|
|
|
الإبادة : هل لا يمكن تفاديها ? !
( الجزء الخامس )
Extermination,
Is It Inevitable?!
(Part V)
| FIRST | PREVIOUS | PART
V | NEXT
| LATEST
|
NEW: [Last Minor or Link Updates: Saturday, April 30, 2011].
November 16, 2003: In Iraq’s Sunni Triangle, nobody is innocent. What should Civilization do?
In Part IV
August 19, 2003: How to solve the American dilemma in Iraq? The answer is measures that might escalate up to mass extermination! Plus: A proposition of the World Declaration for Protecting the Future!
March
9, 2003: The Nuclear
Promise —Day 365: War against Iraq is anytime this week but still waiting for
the big event [A symbolic entry in English].
June 25, 2002: George W. Bush orders: No More Arafat! This time it seems final.
June 4, 2002: Palestinians accept all Sharon peace conditions. The only problem is they’re too old and it’s a too late surrender!
June 2, 2002: Would the nuclear inferno begin in Kashmir?
May 12, 2002: The dream of a Palestinian state vanished today… officially!
April
30, 2002: First signs of what
would be the ‘New Arab Order’!
April 20, 2002: War trials for the victorious. Our World Order biggest joke, ever!
April
18, 2002: E.T. Goes Intifada. Our Arab
media biggest joke, ever!
April 17, 2002: A HISTORY MADE: The first articulate and direct intimidation ever from an American President to what so called moderate Arab states!
In Part III
April 10, 2002: PALESTINE LIBERATED!
April 4, 2002: LEBANON LIBERATED!
March 29, 2002: Full Israeli invasion. Is it at last a real war against Intifada and its lords? We just hope!
In Part II
March 14, 2002: Nuking Mecca. What an idea, but …!
In Part I
February 21, 2002: Sharon surrenders to Palestinian terrorism!
February 19, 2002: A generous initiative from Saudi
Crown Prince Abdullah. But could the Arab rejectionist front appreciate it!
December 20, 2001: A HISTORY MADE: Syria isolated absolutely alone in the Arab League!
December 12, 2001: Arafat days have been numbered.
November 20, 2001: The first evidence of the all-original 21st Century’s systemized extermination: Donald Rumsfeld orders ‘No Prisoners!’
September, October 2001: New Page to cover the tragic events which put world at
war, or almost!
April 18, 2001: Arab Analysts say Colin Powell forced Israel out of Gaza. We say the good general is just an outsider who knows nothing about the new U.S. strategy.
February 26, 2001: If you know a way other than the Neutron Bomb
that can stop Taliban from destroying Buddhas, please contact us. It’s URGENT!
February 16, 2001: Some good news: Egypt’s Foreign Affairs Mininster Amr Moussa dismissed... AT LAST!
December 28, 2000: Add the new year’s tune to your favorites: Middle East War Drums!
December 18, 2000: This separate page was launched to answer this: What’s best for reading the future: reading the present, reading the past or reading the future?!
December 4, 2000: Israel’s Mr. Deep Blue, aka Benjamin Netanyahu, to be or not to be [back]?
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الجديد
( تابع جزء 1 ، جزء 2 ، جزء 3 ، جزء 4 ) :
11 سپتمبر 2003 : يمر اليوم عامان على 11 سپتمبر 2001
الأشهر . من قبل كتبنا بمناسبة مائة
يوم على الحدث ، وبمناسبة عام عليه . كل هذا كان
فى صفحة سپتمبر هذه ، المكان الطبيعى . هذه المرة نكتب فى صفحة
الإبادة ، والسؤال لماذا ؟ بل بالأحرى السؤال بل أين فى غير
الإبادة ؟ هذا العام المنصرم هو عام غزو العراق . هل نتفاءل بأن الشىء
الأكثر مثالية من أجل التحديث وهو احتلال أميركى مباشر لأراضينا العربية قد
تم ، أم نتشاءم لأن هذا الاحتلال يتعثر ويترهل ويفقد البوصلة يوما بعد
يوم ؟ الوضع الآن كما يلى : الشعوب ترحب بالاحتلال الأميركى . ترى فيه خلاصا من مصاصى
دمائها ، وأملا فى التحديث والاقتصاد الحر المبنى على أسس سليمة ،
ومرة ثالثة نكرر صورة المواطن العراقى الذى يقبل يد الضابط الأميركى حتى تغنينا
عن كثير الكلام ، وطبعا قد نحيلك لمظاهرات منروڤيا .
ما يحدث بعد قليل ، وتحديدا فى عالمنا العربى
والأسلامى‑ هو أن يظهر المحرضون . يذهبون لهذا الشعب ،
ويعايرونه : هل تقبلون أن يحكمكم أجنبى ؟ هل تحقبلون أن يحكمكم
نصرانى ؟ بهاتين الجملتين البسيطتين يتم تحييد هذه الشعوب فى لحظة .
تبدو على نحو مذهل غير مستعدة للنضال من أجل مستقبلها . تنسى قسوة الحياة
ومرارة الاستغلال وخراب معاداة العالم الذى عانته من هؤلاء المحرضين .
تستسلم لهم أو تقف على الحياد ، وهذه أفضل كلمة ممكنة ، إن لم نقل إن
هذه الشعوب تجعل من نفسها تصبح حقلا واسعا وخصبا لتجنيد المزيد من الإرهابيين والمخربين
ضد قوات الاحتلال ، وحتى ضد منشآت الوطن . على مدى الأسابيع الماضية شاهدنا كيف كان ذلك
الإرهاب فعالا . فجروا أنابيب النفط والمياه ومنشآت الكهرباء
والطاقة ، فجروا السفارة الأردنية ، وفجروا مقر الأمم المتحدة وقتلوا
مبعوثها دى ميللو ، وفجروا ضريح الإمام على وقتلوا رئيس ما يسمى بالمجلس
الأعلى للثورة الإسلامية باقر الحكيم لأنه ليس سنيا ولأنه قبل التعاون مع
الأميركيين . ماذا فعل الناس ؟ خرجوا يصبون جام غضبهم على الأميركيين
لأنهم لم يحققوا لهم الأمن ، ونسوا من قام بالتفجير أصلا ، ونسوا أنهم
أنفسهم تظاهروا قبل أسابيع قليلة مطالبين بإنسحاب الأميركيين من النجف
المقدسة ، وقبل الأميركيون بتهذيب بالغ ، على مضض خوفا من
العواقب ، واكتفوا بتسريع إنشاء جهاز الشرطة فى المدينة ، لكن العواقب
قد حدثت !
ما نريد قوله هنا ليس مجرد تكرار لما قلناه على نحو
عابر وفكاهى نسبيا ، قبل
عام تقريبا ، ولم تكن أميركا قد غزت العراق أصلا ، وكان منه ما
نصه : ’ الشعب العراقى سيرقص محييا الدبابات الأميركية ، لكن ثم
سؤال افتراضى جدا ، أو افتراضى فقط : ماذا لو قاوم الاحتلال
الأميركى ؟ الإجابة : يباد ، ويأتون بصينيين وهنود بدلا
منه ، فهم أحق بملك الأرض من العرب والمسلمين ! ‘ . ما نريد قوله هنا ليس مجرد تكرار لتحليل قديم لنا إننا نعيش الآن
نفس إشكالية عصور القرصنة التى هددت التجارة العالمية يوما ، ولم يجد معها
سوى اتخاذ أقصى معايير القوة والبطش ، وها هى اليوم من خلال العرب
والمسلمين ( عينهم مرة أخرى ! ) تهدد بالشلل الكامل اقتصادنا
العالمى البالغ 30 تريليونا من الدولارات سنويا . أو تكرار لتحليل أقدم أن العرب والمسلمين
هم هنود حمر العصر بعنادهم الرافض للتحديث ، وحيث الحل الوحيد معهم هو
الإبادة .
ما نريد قوله هنا ليس مجرد تكرار لما قلناه بعيد الحرب عن الحاجة
لإعادة تحديث مدخلات الحواسيب الذكية التى تخطط الستراتيچية الأميركية .
فالأرجح أنها قالت لهم بالفعل أن لا حل إلا الإبادة ، لكن العائق أن چورچ
دبليو . بوش سيخسر الانتخابات ، وما لا نهاية من النيران العكسية طبقا
للعقلية الغربية السائدة الآن ! ما نريد قوله هنا ليس مجرد تكرار لفكرة ضريبة الدفاع ، التى يتحتم على
أميركا فرضها على بقية العالم . واليوم نرى الهند مثلا تتمنع عن المشاركة
بقواتها فى العراق ، بينما تعلم كل العلم أن ركنا أساسا من ازدهار اقتصادها
الحالى يرجع للحرب الأميركية العالمية باهظة الكلفة ضد الإرهاب الإسلامى ،
وللاستقرار الذى أتاحه وسيتيحه تأسيس الإمپراطورية العالمية الموحدة ،
الأبهظ كلفة ، لكل الاقتصادات الناجحة . وطبعا لن نكرر أن فرنسا كذروة عالمية للفشل الاقتصادى
والهزيمة الحضارية ، تقف بالروح والدم وراء صدام حسين ومنظمة حماس ،
وكل ما يشكل تهديدا للسيادة الأميركية ، ذلك بحثا عن فوضى عالمية شاملة
تحلم من خلالها بإعادة إحياء المعسكر الاشتراكى ، أو نكرر أن الحل الوحيد
للمارق العالمى الأعظم فرنسا ، هو ضربة نووية ، وليس
أقل . ما نريد قوله هنا ليس مجرد تكرار للاقتراح الذى
أسميناه أعلاه
الإعلان العالمى لحماية المستقبل ، حيث يجب تقنين إبادة الشعوب حين تصل
لمرحلة من الفشل تصل لحد معاندة التحديث . وأن لا يكفى للشعوب أن تقف على
الحياد كى تستحق العيش . بالذات أن هذا الحياد ليس حيادا ، فأحد
الطرفين مسلح يرتدى بزات عسكرية ، والآخر خفى يقتل غيلة ، والأهم أنه
يحتمى بهذه الشعوب نفسها ، يختفى وسطها ويقتات فى وقوده البشرى والمادى
عليها . الإبادة ليست عقابا ، إنما ببساطة لا يوجد حل سواها ،
عندما تسد كل الجهود . ما نريد قوله ، هو فى الواقع نبوءة أبعد عن
أميركا المشغولة بانتخاباتها أكثر من انشغالها بالأخطار المحدقة بها .
