|
|
|
صدام حضارات أم ثقافات ؟ !
( الجزء الثالث )
Clash of Civilizations or of Cultures?!
(Part III)
| FIRST | PREVIOUS | PART
III | NEXT
| LATEST
|
NEW:
[Last Minor or Link Updates: Tuesday, July 05, 2011].
رائعة نجيب محفوظ الخالدة ‘ أولاد حارتنا ’
|
Visit Our Memorial Page hypatia.egypt This page, written in English and classically designed in April 7, 2000, was originally intended as a separate secular site.
|
March 31, 2004: Isn’t it time for a secular, historic and accurate cinematic retelling of Jesus story? Mel Gibson’s is definitely not! Also: The launch of Secularism, a new page on the concept of religion.
October 16, 2003: Mahathir’s ugly equation: We + Scientific Mentality of the West = Defeating the West. Our old simpler equation: We + Scientific Mentality of the West = Following the West! Plus: Does the Malaysian economic ‘little miracle’ deserve our admiration? The answer is NO! It’s the same old WWW Islamic tragedy, ‘What Went Wrong?’
In Part II
November 8, 2002: In Turkey as in anywhere else, the leftists make themselves the ‘red’ carpet for Islamists to ascend to power! Breaking Entry: Islamist Turkey would enter the European Union. We call this an environmental disaster!
October 4, 2002: Jerry ‘Muhammad the Terrorist’ Falwell and Pat ‘Muhammad the Killer’ Robertson strike back. BOTH!
July 20, 2002: East Timor, Chechnya and now Morocco and Southern Sudan: A lot of signs about corrosion of the borders of Islamic World!
In Part I
June 11, 2002: Fallaci papers prove to be a chain reaction!
January 12, 2002: Pervez Musharraf: Big steps, great courage but not really extirpationist… or not yet?
October 28, 2001: Nobel Prize Winner V.S. Naipaul’s theory of Calamitous Effect of Islam still ignites the Arab cultural world. Sometimes in the good sense of words!
October 7, 2001: A whole new page on the concept of civilization and the misconceiving of clash of cultures as a clash of civilizations.
January 16, 2001: In a galaxy far far away… before Huntington!
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الجديد
( تابع جزء 1 ، جزء 2 ) :
16 أكتوبر 2003 : حرب تصريحات الكراهية
استعرت من جديد فجأة اليوم : رئيس وزراء ماليزيا يشن حربا ضد اليهود ،
چنرال فى الپنتاجون يدعو ‘ لجهاد ’ مسيحى ، [ عرب أميركا
يصيحون فى وجه السيناتور ليبرمان يريدون طرده وكل اليهود ( ويا ريت
المسيحيين كمان ! ) من أميركا ] . وبعد ذلك الكل يصر أنه لا
يوجد ما يسمى بصدام الحضارات ، أو ما نسميه نحن صراع الحضارة ضد
الدين ! كعادته ،
مهاتير محمد
( أو مهاتير بن محمد كما يفضل تسمية نفسه ) أثار زوبعة عالمية اليوم
قبيل أيام من اعتزاله السلطة . قال إن 1.3 بليون مسلم لا يمكن أن
‘ يمحوا ببساطة ’ ، أو ‘ يقهروا ’ بواسطة ‘ بضعة
ملايين من اليهود ’ ، ‘ يحكمون العالم بالوكالة by proxy ،
يجعلون الآخرين يحاربون ويموتون نيابة عنهم ’ . كلام مستهلك نتوقعه كل
يوم من شيوخ المساجد ، لكن ليس من رئيس دولة مسئول . لذا أتمنى مبدئيا
لو شاهدت الحديث متلفزا
( وأيضا فقرات أخرى متلفزة فى الهمزة
المذكورة من التليڤزيون الماليزى الناطق بالإنجليزية ) .
فهو يتصرف بالضبط كما المشايخ ولا يقرأ من ورق مكتوب . وكل حديثه
( الطويل جدا كشيمة زعماء البلاد المتخلفة العادية جدا ، الواعظ
لتلاميذ بلداء أمامه على طريقة بشار
الخاصة جدا ) ، مرتجل من وحى الخاطر ، أو سبق له وحفظه عن ظهر
قلب ( وهى أيضا من مواهب المشايخ ومواهب بشار ) . أول ما يلفت النظر الإلحاح الخاص من مهاتير على عدد
المسلمين مرات ومرات فى فقرة واحدة كالتى دعوناك لمشاهدتها ، وطبعا فى كل
الخطاب . هذا أمر مثير للضحك ، فى الوقت الذى يبنى فيه أصلا كل أطروحة
الكراهية عنده ، على المعادلة التالية : نحن + العقلية العلمية للغرب = هزيمة الغرب . وينسى من أن يتكاثرون بفحش تكاثروا لأن عقليتهم لا يمكن أن
تقبل العلم والمنطق يوما ، وأن مثلا الفائدة الوحيدة للتقنية حين يحدث
ونستخدمها هى تحديد مكان قبلة الصلاة رقميا ، أو للحواسيب هى تسجيل فتاوى
الشيخ الشعراوى ، وهكذا الحال لا أكثر . لا نريد الخوض فى هذا ،
وقد ناقشنا مليون مرة من قبل لماذا لم يكن العرب والمسلمون مبدعين للتقنية يوما ما
قط . لم يكونوا كذلك حتى فى أيام الخليفة المأمون ، ولن يكونوا كذلك
أبدا . والأسوأ أن حتى مجرد محاولة اكتساب التقنية تأتيهم دوما بنيران
عكسية ، ولا نريد تكرار القصة هنا .
ثم ما هو الجديد فى ذلك الكلام
المهاتيرى أصلا ؟ محمد حسنين هيكل يقوله صباح مساء . ما الفارق حتى بينه وبين
كلام جمال عبد الناصر القديم ؟ كله ينبع من عقلية شيفونية عدوانية مهزومة
لا تريد أن تعترف بدونيتها ، وتتخيل أنها يمكن أن تنقلب عقلية علمية فى
لحظة لو شاءت وقررت ذلك . الجديد فقط هو بعض العبارات
العبيطة فى خطاب مهاتير ، مثل قوله إنه يكفيه توحيد ‘ ثلث ’
المسلمين حتى يهزم العدو . اعتراف ضمنى بأن فكره غير صالح لإقناع
الكثيرين ، وبأنه عقليته حربية عدوانية ستترك السلام جانبا عند أقرب
ناصية ، وترفع راية القتال والغزو . وطبعا من غير المستغرب أن عدد
بالاسم أنواع الأسلحة التى تستخدمها الجيوش العصرية اليوم ، وطالب بأن
نصنعها بأنفسنا بدلا من استيرادها ، قائلا إنه لا يريد لنا ‘ أن نكتفى
بالآخرة ’ . وطبعا طبعا من غير المستغرب أن أشار أكثر من ذات مرة فى
كلمته الفذة هذه ، لصلح الحديبية كخبطة عبقرية من النبى القائد
( نعم ، هو يستخدم مصطلحات الأخوان المسلمين طوال
الوقت ! ) . وهنروح بعيد ليه ؟ خد عندك سؤال : هل تعرف
كم مرة مهاتير [ الذى يدعى وزير خارجيته أنه كان يقوم بطرح سلامى فى
خطابه ] ، ذكر كلمة ‘ العدو ’ فى كلمته ؟
الجواب : 21 مرة ! لو بيلعب پوكر كان كسب ، بدل ما فضل يقطر
مرارة الهزيمة ساعة كاملة قدام العالم النهارده ! نذكر فقط بأن معادلتنا نحن كانت
تجرى على النحو التالى ، ولا يمكن أن تجرى على نحو آخر ، بمعنى إما أن
تجرى هكذا أو لا تجرى إطلاقا : نحن + العقلية العلمية للغرب = التبعية
للغرب . هذه لم نستقها من ناصر أو هيكل أو مهاتير أو صلح الحديبية ،
إنما من تجربة الياپان ونحو عشرين أمة ناهضة أخرى ! أسمينا ذاك فى الدراسة
الرئيسة لصفحة الثقافة ‘ التتلمذ
النجيب ’ تارة ، وكنا أكثر صراحة واستخدمنا كلمات الاستسلام والتبعية
تارة أخرى ، لكنهم فى كل الأحوال لا يفهمون . حتى هذه أيضا توقعناها
حين تحدثنا عن الچيينات فى ذات
الدراسة ! … طبعا مجرد الحديث عن المسلمين
واليهود وكأنهما دينان فى حالة صراع ، هو كارثة بكل المعايير ، ذلك
حين يصدر عن رئيس دولة . هذا تقريبا أمر غير مسبوق بمثل هذه الصراحة حتى من
عبد الناصر نفسه . ومن ثم ‘ أقل واجب ’ أن اهتاج للأمر كل
الغرب ، بمن فيهم أحباء الإسلام والمسلمين الحصفاء فيه . الحقيقة أن
الشيخ مهاتير ذهب بعيدا حقا . إنه حتى يرفض مبدأ التعاون ‘ لن نستجدى
العون منهم ، فلدينا كرامتنا ولدينا قوتنا ’ . المشكلة التانية
إن الحرب يا فضيلة الشيخ مهاترات نتيجتها معروفة . المشكلة فقط أن الـ 1.3
بليون مسلم ‘ الذين لا يمكن محوهم ببضعة ملايين من اليهود ’ ،
يمكن أن يمحوا من بضعة مئات فقط ، لو أن لدى هؤلاء السلاح المناسب ،
ولو قرروا استخدامه فى الاتجاه المناسب . طبعا أنت تعلم قبلى أن ذلك السلاح
موجود ، لكن المشكلة فى القرار . صدقنى أنها مسألة وقت لا أكثر ،
وأنت جعلتنا اليوم أقرب خطوة من لحظة اتخاذه .
أوه ! نسينا أن نرد على
محتوى الكلام نفسه ، حكاية الپروكسى ، جايز شايفينه أتفه مما يجب أو
أننا هنكرر كلام قديم .
المهم ! نحن لسنا من أنصار الپارانويا العربية‑الإسلامية القائلة إن
العالم ‑أو أميركا على الأقل‑ ألعوبة فى يد إسرائيل . طبعا
واضح أن أميركا أكبر من أن تكون ألعوبة ، وأهدافها بناء إمپراطورية باتساع
الجلوب ، أى تختلف عما يمكن أن تفكر فيه إسرائيل وأكبر منه بكثير .
لكن هذا لا ينفى أنه حين يتعلق الأمر بالعروبة والإسلام بالذات ، يبرز أن
لإسرائيل خبرة أكبر ونضجا أعلى . أميركا تأتى بأفكار نظرية أولية للغاية
مستقاة من قيمها المحلية أو قل الساذجة لو شئت ، كالديموقراطية وحقوق
الإنسان . لكن إسرائيل كما نقول فى العامية المصرية ‘ بتجيب م
الآخر ’ . تقاوم أميركا هذه الأفكار ‘ الشاذة ’ أو
‘ المتطرفة ’ لبرهة ، ثم لا تجد بدا من تبنيها ، ليس بسبب
لوبى أخطبوطى يمسك عنقها وليس رضوخا لمؤامرة صهيونية للاستيلاء على
العالم ، وليس حتى لأن أميركا عضلات فقط وإسرائيل هى المخ ، إنما لسبب
واحد غاية غاية فى البساطة : أنها الأفكار الصحيحة ! باختصار : مسلسل مهاترات المهاتير
القديم لا يزال مستمرا ، ولا
تتوقعوا أن ينتهى بتقاعده آخر الشهر . … على أن الحلف العالمى لليسار والإسلام ،
كان يتحرك أيضا فى مكان آخر اليوم ، بخلاف محاولة تجميل كلام مهاتير القبيح
العبيط معا . اللوس أنچليس تايمز دشنت اليوم
( نسخة
أخرى ) ، حملة ضد الچنرال ويلليام بويكين مسئول الپنتاجون
الكبير ، كما أرفقتها بمقال رأى تحريضى بعنوان الپنتاجون
يطلق العنان لمحارب مقدس ( نسخة أخرى ) ،
يرصد فيه التاريخ الطويل للچنرال بويكين فى ‘ الجهاد ’ المسيحى .
