|
|
|
الإبادة : هل لا يمكن تفاديها ? !
( الجزء الثامن )
Extermination,
Is It Inevitable?!
(Part VIII)
|
FIRST | PREVIOUS | PART
VIII | NEXT
| LATEST
|
NEW:
[Last Minor or Link Updates: Thursday, November 04, 2010].
February 15, 2005: What’s the difference between the Killer Putin and the Killer Bashar?
In Part VII
April
30, 2004: Torture? What torture?
Our Arab primary schools have much tougher measures!
In Part VI
March
22, 2004: They say the killed
Hamas leader Ahmad Yassin was moving only his tongue. Isn’t
it enough?
In Part V
November 16, 2003: In Iraq’s Sunni Triangle, nobody is innocent. What should Civilization do?
In Part IV
August 19, 2003: How to solve the American dilemma in Iraq? The answer is measures that might escalate up to mass extermination! Plus: A proposition of the World Declaration for Protecting the Future!
March
9, 2003: The Nuclear
Promise —Day 365: War against Iraq is anytime this week but still waiting for
the big event [A symbolic entry in English].
June 25, 2002: George W. Bush orders: No More Arafat! This time it seems final.
June 4, 2002: Palestinians accept all Sharon peace conditions. The only problem is they’re too old and it’s a too late surrender!
June 2, 2002: Would the nuclear inferno begin in Kashmir?
May 12, 2002: The dream of a Palestinian state vanished today… officially!
April
30, 2002: First signs of what
would be the ‘New Arab Order’!
April 20, 2002: War trials for the victorious. Our World Order biggest joke, ever!
April
18, 2002: E.T. Goes Intifada. Our Arab
media biggest joke, ever!
April 17, 2002: A HISTORY MADE: The first articulate and direct intimidation ever from an American President to what so called moderate Arab states!
In Part III
April 10, 2002: PALESTINE LIBERATED!
April 4, 2002: LEBANON LIBERATED!
March 29, 2002: Full Israeli invasion. Is it at last a real war against Intifada and its lords? We just hope!
In Part II
March 14, 2002: Nuking Mecca. What an idea, but …!
In Part I
February 21, 2002: Sharon surrenders to Palestinian terrorism!
February 19, 2002: A generous initiative from Saudi
Crown Prince Abdullah. But could the Arab rejectionist front appreciate it!
December 20, 2001: A HISTORY MADE: Syria isolated absolutely alone in the Arab League!
December 12, 2001: Arafat days have been numbered.
November 20, 2001: The first evidence of the all-original 21st Century’s systemized extermination: Donald Rumsfeld orders ‘No Prisoners!’
September, October 2001: New Page to cover the tragic events which put world at
war, or almost!
April 18, 2001: Arab Analysts say Colin Powell forced Israel out of Gaza. We say the good general is just an outsider who knows nothing about the new U.S. strategy.
February 26, 2001: If you know a way other than the Neutron Bomb
that can stop Taliban from destroying Buddhas, please contact us. It’s URGENT!
February 16, 2001: Some good news: Egypt’s Foreign Affairs Mininster Amr Moussa dismissed... AT LAST!
December 28, 2000: Add the new year’s tune to your favorites: Middle East War Drums!
December 18, 2000: This separate page was launched to answer this: What’s best for reading the future: reading the present, reading the past or reading the future?!
December 4, 2000: Israel’s Mr. Deep Blue, aka Benjamin Netanyahu, to be or not to be [back]?
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الجديد
( تابع جزء 1 ، جزء 2 ، جزء 3 ، جزء 4 ، جزء
5 ، جزء 6 ، جزء 7 ) :
22 يوليو 2004 : الأحداث تتسارع فى
دارفور ، والتحديثات العرضية على مدخلنا
الرئيس السابق ( الذى قال إن الجمال الخاص لغزوة دارفور أنها نهب إسلامى كلاسى جدا بواسطة
البدو الرعاة لأرض وثروة ونساء الزراع ) ، لم تعد تصلح بعد . اليوم نبدأ
مدخلا مستقلا هنا . الكونجرس القوى
الشجاع اعتبر اليوم
فى قرار ساحق الأغلبية أن ’ ما يجرى فى دارفور من فظائع يمثل إبادة
جماعية ‘ atrocities unfolding in Darfur constituted
genocide .
ليس السؤال أن الكونجرس هو أهم هيئة تشريعية لكل العالم ، والوحيدة الشرعية
بمعنى الكلمة ، فهذا كلام قديم منذ الثمانينيات ومطلع التسعينات
( كتبناه يوما عن معاقبة ليبيا وإيران
وتقنين الإنترنيت وألف شىء آخر ) . فى الواقع السؤال أكثر عملية من
هذا بكثير : متى بالتحديد سيتم إسقاط ريچيم الخرطوم الچانچويدى الدينى
البغيض ؟ كل يوم يمر والبشير فى قصره الرئاسى وليس فى جوانتانامو هو ثمن
باهظ تدفعه الإنسانية والحضارة . وحين نقول إسقاط ريچيم الچانچويد
الثيوقراطى البغيض فى الخرطوم لا نقصد إسقاطه لأنه سيراوغ ويراوغ ويتلاعب بالأمم
المتحدة تماما كصدام حسين وهو يعلم هدفه بدقة ولن يتخلى عنه للحظة ، لأنه
سيموت أيضا لو فعل ، ألا وهو الإغارة على الأراضى ونهب الثروات ، إنما
نقصد إسقاطه فقط لأنه دينى بغيض ؟ أعتقد أن الأمور
باتت جاهزة لإجراءات قوية بمجرد انتهاء الانتخابات الرئاسية فى أميركا .
وإن غدا لناظره قريب ! اكتب رأيك هنا
6 أغسطس 2004 : اليوم
ذهب سيدى
على بن المعتدل السيستانى للندن للعلاج . ألف سلامة عليك وعلى قلبك وأبقاك الله ويسوعه
والمؤمنون ذخرا للانتخابات التى ستأتى بالأحزاب الشيعية الإسلامية لتسيطر على كل
شىء بشريعتها السمحة ، وطبعا لتطرد المحتل الكافر قبل اى شىء آخر . فقط
لدينا سؤالين بريئين خالص : 1- لماذا لم يذهب
فضيلته لمستشفيات طهران للعلاج ، أو ‑وهو الأفضل‑ يأتى بأحد
ملاليها ليرقيه بالقرآن ، وفضل على هذه وتلك أن يعهد بجسده المقدس لبلاد
الكفرة وعلوم الكفرة وممرضات الكفرة ؟ هل خلق الله هؤلاء كى يسخرهم لنا
لعلاجنا ، تماما مثلما خلق كل الكون والحيوانات والطائرات والسيارات
الكافرة ومخترعيها الكفرة كى يضعها سخرة تحت أرجل عباده المؤمنين ؟ ولو ذلك
صحيح هل علاجهم أفضل من العلاج بالقرآن ؟ 2- بعد ما يرجع
بالسلامة ، وما بنتمناش غير كده ، هل هيفضل مصمم على ديكتاتورية
الانتخابات وطرد الكفرة من بلاده ؟ ملحوظة
بريئة برضه : على
فكرة طب الكفرة وعلم الكفرة ده ما جاش إلا بالكفر . شرحناها ألف مرة ، طالما عندك شىء اسمه
مقدسات لا يمكن أن تكون مبدع أو مخترع أو مطور . ملحوظة
تانى نص بريئة :
فاكر الكلام عن قنص الفراخ ؟ بقية الخبر أن صيد
أتباع مقتدى الصدر ، ما عدش زى زمان خمسين فرخة فى اليوم . الأمريكان
صادوا 300 إمبارح والنهارده بس ، وفى النجف وحدها ، وفى قول
آخر لعدنان الزرفى محافظ النجف 400 واعتقال آلاف ! السؤال
غير البرئ : هل
سفر سيدى المعتدل للندن كان ضروريا حقا ، أم هذا قدر مدينة الدجاج
الأشرف ، دجاج يذبح بالجملة ودجاج آخر يهرب للندن ؟ النكتة :
هو لا يفر من الصياد إنما يفر من الدجاج الأول ، من الدجاجة السمينة
المتقمصة لدور الديك على قريناتها وهى الذاهبة قبلهن جميعا للذبح ، مقتدى
الصدر . النكتة
الأدهى : أنه يفر لبيت الصياد ! اكتب رأيك هنا 9 أغسطس 2004 : فى آخر
يونيو الماضى ، بعيد تسليم السلطة فى العراق تسافل أحمد الشلبى قائلا ’ لقد
ذهب بريمر مكللا بالخزى وبقيت أنا ‘ . اليوم
اتضح العكس . لقد
أرسلوا به إلى طهران ، وبابن أخيه للندن ، وأعلنوا ضدهما لائحة ملاحقة
قضائية ، بحيث من الأفضل إطلاقا لهما ألا يعودا . الطريف فى الأمر أن
لندن سارعت لإعلان أنها لن تسلم سالم الشلبى للعراق ، وهو تصريح غريب وغير
دپلوماسى بالمرة له هدف خاص جدا . المفروض أن تعلن الدپلوماسية اللندنية
العريقة الحصيفة دائما أبدا أنها لم تتسلم بعد طلبا بتسليمه ، وأنها حين
تتسلم مثل ذلك الطلب سوف تنظر فيه طبقا للقانون والأعراف المرعية . أما
لماذا تتطوع لهذه الخراقة الدپلوماسية والقانونية المفضوحة ، فالسبب واضح
جدا ، هو أنها تريد أن تقول للعالم إنها طرف أصيل فى خطة طرد آل الشلبى من العراق ،
وإن تلك الخطة لم تكن اتفاقية تمت من وراء ظهرها بين آل علاوى وآل بريمر .
للأسف أميركا لم تنضج بعد لوضع قوانين تخول للاستخبارات اغتيال الخونة والأعداء
بدون محاكمة ، ويسمون عمليات التنظيف هذه عمليات قذرة ، ومن ثم ها هى
تتركهم فى كنف أسيادهم الجدد ينعمون بتبادل المعلومات ، وتبادل
الولولة . مع ذلك
نقول : الأمل
لا يزال قائما ، وربما يقتلون الشلبى حين يحتلون طهران قريبا ! انظر أعلاه متابعتنا لتسليم
السلطة للعراقيين ، وبها إحالات لتقييمنا المبكر جدا لشخصيتى
الشلبى وعلاوى … اكتب رأيك هنا
[ تحديث : 10 أغسطس 2004 : بعد يوم كامل يشيع فيه الشلبى أنه على
اتصال بالرئيس الياور وكثيرين غيره فى السلطة يقولون له إنهم لا يعرفون شيئا عن
تلك الملاحقة القضائية ، بمعنى أنه لم يصدر عنهم ، لكنه طبعا بذكائه
الخارق يفسر ذلك للإعلام على أنه ’ لا توجد ‘ ملاحقة قضائية ،
بعد ذلك اليوم الكامل قطع أخيرا
علاوى قول كل خطيب ، وذهبت القوات الأميركية لتصادر مقر حزب المؤتمر الذى
يرأسه الشلبى . السؤال الذى لم يسأله له أحد بعد
هل لا يزال يرى فعلا أن بريمر رحل مكللا بالخزى ؟ اليوم
صعد الجيش الأميركى من
معاييره ضد مقتدى
الصدر دام ظله الوارف وجعل كل حروب أميركا سهلة ولذيذة زى حروبه وأمر سكان النجف بإخلائها
( ربما تعلموا مما قلناه عن الفالوجة يوما ، إن إخلاء سكانها
الطوعى لها هو رسالة منهم لأميركا أن تبيد كل من تبقى وراءهم فيها ، لكن
آثرت أميركا ’ إن جنحوا للسلم فاجنح لها ‘ رغم أنها آية منسوخة ،
واتضح أن الفالوجة باتت مرتعا لكل حجافل القتل والدمار الظلامية عربجية
وإسلامجية بكنف ورعاية ذلك الضابط البعثى الذى قالوا إنه ’ سيضبط ‘
الأمور فيها ! ) . بكلمة أخرى ، اليوم فهمت أميركا على ما
يبدو أن الأمور تتحسن فقط بإبادة جبهة
الرفض العربية‑الإيرانية وكافة ذيولها وأشكالها والمتعاطفين
معها ، لأنه بدون الإبادة الكاملة الشاملة الاجتثاثية والجذرية فإن هؤلاء
لا يقبلون بأقل من النضال حتى الموت ‑موت الآخرين‑ أو
الشهادة . الصدر
أغبى من أن يلاعب العلاوى ونيجروپونتى بالسياسة ، هذه التى يدعونه إليها
( ولو يدعونه لها بجد ولم يقرروا مسبقا قتله ، فهذه كارثة . لكنى
شخصيا استبعد أن يكونوا هم أيضا أغبياء لهذه الدرجة ! ) . إنه
يعتقد أن بإمكانة ملاعبة بلد ينتج ما قيمته 12 تريليون دولار سنويا بحفنة بلطجية
ليست لهم أية خبرة بالأسلحة التافهة التى أتاهم بها من ربيبته إيران .
الأرجح أن سيتذكره الناس كهوجة ، تماما كما قد يتذكرون اليوم هوجة محمد
الزبيدى الذى نصب نفسه زعيما لبغداد بعد العراق ، وهوجة محمد
القبيسى الذى نصب نفسه زعيما للعراق م الأول ، كلاهما بعيد سقوط صدام
مباشرة ( كانوا فاكرين أميركا هبله ما فيش كده ، فاكر ! ) ،
وطبعا لو تعلم أصل الكلمة هوجة عرابى ، إن أردنا أن نحفظ حقوق النسخ للشعب
المصرى المبدع فى خلق الزعماء وفى السخرية منهم . من يهتم بهؤلاء حاليا
سيذكر بعد عام من الآن ذاك المدعو مقتدى الصدر . [ انظر
أحدث أخبار الزبيدى هنا .
طبعا هو استقر فى بيروت التى تقاسم العربجيون العراقيون الإقامة فيها إلى جانب
القاهرة ودمشق ] . أما
عن الطرف الآخر للمعادلة ، علاوى ، فجهابذتنا يملأون مراحيضنا
الإعلامية بكلام عن ’ الوضع الأمنى المتردى ‘ ، الذى انفجر بعد
توليه السلطة بالأخص . ولا يلحظون ، أو بالأحرى يلحظون ويضللون عما
يلاحظونه ، أن قبضة علاوى الحديدية وعزمه الذى لا يلين هى التى تسبب هذا
التردى . فالآن معسكر الحضارة انتقل إلى وضع الهجوم ، والعزيمة واضحة على تصفية فلول الظلام
الإسلامجية والعربجية تلك باستئصال جذرى على الأرض ، بإبادة كتلية أو شبه
كتلية ، وليس بتصريحات شلبية رنانة .
مبدئيا الملحوظة
الجلية الكبرى فى العراق منذ شهور ، أنها حرب أهلية كاملة الأوصاف .
