|
|
|
صدام حضارات أم ثقافات ؟ !
( الجزء الثانى )
Clash of Civilizations or of Cultures?!
(Part II)
| FIRST | PREVIOUS | PART II | NEXT | LATEST |
NEW:
[Last Minor or Link Updates: Friday, February 18, 2011].
رائعة نجيب محفوظ الخالدة ‘ أولاد حارتنا ’
|
Visit Our Memorial Page hypatia.egypt This page, written in English and classically designed in April 7, 2000, was originally intended as a separate secular site.
|
November 8, 2002: In Turkey as in anywhere else, the leftists make themselves the ‘red’ carpet for Islamists to ascend to power! Breaking Entry: Islamist Turkey would enter the European Union. We call this an environmental disaster!
October 4, 2002: Jerry ‘Muhammad the Terrorist’ Falwell and Pat ‘Muhammad the Killer’ Robertson strike back. BOTH!
July 20, 2002: East Timor, Chechnya and now Morocco and Southern Sudan: A lot of signs about corrosion of the borders of Islamic World!
In Part I
June 11, 2002: Fallaci papers prove to be a chain reaction!
January 12, 2002: Pervez Musharraf: Big steps, great courage but not really extirpationist… or not yet?
October 28, 2001: Nobel Prize Winner V.S. Naipaul’s theory of Calamitous Effect of Islam still ignites the Arab cultural world. Sometimes in the good sense of words!
October 7, 2001: A whole new page on the concept of civilization and the misconceiving of clash of cultures as a clash of civilizations.
January 16, 2001: In a galaxy far far away… before Huntington!
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الجديد
( تابع جزء 1 ) : 15 يونيو 2002 : ‘ محمد شخص يتقمصه شيطان الولع الجنسى بالأطفال ’ demon-possessed pedophile . إذن ها نحن الآن
فى طريقنا على الأقل لعاصفة جديدة من نقد الإسلام ، وطبعا من الدفاع المضاد
الذى لا يستمع إليه أحد . نجم المعركة الجديدة سيكون القس چيرى ڤاينس من
چاكسونڤيل ‑فلوريدا ، والرئيس السابق للطائفة المعمدانية
الجنوبية للولايات المتحدة . كما قالت النيو يورك تايمز اليوم ،
فإن الهجوم الصريح على الإسلام بات مألوفا جدا فى الكنائس الأميركية ، بما
فيها التى كانت تبشر سابقا بالتسامح . لكنها فى المقابل ترصد أن المحفل
المعمدانى المقام على مدى الأسبوع المنصرم ، والذى وجه إليه الرئيس چورچ
بوش رسالة خاصة بالساتيلايت صبيحة اليوم التالى لخطاب القس ڤاينس
( لاحظ أن غالبية المسلمين غربا وشرقا لا زالوا لا يعلمون حتى الآن حجم
المشكلة الحقيقية التى هم فيها حاليا ! ) ، هذا المحفل هو حالة
خاصة . السبب أنه الأشد تطرفا بين الكنائس الأميركية ، وصاحب تاريخ
طويل فى الهجوم على اليهودية والمثلية الجنسية وما إليهما . وتوجيه مدافعه
الثقيلة الآن للإسلام سوف يؤدى لتوابع ضخمة حسب توقعات الجريدة . مما تشارك فيه ڤاينس مع ما يقوله الجميع هذه
الأيام ، هو كون إله الإسلام لا يمكن أن يكون هو نفسه يهوه ( يقصد إله
اليهودية ومن ثم المسيحية ) . فالأخير حسب قوله لا يمكن أن يأمرك
بالتحول لإرهابى يحصد أرواح الأبرياء . أيضا يكرر القول الشائع الخاص بأن ليست كل الأديان متساوية ، وأن القبول بمبدأ
التعددية الدينية لا يجب أن يشمل الإسلام ، الذى يجب أن يظل منبوذا كدين
شرير لا يرضى بأقل من تدمير كل ما عداه . أما ما
تفرد به فكان مسألة الولع الجنسى بالأطفال تلك ، والتى أسسها على زيجة نبى
الإسلام الأخيرة من طفلة فى التاسعة من عمرها . وقال ناطق باسمه إنه لم يأت
بشىء من عندياته ، وإن أقواله جاءت نتيجة بحوثه فى سيرة محمد كما يقرها
ويقرأها المسلمون أنفسهم . ربما هذا صحيح ، ونحن لسنا من المغرمين مثله
بسير الأنبياء العطرة ، ويكفينا معرفة أنها جميعا بيوت زجاجية عطرة بنفس
القدر من الداخل ، وتفوح رائحتها بمجرد أن يتراشق أتباع الأديان بعضهم
البعض بالحجارة . لكن الصحيح أيضا أن قضية الاستغلال الجنسى للأطفال فى
الكنائس الأميركية لا تزال مستعرة بنفس القدر بالضبط ، لدرجة أننا مللنا من
متابعتها فى صفحة الجنس ! ملحوظة : لا أدرى لماذا تأتى معظم قصص الإسلام
لهذه الصفحة بينما تذهب معظم القصص عن المسيحية لصفحة الجنس . المؤكد أن ثم
الكثير مما يستحق أن يذهب بالإسلام لصفحة الجنس ، لكن يبدو أن دائما ما هو
أهم عنه . فقط نأمل ألا يستشعر البعض أن ثم مؤامرة على الإسلام وراء هذا
التمييز غير المقصود ! اكتب رأيك هنا 20 يوليو 2002 : أخيرا قبلت
حكومة السودان الإسلامية بحق تقرير المصير لسكان الجنوب ، ومعظمهم كما هو معروف من المسيحيين والوثنيين . هذا ما ينبئ
به الاتفاق الذى وقع بينها وبين الحركة الشعبية لتحرير الجنوب ، ذلك برعاية
أميركية ومن بعض الدول الأوروپية العلمانية كبريطانيا والنرويج . الاتفاق
لم ينص صراحة على تخلى الشمال عن الشريعة الإسلامية ، إنما إعادة النظر
فيها بما يفصل الدين عن الدولة ويلبى مطالب جميع السكان . لكن من المفهوم
أنه ما لم تلغى الشريعة الإسلامية بالكامل من كل السودان خلال السنوات الست
الانتقالية فسوف يختار الجنوب الانفصال . أو بعبارة أدق خلال السنوات الست الانتقالية ، الشمال هو
الذى عليه أن يختار ما بين الانفصال أو الانضمام للجنوب العلمانى .
فى ذات الوقت تحولت خطوة المغرب الخرقاء فى الاستيلاء على جزيرة بيريخيل إلى نيران
عكسية ، حيث احتلتها القوات الإسپانية ، ولم تنسحب إلا بعد فرض
جميع شروطها بالكامل [ لترجمة بعض من المهانة البالغة للحدث ، انظر
عرض الصور فى صفحة الثقافة التى تراه
مجرد إحياء من المغرب لأمجاد جمال عبد الناصر بذات طريقة الستينيات
النمطية ] . ويبدو أن ملك المغرب الجديد قد احترف الخطوات الخرقاء
( هل تذكر ما فعله مع كولين پاول إبان الحرب السادسة ؟ ) ،
ولعله يريد تأكيد انتماءه القرشى البالى عوضا عن الانتماء الحداثى المنزه عن
جميع الشوائب لأبيه العظيم الراحل . ولا يبدو أن إقامة الأمير عبد الله
لديه طيلة الشهور الماضية قد أسفرت عن تلقينه أية أشياء تخص حقائق الحداثة
واتجاه التيار فى هذا العالم . ولعلها أيضا مناسبة جيدة للتذكير مرة أخرى بعزم القوى العلمانية فى شمال
أفريقيا من أمازيغ ( تعنى أحرار ! ) وغيرهم ، على أن يلحقوا
بالإسلام فيها ذات المصير الذى لقيه قبل خمسة قرون فى إسپانيا ، ولعل من
مستجدات العام الأخير فى الجزائر أن لم يعد لحكومة الاحتلال كما يسمونها ،
أية سلطات تقريبا فى مناطق الأمازيغ ، وأن اكتسبت حركة تحرير الجزائر من
الاحتلال العربى دفعات كثيرة ضخمة مؤخرا . الدرس المستفاد هنا هو بلا شك أننا بصدد تآكل متواصل فى حدود العالم الإسلامى .
أقصى نقطة للشرق ( تيمور الشرقية ) تآكلت قبل عامين ، وأقصى نقطة
للشمال ( الشيشان ) تآكلت بتأييد لم يكن ليحلم به أحد ، وذلك من
كل العالم بعد 11 سپتمبر ، وكذا أقصى نقطة للجنوب فى السودان
الاستوائية ، وفى الغرب فى المغرب والجزائر ، وها هى تلحق بها جميعا
قبرص الذى تلوح بوادر تحرر شماله السليب باحتلال تركى إسلامى بغيض دام ثلاثين
عاما أورثه الفقر والتخلف [ تابع لاحقا ] . دع جانبا
بالطبع النار المستعرة فى نقطة المركز ( فلسطين ) بتراجعات مذهلة لقوى
الظلام الدينية فيها . هذا أمام العزم الماضى لإسرائيل مدعومة بكامل
الحضارة الغربية على فرض القيم الحداثية على
المنطقة ، بعد أن استشرت بشدة وهددت الغرب نفسه بالهجرة أو بهجمات 11
سپتمبر . وكل هذا ليس إلا الخطوة الأولى فى مسيرة الألف ميل لتخلص الكوكب
من آخر فلول حقبة الأديان البغيضة التى سيطرت بظلامها عليه لنحو ثلاثة آلاف عاما
كاملة . إنها ‘ الحرب ’ !
حرب الحضارة ضد الدين ! الحرب التى طال كثيرا انتظارها ! الحرب الأعظم
والأشرف فى كل التاريخ الإنسانى ! حتى لو أوقفها دونالد رامسفيلد
( وليس بوسعه أن يوقفها ) فلن توقفها أصوات كثيرة أقلها موقعنا
المتواضع هذا ! إن الخروج من الجغرافيا بدأ الآن ، ولا رجعة ،
ليس بالضرورة كسيناريو تدريجى خضنا فيه من
قبل ينتهى بعودة الدين ليثرب ، وتحرير الكعبة وإعادتها لمجد أيام طقوس
الخصوبة والجنس الجماعى التليدة ، إنما بعاصفة كاملة شاملة كاسحة واحدة
تحرق الأرض ومن عليها ، وهى قصة
أخرى ! اكتب رأيك هنا [ تحديث : 14 أغسطس 2002 : اليوم ،
غير الحزب الإسلامى الحاكم فى السودان والمسمى المؤتمر الوطنى ، شعاره من
‘ جهاد - نصر - شهادة ’ إلى ‘ سلام - وحدة - تنمية ’ ،
لعل الجنوب يقبله فى سودان علمانى موحد بعد ست سنوات . عامة نحن لا نثق
كثيرا بالشعارات ، ولا نصدق أن البشر يتحولون 180 درجة هكذا . يصدق ، لا نريد فى هذه
الأجواء التفاؤلية المثيرة بث أية نغمات تشاؤمية ، لكن عامة رأينا الثابت أن قطع الطريق على
الحضارة يوما ، جريمة لا ينفع فيها الندم ، وأيضا لا يجب أن تسقط
بالتقادم ] . [ تحديثات لاحقة تخص الشأن
السودانى فى صفحة الجلوبة عن قانون
سلام السودان ، وفى صفحة الإبادة
عن الاتفاقية التى فرضها كولين پاول وتكرس مص حكومة الخرطوم الإسلامية لدماء سكان
الجنوب ] . [ تحديث : 12 مارس 2004 : انتفاضة
مفاجئة لأكراد سوريا . تجدد فجائى أيضا للمظاهرات المسيحية المطالبة بتحرير
لبنان من الاحتلال السورى . دستور عراقى جديد يمهد لتحرر الأكراد من
الطغيان العربى والمرأة من الطغيان الإسلامى . تصاعد تحرر الأمازيغ فى المغرب
والجزائر ، وتحرر المسيحيين والأفارقة والنوبيين والدارفوريين فى
السودان ، والمفاوضات
الحالية التى قد تفضى لتحرير شمال قبرص السليب تركيا وإسلاميا وفقرا وتخلفا
[ تابع لاحقا ] . كذا لو أضفت بوادر قبول الجميع لخطة شارون لحصر الفلسطينيين
فى قطاع غزة ، سترى أن خطوات تصفية الاستعمار ( العربى ‑من
غيره ؟ ) تتسارع . حتى السعوديون أمراء ومثقفون يقودون تحديثا
حقيقيا يمس صلب قضية الثورة الجنسية ممثلة فى البرنامج التليڤزيونى
المحظور ‘ الرئيس ’ Big Brother . السؤال فقط هو
مصر ، مخترعة ما يسمى بالتوحيد ، وحصان طروادة الكبير الذى عبر منه
الإسلام والعرب لنهب وإظلام بقية العالم ، ولا يزالون ! اقرأ هذا
التحليل بالأسفل ] .