ذلك لأن الرجل كان صريحا وقال إن الحرب الحالية حرب دينية لجند الرب ضد
الشيطان ، وأنه يعبد إلها عظيما ، ومحمد فرح عيديد ‑أو للدقة
چنراله عثمان عطو‑ يعبدان صنما قزما ( سبب القصة أن هذا الأخير تباجح
على شاشة السى إن إن بعد نجاته من القتل ، أن الأميركيين لن يقتلونه أبدا
لأن له إلها يحميه ، لكن ما حدث أن سرعان ما نجح الأميركيون فى
قتله ! ) . نحن لا ندافع عن هذا الكلام ، ولا نرى الأمر
كذلك ، بل نراه حربا للحضارة ، كل
الحضارة ، ضد الأديان ، كل الأديان . لكن من حق المتدينين
المسيحيين أن يروها حربا دينية ما شاءوا . هذا لا يجب أن يحرف اهتمامنا عن
الحقيقة ، حقيقة أين طرف الحق والحضارة والتقدم فيها ، وأين طرف الشر
والظلام والتخلف فيها . للچنرال بويكين أن يقول ما يشاء ، لن نصفق له
ولن ندينه ، لأن أعيننا لن تنحرف عن الحقيقة . تقريبا هذا نفسه كان
فحوى كلام
رامسفيلد الشجاع تعقيبا على حملة التايمز الخبيثة ، التى تحاول بها
الخروج من فضيحة موقفها الدنئ من شوارزينيجر
التى أدت لإلغاء الكثيرين لاشتراكاتهم فيها . ربما تقول إن التايمز علمانية
وضد التدين على طول الخط ، وكلنا لا يزال يذكر موقفها من الطيار البطوطى . ربما هذا
صحيح . المشكلة فى العلمانية حين تكون يسارية تكون شيئا بالغ السوء
والانتهازية والانحطاط ، ناهيك طبعا عن الرجعية . بشار الأسد علمانى صريح ، فهل تريد
دليلا أكبر ؟ … … اقرأ النص الكامل لحديث مهاتير بن محمد من ستار
أون لاين الماليزية اليومية صاحبة أوسع تغطية ممكنة للحدث ، أو من الموقع
الرسمى لمكتب رئيس الوزراء الماليزى … شاهد تسجيلا للأجزاء الأكثر
أهمية من منظور تليڤزيون ستار أون لاين هنا
… للمزيد عن مهاتير اقرأ مدخلنا السابق عنه هنا … اكتب رأيك هنا
[ تحديث :
17 أكتوبر 2003 : تكاتف كل زعماء العالم الإسلامى
للدفاع عن رجل المهاترات اليوم ،
بمن فى ذلك حامد ‘ حتى‑أنت‑يا‑بروتوس ’
كرزائى . هذا بالذات كسر قلب النيو يورك تايمز
نفسها ( ربما الرجل لم يكن فى مجمل
كلامه بالسوء الذى أوحت به الجريدة العتيدة ، ودافع فقط من منطق تصالحى
عن عموميات مقبولة جدا كالحداثة والتعليم ، لكن ما لم أفهمه منها هو لماذا
استغربت الموقف المتطرف من أحمد ماهر بتاعنا ؟ ) . أيا ما كان
هذا يعلمنا شيئا جديدا‑قديما ، أنه حين يصبح الكلام باسم
الإسلام ، يضحى الجميع نسخة طبق الأصل ( إلا طبعا لو اختار البعض
القرار الشجاع بإشهار علمانيته ، الأمر الذى قد يكلفه رقبته كما
تعلم . المهم أن لا حل وسط هنا ! ) . من سوء الحظ أن التايوانيين كانوا
يحتفلون اليوم تحديدا بتدشين أعلى بناية فى العالم ( زر الموقع الرسمى ) ، وكأنهم
يقولون لنا إن ‘ پتروناس ’ مهاتير لم تكن سوى تباجح زائف مؤقت
وانتهى ! اليوم تم وضع الصارى الذى جعل رسميا بناية ‘ تايپى
101 ’ فى العاصمة التايوانية ، أعلى بناية سكنية على وجه الأرض .
الآن أصبحت ترتفع أعلى بناية فى العالم 508 مترا ( 1667 قدما ) ،
بقفزة هائلة قدرها 56 مترا عن بناية شركة النفط الماليزية پتروناس فى كوالا
لامپور . البناية الجديدة مكونة من 101 طابقا ، ومن هنا جاء الاسم
( انظر قصتنا السابقة عن
أعلى البنايات ، والتى ينتظر أن يحتلها يوما المبنى الجديد لمركز التداول
العالمى النيو يوركى ) . [ تحديث : 18 أكتوبر 2003 : فعلا
المسلسل لا يزال مستمرا ! ليس ثمة نية للاعتذار بل أكد مهاتير المهاترات اليوم
على كل كلمة من جديد . يبدو أن الرجل ينوى الاعتزال بطلا . ربما كان
الأفضل أن يدخل التاريخ كتكنوقراطى صنع نهضة صغيرة ما فى إحدى بلاد الإسلام
المتخلفة ، لكنها الچيينات كما تعلم ! اللوس أنچليس تايمز على العكس
تحاول تلطيف الأجواء ، وإن بطريق غير مباشر . أجرت اليوم قصة عن يسارى
لا تفل له ذراع ممن يحبهم قلبها ، هو السيناتور چوزيف ليبرمان . كل صفعة وأنت طيب يا سيدى
السيناتور . وإلى اللقاء مع الصفعة القادمة ] . [ تحديث : 19 أكتوبر 2003 : عارف
مين إللى طلع النهارده
محترم شويه من شلة اليسار . الوحيد إللى تمسك بعدم إدانة مهاتير ، ولم
يفت مهاتير بالتالى أن يحييه علنا
على موقفه ‘ الشجاع ’ ‘ الفاهم ’ ؟ هيكون مين غير حليف بن لادن رقم 1 فى العالم : چاك شيراك ! ] . [ تحديث : 20 أكتوبر 2003 : طبعا
چورچ بوش موش طرطور ، موش ممكن يسكت على حد يقول عليه الوكالة اللى بيحكم
من خلالها اليهود العالم ، وإنه مشغل أميركا وبيبعت شبابها علشان
يموت ، كله لحساب نجمة داود . كان قد قيل عن بوش إنه موش هيبص فى خلقة
مهاتير فى القمة الآسيوية‑الپاسيفية ببانجكوك ، لكن ما حدث كان
مختلفا ، وقد يكون تفسيرا للتأخر المريب فى صدور موقف أميركى من كلام
مهاتير لمدة أربعة أيام . يقال إن بوش اختار أن يؤنبه بنفسه بطريقة مسرحية
أمام القمة بدلا من بيان أمام الصحافة . ويروى أنه ‑أى بوش‑ قد
استدار مشيا حول القاعة ، إلى أن وصل لمهاتير ، وألقى عليه بكلمات
التقريع على مسمع من الـ 19 زعيم الآخرين ، ثم عاد لمقعده ! طبعا هذا شىء وجو تبادل الأنخاب مع
جلوريا أرويو قبل يومين ، حين بدت بهية على نحو استثنائى ، كان شيئا
مختلفا تماما ! ( وطبعا وأنت سيد العرفين ، الشمپانيا زيها زى
الپوكر ممنوعة فى الإسلام . تقدر تقول لى النصر ييجى
منين ؟ ) . بعيدا عن الاحتجاج شديد اللهجة
والتقريع العنيف والذى منه النهارده ،
اليوم ،
نعتقد من خلال بعض الأنباء المتفرقة على ألسنة مسئولين أميركيين ، من البى
بى سى مثلا ، وإن كانت كلها مجهلة حتى الآن ، أن عقاب ماليزيا عجلة قد بدأ دورانها بالفعل . كمان
النهارده
إسرائيل طبعا غاضبة جدا من شيراك . أقل واجب . موش كده ؟ ده يعنى
ما يبقاش عندها دم لو ما غضبتش ! ] .
[ تحديث : 21 أكتوبر
2003 : الذكاء وروح الحضارة وراء ارتداء جميع
زعماء القمة الآسيوية‑الپاسيفية لقمصان حريرية يدوية الغزل والنسيج
تايلاندية الصنع خاصة جدا اليوم ، فى ضيافة تاكسين شيناواترا ، رجل
البيزنس الثرى ورئيس الوزراء صامع طفرة البلاد الاقتصادية . القماش فاخر
جدا وباهظ جدا بالتأكيد ، ويقال إن المتر الواحد يستغرق من الصانع الفرد
شهورا فى صنعه ، كما يقال أن البذلة الواحدة تكلف 22 ألف دولار قبل حساب
فارق مستويات المعيشة والأسعار بين تايلاند والغرب . طراز الزى الأشبه بزى
الماندارين الصينى ، ربما تقليدى أكثر مما يجب إن لم يكن بليدا وغير
مستساغ . لكن فى النهاية هناك بلد يقول بتواضع إن عنده شيئا ما يمكن أن
يقدمه للعالم . ولا دعاية أكبر من أن وضعوا ابتسامات عريضة على وجوه عشرين
زعيم عالمى أو نحوهم ، منهم قادة أميركا والياپان والصين وروسيا
( اقرأ بعض التفاصيل الطريفة وانطباعات الزعماء من الموسكو
تايمز ) ، وأن كاميرات كل تليڤزيونات الدنيا ذهبت اليوم
لتلك القرية الصغيرة التافهة فى أفقر بقعة من الريف التايلاندى لتصنع من حواريها
واحدة من أكثر القصص إثارة وإمتاعا للمشاهدين . … ما نقدمه نحن للعالم هو
المهاتير والمهاترات ودق طبول الحروب ، وطبعا كالعادة :
الهزيمة ! على فكرة رغم أن الفضيحة كانت
بجلاجل ، وعلى مرأى ومشهد من الجميع ، اختفت حمرة الخجل من وجه
مهاتير ، وراح يكذب صراحة ، وأنكر اليوم
[ تحديث : 22 أكتوبر 2003 : بوش
كرر اليوم
هراءه المعتاد بأن الإسلام عقيدة عظيمة وأنه دين السماحة ولا ينطوى على العنف
ولا الإرهاب …إلخ . مع ذلك هذا الهراء اكتسب معنيا مختلفا اليوم ، لأن
الكل أخذ يقارنه بمهاترات المهاتير . قطعا بوش لا
يعرف شيئا عن الإسلام ، لا بالطيب ولا بالردئ ( هو عانى منه يوما
واحدا ونحن ‑شعوبنا واقتصادياتنا وحرياتنا‑ تعانى منه كل
الأيام ، لكن دعنا من أن من الأفضل للإسلاميين أن يظل چورچ بوش كذلك على
جهله ) . المسألة لا تتعلق بالمعرفة
والجهل ، إنما تتعلق فقط بالذكاء والغباء . هو يفعل ذلك ( حتى
وإن لم نوافق عليه ، ولا على أى نوع من المراوغات أو المجاملات
السياسية ، لسبب واحد أن العرب والمسلمين يفسرونها خطأ كما ترى ،
ويعتبرونها ضعفا واستجداء ) ، ذلك لأنه لا يريد خلق عداوات لا لزوم
لها أو تبديد لطاقاته ، بينما نحن هوايتنا اختراع معارك مجانية ،
وبالأخص منها المعارك الكلامية ، وبالأخص جدا التى توقعنا فى هزائم
مهينة . بركاتك يا شيخ مهاتير ! ] .
