|
|
|
الإبادة : هل لا يمكن تفاديها ? !
( الجزء السابع )
Extermination,
Is It Inevitable?!
(Part VII)
| FIRST | PREVIOUS | PART
VII | NEXT
| LATEST
|
NEW:
[Last Minor or Link Updates: Thursday, November 04, 2010].
April
30, 2004: Torture? What torture? Our Arab primary schools
have much tougher measures!
In Part VI
March
22, 2004: They say the
killed Hamas leader Ahmad Yassin was moving only his tongue. Isn’t it enough?
In Part V
November 16, 2003: In Iraq’s Sunni Triangle, nobody is innocent. What should Civilization do?
In Part IV
August 19, 2003: How to solve the American dilemma in Iraq? The answer is measures that might escalate up to mass extermination! Plus: A proposition of the World Declaration for Protecting the Future!
March
9, 2003: The Nuclear
Promise —Day 365: War against Iraq is anytime this week but still waiting for
the big event [A symbolic entry in English].
June 25, 2002: George W. Bush orders: No More Arafat! This time it seems final.
June 4, 2002: Palestinians accept all Sharon peace conditions. The only problem is they’re too old and it’s a too late surrender!
June 2, 2002: Would the nuclear inferno begin in Kashmir?
May 12, 2002: The dream of a Palestinian state vanished today… officially!
April
30, 2002: First signs of what
would be the ‘New Arab Order’!
April 20, 2002: War trials for the victorious. Our World Order biggest joke, ever!
April
18, 2002: E.T. Goes Intifada. Our Arab
media biggest joke, ever!
April 17, 2002: A HISTORY MADE: The first articulate and direct intimidation ever from an American President to what so called moderate Arab states!
In Part III
April 10, 2002: PALESTINE LIBERATED!
April 4, 2002: LEBANON LIBERATED!
March 29, 2002: Full Israeli invasion. Is it at last a real war against Intifada and its lords? We just hope!
In Part II
March 14, 2002: Nuking Mecca. What an idea, but …!
In Part I
February 21, 2002: Sharon surrenders to Palestinian terrorism!
February 19, 2002: A generous initiative from Saudi
Crown Prince Abdullah. But could the Arab rejectionist front appreciate it!
December 20, 2001: A HISTORY MADE: Syria isolated absolutely alone in the Arab League!
December 12, 2001: Arafat days have been numbered.
November 20, 2001: The first evidence of the all-original 21st Century’s systemized extermination: Donald Rumsfeld orders ‘No Prisoners!’
September, October 2001: New Page to cover the tragic events which put world at
war, or almost!
April 18, 2001: Arab Analysts say Colin Powell forced Israel out of Gaza. We say the good general is just an outsider who knows nothing about the new U.S. strategy.
February 26, 2001: If you know a way other than the Neutron Bomb
that can stop Taliban from destroying Buddhas, please contact us. It’s URGENT!
February 16, 2001: Some good news: Egypt’s Foreign Affairs Mininster Amr Moussa dismissed... AT LAST!
December 28, 2000: Add the new year’s tune to your favorites: Middle East War Drums!
December 18, 2000: This separate page was launched to answer this: What’s best for reading the future: reading the present, reading the past or reading the future?!
December 4, 2000: Israel’s Mr. Deep Blue, aka Benjamin Netanyahu, to be or not to be [back]?
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الجديد
( تابع جزء 1 ، جزء 2 ، جزء 3 ، جزء 4 ، جزء
5 ، جزء 6 ) :
30 أپريل 2004 : قامت الدنيا ولم تقعد منذ بثت السى بى إس ليلة
أمس صورا ثابتة لما يعتقد أنه عمليات تعذيب وإهانة تجرى للسجناء العراقيين
فى سجن أبو غريب . المكان نفس المكان ، التعذيب نفس التعذيب ( لنقل
هذا وإن لم نسمع بعد عن قطع ألسنة وآذان وأيدى ) ، لكن وهذا سؤالنا
التقليدى الممل : المحتوى ؟ حين كان يمارس أتباع صدام التعذيب كان
العالم العربى يؤيده بالصمت الرهيب ، والغرب ( نقصد الإعلام
اليسارى ، أو هل فى الغرب غيره ؟ ) لا يعنيه الأمر ، والأدق
يؤيده بالصمت الرهيب ، بما فى ذلك الصمت إزاء حرق وسحل وتقطيع جثث
الأميركيين فى شوارع بلاد العروبة والإسلام . أما حين يمارس التعذيب على
أتباع صدام ، تثور ثائرة الغرب اليسارى وطبعا تبدأ مناحة كبرى عند العرب
بالذات لأنها امرأة تلك التى عرت نشامى العروبة وراحت تسخر منهم ، والأدهى
أنها حسناء مثيرة بشعر أحمر ، وأنت تعلم أين بالضبط يضع العقل العربى
المسلم هؤلاء الغربيات ( فيما أذكر التسمية الشرعية لهن هى ’ ما ملكت أيمانكم ‘ ! ) . [ مرة أخرى هذا ليس افتراء من
عندياتنا أو حتى من مجرد قراءات نظرية فى الكتب ، فكما قلنا قبل أيام قليلة وكثيرة نحن نحب الإسلام أكثر من لعب
الشطرنج والبريدچ وحتى أكثر من احتساء النبيذ وممارسة الجنس . ’ ما ملكت
أيمانكم ‘ تلك تجسدت كحقيقة واقعة خلال أيام
( اليوم 8 مايو ) الجديد أننا أصبحنا أيضا نعرف ثمن
الجنة . مناقصة كبرى جارية حاليا . السيد أسامة بن لادن عرض أمس
7 مايو 10 كيلو ذهب ( 100
ألف دولار تقريبا ) لقتل بريمر أو عنان أو
الإبراهيمى ، وعشرها أى 10000 دولار لقتل الجنود والمدنيين من الغربيين
ودول التحالف . ليس المهم ما يبدو من أن موارده من الانتحاريين المجانيين
بها مشكلة مؤخرا ، إنما المشكلة أن السيد البهادلى المذكور لا يعرض آلافا
أصلا ، ويعرض فقط 150 دولارا لقتل
الجنود الأميركيين . وطبعا يتوقع أن هناك من سيفضلها على دخول الجنة من
خلال ’ الاستشهاد ‘ المجانى ، وطبعا لم يشر لأن جنة أهل السنة
والجماعة أعلى سعرا بكثير من جنتهم الشيعية ، وإن كان على الأرجح يتباهى
كثيرا بهذا الفارق فى قرارة نفسه ! ] .
يا سادة اليسار العالمى ،
لتسألوا ولو لمرة واحدة فى حياتكم سؤال المحتوى . لماذا هو دائما السؤال
الذى لا يجرؤ أحد أبدا على طرحه ، وتأخذون الجميع بالإرهاب الفكرى ومتاهات
الكلام فى الصيغ والتعميمات والتأويلات والشكليات والظاهريات والعواطفيات
والمبادئيات والقوانينيات والمعاهداتيات ومن أعطى الأمر ومن علم ومن لم
يعلم ، إلى آخر هذا الهراء . بدلا من اللف والدوران ، السؤال
ببساطة شديدة : من عذب من ؟ ولماذا عذبه ؟ وماذا سيحدث إن لم يكن
قد عذبه ؟ إجابتنا هى أيضا حفنة إضافية من الأسئلة :
ماذا تتخيلون أيها السادة ؟ كيف تتخيلون تأتى المعلومات لإنقاذ أرواح مئات
من البشر عراقيين قبل الأميركيين منهم ؟ أيعطى هؤلاء المعلومات طوعا ؟
أليس التعذيب النفسى ‑وهو
أقصى ما عرضته الصور‑ هو أضعف الإيمان ؟ لم نر نقطة دم واحدة ،
لكن أليس حتى التعذيب البدنى نفسه هو الخير المطلق فى هذه الحالة ، بما فيه
أى شىء ولو فاق بشاعة تعذيب صدام نفسه ؟ ألا يستحق هؤلاء السفاحون الآثمون
الذين لا يلعبون الحرب بأية قواعد شريفة أو أخلاقية ، يستحقون القتل أصلا
بمجرد النظر ؟ ثم ماذا لو عوملوا بتلك الإنسانية العظيمة التى
تنبثق فيكم فجأة من حين لآخر ؟ هل ستهبون ضدهم حين يفجرون مدرسة أو قسم
شرطة ناهيك عن تفجير سيارة أميركية حربية ؟ أم سوف تسمونها ساعتها
’ مقاومة مشروعة ‘ ، وتلقون اللوم على تشينى ورامسفيلد ؟ باختصار أنا لا أرى فيكم جميعا أى شىء مشروع ! أيها
السادة : كفانا نفاقا ! إننا لم نر حتى نقطة دم واحدة فى كل تلك
الصور . إن كنتم جادين حقا فى هذه الحرب لحماية حضارتنا المعاصرة من هجمة
قوى الظلام ، عليكم أن تقننوا التعذيب كما فعلت إسرائيل ، بدلا من أن تحاكموا
هؤلاء الأبرياء الشرفاء الذين كل جريرتهم أنهم تفانونا لحد المخاطرة
بأرواحهم ، من أجل درء الأخطار الداهمة عن حياتكم المريحة فى
مانهاتان ، أو أيا ما كان مكان عيش مثقفى السى بى إس المرهفين
المرفهين . لكن على أية حال ما الجديد فى هذا ، عند اليسار كل الأشياء
بالكم دائما أبدا ، ويرفض من الأصل الاعتراف
بشىء اسمه النوعية quality
أو المحتوى content ! ( مساء انضمت
الميرور
اللندنية للأوكازيون ، ولا غرو فى هذا ولا حرج ، فهى شيوعية عريقة
ولا عار عليها ، بل لا يعتب عليها أصلا كما ربما يستحق الأمر مع السى بى
إس ! ) المشكلة أنكم غير صرحاء أو شجعان بما يكفى للقول إن
هؤلاء هم حلفاؤكم
الستراتيچيون ، ساعتها كان سيقف بقية الشعب الأميركى الوقفة التى
تستحقونها . إنما كما عهدكم الأصيل بالكذب ، تتمسحون بشعارات
الديموقراطية وحقوق الإنسان ، لا أكثر . كفانا نفاقا يا سادة اليسار العالمى ، بل
كفانا لعبا بالنار ، بل كفانا هزلا . كل القتل اليومى فى الشوارع
نسيناه فى لحظة ، وأصبح همنا الوحيد البحث عن سجن خمس نجوم لهؤلاء
القتلة . هل نسيتم يا يسار
الإعلام الأميركى أنكم السبب فى حرب البوسنة التى مكنت بن لادن من
البلقان ، ثم من مانهاتان نفسها عقر داركم ؟ متى تفهمون أن
الإسلامجيين والعربجيين سيقتلونكم أول من يقتلون لأنهم بالفطرة يكرهون
الشيوعيين ، أولئك الذين يقرأون أكثر مما يجب . افلتوا من هذا الحلف غير المقدس قبل أن
تجدوا أنفسكم أول ضحاياه . ولن أقول أكثر من هذا . أما عن العرب فنقول لكم يا يساريى العالم ما
يلى : لنفترض أن صوركم هذه قد
أثارت ثائرة شعوب العرب ، وتفجرت مقاومة كل الشعب العراقى وطردوا
الأميركيين وحرروا صدام حسين وأعادوه للحكم ( أو أتوا بمقتدى الصدر أو أيا
من كان ) . ماذا سيحدث ساعتها ؟ سيعود قطع الآذان والألسنة
والأيدى والأرجل والأعضاء التناسلية ، ستعود المقابر الجماعية .
والأهم منها جميعا سيعود الصمت
السعيد . صمت كل العرب . وصمتكم أنتم ! لكن هل تفهمون ماذا يعنى بالنسبة
للعقل العربى ذبح ملايين العراقيين على يد صدام حسين ؟ لا يعنى أنه
مجرم ، إنما يعنى أنه الرمز الذى استعاد الكرامة العربية ! هذه الكرامة
العربية تنتظركم أنتم أنفسكم قريبا ببحور من الدم ! بمناسبة العرب ، فقط سؤال يلح على
الذاكرة : من أين تذكر العرب اليوم حكاية أن أميركا جيش تحرير ؟ هل كل
هوجات إعلامهم اللا نهائية كانت جعجعة بلا طحن ، واكتشقفوا اليوم أنهم
فشلوا فى إقناعنا بالعكس ، إلى أن جاء ما حدث اليوم وكأنه القشة التى كانوا
ينتظرونها لإثبات نظريتهم ؟ … اقرأ نص
برنامج 60 دقيقة … شاهد مقتطفات
من البرنامج . … لبعض الذكرى عن التعذيب أيام صدام ارجع
للمدخل الخاص بشريط الفوكس نيوز عن فدائيى صدام هنا قبل بضعة شهور . فى هذا المدخل ستجد إحالة
لأفلام كثيرة ومواقع كثيرة ، تتجاوز كلية مجرد صعق وهمى بالكهرباء أو تكويم
رجال عراة فوق بعضهم أو التبول على بعض الناس . هؤلاء لم يكونوا يعرفون
تسالى لعب العيال هذا .
