الحدودى الحالى بين لبنان وإسرائيل ، يتم
فيه توطين فلسطينيى لبنان ، ويصبح للأردن الجديد مرفأ جميلا فيه على
المتوسط ! لكن طبعا تستقل تلك معناها أن تترك إمارة غزة الطالبانية
التى أسسها أرييل شارون بخراقته ، تتركها وشأنها تناطح نفسها وغيرها فى
انتحار جموعى حتى الموت . أما إسرائيل فقد وضعت نفسها ببساطة الآن خارج كل
الموضوعات . لا ترى أن لديها ما تعطيه أو ما تريده أو ما تفاوض
بشأنه ، فقط ربما تفاوضكم على الحصول على سكان 1948 ببعض أراضيهم أو بأراض
جديدة أو ‑وهو الأفضل‑ بلا أراض ، فقط تشتريها منهم .
لكنى لا أعتقد حتى أن أى من كل هذا ، يناسب شخصا بمثل دورك أو تاريخك أو
أحلامك السابقة لشعب محترم بدولة محترمة ، ثم أنها ليست أفكارا وشيكة
التنفيذ ، وإن تمنينا بالطبع أن يمتد بك العمر حتى المائة . لذلك لتسمح لنا أن نقول إن الحل ‑إذا كانت هذه اللعبة تعجبنا‑ هو
أن تستقيلوا وتتركوا خالد مشعل يتولى الرئاسة عبر انتخابات
’ ديموقراطية ‘ ينفذ بعدها ’ البرنامج الذى انتخبه الشعب من
أجله ‘ . بل ولعلكم ترغبون أيضا فى تفكيك كتائب شهداء الأقصى ،
وإن فشلتم ، وهذا الأرجح فلا سلطان لأحد عليها فى الواقع ، فعليكم أن
تتركوها لحماس لتتولى شأنها إما بالضم توحيدا لسلاح المقاومة ، أو
بالقتل ، أيضا توحيدا لسلاح المقاومة . وفائدة كل هذا أن ذلك الشعب
الغبى لو قرر أن يأتى بكم من جديد للحكم يوما فليكن كل هذا واضحا جدا سلفا
له ، أنه قرر أن لا وجود للسلاح مستقبلا فى حياته ، وأنه يقبل السلام
مع إسرائيل أيا كانت شروطه أو تنازلاته ، وطبعا ساعتها ستجدون لدى إسرائيل
( ونأمل لدى العرب أيضا ) ، السلاح والقوة اللازمة لإبادة ما
سيتبقى ساعتها من فصائل مسلحة ، حماس وغير حماس . أما إذا كان لعب العيال من هذا
القبيل كله لا يعجبك ، كما هو بالتأكيد لا يعجبنا نحن ، فالحلول
واضحة : لا وقت يجب تضييعه فى صبيانيات معروفة النتائج سلفا . هذه
شعوب ظلت متخلفة لألفيات كاملة من السنين ، وستظل كذلك لكل الألفيات
القادمة ، هذه وتلك كلها على نحو يخالف بوضوح سلوك بقية شعوب العالم حين
تقع تحت نفس الظروف أو تواجه نفس التحديات . ولا يوجد مؤشر يؤشر لأن شيئا
يمكن أن يتغير فيها ، أو أن تظهر لديها مثلا طفرة چيينية قد تأتى بمعطيات
مخالفة . ببساطة ، حتى لو تم تدجين
حماس تماما ، فسيظهر ألف حماس جديدة وألف قرآن وسيف مشهرة جديدة ، إذ
حتى للأسف المشكلة ليست فى الدين والنصوص ، إنما فيما هو وراء الدين
والنصوص ، المشكلة ليست فى الدين ، المشكلة فى الچيين ( كلام قديم ) . والحل ( أيضا كلام قديم لكن دائما متجدد ) ، هو