[ تحديث :
31 أكتوبر 2003 : اليوم
ترك الشيخ مهاتير المكتب ، وتحين الوقفة
التقليدية مع كل ما هو إسلامى بدا أنه نجح لوهلة ثم انهار وكأنه القدر
المحتوم ، أو ما أسميناه يوما وقفة الـ WWW ،
أو What Went Wrong باستعارة عنوان الكتاب الشهير للپروفيسور برنارد ليويس . فى كتابنا حضارة ما بعد‑الإنسان
( 1989 ) كنا قد أشرنا للآلية التى اتبعتها النمور الآسيوية لتحقيق
قفزة النهضة . قلنا إن كل ما تحتاجه هو دفعة مالية أولية ، تتأتى
بالتركيز على صناعة محلية وحيدة ترى فيها قدرة تنافسية عالمية . وإن
تايلاند هذه اختارت صناعة الجنس ، وماليزيا تركز حاليا على زيت
النخيل ، وإندونيسيا على أخشاب الغابات ، وإن كلها تقترب من وضعية شبه
احتكارية عالميا . وقلنا إن تلك الدفعة الأولية تتيح لك بعدها إقامة البنية
التحتية كالاتصالات وما شابه زائد الإنفاق على تعليم بعض الصفوة ، وهما
الأمران الضروريان لقدوم الاستثمارات الصناعية تلقائيا بعد قليل ، من دول
الجوار المتقدم كالياپان ، أو حتى من الغرب . فى مدخلنا فى صفحة الصناعة عن الدكتور الجنزورى ومتابعاتها
المختلفة لا سيما تلك الخاصة بحجم الاستثمارات
الأجنبية فى مصر أشرنا لأن رئيس وزراء مصر السابق كان يحلم دائما فى كل ملحق
للفاينانشيال تايمز عن مصر ، بأننا لسنا أقل من ماليزيا التى تستقطب 40
بليونا من الدولارات سنويا . الواقع أن دكتور مهاتير لم يشذ عن
النهج الذى أوضحنا ملامحه فى صفحة الليبرالية
عن تجارب النهضة ، ومثلنا الكلاسى فيه كان تجربة الچنرال پينوتشيت فى
تشيلى . فعل كل الأشياء الصحيحة : ديكتاتورية يمينية تفعل اقتصاد السوق الحرة بالقوة ،
وتنتظر آثاره المؤكدة على المجرى الطويل . ركز على
صناعة زيت النخيل كما قلنا ، ووجد كما كل النمور الآسيوية فيما يسمى بالقيم
الآسيوية ، وتتمحور حول الكدح الشاق شبه الصوفى ، وهيراكية الكهول‑الشباب
( أفاض فيها كتاب الجيل الخامس للحاسوب من ترجمتنا للهيئة المصرية العامة
للكتاب ) ، وجد آلية مناسبة لتطبيق أهدافه . هذا كان يضرب حجرين
فى ذات الوقت . أولا تبرير التنافسية الشرسة لاقتصاد السوق ومن يسقط فيها
من ضحايا محتومين ، بأنه لا بد من الكدح وهو شىء تصل به كثير من العقائد
لحد القداسة كالپروتستانتية والديانات الآسيوية ، باعتباره حتى تطهيرا
للإنسان من ذنوبه . ثانيا يبرر الديكتاتورية بأن من القيم المحلية عدم
التمرد والطاعة والإجماع . لكن كل هذا وذاك يبدو متعارضا مع كل ما نقوله
طوال الوقت عن إخراج الدين من أنشوطة القرار الاجتماعى ،
ومن أن الإجماع رذيلة مصرية قبل تاريخية .
الحقيقة أن هنا بالتحديد يكمن الفارق بين الياپان والمهاتير . الفارق هو غياب مجرى النظر
البعيد . بعبارة أخرى أدار
النجاح رأسه ، فاعتقد أن القيم الآسيوية فى حد ذاتها هى النهضة ، بل
أدار النجاح رأسه أكثر فتخيل أن الإسلام نفسه يمكن أن يصنع نهضة . بعبارة ثالثة هو لم يميز بين النهضة كمرحلة هدفها الانتشال من الفقر
والوضع فى مسيرة المنافسة العالمية المتكافئة ، وبين التقدم كمسيرة لاحقة
يتحول فيها المجتمع لاختراع التقنية بدلا من اكتسابها ويتغير نمط الحياة نفسه
للرفاهية والاستهلاك وتمثل كل قيم وأساليب الحياة الغربية كما يحياها
أهله . هذا هو الفارق
بين الياپان والمهاتير . نعم الياپان انطلقت من قيمها الخاصة لكنها كانت
تعلم طوال الوقت أن هذا معناه استهلاكها حتى الانطفاء ، وطوال الوقت كانت
تعلم علم اليقين أن لتلك القيم سقفا فى بناء التنمية لن تتخطاه ، ولا بد من
تجاوزها هى نفسها إن أريد للمجتمع الصعود أكثر منه . وغنى عن التكرار ما قلناه قبل
قليل عن الشباب الياپانى المعاصر الجدير بقيادة كل العالم ، أو من قبلها حين أسميناه شباب الكوزيئومى
وكان ذلك بمناسبة أن رأيناه يتجاوز كل التاريخ البشرى المعروف فى مطالبته فى
إفعال الدارونية فى مجتمعه بلا رحمة ، أو طبعا من قبلها جميعا حين تحدثنا عن المدى
المذهل الذى يمكن أن تطوى به الياپان ماضيها فى لحظة وتفتح ذراعيها للمستقبل
القادم تحديدا من بلاد الأعداء . الياپان محت لنقل 90 بالمائة من
هويتها يوم أعلنت استسلامها فى 2 سپتمبر
1945 ، والسؤال هو كيف تعايشت مع الـ 10 الباقية . استغلوها
استغلالا مؤقتا لدفع عملية التحديث طالما رأوا فيها شيئا مفيدا أو
إيجابيا . لكنهم طوال الوقت لم يغب ببالهم أنها سوف يضحى بها يوما . هل تعرف مثلا لماذا انتشر الديسكو
بسرعة فى الياپان ؟ لأنهم حين اكتشفوا أن طياريهم ليسوا بسرعات الاستجابة
العصبية الكافية ، راحوا يذيعون الموسيقى الغربية السريعة فى فصول المدارس
للأطفال أثناء تلقيهم دروسهم . بينما يمتدح الأميركيون أسلوب التعليم
الجماعى للصغار ، فالفروض لا تعطى للتلميذ كى ينفذها فى بيته ، إنما
هى مشروعات جماعية ، كان الياپانيون يتخلون عن هذا الأسلوب ويعززون فى
صغارهم فردانية الغرب وتنافسيته ، أو سمها أنانيته لو شئت . إنهم
عمليون بأكثر مما يجب ، أو بالضبط كما يجب . حين احتاجوا للمنافسة فى
البيزنس أطلقوها وتخيلوا عن قيم راسخة للغاية ( أو ثوابت بمصطلحات بشار
الأسد ) ، كأن ألغوا مثلا التوظيف المؤبد ، وبدأوا يطردون
الموظفين حسب الظروف الاقتصادية ، و هذا
الأسبوع تحديدا فصلت سونى 13 0/0 من موظفيها دفعة
واحدة ، وهى التى طالما اعتبرت رمزا تاريخيا للتوظيف المؤبد وإعادة التأهيل
وما إليها . الكلام لا ينتهى لأن التجربة الياپانية ثرية وحافلة ، وكتبت عنها
عشرات الكتب القيمة الممتعة ، إن لك يكن مؤدية للإدمان . لكن هذه هى
خلاصتها جميعا : ‘ أهلا بالمنتصرين ’ ، كلمة الإمپراطور فى
يوم الهزيمة ذاك ، المهين والمجيد معا . لا هوية ولا تراث ولا مقدسات
لا ‘ ثوابت ’ يمكن أن تعوق عناق المستقبل . إنهم يمحون الـ 10 0/0
الباقية ، ولن يتوقفوا قبل أن تصبح صفرا 0/0 ،
لأنه لا يمكن أن تكون مبدعا وتصنع أشياء جديدة يستلهمها العالم منك ، قبل
أن تصل ساقا بساق لمستوى هذا العالم أصلا . التقدم ليس له طرق
مختلفة ، له طريق واحد . السبب بسيط أنه لو له طرق مختلفة فإن أحدها
لا بد وأن يكون أسرع من الباقين ، ساعتها لن يعتبر هؤلاء الآخرون تقدما بل
تخلفا . طريق التقدم معروف ولا انتقائية ولا تهجين فيه ، وهو الذى
لخصه يوما طه حسين عندنا بعبارة بليغة
الصلف : علينا الأخذ بحضارة الغرب ما يستحب منها وما يعاب ! ماهاتير لم يكن ليرى هذا
أبدا . لم ير كيف أن ليس الياپان فقط هى التى تمحو هويتها . المكسيك
تمحو هويتها . الصين تمحو هويتها . الهند تمحو هويتها . روسيا
تمحو هويتها …إلخ …إلخ . عند أول أزمة ‘ جاب جاز ’ ، كما نقول
بالعامية المصرية عندما كنا نفشل فى إشعال موقد الكيروسين القديم بضغط
الهواء . كل الپارانويات انطلقت حين وقعت الأزمة المالية الآسيوية سنة
1997 . بدلا من أن يشتغل عليها كأزمة سببها التدافع الاستثمارى ، وأن
عليه إعادة هيكله اقتصاده ببطء وألم ، راح ببساطة متناهية يلقى بالمشكلة
على شماعة
اليهود ، وهذه كانت البداية . وبدلا من أن يفعل كما الياپان كلما واجهتها أزمة ،
تلقيها على بقايا التراث والهوية الياپانية فى حياتهم ، ويتبنون المزيد
والمزيد من القيم الغربية ، فعل العكس بالضبط . حين ألقى بنائبه أنور إبراهيم فى
السجن سنة 1998 استبشرنا خيرا ، وقلنا إنه أفضل من حكامنا لا يخاف من
التيارات الإسلامية وسوف يبطش بها . لكن سرعان ما اتضح أنه نسخة طبق الأصل
منهم : يلقى بالإسلاميين فى
السجن ويتأسلم هو . ولا يخدعنك أحد ، فلا أحد
من زعمائنا محصن من هذا المصير . المعادلة واحدة فى كل مكان وهى عينها التى أسسها عبد الناصر
وفريقه : إذا هزمت تأسلم ! حتى سوريا التى
كانت تتباهى علنا حتى وقت قريب جدا بعلمانيتها الصلدة ، عليك أن تقرأ ما
كتب عنها هذا
الأسبوع ! ربما مهاتير أو الأتراك كانت فرصتهم
أفضل ، أو نفسهم أطول ، لأنهم ليسوا يساريين ، إلا أنهم كغيرهم WWW ،
نقصد سقطوا . وكما قلنا من قبل
الوحيد حاليا الصامد على علمانيته من حكام بلاد الإسلام هو برڤيز مشرف ، لكن ربما أيضا
المجرى البعيد غير مضمون ، ليس بالضرورة بسبب الشخص نفسه ، إنما بسبب
البنية التحتية للشعب ككل ، أو ما نسميه عادة الأقدار الچيينية ، والتى ثبت أنها
تنتصر حتما فى خاتمة المطاف .