[ تحديث :
1 مايو 2004 : هأ ! يبدو حتى أن الميرور
كذابة . السحر انقلب على الساحر ، والفضيحة تتداعى الآن حول من وأين ولماذا
لفق معسكر اليسار صور الجيش البريطانى هذه ، حيث معدات لا تستخدم قط ،
وملابس فائقة النظافة والهندمة …إلخ . هل تعرف فيما ارتبت أنا شخصيا للوهلة
الأولى ؟ فى كونها صور بالأبيض والأسود ! من ذلك الفنان المبدع هاوى التصوير
الفنى بالأبيض والأسود بمثل هذه الجودة العالية الذى ذهب لسجون البصرة لممارسة
هواية التصوير عالى الجماليات لديه ؟ طبعا كان هذا خاطرا عابرا مر فى اللا
وعى ولم يرق حتى لأن أعطيه قدرا من التفكير . كذا بالمثل فى ذات الوقت سألت
نفسى هل الجيش البريطانى حريص على شراء أو تفصيل أعلام العراق حتى يضعها على
صدور المعتقلين ممن يرتدون تلك القمصان الحريرية البيضاء الباهرة ، ذلك حين
يتبولون عليهم ، أو حين ‑حسنا !‑ حتى يلتقطون لهم
الصور ؟ بالأمس مرت تلك الخواطر سريعة
وذهبت ، أو ربما بالأحرى ، طبقا لفرويد ، عقلى الباطن لم يكن
يريدها صورا مزيفة إنما حقيقية . على الأقل فى أيام صدام كان التعذيب يمارس من الجهة الخاطئة ضد عادة الجهة
الخاطئة ، أما الآن فهو يمارس من الجهة الصحيحة ضد الجهة الصحيحة ( سؤال المحتوى الممل التقليدى ) . لكن على أية حال
المهم أن ها هو الأمر برمته يتحول اليوم لفضيحة كبرى عكسية فعلا ! كلا ، ليست فرصة ضائعة ،
ولم أندم لأنى لم أركز كثيرا فى الأمر ، فلا زالت القضية الأساس لدى هى متى سيقنن العالم المتقدم التعذيب حماية
لحضارتنا ، حضارة ما بعد‑الصناعة حاليا ، ما بعد‑الإنسان
عما قريب ، من المخاطر الجسيمة التى تتهددها . المؤكد بكل أسف أن من
تصب عليهم اللعنات اليوم ‑الجيش البريطانى والأميركى‑ هم أقل جيوش
العالم ممارسة للتعذيب وما شاكل ، والحملة فى الاتجاه الخاطئ 180
درجة ، وصناعها قوى اليسار العالمى يعلمون تماما ما يفعلون ، وهم طرف
أصيل فى الحرب بلا شك . والهدف هو إرهاب جيوش الحضارة عن استخدام ما يلزم
من وسائل لقهر قوى التخلف والظلام والماضوية . أنتم لا يعنيكم أن يؤدى
تعميم مثل هذه الصور لجعل الجنود الأميركيين يتحركون فى بيئة أكثر عدوانية أو
تواطأ مع المسلحين ، ومن ثم سيودى بمزيد من أرواحهم . بل بالأحرى هذا
هو ما يعنيكم جدا . هو ما تريدونه بالضبط . هزيمة الجيش الأميركى
’ الإمپريالى ‘ ، كى تجدوا بهذا ڤييتنام جديدة تثبتون بها
أيديولوچياتكم السقيمة المنحرفة . … وبعد ، نتمنى لذلكما الجيشين
العظيمين بمرور الوقت أن يبنوا بعض السمعة الطيبة التى تقارن على الأقل مثلا
بالشرطة فى مصر أو فى السعودية أو الپاكستان ، ناهيك عن سمعة ريچيمات
الصمود والتصدى طبعا . سمعة تكون لائقة بحجم قوتهما الحقيقية كأقوى جيشين
فى العالم ، ذلك طبعا مقارنة بمن يمارسون التعذيب مجانا فى كل
الدنيا ، وينالون عنه الصمت السعيد ، بينما هم فى الواقع ليسوا أكثر
من نمور من ورق . كفانا كلاما فى القوانين ،
رغم أن هذه القوانين لا تحمى سوى من يرتدى الزى العسكرى ، لكن كل من يتكلم
الآن يعتبر التنكيل بالمسلحين غير العسكريين جرائم حرب . دلونا على المادة
التى تقول هذا . إنها نصوص غبية وعفا عليها الزمن ، نعم ، لكن
تأكيدا ليس للحد التى توكل فيه مسئولية حفظ الأمن لقوات الاحتلال ، ثم تشجع
على المقاومة المسلحة ضدها ! شروط المقاومة دى قاسية جدا . المفهوم فى
كل التاريخ أن هؤلاء الذين يقومون بما يسمى المقاومة يقومون بها على مسئوليتهم
الشخصية جدا ولا يوجد ما يحميهم قانونا ، حتى حين تكون ضد العسكريين فقط أى
مقاومة ’ مشروعة ‘ وليست إرهابا بالمعنى المتعارف عليه . بينما
عندنا نحن العرب أو فى الإعلام اليسارى الغربى ، لا نكتفى حتى بأن نضفى
عليهم ألفاظا مغلوطة قانونيا مثل أسرى الحرب أو ’ الأسرى ‘ ، بل
نريد من چورچ بوش أن يقف كلما قاموا بعملية وقتلوا فيها بعض الجنود
الأميركيين ، ويصفق لهم قائلا : براڤو ! لقد أقلعتم عن
الإرهاب ، هذه مقاومة مشروعة ، نريد المزيد . ثم يشد على يدهم
قائلا : المرة القادمة نريد أداء أفضل ، وستحصلون على عشرة على عشرة
ونجمة ومصاصة ! عاوز كلام بالقانون أكتر من كده
شوية ، نكاية فى جهابذة مراحيض الساتيلايت إللى بيعتمدوا أن ما حدش بيقرا
وراهم ( زى ما هم نفسهم موش قاريين ) ؟ اقرأ هنا
النص الكامل لمعاهدة چينيڤ الثالثة الخاصة بمعاملة أسرى الحرب ،
ومنها فيما يلى شروط تعريف أسير الحرب من المسلحين من غير القوات النظامية وهى
أربعة شروط كما وردت فى البند الثانى من المادة الرابعة : (2) Members
of other militias and members of other volunteer corps, including those of
organized resistance movements, belonging to a Party to the conflict and
operating in or outside their own territory, even if this territory is
occupied, provided that such militias or volunteer corps, including such organized
resistance movements, fulfil the following conditions: (a) that of
being commanded by a person responsible for his subordinates; (b) that of
having a fixed distinctive sign recognizable at a distance; (c) that of
carrying arms openly; (d) that of
conducting their operations in accordance with the laws and customs of war.
يعنى نتائج مغامرتنا غير المسبوقة فى التاريخ الإنسانى اليوم ، أن
نقرأ اتفاقية چينيڤ ، هى أن وجدنا قانونا ما يلى : من له من ’ المقاومين ‘ حماية كأسير حرب هو إللى
لابس شارة يمكن التعرف عليها ’ من بعد ‘ ، وسلاحه ظاهر موش
مخبيه ، وإللى ما عملش إللى عمله من دماغه إنما بينصاع لأوامر قائد ما . الحالة الوحيدة إللى فيها
ما تكونش لابس وما تكونش منظم ولا بتاخد أوامر ، جت فى البند السادس من نفس
المادة بعد شويه . هى لحظة الغزو نفسها ، لحظة دخول العدو أرضك غير
المحتلة بعد ، يمكنك الخروج له بسلاحك من غير تنظيم ومن غير شرايط ولا
دبابير نحاس ، وتعتبر ساعتها أسير حرب . لكن بالليل وبمجرد ما
الاحتلال بيتم ، ما فيش حاجة اسمها مقاومة بدون 1- زى 2- تنظيم 3- سلاح مكشوف . الأهم من كل
ده أن كل سطر فى كل المعاهدة بينتهى دايما بعبارة تقليدية تقول بشرط التزام
هؤلاء بقوانين وأعراف الحرب وأبسطها
أن لا تستهدف أهدافا مدنية ، ولا تتمركز أنت نفسك وسط مدنييك ( اذهب
للجبال مثلا كما أكراد تركيا ثم شن غارات على معسكرات الجيش ، فهؤلاء ‑بفرض
حرصهم على هذه الشروط‑ مشروعون محترمون مهما كان تحفظنا على منطلقاتهم
الأيديولوچية ومهما كان تحفظنا على چينيڤ أصلا ) . هذا هو الشرط
الرابع ! أى حاجة غير كل الشروط دى تعتبر إرهاب وغدر وجاسوسية وتتشنق فى الموقع من غير
محاكمة حتى ، مثلا باعتبار الظروف لم تسمح بإجرائها بالطريقة
التقليدية ، أو أنها فى كل الأحوال محاكمة عسكرية . ويعنى باختصار
أكتر أن ديجول نفسه ومقاومته كانوا يخرقون چينيڤ . النكتة الأكبر من هذا وذاك أن يذكرنا البعض فى هذا
السياق أن جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم . هذا يخلق مشكلة جديدة لأنه
يجبرنا على إحالة محمد وعمر بن الحطاب والحطابة وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد
زائد كل سلاطنة العثمانيين للمحاكمة اليوم ! مرارا قلنا الشريعة الإسلامية لا تعرف چينيڤ ، ونضيف اليوم : وچينيڤ لا تعرف الشريعة الإسلامية . إنها كتبت يوم لم يكن بن لادن ولا صدام ولا الرنتيسى ولا أساليبهم ولا هذا الاحتماء الصارخ بالمدنيين ، قد ظهرت بعد . تقدر تقول لى بتوع الفالوجة ولا القاعدة ولا نابلس نفذوا إيه من كل ده ، علشان يوجعوا دماغ العالم أن فى
جوانتانامو وأبو غريب والنقب بيغموا لهم عيونهم ، يا حرام ؟ بينما باختصار أى
صبى من بتوع التنظيمات إياها تمسكه إسرائيل أو أميركا فى أى حتة فى
العالم ، ممكن فورا ‑ومن غير حتى ما يكون معاه أحزمة ناسفة ولا حاجة‑
تقطعه حتت فى الشارع وتفرمه للكلاب وما تكونش خرقت أى معاهدة دولية أو غير
دولية .