الجيل الحالى ، جيل بوش‑تشينى‑رامسفيلد‑وولفوويتز‑پيرلى ،
أعطانا الكثير . قفز بالفكر الإمپريالى خطوة عظمى باحتلال أفجانستان
والعراق . لكنه جيل لا يستطيع تجاوز الأمر الواقع من وجهة نظره المسمى
’ الديموجرافيات قدر ‘ ( إحدى مقولات كتيب رامسفيلد
الشهير ) . ربما ينجح بوش فى الانتخابات القادمة ، ويحاول لحد ما
إعادة البوصلة الصحيحة فى العراق ويسقط ريچيمى إيران وسوريا . أو ربما يأتى
الديموقراطيون ، ويتميع الوضع أكثر وأكثر فى العراق وكل الدنيا ،
وتتضاءل الطموحات الأميركية فى مجرد ائتمان شر الآخرين ، وتنسى الحتمية
التاريخية للإمپراطورية . هذا أو ذاك إلى أن تتعرض أميركا لـ 11 سپتمبر
جديد ، نووى وليس أقل هذه المرة . هذا وحده هو الذى سيأتينا بجيل آخر
من الساسة الأميركيين حاملى مشعل الحضارة والإمپراطورية وضبط العالم من
مارقيه ، بقناعة وإرادة أكبر . فى كلتا الحالتين سيخطو هؤلاء أو أولئك
خطوة جديدة أبعد ، يجعلون واضحا فيها لكل الشعوب ، أن البديل ،
وكما قال بوش فى ذات الخطاب المذكور ، لم يعد كما أيام بيروت والصومال هو
الهرب ، وأنه لا يمكن السماح لحفنة من الأمم الفاشلة بتهديد اقتصاد
الثلاثين تريليونا من خلال السماح لها بإيواء القراصنة وقطاع الطرق ، ولو
رغما عنها ، ولو لا يعرف عنهم شيئا . المهم هو مستقبل التقنية
والاقتصاد والتطور ، والإنسان ما هو إلا بكائن زائل فى هذا السياق ،
الذى سينتهى إن آجلا أو عاجلا ( طبقا لصفحة ما بعد‑الإنسان ) ،
لكوكب بدون بشر إلا فى حدائق الحيوان . الإبادة خيار مؤلم . والمرء يتأمل طيلة الوقت
الوجوه حوله متخيلا أنها ستباد يوما . النتيجة الأكثر إيلاما لمثل هذه
التأملات ، أن سرعان ما يتضح فى كل مرة أن من يستحقون العيش فعلا ، هم
أناس غير راغبين فى الحياة أصلا ! …
على أية حال قد يثبت أن الصورة ليست قاتمة جدا كما
قد يوحى هذا الكلام ، أو الذى ربما يفهم منه أن إبادة بعض مدن المثلث السنى
فى وسط العراق ، حيث يرقص ويهلل عموم الناس حول كل عربة أميركية
تدمر ، تلوح كقدر وشيك جدا . لا نعلم مدى الإجماع الجماهيرى على
المقاومة فى هذه المدن ، لو كان موجودا فالإبادة قدر لا فكاك منه ،
لكن ربما يقف الشعب فيها ككل وقفته ، ويتم خلال شهور مثلا احتواء خطر تلك
الجماعات الإرهابية . الأمر لا علاقة له بالتفاؤل والتشاؤم ، بقدر ما
المهم والجيد دائما أبدا ، الاقتراب من معطيات الواقع والفهم البارد لحقائق
الأمور . وقطعا ليست هناك أيديولوچية مسبقة ، أو انتقام مبيت ،
أو أى شىء كهذا . كلها حقائق محايدة ، ويتمنى المرء أن يتضح أنها
خاطئة ، أكثر ألف مرة من تمنيه أن تثبت صحتها . من أكبر دلائل الاقتراب من مرحلة النضج تلك ،
الخطاب الذى وجههه وجه چورچ دبليو . بوش خطابا للأمة ،
فى خطابه الأخير خطا چورچ دبليو . بوش خطوة هى
الأهم إطلاقا منذ سپتمبر 2001 ، وهى أن تحدث عن أفجانستان والعراق
كمترادفين طوال الوقت . حتى ميزانية الـ 87 بليون التى طلبهما لم يحدد كم
يخص أيهما فيها ( 66 تكلفة القوات فى السنة المالية الجديدة التى تبدأ
الشهر القادم ، 21 بليونا للإعمار ، وإن فهم على الفور أن معظم
الرقمين سيوجه للعراق . وهذا فعلا ما اتضح فى اليوم التالى طبقا للترسيم
المجاور ) . الديموقراطيون على حق فى نقدهم
لبوش أن إسقاط صدام لم يخفف مشكلة فلسطين ولم يقلل التطرف الإسلامى ، إنما
على العكس فاقم منهما . أيضا ربما لم تعجبهم مقارنته لوضع العراق الراهن
بوضعية الياپان وألمانيا بعد الحرب ، فمهما كانت الأوضاع أسوأ فيهما ،
فعلى الأقل هؤلاء لم يكونوا يقتلون المحتلين . لكن ما لا يفهمه
الديموقراطيون ‑وأيضا بعيدا عن حديث التفاؤل والتشاؤم‑ هو أن الحل
ليس عدم استخدام القوة ، إنما الحل استخدام المزيد من القوة . فببساطة
لا شىء يمكن أن يرضى هنود حمر العصر : العرب والمسلمين . …
خبر جيد آخر كان قد جاء قبل تسعة
أيام ، هو تقرير لجنة الكونجرس عما أسمته مقتضيات الاحتلال المستدام
للعراق . طبعا مبدئيا من الجيد أن الروح العامة فى أميركا تعارض رامسفيلد
لبخله ، وليس لإسرافه ، ويتسابق كل لسان مسئول ( أو حتى غير
مسئول كالديموقراطيين الذين يدخلون أحيانا فى هذا المزاد على طريقة عيب الورد
أنه أحمر الخدين ، متناسين أنهم يزايدون أغلب الوقت حول
’ المستنقع ‘ العراقى ! ) . لكن الأهم هو الأرقام
والمقترحات التى أتى بها تقرير الكونجرس . كلنا يذكر أن ما طلب فى النصف
الأخير من العام المالى الحالى كان 79 بليون دولار . وما طلبه بوش لكل
العام الجديد هو 87 بليونا كما ذكرنا للتو . وتقييمات الپنتاجون لاحتلال
دائم ومستقر للعراق تدور كلها حول رقم 50 بليونا سنويا . الكونجرس يرى أن
من الممكن خفض ميزانية الاحتلال إلى 19 بليونا فقط فى السنة !
مذهل ! لكن كيف ؟
هم لا يريدون الاكتفاء بتدوير قوات الجيش نشطة‑الواجب
active duty Army ، وحدها . هذا سيجعل أفرادها لا
يذهبون للوطن للالتئام الأسرى والتدريب وتهدئة الأعصاب ، فى دورات كل منها
عام كامل . هذا ما يتطلبه الأمر إذا ما أريد توفير قوة من 106 ألف جندى فى
العراق والكويت . أيضا يحذرون مما قد ينطوى عليه ذلك من مخاطر عدم وجود
قوات كافية لدخول الحروب البعيدة عن الشرق الأوسط ، ضد كوريا مثلا .
أيضا ‑وهذا مدهش قليلا‑ أن الكونجرس لا يعول كثيرا على قوات الدول
الأخرى . باختصار الاقتراح هو استخدام قوات المارينز ، والقوات الخاصة
التابعة للجيش ، بل وحتى الحرس القومى ، كقوات احتلال للعراق بجانب
قوات الجيش التقليدية المشاة والمدرعات . لكن قبل أن تقفز للاستنتاجات هذا
ليس كل الكلام ، وليس الهدف تخفيض الميزانية . هم يقترحون إنشاء فرقتين ، أو ما يسمى قسمين divisions
جديدة للجيش الأميركى . هذه خطة يرونها خمسية السنوات ، وتتكلف 19
بليون دولار ، ويقدرون التكلفة لتواجدها فى العراق بعد ذلك بنحو 9-10
بليونا فى السنة . أو باختصار ، هم يرون احتلالا أميركا منفردا
ومستداما للعراق بـ 129 ألف جندى ، وبميزانية سنوية 29 بليون دولار . الرائع فى الأمر أن أحدا لا يتحدث عن انسحاب وشيك أو غير وشيك . فقط الكل
يفكر فى أن الإمپراطورية فى حاجة لجيوش هائلة ، لا تقارن بجيوشها
الحالية . لذا مما يسوء المرء مثلا ، قصر
النظر الذى يصل لحد السذاجة ، لدى بعض أعضاء مجلس الحكم الذين يتحدثون عن
أن انتقال السلطات من الحاكم المدنى إليهم هى مسألة وقت لا أكثر ، وكأنها
عملية روتينية . شعبهم سيحاسبهم على هذا الكلام يوما ، والكل يعلم أن
أميركا لم تقدم للعراقيين فاتورة الاحتلال بعد . أيضا بعيدا عن حديث
التفاؤل والتشاؤم ، فإن ما لا يمكن أن ينساه المرء أن أميركا مهما عانت وتكبدت ،
فالخطة ب ليست بحال الإنسحاب . ليس لدى أحد مثل هذا الترف . المشكلة
فقط فى التكاليف ، ورامسفيلد المدير البيزنسى السابق مصر على نوع من ضريبة
الدفاع على بقية العالم دفعها . الشىء الذى لا نثق فيه هو كما قلنا ،
لأى مدى هذا الجيل مستعد للمضى قدما فى خيار الإبادة الذى نراه نحن من مجرد
تحليل السيكولوچية العربية‑الإسلامية محتوما تقريبا . فى كل الأحوال
المؤكد أن أميركا تعرف جيدا ما تريد ، سواء كان الثمن بسيطا أم
باهظا ، من ميزانيتها ، أو من أرواح جنودها ، أو من أرواح شعوب
المنطقة : عراق علمانى ، باقتصاد حر ، وعلاقات قوية مع
إسرائيل ، وبحرية حركة عسكرية مطلقة لأميركا على أراضيه ، على الأقل
من أجل الهدف التالى باحتلال بقية دول المنطقة . …
أخيرا أرجو ألا
يمر الرقم الخاص بالمنح المجانية وتكلفة الأمن دون وقفة . هل تعرف ما هو معنى 87 بليون دولار ؟ معناها
أن أميركا منحت الشعب العراقى دون أى مقابل هدية مقدارها ست سنوات من إنتاجه
الپترولى بل من كل ناتجه الداجن الإجمالى ! ثم يقولون لك إن الاستعمار أتى
لنهب ثرواتنا . ثروات إيه يا بتوع الثروات ؟ الواقع أن الرقم المذكور
يكفى لشراء معظم العراق أرضا وشعبا مرة واحدة وللأبد . بل فى الحقيقة
العراق كله لا يساوى نصف قيمة ما عليه من ديون . طبقا للبنك
العالمى أرقام 2001 لا يتجاوز ناتج العالم الثالث 6 تريليون دولار
سنويا . تحقق الصين منها 1300 بليونا ( شاملة لو كان لديك مؤسسة تحقق ربحا 6
تريليونات سنويا وقررت خصخصتها لن تأتى لك بأكثر من 30 أو 35 تريليونا
أبدا ، أى الناتج الداجن الإجمالى للولايات المتحدة فى عامين ونصف .
لكننا هنا لا نتحدث عن مؤسسة تحقق ربحا أصلا ، إنما عن مجموع قيم السلع
التى تنتجها ككل . العالم الثالث ( بما فيه الصين والهند وجميع النمور
الآسيوية والأهرامات ونهر الأمازون ودول الپترول والشاى والقهوة
والهيروئين ) لو بيع كله بالمزاد ، بدون البشر ربما يساوى هذا
المبلغ ، لكن لو بيع بهم فإنه ساعتها لن يساوى شيئا إلا قيمة ديونه .
حد يشترى ؟ بقى القول إن سكان العالم الثالث هم نحو 90 0/0
من سكان العالم البالغ عددهم 6.2 بليونا ، وحتى دون أن نعتبر روسيا من
العالم الثالث ، ذلك لمجرد أسباب اصطلاحية ، وعلما بأنها تنتمى له
قلبا وقالبا من حيث نصيب الفرد من الناتج الداجن الإجمالى . بقى القول أيضا
إن ما نراه من سلع صينية هائلة ورائعة تغزو كل العالم ، ينتج معظمه من
مدينة واحدة أو مدينتين صغيرتين لا أكثر ، تعتمدان الأسلوب الرأسمالى
التنافسى الحديث ، بينما بقية بلايين السكان فهم مجرد وزن زائد ! ( الأرقام مهداة لأصحاب الفيلم المصرى ’ عايز حقى ‘ ‑اقرأ
مراجعتنا له ) . … اقرأ نص تقرير لجنة
الكونجرس عن مقتضيات الاحتلال المستدام للعراق … اقرأ نص خطاب
الرئيس الأميركى للأمة فى 7 سپتمبر 2003 … اكتب رأيك هنا 12 سپتمبر 2003 : تهانينا للشعب الليبى رفع العقوبات عنه بدءا من اليوم .
الآن يمكنه بما تبقى له من بقية باقية من نقود بعد دفع تلك التعويضات
اللعينة ، أن يشترى كل ما تشتهى له نفسه من أسلحة وذخائر ، ويدخل فى
مغامرات جديدة فى أفريقيا أو المحيط الهادئ أو أيا ما كان . ما نعرفه شىء
واحد ، أن المجرم الحقيقى لا يزال طليقا يرفل فى عمامته الضخمة فى خيمة
مكيفة الهواء ، وأن الغرب لن يظل نائما هكذا للأبد يعتقد أن البشر ‑لا
سيما العرب منهم‑ يمكن أن يتغيروا بين يوم وليلة فجأة . ما نعلمه بتأكيد أكبر أن جريمة المروق وقطع
الطريق على الحضارة لا تسقط بالتقادم ، وأن العقاب الحقيقى لكل من تفوه
يوما بشىء ضد الإمپريالية والصهيونية قادة وصناع حضارتنا المعاصرة ، عقاب
قادم لا محالة مهما طال الزمن . القذافى بالذات سيكون أمر نهايته مثيرا للغاية
بالنسبة للجميع . إنه حتى شخص بلا وظيفة معينة . ليس له مسميا معينا
حتى يحاكم به ، لا رئيس جمهورية ولا رئيس وزراء ولا قائد جيش ولا ملك ولا
أمير ، أمير مؤمنين أو غير مؤمنين . مع الاعتذار لذوى العمائم الصغيرة
أمثال الراحل السابق صدام حسين والعمائم الصغيرة جدا من أمثال الراحل اللاحق
بشار الأسد ، القذافى شىء خاص جدا . إنه فقط نوع من السلاطين ذوى
العمائم الضخمة يمتلك لنفسه ذات السلطات المطلقة المتاحة لاثنين فقط : آية
الله العظمى مرشد الثورة القذافية فى إيران المعاصرة ، وأبو بنت السلطان فى
ألف ليلة وليلة فى عربستان القديمة ، وطبعا فى أغنية أحمد عدوية ! … [ تابع لاحقا بالأسفل ] اكتب رأيك هنا
2 أكتوبر 2003 : خبير عسكرى بريطانى فيما
يسمى بالحروب الصغيرة ، هو تامى أرباكيل كتب للنيو يورك تايمز اليوم ،
يقترح على القوات الأميركية فى
العراق الاقتداء بتجربة قوات الأمن المركزى المصرية فى القضاء على مسلحى الجماعة
الإسلامية فى التسعينيات فى جنوب مصر . قال إن
الطبيعة الجغرافية متشابهة بين ما يسمى المثلث السنى وبين وادى النيل . أرض
زراعية يسهل للإرهابيين الاختباء فيها ، لكن يصعب الهرب منها .