الاستئصال والاجتثاث ، والتصعيد التدريجى أو الكلى دفعة واحدة لمستويات الإبادة للشعوب التى فاتها قطار الزمن . الحل
أن تتوحد قوى الحداثة العالمية ( التى تشملكم كما تشمل نيتانياهو كما تشمل أميركا وبريطانيا كما تشمل كوئيزومى كما تشمل جمال مبارك وكثيرين وكثيرين
حول الجلوب ) ، ولنعلنها حربا عشواء فورية ، ونووية لو استلزم
الأمر ، على كل قوى الظلام والماضوية ، شيوعية أو عربجية أو
إسلامجية ، وعلى نحو أخص منها على سبيل البداية فلول جبهة الرفض العربية‑الإيرانية
المسماة جبهة الصمود والتصدى . … السؤال المنطقى التالى هو هل ستستطيع حماس إذن الاستغناء على المعونات وبناء اقتصاد
مستقل . الإجابة هى بالطبع نعم . إيه المشكلة ؟ عبد الناصر صنع
كل شىء من الأبرة للصاروخ ، ولم يحدث ولو لمرة أن سأل أو اهتم أحد بالسفاسف
التافهة من قبيل لماذا الأبر ثالمة لا تخترق قماش الغربال ، أو لماذا تسقط
القاهر والظافر فوق المتفرجين أمام منصات إطلاقها ، فكلها أمور أدرى منا
بها الزعيم الملهم ، ناهيك إذا ما كان مفوضا من إله السماء كما زعماء حماس المنزلين
المنزهين . السؤال الحقيقى يخص المعونات
السعودية . أعتقد أن نتيجة الانتخابات الفلسطينية ستكون أكبر طامة تقع على
البيت الحاكم السعودى منذ طامة 11 سپتمبر . طامة
بمعنى أنها ‑أى السعودية‑ باتت تواجه من جديد لحظة الحقيقة التى
تريد دوما التعامى عنها ، أو لو شئت إعماء الآخرين عنها . حقيقة أن السعودية لا يمكن أن تستمر للأبد تبيع للعالم
الپترول والإسلام معا ! هذا حتى لو أوهموا أنفسهم
أن ما يريدون بيعه هو نسخة مخففة أو معتدلة ليس بها كل نصوص الإسلام
الأصلية . هم ليسوا إيران ( التى بالمناسبة ستصبح من الآن فصاعدا الراعى الرسمى والوحيد لبطولة الانتخابات
الفلسطينية ) . ولأنهم ليسوا كملالى
إيران ، فلن نتهمهم بالخبث ، لكن من حقنا أن نتهمهم بالجهل وسوء
التقدير وارتداد العاقبة إلى نحورهم . هم يعلمون قبلنا وقبل أى أحد ، أنه لا يوجد إسلام متطرف
وإسلام معتدل ، فقط الإسلام هو الإسلام ، كما أراده رسوله للعالم فى
أواخر أيامه ، وكما ظلوا هم من بعده يريدونه لنا قرونا ، بدرا كاملا
مكتملا لا يقبل غيره يوم القيامة ولا فى أى يوم بالذات لو حمل تاريخ 11
سپتمبر . نفس الشىء ‑نقصد استطرادا
لخطابنا السابق للشعب الفلسطينى الأحرار 100 0/0 :
أنتم طردتم فتح لأنهم فاسدين ينهبون أموالكم ‑للدقة نفضل تسميتها أموال
ماما أوروپا ، وأتيتم بملائكة الله ورسوله خالد مشعل وشركاه . لن نقول
هذه أموال شيوعية تذهب لشيوعيين ولن تذهب لكم أبدا ، أو بصراحة أكثر أيوه صحيح
أنتم مع بعض حلف واحد وعصابة واحدة ، لكن موش لدرجة أن يصرفوا عليكم .