4 أكتوبر 2002 : خبطتان فى الرأس توجع . هذا ما يصف حال مسلمى
أميركا اليومين الأخيرين . پات
روبرتسون وچيرى فالويلل يضربان
معا ! وبالمناسبة ليست هذه المرة الأولى التى يضربان فيها معا ، فقد
سبق لهما هذا فى فبراير الماضى وغطيناه فى حينه ( إرجع للوصلتين المذكورتين
فى الجملة السابقة ) . ضجة كبيرة أثارتها حلقة الأمس من برنامج ‘ 60
دقيقة ’ من شبكة سى بى إس . فيها قال فاللويل ببساطة ‘ محمد
إرهابى ’ . ضجة أكبر أثارتها سلسلة حلقات برنامج هانيتى آند كولمز
فى شبكة فوكس الأميركية على مدى الأسابيع الأخيرة ، والتى استضافت فيها
القس پات روبرتسون . فيها قال على نحو أبسط ‘ محمد
قاتل ’ . على أن رد الفعل المضحك هو الذى جاء من الهيئة المسماة
مجلس العلاقات الأميركية‑الإسلامية CAIR . هذا الأخير بدأ اليوم حملة
ضخمة لوقف قرار الحكومة الأميركية بمنح هيئة القس المدعوة ‘ عملية
البركة الدولية ’ Operation Blessing International نصف مليون دولار ، ضمن أول دفعة
يطبق عليها برنامج ولاية بوش الجديد بدعم الجمعيات الدينية . ما قاله فالويلل كثير ، لكن ما قاله روبرتسون
أكثر . لكن آدى حال الدنيا ، والحكاية أولا وأخيرا حكاية حظ ،
وما فيش شهرة أكتر من شهرة ‘ 60 دقيقة ’ ، أو جايز سى بى إس
بيتعتبر فالويلل مؤدب شوية عن روبرتسون ( الحقيقة هذا ليس صحيحا هذه
المرة . هو كان كذلك فى حديث فبراير ، لكن يبدو أنه لم يكن قد قرأ
كثيرا بعد عن الإسلام آنذاك ! ) . على كل حال يظل من أبرز ما قال
روبرتسون تلك العبارة التى سرت الآن كما النار فى الهشيم بالذات فى
الإنترنيت ، وإن عدلت قليلا أحيانا لتصبح لقبا تتداوله المواقع والدردشات
المختلفة Muhammad the Killer! . مما قاله أيضا
‘ هذا الرجل متعصب متوحش العينين . إنه ساطى robber وحراب brigand ( يقصد غالبا المدهش أن الموضوع برمته يبدو كمجرد خناقة على
الفلوس ، والمجلس الإسلامى المذكور يحاول ابتزاز الحكومة الأميركية للحصول
على بعض الأموال ، رابطا بين توقيت إعلان المنح وتوقيت إذاعة المقابلات
التليڤزيونية . والدليل على ذلك ببساطة أنه لم يرد من حيث المحتوى
على كلمة واحدة مما قاله روبرتسون ، والأهم أنه لم يهتم إطلاقا بما قاله
فاللويل لأنه لا يعض رغيفهم !
موضوع فلوس الحكومة للهيئات الدينية قديم ،
وليس من بنات أفكار بوش أو آشكروفت كما
قد يتبادر لذهن البعض . منذ 1996 والكونجرس خفف بالفعل القواعد على منح
النقود للجمعيات الدينية لخدمة الفقراء . وقيل فى هذا أنه ليس خرقا للا‑دينية
الدولة كما ينص دستورها ، إنما لأن الجمعيات الدينية هى الأكثر خبرة وكفاءة
فى رعاية الفقراء ، وكل ما تفعله الحكومة هو تدعيم تاريخها الطويل القائم
فعلا . مع ذلك لم يكن المشروع ناجحا جدا ، وقليلون هم من تقدموا لطلب
هذه الأموال فى السنوات الأولى لتطبيقه ، كما قررت النيو يورك
تايمز يوما . ما فعله بوش وأشكروفت أن توسعوا فى المشروع ، نزعوا
عنه الحياء وشبهة عدم الدستورية القديمين ، ضخوا به أموالا أضخم ، بل
وأعطوه قليلا من الصبغة السياسية . وناقشنا مرارا التوجه الدينى العام
لولاية بوش خلال فترة الانتخابات فى صفحة الجنس ، وبدءا من 11 سپتمبر 2001
لم نعد نهتم كثيرا بهذا التوجه ، ليس فقط لأن أحداثا جساما اكتسحته ،
أو لأنه بات جزءا من مشروع أكبر حضارى شامل لإنقاذ العالم من خطر الإسلام ،
إنما لأن الخطاب الحكومى المسيحى نفسه انزوى كثيرا ، وحل محله خطاب حضارى
حقيقى لا يمكن للمرء إلا أن يرحب به . لطالما علقنا فى هذه الصفحة على كل
رجل دين مسيحى هاجم الإسلام ، وكانت مذهبنا التقليدى يذهب دائما للكلام عن
البيوت الزجاجية وأشياء من هذا القبيل . وقطعا ليس عندنا أفضلية لدين على
آخر ، فكلها وبال فى وبال . حتى إننا لم نتسامح كثيرا مع الدفع
المسيحى بأن المسيحية ليست دينا ، بل مجرد أسلوب حياة روحانى على طريقة
ديانات الشرق ، محاولا أن ينأى بها عن أزمات الحاضر ، بل دون أن ينكر
دورها فى كوارث الماضى . وقلنا إن ما
يفعله الكهنة المسيحيين بمؤمنينهم لا يختلف كثيرا عن فكرة الحلال والحرام
اليهودية‑الإسلامية ، وما قاله رسولهم پولس عن كون كل الأشياء
تحل ، لكن ليس كلها توافق ، هو أبعد ما يكون عن التطبيق العملى
لمسيحية ما بعد فتح مكة ، أقصد فتح روما ، فترة دين السلطة لا دين
العبيد ، فترة كان لا بد أن يصبح للمسيحية فيها شريعة لا تفضل شيئا عن
شريعة اليهودية أو شريعة الإسلام ، وأن ‘ النيرڤانا ’ ترف
لا تقوى السلطة الدينية على التسامح معه ، تماما كما نرى محاربة الإسلام الحق للتيارات الصوفية .
لا جديد إذن من حيث الثوابت العلمانية ، كل
الأديان هراء واختلاق لدجالى عصور الجهل ، وفصل الدين عن الدولة يجب أن يكون
حاسما ولا يجب التسامح معه تحت مسمى ، محاربة الشيوعية يوما ، أو
محاربة التطرف الإسلامى الآن . وأموال دافعى الضرائب فى أميركا وغير
أميركا ، يجب أن توجه فقط للهيئات النظيفة من شبهة التدين . أيضا لا
يزال لا يعجبنا أن يأتى التنوير كاسح الأثر عن الإسلام من قساوسة مسيحين هم
غارقين بدورهم فى مستنقع الخرافة ، وبالذات فالويلل وروبرتسون ذوى الهلاوس
سيئة السمعة عن العلم والعلمانية والمثلية والمرأة وكل شىء ( ندعوك بشدة
لزيارة هذا الموقع الطريف بالغ
الذكاء ، الذى يتحداك أن تفرق بين أقوال الثالوث الأقدس لزعماء العالم
المعاصر فالويلل روبرتسون بن لادن ! ) . الموقف الصحيح أن تقوم الحكومات فى كل العالم
بمساندة التنوير العلمانى ، والعلمانى فقط ، ماديا ومعنويا ، فى
المدارس ووسائط الإعلام ، وكل شىء . منذ 11 سپتمبر وكل صباح نصحو
لنكرر القول الساداتى المتفائل ، أن لا يصح إلا الصحيح ، ويوما ما لا
نعتقد أنه بعيد سنرى حكومة أميركا كما حكومة السعودية كما حكومة مصر ، تقوم
بالأشياء كما يجب أن تكون . على الأقل هم يعلمون حاليا أن البديل الدينى
خطر للغاية و‘ ليس خيارا ’ ، إن استعرنا كلمة بوش التقليدية عن
السكوت على بن لادن وصدام حسين ومن إليهم ! نعم ، لا يصح إلا
الصحيح . لكن لا يجب أن ننسى أن تعريف التخلف أنه يصح ببطء ! اكتب رأيك هنا [ تداعى رقم 1 : تذكرت اليوم
سلسلة أعمدة صلاح منتصر فى يوليو 1997 التى لخص فيها استفتاء لمحررى مجلة
فوكاس ، حول أهم الاختراعات . لم آخذ الموضوع فى حينه بجدية
شديدة ، ليس لأن خلاصته ‘ الاختراعات
مائة أعظمها التواليت ’ كانت تذكرنى بكتاب شهير
مصريا من ترجمة أنيس منصور بعنوان ‘ الخالدون مائة أعظمهم محمد ’ .
أنا لم آخذ الموضوع على محمل الجد لسبب آخر تماما لا يتعلق بالجد والاستهزاء
بالتواليت أو بغير التواليت ، إنما تحديدا جدا لأنه لم يتطرق بالمرة لا فى
رقم 1 ولا رقم 100 ، لأعظم الاختراعات جميعا بالفعل : النقود ! ربما يغضب هذا
الكلام يسوع المسيح أيضا ، لكنه ببساطة الحقيقة . نعم ، النقود
أعظم الاختراعات إطلاقا . إنها نقلت الإنسان لمستوى لم تعهده من قبل الحياة
البيولوچية للكوكب ، لقد أصبح ولأول مرة لكل شىء معادل رقمى . لقد
استوردت إلى النطاق domain
الإنسانى من نطاق التجريد ( فوق‑الإنسانى ،
أو حتى فوق‑البيولوچى لو شئت ) شيئا يعادل فى الأهمية اختراع اللغة
نفسها ! لطالما كنت أسأل ما العيب فى أن
تقيم التضحيات بالنقود والحب بالنقود وكل شىء بالنقود . حتى لو لم يطلب
الطرف الآخر هذه النقود ، لماذا نرفض أن نقول ساعتها أنها قدم تضحية بقيمة
كذا ، لكننا نحرص على أن نرد له ‘ المعروف ’ يوما بما يساوى هذه
القيمة . النقود هى التى ‘ كممت ’ quantify كل شىء ، الأشياء
الجيدة بقيمة كمية عالية ، والأشياء البخسة بقيمة كمية بسيطة . لحسن
الحظ أن لدينا الآن هذا الشىء الذى يعبر عن قيمة الأشياء بصرامة باردة . لو
لم تكن قد توصلت البشرية لهذا الاختراع الفذ لما كنا نرى مثلا الأكفاء يحتلون
المكان المناسب ، وهكذا . وطبعا هذا ‘ التكميم ’ كان
الفاتحة لكل إنجازات عصر الصناعة ، وإلذى لولاه لظللنا نعيش عصر المقايضة
والحياة الريفية البدائية . وهو مثلا الفارق الذى قتل بحثا اليوم أتذكر هذا لأن خناقة
واشينجتون كانت كلها مجرد خلاف على القيمة الكمومية لهذا الدين وذاك
الدين ! ] .
[ تداعى رقم 2
( ودون التعارض مع التداعى رقم 1 ! ) : وأنا أتصفح بقية موقع مجلس العلاقات
الأميركية‑الإسلامية ( كير ) ،
لم أتمالك نفسى من الضحك على تفاهة الأوهام التى يعيش فيها هؤلاء الناس .
يدعون الزوار لشكوى روبرتسون للسكرتارية ( الوزارة ) المختصة ،
ويستخدمون الإنترنيت فى جمع التقارير عن التميييز ضد المسلمين …إلخ …إلخ .
ضحكت لأنى تذكرت قصة تأسيس جمعية مسيحية فى يونيو الماضى بعنوان أجمل وأصرح
كثيرا من اسم المؤسسات الإسلامية فى الغرب : ‘ الوقفة من أجل إسرائيل ’ . موقعهم على الإنترنيت الذى يحمل نفس الاسم Stand for
Israel خطط للوصول فى
غضون شهور بل اسابيع ، بحملاته المناصرة لإسرائيل لمليون رسالة إليكترونية
فى المرة ، وليس عشرات أو مئات . هذا ليس لب الموضوع إنما كون أن لا
تلون ولا تزييف ، وطبقا للنيو يورك
تايمز موقف الكليروس المسيحى من اليهود واليهودية والمسمى بمعاداة
السامية ، لم ولن يندثر بين يوم وليلة . إنهم ببساطة لا يحبون اليهود
إنما يحبون إسرائيل ( أى المعنى الحضارى للكلمة ، وربما يفيدك أن تقرأ
مفهومنا نحن لمعاداة السامية
الذى يستثنى اليهود من أن يكونوا بعد ساميين ) ،
سياسيا ، ما يعنى هذا
اليمين المسيحى بالمقام الأول هو القيام بتحول تاريخى لليهود وكل أنصار إسرائيل
من غير اليهود ، من اليسار الديموقراطى إلى اليمين الجمهورى . وقال
عراب هذه الجمعية رالف رييد چونيور رئيس الحزب الجمهورى فى ولاية چورچيا والمدير
التنفيذى السابق للائتلاف المسيحى Christian Coalition ، قال عن هذا
التحول ‘ سوف يصبحون ظاهرة جمهورية ’ ، يقصد أنه سيكون أصلد
وأمتن قوى اليمين الأميركى فى تاريخه كله ، وليس هذا بمستغرب ونحن نرى
اليمين الإسرائيلى لا يقود فقط اليمين الأميركى ، بل كل يمين العالم . نعم : أن يا صفوة العالم اتحدوا ! من الآن
فصاعدا سيصبح اللا تسامح موجها فقط فى مكانه الوحيد الصحيح : العرب
والمسلمين . القصة مهداة لكل من يتخيلون أنهم
يحسنون صورة الإسلام فى الغرب . قلنا لهم من قبل Just SHUT UP! ، وقلنا لهم فى سياق آخر إن أية محاولة لمزيد من شرح الإسلام ليست فى
صالحه ، لأنه ببساطة ، ومنذ 11 سپتمبر ، الإسلام بات مقروءا جدا مكروها جدا ! كذلك اليوم ننصحهم حاولوا تعلم أى
شىء . حتى اليمين المسيحى الذى نسخر منه بقسوة نحن العلمانيين ،
ونراهم ضيقى الأفق مهوسين ، ها هو يثبت أولا أنه يمكن أن يكون صاحب رؤية
شاملة ما ، بل ثانيا رؤية بها الحد الأدنى من الواقعية والذكاء ، بل
وحتى العصرية والتحضر بدرجة أو بأخرى . أما أنتم فأقصى ما يمكن أن تقولونه
إن انحياز أميركا لإسرائيل هو مبرر ما فعله بن لادن ، وبعمى مهول لا تحسون
أنكم تضعون أنفسكم فى أقسى موقع للإدانة أولا بالاعتراف بجرم بن لادن ،
وثانيا بنسبته لأنفسكم . العمى ليس فقط فى أن الغرب لا يقبل أى تبرير
للجريمة ، الجريمة جريمة ، لا جريمة تبرر جريمة ( فكرة
پروتستانتية ربما ، ذمية يعنى ، ولذا لعلكم لم تسمعوا
عنها ! ) ، إنما فى أنه لا يقبل أى تبرير لمعارضه معبوده الأول ،
جبهة الحضارة الأكبر فى التاريخ المعاصر ، التى تحرر البرارى من سكانها
الأصليين ، قدس أقداس الحضارة وحامية حماها ورافعة لواءها :
إسرائيل !