السنة يقتلون الشيعة ، ولا يقتلون من الأميركيين نسبة أكبر من لو ذهب هؤلاء
الجنود لبلداتهم الأصلية وماتوا هناك بحوادث السيارات . حتى جزء من كراهية
الطرفين لأميركا ‑إن لم يكن كله أحيانا‑ سببه الاعتقاد أنها تنتصر
للطرف الآخر عليه أو لا تنتصر له هو بالقدر الكافى . عامة لا مشكلة لدى أهل
السنة ، أهدافهم واضحة فى حتمية إبادة ’ الرافضة ‘ ،
وأدبيات الزرقاوى تقود الجميع على هدى الصراط المستقيم لصحيح الإسلام ذلك دون
انقسامات تذكر . المشكلة أن الشيعة منقسمون ما بين تيارات أربع : ما
بين الرد المسلح الذى بدوره لا يرى الدنيا إلا حربا وكراهية أزلية أبدية بين
الشيعة والسنة وحتى تحسم هذه الحرب لا تكاد تعنيه أميركا كثيرا أو قليلا
( مثال هذا تنظيم بدر ) ، وما بين الرد المسلح لكن الممزوج بكفاح
مسلح أيضا ضد العدو الأميركى ( مقتدى الصدر ) ، وما بين ثالثا
الاحتماء الانتهازى المؤقت بالعدو الأميركى إلى أن يكسر شوكة أهل السنة
( السيستانى ) ، وما بين أخيرا الاحتماء المؤبد بأميركا على أساس
حلف حضارى علمانى حداثى ( علاوى ) . دون استباق لخبايا
المستقبل ، ودون نسيان أن الحداثة موجودة داخل السنة ( الحسين ،
السادات ، الحريرى … إلخ ) ، كما هى موجودة داخل الشيعة
( الشاه ، نورى العيد ، علاوى … إلخ ) ، وأن
الظلامية موجودة داخل السنة ( صدام ، القذافى ، البشير
… إلخ ) ، كما هى موجودة داخل الشيعة ( الخومينى ،
بشار ، نصر الله … إلخ ) ، نقول : 1- المعركة الحقيقية
ليست بين شيعة وسنة ، إنما بين التقدم والتخلف ، 2- حتى اللحظة الكفة
ترجح لصالح التيار الأول . النكتة المضحكة
هنا هى ما تسمعه أحيانا من أصوات ’ معتدلة ‘ ، تقول لك إنه لا
وجود لحرب أهلية ولا يحزنون ، وأن العراقيين سمن على عسل ، وأن هؤلاء
القتلة مجرد أشخاص قد غرر بهم الموساد . المضحك أنهم لا يلحظون أنه حتى لو
كان الموساد هو الذى غرر بأولئك فعلا ، فهو لا يجعلهم يقتلون باسم
التلمود ، إنما باسم القرآن ! الملحوظة الثانية الجلية بنفس القدر أن الشرطة والجيش ( الحرس
الوطنى ) العراقيين بات لهما أنياب وأظافر بدرجة معقولة أو على الأقل أفضل
مما سبق توقعه . هذا يثبت للمرة الألف أن قرار حل الجيش العراقى كان أعظم
القرارات وأكثرها محورية إطلاقا فى عملية احتلال العراق . ومن ينتقدونه ويعتبرونه ’ خطأ
وخطيئة ‘ لا يفهمون لماذا جاءت أميركا أصلا . وطبعا دافعنا عن هذا
القرار فى حينه ،
باعتباره جزءا من ثقافة إفعال الاقتصاد الحر بدلا من الاقتصاد الاشتراكى
والكفاءة بدلا القطاع العمومى والكيف بدلا الكم . يكفى أن تتخيل أن لدينا
الآن نصف مليون مقاتل آخر ما يمكن أن يفهموا فيه هو القتال ، دع جانبا
ولاءهم البعثى والإجرامى القديم . فقط المسألة كانت مسألة وقت ، وتلقى
التدريب على يد أفضل جيوش العالم ، بعدها مطلوب فقط قيادة حقيقية تضمن عدم
ارتداد السلاح لصدور الأميركيين كما فى الحديبية الفلسطينية الشهيرة باسم ياسر
’ أوسلو ‘ عرفات . وحتى الآن واضح أن هذه القيادة موجودة ومحترمة
لأبعد مدى ، والأهم أنها توسع دائرة نفوذها وأنصارها يوما بعد يوم .
طبعا هى لن تحكم العراق وحدها فى أى مدى منظور ، لكن على الأقل يمكننا
القول إن التناغم والتفاهم بينها وبين الاحتلال الأميركى مثالى لحد الإذهال حتى
اللحظة . حتى لعبة التصريحات وصل تقسيم الأدوار لمستويات رائعة من الذكاء .
التصريحات
تذهب فى كل اتجاه ، وما يجرى على الأرض يذهب فى اتجاه واحد . الأمثلة لا نهاية لها ، مثل
تبرؤ الجميع من موضوع الشلبى ، وكأن قاض عراقى فرد هو الذى ينفرد برسم من
عندياته كل سياسات العراق وأميركا بل وحتى يحدد مصير الانتخابات
الأميركية . وطبعا مثل تصريحات وزير الدفاع النارية ضد إيران ، والتى
تبرأ منها الجميع أيضا ، لكن بعد أن كانت قد فعلت كل المطلوب منها بالضبط
على أرض الواقع ، سواء واقع المنطقة أو واقع الپنتاجون . العراق ذاهب نحو ديكتاتورية . هذا صحيح . لكنها ديكتاتورية
الحضارة التى نتمناها للجميع ولأميركا نفسها ، وليست تلك الأوهام
الرومانسية لإنسانيى الغرب السذج المسماة الديموقراطية وحقوق الإنسان .
استئصال أعداء الحرية هى الحرية الحقيقية ، بينما الديوقراطية ليست إلا
مقتلا لكل حرية بدءا من حرية الاقتصاد حتى حرية الفرد . إنه كلامنا القديم جدا ، جدا ، الذى تثبت صحته يوما بعد
يوم . باختصار :
نعم ، النار
تشتعل فى العراق أكثر وأكثر . هذا صحيح ، لكنه ذلك الاشتعال المؤدى
للانطفاء الأخير ! … وكل هوجة مقتدى بنفسه وأنت طيب ] .
[ تحديث : 27 أغسطس 2004 : بالفعل انتهى اليوم
الموقف ، وتم تخليص ضريح الخليفة على بن أبى طالب ( أو الإمام على حسب
تسمية الشيعة ، وتسمية حى مصر الجديدة بالقاهرة ) من قبضة المقتدى
والمقتدين . طبعا كان من شبه المستحيل قتل الدجاجة السمينة وهى تحتمى
بالجثة ، دون الإضرار بالضريح . والضريح عند المسلمين مكان
مقدس ، وعند بقية العالم قطعة من التاريخ ، ولو كان مسجدا عاديا لما
تردد أحد فى اجتياحه ، فالكل متفق على الحفاظ عليه بأى ثمن ، والوحيد
المستعد للتضحية به هو المهدى المنتظر دام ظله الوارف .
تم تضييق الخناق وقتلوا المئات حتى
مساء أمس ، ثم أوعزوا للسيستانى أن يعرض عليه نفس مبادراتهم المتكررة لمرة
أخرى وأخيرة ، الرحيل وتسليم الضريح أمنيا للشرطة العراقية ودينيا لقادة
الشيعة الأقل تطرفا ، أو هكذا يسمونهم ، كالسيستانى وشركاه . قبل
المقتدى فى نهاية المطاف ، وفر هو ورجاله . طبعا طبقا لمراحيض الإعلام
هو حقق نصرا ساحقا وخرجت القوات الأميركية مهزومة من النجف يكللها الخرى والعار
والشنار . أما الصور التى عندنا فتقول إن المارينز اصطحبوا الشرطة العراقية
فى مظاهرة كبرى على الأقدام لمسافة 50 مترا من الضريح ، إلى أن باتت الأرض
مكشوفة أمامهم ، ثم ودعوهم بحرارة ، ودخل هؤلاء لقلب الضريح بهدوء
وسلاسة ! لا بأس بالمرة . هل سيدخل سيدنا المقتدى اللعبة السياسية كما
يغرونه طوال الوقت ؟ إجابتنا هى لأ طبعا . لا الأمريكان ولا العلاوى
ولا السيستانى ولا حتى هو نفسه سوف يرضى بذلك . هم أذكى من أن يقبلوا وهو
أغبى من أن يوافق . هو سيبحث عن جثة أخرى يحتمى
بها ويقاتل من ورائها ، أما عن جند المهدى فلا يزال ما أكثر من يسهل
تجنيدهم ببطاقة دعوة لعشاء دسم مع الرسول ثم لليلة حمراء مع الحور العين .
لكن المؤكد أنه لن يجد جثة ثمينة أخرى بقداسة أو بوزن جثة ’ الإمام
على ‘ ، وعليه الآن أن يذهب هو ليحضرها بنفسه أو ليحضر حفل العشاء
الماجن ذاك ، لأن إللى بعتهم له كانوا كتير جدا وغالبا خلصوا الأكل وهلكوا
الحور ، وموش مؤكد حكاية إن بكارتهم بترجع بعد كل مرة زى الأحاديث المقدسة
ما بتقول ! ] . [ تحديث : 9 أكتوبر 2004 : الانبطاح
التام ! كالمتوقع ! وانسحقت الوزة السمينة الانسحاق النهائى .
مقتدى الصدر وافق اليوم
على تسليم كامل أسلحته فى الحى البغدادى المسمى مدينة الثورة أو مدينة
الصدر . حقا كانت ضربة النجف قاصمة وهائلة ، ثم بدأت فى الأيام
الأخيرة بشائر القصف العنيف لمعقله البغدادى هذا . بعدهما لم يجد صاحبنا
إلا رفع الراية البيضاء والانذلال أرضا ، بعد أن كان يملأ الدنيا صراخا
وجعجعة . وطبعا ما كان سيستسلم أبدا لولا أن بدأت تنهمر القنابل ثقيلة
الوزن قريبا جدا من رأسه الثخين . قديما جدا قلنا فى صفحة الثقافة : القوة هى الحل ، فإن فشلت فالحل هو المزيد من
القوة . الانبطاح المهين الذى يعيشه الصدر السمين
الآن فى مخبئه الحقير برهان جديد على هذا ! ليس هناك طريق آخر : البطش
فمزيد من البطش صعودا إلى السلاح النووى ، هو الحل الوحيد للقضاء على القوى
الماضوية العصية على التحديث فى عالمنا المعاصر . بعد أن فهم الأمريكان أن
لغة البطش والإبادة الساحقين هى الوحيدة التى تجبر الناس فى منطقتنا على
سماعها ، ها هى الشراذم السنية تلقى الآن نفس المعاملة . تم تحرير
سامراء الأسبوع
الماضى ، وفقط فى غضون أيام قليلة ، هذا لمجرد استخدام المطرقة
الحديدية ذات الثقل المناسب . والآن تجرى بمنتهى الجد الاستعدادات لهجوم
كاسح على الفالوجة والرمادى وبعقوبة وما إليها . باقى ثلاثة أسابيع على
الانتخابات ، وربما الإغراء كبير أن تكون الفالوجة هى هدية القوات المسلحة الأميركية لآمرها الشيخ commander-in-chief الذى تحبه وتحترمه وتنتخبه ولا تحب ولا تحترم
ولا تنتخب أبدا خصومه من الحزب الآخر . أرجو أن تكون قد اتخذت قرار الفالوجة‑قبل‑2‑نوڤمبر فعلا ، وأن يكفوا عن وضع
الحساب لكل كلمة يمكن أن يقولها الخصم ، حيث المؤكد كما قال ما فائدة
أفجانستان دون بن لادن أن سيقول مثلا لو أفلت الزرقاوى ما فائدة الفالوجة دون
الزرقاوى ، وفى كل الأحوال سيقول ما فائدة أى شىء إن لم يحكم هو وچاك شيراك
العالم . أيضا
نحن فى كل الأحوال نقول : قوى
الحضارة : إلى الأمام ! ] .
[ تحديث : 13 أكتوبر
2004 : تاريخ ! إياد علاوى هدد اليوم
سكان الفالوجة باجتياح شامل إن لم يسلموه أبا مصعب الزرقاوى وزمرته .
نكرر : ’ سكان ‘ الفالوجة . قبل عامين فقط حين تقدم
القانونى الأميركى آلان إم . ديرشوڤيتز ، پروفيسور القانون فى
هارڤارد ونصير الحقوق الشهير ، باقتراح مشابة بإبادة القرية
القلسطينية التى تفشل فى تسليم الإرهابيين ، قامت الدنيا ولم تقعد .
شكرا لإياد علاوى ومن فى مثل شجاعته ، الآن أصبح اللعب على المكشوف ،
ولحظة الحقيقة لم يعد ممكنا تفاديها : الشعوب يجب أن تدفع ثمن خياراتها ، سواء كانت حامية
للإرهاب أو مرهوبة منه . عليها أن تلقى عقابا جماعيا على تخلفها أو على
جبنها سواء بسواء . أنت لا تستطيع أن تدللها وتعطيها كل السلطات فى صناديق
الاقتراع والمظاهرات وكل شىء ، وعند المساءلة على الخطأ تقول إنها قاصرة أو
مغلوبة على أمرها ( للدقة ، فى كلتا الحالتين هذا دليل فى الواقع على
أن البعض يستغلها ويستغل جهلها وعاطفيتها للوصول للسلطة لا أكثر ) . عالمنا ينضج بسرعة ، وتحية لا نهائية لإياد علاوى أن نقلنا
خطوة كبيرة كهذه للأمام ، بأن وضع مدينة كاملة أمام خيار العمر لها ،
وأعتقد أنه سوف يذكره التاريخ بعلامات من نور كنقطة تحول مهمة فى تاريخ
الإنسانية وتاريخ كفاحها ضد قوى الرجعية وقطع الطريق ] .
29 أغسطس 2004 :
هأ ! مظاهر تصدع فجائية هائلة فى الحلف الشيوعى‑الإسلامى
العالمى غير المقدس . الشرطة السرية اعتقلت قبل
أربعة أيام نجم السينما الماركسى الأسود دانى جلوڤر ، والسبب
تظاهر غير قانونى أمام السفارة السودانية فى واشينجتون بسبب ما تقوم به حكومة
السودان من تطهير عرقى وإبادة جماعية للسود ( اظر متابعتنا لشأن
دارفور ) . هذا بينما زميله الأسود القس چيسى چاكسون فى الخرطوم فى
الأيام السابقة فى محاولة أخيرة لإنقاذ الحلف غير المقدس من التفكك .