فى تبرير إجرام القتل الصريح للمدنيين وبحكم كونهم مدنيين يقولون
لك : ماذا نفعل ؟ لا نملك جيوشا
ولا طائرات
ولا دبابات ولا مدافع ولا صواريخ ؟ يقولون لك : ماذا نفعل ؟
الحروب الأميركية والإسرائيلية نفسها
غير شرعية
لأن لم يصدر بها قرارات من الأمم المتحدة ؟ أولا هذه الأخيرة غير صحيحة
واسألوا ناصر وصدام ، سببا
احتلال الأراضى الفلسطينية والعراق ، حيث خطبة واحدة منهما هى مصدر
الشرعية الحقيقى لإسقاطهما وليس إغلاق المضايق ولا أسلحة الدمار الكتلى ولا
الإرهاب ولا العلاقة ببن لادن . يا سادة :
احتلال العراق الحالى هو بقوات متعددة الجنسيات صدر بها قرار من مجلس الأمن
يعادل فى شرعيته بل فى الواقع يفوق ويجب أى قرار وأية معاهدة تقول بشرعية مقاومة
الاحتلال ، فكيف يكون احتلال العراق مشروعا ومقاومته مشروعة فى نفس
الوقت ؟ لكن دعنا نفترض
أن مقولة شرعية المقاومة تلك صحيحة بالفعل ، ودون أن نجادل كالعادة فى شرعية يالتا وشرعية الأصفار ،
ولنفترض فعلا أن تلك حرب غير شرعية ، فهى رغم كل شىء تظل حربا . ليست
كل الحروب تشن بقرارات من الأمم المتحدة ، لكن كلها تنطبق عليه اتفاقات چينيڤ
ومقتضيات القانون الإنسانى . وها هو دائما أمامكم عدو محترم شريف منضبط لا
يقتل المدنيين لأنهم مدنيين حتى لو آووكم ، يرتدى الملابس العسكرية ويظهر
لكم فى وضح النهار شاهرا سلاحه لا داسا إياه فى ملابسه أو فى عربات
الأسعاف ، ولو خالف أحد جنوده ذلك الشرف وتلك الاتفاقات يتكفل هو نفسه
بمحاكمته . هذا بينما أنتم تقتلون المدنيين من الجنسيات الأخرى [ بل
وتختطفونهم وتجزون رقابهم —انظر بعد أيام قليلة بالأسفل ] ، وكذا
تحتمون بالمدنيين من بنى جلدتكم ، وكلها ضد چينيڤ وشروطها الأربع لما
تسمونه مقاومة مشروعة . يقولون
لك : ماذا
نفعل ؟ الإجابة واضحة : استسلموا ! الإجابة
الأوضح : أنكم لستم محترمين أصلا كى يخطر مثل هذا الاختيار ببالكم ! … ما موقف أميركا
من كل هذا ؟ إنها مهذبة ومتحضرة أكثر مما يتخيله العقل ، ومما تفرضه
عليها أية قوانين من التى نتشدق بها نحن العرب والمسلمون . على أميركا أن تكون أكثر عملية ، ناهيك عن أن تكون أكثر إدراكا
لهذه الطفرة النوعية . يقال إن زنزانتين فقط هما التابعتين للاستخبارات فى
سجن أبى غريب ، وهما ما كان يجرى فيهما التعذيب . سجون الاستخبارات فى كل الدنيا تقام فى أماكن
مستقلة ، ولا يخرج منها أحد إلا للدفن . للأسف
أميركا لا تزال ’ خام خالص ‘ لا تعرف كيف تحكم العالم ، ولا يزال
يحكمها المفهوم اليسارى الإنسانى أن كل الشعوب طيبة متحضرة مثلهم ، عدا فئة
صغيرة مارقة هنا أو هناك ، بل ربما فقط مضللة ويكفى قناة تليڤزيونية
لإصلاح أفكارها . كل احتلالاتها السابقة فشلت أو انتهت سريعا ، منذ
أميركا الجنوبية إلى كوريا أو ڤييتنام أو حتى الصومال . الحلول ليست
صعبة . لا نقصد ما طالبنا به دوما من اختراع عقاقير لانتزاع
الاعترافات بدون تعذيب . هى مهمة وعاجلة ، لكن لا تعتقدوا أن سيرضى
اليسار عنها . المطلوب أشياء جذرية حقا تناسب طبيعة هذه الحرب غير
المسبوقة . بمرور الوقت يمكن لأميركا أن ’ تتدردح ‘ . هذا
سيحدث لا محالة . ليس لديها ترف العكس . فقط البداية العاجلة الآن أن يرسلوا إلينا بعض المبعوثين وسنعلمهم
بسهولة الطرق التى نمنع بها خروج أية صور من زنازين بلادنا العربية ! وأهم أهم أهم
شىء ، وسنعلمه لها نحن أيضا : أنها لا يجب أن تعتذر أبدا عن شىء
فعلته . …
بصراحة ، وما لم ما لم
يتضح يوما أن تسريب الصور كان مقصودا ، نقول إن لقد أثبت الجميع عدم
كفاءتهم . للأسف چورچ
دبليو . بوش ليس على علاقة طيبة بهولليوود ،
وإلا كانوا قد علموه أن لا تخلق أبدا توقعا لا تستطيع أو لا تنوى إشباعه .
لو كان مدركا لهذا القانون البسيط من قوانين علم الاتصال الكتلى mass communication لقال ما يلى عن العراق منذ البداية : قد نجد أسلحة
دمار كتلى وقد لا نجد . قد نجد جيوشا هائلة تتصدى لنا وقد لا نجد . قد
نجد شعبا يعتبرنا محررين وليس محتلين وقد لا نجد . قد نجد من الممكن كسب
عقول وأفئدة العرب وقد لا نجد . قد نجد مقاومة شعبية وقد لا نجد . قد
نجد ضرورة لاستخدام الأسلحة النووية وقد لا نجد . قد نجد شعبا راغبا فى
بناء المستقبل وقد لا نجد . قد نجد من العراقيين من يتعاون معنا وقد لا
نجد . قد نجد من العراقيين كفاءات تقنية وقد لا نجد . قد نجد من
العراقيين من يصلح لتولى بعض مهام الحكم وقد لا نجد . لكن لأن لدينا
اقتصادا جلوبيا بأكثر من 30 تريليون دولار سنويا ويحتاج لتوحيد مطلق للعالم
وقطعا لا يحتمل مثل ذلك المروق والقرصنة وقطع الطريق ، فنحن فى جميع
الأحوال ذاهبون لاحتلال العراق ، ومن بعده لإزالة كل الريچيمات الناشز
الشبيهة . سنحتلها بالقوة المسلحة مرة واحدة وللأبد . سنظل نحكمها
حكما عسكريا ، وسنقتل كل العدد اللازم من أجل استتباب الأمور حتى لو تطلب
الأمر منا إبادة كل تلك الشعوب واستقدام ناس من الصين . وفقط حين تستقر
الأمور تماما سنلغى الحكم العسكرى ونحيل تلك البلاد لإدارات تابعة لسكرتارية
الطاقة التى يرأسها سپنسر إبراهام . لو كان بوش قد
قال هذا من البداية ( وهو بالمناسبة كلام قديم أو ربما قديم جدا لنا ) ، لما
وجدت الميرور ما تبيعه للناس صباح اليوم ! … الأسوأ ، أنه حتى اللحظة لا
يزال يخلق توقعات لا يمكن إشباعها . على رأسها جميعا ذلك الـ 30 يونيو السحرى عجيب المفعول ، يوم
’ السيادة ‘ الذى سيستيقظ الناس فى الصباح التالى له ليجدوا سهم الرب
وقد نزل على عزة إبراهيم وأبو مصعب الزرقاوى ومقتدى الصدر ، سهم الرب جعلهم
ينسون كل نظريات المؤامرة وينحنون تبجيلا وعرفانا للأخضر الإبراهيمى وكوفى عنان
و’ الشرعية الدولية ‘ ولن يقولوا إنها مؤامرة أخرى منكم ، سهم
الرب جعلهم يقدمون فروض الولاء للحكومة الجديدة ’ الشرعية ‘
’ الوطنية ‘ ’ المستقلة ‘ و’ ذات
السيادة ‘ ، سهم الرب جعلهم يعلنون على شاشات التليڤزيون شغفهم
حتى الموت بالديموقراطية والعلمانية والحرية ومنظمة التداول العالمية ، أو
على الأقل جعلهم ينسحبون إلى من حيث أتوا ، أو فى أقل أقل السيناريوهات
تفاؤلا جعلهم يجتمعون للقيام بطقس انتحار جماعى معا ، وطبعا نفس سهم الرب
هيكون جعل من الشعب العراقى بين عشية وضحاها شعبا تمنويا طيعا جادا ومحبا لبقية
العالم ، ليس به لص ولا بلطجى ولا حنجورى ولا قاطع طريق واحد ، هيخرج
من الصبح يقف على المكن إللى كان ما بيفهمش فيه حاجة ، وهيبطل كلام فى
السياسة إللى كان ما بيفهمش غير فيها . بركاتك يا سيدى
سيادة ! والرحمة قليلا يا مستر بوش . ليس ضروريا أن تذهب لستيڤين
سپييلبيرج أو چورچ لوكاس . يوجد فى حزبك شخص اسمه آرنولد شوارزينيجر يمكنه أن
يفيدك كثيرا .
سيدى الرئيس بوش ، هل تعتقد حقا أن شعبا كالعراق يمكن أن يحكم بطريقة
أخرى غير طريقة صدام حسين ؟ إنه ليس حتى فسيفساء كما يقال عادة . ألا
تقرأ ما يكتب أو تسمع ما يقال ؟ إن كل واحد من الـ 25 مليونا له رأى ،
بل نظرية سياسية كاملة ، تختلف عن الآخر ، ويعتقد أنه
’ الزعيم ‘ الذى سيحل كل شىء لو حكم هو بنفسه . هذا هو هاجس الإجماع الذى يهيمن علينا كعرب وكمسلمين طيلة كل
التاريخ ، ولا تفهمونه أنتم أبدا ، الذين اعتدتم أن الناس ينقسمون
لحزبين لا أكثر كبيرين واضحين ، يمين ويسار ، يتداولان السلطة كل 8
سنوات ، وطبعا يختلفان معظم الوقت ويتقابلان أحيانا قليلة ، والأدهى
أن من يهزم منهما يراجع برامجه وتوجهاته بعد كل هزيمة ( بينما عندنا ’ الثوابت ‘
شىء دونه الموت ، إحنا إللى ع الآخر بتوع المبدأ ) . فى أميركا
لو تبلور مثلا تيار من أى نوع ( تيار دينى بين البيض أو السود
مثلا ) ، فإنه لا ينشىء حزبا مستقلا ، بل يفكر فى أى من الحزبين
أقرب له ، غالبا ينظر أساسا للنظرية الاقتصادية هل يمين حر أم يسار
اشتراكى ، ومن ثم ينضم له . هذا يعطيه أملا فى القوة والتأثير .
أنتم لا تعرفون لا الاختلاف الكامل ولا الاتفاق الكامل ، أما الشعوب التى
تؤمن أن التحزب كفر هى فى الواقع كل فرد فيها حزب قائم بذاته ، وكل منهم هو
وحده الحزب الذى سيحقق حلم ذلك الإجماع المنشود ! أنتم معتادون على التمايز
والشخصيات المستقلة ، ونحن مولعون بالاختلاف المطلق طوال الوقت بحثا عن شىء
اسمه الاتفاق المطلق ، والنتيجة معروفة :
أننا أدمنا السيحان وربع النغمة وعشر النغمة ، ويسعدنا أن ليس من فراغ
القول كون كله عند العرب صابون . ( فى المثال المذكور الأول ينضم
الأوائل للحزب الجمهورى ويسمون أنفسهم اليمين المسيحى ، والآخرون للحزب
الديموقراطى ويسمون أنفسهم أى اسم ، ومن المدهش لأى عربى والذى لا يقوى على
فهمه أبدا ، لماذا لا يتحدان معا رغم إيمانها المشترك بالپروتستانتية فى
الوقت الذى تعج به تلك الأحزاب بالعلمانيين . فكرة اليمين واليسار
والاقتصاد الحر والاشتراكية ، أو بالجملة كل ما يسمى مبادئ من الأصل ،
كلها أشياء عسيرة الفهم جدا بالنسبة لنا ، إن لم تكن أكذوبة ما قصد بها شىء
آخر . آخر مثال حى لهذا ، ولعلك سيدى تشاهد ضيوف بعض قنوات الساتيلايت
العربية ، هو كيف لا يمكننا تحت أى ظرف من الظروف ، ومهما حاول أحد
الشرح ، أن نفهم لماذا يقوم بعض أعضاء فى ’ القبيلة ‘
الأميركية ، أو ربما اسمها الأكثر شخصنة
’ قبيلة ‘ العم سام ، لماذا يقومون بتعميم صور تعذيب سجن أبو
غريب ويهيجون الدنيا ويعقدون جلسات للسينيت …إلخ . تفسير هذا الوحيد عندنا
هو فقط أنه تقسيم أدوار وجزء من مؤامرة ما وشيكة ، سوف نعرفها يوما ونكشف
الحقيقة للعالم ! ) .
سيدى الرئيس بوش ، أنت شكلت مجلس الحكم ليعبر عن 90 0/0
من القوى السياسية فى العراق لكن اتهم بالعمالة وبأنه لا يمثل الشعب العراقى ومن
ثم لم يكن له أية فعالية . هل تعرف لماذا يريدون لأى مجلس أن يمثل 100 0/0
من الشعب العراقى حتى لو ضم ألف شخص . السبب أنهم يريدون مجالس
للكلام ، لممارسة هواية مساجلة بعضهم البعض ، أو هل خلقت الحياة من
أجل شىء آخر غير معارك الكلام ؟ إنها الغاية الوحيد التى نفعلها بها نحن
شعوب العروبة والإسلام . عندنا نحن لا نفهم أن يكفيك 51 0/0
من الأصوات حتى تنفذ برنامجك كما شئت وبكل حذافيره ( من اللوغاريتمات
المطلقة أن أحاول الآن المحاجة بأن 51 و49 هما الرقمان اللذان تدور حولهما
الديموقراطية عادة ، وأنك لو وجدت أن شعبيتك أصبحت 80 0/0
مثلا ، فإنك تدفع قدما بخطوات جديدة من برنامجك كنت تنوى طرحها فى مرحلة
مستقبلية ، فببساطة أنت لست بحاجة فى أى وقت لأكثر من 51 0/0 ! ) .