برضه لسه فيه حتة حازقانى ،
تخص ملايين الأمثلة للمعايير المزدوجة التى يعج بها العقل العربى وذكرنا أمثلة
منها فى صفحة الثقافة أو
غيرها : نملأ الدنيا صياحا ضد الحلف الپروتستانتى‑اليهودى ،
وننسى أننا أنفسنا حلف مسلم‑أرثوذوكسى . المشكلة الحقيقية ليست فى
تكوين أحلاف . المشكلة مشكلة المحتوى : الفارق أن الأول تقدمى حضارى
والثانى تخلفى ظلامى . الفارق الآخر وإن أقل أهمية أن الأول حلف ستراتيچى
سيدوم للأبد بينما نحن سنذبح الأرثوذوكس عند أول ناصية ! خلاويص ، ولا نقول
كمان ، على رأى نيللى . بلاش نيللى ، علشان مسيحية . على
رأى شريهان التى نتمنى لها الشفاء : مرة تانية عشان البيه ، بيفهم
بالتقسيط ! ] . [ فى ديسيمبر 2002 اختارت مجلة
النيو يورك تايمز التحالف المسيحى‑الصهيونى ، كواحد من أعظم
‘ أفكار 2002 ’ . تابع القصة فى صفحة الثقافة ] . [ فى 27 مايو 2003 عممت النيو يورك
تايمز قصة عن تصاعد المد التبشيرى المسيحى بين مسلمى أميركا ومن ثم
العالم ، كلها تحمل أصداء كلمات رجال الدين المشاهير المذكورة هنا أعلاه أو آنفا أمثال فالويلل وجريهام .
الستراتيچية الأساس فى هذه الحملات الارتدادية تقول : نعم فى القرآن كلمات
طيبة ، لكنها الطعام الذى يدس فيه السم . المسيحية ستمنحك نفس الطعام
لكن بدون سم . طبعا هم موش فاهمين حاجة وإن زى ما قلنا يوم 11 سپتمبر إياه إن فيه إسلام لم يكتمل ،
وإسلام مكتمل ، وإسلام انتقص من جديد . الإسلام المكتمل هو فقط ما بين
غزو مكة وقبل موت النبى ، وهو الإسلام الوحيد الصحيح . هذا ليس به أى
طعام ، فقط كله سموم . ما علينا ، الكلام عن المسيحية سقيم ومثير
للغثيان أيضا ، وإن كان سموم من نوع آخر . وزى ما أنت عارف السموم عند
الشباب نوعين : منشطات ومخدرات ! ما علينا ، الجديد فى القصة
حاجة واحدة إنهم فهموا كمان حكاية الحلال والحرام والحسنات تذهبن السيئات :
أنت تصلى to get points وليس to communicate with God . أما المهم فى القصة فهو برضه حاجة واحدة : الخطوة
القادمة هى نقل مقار الدعوة إلى أمام مساجد بغداد ! ] .
16 أكتوبر 2002 : منتصر الزيات شخص إسلامى
ذو مذاق فريد . كلهم كئيبون ثقيلو الظل ، تكرههم بعد خمس دقائق ،
لكن الأخ الزيات لذيذ ممتع يجبرك على على سماعه حتى آخر قطرة من عمرك . هذا
ما حدث معى اليوم فى برنامج البى بى سى العربية ( الإسلامية ربما أدق ، حتى وإن كان خليل
فهمى مضيف هذه الحلقة أحد تلك القلة غير المتأسلمة فى المحطة ! )
الأسبوعى ‘ العالم منتصف الأسبوع ’ . الكلام كان بمناسبة انفجار
الملهى الليلى المسمى سارى بجزيرة بالى الإندونيسية قبل أربعة أيام . والذى
أودى بحياة نحو 200 شخص معظمهم من الأستراليين ، وهو أكبر عدد للضحايا فى
ضربة إسلامية مباركة منذ 11 سپتمبر 2001 . بالأمس كان الشيخ صباح الأحمد الجابر رئيس وزراء
الكويت بالإنابة يصف فى مقابلة صوتية بذات
المحطة الجندى الأميركى الذى قتله أتباع تنظيم القاعدة فى جزيرة فيلكا
بالشهيد ، نعم هى نفس الكلمة التى يستخدمها الفلسطينيون . لكن تعالوا
نرى ما قاله منتصر الزيات اليوم . فى البداية وصف القاعدة بأنها ‘ هاجس ’
يقوض منام أميركا ، ثم سرعان ما ناقض نفسه ( أو جايز أنا موش
فاهم ) فى ذات الجملة ليعرج على نظرية المؤامرة ، ويقول إن أميركا
تبات وتصحو تقول القاعدة وراء كل مصيبة ، فقط كى تستغل هذا من أجل مزيد من
التدخل وقمع الحركات الإسلامية . سيبك من دى . بعد شويه افتكر إن
نظرية المؤامرة إهانة لأولى العزم من أمثال ‘ الشيخ ’ أسامة بن لادن
( بالمناسبة بعض سادة البى بى سى ، لا تقوى ألسنتهم على نطق اسم الرجل
مجردا من لقب شيخ ، طبعا دعوة وجهاد فى الحياة الدنيا ، وتجنبا لسوء
المآل فى الحياة الآخرة ) . فقال كلاما واضحا جدا : القاعدة لم تنفذ عملية ‘ تلك
الجزيرة ’ . إنها مشغولة بصراعها المحورى ‘ الأساس ’ ( هذه
لغته العربية ) ، وبحربها ضد الولايات المتحدة ، باعتبارها رأس
قوى الاستكبار الصهيونى والصليبى فى العالم .
وعندما ذكره المضيف بموقف استراليا شديد التأييد للمواقف الأميركية قال : استراليا أقل شأنا من أن يتعرض لها تنظيم القاعدة ( ملحوظة : هذا البلد قليل الشأن الذى لا يتجاوز سكانه
العشرين مليونا ، ناتجه القومى الإجمالى نصف تريليون دولار ، أى ما
يعادل كل الدول العربية مجتمعة ! ) . كل الأمر أن القاعدة باتت
مصدر إلهام للكثير من الحركات الإسلامية . القاعدة تكسب كثيرا بالحماقات الأميركية ،
حيث تهب الشعوب والحركات كما حركة جيش عدن‑أبين الذى فجر
‘ الفرقاطة ’ الفرنسية ( يقصد ناقلة الپترول ) . ثم لم
ينس أصله المصرى ، وكيف يفعل ومصر بكل جدارة أصل كل الأصول ( فى
الكوارث بس ! ) . ضرب مثلا بقتل سياح الأقصر بالجملة فى معهد
حتشبسوت فى المضيف فهم أن برنامجه تحول منبرا للتحريض المباشر
على الإرهاب ، وأن ضيفه يتحاشى إدانة أى إسلامى . فأصبح الزيات أكثر
مباشرة ، وقال إنه لا يستطيع تخطئة من يفعلون ذلك ، فهناك الخطأ
الأكبر والمظلمة الأكبر ، أميركا والغطرسة الأميركية ، التى تلام على
كل شىء . المضيف البائس الذى لا شك أنه يعرف أنه مختلف بعض الشىء عن جمهرة
أتباع التنظيم العالمى للأخوان المسلمين من زملائه فى إذاعة الخير والبركات
ومفاتيح الجنة بى بى سى ، اكتشف أنه فى وضع لا يحسد عليه . وجد نفسه
وقد قدر للمارشال الزيات أن ينفرد بحلقة كاملة من البرنامج . فالرأى
الأسترالى الوجيز كان مسجلا سلفا ولا يملك التعليق ، وحتى الرأى الإندونيسى
الإسلامى المؤيد كان بخط هاتفى ردىء واستبعد من البرنامج . حاول تنبيه ضيفه
الوحيد هذا لأن تلك الأفعال تتسبب فى معاناة شديدة للأقليات الإسلامية .
هنا خلعت كل القفازات ، ورفع عنه چنرال منتصر الزيات أركان حرب المعسكر
الخلفى ‘ للشيخ ’ أسامة بن لادن ، ولا أحد سوى الشيخ بن لادن
إماما وزعيما ( حتى الشيخ أبو بكر ) ، رفع عنه كل الحرج وأراحه
من ارتباكه وانطلق ليقول كل الخطط والنوايا فى صورة توجيه تنظيمى عاجل ورسمى
النبرة : من منطلق الحب للحركات
الإسلامية التى ننتسب إليها ، نتمنى من أخواننا فى كل مكان ضبط
النفس . لا داعى للحركات العشوائية . نريد استجماع القوى بشكل فعال
ومؤثر . نريد ضربات ‘ موثقة ’ وموجعة ولمن يستحق ( استخدام غريب شوية لكلمة ‘ موثقة ’ ، لكن
أكيد وراءه ما وراءه ، حاجات يفهمها يعنى محامين الجماعات الإسلامية بينهم
وبين بعض ) . وطبعا لم ينس أن يحدد بسرعة ‘ من يستحق ’
هذا ، وكأننا لم نفهمه بعد كل هذا ، بأنه السياسات الخرقاء الحمقاء
الظالمة لأميركا ضد الشعوب العربية والإسلامية ، فقد كان وقت البرنامج قد
انتهى فعلا . ألم أقل لكم إن منتصر الزيات شخص لذيد ممتع .
ده حتى دافع عن ضوضاء ميكروفونات المساجد فى قلب مدن الغرب وقال دى
‘ مشاعر ’ ، ثم قال ما معناه نحن لا نقتل المسيحيين عندنا فكيف
لا تعطونا مثل ذلك الحق ! كريم وإلهى ! يا شيخ يلعن أبو كل قوانين
التلوث ، ما هى قوانين وضعية ! بس بينى وبينك ، موش ألذ برضه من
إللى لسه بيقولوا إن الموساد عمل كل حاجة ، وبن لادن ما عملش حاجة !
وموش ألذ من بتوع الغرب إللى لسه بيتكلموا عن التسامح وحوار الأديان ! حاجة
واحدة بس موش متأكد منها : هل ‘ الشيخ ’ أسامة بن لادن زعلان
فعلا من ‘ العمليات العشوائية ’ ، ولا هو من عنديات الناطق باسمه
بدون تعيين سعادة الأڤوكاتو منتصر الزيات ، عملا منه بمبدأ الاجتهاد
فى الإسلام ، ومن أصاب له جزاءان ومن أخطأ له جزاء واحد ؟ كمان أنا موش
فاهم هو ليه طول الوقت يرادف بين الحمق والظلم . عامة نفهم أن الظالم يعى
ما يفعل ، وآخر ما يمكن أن يوصف به الحمق . جايز الموضوع له علاقة
برفع المعنويات المنهارة ، وجايز عاوز يقول هانت يا أخوة الإيمان ،
برجين وقعوا ، وموش فاضل غير قارة .