بعبارة تانى دى أموال فاسدين ذهبت لفاسدين ، أموال أحرار 100 0/0
ذهبت لأحرار 100 0/0 . فقط سنسأل ببراءة : هل
سيصير الوضع فى الأراضى الفلسطينية أحسن ، هل ستوجد أموال أوروپا أصلا حتى
تنهب أو لا تنهب ؟ هل هم عباقرة اقتصاد ومتنفذين فى دوائره الحاكمة حول
العالم ، حتى يجعلوا من غزة ياپانا أخرى ، أم هم نسخة من الريان
والسعد وسوق المناخ ، سيبيعون لكم الوهم المسمى الاقتصاد الإسلامى ،
وفى الواقع سيعيشونكم على تبرعات مغرر بهم آخرين باسم الجهاد ، ذلك بفرض
أنهم سيهتمون بأن تعيشوا أصلا . فالأرجح أنهم سيرسلون بعضكم لينتحر داخل
إسرائيل ويتركون لإسرائيل مهمة إرسال الباقين للرسول ليتكفل هو بمهمة تقديم
العشاء لهم على مائدته العامرة . مرة أخرى تقولون أنكم أحرار 100 0/0 .
نعم ، أنتم أحرار فى أن غرروا بكم وأفهموكم إن الفساد هو المشكلة ، لو
ذهب لغرقتم فى اللبن والعسل . بينما هو فى أى مكان أو أية لحظة فى
التاريخ ، لم يكن أبدا إلا نهبا جزئيا جدا للموارد ، والأهم من هذا
أنه ليس إلا عرضا للمشكلة الحقيقية : تقييد أهم الحريات جميعا حرية الاقتصاد ،
من خلال حكومة ضخمة واسعة السلطات ، ولو شكل إله السماوات نفسه حكومة
كحكومتكم لأصبح هو نفسه فاسدا بعد قليل ، فالعلة فى النظام لا فى الأشخاص
ولا فى الضمير ولا فى الإخلاص ولا فى كل الروحانيات الطنطانة التى
تعشقونها . على الأقل فتح كانت تتيح لكم الحريات الأخرى ، لكن بما
أنكم أحرار 100 0/0 فأعتقد أن من المهم تذكيركم إن ليس
فقط حماس لن تقيم حكومة صغيرة بلا سلطة بحيث لن يتسلل لها الفساد أبدا ،
إنما هى ستصادر كل الحريات أصلا ، من حرية بقية سكان الأرض فى الوجود حتى
حرية الفتاة الفلسطينية البسيطة فى كشف شعرها . أوه ، أى هراء هذا الذى أقوله ؟
هل من يصبو لعشوة دسمة فاخرة مع الرسول شخصيا ثم بفض بكارة 72 عذراء شقراء فاتنة
تتجدد بكارتهن كل ليلة ، هل ينظر لمثل تلك ’ السفاسف ‘
أصلا ؟ …
أوه أيضا ، إنه ذلك الذى مررنا عليه
بالذكر : نيتانياهو ! هكذا فى الواقع وصلنا لسؤال كل الأسئلة ، لبيت القصيد الذى فى
الحقيقة دارت حوله الانتخابات الفلسطينية ، للشئ الذى سيحدث فرق فعلا
( وليس أريحية آل سعود ) ، وصلنا للنتيجة الإيجابية الجدية
الوحيدة لتلك الانتخابات . نحن نريد شخصا لا يخدعه العرب باللعب
بالكلام . هذا شرط أساس لحل أى شىء ، عدم إضاعة الوقت فى الألاعيب