إنها چييناتنا ولا حيلة لنا فيها . نحن شعوب انفعالية بالكامل ،
والسيادة التى نفهمها هى لقانون واحد اسمه التحريض . الوزارة التى يزمع
الأخضر الإبراهيمى تشكيلها ( علما بأنه تاريخيا على الأقل ، قومجى
عربجى هو شخصيا ) لا يمكن لها بحال أن تمثل كل العراقيين أو أن يقبلوها دون
مقاومة مسلحة ، ذلك إن قل عدد أعضائها بحال عن 25 مليون عضو ( أو إلا
طبعا لو كونت من عضو واحد ينوب عنهم جميعا بالحديد والنار ) . حتى
الانتخابات الموعودة نفسها فى مطلع 2005 ، والتى للعجب ينادى بها رجال
الدين الشيعة أكثر من أى أحد آخر على وجه الأرض ( أملا طبعا تأتيهم بالسلطة
والديكتاتورية ) ، ليست حلا لشىء . أية انتخابات فى بلادنا إن لم
تجعلنى أنا تحديدا رئيسا ، فإجابتى جاهزة : إنها مزورة ، وسأرفع
السلاح . يا ريت تفهموها بقى ! سيدى الرئيس بوش ، أحيانا من فرط حماستك أكاد أصدق أنك تريد
الديموقراطية فعلا للعرب والمسلمين . أنت لا يمكن أن تكون لهذه الدرجة من
حسن الطوية ( الكلمة الأكثر تهذيبا التى وردت بخاطرى الآن ) .
صدقنى أنت لا تعرف شيئا عن العقل العربى ، ولو أردت أن تسأل أحدا اسألنى أنا عنه ، وكلا لا تسأل أى أحد آخر ،
ولا حتى مستشارك الجديد المقترح مستر شوارزينيجر . العقل العربى لن يقبل
بأقل من سحلك فى شوارع قلب واشينجتون ، وليس شوارع مكة أو يثرب أو حتى
تكساس . هو مكلف بهذا من السماء ،
نحو كل من هو غير مسلم ، بل نحو كل من هو غير مسلم شديد التطرف . فعل
هذا 14 قرنا وسيجاهد من أجله ما اقتضاه الأمر whatever it takes حتى آخر
الزمان .
سيدى الرئيس بوش ، الأحوال أهدا الآن ليس لأنك وعدت
بالانتخابات ، إنما لأن جنودك يخرجون منذ شهر على الأقل فى نزهات قنص دجاج
مسائية منتظمة ، يقنصون فيها ما لا يقل عن 50 من أتباع ذلك المدعو بالصدر
كل يوم [ تواصل هذا بنجاح أكثر إذهالا بكثير طيلة شهر مايو ] ،
أولئك البؤساء العاطلين أو ذوى السوابق من نشالين ولصوص وبلطجية شوارع ،
الذين أتى بهم ليتباهوا لبرهة فى حياتهم بحمل الآر پى چى ، ثم يرسلهم من
فورهم للجنة ، كلها دون أن يلحظوا حتى أن أبناء عمومتهم فى الفرع السنى من
الأسرة يعرفون اختراعا اسمه معسكرات التدريب . سيدى ، ذلك الذى كان
جعجاعا كبيرا جدا يوما ، بات خانعا ذليلا مختبئا لهذا السبب وحده .
وسوف يعود للجعجعة بالضبط فى ذات اللحظة التى تخفف فيها قبضتك عنه . سيدى الرئيس بوش ، ستظل للأبد تحلم بعرب ومسلمين غير العرب
والمسلمين ، ذلك إن اعتبرت كلاما ككلامى مجرد ترديد لذات نغمة العروبيين
والإسلاميين عن أن لنا هوية وخصوصية . كيف تنكر هذا ؟ العربجيون
والإسلامجيون حثالة العالم نعم ، لكنهم محقون كل الحق فى هذا الشىء
بالذات . إن لنا فعلا هوية وخصوصية منيعة وغير قابلة للمس untouchable وحقا شديدة
التفرد ، هذا لدرجة أن لا حل للتعامل معها إلا الإبادة ، هذا مهما طالت
ازاحتكم للفكرة عن خواطركم الرقيقة المرهفة . سيدى الرئيس بوش ، من هنا وبعبارات محددة ، تناسب وقتك الثمين
وفهمك السريع ، هذا الشعب العراقى أو غيره ، شعب إما أن تتركه لصدام
حسين ومقتدى الصدر وأسامة بن لادن ، يحكمونه ‑من يقتل منهم أولا
الاثنين الباقيين‑ بالطريقة التى يعرفونها ، ويعرفون حقائقها
الچيينية العميقة أكثر منك ، وإما أن تتواضع وتتعلم منهم وتحكمه بنفسك بذات
الطريقة ، وساعتها لن يختلف الأسلوب ، ولن تتوقع أكثر من فارق واحد لا
غير ، أن سيكون ساعتها ( بالطبع رغما عن أنفه فى كل الحالات )
شعبا منخرطا أو على الأقل محيدا فى معركة الحضارة ضد التخلف !
سيدى الرئيس بوش ، الكل يعلم أن 30 يونيو لن يفرق شيئا فى
الحياة . ما سيفرق هو 2 نوڤمبر . كلنا يعلم أن بعده ستصبح
الدنيا غير الدنيا . لن تضطر لكل هذه المراوغة والمواعدة والملاطفة
والمهادنة ، بل ستقوم فقط بما يمليه عليك الواجب ، ستحرك من القاذفات
والغواصات إلى آخر هذه الآلات الجميلة كل ما هو ضرورى ، وستحل من منظمات
نيو يورك وواشينجتون كل ما هو لازم …إلخ …إلخ . من رأيى أن تخلق التوقعات
حول هذه الأشياء أفضل . والأفضل منه ومنها أن تنفذها فورا ، وأعدك بأن
لن تصارع ثانية من أجل أرقام الاستطلاعات ، فإعادة انتخابك ستحدث
اليوم ، وبنصر مضاعف مضاعف ! سيدى الرئيس بوش ، صدقنى أيضا ، فى زمن الحرب لا أحد يريد رئيسا
مراوغا مواعدا ملاطفا مهادنا ، بل قائدا رمزا للبطش والتبطيش الفتك
والتفتيك على فكرة !
زيارتك لمستر شوارزينيجر ممكن تضرب بها عصفورين فى نفس الوقت . هيشرح لك
حكاية خلق التوقعات دكهى ، وكمان هيشرح لك حاجة تانى اسمها Rise of the Machines ! ] .
[ تحديث :
6 مايو 2004 : 1000 صورة ! هذا ما لدى جريدة
الووترجيت التى تآمرت يوما لإسقاط أعظم رئيس فى
تاريخ أميركا ، أو على الأقل هذا ما قالته اليوم . إننا بصدد بيزنس كامل إذن ،
بيزنس پورنو أبو غريب ، المؤهل تماما لإزاحة صناعة پورنو لوس أنچليس من
السوق قريبا .
إنها
إذن فرجة كاملة تصلح على الأقل موقعا على الإنترنيت ، موقع پورنو موجه
للنساء ، يستطعن من خلاله التمتع بالفرجة على أعضاء البعثيين والإسلاميين
العراقيين ( لحسن الحظ لم يقطعها لهم أحد حتى الآن ! ) ،
كذلك يمكن إنشاء عدد من المواقع المتخصصة ، واحد للسيور الجلدية ،
وواحد للقيود الحديدية ، وواحد للجنس مع الحيوانات ، وواحد للجنس
الشفوى ، وواحد للجنس الرجالى الجماعى ، وهلم جرا . موقع پورنو
يديره اليسار الأميركى وتوجه إيراداته لحملة چون كيرى ، لعلها تستر بعضا من
شخصيته المفلطحة ، التى لا تملك ما تقوله عن العراق سوى علكة واحدة لم
يغيرها منذ شهور : هاتوا الأمم المتحدة ! الحقيقة
كده ومن غير كسوف : إحنا وحشنا هاوارد ديين . الواحد ندمان . ما
كانش كويس أبدا الهجوم عليه لغاية ما سقط وجه بداله أبو دم تقيل ده .
بصراحة غريب جيت كان هيبقى لها طعم تانى خالص ! كمان
اوعى تنسى أن أجود شىء فى الموقع الجديد أنه سيكون أول موقع پورنو لا تحظره
السعودية وإيران ، وبلا شك سيكون لهذا آثاره الإيجابية الكبيرة
لاحقا ! أما
للحالمين فى الواشينجتون پوست بغريب جيت أقول : أشك أنكم حاسبينها صح . چورچ
دبليو . بوش لن يخسر تصويتة انتخابية واحدة لأنه ينكل بالعراقيين فى
العراق ! …
غدا
سيستجوب السينيت رامسفيلد . هل تعتقد أنهم سيضحون بعملية التحول الشاملة للجيش الأميركى التى يقوم
بها ، عملية تحويله من قوات حفظ السلام الكلينتونية الأضحوكية إلى جيش
إمپراطورى حقيقى سيضطلع بضبط كل شبر فى العالم فى نفس اللحظة ، العملية
الكفيلة وحدها بإعادة انتخاب چورچ بوش من أجلها ؟ هل يضحون بكل هذا من أجل
خاطر إرضاء صحف اليسار التى تحتج على تعذيب بعض من محترفى التعذيب ؟ ثم أيهما أدهى حرية تعذيبه لأعداء
الحرية أم قولته الشهيرة فى أفجانستان : No Prisoners! ؟ لو عاوزين تحاكموه بجد سيبكم م الهايفة وارجعوا
للتقيلة ! يا ريت بس جهابذة الإعلام المراحيضى العربى يبقوا واقعيين
شوية !
هل
تريد إجابتنا ؟ السينيت وكل الكونجرس ، أكثر تشددا من رامسفيلد نفسه
فى كل شىء . ولو عدت للماضى قليلا
ستجدهما هما اللذين يدفعان كل مشروعاته بأسرع مما يحلم هو نفسه ! … فى كل الأحوال
وبعد أن يزول غبار الغريب جيت ، سيبقى السؤال الأكثر قاعدية وربما الأهم من
كل الأسئلة : ماذا تنوى أميركا مستقبلا ؟ هل ستواصل تعذيب العراقيين
أم ستكف عن ذلك ؟ إنه نفس سؤال ماركوس أوريليوس القديم . إنه حتى نفس
السؤال القاعدى لأجسادنا : هل تعامل أدمغتنا أطرافنا بديموقراطية ، أم
أن القيادة والرؤية تعنى أن تيار التحكم والسيطرة هو على نحو عام تيار أحادى
الاتجاه ؟ هل تعامل أميركا بقية الشعوب بإنسانية وديموقراطية كما فعلت
روما ، فينهار مشروع الإمپراطورية والعالم الموحد المزدهر ، ومن ثم
تبدأ عشرة قرون جديدة من عصور الظلام ، أم تحزم أمرها وتعلم أن لا حضارة
بدون بطش وتنكيل بالمارقين والفاشلين فى مواكبتها ؟ لسنا فى حاجة إلى القول
إن الحضارات تتداعى فقط حين يصيب الوهن الرأس منها . هذا هو التحدى رقم
واحد والعاجل جدا أمام أميركا قبل أن يكون العراقيين أو الإسلاميين :
الطابور الخامس من اليساريين والإنسانيين فيها ، عملاء قوى التخلف والظلام
والبداءة عبر العالم ] .
[ تحديث :
8 مايو 2004 : كما توقعنا جماهيرية رامسفيلد تشهق
إلى السماء . هذا ما قالته استطلاع للرأى اليوم ،
يدل على رفض ساحق من الأميركيين لاستقالته . أيضا عدد من قالوا أنهم لم
يغضبوا لتقارير التعذيب أكثر من ضعف من أغضبتهم تلك التقارير . المرة دى
حسبتوها غلط يا بتوع الپوست جيت ! طبعا بالنسبة لاستجواب إمبارح
رامسفيلد العظيم دائما أبدا ، كان هجوميا كالعادة ، وقال إن الجيش هو
أول ’ من أخبر كل العالم ‘ بأن هناك تحقيقات ، يقصد بهذا بيان
القيادة المركزية فى 16 يناير .