وبسرعة التأم الاثنان ‑جلوڤر وچاكسون فى مظاهرة نيو يورك ضد بوش اليوم
يدرسان خلالها أفعال البشير أو ربما بالأحرى يحاولان تناسيها ، لا سيما وأن
المرح مايكل موور كان هناك
أيضا . المؤكد أن البشير نجح بعبقرية مذهلة فى فضح الصدع الداخلى لدى هؤلاء
بكونهم سود وماركسيون فى نفس الوقت ، وإذا بالعرقية يمارسها ضدهم أخوتهم فى
النضال عرب ومسلمو السودان . صدع آخر جرى الآن
فى العراق باختطاف ما يسمى بالجيش الإسلامى لصحفيين فرنسيين يساريين ،
انبرى ياسر عرفات للدفاع عنهما على نحو شخصى ، ومن خلفه انكشف المأزق الذى
وجد جهابذة مراحيضنا الإعلامية أنفسهم فيه ، حيث يقتتل من يدافعون عنهم معا
طوال الوقت ، ولا يعرفون من يهاجمون ومن يدافعون ، وفى النهاية طبعا
سيلقون كالعادة اللوم على الموساد . المشكلة هى أن معلومات شيراك عن صلح
الحديبية محدودة ، وعدم إدانته الشهيرة
لـ 11 سپتمبر أو لأسامة بن لادن ، ولا أقول كما جهابذة مراحيضنا الإعلامية
فى استنكار الحادث هتافه الشهير
أيضا بالروح بالدم نفديك يا صدام لأن هذه لا تعنى الكثير عند أبى مصعب
الزرقاوى ، أقول لم تشفع له أى من هذه أو حتى تلك حين تأتى ’ لجيش
الإسلام ‘ فرصة ’ التمكين ‘ كما يسمونها . تفسير كل هذا التوتر والشروخ والتصدعات ليس
صعبا . الحلف العربجى الإسلامجى الشيوعجى حزب قائم على الكراهية ،
كراهية الأنجلو‑يهود ،
وطالما الكراهية قد أكلت روحك ، فما أسهل أن تجعلك تكره حليفك ، وحين
تنتهى من كراهية كل الناس ستكره نفسك أيضا . … والبقية تأتى ! اكتب رأيك هنا [ تحديث : 3 سپتمبر 2004 : صدع ثالث : من الأمس
تصاعدت الأمور بسرعة . انقلب شيخ يسارجية العالم وزعيم
شامل الحلف الأسود مثلث الأضلاع ، انقلب على ذراعه الأيسر زعيم الضلع
العربجى ’ للمعادلة ‘ بشار الأسد ( والمعادلة إحدى كلمات
الألاعيب اللفظية السورية الشهيرة التى تريد لنفسها دور البلطجى
المحلى ) . ذلك ليضيف نزاعا على نزاع بعد نزاعه مع ذراعه الأيمن أسامة
بن لادن الذى اختطف صحفييه فى العراق . ذهبت فرنسا فى ذيل أميركا لمجلس
الأمن ( المعروف أيضا باسم الشرعية الدولية فى المصطلح العربى
الأثير ) كى يصدر قرارا يطالب بخروج سوريا من لبنان وحل الميليشيات أى حزب
الله والفلسطينيين ، وإجراء انتخابات حرة لرئيس الجمهورية ، أى ألا
يتم التجديد لعميل سوريا القمئ الحالى إميل لحود . بصراحة توقعت أن تلعب
سوريا بالكلام وتستعبط وتقول القرار لا يقصد سوريا إنما يقصد مزارع شبعا ،
ولا يقصد حزب الله إنما حزب الكتائب ، أو يقوم بأى حركة جرى فيرانى معتادة
من الجرذ الدمشقى الألثغ ، لكنه كان هذه
المرة هو وزبانيته صراصير الله
اللبنانية صرحاء لحد السذاجة . قالوا ليس من حق مجلس الأمن التدخل فى
الشئون الداخلية للبنان . موش ها أقول لك هم إللى اخترعوا كلمة الشرعية
الدولية وطنطنوا بيها مليون سنة ، إنما هقول لك بديهيات : من حق مجلس
الأمن يتدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة تعجبه ، حتى لو لم تكن عضوا أصلا
فى الأمم المتحدة . مجلس الأمن هو بتاع الأمن ، يعنى ممكن حتى يشن
الحرب لو عاوز . تشرتشل ورووسڤيلت ناس محترمة وما عملوش حاجة تكسف فى
يالتا ، لكن خيالهم كان محدود وما تخيلوش
أن أكتر من 150 صفر ممكن تدخل منظمتهم وتخلى العالم
يدار من طيزه . يا ريت بس يا سيادنا تقرأوا ’ الميثاق ‘ شوية
قبل ما تهبلوا ! ليس
من واجبى أن أقدم نصائح غير مدفوعة الأجر للسيد بشار الأسد ، لكن لأن هذه
هى الأولى ، وكما سترى ستكون بطبيعتها الأخيرة أيضا ، فما فيش مانع
نعمل خير ونرميه البحر المرة دى كمان . أنصحه بأن 1- يطلق فورا كلابه
المسعورة المسماة حزب الله فى حملة اغتيالات لرموز السياسة اللبنانية الأحرار
رافضى الخنوع ، 2- أن يفتح فورا مخيمات اللاجئين الفلسطينين ويعطيهم السلاح
الكافى لإشعال حرب أهلية كبرى فى لبنان . لماذا فورا كلتاهما ؟ السبب
واضح هو أنه لن يجد الوقت الكافى لفعل أى من كل هذا بعد 2 نوڤمبر ،
حين تصبح أيامه فى الحياة معدودة ، ويبدأ بوش وشارون العد التنازلى لإزالة
اسمه وشكله من الوجود فى وقت ربما يكون أقصر مما يتخيل أحد . لا
تفرح مسيو شيراك إذ لن يمكنك أحد أنت أيضا من لبنان ، فحياتك مكتوبة على
القائمة هى الأخرى . وعلى رأى صديقك بن لادن بتاع التمكين ’ لكل أجل
كتاب ‘ ! ] . [ تحديث : 8 سپتمبر 2004 : صدع رابع : اليسار الإيطالى أعلن اليوم
[ تحديث : 9 سپتمبر 2004 : واقعة صغيرة ومدلول كبير !
وزير خارجية قطر أصيب أمس بوعكة صحية أثناء زيارته لسوريا . تخيل لأى من
مستشفيات دمشق هائلة التقدم العلمى ذهبوا به ؟ ذهبوا به لبيروت ،
بيروت المحتلة طبعا عملا بقوله تعالى ’ وهم صاغرون ‘ . ولأى
مستشفى بالذات ؟ لمستشفى الكفر المبين مستشفى الجامعة الأميركية .
إمتى هيخلى بشار فى وشه نقطة دم ويختشى من التطاول على أسياده ؟ أنا عارف
الإجابة : 1- إللى اختشوا ماتوا ، 2- إللى ما اختشوش هتضربهم طيارات
أميركا وإسرائيل عما قريب ! بالصدفة
النهارده النيو
يورك تايمز عممت قصة عن هجرة سياحية كبرى من أثرياء السعودية والخليج لبيروت
بعد أن ضاقت أمامهم أبواب أميركا وأوروپا بعد 11 سپتمبر . هتقولى متخلفين
أقول لك جايز ، لكن على الأقل كان أرحم لو حصل م الأول قبل ما يهجم جراد
سوريا وفلسطين وينهى بيروت الجميلة الحضارية القديمة ! موش
مهم تكون متخلف ، المهم أنت مصمم على التخلف ولا لأ . على الأقل دول
ناس موش رايحة تخربها ، رايحين يتاجروا ويشتروا وكمان يتفسحوا ويشربوا منكر
ويقعدوا بستاتهم عريانة على الشواطئ زى ما كانوا بيعملوا فى أوروپا . وكان
جايز يبقى تفاعل جميل بين ثروة الخليج وتمدن مسيحيين لبنان الكل يتطور للأحسن
فيه ، لكن إحنا واثقين من حاجة واحدة إن ما فيش حاجة واحدة صح ممكن تحصل فى
منطقتنا . ساعة ما كان ده ممكن يحصل كان بيتقال على بتوع الخليج خونة
ورجعيين وعلى مسيحيين لبنان خونة ومنحلين ، وإللى يكسب هو ناصر وحافظ ومعمر
وبس . إحنا ما نفرقش عن أميركا ولا عن المريخ فى حاجة ، إحنا أرض
الفرص ( بس بين قوسين : الضايعة ) . فرص ؟ عندك
حق ، خيالات يقظة ! فرص إيه ؟ مفيش حاجة ضايعة . إللى حصل
هو الأصول وما كانش ممكن يحصل غيره . إحنا هننسى نظرية الچيينات ولا إيه ؟
والغزو الوحيد إللى بيكسب هو الغزو النمطى جدا ، غزو التخلف للتقدم ،
غزو جراد يثرب ، تروح تحتل الزرع والمصانع
والبنوك والوظايف لغاية ما تجيبها كلها ع الحديدة وتدور على حتة تانى
تنهشها . والشيخ
حمد لما بقى بعافية شوية النهارده فكرنا بأن الأسود والأشبال كانوا عاوزين
يحتلوا حاجة تانى فى لبنان وأكيد احتلوها فعلا :
المستشفيات ! ] .
[ تحديث : 1 أكتوبر 2004 : هأ !
بشار الأسد أخذ بالنصيحة فعلا ! اليوم
حاول قتل أحد الوزراء الأربعة المستقيلين احتجاجا على التجديد لعميله
لحود . نجا مروان حمادة
وزير الاقتصاد المستقيل والنائب الپرلمانى ، لكن مات سائقه وأصيب
حارسه . كفاية
بقى ظلم لهذا الشبل من ذاك الأسد . بتقولوا عليه مارق ليه ، ما هو
كويس وبيسمع الكلام إللى بنقول له عليه ! وبعدين
هو مؤدب جدا ، إسرائيل ضربت له الأسبوع
ده زعيم من بتوع حماس اسمه عز الدين الشيخ خليل ، تحت مناخيره بالظبط
فى قلب دمشق ، والراجل ما نطقش ولا كلمة ! … ولا
هينطق ! جرذ ألثغ ده إيه ؟ دى ولا مؤاخذة موش
جرذنة ، دى طيبة وأخلاق عالية !
وحتى
من قبل كلامنا . بعد ما كتبناه بشوية اتضح أنه كان فعلا هدد كل معارض للحود
استقبله فى دمشق ، بما فى ذلك رفيق الحريرى نفسه ، هددهم صراحة وعينى
عينك ، بالقتل أو تدمير البيزنسات أو الاثنين معا . يعنى
تانى هو موش جرذ ولا حاجة زى ما بتشنعوا عليه ، ده رجل ، رجل من ضهر
رجل ، رجل والرجال قليل ، رجل والرجل إذا ما قال فعل ، وإحنا
كلنا عايشين بس بسبب العفو عند المقدرة . والغلط كله عند مروان حمادة إللى
افتكر نفسه قط ! السؤال
الذى لم يتكشف بعد هل حاول قتل الوزير حمادة مباشرة بواسطة زبانية
استخباراته ، أم بواسطة زبانيته بالوكالة ، حزب الله . الإجابة
ربما نعرفها يوما من طهران إللى مشغلة الكل ! … مسك
الختام : نكتة : النهارده
هيقدم كوفى عنان تقريره لمجلس الأمن عن مدى انصياع سوريا لقرار مجلس الأمن
بالانسحاب من لبنان وعدم دعم الإرهاب … إلخ . أى طفل هيقول لك واحد
زائد واحد يساوى اتنين ، سوريا ما عملتش أى حاجة غير شوية تصريحات ما تفهمش
منها حاجة زى عادتهم ، وأكيد التقرير هيدينها إدانة مطلقة . لكن تعال
شوف الإعلام السورى وإحنا
صغيرين ‑ولا أعرف هل لا يزال هذا موجودا حتى الآن أم لا‑ كان ذوو
الشأن من أهالينا يأتون لأبنائهم بنتائج الامتحانات الكبيرة قبل ظهورها رسميا
بيوم أو يومين . هذا كان يسمى ’ جابها م الكنترول ‘ . أخوك
بشار جاب نتيجته م الكنترول . بس الفضيحة أنه جابها زى بعض الناس على
أيامنا ما كانت بتعمل برضه : تكدب يوم أو يومين لغاية ما تبان
الحقيقة ، ويبقى شكلهم يكسف خاللللللللص !
لا جديد ! بشار هو نموذج كلاسى جدا للعقل العربى . عقلية كلام
وثقافة كلام والوجود نفسه كلام . أصلا لا وجود لأى شىء بعد دنيا
الكلام . العدم هو كل ما وراء الكلام . الحياة كلها كلام .
بالتالى المشاكل كلام . لو المشكلة لقيت لها تظبيطة بالكلام تبقى ما عدتش
مشكلة . كلمة قالها لسفير أو كلمة سمعها من مبعوث بتخليه متخيل أميركا نسيت
إسرائيل وبقت فى جيبه أو لعبة فى إيده . مستعد يتفاوض مليون سنة بالكلام مع
أميركا ولا إسرائيل ، لا يأخد منهم حاجة ولا يديهم حاجة ، بس يعيشوا
سوا الحياة ، أقصد يعيشوا الكلام . ويستغرب أقصى استغراب ويجن جنونه
ويفتح قاموسه المرعب لو الناس دى طلبت حاجة عملية تتنفذ على أرض الواقع ،
أرض الميتافيزياء . ماذا يفعل ساعتها ؟ يطلب منهم العودة لمائدة
الكلام . عندما يصدر مجلس الأمن ، ناهيك عن الكونجرس الأميركى أعلى
سلطة فى الكوكب ، قرارا يعلم الجميع أن وراءه مئات القاذفات الستراتيجية
ومئات الآلاف من جنود المارينز سوف تنفذه يوما وأن معناه فى نهاية المطاف احتلال
دمشق ، يكون كل رد الفعل بيان كلامى يقول إن شيئا وشيكا لا يظهر فى
الأفق . وتعتقد بهذا أنهم قالوا كلاما وأنت قلت كلاما ، وكلامك كان
أقوى وبالتالى قهروا وارتدعوا ، وتمضى وكأن شيئا لم يكن ، أو حتى تنفخ
أوداجك منتصرا . المحللين بتوعه زى الشعيبى دايما يعملوا له كده .
يلقوا له تظبيطة لغوية تخلى له أميركا ما تستغناش عنه ولا عن
’ الاستقرار ‘ العظيم إللى عامله بوزنه المهول جدا فى المنطقة .
والوزن موش بالتقنية بتاع بكرة ولا باقتصاد بالتريليونات ، إنما بوزن
الكلام ( إذا كنا بنقول على مصر صفر
كبير هنقول إيه على سوريا ؟ صفر صغير ؟ ) . مع ذلك
ينضرب على دماغه مليون مرة لكن ولا مرة يفكر أن التظبيطات اللغوية إللى عملوها
له موش هى كل حاجة بل هى ولا حاجة . وأن فيه موجودات تانى وراء دنيا
الكلام . حتى المؤامرات إللى فاكر أنها بتحاك ضده فاكرها كلام هى كمان .
بالكلام بيفهموه أن أميركا هتلوص من غيره فى العراق ، بدل ما يفهموه أنها
هتحل موضوع العراق هتحله أيا ما كان الثمن ، وأنها واخدة قرار بإسقاطه هو
بعد كام شهر ومهما عمل . وبكده هيفضل المسكين عايش فى الوهم لغاية ما
يتقتل . أو حتى جايز فاهم أن الموت كمان كلام . مرة أخرى : لا
جديد ! سوريا زى كل العرب ، أو هى أم كل العرب : نعامة بتدفن
رأسها فى الكلام ! ] . 20 سپتمبر 2004 :
طبعا أنت لا تتوقع منا كتابة الروابط التى ستقودك لفيلم ذبح فنى البناء الأميركى
يوچين أرمسترونج ( فنى بناء وليس هدم لاحظ ، وما قد يقال فى ذبح رقاب
البنائين كان كله قد قيل من قبل
يوم ذبحوا نيك بيرج ‑پروميثيوس‑ ولذا أيضا لا تتوقع أن لدينا
المزيد ) ، ذبحه فى العراق اليوم
بيد أبى مصعب الزرقاوى شخصيا كرم الله وجهه وأشع بنورهما معا من وراء القناع
الأسود . من ناحية لأننا لسنا على ثقة كبيرة فى أمعاءك فربما تفسد السجادة
أو تكسر شيئا أو يصيبك اليرقان مثلا فلا تذهب للشغل وتحملنا مسئولية هذه
الأمور ، ومن ناحية لأننا لا نريد لموقعنا أن يسهم فى رفع جماهيرية تلك
المواقع ونفضل عليها أفلام الرعب الإيطالية القديمة ، أو من ناحية ثالثة
لأنك ربما تعرف تلك الروابط بالفعل ! فقط لو أنت مهتم وعثرت على الفيلم بطريقتك الخاصة
نود أن تفيدنا برأيك فى السؤال التالى : هذه المرة كانت سكين الإسلام ثالمة
على نحو محرج . هل لهذا دلالة ما ؟ اكتب رأيك هنا
27 سپتمبر 2004 :
رجلان تحترمهما كل الاحترام ، تثق فى
تقدميتهما وفى قدرتهما على الحكم على الأمور وطبعا لا يمكنك التشكيك فى
معلوماتهما ، لكنهما يقولان كلاما هو على النقيض بالكامل من بعضه
البعض . ماذا تفعل ؟ الرجلان هما إياد علاوى والملك عبد الله .
