|
|
|
ما
هى العلمانية ؟
( الجزء الثالث )
What Secularism?
(Part III)
| FIRST | PREVIOUS | PART
III | NEXT | LATEST |
NEW:
[Last Minor or Link Updates: Friday, December 01, 2017].
رائعة نجيب محفوظ الخالدة ’ أولاد حارتنا ‘
|
Visit Our Memorial Page hypatia.egypt This page, written in English and classically designed in April 7, 2000, was originally intended as a separate secular site.
|
…
In Part II
August 25, 2004: After 9/11, not only the Islam is in
trouble, Christianity also! Introducing a wonderfully shocking movie titled
‘King Arthur!’
March 31, 2004: Isn’t it time for a secular, historic and
accurate cinematic retelling of Jesus story? Mel Gibson’s is definitely not!
Also: The
launch of this new page on the concept of religion.
In Part I
December
24, 2001: The ever-secular Christmas still
the same pagan fertility feast of sex. It just took a better taste after
September 11!
September
28, 2000: Should the religious mania end by the
year 2005? A stunning theory from a new American book.
September
11-18, 2000: The FTC report against Hollywood and
the solid response from liberal press as The New York Times and Variety.
ê Please wait until the rest of page downloads ê
الجديد
( تابع جزء 1 ، جزء
2 ) :
18 مارس 2005 : الجنون تملك كهنة القداسة والتقديس فى دنيا الإسلام من أقصاها إلى أقصاها [ ستشفق على القرضاوى لو كنت قد شاهدته ! ] ، ذلك لأن امرأة أمت الصلاة فى نيو يورك اليوم ، وقد صاحت بالأذان لها امرأة طليقة الشعر ، وركع خلفها عشرات الرجال ، جنبا إلى جنب مع النساء سافرات الرءوس فى معظمهن ، كلاهما ‑أى الرجال والنساء‑ دون ساتر أو ما شابه بين الفريقين . لن نضيع وقتك فى تكرار أن الپروفيسور ’ التقدمية ‘ أمينة داود ، هى فى التحليل الأخير أيضا من المؤمنات بالخرافة والخزعبلات الدينية ، وأن الأمر كله هراء فى هراء ، وقد شاهدناه يتكرر مليون مرة من قبل فى تاريخ الأديان ، ومن ثم لا يستحق أصلا عناء التعليق . فقط تلذذنا من شىء واحد فى نبرة كلام كهنة القداسة
والتقديس ، هو أنهم هذه المرة لم يحاولوا اللف والدوران ولم يتورعوا عن
الاعتراف بلا أى خجل بأن المسألة مسألة احتكار ومزاحمة ، أو بوضوح هى مشكلة
بيزنسية محض ، ونحن لم نعدم الرجال ، إلى آخر الحجج التى تقال كلما
جاء ذكر المرأة ، وكيف كرمها الله بأن خلقها فى غير حاجة للأوكسيچين أو
الخروج للهواء الطلق … إلخ . ومن ثم اللذيذ الذى قصدناه أنهم فى
الواقع أخذوا على حين غرة ، ولم يوضبوا الكلام جيدا ، ولم يجملوا حتى كالعادة
الآيات التى راحوا يقتبسونها وفحواها فيما قلناه مرارا
واضح لا يقبل اللبس ، لا فرق فى هذا بين قرآن محمد وأسفار موسى : إن كل ما تدور حوله الأديان هو طعام الكهنة ! المهم : الجديد فقط فى حكاية الست أمينة
رزق ، قصدى الست أمينة داود ، أن ربما لأول مرة فى أديان ما يسمى
بالتوحيد ، وضعت الغاية الأكبر والوسيلة الأشهر جنبا إلى جنب سافرتين أمام
مرأى كل الأشهاد : الطعام أسمى
غاياتنا ، وقهر النساء والأطفال أسهل وسائلنا ! أوه ! قصتنا لم تنته . ربما يسوع المدعو
بالمسيح لم يأت بشريعة أو ربما كان يزدرى الشرائع ، لكن المسيحية التى
نعرفها ويعرفها الجميع هى شريعة ، وشريعة معقدة جدا ومفصلة جدا فيما لا يقل
عن اهتمام سفر اللاويين بضريبة النعجة مكسورة الساق . وهى قطعا لا تختلف
عما سبق ذكرهما أنها كلها مصممة أساسا لتقديس الكهنوت وتقنين الجباية له .
من هنا اللذة كانت مزدوجة لأنى فى الواقع سمعت بالصدفة اليوم أيضا
2 أپريل 2005 : ورحل اليوم
چون پول الثانى ، منهيا على الأرجح حقبة من العداء
الزائد بين الكنيسة الكاثوليكية وبين حضارتنا المعاصرة ، الحضارة الأنجلو‑يهودية ،
تلك التى وصلت ذروتها فى تأييده السافر لصدام حسين وعرفات ومحاولة الحيلولة بكل
السبل دون إسقاطهما وإسقاط أمثالهما ( لو كان بوش كان قد اتبع نصيحة الپاپا
القدسية الموحى بها من السماء ، لكان صدام حسين لا يزال حتى اللحظة يسفك
دماء شعبه والشعوب المجاورة ويرتع فى أموال الپترول ، وساعتها لم نكن سنسمع
من الڤاتيكان سوى الصمت الرهيب ) . بل كانت اعتراضاته على 11
سپتمپر شكلية مميعة وواهية والنقطة المهمة التى كان يمكن أن تخرج بها منها هى
فقط 1- السياسة الخارجية الأميركية خطأ
2- الإسلام ليس دينا إرهابيا ( للحق كان قداسته ذكيا بما يكفى لأن يدرك من
اللحظة الأولى أن 11 سپتمبر هو عار على كل الأديان وضربة تاريخية أو ربما قاصمة
لها ، فكان منه هذا الموقف الدفاعى المتميع ) . نقول العداء
الزائد ، من ناحية لأن العداء طبيعى ولا يمكن محوه ، والعرق اللاتينى
لا يمكن أن يتلاقى مع العرق الأنجلى مهما طال الزمن ربما قبل أن يصفى أحدهما
الآخر ، ومن ناحية المقابلة لأن هذا الپاپا كان خارج كل المعايير فى لا
عصريته وفى معاداته للحداثة ، بحيث نشك أن هناك من يمكن أن يخلفه ويحمل ذات
النهج . الكنيسة
الكاثوليكية المعاصرة بنية معقدة جدا ، زادتها حقبة يوحنا پول
الثانى ، تعقيدا على تعقيد . هو أول پاپا سوپر ستار فى تاريخ
المسيحية . يعامل كما نجوم الروك فى كل مكان يذهب إليه ، وأيضا هو أول
پاپا تليڤزيونى بكل ما تحمله الكلمة من معان . هذا جعل إنجازه الرئيس
هو توسيع أرضية المومنين بالكاثوليكية على نحو هائل . قد يرى البعض فى هذا
إنجازا تاريخيا ، فالأراضى التى اكتسبها كان من الممكن أن تذهب
للإسلام ، أكثر العقائد تخلفا ومعاداة للحداثة على وجه الإطلاق . وقد
كان الإسلام مؤهلا لهذا بالفعل ، حيث جاء هذا الپاپا للكرسى بالضبط فى
الوقت الذى بدأت تتدفق فيه أموال الپترول على بلاد الإسلام ، ويستخدم
الكثير منها فى الدعوة الدينية الشرسة شديدة الأصولية والتحجر . لكن ما
يمكن تسميته بالحزام الكاثوليكى الذى شل كل تمدد ممكن للإسلام فى أفريقيا وشرق
آسيا ، أو حتى أميركا اللاتينية التى لم يكن مستبعدا أن يمتد لها طموح
الإسلام لو وجد فراغا ستراتيچيا هناك ، هذه كلها يقابلها التقلص المروع
للكاثوليكية فى أوروبا . فى سنة تولى الپاپا 1978كان عدد كاثوليك أميركا
اللاتينية والمكسيك 299 مليونا وعدد كاثوليك أفريقيا 60 مليونا وعدد كاثوليك
أوروپا 266 مليونا . اليوم عدد كاثوليك أميركا اللاتينية والمكسيك 483
مليونا وعدد كاثوليك أفريقيا 147 مليونا ، وكلاهما قفزة هائلة فى الثانية
تشمل نسبة لا بأس بها من المؤمنين الجدد ، أما فى حالة أميركا اللاتينية
والمكسيك فيعزى معظمها للتكاثر السريع الطبيعى للسكان دون نمو فى النسبة مقارنة
بالعدد الكلى للسكان ألا وهى 78 0/0 . هذا وذاك بينما عدد كاثوليك
أوروپا هو تقريبا نفس العدد ونفس النسبة قبل 27 عاما أو للدقة 277 مليونا بنسبة
39 0/0 أى بانخفاض نقطة كاملة ، أما
فى أميركا الشمالية فقد انخفضت النسبة نقطة أيضا من 24 إلى 23 0/0 ،
لكن تظل هذه مفارقة كبيرة بالمقارنة بما نعرفه من تدفق هائل للهجرة من الجنوب
اللاتينى للولايات المتحدة ! [ للمزيد انظر هنا ] . هنا نضع أيدينا
على المفتاح الكبير فى أزمة الكاثوليكية المعاصرة . قبل ذلك كنا نقول إنها
تمثل العرق اللاتينى ، وتلائم چييناته أيما ملائمة ، لكنها اليوم
تمددت فى عرقيات أخرى وثقافات أخرى ، وحيث أن ، كما ندفع دوما ، الدين ما هو فى التحليل
الأخير إلا نتاجا وترجمة للچيينات السائدة ، يسد فراغا أنثروپولوچيا ويؤدى
وظيفة تكيفية محددة لدى الشعوب المعطاة التى يناسبها چيينيا ، فإن المنطقى
أن نقول إن الكاثوليكية هى التى ستتغير وليس الشعوب ، سود أفريقيا وأنسال
الأزتيك . الآن الكتلة الكبرى من كاثوليك العالم ، يقعون فى أميركا
الجنوبية . هذه مثلا شعوب تؤمن وتمارس الحرية الجنسية على أوسع نطاق .
كرنڤال ريو دى چانيرو السنوى لرقص السامبا براقصات عاريات الصدور
( انظر الصور بصفحة الجنس ) ، يفوق
جماهيرية بمراحل كرنڤالات الجمعة الطيبة وما فيه طقوس حرقة المسيح .
المهاجرون إلى أميركا الشمالية سرعان ما يعتنقون الپروتستانية أو يصبحوا
علمانيين . هذه ضغوط مزدوجة ، هجرة إلى الپروتستانتية الأرقى والأكثر
حداثة ( نسبيا طبعا فى حدود كونها دينا ) ، وثوابت متحررة
متوارثة فى چيينات الكاثوليك الجدد أو فيمن يتكاثرون منهم بسرعة ، ناهيك
عما يعتمل داخل كاثوليك أميركا الشمالية وأميركا نفسيهما إما إيجابا من خلال
ضغوط الحداثة ، وإما سلبا حيث موجة تكشف فضائح دهور من الاستغلال الجنسى
للأطفال من قبل الكهنة واقع جاثم وحالك يتضرع لوضع حل جذرى له بحيث لا يريد أحد ‑لا
سيما الپاپا الجديد‑ أن تظل كلمة الكهنوت الكاثوليكى مرادفا فى أذهان
العموم لكلمة الكبت أو الانحراف الجنسى ( نحن نعلم أن كل كهنوت كذلك ،
وعلى رأسه كهنوت الإسلام ، لكن نتحدث هنا عن الإعلام وضجته الهائلة الأخيرة
فيما سبق لنا بالطبع تغطيته ‑انظر هنا ) .
لا يعقل بعد هذه جميعا أن تستمر الكاثوليكية على موقفها مثلا من الطلاق ،
أو من الإجهاض ، أو من الكلونة وما شابه ،
أو من المثلية الجنسية ، أو من الرهبنة ، أو من كهنوت المرأة
… إلخ ، إلخ . فى كل الأحوال هذه
كانت دوما حقائق أنثروپولوچية ثابتة . سيستحدث الدين بعض البصمات على
الديموجرافيا ، لكنه سيبقى من القديم فيها على ما هو أكثر ، وسيتحور
هو نفسه على نحو أكبر مما يتخيله أحد ( هل تذكر مدخلنا القديم عن أن الكريسماس عيد وثنى
بالأساس ؟ ) . إذن ما هو اسم الپاپا الجديد ، وما هى
أفكاره ؟ الإجابة سنعلمها فى غضون أسابيع قليلة من الآن . لكن أيا ما
كان الاسم ، فلن يدهشنا سوى شىء واحد ، أن يكون على نفس جمود وتحجر
الراحل الشهير ! اكتب رأيك هنا
[ تحديث :
8 أپريل 2005 : واليوم
نال الپاپا‑النجم الجنازة المهيبة التى يستحقها . تجمعت كل الدنيا
وكل الفرقاء فى بضعة صفوف متجاورة من الكراسى ، فى قلب مدينة عجت بأربعة
ملايين معزى فى شوارعها ما بين مواطنيها الإيطاليين وزوارها من پولندا ومن غير
پولندا . صافح كل وجهاء العالم كل قطاع طرق العالم ، تشارلز صافح
موجابى ، وكساڤ صافح كل من بشار وخاتمى فى يوم واحد ، وما كان
يجب لأيهما ‑تشارلز أو كساڤ‑ أن يفعل . على الأقل لحسن
الحظ لم ترد أنباء عن مصافحة بوش أو مساعديه لأحد من هؤلاء المشبوهين أو
غيرهم . الأفضل أن ننسى السياسة فى هذا
اليوم ، ونستمر فى المتعة الغامرة المؤثرة لهذه القطعة الفخيمة من الماضى
العتيد . كل شىء يؤشر لتلك الأيام الغابرة بجمالها ومجدها ( على الأقل
يركز على هذا الشق منها ) ، وحتى طقوس دفنها الغريبة نسبيا
( منديل حريرى على الوجه ، ووعاء زنك محكم اللحام ) . كل
شىء ‑وهكذا تكون الدقة وكفاءة الأداء‑ تكامل فى سيمفونية الألوان
والأنغام هذه ، بدءا من تلك الأردية الحمراء الزاهية التى يقال إن أصلها
تقاليد جنازات الأباطرة الرومان ، مرورا بالموسيقى والغناء البهى الذى
يذكرك بأمجاد فنون قديمة عريقة ، وبالكاردينال راتسينجر واضح التواضع وهدوء
الطباع الذى قاد المراسم بوقار أثيرى محبب ، حتى تلك الفتاة التشيلية
الجميلة أليخاندرا كورريا
[ تحديث :
24 أپريل 2005 : واليوم
نصب رسميا الپاپا الجديد ، الكاردينال يوسف
راتسينجر أو الپاپا بينيديكت السادس عشر . لكن هل أعلن پاپا روما الجديد من
مجرد الطلقة الأولى ، نقصد العظة الأولى ، الحرب على الإسلام ؟
هل تقدم بطلب إنضمام كاثوليكى للحلف الپروتستانتى‑الصهيونى ؟ هل قرر
محو كل التراث الإجرامى لسلفه چون پول الثانى أحد أحلف حلفاء صدام وعرفات
والقرضاوى ؟ هل يبشر بكاثوليكية جديدة منفتحة الأفق ليبرالية الشأن
الاجتماعى ؟ إجابتنا الأولية هى ربما ‑صدق أو لا تصدق‑
نعم ! بالطبع لن يمكننا الكلام عن أى
پاپا لروما إلا باعتباره القائد الأعلى لجيوش الخرافة ، جيوش الظلام ،
لا سيما وأنه كان ولا يزال يعلن جهارا نهارا طوال الوقت أن ثمة عقيدة يجب الحفاظ
عليها . لكن مع ذلك ‑ورغم كل ما قيل عن كونه نسخة طبق الأصل من چون
پول الثانى‑ ثمة على الأقل ثلاثة إشارات ملفتة ‑أو بالأحرى لا
إشارات‑ فى كلمة تنصيبه ، تؤكد ما توقعناه من أن لا فكاك من عصر
جديد ، بعد أن ذهب الپاپا السابق لأسوأ درك يمكن تخيله :
1- اللا إشارة
الأولى : لا ذكر بالمرة للإسلام ! بل فى
مقابل هذا أشار لضرورة وحدة الكنيسة ، كل الكنيسة ، مضافا إليها
إشارات حميمية ’ لأخوتنا اليهود ‘ . هل تعرف ما معنى هذا لو
صدق ؟ إنه يقدم باسم كل الكاثوليكية والكاثوليك طلب انضمام للحلف الحضارى الأنجلو‑يهودى ،
أو فى قول آخر الحلف
الپروتستانتى‑الصهيونى . قيل الكثير عن كون الپاپا السابق أول
پاپا من بلد غير إيطاليا منذ قرون ، هل تعرف ما هى صفة الپاپا
الجديد ؟ إنه أول پاپا فى كل
التاريخ من بلد غير كاثوليكى أصلا ، ولو كان قد
سبقه ألمان أو ما شابه للمنصب فهذا كان فقط قبل قرون طويلة جدا قبل ظهور
الپروتستانتية فيها . الساكسون هم أقرب الناس من حيث الطبائع والخصائص
للأنجلى ، والبعض يعتبرهم عرقا واحد يدعى الأنجلو‑ساكسون .
وپاپا قادم من ألمانيا لا بد وأن يكون مختلفا كثيرا عن پاپا قادم من
پولندا ، ولنا أن نتوقع منه شيئا من الحمية الحضارية ، بالذات مع
مراعاة ماضيه النازى هو شخصيا . وتجاهله الملفت لذكر الإسلام ، هو
أقرب فى الواقع لنوع من إعلان الحرب ، والأهم أنه الشىء المنطقى .
لنلعب إذن على المكشوف ، وكفانا من شغل الحواة الذى احترفه چون پول
الأثيم . الأديان خلقت لتتحارب
لا لتتحاور . ماذا تتوقع من فرق يقول كل منها أنه وصل للحقيقة
المطلقة . حوار الأديان ، البدعة التى أتى
بها چون پول الثانى ، هو واحدة من أحاييل لؤمه وخبثه المفرطين . فى
مقابل هذا الهراء المطلق وعديم الجدوى كلية المسمى حوار الأديان يدعو الپاپا
الجديد لوحدة مسيحية ، وحدة كل الطوائف ، يراها ممكنة ، على
الأقل لن يثير الاستهزاء كسلفه ، فثمة حد ما أدنى من اللغة والعقيدة
المشتركة . الأبعد أنه كان شديد الحماسة بحيث لم يخجل أو يدارى فى أنه يريد
الوصول بالمسيحية لقيادة جلوبية واحدة موحدة ، وحين يتحدث عن قائد واحد فهو
يقصد بالطبع نفسه شخصيا . أما نحن الأنجلو‑يهود فلا نريد حربا
كاثوليكية ‑أو صليبية إن وضعنا فى الاعتبار دعوته لوحدة المسيحية‑
ضد الإسلام . أنها فقط حربنا نحن كل العلمانيين ، ضد كل
المتدنيين ، ولن ترفع فيها شعارات دينية أبدا . إذن ، شكرا قداسة الپاپا للا
إشارتك الأولى ! … 2- اللا إشارة الثانية : لا ذكر بالمرة لأى شأن
سياسى ! هذا رائع . لا دين فى السياسة ولا
سياسة فى الدين ، كما قال أنور السادات يوما . قائد جيوش الظلام يعلن
أنه لن يتدخل فى الشأن السياسى ، ولن يقف فى طريق أميركا وإسرائيل والحلف
الحضارى العالمى فى حربه على قطاع الطرق وقوى الظلام الأكثر حلكة ، العرب
والمسلمين ، ومن شابه من كاسترو وشافيز وإيل وموجابى … إلخ . هذا
تحول قدره 180 درجة عن السلوك الانتهازى لچون پول الثانى . هذا الأخير الذى
لم يتمن شيئا قدر خلق حلف واسع مضاد للحلف الحضارى الأنجلو‑يهودى .
تحالف مع صدام ومع عرفات ومع القرضاوى ومع أى أحد ، ضد أميركا
وإسرائيل . الپاپا الجديد يعطى إشارة لأنه لن يكون عقبة ، ولا حصان
طروادة ، ولا طابور خامس ، فى معسكر الحضارة ، يفت فى عضده
وعزيمته ، فى محاربة حجافل الظلام العربجى‑الإسلامجى‑الشيوعجى .
يعلن أنه لن يجعل من الإبقاء على رقبة صدام حسين أو على خامنئى شغله الشاغل
الأهم ألف مرة من اهتمامه بانتهاك قساوسته وكرادلته للأطفال جنسيا عبر
العالم . هو لن يحتاج لفعل شىء ، ولا حتى لتجميد شىء قائم
بالفعل ، بل ربما سيترك الحوار المسيحى‑المسلم يمضى كما هو ،
سفريات وإقامة فى الفنادق الفاخرة ، غاية المشتهى لسدنة القداسة
الإلهية ، دردشة لا طائل من ورائها ، وتقريبا لا ضرر منها .
المهم فى الأمر فيما أوحى به كلامه ‑أو بالأحرى صمته‑ أو فيما يجب
أن تثبته منه الأيام ، أنه لن يقف فى طريق الحروب الحضارية ، لن ينادى
بشعارات جوفاء مضللة كشعار السلام كما فعل سلفه البائد ، شعارات ترجمتها
العملية التى لا تحتمل اللبس هى بالروح بالدم نفديك يا صدام ، ونفديك يا
بشار ، ونفديك يا خامنئى ، ونفديك يا كل مارق ، ويا كل قاطع
طريق . بالمثل ربما لن يدين بوش أو شارون ولا أى أحد . هو على الأقل سيكون
آذانا صماء فيما يخص تلك الحروب ، يعلن راية الحياد . فقط الكنيسة فى
حالة حياد أو تحييد سياسى ، وحسنا ما أعلن ! مرة أخرى نقول شكرا قداسة الپاپا
للا إشارتك الثانية ! … 3- اللا إشارة الثالثة : لا ذكر بالمرة لأى برنامج
دينى ! هذا أروع . الرجل قالها صراحة ،
إنه لم يأت ببرنامج دينى محدد ، وإن برنامج الكنيسة سيصاغ بالتدريج
بالتشاور مع كل كرادلة الأرض . لكن هذا فى الواقع ليس صحيحا جدا ، إذ
أنه طرح بالفعل الملمح المركزى لبرنامجه الدينى هذا . فى خطبته ركز فقط على
الروحانيات ، بما يعنى أنها النقطة الأولى فى أچندته والتى سيركز عليها
دائما أبدا . لا أريد أن أذهب أبعد وأدعى أنى تمنيته وقد انتخب
كپاپا ، فالواقع أن ما شاهدته من صفاته فى قداس تشييع چون پول جعلتنى
أستبعد أصلا أنه يمكن أن يتفوق على أى أحد ، فى معركة تكسير العظام
الانتخابية اللاحقة ، ناهيك أنها لم تكن ‑ظاهريا على الأقل‑
صفات تنم عن الكثير من الشخصية المتحدية التى ستقود انقلابا تاريخيا فى
الكنيسة . أقول فقط إن طيبته وبساطته هى انطباعى الأولى عنه فى ذاك
القداس . لمست هذا حتى فى رأسه المنحنى للأسفل طوال الوقت ، وفى كل
لغة الجسم عنده ، إنه ليس كلينتون الذى يفرد ذراعيه مداريا بهما ضيوفه
وليحتل كل الكاميرا ، وليس چون پول القصير المكير الذى يجول فى كل من حوله
وما حوله بنظراته الخبيثة ’ من تحت لتحت ‘ كما يقال عندنا فى
مصر ، وقطعا ليس چيرى فاللويل أو غيره من قساوسة التليڤزيون
الأميركيين الذين يطجنون بالكلمات يلوكونها ويفخمونها يبشروننا بالويل والثبور
وعظائم الأمور وما لم يفعلوا ذلك صمتوا ، والواقع أبدا لا يصمتون .
ببساطة هذا الكاردينال خفيض النبرة متواضع الحركة كان منهمكا فقط فى ذلك اليوم
على أداء واجب الطقوس التى بين يديه ، وأنا أحب تماما أمثال هؤلاء ،
أيا كانت مهنتهم ، طيب منظم ويحب وظيفته ( إنه حتى يقال عنه إنه خفيف
الظل ! للمزيد اقرأ هنا ،
ولعلنا نضيف إن مشكلته الرئيسة فقط هى أنه يبلغ 78 عاما من العمر ) .
الرجل يعلم أن العصر القادم هو عصر ’ شفرة داڤينشى ‘ ( هل
تذكر القصة ؟ ) ،
والكلام فى الروحانيات ، إن مده حقا على كامل استقامته ، هو ليس فقط
تحولا 180 درجة عن تراث سلفه ، بل عن كامل تراث الپاپاوية ، التى كان
النفوذ السياسى والمالى محورها . الرجل فى هذا يدانى لحد ملموس
الپروتستانية فى علمانيتها وقبولها بالأمر الدنيوى الواقع ، ويدرك أن
التحديات القادمة تتطلب مسيحية أكثر اتساقا مع اليسوعية الأولى ، الديانة
مطلقة الروحانية ( أيضا هل تذكر القصة ؟ ) ،
وإلا كانت الكلمة العليا فى عالمنا الآتى لتوم هانكس ! قال بينيديكت السادس
عشر كلاما مخففا جدا إن لم نقل عصريا جدا يخاطب به الشباب . يسوع لا يريد
أن ينتقص منكم شيئا ، بل يريد أن يضيف لكم . هل تعرف ما معنى هذا لو
كان يقصده حقا ؟ إنها الحرية التى تنبأنا بها قبل
قليل مع رحيل الپاپا السابق . لو أخذنا الكلام على محمله الحرفى ،
فمعناه أن يسوع لن يأخذ منكم حريتكم الجنسية ولا الماريوانا ولا الإجهاض ولا
الهندسة الچيينية ولا الانتحار ولا أى شىء . ومنذ انتخاب راتسينجر ،
والتحليلات تقول إنه محافظ كسلفه ، ونحن ننتظر لنرى شيئا ملموسا ،
وداخلنا يقول : مستحيل ! مستحيل ! صحيح بالطبع أن يسوع لا يمكن
أن يكون بمثل هذا التساهل الذى ذكرناه مع الشباب ، لكن فى المقابل لا يمكن
أن يكون الكرادلة قد انتخبوا راتسينجر على أچندة سلفة ذاتية التدمير تلك .
التدمير الذاتى سواء بالمعنى العام للكلمة الذى يبدا بالتحالف مع قوة ظلامية
كالإسلام تأكل الأخضر واليابس وعلى رأسه رأس الڤاتيكان نفسه لحظة أن تحين
لها الحائنة ؛ أو سواء بالمعنى الحرفى جدا ، كتحريم وسائل منع
الحمل ، أو تعرف ما معنى هذه الأخيرة ؟ بدون استخدام الكوندوم سيفتك
الإيدز بكل مسيحيى أفريقيا على الأقل ، ببساطة كان چون پول يهدى الملايين
للمسيحية بيد ويقتلهم باليد الأخرى ! راتسينجر أراد أن يقول إنه منفتح على
الكاثوليكية المنفتحة ، كاثوليكية قارات الحرية الجنسية ، أفريقيا
وأميركا الجنوبية . منفتح على الشباب ، وفعلا لماذا اختص الشباب حين
تكلم عن الشعب الكاثوليكى ، الواضح أن الرجل لا تزعجه كثيرا موسيقى الروك
ولا أفلام الپورنو . وبانفتاحه هذا وذاك هو يريد أن يكسب الأرض المفقودة فى
أوروپا . هذه تترجم ترجمة بيروقراطية لشىء حساس للغاية فى الأوساط
الكاثوليكية عبر العالم . الرجل أعلن دونما لبس أن الديكتاتورية المركزية
لصدام حسين ، نقصد لچون پول الثانى ، قد انتهت للأبد . من الآن
فصاعدا ستكون الكاثوليكية أكثر لا مركزية ، سيتمتع الجميع بالحكم الذاتى .
ستتفاوت العقائد والطقوس من مكان لآخر . وبالمناسبة هذا منطقى جدا ،
وضرورى جدا ، ولا بد أن قناعة عميقة جدا لپاپا يعلن من أول خطبة أنه يريد
توحيد كل المسيحية ، هذه هى عينها لو
تلحظ هى عينها تحديات الجلوبة بتاع منظمة
التداول العالمية WTO ، وهو يعلم أن أمثال الپاپا شنكوتى الثالث فى
مصر ، وأمثالة بالمئات فى كل ركن من الفسيفساء المسيحى العالمى ،
سيرفضون أشد الرفض ، وسيتمسك كل منهم بفتات النفوذ الإقليمى ، يعتقد
فى نفسه أنه پاپا الپاپاوات المعظم ، وخليفة المسيح الأوحد ، حتى لو
كان أتباعه بضعة آلاف لا أكثر . مرة ثالثة نقول شكرا قداسة الپاپا
للا إشارتك الثالثة ! … إجمالا لن نقول إلى الجحيم ، يا قائد جيوش الظلام الجديد ،
بل نقول مرحبا أيا تيوتونى الچيينات ، وهذه هى نبوءتنا : أيامك الچرمانية
ستكون درامية ومثيرة وتاريخية على عكس كل ما قيل هذا الأسبوع عن تواضعك وعزوفك
عن الإضواء ، ويقصدون أنك شخصية مفلطحة . نحن نجازف بقول العكس ،
أنك جرئ ومجدد وحسن النية قررت أن تنهى قرونا من البلطجة وصلت لذروتها بسلفك
المجرم ، ولننتظر وسوف نرى ! … اقرأ النص
الكامل لكلمة الپاپا بينيديكت السادس عشر فى حفل تنصيبه . اقرأ تحليلنا الموسع لقصة يسوع
وتيارات وصراعات المسيحية الأولى الذى يمثل كامل الجزء الثانى من هذه
الصفحة ] . [ تحديث : 25 يناير 2006 : أخيرا
وبعد قرابة السنة من التنصيب وبعد طول انتظار من الجميع ، أصدر الپاپا اليوم
أول خطاب جامع Encyclical Letter له . المذهل أنه لا يوفى كل توقعاتنا فى
الرجل وأفكاره ، بل يفوقها . لا تزال ’ اللا إشارة ‘
هى المبدأ ، لا إشارة
للإجهاض ، لا إشارة للمثلية الجنسية ، لا إشارة للطلاق ، لا
إشارة لموانع الحمل … إلخ . الأروع الذى قصدناه هو ما شذ فيه عن قاعدة
تجاهل الإشارة . الإسلام ، نقصد الإرهاب ، شذ عن القاعدة هذه
المرة ، بل يقول الباپا إن الإرهاب هو الذى ألهمه فكرة هذا الخطاب
أصلا . أيضا الأرثوذوكسية بتزمتها المقيت كان محل معاول صارخة فى رسالة هى
على العكس أقرب فى مجملها للشعر ورفيعة لغويا للغاية ، وتحمل عنوان
’ الرب محبة ‘ . نصف الخطاب الأول يتكلم عن الحب ، بل بالأحرى
عن الجنس ، ويقول كلاما مثيرا للاهتمام . يعترف بل يدين تاريخ الكنيسة
الطويلة فى معاداة الجسد ، Nowadays Christianity of
the past is often criticized as having been opposed to the body; and it is
quite true that tendencies of this sort have always existed. . ويصل لتحديد أن
اللذة والشهوة والحسية هى ’ مركز ‘ الزواج . وليس بوسع المرء
الاعتراض على شىء مما قاله ، إلا من منطق أن ها هو الشيطان يعظ
( ! ) . أيضا فى المقابل لا يملك الاعتراض على كلامه عن اختزال
الجنس لسلعة تباع وتشترى ، Yet the contemporary way
of exalting the body is also deceptive. Eros, reduced to pure 'sex,' has
become a commodity, a mere 'thing' to be bought or sold. . هذا كلام ناضج بالطبع ، ومهما
نادينا نحن بحرية الجنس والدعارة وكل ما إليها ، ومهما آمنا
بنبالتها ، لا يمكن أن ننكر أن الحب شىء أسمى وأفضل مما عداه فى العلاقات
الإنسانية ، حتى من المنظور التطورى
المحض ، أو كما أسميناه مؤخرا العملة
الصعبة الرائعة . الجزء الثانى من الخطاب يتمحور عن الصدقة أو الأفعال الخيرية charity . هنا النبرة الفرنسيسكانية لا تبدو أقل
جرأة أو صدمة أو حزما . تاريخيا لطالما كان مفهوم العمل الصالح وتقديمه على العقيدة وشكليات الطقس ،
هو محور كل الصراعات الكبرى ، بدءا من الثورة السلمية لفرانسيس الأسيسى على
الكنيسة الكاثوليكية من داخلها ، حتى الثورة العنيفة
’ الپروتستانتية ‘ لمارتين لوثر وآخرين . بينيدكيت السادس عشر كان واضح الانحياز للغاية هنا . يرفض الأرثوذوكسية
ويمحور نشاط الكنيسة حول البحث عن رفع الظلم عن البؤساء .
عامة نحن لسنا
مع فعل الخير ولسنا ضده . لسنا معه لأنه فى جوهره يناقض قوانين أمنا الطبيعة ، وفى حالة الإسراف فيه أو فى حالة
تحوله للصوت العالى ، يصبح ذريعة للكسل ، إن لم نقل للبلطجة والثورات
والابتزاز ولى الذراع . ولسنا ضده لأن الضعفاء فى حاجة أحيانا لمد اليد لهم
فى لحظة معينة ، فهذا يمكن أن ينقذهم من السقوط أو الاستسلام ، ومن ثم
يعودون لحلبة تنافس اقتصاد الدغل من جديد .
فالمعيار دائما أبدا عندنا هو ما الذى يدفع التقنية
والاقتصاد قدما ، وقليل مما يسمى فعل الخير ، بالذات لو كان مؤقتا
محدودا ومحدد الهدف ، قد لا يكون مضرا ! وبعد ، لا نقول إن الكنيسة
الكاثوليكية أصبحت تقود إجرائية تحديث للمجتمعات اللاتينية ، فالبديهى أن
التحديث يقع على الأرض أولا ، ثم تجاريه الكنيسة بانتهازيتها
التقليدية ، ولو لم يقع التحديث لما فكرت فيه ولما دعت إليه أبدا .
لكن مع ذلك لا زلنا نقدر هذا القدر الكبير من الشجاعة والاستقامة مع الذات التى
يبديها هذا الپاپا ألمانى العرق ، والتى يرفع من مستواها يوما بعد يوم
ويبادر هو لصدم الأصنام بدلا من أن يكتفى بردود الفعل ، كل هذا مقارنا
بالطبع بالتزمت والهمجية المرعبين التى كان عليها سلفه الپولندى ابن العصر
الحجرى وصديق عرفات وصدام وبن لادن . … اقرأ النص
الكامل للخطاب الجامع ] . 3 أغسطس 2005 :
7 ديسيمبر 2005 : بدأ اليوم فى مصر عرض لفيلم ’ طارد الأرواح الشريرة ‘ The Exorcism of Emily Rose الذى يور حول قصة واقعية لفتاة راح يعالجها
أحد الكهنة على أن بها مس عفاريتى ، والنتيجة أن ماتت . هذا ليس فيلما معاديا
للدين ، مع ذلك ربما يكون شيئا أفضل من هذا .
هو لا يقدم رجل الدين كشخص شرير فاسد ، بل بالعكس يقدمه إنسانا طيبا مخلصا
حسن النية لأبعد مدى . أيضا هو لا يهلل لإدانته فى المحكمة ، بل يكسب
تعاطفك مع إفراج القاضية والمحلفين عنه والاكتفاء بفترة حبسه المنصرمة .
الفيلم نوع من الراشومون ، بمعنى أنه يقدم صورتين نقيضتين بالكامل ،
كل يعتمد على الموقع الذى تكون منه وجهة نظرك ( فعلا الكاتب‑المشارك‑و‑الموجه
سكوت ديريكسون تحدث عن إعجابه الشديد بفيلم كوروساوا ، وما يستهوى صناع
الفيلم بالكامل هو تقديم ذلك المنظور الراشومونىالمزدوج وليس الانحيار لأى جهة
حتى لو كان بعضهم ينتمى لهذا الفريق أو ذاك ) . وهذا هو الشىء الجيد
والمثير فيه ، ولا يهمنا كثيرا بعده إن كان صناعه علمانيين أم متدينين أو
مزيج من الاثنين . الكاهن الذى راح يشخص مرض الفتاة إميلى روز على أنه
تقمص عفاريتى demonic possession ويدعوها لمغادرة علاج الأطباء ، ليس شخصا
شريرا ، بل ببساطة هو إنسان جاهل ، وهذا ما قالته المحكمة فى النهاية
حين أدانته ’ بالإهمال ‘ ، بل وقالته محاميته ( قامت بالدور
لاورا لينى ) ، التى للمفارقة بدأت عليها أعراض الإيمان رغم
علمانيتها ، ذلك عندما شبهته بآخر متهم سبق ونجحت فى تبرئته بينما اتضح
لاحقا أنه مجرم فعلا . أيضا الفيلم يقدم على لسان ممثل الإدعاء
( والمفارقة الثانية أنه مؤمن ، قام بالدور طبيا إميلى روز شابة أصيبت بالصرع epilepsies ،
لكن علاج الصرع لم يجد كثيرا ، إلى أن شخصت بعد قليل بأنها مصابة بالصرع
وبالذهان psychosis معا . بدأت القصة بتشنجات هائلة أصيبت
بها ذات مرة ليلا فى مسكنها الجامعى ، لكن هذا لم يكن مجرد محنة
عضلية ، إنما راحت ترى أشياء مخيفة تحيط بها أو تلاحقها . حسبما
تذكرنا مطبوعات الفيلم مرارا ، الڤاتيكان اعترف مؤخرا بالمس
العفاريتى وصرح لبعض القساوسة رسميا بالإخراج exorcism . وإميلى حالة
كلاسية للغاية لمثل هذا التفسير ، تشنجات ورؤى وصراخ بلغات ، وقس
يدعوها لترك العلاج الطبى . يتفاقم الأمر أكثر وأكثر ، لا تأكل ،
تهيم فى العراء ، تملأ الجروح الملوثة جسمها ، وتموت . لكن فى كل
ذلك إذا عرف السبب بطل العجب ، وهذا ما سنحاول شرحه هنا تحت الخلاصة
التالية : إذا وصلت نسبة
المؤمنين بالعفاريت حدا معينا ، فإن هذه العفاريت ستوجد فعلا ، وسيشبه
الأمر كرة الجليد ، يتضخم حتى يجبر كل أعضاء المجتمع على الإيمان
بها . مفتاح اللغز كله ، هو كلمة
القس إن إميلى قديسة ( قبرها تحول حاليا لمزار للمؤمنين ) .
ونقول باختصار شديد أن لو تكن إميلى ’ قديسة ‘ لما حدث شىء من كل
هذا ، ولعلها كانت اليوم فتاة عادية مجهولة تتذكر من حين لآخر أنها أصيبت
يوما بالصرع والذهان معا وعولجت . لأنها طالبة لاهوت شديدة التدين ، فإن
كل رؤاها ومخاوفها تخص العفاريت والشياطين ، أو كما نقول دوما الشيطان لا يسكن سوى قلوب أبناء
الرب لسبب بسيط جدا هو أنهم هم الذين اخترعوه .
حين تروى ما أصابها لأسرتها المتدينة ، ويقترن ذلك بالتشنجات المخيفة
المتصاعدة ، فلا بد وأن يكون التفسير أن عفريتا قد تقمصها . حين تنطق
بلغات غير مفهومة الطبيعى أن يكون التفسير أن العفريت هو الذى يتحدث . حسب
القصة الواقعية التى يقدمها الفيلم هى درست كل هذه اللغات فى كلية
اللاهوت ، لكن فى اعتقانا أن هذا ليس ضروريا حتى ، فالمصاب بتشنجات عضلية
يمكن أن تمسك بفكه أيضا فينطق الكلمات على نحو غير مفهوم ، وساعتها سيفسره
المتطيرون المحيطون به على أنه كلام العفريت . التشنجات والصراخ والضوضاء
أدت حسب الفيلم لهياج الجياد ولجرى الفئران فى كل اتجاه ، وهذا
طبيعى ، ويزيد عليه أن محاولة إخراج العفريت تمت تحت عاصفة هادرة ،
لكن المتدينين يقلبون عادة السبب والنتيجة ، ويقولون إن السماء هى التى
هاجت بسبب إميلى وليس العكس . عامة الناس ضعفاء ، ليسوا منظرين ،
وليسوا معادين للدين عن علم وطيد ، إنما غالبا هم يطردونه عن دائرة
اهتمامهم كشىء خرافى من مخلفات الماضى ، لا يستحق تضييع الوقت فى التفكير
فيه . لكن حين تتقارن معا عدة أشياء كالتى ذكرناها ، فإنهم يصبحون
أكثر اسعدادا للإصغاء . هذا ما حدث مع المحامية اللا أدرية ، فاقم
الأمر معها صدفة العثور على قلادة تحمل حروف اسمها ، وهذه صدفة محض .
كثير مما حدث فى هذا الفيلم أشياء مررت بها شخصيا ، ومؤكد أن مر بمثلها
الكثيرون . دعيت ذات مرة لجلسة طرد أرواح فى أحد الأديرة ، وفعلا كانت
الفتاة هائجة لا تكف عن التشنج والصراخ ، والهذيان غير المفهوم يفسره البعض
على أنه ’ ألسنة ‘ تنطق بها ، وظل الراهب يكافح معها بكلمات مثل
أخرج يا ملعون ، أخرج من هنا أو من هنا ، وفجأة هدأت وصارت
طبيعية ، فراح الجميع يرفع صوته بالأدعية والصلوات ، ويفتشون فى جسمها
وقالوا إن العفريت خرج من إصبع قدمها حيث وجدوا الدم ينزف ، وطبعا كان إصبح
القدم أحد الأماكن التى ذكرها القس ، الذى من المواضع أنه عينه كانت على
الجروح أولا بأول ، وطبعا كان الدم ينزف من أكثر من مكان بسبب التشنجات
وضرب الأرض ، تماما كما جاء فى الفيلم . الجزء المثير فى القصة أن بعد
أيام عرفنا أن الفتاة قد عاوتها ذات التشنجات ، وأن ذهب أهلها للطبيب هذه
المرة ! أيضا مما جاء فى الفيلم وحدث معى ‑ومع كل أحد‑ أن أعثر
أثناء مشيى على قطعة نقود مثلا ، وعادة ما أفرح جدا وأفسرها بالضبط بنفس
كلمات المحامية فى الفيلم ، أنا أسير فى حياتى الطريق الصحيحة وأوجد فى
المكان الصحيح فى التوقيت الصحيح ، وأطرد من ذهنى أنى لو سرت على الرصيف
الآخر لربما كان هناك شىء أثمن فى انتظارى ، وقطعا لا أحمل الأمر أى تفسير
ميتافيزيائى . أيضا استيقاظ المحامية فى الثالثة صباحا ، شىء يحدث لى ‑وربما
لغيرى‑ من حين لآخر ، الاستيقاظ بقوة فى وقت محدد كل ليلة ولعدة
ليالى متوالية ، لكنى لا أقول عفاريت ، إنما فقط الساعة
البيولوچية . ما أردنا قوله إن بدء المحامية العلمانية فى التشكك
فى نفسها وبدء التفكير فى أن الخوارقيات موجودة فعلا ، هو أمر ممكن ،
والسبب هو وقبل أى شىء آخر المناخ المحيط . فى المحكمة جاءوا بأخصائية
أنثروپولوچيا تقول إن طرد العفاريت شائع و’ فعال ‘ فى كثير من مجتمعات
العالم الثالث . مرة أخرى قلب المؤمنين للحقيقية شىء مألوف تاريخيا
( انظر مثالنا فى مدخل الرب فى نظرية
النسبية —حوار مع صديقى المؤمن ، لهل نسبة العشرين بالمائة أوكسيچين
الهواء تناسبنا والأمر إعجاز إلهى ، أم نحن الذين نناسب أوكسيچين الهواء
والأمر تطور دارونى ) . مرة أخرى أين البيضة وأين الدجاجة ، بل
أين العربة وأين الحصان ، فالعالم الثالث متخلف أصلا وتحتشد فيه القرائن
الخرافية على نحو يعزز بعضه البعض بشدة حتى يتحول الأمر لعقيدة جماعية يستحيل
اختراقها . أو مجازا يمكم القول إن الذهان يتحول لمرض معدى !
نعم هذه هى الآلية :
العدوى ! فى مجتمع حتى كأميركا ماذا قد يحدث
بالذات فى مكان منعزل بدائى نسبيا ، بسبب الفقر والعزلة فإن المشورة الطبية
ليست جيدة أو على الأقل ليست سريعة ، والتفسير الخرافى يصبح أوقع
وأوقع . بث قصة عن العفاريت وسط الناس ، ماذا سيحدث ؟ كما قلنا
الناس ضعفاء ، فى البدء تخيلت إميلى أن بها مس شيطانى . صدقتها
أسرتها . عزز القس الأمر وراح يبث عقائده وتفسيراته فى الناس طالما سمحنا
بوجود واحد مثله ( أو مثل مشايخ الإسلام ) فالعدوى ستنتشر حتما
( وسيموت المزيد والمزيد من الإميلى روز ) . المقربون من الحالة
باتوا فى حيرة من أمرهم . المحامية نفسها تشككت كما أشرنا . كل راح
يروى قصصا عما يحدث له فى حيواتهم الشخصية . كل واحد يبدأ فى حكى المصادفات
أو الملابسات الغريبة التى مر بها مؤخرا ، رغم أن الحقيقة أنه كان يمر بها
طيلة عمره ولم يكن يلتفت لها . هذه القصص تجلب المزيد من القصص لأنها تنبه
غير المتنبهين لما يجب أن يتنبهوا له ، وأحيانا يحدث هذا بمجرد الإيحاء
ودون وقائع فعلية . آخرون يسمعون القصص ( سواء من الجيران أو العابرة
إليهم من العالم الثالث ) ، ويعيدون تفسير ما يمر بهم فى حياتهم تأثرا
بما سمعوا ، ثم يروون المزيد من جديد لمزيد جديد من الناس . الكل يصبح
أكثر عصبية وأقل قدرة على التحليل المنطقى . كل تصرف عصبى يزيد الجميع
عصبية وإساءة للأحكام . كل هذا يضخ فى ويؤجج مجتمعا متقبلا بطبعه للتفسير
الخرافى للأشياء . لو وجدت صحافة وتليڤزيون تبحث عن الإثارة وراحت
تعيث فى الأرض بقصص العفاريت لما استغربنا ( هذا واقع فعلا فى
بلادنا ، ولو تحدثنا عن مصر تحديدا فهناك صحيفة تابلويد أسبوعية خاصة بقصص
العفاريت ولا شىء غير العفاريت تحمل ولا غرابة اسما فاحش الغرابة ’ التعويذة ‘ ،
وهناك قناة ساتيلايت تليڤزيونية اسمها ’ المحور ‘ متخصصة فى ذات الشىء
أو أبناء عمومته ، أو بالأحرى مخلصة ’ للمناخ ‘ طيلة 24 ساعة
يوميا ، بدءا من إذاعة الآذان خمس مرات حتى تفسير الأحلام وإستجداء نصائح
المنجمين ) . الأسوأ أن هنا عند نقطة معينة سيتحول الأمر لنوع من تيار
رئيس للثقافة الجماهيرية ، بحيث تصبح أنت المنبوذ محل الرفض والسخرية لو
جاهرت بمعارضته أو نفيه . بعد ذلك كله ، وبعد أن أصبحت العفاريت هوسا
أو هاجسا جماعيا ، لو آمن المحلفون بها أو آمنت القاضية أو حتى آمن بعض
الأطباء وبعض العلماء ، لما استغربنا ، لكن لحسن الحظ هذا لم يحدث فى
القصة التى حكاها الفيلم ( لكن لا نجزم أنه لا يمكن أن يحدث
مستقبلا ) . هذه إذن كرة الجليد التى
قصدناها ، ونواتها الأصلية أن إميلى روز كانت ’ قديسة ‘ .
لأنها كانت مستغرقة فى الدين متعمقة فى دراسته ، ولأن الشيطان لا يسكن سوى
قلوب أبناء الرب لسبب واضح أنهم هم الذين اخترعوه ، فقد قررت أن من يتقمصها
ليس الصرع والذهان ، إنما ستة من أعتى العفاريت إطلاقا بل أحدهم هو إبليس
شخصيا . والإنسان الذى تتملكه الخرافة على هذا النحو يستطيع بسهولة أن يرى
ويفسر كل شىء بها . ثم من هنا تستشرى العدوى منه للمحيطين به ،
والنتيجة أن مع تضخم كرة الخرافة الجليدية يصبح سبب كل نافذة تصفق هو
العفاريت ، وليس حركة الريح ، النتيجة أن توجد العفاريت فعلا ،
يعم التخلف المجتمع ، تندثر مظاهر حياتنا الحداثية المعاصرة وتصبح العصور
الوسطى هنا والآن ! أخيرا لا نستطيع أن نقول إلا ما يقوله كل
الناس : اللهم اجعل كلامنا خفيف عليهم ! اكتب رأيك هنا
8 ديسيمبر 2005 : اليوم
أقرت اليوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ICRC بالاشتراك مع كل من الحكومة
السويسرية والاتحاد الدولى لجمعيات الصليب والهلال الأحمرين ، رمزا شعاريا
جديدا لحركة الصليب الأحمر هو معين أو ماسة حمراء ، هذا تحت مسمى
الكريستالة الحمراء . ظاهريا كان هذا حلا وسطا لنكران الدول الإسلامية حق
إسرائيل فى استخدام نجمة داود الحمراء أسوة بالصليب والهلال ، هذا رغم أن
مؤسسة الإغاثة الإسرائيلية واسمها Magen David Adom
Society (MDA) مؤسسة نشطة للغاية وتساهم فى عمليات الإغاثة عبر العالم لصالح جميع
الشعوب ، أو كأن الهلال الأحمر الذى كرس رسميا بدءا من 1983 لم يكن تأجيجا
للبعد الدينى لمشروع كان إنسانيا ومطلق الحيادية بالأصل ألا هو الصليب
الأحمر ، ولو لم تكن الدول الإسلامية قد أصرت على استخدام الهلال لمضى
الصليب الأحمر وكأنه رمز دنيوى بلا مدلول دينى وهذا بالطبع ما كان فى نية مؤسسى
الحركة الأصليين . الأسوا أن التقارير
تقول إن سوريا احتجت بشدة على الشعار الجديد أيضا ، وكانت من بين 27 دولة
صوتت ضده ، وهى من المرات النادرة التى تلجأ فيها هيئة إنسانية من هذا
النوع للتصويت على شىء ، وذلك بعد أن فاض بها الكيل من التعصب الدينى لدى
أعضائها من الدول المسلمة . كما علم أيضا أن حجب ولاية بوش لمساهمتها فى
الصليب الأحمر كانت سببا حاسما فى التعجيل بإقرار الشعار . نظريا الباب
مفتوح الآن لأية جمعية لاستخدام الشعار الجديد كما هو ، أو وضع الصليب او
الهلال أو نجمة داود داخل المعين ، أو الإبقاء على شعارها القديم ،
لكن ‑وحسب المؤتمر الصحفى اليوم لتلك المؤسسات‑ الاتجاه العام بين
كثير من الدول هو الخيار الأول . كما أن ناصح الاتحاد الدولى بشأن الشعار
والقوة الدافعة وراءه ، كريس لامب ، كان واضحا صريحا فى التعبير عن
سخطه من تعدد الشعارات الذى سببه القرار القديم بالاعتراف بالهلال الأحمر ،
وفى الإشارة لأن الحكمة من الشعار الجديد هى العودة لمبدأ الشعار العالمى
الواحد ، أو حرفيا حسب قوله : This is the end
of any question of proliferation. There won't be another emblem! . نحن نرى ما حدث شيئا يتجاوز كل هذه التماحيك
والصغائر وإحساس البعض بأنهم أبناء الجارية ، ذلك ليؤسس لشىء تاريخى وكبير
بكل المقاييس ، ونرحب به بقوة ليس لخاطر إسرائيل إنما لخاطر
العلمانية . نقول من يدرى إذ ربما يصبح الشعار الجديد يوما رمزا لعلمانية فى حد ذاتها ، ورمزا لكل الحركة العلمانية العالمية بكافة مشاربها ،
بل ربما يأتى يوم نرى فيه الصليب والهلال وقد اختفيا ليس فقط من على سيارات
الإسعاف ، إنما من كل حياتنا . اكتب رأيك هنا 31 يناير 2006 : يفترض أن تصدر غدا فى مصر رواية أولاد حارتنا فى طبعة من
كتاب الهلال فى مائة وستين ألف نسخة فيما علمنا . المفروض أن نهلل
لهذا ، فرواية نوبل رواية
علمانية عظيمة تفضح بأذكى وأعمق نحو ممكن معا ، خبل فكرة إله التوحيد الخفى
وأنبيائه الدجالين السفلة . لكن ثمة مشكلة فى
الأمر ، هى أن نجيب محفوظ طلب من كاتب إسلامى كتابة مقدمة للرواية وأن يتم
الأمر فى إطار موافقة ضمنية من الأزهر . ربما لم يقل الدكتور كمال أبو
المجد فى مقدمته شيئا ينفى محتوى الرواية ، وكما تسرب هو يتحدث فقط عن
التفرقة بين الأدب كتخيل ورمز ومجاز وبين البحث العلمى أو التاريخى أو الفقهى
( هل أولاد حارتنا ليست تحليلا علميا حقا ، سؤال سنظل
نطرحه ! ) . وربما يعتقد نجيب محفوظ نفسه أنه بهذا التعميم بمائة
وستين ألف نسخة تحت أنف الأزهر قد قهره وانتصر عليه . لكن للأسف هذا ليس
صحيحا ، فالاعتراف بالأزهر فى حد ذاته ، ناهيك عن الاعتراف ولو ضمنا
بحقه فى الرقابة على الفكر ، أو على الأقل حقه فى مراجعة المعممين لإبداعات
البشر من منظور دينى ، هى كوارث بكل المقاييس ، وآخر شىء كان يمكن أن
نكون فى حاجة إليه . ماذا يمكن أن نقول دون أن نفسد فرحة الناس
بالرواية ؟ أولا أنا لم أعد أدقق كثيرا فيما بات ينقل فى
السنوات الأخيرة عن نجيب محفوظ . أنت لا تعرف كيف يزين له شخص عربجى
إسلامجى متطرف مثل محمد سلماوى يمثل تاريخيا النقيض من كل أفكار نجيب محفوظ ، كيف يزين له الأمور ،
كى يخرج لنا بتصريحات عن الانتفاضة أو عن الأزهر أو عن أى شىء . هذا اغتيال
فكرى كبير ثانى لنجيب محفوظ يعادل بالضبط اغتيال اليسار الشهير له بضمه عنوة
وزورا لصفوفة لعقود طويلة ( انظر كلامنا السابق عن الموقع الفكرى الحقيقى
لنجيب محفوظ وعن اغتيال اليسار له هنا
أو هنا ) ،
والآن سلماوى يغتاله بضمه قسرا أيضا للفكرين القومجى والإسلامجى أو لمزيجهما
اللقيط الجديد الذى اخترعته ببراعة قناة الجعيرة وليس حتى أى كاتب مصرى .