يعنى بالبلدى كده ، أن لا
يزايد عليه أحد فى أى شىء ، وأن كفاءته لا تمس . فإذا كان قد حدث خطأ
( نقصد التسريب لا التعذيب ) ، فهو قد تحوط له مسبقا . أيضا
ها هو يتحوط من جديد لما قد يظهر مستقبلا ، قائلا إنه رأى بنفسه صورا
وأشرطة ڤيديو ’ أبشع بكثير ‘ . آدى خلق التوقعات ولا بلاش يا
ناس . الراجل ده فاهم سينما كويس ! … وطبعا طبعا صور الآنسة إنجلاند تملأ الدنيا . صور
بيتها ، صورها مع خليلها ، صور أهلها ، صور طفولتها
ومراهقتها ، كل شىء . هذه الفتاة ذات الواحد وعشرين ربيعا أصبحت ظاهرة
عالمية لما فعلته بجسارة متناهية والأهم منه باستمتاع ، فى نشامى البعث
والجهاد . اقتراحنا هو أن تتموضع عارية فورا للپلاى بوى ، نظير منحها
لقب زميلة لعب القرن ! … يسأل البعض ، كيف تكتب كل هذا
ولا تشير من قريب أو بعيد للغضب العربى ، وكأنه ليس موجودا أصلا ،
والمهم عندك ماذا يحدث فى السينيت أو فى الإعلام الغربى أو ما إليها فقط .
فعلا ، كدنا ننسى . لكن المشكلة الآن أن طرأ تغير نوعى على منحنى
الدالة . كانت دالة غير متصلة ، بمعنى أن كل عدة شهور أو كل عدة
أسابيع ، ومؤخرا كل عدة أيام ، تنفجر موجة غضب عربى بسبب موضوع معين
أو غيره . الآن أصبحت الدالة متصلة ، أى منحنى ذو معادلة ما .
بمعنى أن المناحات لا تتوقف ، وتنتقل seamless أى بسلاسة ، من مناحة إلى المناحة التالية
لها ، أو حتى باتت الدالة خطا مستقيما أفقيا ، بمعنى أن الغضب العربى
وصل لقمته وصار ثابتا عن هذا المستوى . صحفيا ،
فى وضع كهذا ، لا يصبح الأمر خبرا news يستحق الاهتمام ! ] .
[ تحديث :
10 مايو 2004 : نسينا نقول أول إمبارح
إن تشينى قال ما يلى عمن يسميه موقعنا أستاذ
الكون ، والمعروف أيضا باسم دونالد إتش . رامسفيلد : ‘Don
Rumsfeld is the best secretary of defense the
إللى فكرنا هو ما قاله بوش النهارده
لما راح له هو وكل قيادات البيت الأبيض للپنتاجون لتكريمه ، قال : ‘You are
courageously leading our nation in the war against terror. You are doing a
superb job. You are a strong secretary of defense. And our nation owes you a
debt of gratitude… I want our men and women in uniform to know that
… فقط
إهداء للمناحة العربية حتى لا يتهمنا أحد بتجاهلها
… وفقط نذكر
’ بالثوابت ‘ العربية : لا عزاء للسيدات
( السبب طبعا أنهن شرعيا ناقصات عقل ودين ! ) . … اقرأ
النص
الكامل لكلمة بوش ] . [ تحديث : 12 مايو 2004 : بالصيحة
التقليدية الله أكبر ، وبسكين ضخم ، ذبح أبو مصعب الزرقاوى أركان حرب
أسامة بن لادن فى العراق ، ذبح بيديه ليلة
أمس بناء جميلا ذهب للعراق متوهما أنه أرض الفرص ، يمكن أن يطبق فيه
مخترعاته الهندسية ، التى اختار لها عنوانا مثيرا للشبهات هو
پروميثيوس .
يهودى أميركى
شاب رائع وسيم موهوب لامع جاد جرئ ومخلص تسفح رقبته بدم بارد أمام أعين
العالم ، المشغول بهل الكيس الأسود فوق أعين زبانية صدام والقاعدة يعد خرقا
لاتفاقية چينيڤ أم لا . القصة فى حد ذاتها ليست
جديدة ، وحدثت مرارا وتكرارا فى أرض الهنود الحمر . شاهدناها فى مائة
فيلم ، وإن لم يكن أى منها ببشاعة أو هول فيلم الأمس الذى قهرت به الإنترنيت هولليوود ،
التى كانت تعتقد أن مشاهد سلخ فروة الرأس هى نهاية المطاف فى دنيا
البربرية . على الأقل لا تبدو للفيلم الجديدة
نهاية سعيدة فى الأفق ، كما سابقيه . نعم ، الفارق الجوهرى بين
القصتين ليس مجرد الفارق الجغرافى أو الزمنى بين أرض الأپاتشى وأرض
الإسلام ، إنما الفارق فى الإرادة السياسية والذهنية الأميركية . هذه
بلا شك أبعد ما تكون اليوم عن إرادة وعزم بناة أميركا الأوائل . بل ليست
الإرادة ولا السياسة فقط ، إنما الرؤية والفهم نفسيهما ليسا بنفس
المستوى ، بل تحديدا فى أعلى مراحلهما تشوشا . لا نقصد بهذا الكلام أن نلقى بدم
نيك بيرج على السى بى إس أو النيويوركر أو الميرور . إطلاقا !
بالعكس ، نحن أنفسنا نشجع على التصعيد ، ولا نرى بديلا أمام أى من
الجانبين سواه . المهم هو الدرس المستفاد . فهذه حرب أضفى عليها أحد
الطرفين بعدا دينيا بحيث لن ينهيها مطلقا إلا بإبادة الطرف الآخر او إبادته
هو . أما هذا الطرف الآخر ، ورغم كل الهول الذى تعرض له فى 11 سپتمبر
2001 ، لا يزال لا يعلم بالضبط بعد طبيعة العدو الذى يجابهه وأنه إن لم
يبده فسوف يباد هو . سادتنا أرقاء القلب من ديموقراطيى
وإنسانيى الغرب حسنى الطوية ، اليوم هو يوم الخيارات الأخلاقية
الحاسمة . اتخذوها الآن أو موتوا !
شىء آخر سيظل يذكره
العالم عنك ، أن لا يزال فى صندوق غريمتك پاندورا شيئا لم يكن قد أطلق من إساره بعد : الأمل ! ] . [ تحديث : 24 يونيو 2004 : عودة
لموضع السينيت ورامسفيلد . اليوم أقر
السينيت بالإجماع ( 97 ضد صفر ) ميزانية الدفاع للعام القادم
2005 . صدق ماذا ؟ 447 بليون دولار ، بزيادة 3.4 0/0
عن العام الحالى . وبزيادة 20 ألف فرد فى القوات ( 3.5 0/0
من القوة الحالية ) لم تطلبها أصلا سكرتارية الدفاع بل وقاومتها .
والمقاومة أسفرت عن تخلى السينيت عن رغبته فى تقنينها كزيادة سنوية ثابتة ،
واكتفى بإقرارها للعام الجديد فقط ، ثم لكل حادث حديث بعد عام !
الزيادات ستغطى أشياء كثيرة بدءا من 1.7 بليونا للدفاع الصاروخى حتى مرتبات
الأفراد التى ستشهد زيادات نحو الضعف لمكافآت الجنود الإضافية لبعدهم عن أسرهم
أو لوجودهم فى أوضاع قتالية ( 250 دولارا بدلا من 100 للأولى ، و225
بدلا من 150 للثانية ) . أو تسألنى عن رامسفيلد ؟ هل
سبق لك ورأيك سكرتيرا للدفاع يريد توفير الأموال وممثلو الشعب ‑التى
وظيفتهم أن يكونوا شديدى البخل‑ يجبرونه على أخذ المزيد منها ؟ إنه
حتى لو طلب العودة للتجنيد الإجبارى لرحب السينيت بلا نقاش ربما . رامسفيلد
أحد أكبر رموز حماة منجزات حضارتنا المعاصرة . والسينيت الحالى بالذات
( كما سبق
ولاحظنا ) ليس أقل بحال . المهم الفهم ! أن تكون هناك ناس فاهمة
أن فيه خطر حقيقى ، صافى وداهم كما يقال ، اسمه العروبة
والإسلام . الفهم ؟ هو فهم بطئ بكل المقاييس ، لكن قطع الطريق
أصبح أوضح من أن يتجاهله أحد ، وقرار اليوم يبث الأمل من جديد فى مستقبل
يختفى منه كل القراصنة ، وينتصر فيه فقط التقدم والتقنية والعقل ! …
على فكرة أول إمبارح
اتعرف إيه أنواع ’ التعذيب ‘ إللى أقرتها الحكومة الأميركية فى
جوانتانامو وغيرها . ستجد أعلاه صورة بها قائمة كاملة بها نقلا عن الواشينجتون
پوست ، إللى بتنقل بدورها عن مجموعة
وثائق رسمية كشفها البيت الأبيض [ ربما أكمل أرشيڤ لها تجده هنا ) .
اقراها كويس . بيعتبروا الصراخ تعذيب بس بشرط : اوعى تقرب من ودن
المحروس أحسن تضايق إحساسه ! حاجات كتير زى كده . لو تقدر تسمى ده
تعذيب ابعت قول لى .
بصراحة ،
أنا أعرف مدارس ابتدائى فيها تعذيب أشد من كده ألف مرة . تصور الأمريكان
مثلهم الأعلى أبلة زكية يا فرحة صدام
فينا ، أكيد له 48 ساعة ما بطلش ضحك من ساعة ما قرأ وثائق البيت الأبيض
المضحكة المبكية دى . النكتة
الأدهى أن رامسفيلد إللى أشر على المذكرة الأصلية لماذا قصر الوقوف على 4
ساعات إذا كان هو شخصيا بيقف 10 ساعات فى اليوم ، رجع ولغى كل حاجة تقريبا بعد شوية ! تفتكر مين إللى عليه نوبة حراسة
الحضارة الليلة دى ؟ يا خوفى يا بدران … ! ] .
[ تحديث :
28 مايو 2005 : قامت الدنيا ولم تقعد هذا
الأسبوع بسبب اسمه تدنيس القران فى معتقل جوانتانامو . هؤلاء قتلوا من
البشر المئات والآلاف بدم بارد وبتلذذ لا مثيل له ، لكن لا يصح أن تبول على
القرآن أمامهم ، لأنهم أناس ذوو حس مرهف وهذا قد يؤذى مشاعرهم
الرقيقة . أى هراء
هذا ؟ أهى حرب أم لعبة پلايستيشن ؟ الأبرياء يموتون وسيموتون ،
واستخبارات أميركا محرومة من أبسط الوسائل لانتزاع الاعترافات . وهل أفضل
كى تلقى شيئا فى روعهم أو تردعهم عن غيهم من أن تثبت عمليا لهؤلاء السفاحين أن
إلهم ليس سميعا ولا مجيب الدعاء ولا له لحافظون ولا ليحزنون ، وأنهم حققوا
الفريضة الغائبة بكامل أركانها لكن أحدا لم ينصرهم أو يثبت أقدامهم أو يسأل حتى
فى سحنتهم ، والسبب أن إله السماء ذاك غير موجود أصلا أو أنه يعتنق دينا
آخر ؟ … عجبى ثم
عجبى من أميركا تريد أن تقود العالم ، ولا تعرف أبسط بداهات القيادة ! ] .
2 مايو 2004 : موقف تاريخى شجاع وعظيم هو
ما أتى به أعضاء حزب الليكود اليوم .
رفضوا بأغلبية هائلة ( 61 ضد 39 0/0 ) المخطط
الاستسلامى الشارونى المذرى ، الخاص بإخلاء مستوطنات قطاع غزة . كلنا أمل أن
تكون هذه هى الصفحة الأخيرة فى جريمة التواطؤ الشارونى‑الفلسطينى ومسلسل
تنازلاته المتخاذلة المخزية لهم . فلا يمكن تخيل أن يظل هذا الرعديد الجبان
على رئاسة الحزب والحكومة ، بينما ما يدور فى مخه هو أفكار انهزامية ترقى
لمستوى الخيانة القومية والجلوبية ، ومرفوضة من الغالبية الساحقة من أعضاء
حزبه ، ومن كل الجمهور الحضارى العالمى .
الآن فى إمكان أرييل شارون أن
يذهب ليقضى بقية عمره فى مزرعته فى النقب ، يربت على الحيوانات فى
النهار ، ويتمدد ليراقب غروب الشمس فى المساء . لن يخسر شيئا إن فعل
ذلك . بالعكس ، هذه الحياة الوادعة ستمنحه تأكيدا ودون عناء
يذكر ، ذلك اللقب المراوغ الذى استمات طويلا من أجله : رجل
السلام . نعم ، المسألة بسيطة . إذا لم يكن لدى السيد شارون
الأعصاب الكافية لقيادة المنطقة فى هذه الفترة العصيبة والتاريخية من
عمرها ، فليرحل . هناك كثيرون غيره لديهم الجرأة والحزم وكذا أفضل
بكثير من حيث المنظور المستقبلى لها . أما إذا كان مصمما على ما يقول
بالإنسحاب من غزة ، فلا مشكلة أيضا ، ليستقل وينضم لحزب ميريتس أو
الكدح ، هناك يمكن أن يشبع ذلك الهوس التقمصى الداخلى المريض الذى ملأه فى
السنوات الأخيرة منذ رأى فى المنام فى تلك الليلة السوداء المشئومة نفسه كحمامة
بيضاء ذات جناحين . المفارقة الصارخة أن هذا مشروع شخص واحد ، ولو مات
أو أغتيل شارون غدا ، لن تجد أى شخص على وجه الإطلاق ينبس بمثل هذه
الفكرة . إنها شىء إسرائيل غير مضطرة إليه بالمرة ، وأريحية مجانية لن
تحصل فى مقابلها على أى شىء مطلقا وسيواصل الفلسطينيون ذات مساعيهم الدموية
لإزالة الدولة اليهودية بالكامل إن لم يزدهم تخاذل شارون شراسة ( تخيل الآن
موقف العرب أو الفلسطينيين دعاة السلام ‑بفرض وجودهم أصلا أو أهميتهم‑
وهم الذين طالما حاولوا إقناع الباقين بنظرية الفرص الضائعة وأن الاستيطان يلتهم
أرضا جديدة كل صباح ، وأن الغد يحمل أنباء أسوأ وفرصا أقل ، هذا بينما
رخاوة شارون تقول للمتطرفين العرب قاتلوا وستحصلون على المزيد ) .