للأسف خطاب مهاتير الأخير الشهير
الذى أشعل كل هذا ، يدلل بوضوح على أنه قضى الفترة الأخيرة من حياته مستغرقا فى قراءة التاريخ
الإسلامى القديم ، وتحديدا غزوات الرسول ، وسائر الكتب الصفراء جدا عن
السيرة النبوية ، وطبعا حفظ أيضا القرآن كما تلاميذ الكتاتيب البلهاء فى
قصص طه حسين عندنا ، ولم يهتم حتى بفترات التنور والانفتاح النسبى
كالأندلسية أو العباسية . باختصار : مهاتير ليس كوئيزومى آخر . وحتى لو كان قد
جرب شيئا آخر غير الاشتراكية ، فإنه ، حسنا : ليس إلا عبد الناصر
آخر ! باختصار أيضا : مرة أخرى ، چييناتك ‑وليس أى شىء آخر‑ هى التى
تختار لك دينك . وأبسط سبب أنها هى التى تختار لك كل شىء ! ] . [ تحديث : 29 نوڤمبر 2003 : الحكاية ما عادتش مهاترات . الحكاية أن المهاتير مخه ضرب
خالص !
اقترح اليوم
( أيضا 26 أكتوبر 2003 : يبدو
أننا فى الطريق لمواجهة دينية أخرى بصدور كتاب نادل butler الأميرة
ديانا عنها . الجدل المسبق بدأ بكلام المؤلف پول
باريلل أكدته المؤرخة إنجريد سيوارد للميرور
من لسان ديانا مباشرة ، أنها تنبأت بمقتلها فى خطاب له بحادثة سيارة فى
يونيو 1997 ، أى قبل شهرين فقط من مصرعها فى 31 أغسطس من العام نفسه .
الربط واهى ولا يدل على أن ما كانت تقصده يمت بصلة لحادث مصرعها الفعلى . لكن يظل الموضوع الحساس حقا هو علاقتها بعماد
الفايد كمسلم ، رغم قول باريلل
إنها لم تكن واثقة جدا من حبها له . إلا أن توقعنا أن هذا الموضوع سينفجر
حتما وربما بمجرد ظهور الكتاب فى الأسواق غدا . الغلاف الذى عمم اليوم يقول
الكثير فى حد ذاته . فالأهم من السؤال عمن قتلها ، من الواضح أن
الكتاب راح يركز عليها أكثر كأنثى حسية أقرب لما يسمى بالمتأرجحة swinger أى متعددة العلاقات فى ذات الوقت ، سواء فيما عمم منه حتى الآن ، أو من خلال ذاك الغلاف
المفاجأة الذى كشف النقاب عنه اليوم . هو ببساطة صورة فوتوجرافية شبه عارية
لها مهداة منها بتوقيعها للمؤلف . هذه زاوية تناول جيدة ، وإن كان تقع فى منطقة
ملتبسة . طبعا من حقها كامراة أن تقيم من العلاقات الجنسية ما شاءت ،
بالذات حين تكون مطلقة ( باريلل يقول فيما عممته الميرور
حتى الآن إنه قد كان لها تسعة عشاق تلاعبهم بنوع من المصيدة وكأنهم فى سباق
خيل . ويقول أيضا
إنها كانت تستمتع بملاحقة الرجال لها . ويمضى لرواية قصة مطولة عن طلبها له
ليلا حين أحبطت من عاشق ما ليدبر لها حلا للمشكلة بتوصيل رسالة ما إليه شفويا
بعد ما جرى بينها وبينه من مشاحنة تليفونية . والواضح أن النتيجة كانت
رائعة بحيث تركت لباريلل رسالة شكر ضخمة فى الصباح ! ) . كل هذا شىء لكن أن تكون واحدة من
علاقات تلك الأميرة‑الغلطة مع شخص مسلم ، فهذا شىء آخر . إنها
مسالة حساسة للغاية ، باعتبارها أم لملوك قادمين محتملين لبريطانيا
العظمى ، ومن الجائز أن تنجب لهما أخا أو أخت مسلمة . بغض النظر عن قول باريلل أن تعهداتها العاطفية لم
تكن أبدا لدودى الفايد ، الذى كان مدمنا لشىء ما يشم ( يقصد هيروئين
أو كوكائين ) ، ومدمنا للعاهرات ، وهى لم تحمل منه قط عكسما
أشيع ، وكانت قطعا ستصد طلب زواجه الوشيك ، إلا أن الكشف الأفدح هو أن
لها حبا حقيقيا واحدا فى حياتها أسماه بالاسم ، وهو جراح القلب الپاكستانى
حسنات خان . هذا مسلم أيضا بل من عائلة متزمتة على عكس آل فايد !
( القصة ليست جديدة بل عممتها مثلا مجلة الأزياء دبليو منذ سنة 1999 ،
فى الذكرى الثانية لمصرعها ( ويمكنك أن تجدها الآن على على الغشاء على هذا الموقع الإسلامى ) .
ربما هى جزئيا دعاية إسلامية ، وهذا صحيح لحد ما حتى الآن على الأقل ،
لأنها وصلت لحد الزعم أنها كانت على وشك الردة للإسلام ، وليس هناك ما يؤكد
هذا . لكن الجزء الخاص بحبها له من طرف واحد أصبح له الآن وقع الصاعقة بعد
تأكيدات باريلل . ( اقرأ أيضا تفاصيل أخرى لما دار بينها وبين خان من
الإيڤينينج ستاندرد قبل عام من
الآن ) . فى كل الأحوال المؤكد أن أميرة ويلز ذهبت بعيدا
بمجرد علاقتها بمسلم ، لا سيما وأن أحدا لم يكن ليعرف تلك الحقائق ،
والحكم كان بالظواهر التى ليس بيد الناس سواها ( ومنهم الأسرة
المالكة ، أو حتى الاستخبارات لو شئت ) . والنتيجة طبعا أن
بموتها أراحت واستراحت ، أيا ما كانت الحقيقة وراء هذا الموت . فقط : ربما لا تحب الميرور كصحيفة تحريض
يسارية رخيصة ، … لمجموعة مقالات الميرور انظر هنا
… للمقالات فرادى إرجع للهمزات فى النص أعلاه … لبعض خلفيات هذه
المقالات‑الحدث ( أو ‘ المعركة الحربية ’ ) كما تصفها
الأوبزرڤر انظر هنا
… وطبعا : اكتب رأيك هنا
[ تحديث :
9 أپريل 2005 : أخيرا تم الزواج !
الحبيبان
صاحبا قصة أشهر أطول قصة غرام والتزام فى العقود الأخيرة ، تشارلز وكاميلا
عقدا قرانهما اليوم .
كاميلا امرأة ناضجة مثقفة ، وليست مجرد شحنة من
العواطف والغرائز شبه الطفولية كسابقتها التى لم تكن لتصلح قط للحياة الملكية
بكل ما تحمله من تبعات ورموز . ليس هذا وقت إلقاء اللوم على من
كان السبب فى الزيجة السابقة الفاشلة ، وفى كل الأحوال ما كان من الواجب
على تشارلز أن يرضخ لأية ضغوط ، لمجرد إنجاب ولى عهد لولى العهد ،
طالما هو ممنوع من الزواج من حبيبته المطلقة . هنا تمكن النقطة ، لقد
أصبحت بريطانيا أكثر تسامحا عما كانت عليه قبل ثلاثة عقود . الكل الآن
يبارك زواج المطلق ولى العهد والرئيس المحتمل للكنيسة نفسها ، 1- زواجه من
امرأة مطلقة ، 2- زواجه زواجا مدنيا . أو على الأقل ليس بوسع أحد
الاعتراض جديا ، حتى الملكة التى طالما قاومت علاقتهما بشدة ، سواء
حين كانت كاميلا پاركر بولز متزوجة ، أو حين أصبحت مطلقة ، أو حين كان
تشارلز أعزبا ، أو متزوجا ، أو من ثم مطلقا . الآن تبارك الزواج
ربما استسلاما للأمر الواقع ، إن لم يكن انحناء أمام صمود علاقتهما كل تلك
السنين ، 34 أو 35 سنة كاملة ، صمود يقزم كل التقاليد والأعراف
وتعاليم الأديان ، بل لعل أيضا كل أشكال العلاقات الأخرى . الاستقبال الشعبى كان طيبا لدرجة
أزعجت أنصار ديانا ، ولم يكونوا يتوقعونه هكذا قط [ فى الأيام
التالية توالت الاستقبالات الشعبية وزادت على نحو مثير حجما وحرارة فى كل
مكان ، أساسها فيما نفهم تلك الفرحة الغامرة بزواج تشارلز من حبيبة عمره
بعد طول تعنت من الكثيرين ضدهما ] . كاميللا دوقة كورنوول ( Duchess of Cornwall هذا هو اسمها اعتبارا من اليوم ، وفى قول آخر هما معا
سيصبحان Duke and Duchess of Rothesay ) ، ستصبح
رسميا كاميلا ملكة بريطانيا حال تولى تشارلز العرش ، هذا هو نص
القانون ، وبدوره لا يفكر أحد فى تغييره . مع ذلك قيل إنها ستكتفى
طوعا بلقب أميرة . أو مرة أخرى تثبت استهانتها بأى شىء فى مقابل تلك
العلاقة الراقية مع توأمها الروحى والفكرى ، علاقة أكبر من الحب وأكبر من
الفكر معا . المعطفان اللذان ارتدتهما كاميلا
خلال المراسم المدنية أو خلال الطقس الكنسى اللاحق ، كانا شبه
مفاجأة ، والمراجعات الأولية لنقاد الأزياء شىء يفوق الوصف فى انبهاره
بها ، وبفكرة المعاطف ، وباختيار الألوان والقبعات الذى جمع ما بين
الرقى والبهجة والأنوثة المنطلقة .
انظر بدءا من التليجراف
حتى البى بى سى تنقل
رأى حفنة عريضة من المصممين والمصممات من بينهم مصممة أزياء ديانا مثلا .
حتى فكرة وجود تطقيمتين outfits لزفاف لا تطقيمة واحدة شىء جديد ( لاحظ
أن تشارلز لم يغير ملابسه بين الحفلين ) . أما عن كاميلا فشخصيا
أعجبنى أكثر التطقيمة الثانية التى اختزنتها للنهاية ، ذات معطف الكنيسة ذى
الياقة المرتفعة . اللون أكثر حيوية ، القبعة أكثر جرأة ، وطول
المعطف هو الشىء الأصيل والجرئ والمفاجئ حقا . الفساتين الطويلة للحفلات
والفساتين والمعاطف القصيرة للحياة اليومية ( كمكتب تسجيل
الزواج ! ) ، أشياء عادية ، لكن معطف ملامس للأرض ، يا
له من شىء رائع ! … للمزيد اقرأ ملف البى بى سى
عن تشارلز
وكاميلا ، وملف السكوتسمان عن أمير ويلز ] .
25 يناير 2004 : عشرات الملايين جناها عبد القدير خان من بيع الأسرار النووية
للخارج ، هذا ما اتضح اليوم
على نحو صادم . المشكلة ليست فقط فى أنه يتربح بمعلومات جناها من خلال
إنفاق الشعب الپاكستانى على هذه المعرفة البحثية ، إنما فى لماذا يبيع
بالذات لليبيا وإيران ، لماذا لم يبعها للسويد أو سويسرا مثلا ؟ هذا
يبرهن للمرة الألف أن السلاح النووى المسلم ( هم الذين أسموه هكذا
‘ القنبلة الإسلامية ’ ) سلاح عقائدى وليس مسألة علم
وتقنية . هو جهاد ، والرجل ساءه أن تضيع كل هذه المعرفة هدرا دون
تنمية أسلحة نووية توجه ضد أميركا وإسرائيل من قبل كل ريچيم مارق مستعد لإنفاق
أموال شعبه على مثل هذه المغامرات . الرجل جعل رسالته توزيع تقنية الدمار
الكتلى على كل من هب ودب من المارقين المحتملين عبر الجلوب ، بشرط أن
تتوافر فيهم مواصفة واحدة هى العداء لمعسكر الحضارة الأميركى‑الإسرائيلى .