الاختباء سهل حيث الأعوان يأتون بالإنذارات المبكرة ، وحيث الطعام
وفير ، وكذا حتى الاشتغال على مجندين جدد مثمر ومغرى ، لكن الهروب صعب
لأن ما بعدها أرضا زراعية فسيحة أو قاحلة ، بينما تقع الجبال ‑إن
وجدت‑ بعيدا . من ثم اقترح دوريات صغيرة متواصلة الحركة ،
والتخلى عن أى نقاط ثابتة حتى لشراء الطعام ، والاعتماد أنه حين تصادف
دورية ما جماعة مسلحة وتهرب هذه الجماعة ، ستكون ثمة دورية أخرى فى طريقها
بالضرورة ، حيث بالطبع ستخطر بهذا كافة الدوريات ، إلى آخر طائفة
التكتيكات هذه التى يراد منها أن تقلب الآية ، وتجعل الجيش هو الذى يشن حرب
عصابات وليس العكس . كلام جميل ، والمفروض يدعو
كل مصرى للفخر . لكن ربما موش بالظبط . أولا ، تلك كانت أراض
زراعية جرفتها وأحرقت مزروعاتها قوات الأمن ، والأميركيون أكثر
’ تحضرا ‘ من أن يقوموا بمثل هذه حتى لو قيل لهم إنها واجبات
مدرسية ، أو حتى قيل لهم إنها مسألة حياة أو موت . [ تصحيح : الصورة أعلاه أضيفت
لاحقا فى أواخر ذات الشهر أكتوبر 2003 ، حيث بدأ فعلا اقتلاع الأقصاب من
ضفتى الدجلة . لعلها مجرد البداية ، أو لعل كلام الپروفيسور أباركيل
أو الچنرال حسن الألفى أهم من كل التقيدات ’ الحضارية ‘
العبيطة ! ] . ثانيا الأهالى جميعا كانوا ضد
هؤلاء الشباب ، ويرون أصلا ’ بدماغهم الناشف ‘ نبرة التأسلم فكرة
وهابية ودخيلة على عرقهم وتقاليدهم الصعيدية ، قبيلة تاتى يعنى ! وهذه
ليست حال المثلث السنى الإرهابى الموحد كله على قلب رجل واحد عروبى‑إسلامى‑بعثوى
تملؤه قناعة أنهم سادة البشر أجمعين وخير أممهم قاطبة بنص القرآن ، ذلك كما
تدل عليه شواهد الاحتفالات الجماهيرية العلنية بعد كل عملية . أما أهل
الصعيد فهم أناس متواضعون ، يكفى أن تجلس مع أحدهم ربع ساعة حتى تعرف مدى
ولعه بالعلم والتعليم ، وإعجابه واحترامه للقاهرة أم النور ، دع نيو
يورك جانبا . ثالثا الخطر الأكبر فى العراق فى
المدن وليس القرى ، وهذه لا يمكن حلها إلا بحل معضلة التعاطف الجماهيرى
السابقة . ودى ما لهاش حل إلا الإبادة ! على أية حال ، الشىء الجيد
المؤكد فى كلام أرباكيل ، هو الشىء الذى لم يقله . الجزء الذى نسى أن
ينصح الأميركيين بالاقتداء به من التجربة المصرية . ألا وهو أنه بعد القضاء
فعلا على المسلحين ، يتم تسليم الإعلام والتعليم والپرلمان والقضاء وكل شىء
إلى رؤسائهم ’ المعتدلين ‘ ! اكتب رأيك هنا
5 أكتوبر 2003 : هأ ! هأ !
هأ ! على رأى أغنية ميلانى سى Going Down ،
التى لا يعرف أحد كيف خطر ببالها أصلا أن تغنى كلمات كهذه أو بطريقة الزعقات
المجنونة كهذه . هأ ! هأ ! هأ ! إسرائيل تضرب فى
العمق السورى ، على أطراف دمشق شخصيا . ليس انتقاما من عملية انتحارية
بالأمس ،
أو تهدئة لخواطر سكان حيفا الملكومين ، إنما بالأساس تصعيدا للحملة
الأميركية الشاملة وبعيدة المجرى ضد ريچيم دمشق البعثى الرفضى المقيت . لطمة منقطعة النظير سمع صداها كل العالم ، وهى
تهوى اليوم
على القفا غريب الطول للجرذ الألثغ بشار نفسه يحب ارتداء النحاس أحيانا ، ويتخايل
فيه مقلدا إشارات وحركات هتلر ، وكأنه قائد مغوار يستعد لغزو العالم .
حسب علمى فإن الجرذ حين يتصايح متهما عدوه بالجبن ، يعتبر مرضا فى الطب النفسى
يدعى الإسقاط projection . بشار الأسد ، كما ألمحنا من قبل وإن فى سياق مختلف ، حالة
كلاسية تماما لهذا . حين تهدد أميركا بفرض المقاطعة عليه يقول إنها ستكون
هى الخاسرة . وحين تهدد باكتساحه عسكريا ، يقول إنها فى أزمة فى
العراق . وحين تضربه إسرائيل فى عقر داره ، كما حدث اليوم ،
سيقول إنها تعلن إفلاسها وهزيمتها فى الأراضى الفلسطينية . وهكذا
دواليك . يأخذ طوال الوقت على قفاه سهل المنال ، ولا يشعر أبدا أنه هو
الذى فى أزمة ! من هنا الزئير جاء ’ متعقلا ‘
’ حكيما ‘ ، ومعناها ابتلاع المهانة ، واللجوء استجداء
لقرار من مجلس الأمن يضاف لملفات الجرذ السمينة ، أو أقصد بالأرجح استجداء
لڤيتو أميركى آخر ضد ريچيمه الإرهابى الفاشل قاطع طريق الحضارة
المعاصرة ، حضارة الإمپريالية والصهيونية ، حضارة أميركا وبريطانيا
وإسرائيل ، حضارة الأنجلو‑يهود ،
شاء أم أبى ، هو وكل من لفوا لفه ، أو حتى من لم يلفوا . لا جديد فى ابتلاع الذل
والعار ، فبحكم التخصص ، الجرذ وأبوه اعتادا الزج بكل العرب لكل
الحروب ، بينما هما قابعان فى جحرهما ، يهمسان فى الخفاء فى آذان
الغير ، لا أكثر . ربما أقصى شىء أن سيطلق صرصور الله من بالوعته فى بيروت بعض
تصريحات حماسية تهدد إسرائيل بالويل والثبور وجلائل الأمور ، لكن الجرذ
نفسه ، المشغول بقفاه ومؤخرته الملتهبين ، لن يفعل شيئا . أو على
الأقل لن يخبرنا إذا كان هو بمثل هذه الجعجعة النحاسية الجوفاء ، كيف سيحمى
لبنان من إسرائيل ، طبقا لما يبرر به احتلاله له ، بينما هو غير قادر
أصلا على حماية نفسه ؟
على أن التفسير باختصار ليس أنهم
مخنثين ، بل فقط أنهم : سفلة ! ( مخنثون
من مؤلف كتاب ’ اضمحلال وسقوط الإمپراطورية الرومانية ‘ نقلا عن
انطباعات جنود الإمپراطورية عن أهل الشام . أما سفلة فهى من
عندنا ! ) . مع كل ذلك لا شك أن خطوة إسرائيل المفاجئة
اليوم ، حدث بارز حقا . ربما جاءت إحياء لطريقة خضة يوم العيد 6
أكتوبر ( فاكر ؟ ) بمناسبة
العيد الثلاثين لها ، لكنها قطعا الأولى داخل الأراضى السورية منذ 20 أو 21
سنة ( فاكر حكاية 79 / صفر ؟ ) . لكن يظل الأهم من كل هذا أنها بلا شك ستكون نقلة
نوعية فى تصعيد صراع الشرق الأوسط ، بالذات إن اشتد العزم ولم يعد مرتعدا
من أحاييل الديموقراطيين فى
واشينجتون ، ذلك كى يصل لنهايته المحتومة هو أيضا ، وهى القضاء على جبهة الرفض العربية‑الإيرانية ،
المعروفة أكثر باسم الدلع الشهير جبهة
الصمود والتصدى . على الأقل ستكون البداية لنهاية
الجرذ والصرصار وكمان الكلام من المربوط للسايب هناك فى قم ‑إيران .
ونهايتهم التى تعرفها شعوبهم جيدا أن ينهال كل أبناء الشعب السورى واللبنانى
والإيرانى على ذاك القفا المغرى بالنعال فى شوارع دمشق ، أو يدهسون
الصراصير عالية الصوت فى مخابئها فى بيروت ، أو يجرجرون الملالى من لحاهم
إلى المحرقة فى طهران .
مصر والسعودية ،
وكالعادة ، ستقفان على الحياد ، وكأن شيئا لا يعنيهما . فى معركة
الحضارة‑ضد‑التخلف لا يوجد شىء اسمه حياد . الحياد يعنى أن
تترك بشار الأسد وأمثاله يتمادون باسم الشعارات والثوابت فى تخريبهم للمستقبلات
العربية ، وإبعادنا عن سباق التنمية والانخراط فى التحديث والجلوبة
والعلمنة . منذ سنوات وسنوات وسنوات وسنوات ،
ونحن نتساءل فى هذا الموقع عن لماذا لا تبادر الطائرات السعودية والمصرية بقصف
القصور الرئاسية فى دمشق وبغداد وطهران وطرابلس والخرطوم …إلخ . نذكركم فى ذكرى يوم رحيله ،
أن السادات دخل فعلا بالجيش المصرى حربين حضاريتين أدب فيهما ريچيمى ليبيا
والسودان . وحين كنت أنا شخصيا مجندا فى الجيش كانت خرائط غرف العمليات
يكتب عليها العدو الغربى والعدو الجنوبى ، وكانت الدروس التى تقدم لنا تقول
ذات الشىء . وبالمناسبة لم يكن هناك فيها عدو ثالث لا شمالى ولا
شرقى . لا أعرف ماذا يكتبون حاليا ، لكنى قد أفترض أنه لم تطرأ تغيرات
ستراتيچية كبرى تكون قد غيرت ذلك ، وأن التغيرات الوحيدة عندنا نحن العرب
تغيرات إعلامية لا أكثر ! فى كل مرة كنا نقدم فيها ذلك
الاقتراح كنا نقترح الأولى تحديدا ‑دمشق‑ كبداية لمثل تلك الحرب لا
لشىء إلا لأنها الأخطر والأخبث والأوسع تأثيرا على السياسة العربية ككل
( يميل العرب عادة للنظر لصدام كمعزول وللإيرانيين كغير عرب لا يعنوننا
وللقذافى كمختل عقليا وللبشير كتافه ، لكنهم لا يجدون ‑أو قل لو شئت
لا يرون والفضل للتعمية الكثيفة من ريچيم الأسد‑ مبررا مشابها لتحييد
سوريا أو تهميش دورها الخطر ) .
يا سادة مصر والسعودية ،
دخلت الجيوش الأميركية بغداد ، وظللتم على ’ حيادكم ‘ ،
والغالب أن ستظلون على هذا الحياد حتى تدخل الجيوش الإسرائيلية دمشق ، هذه
التى طالما رشحناها لهذه المهمة من قبل ، وذكرنا حكاية الفناء الخلفى هذه مرارا وتكرارا وبالمزيد ، مشيرين دوما لأفضليتها
إن لم يكن أحقيتها الواضحة مقارنة بجيش أميركا . صدقونى ، أنكم ساعتها
ستولولون من القلب . … على فكرة ، وعلشان ما حدش
يفهم غلط ، أغنية فتاة التوابل السابقة والأكثر موهبة بينهن ، أغنية
عن الانحطاط صحيح ، لكنها أجمل من أن تكون نشيدا قوميا لسوريا الليوث
والأشبال المتباعثين المتعابثين ! …
… ارجع لمدخلنا الأصلى عن قانون محاسبية
سوريا … أو : ارجع لمدخل قديم
لنا عن بشار الأسد ملحق بإحالات لمعظم ما كتبناه عنه فى هذا الموقع … أيضا
هذه نسخة جديدة قد تكون أحدث من نص
قانون محاسبية سوريا … اقرأ نص شهادة چون آر .
بولتون من سكرتارية الدولة أمام لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس فى 16
سپتمبر 2003 … اقرأ نص شهادة العماد ميشال عون أمام ذات اللجنة ( بالعربية ،
بالإنجليزية )
فى 17 سپتمبر 2003 … زر موقع التيار الوطنى الحر على الغشاء ، أو
بالأخص منه السجل
المطول الهائل لجرائم سوريا فى لبنان … اكتب رأيك هنا [ تحديث : 8 أكتوبر 2003 : وانطلق
فعلا قانون محاسبية سوريا ، بعد أن أجازته لجنة العلاقات الدولية بالمنزل اليوم ،
وسط موافقة مسبقة علنية من البيت الأبيض بعدم عرقلته ، كما الماضى حين كان
هذا الأخير يمنى نفسه بأضغاث أحلام أن يصبح لبشار الأسد أو لأى عربى أو مسلم
عقلا غير عقله ] .
10 أكتوبر 2003 : كم من الجرائم ترتكب
باسمك أيها السلام ؟ هذا هو موقفنا
المعتاد من جائزة نوبل للسلام . ونميل أكثر لمنح الجائزة لأحسن حرب أو
أحسن إبادة ، نقصد أحسن محارب وأحسن مبيد . أليس القضاء على التخلف
والمتخلفين هو انتصار لقيم الحضارة والتقدم ؟ لماذا لا نرى بوش أو رامسفيلد
أو موفاز وقد فاز بها هذا العام . ثم أليست الحرب هى الأصل فى تحقيق السلام ، بالذات منه السلام العادل
والشامل والدائم ، ذلك المنبنى على الحقائق التطورية كما أرادتها لنا
قوانين الطبيعة ونظريات تشارلز داروين عنها ؟ لجنة نوبل لا ترى هذا الرأى ، أو قل لم تنضج بعد
لتقبل مثل هذه المفاهيم ، وإن كان من المؤكد أن هذا سيحدث يوما .
العكس بالضبط هو ما تفعل ، بل أخذت سلسلة من المواقف المشينة على مدى
الشهور الأخيرة بدءا من التهديد
بسحب الجائزة من شيمون پيريز تحت شعار ’ بالروح بالدم نفديك يا عرفات ‘ ،
أو مواقفها قبيل وخلال الحرب على العراق من أجل منعها أو وقفها ، طبعا تحت
شعار ’ بالروح بالدم نفديك يا
صدام ‘ . من هنا توقع الجميع
أن يكون الفائز هذا العام هو المجاهد الأكبر تحت هذا الشعار الأخير ، يوحنا
پولس الثانى ، بل وضع البعض رهانات بالملايين
عليه .