بصراحة لو أن ثمة إنسحابا واحدا محتملا فى منطقتنا هذه الأيام ، فهو إنسحاب
شارون من الحياة السياسية . أما الليكود بنيتانياهو ورفاقه وببقية الأحزاب
الحليفة ، فسوف يظل يقود مسيرة المنطقة برؤية ثاقبة تعرف أين هى قوى الظلام
بالضبط ، وتعرف كيف تتعامل معها ، وهى طريقة
واحدة لا أكثر للتعامل ، تأكيدا أبعد ما تكون عن التفاوض والانسحاب
والأسوار ومعاهدات السلام ، وكل هذا الهراء . أما العرب فيمكن القول بناء على ما تقدم منذ قتل
احمد ياسين والرنتيسى ووعد بلفور الثانى ، كلها أعلى هذا مباشرة ،
أنهم دخلوا الآن مرحلة جديدة فى تاريخهم ، مرحلة حاسمة وشديدة
المصيرية ، ألا وهى مرحلة أن أصبحت المناحات تتواتر بمعدل أسرع من الثلاثة
أيام القانونية دينيا للجنازات . لن نقول أن على العرب أن يعلموا الدرس ، أو أن
يعرفوا أين تهب رياح المستقبل ، أو أن إسرائيل لن تكف عن التوسع ، أو
أنك لا يمكنك احتواء الحضارة . إلى آخر كل هذا الكلام القديم الذى قلناه حين كنا
حالمين رومانسيين سذج ، أما الآن لا طائل بالمرة من ورائه . ببساطة
نقول إن استفتاء اليوم هو رسالة لكل من بقت فى روحه غيرة ولو قليلة على مصير هذا
الكوكب ، أن قد فات أوان الكلام ، وها قد حان وقت الفعل ! اكتب رأيك هنا
[ تحديث :
15 مايو 2004 : المناحة العربية الجديدة شىء اسمه
رفح . يسمونها ’ النكبة ‘ الجديدة فاليوم
بالمناسبة ذكرى ’ نكبتهم ‘ القديمة ( دع جانبا نكبة ثالثة اليوم
اسمها تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2010 —انظر القصة المستقلة . فالمناحات
الآن لم تعد تأتى واحدة كل ثلاثة أيام ، بل ثلاثة كل
يوم ! ) . إسرائيل عادت اليوم
لتهدم مئات المنازل لإخلاء الشريط الحدودى مع مصر . هذا يؤشر فى تكهننا ،
للشكل الجديد لخطة شارون المذكورة ، وهى الربط المتصل فيزيائيا بين إسرائيل
وكفار داروم . من ناحية أخرى هو استجابة لرغبة مصرية قديمة ثابتة وشبه
معلنة ، بأنها لا تريد أن يكون لها حدودا مع الفلسطينيين ، الأمر الذى
تجلى فى صورة تفويض صريح شجاع وبالغ القوة من الرئيس مبارك بهدم كل تلك المنازل
حين قال قبل أسابيع إن لكل نفق فتحتين وعلى إسرائيل أن تغلق الفتحة التى
عندها . إنه نفس الحال القديم والشهير تاريخيا مع الأردن الذى يريد للجدار الأمنى أن يلتف ليحمى الأردنيين
بدورهم من الفلسطينيين . لماذا
لا يريد الفلسطينيون فهم أننا زهقنا منهم ومن ولولتهم ناهيك عن ألاعيبهم ؟
وحتى لو افترضوا أننا لم نزهق بعد ، لماذا لا يبنون حساباتهم على أننا قد
نزهق قريبا ، وربما ، فقط ربما ، نفكر فى بناء اقتصاداتنا ؟
الكل يعلم أن الفلسطينيين لا يجلبون بتطرفهم وخبثهم ومزايداتهم سوى الخراب لبقية
العرب . هذه هى طريقتهم منذ أيام [ هناك واحد من الأردن فعل
ذلك فعلا بعد
ثلاثة أيام من هذا الكلام : الملك عبد الله الثانى . قال إن عرفات
يحتاج أن ينظر مليا للمرآة ويسأل نفسه ، ما هو المصير الذى يريده للشعب
الفلسطينى ! دعوة رائعة للاستقالة ، تأتى من رجل شجاع رفع يوما شعارا
أكثر شجاعة لحد الإهانة : الأردن
أولا ! بعد ثلاثة
أيام أيضا وصلت الحملة العسكرية لذروتها ] .
أرييل شارون يريد فيما يبدو
الإبقاء على كفار داروم وترك بقية غزة ، وهو لا يفهم أنه لو ترك تل أبيب
نفسها لن يتركه العرب والمسلمون فى حاله بل سيذهبون وراءه لوارسو ونيو
يورك . لا شىء من كل تلك الانسحابات سيحدث . التطرف الفلسطينى لن يسمح
بهذا . من هنا سوف تبقى بعد صرخة مصر والأردن ، صرخة البحر المتوسط
الذى يقول هو الآخر إنه لا يريد حدودا مع الفلسطينيين . لا نعتقد أن سيطول
الوقت قبل أن تصبح كفار داروم متصلة مع نتساريم ، ثم معا متصلتان شمال مع
ياد موردخاى وإسرائيل نفسها . هذه حتميات يا سادة ، ولا تضحكون على
أحد ولا على أنفسكم . عسكريا يوجد فى الحملة ما يثير
الفضول . الكل توقع أن تأتى إسرائيل لهدم المنازل مباشرة من الحدود المصرية
الجنوبية ( هكذا يسمونها ، وهى تعبر عن منظور الساكن فى قطاع
غزة ، لكنها فى الواقع أقرب للغرب منها للجنوب ) . لكن الواضح
أنهم سيأتون من الجناحين ، من جانبى رفح . ليس هذا بمستغرب على جيش
استحدث فى التاريخ العسكرى فكرة الغزو من المركز ، حين كان يهبط فى قلب
نابلس أو جنين ثم يبدأ فى الانتشار للأطراف . لكن هنا يوجد سبب محدد ،
هو أن تلك الأنفاق
جعلت غزة ثرية جدا بالمتفجرات . هذه أمكن لها الأسبوع
الماضى تفجير دبابتين وقتل دستة من الجنود تطايرت أشلاؤهم لمئات الأمتار
وأصبحوا قصة كبيرة فى حينه . أى رتل دبابات سيدخل من الطرق الرئيسة ستدمر
على الأقل الدبابة الأولى منه ، ومن هنا جاءت فكرة الغزو من الأجناب ،
وتبدو ناجحة جدا حتى اللحظة . أما نحن فلا نؤيد الغزو من الأجناب
ولا من الأمام ولا من الخلف ولا من تحت ، نؤيد فقط الغزو من فوق ، غزو
القاذفات الستراتيچية . هذه أيضا حتميات ، بل الحتميات الأحرى ،
وكل ما يحدث حاليا هو مجرد تأجيل هنا أو هناك ، للقدر الذى لا فكاك منه
للچيين العربى ، القدر الذى اختاره لنفسه ، ولم يختره له أحد :
الإبادة ] .
28 مايو 2004 : واختير إياد علاوى رئيسا
للوزراء فى العراق ، أعلى سلطة لعراقى فى عراق المستقبل . المفروض أن
تتوقع منا اليوم
أن نهلل لفراستنا القديمة التى اختارته منذ شهور من بين كل أعضاء مجلس الحكم
لتشيد بقوته وبصرامته وحزم شخصيته وطبعا بعلمانيته التى لا تساوم .
باستثناء أننا طالما نحينا الأكراد جانبا فمكانهم فى تقديرنا ليس بحال دولة
مشتركة مع العرب ، أى عرب ، فهذا اغتيال لقدراتهم ولشوقهم للمستقبل
وللحداثة ، فإننا فى إطار العراق ككل ، وفى إطار السؤال عمن هو أكثر
من يصلح لتولى ’ بعض السلطة ‘ فيه ، فلم يكن ثمة حماس كبير أو
قليل نحو أحد من جانبنا لأى عراقى ، سوى لإياد علاوى طيلة كل العام الماضى
منذ تشكيل هذا المجلس .
حدسنا أن كنتم ستصلون فى أميركا لهذه النتيجة فى
نهاية المطاف ، فهى الشىء المنطقى . لقد وصلنا لحد التنبؤ فى أكتوبر الماضى أن كل أعضاء مجلس الحكم سيتركونكم الواحد تلو
الآخر ، وآخر من سيبقى معكم هو إياد علاوى ، الذى أسميناه رجل بغداد
القوى ’ نسبيا ‘ . هذا ما قلناه ،
وكان كلاما غريبا فى حينه ، لكن ها قد ثبتت صحته هذا
الأسبوع بانكشاف أن الجعجاع أحمد الشلبى يبيع أسراركم
وخططكم للإيرانيين ، نحن لا نحكم على الناس بهذه الطريقة . لا
تعنينا كثيرا لعبة التوازنات السياسية التى يعلمها لنا الأكاديميون . ولا
تؤثر فينا الخطابة الحداثية كما أثرت فى الأميركيين ، سواء السلعة الصارخة
المزيفة منها كما الشلبى ، أو الصادقة العميقة كما لكثير من أعضاء المجلس
( لعل أبرزهم
إثارة للانطباع مثلا وائل عبد اللطيف ، القاضى محافظ البصرة ) ،
لكن لا يملكون الكاريزما اللازمة لتحدى الجميع وفرض التغيير رغما عن
أنفهم .
ولعلنا نكشف للقراء بعضا من سر المهنة الذى يجعل
لنبوءاتنا بعض المصداقية لديهم . نحن نحكم أولا بشىء اسمه نوعية quality الشخصية ،
القيادة ، المحتوى ( أو سمها لو شئت تلك التسمية سيئة السمعة
المعتادة ، الچيينات ) . أولئك خانوا وسيخونون الأمريكان ليس
لأنهم دينيين أو ذوى أچندات خفية أو حتى لأنهم انتهازيون ، إنما لأنهم ضعاف
الشخصية ضعاف الإرادة . هذا الضعف فى
إرادة الرؤية ( إن جاز التعبير . ولا نقول فى النفوذ فهذا قد يكون
موجودا فعلا لدى بعض هؤلاء لكنهم لا يريدون التغيير الحقيقى ) ، ذلك
الضعف يجعلهم مضطرين لاستجداء الجماهيرية وأضواء
الإعلام طوال الوقت ، وحتما كان سيأتيهم يوم يرضخون فيه لمحرضى الشوارع
ومنابر المساجد ، بمن فيهم ذوى ذلك النفوذ المقصود ( هم ليسوا أفضل
حالا من غالبية حكامنا العرب الذين بطشوا بسهولة بالإسلاميين لكن تأسلموا
هم ! ) . لقد لفت نظرنا أن علاوى دونا عن زملائه فى مجلس
الحكم ، حاسم وحاد لا يسترضى أحدا وبالذات ’ الشارع ‘ ، كما
يتوقع الناس عادة من ’ سياسى ‘ ، ولحد كبير هو أيضا صموت غير
ضحوك ، وهذا أيضا مما لا يتوقع عادة من سياسى . هذه ليست مواصفات سياسى ، هذه مواصفات
قائد . حدسنا قال لنا إن وراء هذا الرجل شيئا
ما . وهذه هى النوعية التى نريدها قادة لنا ، فى منطقتنا المنكوبة
بچييناتها هذه ، أو حتى للعالم ككل . ( الأكراد قصة أخرى كما
قلنا ولا نقارنه بأحد منهم ، نقول أنهم أقل منه شخصية أو مثله قوة
…إلخ ، فهم ليسوا محل تقييم كحكام محتملين لحكام كل العراق . جلال الطالبانى
مثلا شخصية فذة بكل معنى الكلمة ، جرأة وعلمانية وعلما وكل شىء ، لكن
لا مجال للمقارنة لأن السياق مختلف ) . لكن ترى هل سنهلل فعلا اليوم ؟ سنهلل لعبقرية
حدسنا النووية الفذة ؟ سنهلل له ؟ هل سنعيد تعميم مجموعة صورة التى
كللت الجزء الخامس من هذه
الصفحة ؟ هل سنضع له صورا جديدة ؟ هل سنذكر سيرته الذاتية ونشيد
بالمزيد فيها ؟ أم أن كل هذه أمور قد تجاوزها الزمن ، والتحريض كشر
بالفعل عن أنيابه حتى آخرها ، وذهبت معه كل النبوءات وكل القيادات .