الكلامية على طريقة سوريا ، التى تريد المفاوضات للأبد . من نافلة القول أن ما تريده حماس هو إزالة إسرائيل
من الوجود ، أو فى قول آخر يحبه الناصريون إلقاء اليهود فى البحر . ما
ستسمعه من زعماء حماس لن يقول هذا لكنه يعنيه . يقولون إزالة
الاحتلال ، فيخيل لك أنهم يقصدون حدود 1967 . ثم حين تحاصرهم عما
يقصدونه بكلمة بالاحتلال ، يقولون لك ربما نقبل حدود 67 ونترك للأجيال
القادمة القرار ، بمعنى هات أراضى 1967 والقدس ولا شىء فى المقابل بل لن
نكف أبد الدهر عن محاربتكم . ثم أخيرا لو قلت لهم من سيرضى بشىء
كهذا ، كونوا واقعيين ، ربما ، وأقول ربما ، سيذهبون لما
ذهب له ياسر عرفات ، أراضى 1967 نعم ، ودولتان نعم ، لكن زائد
شىء يسمونه حق العودة . هل تعرف ما معنى حق العودة هذا ؟ إنه أن تغمر
إسرائيل فى طوفان من الديموجرافيا العربية ، ثم سرعان ما ينتخب الشعب
’ الإسرائيلى ‘ حكومة إسلامية ، وطبعا تتوحد الدولتان ، وفى
كل الأحوال سيصبح اليهود أهل ذمة أرقاء أذلاء فى أرضهم ، ودون ذلك ‑حسنا‑
الإلقاء فى البحر . سواء تعرف هذا أم لا تعرف ، ما نعرفه أن نيتانياهو
يعرف ! أما عن أميركا فكلمتنا الأخيرة
هى ما يلى : هناك شىء واحد صحيح فيما تلوكه حماس منذ الصباح ، رغم
أنها هى نفسها لم تصدق بعد نتيجة الانتخابات . هذا الشىء هو أن على أميركا
أن تقر بنتيجة الممارسة الديموقراطية الفلسطينية . نحن نؤيدها تمام
التأييد : على أميركا أن تقر بنتيجة الممارسة الديموقراطية
الفلسطينية ، وتبدأ على الفور بقصف قطاع غزة ! …
أخيرا كلمة
تخص مصر ، فحواها أن ما حك جلدك مثل ظفرك : لطالما كانت الأراضى
الفلسطينية مسألة مصرية شبه داخلية ، لكن منذ رفض عرفات دعوة السادات
للتفاوض مع إسرائيل أصبحت فلسطين قضية أمن قومى بالنسبة لمصر . الآن بعد
فوز حماس بالانتخابات ، تصاعد الخطر لمستويات داهمة . وأقل خطوة يمكن
اتخاذها ، هى السعى الفورى لاتفاقية دفاع مشترك مع إسرائيل ،
لمواجهة مشتركة من البلدين للتهديد الفلسطينى ، يدا واحدة قوية وموحدة فى
معركة مسلحة أخيرة لا فكاك منها ، تحقق حلم الحضارة الإنسانية فى إنهاء ما
يسمى بالقضية الفلسطينية مرة واحدة وللأبد ! اكتب رأيك هنا [ تحديث : 14 فبراير 2006 : هأ ! أميركا
وإسرائيل تتآمران على الإطاحة ouster بحكومة حماس ، والتسريع بانتخابات
جديدة . ليست تشنيعة أخرى من تشنيعات قناة الجعيرة مؤسسة العرب الكبرى
لنظرية المؤامرة ، إنما هى قصة عميقة ومؤكدة للنيو يورك تايمز اليوم .