وذلك هو حالنا حاليا بعد تصريح الأخير اليوم أن
ليس من الحكمة إجراء أية انتخابات فى العراق لأنها ستأتى بالمتطرفين
للحكم . بينما طبعا إياد علاوى يدفع بقوة نحو هذه الانتخابات تؤيده بقوة
الولاية الأميركية ، فقط مع اختلاف فى الصياغات وليس إنقساما كما يحلو
لحملة كيرى تصويره ، أو طبعا لجهابذة مراحيضنا الإعلامية .
كما تعلم علاوى قال هذا مرارا وذروته تلك الخطبة
الأسطورية قبل أربعة أيام أمام مجلسى الكونجرس ، والتى أسماها كثير من
الإعلام الغربى إعجابا خطبة ’ شكرا أميركا ‘ ( اقرأ وصف الجلسة هنا
ونص الخطبة هنا ) .
فى نفس اليوم قال رامسفيلد تصريحات بذات المعنى ، لكن بصياغة أكثر فجاجة
كما هو المتوقع من أستاذ الكون : ما المانع أن تقام تقام الانتخابات فى
ثلاثة أرباع أو أربعة أخماس العراق ، هذا أفضل من عدم إقامتها أصلا
( إلى آخره ) . بعد هذا بيوم أى قبل ثلاثة
أيام بدت سكرتارية الدولة ‑بلسان ريتشارد أرميتيچ‑ معارضة لفكرة
عقد الانتخابات مع استثناء مناطق بعينها ، كانت فى هذا ترد على تصريحات
رامسفيلد ، وضمنا على ما قاله علاوى . لكن رامسفيلد كما نعرفه
جميعا ، عاد ليضرب من جديد فى اليوم التالى لدى لقاءه بعلاوى ، أى فى ذات يوم
تصريحات أرميتيچ ، وذهب لما هو أبعد وقال بعيد تلك المقابلة ( فى
مؤتمر صحفى كان يفترض أن يحضره علاوى أيضا لكل حالت مشاغله دونه ) ،
قال إن العراق لم يكن يوما مكانا مسالما أو كاملا ولا يوجد ما يدعو للاعتقاد أنه
سيصبح هكذا أبدا Because it's never been peaceful and
perfect and it isn't likely to be . [ تواصلت فى الأيام التالية
تصريحات رامسفيلد الساخرة ومثلها تصريحات نقد ذاتى من پول بريمر ، كلاهما
يبدو للوهلة الأولى مضرا بحملة بوش الانتخابية ، بينما من حيث الجوهر هم
غاضبون من تركيز الديموقراطيين على سفاسف الأمور ، ويريدون نقل مجرى الحديث
إلى لب المشكلة بكافة إنجازاتها وصعوباتها ، وكلاهما هائل ، وقد
أفردنا لهذه قصة مستقلة فى صفحة الجلوبة ] . للوهلة الأولى يبدو كمحصلة لهذا الجدل ، أن
علاوى ورامسفيلد يعزفان ‑ولا غرابة بحكم العشرة اليومية مع قواته فى بغداد‑
ذات النغمة ، بينما بوش متفائل دونما حذر لأسباب انتخابية بالذات حين قرع كيرى بعنف
على إيحائه بأنهما يخدعان الناخب الأميركى بخطبهما المتفائلة أمام الأمم المتحدة ، وسكرتارية الدولة متشائمة نسبيا يهمها مبدأ الديموقراطية
نفسه قبل أى شىء . لكن ما قالته هذه الجهات الأربع هو فى الواقع نفس
الكلام : الهدف عقد انتخابات كاملة ومثالية ، لكنها سوف تعقد فى كل
الأحوال . والحق يقال إن موقف سكرتارية الدولة المعروفة دوما
بتخاذلها ، لم يشذ فى جوهره فى شىء عن هذا الإجماع .
لكن ماذا عن كلام اليوم .
ما قاله الملك عبد الله يبدو وجيها
للوهلة الأولى ، ويتفق مع كل ما آمنا به لعقود
من أن الديموقراطية آلية متواضعة الكفاءة فى كل مكان ، ثم كونها لا تصلح من
الأصل للعرب والمسلمين لأسباب چيينية عرقية سامية ، ذلك قبل أية اعتبارات
أخرى . لعل الحرى بنا اليوم أن نقف إلى جانبه ، ونقول إن أية
ديموقراطية فى العراق هى سيناريو تدمير ذاتى كارثى ، ليس للعراق فقط ،
وليس لأميركا فقط ، إنما لكل معسكرى الحضارة والتحضر . نعم ، ربما
تثبت صحة كلام الملك لاحقا ، لكن الشرط فى هذا أن يكون الأميركيون أو علاوى
مؤمنين حقا بالديموقراطية الحقيقية ، وأن تكون حساباتهم واهمة فيما يخص فوز
علاوى وما يمثله من اتجاه ، أو لم يكونوا فى حال ثبت العكس جاهزين لتزوير
الانتخابات أو إلغائها . إذن الأمر برمته يتوقف على ما يؤمنون به
حقا . حتى اللحظة تصورى ‑وآمل ألا يتضح خطأه لأنها ستكون الكارثة
العظمى‑ أن ما يحدث ليس إلا ديكور إعلامى كبير يخص الانتخابات
الأميركية ، وأن لا شىء سيحدث على الأرض فى العراق سوى الديكتاتورية
المقنعة ، الديكتاتورية الحداثية الحالية مضافا إليها طبقة من السكر
’ الديموقراطى ‘ . الحقيقية أن جلالة الملك بتعليمه وثقافته
الرفيعة ، قد لا يعرف مثلا عربيا جميلا يقول سكة الديموقراطية كلها مسالك ، قصدى سكة أبو زيد كلها
مسالك . باختصار رائع يفوق حتى ما توقعنا من جعبة
إياد علاوى : انتخابات العراق القادمة
ستأتى بالضبط تقريبا بنفس تركيبة مجلس الحكم والبرلمان الحالى وكافة الحكومات
المتعاقبة منذ سقوط صدام ( أو بعبارة أخرى : وكأنك يا بو زيد ما
غزيت ! ) . على الورق النظام الانتخابى
العراقى هو أرقى النظم الديموقراطية على الإطلاق عالميا ، نظام القائمة
النسبية ، والموحدة لكل البلاد كدائرة انتخابية واحدة بحيث كل صوت سيترجم
لعضوية فى المجلس النيابى ( والذى بخراقتها الهائلة رفضته المعارضة المصرية
يوما ، لمجرد اعتقاد رؤسائها أنهم نجوم كما عمر الشريف فى دوائرهم وسينجحون
بالانتخابات الفردية ، قالوا اللعنة على أحزابنا نريد أن نفوز نحن ،
فأجابت الحكومة طلبهم على الفور ، وقالت ليكن وسنرى من هم النجوم
الحقيقيون ، طبعا لم يفز لا أولئك ولا أحزابهم ، وأضحوا يستجدون الآن
عودة ذلك النظام‑الحلم ! ) . سكة أبو زيد العلاوى ‑التى كلها مسالك !‑
ليست هى بالضبط ما يقوله الورق . إذ سيتم تكوين ما سيسمى بقائمة الوحدة
الوطنية ، تضم كل أو معظم الأحزاب التى تحالفت معا منذ تشكيل مجلس الحكم
وحتى الآن . وببعض الرتوش القليلة على طريقة وزيرنا الجميل حبيب العادلى فى
إغلاق الشوارع فى أحياء وقرى الأخوان المسلمين فى الانتخابات المصرية ،
ستلغى انتخابات الفلوجة والرمادى ومدينة الصدر ، وأى مكان آخر تفوح منه
رائحة التطرف والمتطرفين ، ومن ثم ستخسر القوائم الإسلامية والعربجية معظم
أنصارها . حجة الحكومة ليست مفتعلة ، بل هى التحسب لما سيقوم به
المتطرفون أنفسهم وهجماتهم المؤكدة على الناخبين والمراكز الانتخابية . ثم
أنه نظريا هذا حتى لن يمنع أحدا من التصويت ، إذ بإمكانه الذهاب لأية مدينة
أخرى والإدلاء بصوته ، فالعراق دائرة انتخابية واحدة . إذن لا تجزعن كثيرا جلالتكم . جلالتكم تربيتم
على أيدى الإنجليز ، أو كما نقول بالمصرية دوغرى دوغرى . لذا ربما
يفوتكم أن مسالك أبو زيد ليست أقل
تشعبا ولا حذقا من مسالك الرب التى تحدثت عنها التوراة ، أو كتب أبى مصعب
الزرقاوى ! … والله أكبر والعزة
للعرب ! اكتب رأيك هنا 8 نوڤمبر
2004 : عرفات يموت ، وفى قول آخر مات ، وفى قول ثالث قتله الإسرائيليون ‑طبعا
من خلال أخلص خلصائه‑ بسم بطئ لن نعرف كنهه أبدا ، وفى قول رابع خطر
ببالى وحدى أن الطب تقدم فى إسرائيل التى أعلنت بثقة جازمة قبل أسابيع أنه
يموت ، ذلك بحيث يتم تشخيص الأمراض من طائرات التجسس وبدون الحاجة حتى لأخذ
عينة من مياه مجارى مبنى المقاطعة ، وأخيرا فى قول خامس لم يخطر ببال أحد
أنه مجرد كهل طاعن فى السن حان طبيعيا موعد رحيله ! المشكلة أن هذا الإرهابى العتيد الذى قاد
الفلسطينين والجميع بناء على تعليمات أستاذه القرصان الأكبر الكولونيل ناصر نحو
الخراب والموت باسم الوطنية والقومية وما إليهما أربعين سنة ، ذلك الإرهابى
لا يزال مصمما على ذات الأشياء وعلى كرسى الزعامة وخيوط السلطة وهو بعد جثة
( ذلك الخراب لا تزال بركاته متواصلة ، وتمس كل منا كشعوب عربية على
الصعيد الشخصى جدا ما لم نكن طبعا من لوردات الانتفاضة . آخر مثال أن نعم السر الباتع لتلك الجثة هو المفارقة المضحكة
المبكية الآن . زوجته هى المخولة وحدها طبقا للقانون الفرنسى حيث
يعالج ، بإطلاق التصريحات حول حالته ، وقد قررت ‑ولها كل السلطة
فى هذا‑ أنه حى يرزق للأبد ، طالما العم شيراك كبير اليسارجية بحرى
وقبلى يدفع فاتورة غرفة العناية المركزة ، طبعا ليس من جيبه إنما من عرق
الشعب الفرنسى . هكذا إذن
أصبحنا أمام فيلم سيريالى يشبه بالضبط فيلم وودى أللين من سنة 1973
’ النائم ‘ . من يحكمنا أنف من تحت قناع
الأوكسيچين ، فقط ذلك ما قالته فعلا سها عرفات اليوم ، من أجل
إجهاض خطط أبى مازن وأبى العلاء للسفر للاطلاع على الموقف الطبى . وصفتهم
’ بالمستورثين ‘ ، وأعتقد أن هذا الاشتقاق اللغوى الفريد حقا ، حتى
وإن شكك البعض فى أنه كتب لها ولم تبتكره ، يكفى لدخولها التاريخ من أوسع
أبوابه : قناة
الجعيرة ! المشكلة الواضحة الآن أنها ‑أى
سها بنت الطويل قرينة العرفات‑ ليست المشكلة . المشكلة على رأى جمال
عبد الناصر ليست سها إنما من هم وراء سها . المشكلة تحديد من سوف يحكم
كناطق بلسان الأنف ، أقصد الجثة . مساء عرفنا
للتو أن مازن وقريع عدلا عن إلغاء الزيارة وسيسافران . يقال إنه صراع ميراث
مالى ، فمئات الملايين مكتوبة باسم عرفات شخصيا ، فهل ترثها حكومته أم
زوجته ؟ هذا وإن كان صحيحا ليس لب المشكلة . فليس بإرادة ولا بوسع أحد
تحويل أموال شخصية لأموال عمومية أو العكس ، بالذات وأن البنوك لا تعترف
بعد بالشخصية الاعتبارية للأنوف . والأفضل لكل الأطراف أن تمر كل الأشياء
فى صمت ، بدون كلام وطبعا بدون ورق ، كما هو حال منظمة التحرير
وقوانينها الشهيرة لأربعين سنة ، التى لم أعرفها من القراءة إنما من خلال
أصدقائى الصحفيين والسينمائيين والأدباء الذين نزل عليهم الثراء فجأة .
يقال كذلك أنهما سيفاوضان الفرنسيين حول حق السلطة فى الولوج لتلك المعلومات
الطبية . هذا أيضا خطأ . لا يوجد ما يتم التفاوض عليه ، هذا مريض
داخل مستشفى لا أكثر ، وسرية المعلومات تخضع لشفرة قواعد معروفة عالميا منذ
أيام أبوقراط ، ولم يخترعها الفرنسيون بالمناسبة . ببساطة سيحيلونهما
لسها ، أو بعبارة أدق كما قلنا إلى من هم وراء سها ، أسرة عرفات ،
صلة الرحم ، ذوى القربى بلغة القرآن ، أو على الأول ذوى القربى
الأهم ، أيام الخوالى لإرهاب منظمة التعليم عالمى الاتساع وليس المتواضع
الحالى ضد المستوطنات . من القربى الثانية القدومى ومن القربى الأولى
القدوة ، وطبعا من إلى هذا أو إلى ذاك . وما أدراك ما القدومى ،
إنه من ترفع عن العودة بعد أوسلو لأنه يريد إلقاء إسرائيل فى البحر باللاسلكى من
تونس . وما أدراك ما القدوة ، أقوى رجل فى العالم كما سبق
وعرفنا . وأعتقد أن عباس وقريع يعرفان هذا فعلا ، ويعرفان أنهما يسافران
تحديدا من أجل مفاوضات شاقة مضنية تخص تقاسم السلطة وليس من أجل أى شىء
آخر . إنه إذن نفس الصراع
المألوف : أنف الزعيم ضد أنف كل الناس .