ما حدث اليوم
هو مفاجأة حقيقية : فوز شيرين عبادى
المعارضة الأنوثية feminist لريچيم ملالى طهران ، وأحد رموز عصر الشاه الحضارى ، حيث
كانت عامة نحن لا نعرف يقينا ما هى بالضبط معتقدات من
يعيشون تحت ريچيم يذهب للمشنقة بكل من يجاهر بعلمانيته . إلا أن قطعا
محامية تتحدث عن حقوق المرأة والطفل والعقيدة البهائية ، نعم حقوق المرأة
والطفل والبهائية ، فى ظل ريچيم إسلامى ( تخيل ! ) ،
لا بد أنها عقلية ذات شأن ما ، وقطعا امرأة ذات شجاعة فائقة . فقط نتمنى أن يكون التفسير أن
اللجنة فهمت أخيرا أن الحرب على الظلام والتخلف هى أفضل معنى ممكن للتقدم
والسلام . هل فهموا 11 سپتمپر بأثر رجعى ؟ هل الجائزة دعوة ضمنية لبوش
ورامسفيلد وموفاز لتخليصنا من ريچيم الثورة الإسلامية البغيض ؟ ولو كان ذلك
صحيحا ، هل نحلم فى العام القادم بفوز أحد المحاربين العظماء
بالجائزة ؟ أحلام يقظة ربما ، أو كما
قلت ، المفاجأة لا تزال تسيطر علينا ! اكتب رأيك هنا
7 أكتوبر 2003 : In
life, things do tend to evolve. They tend not to
arrive fully formed. بهذه الكلمات اليوم
أمام مؤتمر غير رسمى للنيتو اليوم كلورادو سپرينجز ، كان دونالد رامسفيلد
يتحدث عن الاقتناع التدريجى للحلفاء المتمنعين من قبل ، بالدخول والمساعدة
فى احتلال العراق . لكن ألا يمكن أن يكون قد كان يتحدث أيضا عن كيف تبنى
الإمپراطوريات . لا نجزم بما كان يدور فى ذهنه ساعتها ، لكن المؤكد أن
هذا موضوع يشغله منذ عقود .
السؤال إذا كانت الإمپراطوريات
’ تتطور ‘ و’ لا تصل كاملة الصياغة ‘ حسب كلماته ، فكم
سنة تحتاجها أميركا لبناء إمپراطوريتها كلية السلطة ومركزية القرار ؟
10 ؟ 20 ؟ 50 ؟ فقط نأمل ألا تكون الأخيرة ! باكرا اليوم كان رامسفيلد قد ألقى بسلسلة أحاديث ‑
بالأخص للإعلام الأوروپى‑ نارية السخرية ، استهان فيها بزميلته
كوندولييززا رايس ، ومن التشكيل الجديد قبل يومين
لما يسمى مجموعة استقرار العراق Iraq Stabilization Group ، المشكلة برئاستها
للتنسيق بين الوكالات الأميركية المختلفة ( اقرأ مثلا نص
حديثه المطول مع الفاينانشيال
تايمز ) . هذه الأحاديث أثارت ردود فعل واسعة ، لكن سرعان ما
خفض رامسفيلد من أهمية الأمر كله داعيا الجميع بطريقته الساخرة لمتابعة مباراة
مرتقبة لفريقه المفضل ’ شيكاجو كبص ‘ ، أو متابعة ما يحدث فى
كاليفورنيا ( قاصدا انتخاب
شوارزينيجر حاكما للتو ) . القضية الساخنة حقا ليست هذه ولا تلك ، ولا
حتى بحث الغر رايس عن دور بيروقراطى ( فكل الأشياء ، بما فيها
أسوأها ، يستغلها رامسفيلد بنجاح ساحق دائما فى التشويش الإعلامى عن نواياه
الحقيقية ) . القضية الساخنة حقا اليوم
هى التدخل العسكرى التركى المدعوم أميركيا وإسرائيليا فى العراق ، وهم
فرحون به لدرجة أن قرروا فورا
الاستغناء عن قرار جديد من مجلس الأمن ( أو لدرجة أن رايس برمتها ربما
استخدمت كضجة إعلامية للتمويه عن عمق تعويلهم عليه ! ) . ذلك التواجد العسكرى التركى قد يكون غلطة
كبرى ، إذا لم تكن شروطه السرية التى لا نعرفها واضحة وصارمة للغاية .
دائما أبدا فى رأينا المعيار فى أخلاقيات
القدرة هو مدى الولاء للمستقبل ، فما بالك إذا كان السياق الآن هو بناء
إمپراطورية ستقود العالم لقرون قادمة . الأتراك لا يكاد يرى المرء فيهم
شيئا كهذا ، فقط سلسلة لا تنتهى من الألاعيب والمزايدات السياسية لريچيميهم الإسلامى . فى
المقابل ذلك الولاء للمستقبل هو ما نراه بجد وإخلاص فى أكراد العراق ، وكل
الأكراد عامة ( ارجع لما كنا نكتبه أيام الحرب ، خاصة فى الجزء الثالث من صفحة الجلوبة وابحث عن
كلمة أكراد ، وقطعا ستجد حقائق مثيرة غير قليلة ) .
تخطئ أميركا وإسرائيل إن فسرتا
ولاء الأكراد الكبير للمستقبل ، وحماسهم فى إسقاط ريچيم صدام حسين ،
على أنهم بيدق ضعيف ، سيتم التضحية به على مائدة الصفقات السياسية فى نهاية
المطاف . هم يشتكون ( آخرهم ويلليام سافاير اليوم ) ، من أن مجلس الحكم يعض اليد التى
أحسنت إليه ولا تزال تطعمه ، ولا يلحظون أنهم أنفسهم يعضان إخلاص الأكراد
لهم . إنهما ‑أقصد أميركا والأهم منها ناصحتها زائدة الثقة
’ بالحليف التركى ‘ إسرائيل‑ تهدران بذلك واحدة من أكبر قوى
التقدم فى منطقتنا ، والتى كانت ستكون أعظم حليف لو منحت الپترول والثروة
فى دولة كبيرة قوية مستقلة عن كل من العراق وتركيا وإيران وسوريا ، وكل
المحيط العربى‑الإسلامى البدائى المنحط الذى يشد طموحات الشعب الكردى ‑المختلف
عنه ثقافيا بالكامل‑ للوراء . الشىء إللى موش قادرين تفهموه فى
الغرب لغاية دلوقت ، إننا كلنا فى العالم التالت عاوزينكم أنتم يا أميركا
تحكمونا . بس موش بالوكالة ولا بالنيابة ولا بالريموت
كونترول ، إنما بلحمكم
ودمكم . الأميركى أو الإنجليزى بالنسبة لنا رسول حضارة أعظم ،
أغنياء وأكثر تقدما وتقنية وذوقيات وبيتكلموا إنجليزى وكل حاجة . باختصار
عنده حاجة يقدمها أما إحنا ، عرب فرس أتراك أكراد أو أيا من كنا ، فكل
واحد منا فاكر أنه أحسن من جاره وإن هو إللى يستحق يحكمه . فهمتم إيه فايدة
ولا هيبة العسكرى الأميركى أو المستثمر الإسرائيلى على الأرض ؟ على فكرة
الرفيق پوتين أول
إمبارح بيحذر أميركا إن العراق هيبقى مستنقع زى أفجانستان ما كانت بالنسبة
للاتحاد السوڤيتى . مؤدب وما قالش ڤييتنام ، بس إللى موش
واخد باله منه إن الاتحاد السوڤيتى ما كانش عنده إللى يقدمه للناس غير
الفقر .
العراقيين غالبيتهم رحب
بالاحتلال لأنه شاف فيه المستقبل والرخاء والحرية والحياة النظيفة ، وبعضهم
بيحارب لأنه جاهل بالدنيا جارى فيها إيه ، ولسه مقتنع بحكاية عبيطة طول
عمرها ما كانت صح إنه خير أمة أخرجت للناس . لكن لو المحتل ده تركى ،
الكل بدون شك سيتفق على الموقف الثانى . ستعطونهم المهانة ولا شىء فى
المقابل . عاوزين رأيى : لو أميركا هتنبسط بالمواجهات الدامية إللى
هتشتعل بين الأتراك والعراقيين ، فربما كان من الأفضل إطلاق يد القوات
الكردية لاحتلال بقية العراق . وبرضه على فكرة كل ده كلام ما لهوش دعوة باقتراحنا القديم بحق أميركا فى فرض
ضريبة دفاع على كل الدول . يدفعوا فلوس ، يقدموا قواعد ،
يستضيفوا جيوش أميركا ، حد يروح لهم يتدرب ( زى ما عملت الأردن
المحترمة دائما أبدا ) ، أى حاجة ، إنما الاحتلال حاجة
تانى . موش أى عسكرى ينفع يتحط على الأرض ويبقى اسمه محتل . للكلام بقية بالتأكيد ، ولننتظر ونرى .
فربما تفاجئنا الجعبة الرامسفيلدية بخبطة بعيدة لا نراها الآن . أو ربما
يتضح أنهم لا يزالون يفهمون خطأ العقلية العربجية‑الإسلامجية . فقط
ما نود تذكيركم به أن الحلف الإسرائيلى‑التركى
الذى لا زلتم تبنون عليه نفس وكل الحسابات كما كانت قبل عقد كامل من
اليوم ، كان شيئا من إبداع اليسار الإسرائيلى ، ربما بدا مبهرا فى
حينه لكنه الآن لم يعد جذابا بالمرة بعد تأسلم تركيا … وأيضا لم يكن قد وقع
بعد شىء اسمه 11 سپتمبر . المؤكد أن ويلليام سافاير نسى هذه ، والأهم
منها تلك ، وربما لا يزال أيضا متجمدا عند التنميط القديم للأكراد كشيوعيين
يحركهم عبد الله أوچالان ، ذلك وهو يكتب اليوم ناصحا
البرزانى والطالبانى ’ باقتناص الفرصة التاريخية ‘ للتدخل
التركى . بئس النصيحة ! هل تعرفون بعد خذلانكم البرزانى
والطالبانى ، من سيبقى شخصية ذات شأن فى مجلس الحكم لا يلجأ للشارع
والمزايدات أو يسميكم بالاحتلال الذى سيرحل قريبا ، كما يفعل الكل
الآن : إنه فقط رجل بغداد الوحيد القوى أو الذى فى شخصيته شىء من
القوة ، إياد
علاوى ! أقول شىء من القوة ، لأنى حقيقة لا أرى أحدا بالقوة
الكافية التى تؤهله لحكم العراق من العراقيين .
على الأقل ، سيدى ، ليس برضوخ الأكراد
تحل مشكلة الـ neo-isolationism الأميركية التى تخشى منها ! المطلوب جوه أميركا حاجات أكبر بكتير ، لأن
إللى هيحصل فى العراق أكبر بكتير : الإرهاب المسلح سيزيد وسيأتى المجاهدون
من كل العالم الإسلامى ، إيران لا تخفى نواياها المباشرة وترسل بإرهابيى
حرسها الثورى أنفسهم ، والإرهاب السنى لا يحتاج لتأشيرة ولا لأوراق أصلا
فأبواب سوريا مفتوحة علنا وبحكم القانون لكل صاحب جواز سفر من العرب .
التحريض سيؤتى أكله قريبا ، وسيمتلك الدين الشارع العراقى وسينسى الناس حلم
التحديث العسير المقلق . مجلس الحكم نفسه سينقسم على ذاته ، سينسحب
أعضاؤه منه تدريجيا . وفى خاتمة المطاف سينخرطون فى حرب أهلية إرهاصاتها
قائمة بالفعل . شهر العسل انتهى ، أو
ببساطة : إما أن تقننوا الإبادة ،
أو تموتوا ! ما أعلمه أن هذا الأخير خيار غير وارد . وبعد : فقط قبل أى شىء افصلوا ‑أيها الأميركيون‑ الأكراد
عن كل شىء أو اعطوهم السلطة على كل العراق لأن لا ذنب لهم فى هذه الإبادة
المستحقة . ذلك الذى قلناه عن الولاء للمستقبل والتحديث عندهم يتأكد يوما
بعد يوم ، ويثبت أنه يجرى فى عروقهم ، وأنه لم يكن مجرد حيلة للحماية
من بطش صدام حسين ، وما أكثر من خدعوكم بحيلهم . هم قوم منفتحو
التفكير و [ طبقا للتليجراف
هم حاليا يرتدون عن الإسلام ويدخلون فى دين المسيح أفواجا ، إذن
فبالأحرى ] ما أسهل علمنتهم . ربما هم شعوب متواضعة الحال
حاليا ، لكن من المؤكد أنها لا تضع ثقافتها ولا تراثها حجر عثرة فى طريق
التحديث كما يفعل العرب والمسلمون صباح مساء بالروح والدم وحتى الموت .