ولو كان شخص مثل جمال الغيطانى أو حتى غيره فى نفس موقع الوسيط القديم هذا ، لكنت أكثر ثقة
بكثير فيما ينقل عن كاتبنا الكبير . ثانيا الإنترنيت ‑وحتى إشعار آخر ،
إشعار يغلقها أو إشعار يمنح بقية الوسائط نفس حريتها‑ الإنترنيت هى
الحل . الرواية موجودة بالفعل عليها منذ سنوات ( 9 يناير 2005 على
الأقل ) ، من خلال موقع صديق
[ لاحقا أصبح هنا وهنا ] ، وأعلم أن الملايين
قد قرأوها عليه منذ ذلك الحين . ونحن ‑ومئات آلاف غيرنا‑
يكتبون ويرسمون ويدردشون على الغشاء يهزأون صبحا ومساء من الأديان ومن خبل
العقلية التى أفرزتها أو لا تزال تتبناها . أنا شخصيا صدرت كل صفحة من صفحات
موقعى هذا الذى تقرأه الآن بعبارة لنجيب محفوظ هذا نفسه ، تقول إنه حين
يكتب لا يضع اعتبارا لأى شىء . وحتى اللحظة لا أعلم ولا يهمنى أن أعلم
إن كان ما فعله هو نكوص عن هذا المعنى أو لا . ما يهمنى هو أن الكاتب لا
يجب أن يتخلى عن حريته المطلقة ، وأنى سأستمر فى استخدام عبارة محفوظ شعارا
لموقعى . أما رأيى الشخصى فى أدبه وفكره الرائعين فهو يمتد بوفرة هنا وهناك فى ثنايا هذا
الموقع ، أحيانا يسعد البعض وأحيانا أكثر يصدم آخرين . هنا سأفشى لك سرا : حين بدأت نفسى أؤسس هذا
الموقع كأول موقع للرأى بالعربية على الإنترنيت ، ثم طورته فى سنة 1999
لأكتب تحت شعار Think Internet ،
كلها بعد أن ووجهت مجرد سطور متفرقة لى فى كتاب دليل الأفلام بأعتى حملة صحفية يمكن أن
يتخيلها كاتب متواضع مثلى ، حينئد قلت لنفسى ، واليوم أقوله علنا
للمرة الأولى : لو كان جاليليو
أو سلامة موسى أو لويس عوض أو نجيب محفوظ قد عاشوا فى عصر الإنترنيت لما ترددوا
لحظة فى ترك كل شىء والذهاب إليها ، ولكانوا قد كتبوا أشياء أصرح وأقوى
كثيرا مما وصلنا عنهم ( ولعلى فكرت أيضا أن أضيف أرسطو ’ الأستاذ ‘ للقائمة لولا أنه ‑وللمفارقة‑
كان فى مناخ أشد حرية من أن يحتاج فيه للإنترنيت ! ) . الإنترنيت لا تزال ولحسن الحظ فضاء رحبا ،
يرحب بكل فكر حر متقدم ، وسواء أردت قراءة الرواية على الغشاء بما لا يزال
فيها من أخطاء بصم ، فهى هنا على الغشاء على هيئة ملفات .pdf [ هنا
وهنا ] . أما لو شئت
قراءتها مطبوعة فراجع من الآن أقرب بائع صحف لك ، وستحظى لدى القراءة ببعض
الغيظ أولا ، ثم نعدك بعده
بمتعة ما بعدها متعة . فمهما حدث ومهما كان أو سيكون ستظل أولاد حارتنا هى
أولاد حارتنا ! اكتب رأيك هنا 25 فبراير 2008 :
على
العكس من كل ما يشيعه الجميع بدءا مما يسمى اليمين المسيحى الأميركى انتهاء بقناة
الجعيرة الجهادية القطرية ، عن تنامى الدين فى الحياة الأميركية الاجتماعية
والسياسية ، إليك
هذه النتائج الصاعقة لأحدث دراسة عن الدين فى أميركا : الإيمان الوحيد الذى يتنامى فى أميركا هو العلمانية ، ويتنامى
بسرعة ! الدراسة
أجراها منتدى پيو Pew Forum on Religion and Public Life ، المركز الأكثر اعتمادا فيما يخص دراسة الدين فى الحياة
العمومية الأميركية ، وأعلنت نتائجها اليوم ، وتدور
حول ظاهرة تغيير المعتقد لدى الأميركيين . الدراسة سألت العينة التى تجاوزت
الـ 35.000 عن الديانة التى ولدوا عليها وعن ديناتهم الحالية . اتضح أن 44 0/0 من الأميركيين غيروا معتقدهم خلال فترة
حياتهم . أما عن نوع التغيير كانت هذه النتيجة الصاعقة : ارتفعت نسبة
العلمانيين فى المجتمع من 7 0/0 إلى 16 0/0 أى بارتفاع قدره 230 0/0 . الخاسر الأكبر هو الكاثوليكية
التى تراجعت من أكثر من 31 0/0 إلى أقل من 24 0/0 بخسارة 8 0/0 من سكان أميركا ، ثم الپروتستانتية
التى خسرت 3 0/0 من الشعب . أما
عن الإسلام ‑وقد تكون هذه مفاجأة أيضا لدى جمهورنا هنا‑ لا يتجاوز 6
فى الألف وليس 3 أو 6 بالمائة كما تشيع قناة الجعيرة وضيوفها ، وهذه النسبة
الضئيلة نفسها إلى تراجع ! أحد
التعليقات على الدراسة جاء من پروفيسور فى جامعة بوستون وصف فيه ما يحدث بأنه
تمرد على الديانات الرسمية واتجاه نحو عقائد أكثر شخصية وفردية . رأى
وجيه ، لكننا نود صياغة نتائج الدراسة من منظور آخر هو التطور
الدارونى ! كما نرى عندنا فى بلاد قاع الأعراق البشرية نرى المسلمين يدخلون
دين الأرثوذوكسية أفواجا وهو ارتقاء ، وكما نرى فى مناطق أرقى قليلا كشرق
أوروپا نرى الأرثوذوكس يدخلون دين الكاثوليكية أفواجا وهو ارتقاء ، هذا
عينه ما يحدث فى قمة المجتمع الإنسانى ومنه أميركا : الكاثوليك يتحولون
للپروتستانتية ، والپروتستانت يتعلمنون حيث لفظ الخرافة الدينية هو سقف
العقل البشرى ، أو بالأحرى بداية تجاوز الإنسان
نفسه . … عن
الأديان كسلم طبقى للبشرى اقرأ لنا هنا … اقرأ
النص الكامل للدراسة هنا . م الآخر
( 70 ) : 5 يوليو 2008 :
لوح صخرى خط عليه بالحبر عثر عليه فى الأردن بالقرب من البحر
الميت ، يرجع لقرن قبل ميلاد يسوع الملقب بالمسيح ، يتحدث عن المسيا
القادم الذى سوف يعذب ويقتل ويدفن ثم يقوم من الأموات بعد ثلاثة أيام ! ما
معنى هذا بالضبط ؟ انطباعى
الأول جدا من مجرد أن لمحت عنوان قصة النيو يورك
تايمز التى تحمل تاريخ الغد ، كان أمرين : الأول أن سيسعد المسيحيون بشدة
لأنهم اكتسبوا نبوءة جديدة فى صالح قصة يسوع الأسطورية ، والثانى أكثر
أسطورية أنها قد تؤدى لإيمان اليهود المعاصرين بيسوع كالمسيح المنتظر ومن ثم
ستقرب ما يعتقد كليهما أنه علامة نهاية العالم ! الواضح
أن الأمور ليست بمثل هذه البساطة . الاعتراض المتوقع سوف يأتى من المسيحيين
أنفسهم ، ممن لن يعجبهم أن أحدا قد توصل قبلهم لذلك الاختراع الخاص
بالقيامة والصعود ، بل إن نبوءات يسوع نفسه ‑التى بالطبع دسها مؤلفو
الإنجيل بالذات المتأخرين منهم كپولس ويوحنا بعد موته‑ عن عذابه المنتظر
وقيامته ، قد لا تكون أكثر من ترديد لواقع ربما حدث فعلا قبله بأقل من قرن
لقصة متمرد سياسى اسمه سمعان . اللوح به كلمات ممسوحة بما قد يحول دون
الجزم هل هذه واقعة حدثت فعلا وقام ذلك السمعان من القبر ، أم هى مجرد
نبوءة على لسان الملاك جبرائيل عن مسيا قادم . فى كلتا الحالتين هى لطمة
كبرى للمسيحية ! السؤال :
هل لا تزال
المسيحية تنتظر لطمات جديدة بعد اكتشاف الأناجيل الغنوصية شبه كاملة فى نجع
حمادى ، وبعد اكتشاف إنجيل الأسخريوطى كاملا فى المنيا ، وبعد اكتشاف
چيمس كاميرون لقبر يسوع وعائلته فى أورشليم ، وما أتى به من دلالات أشد
قطعية من كل ما سبقها على زواجه من توأم روحه الرائعة المجدلية ، ودلالات
جديدة طازجة بالكامل على إنجابهما طفلا أسمياه باسم توأم عقله الأكثر روعة
يهوذا ؟ ( كلها
موضوعات غطيناها فى حينها الواحدة تلو الأخرى فى صفحة العلمانية هذه ) . فى
طفولتى كنت دائما ما أتساءل عن تلك الفجوة الزمنية بين ما يسمى بالعهدين القديم
والجديد : هل
توقف اليهود فجأة عن كتابة تاريخهم الذى كانوا يقدسونه حتى التفصيل الممل ؟
هل توقف الأنبياء ، أم توقف إيمانهم هم بالأنبياء ، وهل فى ضجرهم هذا
من إسهال الأنبياء دلالة تعلمن ما دخل إليهم ؟ من
السهل بعد يسوع أن تقول إنه المسيا المنتظر أو إنه ليس كذلك . لو قلت
الأولى فأنت ببساطة مسيحى ، ولو قلت الثانية فأنت ببساطة يهودى . هنا
تأتى القيمة الحقيقية للاكتشاف الجديد . مخطوطات وادى القمران أو البحر
الميت تنتمى للقرن الأول ليسوع وتعطى لمحات كثيرة عن العبادات ولعقائد اليهودية
المعاصرة أو التالية لعصره ، ورغم ثروة المعلومات التى قدمتها فهى لا تختلف
جذريا عن اليهودية التى عاشت بعد ذلك ؛ أما اللوح الجديد فهو ‑أى
اللوح نفسه وليس النص فقط‑ يأتى من تلك البقعة العمياء من التاريخ الدينى
لليهود ، القرون القليلة السابقة على يسوع ، بل ويأتى بما لا يمكن
وصفه بأقل من قنبلة
غير مسبوقة : مسيا يهان ويعذب ويقتل ( بما يعاكس كل النبوءات اليهودية
عن المسيا كقائد مظفر منتظر لهم لا يمس له طرف وسوف يطيح بكل أعدائه ذات اليمين
وذات اليسار ) ، والقنبلة الأخطر : هذا العذاب والموت لن يحدث من
أجل مفغرة خطايا البشر ، إنما من أجل خلاص اليهود ، ويا له من كلام
مذهل يعطى لحوار العشاء الأخير معنيا مختلفا بالكامل : 1- يتكامل على نحو
مذهل مع مفهوم الأناجيل الغنوصية ( المتكامل أصلا ) عن يسوع كنبى
يهودى لا ينتقص رسالته الروحانية العظيمة فشله فى قيادة اليهود دنيويا
للخلاص ، 2- يقوض ما تبقى للمسيحية من أسس ( إن كان لها أسس
أصلا ) ! إذن
الجديد أساسا فى ذلك اللوح ، هو ما يتعلق ‘ بإبداع ’ يسوع
وأتباعه ، أو بالأحرى أتباعه فقط ، أو بالأحرى أكثر ، بعض أتباعه
تحديدا ( بالذات الناشط پولس ثم التلميذ يوحنا ممن تعهدوا بالتنظير الكبير
لألوهية يسوع ، فأجهضوا وشوهوا تعاليمه الأصلية الرائعة ‑والشىء
الوحيد المبتكر حقا فى كل قصته‑ عن علاقة فردية باطنية ‑لا دينية
ولا عقدية‑ بالرب ، أكثر روحانية وصوفية من اليهودية ومن كل ما عرفته
البشرية من قبل ، وأنها فى نفس الوقت ‑بفضل مداخلة النابغة
الأسخريوطى‑ الطريق الوحيدة لخلاص اليهود دنيويا أيضا ) . أولئك
الباقون من أمثال بطرس وپولس ويوحنا ممن كنا نعتقد أنهم أصحاب الملكية الفكرية
لتلك الفكرة فاحشة الفانتازية أن المسيا سيقوم فى اليوم الثالث بعد أن يصلب
ويقبر ، فإن اللوح الجديد يقول لنا إنهم لم يكونوا مبدعين أو مخترعين على
وجه الإطلاق ، بل تبنوا فكرة كانت معروفة فى عصرهم وكل ما فعلوه أن ادعوا
أنها قد تحققت حرفيا لصديقهم ، هذا الذى خانوه وخانوا رسالته ، يسوع . هذه
هى قيمة اللوح وتلك هى الإضاءة التى أعطاها لنا ، وهى قيمة وإضاءة ‑بل
قنابل‑ مثيرة جدا !
… |
م الآخر
( 86 ) :
6 ديسيمبر 2008 :
Merry Christmas! |
الغربلة التى طالبنا بها فى المدخل الخاص بالنتائج
السوداء للانتخابات الأميركية م
الآخر ( 85 ) ، تجرى بالفعل على قدم
وساق . توالت الآراء من داخل الحزب الجمهورى التى تبدى تشككا أكثر وأكثر فى
جدوى تمسكه بورقة الدين ، بالذات وقد اتضح أنها لم تكن ذات جدوى تذكر فى
الانتخابات الأخيرة كما سبق وأشرنا أيضا . كثير من أقطاب الحزب خرجوا أكثر من
مرة يركزون على ‘ العودة لمبادئ الحزب ’ ، والمقصود بها حرية
السوق ، لا محاولة استمالة الناس بهذه الطريقة أو تلك . إلا أننا نختار
لك هنا مثالين آخرين وجدناهما أكثر إثارة ودرامية فى التعبير على التحولات الكبرى ‑أو
هكذا نأمل‑ التى تجرى فى معسكر اليمين ، والتى نتمنى أن تقودنا بأسرع
وقت لتحقيق شعار الليبرالية لا تتجزأ الذى نادينا به
منذ فجر هذا الموقع ، ومن ثم استعادة كلمة الليبرالية التى سرقها اليسار
المجرم ، إعادتها إلى حيث تنتمى أصلا .
Liberalism Is Indivisible! |
شاهد هذا المقطع الذى جاء أول أمس
على فوكس نيوز ، وذلك الجدل العنيف بين اثنين من أقطابها ، بيلل
أورايللى الذى لعله أعظم محلل سياسى بين الأحياء تستطيع أن تراه على صفحة الإعلام
والصحافة ‑إلا أنه واضح التدين كما سترى ، وميجين كيللى حسناء هذه
المحطة ‑أو بالأحرى كلهن شقراوات حسناوات وحاصلات على لقب ملكات جمال أميركا
أو ما شابه ، لكنها بالذات ذات جمال خاص دائما
ما يثير هالة من الصخب حوله فى حد ذاته !‑ والتى لا تقل بدرجة إيمانا
عن زملائها وزميلاتها بحرية الاقتصاد ، لكنها هنا تدافع فى صدام قانونى شرس ‑بحكم
تحصصها‑ مع أورايللى عن حق اللا دينيين فى التعبير عن أنفسهم .
المناسبة هى تلك اللوحة التى وضعها علمانيو ولاية واشينجتون أمام پرلمان الولاية
بمدينة أوليمپيا ( تقع قرب سياتل ، وشخصيا لم أكن أعلم أنها عاصمة
الولاية إلا هذا الأسبوع ،
والجهل أمر سيئ ! ) ، ذلك احتجاجا على
الاحتفال بالكريسماس ، والذى يفضلون تسميته بموسم الانقلاب الشتوى .
أنا شخصيا لا أوافقهم هذه الأخيرة ، أى الحرب
على مجرد الاسم ، وقد كان أحد المداخل المبكرة فى صفحة العلمانية هذه أنه ‑أى الكريسماس‑ قد بات بالفعل مناسبة
علمانية ، بل وعيدا للجنس تحديدا ، وأنه لو أخذنا الأمور بذات القياس
لرفضنا مثلا كل ما يذكرنا بآلهة اليونان ( بما فيه
اسم مدينتهم ) ، أو أى مما جاء بحكايات ألف ليلة وليلة ، وألف
أسطورة وأسطورة أخرى جميلة وملهمة رغم كونها خرافة مضادة للعلم ، وأرى أن
الأجدى من هذا وذاك أن نذكر المسيحيين بأن الكريسماس ليس أصلا عيدا مسيحيا بل طقس
خصوبة فارسى سطت عليه الكنيسة استجداء للأتباع ( للتفاصيل انظر المدخل
المذكور ) !
أيضا كناقد
سينمائى ، لا
يمكن إلا أن أنحاز لكل أسطورة جيدة ، وميلاد يسوع المعجزى وتضحيته بذاته إلى
آخر هذا الهراء هى بما لا يحتمل أى جدل أسطورة رائعة . بل يمكن حتى قبول الأعياد الإسلامية رغم
فقرها الأسطورى ، عامة بسبب البيئة الثقافية القاحلة التى جاء منها هذا
الدين . مثلا لا أعرف ما هو التميز فى ميلاد محمد ، لكن المصريين بالذات يصنعون منه احتفالا
فلكلوريا محببا . عيد الفطر
كذلك ، فرغم أنه بنى على فكرة الصوم الضارة صحيا ، إلا أن ما يحيط به من
فلكلور كثيف فى شهر
رمضان يمكن الترحيب
به . أيضا عيد
الأضحى تعيبه الدموية
التى تمارس مع الحيوانات أمام أعين الجميع صغارا وكبارا ، إلا أنه فى الأصل
أسطورة يهودية خارقة المفردات عن أب شرع فى قتل ابنه فى سبيل الإيمان المتطرف بشىء
ما ( لا تفهم من هذا أنى معادى للعنف ، بالعكس ، إلا أننى أنادى
بالعنف فقط فى الاتجاه الصحيح . مثلا لو أتينا بالمشايح وذبحناهم أمام
الأطفال فى العيد ، فلا بأس بالمرة ! ) .
المهم أن البشرية
وهى تمضى فى طريقها ، تخلق خلفها تراثا متجددا من الفكلور والأسطورة ،
كله تقريبا ذو دور وظيفى ‑بالمعنى الأنثروپولوچى للكلمة‑ للوجدان
الإنسانى . ربما يقضى بعض المهوسين من اليهود أو المسلمين تلك المناسبات فى
السهر للتعبد ، والوقت وحده هو الكفيل بجعل المكون الدينى هامشيا أكثر
فأكثر ، وبجعلها أكثر وأكثر مناسبات دنيوية جدا للاحتفال والطعام وفرحة
الصغار والتزاور … إلخ ، على أن محاولة تدمير التراث الوجدانى
للإنسانية هى محاولة غير ممكنة وأيضا غير مفيدة !
احتفالا منا
بالكريسماس ، ودليلا على حسن نوايانا الشديد نحوه ، نشارك ‑أعلى
وأسفل هذا الكلام ، وكعادتنا القديمة‑
بعرض مصور خاص ، يتعلق ككل بمتع الحياة عامة ومتع موسم الأعياد خاصة .
بالأخص هذا العام نقدم ‑بخلاف فيلم ‘ أستراليا ’ طبعا ( وإن
كنت شخصيا أشك أن تحاول صنع نسخة يسارية من ‘ ذهب مع الريح ’ ثم يظل
ممكنا بعد ذلك تسميتها فيلما ملحميا ! )‑ الكثير من أطباق الطعام المشهية جنسيا ، ذلك أنه وإن قال الأطباء إن
الأطعمة الأفروديسية أسطورة ، إلا أننا نرد عليهم بكلامهم أنفسهم أن الجنس
يبدأ بالدماغ ، وأن يكفيها ‑أى تلك الأطعمة‑ مفعولها الهائل فى
العقل ، ثم بما أننا فى هذا اليوم نتحدث أصلا عن الأساطير ، فلا أعتقد
أننا خرجنا عن السياق !
|
…and Happy New Year! |
…
Ave Maria! |
أخيرا ، ورغم كل شىء نقول إن ما
كتبه علمانيو واشينجتون سيظل عبارة شديدة البلاغة والقوة والإيجاز نجحت على حو
مثير للانطباع فى قول كل شىء فى سطرين لا أكثر ، أيضا ربما ليس أقل عظمة تلك
الغربلة العنيفة التى أحدثوها فى معسكر اليمين . لذا على سبيل التوثيق إليك
مرة أخرى نص تلك العبارة الرائعة :
‘At this season of the Winter Solstice, may reason prevail.
There are no gods, no devils, no angels, no heaven or hell. There is only our
natural world. Religion is but myth and superstition that hardens hearts and
enslaves minds.’
أيضا اقرأ هذا العمود على النيو يورك تايمز الذى صدر
للتو بتاريخ
الغد ، للكاتب الجمهورى روس
داوتهات ، عن جدوى محاولة اليمين عكس الثورة
الجنسية ، أو جدوى مناهضته
للإجهاض ، أو ما يسمى حركة نصرة الحياة ،
بالذات وأنها حركة كثيرا ما تلجأ للعنف ، ويرصد بذكاء التفاوت المتبانى ما
بين مواقف الكنائس المحتلفة ، وكيف أن التيار الرئيس ‑أى الإنجيلى‑
بات أكثر اهتماما بما أسماه الكاتب ( وهو أحد مؤلفى كتاب جميل العنوان حتى وإن لم نوافقه أغلب أفكاره لا
سيما فيما اقترحه من تنازلات تخص التنافسية الاقتصادية أو عامة نغمته الاستسلامية
بخصوص غزو العبيد واعتبار أن سيطرتهم على أميركا باتت أمرا واقعا ، هو Grand New Party —How Republicans Can Win the
Working Class and Save the American Dream ) ، ما أسماه نصرة الحياة خارج
الرحم ، كمحاربة الفقر وما شابه .
… مرة أخرى الغربلة تجرى على قدم وساق ،
لسبب غاية فى البساطة : أنه فى خاتمة المطاف لن يصح إلا الصحيح ، ألا
وهو الحرية القصوى ، ذلك أن مادة كوننا مادة تطورية بطبعها وجوهرها ،
ولو لم تكن هكذا لما وصلتنا إلى اليوم !
[ بعد أسبوع ، لم يفق
المسيحيون من صدمة مبنى پرلمان ولاية واشينجتون ، حتى جاءتهم فاجعة غلاف الپلاى بوى المكسيكية ، الذى نكتفى بوضعه لك ، أولا لأنه غلاف بديع ، وثانيا
لنكتفى بتذكيرك بكيف رسم أو نحت مايكلآنچلو جميع شخصيات ما يسمى بالعهد القديم ‑بما
فيها إله السماء ، وفى قلب الڤاتيكان : عارية !
مرة أخرى : تلك العذراء الجميلة
التى بلا زواج تلد ابنا كى يخلص العالم ، هى أسطورة جميلة ويوجد ما يناظرها
فى كل الثقافات ، ولا بأس بالمرة بها ‑ولا بالاحتفال بها‑ بالذات
إن ظلت محصورة فى نطاق الأسطورة ولم يعد يأخذها الكثيرون على محمل
الجد ! ] .
‘There’s [ |
[ تحديث : 6 يناير 2009 : صدمة جديدة
لكن لندنية هذه المرة : ‘ حملة الباصات ’ !
هذه
الحملة التى تبدأ اليوم ،
هى الحملة الإعلانية الأولى إطلاقا للا‑دينيية فى تاريخ بريطانيا .
ولدت الفكرة عند مؤلفة كوميدية تدعى أدريين شريدر ، حين قرأت إعلانا على
الباصات عن موقع دينى . لم يكن محتوى الإعلان ملفتا كثيرا ، وهى علمانية
لكن غير مشغولة كثيرا بالشأن الدينى ، لذا ذهلت حين زارت ذلك الموقع وفوجئت
به يركز كثيرا على أنه يعد غير المؤمنين من أمثالها بجهنم وبئس المصير ! هذا
كان فى يونيو الماضى ، ودفعها لكتابة مقال فى الجارديان ،
لكن بحلول أكتوبر تبلورت لديها فكرة الحملة . التمويل جاء عبر التبرعات وكان
المستهدف 5,500 جنيها سترلينيا لكنها جمعت أكثر من 135 ألفا أى نحو 25 ضعفا ،
جاء ثلاثة أرباعها فى أربعة الأيام الأولى وحدها .
الصورة
أعلاه لريتشارد دوكينز العالم البيولوچى صاحب الكتاب الذى غير تاريخ علم
البيولوچيا التطورية والأهم منذ ‘ أصل العشائر البيولوچية ’ لداروين ، كتاب ‘ الچيين الأنانى ’ ( 1976 ؛ له دور
محورى فى أفكار موقعنا هذا منذ أقدم مدخل إطلاقا فى صفحة الثقافة حتى روايتنا سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ، وأجزم لك أن الدنيا ستصبح غير الدنيا لو أنك
قرأته ! ) . بدأ دكتور دوكينز يمس الدين مسا مباشرا فى ‘ صانع الساعات الأعمى ’ ( 1986 ) ،
ومؤخرا ‘ وهم
الإله ’ The God Delusion ( 2006 ) .
بالنسبة لهذه لحملة ، انضم لها لكن بدون كلمة probably !
أنا
أيضا انضم على شرطه ، ليس فقط لأنى ‑وكما لعلك تعلم‑ أن لدى منذ
شبابى المبكر برهان علمى تجريبى قاطع قطعى على استحالة وجود إله من الأصل على أى
نحو يمكن للإنسان تمثله ، برهان مستقى من ملكوت الفيزياء الجسيمية ، وقد
ألفت كتابا فى هذا الصدد عنوانه الرب فى نظرية
النسبية ( 2001 ) ، وكذا أفضت فيه من جديد فى سهم كيوپيد ( 2007 ، 1
- 2
- 3 ) ، إنما لسبب أهم كثيرا ، وهو إذا كان الرب غير موجود ‘ ربما ’ ،
فإن هذا يكفى جدا لمنع أى أحد من الاستمتاع بحياته كما تقول العبارة .
(Note: Downsized image; for full scale, click here)
(Note: Downsized image; for full scale, click here)
(Note: Downsized image; for full scale, click here)
(Note: Downsized image; for full scale, click here) London Tube! |
بعد
ستة أيام ستتعزز الحملة بأربعة إعلانات جديدة خصصت لأنفاق لندن ، تحمل
بالإضافة للعبارة المحورية للحملة ، أربع عبارات شهيرة لأربعة من كبار
المفكرين :
‘I’m an
atheist, and that’s it. I believe that there’s nothing we can know except that
we should be kind to each other and do what we can for other people’ —Katharine
Hepburn
‘Isn’t it
enough to see that a garden is beautiful without having to believe that there
are fairies at the bottom of it too?’ —Douglas Adams
‘I do not
believe in a personal God and have never denied this but have expressed it
clearly’ —Albert Einstein
‘That it will
never come again is what makes life so sweet’ —Emily Dickinson
… اقرأ
هنا البيان الصحفى
لتدشين الحملة
…
اقرأ هنا كتاب ‘ الرب فى نظرية
النسبية ’ ، وكذا يمكنك تنزيل نسخة .
… تنزيل
سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ] .
تحديث :
1 يناير 2010 :
دائما ما تحظى المسيحية بهدايا عيد ميلاد جديدة كثيرة مع مطلع كل سنة ، هذه
المرة أتى أبرزها من أيرلاندا :
تعميم
واسع النطاق لقائمة من 25 اقتباسا علمانيا تتحدى قانون ازدراء الأديان وتمهد
لإسقاطه !
…
(Non-Official Group)
م الآخر
( 87 ) :
8 ديسيمبر 2008 :
The Coptic Dilemma! |
عار على مسيحيى مصر أن يأتى أفضل
تحليل ممكن لهم ‑إيجابا وسلبا‑ من شخص غير مسيحى ، لكنه إنسان
مصرى رائع بالتأكيد . إنه وحيد حامد ، والمقصود فيلم
‘ الوعد ’ الذى بدأ عرضه اليوم .
مبدئيا ، تقزز وحيد حامد من الأقلية العربية فى
مصر ومن الغزو العربى لها أمور واضحة ، بعضها يأتى فى كلمات صريحة عن الخليج
وأهل الخليج وأموال الخليج ، وبعضها يأتى ضمنا ، وهو الأكثر
إذهالا ، ألا وهو اختيار الممثل السورى الذى قام بدور صلاح الدين فى فيلم
ريدلى سكوت ‘ مملكة الجنة ’ ( اقرأ مراجعتنا له هنا ) ، ليقوم بدور
الشخصية الإجرامية الرئيسة فى الفيلم ، وكأن مصر خلت من الممثلين كى يقوم
ممثل مستورد بدور الشرير ، بل وحتى كأن خلت بلاد العرب من الممثلين حتى يأتى
تحديدا بمن قام بدور صلاح الدين ليجعله السفاح الشرير الأثيم الفريد من
نوعه .
يحدد وحيد حامد عيوب
‘ الأقباط ’ فى أمرين : الپارانويا والجبن . يجسد الپارانويا مرارا لكن لا شىء يقارن مع إفيه كوميدى فجائى هائل
الابتكار تضج معه القاعات بالضحك العنيف ، حين يشتكى الشاب جرجس متعهد
الجنازات من توقيف الشرطة لسيارته وطلبهم فتح التابوت ، فيقول لو كان الميت
مسلما لرفعتم أيديكم وقرأتم له الفاتحة ، فإذا بالضابط يرد عليه ‘ أنا
قبطى مثلك يا سى جرجس ! ’ . العيب الثانى هو الجبن ، ونراه واضحا فى تردد جرجس هذا طوال الوقت فى
الانضمام للبطل فى التصدى لزعيم العصابة ، ثم حين يبدأ فى التحول للمواجهة
يقرر أنه لا يمكن أن يرضى بأقل من دور الشريك الكامل ، فهذا هو الشىء المنطقى
الوحيد : أن يكون مسيحيو مصر فى الصف الأول تماما فى حرب مصر ضد التخلف وضد
فلول الاحتلال العربى .
استخدمت كلمة عار ، لأن واحدة من تلك الفلول ‑وهى
شخصية بغيضة بمعنى الكلمة تسمى زينب عبد العزيز‑ كتبت قبل
أسابيع تعدد أسماء المسيحيين الذى تعاونوا مع المستعمرين الغربيين عبر
التاريخ ، بدءا من الحروب الصليبية ، مرورا بمن تعاونوا مع الحملة
الفرنسية كجرجس الجوهرى وملطى أنطوان وبرتلومى الملقب بفرط الرمان ونصر الله
النصرانى وميخائيل الصباغ ، وطبعا على رأسهم الچنرال يعقوب مؤسس أول جيش مصرى
مسيحى فى العصر الحديث سعى لاستقلال مصر عن الدولة العثمانية ، وانتهاء بالكهنة
المعاصرين كالأنبا يوحنا قولتا والأنبا توماس والقمص زكريا بطرس ، كلها حسبما
ذكرت هى من أسماء . لا يهم أن ظهر هذا فى صحيفة مصرية يومية مطبوعة دون أن
يحاكم أحد ، المهم هو رد فعل المسيحيين . أختار لك هنا
وهنا
من موقع مسيحى رد المؤرخ الذى يعتبره المسيحيون مرجعية
ونحترمه نحن كثيرا والذى يسمى نفسه ‘ صوت الحق ’ . أنا لا أنكر عليه
شجاعته العامة الهائلة فى سلسلته
الماراثونية هذه عن تاريخ مصر ، لكن مما يؤسف له أنه بدلا من أن يدافع عن
خروج ‘ الأقباط ’ من قوقعة مصريتهم كى يضموا أنفسهم للمسيحية العالمية
( ولا أقول يقودون مصر للإندماج فى العلمانية والحداثة العالميتين كما سبق
وطالبت فى سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ، حيث دائما ما تجد كلمة قبطى بين أقواس لأنها
هى نفسها خير تجسيد للب المشكلة الانعزالية المقيتة لديهم ) ، بدلا من
ذلك راح ‑أى صوت الحق‑ ينفى التعاون الذى قام به أى من هؤلاء مع
المستعمرين الغربيين ، وكأنها تهمة تستوجب
الرد ( ؟ ! ) . المذهل أن صوت الحق لم يشعر أنه يناقض نفسه حين
راح فى الحلقة
الثالثة له عن دور الأقباط أثناء الحملة الفرنسية ، راح يصف الچنرال
يعقوب كعلمانى تزوج خارج الكنيسة القبطية ولم يترك لها أوقافا وكان فى حالة خلاف
دائم مع بطريرك القبط .
كتبت مرارا أنصح المسيحيين بالتخلى عن
الپارانويا ، وأن
يكفوا عن الاستسلام لغسيل المخ العربجى‑الإسلامى الذى أقنع عقولهم الباطنة
أن أية محاولة لخروج المسيحيين على وضعية العبد الذمى الذليل هى خيانة للوطن
وعمالة للأجنبى وفتنة طائفية … إلخ . إذن ، خلاصة ما كتبت بخصوص
المحور الأول للمسألة القبطية ‑وهو الپارانويا‑ هى أن يبدأوا فى التفكير فى أنفسهم كسادة وقادة وأصحاب للأرض وليس كحفنة من
المضطهدين . أما فيما يخص المحور الثانى ‑الجبن‑ فقد كتبت أكثر
وأكثر ، لعل من آخره م الآخر
( 66 ) وم الآخر ( 79 ) . فى كل هذه وتلك كانت الخلاصة أن كى تصبحوا قادة
وذوى مكانة عليكم أن تخرجوا أولا من أرثوذوكسيتكم البدائية المتخلفة ثم من
المسيحية ككل !
… كتبت كل هذا
قديما وحديثا ، وطبعا كتبت سهم كيوپيد ( 1
- 2
- 3 ) ، أما اليوم فأجدنى أجد ما قد أضيفه : يا للعار : صدق وحيد حامد وخزى ‘ شجعان ’
القبط !
…
Islam Is Not an Option! |
بالمناسبة : المفضوحة زينب عبد العزيز
ليست أكثر تقزيزا من قرينها ‑لكن الثعبانى‑ يوسف زيدان صاحب
‘ عزازيل ’ ، الذى حين سألوه ما الذى دقعه للهجوم على المسيحية المصرية ، قال
إنها مسيحية محرفة وإنهم قتلوا هيپاتيا وما إلى هذا ، وككل لا يمثلون الهوية
المصرية والروح المصرية التى يقول إنها مبتغاه وشعاره . حتى هنا والكلام
جميل ، وكما لعلك تعلم ، فإن موقعنا هو أول من أنشأ صفحة تذكارية عن هيپاتيا على
الإنترنيت ، وهو من كتب أطنانا فى نقد المسيحية من خلال اليسوعية الغنوصية
المبكرة هى أضعاف أضعاف ما كتب أو ما يعرف
يوسف زيدان .
الفاجعة
تأتى حين تسأل الرواية نفسها وما هى تلك الهوية المصرية ، فتأتيك الإجابة
الصاعقة : الإسلام ! ، آخر شىء يمكن أن تجد فيه تلاقيا ولو فرعيا جدا مع الشخصية المصرية ومع
طبائعها ( شاهد ما قاله فى النصف الثانى من هذا الڤيديو ) .
إنها المرة الأولى فى حياتى التى أجد فيها من يزور حقيقة الغنوصية أنها ضد تأليه
يسوع والحقيقة أنها مع تأليهنا جميعنا لو اجتهدنا فى
الحصول على هذا المركز ، وفى المقابل يصف الآريوسية والنسطورية الصحراويتين الخالصتين
عبدة الإله الحمورابى البعيد البعيد شبه اليهوديتين بأنهما الهوية المصرية ،
والأدهى من هذه وتلك أن تجده يدعو الأقباط إليها ‑بل بالأحرى يدعوهم للإسلام
دين بداوة بعر شبه جزيرة البعر ، بل للعروبة التى هى أقبح من الإسلام نفسه
لأنها ببساطة صانعته‑ يدعوهم لهذا كله باسم ‑صدق أو لا تصدق :
الوطنية المصرية !
بصراحة يا عابد العزازيل :
أنا أصاب الغثيان حين أرى أعرابيا مثلك يعظنا فى هيپاتيا ،
بينما الأجدر بك تكريس وقتك للتعمق فى فقه ملكات اليمين فى الإسلام ،
أو ربما فى محاولة حصر أسماء ضحايا يوم واحد من نور الإسلام اسمه يوم الجمل !
… كلمة يا للعار لا تكفى
هنا ؟ ؟ ؟ ! ! !
يا مسيحيى مصر
أفيقوا !
Mother of All Mothers!
قبيل انتصاف ليلة
23 / 24 يوليو 2009 ، … |
أ- مسلمون مصريون يدرسون المسيحية ، وزيارة
جديدة للغنوصية …
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
Gnostic!
الجهل الإسلامى جهل
مدقع ، وسبق وتكلمنا عن يوسف زيدان و‘ عزازيل ’ ،
وقلنا إننا سبقناه بعقد كامل للكلام عن الغنوصية
وأناجيلها ورموزها ، وعن الإرهاب الأرثوذوكسى السكندرى ،
بل وكان من أول ما فعله هذا الموقع أن أنشأ صفحة
تذكارية لهيپاتيا
( بالإنجليزية لأنه آنذاك لم تكن الكتابة بالعربية ممكنة أساسا على
الإنترنيت ) ،
لأن عقيدتى منذ الصغر أنك لو قهرت المسيحية فقد قهرت الدين
( الأصل فى دين التوحيد الشيطانى هو اليهودية ، وبالمنطق الصورى دحض
المسيحية لا يعنى دحض اليهودية بالضرورة ،
لكن عمليا بما أنها ‑أى المسيحية‑ النسخة المنقحة والأشهر والأكبر
والأكثر صنفرة وتلميعا فهدمها يشمل ضمنا هدمه ) ،
أما الإسلام فهو لا شىء ، عدم مطلق لا يستحق المناقشة أصلا ،
وللأسف الشديد هذا الإسلام هو الذى أراد السيد زيدان الانتصار له عبر التنقيب فى
المسيحية المبكرة .
والآن طلع لنا فاضل سليمان ( هنا )
وكأنه جاب الديب من ديله يقول إن مصر كان بها آريوسيون .
إيه الاختراع فى كده ؟
أمال مين إللى احتفظوا للبشرية بأناجيل نجع
حمادى الغنوصية ، أو بإنجيل يهوذا
المنياوى ؟
سأعود لتدقيق الفارق بين غنوصيين وآريوسيين ونسطوريين لأنه موش فاهم أى حاجة فى أى
حاجة ،
وكلهم موجودين النهارده ولم يبادوا ولا حد كتم على نفسهم أو نفس كتبهم ولا
حاجة ، واسمهم بالترتيب غنوصيون وشهود يهوه ومورمون ،
بس هو إللى اكتشف الذرة لما لقى كتاب ع الرصيف ،
زى خالد الجنسى ( م الآخر ( 25 ) وم الآخر ( 58 ) وم الآخر ( 68 ) وغيرها ) ،
إللى ‘ اكتشف ’ مقال فى مجلة من الكويت بيقول عيوشة اتجوزت 12
سنة ،
أو زى عبد الصبور شاهين إللى
اكتشف فجأة أن فيه حفريات عمرها ملايين فباظت عنده قصة آدم .
الأدهى أنه لأن فاضل سليمان أهبل فقد قفز سريعا لاستنتاجات أخرى أهبل وأهبل هى أن
مصر لم تكن مسيحية أصلا يوما ، وهنا نقول له قف .
وإليك رأيى باختصار شديد :
1- أساس أساس أساس كلامه كلام بهايم ، لأن الآريوسية بالذات بالذات بالذات
كان تؤمن أن يسوع إله ،
والخلاف فقط هل إله مخلوق ‑زى خلق القرآن كده بتاع المأمون المأفون الكافر‑ ولا إله أصلى consubstantial أو coeternal ،
ده السر أنى ها أسيبنى من كلامه خالص وها أتكلم عن العقائد اليسوعية ( وأقصد
غير المسيحية ) المبكرة مجتمعة بتسمياتها الصحيحة
( ارجع لو عاوز لكتابى المسيحية
هى الهرطقة أو لرواية سهم كيوپيد ‑انظر حولك وها تلقى
صورتها ) !
2- لا شك أن الغنوصية ‑أناجيلها الخاصة زائد ثلاثة من الأربعة الرسمية متى
ومرقس ولوقا بعد استبعاد إنجيل الفانتازيا
ليوحنا ،
والراجل ده بتاعنا وحبيبنا لأنه كمان صاحب فيلم الرعب إللى فى آخر الكتاب ؛ كتاب
العهد الجديد موش كتاب پيتر نيكوللز السينما
الخيالية
( لنا عودة بمفاجأة كبرى حول ‘ الراجل ’ ‘ حبيبنا ’
ده ، حين نبدأ الكلام عن مفهوم الألوهية فى مصر القديمة ) .
لا شك أن الغنوصية هى الأصل ، هى الأقدم ، هى الأدق والأصدق
واقعيا ، وهى التى نقلت لنا صورة يسوع التاريخى بأقل قدر ممكن من الهالة
اللاهوتية ،
لكن هذه لم تكن المشكلة يوما ، فالنصوص المختارة أو الممحصة أو المفبركة أو
سمها ما شئت ،
فى الأناجيل الرسمية هى صاحبة الأثر الصاعق تاريخيا على كل البشرية ،
ولو توقفت المسيحية عن صورتها اليهودية الأولى لربما اندثرت ، ولما كان لها
جبروت المسيحية المؤسسية الذى عرفناه .
وبعد سطور قليلة سترى مفعول هذه المسيحية المقننة لدرجة تكاد ‘ ما تخرش
الميه ’ ،
وأثر نصوصها المصقولة الرفيعة ‑مثلا متى 5 ، 6 ، 7‑ سترى
أثرها الخارق على شخصية مصرية شهيرة زلزلت الدنيا اليوم .
وأنا شخصيا أعتقد أن تأليه يسوع كان ضربا من العبقرية قلب مسيرة البشرية رأسا على
عقب سلبا أو إيجابا ،
والسلب هو طبعا القضاء على حضارة روما الدنيوية المادية لصالح مكعبات هوائية ألهبت
خيال وحقد بعض العبيد ،
والإيجاب هو ‑لو شئت‑ المثالية الزائدة ، وهى بدورها لها
إيجاباتها وسلبياتها ،
إيجاباتها أنها رسمت سقفا شاهقا للمثاليات الإنسانية ،
وعن السلبيات فسوف يطول الكلام البيولوچى عن نموذج المغفلون‑الغشاشون‑الضاغنون .
3- الغنوصية شديدة الروحانية رغم أنها لا تؤله يسوع ، توطنت بقوة فى
الأسكندرية ( وطبعا نجع حمادى والمنيا وكل حتة )
لدرجة أن من الثابت والموثق أن منظرى البوذية مثلا نقلوا عنها من مكتبة
الأسكندرية .
والمسيحية المصرية ‑بجناحها الشعبى الشفاعى الصوفى المتوارث عن العبادة
الإيزيسية وهو الغالب ،
وحتى لحد ما بكنيستها الأرثوذوكسية المؤسسية التى لا يهتم جديا بدقائق عقائدها أحد
من أتباعها‑
المسيحية المصرية هذه أقرب للغنوصية منها للمسيحية النسطورية
( الآسيوية ) إللى اكتشفها زيدان آخر الزمن ،
أو الآريوسية ( الصحراوية ) إللى اكتشفها سليمان آخر الزمن
( بالاسم فقط ، لأن الظاهر بياع الكتب بتاع الرصيف لزق غلاف كتاب على
كتاب تانى ! ) .
كلاهما غير روحانى وهيهات أن تحاولوا تبشيرنا بها كمصريين ، سواء أنت أو
الشيخ زيدان ،
وهذه مفاجأة لكما :
عندنا كمصريين غنوصية ماشى ، لكن نسطورية
وآريوسية متأسفين ومتأسفين جدا .
أو بالأحرى ليست مفاجأة لأحد لأن كلنا يعرف طبيعة چييناتكم العربية وأنها تتمحك فى
نسخ صحراوية من المسيحية ولن تقبل الغنوصية أبدا ،
هذا بغض النظر هل سمعتم عن الغنوصية أم كالعادة جاهلون بجميع الأشياء !
طوال الوقت يتحدث المسلمون عن نشيد الأنشاد لسليمان ، وكأنهم جابوا
اليهودية والمسيحية الأرض ،
وينسون أن رابعة العدوية ، ناهيك عن عبد الفتاح مصطفى الذى غنت له كثيرا أم
كلثوم وعشرات آخرين عبر التاريخ ،
ما هم إلا محاكاة لهذا التقليد القديم من براعة تأليف الشعر المزدوج الذى يفهم على
كلا المحملين الروحى والجسدى فى ذات الوقت ،
وحتى لو كان شعرا جنسيا خالصا فهو شعر رائع لم ينتج عصركم الإسلامى مثله .
هذا هو الفارق : إسلامكم بلا روحانيات ، لأنه ليس دينا أصلا ، ولو
عرفت رابعة العدوية الإسلام لما كتبت سطرا واحدا مما كتبت !
هل وضحت لكم : غنوصية آه ، نسطورية وآريوسية لأ ، أم لعلى أخشى أنى
زدتها صعوبة على عقولكم البائسة !
4- المفاجأة الأكبر : أنا شخصيا منفتح جدا لفكرة أن النسطوريين أو حتى
الآريوسيين
( نسبة لآريوس ، غير الآسيوى ربما ، لكنه قطعا أحد أبناء عمومتكم
من بدو الصحارى ) ، ربما حاربوا جنبا إلى جنب مع العرب ،
رغم علمى بأنها خرافة تاريخية وجغرافية ، لكن لا مشكلة عندى ! هل تعرف
لماذا ؟
طبقا لنظرية أن الدين فى الچيين ، نحن كمصريين لا
نحب أى شىء يأتينا من آسيا ،
سواء كان هكسوسيا أو سيريانيا أو كلدانيا أو آراميا أو مارونيا أو أى شىء ،
وليس فقط إسلاميا عربيا أو عثمانيا شرق آسيويا ، أقصد شركسيا
( للدقة جاءوا من جبال وسط آسيا ، لكن ضعف علم هؤلاء الهمج بخريطة
الدنيا جعلهم يسمونها بالشرق ) .
الصفات الچيينية لكل هؤلاء الآسيويين أقرب لبعضها البعض
‑ودعنى أضم لهم يهود السفرديم أيضا لو ما كانش يضايقك أو يعمل لك أرتيكاريا
يا أخرى أمة أخريت للناس ،
وإن مع بعض الفارق طبعا لأنهم سابوا البداوة من زمان وأنشأوا ممالك وأنتم لسه
بتاكلوا أفخاذ بعض‑
أقرب لبعضها البعض مما هى لطبائع الشعب المصرى صانع الأمجاد الفرعونية وصانع
الآلهة وصانع الخلود ،
والأكثر صوفية وعمقا بما لا يقاس ( لو لمتى 5 ، 6 ، 7 سابقة واحدة
فى مكان ما واحد على وجه الأرض فهو مصر القديمة ،
وأترك لخيالك تصور كيف انتقلت منها لأحد العبرانيين اسمه يسوع ، لأنى لو
أحلتك لفرويد فسيحد من ذلك الخيال ! ) .
لقد مررت على هذا فى سهم كيوپيد ، لكنه كان على ما يبدو مرورا عابرا ،
ذلك حين ناقشت مدى نقاء العرق المصرى ،
وتساءلت عن مدى تأثير اغتصاب العرب للقبطيات ، أو التزاوج مع الهجرات
المسيحية القادمة من الشرق
( لاحظ اللاتين والروم والأرمن من الشمال موش الشرق وهم عامة استثناء من
الكلام العنيف السابق ، ده علشان ما توقعنيش فى حد ! ) .
واللعنة كل اللعنة على الشرق ( الذى لم ينقذنا منه إلا قيام إسرائيل
الأشكينازية ) ،
لأن لا شىء جيد يأتى لأية نقطة على الأرض قادما من الشرق سوى الشمس فى فصل
الشتاء ،
وطبعا فى الرواية تفريعات وتنويعات كثيرة على هذا ،
مثل هل الفاطميون جاءوا من الشرق أم من الغرب ، أو هل ضرب پيرل هاربور جاء من
الشرق أم من الغرب … إلخ !
…
الخلاصة : ارحمونا يا من تتمسكون بالقشة الأخيرة ، تمسك خالد عبد الله
فى رده على سيد القمنى ( هنا )
بأى أحد حين راح يولول :
الحقونى ! ها يقولوا على غير متخصص [ أنا كده فعلا ] ! أين
المتخصصون ؟ أين شيخ الأزهر ؟ أين أحمد عمر هاشم ؟ !
ولا يدرى أن هؤلاء فى سبات عميق ، أو الاحتمال الآخر أنهم ربما صاروا مسيحيين بالفعل
( هذا الاحتمال الأرجح لكل لائذ بالصمت من رموز الإسلام ينأى هذه
الأيام بنفسه عن معمعة السجال الدينى المستعرة ) ،
أما الأقلية من المشايخ ‑تحديدا ذوى الأصول المصرية منهم ،
وهم قلة صغيرة جدا حدث أن ضلت طريقها لمهنة الإسلام التى تاريخيا لم يحترفها سوى
ذوى الأصول العربية‑
فهى تلك التى راحت تمتدح المسيحية صراحة فى
الفترة الأخيرة مثل الطيب النجار وأحمد بهجت ،
وكل لبيب بالإشارة يفهم ، لكن للأسف كما تعلم ليس فى الچيينات العربية
الپروتينات اللازمة لإنتاج العضو المسمى اللباب ،
ولازم ‘ تلبهم ’ على جماجمهم الخاوية علشان يفهموا ، وغالبا برضه
موش ها يفهموا !
تتبقى الأقلية الأخرى من مشاهير المتبحرين فى الإسلام هذه التى تعلن صراحة
مسيحيتها ، وهذه قصتنا التالية فى هذا اليوم المعمعة !
أما أنتم أيها المسيحيون ومنكم جهابذة تاريخ
مرعبين على الإنترنيت كتابة ومحاضرات صوتية
( وإن كان لا يعجبنى فى هذا الأخير ‑على عظمته‑ موقفه المعكوس ما
بين بريطانيا وفرنسا ) ، فلى لكم كلمة :
لماذا لا تسحبون واحدا من هؤلاء لقناة الحياة ؟
لن يكلفكم كثيرا ، فقط كرسى سيجلس عليه لمائتى ساعة يتكلم للكاميرا ،
وأعدكم أنه سيكون زلزالا !
…
(Non-Official Group)
ب- ملحوظة مرعبة للأب أثناسيوس ،
وزيارة أخرى للغنوصية ( أو ربما لما هو وراءها بقليل ! ) …
First Global Religion!
العاشرة مساء 28 يوليو
2009 ، |
هذا الباحث الشهير فى التاريخ القبطى رغم شجاعته وسعه
إطلاعه وقوة إقناعه للمسلمين إلا أنه كارثة مخيفة من كل الزاويا الأخرى .
للأسف هو صاحب تأويلات ماركسية‑لينينية شديدة الطبقية لكل سطر فى الكتاب
المسمى بالمقدس ،
وينادى بثورة جياع فى مصر ولا كأنه يوسف شاهين أو خالد يوسف فى زمان زمانهم .
هو يحقد حقدا هائلا على الأثرياء ، ولا يدرى أن النموذج الذى يهاجمه بالذات
‑صاحب إعلانات الڤيللات ‘ أم 900 ألف جنيه ’ فى جريدة
الأهرام‑ هو شخص مسيحى ،
وربما أيضا صاحب أعمال خيرية كثيرة ، ثم أنه قطعا صاحب مشروعات إسكان متوسطة
المستوى لا تحصى ،
بل وهو الرمز المرموق لخفض تكلفة الإسكان فى مصر .
( الأعمال الخيرية شىء ‑بصفتى الدارونية‑ لا أكاد أقبله إلا
بالعافية ، فما بالك أن تكشف الكنيسة عن وجهها البلشڤى العميق المختبئ
تحت السطح ،
ثم أن من الجائز أن سيدنا الكاهن يقبض مرتبه من تبرعاته ) .
…
الكارثة أنه ‑أى أثناسيوس ، وبئس
الاسم الذى اختار‑
يلوى عنق النص الدينى 180 درجة ولا يخجل من التباهى بأنه يقدم ‘ رؤية
جديدة ’ ،
ثم ‑وهو الأسوأ‑ لا يخجل أن يعظنا بالمحبة التى فى المسيح .
نشأنا جميعا متعايشين مع حقيقة بديهية أن عصابة هوام الصحراء المسماة
العبرانيين ، بقيادة إلههم يهوه ونبيهم موسى ،
لم يكونوا سوى لصوص صغار سرقوا ذهب المصريين وهربوا به ، وكان هذا هو سر
مطاردة فرعون الشهيرة لهم ،
وكذا نشأنا متعايشين مع أن سر كفر اليهود فى سيناء بإله التوحيد عديم
الجدوى ،
هو اكتشافهم أن خطة موسى البائسة بسرقة الذهب لم تحقق لهم الرخاء الذى حلموا
به ،
مقارنة على الأقل بالطعام الوفير المجانى الذى كان فى مصر الخيرات .
الخروج 12 يقول ذلك الكلام صريحا جدا
( وبحثت للتو كل الترجمات التاريخية الكبرى فوجدتها جميعا تستخدم ذات لفظة
النهب والسلب ) ،
مع نسبتها ‑أى السرقة‑ لسحر الإله يهوه الذى أعمى به أعين
المصريين ،
والذى هو بالمناسبة إله الشر فى نظر كل العالم شرق الأوسطى القديم .
( للعلم فقط قبل مواصلة الكلام : موسى هذا شخصية وهمية بلا سند تاريخى ،
وفى أفضل القرائن الممكنة شخصية ناتجة عن تجميع أفعال نحو عشر شخصيات من آباء
اليهود .
وكذا فوجود اليهود فى مصر أمر مشكوك فيه برمته ،
وفى أفضل القرائن الممكنة قد تكون حفنة صغيرة منهم قد ‘ سرحت ’ إلى
مصر ،
حيث لم يكن اليهود يوما قط شعبا يرتحل ككل مع بعضه البعض ) .
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
اليوم قرأت القصة لأول مرة على نحو مختلف :
فى البداية حاول النص تأويل ما حدث بأنه فعل السحر الذى أنعم به يهوه على
اليهود ،
ثم فى النصف الثانى من سطر الخروج 12 : 36 ، استخدم لفظة السلب
صراحة .
لأول مرة أكتشف أن هذه يمكن أن تكون روايتين مستقلتين بالكامل للحدث !
…
قبل هذا ، أجد نفسى ملزما بتوضيح عدة أشياء ليس أقلها الاعتراف
أنى حين قرأت أول 50 صفحة من التوراة فى طفولتى
وتعلمنت للأبد ( أو بالأحرى اكتشفت علمانية چييناتى ) بسببها ،
لم ألحظ هذا الفارق الدقيق الذى لاحظته اليوم عندما وجدت نفسى مستفزا
أهرول للنص بسبب ما قاله الأب أثناسيوس والذى سآتى عليه .