كمان لو سمحت لى فيه حاجة
تالتة موش فاهمها : هى ليه البى
بى سى العربية بتستضيف أركان حرب الجهاد ليل نهار ؟ يعنى موش كفاية علينا
المذيعين ؟ على فكرة معظم الجمهور راح لإذاعة سوا الأميركية ، لدرجة
إن البى بى سى عملت بدءا من أول هذا الشهر فاصل دعائى ( پرومو ) يقول
مطلعه بمنتهى السذاجة والمباشرة : لا تبحث عن إذاعة أخرى ! يعنى عاوزين تعملوا الإذاعة كلها دين وأتباع وفروض وولاءات ؟
موش كفاية المذيع إللى عمل دين جديد
اسمه همزة وصل ، ما بيتكلمش غير عن
‘ الولاء ’ ‘ الوفاء ’ و‘ الإخلاص ’ من أتباعه
للدين الجديد ، واستجداء تمجيدهم للنبى المختار طوال الوقت . وهو على
فكرة تنويعة موش بعيدة قوى عن دين بن لادن ، ولا عن دين تشارلز
مانسون ، ولا أستغرب إن انتهى الأمر برمته بحفل انتحار جماعى ، طبعا باسم
الجهاد . على أية حال الدرويش الأكبر للبى بى سى هذا يتحرك حاليا فى مرحلة
الدين المبكرة لكن الحرجة جدا ، التى يحاول فيها تحقيق ذرى اهتياج جنسى عن
البنات التابعات تفوق ما يحققه لهن الشيخ عمرو خالد ( هل هناك طريقة أخرى
لانتزاعهن من الشيخ الوسيم آفل النجم ؟ بصراحة وما تضحكش على جهلى ،
أنا لما سمعت عمرو خالد أول مرة إتهيأ لى أنه كاهن مسيحى من الناعمين إياهم إللى
بيقلدوا الپاپا شنودة ، أو أنه الپاپا شنودة نفسه ، خاصة الصوت وطريقة
الكلام المفروض محفوظة حقوق النسخ ومعروفة جدا . وبعد ربع ساعة ولا كده من
الاستماع ، جاب سيرة الحجاب فجأة فصعقت وصرخت فى صاحب على فكرة أصل التنويعة عند دول ودوكهم ودوكهما
واحد ، المصريين الناعمين إللى كانوا فى الستينيات والسبعينيات بيعاكسوا
البنات على النواصى وبعدين تدينوا . أنا شخصيا كنت زيهم ، بس بصراحة
ما كنتش ناعم للدرجة ، وكمان لم أتدين أبدا لغاية النهاردة ! نصيحة
للأخ النبى إنه ما ينساش أيام زمان لما كان إللى زيه بيدمنوا الاتصال بإذاعة
مونت كارلو ، وبالخصوص المذيعة الجميلة جدا منى السكرانة جدا المستثارة
جنسيا جدا طول الوقت ، أو حتى خلفائها الحاليين جابى وفايز مقدسى أو جايز
غيرهم ، كلهم إن لم تكن الذاكرة قد خانتنى فى الأسماء فأنا فى الحقيقة لا
أسمع مثل هذه المواد السقيمة إلا عرضا . أو أنهم ‑أقصد الجمهور عامة‑
رحلوا لراديو سوا إللى اكتسحكم . برامج الناس إللى قلت أسمائهم سقيمة
صحيح ، لأن أغلب المتصلين ما يتخيروش عن حضرتك ، لكن على الأقل ما
عندهمش دين وولاء ، فقط سكر وكلام ناعم واستثارة جنسية . وعلى فكرة
بيقولوا إن من تعتقد أنهم أتباع دين همزة وصل ‘ الأوفياء ’
‘ المخلصين ’ ثبت أنهم بيتصلوا بمونت كارلو أكثر مما يتصلوا بيك !
يا أستاذى عيب قوى تقول بتفخيم كلمة ‘ القسم العربى ’ بمعنى أنه
المتخصص للأغانى العربية ، أو للتعجب من طلب أن إذاعة الأغانى الغربية
به ، أو تلك التنهيدة المشهورة لك كلما كنت مضيف الستوديو بعد أى برنامج
للأغانى الأجنبية من تقديم سمير فرح أو ما شابه . القسم العربى أيها ‘ الصديق ’
ليس معناه التخلف العربى . القسم العربى معناه النسخة العربية من إذاعة
جلالة الملكة إليزابيث الثانية . ( اقرأ مداخلنا السابقة عن البى بى
سى العربية وهى كثيرة ، بدءا من هنا .
واقرأ المدخل الخاص بتدشين إذاعة
سوا هنا ) . لعلك تسأل بعد كل ذلك ، لماذا نهتم كل هذا
الاهتمام بانفجار بالى ، ولم نهتم مثلا بانفجار إسلامى آخر بسوپر ماركت
بإحدى ضواحى هيلسينكى سابق بيوم واحد فقط ، 11 أكتوبر . صدقنى ليس
السبب أنه انفجار خايب قتل سبعا لا أكثر . بالنسبة لنا ممن رأوا الوحش الإسلامى رأى العين والأظافر منذ السبعينيات ، وبحوا فى الكلام عنه
كل تلك السنين ، 11 سپتمبر نفسه لا يعنى الكثير . كلها جراوند
زيرو . السبب واضح جدا . الفارق فقط أن
اللذيذ الممتع منتصر الزيات كان أكثر اهتماما بـ ‘ تلك
الجزيرة ’ ! اكتب رأيك هنا [ تحديث : 15 نوڤمبر 2002 ( ليس بسبب أن
الپرومو المذكور ألغى فورا ! ) : تعازينا
للبى بى سى العربية فى الفقيد العظيم
مصطفى مشهور . لاحظنا بكل التقدير أنكم جندتم كل نشرة وكل موجز للأنباء
بالأمس للإعلان عن مكان الجنازة . ونشهد إنكم حتى لم تفعلوها مع الملكة الأم ، ولا مع أى
ملكة ، ولا هتعملوها إلا مع المرشد الجاى . إزاى وده أقل واجب مع رئيس
مجلس إدارة التنظيم العالمى للأخوان والتنظيم المحلى وكل الأخوان
إنكورپوريتيد ، ولى النعم الأوحد من بعد الله سبحانه وتعالى . وطبعا
النتيجة أن ‘ عشرات الألوف ’ توافدوا على الجنازة النهارده . موش
مهم ندق المرة دى فى انكم كالعادة
بتضربوا الأرقام فى عشرة ، وكفاية نقول إنما الأعمال بالنيات يا
سيادنا . هو بس عندى سؤال واحد برئ : الحزن الزيادة فى نبرة صوتكم
سببه العشرة الحلوة الطويلة مع مصطفى مشهور ، ولا إن أيام مأمون الهضيبى
موش هيكون فيها نفس العز بتاع زمان ؟ متهيأ لى أحسن نقول مدد يا سيدى 11
سپتمبر ، مدد ! ] .
22 أكتوبر 2002 : ‘ كاتب القرآن شخص واحد بدليل أن أسلوبه الغث mediocre يستشرى بانتظام فى
كامل المخطوطة … بالمعايير الأدبية المحض القرآن أدنى كثيرا من الكتاب المقدس …
الاعتقاد فى وجود إله واحد فقط فكرة خطرة … هذا يجعل جميع مخطوطات التوحيد ‑اليهودية
والمسيحية والإسلام‑ نصوص كراهية … لكن منذ البداية والإسلام هو أكثرها
خطورة … أنا لا أشعر بالكراهية نحو الإسلام ، أنا اشعر فقط نحوه بالاحتقار contempt … إنه أغبى الأديان
على وجه الإطلاق ! ’ . حكم تاريخى صدر يقهر فى الصميم كل من يرفعون فزاعة
العرقية من العصابة الإسلامشيوعية الدولية إياها ، فى وجه كل من يقاومون
التخلف وعودة عصور الظلام . تحالف مريب ضم رابطة العالم الإسلامى ومقرها
مكة ، مع مسجد پاريس ، مع رابطة حقوق الإنسان الفرنسية ، هو الذى
رفع ومول هذه القضية ، وجاء الحكم صدمة لها جميعا . وليؤكد أن لا
حصانة لفكر أيا ما كان من النقد ، بل لعل أول كل شىء يجب تعريضه لمعاول
النقد والتمحيص هو ذلك النسق الهلامى المدمر منه ، المسمى بالدين
( بفرض أنه يستحق التسمية بكلمة فكر أصلا ! ) . نعم ، بعد 11 سپتمبر ، لا عصمة
لفكر ، بالذات الدين ، بالذات الإسلام . وأيضا لا استبعاد
لفكر ، بالذات العرقية ، بالذات الإبادة ! صدى مشابه نقلته الرويترز اليوم عن سلمان رشدى ( الذى كثيرا ما
يشبه هووليبيك به ) بمناسبة هذه القضية there cannot
be fences erected around ideas, philosophies, attitudes or beliefs . رشدى كان من
أوائل من كتبنا فى هذه الصفحة عن أن
كلامهم بعيد أحداث سپتمبر أشبه بالشمعة التى تبدد كل ظلام العالم ، حسب
القول المأثور .
‘ تتملكنى خلجة من حبور التشفى a quiver of glee كلما قتل أحد
الإرهابيين الفلسطينيين ’ . هذه أشهر
كلمة اقتبست عن ميشيل ( نفس اسم المؤلف ) بطل
‘ الرصيف ’ . وهى رواية عدمية ذكية الفكرة ، حيث يتفتق ذهن
البطل عن إنشاء بيزنس لسياحة الجنس ، عبارة عن سلسلة فنادق باسم أفرودايت
عبر العالم . لكن حين يذهب لتايلاند لافتتاح أول منافذ المشروع ،
يفاجأ بهجوم إرهابى لإسلاميين من ماليزيا المجاورة ، يفقد أيضا خليلته
فيه . هذه الرواية هى التى أثارت كل الجلبة ، لا سيما من خلال مقابلته
مع مجلة لير ( Lire اقرأ ) عدد سپتمبر 2001 والتى جاءت بها
عبارة أغبى الأديان ( نعم الضجة بدأت قبل 11 سپتمبر ! ) . دفاع لوكاس
ديجرايس بقى القول أن هذا الكاتب الفرنسى ، والذى تعد
رواياته خبطات فى السوق الفرنسية ، ونال جائزة نوڤمبر عن روايته
السابقة من سنة 1998 ‘ مذرر ’ Atomised ، لا يطيق العيش فى
فرنسا . هو مستقر فى أيرلندا على نحو دائم . وهى البلد الذى منحه
مؤخرا فى مايو
2002 جائزة إيمپاك الدولية المربحة ( 100 ألف يورو ) عن ذات
الرواية . من الجائز أن أيرلندا بها من الصراعات الدينية ما يكفى لجعلها
مكان غير مغرى للمسلمين ! … اقرأ وثائق أخرى على موقع هووليبيك على الغشاء … اقرأ مخلص البى بى سى لدفاعه
القانونى … اقرأ المزيد عن الجهات التى رفعت
القضية … سيرة هووليبيك
الذاتية ، أو مراجعة البى بى سى
لرواية ‘ الرصيف ’ التى أثارت الزوبعة … اكتب رأيك هنا [ تحديث : 21 يوليو 2003 : حفاوة
هائلة تصاحب صدور الترجمة الأميركية لرواية الرصيف . صدق أو لا تصادق أن
النيو يورك تايمز قدمت مراجعتين مستقلتين لها فى غضون الأربعة وعشرين ساعة
الأخيرة فقط ، ولعلها سابقة نادرة . الأمس
بقلم چينى تيرنر من مجلس توضيب لندن ريڤيوز أوڤ بووكس ، واليوم بقلم
چانيت ماسلين موضبة التايمز نفسها . الكلام كله إيجابى للغاية ، ليس
فقط فيما يخص موقف الرواية من الإسلام ، إنما أيضا عن براعتها
التقانية ، لا سيما انبهارهما بشخصيتها الرئيسة ، وتصنيفهما المشترك
له كفن معادى للإنسان misanthropy . على سبيل المثال الأخيرة معجبة بعبارة
‘ كل شىء يمكن أن يحدث فى الحياة ، بالذات لا شىء ’Anything can happen in life, especially nothing ، وهى عبارة قد نراها دستورا رائعا لجيل
جديد من العدمية . أما الكاتبة الأولى فقد بدأت مقالها بوقع الصعقة الذى
تركته عليها عبارة الرواية التحذيرية ‘ البشرية تتجه غرائزيا إلى التزاوج
مختلط الأعراق ’ All humanity instinctively tends
toward miscegenation . ثم راحت تتفحص موقفه من الإسلام عبر عبارات مثل أنه
‘ دين ولد فى صحراء غبية ، بين بدو أقذار ممن لا يجدون شيئا أفضل من ممارسة
الجنس مع جمالهم ’ Religion born in a stupid desert,
among filthy Bedouin who had nothing better to do than have sex with their
camels ،
أو عبارة ‘ المسلمون ككل لا يساوون شيئا ’ Muslims
on the whole aren't worth much ، أو قول موظف البنك الأردنى إن مشكلة الإسلام أن جنته
الموعودة موجودة بكل نسائها المثيرات هنا فى الفندق المجاور …إلخ . من الواضح أن موظف البنك الأردنى
كان على حق فى استنتاجه . رأيه يقول إن الرأسمالية قدمت جنة أفضل من جنة
محمد ، وراحت تسوقها كسلعة سياحية ، ومن ثم راح يتنبأ بأن الإسلام إلى
انقراض وشيك . نعم ، الدين إلى زوال
والتنوير منتصر لا محالة ، ولا نملك سوى ذات القول القديم الشهير : قد
تضحك على بعض الناس كل الوقت ، وقد تضحك على كل الناس بعض الوقت ،
لكنك لن تضحك على كل الناس كل الوقت ] .
8 نوڤمبر 2002 : ربما ثم شىء ما قادم فى الطريق . بعد غد تحل الذكرى الرابعة
والستون لرحيل أتاتورك . بهذه المناسبة التقى رئيس الأركان الچنرال حلمى
أوزكوك بالصحافة فى إحدى القواعد العسكرية خارج أنقرة ، ألقى بتصريحات
قوية جدد فيها تعهد الجيش بالحفاظ على القيم العلمانية للدولة
التركية . حسب وكالات الأنباء كانت الكلمات تحمل نبرة تهديد واضحة ،
بتعقب من أسماهم الأصوليين . قبل ثلاثة أيام أدلى الچنرال أوزكوك بتصريحات خلال
زيارته لواشينجتون ، قال فيها ( حسب جريدة دون التركية ) إن
الجيش سيحترم نتيجة الانتخابات . وكمان قال إن أميركا ما يصحش تحارب العراق
( طب هو سافر ليه ، ما كان يقول لهم كده من البيت ؟ ) فى
اليوم التالى اتضحت الصورة بعض الشىء ( وبرضه حسب دون التركية ) هو كان
رايح يتفاوض على الفلوس ، ولم تترك تصريحاته الجديدة أول أمس مجالا للشك
أنه الحاكم الفعلى لتركيا عسكريا واقتصاديا وسياسيا ! تصريحات اليوم نقلة
نوعية بالغة الحسم بلا شك . فى كل الأحوال لا أفهم كيف يأخذ بعض قادة العالم الحداثيين
فكرة الديموقراطية بكل هذه الجدية ، ويخشون من تقريع أميركا وغير
أميركا ، لهم من سبة الديكتاتورية . أتحدى أن أحدا من الپنتاجون أو
الاستخبارات هو الذى أوحى للچنرال بأن الديموقراطية ليست أهم من الحضارة .