فى هذه اللحظة لا نستطيع أن نتخيل قدر العقاب الذى يجب إيقاعه بمجرم الحرب
الأعظم فى التاريخ منذ عمرو بن العاص ، وعلينا فقط أن ننتظر ونرى ! إلى ذلك الحين الدروس المستفادة هنا هى عينها
الدروس القديمة : أولا الثروة فى
يد العرب والمسلمين لا تتحول لتنمية وتقدم إنما لإرهاب وأسلحة ظلام كتلى ،
وثانيا تحالفات معسكر
الحضارة لا يمكن أن تبنى على مدى قوة هذا الحاكم المحلى أو ذاك ، بل ولا
يمكن حتى أن تبنى على اعتبارات المصلحة . فقط كى تثمر على المجرى الطويل
يجب أن تبنى على المعايير الچيينية
للشعب نفسه ( أو ما أسماه لاحقا
دكتور كيسينچر الطبقات الچيولوچية للأمم —وتجده كاقتباس أعلى صفحة العلمانية ) ، فهذا وحده هو الذى يحدد مدى
قبول ‑ناهيك عن اختراع‑ هذه الأمة أو تلك للمستقبل أو مقاومتها
ورفضها له . والمثل الجسيم أمامنا انتكاسة تركيا للإسلام رغم
عقود التحديث الصارم الذى تبناه كمال أتاتورك وبضعة أجيال بعده . وهى
مفاجأة أفدح بكثير بكل ما يمكن قوله عن تجربة
التحديث الماليزية العابرة مثلا .
باختصار ذوى الچيينات الإسلامية
أناس معادون للتحديث بطبعهم ومن المستحيل أن يكون لهم مستقبل حضارى من أى نوع
إلا الإبادة ! كذا انتكاسة
روسيا للشمولية اليسارية بعد أن تخيل البعض تحولها لليبرالية بعد سقوط
الشيوعية ترفع ذات السؤال عن بلاد ربما تقبل التحرر الجنسى ( بما يقاربها
أحيانا مع الچيينات الكاثوليكية ، لكن لا أكثر ) حيث ثبت بصرامة صعوبة
أن تقبل الكثير مما هو أبعد فى دنيا المستقبل . وعامة نحن نميل لأن
الچيينات الأرثوذوكسية‑الإسلامية هى الواقع شىء واحد لا شيئين ! أيضا لعلها المرة
الأولى فى التاريخ التى نرى فيها مشايخ الإسلام شديدى الحماس للدفاع عن
العلم والعلماء ، وقرروا من ثم تحويل القضية لعصيان مدنى وتظاهرات
شوارع ، وكأن قضية القنبلة النووية أچندة دينية محض ، ولو أن مثلا قرر
مشرف تفكيك الترسانة النووية لاعتبر مرتدا عن الإسلام ! اكتب رأيك هنا [ تحديث : 5 فبراير 2004 :
بعد أربعة
أيام من عزله من منصبه كمستشار للحكومة ، اعترف خان تليڤزيونيا
بالجرم بالأمس .
هذا أنهى أسطورة البطل القومى فى عيون عموم الپاكستانيين للأبد ، لكن الشىء
الفاحش المخيف هو أن عفا عنه مشرف اليوم . تخيل جريمة حرب مرعبة كهذه تنجو
بلا عقاب ؟ الصفقة تمت عبر سلسلة لقاءات بين مشرف وخان فى الأسبوع
الثالث من الشهر الماضى قبل أن يعلن عن تورط خان فى الجريمة ، ولا نعلم
بعد كيف سمحت بها أميركا أو ماذا حصلت من خان فى مقابلها ] . [ تحديث : 12 فبراير 2004 :
أعلاه لم نشر لكوريا الشمالية ، رغم أن اعترافات
عبد القدير خان قد ذكرت نقله تقنية نووية لها ، كدولة ثالثة خلاف إيران
وليبيا . صدق حدسنا وسارعت هى أول
أمس لنفى أية علاقة له بشبكته ، وهذا لا يمثل مفاجأة كبيرة فى
نظرنا ، وبالفعل قد يكون كل الكلام الپاكستانى عن كوريا الشمالية مجرد
تمييع للحقائق حول ‘ القنبلة الإسلامية ’ وذر للرماد فى العيون لا
أكثر . لكن الاحتمال الآخر ‑وهو الأصدق‑ أن هذا التعامل يمثل
الجزء الرسمى من التبادل التقنى بين البلدين ، ذلك أن التحقيقات
الپاكستانية نفسها أكدت اعترافات خان فيما يخص كوريا الشمالية ، لكن الكثير
من المسئولين بها يؤكدون أن هذا الجزء من التعامل تم
بعلم الچنرال مشرف شخصيا ، وفى مقابل حصول پاكستان على تقنياتها
الصاروخية من كوريا الشمالية ، وربما كان هذا الشق شبه العلنى من
الصفقة هو السر وراء العفو
الذى أصدره مشرف عن خان . أما الشق الجهادى للقنبلة الپاكستانية والذى
تولاه بمفرده فضيلة الشيخ عبد القدير خان ، فهو الذى تم كلية فى
الخفاء ، ومع إيران وليبيا فقط . الطبيعة الجهادية تتضح أكثر وأكثر
بانكشاف قبل
الأسبوع تورط ماليزيا مهاتير
‘ العصرية جدا ودوما ’ كوسيط ، كذا اليوم قادت
الصدفة أو سمها ما شئت ، لاكتشاف أجهزة طرد مركزى متقدمة خفية ذات أصل
پاكستانى أنكرتها طهران ‘ الملتزمة جدا ودوما ’ بكافة بروتوكلات
الوكالة الدولية للطاقة الذرية . المهم ، النقطة التى أردنا
قولها طوال الوقت إنها قنبلة جهادية قلبا وقالبا ، ولن تمر سنوات حتى تضرب
الصحف عناوين تقول إن هذا العالم الليبى أو ذاك يقود شبكة سوق سوداء نووية أخرى
عبر العالم الإسلامى ] .
20 فبراير 2004 : اليوم
انتخابات إيران‑ تطورات ممتازة على الطريق
الصحيح : إقصاء كامل لكل من يسمون وهما بالإصلاحيين ،
وانكشاف خاتمى
كماسح أحذية وظيفته الوحيدة تلميع وجه خامنئى
الذى يزداد شراسة يوما بعد يوم ولا يريد خدمات حقيرين مثله بعد اليوم ،
والأمور تقترب بسرعة من ثورة
شعبية تعيد لبلاد عرش الطاووس وجهها العلمانى التقدمى المشرق ! الأحداث تتحدث عن نفسها وليس لدينا كلام آخر !
فقط الكلام سيكون جد مختلف قريبا جدا ! اكتب رأيك هنا
12 مارس 2004 : حفنة أحداث
متلاحقة ، كلها يصب فى ذات المغزى فيما يخص العرب والمسلمين ، وضعيتهم
فى العالم ، نظرتهم له ، ومستقبلهم المظلم المحكوم سلفا بماضيهم الذى
لا يقل ظلاما :
انتفاضة مفاجئة لأكراد سوريا اليوم
بدأت ‑ويا للغرابة‑ فى ملعب لكرة القدم ! تجدد فجائى اليوم
أيضا للمظاهرات المسيحية المطالبة بتحرير لبنان من الاحتلال السورى . إذا
أضفت الدستور العراقى الجديد الذى وقع قبل
أربعة أيام يمهد لتحرر الأكراد من الطغيان العربى والمرأة من الطغيان
الإسلامى ، وأضفت تصاعد تحرر الأمازيغ فى المغرب والجزائر ، وتحرر
المسيحيين والأفارقة والنوبيين والدارفوريين فى السودان ، والمفاوضات الحالية
التى قد تفضى لتحرير شمال قبرص السليب تركيا وإسلاميا وفقرا وتخلفا ، وكذا أضفت بوادر
قبول الجميع لخطة شارون لحصر الفلسطينيين فى قطاع غزة ، سترى أن خطوات
تصفية الاستعمار ( العربى ) ، ( وهل ثمة استعمار
غيره ، بل هو لا يستحق حتى هذه اللفظة النبيلة ، وهو فقط احتلال جرادى يثربى ) ، والتى تحدثنا
عنها كثيرا من قبل ،
هى تصفية تتسارع خطاها ، وربما لن ينتهى العقد الأول من القرن قبل
إتمامها .
هل تريد أن تعرف ما الذى أزعج سيدى المعتدل بن
السيستانى كعب الغزال من قانون الدولة الجديد فى العراق ؟ سأقول لك : إنه
مشغول فقط بوسواس واحد ، أنه يتيح للأكراد الاعتراض على إلغاء الفيدرالية
فى الدستور الدائم . إنه ككل العرب لا يريد أن يواجه نفسه بالحقيقة ،
ولو لمرة واحدة على سبيل التغيير : اتنيلوا ! أنتم عارفين
تحكموا نفسكم ، لما عاوزين تحكموا الأكراد والأمازيغ وجنوب السودان
والنوبيين والدارفوريين والقبارصة والبلقانيين والتيموريين ، ولو بتطولوا
بتوع نيو يورك وواشينجتون وتل أبيب كمان ؟ بمناسبة الأخيرة ، لا أدرى
متى تفهمون أنكم تضحكون العالم علينا صباح مساء ، وهو يرى لديكم كل هذه
الدول والأراضى الشاسعة ، ثم لا هم لكم سوى طرد اليهود من دولة واحدة بل
شظية صغيرة جدا من الأرض بالنسبة لعدد دولكم ومساحات قاراتكم ، المفارقة
أنها الوحيدة الناجحة علميا وتقنيا وحضاريا وسط محيطات تخلفكم ، وستفوقكم كلكم قريبا من
حيث الناتج الاقتصادى ، ذلك فقط
كى تحيلوا ازدهارها المشرف المشرق هذا لخراب مطلق ؟ يا سادة ، إن الأرض لمن يستعمرها ، وهذا بالتحديد ما
فشلتم فيه كلية طيلة 14 قرنا ! بصراحة أكبر ، والكلام موش جديد ، بالمرة : العروبة والإسلام منذ غزوة بدر حتى غزوة دارفور هما قطع طريق بدوى خالص
ولا شىء لا أكثر ، حرفيا قطع طريق القوافل والسفن بالذات ، وعموما نهب
ثروات واستحلال أرض ونساء وعرق الغير ! ( ارجع بالأخص لمتابعتنا المتواصلة لغزوة دارفور
المباركة ، لمزيد من التوسع فى هذا ، لا سيما وأنها حالة كلاسية جدا
لنهب البدو الرحل العرب لأرض ونساء وثروات الزراع من أصحاب الأراضى ، وكأن
سيناريو 15 قرنا يعيد نفسه بجمال خاص جدا من نوعه ) .
نعم ، هذا منوال تكرارى بدأ
بغزوة بدر . لكننا فى كل مرة نقول فيها غزوة بدر أو صلح الحديبية لا نقصد
الإساءة لشخص معين أو لدين معين ، فهذا لا يعنينا أصلا ، ثم أن
مواقفنا العلمانية الرافضة لكل الأديان ولكل نطاق domain الخرافة مواقف لا تقبل المزايدة . حين نقول
ذلك نحن فقط نبحث عن إجابات . لماذا يحفل تاريخنا كله بذلك المنوال
التكرارى ، نهب ونهش وسلب واحتلال واغتصاب من الأدنى حضاريا وتقنيا
وثرواتيا للأعلى حضاريا وتقنيا وثرواتيا ، وطبعا لا يلوح أن ذلك قد ينعكس
مستقبلا ؟ الغزو والاحتلال فى كل العالم يحدث فى الاتجاه العكسى ، غزو
واحتلال المتخلفين بهدف تحديثهم . حين تحتل جيوش حافظ الأسد لبنان ،
أو حين تحتل جيوش الترابى والبشير كل السودان ، فإن أحدا لا يبتكر شيئا .