التوراة حافلة بمثل هذا ، وتفسير معظم تناقضات التوراة يكمن فى أن
عزرا الكاهن وشبه النبى وكبير كتبة سبى بابل وقائد العودة لأورشليم ‘ صعب
عليه ’ إلقاء نص مقدس للمزبلة ،
عندما قرر تدوين التوراة تجميعا من الأصول الأربع المتداولة J-E-D-P ،
فى نحو سنة 450 ق . ح . ش . ، وهو زمن متأخر جدا ،
لكن التقليد كان قائما منذ أول redaction ( كلمة صعبة الترجمة لا تعنى بالضبط
الاختصار إنما دمج نصين مع تحاشى التكرار )
وقد تم أول ما تم فى القرن الثامن ق . ح . ش . للنسختين الأقدم
اليهوهية Jahwist والإلوهيمية Elohist .
وقد كان توماس هوبس فى Leviathan كتابه المعلمى من سنة 1615 وأحد الكتب المؤسسة للفكر الغربى الحديث
( النسخة العربية للعهد القديم تترجمها أحيانا الوحش وأحيانا لوياثان ،
ويوصفه أشعياء فيها بالحية الهاربة والحية المتحوية ) ،
كان أول من لاحظ أن تكوين 12 : 6 والعدد 21 : 14 والتثنية 34 : 6
تثبت أن موسى لا يمكن أن يكون كاتب التوراة ،
بل على الأقل كل نص من هذه الثلاثة قد كتبه شخص مختلف وكلهم لاحق بكثير على عصر
هذا المزعوم موسى .
ثم لاحقا تطور الأمر بأن أغرق الألمانى چوليوس ڤيللهاوسين فى سبعينيات القرن
التاسع عشر ،
فى بحث وصياغة هذه التى تسمى نظرية التوثيق والتى كذلك تسمى أحيانا باسمه .
ويعتقد على نطاق واسع أن الهدف من هذا الميل للدمج دون حذف المتناقضات
كان الحرص على توحيد الشعب اليهودى فى أمة واحدة .
هذا هو نفسه ‑مثلا‑ سر الإيحاء الدائم بأن الشعب اليهودى كان يرتحل
سويا ،
فلو ذهب 50 واحد وواحدة لمصر أو لأريحا أو لبابل أو لبلاد الواق واق كان الكتبة
يسمونهم الشعب .
مثلا أكبر تقديرات لمن عادوا من سبى بابل هو 5000 نسمة ‑تصور ؟ !
الفضيحة هنا أن سفر الخروج قرر فعلا عدد جنود موسى بستمائة ألف ،
أى أنه قاد خروج شعب لا يقل عن مليونين ونصف من السكان ، أى نحو ثلاثة أرباع
سكان مصر آنذاك ‑كمان حاول تتصور ؟ !
خمسين شخصا ضربوا عددهم فى خمسين ألف ضعف ،
والتفسير الوحيد لا يمكن إلا أن يكون أنها أسطورة خالصة مختلقة من الخدش !
لعل أيضا هذا هو سر حلمهم أن يبيد إلههم شعب مصر كاملا بضربات أقسى فى المرة
القادمة
( أو على الإقل يستعبدهم لشعب الرب ) ، ويمكن هذا الشعب منها ومن
خيراتها فيكتسبون
‑أى اليهود طبعا الذين لا يخطر ببال أشعياء أو غيره أن يكون للرب شعبا سواهم‑
لقب الوهم المنيع ‘ مبارك شعبى مصر ’ ،
سطر أشعياء الذى فهمه كل العالم إلا المغيبين للأسف حتى النخاع أعباط مصر ،
على أنه الوعد المنقح بدولة جديدة لإله اليهود تمتد من النيل إلى الفرات ،
يصبح فيها من لا يرضون بالعبرانيين عبيدا ، هم العبيد لدى أولئك
الجرابيع .
والسطور السابقة مباشرة تفيض بكل الحقد المرعب وأوهام جرذان الصحراء المستحيلة
بالتمكين من سيدة الأرض :
… ترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر
داخلها .
… وأهيج مصريين على مصريين
فيحاربون كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه مدينة مدينة ومملكة مملكة .
… وتهراق روح مصر داخلها وأفنى مشورتها فيسألون الأوثان والعازفين
وأصحاب التوابع والعرافين .
… فيتسلط عليهم ملك عزيز يقول
السيد رب الجنود .
… وتنشف المياه من البحر ( … إلى آخر فيلم طويل من اللعنات ، أتقزز من
نقله ) .
… رؤساء صوعن [ تانيس ] أغبياء ، حكماء مشيرى فرعون مشورتهم بهيمية .
كيف تقولون لفرعون أنا ابن حكماء ابن ملوك قدماء ، فأين هم حكماؤك فليخبروك ليعرفوا ماذا قضى به
رب الجنود على مصر .
… رؤساء نوف [ منف ] انخدعوا ، وأضل مصر وجوه أسباطها .
… مزج الرب فى وسطها روح غى فاضلوا مصر فى كل عملها كترنح السكران فى قيئه .
فلا يكون لمصر عمل يعمله رأس
أو ذنب نخلة أو أسلة .
… فى ذلك اليوم تكون مصر
كالنساء فترتعد وترجف من هزة يد رب الجنود التى يهزها عليها .
وتكون أرض يهوذا رعبا لمصر كل من
تذكرها يرتعب من أمام قضاء رب الجنود الذى يقضى به عليها .
فى ذلك اليوم يكون فى أرض مصر خمس مدن تتكلم بلغة
كنعان وتحلف لرب الجنود يقال لإحداها مدينة الشمس .
فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها .
فيكون علامة وشهادة لرب
الجنود فى أرض مصر لأنهم يصرخون إلى الرب بسبب المضايقين فيرسل لهم مخلصا ومحاميا
وينقذهم .
… فيعرف الرب فى مصر ويعرف المصريون الرب فى ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة
وتقدمة وينذرون للرب نذرا ويوفون به .
… ثم فقط بعد هذا كله يأتى القول :
مبارك شعبى مصر وعمل يدى آشور وميراثى إسرائيل .
… ولا
تعليق !
…
محاولة أخرى منى
لقهر الخرف الأفلاطونى المسمى المسيحية ، بالذات نسختها مزمنة الغباء المسماة
الأعباط ، ذلك لمن لا يفهمون سطر مبارك شعبى مصر واتبعوا نصيحتنا السابقة
بقراءة الفصل الأشعياوى النجس كاملا ، ولم يفلح معهم ، عليهم الآن
محاولة قراءة التثنية 20 ، لعلكم تفقهون .
حين تقرب من مدينة لكى تحاربها استدعها إلى
الصلح ، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك
للتسخير ويستعبد لك . وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها . وإذا
دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف . وأما النساء والأطفال
والبهائم وكل ما فى المدينة ، كل غنيمتها ، فتغتنمها لنفسك ، وتأكل
غنيمة أعدائك التى أعطاك الرب إلهك ، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا
التى ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا .
… حقا عمر بن صهاك لم يفعل شيئا سوى قراءة توراة أبناء العم
بالاستعانة بمترجم لم يتح لتابعه الأمى الأمعة ، ذلك يوم ألقى بوحيه الكرهانى
على عبده ورسوله هذا المدعو محمد بن آمنة العاهرة المغمورة .
فهمتم يا شعب مصر المبارك جه منين الوحى الصهاكى بتاع تسلسل إجراءات الغزو فى
التوبة 29 التى نصها يا نحمكم يا نقتلكم ، أو أسرى بدر إللى ما كان لنبى أن
يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض ، فهمتم مين هو النبى إللى بيتكلم عنه ،
طبعا بفرض أن التثنية كتبها موسى الوهمى وليس يوشيا شيخ البلد ، أقصد الملك ؟
هه هه ، ذلك كله أنه حسب ابن خلدون وابن أى حد ، فلا شىء يأتيه العرب
الجرب أبهم البهائم من عندياتهم .
ويا ريت مرة أخيرة تكونوا فهمتم ‑الآن أكلمكم أنتم يا أعباط‑ وليس شعب
مصر المبارك الذى هو العرب بنو عابر لو جاءوا من آسيا واحتلوا مصر واستعبدوكم يا
أهلها . عدا ذلك فليس لهم هم أنفسهم حق فى شىء ، سوى ربما مطالبة قريبهم
ابن صهاك بحقوق الملكية الفكرية .
… اكمل بقية الفصل
‑أو كل التثنية‑ بنفسك ، على الأقل للبحث عن مزيد من انتهاكات
حقوق الملكية .
…
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
الآن تطورت الأمور بحيث لم يعد ثمة سطر واحد فى كل
الأسفار الخمسة إلا وثبت تلفيقه ومناقضته للوقائع التاريخية والأركيولوچية ،
والفكرة العامة التى طرحها چيمس فريزر قبل قرن من الزمان أن التناقضات ترجع
لروايات قديمة وحديثة جمعت فى عصر القضاة ،
باتت تكتب فيها أسفار تفصيلية الآن ، أقلها كتاب الأركيولوچيين الصهيونيين
الرائعين فينكيلستاين وسيلبرمان
Israel
Finkelstein and Neil Asher Silberman,
The Bible Unearthed
—Archaeology's New Vision of Ancient Israel and the Origin of Its Sacred Texts (2001)
وأقول صهيونيين لأنهما ككل الصهاينة لا يتحدثان باحترام عن شىء فى ماضى اليهود
فيما عدا عصر الملوك ،
بهم تأسست لأول مرة مملكة معقولة القوة والتماسك ، قبلها وبعدها لم يكن
لليهود كيان من أى نوع ،
ويعرفان ‑حسب قولهما‑ أنها إن فاقت كل الممالك فإنها لن تفوق مصر أبدا
ولو كانت فى قاع ضعفها ،
وهو بالتأكيد فكر لا يخرج إلا عن ابنين حقيقيين للحضارة ، يعرفان معنى هذه الكلمة ويحترمانها أينما وجداها .
بل رغم كل هذا كانا من الاحترام بحيث كانا
السابقين لنزع المبالغات عن مملكتى داود وسليمان ،
سواء من حيث الاتساع أو القوة أو الثراء ، أو حتى فرضية أنهما مملكة واحدة
تنتمى لنفس المكان ونفس الشعب !
المسألة لم تعد تخص خرافة الخروج وحدها ،
التى يعاندها ويفضحها التاريخ المصرى بحسم ،
إنما حرف واحد مما ورد فيما يسمى بأسفار موسى الخمسة لم يقع فعلا ،
بل كافة المناقب العنترية اللاحقة من يشوع وصولا إلى شاول ،
لا أساس ولو واهى لها بل هى أقاصيص مختلقة بالكامل من أولها لآخرها ،
ولا يوجد دليل أركيولوچى واحد يثبت أدنى ترهة فيها !
نعم ، يشوع المغوار أبو صفارة ذابت لها أسوار أريحا شخص لا أساس
له ،
ولو وجد لم يكن ليقود جيوشا ، إنما ليقف بمفرده ذليلا أمام نقاط التفتيش
المصرية لمجرد أن يزور قريبا له فى بلدة لأخرى ،
وهكذا كل القصص ما قبل القرن السابع اختلاق مطلق من الخدش ،
لا يزيد ظل الحقيقة فيها عما فى معجزات يسوع الملقب بالمسيح ،
أو فى إسراء محمد أو شقه القمر ، من حقيقة .
حتى الواحدية نفسها لم يعرفها اليهود ،
إلا عندما اخترع يوشيا من الهواء سفرا موسويا جديدا اسمه التثنية ،
قال إنه وجده صدفة فى حفريات قامت بها هيئة الآثار ( هأ ! ‑ملوك
الثانى 22 ) ،
ودفع به للشعب كى يرهبه بما فيه من وعيد وأهوال وعذاب قبر ،
ويجبره على توحيد الإله وتوحيد الدين وتوحيد الهياكل ومن ثم توحيد الدولة .
قبل هذا القرن السابع ق . ح . ش . ما كان اليهود يقبلون التوحيد
بمعناه الصارم هذا قط
( التوحيد الذى سنعرف بعد قليل من مخترعه الأصلى ، وهذا اكتشاف آخر أشد
إثارة ) !
المذهل أكثر أن يوشيا هذا لم
يخترع سفر التثنية فقط ، ولا التوحيد فقط ولا حتى الديانة اليهودية
فقط ،
بل اخترع تقريبا كل شىء من آدم لسليمان ، وأغلبها صنعه اختلاقا كاملا
( دون أن ينسى طبعا المط فى أعمار البطاركة الوهميين هؤلاء حتى قرابة الألفية
لبعضهم ،
لكن رغم هذا فشل فى الوصول بتاريخ آدم حتى تاريخ
قدماء المصريين ! ) .
… لذا السؤال الكبير : من هو
يوشيا ؟
الواقع أن الاهتمام العلمانى به قديم ، ولم يكن فينكيلستاين وسيلبرمان هما من
اكتشفاه ،
وفقط كانا من سلطا عليه الضوء الكبير غير المسبوق بفضل ما أتيا به من حقائق
تاريخية تستند على اكشافاتهما الأركيولوچية .
فى حدود اطلاعاتى المتواضعة أعلم أن مثلا توماس پين اختتم دراسته الشهيرة قبل
قرنين والتى منعت طويلا
‘ أصول
الماسونية الحرة ’ ، بذروة كلام عن إسهامات يوشيا كحجة فند بها أكذوبة موسى ووصاياه وشريعته .
… الإجابة : يوشيا ببساطة هو إله
اليهودية مثلما هو عمر إله الإسلام !
وحد القبائل فى قبيلة واحدة ووحد الآلهة فى إله واحد ووحد الحواديت فى
حدوتة واحدة ،
وطبعا استرضى الجميع بضم حكاوى مغامراتهم جميعا مغدقا عليها كلها بصك القداسة
والحقيقة ،
تماما مثلما أبقى الإسلام على كل العبادات وكل أسماء الآلهة السابقة عليه .
طبعا يوشيا ومن بعده عزرا فعلوا ذلك بركاكة بدوية متوقعة ،
وأحيانا ليست أقل كثيرا من عبط الكرهان .
كأن كى يبدأ بآدم وحواء أطال أعمار الأسلاف لحد الإضحاك كما أشرنا .
ومن أجل جعلها حكاية واحدة كبيرة وهمية عن شعب واحد كبير وهمى ،
حاول وصل قصص وشخصيات لا تتصل أبدا ،
مثل أن ثبت أركيولوچيا لدى مؤلفى الكتاب أن الفرسان الثلاثة ،
العائلة المقدسة النجوم الكبار إبراهيم وإسحق ويعقوب ،
بفرض وجود ظل واهى من الواقع فى شخصياتهم ، وهو قطعا غير موجود ،
أناس من أماكن وثقافات وأزمنة متباعدة تماما ، لا يمكن أن يكونوا قد قابلوا
بعضهم البعض !
الفارق الوحيد بين يوشيا وابن الحطابة أن جاء ملك مصر فورا وقتل داعية الواحدية
المجرم ذاك ،
بينما كان عمر أكثر حصافة وأرسل قبله دينا يسمى المسيحية ،
كى ينخر ويدمر به بلدان الحضارة من داخلها ، قبل أن يهجم هو عليها !
…
هكذا إذن فجر كتاب فينكيلستاين /
سيلبرمان كل شىء ،
بأن حاول أن يأتى بأدلة الاتهام على كيف وقعت الجريمة بالضبط من خلال استخدام
معاول الحفر :
إذا كان هوبس قد بدأ بطرح الأسئلة عن مصداقية التوراة قبل خمسة قرون ،
وإذا كان السير فريزر قد أجاب بالتقريب على سؤال متى ، وعلى بعض سؤال
كيف ،
فالكتاب ‑وطبعا كان فاتحة لطوفان من البحوث والكتب الفضل فيها أن قيام دولة
إسرائيل أدى لنهضة تنقيب ضخمة‑
أجاب تفصيلا على أسئلة ماذا ومن ولماذا وما تبقى من سؤال كيف :
ماذا حدث بالضبط فى عصر القضاة ( بل بالأحرى عصر الملوك اللاحق عليه وتحديدا
هذا اليوشيا ) ،
ما هو اسم هذا المزور الذى اخترع كتب التوراة ، لماذا كتبها هكذا ، وكيف
كانت ستراتيچيات التزوير ؟
الإجابات بالتفصيل تطول وتخرجنا عن موضوعنا وعليك الرجوع للكتاب الذى ‑فيما
أذكر وعشته‑
صنع غلاف النيووزويك كهدية كريسماس للمؤمنين زلزلت العالم كله يوما ،
أو الرجوع للمسلسل الوثائقى أوروپى الإنتاج الممتع عنه بذات العنوان بعد أربع
سنوات !
…
ما يعنينا هنا أنهم كانوا يضعون القصص المتناقضة
متجاورة دون ملاحظة التناقض بتلك الـ 180 درجة بينها .
وهذا هو سر تجاور نصوص أقدم بلا روحانيات وأخرى جديدة روحانية نسبيا
( طبعا روحانية دى استوردوها من مصر ، وطبقا للعلمانى من خلفية يهودية
سيجموند فرويد
فإن موسى ‑أحد هؤلاء العشرة إللى بأقول اتعمل منهم الكولاچ‑ كان أحد
كهنة أخناتون ) .
أشهر الأمثلة وأفضحها قصة الخلق رايح جاى ما بين تكوين 1 وتكوين 2 ،
ونسختا الوصايا العشر ما بين خروج 20 وخروج 32 واوعى يا جدع أنت تطبخ جديا بلبن
أمه ،
وشكرا پروفيسور فريزر لبحوثك الماموثية الماراثونية فى هذه جميعا .
والآن أشكر الأب أثناسيوس أن كان السبب فى لفت نظرنا ونظر كل المفكرين وكل البشرية
لهذا الاكتشاف المذهل ،
ليس بفارق أصحاح أو 12 إصحاح إنما فى ذات السطر :
الذهب كان ‘ استعارة ’ بفضل نعمة ألقاها الرب على عيون المصريين ،
ثم بعد فصلة كهذه ‘ ، ’ بالضبط ، أصبح اسمه
‘ سلب ’ ؛
قصتان جاءتا من مصدرين مختلفين يفصلهما قرابة ألف سنة ،
ذلك بينما لم يفصل بينهما على الورق إلا أقل من ميلليمتر واحد .
الأولى هى الأحدث والأكثر ثيولوچية ، والثانية الأقدم والأكثر واقعية ،
وكما هو واضح هى الأصدق بالتأكيد !
( هل لاحظت أن لوياثان مشتقة من لاويين ،
فهل كان كرم تجاور juxtaposition المتناقضات يشمل أيضا رأى الشعوب الأخرى فى شعب الشر وإله الشر ؟
الحية هى إله الشر فى نظر اليهود ، واللاويون هم كهنة إله الشر فى نظر بقية
شعوب المنطقة !
لو صحت هذه النكتة فسوف تصبح تجاورا آخر للمتناقضات فى ذات السطر أشعياء 27 :
1 ،
اكتبوا اكتشافه باسمى لو سمحتم ! ) .
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here
or here)
الأسوأ
ليس هنا ، إنما أنه ‑أى الأب أثناسيوس‑ يخترع قصة ثالثة تماما
تفوق كل خيال ،
لم يأت بها نص قط ، وطبعا أتحداه أن يأتينى بلاهوتى واحد يوافقه عليها
( هذا ما ألقى به مساء
اليوم بينما كانت غرفة الپالتوك المذكورة تنتظر فى جزع عودة نجلاء الإمام المحتجزة
فى ستوديوهات المحور ) :
لم تحدث لا غيبوبة ولا سرقة ، إنما أعطى
المصريون الذهب عن طيب خاطر وبوعى كامل ،
كى يتشفع اليهود عنهم به عند إلههم يهوه كى يحررهم هم أيضا من طغيان
الفراعنة .
… يا سلام سلم ! … كلام لا سند له على وجه الإطلاق ولا حتى فى
المانيفستو الشيوعى !
…
الأدهى أن أحدث وأفضل نظرية ‘ لخروج ’ تلك الشرذمة العبرانية ترجح لها
الكفة الآن ،
هى العكس بالضبط مما يروجه أثناسيوس كعب الغزال
( الذى ليس فقط لا يعرف أن المكان الوحيد الذى تتكدس فيه كتبه المقدسة أكثر
من الكنائس ،
هو صناديق القمامة على بوابات أقسام التاريخ فى كل جامعات العالم ،
بل يتفرد بلوى عنق النصوص الدينية نفسها بسيناريوهات كلية الاختلاق ،
ذلك إلى أن يجعل تلك النصوص تنضح بعكس ما فهمه كل أحد منها ) ،
العكس بالضبط مما يروجه عن حب غامر بين المصريين واليهود ،
بل هو الغضبة الشعبية جدا التحتية جدا grassroots movement على ديانة التوحيد الصحراوية ،
ذلك فى سنوات الفوضى التى قاموا فيها بالبطش بأخناتون وعصابته ، حيث لم يكن
هناك فراعنة حاكمون أصلا ليبطشوا بأخناتون أو غيره .
بل الأصح أن فى تلك الغضبة الشعبية غير المنظمة طردوا السامويون الآسيويون عامة
وليس العبرانيون بالذات .
أو هل اليهود من الأهمية بأن يطاردهم فرعون أصلا ، ناهيك عن أن يكون مرنبتاح
العظيم أو أبوه رمسيس الثانى الأعظم ؟ !
الخدعة ببساطة أنهم كانوا يطلقون على أى حاكم هكسوسى تافه فى شرق الدلتا
( ممن جاءوا تحت ظلهم من البداية ، بفرض أنهم جاءوا ) ،
يطلقون عليه فرعونا تفخيما فيه وبالتالى فى أنفسهم .
… ما هذا الهراء ؟ !
الفرعون لم يكن يقابل المصريين أصلا ،
فهل كان سيجرد حملة عسكرية بل يقودها بنفسه ، لمطاردة قبيلة مكونة من خمسين
أو سبعين من الرعاة الرعاع ؟ !
… إن أسطورة ‘ الخروج ’ ( بالذات فى الكلمة الإنجليزية المتفاخمة exodus ) ،
هى فى الواقع أمر يثير الشفقة أكثر من أى شىء آخر ،
إنها نكتة جاء بها الخيال المريض الحاقد الحاسد لمن يطوفون حول مصر من هوام ،
ولا يملكون سوى اختلاق وترويج الأكاذيب المضحكة عنها .
الخروج بفرض ان لها ظل من الحقيقة قصة حكتها جماعة صغيرة جدا ،
ربما جاءت لتشتغل فى مناجم الذهب فى سيناء أو ما شابه ،
ومن حنقها على مصر وعلى ما رأته من غنى المصريين عادت لتقول بعنترية بدوية
لقد أخذونا تحت العبودية إلا أننا ببطولتنا وبجبروت إلهنا الفتوة الأعظم حررنا
أنفسنا ،
وأكتر من كده كمان سرقنا من منجمهم شوية دهب ، بصوا لونه بيلمع إزاى !
… الحقيقة الصارخة الوحيدة القائمة هنا هى أن مصر لم تستعبد أحدا يوما ،
وأعتقد أن حفريات زاهى حواس لمقابر بناة الهرم قد أغلقت هذا الملف للأبد ،
فإذا قد بنينا الهرم بأنفسنا فما حاجتنا للعبيد فى أى وقت من التاريخ !
أما عن السبب فى اننا كمصريين لا نستعبد أحدا ،
فهو ببساطة تامة أن السيد الحقيقى
يرفض أن يعيش فى ذات المكان مع الوسخ !
( أما بالنسبة للشأن الأخناتونى فلنا بعد قليل عود وعود ، عودات
مدوية اربطوا لها الأحزمة من الآن ! ) .
…
هامش :
أنا أتفهم جيدا سر عقدة الهوام حولنا من رمسيس الثانى .
الحقد على هذا الفرعون بالذات لا حدود له ، والسبب وجيه وهو ما فعله من
أفاعيل بأهل قارة آسيا ،
وعلى غرار ما نسمعه كل بضع سنوات من إسلام إحدى بنات پاپا روما ،
اخترع العرب بذات المنهج قديما أن زوجة رمسيس الثانى آمنت بإله العرب وهى التى بنت
الكعبة … إلخ ،
وننوه سيد القمنى ( رب الزمان ودراسات أخرى ) ، أنها ليست مجرد
نظرية فاحشة الخيال من عنديات سيد كريم ،
إنما أتى الكرهان الكريه نفسه على ما يماسها فى يونس 83 ،
تريددا بالطبع لما اخترعه جيل مدحورى قادش وظل يتداوله نسلهم لقرون ،
وقد تفنن مفسرو الكرهان فى تفصيل
‘ ذرية من قومه ’ هذه بالاسماء والصفات ،
وبكل سعادة ومباهاة أضاف معظمهم زوجة فرعون بالطبع .
ثانيا ، وهو الأهم لأنه ليس ترهة مفضوحة إنما به ظل حقيقة ،
هو ولعهم بترديد حقيقة إنه كان متعدد الزوجات ‑أى حيوانا مثلهم‑
ولن أرد بأنه استثناء شديد التفرد ، بل هو متفرد وحالة خاصة فعلا ، لكن
من زاويا لا حصر لها :
ابن نابغ وسيم اختاره أبوه وهو بعد صبيا وليا للعهد ، ويذهب البعض إلى أنه
اختاره شريكا فى ممارسة الملك ،
ذلك علما بأن سيتى الأول هذا نفسه كان من أعظم ملوك مصر ،
وبما أن رمسيس الثانى هو أفضل من تلقى تربية إطلاقا فى تاريخ ملوك الأرض ،
وبما أن ذلك الأب هو أدرى ملوك التاريخ بما يجب أن تعنيه كلمة سلالة ملكية أو
تنشئة ملك ،
فلربما كان الإنجاب الكثير عبر المستولدات هو إحدى وصايا ذلك الأب العظيم .
بالتوازى مع انخراط الابن منذ الطفولة فى الحياة العسكرية الصارمة ،
كانت مئات الفتيات طول يده لو شاء ، تزوج كثيرات وأنجب قرابة مائة ابن
وابنه ،
لكن ما حدث أنه حين ارتقى فى الملك ومسئولياته ، واطمئن على استمرار
نسله ، اكتفى بمحبوبة القلب الحقيقية الوحيدة ،
الحب الأول والزوجة الأولى وأم أول الأبناء ، جميلة الجميلات نفرتارى
( الصورة أعلاه من الصور القليلة التى نعتز باشتغالنا لساعات طويلة على
تجميعها وتنقيحها من عدة تصاوير مختلفة لها ،
وتجدها بحزمها الكامل هنا
أو هنا ،
وأعتقد أنه قد يصعب عليك على الأرجح الإفلات من غواية وضعها كخلفية لشاشة حاسوبك
الجديدة الضخمة ،
والتمتع لساعات لا تنتهى بجمال نفرتارى والإلهات الفاتنات الثلاث
أمامها ! ) .
وهكذا ‑أى فى الاكتفاء بزوجة واحدة هى غالبا الحب الأول والأخير‑ كانت
ساطرة الجميع من قبل رمسيس ومن بعده وإلى اليوم ،
لكن يصعب حقا التفسير الدقيق لماذا كان رمسيس ذلك الاستثناء الملفت .
بعض حالات سابقة ، بالمثل لا يمكن وصفها عمليا بتعدد الزوجات ،
إنما كانت هناك دوما ‘ الزوجة المفضلة ’ ، بمعنى الزوجة الوحيدة
والحبيبة والملكة … إلخ ،
والباقيات لسن ‘ حريما ’ للمتعة الجنسية أو حتى خليلات للتجارب
العاطفية ، إنما فقط مستولدات لنشر وتعزيز نسل السلالة الملكية ،
على أن أحدا لم يتوسع فى هذا الأمر ، سواء كمعاشرات أو كإنجاب ، قدر
رمسيس الثانى
( وربما كان لهذا ثمنه ، والرجل كان يجرب للوصول لأنسب عدد للسلالة
الملكية ،
فتطرف فى زيادة عدد الأبناء ، فصاروا عامل ضعف للمملكة من بعده ، أكثر
منه عامل قوة ) .
… المهم أن ما حدث أن هذا الاجتهاد الشخصى ‑أيا ما كان دافعه‑
لم يستطع تغيير ما يجرى فى الدم المصرى من تمسك الرجل بامرأة واحدة وحيدة فى
حياته ،
والعكس بالعكس ‑أى إخلاص المصريات لأزواجهن ،
بل لم يقدر رغم جبروته إلا أن يكتفى هو نفسه فى نهاية المطاف بحبه الأول ، بل
ويقطر حزنا على موتها ويكرم ذكراها عبر الأرض
( لو أنت عربى لربما استغربت لماذا بدلا من كل وجع الدماغ هذا ، لم يلهث
وراء طفلة فى السادسة من عمرها ؟ ! ) .
للأسف هذا ليس كل ما يمكن أن يقال ، والكلام قد يطول ‑وأعترف أنه لا
يخلو من غصة ما‑
لأنه قد يمتد بالضرورة للمقولة القاعدية أن
الحضارات تنهار ‑وتنهار فقط‑ عندما يخالط أبناؤها البرابرة والعبيد
( ولو فى ساحة القتال ) ،
ومصر ليست استثناء ، وعندما كان الأعداء يستسلمون تحت أقدامها المجيدة بعشرات
الآلاف ،
وجدت أنها أسمى من أن تقتلهم وفى ذات الوقت لم تكن تستطيع إطلاقهم ،
فأسرتهم ، ويا ليتها ما فعلت .
مصر لم تعرف قط مفهوم العبودية الساموى ولو
حتى للآلهة .
هؤلاء الذين كانت علاقتها بهم علاقة صداقة ومحبة وشفاعة وتوسل ودلال .
طالما لا توجد شريعة ، فأنت لا تنفذ أوامر أحد ، فأنت لست عبدا
لأحد ، أو بالأحرى عبد فقط لضميرك الشخصى .
الآلهة كانت تبجل worshipped لا تعبد subserved ،
والفرعون الإله المتجسد أيضا لم يكن يعبد رغم قدراته الخارقة الواضحة لكل
العيان ،
بل فى الواقع كانت الألوهية عبئا عليه أكثر منها ميزة ( تكليف لا تشريف كما
يقال ) ،
تجعله مقيدا بصفاته ، أى ملزما بصفات بقية الآلهة حيثما يفهمها
المصريون ، تعظيم الخير وكفالة الرعاية والنماء للشعب .
للأسف ، لذلك السبب ، بعد أن كان شاغل مصر الوحيد نوعية الحياة ،
باتت ‑ولو فقط من خلال العقل الباطن‑
مضطرة للتفكير فى الشأن العددى لمجابهة الأوغاد المتربصين بمصر من جميع الاتجاهات
الأربع ممن ينجبون المئات مجانا !
…
هامش
آخر بناء عليه :
الوصايا العشر تدليس لغوى فى الترجمة
العربية ، وصحتها الأوامر العشر !
جراد الصحراء لا يفهمون إلا لغة الأمر والنهى ، لغة العصا ،
لكننا فى مصر لا نتلقى أوامر من أحد .
وبداهة إذا كنا لا نتلقانا من آلهتنا فكيف نقبلها
من آلهة غيرنا أو من غير آلهة ، والسبب فى كل هذا بسيط وهو أننا أنفسنا آلهة .
فقط على سبيل المجاز الفضفاض قد نقبل فكرة البنوة التى تقول بها المسيحية ،
وقطعا يسعدنا أن نكون أبناء لإيزيس وحتحور ،
لكن هذا فى الحقيقة ليست إلا انتقاصا أو
اختزالا أو تهبيطا downgrading للفكرة الأصلية الأعمق كثيرا ألا وهى التوحد ؛
مفهوم أننا والآلهة واحد :
كل الوجود الخير كيان واحد !
وفقط حدسنا وإيماننا وضميرنا الداخلى ( وفى أغلب الحالات عقلنا أيضا ) ‑أى
إجمالا توحدنا‑
هى التى تخبرنا أنه لشرف عظيم أن نشارك هذا
الفرعون‑الإله تنفيذ مشروعات
الخلق العظيمة
التى أوحى له بها عقله وحسه وألوهيته الرفيعة المتميزة .
وطبعا لا يغيب عنك أن كل هذه
المنظومة الفكرية تنافى جذريا
سيكولوچية العبيد
التى تقوم عليها ديانات ‘ على ابن الطاعة تحل البركة ’ ( ناهيك عن
ديانات ‘ افعل … ، لا تفعل … ’ ) الآسيوية
الحامورابية !
…
نعود للأب أثناسيوس لنقول إن الأسوأ وأسوأ هو النتيجة السياسية التى يريدها من لى
عنق النصوص الفاضح هذا .
هو يريد شيطنة الفراعنة وكل الأثرياء والسلاطين القدامى والحاليين
والمستقبليين ، فى مقابل تمجيد الفقراء والرعاع العبيد الهمج
( يبدو أنك أعجبت بتسميتنا لكم بالبطارسة الجدد الذين سيسحقون الإسلام كما
أركع البطارسة الأوائل روما ،
فقررت أن أضمن طريق هو تكرار التاريخ بكل حرفياته ! ) .
رغم علمى البديهى أن الأديان ما هى إلا أيديولوچيات عبيد اشتراكية بالأساس ومعادية
للرأسمالية وللحضارة وللمستقبل
( ومن أعجب عجائب الزمن فى رأيى أن يصف أحد المتدينين
باليمين ؟ ؟ ! ! ) ،
ورغم علمى أن الأرثوذوكسية هى أيديولوچية عالم‑ثالثية شديدة التخلف ،
ورغم ‑فى المقابل‑ ترحيبى بتنافخ الأب أثناسيوس الهائل بمسيحيته فى
مقابل الإسلام ،
فإنى أرجوه أولا ، ألا ينسى أن معظم مسلمى العالم هم أرثوذوكس فى
الأصل ، بينما مثلا لم يسلم كاثوليكى واحد ،
وهى قصة عرقية چيينية يطول شرحها
ما بين شعوب حثالية وأخرى عظيمة متشامخة
( ما تفرحوش أوى يا مسلمين ، فالفارق بين المذاهب المسيحية ليس لاهوتيا
كما يوهمكم مشايخكم الأجهل منكم ، إنما فارق طبقى ،
ومكانكم أنتم فى مثل هذا السلم هو حضيض حضيض الحضيض !
كما أنى أراكم تتهللون من أن العك فى جمع التوراة يشبه العك فى جمع القرآن .
فقط فاتكم فارقين : أن مشكلتهم هى كونهم لا يحذفون شيئا وتركوا
المتناقضات ،
بينما مشكلتكم أنكم حرقتم أغلب القرآن ومع ذلك ما تبقى فيه من متناقضات كان أضعاف
أضعاف ما لديهم .
الفارق الثانى أنهم جمعوا توراتهم قبلكم بـ 1500 سنة ، وإللى يحب يقلد حد
يقلده بعد يومين بعد سنتين موش بعد 15 قرن ! ) .
وأرجوك ‑الأب أثناسيوس‑ ثانيا ، ألا تنسى أنه لو كانت مصر شعبا
بلا فراعنة لما كان لها أى مجد يتباهى به العبيد أمثالك اليوم ،
ولما صنعت ما صنعت من ‘ ربع حضارة ’ ، والتى إن لم تكن قد ألهمت
اليونان فعلى الأقل أثارت غيظها وغيرتها ،
فأعطتنا ‘ نصف الحضارة ’ التى كانت فى الأوليمپ الذى تعيش أنت بالقرب
منه ،
وقادتنا ‑وهو الأهم‑ لروما ، أول حضارة فى التاريخ بالتعريف
الكامل للكلمة ، ألا وهو فتح
جبهة جديدة للتقنية .
…
ياااااه ! تصور أن هذه المرة
الأولى لى منذ خمس سنوات أكتب فيها تحليلا أو نقدا ما فى صميم اليهودية‑المسيحية ،
فقط كنت أكتب بعض المتابعات الخبرية للأحداث الكبرى كاكتشاف قبر يسوع أو العثور على نسخة كاملة لأول مرة من إنجيل يهوذا
أو اكتشافات جديدة عن المسيحية المبكرة فى بريطانيا .
سهم كيوپيد نفسها كررت آرائى العلمانية التقليدية القاعدية عن اليهودية‑المسيحية
دون جديد يذكر .
أحد الأسباب ‑لا شعوريا على الأقل‑ هو احترامى لمشاعر هؤلاء المتحولين
الجدد ،
لا أريد ‑داخليا بينى وبين نفسى‑ أن أنغص عليهم سعادتهم أو أن أثبط من
جهاديتهم .
لم أملك سوى الانبهار بالروحانية المذهلة التى يتحدث بها أمانى أو إبراهيم أو أحمد
أو حجازى أو أسماء أو أخيرا نجلاء الإمام ،
وأنا هنا أذكر مصريين فقط ، وفقط بعض بعضهم لأن مثلهم عشرات آخرين يظهرون على
الشاشات ،
زائد آلاف أقل شهرة لا يظهرون إلا على الإنترنيت .
…
المهم ، كل هؤلاء
المسلمين السابقين ‑وأحدثهم نجلاء الإمام‑ لا
يبدون لى متحولين للمسيحية بالمعنى التقانى للكلمة ،
وقطعا قطعا لا يقعون على أذنى كأرثوذوكس .
هم پروتستانت بالكاد ، وفقط من حيث تركيزهم على العلاقة الشخصية بين الفرد
والإله .
إنما من حيث الجوهر هم أقرب ما يكون لليسوعية الغنوصية ،
وروح أدبياتها العظيمة ،
كإنجيل المجدلية زوجة الريس وفى قول آخر ‑كما سآتى فورا‑ هى الريس
نفسه ،
أو إنجيل توما العميق أحد أكثر الكتب أثرا على صياغة الديانة البوذية العظيمة
مثلا ،
أو إنجيل يهوذا هذا الشخص العظيم الآخر الذى إراد تحويل الروحانية لدستور سياسى
للدولة اليهودية لكنه للأسف فشل .
…
بعبارة أدق :
هؤلاء المتحولون من الإسلام للمسيحية لا يقعون على أذنى كمسيحيين إنما
كغنوصيين ،
وربما لو عرفوا ما هى المسيحية لما دخلوها ، أو على الأقل لما تسموا
بها .
أجمل ما فيهم أنهم إحياء رائع للقيم الغنوصية القديمة المستندة على أن الخلاص
بالمعرفة ،
وليس الخلاص بترهات ميتافيزيائية من قبيل النعمة ولمسة الإله وما إليها .
… هم أولا : يحيون الروحانية الراقية الفياضة للعصر الغنوصى ،
روحانية خالصة مترفعة على كل الفساسف اللاهوتية العبيطة والتافهة ،
والتى طالما اتفقت على حصر الألوهية فى شخص واحد ،
لا بد وأن تتفق حتما بعد قليل على التشظى لعشرات الملل والنحل ،
أو ‑وهو المثير حقا للشفقة والضحك معا‑
انحصار أغلب تلك الصراعات اللاهوتية الكنائسية حول طبيعة شخص يسوع لا حول
فكره ؛
وثانيا ‑ولعله الأهم ، والسبب فيه طبعا المستوى التعليمى لدى هؤلاء
تاركى الإسلام‑
يحيون التمايز بين الغنوصية كبوتقة عصرها للمثقفين والعلماء وأصحاب الفكر ،
فى مقابل المسيحية كتنظيم سياسى للجياع الرعاع والعبيد ،
هدفها الأساس الاستيلاء على السلطة فى الإمپراطورية الرومانية ونهب ثروات
الأغنياء .
…
رغم هذا نقول : إذا كان كتاب العهد الجديد
( الذى هو نفسه من وضع كنيسة مؤسسية نقحت فيه ما شاءت وحذفت منه ما
شاءت ، وأهمه الأناجيل الغنوصية الأقدم والأكثر أصالة ) ،
قد منح بنصه الحالى ‑موعظة الجبل … إلخ‑ كل هذه الروحانية
لمعاصرينا أولئك المتحولين عن الإسلام للمسيحية ،
فلا بد أنه لا يزال أكثر غنوصية مما كنت أتصور شخصيا ،
بل ومما تصور بعض مؤلفيه ( پولس ويوحنا بالذات ) ممن راحوا يحشونه
بتعقيدات لاهوتية لا لزوم لها
( إلا ربما السعى لبناء حزب سياسى سرى دنيوى الأهداف برئاسة بطرس
السماك ، يسعى لغزو روما وبناء ‘ مؤسسة ’ جديدة على
أنقاضها ) ،
تعقيدات تقول إن أخلاق يسوع الرفيعة لا بد وأن سببها كونه الإله نفسه ،
معتقدين أنهم بهذا يرفعون من شأن طاهر الروح شهيد الفكر هذا .
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
Rames Goes to the Stratosphere!
[ بمناسبة التعقيدات اللاهوتية استمتعت أيما استمتاع
بعد أيام بالدكتور
أحمد الطيب النجار ‑وعادة ما أستمتع به‑ يقول أن الأشاعرة تساهلوا مع
الحنابلة فى تجسيم الله ، لأن عموم الناس لا يستطيعون تمثل موجودا ليس جسما
وليس فى زمان وليس فى مكان ولا يتحرك ولا ينتقل وغير ذى وزن ( ثقيل جدا يليق
بإله ‘ يزيق ’ له العرش ) … إلخ ( أبو سمبل فى
الستراتوسفير عبارتى المعتادة ) .
هذا أكد لى ما طالما قلته أن مشكلة مفهوم التجسد المسيحى ناهيك عن ثالوثهم المقدس
تكمن فقط فى صعوبة تمثلها فى العقل العربى دون الإنسانى غير القادر على التجسيد
كسائر عقول البشر ! ] .
…
(Note: Downsized image; for full scale, click here)
Dawn of Conscience!
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
أعزائى القراء :
الآن يوجد اهتمام واسع بالمسيحية ونشوة كبرى بين المسيحيين بما يجرى ،
لكن هذه كانت كلمة تحذير أن محصوا كل ما تسمعون ، بالذات إذا ما جاءكم من
كهنة الأرثوذوكسية ،
وبالذات بالذات إذا كانت أرثوذوكسية العبيد ذات الأچندات السياسية الخفية
الوضيعة ،
وذكروا أنفسكم طوال الوقت :
نحن أبناء الفراعنة لا أبناء الشعب المعدم ،
وإلا فلتكفوا عن التشدق بنسبكم للتاريخ الفرعونى إذا أصررتم على التنكر لرموزه
لصالح لص حقير شبه وهمى اسمه موسى ،
بل لحساب شخصية دخيلة أخرى دجال أفاق هو الدودة الطفل المعجزة المدعو يوسف
لا يفوقه دجلا إلا من اخترع قصته من لا شىء تماما ،
أو بالأكثر ‑لو كان لقصص بعضهم ظل من الحقيقة‑ كانوا يطلقون على أبناء
عمومتهم الهكسوس فراعنة لغرض فى نفس يعقوب .
أو بالأحرى : هل نحن الملقبون بفجر الضمير كنا فى حاجة لقواد موهوم اسمه
إبراهيم يطوف على الممالك يبيع زوجته نظير الماعز
( وإن ليس للملوك كما زعم من يقولون إنهم أحفاده فأولئك لا يقابلون مثل هذه
الأشكال ) ،
هل كنا فى مصر فى حاجة لأمثال هذا الوغد الجلف كى يهذبوا لنا
أخلاقنا ؟ !
والموضوع ببساطة أن كل هؤلاء ‑بفرض أن سمعت بهم بلدنا من الأساس ناهيك عن
فرض وجودهم أصلا‑
لم يكونوا فى نظر مصر إلا حشرات صحراوية حاقدة على ما لمصر من مجد مادى وحضارى
فراحوا يختلقون لأنفسهم
أوهاما كلامية من قبيل أنهم شعب السماء المختار أو أبناء الملكوت أو خير أمة أخرجت
للناس ،
يختلقونها ليس بهدف التباهى أو حبا فى الكلام ، إنما تحديدا وبدقة تبريرا
للإغارة ونهب مال وثروات أصحاب المال والثروات
( المعنويات لسرقة الماديات ، أو بتعبيرات رواية سهم كيوپيد برنامج
القمح مقابل الكلام أو بالأحرى الذهب مقابل الهراء ! ) .
حتى أعلى نقطة وصل لها اليهود القدامى ، وهى داود الذى أسس لهم أقوى مملكة فى
تاريخهم ،
كان يتغنى فى أشهر مزمور له إطلاقا ، بالمراعى كرمز للخضرة والحياة ،
وبالوديان كرمز للموت والظلال ،
أى بعبارة أخرى هو ‑كملك بل وكعلمانى لا يؤمن بالخرافة الدينية‑ لم
يرتق كثيرا فوق أسلاف ذات المنطقة ‘ ملوك الرعاة ’
( الهكسوس ) .
…
[ بعد أيام وقعت على برنامج جديد على قناة الحياة عن شخصيات مغمورة من العهد
القديم يقدمه مصريان عنوانه ‘ شخصيات مستترة ’ .
ببساطة : صعقت أن أحفاد خوفو ورمسيس يهيمون هكذا تأليها فى نكرات نكرات جرذان
العصابات اليهودية القديمة ! ] .
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
‘Kedeshah!’
أنتم تطلبون العودة
للجذور ، وأوافقكم تماما :
لن تشق مصر طريقها إلى الحداثة والعلمانية ، على نحو سوى لا أمراض ولا تشوهات
ولا تعرجات فيه ، إلا بذلك .
والسبب بسيط أن لا تقدم بدون ثقة بالذات ، ولا ثقة بالذات بدون هوية ،
ولا هوية إلا بالعودة لجذور الجذور : المادة والچيينات .
المشكلة أن بالقطع جذور مصر ليست يهودية ولا مسيحية ،
وعلينا أن نعود بالكامل لمصر الوثنية الأصلية الجميلة ، مصر فراعنة
وشعبا ، مصر رع وإيزيس ،
وأن نلفظ كل تلك الأكاذيب المعادية للتقدم ‑تحديدا من حيث هو تقدم ،
التى غرسها فيكم العرق الساموى الصحراوى وكتبه السوداء وعلى رأسها التوراة
التى زرعت فينا أننا ‑فراعنة وشعبا‑ هم زراع الأرض الأشرار ،
بينما هؤلاء الرعاة البدو وأنبياؤهم اللصوص وإلههم الخفى ساكن السماء
‑والذى هو فى الواقع الشيطان الحقيقى‑ هم الأطهار المطهرون !
…
بعض المفاجآت الجديدة ‑وربما المذهلة‑ ستأتى بعد سطور
قليلة ، لكن إليكم مؤقتا واحدة صغيرة لمجرد شحذ الأسنان :
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
- هل تعرفون من هو أول شخص عبد الإله الواحد
( وأتوسل لكم هذه المرة ألا تقولوا لى إبراهيم لأنه
‑صدقونى‑ شخصية وهمية جدا اخترعت لاحقا جدا ) ؟
كلا ، ليس أخناتون وليس موسى ، بل قبل ذلك بقرنين : إنه
أپيپى !
- هل تعرفون من هو أپيپى ؟
الإجابة : أحد أهم ملوك الهكسوس فى دلتا مصر .
- هل تعرفون من هو الإله الواحد الذى عبده وقام بتكفير وحظر كل الآلهة دونه ؟
الإجابة : إنه ست إله الشر المصرى !
…
منذ طفولتى وحتى اللحظة كنت أتحدث من دماغى ‑أقصد من منظور دينى بحت :
خصائص يهوه هى ببساطة خصائص ست ، كلاهما إله صحراوى وظيفته البلطجة لحساب شعبه
هوام الصحراء قطاع الطرق .
… الآن لم تعد الأمور هكذا ، بل باتت كلها تواريخ محققة ، وارجعوا
لأحدث كتاب للپروفيسور يان آسمان من العام الماضى
Of
God and Gods —Egypt, Israel, and the Rise of Monotheism ، وستجدون التفاصيل التى تجلى كل شىء
( فى صفحة 48 يتحدث عن عقيدة أپيپى
كما أتت على ذكرها بردية لاحقة من عصر الرعامسة ،
لكن يجدر بالذكر أن أپيپى ‑أو أپوفيس بالنطق اليونانى‑ هو أصلا اسم
أشر المخلوقات إطلاقا ،
الحية التى تحارب رع إله الشمس وتحاول التهامه كل ليلة .
أما أپوفيس الهكسوسى فهو شخصية معروفة جدا تاريخيا وربما أوسع تناول مفصل لها
ولعبادته لست ،
كان رواية نجيب محفوظ المبكرة الرائعة ‘ كفاح طيبة ’ ،
لكنها لم تنوه لتجريمه التدين بغيره فى ‘ كل البلاد ’ كما بات جليا
الآن ،
والمقصود بكلمة جليا أنها تعمم لأول مرة هكذا ، ذلك أن آسمان ‑كما يشرح
فى الهامش ص 151‑
لا ينسب الاكتشاف لنفسه ، بل كان أطروحة بدأت تتداول فى دائرة ضيقة فى
الأوساط العلمية ) !
الرجل ‑آسمان‑ قرر أن يقضى سنوات كهولته فى دراسة موسعة معمقة وغير
مسبوقة للجريمة الأعظم فى حق الإنسانية وهى الواحدية أو التوحيد ،
وبعد كومة من الكتب تحدث فيها عن موسى وأخناتون ،
خلط فيها كل الأوراق سويا ، وتماهت فيها كل الأشياء معا ، مصرية
ويهودية ، غربية وشرقية ، حديثة وقديمة ،
ها هو يفاجئنا بتوحيد أپيپى ، ويضع يده لأول مرة على الطبيعة الصحراوية
الشمولية الشيطانية القاطعة للتوحيد ،
موحيا ما بين السطور أنها لا يمكن أن تلتقى مع الطبيعة المصرية الرفيعة والتقدمية
للحضارة وللوثنية .
…
… ست
بالمصرية ، ساتان بالعبرية ، الشيطان بالعربية ، سيتان بالإنجليزية
… إلخ ، ولا غرابة أن
‑باستثناء ذلك المشهد المتفرد فى سفر أيوب ، والذى يمكن لأول مرة الآن
فهم لماذا جاء هزليا مضحكا هكذا ،
ولماذا كان ما دار حوله هو تحفز واستفزاز إله اليهود ورفض عقله الباطن ،
لمجرد فكرة وجود كينونة أخرى منافسة له تنبت ‘ نبتا شيطانيا ’ ،
‘ عفريت وطلع له ’ ، هكذا فجأة‑
لا غرابة أن لفظ أو خلا بعد ذلك كل العهد القديم ‑سفر أيوب هو الأقدم قاطبة‑
من أى ذكر لتلك الكينونة الشريرة ،
لأنها ببساطة كانت هى ذلك الإله الذى كان يتحدث عنه الكتاب طوال الوقت .
ولم يحدث أن اضطروا للاعتراف بتلك الثنائية من جديد ، أو حتى مجرد التفكير
بوجودها ،
إلا حين هبط عليهم الزلزال اليسوعى مذكرا إياهم بأن ثمة ‘ خيرا ’ آخر فى
هذا الكون ، بل ربما هو الخير الحقيقى ،
لا الخير المصطنع عنوة بالپروپاجاندا والكذب والپارانويا والإسقاط النفسى وغسيل
الدماغ ، وأن ربما له إلهه الخاص به .
وللأسف ، من ساعتها ، وبدلا من أن تنجلى الحقيقة الضائعة ، اختلطت
أكثر على البشرية الأوراق ، وعلى نحو مروع ؟ !
…
… السؤال الآن :
لماذا اختار أپوفيس ست إله الشر ليخترع به أول مفهوم لواحدية الإله فى
التاريخ ؟
سؤال يبدو مشروعا للوهلة الأولى ، لكن بعد لحظة تفكير واحدة يبدو شديد
البلاهة !
الواحدية Monotheism لا يمكن إلا أن تتمحور حول إله شرير .
أعطنا ألفا من الآلهة من نوعية رع وآمون وإيزيس وحتحور … إلخ من آلهة
الحضارة ،
ستجد الكون لا زال جميلا متناغما .
أعطنا ألفا أخرى ستجده أكثر تناغما وجمالا ، وستجد الآلهة أكثر سعادة ببعضها
البعض .
لكن هل يمكن أن يعيش إله خير وإله شر ، أو حتى إلها شر معا ،
دون أن يعم الكون الصراع والفوضى والغضب ؟ !
…
إذن ، اكتشاف الپروفيسور آسمان مذهل لكنه فى نفس الوقت شديد المنطقية ،
من هنا قد أمازحه بأنى لا زلت أسبقه بخطوة أخرى على ما يبدو ، بخلاف ما ذكرت
للتو عن لماذا ست بالذات !
هل
حقا الواحدية هى الجريمة الأعظم فى التاريخ الإنسانى ؟
قبل عامين ونصف كتبت فى رواية سهم كيوپيد أن
ليس بالضبط إله التوحيد هو أسوأ اختراع فى التاريخ ،
إنما استدركت إلى نقطة صغيرة أبعد هى أن ثمة بعد شىء واحد آخر أسوأ ،
ألا وهو إخفاء ذلك الإله فى السماء حيث لم يعد يراه أى منا مجددا !
لكن هذه قصة أخرى ، ولعلنا نحتاج لپروفيسور عظيم آخر بوزن الپروفيسور آسمان ‑أو
ربما يفعل هذا هو نفسه‑
ليتحرى لنا من أى عقل جهنمى بالضبط تفتقت فكرة إخفاء الإله !
… مما
لا شك فيه أن التاريخ البشرى لم ينجب عقلا أكثر شيطانية
من ذلك الذى اخترع فكرة إله السماء الخفى ؛
العقل الذى أخفاه كى يعيد إظهاره لنا هو وحده ،
وليس أدق من التسمية الإنجليزية : الإله المتجلى Revealed .
هذا فعلا أسوأ ما فى الأمر ؛
ليس مجرد كونه واحدا يصادر حريات الناس الدينية ،
وليس مجرد كونه خفيا جبانا فاشلا مختبئا فى السماء ،
إنما بالأخص اشتغاله لحساب حفنة معينة من الأفاقين الفريدين من نوعهم ،
يزعمون أنهم المختارون خصيصا كى يكونوا رسلا من لدنه ناطقين دون غيرهم
بلسانه !
…
باختصار : لقد جعل أولئك الرعاة
( الذين بلسان نبيهم ‑الموهوم
الآخر‑ يوسف فى توراتهم يعترفون بأن كل راعى غنم رجس فى نظر المصريين ) ،
جعلوا كل راعى جاهل جلف متخلف
ملاكا ، وكل زارع متحضر بارع صاحب علم وصنعة شيطانا
( القائمة تبدأ بهابيل وقايين ، وتمر بسام
وحام ، ويعقوب وعيسو ، ويوسف والملكة ، وموسى وفرعون ، شمشون
ودليلة ، داود وچوليات ،
سليمان وبلقيس ، ولا تنتهى بالفلسطينيين المشردين الغلابة بتوع الحجارة
وإسرائيل المتجبرة الشيطانية بتاعة النووى
‑تسألنى حام راعى فأين اللعنة ، أجيبك لعن بأن كتب عليه إله التوحيد أن
يصير زارعا ‑هو كده ! ) .
يا سادة ، أنتم أشرار
فى نظرهم !