مال ليهمس له بأن الديموقراطية هدف
وليست غاية ، وأن الغاية هى الحضارة والحداثة ،
فتعدلت تصريحاته فى اليوم التالى . لكن هل يجب أن نظل دائما بهذا البطء فى
الفهم ، والوجل فى العزيمة ؟ ألا يمكن أن نكون نحن الملهمين
لأميركا ، ونحن الذين نرغمها على تعديل أفكارها ، بأن نثبت لها أنها
نفهم الحضارة أفضل منها ، ونفهم عقلية الشعوب المتخلفة أفضل منها
…إلخ . ألا تفعل إسرائيل هذا صباحا مساء منذ عقود . ألم يفعله أوجيستو پينوتشيت ؟
قد نسمع من يقول إن الإسلاميين تغيروا ،
والحزب الجديد قبل باللعبة العلمانية . هذا أكثر خطل يمكن للمرء
سماعه . مبدئيا ماذا تتوقع من حزب زوجات كل أعضائه محجبات veiled أو مؤشربات headscarved . هذا كاف للغاية لينبئ بما يمكن أن يخرج
من عقولهم ، وبما هى شواغلهم الأهم ، وبأن لا يمكن أن يخرج منهم شىء
حداثى او تقدمى أبدا . منذ متى كان الحجاب حجابا للرأس أو الوجه فقط .
إنه قاعديا حجاب للعقل ، سواء كنتى راهبة كاثوليكية أو زوجة لرجب طيب
إردوجان . بل سأذهب لأبعد من ذلك وأتجاهل حتى الفرضية القائلة
بإن ما يفعلونه الآن كذب أو تقية ، وهى واردة بل هى الأرجح جدا .
سأقول لنفرض أنهم صادقون فيما يعلنونه . ماذا سيحدث بمجرد أن تتمكن لهم
الأمور . سيطرحون من تلقاء أنفسهم ما لا يفكرون فيه الآن . هذا أمر
ليس بيدهم وقفه . إنها تكليفات إلهية ، والتدين مهما كان بسيطا أو
مخففا سيفضى للتطرف إن آجلا أو عاجلا . لا يمكن توقع أى شىء آخر من آلية
فكرية ألغت العقل من البداية ، وسيحدث لديهم مثلما حدث فى أى مكان
آخر . سيخرج فئة إن لم يكن من وسطهم فمن خارجهم ، لتقول كيف تؤمنون
بالإسلام وأنتم لم تقرأوا منه شيئا . الكتب تقول كذا وكذا . هذه ما
يسمى بالأصولية ، وهذا هو الإسلام الصحيح ، هناك شىء اسمه الدعوة وشىء
اسمه الجهاد ، وهلم جرا . أيضا نسمع الآن من يقول إن الانتظار مفيد .
إنه سيعرى الإسلاميين أمام الشعب . ستسوء الأحوال الاقتصادية ويشعر الشعب
بالخديعة . ردى بسيط جدا ، وتدعمه ألف تجربة ، ولا تناقضه تجربة
واحدة . مع الإسلاميين لا يشعر أحد بالندم أبدا . الإسلام يجعل
الإنسان يصلى خمس مرات فى اليوم . بعدها لا يوجد لديه وقت للتفكير فى أى
شىء . الجنة فقط على أكثر تقدير ! الأسوأ أن الانتظار
انتحار . ليس لدينا ما يدعو للجزم بأن الضباط لن يتأسلموا هم أيضا .
قبل أن يصبحوا ضباطا كانوا شبابا يعيشون فى المجتمع . وبعد أن أصبحوا
ضباط ، هم يأخذون أجازات ويذهبون لبيوتهم وزوجاتهم وأنديتهم ، حيث روح
الدروشة و / أو الجهاد تملأ الهواء . الانتظار قد ينتهى بدفعة مدفع
رشاش ينهمر داخل رءوس قادة الجيش العلمانيين ، أكثر كثيرا من أن يفضى إلينا
بشعب نادم على إيمانه يوما بالخرافة والخزعبلات . أكاد أجزم أن ذلك هو
الرهان الحقيقى وبعيد المجرى لأردوجان ، الذى يتشدق اليوم ‘ بالإسلام
العلمانى ’ . للمرة الألف ، الدين وباء فتاك لا يمنعه من
الانتشار سوى التطهير الجذرى للعالم من الجرثومة . السؤال الأبدى : لماذا تنكب شعوبنا دائما إما
بانتهازية الشعاراتيين ، وإما بوجل التقدميين ؟ إنها تراچيديا تركية
هذه المرة ! ليست الأولى ولن تكون الأخيرة . اكتب رأيك هنا
[ تحديث عاجل ، مساء : كنا نود الاكتفاء بهذا المدخل الصباحى المختصر ، انتظارا لحدث
كبير خلال أسابيع أو شهور ، لولا أن استجد ما لا يمكن تمريره دون
تعليق ، واكتساب عبرة ما : تركيا ليست جزءا من أوروپا . عاصمتها تقع خارج أوروپا . 95 0/0
من سكانها يعيشون خارج أوروپا . دخولها للاتحاد الأوروپى يعنى نهاية هذا
الاتحاد . من يريدون دخولها هم فقط أعداء هذا الاتحاد . كلمات حاسمة يندر أن تسمع مثلها من مسئول أوروپى . إنه ڤاليرى چيسكار ديستان
رئيس فرنسا السابق ، والمسئول حاليا عن لجنة صياغة مسودة الدستور
الأوروپى . هذا ما قاله اليوم للو موند
ظهرا وبرد فى موقعها على الإنترنيت وتناقلته وكالات الأنباء للتو ( اقرأه
بالإنجليزية من البى
بى سى أو السى
إن إن أو الواشينجتون
پوست لو شئت ) . لم يخطئ أحد التفسير . المقصود هو أن تركيا
إسلامية ، وأن أوروپا يجب أن
تظل ‘ ناديا مسيحيا ’ حسب كريس موريس مراسل
البى بى سى . والواضح طبعا أن هذه التصريحات جاءت تحديدا بعد أربعة
أيام من فوز الإسلاميين الكاسح بالانتخابات فيها . ولتشجع الچنرال
أوزكوك العائد للتو من أميركا ، وصاحب التصريحات النارية صباحا ، على
حسم خياراته بعيدا عن المستنقع الأوروپى الشيوعى .
قارئ هذا الموقع لا بد وأن لاحظ
تأكيدا مدى إعجابنا بالتجربة التركية الأتاتوركية ، وقد كانت عمادا لأطروحة
الصفحة الرأى الأساس فيه صفحة الثقافة ، وصورة
بطلها العظيم كانت ولا تزال ترمز لكل هذه الصفحة فى الصفحة الأمامية لموقعنا .
إلا أن ما حدث ويحدث فى تركيا وقاد لهذه الانتخابات ، هو شىء أبعد ما يكون
عن التراث الأتاتوركى العظيم . حكومة أجاويد اليسارية ، كانت تلهث
للانضمام للاتحاد الأوروپى ، وتصبح من ثم جزءا من الأممية الشيوعية الجديدة
التى ورثت الاتحاد السوڤييتى . أعطت لهذا الأولية على حلفها مع
أميركا ومع إسرائيل . قبلت ما يسمى بإصلاحات ديموقراطية ، كان من
نتيجتها وثوب الإسلاميين للسلطة . لم تفهم حتى أن أوروپا تريد إعادة الجزء
المسلوب من السيادة القبرصية لأصحابه الأصليين ، كأشد الشروط بديهية لدخول
النادى الأوروپى [ فعلا دخلت قبرص دون مسلميها ، تابع القصة فى صفحة الليبرالية ] .
بدلا من ذلك عولت على الديموقراطية والمزيد من الديموقراطية معتقدة أن فى هذا
إقناع لأوروپا بالتغاضى عن المسألة القبرصية . النتيجة كانت تأسلم نصف الشعب .
عارضوا ضرب العراق ، فأصبح أحد أساسات أية خطة أميركية للغزو مركزة على حشد
قوات هائلة فى شمال العراق ، حتى لا تفكر تركيا فى أنها صاحبة رأى من قريب
أو بعيد فى قيام أو عدم قيام دولة كردية ، أو أيا ما كان ما تقتضيه مصلحة
مستقبل العراق . النتيجة أن تقوى الحشد الإعلامى ضد أميركا ، واكتسح
الإسلاميون ثلثى الپرلمان . وطبعا وطبعا ، من البديهى أن لن تسمح
أوروپا أبدا مهما كان قدر عمالتها اليسارية بأن تكون تركيا حصان طروادة الذى
ينفذ منه كل مسلمى العالم لاتفاقية
دخول تركيا
للاتحاد الأوروپى هو كارثة بيئية مروعة بكافة المقاييس . دخول سبعين مليون
مسلم للاتحاد وتجولهم بين بلاده بحرية ( ناهيك عن مئات الملايين من
المسلمين غير الأتراك ممن سيركبون حصان طروادة هذا ) ، سوف يؤدى على
المجرى الطويل لتدهور چيينى مرعب . أميركا وإسرائيل تعرضان على تركيا
مستقبلا اقتصاديا وستراتيچيا أفضل بمراحل لكن دون المخاطرة باختلاط سوائل
البشر . كمال أتاتورك ما كان ليتخلى عن
القيم الحداثية أبدا ، لا باسم الديموقراطية ولا بأى اسم . التحالف
الحقيقى مع أميركا وإسرائيل ، كان سيعطى تركيا أضعافا مضاعفة من المكاسب
الاقتصادية ، أقلها احتلال پترول الموصل وكركوك ، وإبادة كل الأكراد
لو شاءت ، لكن اليسار لا يفكر هكذا . والنتيجة فى تركيا كما فى كل
مكان ، كان اليسار وغباؤه هو السجادة الحمراء التى يمشى عليها الإسلاميون
وصولا للسلطة . الكرة الآن فى ملعب الجيش ،
لو هو حارس حقا للقيم العلمانية لتركيا الحديثة . لا نقصد مجرد حل الحزب
المدعو العدالة والتنمية ، بل إنقلاب عسكرى شامل يحل كل الأحزاب اليسارية
والانتهازية والهامشية ، ويبقى فقط على الحلبة السياسية المخلصين الجادين
لقيم الحداثة ، أو باستمرار قبضة الجيش لفترة كافية ( انظر عرضنا السابق فى هذه الصفحة لقصة
الجيش التركى والانقلابات العسكرية الحارسة للقيم العلمانية ) . عدا
ذلك لن تنال تركيا عنب أوروپا ولا بلح إسرائيل أو أيا كان ما يقول المثل .
ولو انهارت التجربة التركية سيثبت على نحو مفجع ومثبط حقا ، أن من المستحيل
تدليس tampering چيينات الشعوب للأحسن ، مهما بذل من
جهد . تدليس الچيينات أمر يحتاج قرونا من الحزم المتواصل ،
والاستئصالية التى لا ترحم ، والتعزيز الحثيث لچيينات بديلة . تركيا ‑على
العكس مثلا من روسيا السوڤييتية‑ لا تزال تسمح بوجود المساجد ،
وتتسامح مع التدين العلنى ، وإن بعيدا عن المقار الحكومية ، ولا تقوم
هى نفسها كحكومة بدور إيجابى وليس محايدا فى مكافحة الدين . الدين
وباء ، والحياد منه يعنى تسليم الانتظار انتظارا للحظة الموت .
والمؤكد أن ما تم حتى الآن كان متسامحا أكثر مما يجب ، ولا يكفى من حيث
النوع ، تماما كما لا تكفى ثمانون سنة من حيث الكم ، لتغيير الچيينات
أو ما يسميه كيسينچر الطبقة الچيولوچية
للشعب ، ويذهب للدفع باستحالة تغييرها مطلقا لا فى قرون ولا حتى فى
ألفيات . نحن لم نتمنى أبدا أن يثبت أن دكتور كيسينچر قد أخطأ فى شىء
ما ، قدر تمنينا نحو هذه الأطروحة المخيفة التى استحدثها سنة 2001 مع كتابه
‘ هل تحتاج أميركا سياسة خارجية ’ ووضعناها من فورها فى صدر هذه
الصفحة ، علما أنها فى الواقع ليست إلا صيغة معمقة من ذات تحليلنا القديم
عن البنية الچيينية للشعوب لدى كلامنا عن العرب كالهنود الحمر والأبوريچين لهذا
العصر ، ذلك فى ختام الدراسة الرئيسة لصفحة الثقافة . مع ذلك لا يزال
لنا نزعم أن كان دائما أبدا المربع رقم واحد فى موقعنا ، ومنذ كتاب حضارة ما بعد‑الإنسان
سنة 1989 ، هو : الإبادة ! ] .