إنهم لحد ما مروا بمرحلة أقرب للشتات اليهودى أو ربما لهم شبه ما بقصة الأرمن
الذين شاركوا هم فى ذبحهم يوما . كانوا أمة ذات بأس ، ومنهم صلاح
الدين سيئ السمعة مثلا ، وكانوا ذراع الأتراك الأيمن فى مذابحهم لمسيحيى
أوروپا ، لكن قرونا طويلة تالية دارت فيها الدوائر عليهم ، ربما غيرت
كثيرا فى أعماق بنيتهم الچيينية ، وجعلتهم ينظرون للحياة ولأنفسهم وللغير
على نحو مختلف . ( هل تفلح قرون قادمة من الإذلال الصريح والذبح
بالجملة للعرب فى تغيير چييناتهم ؟ لا نريد الخوض فى هذا ثانية
اليوم ! ) . النتيجة الأرجح أن ما نراه الآن فى الأكراد لا يبدو
قشورا مؤقتة ، إنما ولاء عميق للتحديث والمستقبل كبديل للماضى وأخطائه ومن
ثم مآسيه . أو على الأقل هى مفترق طرق حاسم فى تاريخهم ، لو اغتنمتها
الحضارة الأميركية لقطعت عليهم طريق الرجوع للماضى مرة واحدة وللأبد . أو هل تريدونها صريحة
محددة : أعطوهم پترول كركوك والموصل ، وحرروا بقيتهم من طغيان العرب
وأشباههم فى سوريا وتركيا وإيران ستحصلون على دولة سوف تنافس كوريا خلال سنوات
قليلة . أما الإصرار على وهم العراق الموحد فلن يؤدى إلا لمنافسة
رواندا ! طبعا فى
المقابل من نافلة القول أنهم فى كردستان المستقلة سيعطونكم ليس الولاء والإخلاص
والحب فقط ، بل أيضا الجيوش والأرواح ، وطبعا أعظم القواعد العسكرية
وأكثرها أمنا ، زائد موقعها الفذ الذى لا يبز فى غزو إيران وسوريا
المزمعين ، أو حتى لو قررتم غزو تركيا فى حال تمادى
الإسلاميين فيها واستمرار الجيش العلمانى على صمته الرهيب المريب . …
حتى الشيعة لا ذنب لهم أيضا . باستثناء حفنة
معينة من المجرمين المحترفين مثل الإمام الخومينى ، هم ككل شعوب طيبة
ومسالمة ، لا تسعى لجهاد أى أحد . بالعكس هى تميل للاجترار الذاتى
المتألم لفظائع ومجازر أهل السنة ضدهم منذ معاوية حتى صدام ، وكل أملها فى
الحياة أن لا تتعرض لمذابح جديدة . حتى جغرافيا هم أقرب لمنطقة عازلة buffer zone وسطية الخصائص تفصل ما بين إسلام السنة الدموى وبين ديانات الشرق
شديدة الصوفية والروحانية . وعامة يجوز القول إن طبقتهم الچيولوچية ترحب
بالتحديث والانفتاح والتعلم المتواضع من الغير . نعم الخامة البشرية
جيدة ، لكن فى التحليل الأخير تظل المشكلة طبعا أن الأمر لا يخلو من حفنة
من المجرمين المحترفين ( اسم الدلع لهم فى هذه الحالة هو آيات
الله ) ، يمكن أن يختطفوا مقدرات هذا الشعب لحقل التحريض الدينى .
بعبارة أخرى الخامة البشرية قد لا تكون بالأحرى جيدة بما يكفى لعدم ظهور أمثال
هؤلاء أصلا . الأكراد ربما شاركوا فى ذبح الأرمن يوما ، لكن على الأقل
ليست لديهم مثل تلك المشكلة !
إجمالا : حسنا تفعلون برفضكم لمبدأ الميليشيات
أو حتى التسليح القوى للشرطة . بعد تجربة أوسلو لا أحد يرغب فى أن ترتد
أسلحته إلى صدوره . ثقوا فى الپيش ميرجا ، لكن لا تثقوا فى العرب قيد
أنملة . ليس بالضرورة لأن جميعهم أشرار أو غير راغبين فى التحديث ،
إنما لأن خبرة التاريخ تدعو دوما لالتزام الحذر منهم ، أو حسب قول المصريين
الدارج ( وهى التعبيرات التالية مباشرة من حيث اتساع الاستخدام فى مصر
لعبارة ’ العرب جرب ‘ ) يقولون ’ العرب خوانين ‘ أو ’ العرب الغدر فى دمهم ‘ ،
أو أيضا حسب قول عرفات الشهير فى أحد مساجد چوهانسبيرج بعد شهور قليلة
منها : معاهدة أوسلو هى صلح حديبية فلسطينى . … قطعا آخر ما يتمناه المرء
الآن لسعة أوسلو أخرى : صلح حديبية عراقى . [ تحديث : 4 يناير 2004 : صدق
حدسنا ، أو بعبارة أخر لن يصح إلا الصحيح ، وحسمت أميركا أمرها لصالح
الأكراد . سوف تمنحهم الاستقلال أو درجة قوية منه ( بغض النظر فى كل
الأحوال عن هل سيكون بقية العراق موحدا لقومية واحدة هى العرب أم مقسما بين
مذهبين هما الشيعة والسنة ) ، زائد منحهم السلطة على منابع النفط
كاملة فى كركوك والموصل ، وأيضا مع التأييد الضمنى لما يجرى الآن على الأرض
من طرد العرب من كركوك وإعادتهم إلى من حيث أتوا ، هؤلاء الذين هبطوا عليها
كالجراد فى أيام صدام فى أسوأ عملية تطهير عرقى ، أكدت فى حينها ‑وكالعادة‑
حاسة الشم القوية لجراد يثرب نحو رائحة
الپترول . نعم ، هذا ما اتضح اليوم
أن ولاية بوش قد حسمت أمرها عليه . تهانينا لأكراد العراق ،
وقريبا لأكراد سوريا وتركيا وإيران المغتصبين جميعا من قبل المتوحشين العربجيين
أو الإسلامجيين ، تهانينا لهم بمستقبل مشرق مستحق ترعاه الإمپراطورية
الأميركية ، ويعززه عن كثب تعاون إسرائيل المكثف حاليا فى إعمار وتحديث كردستان
العراق ] .
[ تحديث :
24 يناير 2004 : الموقف المختلط للشيعة يفرز ما
يبدو أنه مشكلة كبرى من وقت لآخر . قبل قليل كانت هوجة مقتدى الصدر ،
و الآن
هوجة السيستانى . المرة دى العملية أكبر شوية لأنه ليس ذاك الشاب
المتطرف ، إنما كبير كبار الشيعة ’ المعتدل ‘ . يقول إنه
يريد انتخابات مباشرة فورا ، ويرفض الذهاب لمقابلة بريمر . طبعا كلنا
يعلم ما هو اسم اللعبة التى يلف ويدور الجميع حولها . إنه المادة الثانية
للدستور . هل دولة الإسلام هو ’ المصدر الوحيد للتشريع ‘
كالسعودية وإيران والسودان ، هل الإسلام ’ المصدر الرئيس
للتشريع ‘ كمصر ، أو تنويعاتها المحتملة مثل ’ مصدر رئيس
للتشريع ‘ أو ’ مصدر للتشريع ‘ ، أم مجرد الإسلام
’ دين البلاد المقدس ‘ دون إملاء التزامات قانونية محددة كأفجانستان
الجديدة ؟ ( ما يطبق فى
مصر لا يجعل الإسلام مصدرا لأى نوع من التشريع ، إنما فقط يمنع صدور تشريع
مخالف له . حتى هذا ثبت أنه كارثة ، وما نتمناه حقا للعراق دستور تقول
مادته الثانية إن العراق دولة علمانية لا تعترف بأية أديان ولا تسمح بإقامة أية
شعائر لها على أرضه . هذا هو المثل الحقيقى الوحيد للدولة العربية العصرية
الذى يمكن أن تضربه أميركا لنا ) .
السيستانى كهل ، وغالبا مصدر
الهوجة مساعده المباشر الموتور المدعو عبد
المهدى الكربلائى ، والذى كان يمارس حربه الخاصة هذه منذ
فترة قبل أن يفلح باستقدام اسم السيستانى نفسه للواجهة الإعلامية ،
والان يتحدث كأركان حرب المهم ، الأميركيون عقدوا
صفقة مع كوفى عنان ليقنع السيستانى . غالبا سينسى الجميع الأمر ، لكن هذا هراء ، فقطعا كل ذلك
سيتجدد ويتجدد . الشيعة يدفعون نحو الحرب الأهلية بنفس حماس السنة ،
متوهمين أنهم أغلبية وسينتصرون ، بينما الواقع أنهم سيبادون فى غضون شهور
على يد خبراء تنظيم القاعدة . وما كان يجب من الأصل السماح للخطباء أن
يفرضوا إلى هذه الدرجة سطوتهم ولو مجرد إعلاميا ، على السياسة وعلى مقدرات
الشعوب ، وهى جد لا يحتمل هزل المساجد أو جهل المنابر ، التى لا تودى
كلها إلا لخيار الإبادة . كل رجال الدين بيوت زجاجية ( اسألوا الجولدن جلوب عن كيف
ينظرون للأطفال ! ) ، وما كان يجب لأميركا أن تبدى أى احترام أو
هيبة لا للسيستانى ولا أى من أمثاله من المجرمين الدينيين المحترفين ، بل
أن تحقرهم وتشن حربا شعواء لتحطيم لصورتهم وكشف ماضيهم وعوراتهم وأهدافهم
الحقيقية ، وتلويث سمعتهم بشتى الطرق الممكنة المشروعة وغير المشروعة ،
وما أكثر كلتيهما وأسهله . نعم كل ذلك
سيتجدد ويتجدد ، لا سيما وإن حاول أحدهم ‑الكربلائى مثلا‑
إقناع آية الله العظمى أن صوره فى الملصقات تحمل شبها كبيرا من الإمام
الخومينى ! ] . … استنى شوية . الكلام لسه ما
خلصش !
عراقيون يحكمون العراق ؟ أى
عراقيين ؟ اثنان فقط بالقوة الكافية التى تؤهلهما لحكم هذا البلد شديد
الدموية فى السنوات العشر القادمة ، پول بريمر وصدام حسين . السبب
أنهما الوحيدان اللذان يملكان الموارد ‑والأهم منها الاستعداد‑
لإبادة واسعة النطاق لجميع خصومهما . كلنا يعلم أن الصراع بين الاثنين لن
يحل إلا بالبطش فالمزيد من البطش ثم أقصى درجات البطش ، ويقصد بهذا الأخير
السلاح النووى ، وبصراحة : على هذا النحو أفهم كلمة رامسفيلد evolve اليوم . أيضا كلنا يعلم من هو
الطرف الذى سينتصر فى النهاية [ بعد
أيام ذلك ليس كلاما مفتعلا أو من
عندياتنا ، بل هو نفسه ما يقصده كل من يسأل فى استنكار قائلا أليس فى
العراق كفاءات تحكم حتى تأتوا بعراقيين مستوردين ، أو من يقول إن ثمة فئات
مهمشة غير ممثلة فى مجلس الحكم ، إلى آخر تلك الاحتجاجات المتسمحة فى
الديموقراطية والتمثيل الواسع ورفض الطائفية …إلخ . هؤلاء وأولئك يقصدون
ببساطة متناهية صدام حسين وحزب البعث ، لكن يلجأون فى التعميم المضلل
والمداورة الخبيثة .
جهد خارق ومخلص هذا الذى تبذله
أميركا من أجل تحديث العراق وخلق نموذج مثالى منه بين البلاد العربية
والإسلامية . المرء لا يملك الإ التعاطف والإعجاب وحتى الأمل فى دأب أميركا
ومثابرتها وصبرها الفائقة الواثقة ، إلا أنه من قبيل الأمانة العلمية
والخبرة المعاشة لا مفر من القول إن هذه الجهود مآلها الفشل على الأرجح لأنها
تنسى حقيقة أساس : أن للعرب عقولهم التى تشتغل بطريقة تختلف جذريا عن بقية
عقول البشر . لا يفهمون ما يفهمه الغير ، ولا يقبلون بأية ثوابت أو
مفاهيم توافقت عليها بقية العالم فى مسيرة تطورها المتواصل ، بل لهم
ثوابتهم ومفاهيمهم الخاصة جدا ، والتى لم تتغير منذ عشرات القرون ،
وعلى الأرجح فات أوان محاولة تغييرها . فى البالوعة العطنة التى تزكم
الأنوف المسماة العقل العربى المحمى بچيينات بالغة الأصالة والتفرد ، تكمن
كل المشكلة . ومن الأفضل ألا تحاول أميركا فتح هذا العفن ، بل إغلاقه
إلى الأبد وتخليص كل العالم منه بذات الطريقة التى تعاملت بها مع الهنود
الحمر ، وبنت على رمادهم أعظم حضارات عالمنا المعاصر . على أنه لو تحدثنا بكلام أكثر
تحديدا ، أو بكلام يبتعد أو يؤجل حديث الإبادة الذى يقول إن لا بديل لها
لشعوب يختطفها التحريض فى لحظات وينسيها كل مستقبلها ، سنجد على الأقل ‑وبإمكاننا
ضرب عشرات الأمثلة الأخرى‑ أن فى عقليتنا العربية ، ومن افرازاتها
بالطبع حياتنا السياسية ، أن كل شىء مشخصن ومقبلن ومعشرن . كيف
لأميركا أن تتأقلم مع وضع كهذا ؟ نحن لسنا كالغرب يمكن أن يصبح فيه شخص
أقوى رجل فى العالم بقوة الانتخابات ( التى هى ترجمة لقوة الحزب وقوة
الفكر ) ، أو حتى بقوة المال . هنا أنت تنتمى لعشيرة
معينة ، وقوتك تعتمد عليها لا على شخصك ولا على مواهبك ولا على حزبك ولا
على أموالك . ربما فى مصر الحال أفضل قليلا . ليس لدينا عشائر قوية أو
حتى واضحة ، من ثم طفر مثلا أخيرا كلام عن أن جمال مبارك لا يصلح رئيسا
للجمهورية لأنه ’ ضعيف ‘ . والمقصود أنه ليس قائدا فى
الجيش ، بينما كل رؤساء الجمهوريات حتى الآن قادة من الجيش . هذا لا
يعنى أن مصر دولة مؤسسات كما الغرب ، أو أنها خالية حتى من التفكير
العشائرى ، حتى وإن لم يعد يتدخل فى أمور كبرى كهذه . فقط هى تنويعة
على نفس الفكرة المعتمدة عربيا . لا الكفاءة ولا المال ولا حتى لو فزت
بالانتخابات ، ستجعلك قويا بما يكفى للجلوس على كرسى السلطة ، إنما
تحتاج لمساندة العشيرة الوحيدة ذات القدرة فى البلاد ، عشيرة الجيش ،
ولا يمكن أن تجلس أصلا على الكرسى إن لم تكن منها ومنحتك دعمها الكامل .