ليس لدينا سوى كلمة واحدة لچورچ بوش والسيدة رايس وكل دعاة دمقرطة شعوبنا
المتخلفة المتدينة الجاهلة ، كلمة بلدى خالص : ودنك منين يا جحا ! على فكرة فيه كلمة تانى
حازقانا : هتفضلوا تجربوا فينا لحد إمتى ؟ نعم ، تستطيعون تطيير
حماس من السلطة ، ونعم تملكون تلويث سمعتها أمام الفلسطينيين ، وكشف
زيف وعودها الوردية الوقحة لشعبها ، لكنكم ‑ويا للمهزلة‑ لا
تزالون مصممين على دخول لعبة الانتخابات مرة أخرى أملا فى عودة فتح للحكم ،
بعد أن يحل عباس الپرلمان ويدعو لانتخابات جديدة ، حسبما تقول الخطة السرية
المذكورة . هل تعلمون يا سادة من سيفوز فى هذه الانتخابات لو جربتموها من
جديد : تنظيم الجهاد . إنه بالفعل التنظيم المتسق مع نفسه وسيحترمه الناس قريبا
أكثر بكثير من بهلوانيات حماس الكلامية ومن فسادها وإفسادها المالى
المكشوفين ، ومن مواقفها ككل المراوغة وشديدة الانتهازية . إنه حتى
يزدرى الأشغال الخيرية التى تقوم بها ، ومعنى بالجهاد المسلح فقط . لم
يعد الناس أبدا يوما بإشباع بطونهم ، فقط وعدهم بالموت ولا شىء إلا الموت ! ] . [ تحديث : 25 فبراير 2006 : أخيرا
وبعد مرور شهر كامل من الواقعة ، يبدو أن السيد محمود عباس بدأ يستوعب
فداحة ما حدث ، ويبدى اليوم فقط
ولأول مرة استعداده للتفكير بالاستقالة ( الشىء الوحيد الذى اقترحناه نحن عليه ! ) .
نأمل أن يكون فى هذا درس لحكامنا الراشدين ، بأن سيكون هذا مصيرهم فيما لو
فكروا فى استجلاب تلك البدعة المدعوة بالديموقراطية لشعوب لا تفهم حتى
معناها ، وكل نتيجتها أن سترسلنا قرونا للخلف إلى ظلمات جاهلية لا درك
لها ] .
[ تحديث : 14 مارس 2006 : ضربة معلم ما
جرى اليوم
فى أريحا ! انسحاب للمراقبين البريطانيين
والأميركيين ثم دخول المدرعات الإسرائيلية وهدمها للسجن وإخراجها للمساجين
عرايا ، واعتقال زعيم المنظمة الشيوعية المسلحة المسماة الجبهة الشعبية
الإرهابى أحمد سعدات . يقولون هذا ضربة لمحمود عباس وللسلطة الفلسطينية .
خطأ ! لا هذا ولا ذاك ، هو رسالة مروعة لحماس ، تقول إن أميركا
وإسرائيل وكل العالم قد عقد العزم سرا وعلنا على هزيمتها وإذلالها ، هى
والشعب المجرم قاطع الطريق الذى انتخبها ، الشعب المسمى الشعب
الحمساوى ، أقصد المسمى الشعب الفلسطينى . كل المطلوب الآن أن يخرج فلسطينى
واحد ليقول إن اعتقال قتلة رحبعام زئيفى فى سجن أريحا هو بناء على اتفاقية
موقعة . أوكد لكم أن كل العالم سيخرج ساعتها رافعا حاجبيه : انظر من
يتكلم ، حماس لا تعترف بأية اتفاقات ، والآن تستجدى الالتزام
بالاتفاقات !