[ تحديث :
13 ديسيمبر 2002 : تركيا خارج
الاتحاد الأوروپى . كذلك قبرص التركية . هذا آخر كلام انتهت إليه
القمة الأوروپية ، واعتمدت به توصية المفوضية الأوروپية فى 9 أكتوبر الماضى
( النص الكامل للوثائق هنا فى موقع المفوضية
الأوروپية لو شئت ) . لم يتم تحديد ‘ موعد للموعد ’date for a date حسب التسمية الشهيرة
الشيخ إردوجان كان قد عبر عن غيظه
الدفين خلال زيارته لبروكسل الشهر الماضى . استخدم المصطلح العربى‑الإسلامى
الشهير ‘ الكيل بمكيالين ’ ( لا أعرف مصدره ، وبحثت عنه فى
القرآن ولم أجده ! ) . قال قائلا قبل ثلاثة
أيام التقى بوش بالشيخ أردوجان الذى سجن لإلقائه سنة 1997 بوش يريد القواعد التركية ،
وضغط بقوة على الزعماء الأوروپيين ، لضم تركيا مقابل هذا . افتكر تمن
رخيص قوى إنك تبلى تركيا بسبعين مليون غالبيتهم إسلاميين ، علشان شوية
قواعد . طبعا رفضوا بشدة ، ورد رئيس وزراء الدنمرك راسوموسين بشدة على
مستر بوش إن ده قرار ‘ أوروپى ’ ، وكررها تلات
مرات فى المكالمة ، بما يمكن اعتباره نوعا من الفظاظة . أو حتى
كما قالت چوودى ديمپسى فى الفاينانشيال تايمز ، إن الضغط الأميركى جاء
بنيران عكسية . مستر بوش ، تقدر تقول لى إيه الفرق بينك وبين بيلل
كلينتون ، وإللى عمله فى البلقان ؟ باختصار ،
ومع كل التحفظات المعتادة على طبيعة الأممية الخامسة المسماة الاتحاد الأوروپى
وطبيعة أعضائها ، فإن دخول تركيا للاتحاد الأوروپى هو التطبيق الأكثر
كلاسية فى تاريخنا المعاصر للقول المأثور : عشم إبليس فى الجنة ! ] .
[ تحديث :
14 ديسيمبر 2002 : الأوروپيين فرقعوا
الشمپانيا . الأوروپيين ما علينا ! الاتحاد سيصبح 25
عضوا ، والتنفيذ أول مايو 2004 . هذه أول مرة يتم توسعته بعشرة أعضاء
دفعة واحدة . السكان سيزيدون 70 مليون بهذه الدول العشر ، إلى 450
مليونا ( أو إلى 480 إذا اعتبرنا دخول رومانيا وبلجاريا فى 2007 ) .
الناتج الداجن الإجمالى GDP للخمسة والعشرين سيصبح 9 تريليون دولار ،
أى حوالى 85 0/0 من الناتج الداجن الإجمالى
الأميركى . والمؤشر الجيد ( لمن شاء التعلم ! ) أن رغم كل
السياسات اليسارية ، فإن ميزانية الاتحاد الأوروپى لا تزيد عن 1.27 0/0
من هذا الناتج . المدهش أن تعلم أن قبرص التى كانت لا زالت خارج الاتحاد
بسبب مشكلة الاستعمار الاستيطانى التركى فيها ، يبلغ نصيب الفرد من الناتج
الداجن الإجمالى فيها 18 ألف دولار . على أية حال أفقر دولتين من العشر هما
لاتڤيا وليتوينيا نصيب الفرد من الناتج الداجن الإجمالى فيهما 6600 دولار
( معلومة أيضا نهديها لمهوسى الاتحادات عندنا فى مصر وغيرها ، الذين
كل اتحاداتهم ليست أكثر من اتحادات ديون . هل تذكر ؟ ) . لكن مهلا ، هذا ليست ما تؤشر
له الأرقام حقا ، بالذات إن وضعنا فى الاعتبار رؤية مهندسى الاتحاد
الأوروپى الأوائل ، مثل چاك ديلور الذى أرادها نسخة من أميركا وليست من
الاتحاد السوڤييتى أو ‘ أممية
خامسة ’ Fifth International
كما نفضل نحن
تسميتها . أوروپا بدأت سنة 1951 بما
سمى معاهدة پاريس التى أسست الجماعة الأوروپية للفحم والصلب ECSC .
تلا هذا معاهدة روما 1957 التى أسست الجماعة الاقتصادية الأوروپية EEC .
فى ديسيمبر 1991 ولد الاتحاد
الأوروپى EU ، من خلال معاهدة ماستريخت Maastricht
Treaty ،
والتى دخلت حيز التنفيذ فى أول نوڤمبر 1993 . هذا حقق المزيد من
الاندماج ، لعل أبرزه إقرار الوحدة النقدية ( اليورو )
اختياريا ، وحيرة التنقل للأفراد ، وإلغاء جميع الحواجز
الجمركية ، وغيرها من الاتفاقيات التى جعلت هذه نقطة التحول الكبرى الأهم
فى تاريخ الاتحاد . فى 1995 انضمت النمسا وفنلندا والسويد . وأول أمس
انضمت قبرص والجمهورية التشيكية وإيستونيا والمجر ولاتڤيا وليتوينيا
ومالطة وپولندا والجمهورية السلوڤاكية وسلوڤينيا ( ذلك
بالترتيب الأبجدى الإنجليزى ) . الخلفيات الدينية لهذه الدول هى
الكاثوليكية الرومية ، عدا قبرص الأرثوذوكسية ، ودول البلطيق لوثرية
الخلفية ، وهذه الأخيرة بالذات هى الأكثر علمانية بين كل العشرة ،
وتكاد ‑على العكس حتى مما آل إليه الحال فى بقية دول الاتحاد السوڤييتى
السابق‑ تكون نكرانية السكان على نحو رسمى أو شبه رسمى . نعود للأرقام لنجد أن ما حدث هو أن
أضافوا خمس عدد السكان الحالى ، ولم يضيفوا اقتصاديا سوى هولندا
أخرى ! كما تعلم هم يقولون إن كل البشر سواسية ، ولنفترض ذلك عن صدق
وليس انتهازية لإضافة ملايين من الناخبين الجدد من خلال جحافل المهاجرين
المعدمين الموالين لليسار . لكن هذا يطرح سؤالا . ألا يدلك على طريقة
تفكيرهم شديدة الاشتراكية ، والتى تجعلك لا تستبعد أنهم لن يكفوا على التوسع حتى يضموا الصومال ، أو على الأقل حتى يضموا روسيا كى يكون ميراث الاتحاد
الأوروپى للأممية الشيوعية الوارسوية ( المسماة بالثالثة باعتبار أممية
تروتسكى الرابعة لم تكن إلا أممية تيارات معارضة ! ) ، ميراثا
رسميا كاملا ومعتبرا ، وحتى لا يقول أحد بعد إن الشيوعية سقطت . وبعد ، الشمپانيا الحقيقية
يوم أن تصبح أوروپا قوة يمينية تنموية وحضارية حقيقة ! لكن هل تعتقد أن قد
يأتى مثل هذا اليوم ؟ لكن حتى ذلك الحين يمكننا فقط
القول عن أوروپا الخمس وعشرينية : خمسة × خمسة ×
عين أميركا = أممية خمسة ! … للمزيد حول هذه التوسعة زر
موقع المفوضية
الأوروپية على الغشاء . … للمزيد عما جرى لاحقا فيما
يخص قبرص اقرأ قصة صفحة الليبرالية ] . [ تحديث : 1 مارس 2003 : قرار
الپرلمان التركى اليوم
برفض قبول قوات أميركية على أراضيها لمحاربة العراق ، قرار متوقع .
ماذا كنت تنتظر غير هذا من إسلاميين ، مهما كانوا مقنعين ، ومهما
كانوا انتهازيين ، ومهما كانوا
‘ ديموقراطيين ’ ؟ ] .
[ تحديث :
3 مارس 2003 : أخيرا صوت أميركى ينادى بمعاقبة
تركيا على خيانتها للتاريخ الطويل من اليد الأميركية المقدمة بالإحسان .
ليس غريبا أن يكون ويلليام سافاير ، من خلال عموده اليوم فى
النيو يورك تايمز . العمود اتخذ صورة حوار تخيلى مع أحد الموتى كعادته
كثيرا . والطرف الآخر كان هذه المرة الزعيم الكردى الراحل مصطفى البرزانى
( أبو مسعود ) . قال إن الأكراد خير حليف للأميركيين ، رغم
تغاضى أميركا العام تاريخيا عما يحدث لهم ، ذلك فى لعبة التوازنات مع
ريچيمات المنطقة . بما فى ذلك عدم تثمينه جدا لقرار فرض منطقة حظر الطيران
سنة 1991 ، لأنه جاء فقط لأن التليڤزيونات كانت تبث بكثافة أنباء
مذابح صدام بالأسلحة الكيماوية لهم . وأضاف أيضا أن العراق سيتوحد وينسى
خلافات الماضى ، ذلك بأسرع مما يتخيل أحد من ‘ المتغطرسين
الغربيين ’ ( لعله يقصد الجهلة ! ) . نبرة سافاير المقصودة من وراء هذا
الحوار التخيلى واضحة : على
أميركا أن تتجه من الآن فصاعدا للشعوب نفسها ، تحتل أراضيهم وتزيح حكامهم
وتحكمها بنفسها حكما حضاريا وعصريا ، وساعتها لن تجد منهم إلا كل الحب
والترحيب . قديمة ، قلناها قبل كده ، وقبل قبل كده . طبعا : موافقون !
لكن المشكلة ليست هنا . تركيا
لديها عسكر يحرسونها ، وسوف يفيقون يوما على أن أحدا فى العالم المتحضر لم
يعد يحترم كلمة ديموقراطية كثيرا ، وأن الموضة الآن هى كلمة الحضارة ،
وبالأخص لو وراءها ديكتاتورية ورؤية . المشكلة ليست فى تركيا ، إنما
فى مصر التى تلعب الآن لعبة الديموقراطية الخطرة ، وفى الوقت الضائع .