وطبعا كما نقول الإجماع أهم من كل
شىء !
أيضا كلامنا ذاك ليس موقفا من
مجلس الحكم . هم كما قلنا كثيرا ، وبغض النظر حتى أن أميركا قد حشدته
أصلا بأناس معادين لها من أمثال المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب
الدعوة ، فإن عامة ليس بهم سوى مشكلة واحدة ، هى توهمهم الزائد فى
قدراتهم ، واعتقادهم أن بإمكانهم حكم العراق بدلا من أميركا ، أو أنهم
لو تولوا مسئولية الأمن فسيقضون على صدام وفلوله ، بينما ما سيحدث هو العكس
بالضبط ، إذ سيفتك بهم جميعا وبكل قوات شرطتهم واستخباراتهم فى
ساعات .
عدا تلك المشكلة
الوحيدة ، هم جميعا أناس مخلصون وربما أكفاء تقانيا أيضا ، وبالعكس
لربما فعلوا أشياء رائعة لو أن الظروف مختلفة . فقط وببساطة هم أناس طيبون
لا قبل لهم ببحور الدماء التى لا مفر من إراقتها فى السنوات القليلة
القادمة . [ انظر كاريكاتير الشرق
الأوسط المجاور الذى عمم بعد نحو 40 يوما من كتابة هذا الكلام ، ذلك
بمناسبة قرار التخلى عن الحكم الأميركى المباشر وتسليم السلطة للعراقيين بحلول
يوليو 2004 ، والواضح أنه كاريكاتير يغنى عن أى كلام ! ] . وعلى فكرة ، عاوزين تعرفوا إيه حكاية لغز أسلحة الدمار الكتلى ؟ موجودة فى الحفظ والصون . بس استنوا لما يطلع الأمريكان تحت
ضرب الهاون والمتفجرات والآر بى چيه وصواريخ الطيارات إللى ع الكتف
والانتحاريين . ساعتها هيظهر البيولوچى والكيماوى لأنها مصنوعة مخصوص علشان
الأكراد والشيعة ، موش معمولة للأمريكان إللى ممكن يردوا التحية بأحسن منها ! ده صدام يا با ، موش بن لادن إللى بيفرقع
علشان يدخل الجنة . صدام يعنى تلميذ چيڤارا وكاسترو وماو ،
وهيفضل يحسبها كويس لغاية آخر لحظة ( طبعا إذا كنت بتعتبر ده أو دوكهم حساب
كويس ! ) . بكلمات أكثر صراحة : بالنسبة لصدام كل شىء حتى الآن يسير حسب الخطة ، بما فى
ذلك ترك الأميركيين يحتلون العراق . المقاومة فكرة بعثية قديمة ، منذ
أن
[ تحديث :
2 نوڤمبر 2003 : دول الجوار العراقى كانت كمن ’ أعطى القط مفتاح الكرار ‘ ، حين اختارت سوريا كدولة مضيفة ، فبدلا من أن تدعو العراق
رسميا وبلياقة واحترام وقبلها بوقت كاف للاستعداد وتجهيز الملفات ، راحت
تغرق الجميع كعادتها الأزلية فى تماحيك شكلية ، من قبيل أنها لا تملك مثل
هذه الدعوة من مجرد توافق دپلوماسى ، إنما هى فى حاجة لقرار رسمى من وزراء
المؤتمر ، وهلم جرا ، ذلك بدلا من أن تنصاع ببساطة وهدوء لرغبات الدول
صاحبة المؤتمر . حتى إيران لم تكن لتتصرف بمثل هذه الوضاعة . وحسنا
فعل العراق برفضه الحضور . طبعا كل هذا شىء ، وأن قرارات
المؤتمر نفسه التى صدرت اليوم
شىء آخر . فالواضح أن الكل فى كفة وسوريا فى كفة ، ذلك أنها الوحيدة
التى يتملكها أكثر من الجميع هاجس الاحتلال الأميركى الوشيك لأراضيها ( فقط
لا نعرف بالضبط ما هو موقف مصر الحقيقى . يقولون أن أميركا عادت لتكلفها
باشياء ، وربما [ تحديث : 5 نوڤمبر 2003 : إدروجان رفض اليوم
مقابلة شارون . هذا يحقق كل ما توقعناه ، ويمثل لطمة سيئة لكل من ظلوا
يعولون حتى اللحظة على أن تركيا لم تخرج كلية عن الحلف الحضارى ، بمن فيها بطلنا
الكبير فى الكتابة ويلليام سافاير أعلاه ] .
[ تحديث :
6 نوڤمبر 2003 : انكشفت علنا حقارة الموقف السورى على نحو صريح من خلال حديث أجرته الشرق
الأوسط أمس
مع الشمطاء المدعوة بشرى الكنفانى الناطقة باسم الخارجية السورية . لم
توارى أو تدارى ، وقالت إن دمشق لم تكن تريد للعراق أن يحضر أية
اجتماعات . رد جلال طالبانى اليوم
جاء قويا باطشا ، مبررا رفض حضور هوشيار زيبارى ، بأنه رد على الوقاحة
السورية وتدخلها الأخرق فى شئون العراق ، وطبعا كرر البديهية التى يعرفها
كل صبى عبر العالم ، وهى أن سوريا تحترف الحسابات الخطأ دائما أبدا . ما لم يقله الرئيس الدورى لمجلس
الحكم عن سوريا إنها لا تشعر بخطأها أبدا ، وأنها تذكرنا فقط بحليفها الضفدع الأخنف الجعجاع حسن نصر الله ، ( الأضحوكة الذى هدد قبل عام بالضبط بمحو أميركا من الوجود لو
’ لمست ‘ العراق أو بلد عربى آخر ، هل تذكر ؟ ) . هذا
الضفدع البيروتى ، مثله مثل الضفدع الدمشقى ، تغلى الماء من تحته
بالتدريج ولا يقفز منه أبدا . فقط يصرخ بصوت أعلى وأكثر خنفة ! أليست هذه الحقيقة العلمية الطريفة
تستحق التأمل ، إن كنتم تبغون حقا فهم أعجوبة عصرنا وكل العصور
الأكبر : العقل العربى ! … أيضا انتظر رأيك أيهما أفضل
تسمية الضفدع الأخنف هذه أم تسميتنا السابقة صرصور الله أو الجدجد cricket البيروتى . كلاهما
عالى الصرير وبيتنطط زيادة عن اللزوم ، لكن حكاية المياه المغلية دى تستحق
علينا مراجعة للذات ، كمان الضفدعة طرية بتندهس أو تنفعص أسهل ،
بالظبط زى إللى بيحصل لعم نصر الله طول
عمره ، موش كده ولا إيه ؟ ! ] .
[ تحديث :
20 نوڤمبر 2003 : القاعدة تضرب بهمة وفيرة فى إستانبول . فجروا معبدين يهوديين
السبت قبل خمسة
أيام واليوم
فجروا القنصلية البريطانية حيث قتلوا القنصل ، وكذا فجروا مقر بنك HSBC البريطانى فى المدينة . كل التعليقات ‑ولما أقول كل
يبقى قصدى كل‑ موش مرتاحة من بن لادن لأنه ابتدأ يضرب عرب ومسلمين .
طبعا لو بيضرب مسيحيين ويهود ( وياپانيين زى ما قال الأسبوع
ده ) ، يبقى ما فيش مشكلة ، لكن قتل الموحدين بالله حاجة
تقلق ، أو على الأقل عاوزة حبة توضيح من صلاح الدين الجديد زى ما بيسموه فى
الإنترنيت . بس هيه إيه بالظبط الحسابات بين
فضيلة الشيخ بن لادن وفضيلة الشيخ إردوجان ؟ بصراحة حسابات فوق
مستوانا . لو صحيح إستانبول والأتراك مجرد هدف سهل ، تبقى الحسابات
تحت مستوانا ، وما تستحقش التعليق برضه !
بس إللى أعرفه إن لو البلد علمانى
بجد ، تبقى المشكلة هل يكون هناك صوت أصلا للإسلام معتدل أو متطرف أو لا
يكون . لكن لو هم إللى بيحكموا ، وأفكار الإسلام شىء مسلم بيه من كل
الناس ، يبقى الطبيعى نلقى ألف تيار وتيار أكثر تطرفا بيناقشهم على نفس
الأرضية المعترف بها من كل المجتمع دى ، وطبعا هيكسب لأن منطقه أقوى ألف
مرة ومتماسك جدا وبيقول الإسلام الصحيح هو ما بين الفتح وموت الرسول ، ما
قبله منقوص وما بعده انتقص من جديد ( فاكر المناقشة دى ؟ ) ،
وبعد كده الحكومة تتأسلم أكتر وأكتر علشان تثبت للناس إنها ضد الإرهاب موش ضد
الإسلام . ما حدش عاوز يتعلم ، رغم إنها حصلت عشرين مرة قبل
كده ، وفى أول مرة منها دفع السادات حياته ثمنا لهذه الغلطة : أسلموا المجتمع تحصدون الإرهاب . أرهبوا
المجتمع تحصدون الإسلام . وهكذا الدائرة الجهنمية ! استنى !
بكده نكون فهمنا شوية حسابات بن لادن السرية مع إردوجان . ما حدش بيحب
السياحة فى بلد كله ستات محجبات . دى رسالة إردوجان للعالم . ما حدش
بيحب السياحة فى بلد كله انفجارات . دى رسالة بن لادن للعالم . بكده
الحلف واضح جدا . ربما صامت ، ربما لم يتقابل أطرافه أبدا ، لكن
واضح . والضحية الدخل الأساس لبلد أتاتورك
العظيم . وخليك نايم على ودانك يا چنرال أوزكوك ! بس فيه حاجة مهمة . الشىء
الجديد الوحيد إن القاعدة بتعلن لأول مرة مسئوليتها عن الجهاديات ، ده من
خلال الشريك المحلى إللى هو منظمة إسلامية متطرفة محلية مغمورة كان يعتقد أنه
سبق القضاء عليها . حاجة وحشة يا جدع . ما تسيبوا الجعيرة ، وحتى
الأخ المسلم ( الرفيق سابقا ) حسنى محلى بتاع البى بى سى العربى ، يصوروا لنا الموضوع على أنه كله لعبة موساد ! حتى أسامة الغزالى حرب
مذيعينها القاهريين لأ ، بس على مين ؟ أنا
رأيى إن الموساد هو ذات نفسه إللى
مخليهم يعترفوا بالعمليات . عارف ليه ؟ مؤامرة علشان ما نشغلش مخنا
ونبقى أغبياء ويغلبونا ! ] .
22 أكتوبر 2003 : كشف النقاب اليوم
عن بعض التقنيات الجديدة المزمع استخدامها فى ملاحقة العناصر الإرهابية فى
العراق . الصدارة بالوونات مراقبة جديدة خارقة الإمكانات ، أو ذكور
النحل drone الپريديتور التقليدية المزودة بأسلحة حاليا ، وليس مجرد
كاميرات كالأيام الخوالى ، كلها تنخرط فى نظام مراقبة كامل من الحواسيب
الأرضية التى تحلل تلك المعلومات الهائلة ، وتوجه على الفور القوات على
الأرض لملاحقة الأهداف قبل أن ترتكب ما خططت له . القوات الجوية والجيش ، لم تردا الكشف عن
تفاصيل أكثر ، لكن من الواضح أن وولفوويتز هو العقلية التخطيطية وراء
التعجيل بدفع عشرات التقنيات الجديدة للحقل ، وجعل المختبرات تتجاوز حتى عن
بعض الاختبارات الضرورية على أن تتم لاحقا بعد دفع المخترعات فعليا لخطوط الإنتاج .