بالمناسبة ليس من الضرورى أن يكون
الاتفاق السرى بين أميركا وبريطانيا وإسرائيل ’ موقعا ‘ . هو
ضمنى جدا ، ولا يحتاج للاتفاق عليه حتى : إسرائيل واقفة على
المعابر ، لديها علم قديم بنية سحب المراقبين وما هذا بسر ، بمجرد أن
ظهر هؤلاء على المعابر ، كانت الدبابات جاهزة لمحاصرة السجن فى ظرف 5
دقائق ! ضمنية الاتفاق لا تقلل شيئا من قوته وأن أعمق المستويات فى البلاد
الثلاث تعرف الآن هدفها جيدا ! على فكرة ، وبمناسبة
الاتفاقات ! من ساعة ما كتبنا إللى كتبناه عن فوز حماس ، والكلام لم
ينته عن عدم التزام حماس بالاتفاقات الموقعة . نعترف بأننا لم نعط هذا
الأمر الاهمية المناسبة . لكن هل تعرف لماذا ؟ لأن ثمة شىء مريب فى الأمر . لقد كنا نفترض أن
حماس منظمة إسلامية ، ومن ثم ملتزمة بسنة الرسول الكريم . وسنة خير
أهل الأرض تدعو لعقد المعاهدات الحديبياتية مع الأعداء ثم خيانتها حين تصبح أقوى
منهم . هنا المشكلة : لم يخطر ببالنا أن ثمة ضير أصلا فى التزام حماس
بمعاهدات لا ترضى عنها ، لكن الواضح الآن أن هناك أكثر من احتمال ،
اختر الإجابة الصحيحة من الاحتمالات الثلاثة التالية وستفوز بجائزة : 1- أنهم لا
يسيرون على السنة النبوية المشرفة . 2- أنهم يعتقدون
أنهم أقوى من إسرائيل . 3- أنهم لا ينقضون
من المعاهدات أبدا إلا ما يوقعونه بأنفسهم ] . [ تحديث : 10 يونيو 2006 : محمود
عباس قرر اليوم
أن يستفتى كل الفلسطينيين على وثيقة كتبها بعض المساجين . ليست نكتة ،
فالرجل يرى أن هذه هى الطريقة لوضع حماس فى الزاوية . فالوثيقة تلك تنطوى
على اعتراف ضمنى بإسرائيل ، وكأن منظمة التحرير لم تعترف بها من قبل
فعلا ، أو كأن العالم ينتظر اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل ، أو كأن حتى
إسرائيل ستقبل بما يمكن تسميته كلام مجانين ، أقصد كلام مساجين . بل ‑والحق
يقال‑ الرجل بدأ يكشر عن أنيابه فى الفترة الأخيرة ، وبدأ مواجهة طال
انتظارها ، بما فى ذلك بعض المواجهات المسلحة فى الشوارع ضد ميليشيات
القسام التى تستخدمها وزارة الداخلية لفرض إرهابها على الفلسطينيين بعد أن فشلت
فى فرضه على الإسرائيليين .
الاستطلاعات تقول إن نسبة ساحقة
ستصوت لصالح هذا الاستفتاء .
شعب نكتة وأنتيكة ، قبل شهور انتخب عباس على أچندة السلام ، وقبل
أسابيع انتخب حماس على أچندة الحرب ، وبعد أيام سينتخب عباس مرة أخرى على
أچندة السلام . حماس تقول هذا استفتاء للبطون الجائعة ، وهنا قد نقول
وما العيب فى هذا ، أليس التصويت للبطن الجائعة أشرف ألف مرة من التصويت
للدين ، أم تريدون أن يرى الأب ابنه يتضور جوعا أمام عينيه بفضلكم ،
فقط من أجل أن تذهبوا أنتم للجنة . أم أنها المرة المليون التى يثبت
الإسلاميون أنهم يريدون ديموقراطية تفصيل تأتى بهم للسلطة ثم لا تزيحهم منها
أبدا . هنا يقولون هذا استفتاء على الثوابت . نقول وأيضا ما العيب فى
هذا ؟ من الذى جعل الثوابت ثوابت أصلا ، هل الشعب أم قادة حماس .