يخففون من قوانين الطوارئ ، ويلغون محاكم أمن الدولة ، بل وينظم الحزب
الحاكم نفسه مظاهرات حاشدة فى ستاد القاهرة تناهض الحرب ضد العراق . مرة
أخرى ليس تعريف التخلف أنه صنع الأشياء الخطأ ، إنما صنع الأشياء الصحيحة
فى وقت متأخر ! ] . [ تحديث : 13 يونيو 2003 : انتهت
أوروپا اليوم
من كتابة دستورها ، ذلك تحت رعاية العراب ڤاليرى چيسكارد
ديستان . بالنسبة لتركيا الأمر لا يعنى الكثير صراحة ، لأنه أشار
‘ لتراث أوروپا الثقافى والدينى والإنسانى ’ ، فساوى بين
المسيحية وعلمانية عصر التنوير المشار إليها بكلمة الإنسانى هذه . لكن عدم
ذكر المسيحية صراحة يعنى كل شىء بالنسبة للڤاتيكان ، الذى بدأ بالفعل
التلويب لتعديل المسودة ، والتى من المؤكد أن تعتمد كما هى فى اجتماع القمة
فى تسالونيكى الأسبوع القادم ، وسيظل إذن مستقبل أوروپا بين
نارين ، مطرقة الإسلام وسندان الكاثوليكية والحل أن ترفض الاثنين
صراحة ، فلا تضم تركيا لأنها فعلا مسلمة وليس علمانية ، ولا تعبأ تحت
كل الظروف بحفرية التاريخ المسماة المسيحية . اقرأ نص مشروع
الدستور على موقع الاتحاد الأوروپى … أيضا اقرأ هذا الپروفايل
الطريف عن شخصية ديستان الصعلوكية ، والذى يحاول تقييم دوره فى ضوء دور
چيفيرسون بالنسبة للدستور الأميركى ] . [ تحديث : 7 أكتوبر 2003 : للمزيد
عن تركيا بمناسبة مواقفها الانتهازية المتدنية من الحرب العراقية ، انظر
هذا المدخل الكبير فى صفحة الإبادة ] . [ تحديث : 5 نوڤمبر 2003 : الاتحاد الأوروپى قال اليوم
إن قبرص هى العقبة . لم تكن من قبل . كما توقعنا الهدف متحرك ،
وتركيا لن تنضم أبدا للاتحاد الأوروپى . أقصى شىء حين يفيض الكيل أن يجرى
استفتاء يوما بين الشعوب الأوروپية ، لتقول بها لا حاسمة تنهى بها هذه
المهزلة الإسلامجية . … اقرأ النص
الرسمى لتقرير الاتحاد الأوروپى عن تركيا ] . [ تحديث : 20 نوڤمبر 2003 : مدخل صفحة الإبادة المشار إليه امتد ليغطى سلسلة
انفجارات تنظيم القاعدة الهائلة فى إستانبول فى النصف الثانى من نوڤمبر ،
ويخلص لأن ثمة حلف صامت بين إردوجان وبن لادن هدفه تدمير السياحة ومن ثم كل
تركيا . ونضيف هنا : باى باى أوروپا ! فبعد اليوم أى أوروپى هذا
الذى يمكن يقبل ضم سبعين مليون مشروعات إرهابيين للاتحاد ؟ ] . [ تحديث : 26 سپتمبر 2004 : قرر
الپرلمان التركى اليوم
وبعد جدل سرى مطول جدا إجازة تعديلات شفرة ( قانون ) العقوبات Penal Code دون تلك المادة سيئة
السمعة التى حاول حشرها فى غفلة من الزمان ، أو بالأحرى لجس النبض ،
والتى تجرم ما يسمى بالزنا adultery ( المصطلح
الدينى لممارسة الجنس دون الحصول على تصريح موثق من رجال الدين بعد دفع الرسوم
المقررة لهم ، أو ما يسمونه بالزواج ) . طبعا هم الآن ‘ تحت
ضرس ’ الاتحاد الأوروپى ، ويلجأون للتقية بكافة أشكالها من أجل التسلل
إليه بأى ثمن . لكن ماذا بعد قبولهم فيه ، وهجرة ثلاثة أرباع الأتراك
فعلا لداخل أوروپا بمصاحفهم وسيوفهم وجوعهم طبعا ؟
هل ستوجد قوة على وجه الأرض يمكن أن تمنع الشيخ أردوجان وپرلمانه من إصدار تشريع
يرجم ‘ الزانية ’ ويعدم المرتد ويقطع يد السارق ويجلد شارب
الخمر ، بمن فى ذلك أنتم ضيوف تركيا القادمين من أوروپا ؟ لا
أعتقد ! أفيقوا يا يساريى الأممية الخامسة قبل أن تلتهمكم لعنة إله الإسلام
إللى ما يعرفش الهزار ! ] . 27 أغسطس 2010 :
11 نوڤمبر 2002 : هأ ! فى نفس لحظة تهديده باستدعاء ‘ قوة الشعب ’
( قاصدا الحرس الثورى ، من غيره ! ) ، بدأ شغل التقية
يأخذ مجراه ! السيد العظيم الفاضل صاحب الحل والعقد الأوحد فى إيران وسائر
المجتمعات البشرية على خامنئى ارتعد من مظاهرات الطلبة ، أو أحس أن
‘ قوة الشعب ’لن تجدى معها ، فراح يلمح لأن الحكم بإعدام
الپروفيسور هاشم أغاچارى ما كان يجب أن يصدر . واتهم لأول مرة فى تاريخه
القضاء ( بتاعه جدا جدا وموش بتاع أى حد تانى فى إيران ) بأنه لا يفهم
جدا فى الأمور الفقهية ، وكان يجب على القاضى إحالة الدعوى لجهة أعلى تفهم
فى مثل هذه ‘ الأمور الحساسة ’ . هذا ما جاء اليوم فى رسالة
صوتية لياسين مجيد مراسل البى بى سى العربية فى طهران ، وأيضا فى موقع إيران
مانيا عن وكالة الأنباء الفرنسية ، ويبدو أن لم تفهمه كثيرا ومن ثم
تجاهلته بقية الوكالات والصحف الغربية ، ذلك عن تصريحات للسيد لمذكور بعد
حفل إفطار رمضانى ، اكتفت منه بترديد كلمات الوعيد رغم أنها الجزء الأقل
دلالة فى الموضوع ! الفقه هو الحساس ولا السياسة يا
مولانا ؟ الفقه بقى حساس دلوقت لما كرسيك بقى فى مهب الريح ؟ على أية حال
نبوءتنا القديمة لم تتغير : أن لن ينقذك من ضربة نووية أميركية لمقرك فى قم
إلا أن يمثل طلاب الجامعة بجثتك فى الشوارع أولا . ثانيا أن كل هذا فى
الطريق قريبا جدا ! نسينا نقول لكم إيه هى الجريمة
إللى تستحق الإعدام لأستاذ للتاريخ الإسلامى أصيب بـ 74 جرحا وفقد إحدى ساقيه فى
محاربة العراق باسم الثورة الإسلامية : الدعوة لفصل الدين عن الدولة ؟
إهانة النبى محمد ؟ غلط . كل ده ما يجيبش إعدام فى دولة
الملالى . لازم يكون قال كمان حاجة تالتة . إيه هى : الناس ما
يصحس تمشى ‘ عميانى
زى القرود ’ اقرأ هذه المقابلة الموجزة التى
أجرتها نشرة استخبارات الشرق الأوسط Middle East
Intelligence Bulletin التى تصدرها المقاومة اللبنانية والرفيعة مهنيا بدرجة مدهشة فى الحقيقة ، مع ريزا
بهلوى ولى عهد إيران والحاكم الشرعى لها . على اختصارها تعرض لأغلب الأسئلة
الكبرى التى تخص الوضع فى إيران واحتمالات المستقبل . بالطبع فى صدارة ما
قاله أن لعبة الشرطى الشرير / الشرطى الطيب ، خامنئى‑خاتمى ،
( اقرأ ما كتبناه عنها من
قبل ، ومن بعد ) ، ليست أكثر
من تمثيلية لخداع العالم ، وأن أحدهما لا يريد ولا يفكر ولن يفكر أصلا فى
الانقلاب على الآخر ، لأنه يعلم أنه بهذا يحفر لنفسه . هما يلجآن لهذا
بلا ريب لتثبيت حكمهمها التشاركى معا ، للشعب إلايرانى حكما دينيا بالحديد
والنار ، وهذا هو هدف هذه اللعبة ، لا أكثر . [ تحديث : 12 نوڤمبر 2002 : إذا كانت مظاهرات اليوم الثالث أمس غيرت الدنيا ما بين صبيحة
وإفطارها ؟ يا ترى إيه إللى حصل فى اليوم الرابع النهارده ؟
مفاجأة مذهلة ؟ هل لم يقوموا بمظاهرات ؟ إيه كان رد طلبة إيران على
لعبة التقية المعروفة والمكشوفة للجميع ؟ العكس بالظبط ، مظاهرات
اليوم الرابع كانت أضخم بمراحل ؟ أسوأ رسالة لمولانا الشيخ خامنئى فيها
عارفين إيه ؟ ‘ إى
إيران ! ’ . أيوه ‘ إى
إيران ’ النشيد القومى لأيام الشاه ، الذى هدر فى كل جنبات الجامعات
الإيرانية فى عرض البلاد وطولها ! بيقولوا كمان أغاچارى رفض يقدم
استئناف . الظاهر هتسخن يا جدعان ، وهنشوف كورة
حلوة ! ] . 11 نوڤمبر 2002 : ‘ المسلمون يريدون إقامة شىء اسمه
الخلافة العالمية . يريدون قتل كل من هو غير مسلم ، وحتى قتل كل من
يريد ترك دينه ودخول الإسلام . نعم ، لو أنت مسيحى فإن حياتك فى
خطر . حتى لو تركت المسيحية وأصبحت نكرانيا atheist فحياتك لا تزال فى خطر . حتى لو قررت أن
تصبح مسلما ، فلن تنجو ، لأن الإسلام الصحيح يحذر بقوة من أغراضك
وأهدافك الخفية وراء ذلك . الحل الوحيد أن تأتى عندنا فى موسكو ، وسوف
نجعل منك مسلما راديكاليا حقيقيا . الجراحة عندنا متقدمة ونحن بلد متعدد
الديانات ولدينا أخصائيون فى مشكلتك . سوف نقوم لك بعملية ختان - مبن قال كده ؟ مين قال كده ؟ - ڤلاديمير پوتين … جايز ! - شاطر حبيبى ، شاطر خالص ! - سؤال كمان : قاله فين ؟ - إممممم ! فى قعدة ڤودكا مع صحابه
القدام بتوع الكيه . چى . بى . ؟ - غلط حبيبى . غلط خالص ! پوتين ما
بيشربش - طب وإيه إللى حصل ؟ - هتستغرب حبيبى ، هتستغرب خالص ! الخبر
لف العالم كله ، وزى ما يكون صاعقة خالص . محدش نطق ولا كلمة .
لا من الزعماء الخمستاشر ، ولا من منظمات حقوق الإنسان ، ولا حتى من
منظمات الإسلام . ولا أى منظمة خالص . - إزاى ؟ مستحيل ؟ - موش مستحيل ولا حاجة حبيبى خالص . أصل ده
موش قسيس أمريكانى ولا مؤلف علمانى يتشطروا عليه ، ويخوفوه بكلمة عرقى
وعنصرى ، أو كده خالص . ده ڤلاديمير پوتين يا بابا . بتاع الغازات المخدرة . وسكاكين
الجزارة . الجزارة خالص ! - اكتب رأيك هنا ، هنا خالص ! [ تحديث : 12 نوڤمبر 2002 : غلط حبيبى . عندنا رد فعل النهارده .
كلمة پوتين إللى عملتها التليجراف
عنوان ‘ الغرب فى خطر أخلاقى من الإسلام ’ ، لقطها واحد أمريكانى
وبنى عليها قصة النهارده .
عارف مين ؟ آه طبعا فى سكرتارية الدفاع ، بس إللى بيقولوا عليه صقر
أكتر من رامسفيلد وحتى وولفوويتز . آه ، ريتشارد پيرلى . باختصار
حبيبى لأنه قال كلام كتير عن الإرهاب الإسلامى وطبعا عن العراق بحكم
تخصصه . من كلامه طبعا إن ما فيش حاجة اسمها نزع سلاح العراق ، لأن
صدام هيخبى الحاجات عن الراجل الطيب هانز بليكس ، وغيره وغيره . إللى قاله ويخصنا هنا ما
يلى : ‘ لقد فقدت أوروپا
البوصلة الأخلاقية . وسواسها الزائد من العنف بسبب معاناتها التاريخية
الطويلة منه ، يجعلها لا تعرف طبيعة العدو الذين نحن بصدده . النزعة
السلامية الأوروپية هى نوع من البلادة الأخلاقية .
وقول المستشار الألمانى شرويدر أنه لن يدخل حربا ضد صدام حتى لو خولتها الأمم
المتحدة ، هو ما يجب تسميته بالتصرف المنفرد ’ . عارف موش هنصفق لريتشارد پيرلى
ليه ؟ لأن عندنا الأحسن منه : عندنا مدحت محفوظ قال فى سالف الدهر والزمان
فرنسا عاهرة قبيحة تستمتع بما يفعله المتخلفون فى جسدها . وبعده بشويه زادت
وغطت أوريانا فالاتشى لما قالت أوروپا
كلها عاهرة تبيع نفسها للعرب والمسلمين ! يروح فين پيرلى المؤدب ده
بقى ، فى ناس بتتكلم عن تقطيع ذكور الرجالة ، وعن إيه إللى بيحصل جوه
حاجات العاهرات . خالص ؟ ] . 22 نوڤمبر 2002 : ‘ يعتقد المسلمون أن من غير الأخلاقى إحضار 92 امرأة
إلى نيچيريا وأن نطلب منهن أن يرفلن فى جمالهن الباطل . ماذا كان سيكون
تفكير محمد ؟ بكل الأمانة ، لعله كان سيختار واحدة من بينهن زوجة
له ! ’ —الصحفية أيسيوما دانييل ، جريدة ذيس داى ، السبت
16 نوڤمبر 2002 . —الجمعة
22 نوڤمبر 2002 : السى إن إن تفتتح استفتاء
حول الأمر . غالبية الآراء تقول بعدم وجوب نقل المسابقة من نيچيريا .
مساء : الهيئة المنظمة تقرر نقل المسابقة للندن . آخر حصيلة لعدد
القتلى فى الشوارع 105 ، خلاف مئات الجرحى . [ فى اليوم التالى
تضاعف كلا الرقمين ، كما وصل عدد النازحين لأكثر من أربعة آلاف . يوم
26 صدرت الفتوى بقتل أيسيوما ] . هل كان محمد لن يتزوج
أحدا ، هل كان سيتزوج الفائزة ، هل كان ذوقه سيتجه لغيرها ، هل كان
سيتزوج كل الاثنتين وتسعين ؟ بصراحة الموضوع أكبر
كثيرا من هذا الجدل التافه فى شئون ربما لا تخص إلا أكاديميى التحليل النفسى للأنبياء .
السبب ليس أننا نعاف دائما أبدا الخوض داخل مستنقع الدين الكريه ، إنما لأن
ما حدث ‑وللدقة متوازيا مع أشياء أخرى كثيرة وقعت فى الأسابيع
الماضية ، يعيدنا للمربع رقم واحد دائما أبدا لموقعنا :
الإبادة ! الحقيقة أن القضية أعمق حتى من هذا وسوف تجدها تتحدث فى المقام
الأول عن ما بعد‑الإنسان ، فاقرأها هناك !
21 أپريل 2003 : الشيعة حديث
العالم ‑كل إعلام العالم‑ اليوم ! لماذا يضرب الناس صدروهم بهذه القسوة ،
ويمزقون جلد رؤسهم بالسيوف على نحو شبه فتاك ؟ لماذا يسافرون كل هذه
الأميال حفاة ؟ لماذا كل هذه الدماء المراقة ( بما فيها دماء الأطفال
بأيدى الأمهات أنفسهن ، من صورة من العام الماضى احتفظنا بها كل هذا الوقت
لعل مناسبتها تأتى يوما ! ) ؟ لكم مهلا ! لم يكونوا وحدهم ! ما الفارق بين هذا وبين قبل ثلاثة أيام وصور الجمعة
الطيبة تأتى من بلاد الكاثوليك شرقا وغربا ، لأشخاص يمثلون المسيح المصلوب
فى الشوارع والدماء تنزف من مكان الطعنات وإكليل الشوك وغيره فيما نص عليه
الإنجيل ، بل والبعض يصلبون صلبا حقيقيا بثلاث مسامير ، منهم 14 فى
قرية واحدة فى الفليپين ؟ ولماذا نذهب بعيدا ؟ الأرثوذوكس ( وربما
غيرهم ) صائمون الآن فى مصر ( وربما غيرها ) . أليس هذا
أيضا ولعا بتعذيب الذات ؟ على أية حال دع الحالة الخاصة دائما أبدا ‑المصريين‑
جانبا ، فهم يعذبون أنفسهم بالكآبة 365 يوما كل سنة !