حتى حرب ’ اجتثاث البعث ‘ التى يقودها أحمد الشلبى هى حرب صحفية فى
أغلبها ، ذلك أنه لا يقوى على الحرب الحقيقية ( التسمية نفسها قوية
جدا بل أقوى ما يوجد بالعربية ، وتعنى الاقتلاع من الجذور . بينما كما
يستعملها الأميركيون أكثر تواضعا بكثير de-Baathification
نعم ، بل كل ’ الشعب ‘ العراقى يتفرج ، ولا يقول شيئا لعام
كامل . منذ يوم هلل فوق التمثال ، ولم تخرج مظاهرة واحدة تأييدا
لأميركا أو للاحتلال ، أو حتى لمجلس الحكم ، أو حتى لمجرد التنديد
بالإرهاب . فقط يلقون بلوم الفوضى الأمنية لا على من قاموا بها ، بل
على ’ فشل ‘ أميركا . وطبعا لن نحتاج لوصف كيف ينطقون كلمة الفشل
هذه بفم عربى ضخم معتز بالنفخ فى كل حرف فيها . الـ 25 مليون
’ زعيم ‘ عراقى ، كلهم يعطيك محاضرات فيما يجب فعله ، بشرط
واحد أن لا يفعل هو شيئا . سيكولوچية الشماعات ، أليس كذلك ؟ عرب ، أليسوا كذلك ؟ على الأقل عادل إمام
’ زعيما ‘ بأكثر من مجرد بالاسم فقط ، ولطالما قاد بجرأة مظاهرات
حاشدة ضد الإرهاب ! بصراحة ،
ومهما كان الكلام ده هيجرح كل الأطراف ، وحتى نفسى : بعد إللى شفته فى
9 أپريل فوق
التمثال ، ورغم توقعى
وتحذيرى قبل أى أحد آخر وحتى قبل الحرب لأن ستكون هناك
بالتأكيد حرب عصابات ، أو أن الموضوع ما خلصش ، إلا أن لما بدأ الكلام
عن أن وظيفة الاحتلال ’ حماية ‘ الشعب العراقى ، لم أفهم ما هو
المقصود بالمرة . ظللت أضع على الموقع صورا عن مظاهر الاحتفاء بالأميركيين
وحب الجميع لهم أطفالا وكهولا ونساء ، وكل ما دار فى ذهنى هو أن الشعب
العراقى هو الذى ’ سيحمى ‘ الاحتلال وليس العكس . ببساطة
فالعكس مستحيل . كيف يحميه من نفسه ؟ الإرهابيون يتسترون بشعب يستمرئ
دور المغلوب على أمره تجاههم ، أو يقول إنه محايد أو إن هذه المعركة لا
تعنيه . إللى موش مستحيل بإيد الاحتلال حاجة واحدة بس : أن يبيد
الاتنين سوا ، الإرهابيين والشعب ! كمان
ببساطة إللى موش عكس مستحيل ، وما كانش يصح أنسى نفسى ولو للحظة نظرية الأعماق الچيينية وأقدار الشعوب
إللى ما لهاش حل . ما كانش يصح أتخيل ولو للحظة أن تقديم الفتيات
للورود ، أو مصافحات الأطفال للجنود أو انبهارهم بالمعدات ، أو تقبيل
الكهول للأيدى ، أو تقديم النساء لوجبات طعام البيتى الشهية ، معناها
أكتر من نوبة انفعال عربية معتادة ، أو أن العراقيين قرروا ‑لا سمح الله‑ أن يحموا بأرواحهم أو حتى
بحناجرهم هذا الاحتلال ، مشعل
الحضارة الذى جاء ليأخذ بأيديهم فى عالم المنافسة الشرس الحالى ، ويعد
أملهم الأخير والوحيد فى انتقالة تاريخية من دولة الهزيمة إلى دولة الحداثة هذه
التى يمثلها المشروع الأميركى المسمى بالعراق الجديد . طبعا نتمنى للعلاوى كل التوفيق . هذا
بديهى ، ونتمنى أن تكون كل نظرياتنا
الچيينية خاطئة ، وتبدأ تنمية واستقرار جديين . بالتأكيد سيكون
دوره رمزيا فى البداية ، ولو سار السيناريو حسب الحلم الأميركى وت
بخر الإرهاب والتحريض فجأة أو بالتدريج ،
فسيمكن زيادة دوره شيئا فشيئا ، أو حتى قد نشهد يوما العراق ياپانا
أخرى ، يحكمها كوئيزومى آخر . وطبعا مع شخص كعلاوى بالذات ، هناك داخلنا ما يتمنى
لتجربته النجاح . هذا يعيدنا لحلم قديم كنا نتبناه بحماس لعقود وتخلينا عنه فى السنوات
الأخيرة ، وهو أن نهضات الشعوب المتخلفة حدثت كلها بديكتاتوريات عسكرية
يمينية ، وكنا نراهن ساعتها أن بإمكاننا اللحاق بالركب ( قبل ذلك فى
أيام الشباب الساذجة ، أنهينا كتاب حضارة ما بعد‑الإنسان بفصل مخجل ، يفهم
منه أن هذا اللحاق بالركب يحتاج فقط أن نفهم كيف تجرى اللعبة ، وكأن هذه
كانت كل المشكلة ! ) . قد نذهب خطوة أبعد فنقول إن إياد علاوى هو أول تحقق
لنبوءة ‑إن لم نقل حلم‑ نجيب محفوظ قبيل هزيمة يونيو فى خاتمة
روايته ميرامار ، بأن يحكمنا الأميركيون من خلال قادة محليين محترمين
يمينيين ( حين قالها لم يكن الأميركيون يفكرون فى حكم
أحد ! ) . نعم ، مفكرنا العظيم ظل أربعين سنة على الأقل
يحلم بشخص كإياد علاوى ، واليوم فقط ( 28 مايو 2004 ) تحقق
حلمه !
سنسعد بنجاح تجربة العلاوى فقط كى نزهو بحلم تحقق ،
فما أقل ما يتحقق من أحلام . منذ لحظة إقالة الدكتور الجنزورى فى
مصر ، استنرنا الاستنارة الأخيرة ، حسمنا أن المستقبل أسود كاحل لا
محالة . ارجع لقصة الجنزورى لو شئت
فمدلولاتها أكثر من تقليدية ، لكن الخلاصة باختصار : كان المفروض أن
يجعلنا هذا أكثر اعتصاما بنظريتنا أن لا بد من حكم يمينى عسكرى سافر ، لكن
اتضح أن هذا نفسه ، ولذات الأسباب الچيينية ، حلم . وحتى لو تحقق
الحلم فلن يأتى بنتائج باهرة كما فعل فى كل الدنيا ، ذلك أن أسباب التخلف أعمق
وأكثر تجذرا بكثير مما سبق وتخيلنا . أصبح من الممكن بضمير مستريح إن كل
شىء قد جرب وفشل ، ومن ساعتها لم يعد يخطر ببالنا أى حل لإشكالية العرب
والمسلمين سوى الإبادة . وطبعا سرعان ما جاء 11
سپتمبر ، وبقية القصة معروفة . كلامنا اليوم كلام عاطفى أكثر منه عقلانى .
العقل لا يراهن على العلاوى أو غير العلاوى ولا بنسبة 1 0/0 ،
لكن القلب هو الذى يتمنى له النجاح . ليس لدينا نصائح كثيرة لشىء لسنا
متحمسين له كثيرا ، لكن على الأقل نقول اعطوه كل الفرصة . احموه من
تحريض يسارييكم فى الداخل الأميركى إن لجأ للبطش ، وهو شىء لا مفر
منه . لا تقللوا من سخائكم المادى فى هذه الفترات الانتقالية ، وبقية
صيغ الدعم معروفة ومألوفة . سيروا بالتجربة لآخرها ،
لكن فقط استعدوا من الآن لفشلها ، وهو للأسف الاحتمال الأكبر . اكتب رأيك هنا [ تحديث : 2 يونيو 2004 : لم
أكن أتخيل أن لدينا كل هذا الكبت تجاه البدلة والكراڤتة وسائر مكونات لبس
الأفندية ، حتى رأيت اليوم
العالم العربى كله موحدا عن بكرة أبيه ( لأول مرة فى تاريخه
ربما ) ، فى التهليل لاختيار غازى
عجيل الياور رئيسا للعراق ، بدلا من منافسه عدنان الباشاشى الذى قيل أن
أميركا تدعمه ( وقال هو نفسه إنه راحل للندن للإقامة مع
ابنته ! ) . على فكرة حتى
نفهم الشخصية العراقية فهما حقا ، يجب أن نقول إن مثلهم الأعلى ليس أسلوب
الحياة الأميركى ولا المصرى ولا الفرنسى ولا التركى ولا السورى ، بل تحديدا
أسلوب الحياة الخليجى . طباع متشابهة ، ماضى متشابه ، ظروف
متشابهة ، مصادر للثروة متشابهة ، فقط المشكلة أن صدام كان يساريا
قومجيا معاديا للغرب وإسرائيل وحرمهم من ثم من أن يصبحوا مرفهين كأبناء عومتهم
فى الجنوب . تهانينا لشيخ
العرب . أنا شخصيا ليس لى موقف مسبق من العقال العربى ولا من الجلباب
الصعيدى . تعودت أن أحكم على كل حالة بحالتها . خبرتى الشخصية أن من
المحتمل أن يكون لدى هؤلاء ولاء للتحديث وللعصرنة أكثر من أفنديتنا ،
وغالبيتهم مهترؤن كما تعلم . ( لكنى تعلمت أيضا من خبرتى الشخصية أن
الطفرات الچيينية حالات فردية ، ولا يعول كثيرا على فرصها فى إحداث تغيير حقيقى ! ) . إذن لننتظر ونرى . فقط هناك
مشكلة واحدة ، أن كل من هللوا اليوم ، تحدثوا عن الياور كأنه خليفة
صدام فى منصبه ، وراحوا يستأملونه بالآمال ويستعهدونه بالتعهدات .
ماذا لو فجعوا بعد قليل أنه بلا سلطة تذكر ، وأنهم لم يقرأوا قانون الدولة
الموقت الذى اختير بمقتضاه ؟ أو ربما قرأوه ، ويريدون خلق
أمر واقع . إذا كان الجيش الأميركى يمنع الحرب الأهلية فى الشوارع ،
فلينفخونها بين الياور والعلاوى ! ] .
4 يوليو 2004 : أسبوع مثير شهده العراق !
بدأ الأمر بتسليم السلطة للعراقيين مبكرا 48
ساعة إجهاضا لأعمال التخريب المحتملة ، ومن ثم رحيل بريمر
حاكما عظيما ، و قدوم
نيجروپونتى سفيرا واعدا ، ثم تسليم
صدام للسلطة العراقية و بدء
محاكمته مدنيا ، وطبعا أداء الحكومة
والرئيس الجديدين القسم . لكن لا شىء مثير حقا قدر ما كشف عنه وزير
الخارجية خوشيار زيبارى للصنداى تليجراف اليوم
( اقرأه أيضا بالعربية فى الشرق
الأوسط ) : حكومتا سوريا وإيران متورطتان شخصيا وعلى نحو رسمى مباشر وثابت بالأدلة
فى العمليات الإرهابية داخل العراق ، والعراق سيقف بجانب أميركا يوم تقرر
ضرب هاتين الدولتين ! واو ! تحليلنا المتواصل
أعلاه فى هذه الصفحة يتأكد يوما بعد يوم : 30 يونيو تاريخ لا يعنى
شيئا ، التاريخ المهم هو 2 نوڤمبر . لا تحلموا أن يرى العراق استقرارا قبل
على الأقل إسقاط الضلعين الباقيين شرقه وغربه من جبهة الصمود والتصدى . إن إسقاط جبهة الرفض ( بتسمية
الرئيس السادات ، والتى أعطاها موقعنا دهورا من اهتمامه وتحليله )
عملية متكاملة غير قابلة للتجزئة ، وتجزئتها لا تكاد تجدى شيئا ،
وطبعا سيظل ثمة أضلاع أخرى لها فى طرابلس ورام الله والخرطوم . ومن نافلة
القول أنه فى كل الأحوال سيظل استقرارا جزئيا ، وجزءا من استقرار العالم
ككل ، الذى هو أمر بعيد المنال بعد ، ولا ينتهى بإسقاط دمشق وطهران ،
بل يحتاج النظر فى أمر عاصمة أخرى ، عاصمة الجمهورية ومنبع كل قلاقل
العالم لأكثر من قرنين مضيا ، پاريس ! نعم ،
استقرار العراق يبدأ من دمشق وطهران ، وربما بضربات نووية عاجلة منخفضة
التكاليف وسريعة المفعول لهما ، وربما للفالوجة أيضا . لكن للأسف ذلك
السيناريو لن يبدأ قبل ستة شهور شديدة الملل ، علينا من الآن أن نقنع فيها
ببعض التصريحات المثيرة أو الخطوات البسيطة ، كما أثار حميتنا قليلا خوشيار
زيبارى اليوم ! ما أعلمه أن نقل
السلطة ولو جزئيا ولو مؤقتا ، ومؤتمر
الأطلنطى الذى طالبت فيه أميركا بدعم العراق ، ومد اليد لمن يريد
المساعدة من العرب أو بقية العالم ، ليست ندما أميركيا على شى ، وليست
إرضاء ولا خوفا من چون كيرى .