والمشكلة أنكم ستظلون للأبد هكذا ، فأنتم لستم أشرار لأنكم تعبدون الأصنام
إنما لأنكم متقدمون تقانيا وتتميز حياتكم بالثراء والوفرة المادية ،
وتستوجب سرقة الذهب والنهب والإغارة والجزية وأيضا القتل لو لزم الأمر أو لم
يلزم ،
لأن ببساطة فى نظر البدوى الباحث عن الكلأ فإن الأرض أرض الله والمال مال الله وقد
ذهبا إليك عن طريق الخطأ ،
وسأقتلك وأنهبك كى أصحح هذا الخطأ ،
وجرمكم الكبير ‑أيا أبناء حضارات المدن المزعومة‑ أن بنيتم لأنفسكم
أسوارا وحدودا
( أمصارا ، ومفردها مصر ‑لاحظ ! … ولم لا ؟
لم لا يستأثر هذا البلد اللعين بالذات ، بالاسم ،
وهو ذلك الأخدود العميق المحفور بين جبلين صخريين شريرين أوعر مما
يجب ؟ ! )
بنيتموها للاستئثار بخيرات خلقها الله لنا جميعا وليس لكم وحدكم ،
خيرات خيرة وليست من حرفة السحرة الشريرة المسماة الزراعة أو كدحكم المزعوم فى
البذر والحصاد ،
التى ما هى إلا رجس من عمل الشيطان يبعبص بأصابعه فى الأرض فتنبت أشياء
غريبة .
والمشكلة الأكبر أنهم على حق فى كل ما يقولون ، لأن آليات التكيف والعيش survival المتجذرة فى چييناتهم
تفرض عليهم هذا وإلا انقرضوا من الفاقة والجوع .
…
الأسوأ أن كما جعلوا التخلف
سموا جعلوا أيضا الجهل نعمة وكرسوه هكذا للأبد
( الحية رمز العلوم والمعرفة آسيويا جعلوها الشيطان ،
وأرهبوا كل الأجيال أن تناول شىء من شجرة المعرفة يخرجكم من الفردوس ؛ فردوس
الجهالة ) ،
بل باختصار قلبوا كل خير شرا وكل شر خيرا
( يهوه فتوة قبيلتهم السفاح الهمجى هو الحق وآلهتنا المحبة العظيمة هى
الكفر ،
ومع جزيل الشكر للأب عبد المسيح بسيط ‑وهو علامة قدير عميق محترم وكذا شديد
الذكاء‑ أن أسمى الغنوصيين بالوثنيين الجدد ،
فعندنا الإيمان بإيزيس أو هيرا أنقى وأشرف مليون مرة من الإيمان بإلهكم السماوى
الشيطانى الجبان الخفى المتخفى المختفى ،
الذى فى الواقع الميزة الوحيدة فيه ‑والتى سببت له ولكم بعض الشهرة‑
هى تخبئتكم إياه عن عيون الناس ! ) .
…
إذن ، فى مقابل تلك المسيحية ، توجد الغنوصية ، أى اليسوعية‑المجدلية
الأصلية كما أراد لها صاحباها أن تكون ،
والتى ‑ولا غرابة‑ لم تجد ملاذا أفضل من حضن وادى النيل الدافئ
لتكون ‑أى مصر‑ الوحيدة التى حفظتها لنا إلى اليوم ونجت بها من محرقة
الأناجيل الكبرى ،
لأنها ببساطة المكان الذى جاءت منه أصلا كى تظهر كتطفر چيينى مرفوض وخطر على
البركة الچيينية اليهودية
ظهر فجأة لدى شخصين أحدهما من الناصرة والأخرى من مجدل .
… كل هذا كلام قديم لنا ،
والآن إلى ما هو أجد وأدهى …
…
Boss’s Wife —or Rather: She’s the Boss!
كما تدل أحدث
النظريات فإن
مريم المجدلية كانت عاهرة مقدسة وإحدى كاهنات إيزيس !
عاهرة مقدسة خبر قديم من أيام نجع حمادى ، التى
ماهت ما بين الغنوصية والإيزيسية ، ونقلناه نحن لك فى حينه بكامل سياقه .
ونهديه لك الآن فى سياق أطول فى نصه
الإنجليزى :
For I am the first and the last,
I am the honored one and the scorned one,
I am the whore and the holy one,
I am the wife and the virgin,
I am the mother and the daughter,
I am the arms of my mother,
I am barren and many are my children,
I am the married woman and the spinster,
I am the woman who gives birth and she who never procreated,
I am the consolation for the pain of birth,
I am the the bride and the groom,
It was my man who created me and I am the mother of my father,
I am the sister of my husband and he is my rejected son,
I am the silence that is incomprehensible and I am the utterance of my name.
Always respect me, for I am the shameful and the magnificent one.
… أو اقرأ ترجمة كاملة هنا
مع تعليق من العظيمة إيلين پيجيلز .
…
مبدئيا ، العاهرات المقدسات لسن لمجرد تدبير مداخيل للمعابد ، ولسن
لمجرد المتعة الحسية ،
إنما كان ينظر للاتصال الجسدى بهن بأنه اتصال روحى بالآلهة
[ هل شاهدت فيلم ‘ آڤاتار ’ الذى عرض فى وقت متأخر من
السنة ،
حيث للكائنات عضو خاص حين يوصل بنظيره يحدث التواصل الروحى بين الكائنين ؟
… من المحتمل أنه استقى الفكرة من هنا ] .
هن إذن طقس تعبدى ، لكن مع ذلك لا يمكن بحال اعتبارهن من صميم الديانة
الفرعونية ،
ولا الحياة المصرية ككل التى لا تعترف بالمشاعية الجنسية ،
وطبعا لم تكن مجتمعا ذكوريا يكرس عاهرات لمتعة الرجال دون النساء أو ما إلى
ذلك .
الثابت أنهن عرفن عندنا فقط متأخرا فى العصر الپطلمى بالذات فى معابد الأسكندرية
وسقارة ،
أما فى بقية حوض المتوسط فقد كان التقليد منتشرا جدا فى معابد إيزيس وغيرها
( ومع ذلك كانت سقارة هى من لقب بلاس ڤيجاس العالم القديم ،
لأن مصر لا يمكن أن تكون إلا مصر ، فى نظر من يؤلهونها أو فى نظر من يحقدون
عليها سواء بسواء ! ) .
…
الجديد الآن ليس فقط أن البعض بات يفضل فضل تغيير عنونة تلك القصيدة
من Hymn to Isis إلى Mary Magdala, I Am the
Ressurection ،
أو أن الأمر تخطى ما فهمناه قديما أنها مجرد ربط عام بين الغنوصية
والإيزيسية ،
أو مجرد مصدر لكثير من تطويبات العذراء الشهيرة فى الكنيسة المصرية لاحقا ،
أو مجرد حكى رمزى دينى allegory عن عاهرة تطهرت بما يتماشى مع الفهم المسيحى التقليدى
للكلمات ،
إنما ربما أن تلك الترنيمة الغامضة لم ترنم لإيزيس قط ،
وأن المجدلية ربما هى مؤلفتها ، واستخدم الأتباع اسم إيزيس ككناية ،
ليس مثلا من قبيل التنكر ( كما شرح فيلم چيمس كاميرون أسباب
هذا ) ،
أو حتى من قبيل احتشام الغنوصيين من وصف معلمتهم المجدلية صراحة بألفاظ كالعاهرة
أو الموصومة … إلخ ،
إنما ببساطة لأن لا مشكلة أصلا فى شىء كذاك مع إنجيل المجدلية الذى يقول إن يسوع
علم وحدة الوجود وتناسخ الأوراح
( لحسن حظنا وحظ الحقيقة التاريخية أن كان هذا أول سطر فى مخطوطة نجع حمادى
مفقودة الصفحات الست الأولى ! ) :
‘All natures, all
formed things,
all creatures exist in and with one another and will again be resolved into
their own roots,
because the nature of matter is dissolved into the roots of its nature alone.’
باختصار : إن كل شذرات الصورة تترابط معا فعلا
لو نظرنا للأمر أن المجدلية كانت كانت كاهنة لإيزيس ،
وأن ما كانت تفعله هى وزوجها طوال الوقت لم يكن إلا محاولة نقل تلك العقيدة
الرفيعة المرهفة إلى أولئك اليهود الأجلاف !
…
اكتب Magdalen ثم Magdalene ثم Magdalena على موقع Amazon.com وعينك ما تشوف إلا النور من طوفان
الكتب ،
شخصيا كنت قد أجريت لك هذا البحث سنة 2004 ،
لكن حين كررته فى الأيام الخمسة الأخيرة
بحافز من مدخلى الوجيز عن الباحثين المسلمين من مصر الذين ينقبون فى تاريخ
المسيحية أعلاه ،
اكتشفت أن الدنيا قد صارت غير الدنيا !
… هذه القصيدة عرفت بها شخصيا لأول مرة من خلال مسلسل وثائقى ضخم لقناة PBS التعليمية سنة 1998 ،
بعنوان From Jesus to Christ —The First
Christians ،
أو بالأحرى من خلال الموقع الخاص به
على الإنترنيت ، والذى يحوى من الكتابات أضعافا مضاعفة تعزيزا لمادة
المسلسل ،
بما يجعله ككل أحد أكبر مشروعات البحث الغنوصية فى العقد الأخير من القرن
العشرين .
القصيدة ‑التى بالمناسبة هى محفوظة بالمتحف القبطى بالقاهرة ،
أصبحت الآن أسطورة تندلع فى الثقافة الغربية كما النار فى الهشيم ؛
صنعت لها موسيقى ولوحات وأفلام ودخلت حتى فى صناعة الإعلان ( پرادا اعتبرتها
خير تجسيد لحقيقة المرأة ) ،
وفى كل هذا أقصد المستويات الاحترافية العليا ،
أما على الإنترنيت فحدث ولا حرج ، كلها زائد على أرض الواقع عشاق وأتباع
وعباد ، وكل ما يخطر وما لا يخطر لك ببال !
…
النتيجة الإجمالية ، أننا لم نعد فى حاجة
لافتراضات چيينية أن هذا الفكر ليس يهوديا إنما مصرى ،
أو أن المجدلية هى زوجة الريس أم هى نفسها الريس ،
فالأمور قد خرجت الآن عن نطاق السيطرة وكما ترى دخلت فى تفاصيل مذهلة ، ليس
مجرد التنقيب عن جذور الأفكار ،
بل محاولة تحديد أعراق الأشخاص أنفسهم ، والآن إلى التفاصيل !
…
Egg of Fertility!
تخيل : … كاهنة لإيزيس ؟ !
… بكل أمانة ، هذا يفوق كل ما مر بى من أحلام طيلة هذه السنوات
الخمس !
حتى فيلم ‘ قبر يسوع المفقود ’
الذى جعل عقلى يشتغل كثيرا فيما قد يكون وراء كون المجدلية ابنة مرفأ ساحلى
كوزموپوليتانى ،
أو لماذا ذهبت بالذات لذلك المكان البعيد الغريب المدعو فرنسا ، لم يدفع
خيالى لتصور أنها ربما جاءت من الأسكندرية !
… أنت تعرف أيقونات لا حصر لأشكالها
ولا ألوانها للمجدلية تحمل فيها قنينة الطيب ،
لكنك قد لا تصدق أين توجد الأيقونة الوحيدة من نوعها أعلاه لها تحمل بيضة الخصوبة
شديدة الوثنية ؟ إنها كاثدرائيتها الروسية فى أورشليم !
الكنيسة تبرر هذا بأن البيضة ترمز للقيامة التى كانت المجدلية أهم شاهدة
عليها ،
لكن الحقيقة ببساطة أن الكنيسة فى العصور الأولى لم يكن بوسعها طمس كل
الحقائق ، لأنها كانت معارف واسعة الانتشار ،
بل ويعلم الجميع أن أيقونة العذراء التى تحمل الطفل هى محاكاة لتمائيل إيزيس ترضع
حورس .
وكما قلنا فى المدخل الأصلى الكنائس
الأرثوذوكسية القديمة لم تكن ‑لضعف حنكتها اللاهوتية التى لم تحتج لها كثيرا
لغباوة أتباعها الشرقيين ،
لم تكن تفكر كثيرا فى الكذب وكانت مثلا ترسم يسوع المصلوب عاريا .
هل تريد أن تعرف السر فى
بيضة المجدلية ؟
قديما جدا حكينا لك فى صفحة
العلمانية السر وراء الكريسماس ،
والآن نكرر ذات القصة بخصوص أعياد الربيع ‑كشم النسيم والفصح والنيروز
… إلخ .
خرافة أن المجدلية القيامة أمسكت
بييضة لتشرح فكرة القيامة لأحد الأباطرة ، اختلقت ببساطة لتبرير رضوخ الكنيسة
لطقوس الربيع الوثنية ،
فسياستها كانت تقوم بالأساس على تبنى كل الأعياد الوثنية حتى لا يهرب المؤلفة
قلوبهم ‑الذين هم كل شعوب الأرض فردا فردا‑
من قانون الإيمان المسيحى الذى نصه ‘ على ابن الطاعة تحل
البركة ’ .
دليلى ؟ هل تحتاج دليلا أكثر من أنهم منذ زمن طويل يخجلون من الصورة أم بيضة
ويحاربونها !
…
وبعد ، شكرا للرائعة كاثرين كانينجهام التى أكملت ثلاثية الـ Maeve فى أپريل
الماضى
( لا تنس أن هذا هو الاسم الأيرلاندى لإلهتنا العظيمة أمنا
الطبيعة ) ، ومنحتنا بها كل هذه
الاستنارة .
رغم أن القيمة البحثية وراء ثلاثية الميڤ قد امتدحت بشدة ،
ورغم أنها ‑أى كانينجهام‑
تقول إن أصل المجدلية‑الميڤ فتاة أيرلاندية أخذت للعبودية ،
وأصبحت عاهرة رفيعة فى روما ،
ثم دارت بها الأيام حتى أصبحت عاهرة مقدسة لإيزيس ،
إلا أنها فى الواقع فتحت فى المقابل بابا مواربا للأصول العرقية الدقيقة لكاهنة
إيزيس هذه ،
ظاهريا لأنها لم تحاول إفساد روعة فكرة تعدد الأمهات تلك التى حبلت بها تلك العصور
الوثنية الجميلة ،
وضمنيا ‑وهو الأهم بالنسبة لنا‑ هل ذهبت بتلك التعاليم الإيزيسية
العظيمة لبلاد اليهودية من مجرد تعليم مصرى تلقته
وعاشته ،
أم لعل لها أصول بالجسد مصرية ؟ !
دون أن أفتى بغير علم ، أقول إن الروابط بين سكان الجزر البريطانية
وبين المصريين ، طالما كانت أكبر مما يتنبه له الناس عادة .
كما تعلم ‑بالطبع من مباريات الكرة‑ أن شفيع إنجلترا هو سان چورچ قاهر
تنين النيل .
لكن الأبعد أن أساطيرهم ‑السكوتلانديون والأيرلانديون على الأقل‑ تقول
إنهم حفدة أميرتين مصريتين كلتاهما تدعى سكوتا ( منها جاء اسم
سكوتلاندا ) ،
ارتحلت الأولى من مصر إلى أيبيريا ( ومن أبنائها جاءت أسماء
أيبيريا وإسپانيا ) ،
ثم لحقت بهم الثانية وارتحلت بهم لما أصبح الآن الجزر البريطانية
( وعلى الأقل هذا الارتحال من أيبيريا ليس أسطورة لكنه حقيقة علمية ،
مثله مثل واقعية وفائهم لتقليد لبس رجالهم للتنورات القصيرة كما الفراعنة إلى
اليوم )
[ بعد أسابيع قليلة عرجت على الموضوع من جديد ، لكن هذه المرة من زاوية
چيينية قح ، فى مدخل دفينة
ستافوردشاير ،
ونرجوك أن تعتبره جزءا مكملا أصيلا للمدخل الذى تقرأه الآن ] .
…
إذن لا غرابة أن الإيزيسية المعاصرة انطلقت من
أيرلاندا أيضا وإن قبل هذا الكتاب بثلاثين سنة كاملة
( اقرأ هنا مانيفستو العقيدة
وستقتنع ساعتها أنها دين الفطرة بأقصى ما يمكن أن يتسع له المعنى الميتافيزيائى
لكلمة دين :
الإيزيسية لا زهد زائد أو مشين فيها رغم أنها كما
نعلم عقيدة إلهة المستضعفين فى الأرض ؛
تقوم على حب الحياة وحب الكائنات وحب الطبيعة وحب الجمال
وحب الحب وحب الصداقة وحب السعادة وحب الاستمتاع وحب الصفاء وحب الوفرة وحب
النماء ؛
تقوم على تمجيدها جميعا ، بل إن حتى العضوية فيها مفتوحة للحيوانات
والطيور .
كل هذا وذاك ‑التقشف وحب الاستمتاع معا‑
لا ترجع لشىء إلا لأن أساس الحضارة هو شبق الكدح والبناء لدى الفرد أو الشعب
المعطى ،
والوفرة والرفاه ليستا سوى نتائج ليست مطلوبة فى حد ذاتها ،
بل إن الإغراق فيها indulgence اللحظى وقصير النظر ،
هو أكبر خطر على استدامة الحضارة ( ومن ثم الوفرة والمتعة ) ،
والوصفة الذهبية لانهيارها ذاتيا !
لو الموعظة على الجبل توصلت لشىء أفضل أرجوك يا أبى أثناسيوس أن اخبرنى به ،
وأشك أنك ستفعل ، ليس لأنها سيئة إنما لأنك صحراوى قلبا وقالبا ولا تأخذها
على محمل الجد أصلا !
فى طفولتى البريئة فهمت أن الرجل يقصد جديا وحرفيا أن لو حول كل إنسان الخد
الآخر ،
لما لطم أى أحد أى أحد بعد ذلك ، ولصار المجتمع كله جميلا ،
لكنى ، وأضعك أنت بالذات فى الطليعة
‑بجذورك غير المصرية ، نقب عنها وستجدها
إما مارونية أو سيريانية أو كلدانية أو آرامية أو مرقسية ( ليبية ) ‑أنت
أدرى ،
لا أرى تفسيرا منكم إلا وقد اختزل موعظة الجبل لذات الفكرة البدوية العربية
المسماة العفو عند المقدرة .
…
الجمعة 22 أغسطس 2014 حوالى منتصف الليل مقهى كارپاتشيو مول داون تاون
بالتجمع الخامس أشرح لأسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام السابق لغوية الإنصاف والشطر
وغيرها ، فيخطر ببالى التساؤل عن جذر العدل ، ثم نحو الثانية والنصف
فجرا بعيد المغادرة لأحمد عصمت بالسيارة أجتر ما سبق أثناء كلامى له عن فشار
والكلاميات ( مدخل قبل نحو أسبوع يبدأ بأنه مدخل زى قلته ) ، فقط
لأكتشف أن ثمة كلمة أخرى ربما تحتاج لتمحيص لغوى الكلام ’ إنشاء ‘ سيدى ، هل تعرف ما هو أسوأ شىء إطلاقا فى المسيحية ؛
الشىء الذى غادرت به كلية السمو المصرى القديم ؟
إنه بالضبط ما فعلته أنت هذه الليلة : التحريض ضد الأغنياء !
… ترجمة مفهوم معت إلى العدالة ترجمة مغرضة ، لأن معت هى الحقيقة ،
وتشمل ضمنا التوازن والاستقرار ،
بل الأكثر حرفية أنها تعنى التناغم أى تناغم كل الحقائق معا أو أن التناغم هو أم
جميع الحقائق ،
لكن قطعا قطعا قطعا معت لا تعنى إعادة توزيع الثروة
( لغويا ، العدالة بالعربية من الاعتدال أى الأفقية وهى من انبساط حياة
الصحراويين ، بينما بالإنجليزية مثلا تعنى التدقيق just ورمز الميزان معروف لها ) .
…
فى كتابة ‘ المعت ’
( 1990 ، صادر بالألمانية وترجم للعربية عن الفرنسية ، وعنوانه
الفرعى فى هاتين الترجمتين قبيح وسافل للغاية ولن أنقله ،
لأنه لا يستخدم حتى كلمة العدالة Gerechtigkeit كما فى الأصل الألمانى ،
بل يحيلها المترجمون ‑الفرنسيون الاشتراكيون والمصريون المتأثرون بلا وعى
بالإسلام‑
يحيلونها متعمدين إلى العدالة الاجتماعية ) ،
يقول يان آسمان
‘ إن الرأى السائد حتى الثلاثينيات أن الأخلاقيات
تشكل جوهر المعت ، ثم حدث تطور ما فى علم المصريات ،
وأصبح جوهر المعت هو نظام الكون المتكامل Weltrodnung ، ونتج عن هذه الرؤية المركزية تعريفات
جديدة ،
فالحقيقة أصبحت تعنى ‘ الكلام المنسجم مع الواقع ’ ،
والعدالة أصبحت تعنى ‘ الفعل المنسجم مع القوى المنظمة النشطة فى الحفاظ على
هذا النظام المتكامل ! ’ ’ .
انتهى كلام آسمان ، ونعيد نحن بدورنا صياغته الصياغة الصحيحة المباشرة وكأن
لبس العقود الأولى من القرن العشرين لم يكن ،
أن لم يكن قط أصلا فى مصر شىء اسمه العدالة ، لا اجتماعية ولا غير
اجتماعية ،
وأى ربط للمعت بها هو مجرد إسقاط من الثقافة الغربية المعاصرة التى تغلغلت فيها
القيم الوضيعة للمسيحية
( دع ديانات الصحراء جانبا ، ودع تهليل المترجمين العرب للمعنى المكذوب
جانبا ) .
أما عبارة ‘ الفعل المنسجم مع القوى المنظمة النشطة فى الحفاظ على هذا النظام
المتكامل ’ ،
فلا نملك إلا أن نهديها لمعلمنا الأكبر ، أبى المادية والناطق الرسمى بلسان
أمنا الطبيعة ،
والمعتى الحق تماما الذى علمنا أن لا إله إلا المثل العليا التى نضعها نحن أبناء
الحضارة ،
ذلك رغم أنه نادرا ما حدثنا عن مصر ، وإن كلنا ثقة أنه فعل وفيرا مع تلميذه
الأسكندر ،
من دشن مسعى ثانى إمپراطورية عالمية فى التاريخ من مكانين عجيبين معبد كهنة آمون
بسيوة ومعبد تحتمس بالكرنك ؛
إلى : أرسطو !
وقائمة الإهداءت بعد ‘ الأستاذ ’ تطول ،
ولا تمر فقط بآدم سميث الذى علم العالم الحديث كيف يزدرى العوالة الاجتماعية وفى
قول آخر العطالة الاجتماعية
( ولها قول ثالث ثبت زيفه للتو ولذا لن أتفوه به ) ،
ولا تنتهى بداروين أو واتسون أو الناطقين شبه الرسميين ‑أو نواب الناطق
الرسمى‑ بلسان الإله الحق .
…
… العدالة مفهوم صحراوى ، ويا ليتها
بالمعنى الذى قد يخطر ببالك ،
إنما مثلا كلمة ‘ إنصاف ’ مشتقة من قسمة الأشياء نصفين ، أى إعادة
توزيع الثروة ،
وفى الأصل تلك كلها پارانويات آسيوية لأنه ‑كما قلنا‑
فى عرف هؤلاء الرعاة الأرض أرض الله والمال مال الله ،
وذهبت لأبناء الحضارة ‑أصحاب تلك البنايات الشامخة المتغطرسة‑ عن طريق
الخطأ ،
وعلينا نحن ‑خير أمة أخرجت للناس وشعب الله المختار ، وفى قول آخر أحط
أمة أخرجت للناس وثانى أحط أمة أخرجت للناس‑
علينا تصحيح هذا الخطأ ( أموالنا ردت لنا ) .
…
للأسف الشديد لقد سايرتم يا مسيحيين هذا الحقد والدونية ،
وقلتم إن دخول الجمل من ثقب إبرة أيسر من دخول غنى للملكوت ،
بينما الإبرة التى كان يصعب عليها فى أى كومة قش مصرية ، هى الحقد
الطبقى .
الجنة الوحيدة التى عرفها كوكب الأرض هى مصر الفرعونية ، لماذا ؟
لأنها كانت فردوسا بالمفهوم الثرمودينامى للكلمة ؛ كانت الأنتروپى تكاد تلامس
الصفر فيها ،
كان الاستقطاب الطبقى والمعرفى فى أقصى أقصاه ،
لم يكن للأستقراطية فقط دين مختلف إنما أيضا ‑صدق أو لا تصدق‑ لغة
مختلفة .
شكل الهرم نفسه كان رمزا لهيراكية المجتمع المصرى عالية الاستقطاب ،
بل كلما زاد حجم المجتمع كلما ارتفعت قمته .
قطعا ، لم نكن مصطبة اشتراكية ، إنما كان لنا دائما رأس واحد أعلى من كل
شىء عرفه كوكب الأرض .
( وطبعا هذا الاستقطاب الحرارى كان طوال الوقت لا يعرقل بل يسهل أقوى حراك
اجتماعى ممكن ،
ولدينا مئات القصص لأناس عاديين ارتقوا لأعلى المراتب بفضل مهاراتهم الهندسية أو
الطبية أو الفنية أو العسكرية ) .
… الأهم من كل هذا ‑وفى حدود علمى ما لم يسأله أحد لنفسه قط‑
هو لماذا كانت مصر أطول حضارة دامت بين كل الحضارات ؟
التفسير هو آلية قهر الأنتروپى المتضمنة فى چييناتها ،
وفى كل مرة شارفت فيها على الموات بعثت من جديد أقوى مما كانت :
من كان يتخيل بعد إرضاخ الهكسوس لنصف أرض مصر أن يظهر تحتمس ليؤسس أول إمپراطورية
فى تاريخ الأرض ؟ !
من كان يتخيل أنه بعد الفوضى العارمة التى صاحبت هرطقة أخناتون التوحيدية الآسيوية
غير المصرية نهائيا
( كما قلنا سنعود لهذا بعد قليل وآمل أن تكون الأحزمة لا تزال محكمة
الربط ) ، أن يظهر الرعامسة أعظم ملوك مصر إطلاقا ؟ !
بل من كان يتخيل نظرية تقول إن النجوم الملتهبة تتوالد طوال الوقت فى الكون تجمعا
من المادة السوداء الباردة ؟ !
…
بالطبع أمنا الطبيعة دارونية الهوى ولن يسعدها كثيرا كل ذلك الحب الذى
بشرت به إيزيس
( بالذات وأن ثمة منافسة شخصية بينهما على لقب أم كل
الأمهات ! ) ،
لكنها على الأقل سوف تحترم فيها الصدق الذى تفتقده كل ديانات الشر التوحيدية
القسرية المنافقة المزيفة ،
وعلى الأقل تحترم فيها حبها للمعرفة وتشجيعها للبحث الدائم عنها ،
وأبسطه أن لم تقل لنا يوما إن الأكل من أشجار المعرفة يخرج من الملكوت ،
إنما قالت كلوا ولا تشبعوا أبدا من الشجر ، كل الشجر ، لأن المعرفة هى
الحقيقة ، والحقيقة هى الحق ، والحق يحرر !
مشكلتى الشخصية أن طالما أحزننى كون أمنا إيزيس ليست هى بالضبط أمنا
الطبيعة ،
الإلهة الدارونية الفتاكة الرائعة التى أعبدها ،
ثم اهتدى بحثى الطويل فى ‘ التطويبات الذاتية ’ aretalogies الكثيرة
لأمى إيزيس ،
إلى بضعة سطور نقشت على جدران معبد فيلة تقول إنها هائلة الفتك
بكل من يحاول أن ينغص عليها أو على من تحميهم حياتهم وسكينتهم !
الحقيقة إن ما يجزم باليمينية التنافسية المتطرفة لمصر القديمة
والحقيقة أن المعبد حديث نسبيا ، وكنت أتمنى أن تكون قد قالت ذلك بمثل هذا
الوضوح من قديم ،
والاستنتاج المبدئى أن أمنا إيزيس ‑الإله الحق‑
قد تناسخت بفضل ارتحال العرق المصرى لتأسيس حضارة اليونان وروما ،
زائد طبعا بفضل مرور 4000 سنة من نضج الزمان ،
أعطتنا أول ثورة تقنية كاملة الأوصاف ‑حضارة كاملة الأوصاف ،
وبهذا التناسخ يمكن القول إن روما لم تكن إلا مصر وقد ارتدت كامل ثياب
المجد ،
وبه صارت أخيرا أمنا إيزيس هى أمنا الطبيعة ‑الإله كلى الحق .
المهم أنى رحت أتنغم طربا بكل ذلك النضال البطولى العظيم
كان ما فعلته أم الحب فعلا منذ اللحظة الأولى مع إلهكم ست إله الشر !
هذا إلى أن جاءت لحظة التنوير :
يا لها من سذاجة محاولة المطابقة بين أمنا
الطبيعة وأمنا إيزيس ،
ومصدر الغباء هو أن تنسى للحظة واحدة أن القانون الأسمى لمصر القديمة لا هو القتل
ولا هو الحب ،
إنما التناغم والاستقرار ،
وبصيغة أدق كثيرا حتى لا يفهم الاستقرار بمعنى الجمود : الاستدامة ( أو
بصيغة تفاخمية قليلا : الخلود ) .
دعوا كل يدعو للخير ( الاستدامة ) بطريقته ، أم تدعو له من خلال
القتل وأخرى من خلال الحب ،
أم شرسة تصفق للناجحين القديرين المظفرين ،
وأم حنون تربت على المتعثرين لمنحهم فرصة ثانية لا سيما إن توسمت فيهم الجدية
والإخلاص ،
ذلك قبل أن تكتشف الأم الأولى حقيقة عدم أهليتهم وتفتك بهم ،
وهكذا تسير الحياة وهكذا ربما تتفعل آليات التطور على أفضل نحو ممكن !
( مدى تغلغل مفهوم أمنا الطبيعة الدارونية فى مصر القديمة ، ثم
مقارنته بتغلغله فى اليونان ثم روما ،
مبحث شيق للغاية وربما نعود له فى وقت لاحق ، لأنه على الأقل يفتح آفاقا لفهم
أشياء كثيرة ،
منها أن ربما يضيف ضوءا جديدا على إجابات إدوارد جيبون على سؤاله التراچيدى :
لماذا اضمحلت وسقطت الإمپراطورية الرومانية
‑الذى قد نردف عليه متواضعين ‑وشاغل عمرنا هو نفس شاغل عمره‑ بالآتى :
رغم أن ما توافر لروما من مقومات الاستدامة كان أكثر بكثير ولو للوهلة
الأولى ،
من مصر القديمة التى استدامت لفترة أطول منها بأكثر من عشر مرات ؟
المهم أن نكتفى لهذه اللحظة بما توصلنا له من النفى الأكيد لاشتراكية مصر
القديمة ،
ولعلى أصحح هنا موقفا قديما لى كان مصدر الخطأ فيه أن اعتبرت القول الدارج
‘ فى مصر ما حدش بيموت من الجوع ’ ،
أحد أركان الشخصية المصرية ،
إلى أن بدأ يهزمنى شيئا فشيئا سيل الروايات عن عنف مصر فى تعاملها مع أبنائها
الفاشلين أو المتحولين للجريمة
‑ناهيك طبعا عن الدخلاء المتسللين الأغراب ،
بجدع الأنف كعلامة لفظ مؤبدة من كل المدن والبلدات أو بالخوزقة فى الصحراء
… إلخ ) .
…
… ونعود ‑أبانا‑ لسياقنا
الأصلى :
أنا لن أدهش لثانية واحدة إن جاءتنا الاكتشافات التالية بأن المجدلية هى التى صنعت
فكر يسوع ،
لأن بالنسبة لى هذا لا يحتاج لإثبات أصلا ،
إذ من أين لهذا اليهودى العبرانى البدوى الفج المهجوس بشريعة موسى ليلا
نهارا ،
بكل تلك الأفكار الروحانية الراقية ؟ !
…
… بل لن أدهش إن اتضح أنه ‑أى يسوع‑ هو نفسه ليس يهوديا .
ألم ينشأ فى مصر وجاء منها ؟ فما المانع أنه أيضا مصرى ‑أو على
الأقل نصف مصرى‑
ثم قادته الظروف لأن يربى كيهودى بحكم يهودية أمه ،
التى لعلها هى أيضا ‑من يدرى ؟‑ كانت عاهرة مقدسة لإيزيس
‘ نذرها والداها للهيكل ’ !
على الأقل ألا يدعوك التشابه الصاعق بين كلمتى إيزيس وإيسوس
للتوقف قليلا أمام احتمال أن تكون مقولة إنجيل متى ‘ من مصر دعوت ابنى ’
ربما قصدت شيئا أكثر حرفية مما سبق لك وفهمت ،
أو لإعادة التفكير فى قصة مزود بقر بيت لحم
( بالذات وأن الكنيسة نفسها فى محرقة الأناجيل الكبرى فشلت فى الحصول
سوى على إنجيلين فقط يذكرانها ،
ودع جانبا تغاضينا عن مدى جوهرية أسطورة الميلاد المعجزى لكل البناء العقيدى
للمسيحية من أساسه ،
وكيف لا تذكر إلا فى روايتين لا ثالث لهما .
السبب واضح : أنها قصة مختلقة من الأصل لا لشىء إلا لتماشى نبوءات العهد
القديم ،
واليهودية برمتها لم تكن لتجرى روما فيها تعدادا لأنها لم تضمها لها ،
ولو أجرت تعدادا لما أرسلت كل أحد لمسقط رأس أهله ،
وكل ما فى الأمر أن كتاب الإنجيل كانوا من الجهل والغباء بحيث اسقطوا نفسيتهم
العربانجية على الإمپراطورية الرومانية ،
فتخيلوا أنها تريد تعداد القبائل .
وبالمثل ، إسرئيل المعاصرة ما كانت لتسلم بيت لحم لياسر عرفات ،
لو أنها لا تزال تنتظر حقا جلالة المسيا داود الثانى ذى الترس والرمح منها .
حتى يوحنا أستاذ الخيال وصاحب إنجيل الفانتازيا ومؤلف فيلم رعب نهاية العالم ترفع
عن ذكر خرافة بيت لحم
‑وطبعا لنا عودة لذلك التلميذ الحبيب كما سبق ووعدنا ) ؟ !
… ثم بحق أى إله تختارون ، هل لم يلفت نظركم أن اسمى والدى مريم
هذه ،
لم يردا فى الكتاب المسمى بالمقدس ولا فى أى مرجع يهودى ،
ووردا فى فقط فى سنكسار ( يوميات ) الكنيسة المصرية ،
وأن يواكيم بالذات اسم لم يرد له ذكر فى كل التاريخ اليهودى ،
إلا مرة واحدة لشخص تولى تحت المصريين عندما كانوا يحكمون اليهود ،
بل فى الواقع الاسم فى حد ذاته أختير هكذا توددا من الكنيسة للمصريين لأنه ذو وقع
هيروجليفى على الأذن !
…
باختصار :
كل
ما فعله يسوع والمجدلية ‑المصريان
( أو على الأقل أصحاب الفكر الدينى المصرى ) ،
أن أخذا خبز البنين ( عقائد وادى النيل الرفيعة )
وطرحاه للكلاب ( اليهود الرعاة هوام الصحراء ) !
…
هذه الأيام ، المسيحيون يفترسون ويفترشون يصلبون ويقصلون المسلمين ليلا نهارا
بأن محمدهم لم يأت بشىء واحد جديد ،
وأن ما جاء به من قتل ونهب ونكاح هو ردة أخلاقية على سابقيه ،
وأنا بدورى أتحداكم أنتم أن تأتونى بشىء واحد جديد أتى به يسوعكم ( ناهيك عن
ردته الأخلاقية المسماة المسيح ) ،
وأتحداكم أن ما جاء به من حب وتضحية وسلام
هو نكوص بدرجة أو بأخرى على الديانة الإيزيسية الأسمى الأشمل والأصل ،
ذلك أنه على الأقل ابن مهجن جاء نصفه من أب مجرم فاسد شرير هو يهوه إله
التوحيد ،
الذى استجلبه اليهود من ست إله الشر ، إله الصحراء وفتوة هوام الصحراء
أمثالهم
‑مع حفظ حقوق ملكية فكرة الإله‑الفتوة لنجيب محفوظ !
…
فقط إليكم بعض من القائمة ، وأضيفوا لها ما شئتم ،
وسيظل التحدى قائما أن تأتوا بشىء لم يكن موجودا منها بمصر القديمة ،
بل لم يكن موجودا على نحو أفضل بكثير
( بالذات فى العصور الأقدم قبل أن تضطر مصر لحمل السلاح لصد حلفائكم
الآسيويين ،
وتضحى من أجل هذا ببعض من قدسيتها الكاملة الأصلية ) :
1- الإله مقيد بصفاته
( هأ ! اختراع فرعونى ، ليس فقط للآلهة الأسطورية بل لكل
اسم فرعون نعرفه ، الألوهية تكليف لا تشريف كما قلنا ! ) .
2- الإله قدوس ( بل الكل إله والكل قدوس فى
مصر القديمة ) .
3- الإله محبة ( قديمة !
إيزيس هى كل الحب !
بل ليست وحدها إنما كل الوجود وكل الموجودات ولا ننتظر الحياة الأبدية حتى نعيش
النقاء ) .
4- من لطمك على خدك الأيمن
( كما قلنا من المفروغ منه أن إيزيس هى الحب المطلق والحب غير
المشروط وهى وحدة الوجود ، لكن هل هناك ما هو أفضل ؟
المشكلة دوما أن هذا السطر ظل يحرجكم أنتم شخصيا ، ولم تكفوا يوما عن البحث
على كيفية للالتفاف عليه ،
ولو كنتم قد اعتمدتم إنجيل توما لرفع عنكم الحرج من البداية لأن يسوع يقول فيه
‘ اعط ما لقيصر لقيصر ، وما للرب للرب ، وما لى لى ’ ،
وحذف المتفذلكون هذه الأخيرة لأنهم أرادوا التغرير بعبيد ذلك العصر ،
وهذا كان سينقلكم فى لحظة من الوضعية البيولوچية المسماة المغفلين suckers أى خد وخد ،
إلى وضعية الضاغنين grudgers أى خد وهات .
أنا شخصيا لو قررت يوما أن أضع قلادة فى رقبتى أعبر بها عن حبى وولائى لأمنا
الطبيعة ،
فربما لا أثق أن تفتيشى قد يهدينى إلى رمز أفضل من قلادة للجميلة إيزيس ،
سواء بقرص الشمس على رأسها رمزا لجبروت الكون والطبيعة والحياة ، أو حتى
بالخرطوشات الثلاث رمزا للعلم والمعرفة ) .
5- أحبوا أعداءكم
( الثأر والانتقام أفكار بدوية تجدونها عند أقاربكم الصحراويين وليست واردة
عندنا أصلا ،
نحن فقط نؤدب الرعاع الأشرار الأوغاد ، وألوهيتنا تجعلنا أرفع من أن يتملكنا
الحقد أو الغضب على أحد أيا من كان .
ولا أريد القول إن بهذا كان يسوع عمليا ‑ودون أن يدرى‑ المرحلة الأولى
فى خطة الشيطان لتقويض الحضارة ،
ذلك باستدعاء الحفاة العراة العرب بعد ذلك بقليل لاحتلال ونهب نصف العالم ) .
6- من طلب الثوب اعطه الرداء
( فعلها كل أحد حسب المكتوب على جدران كل مقبرة ) .
7- كل الأشياء تحل وليست كل الأشياء توافق
( طبعا إحنا إللى علمناكم أن لا شىء اسمه شريعة بمعنى قانون العقوبات ،
بل كل شىء من الضمير الداخلى ،
بما فى هذا ما يسمى جبروت الفرعون الطاغية نفسه ،
حسب الكلمات التى يحلو لكم ترديدها كما الببغاوات خلف أسيادكم ‑أو على الأقل
لنقل سالبى عقولكم :
اليهود ، ثانى أحط أمة أخرجت للناس ! ) .
8- شريعة الكمال والخلاص
( كدابين ! أعمل إيه فى إيزيس ؟ أشطبها
بأستيكة ؟ ! ) ،
9- من ثمارهم تعرفونهم ( بالظبط !
شوفوا ثماركم إيه وثمار إيزيس إيه ، عصور الظلام ولا حضارة مصر ،
وبالمرة حاولوا تبصوا فى ثمار الناس الطيبين بتوع البوذية ؛
أفضل ديانة حية حاليا لأنها ببساطة الاشتقاق الأكثر إخلاصا ووفاء وتمسكا
بالإيزيسية ،
ولأن هؤلاء الأبطال ظلوا لآلاف السنين قابضين بكل شجاعة على جذوة الإيمان القويم
القديم ،
يتحدون كل إرهاب وبلطجة هرطقات التوحيد الإجرامية التكفيرية بتاعتكم ) .
10- تكريم المرأة
( هذا كلام تروحوا تقولوه للمسلمين ، لأن مصر كانت مجتمعا أموميا لا
بطريركيا من أساسها ؛
كل السلطة والرأى وملكية وتوريث العقارات وحتى الأسماء ، لها وبها
وحدها ،
ولحد كبير لا زلنا نرى بقايا جبروت المرأة هذا فى الصعيد .
فقط الهم والباقى على كيف كان أولئك اليهود الأجلاف أمثال بطرس وپولس يعاملون نساء
الكنيسة ) .
11- لا طلاق إلا لعلة الزنا
( ذات الشىء ، ربما فقط باستثناء عيوبه ،
بل المرأة هى التى تدفع دوطة ، أو لو شئتم لغة الأعراب الفظة السافلة
المرفوضة : هى التى تشترى الرجل ) .
… وبعد : 12- أنا لا
أعرف أين توجد ‘ لا أكذب ’ أو حتى ‘ لا تكذب ’ عندكم ،
لكنها ذكرتنى بتذكيركم أن كل التحدى للمسيحية ،
وطبعا ليس لليهودية التى حدث ولا حرج فى فجرها وشرها وانحطاطها
( تلك التى لا أفهم كيف لا تخجلون من ضم كتبها المتطاولة السافلة ضمن ذات
الدفتين مع كتبكم ) ،
وفى كيف خرج الإسلام مسخا بشعا من شريعتها وطرق حياتها ،
وجاء أسوأ منها فقط اختلافا فى الدرجة لا فى نوع المعدن ؛ أقرب لليهودية
بمراحل من قرب هذه الأخيرة إليكم !
… للتوسع فى التحدى ، توجد أطنان من الكتب ، وطبعا ليس أشهر من
‘ فجر الضمير ’ ،
لكنى للتسهيل أو كبداية أدلكم على أصغر الكتب إطلاقا وأيضا أحد أقدمها بمعنى أن لم
يكن قد تم اكتشاف كل ما هو معروف الآن :
‘ الحياة الاجتماعية فى مصر القديمة ’ للسير دبليو . إم .
فليندرز پيترى ( 1923 ) ، وأيضا لأنه متاح بترجمة
عربية .
…
نعم ، الغنوصية‑المجدلية‑اليسوعية
هى الأصل والمسيحية هى الهرطقة ،
بل أكبر هرطقة إطلاقا فى تاريخ ديانات العقل البشرى !
…
نعم ، الغنوصية‑المجدلية‑اليسوعية هى انقلاب من الداخل على دين
الصحراء التوحيدى اليهودى الشرير ،
قام به غرباء أتوا ‑أو على الأقل أتت أفكارهم‑ من نيل مصر ،
ولا غرابة قط أن دفء طمى هذا النيل هو وحده الذى
حفظ لنا خلاصة عقولهم وأرواحهم حتى اليوم فى نجع حمادى وغيرها .
…
إذا كنا نقول إن كل من أتانا قائلا إنه رسول من لدن إله السماء الجبان
المختبىء ، هو أفاق ،
فإننا نرى فى كل من رأى فى نفسه أنه إله ، أنه إنسان محترم !
نعم ، الغنوصية‑المجدلية‑اليسوعية ‑على عكس الهرطقات
الثلاث الرئيسة اللاحقة عليها
( النسطورية الآسيوية ، والآريوسية الليبية ، والمسيحية
العبرانية ،
وكلها كما تلاحظ بدوية صحراوية وإن اختلفت فى طريقة إفسادها لها ) ،
تقول ‑أى الغنوصية‑ إننا جميعا
‑وليس يسوع وحده وليست المجدلية وحدها ، وقطعا ليس المسيح تلك الفكرة
اليهودية السافلة‑
جميعنا آلهة بنقائنا وبصفاء روحنا ؛
كلنا شموس كالتى تضعها إيزيس ( أم النور ) ، وحورس ( شمس
البر ، إلهنا الذى فى السموات ) ،
وكل الآلهة فوق رءوسها ، وقبلها : فوق
رءوسنا !
… وأكرر لمجرد وضع النقط فوق الچيينات كما وضعناها فوق كل
الآخرين :
كلنا آلهة بإيزيسيتنا … بعيشنا بالمعت
… بمصريتنا !
…
هامش :
ومعنى مصريتنا‑إلوهيتنا هذه ، هو الآتى :
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
إن هنا بالدقة يكمن الفارق الرئيس
بين التيارين الكبيرين للدين فى التاريخ :
الدين الزراعى والدين الرعوى ، دين المعايشة الروحانية ودين الشريعة
والحدود ،
الدين المصرى والدين الساموى ( تمييزا له عن السامى من السمو ) .
( ولننح جانبا بالطبع ميثولوچيا اليونان ومن بعدها روما التى جعلت
الإنسان أسمى من كل الآلهة ،
لأنها أقرب للعلمانية منها للدين ،
وطبعا ننحى جانبا هراء الكتاب المسمى بالمقدس عن أن كل الأعراق بدأت من الهلال
القحيل ،
نوح وأولاده وإبراهيم … إلخ ،
بينما أصغر طالب تاريخ يعلم أن مهد الإنسانية هو منابع نهر النيل ) .
ذلك العرق الساموى أتانا بما يعرف بديانات الشريعة ،
ونعرف منها تمام المعرفة اليهودية والإسلام ، لكن للعجب لا نأتى كثيرا على
ذكر أصلها :
شريعة حامورابى ، التى يباهى بها جيراننا
البلهاء العراقيون وغيرهم من أبناء الهلال القحيل ،
ولا يعرفون أن ما يسمونه اختراع القانون أمر يستوجب الخزى لا المباهاة !
…
هنا يكمن جوهر الرؤية الآسيوية الصحراوية للإنسان ، رؤية قائمة على القهر
والجبر والتخويف ،
والتى ترجمت يهوديا فى مفهوم الإله‑الفتوة ،
نصير القبيلة ضد كل بقية القبائل الذى لو تمردت عليه ستموت ،
ثم تصاعدت فى الإسلام حتى وصلت لحد دمج جميع صفات الشيطان فى الإله
‑المذل المضل القهار الجبار المكار الندام المتقلب الحاقد الضاغن مضمر
النقمة حتى عاشر جيل ،
وكمفهوم القدرية العمياء العشوائية الباطشة له ،
( أليست نكتة سيريالية أن لا أحد إلا وارد جهنم بما فى هذا الإله
نفسه ؟ ! )‑
أو أقلها جدا فى أذكى الصياغات أن ألغى الإسلام صفة الاستقلال عن الشيطان وجعله
‘ مأمورا ’ من الله ،
تلك كلها إمعانا فى تحسيس الإنسان
‑الذى هو قاعديا ليس إلا ذاك البدوى الآسيوى الهمجى الوضيع المتوحش‑
بضآلته ،
حتى يفلح زعماء القبائل فى السيطرة عليه ، واستلاب رأيه فى أتفه دقائق حياته
منه
( ‘ صاحبكم علمكم حتى الخراء ’
لم تأت عبثا أو لأن مهندسى الإسلام الأوائل كان لديهم بعض وقت الفراغ .
ثانيا لا بد من ملاحظة إن كل تلك الصفات كانت موجودة فى إله التوراة ،
وإن ليس ‘ بغشم ’ وهبل مؤلف الإسلام ، أقله أن اجتمعت كلها فى قصة
الخروج مثلا ،
التى تطابق مفهوم الإله الإسلامى الذى هنا أمر الفرعون بالفساد ثم أضله ولم يكن
فاسدا أو ضالا من ذاته ،
ذلك إلى أن قاده وكل جيوشه وعرباته للتهلكة لا لهدف إلا ‘ لكى يتمجد اسم الرب
فى عيون شعبه ’ .
… يا حلاوة ! … أو بالأحرى : لا غرابة !
لا غرابة أن احتاج إله الصحراء كل ترسانة قدراته وأسلحته الشيطانية من أجل هذه
المعركة بالذات ! ) .
…
هذا هو إذن ما تدور حوله كل ديانات
الشريعة ، ديانات العرق الساموى : الاستعباد !
على العكس بالضبط من ديانات الشريعة تجد الديانات المصرية
‑الإيزيسية والغنوصية ومجازا المسيحية أى بالأخص نسختها غير الكهنوتية
الپروتستانتية ،
وطبعا لا تزال امتدادات هذا موجودة حتى اليوم فى ديانات شرق آسيا ، وفى
مفاهيم أخاذة كالنيرڤانا وما شابه .
الديانات المصرية ديانات للحرية لا للتحكم ،
ذلك ببساطة لأن وراءها تكمن رؤية للكون والوجود والإنسان
مختلفة كلية عن رؤية سكان صحراء الهلال القحيل ومن لف حولهم .
الإيزيسية كانت التأسيس العظيم للسمو الوثنى
ولرقى الروح ولطقوس الخصوبة والممارسات الجنسية الجميلة وللتفاعل مع الطبيعة
الرائع وهلم جرا ،
حيث كلمة دين أو عبادة أو ذهاب للمعبد تقع على نفس الشخص
بمعنى لحظات الانطلاق والتحرر من ضيقات وقيود الحياة اليومية إلى الطبيعة والغناء
والرقص والملابس الجميلة !
…
بل ألم تلحظوا أن عموما المسيحية الوحيدة التى بلا شريعة بين كل ما سميت بديانات
التوحيد ،
هى فى ذات الوقت الوحيدة منها التى لم تخف الإله عن أعين الناس ،
سواء الأصل الغنوصى المصرى العظيم الذى بشر بأننا جميعا آلهة ،
أو حتى نسخة پولس اليهودية الجلف ضيقة الأفق ، التى مسختها بقصر الألوهية على
إنسان واحد ،
لكن قطعا ليس فى نسخة إيريناوس ، التى حصرت الخلاص والمعرفة
‑بفرض أنه كان يهتم أصلا بشىء اسمه المعرفة ولم يشطينها كما شيطنت اليهود
الحية‑
حصرت الخلاص فى الانتماء لجسد واحد شمولى كلى اللاهوت كلى الجهل ‑أقصد كلى
المعرفة‑ اسمه الكنيسة ،
وصادرت بالكامل الحرية الفردية ، والتى هى بالقطع جوهر التدين المصرى ،
أى أنها ‑الأرثوذوكسية‑ ليست مصرية بالمرة كما يلوح للوهلة الأولى بل
هى عقيدة مستوردة بالكامل ،
أو بالأحرى غزو خارجى همجى اجتاح مصر الفرعونية‑الپطلمية العظيمة .
وكما أن عداء المعرفة شىء أصيل فى الأرثوذوكسية
( الخلاص بالمعرفة هرطقة غنوصية وعليكم بكتاب إيريناوس عن
الهرطقات ) ،
فإن الشمولية شىء لا يقل أصالة .
إنها شىء لا زلنا نراه حتى اليوم فى اضطهاد الكنيسة لأتباعها ممن يبشرون بالفردية
فى العبادة
أو يعتقدون فى مواهب الفرد الروحية حتى لو كان كاهنا ،
وتصفهم بالخمسينيين ( لاحظ أن الكلمة تشير لأيام المسيحية الأولى جدا ولم تكن
قد سميت بالمسيحية آنذاك ) ،
ذلك أنها ترى فى أمثال مكارى يونان أو زكريا بطرس أو دانيال البراموسى
خطرا يقوض قبضتها الشمولية التى تجمع كل خيوط الخلاص فى يدها .
فى الواقع الأرثوذوكسية ‑بعبادتها للجهل وإلغائها للفرد وتأليهها للشمولية‑
هى أكثر نسخ المسيحية يهودية إطلاقا ،
ومن كل أسف أن تنسب للأسكندرية المجيدة الرفيعة ، وهو عار ربما لن يمحوه إلا
الدم يوما
( من نافلة القول إنها الأكثر مصرية من حيث الطقوس والأحان والموالد ومختلف
الشكليات ،
وبالتالى هى للكثيرين ‘ ريحة الحبايب ’ ،
وتمجيدات ‘ السلام لك مريم ’ حفظت لنا الكثير من الصلوات لإيزيس ،
ولمعظم سطور قصيدة الرعد أيام ضياعها فيما ما قبل جرة نجع حمادى ،
زائد بعض غير زهيد من أسماء إيزيس العشرة آلاف
‑مثلا ‘ أغابى ’ ‑الحب السامى‑ بنطقها هذا كانت أحد
أسماء أمنا إيزيس ، وهلم جرا ،
لكن هذه كلها قصص أخرى وسنعود لبعضها ) .
ذلك بينما الپروتستانتية لم تكن جوهريا سوى حركة تصحيحية أعادت للمسيحية بعض من
قيمها الغنوصية الرفيعة
[ هل من جاءوا
بالپروتستانية أناس ذوى جذور عرقية مصرية ، لنا عودة لهذا بعد قليل ] .
أعادت القيم المصرية الأصيلة التى وأدتها السياط الهمجية لأمثال إيريناوس
وأثناسيوس وكيرلس ،
ذلك بأن أعادت الفرد محورا للدين ، وحررت المسيحية الدارجة التى نعرفها
( المؤسسية الهرطقية المصنوعة ) ،
من وضعية السمك لبن تمر هندى التى جمعت فى حينها ‑بكل الانتهازية الممكنة‑
كافة متناقضات الأديان السابقة ،
وأقلها كمثال أن نراها تدعو للمعرفة وتقول الحق يحر ،
ثم تقول إن أية تفكير عدا ما تمليه الكنيسة الشمولية هو هرطقة وانفصال وموت ،
أو نراها تقول إن كل الأشياء تحل ، ثم تقول الخلاص بالإيمان وبلمسة
الرب .
أما لماذا الديانات الصحراوية ‑اليهودية والإسلام‑ على سبيل
الحصر ،
ديانات شريعة فالسبب أنها استلهمت جميعا الأصل الحامورابى لكيفية استعباد الشعوب
الهمجية ،
ولا غرابة بالتالى أنها هى التى اخترعت تلك الفكرة الجهنمية الأسوأ والأكثر
شيطانية فى كل التاريخ الإنسانى ،
وهى إخفاء الإله عن أعين الناس ،
فسمحت بالتالى لكل من هب ودب أن يدعى أنه نبى ويتلقى رسائل من ذلك اللهو
الخفى ،
ذلك الجبان القمئ المختبئ الذى يقال إنه ذو سلطان حتى على الفراعين
والقياصرة ،
والهدف من وراء هذا هو شىء واحد فقط لا غير ؛
شىء يعطى سلطانا غير محدود لعصابة الأقلية الحاكمة باسم الدين ، شىء اسمه
الشريعة !
الشمولية يا سادة فكرة ساموية ، غريبة بل نقيض بالكامل للروح المصرية التى
يفترض أنها تجرى فى دمائكم .
بالمثل لا غرابة أن اليهودية والإسلام ‑وأيضا على عكس ما يبدو للوهلة الأولى‑
أشقاء حتى النخاع ،
ولا أردى كيف أمكن لكم تبنى إله اليهود النقيض تماما لجوهر المسيحية
أو حتى لكثير من النصوص التى يفترض أن نسخة السمك لبن تمر هندى الأرثوذوكسية
البشعة منها تؤمن بها ،
إن الشريعة هى السوط السحرى وبوابة الشمولية
التى يستخدمها أولئك الأفاقون لاسترقاق وانتهاب شعوبهم والتسلط عليها ،
عبر تخويفهم مما لا يرون ومما يجهلون .