يريدون مواصلة سياساته المتطرفة والشعاراتية التى جلبت الدمار لشعب ( أو
أيا ما كان اسمه ) كاد أن يصبح بعد 1967 جزءا من دولة رفاهية تنتمى العالم
الأول ، وكأنه هاجر بكامله وفجأة إلى ما وراء الأطلنطى . ويريدون ذلك
بأى ثمن بما فيه الحرب الأهلية . لن يسمحوا لمازن وقريع ودحلان بتولى الحكم
والقضاء على الانتفاضة والتصفية النهائية لحماس والجهاد وقبلهما على كتائب
البرغوثى إلى آخر هذه الأچندة المريرة ، أو من ثم البحث بدلا عن كل هذا
الهراء الشعاراتى عن لقمة عيش لهذا الشعب المنكوب . وكلتاهما مهمة جسيمة
ودامية ، قدر هذا الثالوث المخلص المتحضر أن يجرب حظوطه فيها . طبقا لوودى أللين لا بد أولا
كخطوة مبدئية جدا من تدمير أنف الزعيم قبل أن تحل بقية المشاكل ! إنها
بالضبط نفس مهمة أنور السادات حين تولى الحكم ، أو ما كان يسميه المصريون
فى حينه تهكما على مقولة الرئيس الجديد إنه ينتوى السير على خط الزعيم
الخالد ، أنه يسير عليه فعلا … بأستيكة ! على أبى مازن أن يمحو
بكل القوة والحزم والعزم والدأب التراث البغيض لسلفه القبيح ويعدل بـ 180 درجة
مسار شعبه المضلل . ما أضناها وأطولها مهمة فى الواقع ، لكن مع كل
التمنيات التى أيضا للأسف ليست بالسهولة التى تبدو عليها فى هذا اليوم السيريالى
البهيج . على أنه حتى ذلك الحين يمكننا
القول ببعض الاطمئنان : بعد زوال صدام وعرفات لم يتبق لدى جبهة الرفض العربية‑الإيرانية
سوى أربعة ’ أنوف ‘ ! اكتب رأيك هنا [ تحديث : 1 ديسيمبر 2004 : هأ ! الأخ انتفاضة ، أقصد
الأخ برغوثى ، قرر اليوم
ترشيح نفسه من داخل السجن . اعتقدنا الفيلم السيريالى خلص خلاص بإعلان
پاريس طلوع الروح من الأنف ، حتى ظهرت لنا أنف جديدة ، أنف
’ نمرة ‘ فوق بذلة سجن تنتوى حكم الشعب الفلسطينى بالريموت
كونترول ، بالنفس ، والجمع أنفاس . بأحاول أتخيل التشريفة إللى
هتتعمل كل صبح فى السجن لسيادة الريس ، أو شكل مكتبه أو شكل مستشاريه أو
شكل اجتماعات مجلس الوزراء او المؤتمرات الصحفية ، أو هل سيغير البذلة حين
يلقى بخطاب العرش البرغوثى أم يغير النمرة فقط . فى البداية فكرت أن هذا
يصلح لفيلم سيريالى جديد يضرب وودى أللين بالجزمة ، ثم قلت ولم لا ،
فعرفات كان مسجونا أيضا وبكل المهارة قاد شعبة للانتحار والدمار الذاتى ،
وفى پاريس أصبح نمرة فى مستشفى وكان برضه بيحكم ، لكن للأسف سرعان ما أصبت
بالقرف من هذا وذاك ، وحتى من إللى اخترعوا السيريالية إللى طول عمرى كنت
بأحبها . إذن
الانتفاضيون باقون فى الصورة وقرروا القتال حتى آخر رمق ، وعلى العالم أن
يكون واضحا وحازما معهم حتى أقصى درجات البطش . كفانا هزلا ! فتلغ الانتخابات
حتى لو كان فوز أبى مازن فيها مضمونا ، ولتعين أميركا وإسرائيل قيادة جديدة ، وتستسخدم القوات
الإسرائيلية والفلسطينية ( إن وجدت هذه الأخيرة ، ويا ريت طبعا تدخل
العربية كمان المعركة لو فيه حد عنده حتة مخ ويفهم مصلحته فين ، وهتكون
أشرف من كل معركة دخلها العرب من أيام دفاع قريش عن مجدها الغابر ) .
على الدنيا أن تتوحد لضرب فلول الانتفاضة أو بالأحرى جيوبها الأنفية
المتبقية ، فالعملية بصراحة بقت رشح ع الآخر ! ] . 8 ديسيمبر 2004 :
مصر تقبض على جواسيس لإيران . ملك الأردن ينضم للعراق فى إعلان إيران الخطر
الأكبر . الپنتاجون يسرب بعض معلومات عن ما بعد‑تحرير الفالوجا تكشف
حجم التورط السورى الرسمى بالعتاد والبشر . كل هذا فى يوم واحد ،
وإليك الهمزات بالترتيب : هنا
وهنا
وهنا . طبعا هذا جهد أميركى عالى الأركسترة وأول بشائر ما
يمكن تسميته عالم ما بعد 2 نوڤمبر ( الذى كنا ننتظره بشغف لعام كامل ، اقرأ كامل الجزئين الثانى و الثالث من صفحة الليبرالية التى تابعت مطولا
الانتخابات الأميركية ، بعد هذا المدخل التمهيدى استبشارا
بالعام الجديد فى صفحتنا هذه الإبادة ) . منذ 2 نوڤمبر وتأكد فوز بوش وفريقه ، بل
وحتى رحيل حبيبهم البائس كولين پاول وأمثاله منها ، والرعب يزلزل قلوب حكام
كل من دمشق وطهران اللتين راهنتا طويلا على الغر الجاهل كيرى كى يواصلوا معه
ألاعيبها الكلامية حتى أبد الآبدين . إيران تتراجع عن خططها النووية ولو
ظاهريا على الأقل . سوريا تعرض التفاوض مع إسرائيل دون قيد أو شرط .
وكلاهما يعتقد أنه چورچ بوش وآرييل شارون سيجريان لهما كى يأخذانهما
بالأحضان . هم فى الواقع مساكين يستحقون الشفقة . لا يزال كلاهما فى
غيبوبة لا يعلم أن ليس فى موقف من يفرض أو لا يفرض شروطا . بل هو ليس حتى فى موقف من تفرض عليه شروط . إن
الوقت وقت الإسقاط ، والإسقاط فقط . لا توجد
حلول أخرى مع جبهة الصمود والتصدى
العربية‑الإيرانية ، هكذا علمنا التاريخ مع كافة القراصنة وقطاع
الطرق . حتى الأمم المتحدة هربا من محاكمة لصوص الفساد كوفى
أنان وابنه الوشيكة ، اقترحت هذا
الأسبوع تعديلات ’ جذرية ‘ على هيكلها . لكنها أيضا على
طريقة بشار وخامنئى ، أى ذر الرماد فى العيون ، وهذه البائسة الأخرى
لا تعلم أن الوقت هو وقت الإسقاط ، وأن نظامها
الطحلبى الذى يتحكم فيه مائتا صفر من الدول ، من المستحيل إصلاحة بل
يتحتم تفويره من جذوره وإحلال ترتيب عالمى ذى رأس واحد يملك الرؤية والقيادة
والتقنية والثروة ، يسمى الولايات المتحدة أو الأنجلو‑يهود ، أو
سمه ما شئت ، تهبط منه التعليمات والأوامر فى اتجاه واحد لبقية أعضاء
الكوكب ( اقرأ تقرير لجنة عمرو
موسى ، الذى ائتمنه العالم على أمن العالم ، وهو نقيب العربجية
والقراصنة وقطاع الطرق معا ، بالإنجليزية والعربية ) . على أية حال رغم كل شىء لا يزال الوقت مبكرا لمعرفة
السيناريو الفعلى الذى سيجرى على أرض الدولتين الناشز ، أو على أرض البناية
النيو يوركية الفاسدة . هل الإسقاط لريچيم سوريا أولا أم ريچيم إيران أم
الاثنين معا ؟ هل الغزو بالسلاح التقليدى الذى ثبتت كلفته العالية فى
العراق هو الأنسب أم الضربات النووية الأكثر اقتصادية وفاعلية وكفاءة ؟ فى
سوريا كأى بلد عربى المشكلة مشكلة شعب وچيينات ، لكن فى إيران ربما المشكلة
ريچيم ثيوقراطى فقط ، فهل سيتم التعامل بذات الطريقة مع كلتيهما ؟ كيف
وأين ومتى سيحاكم كوفى عنان بعد حصوله بالفعل من موسوعات سجلات الأرقام القياسية
على لقب أكبر لص فى التاريخ ( 20 بليون دولار مجرد حجم الجزء المنهوب من
البرنامج المسمى النفط مقابل الفساد ، وما خفى كان أعظم ) ؟ هل
ستحاكم معه حكومة فرنسا التى تواطأت بنوكها فى عملية السطو ؟ من أيضا ستكشف
عنه الأيام ؟ هل أميركا تعلمت ما يكفى لمواجهة قدرها ، ام لا تزال فى
طور التعلم والتجربة والخطأ ؟ هل تشينى ورامسفيلد وولفوويتز هم من سيحملون
تاريخيا قدر تخليص العالم من قوى التخلف وقطع الطريق ، أم أن المهمة أجسم
منهم وأجسم من المرحلة ، وعلينا أن ننتظر جيلا تاليا من القادة أمضى عزما
وبيئة عالمية أكثر وعيا بجسامة التهديدات ؟ كل ما نقوله بخصوص اللحظة تحية لبغداد والقاهرة
وعمان وطبعا واشينجتون على العزف الجميل الذى تتابع منذ الصباح ، فقط
العجلة قد دارت ، وإن غدا لناظره قريب . اكتب رأيك هنا 5 فبراير 2005 :
النتائج الأولية للانتخابات العراقية تقول اليوم
باكتساح هائل للأحزاب الدينية الشيعية . رد الفعل الأولى قد يكون ’ يا
للكارثة ! ‘ ، وقد يكون أن أحدا لم يعد يفهم بالضبط ما يجرى فى
العراق . مبدئيا ربما ما حدث ليس مفاجأة كلية . فأية
انتخابات تجرى بسذاجة فى المنطقة ستأتى بالإسلاميين للحكم ، هذا شىء معروف
للكل . وأنت تكون من الخراقة بمكان حين تجرى انتخابات لا تعرف سلفا
نتيجتها ، وأميركا ‑وحمدا للسماء وبالدعاء ليسوع المسيح‑ بهذه
الخراقة . صحيح كتبنا قبل شهور قليلة أعلاه نميل للموقف الواثق لإياد علاوى للمضى قدما
فى الانتخابات ، ذلك فى تناقض واضح منه فى حينه مع رأى للملك عبد الله أن
الانتخابات ستأتى بالمتطرفين للحكم . صحيح أيضا أن من الأفضل اليوم القول
إن الملك هو الذى كان على حق ، وأن نذكر بأننا عارضناه فقط من قبيل تخيلنا
أن الانتخابات لن تكون سوى انتخابات شكلية ، وسيتم تزويرها فى اللحظة
المناسبة لو احتاج الأمر . السؤال الذى يستحق التحليل اليوم ، وقد
تحولت الأمور بالفعل نحو ما أسميناه سيناريو الانتحار الكارثى ، هو أين
ومتى حدث التحول بالضبط ؟ اللحظة الفارقة التى لا تخطئها العين هى لحظة أن
كشف السيستانى عن طموحاته السياسية ، وشكل ما سمى بقائمة الائتلاف ،
ودعا على
نحو محموم الناس للنزول بثقلهم للتصويت فى الانتخابات ، فكان ذلك
الإقبال الساحق ، الذى دعا فى
حينه الرئيس بوش ، مرة أخرى على نحو لا يخلو كلية من التعجل والسذاجة
للتهليل له ، وكأن الانتخابات ‑أية انتخابات‑ هى غاية فى حد
ذاتها ، وليست مجرد وسيلة للوصول لأفضل طريقة لإدارة المجتمع وتحديثه
وتقوية اقتصاده ورفع كفاءة موارده … إلخ ، وكلها أمور نجزم أن شعوبنا
لا تفقه فيها شيئا ، ونجزم أبعد من هذا أنها لا تريد أن يستدعيها أحد
لصناديق الانتخاب للفتوى فيما تعلم أنها لا تعلم فيه ( إلا طبعا لو كانت
الانتخابات لا تخص ولا ترهق العقل فى شىء إنما مجرد مظاهرة انفعالية حاشدة
خالصة ) . قبل ذلك ‑حين تكلم العلاوى أو حين أبدينا مثل
ذلك الرأى‑ كان المتوقع أن يتم مثل ذلك التحالف ، لكن بقيادة حزب
إياد علاوى ، وليس بإقصائه هو وجميع العلمانيين ، ثم مفاوضتهم بعد
الانتخابات . فى الواقع هذه أيضا ليست مفاجأة كلية ، بل هو أسلوب
السيستانى التقليدى ، يحرك الشارع ضد الأميركيين ثم يفاوضهم . إذا كان لنا أن نلوم أحدا على هذه الكارثة ،
فليس أميركا ، إنما من وثقت به ، ووثق به كثيرون منهم نحن . نلوم
إياد علاوى وثقته الزائدة بنفسه ، أو كما يقول ’ بشعبه ‘ . على أية حال نعم ، السيناريو الكارثى تحقق ، وغالبا وصل للنقطة التى يستعصى
إرجاع العجلة فيها لجادة الصواب . لكن ليس معنى
هذا الكلام أن ستعلن غدا دولة دينية برئاسة الحكيم على الطراز الإيرانى .
مبدئيا هم لا يفكرون فى أى شىء راديكالى على الطريقة الخومينية ، إنما يمكن
القول إن ما يفكر فيه السيستانى هو نسخة
شيعية من المملكة السعودية ، طبعا بخلاف أن تنعم
بخيرات الحج الشيعى المتدفقة لجيبه ، أن تتمحور حول الأمر بالمعروف والنهى
عن المنكر ومنع الخمر والأفلام وتنقيب النساء ونهب حقوقهم فى الميراث وحق الزواج
من أربعة رجال أو حتى اثنين ، وما إلى ذلك ، وقطعا ليس قيادة محور
لتركيع أميركا وازاحتها من قيادة العالم . إذن الصورة ملتبسة ، المؤكد فقط أن الشيعة
الدينيين يعرفون بالضبط ماذا يريدون فى المجرى المنظور ، ويعرفون أن تفويض
الشارع الهائل لهم بهذه الانتخابات أمر أكبر منهم بمراحل ، ولن ينفذونه إلا
بدرجات جزئية جدا ( ربما حتى يدعون العلاوى لرئاسة الوزارة ،
فإنجليزيتهم أضعف من تجعلهم يغامرون بقبول منصب كهذا . وطبعا لا تنس أيضا
أن أحدا لا يريد المخاطرة بتوقف البلايين التى تأتى من عاصمة المحتل واسعة الكرم
جزيلة العطاء ! ) . إذن ، سيسعون وراء وزارات التعليم وما
إليها ، وسيتمسكون بقوانين دينية للشأن الاجتماعى فى الدستور
والپرلمان ، لكن بالتأكيد سيؤجلون تماما طموحات الثورة الإسلامية التى
للمفارقة يحمل حزبهم الرئيس اسمها ، ذلك إلى يوم يشاء فيه الله أن ينصر
دينه ، فهم ‑بحكم اتصالاتهم الوثيقة معه‑ يعلمون تأكيدا أنه
غير جاهز لهذا الآن . لكن هل ضحت أميركا بكل ما ضحت من أجل إنشاء سعودية
أخرى بالمنطقة ؟ طبعا فكرة
الانتخابات النزيهة فى حد ذاتها هى أول غلطة كبرى لأميركا فى العراق ( أنت تعرف رأينا فى قرارات
بريمر المبهرة الجريئة أن لم تكن المنزهة بالكامل ، وتعرف قبلها أننا لم نكن
نفضل الغزو البرى أصلا إنما ضربة نووية أنجع وأقل تكلفة ) ، لكن تلك
الغلطة ربما أيضا تكون الأخيرة . ما زالت الصورة غير واضحة فى ذهن القيادة
الأميركية للخيط الرفيع بين الحداثة والديموقراطية . بالنسبة لهم هو خيط
رفيع أو ربما لا يوجد خيط أصلا بل هما شيئا واحدا ، لكن فى البلاد المتخلفة
قد يكون الاثنان النقيضان من بعضهما على وجه التحديد . ثانيا الحلبة ستعج
بالكثير قبل أن تنجلى أية صورة . 1- العلمانيون سيتحركون لكن رأينا أنهم لن
يحققوا شيئا ، ففهمهم لچيينات شعوبهم محدود جدا وقطعا مغلوط ،
ويراهنون الرهان الخطأ ‑كما أميركا بالضبط‑ على الانتخابات كبوابة
للحداثة وليست آخر خطواتها التى لا يجب أن تأتى أبدا ، بينما الحقيقة أن
الحداثة والحرية نفسها لن تتم إلا بأيدى حديدية تسهر عليها ، وتصادر كل
أحزاب المصادرة دينية وقومية واشتراكية وتطلق فقط حرية الاقتصاد وحرية الفرد
الشخصية جدا ، وهذه الجدليات كما تعلم هى كل قصة صفحة الليبرالية فى موقعنا . 2- السنة وجدوا أنفسهم
فى العراء . أميركا فتكت تقريبا ببنيتهم المسلحة وفى طريقها للقضاء عليها
نهائيا ( يبدو أن الإجهاز على أركان حرب الزرقاوى فى الأسابيع الأخيرة هو
السبب وراء محدودية أحداث العنف يوم الانتخابات ) . هم نادمون الآن
على المقاطعة ويأملون أن يظهروا فى الصورة من جديد ، وسيرحب الشيعة بذلك
طبعا . 3- مع ذلك سيظل العامل الحاسم فى الصبغة الإسلامية للدولة يقع فى يد
الڤيتو الكردى . لهذا السبب وحده سيضطر أولئك الشيعة والسنة للتنازل
عن صيغ علمانية كثيرة للدولة حتى يمرر الدستور دون اعتراض ثلاث ولايات
كردية ، بأمل أن تأتيهم الدهور من جديد بفرصة أخرى لاسترقاق الأكراد .