الكلام يشمل كل شىء تقريبا بما فيه تغييرات كثيرة فى أزياء الجنود الأفراد
وتجهيزاتهم الشخصية ، والتكلفة مئات الملايين من الجنيهات ، والزمن
المحدد لدخول غالبيتها ها الفعلى للخدمة هو ما بين ثلاثة أو أربعة شهور على
الأكثر من الآن . أو كما يقولون نحن نواجه عدوا لا يحتاج لأكثر من أن يلقى
على جانب الطريق شنطة پلاستيكية أثناء سيره ، وعلينا أن ننمى ما سوف يمنعه
من فعل هذا ! صحيح هم لا يقولون الكثير ، لكن يظل بوسع
المرء تخيل بعض التقنيات التى يجرى تنميتها حاليا . ما المانع من زرع
رقاقات داخل أجساد المقبوض عليهم دون أن يشعروا ، ثم إطلاقهم بحيث يسهل
تعقبهم وتعقب ما يجرونه من اتصالات ولقاءات ؟ ما المانع من تنمية عقاقير
خاصة تسهل الاعترافات بلا مجهود من السائل أو المجيب ؟ ما المانع من تنمية
أشعة تكشف المواد المتفجرة عن بعد ، أو حتى من الفضاء ؟ ما
المانع ؟ ما المانع ؟ لا توجد أى موانع ! … كما قلنا ألف
مرة : إن فشلت التقنية ، فالحل هو المزيد من التقنية ! اكتب رأيك هنا
4 نوڤمبر 2003 : على هامش المشهد العراقى يلفت النظر وسط التصاعد الهائل
لعمليات الإرهاب المسلح ، وقائع اختطاف و / أو قتل القضاة المكلفين
بالتحقيق فى جرائم الريچيم السابق ، بالأمس
فى النجف واليوم فى الموصل . هذه الوحشية المخيفة تقول إن إذن ريچيم
صدام لا يزال حيا ويركل ، وله يد طولى هائلة فى إشاعة الرعب ، وأنها
لن تتورع فى فعل أى شىء فى سبيل مآربها . الوحشية عندهم بلا حدود ،
والقتل بدم بارد من على بعد سنتيمترات . بينما عند من يستخدمون القنابل
النووية القتل من على ارتفاع كيلومترات ، ولا يستطيع الطيار أو الچنرال
بالضرورة ذبح دجاجة . حتى القائد النازى فى قائمة
شندلر لم يقتل قط ‑ومهما تطورت الأحداث‑ أى يهودى حدث وأن اقترب
منه لمسافة أمتار أو أن رأى وجهه أو وجهها لمرة واحدة . هذا هو الفارق بين
القتل من أجل المبادئ والمثل والارتقاء بالعالم ، وبين القتل من أجل
القتل ، لذة الدماء الشهيرة تاريخيا تلك عند العرب والمسلمين . فى ضربة معلم روعت الفوكس نيوز العالم قبل
أربعة أيام بشريط ڤيديو مدته 23 دقيقة عما كانت تفعله الميليشيات
المسماة فدائيى صدام فى خصومها المعتقلين ، من تقطيع أجزاء الجسم قطعة قطعة
بدءا من الأصابع فاللسان والاذنين مرورا بالخصيتين والقضيب انتهاء بجز الرأس
نفسها عن الجسد ، أو إلقاء الضحية برمتها من ارتفاع عدة طوابق . متعة
ما بعدها متعة ، عروبية‑إسلامية أصيلة ، يقف وراءها إحساس أصيل
بأنهم الأشراف أهل البيت وسدنة الكتاب وخير أمة أخرجت للناس ، وهو شعور لا
يمكنك نزعه منهم إلا بالإبادة . ويقال أن صدام كان يأمر بتوثيق كل عمليات
التعذيب والقتل ليس فقط ليتفرج عليها إن أراد إنما لذاكرة التاريخ . إن كل
تهاويم الحزب الديموقراطى أو غيره فى انتقاد الحرب وفى استجداء الأصوات ،
تلغيها خبطة واحدة من العم الكهل ميردوك ! ( زر الصفحة الخاصة
بالشريط على موقع فوكس نيوز بها عرض واف له وكذا يمكنك منها مشاهدة مقتطفات
منه … أيضا هذا نص لحوارات وتعليقات القناة السابقة واللاحقة عليه …
للمزيد من أفلام هذه النوعية يمكنك الاشتراك مثلا على أن ثمة وجه حسن لجرائم قتل القضاة : أنها
حلت اللغز طويل المجرى وراء من يحرك الإرهاب فى العراق . شكرا صدام ! إذا كان صدام وعصابته ، قد اختاروا بنذالة
منقطعة النظير أن يفعلوا ما يفعلون ، دون إعلان مسئوليتهم عنه ، فقتل
القضاة يتحدث عن نفسه لأول مرة . حتى جحافل ’ المجاهدين ‘
المسلمين المتقاطرة على العراق ، لم يعد مستبعدا أنها تقيم فى الضيافة
الكريمة التقليدية لصدام حسين واسع الموارد المالية والتسليحية ، بينما كل
المطلوب منهم أن يكونوا قنابل انتحارية ، لا أكثر . لقد تكون
الحلف ، وصفقة من هذا النوع مريحة لكل الأطراف ، بالذات لو كان
البعثيين الجديد قد رفعوا نسبة الرطانة الإسلامية فى خطابهم بعض الشىء توطيدا
لأركان هذا الحلف المقدس ( طبعا كل هذا إلى أن يتم طرد الأميركيين ويبدأون
هم فى قتل بعضهم البعض ) .
ربما يصعب تحديد حجم المجاهدين المستوردين ،
وبعض العراقيين يدفع بأنهم حتى الآن محدودين للغاية ، وأن صدام بتأسلمه وجد
ما يكفى من الانتحاريين من صفوف العراقيين أنفسهم يلبون نداءه لجنة الخلد .
لكن ما لا يمكن تخيل عكسه ، هو أمر هذا الحلف ، أو أن الوضع الأولى
للاجتهادات المستقلة العشوائية للإرهاب لا يزال قائما . بل من الصعب حتى
تخيل أن صدام شخصيا خارج الصورة . المنطقى أن أركان حربه شكلوا قيادة جديدة
لحزب البعث بعد أن فقد القائد الهمام مصداقيته بالهزيمة وبعد مصرع آخر
سلالته . لكن بالقياس على مصر التى لم يستنكف الزعيم الخالد عن مواصلة
حكمها بعد هزيمة 1967 المهينة للغاية ، ستجد أن كل الاحتمالات
مفتوحة . ده عرفات يا ناس موش عاوز يسيب ولا عسكرى واحد لأبو مازن أو لأبو
العلاء ، خايف بدل ما يضربوا إسرائيل يروحوا يضربوا حماس ! إذن المؤكد
شىء واحد ، أن صدام لا يمكن أن يكون قد حول كل تلك الأموال والأسلحة لأركان
حربه ، ومدد ظهره مستمتعا بالفرجة على النتائج . كل الخيوط لا تزال
بيده شخصيا ، ومستعد أراهن ! الإرهاب بات منظما وخطيرا ، لكن هذا لا يعنى
الندم على قرار حل الجيش ، فالحداثة هى الحداثة ، والاقتصاد الحر هو
الاقتصاد الحر . كذلك لا يعنى أن الحل هو نقل مسئولية الأمن
للعراقيين ، فالمؤكد أن ستسوء الأوضاع أكثر آنذاك ( سيفترس مقاتلو
البعث الشرطة العراقية افتراسا فى مكاتبهم ، وسنتوقع من الفوكس نيوز فيلما
جديدا يضع فيه فدائيو صدام أحمد الشلبى حيا على المائدة ويمزقون لحمه الطرى
بأيديهم العارية ويتناولونه نيئا ) . إنما الحل إبادة المدن التى
تأويه ، وتجاهر بهذا فى فخر . حتى إقامة الأسوار حولها ، كما حدث
مع العوجة موطن رأس صدام حسين قبل
ثلاثة أيام ، لن يجدى إلا كتمهيد للإبادة ، فقد علمنا الفلسطينيون
أن ثمة حلا على المجرى الطويل اسمه الأنفاق ! كما قلنا قبل قليل اثنان
فقط مؤهلان لحكم العراق فى السنوات العشر القادمة ، پول بريمر وصدام
حسين . والسبب أنهما الوحيدان اللذان يملكان الموارد اللازمة لإبادة واسعة
النطاق لأعدائهما . أما ما عداهما فلا تعولوا كثيرا . لا بأس ! جربوا الأسوار إن
شئتم . لكن على الأقل ارفقوها بتهديد بسيط بالإبادة ! يعنى أنت عاوز إيه بالظبط ؟
إبادة الفلوجة ؟ إبادة المثلث السنى ؟ أنا عارف إجابتك يا بتاع بعد‑الإنسان :
إبادة كل سكان العالم التالت لن تؤثر كثيرا فى اقتصاد الأرض . ولا أقول لك
أحسن : بلاش كتابة فى الإبادة خالص . هتجيب لنفسك الكلام .
هيقولوا عليك دموى وسفاح ، وأنت يا عينى ما تعرفش تدبح عصفورة .
مستعجل ليه ؟ هى هتيجى لوحدها . العرب ما لهومش حل غير كده . أنت
موش متأكد إن لا يمكن هيقبلوا بأى حاجة أقل من استعباد كل العالم وفرض الجزية
عليه ؟ وكمان أنت متأكد إن الأمريكان دايما يجيلهم وقت ويفهموا ؟ طول
عمرهم كده . موش ده كلام تشرتشل ؟ بيفهموها لكن متأخر ، وبعد ما
تكون أرواح بقية العالم طلعت . وإيه يعنى لما تطلع أرواحنا ؟ ما هى
طالعة طبيعى ! اكتب رأيك هنا
6 نوڤمبر 2003 : قرار رامسفيلد
بإرسال المارينز والحرس الوطنى وغيرها اليوم ،
ليس جديدا . هذه توصية سابقة للكونجرس قبل شهرين غطيناها فى حينها .
انتظروا البقية وأهمها ‑أيضا من ذات التقرير المقصود‑ بناء
الامپراطورية لفرقتين كاملتين كما رأينا اقترحت لجنة الكونجرس . وعلى فكرة
موش كل عضو فى پرلمان زيه زى التانى . الناس المهمة العليمة هى إللى بتشتغل
فى اللجان المتخصصة وشبه السرية ، وبتوع التصريحات السخنة دول إلى بيقفوا
فى اللوبى البرانى ، نواب السلم إللى شغلتهم التصريحات الصحفية ! هذا يعنى أن لا علاقة للقرار بمسلسل الأحداث الدامى
على مدى الأسبوع الماضى بدءا من الهجوم الوحشى على مقر الصليب الأحمر وغيره الذى
أسقط قرابة 35 شخصا يوم
27 أكتوبر ( أول رمضان ) . ثم بعد
قليل ظهور الاتجاه لتأسيس استخبارات عراقية لأنها ستكون أفيد من قوات
شرطة سيفترسها كما لو كانت حملانا جريحة عملاء صدام مهما بلغ شأن
تدريبها . ثم أخيرا اسقاط الهليكوپتر التشينووك ومصرع 16 أميركيا فى
الفلوجة قبل
أربعة أيام . المستقبل يؤشر لاستخدام مزيد من القوة الأميركية ،
سواء بقوات أشد بأسا ، أو بالاستخدام الأكثف للنيران والقصف .
العراقيون ليسوا مرشحين لأدوار أكبر إلا لو أثبتوا فائدتهم فى
الاستخبارات ، عدا هذا فلا شك أنهم سيعانون من تهميش أكبر ، مهما
تكاثفت التصريحات لتعدهم بالعكس . اكتب رأيك هنا [ تحديث : 9 نوڤمبر 2003 : لم تطل توقعاتنا ، وبدأت واشينجتون تفكر بالفعل فى تغيير مجلس
الحكم . قصة الواشينجتون پوست بالأمس
لا تذكر تفاصيل . لكننا نقول عن الشىء المنطقى أن العراق فى حاجة لمجلس
استشارى أو نوع من الپرلمان المصغر المؤقت ، زائد لجنة تنفيذية صغيرة
الحجم ، محددة الرؤية ، وهى فقط التى تمنح سلطات أوسع لو دعت
الحاجة ، والأفضل أن تعقد اجتماعاتها برئاسة بريمر ، أو أن يرأسها
فعلا ، وذلك على الأقل لأسباب تتعلق بسرعة الحركة والحسم فى
القرارات . هذا طبعا إذا لم نكن نريد المزيد من تكويم طبقات الكريمة الكاذبة
على الاحتلال وكأنه سبة ، أو كأن العرب ‑مع الفارق الحضارى الشاسع
للمقارنة‑ ليسوا هم أنفسهم أصلا احتلال لكل ما يحمل حاليا لافتة البلاد
العربية ! القاذفات المقاتلة إف 16 قصفت
تكريت بالأمس
بالقنابل الثقيلة . أرميتيچ يعلن اليوم ( هنا
أيضا ) العراق منطقة حرب war zone . البقية
تأتى ، وكل الخيارات مفتوحة ، والمنطق يقول إن أميركا ستستخدم كل ما
يحتاجه الأمر لاستئصال قوى قطع الطريق والقرصنة من عالمنا ، بل ويقول أيضا
إنها موحدة فى هذا الشأن ، ودعك حتى من كل ما يقوله بعض نواب السلم الخارجى
للكونجرس من الحزب الديموقراطى ] .
[ تحديث :
16 نوڤمبر 2003 : السخونة تشتعل وتشتعل
وتشتعل ، أو بمصطلحات القوات الأميركية فى العراق Operation:
Iron Hammer
وOperation: Ivy Cyclone وOperation: Ivy Cyclone Two . أميركا عادت اليوم لاستخدام
الصواريخ الموجهة ساتيلايتيا لأول مرة منذ انتهاء العمليات الكبرى ،
والجحيم عاد ليتساقط من السماء بالقنابل الثقيلة ، وهلم جرا . المفارقة أن يأتى هذا فى نفس الوقت
بعد
24 ساعة فقط من إعلان خطة التخلى عن الحكم الأميركى المباشر وتسليم السلطة
لعراقيين لا يعرف أحد أى شىء عنهم وسيفترسهم أذناب صدام فى يوم واحد ، ذلك
فى أول يوليو 2004 ، وطبعا ستؤدى تقليص بريمر لمجرد سفير لأميركا . ما يعنيه هذا ببساطة أنها خطة وهمية ساذجة غير مفهومة ولا يمكن أن
تشتغل . ومن غير المعروف حتى الآن ما هى ضمانات أميركا لأن تظل هذه حكومة
دمية ، لا ينبت لها أنياب ومخالب تحت ضغط التحريض المضاد ، فتصبح
بالعكس دمية فى يد صدام حسين وعمرو موسى .