كل هذا وذاك بينما كما قلنا الديانة المصرية ( الأم التى تنتمى تحتها
الغنوصية بدرجة ممتازة والمسيحية بدرجة جيدة ،
وطبعا ديانات اليونان وروما المتطورة ‑أو قل الأكثر واقعية‑ بالتخلى
عن بعض مثاليات النقاء المصرى الأصلى )
هى ديانة تحرير وسمو وارتقاء وتأليه للإنسان ؛ ديانة مسئولية شخصية لا أسواط
ولا عقوبات فيها !
…
هامش آخر :
من هو التلميذ الذى كان يسوع يحبه ؟
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
لا يثار حاليا جدل قد ما يثار عن من هو مؤلف الإنجيل
الرابع .
الجدل قديم وظهر فى قرون المسيحية الأولى ، لكنه خبا ، ليستيقظ فجأة فى
أواخر الستينيات مع كتاب الرائد
J. Louis Martyn - History and Theology in the Fourth Gospel (1968) ،
الذى جاء بنظرية قلبت الطاولة بالكامل :
الإنجيل الرابع ليس عن حياة يسوع بقدر ما هو
استعراض للجدل الفكرى المستعر فى المجتمع ‘ اليهودى ’
فى أفسس فى العقد التاسع من القرن الأول
( مطبخ العمليات حيث استقر كل أصحاب الحيثية وغير الحيثية ، بمن فيهم أم
يسوع مثلا ) !
لكن التحول الدرامى الحقيقى جاء بأن أطاح رايموند براون السلطة البحثية
الأكبر فى الكنيسة الكاثوليكية ،
ببحوثه الماموثية هو نفسه التى كانت تقر النظرة التقليدية أن يوحنا بن زبدى هو
كاتب الإنجيل ،
وأقر ببساطة ونبالة عجيبتين بصحة نظرية مارتاين ، وأصدر كتابا يتحرى يتوسع
ويتعمق :
Raymond E. Edward Brown - The Community of the Beloved Disciple —The Life, Loves
and Hates of an Individual Church in New Testament Times (1978) .
رايموند براون كاهن كاثوليكى أميركى ،
يعد أحد أكبر الأعمدة البحثية فى الكنيسة الكاثولكية فى النصف الثانى للقرن
العشرين ،
أى منذ فتح الڤاتيكان الباب لأول مرة فى العصر الحديث للتمحيص التاريخى
لنصوص الكتاب المسمى بالمقدس .
فى هذا التحرى التاريخى والمخطوطاتى حيث لا يوجد إسناد واحد يعتد به للكتاب
ليوحنا ،
وخلص إلى أنه كتب على ثلاث مراحل ، لكاتب معاصر ليسوع وآخر أضاف له
الكثير ، كلاهما مجهول ،
والثالث هو الرتوش النهائية التى وضعتها الكنيسة يوم اعتمدت هذا النص فى العهد
الجديد .
ولأن براون هو من هو ، فإن الأبصار راحت تشخص لبحوثه التى توالت ،
وجعلته الجحة التى لا يشق لها غبار فيما بات يسمى بالبحوث اليوحنية Johannine Studies ،
ومنها مثلا قبيل رحيله بعام الكتاب الضخم الذى ربما حاول أن يجمل فيه خلاصة بحوثه
فى تاريخية مختلف أسفار العهد الجديد
Raymond E. Brown - An introduction to the New Testament (1997) .
…
كما قلنا النظريات حول الإنجيل الرابع لم تنقطع قط منذ قرون المسيحية
الأولى ،
منها الاعتقاد الشعبى الواسع نسبيا ‑ربما لفرط إعجاب الناس بالنص‑ أن
يسوع نفسه هو الكاتب بناء على إلحاح تلاميذه ،
ويبدو أنها لن تنقطع حيث مثلا ظهرت مؤخرا جدا نظرية طريفة على الإنترنيت تقول إن لعازر هو المؤلف !
… على أنه فى سنة 1998 ظهرت نظرية جديدة عن كاتب الإنجيل الرابع ، تستند
بالأساس على بحوث براون ،
صاحبها باحث اسمه رامون كيه . چوستينو ،
وأخذت صورة موقع إنترنيت مغمور لا يزيد عن صفحة واحدة صغيرة لا غير ،
لكن ذو اسم دال وبسيط هو BelovedDisciple.org .
الطبيعى أن يكون من توابع زلزال رواية ‘ شفرة داڤينشى ’
( 2003 ) ، أو للدقة توابع الفهم الجديد للوحة داڤينشى
نفسها ،
أن تكتسب هذه النظرية المميزة زخما كبيرا فى السنوات الأخيرة
‑هل شاهدت مثلا الوثائقى Something about Mary
Magdalene ( 2007 ) ؟
إذا كان السؤال المنطقى الذى يطرحه أى أحد هو من الذى يمكن أن يكون ماكينة فكرية
فى أفسس أكثر من المجدلية ،
فإن هذه النظرية البسيطة لحد الجمال تقول إن
لا وجود لهذا اليوحنا أصلا ، وإن ما هو
إلا الـ pen-name للمجدلية ،
أو عامة هو اسمها الشفرى فى ذلك التنظيم الغنوصى السرى
( ونضيف من عندنا : الاسم الشفرى للعضو الأكثر أصالة ومصرية
فى ذلك المحيط اليونانى الذى بدأت تهاجمه بشراسة الملوثات الساموية ) !
طبعا البحث يرد سلفا على كل ما قد يبزغ من انتقادات ،
وأهمها لماذا يمايز الكاتب نفسه فى كتاباته بين شخصيتى يوحنا والمجدلية ،
وفيلم چيمس كاميرون ‘ القبر المفقود ليسوع ’ يضيف مبررا وجيها آخر لذلك
هو المبرر الأمنى .
قد أضيف من عندى أن ثمة نقطة ضعف فى كيف تم إخفاء حقيقة ذلك الكاتب كل هذه القرون
بحيث لم تدون قط فى أى مكان ،
وإن كان ممكنا إدراج الإجابة بدرجة أو بأخرى تحت ذات ظروف السرية الشديدة
الذى وضعت فيه الحياة الخصوصية لرائدى الغنوصية اليهودية !
أيضا نقطة الضعف ‑أو بالأحرى نقطة قوة‑ هى أنه إذا كان الحبيب هو
المجدلية ،
فالمحتوم البحث عن كاتب آخر لرسائل يوحنا ولرؤيا يوحنا .
…
الجهاد الأكبر لرسائل يوحنا كان
أولا وأخيرا مسحنة شخص يسوع ،
والمسيا تهويمة يهودية لا تكاد تتسق مع سمو الفكر المجدلى فى شىء ،
حيث عندها كلنا آلهة بنقائنا وورعنا وحبنا للناس .
للأسق يكثر البعض أحيانا اجتزاء السطور الأولى جدا من رسالته الأولى ، عن
الشركة والمحبة ، كمرجعية كتابية لمثل هذه الأمور ،
لكن بما أنك تجده بعدها يقفز فجأة لهذيانه الپارنويى السيكوپاتى المعتاد ،
ويعود لأشواطه الطاحونية الماراثاونية الأثيرة عن المسيح‑الضد ونذر مجىء
المسيح الوشيك
( لطالما كان مجى المسيح وشيكا جدا ، ربما منذ آدم ، المشكلة أن
السيكوپاتيين فقط هو من يغرقون فى هذا الجنون التهوسى ) ،
فإنى أميل شخصيا لتأويل كل كلامه عن الشركة والمحبة كنظرية ولاء وبراء من وضع رئيس
قبيلة مهوس وليس أكثر ،
بالذات وأنه يأتى وسطها بذكر الشريعة ، وهو شىء غير مفهوم أو مناقض
للسياق .
… أما كاتب الرؤيا الأپوكاليپسية فهو عقل سيكوپاتى خالص ، مريض للغاية
شديد التطير والخرافة ،
تملؤه روح الانتقام الحقد والحنق على نفسه وعلى كل البشرية ،
وكل حرف فى كتابه الذى يقطر يهودية وحقارة ، هو رمز أهبل مفضوح يشير للعظيمة
روما ،
بما فى هذا العدد 666 الذى
‑مع
الاعتذار للأب زكريا بطرس الذى يعطى العرب شأنا بالقول إن محمدهم الإمعة ذكر
فى سفر الرؤيا‑
يناظر اسم معاصره الإمپراطور نيرون ، حسب طريقتهم فى معادلة الحروف العبرية
بالأرقام
( ربما الاستثناء الكبير هو أرماجيدون التى هى حلم بثأر قديم من تحتمس الثالث
لا يبدو أن أحدا من رعاة آسيا سوف ينساه للأبد ) .
طبعا لا أحد يتنبأ بنهاية العالم إلا ويتوقع حدوثها خلال عام أو بالأكثر خمسة أو
عشرة لتخلصه من دونيته ومتاعبه
( وليس بلايين السنين عندما تسخن الشمس جدا ، أو حتى عشرات حين ترث
الروبوتات الأرض وينقرض الإنسان ،
وليس حتى 2012 كما تقول المايا ، أو أيا ما كان يشبهها من نبوءات
نوستراداموس ) ،
والمسيا أو المهدى المنتظر أو المجئ الثانى أو أورشليم الجديدة أو أيا ما كان
اسمه ،
جزء أصيل من ميثولوچيات الرعاة الآسيويين ممن ينتظرون قدوم الرب السفاح ،
ليجعلهم الأعلين فوق تلك الأمم الكافرة التى سرقت السلطة والثروة فى الحياة الدنيا
وكنزتها خلف أسوار مدنهم وفى معابد أوثانهم
( اسأل أى مسيحى اليوم إلا وسيقول لك بثقة مذهلة إن
مجىء المسيح قريب ،
واسأل أى مسلم إلا وسيقول لك إن ما يحيط بنا هو علامات الساعة .
المشكلة أننا نسمع ذات
العبارات بالضبط من ألفى سنة ! ) .
كاتب بمثل هذه الوضاعة لا يمكن أن يكون هو نفسه كاتب الإنجيل الرابع ،
ولا شىء فى كتبه الأربع ‑بخلاف هذا الإنجيل ، يمكن ‑من ناحية
أخرى‑ أن يتسق مع سمو المجدلية ولا روحها أو فكرها ،
لأن مثل تلك الأفكار الهمجية هى آخر ما قد يشغل بال أبناء مدن الحضارة الذين أتت
هى منهم ،
بالذات أبناء وادى النيل ممن يشاركون الآلهة صفاتها ويعيشون الفردوس هنا‑و‑الآن ،
ثم يثقون فى رحلة آمنة لهم للحياة الأخرى .
المهم ، أنه فى حال ثبوت صحة تلك النظرية سوف يصبح لهذا الإنجيل مذاقا ومدلولا
مختلفين تماما ،
بل سيقوض كل ما تدور حوله المسيحية أصلا ،
أى ما يسمى بالفداء ( نوبة سفك الدم الرعوية المرعبة على
الصليب ) ،
وما يسمى بالخلاص ( التخاريف الوهمية لمن اعتادوا سراب الصحارى ) !
…
الصفة الدراجة للإنجيل الرابع أنه الأكثر روحانية ، أو وصفناه نحن بإنجيل
الفانتازيا لأنه الأكثر تأليها ليسوع ،
وهكذا يتفق الجميع على نحو أو آخر .
لكن الأكاديميين الأكثر تعمقا ، ونحن لا نزال نتحدث عن مدارس لاهوتية كلاسية
للغاية وقديمة جدا ،
يصفونه بأنه الإنجيل صاحب الموقف الأشد راديكالية ضد اليهود ،
وطبعا يفسرون هذا بتاريخ كتابته المتأخر بعد أن بات الانشقاق واضحا ،
على عكس أيام كتبت الأناجيل الثلاثة الوصفية أو التلخيصية synoptic الأولى
محدودة التنظير ،
حيث اليسوعيين الأوائل ليسوا بعد سوى فريق يهودى ،
كل ما هنالك أنه يحمل بذور هرطقة عن المسيا لم تنفجر كليا بعد .
… كلمة يهود أو يهودية لم ترد على وجه الإطلاق فى دراسة چوستينو
الرائدة ،
والسبب فى هذا التناقض الغريب أنها رائدة ، أنها كتبت فى 1998 ،
لكن اليوم قد تتخذ النظرية انحناءة ثورية بالكامل فى ضوء ما استجد من معارف :
الكاتب كان معاديا لليهود لأنه فكريا يرفض اليهودية من الألف إلى الياء ،
بل ربما هو نفسه ليس يهوديا من الأصل !
…
هذه الدراسة فى رأيى المتواضع لم تقم بما هو واجب بشأن تحليل المحتوى .
بخلاف ما قلنا عن شخصية يوحنا ، نضيف :
إن الإنجيل الرابع يحمل الكثير من الفكر الفلسفى والتجريدى ،
الذى يصعب علينا فعلا شراء أنه صدر عن شخص يهودى ،
ونسأل فيما قد نسأل :
أليس ملفتا أن هذا الإنجيل هو الوحيد الذى
استخدم كلمة ‘ الكلمة ’ logos ،
التى ارتكن اللاهوت المسيحى ‑الكسول أو المزور ، اختر ما شئت‑
لأخذها على المعنى الحرفى أنه أقنوم الإله الناطق ،
بينما هى مصطلح فلسفى عتيد مثقل بزخم عريق للغاية من المعانى عمره ستة قرون على
الأقل قبل الحقبة الشائعة ،
خاض فيها الجميع منذ هيراكليتوس وبمن فيهم أرسطو نفسه .
إنها لا تعنى الكلام إنما تعنى المعرفة والبحث وإعمال الفكر ،
أو بمعنى صارخ جدا لا يحتاج لأى إثبات هى الكلمة المركزية رقم واحد فى قاموس الثقافة
الغنوصية ،
وذلك اليهودى الجلف يوحنا آخر شخص يمكن أن يفهم أشياء كهذه .
… التداعيات فى حالة صحة نظرية المجدلية ككاتب للإنجيل الرابع مذهلة
حقا :
إذا كان كاتب هذا الإنجيل مصريا ، ناهيك عن أن يكون كاهنة لإيزيس ،
أى هو بالضرورة صوفى يؤمن بأن كلنا آلهة ( أو ليست الروحانية هى أشهر صفات
هذا الإنجيل ؟ ) ،
فإن مفهوم تأليه يسوع ‘ الكلمة ’ أو ‘ اللوجوس ’ ووجوده
السرمدى ،
سوف يتخذ ساعتها معان مختلفة بالكامل :
إنه مجرد الشخص‑المثال ، ذلك ‘ المتحقق ’ الذى اكتشف
الألوهية فى نفسه ،
وأن كل ما علينا أن نسير على ذات خطاه فى اكتشاف ذواتنا !
…
نعم ، هى نظرية فاحشة الفجور ، لكنها متماسكة وتفرض نفسها لأنها يمكن أن
تفسر أشياء كثيرة دفعة واحدة ،
بالذات وأن فى كل الأحوال لا دليل تاريخى على أى شىء يخص المسيحية ،
فكل ما وصلنا هو كتب كهان التقديس المعروفة ولا قيمة لها ،
زائد سطرين غير ذوى شأن كبير كتبهما چوسيفوس ،
لكن مع هذا يشك حتى على نطاق واسع أنهما منتحلان وقد أضيفا للمخطوطات لاحقا .
…
المشكلة الحقيقية فى نظرى هى لماذا اخترعت المجدلية قصة القيامة والصعود وأوهمت
بها تلاميذها وفى قول آخر تلاميذه ،
وفى قول ثالث أصح تلاميذ موسى لأنهم لم يكونوا نجباء لا لها ولا له .
( أو حتى نكون حسنى الظن ‑ويجب أن نكون حسنى الظن مع شخصية بمثل تلك
الأهداف السامية ،
لا نقول اخترعت إنما ‑ولأنها كانت فى ذروة صدمتها وذهولها وهيستيريتها مما
جرى‑ رأت رؤيا عند القبر ،
ورؤيتها أصابت بالعدوى النفسية الباقين فرأوا مثلما رات ،
وهذا ما يتبناه على سبيل المثال ضيوف الفيلم الوثائقى
Mary Magdalene —Saint or Sinner? ( 2008 ) ) ،
فربما التفسير هو ذات الصلب المروع الذى جرى لزوجها .
لقد رأت هذه المناضلة الجبارة‑المسكينة ( هل نضيفها لأحجيات
‘ الرعد ’ الإيزيسية ؟ ! ) ، مشروعها التاريخى
( تقويم اليهودية واليهود بأفكار مصرية محلقة فى الخيال وسمو الروح تقول إنا
جميعا آلهة ) ،
ينهار فى لحظة ، وما من شك أنها كانت لحظة تنوير هائلة القسوة ،
فلجأت من ثم ( تحت اسم القلم أو اسمها فى أوراق التنظيم السرى
‘ يوحنا ’ ) ،
إلى ‘ فانتازيا ’ أقل فانتازية قليلا لعلها تكون مقبولة ؛
خفضت طموحها ‑أو رفعته لو شئت‑ إلى قيادة حركتين بدلا من حركة
واحدة .
الأولى ‑الجديدة‑ حركة لتأسيس دين وسيط يسهل تمثله لدى عموم الناس
( الجهلة الأجلاف قساة القلب من اليهود ومن شابههم ) ،
دين يماهى القيم المصرية الهائلة ممثلة فى فلسفات وسير ورموز وأفكار الآلهة
المصرية
التى لا يسعها الكون لكن اعتادت التجسد فى تماثيل متواضعة ،
مع ذلك الإله اليهودى الواحد المشخصن تافه الفكر ضيق الأفق والمعنى لكن المجعول
خفيا وغير قابل للتجسد
( أى : حورس + يهوه = المسيح ) ،
والثانية ‑حركتها الأصلية‑ مواصلة التبشير بالتوازى سرا بدين
الحق ، دين ‘ الحكمة المكتومة ’
( الغنوصية ‑تلك ترجمة هذه الكلمة من اليونانية إلى لغاتنا ،
الترجمة التى يرددها پولس بغباوته الآسيوية دون أن يفهمها ،
أو متعمدا اختزال معناها الأصلى الصوفى الرفيع ألا وهو أن ‘ الخلاص بالمعرفة ’ ،
الذى ليس فقط يفوق مدارك الأجلاف السامويين أمثاله ،
بل يناقض رؤيتهم للحياة التى لا تخرج عن جدلية كبرى حول إما هل الخلاص بالإيمان أم
بالصنائع .
إنها الغنوصية التى فى معناها الواسع مفهوم أقدم من عصر المجدلية ،
ثم لاحقا أوسع من أن يقتصر على المدرسة المصرية وحدها ) ،
ذلك الذى لا يقوى عليه إلا رفيعو الثقافة رقيقو القلب مرهفو الروح ،
زائد بالطبع ‑حسنا‑ أصحاب الحق الچيينى الأصليين : أهل نجع حمادى
وضواحيها !
…
وبعد ، ألم تلحظوا أنه مع كل يوم
يمر ،
تسرق منكم الأشياء الجيدة فى المسيحية قطعة تلو الأخرى ،
لا لشىء إلا كى نعيد الحق لأصحابة الأصليين : بنات وأبناء إيزيس !
صحيح أن أغلب المصادر التى ذكرناها أو لم نذكرها ،
تهتم أكثر بإثبات دور المجدلية ‑المهضوم بسبب الذكورية‑ فى تأسيس
المسيحية هذه التى نعرفها ،
والقلة فقط هى التى تهتم بتمحيص الكنه المصرى المتفرد إن لم نقل النشاز للأفكار
نفسها ،
لكن مع الإيقاع الحالى لنهضة الوعى ولمراجعات التاريخ ،
بل ولعودة التعبد بالغنوصية والإيزيسية على نطاق واسع فى الغرب ،
ربما لن نحتاج لثلاث سنوات مثيلة إضافية ( كتلك منذ ظهور فيلم الشفرة إلى
الآن ) ،
قبل أن يعود كل شىء لأصحابه وتعودون أنتم لاكتشاف الإله الحقيقى !
…
باختصار وعودة لموضوعنا الأصلى :
الغنوصية‑المجدلية‑اليسوعية هى
الاستمرار الشرعى
أو الابن الأكثر شرعية للإيزيسية ،
الذى اغتالته بهمجية وذكورية وأكاذيب لا نظير لها فى مراوغتها واحترافيتها ، تلك المسيحية‑اليهودية ،
هذه الهرطقة التى صنعها وصاغها بعيد موت يسوع
أمثال الجلفين بطرس وپولس وغيرهما ممن عرفوه من اليهود ،
أو فى الواقع لم يعرفوه لأن
چييناتهم الساموية الآسيوية لم تفهم شيئا مما قال هو أو زوجته .
ومن هنا لا أعتقد أن يسهل على أى مسيحى ادعاء أن المسيحيين ‘ أتباع
طريق ’ بعد ،
وليسوا أصحاب عقيدة ودين ،
متناسيا على الأقل أن صار لهم قانون إيمان محدد المنطوق .
…
وباختصار أيضا :
الجذور الحقيقية لليهودية
‑ولحد ما المسيحية بخشونة كهنوتها المؤسسى الاستلابى الاستعبادى
( على ابن الطاعة تحل البركة )‑
هى عبادة إله الشر ست ،
إله الصحراء والجدب والنهب حامى حمى الهجامة وهوام البيداء
( مرة أخرى قارن بين جوهر الآلهة الأربعة وخصائصهم وتعاليمهم ،
وستدرك مدى دقة ما أقول ) .
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
Isis, the Global!
بالمناسبة ، أنتم تكذبون حين تقولون المسيحية أول ديانة
جلوبية .
هذا غير صحيح ؛ الإيزيسية هى أول ديانة تغطى العالم ، كل العالم ،
كل شبر فى خريطة الإمپراطورية الرومانية ، من بريطانيا إلى روسيا الحاليتين ،
لدرجة أن كانت تسمى فى روما بـ ‘ إيزيس ذات العشرة آلاف اسم ’ ،
وكان حين تقال كلمة ‘ الإلهة ’ بـ ‘ الـ ’ التعريف يفهم الناس
أنها
هى المقصودة دون كل إلهات العالم بما فيها إلهات اليونان وروما .
ذلك لأنها ببساطة أول ديانة لعموم الناس ولكل من يعتبر نفسه مضطهدا أو
مظلوما ،
مع فارق أنها الأصل الروحانى الراقى والمتصالح مع الذات ومع الغير ؛
الأصل الذى مسخته لاحقا جميع ديانات التوحيد ‑أيديولوچيات العبيد الانتهابية
الشريرة .
نعم ، تبنى اليونان والرومان لآلهة مصر كان جامعا شاملا .
ودعنا من الپطالمة الذين قسموا ميراث الأسكندر قسمين ‑مصر وغير مصر‑
ومن بعدها تمصروا هم كلية ،
فإن أعظم الأباطرة اللاحقين ‑أى الرومان ممن كانت روما عاصمتهم‑
من أوجستوس لتيبيريوس
لتيتوس لتراچان
لكومودوس ،
أضافوا لأبنية الپطالمة كمعبد حتحور فى دندرة ، أو حورس فى إدفو ، أو
طبعا معبد إيزيس فى فيله … إلخ ،
وارتدوا زى الفراعنة وراحوا ينحنون بالتقدمات لآلهتنا .
على أنه فى الواقع تظل إيزيس وسط كل هذا ،
هى الوحيدة فى تاريخ الأديان التى
تستحق حقا صفة ‘ ربنا بتاع الغلابة ’ ،
التى للأسف ‑وبفضل ذات خديعة غسيل المخ والقمع الفكرى الذى مارسه علينا كهان
التوحيد‑
عبارة نقولها كل يوم لكن لإله شرير لم يكن يوما إلا رب الاسترقاق
والاستحلال ،
رب اللصوص العصابات المجرمين وقطاع الطرق .
نعم ، لدينا مستويان من الآلهة فى مصر القديمة ( أو لدقة
الصياغة : نوعان فآلهة مصر لم تكن يوما درجات ) ،
إله درجة أولى ( أو لدقة الصياغة : إله بعيد ) ،
تعبده الآلهة والكهنة وعلية القوم ( أو أحيانا لا شأن له بنا
أصلا ) ،
ولا يسمح لعموم الناس بالاقتراب أو بالصلاة له أو طلب شىء منه
( ربما فى أفضل الحالات مرة واحدة فى السنة ، ومن هنا ولدت فكرة الحج أو
ما يسمى حاليا بالموالد ) ،
وإله متواضع ( أو لدقة الصياغة : قريب )
خلق عموم الناس ويرعاهم ويرعى شئون الحياة اليومية لهم ولا ينساهم قط .
… على العكس من كثير الاجتهادات اليونانية أو الغنوصية اللاحقة ،
التى انتقصت ‑وإن بدرجات‑ من شأن الآلهة المخلوقة demirgues
( ناهيك عن التوحيدية الساموية التى شيطنت كل الآلهة إلا واحدا هو ذاك الجبان
الخفى القذر الموهوم ) ،
فإن إيزيس هذه الـ ‘ Lesser-God ’ فى الواقع أكثر كمالا فى صفاتها ومبادئها من
أى إله تعرفون ،
ولا تختلف عن آتوم أو رع أو آمون مثلا سوى فى أنها الإله القريب الحنان
الحنون !
سمها ‑أى الإيزيسية‑ لو شئت الوحيدة التى كانت أفيون الشعوب بمعنى
الكلمة ، وبأرقى معنى للكلمة ؛
مسكنات تخفف على الفقراء الودعاء المكافحين آلامهم وإحباطاتهم اليومية
تحببهم فى الحياة وتكشف لهم طرق الاستمتاع بعطاياها ،
العطايا الأوفر كثيرا مما لو استغرقوا فى ضعفهم وبقلة الحظوظ التى منحتها إياهم
أمنا الطبيعة ،
وليست ‑أيضا الإيزيسية‑ أدرينالين سپارتاكوسى‑لينينى مهيج
للفقراء السطاة النهابين .
الأب أثناسيوس ماركسى ويفهم جيدا هذا الكلام ،
لأنه فى الواقع ‑وأعترف : يتحدث باسم الوجه الحقيقى للمسيحية ،
الوجه البطرسى‑الپولسى الآسيوى الذكورى الدنيوى الناشط والسياسى ، وجه
أيديولوچية العبيد الهجامية ،
كل ما هنالك أنها غلفت بقفاز رقيق استعارته زورا وتزييفا من مصر ،
هذا على خلاف همجية الإسلام الصريحة الطليقة بالكامل أو همجية اليهودية المقننة
بعض الشىء .
… باختصار : أبانا أثناسيوس ، إذا كنت تهتم حقا لأمر
الغلابة ، فأنت ببساطة تعبد الإله الخطأ !
…
يا مسيحيى مصر ‑إن لم يكن بوسعكم التعلمن وأملت چييناتكم عليكم الإيمان
بالروح والخرافة وما وراء الطبيعة‑
فعلى الأقل أفيقوا من غسيل المخ اليهودى الذى أكل روحكم المصرية الأصيلة ،
وجاءكم ‑ولا غرابة‑ عبر بدوى ليبى اسمه مرقس ،
وكأن هوام الصحراء ممن فشلوا فى انتهاك أرضكم منذ طرد أحمس الهكسوس ،
قد عثروا أخيرا على الثغرة الخلفية الناجعة .
أقله أن ابحثوا عن جذور الإله الذى تعبدون ، وستكتشفون أن آخر صفة له أنه
‘ الحق ’ أو أنه ‘ يحرر ’ .
أنا شخصيا ظللت أصم مصر طويلا بأنها صاحبة
أسوأ اختراع فى التاريخ ‑إله التوحيد‑
ثم شيئا فشيئا ( 1
- 2
- 3 ) لاحظت أنها أيضا ‑وعلى
نحو أقوى بما لا يقاس‑ أول من لفظ التوحيد .
لم تصبر سوى سنوات قلائل حتى نكلت كل التنكيل بذلك القعيد شائه العقل والبدن
المدعو أخناتون ،
الشيطان الذى أراد مصادرة أرواح وحيوات البشر لحسابه الكهنوتى الشخصى ،
ومصادرة الحرية الفطرية التى منحتنا إياها أمنا الطبيعة أو أمنا إيزيس
‑اختر ما شئت ، مع العلم بأن أحد أسماء إيزيس العشرة آلاف هو
أمنا الطبيعة‑ منحتها يوم جاءت بنا للحياة ،
مصادرتها منا ومنحها للأنبياء والكذبة والكهنة ،
مصادرتها من الإله الخالق إلى الإله المختلق ؛ من الإله الحق إلى إله
التوحيد !
…
Miss High Treason!
ثمة نظرية لعالم النفس الروسى اليهودى إيمانويل ڤيلايكوڤيسكى
( طبعا أقدم بأكثر من نصف قرن من نظرية توحيد أپيبى المشار إليها التى أتانا
بها آسمان مؤخرا جدا ) ،
فحواها أن أخناتون تربى لدى أقارب أمه الميتيانيين ‑كردستان أو الأناضول
الحالية‑
وأنه من هناك استجلب مفهوم التوحيد .
كتاب ‘ أوديب وأخناتون ‑الأسطورة والتاريخ ’ هو رد على كتاب فرويد
‘ موسى والتوحيد ’
من خلال إثبات أن أوديب ‑الذى رواه سوفوكليس‑ لم يكن سوى أخناتون
مع تغيير مسرح الأحداث ‑قتل الأب وزواج الأم‑ من طيبة المصرية لطيبة
اليونانية ،
أما دليله على تنشئة أخناتون الآسيوية ، وهو عدم ظهوره فى أى من الصور الجماعية
لأسرته وهو صغير ،
فلا يزال هو أيضا محل جدل كبير .
لكن : بغض النظر عن هذا ،
ألا تكفى عمالة وخيانة وحقد أخناتون وزوجته نفرتيتى ( وقبلهما بالطبع
أمه )
على مصر والعرق المصرى ،
دليلا يثبت كل شىء ويجب كل شىء ؟ !
هل ثمة
مجال للمقارنة بين مجد مصر قبله مباشرة على يد أمونحتب الثالث ( بانى الكرنك
مثلا ) ،
من ورث عنه العرش بالصدفة ‑أو لو شئت بإرادة إله التوحيد الشيطانى‑
بموت كل الورثة ،
وبين ما آلت إليه من فوضى وخراب وضياع وانحطاط وتفكك مقصودة كلها على يديه ،
وليس مجرد مغادرة البناء والعسكرة إلى الخرافة والدروشة ، ذلك لصعوبة افتراض
حسن النيه فيه ؟
هل ثمة وثيقة إدانة أفدح من رسائل العمارنة التى تجزم بخيانة أخناتون وأمه وزوجته
المتعمدة لنا ،
وتركهم كل الحاميات المصرية تذبح بواسطة أبناء عمومتهم من القبائل الآسيوية الهمجية ؟
هل معبد أبيدوس الذى يسجل بغاية الدقة والاكتمال والحياد اسم كل فرعون حكم مصر فى
كل تاريخها
يضم اسم هذا الوغد الأجنبى ،
أم تتجاور أسماء من قبله ومن بعده وكأن لم يكن له وجود أصلا ، بمعنى أنه ليس
حاكما وليس مصريا ؟ !
…
…أعترف أنى ممن ضللهم كثيرا كتاب فرويد عن موسى حين
قرأته فى شبابى المبكر .
هذا العبقرى العظيم وأحد أرقى العقول فى التاريخ الإنسانى ( بجانب داروين
وأينستاين ) ،
أراد أن يجهز على إله التوحيد فى كتاب يصدر بعد موته ،
لكن بكل أسف كانت مصر ‑التى لم يبخل فى تمجيدها ولا فى تقرير حقد اليهود
عليها وعلى حضارتها‑
إحدى الضحايا غير المقصودة ، لمجرد التسليم بأن أخناتون كان يمثل مصر
ساعتها .
وأنا أيضا أصبحت ضحية وهم خلقته بينى وبين نفسى أن مصر ليست أم الدنيا إنما أم
الدين ،
ثم بقليل من التعمق اكتشفت أن كل جزئية فى هذا الدين كانت ذات
قيمة وظيفية مدروسة تماما لجعل الحياة ‘ الدنيا ’ أفضل .
فى المقابل ، عن السفرديم الأكثر امتساسا بهواجس الماضى ،
ولا يزال بهم البعض من رواسب الحقد القديم على مهد الحضارة الشامخ ،
فأنا لست من المتعاطفين بالمرة مع عقدهم تجاه مصر القديمة .
لكن فى هذه الحالة أو تلك
( فرويد أو ڤيلايكوڤيسكى ، بل هما بالمناسبة ليسا تماما رواد
هذا الحقل ،
إذ سبقهما منذ أوائل القرن السابع عشر اللاهوتى الإنجليزى چون سپنسر وآخرون
ممن راحوا يمحصون الجذور المصرية المحتملة للديانة العبرانية ) ، فى كل
الأحوال :
أليس من المنطقى كل المنطق أن نستنتج بالمثل ،
أن أخناتون قد استجلب فكرة التوحيد من السامويين بطريقة أو بأخرى ؟
بل ألا تكفى الچيينات وحدها مصدرا معتبرا للأفكار ، بل مصدرا لأى شىء وكل
شىء ؟ !
أليس التوحيد منتجا صحراويا ، وحتى لو صحت كل أسطورة موسى وأنه تلقن فكرة
التوحيد عن أخناتون ،
فسيكون الأمر ساعتها مجرد بضاعته الآسيوية وقد ردت إليه ؟
هل قحل الصحراء فى حاجة أصلا لإله كى يخلقه ؟ !
من هنا ، ألم يكن إله واحد كافيا جدا
لحشو خواء أمخاخ هؤلاء الرعاة الآسيويين ، يهودا أو غير يهود ،
بل وإيهامهم بأنهم صاروا مثلنا أصحاب فكر وأخلاق ودين
( دع جانبا أنهم ربما أيضا يفهمون كلمة الحضارة فهما معوجا مريضا ،
ويتخيلون أنهم برص شوية كلام فى الهوا صاروا ذوى حضارة ) ؟ !
أليس التوحيد فى حد ذاته فكرة لا يمكن أن تنطلى إلا على عقول
البهائم ؟ !
… لو جاء أحد وتحت شروط علمية معينة
شفى العمى وأقام الموتى ومشى على الماء ثم قال إنه إله ، سأقول له :
ماشى !
لكن لو قال إنه الإله الواحد ، سأقول له : آسف ، هات دليلك !
حتى لو ظهر على الأرض إله ارتفاعه مليون متر ،
خلق أمام أعيننا ألف كائن مثله أو بخر مياه المحيطات أو فعل أى مما يحلو له ،
فلن يستطيع إقناعنا نحن أنه الإله الوحيد ،
لأنها من الأساس فكرة بلهاء مستحيلة الإثبات أصلا !
إن اختراع آلهة الوثنية العظيمة كان الاستجابة الفلسفية
لثراء مشهد الحياة البيولوچية لمصر القديمة ‑وأثينا وروما بالتالى ،
ولوفرة الحياة المادية والثقافية لسكانها … إلخ ،
ومن البديهى كان أن يترجم لتصورات منطقية تتعدد فيها الآلهة وراء خلق ورعاية كل
هذا الكون العظيم ،
بينما لا تطرح الصحراء على الإنسان أية مشكلات فلسفية عويصة أو غير عويصة
كما فعلت بأهلها حياة المدينة والنهر المعقدة .
التوحيد فكرة بدوية لها فوائدها التى تخص الاستحلال والاسترقاق
ووحدة القبيلة ضد استحلال واسترقاق الغير لها … إلخ ،
لكن بالأساس فقر المشهد البيولوچى للصحراء هو الذى وصل بهم ‑وبعد ألفيات
كاملة من انعدام الفكر الدينى أصلا ،
إلى أن يتخيلوا بالكاد وجود إله واحد ، ولا يكادون يعرفون حتى الآن إيه لزومه
أصلا !
… كتر خير عقولهم أنها استوعبت إله واحد ، أو للدقة لم تستوعبه ولم تعرف
عنه شيئا‑
بينما أنتم يا وثنيين يا كفرة عاوزين تروشوا لهم أمخاخهم وتخايلوا لهم عيونهم بـ
100 إله ؟ !
وحتى الآن نحن نتحدث عن اليهود ‑ثانى أحط أمة أخرجت للناس ،
أما بعر شبة جزيرة البعر فهم قصة أخرى
وصل فيها فحش نبيهم الجاهل أن حاول إقناعهم أنه مخترع التوحيد ، ولا
تعليق !
…
هل تعرف
يا أبانا أثناسيوس ما هو أصل فكرة ‘ من لم تكن
الكنيسة أمه فالرب ليس أباه ’ ؟
طبعا ، أوافقك تماما : ليس أوجستين الأمازيغى ؛ هو أتفه من أن
يخترع شيئا جبارا كهذا !
كلا يا أبى ، ليس بالضبط ، ليست الكنيسة القبطية الأولى الإرهابية وسميك
أثناسيوس إلى القلب منها !
هم ليسوا مبدعين لدرجة اختراع نظام شمولى استبدادى استعبادى رهيب
على هذه الدرجة من الضخامة والشناعة والإجرام .
فعلا ! لقد وجدوها جاهزة لدى أخناتون ،
الذى سبقهم لأن حرم على الشعب أى شكل للتعبد أيا ما كان من جذوره ،
وجعل نفسه الوسيط الشامل الجامع بين كل البشر والإله الواحد المزعوم .
… هذا ‑سيدى وسيد العارفين‑ هو الفارق العملى الكبير والمرعب بين
الغنوصية والمسيحية : الخلاص بالمؤسسة !
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
بقيت ملحوظة أخيرة ، أن من هم عكسى ،
أى من لا يعتبرون النصوص الدينية مجرد
ترهات وأكاذيب وتهاويم يقظة تسببها شمس الصحراء لأدمغة مريضة بالأساس ،
أقصد هؤلاء الباحثين ممن يحاولون أخذ تلك النصوص ولو بدرجة ما على محمل
الجد ،
أو على سبيل الاسترشاد ، أو على سبيل أن لا دخان بدون نار ،
قد اضطروا لأن يدفعوا بالقصة قرنين آخرين بالضبط للوراء ( نحو 1535 ق .
ح . ش . ) ،
حيث يوجد بالفعل فرعون يطارد أعرابا فى شرق الدلتا ويطردهم خارج البلاد ،
وحيث من المحتمل أن يكون بركان جزيرة سانتورينى اليونانية قد تسبب فى شمال البلاد
( لا سيما منطقة أحراش المنزلة وبحيرة البلح الحالية ) ،
بأشياء غريبة قد تشبه بدرجة أو بأخرى ما توهمه الحقد اليهودى على أنه ضربات إلهية
عشر بشعب مصر الشرير ،
والمقصود طبعا طرد أحمس للهكسوس
( ونكرر كلمة من المحتمل ، لأنه حتى اللحظة لا يوجد أى دليل أركيولوچى
أيا ما كان ، يثبت وقوع أى شىء من خرافة الخروج التوراتية ، بدءا من موت
فرعون مصرى وجيشه غريقين ، حتى انتشار الضفادع اختفاء ذهب
مصر ! ) .
… يضاف إلى ذلك أن أولئك البحاث يضطرون لإعادة تأويل رسم تجار بنى حسن
الكنعانيين
ليصبح تجسيدا لموسى لا لإبراهيم ،
وإن فى كل الأحوال هذا الرسم لا يعنى شيئا على الإطلاق مما يخص التوراة ،
فتلك ‑نحو 1900 ق . ح . ش .‑ فترة لم تكن مصر قد اكتوت
بعد بغدر وخيانة البدو ،
ولا يعنى استقبالها للتجار منهم حتى المنيا الحالية زوارا عابرين دونما إقامة شيئا
ذا مدلول أكثر مما يستحق ،
بالذات وأن بنى حسن هذه اشتهرت برسوم ممارسة الرياضة كالمصارعة والصيد ،
ومن هنا جاء الاهتمام الخاص لخنوم حتب الثانى صاحب المقبرة بحياة الصحراء وأهل
الصحراء ،
ويعد هذا النبيل من أوائل من أبدوا اهتماما خاصا
بما يمكن أن تمثله الصحراء من خطر جدى على حياة الاستقرار المصرية ،
بالذات وأن الملفت فى تلك اللوحة أن هؤلاء البدو مدججون بكثافة غريبة بالأقواس
والأسهم .
بما يجعل وصف ‘ تجار ’ الشائع مستغربا بعض الشىء .
لذا لو لم يكن اهتمام هذا الحاكم الإقليمى محصورا فى الألعاب الرياضية ،
فسوف نذهب مباشرة لفرضية أنه يبدى اهتماما خاصا بحياة الصحراء وأهل الصحراء ،
ومن ثم بما يمكن أن تمثله الصحراء من خطر جدى على حياة الاستقرار المصرية ،
وكأنه أراد بالتعرف عليهم التعرف على الكمونات المحتملة
‘ للعدو ’ .
وطبعا ما أبلغ ‑فى كل الأحوال‑ الربط بين صورهم ذات الأغنام على جدران
تلك المقبرة ،
ومقولة يوسف بعد برهة صغيرة إن كل راعى غنم نجاسة فى أعين المصريين ،
مع ملاحظة أن يوسف هذا ‑بفرض واقعية أسطورته‑ لم يحالفه أصلا الحظ
للوصول للمنيا ،
إنما تحدث عن فكر عاينه تحت حكم الهكسوس فى شرق الدلتا ) .
…
على أية حال ، دعونا ‑وحتى إشعار آخر‑ نفترض صحة
الروايتين معا ،
واضعين فى الاعتبار كيفية جمع التوراة redaction ،
حيث قصص متفرقة متباعدة فى الزمان والمكان تصنع حدثا واحدا بل وأحيانا تصنع شخصا
واحدا ،
بالذات قصة هذا الفرافيرو الأسطورة الخارق المدعو موسى !
بالتالى ، لنرضى ‑ولو مؤقتا‑ بفرضية أننا طردنا اليهود
مرتين :
واحدة فيما طردت المظلة الأكبر التى حمتهم ، أو التى كانوا جزءا منها قبل أن
تفرقهم المماحكات الدينية ،
هؤلاء الهكسوس ( بالذات وأن كلمة هكسوس لا تعنى عرقا أو قبائل معينة ورد
ذكرها فى التاريخ الآسيوى ،
إنما اسم مصرى ضروبى للأجانب المتخلفين الغزاة ، يكاد يطابق استخدام أرسطو
لكلمة برابرة ) .
… هذه كانت وقفة الفرعون الشاب ( ابن العشرين
ربيعا ! ) .
ثم عادت بعض فلولهم للتسلل فى عصر الخائن أخناتون ، فطردوا مرة أخرى .
… وتلك كانت هبة الشعب العظيم .
… شكرا ، كل ما فعلتموه أن أثبتم لنا مرة أخرى ، أن عظمة مصر تقوم
دائما أبدا على ساقين : فرعون وشعب !
…
باختصار ، محصلة كل الشواهد وأحدث الاكتشافات والنظريات هى
الآتى :
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
يغسل الجميع ‑يهودا وغير يهود‑
أمخاخ العالم أنهم أخذوا التوحيد من مصر ،
وكأنهم بهذا يعلون من شأنها .
هذه ما إلا سفالة هدفها التمسح فى مصر لا أكثر ولا أقل .
التوحيد صناعة ساموية آسيوية صحراوية بدوية خالصة ،
ولم يكن لمصر أى شأن باختراعها يوما ،
بل هى تمسكت بشموخها الوثنى ،
وازدرت كل الديانات الوافدة وبالأخص منها حقارة التوحيد ،
ذلك بكل ما أوتيت من قوة ، وحتى الرمق الأخير !
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
كتاب
Erik Hornung, Conceptions of God in Ancient Egypt
—The One and the Many (1971)
الذى يعتبره الكثيرون
‑ومنهم الپروفيسور آسمان نفسه فى السطور الأخيرة جدا من كتابه ‘ عقل
مصر ’ [ سنعود له بكثافة ]‑
أعمق دراسة فى العقيدة المصرية رفضت الانطلاق من أية مسلمات جاهزة ،
ورغم انبهار صاحبها بعقلية أخناتون وبهرطقته ،
إلا أنه يجزم جزما قطعيا أن مصر لم تعرف التوحيد قط فيما عداه ،
وأن الاهتمام بتقديس هذا الإله أو ذاك كانت تنبع من شخصية وميول واحتياجات الفرد
الخاصة ،
ولا تنطوى على أدنى عدم اعتراف أو حتى تقليل منه من مكانة بقية الآلهة ، أو
ما يوصف بالـ Henotheism .
ويعتقد أغلب الثقاة أن الپروفيسور هورنانج قد قال الكلمة الفصل فى هذا
الصدد ،
وأغلق الملف الذى كان قد فتحه فرويد على مصراعيه .
…
ونقول : إن كان لمصر أن أسهمت فى الفكر الإنسانى بخرافة ميتافيزيائية
ما ،
فهى ليست بأكثر من مفهوم الخلود ،
وحتى هذا يتم تأويله أحيانا كفلسفة تواصل ووحدة الوجود
حيث الأرواح لا تزال حية وداعمة لحياة الأبناء والأحفاد الأحياء ،
أو يفسره البعض كمجرد معيار مجتمعى ‑أى غير دينى أصلا‑ لشفرة
القيم ،
أو بعض آخر كمجرد رمزية عامة تعبر عن حب المصريين للحياة الدنيا ،
أو بعض ثالث كمجرد الخلود فى ذاكرة التاريخ ‑أى نحن ،
بل وأتى على مصر بعض الوقت وكفرت به صراحة باعتباره خرافة
( كأغنية هارپ فى قبر أنيوتيف مؤسس الأسرة الحادية عشرة وابن منحتب الأول
مدشن كل المملكة الوسيطة ،
تنعى ضياع قبر الأب رغم عظمته ، ومنه تشكك فى المبدأ نفسه ) !
… كثيرا ما يستخدم مشايخ الطرق الصوفية المصرية فى أدعيتهم عبارة
‘ انشلنى من أوحال التوحيد ’ ،
ليس المدهش كيف يقول شخص يطلق على نفسه وصف مسلم مثل هذا الكلام ،
فالواقع أنهم لا يتبعون من أركان الإسلام الخمسة أو من شعائره أى شىء
تقريبا ،
ونحن من جهتنا كثيرا ما نقول على مأخذ البديهة إنه لا يوجد مصرى واحد مسلم ،
لا فى الماضى ولا فى الحاضر ولا فى المستقبل ،
إنما المذهل حقا مدى تطابق دوافع نظرتهم تلك للتوحيد مع نظرة قدامى
المصريين :
التوحيد أيديولوچية شيطانية خطرة تستجلب
بالضرورة أنهارا من الدماء ،
بينما بالأساس طابور آلهة قدماء المصريين الأخيار كانوا
آلهة لحفظ النظام والاستقرار والتناغم والانسجام والهدوء والسلام ،
فى الكون والطبيعة وبين الناس وداخل الإنسان نفسه … إلخ
( أو بكلمة : الاستدامة ‑‘ يدومها نعمة ’ التى لا تزال
دعاء وأمنية المصريين إلى اليوم ) ،
أما ست ساكن الصحراء فهو حرفيا ‘ إله الفوضى ’ أو بصياغة أكثر عملانية
إله الهمجية والهمج .
… والكارثة ‑أو ربما لا غرابة‑ أن يوم سمع هؤلاء الهمج سكان
الصحراء عن مفهوم الخلود ،
جعلوا منه ويلا وثبورا ووعيدا بعظائم الأمور ، بهدف المزيد من إحكام خناق
الاستعباد على الأتباع المرعوبين !
…
لذا لو شئت رأيى الشخصى المتواضع فى مسألة
الخلود ،
فهو ببساطة أنه مجرد ‑لا أكثر ولا أقل‑ ما يلى :
الخلود جزء من منظومة علمية ‑نعم علمية‑ أعم ،
ترى فى الكون استدامته وتناغمه ووحدة الوجود فيه ،
وأى تسليم بسلطان الموت كان سيهدم هذا النسق الفلسفى من أساسه !
… أو لو شئت صياغة أخرى :
المصريون عرق الحضارة والبناء ،
أساسا لأن شاغلهم الرئيس دائما أبدا هو المستقبل ، لا اللحظة ولا
الماضى ؛
لذا هم أنموذج البشرية الأعلى فى
النظرة طويل المجرى ، والاستثمار طويل المجرى ، وكل شىء طويل
المجرى !
…
السؤال : أيهما النسق الأعم الذى ينضوى الآخر تحته : الاستقرار أم وحدة
الوجود ؟
الإجابة : لا أحد ! إنها كل متكامل ، منظومة واحدة تعبر عن رؤية
معينة شاملة للكون والحياة وكل شىء .
ومثلا ذهلت مؤخرا للاطلاع على نظرية تقول إن السفنكس ‑ويمكنك ربما قياس على
كل شىء على هذا‑
كان هندسة وعمارة وفلكا وفنا ودينا وشفرات ولعبة ألغاز بل وحتى كتابة هيروجليفية
عملاقة فى الفراغ
أو باختصار تحديا وسعيا لجمع كل الأشياء معا فى شىء تناغمى واحد ، ومن ثم
يفترض ذات الشىء فى كل شىء !
… دع جانبا جسم الأسد ووجه الإنسان ليس فقط لأنه أتفه ما فى الأمر ،
إنما لأنه سيخرجنا لسؤال آخر يثير شجونا مؤلمة :
هل كانت تلك رؤية مثالية أكثر مما يجب ؟
بصياغة أخرى : لماذا مثلا أقلع اليونان
والرومان عن الآلهة المزيج من إنسان وحيوان
( حتى فى مصر التى عبد فيها البطالمة آلهتنا كما هى ، وبنوا لها أروع
وأخلد المعابد ،
كان يفترض حسب اسم الإله الجديد سيراپيس ‑خليط من أوزيريس وأپيس‑ أن
يكون خليطا من إنسان وعجل ،
لكنهم جسدوه كمجرد رجل كهل فكانت لمسة هيلينية مقصودة غير عديمة
المغزى ) .
… هل السبب أنهم ( أرسطو ) كانوا أكثر واقعية ونضجا منا فى رؤية
شرور هذا العالم وقدر إجرام برابرته ،
فألقوا وراء ظهورهم بمفهوم وحدة الوجود وتناغم مكونات الطبيعة ،
وأحلوا محله ‑منذ قرابة الألفيتين ونصف‑
مفهوم الصراع الدارونى والحاجة لطرد القمامة البشرية أولا بأول من الوجود ،
كالقاعدة الأساس ؟
( إحقاقا للحق هذا المفهوم كان موجودا فى مصر القديمة ، لكن بطريقتها
الرومانسية المتسامحة المعتادة .
مثلا مصر لم تعرف قط مفهوم الجحيم أو عذاب النار أو بحيرة الكبريت إلى آخر
هذه الخزعبلات .
لأن ببساطة وجود شىء كهذا من الأساس ،
يناقض جذريا مفهوم وحدة الكائنات وتناغم المكونات .
كان العدم هو الجحيم الأكبر والوحيد فى نظرهم ؛ هو مصير الأشرار ، أما
الأخيار فمصيرهم الخلود .
بمعنى آخر ، كانوا يوكلون للزمن وللحياة الأخرى وللآلهة ، آلية الانتخاب
الطبيعى المؤدية للتخلص من الشر ،
أو بالأحرى ، كانوا يميلون بشدة للترفع عن تدنيس أيديهم بهذه المهمة .
ومرة أخرى ، أقول بلساننا نحن أدوات أمنا الطبيعة لتنفيذ قدرياتها
المحتومة : يا ليتهم ما فعلوا ! ) .
… بصراحة ‑مرة أخرى‑ موضوع اضمحلال الحضارات هو أشد ما يصيبنى
بالاكتئاب ،
وإذا كانت كتاباتى فيه غير قليلة ‑‘ سهم كيوپيد ’
( 2007 ) مثلا ، وبدءا حتى من غلافها ،
وإذا كنت ‑أبعد من هذا‑ لا أعتبر نفسى متشائما بشأن هذه القضية ،
فإن ثمنها النفسى يظل باهظا بالتأكيد !
…
طبعا لا يوجد ما يناظر هذا الخلود لدى البهائم اليهود ،
وكتاب العهد القديم انقضى برمته دون أن ترد به كلمة الأبدية إطلاقا ،
وطبعا يسوع والمجدلية هما من استجلبا لهم ‑من بين ما استجلبا من مفاهيم
المعت المصرية‑ مفهوم الحياة الأبدية ،
لكن السؤال : متى وأين نشأ بالضبط
المفهوم المضاد : الجحيم أو العذاب الأبدى ؟ !
إجابتنا المتواضعة أنها على الأرجح فكرة تفتق عنها
الذهن السيكوپاتى لذلك الكهل المجنون الحاقد وعدو الحضارة يوحنا فى رؤياه .
منطقنا هنا أننا طالما كنا ولا زلنا ‑كما ورد فى القسم الأول من الكتاب‑
نراعى ونقدر الحالة العقلية المضطربة ليسوع فى أسبوعه الأخير ونغفر له خطاياه التى
ارتكبها بسببها ،
حين اكتشف أن قراره الأهوج بالذهاب لأورشليم سوف يكلفه حياته .
لذا فنحن نأخذ ما قاله تفصيلا فى متى 24 أو فى لوقا على نحو موجز ‘ هاتوا
أعدائى واذبحوهم قدامى ’ ،
على أنه جزء من حالة الاضطراب العقلى الفجائية التى مر بها هذا المسكين ،
وليست جزءا من صميم تعاليمه
( بالذات إذا ما اعتبرنا أناجيل مكتبة نجع حمادى الغنوصية كجزء أصيل من
تعاليمه هذه ، بل الجزء الأولى بالاعتبار ،
لأنه الجزء النقى الذى لم يلوثه الطامحون لبناء كنيسة مؤسسية تستلب الناس حيواتها
والملوك ملكهم ،
يلوثونه بأچندتهم اليهودية السوريانية الصحراوية الشيطانية ) .
باستبعاد هذا الفاصل الشاذ من التهديد والوعيد ، لن نجد إلا ذكرا متفرقا
لكلمة جهنم والدود أو النار فى مواقع أخرى .
هذه يمكن بسهولة تامة أخذها على معناها الحرفى المباشر وهو وادى حرق مخلفات ذبائح
هيكل أورشليم ،
وليس كمكان لعذاب الروح عذابا أبديا ، ليظل بعدها التعبير الأكثر استخداما
والمعبر فعلا هو الإلقاء إلى ‘ الظلمة الخارجية ’ ،
الذى يستجلب لك على الفور مشهد قرية مصرية قديمة تقرر إنزال العقوبة العظمى بفرد
منها ثبت فساده : الطرد خارجا !
هذا الفهم الذى تخرج به من قراءة كل النصوص الإنجيلية هو الأقرب والأكثر اتساقا
مع مجمل فلسفته المصرية أن الفردوس يبدأ هنا والآن ،
وأن مجرد انقطاع الصلة بوحدة الوجود ‑أيضا هنا والآن‑ هو العذاب الذى
ما بعده عذاب .