4- لكن الأمر برمته وأيا كانت نتائجه ، ليس بالشىء الكثير . والخلاصة أننا أمام فترة ضبابية هائلة ،
وألعاب توازنات سياسية أغلبها تحت المنضدة ، وقطعا قطعا لن نرى العراق كحلم
بوش الكبير بنموذج حداثى فى قلب العالم الإسلامى ، فببساطة هذا الشعب عربى
وليس ياپانيا !
هذا كله ‑كما كل مرة بعد نوبات تأجيل التشاؤم
أو محاولة تناسيه ، تلك التى للأسف تصيبنا أحيانا‑ هذا كله يعيدنا للمربع رقم واحد فى موقعنا هذا ، أطروحة صفحة الثقافة عن أن هذه الشعوب ( شرق الأوسطية ) ليست فقط
غبية وجاهلة ، وليست فقط انفعالية تجرى وراء أى تحريض ، إنما هى غبية
وجاهلة وانفعالية ، وأيضا مهنتها الوحيدة التى تعرفها قطع الطريق ،
كلها لأسباب چيينية بالغة التجذر والتأصل لألفيات كاملة من السنين ، من قبل
غزوة بدر ، ومن قبل أن قال أرسطو فينا ما قال ، ومن قبل أخناتون ، ومن
قبل كتابة التاريخ أى تاريخ ، والمهم فقط اليوم أن لا حل لها الآن غير الحل
النووى . الشعب الفلسطينى انتخب مؤخرا
محمود عباس رجل كرسى للسلطة ، فهل يعنى هذا أنه شعب متحضر والشعب العراقى
الذى انتخب السيستانى متخلف . الشعب العراقى هو عينه الذى ألهب أيديه
بالتصفيق عقودا لصدام حسين ، ثم هو عينه الذى استقبل الأميركيين بالأحضان
والورود وتقبيل الأيدى ، ثم هو عينه الذى حرق جثثهم فوق الكبارى ،
وأخيرا هو عينه الذى انتخب الآن دولة القرون الوسطى الدينية ، فهل هو ينقلب
بين الهمجية والتحضر والعكس بكل هذه السرعة . الشعب الفلسطينى المذكور هو
عينه الذى قبل أسبوع واحد بحت حناجره نصرة للانتفاضة الحقيرة ، وتورم ذرفا
للأنهار على موت الإرهابى القمئ عرفات ، وأيضا هو عينه الذى كان قبل سنوات
قليلة يكن للإسرائيليين كل الاحترام والعرفان وتقبيل الأيدى وهو يشتغل فى
مزارعهم ومصانعهم . الخلاصة ، إنها كلها انفعالات وقتية تأتى كيفما
اتفق . هذه هى طبيعة شعوبنا الأصيلة تماما والتى لن يحدث أبدا أن
ستتغير . لا عقل قط ، فقط رجفات انفعال . والانتخابات ليست
استثناء ، ما هى إلا حفلة تهوس دينى معتادة تبدأ بكلمة تحريض وتنتهى بسكرة
انفعال هيستيرية والسقوط اللذيذ غشيانا على الأرض . الفارق فقط ‑إن
كان فى السقوط فوارق‑ أنها مرة تسقط على ظهرها ومرات تسقط على
وجهها .
من ثم لفهم الأمور ولتحديد
المواقف الصحيحة ، الفيصل دوما هو ما يلى : ابحث عن العمق الچيينى ( بتعبيرنا
نحن ، أو العمق الچيولوچى بتعبير دكتور كيسينچر ، أو بقول ألف شخص اقرأوا
التاريخ حتى لا تكرروا أخطاءه ) ! فببساطة ‑وهو ما لا تريد
أميركا التى أكل السرطان اليسارى الإنسانى روحها
الأصلية القديمة ، الاعتراف به حتى الآن‑ العمق الچيينى قابع
هناك فى دماء الشعوب ‑كل الشعوب طيبة العرق كانت أو رديئة‑ لا يتغير
أبدا . وشعوب ما يسمى بالعرق السامى شعوب بداوة ( وفى أفضل الأحوال رى حياض ) ، كسول تعيش على قطع
الطريق ( وفى أفضل الأحوال على ما يأتيها دون جهد ) ، أى بالنوم
على القفا طيلة الدهر مع نهب عرق الغير ، ولهذا كما قلنا كثيرا سيعجبها أيما إعجاب الإسلام
والقومية العربية ( كلاهما يعدها بطريقته الخاصة أنها خير أمة ومن حقها
استرقاق كل البشرية ) ، وستعجبها فكرة الاشتراكية هى الأخرى أيما
إعجاب ( لأنها ستأتيها بأموال الأغنياء فى لحظة تحت أقدامها ) ،
وفى المقابل هى ترفض البديل الشيطانى لتلك الأيديولوچيات ، اقتصاد السوق
والكدح والمنافسة والجلوبة والحريات الشخصية ( حرية الفرد فى جسده وفى
حياته الجنسية وفى المجاهرة بالتحرر من الدين … إلخ ) ، ترفضها
وعلى وجه التحديد واليقين رفضا باتا . عامة نقول أنت لا يمكنك إقامة
حضارة ولديك كل هؤلاء ذوى الفكر الاشتراكى فى مركزها ، وبمعيار الانتخابات
الرئاسية الأميركية الأخيرة هم تقريبا نصف السكان . هذا عدد هائل ،
وأكثر هولا لو أخذنا بالاعتبار نسبتهم بين أصحاب مهنة الكلام ذوى الصوت العالى
من الكتاب والإعلاميين والساسة … إلخ . على الأقل رأينا فى 2004 كل
ذلك الهوس فى محاكمة الجنود الأبطال لأنهم قيدوا أسيرا أو هددوا آخر بصعق كهربى
وهمى تقليدا لما كان يستخدمه حتى الموت أيام كان فى السلطة ، والكل يعلم أن
هؤلاء ليسوا إلا سفاحين آثمين لم يترددوا فى جز الرءوس بسكاكين ثالمة أو حرق
الجثث وسحلها محروقة فى شوارع بغداد القذرة قبل اعتقالهم ، وسيكررونها من
جديد بمجرد إطلاق سراحهم .
المشكلة الأساس إذن هى كما الحال
دوما عبر كل التاريخ ، تكمن فى مركز الإمپراطورية ، دماغ
الكوكب . هل هى سذاجة أم تواطؤ ؟ كلا الاحتمالين وارد وصحيح ،
لكن النتيجة واحدة ، النضح لم يتحقق بعد ولا تزال الطريق شاقة أمام مشروع
توحيد العالم ورفع كفاءة إدائه الاقتصادى والتقنى ذلك تحت قيادة مركزية
واحدة ، مثله فى هذا مثل أية قرية أو دولة من تلك الحالية . كل ما نقوله
رغم هذا إن ذاك النضح يتقدم وحقق فعلا بعض الخطوات فى 2004 ، وتأكيدا زادت
قناعة الكثيرين فى المركز وغيره ، بأن لا مصالحة ممكنة مع الأمم قاطعة
الطريق ، هذه چييناتهم ولا فكاك لهم منها حتى لو شاءوا ، وكذا زادت
القناعة بأن الفقراء والفاشلين أميل ككل ‑بحكم المنطق وبحكم التاريخ وأيضا
بحكم الواقع‑ لأن يكونوا قتلة آثمين فائقى التدمير منهم لأناس بسطاء طيبين
يستحقون العطف . لا نعرف كيف ستتصرف أميركا
بالضبط ، بل ربما تقبل بأشياء وتهدئ من روع نفسها بالقول مثلا إن عراقا
سيستانيا لن يكون بؤرة للإرهاب والمروق ، وهو أفضل من عراق صدامى أو من
عراق خامنئى ، ذلك طبعا إلى أن تفيق يوما على 11 سپتمبر آخر . إذن ، كل ما نأمله من مجمل
التجربة العراقية شيئا واحدا : أن تخرج أميركا من انتخابات 30 يناير 2005
العراقية بدرجة جديدة أعلى فى سلم فهمها البطئ جدا لحقائق الشعوب وأن السؤال
الذى يجب أن يسأل هو فقط سؤال الچيينات . چورچ بوش فى خطاب حالة الاتحاد
الأخير قبل
ثلاثة أيام استخدم لأول مرة كلمة حرية أكثر من استخدامه لكلمة ديموقراطية فى
حديثه عن العرب والمسلمين ، ذلك فيما يؤشر لبوادر فهم أولية لأن
الديموقراطية والانتخابات قد تكون نقيضا 180 درجة بالضبط للحرية بمعناها الفردى
الشخصى وللتحديث بمعناه الحقيقى الشامل . لكن هل يكفى مثل هذا التطور
البسيط البطئ من الرئيس الأميركى ، أم أن الأمر ‑الشرق الأوسط
الأعظم أو أيا ما كان‑ برمته مجرد أضغاث أحلام ، لأنه ببساطة
يجافى حقيقة أخرى من حقائق أمنا الطبيعة التى يكرهها جميعا وبكل فخر ذلك العقل
اليسارى المهيمن على فكر الإنسانية ، ألا وهى الحقيقة الچيينية ؟ نعم ، وهنا يكمن جوهر المشكلة ،
أنت لا يمكنك إقامة حضارة ولديك كل هؤلاء ذوى الفكر الاشتراكى فى مركزها ،
هذا صحيح عبر كل التاريخ ، لكن ليس أصح منه أكثر مما هو اليوم . ذلك
ببساطة أن الحل الصحيح لإشكالية العرب والمسلمين لا يعرف فى رأينا المساومة ولا
المراوغة ولا تحت المناضد ولا حتى فوقها . لا تفاوض ولا تفاهم ولا حلول
وسط ، فقط أوامر ونواهى وإنذارات وحيدة الاتجاه هابطة من أعلى لأسفل .
إعلان العراق ‑وكل العالم بالأحرى‑ أرضا إدارية للإمپراطورية
الأميركية ‑المركز التقنى والاقتصادى لحضارة ما بعد‑الصناعة‑
واستخدام كل ما يلزم من القوة فى تقديم ما تحتاجه هذه الشعوب حقا ، الشىء
الوحيد الذى سيفلح معها ، عرض الدون ڤيتو كورليونى ، العرض
الذى لا يمكن أبدا رفضه ! هنا فقط يمكن لمسيرة حضارة
كوكبنا بعد‑الإنسانية الواعدة أن تمضى للأمام
فى سلام . اكتب رأيك هنا
15 فبراير 2005 : إما فيها وإما سأخفيها ،
هذه نظرية سوريا ، إما أن تنهب خيرات لبنان وإما أن تتركه نارا
مشتعلة .
قبل قليل أعلاه كانت محاولة اغتيال
الوزير مروان حمادة ، وظهر أمس
كانت الضربة الكبرى ، اغتيال
رفيق الحريرى . طبعا وقبل كل شىء لا داعى لأن
تجهد عقلك كثيرا أو قليلا فى تحديد هوية القاتل ، فاللغط نتوقع أن يكون
كثيرا وسيتم تمييع الأمور كما كل مرة ، أو لو انقلبت الأمور على رءوسهم
سيقولون لك فتش عن المستفيد ، وستجده ‑أيضا كما كل مرة‑ فى تل
أبيب ( أين غيرها ؟ ) ، إلى آخر ذلك السيناريو السقيم
الممل . السؤال هذه المرة بسيط
جدا : كلنا يعرف كيف تدار تلك الريچيمات ، هل تستطيع ذبابة أن تطرف
رمشها دون إرادة سامية من الزعيم الملهم الأوحد ؟ هل يملك أحد ، بما
فى ذلك ولنقل إميل لحود مثلا ، سلطة تغييب الحريرى أو غيره من
الساحة ، أو حتى مجرد التفكير فى ذلك أو اقتراحه ، أى منها دون أوامر
صريحة من بشار الأسد ؟ الإجابة الأكثر بساطة هى أنه هو نفسه كان سيقتل صباح
اليوم التالى !
إنها نفس القصة التى نشهدها منذ شهور فى أوروپا
الشرقية ، شعوب ساعية للتحرر من ربقة الماضى الاشتراكى الأيديولوچى ،
عاوزة اقتصاد حر وجلوبة وانفتاح وتنافس وربط عجلة التنمية والسياسة بأميركا ،
موش بمصاصى الدماء أولاد البلد أو مصاصى الدماء الجيران قطاع الطرق إلى فاكرين
أنهم ممكنوا ’ يستأسدوا ‘ وعايشين دور الإمپريالية ، وفى المقابل
قوى الماضى هذه تحارب معركتها الأخيرة ، بكل شراسة ممكنة ، فهى تعلم
أن النور يقتل الجرذان والعثة وكل الطفيليات . الفارق أن پوتين
بيسممهم بذكاء وفى صمت وببطء وبحاجة
متقدمة تقنيا لا يمكن اكتشافها ( انظر صور يوشتشينكو أعلاه ) ،
وبشار الأخرق بيعمل قنبلة بارود بدائية مهولة تصحى الدنيا كلها فى عز الضهر
( انظر صورة جثة الحريرى المحترقة بالجانب ) ! حسابات الجرذ
الدمشقى ليست خاطئة جدا كما تبدو للوهلة الأولى . صحيح الحريرى ليس
عدوا تاريخا ولا حتى حديث العهد لسوريا ، لكن قاطع الطريق العربى
الأكبر ، والذى يريد الاستمتاع بكامل مسوغات اللقب بعد اختفاء ناصر وصدام
وعرفات ، وأفول نجم القذافى ، وخلو الساحة إلا منه ومن البشير
( ومن أسياده طبعا فى طهران ) ، لا يريد من مسلمى لبنان أقل من
الولاء المطلق ، أما الولاء بنسبة 90 0/0 فجريمة
دونها تشتيت الضحية لأشلاء جثة محترقة كما رأينا على الشاشات المرعبة منذ ظهر
الأمس . لكن الصحيح أكثر أن الحريرى
هو الخطر الحقيقى وليس جنبلاط مثلا . الأول رجل
بيزنس واسع الصلات مع الغرب ومع وجهاء العرب ، أما الثانى
’ فمناضل ‘ اشتراكى لا يختلف كثيرا عن بشار نفسه ، وهؤلاء
اليساريون والعروبيون بياعين كلام ولا خطر منهم طالما أبقيتهم خارج مكاتب
السلطة .