أين الفكرة بالضبط ؟ هل موروثة من الممارسات
الوثنية ، وما أكثرها فى المنطقة الفارسية التى أتت لنا بالكريسماس نفسه ؟ هل هى مثلها مثل
الكريسماس طقس جنسى ، الاستمتاع بالذكر الأعظم مثلا ، وهى رؤية لصيقة
للإله فى جميع الأديان بدائية ومستعقدة ؟ هل إحساس بالذنب والتكفير عنه ؟ هل محاولة لنسيان
آلام الحياة الحقيقية لا سيما الجوع والتخلف ؟ لكن لماذا ليس اليهود ، وهم من ذاقوا أقسى
العذابات والمذابح تاريخيا ؟ هل الفارق بين شعوب لا تعرف سوى العيش فى
الماضى ، فى مقابل شعوب متحضرة يهودية‑پروتستانتية تركت ماضيها
الدينى لحاضر علمانى ، وتفكر فى المستقبل أكثر من تفكيرها فى أى شىء
آخر . هل السبب هو كل تلك الأسباب مجتمعة ؟ هل السبب
الورائى جدا هو أن إذا اعتقدت فافعل ما شئت ، وأن اللا منطق هو المنطق
الوحيد للعقل الدينى المغيب عن كل عقل ؟ حفنة أسئلة أخرى عن صورة ذلك الشاب الوسيم كحيل
العين التى راحت تلك الجموع ترفع اسمه . الإمام على حفيد النبى محمد الذى
ذبح فى ذلك اليوم ويعاقب الشيعة نفسهم لأن أجدادهم لم يهبوا لنجدته ، ليست
كل الإجابة ، بل وليست كل السؤال . لماذا يرفع
الشيعة صورته ، بينما التصوير لا سيما للأشخاص ، ولا سيما جدا لآل
النبى وصحابته ، محرم جذريا لدى أهل السنة ؟ ثم ما هى أبعاد تلك المذبحة أصلا ؟ القصة
شافية جدا كأرقى مستويات الدموية فى السينما الهولليوودية . لكن هل هى
الوحيدة من نوعها ، إذا ما علمنا أن النسبة الساحقة من ضحايا الحروب فى كل
التاريخ ، راحوا ضحية ذلك الشىء المسمى الدين ، الذى لا يبدو أن
الآلهة لا ترسله إلا لهذا الغرض وحده ، هو فشل الوسائل الدنيوية فى تحديد
النسل .
حتى كل هذه الأسئلة لم تكن كل الشغل الشاغل إذا ما
قورنت بماذا يكمن سياسيا واقتصاديا وراء تلك الصور الغريبة كل هذه
الغرابة . [ هل كما چورچ
بوش شعر بالسعادة لما يراه فيها من حرية لإطلاق المشاعر الدينية بعد طول
كبت ؟ ] أم هى كابوس سيراود الليلة كل إنسان غربى بسيطا كان أو مفكرا
أو مسئولا ، تذكره بأن ثمة قوى دمار هائلة تكمن هناك فى البقاع النائية
المظلمة من العالم التى يهيمن عليها الدين ، وأن 11 سپتمبر لم يكن إلا
البداية ؟ الأسوأ أن الحدث مسيس بالفعل ويمس صميم العقيدة الفكرية
للغرب . مسيسة بواسطة زعماء الإسلام السياسى الشيعى ، الذى هبطت عليهم
بقوة الفكرة الأميركية الجهبذ المسماة بالديموقراطية ، وكلهم ثقة أنها
ستأتى لهم بالسلطة على طبق من فضة . سؤال أخير برئ : أين دعاة السلام الذين
يحتشدون بالملايين ضد چورچ بوش وتونى بلير وآرييل شارون من هذه المشاهد فائقة
الدموية العابرة للقارات والديانات ؟ لا أعتقد أن ثمة مظاهرة واحدة قد قامت
فى أى مكان ! أوه ، لعلنا سألنا أكثر مما يجب ، وعليك
أنت الاتيان ببعض الإجابات . اكتب رأيك هنا
13 يونيو 2003 : سقطت كل الأحجبة ! مظاهرات الطلبة فى طهران لا تجرى فقط
بفتيات خلعن أغطية الرأس بعد منتصف الليل ، بل بشعارات واضحة ضد الدين
والريچيم الإسلامى بمتشدديه و‘ إصلاحييه ’ سواء بسواء ! حتى الآن
محللونا الجهابذة لا يرون فارقا عن مظاهرات
1999 التى اندلعت بسبب إغلاق جريدة سلام ، بينما الفارق نوعى
جدا ، أقله تماما محتوى الشعارات والأغانى كما تبثها قصص الأسوشيتيد پرس
المتلاحقة . فى 1999 كانت المظاهرات تأييدا
لإصلاحات خاتمى المزعومة ، والآن هم ضده لأنه مجرد أحمر الخدود الذين يضعه
خامنئى فوق وجهه القبيح ! آنذاك فى 1999 كانت أميركا البعيد الغائب ،
الآن هى القريب الحاضر . فى 1999 كان الطلبة وطنيون إن لم يكن مؤمنون
بالإسلام ، والآن هم خونة صرحاء بل ‘ كفرة ’ ، يحلمون
بالخلاص الأميركى وبجيوش تعبر الحدود العراقية لإقامة حكم علمانى ينقذهم من
مهانة وبؤس حكم الدين . فى 1999 كان الطلبة مهذبون خجولون ، والآن
الفتيات سافرات والمظاهرات مختلطة وليلية . فى 1999 كانوا مسالمين يدعون
للتعايش والحرية للجميع ، والآن ‑ولعلها فى رأينا أهم نقلة نوعية‑
هم من ينادون بالقتل ! هل يكفى هذا للدلالة على ما لم يره جهابذتنا من فروق
نوعية ، بل جذرية ، بين الماضى القريب وبين الحاضر . وعند هذه النقطة لا داعى للخوض
طويلا فى كلام آخر للجهابذة لأنه قد يبدو مكررا . فمن قبل قالوا إن العراق
ليس أفجانستان ، دولة وليست عصابات ، ولن يكون معركة سهلة ، فإذا
به معركة أسهل . اليوم يكررون ذات الشىء ، إيران ليست صدام
حسين . نغامر ثانية بالجزم أنها ستكون معركة أسهل وأسهل . والسبب بسيط
أن كل الريچيمات المارقة الناشز ، بل كل ريچيمات العالم الثالث الفاشلة
اقتصادية ، هى ريچيمات هشة ومكروهة من شعوبها ، فما بالك بريچيم دينى
قمعى قمئ وصريح كريچيم ملالى طهران . فقط نقول كلمة واحدة أن صدام سحق فعلا
روح شعبه بما فيه روح معارضيه ، بحيث لم تعد تجد فيه أو فيهم شيئا ذا قيمة
اليوم . لكن فى المقابل كل الشواهد تقول إن جذوة المقاومة وذكريات أيام
العلمانية والحرية لا تزال مستعرة فى الغالبية الساحقة من الشعب الإيرانى ،
يشعرك بأن أفراده أقوياء الشخصية ، ولم تمح سنوات الديكتاتورية الدينية من
عزيمتهم كما فعل صدام فى شخصية الشعب العراقى . صحيح أن هناك خلافا واضحا بين الإصلاحيين
والمتشددين ، لكنه فقط الخلاف حول السبيل لقبضة أقوى للإسلاميين على
الحكم ، هل بالبطش السافر أم بالتذاكى والمداهنة . كما أنهم كما قلنا من قبل ، وقال غيرنا كثيرون ، يعتمدون على بقائهم المشترك على الترويج
للعبة الشرطى الطيب والشرطى الشرير هذه ، وأنها هى التى أبقتهم سويا أحياء
حتى اليوم . من الآن فصاعدا الشعب الإيرانى لن يقبل أن يدعوه أحد لشىء يشبه
المفاضلة بين الأخوان المسلمين والجماعة الإسلامية فى مصر ، أو بين حماس
والجهاد فى الأراضى الفلسطينية . فكلهم مجرمون سواء بسواء ولا سبيل للخلاص
منهم إلا الموت كما أصبحت تقترح هتافات طهران هذه الأيام لأول مرة [ وصلت بسرعة
إلى ‘ اقتلوا كل الملالى ’ ( وهذا يشمل خاتمى بالطبع ، بعد أن كان مصرحا له
بالاستقالة فى شعارات أيام الانتفاضة الأولى ! ) ] . أيضا صحيح ما حرك المظاهرات هو قرار بالاتجاه
لخصخصة التعليم ، وتأكيدا أميركا لن تكون عونا كبيرا لهم فى الإبقاء على
الاشتراكية . لكن هكذا تبدأ عادة الأمور ، وما هذه إلا قمة جبل جليد
هائل يغلى تحت السطح . خامنئى أطلق كلابه المسعورة المسماة الباسييچ أو حرس
الثورة ، أو تبعا لأحدث موضة يسمون أنفسهم الآن أنصار حزب الله ،
بالدراجات النارية والهراوات والجنازير ، لكن الطلبة ضربوهم واعتقلوا
بعضهم . صباح
اليوم هدد بنفسه بالبطش بأقصى ما يكون البطش بهؤلاء الطلبة ، لكن
الأعداد تضاعفت الليلة
التى هى الرابعة على التوالى ، وانضم لها لأول مرة عموم الناس جنبا إلى جنب
مع الطلبة . البطش أيضا زاد ، ويقال أن المسعورين اقتحموا أماكن نوم
البنات الجامعيات لضربهن ! كلنا يعلم أين ستكون نهاية هذه المواجهات
المتصاعدة ، ولو حتى طال الزمن . النظام الإسلامى برمته ، بات
بجبروته وجلال قدره ، وجبروت وجلال قدر الإله والرسول والمؤمنين
خلفه ، معلقا بقشة أطباق الساتيلايت المحرمة شرعا وعنوة ذلك أنها تأتيهم
بقناة معارضة فارسية من كاليفورنيا . هذا كلام خامنئى وليس كلامى ،
تصور ! نعم ، إنهم يراهنون على جهل الناس ، ومن
ثم مرتعدون من شىء اسمه الإعلام الغربى ، والحوادث لا تنتهى ، منذ ذلك
شريط الهواة التليڤزيونى الذى صوره وأرسله طالب إيرانى فى أوائل
ديسيمبر الماضى 2002 لبرنامج الساتيلايت الشبابى شبه الموسيقى المسمى Next Chapter لصوت أميركا من واشينجتون ، ومنذ تدشين الرئيس بوش لمحطة
‘ راديو فاردا ’ ( راديو الغد ) فى العشرين
من الشهر المذكور . أنا لا أقول هذا إنما أقول إن الطلبة وكل الشعب
يريدون الحرية ، كما تعرفها القواميس ، لا كما تتلاعب بها ألفاظ خطباء
الدين ‘ المعتدلين ’ . الحرية تعنى كل شىء بدءا من حرية الجنس
حتى حرية نكران الآلهة ، حيث لم يعد الشباب الإيرانى ، أبناء العرش
العظيم ، عرش الطاووس ، يرضى بأقل من هذا . وأقول أيضا إنهم
سيحصلون عليها ليس لأن أميركا سوف تدعمهم أو لا تدعمهم ، إنما ببساطة لأنها
حتمية تاريخية ، بل بالأحرى حتمية ‘ طبيعية ’ ! اكتب رأيك هنا [ تحديث : 16 يونيو 2003 : ريتشارد پيرلى مهندس حرب
العراق ومستشار الپنتاجون الأبرز ، يصرح أمام المجلس الألمانى للعلاقات
الخارجية ، أن أفضل طريقة للتعامل مع البرنامج النووى الإيرانى هى
‘ تحرير الشعب الإيرانى ’ ، أو حرفيا The
best way to deal with the Iranian nuclear programme would be to liberate the
Iranian people .
هنا
فى الفاينانشيال تايمز ، يمكن أن تجد على الأقل هذا المقتطف عن قصة إيما
توماسون للرويترز اليوم ، والتى قد لا تصبح متاحة كاملة
بعد قليل . من داخل طهران نفسها يوجد ثمة
تصعيد جديد أيضا اليوم . حيث توجه أكثر من 250 أكاديميا ومفكرا برسالة
مفتوحة لخامنئى عبر صحيفة ياس إى نوو ، بنبرة أشد علمانية هن كل من ذى
سابقة ، يقولون فيها صراحة إن الكليروس قد ألغى الله ، ووضع نفسه محله
فى إطار سعيه للهيمنة على الشعب ، وأن على على خامنئى أن يتخلى عن فكرة أنه
ممثل الله على الأرض الذى لا يمكن التجادل معه . للمزيد اقرأ القصة فى البوستون
جلوب ] . 24 سپتمبر 2003 : الحكم المفاجئ اليوم
لإحدى محاكم فرانكفورت بالسماح لمدرسة مسلمة من أصل أفجانى بارتداء الإيشارب فى
المدرسة ، استتبعته فى الحال ردود فعل هائلة . أعلنت ولايات باڤاريا
وساكسونيا السفلى وهيسى ، أنها بصدد إصدار تشريع يمنع مثل هذا التصرف
المشين فى مؤسسات يفترض فيها أنها علمانية . المحكمة نفسها لم تقل أكثر من
أنه لا يوجد تشريع يمنع شىء كهذا ، وأضافت أن الأمر موكل لولاية بادن‑ڤوتيمبرج
لإصدار هذا التشريع إن شاءت . أما القضاء الثلاثة الممثلين للأقلية
( مقابل خمسة ) ، فقد كتبوا رأيا بالغ القوة والحدة رفضا للمبدأ
نفسه ، مؤكدين عدم الحاجة أصلا لقانون يمنع الرموز الدينية ، كى يتم
منع الحجاب من المدارس أو غير المدارس . اكتب رأيك هنا
|
| FIRST
| PREVIOUS
| PART II | NEXT | LATEST |