ومرة أخرى نقول إن هذا ما عنيناه بالضبط بكلمة الديموقراطية التفصيل ، أنها
تجعل الإسلام من الثوابت ، وتضعه فوق مبدأ تداول السلطة ، وابقى قابلى
لو زحزحتهم شعرة واحدة . الموقف مستعصى
جدا ، وحماس رفعت راية العصيان ، وقالت إنها ستلجأ لكل السبل لإجهاض
الاستفتاء ، وأضاف متحدثها الرسمى قائلا إن ليفهم كل واحد ما شاء من
هذا ، ويقصد الحرب الأهلية . أنا لدى حل آخر ’ يحقن الدماء
الفلسطينية الغالية ‘ ( غالية أو رخيصة ترجع لتقديرك
أنت ) ، وينطلق من حجة ثالثة ضد الاستفتاء ، فحواها أن الدستور
لم يحدد لعباس أن يدعو للاستفتاء . الحل أن يدعو إسماعيل هنية أيضا
لاستفتاء حول إلقاء إسرائيل فى البحر . أنا واثق أن نسبة ساحقة أيضا
سيقولون نعم . فالشعب النكتة الأنتيكة حين تعطيه الديموقراطية ، ينطبق
عليه المثل المصرى القائل هبلة وادوها طبلة . أو لو أنت ضد المرأة زى
حماس ، هناك مثل مصرى تانى وإن كان أعفن شوية ، بيتكلم عن واحد أهبل
بيلعب فى الخراء بتاعه ! كمان فى حل تانى بدل الحرب الأهلية
’ حقنا للدماء الفلسطينية الغالية ‘ ( غالية أو رخيصة ترجع
لتقديرك أنت ) . قلنا عباس قال أنه هيروح للاستفتاء على كلام المساجين
يوم 26 يوليو وهيفوز بتسعين فى الميه . هنية هيجرى قبله يوم 25 ويستفتى
الشعب على إلقاء إسرائيل فى البحر وبرضه هيفوز بتسعين فى الميه . ليه يوم
24 عباس ما يجريش يستفتى الشعب على الاستفتاء ، هل من حق هنية يدعو لاستفتاء
أم لا ، وبرضه أوكد لك هيفوز بتسعين فى الميه تانى . وكله كلام جميل وحياة كلها استفتاءات ، وخراء
بطبلة ع أحلى طراز نكتة وأنتيكة ، والبديل عند حماس ضد الاستفتاء هو حاجة
اسمها الحوار . آه ،
افتكرت ، الحوار دى فكرة جميلة جدا قال عليها فى يوم الأيام حافظ الأسد مع
إسرائيل ، وزيه بعد كده الجرذ الصغير ابنه ، وعلى الدرب سائرون أحمدى
نجاد كذلك . الكل عاوز يفاوض إسرائيل وأميركا لغاية يوم القيامة
الضهر . وآدى هنية العبقرى عاوز يفاوض عباس ليوم القيامة بعد الضهر .
المشكلة إللى موش واخدين بالها مننا ، أن إحنا بس العرب والمسلمين إللى
وقتنا كتير قوى ، وأن موش كل الدنيا بتحب الكلام زى ما بنحبه إحنا .
فيه ناس عندها مشاريع وخطط وشغل لازم يتنفذ على الأرض ، وما عندهومش وقت
كتير علشان يتكلموا لغاية الضهر أو بعد الضهر بتوع النهارده حتى . فقط من
ليس لديه رؤية للعالم أو حتى لنفسه هو من يدعو لذلك الشىء المخجل إللى اسمه
الحوار أو المفاوضات . عارف ليه إحنا موش بنحب دعاة السلام حتى بتوع
إسرائيل أو أوروپا أو الحزب الديموقراطى بتاع أميركا ، أو كل يسارى أو
سلامى أو إنسانى فى العالم ؟ لأنهم بيقولوا كلمة الحوار دى إللى بتعمل لى
أرتيكاريا ، ولأن ده معناه أن ما حدش فيهم عنده لا رؤية ولا خطة ولا حاجة
خالص لأى حاجة خالص ، وأن كل إللى يجيبه الحوار كويس حتى لو ما جابش حاجة
خالص ، أو حتى لو جاب بشار والقذافى وخامنئى . … وسلم لى ع الفصل أحادى الجانب ( إللى برضه موش بنحبه ! ) ] . |
| FIRST
| PREVIOUS
| PART IX | NEXT | LATEST |