هذا لا يعنى أن جنبلاط لن يقتل قريبا ،
الحريرى نفسه تنبأ له مؤخرا بأن القتيل القادم سيكون أحدهما هما الاثنين ،
هذا حسب جنبلاط للبى بى سى العربية اليوم .
لكن يعنى أن الريچيم السورى يعرف جيدا ما يريد ، يعرف أن لبنان ‑الذى
لم يعترف به قط كدولة مستقلة‑ هو القضمة الكبرى ، هو الرخاء والثروة
والتقدم التى سينهبها كلها حتى آخر قطرة من دمها بالفساد العروبى والضرائب
الاشتراكية ، عليه أن يلتهمها أولا وبعدها يفكر فى أرض أخرى وهكذا كما أى
عربى قاطع طريق من سلالة جراد يثرب . هو لا يريد الجولان ، ولو كان يريدها هو أو
أبوه لحصلا عليه منذ زمن ، فما أكثر ما كانت الفرص سانحة لهذا . هو
يريد لبنان بأى ثمن . هو يريد أن يقايض الجولان بلبنان سواء باتفاقية صريحة
مع إسرائيل أو ‑ببساطة شديدة‑ بإبقاء الوضع الحالى على ما هو
عليه ، وضع النهب الصامت المسكوت عليه من الجميع . هذا يعنى أنه لا
يجب أن يكون ثمة صوت غير صوته فى لبنان ، بين مسلميه على الأقل ، أما
مسيحيوه فهم أيضا لا خطر منهم ، ولن يفعلوا له شيئا إلا بعد أن تأتى القوات
الأميركية أو الإسرائيلية وتكون قد أنهت عليه فعلا .
حساباته بمعنى آخر أن لا قيمة للمسيحيين إلا لو
تشكلت معهم جبهة مسلمة عريضة . ربما هذا نفسه لن يمنع استمرار النهب السورى
للبنان ، لكن سيجعله أعلى كلفة بكثير ، وثانيا ‑وهو الأخطر‑
ربما يعد دعوة عاجلة للتدخل الأجنبى المسلح . والحريرى بالذات سيكون نقطة
الانقلاب الكبرى فى موازين القوى ، وهذا كان يتم بالتدريج وإن على نحو
حثيث ، وما كان يكن لبشار الانتظار . أعلى صور هذا التحول تجلت اليوم ،
بمعنى تواصلت بعد رحيله ، حيث ابناه يتلقيان العزاء فيه والشخص الثالث الذى
يتوسطهما ويتقبل معهما العزاء هو البطريرك المارونى نصر الله صفير . هذا
شىء ما كان يمكن أن يمر قط بالخيال . شكرا يا ذا الذكاء الخارق
و’ المعلوماتية ‘ والحساب كله ، شكرا بشار ! وبعد ما القيمة الخاصة لرفيق الحريرى ؟
الحريرى أول رئيس وزراء عربى رجل بيزنس فائق الثراء ، وليس بيروقراطيا
معدما يبحث عن الثراء ، ذلك ككل من حكموا جمهوريات العروبة منذ عبد
الناصر . ورغم كل ما قد يشوب سيرته
من شبهات حول ثرائه السريع ، أو رغم أنه أيديولوچيا لا يمكن أن يعد مغادرة
كبيرة للأعراف العروبية وطريقتها فى التفكير ، يظل فى التحليل الأخير ‑وأيا
ما كان‑ رمزا أو خطوة كان يمكن أن تؤشر فى اتجاه حلم الحداثة
( المستحيل ؟ ) للعرب يوما ، أقله كونه قديرا ناجعا ،
يستطيع أن ينجز الأشياء بناء على أرض الواقع ، ويعيد أعمار دولة كاملة فى
غضون شهور ، وليس كما الباقين بياع كلام وشعارات محض . المهم ، الجريمة الشنعاء لا يلام عليها سوى
أميركا وإسرائيل لتقاعسهما المذرى عن إسقاط ريچيم بشار المجرم . ومن
السذاجة تخيل أن معاناة الشعب اللبنانى ، أو كل العرب لعقود من مزايدات
الأسد وابنه ، يمكن أن تنتهى بوسيلة أخرى غير القوة المسلحة الأميركية أو
الإسرائيلية ، بقصف جوى بالسلاح المناسب أولا ( وافهم كلمة المناسب
هذه كما شئت ) ثم باحتلال عسكرى واسع مباشر وقوى . كما قلنا سيظلون يلاعبون الجميع بالكلمات .
سيهادنون فى الأيام القادمة ، وربما ’ يعيدون انتشار ‘ القوات
السورية مرة أخرى كالمرات الألف السابقة ، وربما يتملقون المعارضة ببعض
التنازلات ‑الپرلمانية أو الإعلامية مثلا‑ حتى تمنع عنهم ذلك
الشيطان الرجيم الوحيد ، ذلك الإسقاط المسلح بالقوات الإسرائيلية‑الأميركية . عائلة الأسد أساتذة فى فن البقاء ، أساتذة فى
حنى الرأس أمام العواصف ، وفى ابتلاع الهزائم والإهانات ، ثم سرعان ما
تعود ريما لعادتها القديمة ، كلام يجر كلام إلى أبد الدهر ، بينما
الأفعال الدنيئة فى الخفاء لا تنتهى ، أو كما تعلم : إنها شيم
الجرذان ! اكتب رأيك هنا
[ تحديث : 5 مارس 2004 : مع كل
التحية لنضال الشباب اللبنانى الباسل ولكل لبنانى حر شجاع يأبى حكم التخلف
والمتخلفين ، ومع كل الفرحة بالنجاحات الباهرة لثورتهم المظفرة فى الأيام
الأخيرة ، نقول إن الفرحين بقرار الانسحاب السورى اليوم
لا يفهمون بالكامل بعد جوهر الموضوع .
بغض
النظر حتى عن أن سوريا ككل ريچيم إرهابى لن تكف عن المراوغة فى التنفيذ واللعب
فى الظلام والضرب تحت الحزام . من نتحدث عنهم فرحون بأن لبنان سيصبح مستقل
الإرادة تحكمه حكومة ذات توجهات حضارية ، وبأن الخطوة التالية ستكون
بالضرورة تفكيك البؤرة الإرهابية المسماة حزب الله ومحاكمة وقتل مجرميها ،
أو الإجرائية الأشمل التى لا فكاك منها ألا وهى اجتثاث البعث وسائر عملاء سوريا
وإيران والإرهاب الفلسطينى من الأراضى اللبنانية كى يعود لها بهاؤها
القديم ، ومن ثم بالطبع مع هذه وتلك عقد معاهدة سلام مع إسرائيل بقيادة
مسيحية ( بقامة بمستوى العماد ميشيل عون على الأرجح ) . هذا كله ليس الموضوع ، السلام لم يعد أمرا ذا شأن أصلا .
الموضوع هو الإسقاط . هذا صار مطلبا عالميا توافق عليه حتى رأس الأفعى والراعية رقم واحد فى العالم
للقومجية العربجية وللإرهاب الإسلامى ، ولكل قوى المروق عبر الكوكب فى
المائتى سنة الأخيرة ، فرنسا . لا بد للعالم أن يتخلص من الريچيمات
الناشز ، ريچيمات النهب المحلى لشعوبها ، الريچيمات الرافضة لمبدأ
الاقتصاد الحر وللحريات الفردية اللذين ستتبخر رمادا فيهما ، الريچيمات
المعاندة للجلوبة لفتح الحدود ولقيادة مركزية للعالم من واشينجتون ، وعلى
رأسها جميعا طبعا ريچيمى دمشق وطهران ، وخلفهما بقية فلول جبهة الرفض
الممتدة إلى ليبيا والسودان . لا جديد عندنا إلا ذات الكلام الذى نقوله منذ
أيام السادات نفسها ( رئيسنا الذى نحت
مصطلح جبهة الرفض والذى لا زلنا لعقود نستعمله من بعده ونراه أفضل تشخيص ممكن ‑ولو
ظاهريا أو كمرحلة أولى للإصلاح‑ للكارثة الآنية التى تعيشها المنطقة
سياسيا ) ، قلنا ولا زلنا نقول : أى سلام تنجو منه جبهة الرفض العربية‑الإيرانية ،
هو سلام أسوأ من كل حرب ! ] .
[ تحديث : 14 مارس 2004 : الأسبوع
إللى فات طلع الضفدع الأخنف
مظاهرة قالوا إنها أكبر من كل مظاهرات المعارضة فى بيروت ، وهى للعلم موش من
بيروت بس إنما أساسا من الجنوب الواقع تحت الاحتلال النصرللى إياه . النهارده
ردت المعارضة بما وضع الضفدع إياه فى حجمه الحقيقى بمظاهرة المليون ونصف المليون
الهائلة رغم تجنيد كل الجيش والشرطة لمنع دخول أحد لبيروت . [ بعد قليل من كتابة هذا تحول اليوم
لتاريخ ، وأصبحت عبارة ’ جماهير 14 آذار ‘ مصطلحا ثابتا ومؤبدا فى الأدبيات
السياسية اللبنانية ، وأصبح يؤرخ للثورة الشعبية بها ، هذا علما بأن
هذه بالذات لم يكن لها أثر عملى مباشر ، كما مظاهرات الأسبوع السابق عليها
التى أدت لسقوط الوزارة العميلة لسوريا بل ولانسحاب سوريا نفسه ، بينما كان
هدف مظاهرة المليون ونصف معنوى محض ، مجرد رد الصاع صاعين لتطاولات الأسد
ونصر الله وبيان حجمهما الحقيقى كأقزام سفلة ! ] .
عادى !
بس إحنا عاوزين نقول حاجة واحدة ، زى ما بيقولوها فى مصر : العدد فى
الليمون . بعبارة أخرى : هى دى الديموقراطية ، ليمون فى ليمون يساوى ليمون
تربيع .
لن
نباهى بأن المعارضة المسيحية وحلفائها أكبر عددا من عملاء سوريا وإيران ممن
يشتغلون من الجحور ، ومظاهرة دكهم أطول كام متر ولا كيلو من مظاهرة
دول ، ولا كل الكلام ده . احنا موش بياعين ليمون إنما كالعادة عاوزين نسأل سؤال المحتوى . موش بس انظر لجمال البنات
ولا تحررهم ولا شياكتهم ولا غناءهم ولا ملابسهم الجريئة ، حاجة وودستوك خالص ،
ولا بس بص حتى لحزنهم الجميل ، حزنهم نفسه جميل وتهذيبهم جميل وشعاراتهم
إللى رافعينها جميلة وفنية ومبتكرة وكلها أفكار ، إنما طبعا اسأل كمان عن
تعليمهم واتكلم عن شخصياتهم وحاول تتخيل أمخاخهم وعقليتهم ، وبص زيهم لكل
الحاجات دى عند الأولاد وكمان اسأل من أى أسر راقية ثرية وعريقة أتى هؤلاء
وأولئك ، باختصار حاول تبص لجوه كمان ، وإللى بره مجرد انعكاس
ليه . بعد
كل ده اعمل بالظبط بنصيحة أخونا الكبير حسن نصر الله إللى بقى دلوقت
بس خلاص ، انتهى
المشهد ، وما تحاولش تتعب نفسك المليون بتوع النهاردة كام مرة فى العدد قد
بتوع الأسبوع إللى فات ، لأن السؤال المليون متظاهر بتوع النهارده يساوا كام
بليون من نوعية شراذم الأسبوع إللى فات العميان إللى بيحركهم مجرد ضفدع أخنف
جعجاع . علشان كده قال كبارنا كله عند
العرب فقاقيع ، قصدى صابون ، أوه ! قصدى ليمون ! وده ربما
أحسن تعريف للديموقراطية نهديه للعم بوش ، جايز ينفع عنده فى أميركا
كمان . …
خلينا جد شوية : الخلاصة : الأخ الضفدع بينتحر ! بيهاجم المعارضة علنى ، وبيتهمها بالخيانة واستقدام أميركا
( يا ريت حتى ده صحيح ! ) . معلومة لأنصاره إللى فاكرينه
أذكى م الذكاء نفسه ، أنه كل مرة يكسب المعارك بالكلام وأوهم أمة العرب
والإسلام أنه طرد إسرائيل من لبنان ، إنما وحياة رسول الله إللى ما بأحلف
بيه باطل أبدا ، هم ما كانوش عاوزين احتلال أى حاجة من لبنان ، قالوا
كده ألف مرة ، وخرجوا لما خلصوا كل إللى كانوا عاوزينه من سنة 1982 ( فاكر القصة ؟ ) . أما
المرة دى صاحبك موش بيكسب معركة كلام كالعادة ، إنما داخل معركة كسر عضام
كل واحد عارف أنها خسرانة خسرانة . المرة دى غباؤه فاق غباء جرذ دمشق الألثغ إللى بقى بيحسس بالقوى على
رقبته الطويلة اليومين دول وعاوز ينقذها بأى طريقة . أما صاحبك الأخنف فموش
هامه أى حاجة وعاوز يستشهد ، وبصراحة أنا شخصيا كنت فاكره هيعمل العكس
ويتملق المعارضة ، بالذات وأن ميشيل
عون جاى فى الطريق ! ] .
[ تحديث : 13 يونيو 2004 : الفوز الكاسح مساء
أمس لميشيل عون فى دوائر الوسط اللبنانى ، أمر لا يثير
استغرابنا ، تنبأنا به أعلاه ، وكذا مرة أخرى على نحو أكثر تحديدا فى
سياق مبحث عن جيل الهزيمة فى صفحة الفن الجماهيرى . ما
يعنينا هو اللغط الكبير حول هذا الفوز ، والذى جعله لغزا ملتبسا فى نظر
الكثيرين . فالشخص الوحيد فى قيادات المعارضة اللبنانية الذى لم يتعامل قط
مع سوريا ، هو الوحيد فيها الذى راح يبنى تحالفاته مع أنصار تقليديين
لسوريا ، وضد تلك المعارضة نفسها التى اجتمعت على معارضة الوجود السورى
مؤخرا فقط . المقصود أن عون خاص تلك المعركة بالتحالف مع طلال أرسلان
وميشيل المر تحديدا ، وضد سعد الحريرى ووليد جنبلاط تحديدا ،
واكتسحهما بعد أسابيع قليلة كان يعتقد فيها أن هذه المعارضة ستكتسح كل
شىء .