كل ذلك حتى وإن أكدوا بوضوح تام
الفصل بينها وبين سيطرة التحالف على كامل المجال الأمنى ، وأن سحب القوات
لن يتم وغير مرتبط بالمرة بالشأن السياسى ، بل ربما يزيد . أى شأن
سياسى ؟ لا نملك سوى تكرار كلمتنا أعلاه :
عراقيون يحكمون العراق ؟ أى عراقيين ؟ اثنان فقط مؤهلان لحكم العراق
…إلخ . [ اقرأ حديثا لاحقا مطولا بعد
خمسة أيام للرئيس بوش مع عبد
الرحمن الراشد شيخ توضيب الشرق الأوسط هو الأول من نوعه
مع الإعلام العربى مستحق لأفضل صحفنا العربية إطلاقا ، وهو رأينا فيها من سنوات طويلة وأكثر وأكثر .
إنها صحيفة حتى وإن لم ينتم معظم من فيها لمعسكر اليمين الحضارى الحقيقى ،
فالمؤكد أنها أقل بقعة فى الإعلام العربى يسارية وشعاراتية ، أو قل إن هذا الميل
محكوم بعض الشىء فيها ( هل تذكر اقتراحنا
الغر بأن كان يوجه بوش هذا الحديث لقناة العربية يوم افتتاحها ؟ حسنا
أنه لم يفعل ، باعتبار ما كان بعد ذلك من هذه القناة ، وطبعا مع
ملاحظة انتماء الاثنتين ‑الجريدة والقناة‑ لمؤسسة
واحدة ) . المهم ، تقريبا كل الحديث دار المسألة المذكورة ،
نقصد تسليم السلطة للعراقيين . أيضا اقرأ انطباعات الراشد نفسه الشخصية عن
الحديث فى اليوم
التالى ، وبها كلام جيد عن ’ التراجع عن دوغمائية الديمقراطية الغربية التي يصعب تطبيقها
في مجتمعات الأمية ضاربة فى أطنابها واقتصاداتها مهشمة وقبليتها وطائفيتها
متجذرة ‘ ، لا شك أنه أيضا نقد لسذاجة
العقلية الغربية يطابق الكثير من كلامنا
القديم ] . …
ذات يوم
انقلب قطار سريع ومات كل ركابه . بعد قليل وجدوا صعيديا يغط فى النوم وقد
وضع رأسه على أحد قضيبى السكك الحديدية . نكتة لا أعرف إن كانت موجودة فعلا
أم من تأليفى ، لكن المؤكد شيئان : أن مثلها كثير عن سكان الجنوب فى
مصر ، وأنها لا تنطبق على أحد ‑بما فيه الصعايدة‑ قدر انطباقها
اليوم على مثلث العراق السنى ( الممتد من تكريت شمالا إلى غرب بغداد جنوبا
وانتهاء بالفلوجة غربا ) .
هل تعتقد أنهم
يمكن أن ينخرطوا فى مسيرة الحضارة يوما مهما فعلت من أجلهم ؟ الواقع أنهم
بمجرد أن يشعروا ولو قليلا بالأمان سيعيدون صدام للحكم أو يخترعون صداما
جديدا ، ويبدأون فى نهش لحم كل من عداهم . إنه شىء فى ثقافتهم
ودينهم ، والأهم : فى چييناتهم !
عامة أهل السنة
والكتاب والجماعة والحاجات دى ، هؤلاء تتملكهم غطرسة لا حدود لها ،
ولا تقبل عجرفتهم إلا أن يحتلوا الدول المجاورة ويمتصوا دماءها ( الكويت -
كردستان - لبنان - جنوب السودان - الأمازيغ
- كل العالم ) . إن الهدف الغائى لجراد يثرب هو أن يحكموا كل من عداهم ،
يسفحون دماءهم ويسبون نساءهم ويفرضون الجزية على الجميع ، ناهيك بالطبع عن
استحالة أن يقبلوا أن يحكمهم أحد مهما كان عظيما أو متقدما . مثلث العراق
السنى ، رغم أنه أقلية تافهة بالنسبة للشعب العراقى ، أثبت أنه طليعة
فذة تفوق فى تواقحها وعنجهيتها ووحشيتها كل سائر أهل السنة عبر العالم الإسلامى
[ حين سقط صدام حسين فى قبضة الأميركيين بعد قليل كان أول ما فعلته
’ نقابة الأشراف ‘ أن جردت صدام حسين من نسب القربى للنبى محمد لأنه
’ بدا ذليلا وجبانا ‘ طبقا لقصة جريدة
الحياة عن هذا ! هذا مجرد مثال وتابع المزيد فى الهمزة المذكورة ] .
باستثناء الإبادة لا يوجد أى شىء أو أية هزيمة يمكن أن تقنعهم بأنهم أحط أمة أخرجت للناس على العكس من المقولة
الشهيرة التى يؤمنون بها . إنهم أصلد من أدمغة كل الصعايدة وكل الهنود الحمر .
أميركا متعودة
أنها إذا هزمت شعبا ما عسكريا فإنه يستسلم لها . إذا كانت قد ارتكبت غلطة
ما فى العراق فهى أنها لم تكن تعلم سلفا أن كما تقتات الخنازير على القمامة
يقتات العرب على الهزائم ، تشعرهم بمدى أهميتهم لهذا العالم ،
تزيدهم غطرسة ، ويتعيشون عليها بل ويزدهرون ‑هم وظاهرتهم الصوتية‑
أكثر وأكثر ! هؤلاء شىء
والياپانيون شىء آخر . إنهم قوم لن تفلهم إلا قنابل الأطنان المكثفة تهوى
فوق رءوسهم كما بدأ يحدث الآن . هذه لن تهزم عنادهم أو إرادتهم ، إنما
فقط ستهشم رءوسهم وتمزق أجسادهم أشلاء . وطبعا إن فشلت فالحل ليس إلا فى
المزيد والمزيد فالمزيد ، أيضا كما قلنا أعلاه . باختصار :
قبل استئصال الأقلية السنية ، لا مستقبل جدى للعراق .
الشىء الجيد فى
الأمر أن أحدا من بقية العراقيين لن يذرف عليهم الدمع لو أبدتوهم . لكن
الشىء السيئ أن معركتكم معهم فى الميدان ليست المعركة الوحيدة . عصابة الشيوعية‑العروبة‑الإسلام
الدولية ، والتى تعتبر صدام عضوا أساسيا بل وقياديا فيها ، ستخرج
علينا حتما بعد قليل بقصص ضخمة عن الضحايا من المدنيين ، يحاولون بها اللعب
على قلوب الغربيين الرقيقة . يجب على قوى التحالف الحضارى أن تكون مستعدة
لهذا من الآن . قولوا لكل الناس إن عند أهل السنة والكتاب لا يوجد مدنيون . فقط الكل
مجاهدون . أو بمصطلحات موقعنا الكل لا يزال جراد
يثرب القديم ، بل يوما بعد يوم يزداد حدة وشرها فى انقضاضه على بقية
العالم والفتك بحضاراته . جهزوا من الآن مشاهد
الرقص وقعت من الجمهور ’ العادى ‘ حول كل سيارة أميركية انفجرت أو
ستنفجر فى المثلث السنى . داهموهم مسبقا بحملة إعلامية وبأفلام وثائقية
مفعمة بالحقائق الصريحة والجريئة ودون مواربة بالهراء المعتاد عن سماحة الإسلام ،
ذلك قبل أن يداهموكم هم بأكاذيبهم وتحريضاتهم .
يقولون إن قمعية
صدام هى التى حمت العراق من الحروب الأهلية . حسنا ! أليس من الأفضل
لو قامت قوة حضارية عظمى مثل أميركا بهذا الدور القمعى بدلا منه ؟ للأسف
حلم الديموقراطية الأميركى الساذج للعراق انتهى أمره تقريبا . هؤلاء ليسوا
ياپانيين أو أميركيين ، إنما عرب ، أى شعوب بالغة التخلف تنجر بسهولة
وراء التحريض الدينى أو غير الدينى . وما سيحدث فعلا أن الحرب الأهلية
ستنشب تحت أنف وعين الجيش الأميركى نفسه ، ولن يستطيع منعها ، ويمكنه
فقط المشاركة فيها إلى جانب الطرف الأكثر استعدادا للتحديث ( غالبا الأكراد
والأقليات الصغيرة فقط ) ، من خلال إبادة واسعة لكل قطاعات الشعب
العراقى الأخرى المعادية للتقدم . باختصار :
هذا قدركم : معركة حتى الموت مع قوى الظلام المسلحة السافرة على الأرض
العراقية ، ( وطبعا مع قوى الظلام المتخابثة السافلة فى الإعلام
الغربى واليسار الغربى …إلخ ) ، فلا تهربوا منه ! ] .
28 نوڤمبر 2003 : عن زيارة الأمس
قالوا
الانتخابات بعيدة جدا عن الآن ، ونتيجتها
محسومة سلفا ، والسؤال الوحيد فيها هل يكسر چورچ . دبليو . بوش
الرقم القياسى لإعادة انتخابات ريجان أم لا . الاقتصاد يشهق كما رأينا ، والمطرقة الحديدة
تأتى بنتائج تفوق التوقع وتصاعدية بقدر تصاعد عنفها ودنوه من الإبادة
الكتلية ، ومسيرة الحضارة تمضى بأقوى من حقد الحاقدين وفشل الفاشلين ،
وهيلارى كلينتون أدركت فيما يبدو أن أملها الوحيد فى الرئاسة يبدأ 2008 وليس قبل
ذلك ، ورأينا أن لن ‑ولا يجب أن‑ يبدأ أبدا . الموضوع أبسط من كل هذا : دمعة تسقط من العين
لرؤية الجنود يقفزون فوق المناضد والكراسى وصياحهم يصم الآذان ويرج القاعة كما
انفجار قنبلة ، هذا لرؤية آخر شخص يخطر ببالهم رؤيته ، رئيسهم وقائدهم
الأعلى ( پول بريمر ساهم من خلال سيناريو محكم فى صنع دراما المفاجأة بأن
ألقى على الجنود سؤالا مشيرا للچنرال سانشيز ولنفسه ’ هل يوجد أحد فى
الصفوف الخلفية أعلى منا رتبة ليلقى كلمة الرئيس ؟ ‘ فإذا بالرئيس
نفسه يظهر من جانب المسرح ، فكان جنون القاعة الهادر ! ) .
ثم بعد الدمعة تأتى وجبة طعام ساخنة وبعض الصور التذكارية مع هؤلاء الجنود
تكريما لبطولتهم الصامتة وتضحياتهم الكبرى ، كلها قبل ربما وجبة أخرى مع
الزوجة والابنة والوالدين بعد 11 ساعة فى رحلة العودة . وكلاهما ‑الدموع
وقطع الديك الرومى‑ احتفالا بمناسبة لعلها الأكثر مسيحية الآن ، اسمها عيد
الشكر ، لا شك أن چورچ بوش قد انتقاها بعناية شديدة ليزور فيها
قواته . لا ندرى ماذا سيفعل چورچ دبليو . بوش فى
الكريسماس الوشيك ، لكننا نعلم ما سيفعله فى عيد الشكر القادم :
سيحتفل بإعادة انتخابه ! فى الفيزياء … زر الصفحة
الرسمية للحدث على موقع البيت الأبيض … اكتب رأيك هنا
[ تحديث :
28 نوڤمبر 2003 : السيناتور كلينتون زارت
العراق بعد چورچ بوش بـ 24
ساعة فقط . توقيت الزيارة الباهتة جعلها موضع سخرية ، والأسوأ منه
أنها تمخضت فولدت فأرا . بعد دراما زيارة بوش الفائقة ، ميس هيلارى
ذهبت فقط لتقول إن تحسين الأوضاع يكون بمنح الأمم المتحدة سلطات أكبر . من
فى الشعب الأميركى يمكنه الاقتناع بهذا الهراء ؟ اليسار لا يتغير
أبدا ، وهو بالضبط كما أيام ستالين لا يعرف من الأشياء سوى الكم ،
وليس فى قاموسه كلمة كفاءة ولا جودة ولا يبدو أنها ستدخله أبدا . فقط تخيل
أن أميركا رغم كل ما أشاعوا حولها من ارتكاب الأخطاء فى العراق ، قد خرجت
وجاءت بدلا منها تلك المنظمة الهلامية ؟ ]
14 ديسيمبر 2003 : الإيس السپيد يذهب كوبا ، أو بالبلدى حان
الوقت لصلاح الدين أن ’ يتجوتنم ‘ ! يوم مجيد آخر سقط فيه رمز آخر للعروبة وعفونتها
يعادل أيام المجد والفخار العربجيين يوم هزيمة قاطع الطريق رقم 1 الكولونيل ناصر
فى 5 يونيو 1967 ، أو يوم سقوط تمثال صبى ناصر الأول قاطع الطريق الأشهر من
بعده فى 9 أپريل الماضى ، والآن سقوط قاطع الطريق نفسه صدام ’ صلاح الدين ‘ حسين شحما ولحما اليوم . لأن الموضوع يختص بالدرجة الأولى بمن الذى سوف
يحاكم قطاع طرق الحضارة ، فإن مكانه صفحة الجلوبة فإلى هناك . |
| FIRST
| PREVIOUS
| PART V | NEXT | LATEST |