…
أيضا مفهوم الكنيسة والحديث الكثير عنها كجسد
واحد ،
يجب أيضا فهمه فى اليسوعية‑المجدلانية‑الغنوصية على أنه تنويعة على
مفهوم وحدة الوجود ،
مقصود به الترابط والتناغم والتكامل والتعاضد ،
وليس هيراكية كنسية تسلطية كما فهمه الذكوريون اليهود الأجلاف من مؤسسى المسيحية
[ لأول مرة سمعت شيئا يقارب هذا الكلام من مسيحى ،
هو محاضرة لدكتور چورچ حبيب بباوى بتاريخ 23 أغسطس 2010 بعنوان
‘ مقارنة الزنا بخطية آدم – رد على [ الشنكوتى ]
الثالث ’ .
هنا تجدر أيضا الإشارة لفيلم أڤاتار
من العام الماضى 2009 ، الذى قدم تجسيدات بصرية مذهلة لفكرة وحدة الوجود ،
إذ جعلها كنوع من الكيبولات الضوئية يتم ربطها بمقابس خاصة فيصبح الكائنان معا
كائنا واحدا جديدا ،
أو حتى يربطك بكل كائنات الوجود معا من خلاك ربط الجميع بالإلهة أمنا
الطبيعة .
فكرة الكنيسة ( أو فكرة الأبدية أيضا ) ، لا بد أنهما فى اليسوعية
الأصلية كانا نوعا من هذه الرابطة ،
والقطع ‑نعم مجرد قطع السلك المذكور بقصافة الكهربائى لا أكثر‑
سواء بالخروج على الأعراف النبيلة للجماعة أو بالموت وأنت شرير ،
هو ما يلقى بالعضو الفاسد إلى الفناء الأبدى ، الذى كما قلنا هو العذاب الذى
ما بعده عذاب ] .
…
بصراحة ،
أنا ‑وبعد تفكير مضنى‑
لم أجد مبررا حقيقيا واحدا لظهور المسيحية سوى
بعض الاحتياج لخلق طقس دورى منتظم ليشبع روحانية بسطاء الناس !
ذلك هو البديل الذى كان عليه أن
يشغل فراغا أهملته الغنوصية بجناحيها الكبيرين ،
اللذين ‑للأسف‑ كان يفوق كلاهما قدرات الإنسان العادى ،
الجناح الفلسفى العلمى الذى
تعتنقه النخبة من أصحاب العقول المفكرة الباحثة فى العلوم الطبيعية والمنهج
العلمى ،
والجناح الروحانى المحض الذى يعيش
به المتقشفون الباحثون عن كنه القوى الكبرى وراء الطبيعة .
لكن ببساطة ‑وللأسف أكثر وأكثر‑ كان تحقيق ما يسد ذلك الاحتياج مهمة
بالغة الدقة بل وشبه مستحيلة .
كان الحل هو اللا حل : فقط دعوا البسطاء يتواصلون مع آلهتهم بطريقتهم ،
مرة سنويا ، عدة مرات يوميا ، أينما شاءوا ، كيفما شاءوا ،
لكن خلق ذلك الوسيط المسمى كاهن أو مرشد روحى زائد ما يستلزمه ‘ تحليل
لقمته ’
من ترسانة نصوص وعقائد عويصة ، هو الحل الذى سيدمر كل شىء !
وبالفعل استغرقنا أكثر من 18 قرنا حافلة بالقهر والسواد
إلى أن نجح الإنجيليون الأنجلو‑ساكسون فى التوصل لصيغة الكاهن معدوم السلطة
وغير الراغب فيها ،
فكانت السر وراء اللغز المحير لكيف تظل المسيحية ‑أو ربما علينا تسميتها
الغنوصية الجديدة‑
حية وقوية فى الولايات المتحدة فى القرن الحادى والعشرين ، وهى قمة العلم
والتقنية فيه .
…
أما بعد ،
أو ربما لأن التطلع للمستقبل قد يكون أقل كآبة
( تأليف كتاب آخر تحت عنوان ‘ حضارة ما بعد‑الإنسان ’
( 1989 ) كان بالعكس شيئا بهيجا جدا ! ) ،
نقول إنه مع كل الشكر والاحترام
للنوايا الحسنة والإنجاز المهم الذى قام به يسوع والمجدلية
لمحاولة إثناء اليهود عن عبادة ست والعودة قدر الإمكان لعبادة إيزيس ،
فأنتم ‑أيا مسيحيى مصر الأحباء‑
الآن فى لحظة افتراق طرق تاريخية :
أن تنقوا إلهكم الذى تعبدون من الإسرائيليات الصحراوية الشيطانية التى
داخلته ،
وأن تعودوا به لنقائه المصرى الوثنى الأصلى الطاهر الجميل .
… تعودون به لأيام علمت مصر فيها الدنيا أن للخير والشر لونين ؛
لونان لا تخطئهما العين لا امتزاج أو مصالحة أو مناطق وسط بينهما :
الأخضر والأصفر !
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
لقد كتبت ما لا يقل عن ألف مرة أن البشر نوعان :
بناءون وطفيليون ،
واليوم من أجلكم ‑أو فى الواقع بفضلكم‑ أعيد صياغتها فى بعدها
الميثولوچى الأعمق :
البشر نوعان : زراع ورعاة ؛ خضر وصفر !
نحن ‑يا أصدقاء‑ أبناء حورس ابن أوزيريس ابن الأخضر الذى قتله أخوه
ابن الصحراء .
واليهود سرقوا ذات الأسطورة ، لكن أجروا عليها تعديلا طفيفا :
أن جعلوا الزارع هو الشرير الذى لا يقبل الإله الأصفر
( الذى لا يشرب الماء الشفاف كآلهتنا إنما يشرب الدم الأحمر ) ،
جعلوه لا يقبل تقدمته الخضراء .
…
نبات الأرض هو الشىء الوحيد الذى كان يقدم
لآلهتنا ، وهو الطعام الوحيد الذى نأخذه معنا للعالم الآخر ،
لأننا لسنا كوحوش الصحراء أولئك تقتل كى تأكل وكى تطعم شره آلهتها وكهنتها .
ولأن آلهتنا علمتنا شيئا اسمه تناغم الطبيعة لا يمكن أن يشمل القتل المجانى ،
ناهيك عن القتل من أجلها هى
( فى الواقع نحن لم نرصد إلهكم قد خلق شيئا يوما ، لكن طوال الوقت نراه
يقتل كى يلذذ بطنه بالذبائح ) .
أقصى القتل عندنا هو طير أو حيوان أخذ كل متعته من الحياة وبلغ به العمر أشده وحان
وقت رحيله ،
بعد أن أعطانا وأخذ منا حبا لا نهائيا لكل لحظة فى حياته ،
ولا روحانية أرق ولا أجمل ولا أعمق من علاقة فلاحة مصرية بأوزتها أو
جاموستها ،
وكأنها ابنتها أو أختها أو أقرب أقاربها ( والآلهة ليست استثناء ،
فإذا رأى البعض أن تقديم الطيور أو البهائم للآلهة هو عرفان بالجميل لا يتناقض مع
المعت أو وحدة الوجود ،
فإنها طبعا كانت تقدم حية ولا تذبح ،
والملفت أننا توصلنا لهذا فقط من الشروحات المكتوبة أما الرسوم فهى تتحاشى بالكامل
تقريبا رسم الحيوانات ،
ونادرا جدا ما ترى مثلا دجاجة أو أوزة مرسومة بجانب سنابل القمح وقنينات الخمر
‑ارجع ليس فقط للصورة أعلاه مباشرة ،
إنما للصورة السابقة قبل قليل لتقدمات كليوپاترا لإيزيس ذات الكتابة اليونانية
التى تخلو تماما من أى ذكر للحيوانات رسما أو نصا ،
وأيضا للصورة الأسبق لتقدمة نفرتارى لمجموعة الإلهات ) .
…
ببساطة ، كانت التقدمات نباتية لأن تحديدا الخبز والنبيذ هى أعظم تقدمة تفرح
بها آلهتنا وترضى علينا من أجلها ،
وبالمناسبة حاول يسوع فى ليلته الأخيرة إقناع أتباعه أن الخبز والنبيذ هما البديل
المحترم للحم والدم ،
لكنهم لم يفهموه ، أو بالأحرى فهموه ولفظت چييناتهم الساموية
‘ بدعته ’ المصرية
( ينسبون الطقس لكاهن سابق على اليهودية يطلقون عليه ملكى صادق Melchizedek
يتمسحون به بالقول إنه بارك إبراهيم ،
وبفرض صحة روايتهم فلا شك ‑بنباتيته هذه‑ أنه كان حاكما مصريا لكنعان
أو شيئا كهذا .
ولا غرابة أن كون الوحيد الذى أتى على ذكره لاحقا ‑داود‑ قد يعطينا
تبصرا جديدا فى أمر هذا الملك علمانى الممات .
قد نتمثله مصرى الهوى دينا ودنيا ،
بل قد نتبصر فى أمر الصهيونية المعاصرة التى استلهمته دون سواه من كل التاريح
اليهودى القديم ،
ولماذا جاءت فاحشة التحضر لهذه الدرجة ، العكس بدرجة 180 عن اليهودية
القديمة ) .
…
والآن : أنتم يا مسيحيى مصر هل فهمتم هكذا من أين جاء صومكم النباتى الذى
يحرم فيه القتل ،
والذى تتفردون به دونا عن كل أصوام الشعوب ؟
ابحثوا عن الإجابة فى أبيدوس أو الكرنك ، لأن مثل هذا الصوم لا وجود له قطعا
فى كتابكم مزعوم القداسة ،
أو لعل ساعتها تشعرون بالقداسة الحقيقية فيه ؛ أقصد الصوم طبعا لا
الكتاب !
…
ببساطة أيضا : لقد حاول أولئك اليهود إفهامنا أن كل البشرية ما هم إلا أبناء
لقاتل ،
وأن العم الطيب ‘ أخد الشر وراح ’ .
من هنا اخترعوا دينا مبنى كله على أن الرعى خير ؛
ومعناها أن لا يكون لك وطن خير ، العبرانية هى الخير وكل ما عداها شر .
بكل أسف ، تراث ست وقايين ،
لا يزال ممتدا حتى تجسد أمام أعيننا مؤخرا تجسدا صادما صارخا فى مقولة مهدى عاكف
طز فى مصر ،
وما كان حرى به أن يكون لا صادما ولا صارخا .
فالرجل محق ، لأنه لا يقول سوى ما تقوله له چييناته .
وحجته التى لم يقلها ‑لأنه شخصيا جاهل وليس لسبب آخر‑ حجة ساموية
قوية :
أنت حين ترتحل فى الأرض لن تحمل معك إلا چييناتك ‑أقصد لن تحمل إلا دينك‑
وحين تقابل ربك لن تقابله بصفتك مصريا ، إنما بصفتك متبعا لدين الحق أم
للضلالات ،
وهلم جرا من الحجج والأسانيد المنطقية .
الرجل محق لأن هذه ببساطة هى رؤية البدوى للكون فى أدق تجلياتها الممكنة نمطية
ودقة ؛
رؤية تشمل كل شىء من نبذ فكرة الوطن وتمجيد فكرة الهجرة
( العرب العاربة بدأت بهجرة اسمها قحطان ، والمستعربة بدأت بهجرة اسمها
هاجر ،
والمسلمة بدأت بهجرة اسمها عنكبوت الغار ،
ولا غرابة بعد كل هذا أن يكون تقويم العرب تقويما هجريا ) .
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
العبرى أو العربى بصيغتيها كلمة ضروبية بمعنى العيش
فى العراء .
هؤلاء قلبوا كل شىء جميل سمعوا عن وجوده مصر القديمة إلى عكسه .
لوهلة ذكروا أن حواء سميت هكذا لأنها أم كل حى ( نقلا عن إيزيس ) ،
وفى الصفحة التالية مباشرة قلبوها أم كل الشرور .
الحية إلهة الحكمة صارت هى أصل كل الشرور ، والجهل هو النعمة ، ولو أكلت
من شجرة المعرفة موتا تموت .
كوكب الصبح الأنثوى الجميل ( الزهرة ) ، صار اسما لإبليس .
قلبوا إله الخير محل إله الشر ، الصحراوى ست أصبح هابيل الطيب والعكس
بالعكس .
قرابين الخمر والغلال صارت مزدراة من الآلهة ، وسفح الحيوانات والبشر هو فقط
ما يشبع تعطشها للدماء .
حتى دم الحيض الذى لا تلمس خلاله المرأة لقداسته وقداستها ، جعله أعداء
الحياة أولئك نجاسة !
نعم ، الصحراء رؤية تشمل كل شىء فى الحياة ‑دنياها وآخرتها‑
بل وتشمل حتى أكثر الأشياء التى يفترض فيها الحميمية والسكن :
المرأة عندهم تنكح ولا تزوج ، تلقى ولا تبقى !
… للحق كانت توجد محاولة مسكينة لخلق مجتمع زراعى فى بلاد النهرين كان اسمها
سومر ،
وإينانا أو عشتار تتجسد فى نسخة طبق الأصل من منحوتة قبل تاريخية كانت شائعة
بالبدارى مصر
‑انظر الصورة مع التغاضى عن أن تمثال العاج البارع المصقول هذا
صنع قبل ذلك الرسم البدائى بالإصبع على الطين بنحو ألفى سنة ،
فى أيام كانت تسمى بالعصر الحجرى لم يطوع فيها الإنسان بعد لا البرونز ولا الحديد
ولا أى شىء .
على أنه سرعان ما اجتاح سومر الناشئة الطيبة تلك ، الرعاة الأكاديون ،
وأجهضوا للأبد كل محاولة للتحضر قد تظل برأسها حتى اليوم فى تلك المساحة الشاسعة
من غرب ووسط آسيا .
أغاروا ودمروا المحاولة الجنينية الأولى والوحيدة للزراعة ،
قتلوا إينانا وعشتار ‑اللتان بهما مسحة ما من الجمال والخصب والأمومة
الإيزيسية‑ وعبدوا البعل .
هل تعرفون ما هو البعل ؟ … إنه إله المطر !
…
كلنا يقول إن الخيانة شىء يجرى فى دم العرب ،
لكن الحقيقة أن الخيانة والغدر والتسلل و‘ التبييت ’ وهلم جرا ،
ليست مجرد أسلوب الحياة اليومى لساكن المفازات ،
وليست فقط آليته التكيفية للعيش survival ، بل عنده هى الخير ذات الخير ولا يخجل منها
أصلا .
عنده الإله نفسه غدار خوان خداع خسيس ، وإلا كيف يكون عظيما إن لم يكن أمكر
الماكرين .
والحياة برمتها ‑دنياها وآخرتها‑ ما هى إلا لعبة استغماية لدى الهجامة
‑آلهة وبشرا :
مين يقفش مين فى لحظة قبض الروح ،
ويقول له ‘ ضحكت عليك ، مكانى الجنة ! ’ أو ‘ ضحكت
عليك ، مكانك النار ! ’ ،
أما كل ما يفعل أو يقع قبل هذه اللحظة فلا يهم أيهما ‑لا الإله ولا
البدوى ،
ذلك لأنه من منظور هوام الصحراء
يجب أن تكون الاستثمارات قصيرة المجرى لأبعد مدى حتى تكون مربحة .
والواقع أنهم ‑آلهة وبشرا‑ محقون ، فلو أنت وقفت فى الصحراء
وحاولت رؤية العالم من ذلك المكان ،
فسوف ترى كل شىء مختلفا تماما عن منظور الفلاح الكادح الغبى ،
الذى يستثمر عمره وعمر أجداده وعمر أحفاده فى رقعة أرض صغيرة تافهة ؛
وساعتها لن ترى طريقا أفضل لجنى الأرباح من التسلل فالغدر !
فهل هذه ‑أحبائى‑ هى الرؤية التى تريدونها لأنفسكم ؟
… هل هى الرؤية التى ورثتمونها عن أمنا إيزيس ؟
…
تتهمون مسلمى مصر ( وأقصد طبعا المسلمين ببطاقة الهوية ، فمصر لم يسلم
منها أحد قط طيلة 1400 سنة ) ،
تتهمونهم بالخيانة لأنهم اعتنقوا دين العرب ،
وتنسون أنكم أنتم أيضا خونة واليتم اليهود وعبدتم إله اليهود .
قد يبدو أن خيانتكم أقل وطأة ، لأن المسيحية التى قبلتموها ليست بعيدة كثيرا
عن دين چييناتنا المصرى ،
بينما الإسلام إجرام صحراوى خالص سافر ،
لكن الحقيقة أن فداحة خيانتكم تأتى من كونها أول خيانة كبرى فى تاريخ مصر !
يا سادة ، لقد ناضلت إيزيس نضالا يفوق الخيال من أجل أوزيريس حيا ،
وببساطة أنتم طعنتموها فى الظهر وقتلتموه من جديد ، يوم قررتم السير وراء دين
الأصفر !
من هنا فالرد المنطقى الوحيد الذى كان يجب أن نقوله لكل من يهبطون علينا من حيث لا
ندرى ،
بدءا من مرقس الليبى حتى عاكف اليثربى ، هو :
عن أية هجرة تتحدثون ؟ … نحن قوم لا نعرف الارتحال !
نعم ، ولاؤنا للحداثة ولاء عابر للحدود ، وكلهم حلفاء وإخوة لنا فى
الخير والنماء ،
لكنه لا يخول لنا الهبوط على أراض عمرها الغير ، إنما هو تكليف مؤبد بأن نعمر
ونعيد تعمير أرضنا نحن .
( دع مؤقتا حقنا فى أن نهبط على كل أرض خراب ونطهرها ممن يعيثون فيها فسادا
من المتخلفين الهمج أمثالكم ) .
…
يا أحباء ، فلتكفوا إذن عن المقولة الفاسدة إن مصر وطن يعيش فيكم ،
فهذه يمكن أن يقولها عن الكعبة أى بدوى مسلم رحال يعيش فى الغرب وينتهش خيراته
الآن .
سامحونى لصراحتى : ‘ مصر وطن يعيش
فينا لا وطن نعيش فيه ’
عبارة إجرامية سافلة لا يمكن أن تصدر إلا عن خائن محترف كذلك المدعو شنكوتى
الثالث ،
كل همه تهجير المسيحيين خارج مصر وتركها مستباحة للعرب .
وخطته ‑بصفته هذه كعميل للعروبة والإسلام‑ هى أن يجرد الكنيسة القبطية مما تبقى لها
من قبطية أى مصرية ،
وأن يلحقها إلحاقا كاملا بالسوريانية التى تعلمها فى وكر الخيانة المسمى دير
السوريان ،
أو بالآريوسية التى لا يعرفها لكن يتبعها ، أو بأى ما كان من أديان العرب بما
فيها الإسلام نفسه ،
ذلك أن المهم عنده شىء واحد فقط لا غير :
أن ينزع عنها كل لمسة روحانية ورثتها عن مصر القديمة ويحيلها ديانة شرائعية
حامورابية جافة جلف .
الأوطان يا سادة ، شىء يعاش فيه بالمعنى المادى الأرسطى
للكلمة ،
وليست مكعبا هوائيا يعيش فينا بالمعنى المعنوى عديم المعنى ،
والذى كذب فيه أفلاطون كما كذب فى كل شىء تفوه به .
فهلا بدأتم من اليوم القول إنكم تعيشون فى مصر ،
وإن حجة قولكم هذا هى أنكم عشتم فيها من الأزل وستظلون تعيشون فيها للأبد !
…
ملحوظات :
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
Oldie Is Goldie!
1- كل كلامى هذا من أوله لآخره يتحدث فقط عن الأخلاق
الميتافيزيائية ( بتاعة كانت ) ،
ولم أخض فى الأخلاق المادية العلمية العلمانية العملانية الإغريقية ، فتلك
قصة أخرى ومستوى آخر ورؤية مختلفة جذريا للكون والكائنات ،
لا يمكن من الأساس أن تتوصل لها عقول سكان المناطق الحارة أو حتى تفهمها .
2- نقطة انطلاقى فى الاهتمام بمصر
القديمة ‑مجرد الانطلاقة لأن التنوير جاء لاحقا‑ كانت فى مطلع
التسعينيات ،
وتحديدا عبر نقاش طويل محتدم لا أنساه مع الصديق أحمد صليحة حول مقارنة مصر واليونان
وهل مصر أم الدنيا حقا أم هى أم الدين ،
فإذا به ينهيها ‑وقد ترهلت‑ جازما حاسما ساخطا بحكم اهتمامه الطويل
بتاريخ مصر القديمة ، بالقول إن
من المؤكد أن الحياة اليومية
فى مصر القديمة كانت بهيجة للغاية !
بالطبع طردت الفكرة بسرعة ليس فقط
لأن الأدلة التى لدى كانت كاسحة ،
أو بسبب ثقتى فى طغيان هواجس الموت
والخلود المصرية الزائدة عن الحد على هذا الشعب ،
إنما لأن الجنود الرومان أنفسهم كان انطباعهم الأول والأكبر عن سحنة المصريين أنها
كالحة متجهمة ‑أوردها إدوارد جيبون ،
لكن الفضول كان قد بدأ لحظتها بالفعل لمعرفة ماذا كانت بالضبط أسانيده وراء مقولة
غريبة كهذه ،
إلى أن جاءت سهم كيوپيد واستلزمت حرث كل الأراضى ‑خضراء وصفراء‑ بحثا
عن الجذور ؛ الجذور الچيينية .
وعبر ذلك البحث عرفت أين كان الخطأ . الخطأ كان فى تأثرى الزائد
عن الحد بكتاب فرويد عن موسى .
لا غبار يذكر على أية كلمة فى الكتاب ، لكنها ذات محنة نصف الكوب الممتلئ
والنصف الفارغ .
الكتاب كان نضالا تاريخيا ونقطة تحول فى الفكر الإنسانى ،
هدفها إثبات وجه الشبه بين أفكار موسى وأفكار معلمه أخناتون ، فمنع علينا
التفكير فى أوجه الاختلاف .
فى الرواية ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) ، أصبح التوحيد ‑رغم استلابه للحرية
ومصادرته لحق الإنسان الطبيعى فى خلق أو اختيار إلهه‑
ليس كل الجريمة وقطعا ليس الجريمة الحقيقية ، بل بالعكس فالشمس مصدر الحياة
فعلا وعبادتها أمر لا يبتعد كثيرا عن الحقيقة العلمية .
إنما الجريمة الحقيقية هى جعل ذلك الإله خفيا ، بحيث يأتيك أى أفاق وغد
غدا ،
ويقول لك إن ها قد جاءتنى رسالة منه أثناء خلوتى وعليكم جميعا اتباعى
وطاعتى ،
وأى من كل هذه الشرور الرهيبة لم تعرفه أو تفكر فيه الديانات المصرية على
اختلافها ،
ولم يحدث أن اجترأت قط على ألوهية الأوثان الرائعة البديعة البريئة الخيرة
النقية .
أحكى هذا لأول مرة ، أساسا لأقدم فروض العرفان والشكر لواحد من أكثر أصدقائى
إخلاصا وثقافة وسعة أفق .
… وأخيرا ‑وهذا كلام يحرجنى بشدة قوله ، لأنه قد يبدو
تهربا من تقصير كان مؤكدا ،
أن ما كتب فى المصريات فى السنوات الخمس الأخيرة قد يعادل كل ما قبله رجوعا لتشامپليون ،
وكله أتى بثورات مدوية أعادت ترتيب الأوراق بالكامل ،
وكلما قرأت فيه ، وجدت أن مصر القديمة أبعد ما تكون عن تصوراتى الجاهزة
السابقة ،
وأروع ما تكون اقترابا من أحدث ما وصلت له النظريات العلمية وحتى السياسية ،
ناهيك عن تطابقها شبه المذهل من حيث الجوهر مع الفلسفة المادية الأرسطية ،
ومن قناعاتى الشخصية الأصلية عن أمنا الطبيعة وعن صراع التطور
وعن البنية الهرمية ( المنظور اليمينى للحياة لو شئت ) للمجتمعات
… إلخ .
3- أنا شخصيا
ما تفرقش معاى ، لو الرائعة المجدلية بريتى أو مصرية ، أنا أعتز
بالعرقين ، وأيهما يصح هو فخر وانتصار !
… مرة أخرى نذكرك بمواصلة القراءة بالانتقال لمدخل دفينة ستافوردشاير .
[ فى 6 فبراير 2010 وما بعده ، تفضل الأصدقاء على مجموعة الفيسبووك بفتح
مناقشة حول مدى هذا التغير فى موقفى ،
وستجد الروابط لها ، زائد تعليقاتى عليها فى صفحة رأيك ] .
4- نعم :
الأمور خرجت عن السيطرة وكل الاحتمالات باتت مفتوحة الآن ؛
النجاح البليونى الساحق لرواية وفيلم شفرة داڤينشى ، أدى لضخ أموال
هائلة فى الدراسات الغنوصية ، ومن الآن فصاعدا توقعوا أى شىء !
5- سامحنى ‑أبى أثناسيوس‑
فقد كنت قد عاهدت نفسى ألا أكتب ضد المسيحية حتى ينجلى غبار المعركة بينها وبين
الإسلام ،
وحتى لا أثبط من نضالية هؤلاء المتحولين للمسيحية ( وأضر بالغاية
السياسية ) ،
أو أشككهم فى حالة السمو الروحى التى يعيشونها ( وأكون قليل
الذوق ) ،
لكنك للأسف أنت الذى أصررت على تذكيرنا بأقبح وجه ممكن لها ،
وللأسف أنت الذى بخطابك الماركسى التحريضى أفسدت على نجلاء الإمام ما تقول إنه
أجمل لحظات حياتها .
أما أنا فأقصى ما أمكننى فعله أن فصلت هذه القصة عن المدخل الأصلى الخاص بنجلاء
الإمام الحافل بروح الصفاء والنصر والانتشاء لا بالكره والاختصام !
6- أخيرا سامحنى ‑عزيزى القارئ‑ على عادتى السيئة هذه التى لا أستطيع
التخلص منها ،
وهى ربط الدين بالچيين على الفور بمجرد سماع اسمه وبلا تفكير كثير ،
لكن ماذا أفعل وهى ‑كما ترى‑ رميات نرد نادرا ما تخيب وأحيانا تأتى لى
ببعض الثمار العجيبة !
وكما تعلم أنا لم أخف عليك قط السر الأكثر أهمية فى نجاحى فى مهنتى كنبى :
انظر للأعماق الچيولوچية للشعوب ، استنتج ما شئت بناء عليها ، ثم دع
الأيام تثبتها من تلقاء نفسها !
…
أختم بنكتة بمناسبة
إذا كانت المسيحية هى أعظم هرطقة ، فأين
إذن موقع الإسلام ؟
والإجابة أن الهرطقة كلمة تخينة أوى ، والإسلام ليس هرطقة ،
لأنه أصلا لا شىء ! … النكتة هى :
قناة يقال إنها إخوانجية اختارت اسما لها هو الفراعين !
ارحمونا ! … ارحمونا من الضحك !
هل ترون أنه تنقصنا الأدلة على أن تسمية الأشياء بعكسها ‑أقصى أقصى عكسها
كما هذه المرة‑ هو جزء أصيل من الچيينات العربية ؟ !
فى قسم من الجزء الثانى من رواية سهم كيوپيد معنون
‘ يقولون عن أنفسهم خير أمة أخرجت للناس ،
بينما يعلمون تمام العلم أنهم قمامة چيينية ؛
أنهم أخرى أمة أخريت للناس ، وليس فى هذا أية إساءة أو تجاوز للحقيقة العلمية
فهم حرفيا الفضلات التى لفظتها الأمم المجاورة ! ’ ،
ستجد مليون مثال على هذا ، لكن إليك صياغة جديدة مختصرة :
الإسلام حفنة
شعارات ( مانشيتات ) موش أكتر :
- يافطة اسمها التوحيد ، وكل ما تحتها شركى وثنى طوطمى والروح تروح فى داهية
لأنها من أمر ربى ،
ولو عرضت حقيقة هذا التوحيد على أى إنسان سوى ‑ولو من العصر الحجرى‑
لاشمئز وأصيب من فوره بالقرف والغثيان .
- يافطة اسمها دين الفطرة ،
وكل ما تحتها هو قتل وكبت وانتهاك وتشويه لكل ما هو جميل أو طبيعى أو حر أو حسن
الذوق فى الإنسان أو الكائنات ؛
ينكحون الرضيعة ويرضعون الناكحين ، يبترون الأعضاء ويخفون بهاء عرى
المرأة ، وهلم جرا إلى ما لا نهاية ،
دون أن يقولوا لنا مرة واحدة لدى أية حشرات بالضبط وجدوا هذه الفطريات .
- يافطة اسمها صالح لكل زمان
ومكان ، وكل ما تحتها ليس إلا تجميدا للحظة أركيولوچية واحدة وحيدة محددة ،
هى تلك الأبشع فى كل تاريخ
الكوكب ، ثقافة ‑أو بالأحرى لا ثقافة‑ شبه جزيرة البعر فى القرن
السابع للحقبة الشائعة ؛
وحين تسألهم مثلا عن حكم سطر فى كرهانهم الكريه يقولون لك لقد نسخ وفشخ وشبع كنسا ومسحا وغسلا وكسحا ،
وحين تطلب تفسيرا لسطر آخر يهرولون للبحث عما يسمونه أسباب نزوله ،
وحين تسألهم مثلا عن رضاع الكبير أو نكاح الصغيرة يقولون لك إنها حالة خاصة ،
ببساطة لأن الإسلام كله حالة خاصة ،
وتفسير تفرد هذا ‘ الدين ’ العجيب بين كل عقائد الدنيا سنقوله لك
حالا !
- يافطة اسمها معجزة القرآن ،
وكل التفاصيل ثأثأة وركاكة وتكرار وتفكك وأفكار بلهاء سطحية مهلهلة وأخطاء نحوية
وإملائية لا تعد ولا تحصى ،
كلها بما لا يجتاز صفرا من عشرة فى امتحان التعبير للصف السادس الابتدائى .
- يافطة اسمها الأديان محرفة ، وكل ما تحتها أن ثمة ألف قرآن موجود وألف آخر
محروق ،
وأن كل أصل الحكاية حقد طبقى وعرقى على أولى الفلوس ‑أقصد أولى
الكتاب .
- يافطة اسمها أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون ،
وتحتها موسوعات أصغرها 10 آلاف صفحة فى اختلاف القرائين والمصاحف والقراءات
والأحرف .
- يافطة اسمها لا ينطق عن الهوى ،
وكل ما تحتها عجوة وعك × عك والهوى نفسه ونسخ وإنساء وتخبط مذرى وتناقضات فاضحة
والسبب مرض جنسى أذهب العقل والذاكرة .
- يافطة اسمها السيرة العطرة ، وكل ما تحتها مرحاض عفونة ونتانة
وقذارة .
- يافطة اسمها يتمم مكارم
الأخلاق ، وكل ما تحتها ليس إلا تتميما ‘ على ’
مكارم الأخلاق .
- يافطة اسمها أشرف الخلق ، وكل ما تحتها زبالة
وسفالة وانحطاط وزنا وفجور وكذب وخداع .
- يافطة اسمها رسول الإسلام نبى الرحمة ، وكل ما تحتها رسول الأزلام نبى
اللحمة ‑لحم ينكح وآخر يسفح .
- يافطة اسمها رسول المحبة والسلام إللى اشتاق لشخة اليهودى ،
وكل ما تحتها هجامة وقطع طريق وقتل وحرق وذبح وسفح وغنائم وأنفال
( آخر خبر : اكتشاف أن أسطورة شخة اليهودى إللى هوسنا بها
المشايخ ،
لا وجود لها أساسا فى أى كتاب مطبوع صحيح أو ضعيف أو حتى كتب المايا ،
وجايز أصل الحكاية أن الصحابى الجليل عمرو خالد ‑رضى الله عنه‑
كان غفل وهو بيقرأ السيرة العطرة وكان العطر فواح أوى ساعتها ،
فاختلط عليه إللى فى الكتاب مع إللى فى الحلم ، ثم عنعنها عنه الجميع بعد
ذلك ! ) .
- يافطة اسمها بأبى وأمى ‑وليس بى أنا‑ يا حبيبى وقائدى يا رسول الله
يا من علمنى حتى الخراء ،
والتفاصيل تحتها مجرد إمعة تافه عنين وعاجز جنسيا وملطشة النسوان ، جعل عمرا
إلهه ،
وحتى هذا الإله فشل فى غزو إلا بعض الهوامش الفقيرة وعجز عن مس شعرة واحدة من قلب
السلطة والثروة فى أوروپا الغربية .
- يافطة اسمها لا كهنوت فى الإسلام ،
والتفاصيل جيوش من المشايخ لا تستطيع أن تذهب للحمام أو لفراش الزوجية ‑أقصد
فراش النكحية‑ بدونهم .
- يافطة اسمها تحريم الربا ، بينما كل ما تحتها نصب ودجل واستغفال واستغلال
واستحلال بلا أسقف .
- يافطة اسمها الإسلام كرم المرأة ، وكل ما تحتها عبودية ودعارة وامتهان
وانتكاح وتبادل مستنكحات .
- يافطة اسمها الجنة تحت أقدام الحوريات ‑قصدى الأمهات ،
وكل ما تحتها أن حلمة ودن ناقصات العقل والدين أقرب لهن من جنة النكاح والولدان
المخلدين .
- يافطة اسمها إلغاء وأد البنات ، وكل ما تحتها الوأد أرحم منه
( تتفلق الرضيعة وتموت من العياط لأن بولها نجس ، والأم تترمى للشارع هى
والبنت بمجرد انتهاء مهمة إرضاع الولد ) .
- يافطة اسمها إنه فاحشة وساء سبيلا ، وما تحتها لا شىء سوى زنا من الألف إلى
الياء ،
فقط بأوكازيون مسميات ، ألف مسمى ومسمى اختر منها ما تشتهى نفسك ، ولن
ترجم إلا فى حالة واحدة : لو تبت واعترفت .
- يافطة اسمها عدم اختلاط الأنساب ، وكل إللى تحتها زنا محارم والنسب داخل
جوه الصهر وللعاهرة الحجر وإن ربك لقدير ،
ومؤذن ينبه أمهات المؤمنين ليخرجوا الرجال من بيوتهن لدى رجوع طلعات
الهجامة .
- يافطة اسمها الأنساب والأحساب والأصول تجعلكم أكثر الفقاريات ولعا بالحديث عن
جذورها وماضيها وعراقتها ،
بينما كلمة عربى تعنى بالأصل الهوام البدوى الذى لا أصل له ،
ولا تفسير لذلك التفاخر الهاجسى المثير للشفقة إلا أنكم الأمة الوحيدة
( وأساسا كلمة أمة فيكم مجاز )
التى لا يعرف لها أصل ولا فصل بل أنتم حضيض الكون القمامة الچيينية حثالة
الحثالات .
وأما الحثالات فهى قبائل الهلال القحيل ، عربستان الشام والعراق التى تعج
أرضها بالأنهار لكن لا تعبد إلا البعل ،
ما أدراك ما البعل ، إنه إله المطر .
وأما حثالة الحثالات فهم من لفظتهم الحثالات فصاروا يسمون ببعر شبه جزيرة
البعر .
( نفس سؤال وما أدراك بأرض الميعاد التى تلقى أحد ‑أو بالأحرى كل‑
أبناء أرض تلك الأنهار الفياضة وحيا بالارتحال إليها ؟
إنها صحراء كنعان القاحلة لكن بالذات التى يتقاتل عليها الجميع .
لماذا ؟ لأنها أقرب نقطة ممكنة للقفز من آسيا على مصر لنهبها ، وتلك
قصة أخرى ! ) .
- يافطة اسمها اطلبوا العلم ولو فى الصين ، وكل ما تحتها أن ستقطع رقبتك لو
طلبت العلم فى الغرفة المجاورة .
- يافطة اسمها النظافة من الإيمان ،
وتحتها لا تجد سوى عجينة شديدة التفرد ممعجنة من خراء ومنى ونخامة ومخاط ودم حيض
وتراب طيب وبول بعير وأجنحة ذباب ،
وكل ما تحلم به معدتك من فواتح الشهية .
…
ولو حاولنا نكمل شوية موش ها نخلص .
ولأن الإسلام هو دين العرب فالغدر والخداع هو أول ما تم تقنينه صراحة فيه ،
وأسماء الكذب الشرعى تزيد عن ألف اسم واسم ،
من الحيدة والتقية إلى المعاريض والتورية إلى الصلح خير والحرب خدعة ، وهلم
جرا .
… فقط قبل كل شىء وبعد كل شىء
الكذبة الأكبر : يافطة اسمها دين !
وما تحتها لا يعرف قلامة ظفر عن تعريف كلمة
دين ؛ الكلمة كما تعرفها كل البشرية :
ملكوت المطلق الذى ‑بحكم التعريف‑ من المرفوض أصلا أن يحده عرش ولو فى
الستراتوسفير ،
مع مجرد سرب ملائكة يرسل منه لتسقط أخبار المخلوقات ،
ولا يفهم أن يكون كلام الإله سمن ليل ينسخ فى الصباح ،
بل ولا يتخيل أن يكون لكلمات ذلك المطلق أسباب نزول من الأساس ، ناهيك عن أن
يشرع فى لوح محفوظ ‘ لحالات خاصة ’ أو وقتية … إلخ .
( السبب ببساطة مطلقة أن عقلهم العربى لا يستطيع الوصول لأى شىء من كل هذه
التجريدات ،
ولدى مليون مثال ، لكن أكتفى بفكرة غير تجريدية أصلا : أنه خلق العرش
أول ما خلق ‘ ثم وضعه على الماء ’ ،
ذلك لأنهم لا يستطيعون تخيل أن الموائع ،
الماء ‑ذلك اليم الخضم الذى يرتاع منه أولئك الصحراويون أشد الارتياع‑
أو الهواء الذى ‘ ترف ’ فيه روح الرب فى مطلع سفر التكوين ،
كانت تحتاج لخلق هى أيضا وليس موجودة طوال الوقت قبل خلق العرش وحتى قبل وجود
الإله ! ) .
… وفقط أيضا :
الاستثناء من كل تلك اليفط يافطة واحدة اسمها الإعجاز العلمى فى القرآن ، لأن
‑والحق يقال‑ كل ما تحتها إعجاز فعلا !
…
دعنى ألخصها بطريقة أخرى :
حين بدأت أقرأ الإسلام من كتبه الأصلية بعيد
11 سپتمبر 2001 ،
لم يدهشنى بالمرة أن جوهر حياة هؤلاء العرب هو
… حى على القتال ! … حى على النكاح !
فتلك كنت أعرفها جيدا إما من حكاوى أمى فى
الطفولة عن منكوحات محمد ،
أو من خبرتى القديمة فى معاينة لحظات الميلاد الأولى لما سمى بالصحوة الإسلامية فى
أسيوط 1975 ،
وكان إلى القلب منها التعرف على تاريخ غزوات الإسلام البربرية المتوحشة .
الانطباع الكبير الذى وجدته طاغيا فى تلك الكتب ولحد ما مفاجئا وجديدا
على ،
هو قدر الغباء والجهل والتخبط الذى كانت عليه تلك الكائنات دون‑البشرية ،
بالذات وهى تحاول صياغة نبوة ودين دون أن تعرف حتى ما هو تعريف النبوة أو
الدين !
…
باختصار :
كلمة
دين نفسها ليست ‑من أولها إلى آخرها‑
إلا ستيكر أخذه العرب من الشعوب التى لاحظوا أنها تحترم هذه الكلمة ،
وكل ما فعلوه أن وضعوها على ذات بضاعة
أسلوب حياتهم اليومى الهجامى الإغارى الاستنكاحى بمختلف مفرداته ومكوناته ،
فأسموه دينا دونما تغيير أى شىء من محتويات السلعة ،
بل بالعكس وجدوا فى أغلب الأحيان فى الستيكر الجديد
مسوغا رائعا للارتفاع بطموحات إجرامهم وفجورهم
لآفاق لم تكن قد خطرت ببالهم من قبل !
…
والتفسير :
العقل العربى بما يعانيه من شح مريع فى عدد الخلايا العصبية ،
لا يقدر أصلا إلا على إدراك الملموسات الصارخة ويعجز عن تمثل التجريدات الذهنية
كالأفكار وما شابه ،
ناهيك عن محاولة النفاذ لجوهر الأمور ،
ومن ثم هو لا يلحظ من كل الموجودات سوى ما يستقبله راداره الذهنى الوحيد المحصور
فى منطقة جذع المخ ،
من ظاهريات مباشرة جدا ، ثم حين يفاجأ بوطأة هذا الواقع المهددة لغزيزة العيش
الحيوانية لديه ،
يتخبط ‑تقليدا للغير‑ بحثا عن إنقاذ فى منطقة التجريدات التى لا
يجيدها مطلقا .
هذا هو سر مثلا وفرة طنطناتهم الجوفاء المضحكة ، أو سر داء الإسقاط النفسى
الملازم للعربى ،
وسر أنه يعتقد أن المشكلة قد حلت لو نزع البطاقة التى على صدره ووضعها على
صدرك ،
ونزع البطاقة التى على صدرك ووضعها مكان الأولى .
… لطالما رأينا مثلا المشايخ يقولون لك اترك الإسلام ما شئت لكن لا تعلن
هذا ،
وهم مستعدون للنوم هادئى البال قرونا اتكاء على هذا ،
أو مثلا رأينا محمد حسنين هلوكة لمئات
الساعات على الجعيرة ،
أو الجرذ الدمشقى لعشرات الساعات أمام ما يسمى
بالقمم العربية ،
كلاهما يعظنا بأن إسرائيل كيان محتوم عليه بالزوال .
ببساطة جميع المشاكل عند العربى ‑من الحضارة إلى الأخلاق إلى إسرائيل إلى كل
شىء يشعر بدونيته أمامه‑
يختزله عندما تحيق الحاقة إلى لعبة كلامية لغوية ‘ ستيكراتية ’ لا
أكثر ،
متخيلا أن مشكلة انحطاطه البيولوچى أو الأخلاقى ، أو مشكلة الخروج من دين
اللات أفواجا ،
أو مشكلة تمريغ إسرائيل ( الكيان الصهيونى ) ، لهم ( اللا
كيان أصلا ) فى الطين ،
ستحل فقط لو نزعوا العلامات الخارجية كعلامة الجلافة أو علامة الإسلام أو حكم
الموت ،
من على صدورهم ووضعوها على صدر الآخر ،
أو العكس بالعكس وينتهى الأمر ، وإن كانت الأمثلة من هذا القبيل لا
تنتهى !
…
(Non-Official Group)
18 ديسيمبر 2009 :
يعرض مساء الثلاثاء 22 فى ختام پانوراما الفيلم
الأوروپى فيلم أجورا عن قصة فيلسوفة وعالمة الأسكندرية هيپاتيا .
ربما لن يكون بشعبية فيلم ألمودوڤار ( الفيلم الرئيس للبرنامج ‑أعلاه ) ،
لكنه تأكيدا الأجدر بالمشاهدة ،
بالذات إن علمنا أن نفوذ الڤاتيكان نجح حتى اللحظة فى منع عرضه فى
إيطاليا .
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
لموقعنا نقطة ضعف خاصة تجاه هيپاتيا لأن أحد صفحاته
المبكرة للغاية ‑قبل جميع الصفحات الكبيرة التى تعرفها‑
كان صفحة تذكارية عنها .
على أنه للأسف ، بعد أن كان الكلام عن هيپاتيا رحلة عقلية ممتعة فى العلمانية
والعلم والتاريخ والحضارة والجمال ،
أصبح الآن بعد رواية عزازيل الإسلامية وضيعة المقاصد ( مراجعتنا لها هنا وأيضا عودة لها هنا ) ،
كلاما ملوثا يثير فى النفس غصة ، بعد أن أدلى مسلم همجى صحراوى الديانة
والهوى بدلوه فيه ،
حاشرا أنفه للفصل بين أسياده ، أسياد الحضارة أسياد الماضى والحاضر
والمستقبل ، بعضهم البعض .
تم تناول هيپاتيا كثيرا فى الأدب والمسرح والفن
( ربما لا يعرف كثيرون أنها مثلا جزء من لوحة رافائيل الشهيرة عن مدرسة
أثينا ،
معتقدين أنها كانت تجسد أرسطو وأفلاطون فقط
والباقون شخصيات مجهلة
‑هى أبرز امرأة فيها ككل ، وتجدها على يسار مقدمة اللوحة بوجه قريب
للمونا ليزا ) ،
لكن هذه ستكون المرة الأولى التى تتناولها فيها
السينما ، بل تكون محورا لفيلم شبه رئيس :
أنجح فيلم إسپانى لسنة 2009 ، وبنجمة إنجليزية عالمية الشهرة هى ريتشيل ڤايس ،
وبالموجه أليخاندرو أمينابار
( ‘ افتح عينيك ’ ، الذى أعيد أميركيا بتوم كروز ‘ سماء ڤانيللية ’ ،
‘ الآخرون ’ ، ‘ البحر بالداخل ’ ،
ثم بعده تفرغ خمس سنوات كاملة لهذا الفيلم الجديد ) .
…
( انتظر المراجعة هنا بعد قليل ، سابقة بوقت كاف على موعد العرض فيما
نعدك ،
كما سوف يضم لاحقا المدخل كله لكتابنا المسيحية
هى الهرطقة ) .
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
Not Just a Library:
‘All the
Knowledge of the World!’
فى الفيلم من الواضح تماما أن المسيحية ديانة عبيد ؛ لم تجد أتباعا إلا منهم ، والخديعة تكمن
‑صدق أو لا تصدق‑ فى كلمة الحرية .
كهنتها خشنون يلبسون السواد يضربون الناس يلقونهم مجانا فى النار ، يهزأون
منهم ومن علومهم ومن كتبهم ،
الوحيدون الذى يحملون السيوف والخناجر فى مدينة لم تعرف سوى حمل الأقلام ولفافات
البردى ،
لا يحترمون العلم ولا حياة الإنسان ولا أى شىء ،
ذلك لأن لا عقيدة تعلو على ذلك الإله الذى يفوق جميع الآلهة رغم أن أحدا لم يره من
الأصل .
كلهم تعلو وجوههم اللحى الساموية البربرية المشعثة ، التى لم تعرفها قط
مصر الحليقة النظيفة التى كانت تستحم بالماء البارد أربعة مرات يوميا
( أولها عندما تستيقظ بالضرورة فجرا لتحتفل مع حورس بالميلاد المقدس الجديد
للشمس ) ،
ولم تعرف من اللحى أو حتى من الشعر إلا ما هو زينة مستعارة ،
وللأسف لا يزال كل كهنة الأرثوذوكسية عبر العالم متمسكين بها إلى اليوم ،
كما لو كانوا يسيرون على سنة محمد الجلف رسول العرب .
ولا غرابة هنا أن أتى الفيلم لتلك الأدوار تحديدا ‑وعلى رأسهم كلى البشاعة
كيرلس عمود الدين‑ بممثلين عرب مسلمين !
النتيجة فى كل الأحوال ، أن لم يتحرر أى عبد ،
أو بالأحرى تحرر من عبودية أرقى الناس وأشدهم احتراما وعدلا ووفرة فى الإطعام
والإلباس وسبل الحياة ،
ليجد نفسه عبدا لحضيض الأرض هوام الصحراء غزاة مصر نهاشى الجلود :
كهنة التوحيد المسيحى الأشراس النهمون للسلطة والهيمنة على البشر !
( كنيسة بيشوى ، أقصد كنيسة القبط الأرثوذوكس ، أصدرت قبل شهور
كتابا حاولت به الرد على رواية عزازيل ،
لم تصب فيه للحظة واحدة كبد الجريمة الخفية التى يقصدها يوسف زيدان ،
أما بالنسبة لهيپاتيا ، فببساطة جت تكحلها عمتها ، وحاولت نفى صفة
السفاح عن كيرلس ،
محاولة إثبات أنه كان مجرد إمعة يحركه كل من هب ودب ) .
…
بالمثل ، واضح جيدا فى الفيلم أن المسيحية ‑على
الأقل تلك النسخة التى عرفتها منها الأسكندرية‑ ديانة صحراء !
مبدئيا ، هذه ليست مقولة مستقلة بقدر ما هى نتيجة تابعة لحقيقة كونها ‑أى
المسيحية‑ ديانة عبيد ،
فالمصرى ابن مصر لم يكن عبدا قط يوما ( ولا يحب مجرد اقتناء
العبيد ) ،
والمصرية بنت مصر لم تكن قط يوما جارية ولا عاهرة ( حتى فى العصور التى كانت
فيها سقارة لاس ڤيجاس العالم القديم ) ،
فالحرة لا تترخص وكل الصحراويين المولعين باستعباد الناس أو الاتجار بهم أو معاملة
النساء كبهيمة أو سلعة ،
هم أصلا عبيد دون فى نظر أبناء الحضارة ، وكلها حقائق بديهية لم يقدم الفيلم
أى ما يوحى بعكسها أو لعدم فهمه لها .
طبعا لا يمكن أن يفوت الفيلم ذلك المشهد الأكثر كلاسية فى تاريخ كل
الحضارات ،
وهو إغلاق أبواب المدينة فى اللحظة الأخيرة قبل اكتساح برابرة الصحراء لها
( لكن للأسف كانت أسراب الجراد قد بلغت الذروة فى تلك اللحظة ،
ولم تعد إلا مسألة وقت قبل أن تتداعى حصون الحضارة أمام همجية الدين وطوفان
العبيد ،
ومعاول هوام الرمال الذين ألقت به الصحارى الغربية على الأسكندرية ‑أروع مدن
العالم ) .
بل فى الواقع الفيلم لا يكاد يميز بين المسيحية وبين اليهودية ،
ولا تشعر بفارق يذكر بين المسيحى واليهودى فيه ، إلا حين يبدأ أحد الفريقين
فى إبادة الآخر ،
لتدرك ساعتها أن من يجعل من الاستحلال والاسترقاق مقدسا دينيا سوف تدور عليه
الدوائر يوما ويتجرع من ذات الكأس إن آجلا أو عاجلا .
… المسيحية نفسها تجرعت ذات الكأس على يد الإسلام ، كما كفرت الجميع
وجدت من يكفرها ،
ولا يزال مسيحيو مصر بالذات يعانون حتى اللحظة ، عملا بالحكمة اليسوعية
القائلة :
من عاش بالتوحيد ، بالتوحيد سوف
يقتل !
إن كلا الفريقين يهودا ومسيحيين ‑بصريا على الأقل‑ فى ذات الكفة
تقريبا :
كفة الجهالة والهمجية ومحدودية العلم والمعرفة وازدرائهما ،
وهى زاوية نادرا ما نوه بها أحد ،
أقصد كون كليهما عقيدة صحراوية من حيث الجذور الأصلية جدا لفكرة التوحيد وفكرة
إخفاء الإله فى السماء عن أعين الناس .
هنا تكمن البشاعة الخاصة جدا للأرثوذوكسية بالأخص منها نسختها التى غزت الأسكندرية
وصنعت ما يسمى بالكرازة المرقسية :
أن جاء مؤسسوها وكهانها الأوائل غزاة لمصر العظيمة من الصحارى المتاخمة لوادى
النيل ،
وتحديدا بدو ليبيا الذين أسس كبيرهم ما سمى لاحقا بالكرسى المرقسى
بالأسكندرية ،
على الأقل هى عكس الكاثوليكية التى تفاوت المستوى الثقافى والمصادر العرقية
لمؤسسيها ومنظريها ‑العبيد أيضا على أية حال .
( لكن على الأقل يظل أرثوذوكس الأسكندرية فى مجمل تاريخهم
لا يقارنون بلحظة واحدة من صحراوية ولا خواء النسطورية ناهيك عنك استحلالية وهمجية
الإسلام ،
تلك الديانات الآسيوية التى يبشرنا بها يوسف زيدان ، والتى لا تكاد تنطبق
عليها أصلا كلمة دين ، وهنا يلزم التنويه ) .
…
بمناسبة الحرق بالنار ، موتيڤة شديدة الإقباض أن تفتتح مقدمة الفيلم ‑كما
ملصقاته‑ بصورة كوكب الأرض يحترق ويلفه الدخان ،
والأكثر إقباضا أن يختتم الفيلم بذات الكوكب أجردا قاحلا ميتا ،
ولا يفوقهما إقباضا إلا لحظات ذلك النضال المستميت للأبطال لإنقاذ أقصى ما يمكن أن
تحتضنه الذراعين من لفائف الكتب ،
دون أن يعلم هؤلاء أن
ما سينجو من الأسكندرية العظيمة من المسيحية سوف تلتهمه حتما نيران الإسلام بعد
قليل ،
والأسباب كثيرة : سيكولوچية العبيد التى نخرت روما من الداخل فى
طليعتها ،
إحلال الرهبان محل المهندسين والضباط واحد من أهمها ،
لكن ليس أقلها تلك الخلافات التى لن تنتهى حتى يوم القيامة بعد الضهر ،
حول كنه ذلك الإله التوحيدى الوهمى ساكن السماء ، وحول تلك الخزعبلة
الميتافيزيائية المسماة المسيحية ،
والتى ‑أى الخلافات اللاهوتية‑ أدت إلى شطر الإمپراطورية
لنصفين ،
فاستطاع همج جزيرة البعر الحفاة العراة الاستيلاء على واحد منهما بسهولة
مذهلة ،
وما كان للإسلام كلى الهمجية أن ينال حظه من الوجود قط ،
لولا أن عبدت له المسيحية الطريق ،
بحقدها على الحضارة وانتصارها للعقائد الصحراوية الآسيوية على حساب العظمة المصرية
الرومانية !
…
أو باختصار هذه كانت إحدى أهم رسالة الفيلم ، والمذهل أنها جاءت فى وقتها
المناسب تماما للعالم عامة ولمسيحيى مصر خاصة ،
لأنهم ‑بينما يدهسون ويطردون الإسلام من مصر‑ يمرون هم أنفسهم بمخاض
عسير فى البحث عن الهوية :
ماذا تنتظرون ؟
لقد سيدتم العبيد واستعبدتم السادة ،
أجللتم الدروشة وحططتم البناء والعسكرة ،
أعليتم حقارة التوحيد ورجمتم شموخ الوثنية ،
هشمتم روما لشظايا والفضل لخزعبلاتكم اللاهوتية ،
ثم بعد ذلك تتساءلون وتولولون لماذا اجتاحكم الإسلام فى غمضة عين ،
ووطأكم ودهسكم ونكل بكم أجلاف شبه جزيرة البعر لمدى العمر !
…
تقولون إن
الإسلام دين من صنع الشيطان ،
تصنع أنه مرسل من إله السماء كى يبرر للناس الزنا والقتل والنهب … إلخ .
بنفس القدر يمكننا القول إن دين ‘ أحبوا أعداءكم ’
هو بنفس القدر بالضبط دين من صنع الشيطان ، تصنع أنه من إله السماء ،
لكنه بالمثل أكذوبة قصد بها باطل وهو تدمير الحضارة ،
مرحليا بإضعافها بمعول المسيحية الظلامية ،
وغائيا بتمكين أحط وأشرس نوع من هوام الصحراء ‑أى العرب‑
من الخروج من جحورهم لأول مرة والاستيلاء على ثروات الحضارة .
… هكذا فقط تتسق أجزاء الصورة :
إنها ‑بل كل التاريخ الإنسانى‑ حرب واحدة متصلة ؛
حرب إله الصحراء ست على آلهة البناء والنماء والخير ،
اتخذت صورة خطة ممنهجة من ثلاث مراحل
لتركيع الحضارة تركيعا كاملا ولو إلى حين :
تغيير اسمه ‑مجرد الاسم‑ من ست إلى يهوه ثم إلى المسيح ثم إلى
الله !