هم يرون هذا هو التسلسل الطبيعى : عالم رفض الفهم فى البداية ( دعك من رأينا
نحن أن هذا العالم الذى تقوده فرنسا هو جبهة رفض عالمية موحدة شيوعية‑إسلامجية‑عربجية
متواطئة حتى النخاع مع صدام وبن لادن ، لا ترى أصلا حكاما أفضل منهم لأية
دولة فى الدنيا ) ، ذلك يضطرك لفعل الشىء الصحيح
’ منفردا ‘ ، تضعه أمام الأمر الواقع ، ثم تخاطبه من جديد
لتكتشف إن كان قد فهم بعد أم لا يزال على غبائه القديم (دعك أيضا من رأينا أنه
لم يكن غبيا للحظة ويعلم جيدا ما يريد ويعرف أن له هدفا واحدا هو إسقاط الحضارة الأنجلو‑يهودية
ونهش مكتسباتها وإنجازاتها وثرواتها ) . كل ذلك شىء طبيعى ومفهوم
ورامسفيلدى جدا . فقط لغز واحد صغير لم أفهمه
فى أحداث هذا الأسبوع : لماذا لا يحاكم صدام حسين محاكمة عسكرية ويعدم
الأسبوع القادم ؟ ألم تكن هذه أفضل رسالة ممكنة للإرهابيين ، أم لا
تزال أميركا متمسكة بعد بالعبط القديم : الحلم بعربستان ديموقراطية ؟ اكتب رأيك هنا [ تحديث : 26 يوليو 2004 : لم
يكن كلام زيبارى زلة لسان أو جس نبض أو أى شىء من هذا القبيل . اليوم أدلى
حازم الشعلان وزير الدفاع العراقى بحديث للواشينجتون
پوست ( اقرأ أيضا ملخص الشرق
الأوسط له ) ، كان فيه أكثر تحديدا وتفصيلا فى شرح الأنشطة
التخريبية الإيرانية المختلفة داخل العراق ، والتى وصلت على حد قوله للتجسس
عليه هو شخصيا ! الشعلان اقترب خطوة جديدة فى دق
طبول الحرب حين قال محددا إيران كالعدو رقم 1 للعراق ، ومهددا ودون إشارة
حتى لأنه سيساعد أميركا أو أن أميركا ستساعده ، إنه قادر على تصدير الموت لشوارع
طهران بمجرد أن يتخذ الشعب العراقى القرار بذلك . … زهقنا ، زهقنا ، زهقنا … إمتى تيجى بقى يا 3 نوڤمبر ؟
( 3 نوڤمبر
موش 2 نوڤمبر لأن ده جزء من الملل هو نفسه ! ) ] . 9 يوليو 2004 : اليوم ليس مناحة عربية جديدة . بالعكس النهاردة فرحة
كبيرة ، مولد وزفة وطبل وزمر ، ولولا الخوف من زعل المشايخ كانوا
جابوا سهير زكى ونجوى فؤاد . محكمة العدل الدولية
أفتت اليوم
بأن جدار إسرائيل غير شرعى يجب هدمه وتعويض من أضير منه من الفلسطينيين .
القرار صدر بالإجماع تقريبا ولم يشذ عليه سوى القاضى الأميركى ، العميل أو
الشجاع ، هذا يعتمد على موقفك من المشكلة .
موقفنا نحن أن هذا عالم يدار من طيزه . فى هذه القضية بالذات اتفقت
أميركا وأوروپا على عدم إحالتها لمحكمة ’ العدل ‘ الدولية لأنها تتعلق بنزاع سياسى أمنى ، وليس قضائيا حقوقيا . وهو
موقف شكلى وإجرائى ، لكنه يظل غير مسبوق من أوروپا التى اشتهرت بتحالفها غير المقدس شديد
التواطؤ مع قوى الظلام العالمية العربية والمسلمة . لكن ما حدث أن لم يستح
العالم الثالث ، ولم يضع أى اعتبار لماما أوروپا ، وسار فى غيه منحيا
إياها على نحو مهين ، يتملكه غرور أن هذا عالم لا كبير له ، وأن طيزه
فقط هى الكبيرة ، وأنه من الآن فصاعدا يجب أن يحكم منها ، من عزب صفيح
العالم الثالث لأمها وحدها المتخمة بكرات الدهن المسماة البشر . أصوات هذا
العالم الثالث ، الأكثر من عدد الليمون فى القفة ، خرجت عن طوع كبار
العالم ، وعن طوع كبارهم هم أنفسهم فى الأممية الخامسة المسماة
الاتحاد الأوروپى ، واتخذت قرارا فيما يسمى بالجمعية العامة للأمم
المتحدة ، بإحالة قضية الجدار الأمنى الإسرائيلى لمحكمة لاهاى . لن ناقش
فحوى القرار ، ولا أن العرب لا يزالوا مصرين على أنع جدار عرقى
( عنصرى ) ، ولا يلحظون أن هذه إهانة لهم ، وأن الفصل
العرقى حق عالمى وتاريخى لأى إنسان أو شعب لا تعجبة الرائحة الكريهة التى تنبعث
من جسد جاره . موقفنا ؟ إن الأمم المتحدة وكل منظماتها بما فيها محكمة العدل
الدولية والقوانين التى تسير عليها ، هى شىء أنشأه رووسڤيلت
وتشرتشل ، ومن حق بوش وبلير إلغاؤه فى أية لحظة . لو اعترضت قائلا إن كان ثمة كرسى ثالث فى يالتا
جلس عليه ستالين ، نقل لك : أى ’ عدل ‘ هذا فى مصادرة قوانين
المنافسة والعيش للأصلح التى سنتها أمنا الطبيعة ذلك لحساب حفنة من الفاشلين
المبتزين قطاع الطرق ؟ مع ذلك فليكن ! هاتوا من يكافئ ستالين الآن فى
قدرته ، الياپان أو إسرائيل ، أيهما شئت ، ليجلس على ثالث
الكراسى ، يعلنون أن يالتا 1 قد بلغت الآن سن الستين وحان وقت إحالتها
للتقاعد . ويبدأ هؤلاء يالتا جديدة يكتب فيها قانون دولى جديد ، لا
يمنح كل هذه السلطة لأصفار العالم الثالث فى إدارة العالم كله بما يتناسب مع
عقولهم ( أقصد أطيازهم ) المريضة المهزومة . ويوقفون مهازل من
نوع أن تستولى ليبيا والسودان على لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة
ويطردون أميركا منها . يوقفون مهزلة أن يصبح اليونسكو راعيا للماضوية
والتخلف يريد الإبقاء عليها باعتبارها عشائر مهددة بالانقراض ، وما هى
بمهددة قط ، بل مهددة ( بكسر الدال ) لكل الحياة على الكوكب .
يوقفون مهزلة أن تقام محاكم جزاء رغم رفض أميركا الاعتراف بها لسبب بسيط أن هذه
كلها وضعيات مهترئة مؤقتة وسيحل محلها قريبا لإدارة كل الإمپراطورية العالمية
القانون الأميركى الأفضل بمراحل . يوقفون مهزلة أن يصبح القضاء الدولى
ألعوبة فى يد أصحاب مقاعد الجمعية
العامة لمنظمة الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية
المتحدة ( أطياز العالم ) ، يقررون أن تباد إسرائيل ولا تحمى
نفسها بمجرد جدار تافه ،
بدلا من أن يقرروا أن يباد الفلسطينيون وسائر العرب والمسلمين باعتبارهم ‑كقطاع
طرق بالسليقة والچيينات‑ أعداء لهذه الحضارة ولكل حضارة فى التاريخ .
من المخزى أن حتى اليوم يتحدث چورچ دبليو . بوش عن دولة فلسطينية قابلة
للحياة ، ناسيا أن الشعب الفلسطينى نفسه ، وكما تسوقه نوازعه
الداخلية ، هو أصلا شعب غير قابل للحياة !
موقفنا ؟
إننا لسنا فى حاجة لكل ذلك
أصلا ، بل لقد تجاوزه التاريخ ، ولم يعد هناك فى القاموس كلمة
’ دولى ‘ ، فقط هناك كلمة عالمى وجلوبى . يكفى أن تعلن
أميركا حل الأمم المتحدة ومصادرة ممتلكاتها وتسريح مؤسساتها لحساب إمپراطورية
جديدة توحد من خلالها العالم تحت قيادتها ، وينتهى أمر كل ما يسمى بالترتيب
الدولى أو القانون الدولى . ما يقول عليه الكونجرس الأميركى والمحكمة
العليا الأميركية يسرى على كل العالم إن لم يكن بقوة العلم والاختراع والتقنية
والاقتصاد والحضارة والقيم والأخلاق فبقوة السلاح النووى . موقفنا ؟ هذا عالم يدار من طيزه ، أو للدقة من طيز طيزه ،
فأغلبية دول العالم تحركها دولة ما هى حتى بدولة ، كانت الخطوة الأولى أن
جعلوها استثناء ومنحوها مقعدا فى الأمم المتحدة ، والخطوة الثانية الآن أن
اختزل كل النظام العالمى فى شخص اسمه ناصر القدوة يستطيع أن يحرك كل هيئات
الكوكب بإشارة إصبع منه ، وبمعايير الشرعية الدولية التى طالما يتحدث بها
العرب ، شرعية الأصفار ذات المقاعد المتساوية ،
هو أقوى رجل فى العالم بلا منازع . موقفنا ؟ موقفنا أن عالم يدار من طيز طيزه لا بد وأنه لا محالة يسير
نحو هاوية مخيفة ! موقفنا ؟ إنها سابقة خطيرة للغاية أن تقدم منظمة الأمم المعدمة على
اتخاذ قرار كهذا الذى يدين الجدار الإسرائيلى ، بالرغم من اتفاق كل غير
الأصفار ، يمينا ويسارا ، أميركيا وأوروپيا ، ولمرة نادرة
جدا ، على رفضه .
وبعد : هل تعرف ما هى أكثر النبوءات سوداوية التى تفتق عنها الخيال
المريض لهذا الموقع ؟ لا ليست إبادة العالم الثالث ، هذه نبوءة
بيضائية بل وأكثر بياضا من أن تتحقق . أشد الأشياء تشاؤما نفذت إليها
بصيرتنا الحالكة أن سنرى قريبا منظمة التداول العالمى ، التى نشأت أساسا لإفعال
الجلوبة والمنافسة والاقتصاد الحر عبر العالم ، ومن ينضم لها ينضم على هذا
الأساس ( طبعا دون التفتيش عما فى الضمائر ) ، هذه المنظمة التى
انضم لها الآن كل من هب ودب ، وتقاطرت عليها الأصفار من كل صوب وحدب ،
هذه المنظمة سوف تدار قريبا هى الأخرى من طيزها ! أو تعلم ؟ موقفنا ؟ مرة أخيرة ؟ كبار العالم الحقيقيون ‑أميركا الياپان
بريطانيا وإسرائيل‑ على الأقل ، لن يسمحوا للعالم الثالث بالهيمنة
على مسيرة الكوكب من خلال تلك المنظمة الخربة المخربة المسماة الأمم
المتحدة ! … اقرأ النص
الكامل للحكم‑المهزلة … اكتب رأيك هنا
|
| FIRST
| PREVIOUS
| PART VII | NEXT | LATEST |