تفسير الچنرال لتحالفاته لم يزل
الغموض عند الكثيرين ، فقد قال إن كل المسألة السورية باتت الآن وراء
الظهر . نحن نفهم معنى هذا الكلام . الساحة السياسية اللبنانية ساحة
مفتتة سياسيا ، هذا يجعلها أقرب لمشهد سيريالى . قد تكون صاحب ميليشيا
يسارية ، وتختلف مع ميليشيا يسارية أخرى ، فيصبح كلاكما بعد قليل
حليفا لميليشيا يمينية بمنطق عدو عدوى هو صديقى ، ويذوب كلية مفهوم اليمين
واليسار ، ويصبح كل شىء مجرد تحالفات وقتية لا مغزى لها ولا مبدأ
فيها ، تحالفات سيريالية كما قلنا . العودة للتقسيم المنطقى والطبيعى
لليمين واليسار هو ما نعتقد أن ميشيل عون يؤسس له الآن ، ولا تفهمه حتى
التيارات المسيحية التقليدية ، بما فى ذلك البطريرك صفير ، المنحاز
للمعارضة لا لشىء إلا لأنها تتبنى إقالة إميل لحود . هل تعرف ما هو الشعار
المعلن لحملة عون ، هو مكافحة الفساد . والاقتصاد الحر والمفتوح على
العالم ، هو كما تعلم هو البوابة الوحيدة لمكافحة الفساد ، واعتقادنا
أن هذا ما يقصده الچنرال بشعاره . من تحالف معهم عون هم بيوتات أرستقراطية
تقليدية ، ربما كانت مقربة لسوريا بحكم المذهب أو بحكم السيريالية ،
لكنها فى النهاية ليست ذات أيديولوچية يسارية سافرة أو حتى متخبطة ، كوليد
جنبلاط مثلا ، ولن تكون ، ولا ذات أيديولوچية إسلامية سافرة أو حتى
متخبطة ، كنصر الله الضفدع مثلا ، ولن تكون . إذن : ما
مغزى الفوز الساحق للچنرال ميشيل عون ، وما مغزى تحالفه مع من يقال أنهم
أنصار لسوريا ، وهل هم كذلك فعلا ؟ الإجابة : الخريطة السياسية
اللبنانية تتبلور الآن على نحو صحيح لأول مرة منذ عقود ، ذلك تمهيدا للحرب
المؤجلة على حزب الله : معسكر لليمين للتقدم للمستقبل للاقتصاد الحر
والانفتاح على العالم والسلام مع إسرائيل ، وآخر لليسار للماضى الشيوعجى
الإسلامجى العربجى بكل شعاراته الكارثية المعتادة ! لا نقول إن التقسيم الحالى هو
التقسيم النهائى الصحيح لليمين واليسار فى لبنان ، ولا نقول بالأحرى إن
الچنرال عون هو بالضرورة الچنرال پينوتشيت
وأنه سيصنع المعجزات لمنطقتنا المنكوبة بأهلها وچييناتهم . بالعكس ،
الصورة لا تزال حتى اللحظة شديدة السيريالية . لا يزال يتحتم على الكثيرين
النجاة بأنفسهم من معسكر الماضى ، الذى باتت تمثله المعارضة بتركيبتها
الحالية ، ويا لها من مفارقة السبب فيها التشوهات التى سببها الإجهاد
السورى وبشاعاته الضاغطة على كل أحد ، هذا إن استخدمنا المصطلحات الهندسية sterss & strain . أسرة الحريرى
البليونير ليس مكانها نفس معسكر جنبلاط وحزب الله . سمير جعجع وكل من تحالفوا
يوما مع إسرائيل ليس مكانهم نفس معسكر جنبلاط وحزب الله . الحرب القادمة هى الحرب على حزب الله ، وعلى
الجميع أن يحشد نفسه لها ، بدءا من البطريرك وجعجع وكل المعسكر
المسيحى ، مرورا بالحريرى وأمثاله وكل أنصار التنمية والتقدم من
المسلمين ، وطبعا على رأس الكل عون الذى لا يبدو أنه يستعجل مقعد الرئاسة
بل ينتظره يأتيه من تلقاء نفسه . إذن الخبر الجيد
فى فوز ميشيل عون ليس فوز ميشيل عون ، بل أن لبنان يتقسم الآن بطريقة صحيحة
لأول مرة منذ البدايات الأولى للحرب الأهلية ، يتقسم لمعسكر لليمين ومعسكر
لليسار ، معسكر للمستقبل ومعسكر للماضى . ( ربما تضيف أنت على
مسئوليتك : تمهيدا لحرب أهلية جديدة ، لتصحيح نتائح الحرب الأهلية
السابقة ! ) . الخبر الجيد
الآخر فى فوز ميشيل عون أيضا ليس فوز ميشيل عون ، بل أن ما هو آت سيكون
أكثر إثارة ! ] .
27 مارس 2005 : هأ ! حزب الله المصرى بينتحر هو كمان ! ( انظر
أعلاه مباشرة عن حزب الله الأولانى ) ، أو حسب عنوان
الشرق الأوسط لعدد
بكرة إللى طالعناه للتو ’ أخوان
مصر نزلوا للشارع بالمئات فقط ‘ بسلامتهم
حسبوها غلط . فاكرين ملايين هتطلع وراهم ، هيركبوا قطارات الفلاحين زق
زق وكمان ’ يسطحوا ‘ فوقها نط نط . فاكرينها ثورة برتقالى ولا
بمبى ولا بنفسجى زى ثورات أوروپا الشرقية الشهور إللى فاتت ، چورچيا
وأوكرينيا وآدى الأسبوع ده قيرجيزستان كمان ، أو حتى فاكرينها ثورة هيپيز
زى بنات لبنان إللى وسطهم عريان ومخهم مليان ، ثورات سميها لو تحب ثورات
اليوم الواحد ، زى جراحات اليوم الواحد كده . مظاهرة واحدة لا تصد ولا
ترد تقتحم الپرلمان وتشيل الحكومة قبل حلول المساء ، قصدى قبل صلاة
المغرب ، الفرق بس أنها لا بمبى ولا فوشيا ، إنما ثورة سودة بعيد
عنك ، مكتوب عليها الإسلام هو الحل . دى حتى أول مرة ما يهتموش فيها
بطلب تصريح بالمظاهرة ، فاكرين هيحطوا حبيب العادلى فى المعتقل قبل صلاة
المغرب ، ده طبعا إن ما تقتلش وهو بيقاوم الاعتقال .
لكن النتيجة كانت أن جعلوا أنفسهم أضحوكة على كل
لسان . يا ترى ليه ، بالذات وأن الثورات دى مالية الدنيا وناجحة زى
الفل ؟ الحقيقة حاجة واحدة بس هى إللى غابت عنهم ، الحاجة إللى غايبة
دايما عن العقل العربى المسلم ، سؤال المحتوى .
غاب عنهم ‑وكانوا بيقولوا ما تغيبش عنهم الغايبة‑ أن كل دى ثورات فى
الاتجاه الصح ، اتجاه الحداثة ، اتجاه أمريكا ، وثورتهم هم فى
الاتجاه الغلط ، اتجاه الماضى ، اتجاه الظلام . جايز كمان قالوا
ما نصر الله صفير بتاع دين زينا زيه وقلب حكومة وكمان طرد الجيش السورى فى
يوم . إللى موش واخدين بالهم منه أن غبطة البطريرك ما قالش ولا كلمة واحدة
فى الدين ، وكل كلامه كان ولا يزال عن الحريات وعن الاقتصاد ، بينما
هم كل كلامهم عن شريعة الإسلام ، قمة قهر الدنيا وفقر الدنيا يعنى ! بالذمة موش حاجة تستحق التحليل والدراسة ، خلينا
نسميها ظاهرة الثورات الشعبية
المطالبة بالحداثة . الشعوب يا سادة ما بثورش
دلوقت فى اتجاه اليسار أو فى اتجاه الدين ، بتثور بالتحديد على اليسار وعلى
الدين ، بتثور ناحية اليمين ناحية الليبرالية الكاملة ، ناحية
الاقتصاد الحر والحريات الشخصية والفردية ، موش لأنها بقت واعية بقدرة
قادر ، إنما لأنها زهقت منكم ومن فسادكم وانتهازيتكم . خلينا جد شوية . الموضوع
خطير . ما حدث اليوم فى شوارع القاهرة ، هو محاولة انقلاب
سافرة . حقيقة نهديها لكل من يتوهم أن من الممكن أن تكون هناك حركة إسلامية
تقبل باللعبة الديموقراطية . السؤال بسيط لكن لم يجب عليه أحد ، أو
ربما لم يسأله أحد : الحاكمية لله أم لمن هم دون الله ؟ المراوغة
والمراوحة هى الإجابة . ليست حجة أن فى أوروپا أحزاب تطلق على نفسها اسم
أحزاب مسيحية . نقول دون اعتراف منا لا بالمسيحية ولا بالديموقراطية ،
إن كل كلامها فى شئون دنيوية ، وقطعا لم يخطر ببال أحد منها وهو فى السلطة
أن يعيد حكم الپاپاوية مثلا ، فما يسمى بلعبة الديموقراطية أكثر قداسة لدى
تلك الشعوب من كل الآلهة . الأخوان قد يشكلون حزبا ، وقد ترضى به
الحكومة أو أميركا فى لحظة غباء تاريخية ، لكن السؤال ليس مجرد اعترافهم
بتداول السلطة وحده ، وليس سماحهم بالأحزاب الأخرى وحده ، السؤال هو
حق الڤيتو الذى سيمنح لمن يسمون أنفسهم منذ الآن ومنذ 1400 سنة أهل الحل
والعقد . إيران ديموقراطية شكليا ، والحكومة والأحزاب دنيوية على نحو
عام ، لكن حق الڤيتو على كل شىء معصوم بيد رجال الدين ، يراقبون
فى صمت ، قد لا يتكلمون لسنوات لو الأمور تسير وفق حاكمية الرب وولاية
الفقية ، لكن فى اللحظة المناسبة ينسفون ما يشاءون نسفه ، وبقوة
الدستور والقانون . الأخوان لا يريدون أكثر من هذا ، ولو لا تصدقون
هاتوا لى من أحدهم قولا صريحا ‑ولن أقول حتى ساعتها إنها مراوغة أو
تقية ، وهى قطعا كذلك !‑ هاتوا قوله إنهم نسوا شيئا اسمه حاكمية
الله ، وقبلوا بحاكمية بنى الإنسان ( ودع جانبا ‑وهذا تساهل آخر
منى‑ حاكمية الحواسيب كالتى يبشر بها موقعنا ! ) ] .
[ تحديث : 28 مارس 2005 : هأ ،
تانى ! فى أقل من 24 ساعة تحول 180 درجة : الأخوان يؤيدون ترشيح مبارك
أو نجله ! هذا ما كتبته الشرق الأوسط فى عدد
الغد نقلا عن محمد حبيب نائب كبيرهم العام ! لم يطالبوا حتى بقطعة
تستاهل من كعكة الفساد ، كلها مطالب مبهمة عن حالة الطوارئ والإصلاح
السياسى يمكن للحكومة أن تقول إنها منفذة بالفعل ، هذا باستثناء مطلب واحد
فقط لا غير محدد وواضح : الافراج عن المعتقلين ( قصدهم الـ 250 بتوع
إمبارح ) ، طلبات حاجة ببلاش كده يعنى ، أوكازيون يا
حكومة ! هذا درس أحد من التحديد وأوضح من الوضوح لكل مسئول بالسلطة فحواه
أن البطش ، أقصى معايير البطش ، وتحديدا البطش المطلق ، هى
الأسلوب الأمثل للتعامل مع خفافيش الظلام ، واللغة الوحيدة التى تفيد معهم
( ولا أقول يفهمونها ، ولو عاوز بص فى صفحة
الثقافة عن هل يفهم العرب والمسلمون لغة القوة ، أو عن لو بيفهموها
كانوا فضلوا يحاربوا إسرائيل 50 سنة ، أو كمان عن هل يفهمون أى
شىء ) . فجأة ، وبفضل البطش وحده ، رأينا بتوع الثورة
السوداء الشاملة إمبارح الضهر ، يهبط سقف جعجعاتهم كلية لما دون
الصفر ، لدرجة ربما تبدو لغزا لأتباعهم أنفسهم ، الغلابة إللى أنا
متلهف جدا وبسرعة لمعرفة ها يقولوا إيه فى كلام الحاوى الكبير عمنا الشيخ حبيب
بتاع النهارده ] .
27 مارس 2005 :
علاوى الشجاع اشترط اليوم
للمشاركة فى الحكم غياب نفوذ رجال الدين . لا تعليق سوى عار عليك يا أميركا
أن تقفى متفرجة ، والعراق ينزلق لغياهب دولة دينية من جديد ، أو حتى
ترى الرجل الكفء الوحيد فيه منزويا فى منزله أو حتى فى صفوف ما يسمى فى
الديموقراطية ، لعبتكم الهمجية ، ما يسمى بالمعارضة . يا سادة
الحداثة لا تأتى بالديموقراطية أبدا ، ولو كان الغرب حداثى وديموقراطى
معا ، فنحن نحاج لعقود ، أو فى الواقع
أرسطو كان يحاج بذات الشىء منذ ألفيات كاملة ، بأن بدون الديموقراطية كان
سيصبح التحديث أسرع وأكفأ وبلا فواقد . هتفهموها إمتى يا سادة البيت
الأبيض ؟ بعد خراب كل الأبراج ؟ قصدى بعد خراب مالطة ؟ مالطة دى
بالمناسبة فى البحر المتوسط ، ولا أحد يعلم لماذا هذه الخصوصية فى
خرابها ، بالذات وأن ليس بها أبراجا تذكر ! اكتب رأيك هنا
[ تحديث : 12 أپريل 2005 : مشهد دونالد رامسفيلد محاطا بملتحى الحكومة العراقية المزمعة كان
شيئا مثيرا للفضول ‑إن لم نقل التهكم‑ اليوم .
اعتقادى أن هذه هى الزيارة التى تأخرت شهورا ، زيارة الإنذار الأميركى الأخير للعراقيين أن يكفوا عن
لعب العيال المسمى الديموقراطية ، إللى صدقوها بجد لما قالتها أميركا
هزار ، وأن يشتغلوا فعلا جد شوية فى محاربة الإرهاب الإسلامى
والعربجى ، وتصفية التدين من المجتمع ، معتدلا كان أم متطرفا ،
فكلاهما بيضرب الأبراج إن عاجلا أم آجلا ، فتلك ‑وتلك فقط‑ هى
وظيفتهم التى ضحت أميركا من أجلها بآلاف من الأرواح وبمئات البلايين من
الدولارات . يقال إن رامسفيلد وجه اليوم الكثير
من الإنذارات فعلا ، لكنى لن لن أدهش إذا اتضح أن الأمور كانت أعمق بكثير
مما أعلن فى المؤتمر الصحفى أو مما سرب خلسة للصحافة ، وأنه على الأقل قال
لهم قسموا التركة زى ما أنتم عاوزين بين أحزاب اسمها الثورة الإسلامية والدعوة
الإسلامية والشطارة الإسلامية وأى حاجة الإسلامية ، وقسموا الألقاب زى ما
أنتم عاوزين رئيس ووزير ونائب وزعيم وكل الحاجات والمحتاجات ، لكن لا بد من
تعيين علاوى نائبا لرئيس الوزراء للشئون الأمنية كى يستمر فى وظيفته الحالية
كحاكم فعلى وأوحد للعراق . لو رامسفيلد ما كانش عمل كده النهاردة ،
يبقى هو كمان أصبح جزءا من لعب العيال إللى بيجرى من شهور على أرض النهرين من
ساعة ما سابها بريمر ! بمناسبة بريمر
إللى بتتلزق فيه كل ’ خطايا ‘ أميركا فى العراق ، عارف إيه
الغلطة الحقيقية لأميركا ؟ أنها قبلت من البداية الأحزاب الإسلامية ضمن
القوى التى احتضنتها كقوى معارضة لصدام . دى واحدة من بركات سيدى
الكلينتون ، وكانت أول شىء على بوش والجمهوريين تصحيحه قبل المضى فى أى شىء
آخر ! اللف والدوران لم ولن ينفع أحدا ، سنغزو العراق وكل الدنيا لا
لنجعلها ديموقراطياتية وانتخاباتية ، إنما لنجعلها حداثية علمانية حرة
الأسواق حرة الأفراد ومنخرطة فى الجلوبة اقتصاديا وثقافيا وكل شىء ] .
|
| FIRST
| PREVIOUS
| PART VIII | NEXT | LATEST |