بل ربما حين احتل جيوش عمرو بن العاص وصحبه المقدسين مصر أو العراق أو
إسپانيا ، لم يكونوا يفعلون أكثر من ترجمة حقائق چيينية كامنة ، فقط
لم تجد من قبل من يخرجها على هذا النحو المثالى : أن تنهب ثروات وعرق وأرض
ونساء الأرقى منك ، مقابل بيعه كلاما ، بيعه دينا ، بيعه شرف أن
يحكمه أشراف العرب . ثبات هذا المنوال لألفيات من السنين ، وعدم وجوده
فى أى مكان آخر فى الدنيا ، لا يمكن أن يكون صدفة . الصينيون لم
يحكموا الياپانيين أبدا ، الهنود الحمر لم يحكموا البيض أبدا . حكم
المتخلف للتقدم مسموح به فقط فى العرق السامى . لا بد أن الأمر متعلق بخلل
چيينى ما لدينا ، ولا علاقة له بهذا الشخص أو ذاك أو هذا الدين أو
ذلك . هو قابع هناك فى أعماق عقول شعوب هذه المنطقة ، الواعى منها
والباطن سواء بسواء ، الشعوب شرق الأوسطية المسماة بالسامية ( ولم
يخرج من عباءتها السوداء أحد سوى اليهود الذين غسلتهم وعصرتهم آلاف السنين من
محارق بلاد الصقيع كما قلنا ) .
أن تشتغل وتعرق وتبنى ليست خيارات واردة عندها أصلا ، ليس لأنها حاولت
وفشلت ، إنما لأنها لم ولن تحاول أصلا . ببساطة چييناتها تكبحها عن
فعل هذا .
مع ذلك السؤال فقط اليوم هو مصر ، استمرأ
مسيحيوها الذل والخنوع 14 قرنا ، وهم جزء أصيل من الچيينات المصرية الواحدة التى جعلت مصر
حصان طروادة للعرق العربى والكوبرى الكبير الذى عبر منه الإسلام والعرب لنهب
وإظلام بقية العالم ، بل هى ‑أى الچيينات‑ التى اخترعت ما يسمى
بالتوحيد أصلا .
( فقط تظهر من حين لآخر
أصوات تدعو لتحرير مصر من الغزو العربى ، أو من التوارث الصامت للحكم لمن
يسمون بالأشراف ( أقارب النبى ) ، أو تدعو لحظر العربية
الفصحى ، أو لمعاملتها كلغة أجنبية ، أو على الأقل كتابتها بحروف
لاتينية ، أو فى المقابل لاعتماد العامية المصرية بديلا باعتبارها الامتداد
التاريخى للقبطية ومن قبلها للمصرية القديمة ، أو طبعا يدعون إلى شطب عبارة
الإسلام الدين الرسمى للدولة من الدستور ، وما إلى ذلك . بعضهم حتى
يعتقد أن مشكلتنا تكمن فى تعقيد اللغة العربية الذى مصدره الأساس هو كثرة
الأخطاء اللغوية فى القرآن والتى اضطرتهم لوضع عشرات الاستثناءات النحوية حفظا
للقداسة وماء الوجه ، وبعضهم [ لاحقا فى صيف ذات السنة
2004 اشتعلت فى مصر معركة كبيرة محورها كتاب للصحفى شريف الشوباشى ‘ لتحيا اللغة العربية… يسقط سيبويه ’ . ورغم أنه حافل بالترهات المعتادة عن العرب المستهدفين
والمؤامرات الصهيونية والإمپريالية … إلخ ، إلا أن شيئا لم يشفع
له ، وطالب الأزهر بمصادرته ، بحجة الدعوة لهدم لغة القرآن .
وأكثر ما اشتهر من الكتاب أنه يريد إلغاء المثنى ونون النسوة ، هو عامة
يدعو لتبسيط مطلق للقواعد يكاد يلغيها بالكامل . كتب كثيرون نقدا علميا
جادا للكتاب ، انظر هنا
مثلا ، أو ربما نصف جاد نصف حنجورى ، انظر هنا
مثلا ، لكنى شخصيا ربما أذهب نقطة أبعد أراها فاتتهم . فى الواقع ما
يريد الشوباشى إلغاؤه هو بالتحديد الشىء
الوحيد فى كل التاريخ العربى المستثنى من العشوائية المطلقة . نحن لم ننجز شيئا به الحد الأدنى من الانضباط أو حتى ننفق جهدا من
الأصل فى شىء ، قدر ما حظيت اللغة بهذا ، فكانت على الأقل أول لغة لها
معجم على وجه الأرض ، ناهيك عن إسهاب قواعدها النحوية مطلقة الشمولية والتى
لم تغفل شيئا إلا وقننته . النحو لا يخلق الموسيقى والجماليات فقط ،
بل هو أصلا شفرة تعارف عليها الجميع ، لو ألغيت لأصبح للجملة الواحدة أكثر
من معنى ، إلى ما لا نهاية له من الكوارث . ربما كان بوسع الشوباشى أن
يكون أكثر بساطة وصراحة ويطالب بأن تصبح العامية المصرية لغة رسمية
للبلاد ، أو يطالب بالشروع فى مهمة كتابة قواعد النحو لها . لكنه بدا
لى كمجرد يسارى ‘ خرع ’
يكره فكرة النظام والقوة ويضيق بالعلم وبسلطة الحضارة كقيادة وانضباط ،
ويطالب فى المقابل بمجرد حلول شعبوية . أنا شخصيا ‑كما طبعا
الغالبية الكاسحة من المثقفين المصريين‑ لا يرتاحون إلا فى عاميتنا
للتعبير عن أنفسهم ، وبالنسبة لهم العربية الفصحى جنبا إلى جنب مع
الإنجليزية لغتان أجنبيتان ثانيتان ، هل يفكرون فى محتوى ما يقولون أم فى
ضبط شكل الحروف ونطق الكلمات ، الأمر الذى ربما يفسر لماذا كلام المشايخ
وسائر متحدثى فصحى العربية بطئ جدا مقارنة بكل متحدثى الدنيا ، ذلك أن معظم
تفكيرهم يكون منصرفا للشق اللغوى الحساس والمعقد ، أكثر منه من شق
المحتوى . على الأقل لم أشعر شخصيا أبدا أنى أمتلك كل ناصيتها علما بأنى
كنت أول الثانوية العامة فى هذه اللغة العربية على مستوى الجمهورية ولا زالت
تجتذبنى ومثلا أستمتع بالحديث لساعات مع المصححين اللغويين ، وعلما بأنى
أقرأ طوال اليوم منذ دهور لا تحصى بالإنجليزية وحدها تقريبا . منذ عقود
وأنا أسمى اللغة العامية لغة نجيب
الريحانى وليلى مراد . بعد فترة من استخدامى
للتعبير لاحظت أنى أتحدث عن مسيحى ويهودية ، لكن لا أعتقد أن كان ذاك ذا
مغزى محدد . السبب ببساطة أن من يفهمون كلام هذين الشخصين أضعاف مضاعفة عبر
بلاد العرب ممن يفهمون لغة القرآن . سادتى ( ولا أعرف من أنتم
بالضبط ، كلية دار العلوم ، حزب مصر الأم ، الدكتور جابر عصفور
مثلا ، لا أعرف ، أعرف فقط أنهم أشخاص ليسوا بسطحية
الشوباشى ) : سادتى ، إن كنت جادين حقا فى رفع وصمة العروبة عنا
أن تكفوا عن الكلام ، وتعكفوا على نحو علمى عميق فى تقنين اللغة
المصرية ، تؤلفون معجمها وتضعون قواعدها . هذا جهد مطلوب فى كل
الأحوال حتى وإن كان الحل الغائى كما قلت هو اعتماد الإنجليزية لغة رسمية ووحيدة
لمصر . هذا سيحل كل مشاكل التعليم والإعلام والتواصل مع العالم وكل
شىء ، والتنفيذ ليس صعبا ، فكل الأطفال تعلموها بالفعل أو يتعلمونها
الآن ، يتحدثونها بطلاقة وسرعة لم تتوفر عليها الأجيال الأسبق ،
ويتفاهمون مع العالم الخارجى بدون لكنة ملفتة جدا ، وبسلاسة ربما أفضل من
دول كثيرة طالما كانت الإنجليزية متوطنة بشدة فيها كجنوب آسيا مثلا . لكن
حتى ذلك الحين يرضينى أن شققت لنفسى لغة كتابة خاصة . وطبعا لا أقصد
العامية التى استخدمها من حين لآخر . إنما أقصد لغة الترجمة التى أكتب
بها . هذا يجعلنى كمن أرتدى زيا مريحا ، من ناحية يجارى التطور
المتلاحق للحضارة وهى ناطقة بالإنجليزية بالضرورة ، ومن ناحية أخرى يريح
ضميره تجاه اللغة العربية ، لأنى أريد لها الثراء المفرداتى والمزيد من
الاشتقاقات والكلمات الجديدة كل يوم ، بينما الجميع يتبنون منهج ترجمة
المعنى ، والصحافة تجمد عدد المفرادت فى أقل عدد ممكن بحجة الوصول لأكبر
عدد ممكن من الناس ( أو حسب المثال الشهير توجد بالمعاجم العربية ‑كما
أى معاجم طبعا‑ ألف كلمة مختلفة للطيور الصغيرة بقدر تنوعها واختلاف
عشائرها ، لكن كله عند المترجمين عصافير ) ، هذا إلى آخر تلك
الجرائم المسكوت عليها ] .
بالطبع كلها مجهودات أو نوايا جريئة تستحق
التحية ، لكن تظل أصواتا هامشية سرعان ما تخبو ، ناهيك عن أنها لا
تطرح الأسئلة الجذرية إلا على استحياء شديد ، زائد أنهم لا يتطرقون للأسئلة
غير الثقافية ، الاقتصادية والتقنية مثلا ، أو حتى لسؤال مدى الحماس
للجلوبة وما تعنيه بالضرورة من محو الهوية الذاتية ، والتى لعلها معا ‑أى
الأسئلة‑ تمثل جوهر الانطلاقة الأولى لأية نهضة . ومن ثم قدر تلك
الأطروحات أن تظل حبيسة صرخات المثقفين ( وبالأحرى صرخات أقلية محدودة جدا
منهم ، فالغالبية لا تتجه بالمرة هذا الاتجاه ! ) ، ولا
تشكل ‘ مشروعا ’ للنهضة ، بالمعنى التكاملى للكلمة ( اقرأ هنا
عن تجارب النهضة ، خاصة أحد أنجحها تجربة الچنرال
پينوتشيت ) . حتى السعوديين أمراء ومثقفين يقودون ‑بالمقارنة
بالمصريين‑ تحديثا حقيقيا يمس ‑صدق أو لا تصدق‑ صلب قضية
الثورة الجنسية ، ممثلة فى البرنامج التليڤزيونى قصير العمر الملغى
صبيحة أول
أيام هذا الشهر ، ‘ الرئيس ’ التى هى ترجمة معادية للجمهورية ومعبرة جدا إقليميا ،
للعنوان الأصلى Big Brother المستقى من رواية أورويل الشهيرة 1984 .
وهو العرض الواقعى reality show بمعنى برنامج دون سيناريو مسبق ، ذو
الأصل الهولندى ( وما أدراك ما هولندا ) ، وكان
فضيحة حتى فى بعض الدول الأوروپية .