…
لا تنسوا أبدا ما هى الجريمة الأساس ، لكن للأسف يبدو أن عقلكم لا يزال مغيبا
حتى اليوم ،
ناصرتم أزهرى بلشقى أفاق اسمه سعد زغلول ،
اشتريم دجله وشرهه للسلطة وبعتم الإنجليز والملك والأعيان وكل من وما يمكن أن يمثل
الحداثة ،
ثم بعد ذلك تتساءلون وتولولون من أين ظهر سليل بنى مرة ابن باغية ليبيا ذلك المدعو
عبد الناصر ،
كى يصادر أموالكم ويذهب بكل مصر للحضيض .
وتمتد القصة بموقفكم السلبى من الرئيس السادات الذى أعاد مصر لخط الحضارة
ولمعسكرها العالمى ،
ولا يبدو أن لفصول خراقة مسيحيى مصر من نهاية !
…
لم يشأ الفيلم الإغراق فى مشهد رجم وسلخ وسحل ثم حرق هيپاتيا ،
وكانوا حريصين أن تظل حية عبر كل هذه الرحلة المضنية ،
علما بأن ما سجله التاريخ مما حدث لجسدها النحيل من بشاعات ،
يفوق ألف مليون بليون تريليون مرة ما تعرض له فرضا يسوع على أيدى جنود الحضارة
الرومان المحترمين والمنضبطين قطعا ،
والذى لم يسجله التاريخ أصلا لا لشىء إلا لكون صاحبه مجرد يهودى نكرة ، ومع
كل ذلك تلذذ ميل جيبسون بصنع فيلم كامل عنه .
يؤرخ الفيلم فى وضوح حاسم لبداية عصور
الظلام ،
بهذا الرحيل البشع للأم التاريخية للعلمانية الإنسانوية ، تلك الفيلسوفة
الرياضياتية الفلكية والحالمة العظيمة
( التى تجعلك مثاليتها تشمئز وتغضب لما يتعرض لك عقلك من مهانة
واستخفاف ،
حين يقول لك البعض إنه لم يمش على الأرض سوى إله واحد اسمه يسوع المسيح ،
بينما الكل يعلم أن أى شاب غنوصى أو راهب بوذى ‑وغيرهم كثير‑ أكثر منه
تقشفا وخلقا وضبطا للذات وللانفعال بمراحل ؟ ! ) .
نقول هذا غير مضطرين فى ذات الوقت أن نكرر لعباد
العزازيل ‑أى الأسافل المسلمين‑ أن المقارنة مع الإسلام غير واردة
أصلا ،
وأن ذلك اليوم الشنيع من شهر مارس 415 ح . ش . يظل لحظة استثنائية نسبيا
هى الأكثر سوادا فى تاريخ الكنيسة المصرية .
بل نذهب لما هو أبعد :
إن دم هيپاتيا لم يرق هدرا قط كما يبدو للوهلة
الأولى !
كما تقول كنيسة مصر هذه نفسها إن دم الشهداء لا يذهب هباء قط ،
فدم هيپاتيا هو الذى أعطى الكنيسة المرقسية أغلب السمات الفرعونية التى لا تزال
حية فيها إلى اليوم .
والتاريخ اللاحق يقول إنها سرعان ما عادت لتدمغ عقيدتها بكثير وكثير من خصائص
الإيزيسية ،
أى من صوفية شفاعية وثنية متعددة الآلهة ‑رأسيا وأفقيا‑ راقية
محترمة .
وأنه ما كان قط لتلك الهجمة البربرية الليبية المرقسية الشرسة إلا أن تنقرض من
مصر ،
لولا أن عادوا ( رغم أنوفهم وهذا بديهى واضح مسجل ومفروغ منه ) ،
فوجدوا فى مريم ( التى لعلها
مصرية بالمناسبة كما سبق وألمحنا ) ،
وجدوا فيها المفتاح السحرى الذى سيحل كل شىء ويحفظ لهم بعضا من هيمنتهم على
العباد ،
فألهوها ‑أى مريم‑ وخلعوا عليها ألقابا من قبيل والدة الإله وأم النور
وأمنا العذراء ،
فى استنساخ واضح لشخصية إيزيس أم كل الآلهة وكل البشر ،
وكذا عشرات أخرى من أسماء أمنا إيزيس ذات العشرة آلاف اسم ،
خلدها ‑ويا للمفارقة‑ ذات ذلك الوحش المدعو كيرلس عمود الدين نفسه
بشبه تأليهه لمريم
وهى الثانوية جدا فى النصوص الإنجيلية الذكورية ،
وإلا انسلت مصر من مسيحيته البربرية كما لفظت كل الأديان الدخيلة الصحراوية قبلها
وبعدها ،
كل حوائط الكنائس حشدت بأيقونات جميلة تشع قداسة لمريم تحيى تلك الشفاعية الوثنية
التى تجرى من المصريين مجرى الدم ،
وتحيى أسطورة إرضاع إيزيس لحورس ، كلها عبارة عن مستطيل تعلوه نصف دائرة
تماما كنظيرتها الفرعونية ،
تطويبات مريم نقلت حرفيا عن مثيلتها لإيزيس ،
القداسات التى تصلى للرؤساء والنهر والزروع … إلخ ، هى بالحرف أيضا ذات
صلوات كهنة آمون ،
وهلم جرا ألف شىء آخر .
ببساطة ، هؤلاء المصريون كانوا أذكى من أن يشتروا فكرة عبادة إله خفى من
فصيلة ‘ قالوا له ’ .
إنهم يرفضون ما سمى بالتوحيد ليس فقط لأنه فكرة نظرية للغاية يستحيل أن يقام عليها
دليل ،
إنما لأنه بالأساس فكرة شيطانية شريرة سالبة لحرية الإنسان .
بالتالى لم تكتف الكنيسة القبطية بأشياء عمومية من قبيل اختراع الرهبنة ،
التى هى رضوخ لقيم العارفين بالله الغنوصيين أولئك المتشددين الذين اعتقدوا فى
التقشف طريقا للوصول للتلامس مع الإله ،
أو على نحو أعم كتواصل مع القيم الصوفية لمصر القديمة وعشق التوحد مع الطبيعة
وروحها العليا ‑دونما تقشف ،
هذه التى أيضا تجرى من المصريين مجرى الوريد ،
بل هى أيضا إيهام ضمنى للمصريين أن هؤلاء الورعين يذهبون لنقطة متقدمة فى الصحراء
إنما يفعلون هذا كى يصدوا عنهم أى هجوم محتمل للإله ست ‑الشيطان !
أيضا اخترعت ‑أو بالأحرى تبنت‑ الكنيسة الأصوام ، واختاروها
طويلة قاسية ليس فقط رضوخا للعفاف الغنوصى القريب القوى
( أكثر منه للمصرية القديمة التى كانت أصوامها وجيزة ورمزية لحد
كبير ) ،
إنما لأنها ديانة عبيد لا يعنيها البناء ولا التقنية ولا كل تلك الاهتمامات
الوثنية الدنيوية الكافرة ،
وكل ما تقدمه هو محاولة إسعاد كل البشر تحت مظلتها الجديدة الرائعة : شعار
الفقر للجميع !
بل فى الواقع أعادت ‑أى الكنيسة الأرثوذوكسية‑ أمورا شديدة
التفصيلية ، أبرزها بلا منازع الموالد ، وتقليد فرعونى صميم
( كلمة مولد نفسها لا تنطبق بحرفيتها على أى من أصحاب
‘ الموالد ’ ،
من ‘ أمنا ’ العذراء حتى سيدى المرسى ، سوى على شخص واحد فقط هو
حورس ) .
أعادوا مع مريم الأعياد الفرعونية باليوم والتاريخ وحتى الطقوس ، فقط بعد وضع
اللافتات الجديدة المزورة عليها .
بالنسبة لها بالذات خلعوا على شهر كيهك اسمها وجعلوه صوما فى انتظار
الميلاد ،
وقد كان شهر احتفال الحزن السنوى الكبير فى مصر القديمة .
فى 26 منه قتل أوزيريس ، ثم بعث مع ميلاد الشهر الجديد طوبة ، الذى هو
ميلاد الفصل ‑أو الثلث‑ الثانى للسنة ؛ فصل البعث :
بعث أوزوريس من الموت فى معابد العالم السفلى الجنائزية فى أبيدوس وغيرها فى
الصعيد ،
وبعث حورس فى أحراش الدلتا وليدا من بطن أم الآلهة إيزيس ، وبعث بشائر الخضرة
والإنبات فى كل أرض مصر .
اختاروا لميلاد يسوع يوم 29 كيهك كى يتوسط كل هذا ،
وللوهلة الأولى يبدو تطابق طقوس الصوم والحزن المنتهى بفرح القيامة منطقيا حين
استنسخ فى أسبوع الآلام ،
لكن لماذا الحزن قبل الميلاد ؟
الإجابة هى سر إيزيس الباتع الذى كان مستحيلا للكنيسة العيش دون تقديسها فى نسختها
المريمية الجديدة ،
أم الإله ، وفى ابنها حورس أو يسوع ، المولود من غير زرع بشر
( بعد أن أكلت أسماك النيل قضيب الله الآب وصنعت هى بقدرتها الإلهية الخاصة
قضيبا
‑وبمناسبته ، مما يثير الفضول ملاحظة أن من الألقاب الكثيرة جدا تلك التى
خلعها كيرلس الكبير على مريم ، لقب قضيب الإيمان !
‑وبالمناسبة أيضا ، كيرلس أو سيريل هذه تعنى سيريانى ، ويا لعارك
يا مصر لو صح الأمر ! ) ،
وعامة تقديس إيزيس فى كل صغيرة أو كبيرة ممكنة ،
حيث ‑كما تعلم‑ لا يوجد فى المسيحية شىء لم يؤخذ من مصر القديمة
( طوفان كتب دى . إم ميردوك الشهيرة بآتشاريا إس TruthBeKnown.com هذا
العام بالذات ، أو فيلم بيلل مآهر العام الماضى ،
تذهب لأمور بعيدة جدا وشديدة الحرفية والتفصيلية فى هذا الصدد ، ربما لم
يمنعهم حماسهم فيها من السقوط فى أخطاء .
ولو شئت أزكى لك فيلما ناجحا على اليوتيوب
YouTube - Christianity is
a Egyptian Myth - Horus, Isis, Mary, Jesus, God, Osiris ،
ليس لأنه خالى مائة بالمائة من الأخطاء ‑وإن أمكن وصفه عامة بالاجتهاد
والتدقيق ،
وطبعا هو فوق المتوسط العام لأفلام الإنترنيت بكثير‑
إنما على الأقل لأنه فى دقائق معدودات سيضعك فى جو ذلك الطوفان من الدراسات
الغنوصية‑الإيزيسية ،
التى تجتاح الفكر الإنسانى وتصححه بقوة منذ بداية الألفية الثالثة .
… على أنه بالنسبة لى شخصيا ربما يكفينى أن أكون قد وجدت فى مولد أو مهرجان أو
عيد كيهك الحزين ذاك ،
بداية المفتاح لحل لغز قديم طالما أرقنى ، هو ذلك الحزن العنيف العميق الطويل
والمؤلم المصاحب للموت فى الصعيد ) .
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
أخيرا وليس آخرا :
كان تمسك الكنيسة القبطية باللغة القبطية هو وحده الذى جعل
فى إمكاننا أن نتعرف مثلا على نطق اللغات المصرية القديمة السابقة عليها
( معرفة التلميذ الفرنسى الصغير چان‑فرانسوا تشامپليون بالقبطية ،
هى التى أهلته لقهر أعتى عقول العالم مجتمعين ، فى فك رموز حجر
رشيد ) ،
أو بالمثل لا تزال فى ألحانها الطقسية تعيش موسيقانا المصرية القديمة حية إلى
اليوم .
وهلم جرا من الأشياء التى ما كان يمكن أن تتحقق لو أن أدرك قتلة هيپاتيا
أن المصريين اكثر إدراكا منهم لمقولة لا تخافوا ممن يقتلون الجسد .
أولئك الأشرار لم يستطعوا قط قتل الروح المصرية ،
وهيپاتيا ومن خلفها كل شعب مصر العظيم أثبتوا لهذه الكنيسة الدخيلة الخائنة
أنها ليست على ما توهمته لوهلة فى نفسها وفى إلهها من جبروت !
…
المهم ، من حقنا بداهة فى كل الأحوال اعتباره
هذه كلها مسوخا للجمال الأصلى وللاتساق الفلسفى والروحى للإيزيسية الأم ،
أو لوريثتها ( الغنوصية المجدلية ) ،
التى للأسف جاءت تكحلها ( تصوب عبادة الشيطان المسماة
باليهودية ) ،
فعمتها ( أى طرحت خبز البنين للكلاب ؛ حولت اليهودية وإلهها المجرم
لديانة عالمية طاغوتية اسمها المسيحية ،
التى فى أفضل توصيف ممكن لها هى أول ديانة هجين بين الرعاة والزراع ) !
… أيضا ربما أحتاج بعض الوقت للجزم هل يوم قتل هيپاتيا 415 ح .
ش . ، هو اللحظة الأهم للتأريخ لبداية عصور الظلام ،
أم سنظل نستمسك بالرأى التقليدى بالتأريخ لها بإلغاء الألعاب الأوليمپية فى 393
ح . ش .
رغم جسامة إلغاء الدورات الأوليمپية فإن شيئا لا يفوق بشاعة ظلامية الإجرام الوحشى
الذى تعرضت له هيپاتيا .
الإجابة ربما لن ترتبط بحجم الجرم نفسه ، بقدر ما سترتبط بهل كانت الأسكندرية
أهم من أثينا فى تلك اللحظة ،
وبهذا المعيار فإن اعتناق أول إمپراطور فى روما للمسيحية هو اللحظة الأشد حسما بلا
جدال .
أو لعلى أميل فى خاتمة المطاف لنظرية سهم كيوپيد العامة أن كل الأشياء ‑بحلوها
ومرها‑ تبدأ من مصر ؛
دائما أبدا أرض الشطحات الأولى والقصوى overshoots !
( بمناسبة الجسد النحيل الذى لم نره يرجم ويسلخ ويسحل ويحرق ،
هزأت بينى وبين نفسى حين قيل إن ريتشيل ڤايس سوف
تمثل هيپاتيا ‑بل أول هيپاتيا سينمائية ،
وقلت أترى مؤهلها الوحيد لذلك هو ظهورها فى أفلام ‘ المومياء ’ ،
أما اليوم فلا يكاد يستطيع المرء أن يتخيل أحدا غيرها
للشخصية ! ) .
…
فى جميع الأحوال لعله مما يرضى عزتنا المصرية
كثيرا أن نعلم أننا كنا آخر نقطة على وجه الأرض استسلمت للظلامية المسيحية ،
وأن چنرال الوقفة الأخيرة ضد اجتياح عصور الظلام والتخلف كان بطلتنا النجيبة
الجسورة ابنتنا المحبوبة المخلصة هيپاتيا !
…
أو لعلى أتقمص العظمة المصرية أكثر
وأكثر ، فأقول هل هناك شىء أصلا اسمه عصور ظلام ؟
من هذا الذى يستطيع إطفاء نور الشمس ؟
فى العام التالى مباشرة لدك وجزر وتشفية وشى هيپاتيا ،
كان ابننا الإنجليزى النجيب پيلاجيوس يكتب ‘ عن الإرادة الحرة ’ ويرتحل
إلينا فى مصر ليخبرنا شيئا محوريا ربما فات علينا :
إن هيپاتيا لا تموت !
…
فى مرحلة مبكرة من الفيلم نرى تلميذا لهيپاتيا يقول صراحة لزميل مسيحى ،
عبارة عبقرية الدلالة ولا خلاصة أفضل منها
للصراع الأزلى‑الأبدى بين دين الأخضر ‑دين الحياة والحب ‑دين
أوزيريس ، ودين الأصفر ‑دين الموت والحقد ‑دين ست :
‘ فلتذهبوا أيها المسيحيون للصحراء ، فهناك
لن يهين أحد إلهكم ! ’
( بالمناسبة ، رواية سهم كيوپيد قالت شيئا مشابها لكن على نحو أصلف
تجسيدا :
ذهبت بنصف مليون من الأعراب ممن يحملون بطاقة هوية مصرية إلى الصحراء ، حيث
أوحت بأنهم سيموتون إن آجلا أو عاجلا ) .
…
انتقاداتى للفيلم هى بعض تسلل غير واعى منه
لبعض المؤثرات أو الأكاذيب المسيحية إليه ،
مما أصلا تسلل لها من اليهودية ولا يمت لحضارتنا النهرية بصلة :
1- هيپاتيا تعتبر دم حيضها مؤشرا لعدم التناغم ، وهى فكرة يهودية
آسيوية ، فالحيض فى الأصل دم مقدس عندنا ،
وخلال الحيض المرأة مقدسة لأنها تمارس أهم فعل يميز الآلهة وهو الخلق ، أما
اليهود فجلوه وجعلوها نجاسة ، ويا للعار !
2- فكرة أن الآلهة تحمى البشر التى
نسمعها على لسان كهنة السيراپيوم وغيرهم ،
أيضا فكرة صحراوية لا تمت لسمو الوثنية فى شىء .
لم يجسد فكرة الإله‑الفتوة أحد أروع من نجيب محفوظ ، أما فى مصر
واليونان وروما ،
فالآلهة ليسوا بحال فتوات ، إنما هم دائما تجسيدات لقيم عليا معينة ،
ودع جانبا أنها حتى فى هذه ليسوا الكلمة الأخيرة ، بل الأبواب مفتوحة طوال
الوقت للبشر للتفوق عليهم .
أما جبروتهم ‑إن وجد ، وفى حالة مصر بالذات‑ فهو لا يعدو تجسيد
جبروت الطبيعة ،
ولا أريد أن أذهب بعيدا وأقول إنه يقارب جدا مفهوم الحتمية الطبيعية
الذى كثيرا ما نستخدمها فى موقعنا للدلالة على أن أمنا الطبيعة ‑الإله الحق‑
تشتغل لصالح الخير والتطور ،
وفى أحلك لحظات سطوة الشر والتخلف ، لا بد وأن يعود التقدم أعلى وأعلى بعد
قليل .
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
أما أروع الأشياء الصغيرة فهى تكاد
لا تحصى فى المقابل ، ومنها :
1- ‘ بماذا تؤمنين إذن ؟ ’ ،
‘ بالفلسفة ! ’ ؛
هكذا عرفت هيپاتيا الغنوصية بكلمة ( الكلمة التى ستجدها أمامها فى جميع
القواميس : المعرفة ) .
ألفيات كاملة اغرقناها المسيحية فيها فى الجدل العقيم حول الخلاص بالإيمان أم
بالصنائع ،
ثم مع عضر النهضة عادت لتبرز من جديد الفلسفة أو المعرفة أو الغنوصية أو
الأفلاطونية الجديدة ،
أو أيا ما كانت تسمية ذلك الطيف العريض من الفلسفات التى كانت سمت الفكر والثقافة
فى أعلى لحظات المجد الرومانى ،
والتى كانت ككل تجمع على إعلاء قيم التربية والتعليم والفكر والإنسان .
( ربما نحن الآن على وشك الولوج للعصر التالى :
عصر عودة المسيح الحقيقى المخلص ‑أرسطو‑ للقضاء على كل أباطيل النبى
الكذاب ‑أفلاطون ،
التى ضللت البشرية كل هذه الألفيات ، ومن ثم إعادة كل الأشياء لأصلها
الصحيح : المادة !
… ومواجهتنا بالحقيقة المرة التى حاولنا الالتفاف حولها كل هذه العصور :
أن لا خلاص أصلا ، لا خلاص بأى شىء ، لأن كل شىء مبرمج سلفا فى
الچيينات !
المذهل أننا ساعتها لن نكون بعيدين جدا عن واحدة من تعاليم يسوع الغنوصى نجع
الحمادى ،
تلك التى صاغتها مقولته رقم 70
فى إنجيل توما ، الصياغة الأكثر تحديدا من الخلاص بالمعرفة : الخلاص
بالمرآة ، الخلاص باكتشاف الذات ، أو بصيغة أكثر عصرية الخلاص
بالچيينات :
If you bring forth what is within you, what you have
will save you.
If you do not have that within you, what you do not have within you [will] kill
you. ) .
2- ربط
الفيلم الرمزى المفعم ما بين تحطم مفهوم الدائرة كرمز للكمال ( واكتشاف أن
الكواكب تدور فى مسارات بيضاوية ) ،
وبين دخول المسيحية للصورة ،
أى فقدان العالم القديم النقى السامى لكماله بظهور تلك الملوثات الصحراوية
الهمجية ، كالتوحيد وما استتبعه .
3- التصوير من أعلى يعطى مصداقية
عالية للقيم الإنتاجية للفيلم ،
لكن لا شىء منه يضاهى اللقطة التى ترتفع فيها الكاميرا لتحول الرهبان إلى ما يشبه
أسراب من
حشرة القراد السوداء المستديرة الصغيرة المتوحشة سريعة الحركة التى تتصادم معا
بعصبية فى جميع الاتجاهات !
4- مشهد
هيپاتيا تستحم عارية أمام عبدها اليافع المغرم أو غيره .
طبعا نحن كثيرا ما استخدمنا فى موقعنا عبارة ‘ لقد خلقنا
الرب عرايا وعلمنا الأنبياء الخجل ’ ،
لكن ها هو ‘ آجورا ’ يزيدنا من الوعى بيتا ، وربما لأنه يدور فى
خضم واحدة من أشرس الحروب الدينية فى التاريخ ،
فإنه يوحى لنا ‑بقصد أو بدون‑ بلحظة تنوير عظيمة أخرى :
هل تعرفون الآن ما هو مصدر عبارتى التوراة والكرهان الكريه عن آدم وحواء ‘ وعلما أنهما عريانان ’ ، و‘ بدت لهما سوءتهما ’ ؟
إنه استغراب تلك الحيوانات الصحراوية من رؤيتهم النساء عاريات فى مصر
القديمة ،
دون أن يفكر أى من الرجال المحيطين بهن فى افتراسهن فى لمح البصر ، كما يحدث
طوال الوقت عندهم ،
فأخذوا طهارة وعفة وسمو مصر القديمة ، مبدئيا أسموها الفردوس والجنة ،
ثم ‑بطريقة مرض الإسقاط النفسى المزمن عندهم‑ نكلوا بها فى الصفحة
التالية ومسخوها شرا وعفونة وبهيمية كعادتهم !
… من نافلة القول إنه فى جميع التصاوير الفرعونية ملابس الإلهات ‑قبل
البشر العاديات‑
كلها شفاف يظهر كل شىء لا سيما السرة وحلمتى الثدى .
وأعلاه صور لنقوشات لإيزيس على معبد فيلة ، وتمثال لابنة رمسيس الثانى
شخصيا ، ‘ الملكة البيضاء ’ ميريت آمون .
والأسطورة تقول إن يوليوس قيصر فوجئ بكليوپاترا ‑الفرعون الأخير‑
تتجلى له عارية تماما وسط كامل الحاشية فى قصة السجادة الشهيرة .
وهناك ما هو أجرأ وأجرأ ، ومنه على سبيل المثال نقش تخطيطى لحتشبسوت فى وضع
الجماع الخلفى فى معبدها
‑أيضا قبل أن يشوه الذكوريون أتباع ديانات التوحيد نظرتنا للجنس ويأتوننا بوضعهم
الأمامى الشاذ المعروف ،
الذى يحرم المرأة من حق المتعة ، وقد أورثتها أمنا الطبيعة ‑باعتبار
هذه المرأة إحدى الثدييات‑
بقعة اللذة فى مكان معين لا يشبعه إلا الجماع من الخلف ‑للمزيد انظر رواية
سهم كيوپيد .
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
Not Just a Library:
‘All the
Knowledge of the World,’ and Even More!
العنوان ( أجورا - الساحة الشعبية ) هو
الرمز الكبير للحرية الرومانية
( ومن ثم المصرية ، هذه الأخيرة التى حرص أمينابار ومصمم إنتاجه جاى هيندريكس داياس رائعى التدقيق ،
حرصا على نحو ملفت ‑وربما مفرط‑ على إبرازها فى أسكندرية اللحظات
الأخيرة لنهاية القرن الرابع ، ونهاية الحضارة كما عرفها العالم
القديم ) ،
رمز الحرية التى قتلتها العقيدة الجديدة المتخلفة ،
التى تختزل كل الآلهة فى إله واحد وتصمم على مصادرة حق الإنسان الطبيعى فى خلق أو
اختيار إلهه .
بل ويقرر الفيلم أن مصر ‑بعراقتها ومكتبتها وعلمائها وتراثها التحررى
الفرعونى … إلخ‑
كانت آخر معقل فى الإمپراطورية صمد فى وجه اكتساح هذه الهمجية الصاعدة .
هيپاتيا أمينابار تقف وسط هذا الصراع المنذر بالدموية موقفا أقرب للحياد ؛
نصير للحرية لا أكثر ولا أقل ،
مستعدة لتقبل أى فكر ، على أنه ‑بكل أسف‑ تكمن هنا تراچيدية
شخصيتها :
دافعت عن الحرية وعن التسامح ، إلى أن دفعت حياتها ثمنا لها فى ميتة هائلة
البشاعة !
ما حدث أنها لم تر الخطر الكامن بنيويا فى عقيدة تبشر بالإله الواحد ، وأنها
بالتالى سوف تكفر جميع الآخرين وتسحلهم فى الشوارع ،
وبالمثل لم تر الجذور الطبقية ( العبيد ) ولا العرقية
( الرعاة ) التى جاءت منها هذه العقيدة الإجرامية قبل وقت أطول بكثير من
مجرد أربعة قرون .
…
إن الكلام عن الوثنية الشفافة فى مقابل اللهوات الخفيات شىء ،
وعن التوحيد فى مقابل التعديد شىء آخر ، فهو قصة أسوأ وأضل سبيلا بمراحل
ويطول شرحها .
الواقع عبر التاريخ يقول لنا بحسم إنه كلما
زاد عدد الآلهة كلما كانت أكثر نزوعا للخير
( على الأقل بحكم آليات السوق الحرة فى بازار الأديان آنذاك ) ،
لكن حين بدأت تتقلص إلى أن صارت واحدا ، وصل الأمر بآخرها ‑إله الإسلام‑
إلى المحطة الأخيرة المنطقية لمفهوم التوحيد :
أن دمج فى داخل الإله خصائص الشيطان نفسه !
طبعا أنا قد أتفهم مشروعية السؤال هل للكون خالق أم لا ،
لكن فكرة التوحيد تثير جنونى ، لاستحالة إثباتها من الأساس ، ثم ماذا
يفرق معكم أصلا إن كان الخالق واحدا أم مليون ؟
… بخلاف قحل الصحراء الذى فى الواقع لا يحتاج لإله أصلا لخلقه ،
ومن ثم افتقادهم للفكر الدينى أصلا لألفيات كاملة حيث لم تواجههم ذات الأسئلة
الفلسفية الثرية التى طرحتها حياة المدن والأنهار ،
وبخلاف أن من الأصل لم يكن لغز الخلق تساؤلا محوريا فى الدين المصرى القديم ،
ولم يكن لآتوم الرب الخالق أهمية تذكر فى منظومة الآلهة ،
لسبب بسيط أن المصرى يمارس الخلق طوال النهار ولا يرى فيه عقدة كبرى ،
كما ابن الصحراء الذين لم يمارسه قط وفقط ينظر طوال الوقت للصروح الضخمة ويسأل كيف
بحق الجحيم يحدث خلق الأشياء ،
بخلاف هذه وتلك فإن التفسير الوحيد للتوحيد هو ما يلى :
إنها العقلية الشمولية الشرقية التى ترى فى حرية الفرد ألد عدو لوحدة القبيلة
وأخطر خطر على سيطرة شيخها .
… أما جعل إله التوحيد خفيا ساكنا للسموات العلى فهى قصة ثالثة ، وكما
قلت مرارا فالإجابة الوحيدة التى وجدتها فيها :
أن يتاح لأى أفاق أن يخرج على الناس ليقول إنه قد سمع صوتا من السماء ، وها
أنذا رسول ونبى فاعبدونى !
…
بهذا نقول :
الفيلم رؤية ناضجة جاءت فى اللحظة المناسبة ( لحظة المواجهة العالمية الحالية
ضد ديانة الرعاة الهجامة الغائية : الإسلام ) ؛
فيلم يطرح كل الأسئلة الكبرى دفعة
واحدة :
سؤال المعرفة ؛ هى الطريق الوحيدة لمعرفة الغايات العليا فى هذا الكون ‑إن
وجدت أو مهما طال البحث عنها .
سؤال الحرية ؛ الدين ‑إن كان لنا من دين‑ فهو للحرية وليس
لاحتياجنا لقانون عقوبات .
سؤال الفردية ؛ السعى للمعرفة سعى فردى يرفض كل إملاء فوقى من سلطة شمولية
أيا ما كان اسمها .
سؤال الأنتروپى ؛ يوم نسمح للعبيد بفرض رؤيتهم الدونية الحقود تضمحل وتسقط
الحضارات وتبدأ عصور الظلام
( كلمة ظلام طالما كانت مرادفا فى القديم لكلمة الجهل ، والنور مرادفا
للعلم ، لكن السامويين التوراتيين هم من شيطنوا الحية إلهة
المعرفة ) .
سؤال تعريف الخير والشر ، وما هى الأسس التى يجب أن نميز بها بينهما فى بازار
الميثولوچيات .
لقد كانت هيپاتيا الوقفة الأخيرة فى العالم القديم من أجل كل قيم الحرية والمعرفة
المصرية الغنوصية القديمة ،
وبخسارتنا لمعركة هيپاتيا سقط كل جمال الماضى ودخلنا فى عصور الظلام الدامس ،
وهنا يعطينا الفيلم أهم دروسه إطلاقا ألا وهو الخيط الرفيع بين الحياة
والانتحار ،
ذلك قبل أن نكرر ذات غلطة العلمانية الإنسانوية الهيپاتية ( أن سيسيطر ظلام
الإسلام هذه المرة على الحضارة المعاصرة ) .
الفيلم رسالة كاسحة جاءت فى لحظة مفصلية من تاريخ الحضارة ،
لحظة الهبة
الأوروپية الكبرى لتطهير أرضها من الإسلام والمسلمين ،
تقول إنه قبل أن نعطى الحرية لأية فرقة من الناس يجب أن نعرف أولا ما هو موقفهم هم
أنفسهم من الحرية ،
وقبل أن نسمح لأية عقيدة بالتواجد يجب أن نتحرى أصلا عن محتواها بل عن جذورها
العرقية والطبقية ،
ذلك أن الأجورا المعاصرة المفتوحة الآن على مصراعيها على نحو غير مسبوق
‑تلك التى يسمونها الديموقراطية والتنوع الثقافى والتعايش وحقوق الإنسان
وهلم جرا ،
أو التى يسمونها المواطنة ومعظم من باتوا ينعمون بها ليسوا من أبناء الوطن
أصلا ،
هى ‑مجتمعة أو منفردة‑ وصفتنا المؤكدة للانتحار !
…
(Non-Official Group)
2 سپتمبر 2010 :
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
The Grand Design:
‘Because there is
a law such as gravity, the Universe can and will create itself from nothing.
Spontaneous creation is the reason there is something rather than nothing, why
the Universe exists, why we exist.
It is not necessary to invoke God to light the blue touch paper and set the
universe going.’
6 سپتمبر ستيفين
هوكينج يقلب كل تاريخه المهنى ويقول لأول مرة إن خلق الكون لم يكن فى حاجة
لإله ،
وإن الكون ‑وبالمعادلات‑ قد خلق نفسه بنفسه ‘ من طاقة قدرها صفر
ومن كل شىء قدره صفر ’ !
… الحديث ذو شجون ضخمة :
فى أوائل التسعينيات ترجمت لسلسلة الألف كتاب الثانى كتابا بعنوان ‘ كوننا
المتمدد ’ ،
وكان ذلك فى وقت سخيف لأن الهراء الدينى كان قد اكتسب فيه ساعتها زخما كبيرا
بتلميح من هوكينج أنه ربما يوجد مكان لله فى إحدى المعادلات ، وكان هذا
الكتاب الصغير ردا قاسيا عليه .
مرت الأعوام وألفت أنا لهذا الموقع كتابا بعنوان ‘ الرب
فى نظرية النسبية ’ ،
أصله كان حوارا واقعيا جرى مع صديق لى فى أحد مكاتب مقر الهيئة المصرية العامة للكتاب ،
لعلى الآن فقط تذكرت ماذا كانت المناسبة ( إعداد ذلك الكتاب المترجم ،
والتخوف مما قد يثيره من رد فعل من المتدينين ) .
كتابى المؤلف تجاوز جدلية نفى الحاجة لإله فى الكون ( التى بدأها لاپلاس
بعبارته الشهيرة لناپوليون ) ، تجاوزها برمتها ،
ذاهبا إلى مستوى جديد لا أعتقد أن أى علمانى قد سبقنى إليه ، ألا هو الإثبات
الإيجابى positive لعدم وجوده .
واليوم يحاول هوكينج ، الذى وصفناه تقريبا يوما ‑سواء المؤلف أو
ملحوظاتنا فى هامش ذلك الكتاب المترجم‑
بالأفاق الذى يستغل إعاقته من أجل الشهرة ،
اليوم يحاول علاج بعض الخراب الذى سببه للحياة العقلية لبنى البشر على مدى عدة
عقود ،
ويتبنى على الأقل ذلك الموقف السلبى negative تجاه وجود الإله .
… فيما يلى تعريف بالكتاب كما ورد بقائمة كتب
الموقع :
‘God
in Relativity Theory’ by Medhat Mahfouz:
A basic conversation took place in early 1990s by the author has tackled the
very concept of God.
Even if God exists, can we ever know anything about him or even more, can he
ever know anything about us?
If God created the Universe, it’s impossible he could create us, and vice
versa.
The ‘size-obstacle’ hinted in the Relativity Theory, and discussed more clearly
in Einstein-Bohr debate,
would eliminate forever the concept of the all-mighty God and provide us for
the first time in the history of Atheism
with the ‘positive’ proof of the impossibility
of God existence,
not just the historical ‘negative’
purging of him out of science fields one after one!
… الأمر مؤسف ويثير الشجن لا الفرحة كما
قلنا ،
لكن ما علينا ، هكذا حال الدنيا ، أو بمصطلحات رواية سهم كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) :
عجيبة هى مسالك أمنا الطبيعة !
…
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
ملحوظة :
اخترنا رابط الخبر أعلاه من التليجراف تحديدا ، ذلك كى نثبت لمرة أخرى أنه لا
يصح إلا الصحيح ،
ولا بد من إعادة تفنيط الأوراق بحيث يصبح اليمين والعلمانية معسكرا واحدا ،
واليسار والدين هما المعسكر المضاد ،
لأن هذا هو التوزيع الوحيد المنطقى للأوراق :
لا بد وأن يكون العلم والعلمانية جزءا عضويا من فكر معسكر البنائين ،
أما الدين فهو لا يختلف من حيث محتواه وأهدافه وجمهوره عن الاشتراكية ،
ويا ليتهم يلاعبوننا ع المكشوف ولو مرة واحدة وبلا خلط للأوراق .
… على أية حال لا بأس حتى اللحظة بصورة هوكينج مع الوغد الأسود المسلم ،
وحولهما تلك الابتسامات البلهاء لرموز البداءة والتخلف ( والأنتروپى لو
شئت ) ،
من مختلف الأصول العرقية ممن راحت تحتفى بهم
العصابة الشيكاجوية التى غزت واشينجتون فى لحظة غفا
فيها الزمن ،
الذى بالمناسبة ‑أى الزمن‑ يفترض أنه تخصص هوكينج وعنوان أشهر
كتبه !
… على أية حال ،
السى
إن إن نقلت بعض تفاصيل أخرى عن ‘ النظرية‑إم ’
( الجديدة المتجاوزة لنظرية الوتر الفائق ، والتى يفترض الآن أنها
النظرية الموحدة للفيزياء unified theory of physics ،
التى طالما تمناها أينستاين يوم استعصى عليه وضع الجاذبية فى ذات المعادلة مع
القوى الثلاث الأخرى القوية ) ،
ذات الـ 15 بعدا فى الزمكان وجسيمات صفرية البعد وأوتار متذبذبة أحادية البعد
وأغشية ثنائية البعد وفقاعات ثلاثية البعد … إلخ ،
والقصة الأصلية موجودة بالطبع على موقع التايمز
لكن خلف حائط الدفع‑نظير‑القراءة ،
مثلما هى المقاطع
المتاحة من الكتاب نفسه The Grand Design قبل ظهوره الأسبوع القادم
( وهى أى التايمز ‑لو شئت أخذ ملحوظة : يمينية بل مملوكة لميردوك تحديدا ! ) .
…
خلينا فى الجد :
لو أن كلام ستيفين هوكينج الجديد
أثبت فعلا إمكانة وجود خلق من العدم
( وأن كنت شخصيا أشك حتى اللحظة فى جدية أى كلام علمى له ، وانتظر رد
فعل أولى التخصص ) ،
فإن ذلك سوف يمثل دعما لا يمكن تخيله لإحدى فرضياتنا التى نأمل يوما فى وصفها
بالقاعدية ،
وهى أن لدى أمنا الطبيعة ما يكفى من وسائل ذاتية لقهر الأنتروپى .
سندنا الوحيد حتى اللحظة كان النظرية القائلة بإمكان تكون النجوم ( تركيز
حرارى فائق للطاقة ) ،
من مجرد المادة السوداء للكون ( طاقة حرارية لكن مشتتة وعند درجات
منخفضة ) ،
وهى بدورها من الأسانيد الهائلة لفرضيتنا ‑المضادة لشپينجلر على طول الخط‑
وهى أن التقدم والاستعقاد والتغلب على التخلف والهمجية هى حتميات طبيعية .
صحيح أن فرضية التطور الحساسة والمهمة للغاية فلسفيا وسياسيا وكل شىء ، هى
قاعدية بالفعل فى نظرنا ،
والسبب أنها لا تحتاج بالضرورة لإثبات أن الأنتروپى يتم قهرها كونيا ،
أو أن الكون لا يسرى عليه القانون الثانى للديناميات الحرارية ،
بل فى الواقع سندنا عليها بسيط لحد الجمال :
لو لم تكن المادة التى صنع منها الكون ذات طبيعة تطورية لما وصلت لنا فى يومنا
هذا ،
وهى عين المنطق البسيط الذى نرد به عادة على غباوة المتدينين وطيبة اللا
دينيين ،
المتغزلين كلاهما فى دقة وانضباط الكون كدليل على وجود خالق ، إذ نسال :
وهل يوجد أساسا كون غير دقيق وغير منضبط ؟ !
لو حدث ووجد كون كهذا لانكفأ على نفسه من اللحظة الأولى ولما
وصل إلينا قط !
( دع جانبا أن الكون ليس منضبطا جدا كما قد يبدو للوهلة الأولى ، ولو
كان تام الانضباط لما وجدت به فسحة للتطور أصلا
‑انظر نظرية العدد 19 فى رواية سهم كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) ) .
لكن كل هذا وذاك شىء ، وقهر الأنتروپى وافتراض أن الكون لن يموت نهائيا شىء
مختلف .
هذا يرفع مفهوم الحتمية التطورية سالف الذكر لأفق جديد يفوق الخيال
( معناه أن الكون لن يبدأ بالموت بعد بضعة عشرات من بلايين السنين ، ومن
ثم سينعكس حتما ساعتها منحنى التطور ) .
فقط المشكلة أن ذلك يحتاج لبراهين أخرى مستقلة ، وكل ما نأمله أن يكون هوكينج
يكون قد أتانا جديا ببعضها الآن ،
وساعتها سوف نغفر له كل ‘ الأنتروپى ’ الفكرية الفظيعة التى تسبب فيها
( ليس تحت يدنا حتى اللحظة إلا كلام الصحافة غير المتخصصة ،
لكن إليك ترحيب
دكتور دوكينز المبدئى بالنظرية الجديدة ،
وهو موقف لا يستهان طبعا بوزنه ‑أصل الحوار على
موقع التايمز أيضا ) .
… هه ! … ما علينا ! على أية حال لا أحد يستطيع أن يعلم
بالضبط ما يخبئه لنا المستقبل ،
وأيضا فى كل الأحوال : عجيبة هى مسالك أمنا الطبيعة !
…
ملحوظة مهمة للغاية :
للدقة وبوضوح ، ما يثبته ‘ الرب
فى نظرية النسبية ’ ، لا يعنى مطلقا أنه يغنينا عما أتانا به دكتور
هوكينج .
وهذا هو عينه المعنى الذى عبر عنه ببراعة دكتور دوكينز اليوم بأن قال
‘ داروين
ركل الرب خارج البيولوچيا ، لكن ظلت الفيزياء منطقة ملتبسة إلى أن أتانا جلال
هوكينج العلى القدير ! ’ .
نحن أثبتنا عدم وجود الإله كلى القدرة الذى خلق الكون وخلق كل شىء وخلقنا نحن
ويعرف عنا كل شىء … إلخ ،
لكننا لم نثبت عدم وجود إله بالإطلاق
( أو لعله ‑وحسب الكتاب نفسه‑ شخص عادى من ذلك الكون الأكبر من
كوننا ، ينفخ بالوونا أو يتبول فكان كوننا ) ،
شخص ‘ أقل قدرة ’ خلق الكون فقط ، بينما طبعا لا يعرف عنا أدنى
شىء ،
كما لا ‑ولن‑ نعرف نحن إن كان يوجد كون وحيوات متقدمة على ظهر أحد
إليكترونات أجسامنا أم لا .
نحن لم نسع لإثبات هذا لسبب بسيط : أنه لا يعنينا شىء !
ما
كان يهمنا وما نجحنا فى إثباته فى ‘ الرب
فى نظرية النسبية ’ ،
هو أن إله الأديان لم يخلقنا ولا يعرف عنا شيئا ،
بعد ذلك لا يهمنا إن كان ثمة أحد يتبول أو ينفخ بالوونات هناك
( وبالمناسبة نحن أول من قال إن الأقرب كلية للمنطق هو وجود أكوان لا حصر
لها ،
وكوننا هذا ما هو إلا ذرة ضمن كيانات أكبر ،
واليوم كان دكتور هوكينج هو أول حيثية علمية قالت هذا إطلاقا ،
بل قال إن ربما ليست بها ذات قوانين الفيزياء ، ونقول :
ربما ليست بها فيزياء أصلا !
ذلك
ليس فقط مما كتبته فى الكتاب أى ناقشته قبل عقدين فى كواليس إنتاج الكتاب
الآخر ،
إنما هو تصور لاصقنى من الصغر :
إذا كان الكون يتمدد فلا بد أن أحدهم ينفخ بالوونا أو يتبول ! ) .
كل ما كان يهمنا أننا نعرف من خلقنا ، وكيف خلقنا خطوة بخطوة ،
ونعرف بقدر معقول قوانينه التى تحكمنا ،
لكن فى المقابل لا نعرف ، ولا يعنينا أن نعرف ،
ولن نعرف ( إذا لم تكن الأكوان تخلق نفسها بنفسها حسب دكتور
هوكينج ) ، من هو الذى يخلقها !
…
3 سپتمبر 2010 :
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
هذا المقال الممتع يعطينا الإجابة
على السؤال المحير : ما الذى استجد ؟
ما الذى فتح الباب لاستكمال الحلم المسمى بالنظرية الموحدة
للفيزياء ؟
ما الذى استجد حتى يغير هوكينج بعد ربع قرن موقفه من حاجة الكون لخالق يعطيه
الدفعة الأولى ؟
الإجابة ليس ومضة عبقرية مرت بعقله أو ستمر بعقل أى أحد ، بقدر ما هى قراءات
وصور أرسلتها التليسكوپات الجديدة للناسا ،
ونتائج التصادمات الپروتونية فى مصادم سيرن ،
وما تحتاجه من تحليلات حاسوبية مضنية للحصول على السيناريو الأرجح للانفجار
الكبير ، وهكذا .
… واو !
…
بالنسبة لى بهذه القصة جزء حنينى آخر ، هو كاتبها كلايڤ كووكسون ،
حيث كانت فترة ترجمتى لكتاب ‘ كوننا المتمدد ’ هى عينها فترة الكتابة فى
‘ العالم اليوم ’ ،
وكانت الجريدة التى أقرأها بانتظام مطلق يوميا هى الفاينانشيال تايمز .
وحين بدأت ذلك اكتشفت أن صفحاتها الأسبوعية المتخصصة كصفحة العلوم أو التقنية أو
الاتصالات … إلخ ،
أو ملاحقها الشهرية عن الحواسيب أو التقنية البيولوچية … إلخ ،
هى الأكثر عمقا ليس فقط بين جميع الصحف اليومية إنما بين أغلب الصحافة المتخصصة
نفسها ،
ثم فهمت أن هذا يجب أن يكون الأمر الطبيعى بحكم نوعية القراء من رجال البيزنس وما
شابه !
…
4 سپتمبر 2010 :
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
يا للهول ! الدنيا تجرى تحت أقدامنا بأسرع مما
نتخيل !
ستيفين
هوكينج يختار الوول سترييت چوورنال الصحيفة الأكثر يمينية فى العالم ،
لكى يكتب فيها مقالته الأولى بعد الإعلان عن كتابه الجديد ،
الذى يثبت بالمعادلات الرياضية أن خلق الكون لم يكن فى حاجة لإله !
ربما لا جديد كثير فى محتوى المقال فى حد ذاته ، وهو سرد تلك
المستجدات التى قادت للنظرية ،
التى أوردتها الفاينانشيال تايمز أمس بتفصيل جميل ،
لكن المهم أنه للمرة البليون ، لا يصح إلا الصحيح ،
والعلم وأصحاب العلم يكتشفون بسرعة إلى أى معسكرى البشر يجب أن ينتموا ،
للبنائين الحضاريين أم للنهابين الطفيلين قطاع الطرق أهل اليسار ،
والبناءون والحضاريون يكتشفون ( أو بالأحرى يعودون لقواعدهم الأصلية )
أى إلى كونهم آخر من يمكن أن يقر بالخرافة الدينية .
… وبسرعة : يا رفاق ويا مشايخ العالم اتحدوا !
…
6 سپتمبر 2010 :
شىء يفوق الخيال :
طليعة من تصدى للهجوم على نظرية هوكينج وللدفاع عن وجود الإله ،
هم الماركسيون !
اقرأ هنا ملخص محاضرة
عنيفة فى انتقاد الكتاب للماركسى البريطانى تيرى إيجلتون پروفيسور الأدب الإتجليزى .
الواضح أنه أكثر ذكاء بكثير من أغلب من نعرف من الماركسيين من حيث تأسيس رؤيته على
الآتى :
أولا : الفلسفة الإنسانوية هى العدو
الحقيقى والأقدر على قهر النخبوية وتركيع الحضارة ،
وثانيا : الدين هو أسهل وأنجع وسيلة للوصول لهذا الهدف ،
أى تقويض المجتمعات بالثورات أو ما يسميه breaking and remaking !
…
للمرة التريلليون : لا يصح إلا الصحيح !
…
(Non-Official Group)
مراجعة فيلمية :
ستيفين هوكينج إنسانى يقدم فيلما بعد‑إنسانى من الطراز الأول !
الجزء الثالث الأخير والرئيس من مسلسله الذى بث على
ديسكڤرى فى مايو الماضى
Into
the Universe with Stephen Hawking —Episode 3: The Story of Everything
رائع فى تجسيد ضآلتنا فى هذا الكون ، وفى تحطيم أسطورة النظام الفائق
للكون ،
وتحطيم فرضية أن كوننا هو الوحيد فى هذا الكون ،
وحتى تحطيم وهم أنه لو وجدت أكوان أخرى فهى تخضع بالضرورة لذات قوانين الفيزياء
التى نعرف .
كذلك لا يقل روعة فى تجسيد التوالد طوال الوقت للنجوم من مواد باردة ، مما
يكسر فرضية أن الكون إلى موات أنتروپى محتوم ،
أو على الأقل أنه سيموت موتا بسيطا لا رجوعيا وسريع نسبيا بسبب تبدد الحرارة
العالية المتواصل نحو درجة حرارة وسيطة لكل الكون .
فى هذا ‑ولعله أروع ما فى الفيلم‑ تلوح الجاذبية كما لو كانت الإله
الخالق الذى صنع هذا الكون والساهر على تجديد شبابه ليلا نهارا .
… إجمالا ساعتان من متعة لا تهدأ ولا تتوقف ولا تطاق .
شرح غاية فى الوضوح والسلاسة لأمور هى فى الواقع بالغة التعقيد ،
تدعمها أولا ترسيمات حاسوبية تفوق الخيال ويصعب وصف روعتها ،
وثانيا شريط موسيقى رشيق يتنقل من جو راقص إلى جو مرعب إلى غيره وغيره بسلاسة
مذهلة .
إنه متعة لا تقارن لكل مهتم بالحقائق الكبرى للطبيعة والوجود ،
فقط العيب الوحيد هو بعض رواسب الفكر الإنسانوى التقليدى ، على رأسها معاداة
الحرب ،
وهى سقطة مؤسفة ما كان يصح لفيلم عظيم كهذا أن يتبناها ،
إذ كيف يجهل أو يتجاهل أن الصراع عماد أساس لدى أمنا الطبيعة وآلياتها ،
بل هو سمة بالغة الجوهرية لطبيعة المادة التى صنع منها كوننا .
…
اقرأ المدخل الأصلى عن كتاب هوكينج
الجديد الذى أثبت بالمعادلات الرياضياتية عدم وجود إله خلف هذا الكون ،
أو اقرأ عن مفهوم سينما ما بعد‑الإنسان
نفسه .
…
(Non-Official Group)
( أيضا ضم لكتاب المسيحية
هى الهرطقة ) :
30 سپتمبر 2010 : رسالة مفتوحة إلى برنامج سؤال جرىء : (Note: Downsized
image; for full scale, click here) الأخ المحبوب الفاضل رشيد ، كل التحية
والإعجاب وأمنيات النجاح … أكتب على هذا النحو العاجل لإحساسى الشديد بالإشفاق
عليك من موضوع الحلقة
القادمة ‘ الخروج ’ ، لأنه بحث لا يحسم فى أسابيع ولا
شهور ، وقد كانت لى فيه بعض اجتهادات فى كتاب إليكترونى بعنوان ‘ المسيحية هى الهرطقة ’ . والآن أعكف على كتاب
أكثر تفصيلا آمل فى ذات الوقت أن أجعله مهذبا بما يكفى لظهوره مطبوعا هذه
المرة ، موضوعه الأديان الثلاثة بصفتها الأصلية جدا التى أخترعت لها ،
أى كغزوات صحراوية بربرية ضد حضارة مصر وغنى مصر وفكر مصر وعقيدة مصر . سامحنى على البدء بنقاط تمهيدية سريعة شديدة
المباشرة لتلخيص منطلقاتى الفكرية لك ، لكن التفاصيل موجودة ملأت بها كتبا وصفحات ، يشرفنى إن لم تكن قد اطلعت
عليها ، أن تقرأ بعضها لاحقا : - بالنسبة
للمتحولين والمتحولات للمسيحية من الإسلام أقول طبعا إنكم صنعتم التاريخ ،
وإنكم كأشخاص أناس أكثر من رائعين ، وقطعا أفضل بكثير من غالبية نظرائكم من
متفقهى الدين من المسيحيين بالمولد ، ممن جمعوا الحسنيين : الجهل
والغطرسة . أسباب ذلك وفيرة جدا كررتها
مرارا على الموقع ، لكن لعل سنامها أنكم عمليا لستم مسيحيين ،
إنما غنوصيون روحانيون ، لا تعرفون الكثير عن المسيحية
ويوم تعرفون سوف تتركونها ( أو ربما تغيرونها ، لا أحد
يعلم ! ) . - هنا
النقطة الثانية ، المسيحية : لى نظرية ( القسم الثانى من كتاب المسيحية هى الهرطقة ( 2009 ) ) ، أنه
بعد استبعاد أجزاء القصة الأولى المختلقة بكليتها للوفاء بالنبوءات والمجزوم
تاريخيا بكذبها ، كالتعداد وميلاد بيت لحم ومذبحة الأطفال ، سنجد أن
القصة بدأت فى مصر ، ويسوع هذا مصرى ، وربما كانت أمه كاهنة
لإيزيس ، تماما كما زوجته وشريكة رسالته وحياته مريم ‘ الرائعة ’
المجدلية . لا تشغل بالك كثيرا بصحة هذا الكلام من عدمه ، لأن المهم المحتوى : اليسوعية كما تعبر عنها أقوال صاحبها هى المعت المصرى ،
عقيدة الضمير الداخلى والحلول ووحدة الوجود ( الوجود الخير لا كل الوجود
لكن هى قصة أخرى قد ألزمنا بها مؤخرا فيلم أڤاتار ) ؛
وحدة تنطلق من أن يا عزيزى كلنا آلهة ومن ثم الطبيعى أن كلنا معا إله واحد
‘ أنا والآب واحد ’ بل وواحد فى إفخاريستيا أخرى أعظم ‘ ليكونوا
هم أيضا واحدا فينا ’ . تلك عقيدة المعت
الرائعة قد ذهب بها يسوع للمكان الخطأ ؛ لليهود البدو السامويين
الهمج ، فكان كمن يلقى خبز البنين للكلاب ، فقتلوه طبعا ، هذا
لأنهم استشعروا على الفور أن ما جاءهم به هو تحديدا عقيدة العدو ، وبداهة
لأنه يستحيل أن يكون إله النقمة هو عينه إله النعمة . وإله
التوراة هو الشيطان ست إله الصحراء الذى ‘ أوحده ’ الهكسوسى أپوفيس
( مخترع فكرة الإله الواحد ) ، فى شرق دلتا النيل قبل أخناتون
بنحو مائتى سنة ، وتحول تدريجيا ليهوه ثم إلوهيم ثم بمعنى ما إلى
‘ المسيح ’ اليهودى . انظر أحدث كلام فى Jan Assmann, Of God and Gods —Egypt, Israel, and the Rise of Monotheism (2008) . وبالفعل أفرغ تلاميذ
يسوع اليهود الأجلاف ‑ولا نستثنى إلا المرهفين الثلاثة المجدلية وتوما
وفيليپ وأناجيلهم معروفة بخلاف الإنجيل
المسيحى الرسمى الرابع نفسه الذى كتبت المجدلية معظمه ، أفرغوا أفكاره
المصرية من محتواها وحولوها لدين حامورابى آخر ذى شريعة ونصوص وكهنوت
… إلخ ، اسمه المسيحية ، المؤكد أنه لم يخطر ليسوع ببال
قط ، ولو جاء اليوم ‑أو فى أى يوم‑ لفعل بالكنائس وسدنتها ذات
ما فعله بالهيكل وسدنته . ( لمكتبة
نجع حمادى والأناجيل الغنوصية انظر القسم الأول من كتاب المسيحية هى الهرطقة ( 2004 ) ) . - بالنسبة
للمذاهب ، يفترض أن الأرثوذكسية القبطية هى الأقرب لهذه الروح بحكم وطأة
الظلال المصرية الضخمة التى كان مستحيلا عليها تحديها . لكن ( وهذه
نظرية أخرى يطول شرحها
فحواها أن الحضارة چيين ،
وأصلها إيلليوت سميث الذى ‑كما
عرفنا اليوم‑ أنت مهتم بكتبه ، والآن تحييها من جديد وفرة من البحوث الچيينية ،
فحواها الغائية أن الإنجليز ومن ثم الأميركيين ، هم أبناء
مصر ) ، بالتالى الكنائس الإنجيلية عالية الروحانية التى ظهرت فى
بلدات المناجم والمصانع البريطانية والأميركية بعد قرن كامل من حركة الإصلاح
‘ الپروتستانتية ’ الكتابية الباردة ، هى أقرب شىء فى العصر الحديث
لليسوعية المجدلانية الغنوصية المصرية الأصلية الحارة ، وأسميها شخصيا صوفية عصر الصناعة .