التحية واجبة لمحطة إم بى سى
التى تقوم ( وحدها ؟ ) اليوم بالدور الذى اضطلعت به يوما الثقافة
المصرية فى العقود الأولى من القرن الماضى . ولا غرابة بالمرة أن تجربة الليبرالية المصرية التى غزت قلوب وعقول العرب
بكتبها وأفلامها وأغانيها وبلغتها المصرية وبتحرريتها لم تكن لتوجد أبدا لولا
احتلال الإنجليز لمصر ، فكانت المرآة التى تعكس حضارة المستعمر ونور
الاستعمار ، لا غرابة أن تنطلق مجموعة الإم بى سى من نفس القاعدة
تحديدا ، وتقوم بدور المرآة العاكسة لذات الشىء بالضبط ، تنطلق من
لندن عاصمة الإنجليز وأم كل الحضارة المعاصرة . نأمل
فقط ‑وقد عركتنا جميعا الخبرات والتجارب‑ ألا تلقوا ذات المصير
الذين لقيته تجربة الليبرالية المصرية على يد دهماء 1919 و1952 . والتحية أوجب لصاحب المحطة الأمير وليد آل إبراهيم شقيق
زوجة الملك فهد ولكل فريقه الشجاع أيضا فالتحية أوجب من الكل للشاب السعودى عبد الحكيم والحسناء
التونسية كوثر اللذين تبادلا قبلة فى افتتاح هذا البرنامج ،
‘ الرئيس ’ . نقول لكما لا تحزنا لإلغاء البرنامج . إن كل المؤسسة وقيمها العفنة تنهار ، والتاريخ لن
ينساكما أبدا ، تماما كما لم ولن ينسى قط قاسم أمين وهدى شعراوى .
ملحوظة : لا أحد يشكك فى واقعية النسخة
العربية ، إذ بها فتاة محجبة ثقيلة الوزن والظل معا أتوا بها كى يهينوا كل
المحجبات ( عفوا ، لكن أليس من حقى الإدلاء بتصويتى كأى أحد
آخر ؟ ) ، وبها شابان ملتحيان يداومان على الصلاة ، وبقية
الـ 12 مسلمين كانوا أم مسيحيين ذكورا كانوا أم إناثا لا يعيرونهما أدنى اهتمام
بالمرة ! نعم ، فى الواقع ليست قبلة كوثر هى أخطر ما فى
الأمر ! النجاح الساحق لسائر برامج الواقع عالميا ،
ربما يرجع لأنها عودة لنظرية التليڤزيون
الأصلية . ليس المهم الأحداث . قد لا تكون هناك أحداث . قد تكون
الأمور مملة جدا ولا تمت لما تفعله الوسائط الدرامية الأخرى ، كالسينما
مثلا . لكن مهلا : إن من الجائز أن يقع شىء مهم . هذا هو
المهم . التليڤزيون هو المعايشة وليس الدراما ، وهو تقريبا لم
يعرف هذه الأخيرة قبل الثمانينيات بالمسلسلات المثيرة مثل ‘ دالاس ’
و‘ ديناستى ’ . فى ‘ الرئيس ’ العربى هناك سبب إضافى
للنجاح الساحق : هاجس الجنس الذى يخيم من بعيد على كل شىء ! … اقرأ نص الدستور العراقى المؤقت الجديد فى أصله الإنجليزى ،
وفى ترجمته
العربية ( بالمناسبة دهشت ‑بل صعقت‑ لأن جهابذة القانون
العراقيين يعجبون من استخدام كلمة ‘ سوف ’ التى تملأ النص ويرونها
مجرد ركاكة فى الصياغة . ألا يدرس هؤلاء الدستور الأميركى فى جامعاتهم
ويعلمون أنه كله كتب بهذه الطريقة ؟ ) . … لتعرف أى وتر حساس تضربه قناة إم بى سى عند
الإسلاميين أو من على شاكلتهم اقرا هنا .
والحقيقة هذا ليس بالشىء الجديد ، فموضوعات البرامج ( بعضها وليس كلها
بالطبع ) طالما خاض فى نقاط جريئة ، بالمثل اختيارات الأفلام
والمحدودية النسبية للحذوفات فيها ، بل ومجرد كون هذه الأفلام أميركية هولليوودية فى معظمها ، هو موقف
فكرى حضارى وتنويرى لا يحتمل اللبس . حتى فى
الموسيقى ، البرنامج الذى تقدمه المضيفة الحسناء الصغيرة فائقة الشقاوة
والدلال رزان ، هو شىء لا نظير له عربيا ، تنويعة على الإم تى ڤى ،
وبالقطع موقف أيديولوچى فى حد ذاته . فقط ‘ الرئيس ’ كان رأس
الذنب الطائر الذى استشاط له المتدينون من دون سابق إنذار !
وبالمناسبة ، لا نملك من زاوية مهنية محضة إلا
أن نحيى هذه القناة التى لم تدشن قناة ثانية ( هى التى بثت البرنامج
المذكور ، وتبث للعام الثانى على التوالى ، أو الثالث إن وضعنا الإم
بى سى الأصلية فى الحساب ، تبث حفلات الأوسكار باهظة التكلفة مجانا كل
العالم ) نحييها أن لم تفكر فى إنشاء قناة ثانية إلا بعد أكثر من عشر سنوات
كاملة من تدشين القناة الأصلية فى 18 سپتمبر 1991 . إم بى سى بدأت البث الذى كان عبر الساتيلايت وكان
من لبنان ، فى التاريخ المذكور 18 سپتمبر 1991 ، وللمزيد ارجع للموقع
الرسمى للقناة هنا .
ثم بعد ثلاثة أعوام
دشنت إم بى سى إف إم ، قناة إذاعية شبه موسيقية وشبه محلية للسعودية
فقط ، لكنها مغادرة هائلة عن الإعلام الرسمى البليد هناك . ثم جاءت
قناة ‘ 2 ’ الرائعة المخصصة للأفلام الأميركية وللمواد التليڤزيونية
لشبكات التليڤزيون الأميركى الكبرى ‑هذه الأخيرة بالذات لم يكن لدى
المشاهد العربى أى منفذ لها إطلاقا ، والتى بدأت البث التجريبى فالرسمى
كلاهما فى الأواخر جدا من عام 2002 وبدايات عام 2003 . بضم هذه القناة
الكبيرة للملحوظة السابقة أن قناة إم بى سى الأصلية تبث من الأفلام الأميركية
أكثر بكثير مما تبث من الأفلام المصرية ، يسهل لك اكتشاف أن ثمة رؤية واضحة
تقف وراء هذه المجموعة تبنى بجرأة مهمة تطوير وانفتاح العقل العربى على الثقافات
المختلفة وتحديدا الثقافة الأنجلو‑أميركية ، باعتبار أنها كلها مواد
ناطقة بالإنجليزية . والمثير للإنطباع حقا أنها تفعل هذا على نحو عملى كبير
وجذاب ، يقزم كل الحملات الكلامية المضادة عن الغزو الثقافى وما
إليه . وأخيرا ‑أو للدقة بعيد قناة 2
بأسابيع قليلة ، انضمت لتلك المجموعة المتميزة قناة أخرى
( وإن ليست مملوكة لها بالكامل ، وهذا سر عدم تسميتها إم بى سى 3
مثلا ) ، تحاول أن تصب فى ذات السياق . إنها بالطبع قناة
‘ العربية ’ الإخبارية التى بدأت البث التجريبى فى آخر يناير 2003 … أيضا اقرأ رصدنا السابق أعلاه لشواهد تآكل
الأطراف الخارجية لحدود العالمين العربى والإسلامى . … وكذا رأينا
القديم فى جريدة الشرق الأوسط التى تحمل ذات الاسم وذات التوجهات لكنها أقدم
كثيرا وغير تابعة لذات المؤسسة ، أو به أيضا رأينا فى المثقفين السعوديين
عموما . … لاحقا
تابع تعليقنا على برنامج مسابقات تليڤزيونى آخر نال جماهيرية هائلة ‑وفتاوى
تحريم هائلة أيضا‑ هو ستار أكاديمى ، وفيها تتعزز من جديد حقيقة أن إذا كانت برامج سوپر ستار أو الرئيس أو ستار
أكاديمى أو قنوات ميلودى ومززيكا استفتاءا
على شىء ، فهى استفتاء من الغالبية الساحقة للشباب العربى على الحرية
الجنسية ! … أيضا لاحقا انظر متابعتنا لتدشين
قنوات روتانا من إمپراطورية إعلامية أخرى جديدة هى الوليد بن طلال . … ثم انظر أيضا متابعتنا لبرنامج
‘ المستثمر ’ من الإم بى سى ، الذى لا يقل فى ثوريته حسب رأينا
عن أى برنامج آخر أشرنا إليه للتو .
8 يوليو 2004 : لندن فى
حيص بيص فيما يخص طرد يوسف
القرضاوى ضيفها الثقيل لثلاثة أيام حتى الآن . بالأمس
أذيع حديث له مع البى بى سى العالمية ( التى يفترض أنه شخصيا الرئيس الفعلى
المتنفذ لقسمها العربى من خلال رئاسته للتنظيم العالمى للأخوان المسلمين ) ،
وحتى اليوم
قامت الدنيا ولم تقعد ، إذا انهالت عليه التهم بالتحريض على العمليات
الانتحارية لقتل المدنيين ، وعلى ضرب الزوجات ، وعلى إعدام المثليين
( يسميهم الشواذ رغم أنه حسب مواقع
الإنترنيت هو آخر من يمكن أن يوصف بالاستواء بالذات حين يتعلق الأمر
بالطفلات الصغيرات ) ، وظهرت الوثائق تدلل على أنه وبنكه المبروك أحد
أكبر ممولى تنظيم القاعدة . أما بلير ووزارته فتذرعوا بأن القانون لا يسمح
بطرده ، طالما أن لن تحدث اضطرابات تهدد حياة المواطنين لدى زيارته ،
وطالما أنه لا يشكل خطرا على الأمن القومى . هذه لم تقنع أحدا ، فمن
يمكن أن يكون أكثر خطرا على الأمن القومى للدول الغربية من التنظيم الأول والرائد
المؤسس لكل حركات العنف المعاصر . الأخيرة القصة أن الداعر القواد عمدة
لندن الشيوعى المدعو كين ليڤينجسون ، وأحد أعمدة التحالف الشيوعجى‑الإسلامجى‑العربجى
العالمى ، هو الذى يقف وراء زيارة فضيلة الشيخ . لكن الشىء المدهش
أن كل هؤلاء يتكلمون وكأنهم توصلوا لاكتشافات مذهلة ، بينما كلها نقطة فى
بحر ، لو فكروا متابعته على الساتيلايتيات العربية شهرا مثلا . الأسوأ
أن أحدا لا يفهم بالضبط ما يقول ، وأبسط مثال پيتر مارشال صاحب برنامج
الأمس نيوزنايت الذى ألهب الضجة بالصوت والصورة ( اقرأ النص ،
أو شاهده بعينيك أفضل هنا ) .
فضيلة الشيخ يحدث مراسله عن أهل الحل والعقد الذين يحق لهم تشريع العمليات
الإنتحارية فى العراق من عدمه ، والآخر يعتبرها بسذاجة كلمة ضروبية
عامة ، ربما يقصد بها إياد علاوى مثلا ، ولا يعلم أنها الاسم الرسمى
فى الشريعة الإسلامية لجماعة الأخوان المسلمين . الشيخ لم يرتح لهذا
الجهل ، أو لعله لم يصادفه أبدا من قبل ، فراح يستخدم مصطلحا آخر أكثر
شيوعا لأن ثمة تنظيمات حملت هذا الاسم ومرارا ما رددها الإعلام الغربى ،
ذلك لعل الأخ المراسل يفهم . استخدم كلمة ‘ الجماعة المسلمة ’
و‘ جماعة المسلمين ’ ، لكن ذلك المراسل فضلا عن عمنا پيتر بن
مارشال نفسه ظل كلاهما حتى النهاية كما الأطرش فى الزفة . لا يفهمان أن كل
شىء فى بلاد يحكمها الإسلام إما يقرر بواسطة جماعة المسلمين ( الأخوان
المسلمين بالتحديد عادة ) ، وإما يمنع بڤيتو من ذات
الجماعة ، ومن هنا جاءت تسمية الحل والعقد . لا يفهمان أن الذى يقرر
شرعية قتل المدنيين فى الفالوجة أو غزة أو الأقصر أو نيو يورك ، هم فقط أهل
الحل والعقد هؤلاء . لعبة الشيخ أنه راوغ محادثيه فحول أنظارهم عن زمان
غائب وتحدث عن زمان حاضر ، حول أبصارهم عن أرض الإسلام وتحدث عن أرض
الكفر . يتحدث عن حرية العقيدة فى فسطاط الكفر فيفهمون أنه كلام مطلق يسرى
أيضا على فسطاط الإيمان ، يحدثهم بل ويطالب بالديموقراطية لعصر ما قبل
إقامة شرع الله ، فيفهمون أن توماس پين هو الذى يتحدث وأن ذلك ما سيطبق
أيضا لو حل شرع الله ، وهكذا ينجح دوما فى تمرير الأچندة الخفية لمجتمع لا
تعرف بالضبط كنهه أو ما الذى سيحدث فيه بالضبط ، قبل أن يتمكن أهل الحل
والعقد فعلا فيه بمقدرات البشر والحجر والشجر والحيض والغواط ! ( على
فكرة لا شىء تغير فى البى بى سى ، رغم الإطاحة بكل قياداتها مؤخرا ،
هل تابعت قصتنا ؟
البرنامج المذكور تمييع لقضية القرضاوى أكثر من أى شىء آخر ولا يحمل أية إدانة
بالمرة ، وعليك أن تصدق ما يقوله مسلمو بريطانيا وعمدة عاصمتها فيه أنه
‘ معتدل ’ ومن مصلحة الغرب أن يجرى وراء جنات المعتدلين استجارة بهم
من رمضاء المتطرفين . أما القسم العربى فلن نصف لك طبعا الحفاوة الهائلة
ولا المساحات التى منحت لرئيسهم المباشر ولزيارته اللندنية المباركة . لكن هل تعلم لماذا جاء الشيخ إلى
لندن هذه المرة ؟ هنا الشىء المذهل الذى لم يلتفت له أحد أصلا ممن راحوا
يتحدثون عن قتل المثليين وضرب الزوجات : إعلان إعادة تأسيس الخلافة
الإسلامية ! مجلس عالمى مركزى موحد لعلماء
المسلمين يملك لأول مرة منذ سقوط الخلافة قبل ثمانين عاما ، الحل والعقد
والشورى والفتوى لكل مسلمى العالم فى كل البلاد دفعة واحدة . ولولا أنه
ممنوع من دخول أميركا لأعلن عودة الخلافة الإسلامية من واشينجتون من ساحة البيت
الأبيض . المهانة الحقيقية لأمة الإنجليز ليست فى أن واشينجتون تمنعه ولندن
تستضيفه ، إنما فى أنه لم يكن ليستطيع القيام بمثل هذه المغامرة التاريخية
الجريئة من مكة أو من القاهرة أو حتى من الدوحة ، فأى من أعضاء هذا المجلس
المزمع مصنف كإرهابى أو كجماعة محظورة بالضرورة فى هذا البلد أو ذاك ،
ولهذا ذهبوا بربطة المعلم إلى الصديق الصدوق كين ليڤينجسون ! ( اقرأ
واسمع
التفاصيل عن ‘ الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ’ وأهدافه ولماذا
اختار فضيلته لندن ، ذلك فى برنامج قناة الجعيرة ‘ الشريعة
والحياة ’ الذى كان لسنوات منبر القرضاوى الأسبوعى لبث سمومه
‘ الوسطية ’ ، التى لا يمثل ما اكتشفه الغرب منها هذا الأسبوع
إلا قلامة ظفر . ينسون مثلا أنه ظاهر الطالبان ويذكرون أنه أدان هجمات 11
سپتمبر ، ولا يلحظون أن منهجا واحدا يربط الاثنين ، هو الموقف السياسى
التكتيكى الوقتى ، والخلاف هل هذا هو أوان ضرب أميركا أم لا ، أما
الإسلام فلا خلاف حوله ويأمر باكتساح كل العالم وأسلمته واستعباده يوما إن ليس
بالحسنى فبالسيف ! ) .
المهم ، اقترح أن لو وجه
النيوزنايت أو الموظف القنصلى الذى منح القرضاوى تأشيرة دخول بريطانيا من الدوحة
أو أيا ما كان المكان ، وجه السؤالان التاليان لفضيلة الشيخ اختصارا للجهد
والوقت ، وطبعا يوجد غيرهما كثير لو شئت : 1- هل يقبل الإسلام فى دولة
إسلامية تطبق شرع الله ، وبدون أية مواربة أو مراوغة أو لعب بالألفاظ أو
مراحلية أو أچندة خفية للمستقبل ، يقبل بالمساواة المطلقة بين المسلم وغير
المسلم ، يرتقيان فى ذات الوظائف حتى يصبحان من ‘ أهل الحل
والعقد ’ ، ينشئان المعابد التى تخصهما ، يدعوان الآخرين لدينهما
بحرية ، يغير كل منهما عقيدته دون حساب ، يدفع كلاهما ذات الضرائب
ويقوم بذات الواجبات ؟ 2- هل يقبل الإسلام فى دولة
إسلامية تطبق شرع الله ، وبدون أية مواربة أو مراوغة أو لعب بالألفاظ أو
مراحلية أو أچندة خفية للمستقبل ، يقبل بالمساواة المطلقة بين الرجل
والمرأة ، ترث ما يرث ، تتزوج ذات العدد الذى يتزوجه ، تتولى ذات
المناصب ، تساوى شهادتها شهادته أمام المحاكم ، لا يجبر أحدهما الآخر
على زى معين ، حتى لو كان السير شبه عار أو عارية فى الطرقات ؟ ربما تقترح على سبيل مزيد من
الاختصار توفيرا على وقت الشيخ الثمين أن تدمج السؤالين معا فى سؤال واحد ،
ربما يؤشر لحقوق الطفل أيضا ، يقول : هل يقبل الإسلام فى دولة إسلامية
تطبق شرع الله ، وبدون أية مواربة أو مراوغة أو لعب بالألفاظ أو مراحلية أو
أچندة خفية للمستقبل ، يقبل بالمواثيق العالمية لحقوق الإنسان كاملة دونما
تحفظات ؟ لو أجابك بلا ، أنصحك بأن
تقدر فيه مجاهرته بالإسلام الصحيح ، إسلام الشهر الأخير الذى نسخ كل ما
قبله ، وتحترمه تماما كما علينا جميعا أن نحترم أسامة بن لادن وصدقه
وصراحته واتساقه مع نفسه . إذا أجابك بنعم ، فهذا ما يسمى تقية رديئة
بمصطلحات سيد القمنى . الأرجح أنه
سيجاوبك بما لن تفهم منه شيئا على وجه الإطلاق ، وهذا ما نسميه نحن تقية
جيدة ! يا سادة ، الإسلام من
ألفه إلى يائه برنامج مصادرة للحريات لا أكثر ولا أقل . ومن يطرح برنامجا
لمصادرة الحريات ، من حق المجتمع عليه أن يسلبه حريته بل ويسلبه حياته لو
لزم الأمر . هنا لا يوجد شىء اسمه ديموقراطية أو حرية تعبير أو انتخابات أو
تداول سلطة . لا حرية لأحد فى سلب حريات الآخرين ، لأن ببساطة حريتى
خط أحمر دونه الموت . ليست هى فقط بل حقى وحق كل أحد فى اكتشاف واختراع
حريات جديدة كل يوم ، بلا أية حدود أو محظورات أو سقف ، إلا سقف
قوانين أمنا الطبيعة ، عدا ذلك لا سلطان على حرياتنا لأى الإنسان ولا حتى
للإنسانية كلها . أقصى ما تريده الاشتراكية بكل بشاعتها ، أن تسلبك
بعض أموالك باسم الضرائب . الإسلام يسلبنا كل شىء ، لا روحنا ولا
أفكارنا ولا أموالنا ولا أطفالنا ولا أحلامنا فقط بل حتى أجسادنا . نعم ،
الأخوان يعتقدون أن حتى أجسادنا ملك لهم ، يحددون لها ماذا تأكل وماذا لا
تأكل ، ماذا تشرب وماذا لا تشرب ، ماذا ترتدى وماذا لا ترتدى ،
ماذا ترى وماذا لا ترى ، ماذا تسمع وماذا لا تسمع ، يحددون لها أين
تنام ، ويرجمونها حتى الموت لو نامت فى السرير الخطأ . ماذا تركوا
لنا ؟ أحلم ولو على سبيل التغيير بإجابة شجاعة من فضيلة الشيخ لا تقية ولا
مراوغة فيها ! أوه ! كدنا أن ننسى السؤال الأصلى : ماذا
يجب أن يفعل تونى بلير بضيف عمدة لندن الكبير ، هل يطرده ؟ طبعا
لا . حاشا وكلا ! عليه أن يشد على يديه بأقوى ما يستطيع ويرسله ببذلة برتقالية
لمعسكر جوانتانامو ! اكتب رأيك هنا
15 أپريل 2005 : نقلا عن ‘We have to
show our opposition to Islam and we have to, at times, run the risk of having
unflattering labels placed on us because there are some things for which we
should display no tolerance.’ … واو ! ومن عندنا نقول إن الأمر لم يعد بالفعل يحتمل
العبارات الدپلوماسية المطاطة ، التى لا يفهمها ، والأخطر منه أنها
تعمى عن مكمن الخطر العميق . أنت تعلم رأينا أن ليس الدين هو السبب ،
إنما الدين هو دائما أبدا نتيجة ، والمشكلة الأعمق بمعنى الكلمة ليست فى
الإسلام ولا فى محمد ، إنما فى چيينات الشعوب التى صنعت الإسلام وأفرزت
محمدا . لكن يظل الحديث عن الإسلام فى حد ذاته كدين ، باعتباره
خطرا ، يعتبر تقدما كبيرا بالمعايير الغربية ، يتجاوز كثيرا الكلام
الدارج بالذات على ألسنة الساسة الغربيين بمن فيهم چورچ بوش شخصيا ، عن أنه
دين متسامح والمشكلة فقط فى حفنة شريرة تسئ تأويله .
يجدر بالذكر أن الدنمرك بلد خلفيته الدينية
پروتستانية لوثرية ، وأنها عمليا تسد الباب كلية فى وجه الهجرة الإسلامية
بكافة أشكالها وحيلها ، سواء تحت لافتة اللجوء السياسى أو أية لافتة ،
وتعتبرها الكثير من الدول الأوروپية أنموذجا تحاول ، وإن ليس بنفس النجاح
أو الجرأة بعد ، أن تحذو حذوه . يجدر بالذكر أيضا ، أن الملكة
التى ستبلغ من العمر 65 عاما غدا وتجلس على العرش منذ 1972 ، تتمتع بشعبية
كاسحة وسط شعبها ، تكاد ترقى بها لدرجة النجومية ، ويعتقد أن
مذكراتها ، حتى بغض النظر عن جرأتها وصراحتها آنفة الذكر ، سوف تزيدها
شعبية على شعبية . وبعد ، أفضل السطور من جلالة الملكة ، هو
فى نفس الوقت واحد من أجمل السطور العلمانية التى سمعتها مؤخرا ، هو وصفها
للمسلمين بأنهم البشر الذين يعتبرون الدين كل حياتهم these
people for whom religion is their entire lives . … يا له من تعريف ! اكتب رأيك هنا
|
| FIRST
| PREVIOUS
| PART III | NEXT | LATEST |