ولعل ذلك هو سر لماذا انقرضت المسيحية من العالم المتقدم ولا تزال حية فى أميركا
رغم كونها الأعلى حداثة فى هذا العصر . من هنا قد يثير استغرابك مثلا أن الشنكوتى وبيشوى
يتهمان ذلك المصرى العظيم
القمص زكريا بطرس بالخمسينية ، لكن الاستغراب يزول حين نعلم أن أولئكما
الحقيرين أعداء الابن والروح القدس هما أعراب مسلمون . نعم ، أصولهما
العرقية عربية ، وبما أن الدين چيين
( سهم كيوپيد ( 2007 : 1
- 2
- 3 ) ) ، فهما مسلمان متطرفان ،
رسالتهما الوحيدة فى الحياة هى تخريب الأرثوذوكسية المصرية ونقلها فى صمت دءوب
إلى دائرة اللاهوت العربى الآريوسى الحامورابى ، والتنكيل بجيل كامل من
الأساقفة والقساوسة والرهبان والشعب المتمسكين بروحانيتنا المصرية
القديمة . مثلا العبد
الأسود المسلم الوغد ألقى أمس خطبة عصماء عن مسيحيته ، فهل صدقه أحد ؟
( كاملة هنا ،
وتاريخه هنا ) . طبعا
لا ، لأن ببساطة من ثمارهم تعرفونهم وهى تتكلم
عنهم ، ولا غرابة أن هكذا أيضا يسوع قد نصحنا أن فتش عن المحتوى . ذات الشىء
بالنسبة للشنكوتى
پاپا الإسلام وبيشوى أمير البرارى اللذين يذران الرماد فى عيوننا من وقت
لآخر ببعض التصريحات الملتهبة ضد الإسلام ، لكننا نعدك أننا ساهرون ولن
نرفع أبصارنا قط عن أچندتهما الخفية ‑أو هل حقا خفية ؟ !
( للمزيد راجع چورچ حبيب بباوى ،
أثقل وزن روحى وعلمى قبطى أرثوذوكسى بين الأحياء ! ) . … الآن إلى الموضوع الأساس : خرافة الخروج ! (Note:
Downsized image; for full scale, click here) 1- بدأت
الرحلة بفرويد فى عشريات القرن العشرين . وهذا المفكر العلمانى العظيم أراد
هدم اليهودية فأخذنا للأسف كمصريين فى الرجلين ، وجعلنا مخترعى
الواحدية ، ونحن منها براء تماما . تلك كذبة عظمى دحضها تماما Erik Hornung, Conceptions
of God in Ancient Egypt —The One and the Many (1971) ، وأجهز عليها للأبد
يان آسمان فى مجمل كتبه ، ومرة أخرى كما لعلك تلاحظ ‑فى عالم تحكمه
الخفة‑ لا أحتكم إلا لأثقل الأسماء إطلاقا . نحن كمصريين ننظر للواحدية monotheism على أنها
ببساطة عقيدة جرابيع الصحراء ، أيديولوچية الهوام قطاع الطرق أعداء ونهاشى
الحضارة ، ولا نرى فيها ببساطة أكثر إلا الشر المطلق وأنها أعلى ‑أو بالأحرى
أحط‑ صورة تجسد فيها الشر الكونى إطلاقا ! لا
نفعل هذا فقط لأن مواصفات إلههم الواحد هى مواصفات شيطاننا ست إله البدو والرمال
والخراب الذى انتقوه ‑ولا غرابة‑ دون جميع الآلهة إلها واحدا
للكون ، إنما لأنها ‑أى الواحدية‑ على أقل تقدير تكفير يصادر
حرية الاختيار ، وأبسط قرينة حية أن لا تزال طرقنا الصوفية تبتهل يوميا
‘ اللهم انشلنى من أوحال التوحيد ’ . المهم حسب فرويد ، أن
موسى هو أحد كهنة أخناتون . مهما يكن من أمر ، فالاستنتاج الفرويدى
جاء رائعا ، لأنه فتح الطريق واسعة لتمثل حقيقة أنه لم يكن هناك أصلا فرعون
للخروج . ونفهم أننا كشعب هم من طرد اليهود فى إطار ثورتنا الشعبية على ذلك
العميل الآسيوى صاحب هرطقة الإله الواحد الإجرامية ، ذلك الوضيع الذى لا
نعترف به ملكا مصريا أصلا ‑هكذا تقول آثارنا فى أبيدوس وغيرها حيث لم يدون
اسمه من الأساس فى قائمة الملوك . بل لم يكن هناك أصلا ما يستحق تسميته
بالخروج ، ناهيك عن الكلمة الإنجليزية الأفخم exodus ، فى إطار أنهم ‑اليهود‑
كما اتضح لاحقا ، طردوا أكثر من مرة ، وفى كل مرة لم يكونوا إلا فلولا
قليلة متطفلة لا يكاد يشعر بها أحد . 2- بعد
ذلك أتانا فى الخمسينيات ثقيل الوزن جدا الدبابة إيمانويل ڤيلايكوڤيسكى ،
وهو أيضا باحث جبار لكن نصف علمانى نصف يهودى . عصف بنظرية موسى تلميذا
لأخناتون ، وعاد بالخروج لأيام أحمس . حتى هنا والكلام أجمل
وأجمل ، بالذات حين نتجاهل أخذه بعض نصوص التوراة بحرفيتها الزائدة .
أو نتجاهل التأويلات اللغوية ‑وما أسهلها‑ من قبيل كلمة أمة umma التى فهمها بمعنى
اليهود ، بينما هى تعنى كل صحراوى بالمفهوم المصرى ، أو كل
‘ بربرى ’ بمصطلح أرسطو . أو مثل بناء كل شىء على أن أخموسيس =
أخ موسيس ، لكن عندما يمكنك استخلاق عشرات أو مئات التشابهات اللغوية من
هذا النوع فإنها كلها تفقد معا مدلولاتها دفعة واحدة . وعامة ، آخر
تنقيح لكلامه الآن أن الضربات العشر بفرض صحتها ولو جزئيا ‑فى أكثر
النظريات كرما لا يوجد عشر إنما أقل والباقى أحلام يقظة‑ هى آثار اندلاع
بركان جزيرة سانتورينى اليونانية ، وقد امتدت إلى شمال شرق دلتا مصر ،
وليست كما قال نواتج لتتابع كامل من الأحداث الچيولوچية الجسيمة عمت كل المنطقة
حتى شبه جزيرة البعر . إذن مرة أخرى لم يكن هناك فرعون للخروج أصلا ،
هربوا فى المرة الأولى قبيل خروج الهكسوس أو خلاله ، أو دخلوا وخرجوا مرارا
منذ فجر وجود الهكسوس ، وهو الأرجح . ثم طردهم الشعب نفسه كما طرد كل
الأجانب فى المرة الكبيرة التالية أيام إسقاط أخناتون ، وهذا وذاك منطقى
جدا . حقا ! أى فرعون هذا الذى
يطارد بنفسه حفنة حثالة رعاع لا يزيد عددهم عن خمسين أو سبعين فى أقصى
تقدير ، حتى لو كانوا لصوص ذهب عتاة كما تتباهى توراتهم ؟ ! وأنت
أدرى منى بكيف جمعت التوراة ، وما معنى redaction ، وكيف كانت كلمة شعب
الرب تستخدم لوصف أية عائلة عبرانية تتنقل بمفردها وتعود لتحكى مغامراتها .
يعنى باختصار ، الكلام عن ‘ خروج ’ على يد رمسيس الثانى أو
مرنبتاح ‑أو حتى أحمس‑ هو تهريج محض ، زمنيا وعسكريا
وديموجرافيا وأركيولوچيا وكل شىء . أما عن شق البحر فهو أمر فى غاية
البساطة ويمكنك يا صديقى أن تفعله بنفسك عدة مرات يوميا لو ذهبت لسيناء شتاء فى
موسم السيول ( أيضا انظر سهم كيوپيد ) ، ويسعدنى أن تقبل العصا
هدية منى ! 3- الجيل
الثالث من البحوث فى السنوات الأخيرة يثبت أن حتى الهكسوس أنفسهم لم يحتلوا مصر
بالمعنى المفهوم سابقا للكلمة ، والحفريات والكتب الجديدة لا تكاد تنتهى
( ابحث كمثال عن كتب Janine Bourriau ) . أبسط
المستجدات أن أكتشفت الآن ‘ عاصمتهم ’ ، وصحتها حصنهم بصفتهم
قطاع طرق وليسوا حكاما . ولا شك أن ڤيلايكوڤيسكى كان سيراجع
الكثير من افتراضاته بخصوصهم ، على الأقل حين يعلم أن أڤاريس تلك
كانت لهذه الدرجة شرقا ، قرب قناة السويس الحالية . بالأخص ، كان
سيغير رأيه بشأن خرافة تحرير شاول لمصر منهم ، وهى عبط مطلق ، لأنه
إذا لم يكن للهكسوس قوة تذكر على أرض مصر فما بالك ببنى إسرائيل وهم حشرات
صريحة . هنا ألمح فى ضيفك
المتدين الدكتور صادق كلاما أن لدينا أدلة كثيرة على وجود العبرانيين فى
مصر ، والمرجو أن تكون أكثر حصافة فى الأسبوع المقبل وتعزل كل دليل بمفرده
ولا تقرأ منه أكثر مما يقول : نقش بنى حسن
( أعلاه ) هو نوع من دورة أوليمپية عالمية ولا يعنى إقامة الـ
‘ أمة ’ عندنا ، بخلاف أنه سابق على كل هذه الفترات التى زعم
بوجودهم فيها . بالمثل عليك قراءة لوحات تحتمس
الثالث أو مرنبتاح أو ما شابههما بدقة ، وستجدها تتحدث عن إرضاخ
اليهود حيث هم فى كنعان وليس ‑من قريب أو بعيد‑ لسابق تنجيسهم أرض
مصر . أو مثلا بخصوص اللغط الكبير عن مركبات حربية فرعونية غارقة عند
نويبع ، بينما هى شىء طبيعى ومتوقع جدا من إمپراطورية ، وأيضا لا يثبت
شيئا يتعلق باليهود من قريب أو بعيد . فوق الكل بردية إيپووير التى يجب أن تعامل بقمة الحذر ، إذ من غير
المعقول أن حوادث جساما كالتى ترويها دمرت كل مصر وعصفت بحياة كل فرد فيها بلا
استثناء ، لا تسجل مطلقا على كل معابد مصر ، وفقط تنفرد بروايتها
بردية واحدة غامضة المعانى ، بعض كلامها مستحيل واقعيا مثل … … كل ما آمله منك ألا تنسى
قبل كل شىء أن الشيطان المسمى المسيح قطع ألسنتنا فى مصر ، فظلت جدراننا
وبردياتنا صامتة 14 قرنا باليوم والليلة ( 415 - 1815 ح .
ش . ) ، انفردت فيها التوراة بالساحة وراحت تعيث فى العالم كله
تحشو العقول بأكاذيبها وسفالاتها ! … الخلاصة : لا شىء على وجه الإطلاق يثبت
روايات التوراة ( ولاحظ أنى لم آت على ذكر الكرهان الكريه قط ، لأنه
من الأساس شىء لا يمكن ولا يجب أن يؤخذ على محمل الجد ) . والتفسير
الوحيد لنصوصها أن كل سكان الصحراء ‑بالذات الآسيويون مقطوعو صلة الدم بنا‑
هم مجرد حاقدين على مصر وثروة مصر ومجد مصر ، حلمهم أن يبيد إلههم شعب مصر
كاملا بضربات أقسى فى المرة القادمة ( أو على الإقل يستعبدهم لشعب
الرب ) ، ويمكن هذا الشعب منها ومن خيراتها فيكتسبون ‑أى اليهود
طبعا الذين لا يخطر ببال أشعياء أو غيره أن يكون للرب شعبا سواهم‑ لقب
الوهم المنيع ‘ مبارك شعبى مصر ’ ،
سطر أشعياء الذى فهمه كل العالم إلا المغيبين للأسف حتى النخاع أعباط مصر ،
على أنه الوعد المنقح بدولة جديدة لإله اليهود تمتد من النيل إلى الفرات . وواضح بداهة أنى أتكلم طوال الوقت عن يهود ما قبل
الشتات الجرابيع الحفاة العراة ، وليس عن الأشكيناز الصهاينة الحاليين فائقى
الحداثة نحن الذين صرنا نلهث خلفهم الآن ، أولئك الذين ربما تربطهم بالمصريين
علاقة دم ؛ بذرة زرعت فيهم فى بلاد الشمال ثم عادت . ثم طبعا فى مقابل كل هذا يوجد منظورنا الخاص نحن
للأغيار ( للـ ‘ أمة ’ ، للـ ‘ صحراويين ’ ،
للـ ‘ برابرة ’ ) ، وهو كما تعلم ‘ كل راعى غنم نجاسة فى أعين المصريين ’ ،
كما خلده لنا بإيجاز مشهود حاسم بديع بل وملهم ، بلسانه الطاهر الشريف فى
تكوين 46 : سيدنا يوسف راعى الغنم ! … بكلمة ، ومع احترامى وتأثرى الدائم بسلامك
الداخلى وروحانياتك الجميلة ومحبتك الفياضة ، سأعود آسفا لحديث الساعة وكل
ساعة ؛ حديث البعر : الصراع المصرى‑العربى
( صراع حورس‑ست ) ، هو كل قصة المنطقة من الأزل إلى
الأبد ، إن لم يكن كل قصة البشرية . ولا توجد قصة أخرى يمكن أن توجز
التاريخ الإنسانى ( أو ربما التاريخ الطبيعى أيضا ) ، قدر قصة
هذا الصراع هائل الدموية . ذلك أنه صراع من
نوع لا يمكن أن ينتهى إلا بإبادة أحد الطرفين للآخر ؛ … الصراع المصرى‑العربى ( صراع حورس‑ست ) ، … كل ما أتمناه لك حلقة رائعة كعادتك ( ربما ‑ولا
تزعل‑ كلها رائعة باستثناء حلقات مجدى
‘ الندابة ’ خليل ناشط حقوق
الإجرام ، ووحيد الزمان السودانى
نسخة الشنكوتى
المصغرة أو هكذا يحلم أن يكون ! ) . وأنا كتبت كثيرا جدا عن كل
حلقاتك المتميزة من قبل ، على الأقل فى صفحات كهذه وهذه . فقط
قررت أن أزعجك هذه المرة لأنى جزعت لإدراكى أن إعداد الحلقة الجديدة الإعداد
الأمثل قد يحتاج لسنوات . وكل ما أرجوه فى هذا الوقت
القصير ألا تمنح ثقتك سهلة لأية نظرية ، بالذات جدا جدا : ترهات
التوراة ! كل الحب وتمنيات التوفيق … …
… |
(Non-Official Group)
تحديث :
3 سپتمبر 2011 :
توراة
عسير !
مناقشة
ممتعة مع الصديق حكمت الحاج ،
عن نظرية توراة عسير بمناسبة رحيل
كمال صليبى أمس الأول :
- أنا لا أوافق على نظريته ، ولو اعتمدت بالأساس على تشابه الأسماء
لكان كل شىء فى العالم جاء من كل مكان فى العالم .
لكنى مع ذلك قمت من اللحظة الأولى بتحيته على الصفحة التى يمكن أن يكون لها ارتباط
جوهرى به .
ربما لا يكون السبب ظاهرا بعد لأن الصفحة تفضل الغموض حتى اللحظة .
لذا أرجو من الصديق حكمت الحاج متابعة هذا العنوان أحجيات
الملك داود ، عمل رائع تشرفت أن كانت لى به علاقة ما .
أوافق على أغلب ما فيه باستثناء تسليم صاحبه لحد الإيمان بنظرية توراة عسير ،
وبعض تصورات ثانوية أخرى غالبا عن الحياة الاجتماعية لمصر القديمة التى مع ذلك لا
أنكر احترامه الشديد لها .
- يحق لنا أن نتساءل : أين تكمن أهمية كمال
الصليبى ؟
هل لأنه درس العهد القديم بنظرة جديدة ؟ أم لأنه قال بوضوح ان اليهود جاؤوا
من الجزيرة العربية ؟
أم لأن كتابه الرئيسى الذى وصلنا بالعربية حينها ‘ التوراة جاءت من جزيرة
العرب ’ ،
يمكن قراءته باستمتاع شديد وكأنك تفتح مغاليق لغزٍ مسل بشكل كبير ؟
بالنسبة لى ‑وربما كان هذا صحيحا بالنسبة لكثيرين غيرى من العراقيين ،
لم يكن فى كتاب الصليبى تاريخيا أى جديد بعد أن كنا تشبعنا بكتاب د . جواد
على ‘ المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام ’ ،
لكنى كنت حينها ألح على فكرة واحدة فى كتاب كمال الصليبى أعجبتنى ، وهى رؤية
الأمر معكوسا بشكل كارثى .
أقصد أن تكون أرض الميعاد هى السعودية وبالتحديد منطقة عسير ، فليسكنها
اليهود بعد أن يطالبوا شرعا بالعودة اليها ،
وأن الفلسطينيين واليهود ما هم إلا قبائل هاجرت من غرب جزيرة العرب الى فلسطين
الحالية ،
والأمر الذى يصدق على أحدهما يصدق على الآخر أيضا .
- لو سمحت لى بالمشاركة ، لا أعتقد أنه فكر بالبعد السياسى ،
رغم أنه بكل المعايير من حق اليهود تاريخيا استعادة السعودية بكل ثرواتها لأنهم
كانوا يوما كل ثروتها .
أعتقد أنه مجرد أن اندهش بتشابه الألفاظ فأغرته النظرية المثيرة جدا .
صديقى المذكور القديم جدا والذى لا يكف عن الوعظ بتوراة عسير يؤمن أنهم خرجوا من
نويبع سيناء لعسير ، وخلاص القصة على كده .
بمعنى أولا ليسوا من شتات 70 ق . ح . ش . وثانيا ليس هناك يهود
سواهم .
لكن كل هذا بالأخص الثانية منها تسحقه الأركيولوچيا تماما .
… نحن كمصريين نصمم أن العبرانيين لم يطأوا أرض مصر مطلقا أو إلا فى حدود ضيقة
وهامشية جدا ،
لكن الأركيولوچيا بتاعتنا تؤكد وجودهم فى كنعان ، كلوح مرنبتاح الذى أخضعهم
فيها وأسماهم بالإسرائيليين .
طبعا باحثا ومؤرخا كتاب ومسلسل Bible Unearthed حددوا على نحو مقنع متى وأين ولماذا كتبت
التوراة .
كله يرجع للملك يوشيا اللاحق بفترة على داود وسليمان .
ومدينة الملك العظيم لم تكن سوى قرية تافهة اسمها أورشليم ، لكنها حقيقة
وليست خيالا .
- طبعا فيلولوچيا الاشتقاق التى اعتمدها الصليبى
لبناء نظريته تبدو مضحكة فى بعض الأحيان ، وقسرية فى أحيان أخرى .
أنا معك صديقى د . مدحت ، ولكنه بوضوح عزا ‘ الهجرات
اليهودية ’ إلى فلسطين لاحتمال نشوب حرب أهلية بين يهوذا وإسرائيل ،
وتحدث أيضا عن المملكة العربية السعودية حيث نسى اليهود فى وقت لاحق وطنهم الأصلى
بسبب التحول من العبرية إلى اللغة الآرامية .
لقد اشتغل على تحديد ‘ الأرض الحقيقية للكتاب المقدس ’ ، وهى منطقة
عسير ، فى المرتفعات الغربية من السعودية الحالية .
لم يكن هذا أمرا سياسيا طبعا لا عند الصليبى ولا عند غيره ،
بيد أن الوعى العربى الشقى دوما بسوء القراءة ، راح يفهم الأمر وكأنه نزع
لشرعية الوجود الاسرائيلى اليوم على أرض فلسطين !
- حرب أهلية بين يهوذا وإسرائيل ؟ ما أدلة هذا الكلام ؟
أنا حين قرأت الكتاب منذ زمن طويل لم أجد به شيئا مقنعا .
طبعا تسييسك للكتاب منطقى جدا ، زائد أنك أوسع علما منى بالطبع ،
ولذا أسحب كلامى الذى فقط افترض حسن النية الأكاديمية فيه كباحث .
- بالعكس ، صديقى مدحت . لست وحدك فى
التقليل من شأن الكتاب والنظرية . سأنقل لك النص التالى :
In short, this reviewer can
see no reason why this volume was published,
either in its original German edition, or in English translation.
—Philip C. Hammond, University of Utah.
الصليبى كان ‘ يأمل ’ أن يكون فعل
ما من شأنه ‘ إعادة تقييم ’ للكتاب المقدس العبرى كله ،
ووضع بالتالى صحة التاريخ العبرى استنادا الى الكتاب المقدس الى ‘ آفاق
جديدة ’ ، لكنه برأيى لم يوفق فى ذلك .
فتاريخ العالم حسب التوراة لا يتجاوز ستة آلاف عام مثلا ، بينما الأبحاث
العلمية المتعلقة بقياس الكربون تقول إن عمر العالم ملايين السنين .
- يا ريت 6 ألاف سنة ! لو استبعدنا الأعمار الألفية لآدم وأبنائه
لكان خلق الكون تاليا لرمسيس الثانى .
- نفس المعضلة الفكرية يعانيها النظر الاسلامى
للتاريخ والعالم . فبحسب القرآن العالم أيضا ‑كما فى التوراة‑
عمره يقاس بآلاف السنين .
المشكلة ليست فى العدد والحساب بل فى هل يمكن اعتبار الكتب المقدسة مراجع
تاريخية ؟
- صح جدا ! ربما من عدنان لآدم لا يزيد هن 400 سنة ، وعدنان
ح . ش . ، وليس ق . ح . ش . هه هه !
- ثمة معضلة أخرى واجهها كمال صليبى وهو يدرس
فيلولوچيا النص المقدس ،
وتتلخص فى الحقيقة التاريخية المتمثلة فى ما يطلق عليه السبى البابلى
لليهود ،
الذى دام لقرن ونيف من الزمان استوطن اليهود فيه منطقة الفرات الأوسط فى العراق
الآن ،
وبالتحديد مدينة الحلة وضواحيها ، وهى مركز محافظة بابل ،
حيث ينتصب إلى الآن قبر ومزار النبى حزقيل فى ناحية الكفل ،
وكما هو معروف فإن هذا النبى كان يسمى فى المراجع العربية ذو الكفل .
ويقول المؤرخون إن اليهود كتبوا التلمود والزاهير كشروح على متن التوراة ،
أثناء سنى السبى الطويلة هناك .
ولم يقل لنا كمال الصليبى إن كان ملوك بابل فى ذلك الوقت قد سبوا اليهود من أرض
فلسطين أم من غرب السعودية .
…
(Non-Official Group)
تحديث
( أيضا ضم لكتاب المسيحية
هى الهرطقة ) :
14 سبتمبر 2011 :
الكهنوت !
سعرة يناير اضطرتنى للتوقف عن أشياء كثيرة كنت أقوم بها روتينيا .
من هذه كانت قراءة وسماع ومشاهدة ما يصدره الدكتور چورچ حبيب بباوى .
عدت اليوم لها على لموقعه إذ ذكرنى بها الخبر الذى يتحدث عن نية 150 ألف مسيحى
أرثوذوكسى التظاهر غدا لتغيير الملة ( انظر صفحة
يناير ) ،
ذلك لأفاجا من أول وهلة ‑أو خبط لزق أو فى الوش كما يقال‑ بصدمة من
العيار الثقيل هى أول ما صدر عنه بعيد السعرة .
ڤيديو بعنوان ‘ سر الكهنوت ’
بتاريخ 22 فبراير .
فى هذا الڤيديو يصف لأول مرة وصراحة وحرفيا الشنكوتى وعصابته بالإسلام
والمسلمين .
واو ! وقد كنت الوحيد حتى اللحظة الذى يفعل لهذا ‑انظر صفحتى العلمانية
والسياسة وكتاب المسيحية هى الهرطقة .
…
هامش :
هل لاحظت شيئا ؟ وأقصد أنى أتكلم عطفا على كلامى مؤخرا فى صفحة رأيك ،
عن الشنكوتى وصبيانه الذين جعلوا يسوع أكثر موسوية من موسى وصهاكية من ابن
صهاك ،
يعطينا دكتور بباوى فى الڤيديو القنبلة المذكور ، والأهم ربما منذ الڤيديو
الأسطورى
‘ رسالة إلى البطريرك القادم ’ ( سبق لنا مناقشته فى
حينه ) ،
يعطينا فيضا من الأمثلة أن حتى العهد القديم لم يكن قانون عقوبات شرائعيا
حامورابيا خالصا ،
إنما كان متعاص برضه بشوية روحانيات ، هذا بينما أولئك العربان الأوغاد جميعا
يفعلون العكس مع العهد الجديد .
…
هامش آخر :
لم أزعم أبدا أنى أستمتع كثيرا بقراءة تلاليف الكريستولوچيا .
هى صعبة ومصطنعة ، ولا أصدق حتى أن متخصصيها يفهمونها أو يصدقونها ، بل
هى أحيانا تبدو لى مضحكة
( كمقولة اتحاد بلا اختلاط ، بينما تعلمنا فى العلوم أن الاتحاد شىء
كيميائى أقوى بكثير من الامتزاج الفيزيائى ،
سواء للرمل وبرادة الحديد مثلا ، أو حتى للسوائل ) .
المهم أن لفتت نظرى مقالة جديدة صغيرة لدكتور بباوى من 25 أغسطس بعنوان
‘ تأله
ناسوت الرب يسوع المسيح ’ ،
تكاد تذهب ليس فقط لخلود وتأليه ناسوت المسيح بل أجسادنا نحن . هنا لا أملك
إلا أن أفغر فاهى : واو !
… نعم ، لن يصح إلا الصحيح ، والفكر المسيحى المعاصر يرجع شيئا
فشيئا لمصر القديمة ، ولمفهوم وحدة الوجود الخير ،
وأن طالما نعيش بالمعت والضمير فكلنا ببساطة تامة ليس فقط مطهرون روحا
وجسدا ، بل آلهة بكامل معنى الكلمة .
…
… ولأن ببساطة لا حقيقة سوى الجسد وما عداه
وهم ،
فبالتالى لا طهارة ولا ألوهية إلا فى الجسد ، إلا بالجسد ، إلا
الجسد ، هيكل الرب .
وصدقت أمنا الطبيعة إذ قالت :
عظيم هو سر التقوى ، المصرى ظهر فى الجسد !
… وطبعا لا جدوى من الخوض فى ‘ مهرطقكم ’ أوطاخى ،
الذى قال إن الجسد نقطة تذوب فى الروح ( صياغته الخاصة لمفهوم وحدة الوجود
الخير ) ، فسلختموه جسدا وروحا !
… لكن مهلا : أية ’ تقوى ‘ هذه التى دسها دين العرب على
مفردات لغتنا ؟
لدينا المعت أى نحن والآلهة معا واحد ، ولديهم التقوى أى اتقاء شر
إلههم !
…
(Non-Official Group)
العودة إلى ماركيون
—قنبلة أخرى ، ولكن … !
حين بدأت فى مطلع العقد ( 11 سپتمبر ) ، أقرأ قراءة نظامية
نسبيا فى كتب الإسلام الأصولية ، وتحديدا تفسير القرطبى
( الذى سرعان ما أسميته الجامع لأخرام الكرهان ،
ثم حين كتبت سهم كيوپيد أعدت تسميته إلى شفرة القرطبى على غرار شفرة داڤينشى ) ،
كان الانطباع الكبير جدا ، لا يخص لا القتل ولا النكاح .
فالأول كنت أعيه تماما من صداقتى الشخصية لمؤسسى الجماعة الإسلامية فى مطلع
السبعينيات ،
والثانى أعرفه بشدة من فلكلوريات الطفولة .
إنما كان الانطباع المفاجأة حقا هو كون صناع الإسلام لا يعرفون شيئا عن معنى كلمة
دين من الأساس .
… فى منتصف العقد تعمقت قليلا فى مصر القديمة ،
ومن ساعتها أصبح يأتينى ذات الانطباع المذكور كلما قرأت فى نصوص المسيحية .
كتاب العهد الجديد لا يكادون استوعبوا شيئا عن مفهوم وحدة الوجود
الخير !
لذلك هم يتخبطون حوله جيئة وذهابا ، اجتهادا وجهلا ، صوابا
وخطأ ، أو عين فى الجنة وعين فى النار كما يقال ،
والجنة هى سمو الشركة الإفخاريستية المؤلهة للإنسان لكن عسيرة الفهم بعيدة
الإدراك ،
والنار هى نار اليهودية والشريعة التسلطية لكن السهلة القريبة المفهومة لأنها
ببساطة المغروسة سلفا فى الچيينات .
لدينا 3 پولس ، مسيحى يهودى أى مجرد مؤمن
بأن المسيح قد جاء ، ثم انقلاب تام لغنوصى مصرى صلد اللباب ،
ثم أخيرا خليط من الاثنين وهو ما أصبح بعد قليل النواة القذرة لما عرف لاحقا
بالمسيحية ، بكل كهنوتها ومؤسسيتها … إلخ .
لدينا 2 يوحنا ، روحانى وسيكوپاتى ، والثانية غالبة بشدة بحيث انتزعنا
الإنجيل الرابع من تحت جناحه المريض النجس ،
وذهبنا به لأحد القطبين الغنوصيين الحقيقيين للمسيحية ، المجدلية ، زوجة
القطب الآخر ، يسوع .
… قارن كتابات پولس الوسيطة بالمبكرة ، ومن قديم أفاض فى هذا
مثلا
Otto Pfleiderer, Christian Origins (1906) ،
أو قارن النصف الأول بالنصف الثانى لرسالة يوحنا الأولى
ودكتور بباوى نفسه ممن يحبون الأول بشدة
ويتجاهلون الثانى كلية ‑انظر تسجيله فى 10 أپريل 2011
‘ تعليم الرب يسوع عن الثالوث ’ .
…
فى تسجيل آخر بتاريخ 8 أپريل 2011 بعنوان ‘ الملكوت فى تعليم الرب وتعليم القديس
پولس الرسول ’ ،
يفجر الدكتور بباوى قنبلة أضخم كثيرا مما ذكرناه للتو أعلاه عن سر الكهنوت ،
الفارق أنه لم يفجرها فى وجه الكهنوت الشنكوتى الإرهابى ، إنما فجرها فى
نفسه .
يشرح مقوله خلق الإله الإنسان على صورته ومثاله ، ويردف لأن إعلانات الإله
كلها إنسانية الطابع ،
ثم يقول إن الإله ليس مقيدا بصفات أى ليس
خاضعا لطبيعة ،
بل ممكن ‑بحسب حالة الإنسان‑ أن يكون شخصا واطى جدا ( وابن واطية
كمان ) !
… بعبارة أخرى هو يعترف أن ألوهية الإله لم تزد يوما عن ألوهية
الإنسان ، بل كلما ارتقى الإنسان كلما ارتقى الإله ،
وهذا طبيعى فالإنسان يخلق إلهه على صورته ومثاله .
ربما باستثناء مصر القديمة ، فآلهتها رغم أنها قريبة شفاعية وأليفة ،
إلا أنها سامية للغاية ،
وسموها الذاتى يأتى من العظمة الذاتية للطبيعة نفسها ، عظمة أمنا
الطبيعة ، التى أحسها المصريون القدامى أفضل إحساس ،
ومن هنا ‑وإن وافقنا على فكرته فى عمومها وتفهمنا لاضطراره للقول إن إله
اليهودية هو عينه إله المسيحية‑
نقول إن فراعنتنا لم يكونوا واطيين يوما ، وكانوا بالفعل مقيدين بصفاتهم
الرفيعة ،
أو بألوهيتهم ( ‘ ملكية مقيدة ’ حسب السير فليندرز پيترى فى كتابه
فائق الإمتاع ‘ الحياة الاجتماعية فى مصر القديمة ’ ،
حيث راح فى مطلع الفصل الثانى يفصل كيف كانت الشفرة الأخلاقية المصرية تقيد
سلوكيات الملك وأفراد عائلته أشد تقييد ) .
…
مبدئيا المفروض أن ابتهج لكون يسوع قد قهر اليهودية ، وخرج بآفاق الفكر
المصرى القديم لكل هذه العالمية ،
لولا أمران ، وقد سبق لة أن خضت فيهما مرارا :
أنه عقيدة الضمير كانت دائما أبدا عالميا لأبعد الحدود ،
ليس لأن إيزيس كانت تقام لها المعابد فى كل قرية على وجه خريطة العالم ،
أو ليس لأن الضمير هو برمجة چيينية داخل كل حضارى ،
إنما لأنه أضاف من عنده أشياء شوهت هذا الفكر ، لعل أشهرها ‘ أحبوا
أعداءكم ’ و‘ من لطمك ’ وكل هذا الهراء اليوتوپى ،
تلك التى أحالت ‑أو احتالت‑ على مفهوم وحدة الوجود الخير ،
لتبشر بدلا منه بنوع من التعايش المستحيل بين الحضاريين والبرابرة .
ومن ثم عمليا كان يسوع ‑ودون أن يدرى ، أو لسذاجة مصريته‑
المرحلة الأولى فى خطة الشيطان لتقويض الحضارة ،
ذلك باستدعاء الحفاة العراة العرب بعد ذلك بقليل لاحتلال ونهب نصف العالم .
…
سيدى ، مع فائق الاحترام لعمقك الفكرى وشجاعتك الفريدة ونبل مسعاك
الروحى ،
إلا أنك حين تقول إن الإله يسمو ويهبط بحسب مكانة الإنسان ، فأنت الآن غارق
كليا فى قلب الحيرة dilemma الماركيونية .
لقد وضعت نفسك بين ثلاثة خيارات كلها
مر ، ذلك لأن الهرطقة المسماة المسيحية ليست واحدة منها :
العلمانية التى تقول إن الإنسان هو الذى خلق الإله ( أى لا إله ) ،
وقبول إله اليهود الواطى ( أو بالأحرى إله الإسلام الواطى جدا ) ،
والإيزيسية ( الإله السامى المقيد بصفاته ) !
ربما پولس ويوحنا وقعا فى هذه الحيرة وكتاباتهما تتخبط تخبطا مريعا ،
ما بين مفهومى وحدة الوجود الخير الإفخاريستية المصرية والثواب والعقاب الشرائعية
اليهودية الحامورابية الآسيوية .
لكنى لا أعتقد أن يسوع أو المجدلية ( أو
الأنبا مقار أو الأنبا شنودة رئيس المتوحدين أو صديقك الصوفى الشيخ متولى ،
إلى آخر قائمة المتحررين من الأنساق الإيمانية أو الكريستولوچية الفقيرة الجوفاء
الجامدة المضحكة ) ،
لا أعتقد أنهم كانوا فى حيرة من أمرهم . لقد انحازوا جميعا بصلابة منقطعة
النظير للخيار الماركيونى ، خيار الإله الحق :
إيزيس ، رمسيس الثانى ، أنت ، أنا !
…
فقط أخيرا ، أريدك أن تجاوبنى سيدى : كيف تقبل شراكة إفخاريستية مع إله
كان واطى ومنحط فى يوم م الأيام ؟ !
…
(Non-Official Group)
على هامش جرائم
الأعباط ( ومآسيهم ) منذ 25 يناير ( ضم لكتاب المسيحية
هى الهرطقة ) :
9
أكتوبر 2011 :
عارف إيه مصدر كل مشاكل الأعباط ؟
أنهم يؤمنون بما يسمونه الكلمة ، بل بهبلهم يذهبون لدرجة وصفها
بالسيف ؛ سيف الكلمة .
هؤلاء المهاطيل مثاليون أكثر من أفلاطون نفسه ، يعتقدون أن الكلمة
قدرة ،
وطالما أنت ‘ مظلوم ’ أو صاحب ‘ حك ’ ،
فسوف يتعاطف معك الناس ، يسمعونك ويحترمونك وينفذون لك ما تريد ،
بينما ما يحدث فى كل مرة أن البعض يمصمص شفتيه إشفاقا على سذاجتك ،
والبعض يقتلك لأنك ببساطة تحرق اقتصاد البلد بغبائك ، والبعض الثالث يبصق
عليك ،
وأنا ‑حتى اللحظة‑ من الفريق الأخير ، وعليك توقع لأى فريق سأحول
انتمائى بعد قليل !
…
صحيح أن يسوع هذا لم يخرج خروجا مهما عن المعت وعقيدة الضمير
المصرية ،
وصحيح أن الدين لم يعد ساعتها السمة الأبرز ،
سواء فى مملكة الثورة الزراعية الوسيطة أو مملكة الإمپراطورية الجديدة ،
إلا أن ما أحياه يسوع يظل فكرا لا خطر فيه فى حد ذاته ،
وفقط يريد حياة روحية جميلة لبسطاء الناس .
إلا أن الكلام شىء وتجييره على أرض الواقع شىء آخر .
… عبارته الشهيرة
‘ اعطى
ما لقيصر لقيصر ، وما للرب للرب ! ’ ،
تم تأويلها تأويلا مرعبا على مرحلتين .
تحولت على يد العبيد والناشطين الجرابيع الساعين لتركيع الإمپراطورية ،
إلى أول ما يمكن وصفه فى التاريخ بالقدرة الرخوة ، بأن أصبحت
‘ اعطى
ما لقيصر لى ، حتى أعطى ما للرب للرب ! ’ .
ثم بعد ذلك دخلت مرحلة تأسيس سلطان الكهنوت ، والتأويل المرعب الثانى ،
والذى تصاعد حتى وصل لما نسمعه يوميا منذ 40 عاما كاملة على لسان شنكوتى الثالث
‘ اعطى
ما لقيصر لى ، وما للرب لى أيضا ! ’ .
…
من هنا ربما عليك ألا تستهين بقدر التمرد الهائل
الذى ينطوى عليه من يقول أنا أتبع أو أبشر بشخص المسيح
( أى ليس بالمسيحية ، والمثال البارز زكريا بطرس ذائع
الصيت ) ،
ليس فقط لأنه بهذا لا يعترف أساسا بشىء اسمه مؤسسة الكهنوت ،
إنما لأنه تكاد تفصله خطوة واحدة عن شطب عبارة شخص المسيح واستخدام عبارة شخص
يسوع !
…
(Non-Official Group)
حوارات على فيسبووك !
اللقيط ابن البدوية العربية الشرموطة نجاسة الپاپا المعظم آڤا
شنكوتى الثالث پاپا الإسلام وبطريرك الكرازة المحمدية وسائر الفساطيط
البدوية ،
لا يريد أن يموت قبل أن يدمر كليا كل التراث الروحى العميق للكنيسة المصرية ،
ويحيلها إسلامية إسلامية ،
سواء ببقاء الناس فيها كما يريدها هو بهرطقته ، أو بالفرار المباشر منها
للصهاك ،
فلا يعود الخيار الثالث الوحيد لنفاذ الناس بجلدها من تلك الأسلمة القسرية بأقل
الخسائر الممكنة سوى هذا الذى يسمى بتغيير الملة .
…
الشنكوتى يهرطق متفردا ضد تراث 2000 سنة كاملة بفهمه الإسلامى لعبارة لا طلاق إلا
لعلة الزنا ،
وارجعوا أيضا لطوفان تسجيلات دكتور بباوى على ذات الموقع المذكور ولكثيرين
غيره !
…
بص يا سيد مايكل :
أنا عقيدتى مصرى أكرر : مصرى !
ودفاعى عن الأرثوذوكسية المصرية يأتى بقدر تناغمها مع الفكر المصرى القديم ،
وحربى على المهرطق الشنكوتى الخائن عدو مصر وعدو يسوع ‑يسوع المصرى أيضا لا
اليهودى ،
حربى تأتى بقدر عمالة ذلك الشنكوتى الحقير المجرم وعصابته للعدو العربى
المسلم .
… هذا كل ما يعنينى فى أمر المسيحية !
…
… لو مهتم بهذه الرؤية أرجوك اقرأ كتابى المسيحية
هى الهرطقة .
…
لا يا سيد ! الناس عاوزة الكنيسة القبطية كما كانت 2000 سنة متصلة حتى كيرلس
السادس ومتى المسكين .
عاوز تسميه مزاج الناس ماشى . هو فعلا مزاج الناس .
لكن ليس بمعنى النزوة العابرة ، إنما لأنه يتماشى مع جييناتنا المصرية التى
عمرها آلاف السنين .
وأنا قلت لك ارجع لتسجيلات دكتور بباوى بخصوص لا طلاق إلا لعلة الزنا .
أقلها أن الشنكوتى وأمير البرارى بيشو انتزعا العبارة من سياقها ،
وهو حوار جدلى مع الفريسيين يسألونه عن حق الطلاق من طرف واحد ‑وهو
الرجل ، فألغاه لهم لكن لم يلغ الطلاق .
كلام طويل شرحه الرجل فى ساعات كاملة ،
والأهم أن لم يقل بتلك الهرطقة أحد فى كل تاريخ الكنيسة القبطية .
ألا يهز هذا ثقتك فى الدجال شيخ المنسر الشنكوتى وعصابته ؟
هل هذا الجربوع ابن البدوية الزانية يفهم العقيدة أكثر من كل پاپاوات وأساقفة
وكهنة وشعب تاريخ الكنيسة القبطية ؟
بسلامة أس أمه العاهرة جاب إللى كانت تايهة عنهم كلهم 2000 سنة ؟ !
… هو مسلم ابن مسلمة ‑صدقنى ، وبالمناسبة كلامى عن أمه ليس
شتيمة ،
بل هى حقيقة ميلاده اللقيط من إحدى بدويات جبل أسيوط الشرقى المسلمات طبعا .
لكن فى حدود فهمى أنا ، وفى حدود ما
يخصنى كمصرى ،
أن لا شريعة ولا وصية على وجه الإطلاق فى اليسوعية المجدلية ، كل شىء قد أحيل
للمعت ، للضمير .
هذا جوهر الرسالة التى قتلوه بسببها ، محاولة تعليم اليهود بسمو المعت
والضمير المصرى الذى يفوق كل عقائد الأرض ،
ومن ثم إلغاء فكرة الشريعة من جذورها ، وبالتالى الإطاحة بمؤسستهم
الدينية .
…
أيضا لا يجب أن يفهم من هذا الكلام أنه تشجيع على الطلاق .
بالعكس ، تاريخيا فى مصر المعت يعتبر الطلاق عارا ما بعده عار .
أيضا الزيجة الواحدة عرف ضميرى أخلاقى شبه حديدى آخر للرجل والمرأة ، ذلك لو
مات شريكه .
إذن تلك كلها متروكة للعرف الاجتماعى والأسرى ،
لكن أن تفرض كشرع دينى جبرى خارجى على الإنسان ( دع جانبا أن تأتى من إله
أجنبى صحراوى حقير ) ،
فهذا خرق للمقدس الأعظم من تلك كلها : الحرية !
ومرفوض رفضا باتا فى العقيدة المصرية التى نعتقد أنها جوهر اليسوعية‑المجدلية
أيضا .
…
تعليقات على
مدخل
للصديق حكمت الحاج عن ڤيديو لمحمد آركون عن الجهل المقدس والجهل المؤسس :
يا سيدى ، ارجع لأول سفر التكوين بل لهذا جذوره الأقدم .
الإله الشيطان ست الذى أصبح الإله الواحد على يد العرب الهكسوس ، ومن بعدهم
اليهود ، يمنع آدم من الأكل من شجرة المعرفة .
والحية إلهة الحكمة هى التى تحرض حواء على الأكل منها .
… الجهل نعمة أقدم بكثير يا أستاذنا من سطر الكرهان الكريه لا تسألوا عن
أشياء إن تبد لكم تسوءكم .
أنا فاهم طبعا ، وأحترم الرجل جدا ، وأقدر جدا البيئة التى يتحركون فيها ،
وصعب وصف أى أحد منهم بالجهل .
ربما الجهل الحقيقى الوحيد هو الجهل بعقيدة مصر القديمة ، سأنقل لك اقتباس لى
كتبته للتو [ عن الماركيونية أعلاه بقليل ] .
أحترمهم ، ولا زلت مثلا أعتقد أن خليل عبد الكريم يضرب فى العظم أكثر من
زكريا بطرس ، رغم أن كلامه لا يصل للصراحة أبدا .
فقط أردت القول إن الجهل المؤسس نفسه قديم قدم الكهنوت .
اللاهوت العربى بتعريف يوسف زيدان هو لاهوت الإله البعيد الذى يحتاج رسلا وأنبياء
ونوابا على الأرض ،
وبالتالى ذلك الجهل والتجهيل مكون أصيل فيه .
…
ربما قلت هذا عن خليل عبد الكريم من منطلق عكسى بعض الشىء ،
جماله الذى وصل لى يكمن فى إصراره على تجسيد الخلفية الثقافية والاقتصادية شديدة
الهمجية لمجتمع قريش ونواحيها قبل 1400 سنة .
كلامك عن التوحيد لدى العرب صحيح ، وطبعا كنت أقصد أپيپى ملك الهكسوس أول من
فرض إلها واحدا على كل الناس ،
وحسب الكتب الإسلامية الهكسوس هم العماليق وقد جاءوا من جزيرة العرب ،
وتسميتنا لأولئك بالعرب لا أعتبرها مجازية جدا .
…
بل زكريا بطرس يدمر الإسلام فعلا . لا شك فى هذا . هو بالفعل يخرج الناس
منه أفواجا .
صحيح يخرجون غالبا للعلمانية ، إلا أنه لحسن حظ المسيحية ، هو بالذات
يمثل أحد أفضل صورها روحانية ، خمسينى حلولى وليس شنكوتيا شرائعيا .
لذلك هى فرصته فى جذب هؤلاء أعلى من المتوسط ، لأن وفرة منهم روحانيون ولا
يزالون فى حاجة لإله يتواصلون معه .
لا أوافقك انطباعاتك عن القمص . أخطاؤه نادرة جدا ، وعامة هو شخص ذكى
جدا ما يعيبه فقط هو بداءته الإعلامية ، بل حتى هذه محببة لبسطاء الناس على
أية حال .
يمكنك معرفة أثره لو تابعت قصص المتحولين للمسيحية وما يروونه عن أثره الصاعق
عليهم ، وهى قصص بلا حد أو حصر .
يقول إن قناته ستعود قريبا للهوت بيرد ، وثمة شائعة أن كل ساتيلايت أتلانتيك
سيصبح ملكا لهم وسيبث على ذات زاوية النايلسات .
… هل تعرف أن من حول مسيرة حياة زكريا بطرس لنقد الإسلام هى نصيحة شخصية همس
له بها توفيق الحكيم ؟ !
…
تلك القصص روابط سمعية وستستنزف وقتك بشدة ، لكن حدث قديما أن اخترت قصصا
بعينها على الجزء الرابع من صفحة السياسة .
ابحث مثلا عن عبارة شيخ سابق اسمه ثابت ، وستجد عددا من الروابط المنتقاة جدا
من منظورى الشخصى ، لا أعتقد أن وقتك يسمح بسماع أكثر منها .
قصدت أن يكون بعضها لأعضاء عتيدين فى الجماعات الإسلامية وبعضها لأناس بسطاء جدا
كفتاة تدعى بيللو .
أنا تابعت هذا النشاط بمناسبة قصة نجلاء الإمام ، وعامة على كل موقع مسيحى
صفحة يسمونها اختبارات كهذه ،
ومثلها كثير جدا .
… وكذلك تابعت الشق الخاص بخدمة الدرشة الصوتية پالتةك هنا .
…
الشكر دائما لك ولأصدقائك يا من تجروننا دوما لنقاشات رفيعة المستوى ،
تزعج استغراقنا الكسول المستمتع بالأمور السوقية .
…
وكالعادة جاءت تعليقات الصديق الحاج كريمة
رقيقة ومشجعة للغاية :
خذ مثالا صديقى مدحت على الجهل المؤسس زيارة رجب طيب إردوجان إلى مصر
وتونس .
رئيس وزراء عصرى بملابس السلطان سليم الأول وحذاء السلطان محمد الفاتح ،
يتسول على أعتاب أوروبا لعلها تقبله فى النادى الأوروپى ،
لكنه لا يتورع عن إعطاء دروس بليغة للعرب رعايا إمپراطورية آل عثمان السابقين .
لم يسأل أحد السيد إردوجان لماذا تقتل الأبرياء فى شمال العراق بحجة كونهم
أكرادا .
إردوجان يقصف يوميا ومنذ أسبوعين كردستان العراق بالطائرات ، وقد راح ضحية
عمليات القصف العشرات من الأبرياء فى القرى الفقيرة .
إن الرعب الكردى فى الانفصال عن الجسد التركى يجعل إردوجان يصدر أفكاره السخيفة عن
النظام العلمانى والحزب الحاكم الإسلامى فى خلطة مطبخية عجيبة .
لكن سيطرة الجهل على عقول النخبة العربية الى درجة تقديسهم للعثمانلية التى عفى
عليها الزمن ، يجعلهم لا يفرقون بين ما هو تاريخى وما هو ظرفى .
… المشكلة أن العلمانيين والليبراليين وعموم اليساريين العرب تسكنهم فى
دواخلهم عوامل حنين دينى وغيبى له علاقة بالتربية والجذور والخرافة ،
لذا فإن أغلبهم يعانون من انفصام حاد سيكولوچى ومعرفى ، فما بالك بالرجعيين
والسلفيين وأهل القدامة .
…
نعم ، نعم ، أنت محق بشأن خليل عبد الكريم .
لقد عمل جهده فى التركيز على الأساس الاقتصادى للبنية الاجتماعية لمجتمع قريش
ويثرب قبل وإبان ظهور الدعوة المحمدية .
ربما هو فى هذا عالة على الاستشراق الروسى أكثر من غيره مع أن البعض تلمس آثار
مباحث د . عبد العزيز الدورى عليه .
أعجبنى تعبيرك عن ‘ جمال خليل عبد الكريم الذى وصلك ’ .
فعلا كتابته فيها من التماسك والجمال اللغوى ما يجعلها تبدو فى بعض الأحيان كنص
قديم محقق .
ربما أنا فى حاجة الآن صديقى مدحت الى إعادة قراءة كتابك الهام والخطير
جدا ‘ المسيحية هى الهرطقة ’ .
لم أكن منتبها للمقتبس الذى أوردته أنت أعلاه .
…
شكرا مدحت للاهتمام الجاد ، اختصرت على جهدا ووقتا [ بتلك
الروابط ] . ممنونك !
ولكن اسمح لى فى فرصة قريبة ( ليس الآن لا أريد أن أشغلك ) ،
أن أسألك عن تلك الحكاية حول همسة توفيق الحكيم للقمص .
أنت تعرف تماما كيف تثير كبير فضولى . أيها الصديق الرائع شكرا لك .
…
(Non-Official Group)
نهاية المدخل
( خرافة الخروج - م الآخر ( 133 ) )
…
(Non-Official Group)
مدخل تذكارى حر :
27 يونيو 2011 :
أنا دقة قديمة ،
ولا يزال الأكثر تفضيلا عندى إقامة هودينى لنفسه من بين الأموات !
(Non-Official Group)
مدخل تذكارى حر :
20 يوليو 2011 :
ما
هى العلمانية —رحلة إلى الذاكرة !
حوار
مع الصديقة سمر أحمد ، أصلا كان قد بدأ هنا :
كل التحية وشرفتينى بالكتابة .
أولا الإلحاد لغويا هو الانحراف ، فهل أنتى منحرفة ؟
المنحرفون هم من حادوا عن الطريق القويم القديم للحضارة وعقائدها العظيمة
الرائعة ،
أى ببساطة فإن أتباع عقيدة التوحيد هم الملحدون وليس نحن .
جبتى منين كلمة علمانى إيجابى ؟ لو أنا إللى كتبتها جايز بمناسبة كلام اللوا البنا عن جمال مبارك ، يبقى
قصدى علمانية نشطة ؛
واحد يدافع علنا عن العلمانية ويدعو لها لا أن يضمرها فى قلبه .
كلام ذلك الشخص موش خطأ ولا حاجة ، أنا لا أعرف ماذا كتب بالضبط وأنا طبعا
غير متابع لكل حاجة ،
بس هو عيب لما واحد علمانى يقبل على نفسه وصف ملحد وهو لا يعلم لغويا ماذا
تعنى !
…
العلمانية من العالم ، الدنيوية يعنى ، يعنى عدم افتراض وجود أشياء وراء
الطبيعة ،
أو حتى لو هى موجودة ولا نعلم بأمرها فقطعا هى أيضا لا تعرف عنا شيئا ولا تؤثر
علينا .
المؤكد فى كل الأحوال أن حياتنا كلها تسير وفقا لقوانين المادة كما يحددها لنا
العلم لا أكثر .
الحقيقة أن العلمانية أوسع شوية من الجزم بعدم وجود قوى وراء الطبيعة .
هناك مثلا لا أدريون يقولون لا ندرى .
هناك فرق كثيرة . لا طبعا لا أؤمن بإله ولا بعالم آخر ولا بأى من كل هذه
الترهات .
أنا ليا كتاب صغير اسمه الرب فى نظرية النسبية يا ريت تقرأيه .
دليل استحالة وجود إله فى الكتاب يا أستاذة ، حكاية فارق الأحجام ، لا
يمكن أن يخلق الكون ويخلق الإنسان فى نفس الوقت .
لا أحد يستطيع فعل هذا ، هناك استحالة فيزيائية .
إذن لا يوجد شىء اسمه إله كلى القدرة . نحن فقط نطبق الجدلية الشهيرة حول
الفوتون واللا يقين .
…
أوه ! ربما المقصود بالسلبى والإيجابى ما ورد فى هذا الكتاب نفسه .
الفارق بين أن تقول إنه على نحو سلبى إنه لا توجد أدلة على وجود إله وبين أن تأتى
إيجابيا بدليل بثبت استحالة وجوده .
…
( يصححنى تونى أن المصطلحات توجد على ويكيپيديا ) .
… صح يا تونى ، اللا أدريون علمانيون سلبيون .
وحتى العلمانيون ممن يجزمون بعدم وجود إله لأن العلم التجريبى وبعلاقة السبب
والسببية ،
أثبت أن الكون ذاتى التسيير ولا يحتاج لإله لا لخلقه ولا لوضع قوانين له ولا
للتأثير فيه ، هم سلبيون أيضا لأنهم لم يأتوا بإثبات بعدم الوجود .
العبد للات هو الوحيد فيما أعلم إللى جاب إثبات عدم الوجود ، وكان من نظرية
النسبية .
هه هه ، بس أنا باتكلم عن حاجة تانى أبعد .
دليل علمى مختبرى على استحالة وجوده وليس مجرد أنه غير موجود لأنه غير موجود ولا
يقوم دليل على وجوده .
كل مدخل الويكيبيديا الذى نصحتنى به كلام نسبى أو إنشائى عن العلمانى القوى
والأقوى بدون توصيف دقيق للمصطلحات .
لا أحد يتحدث عن إثبات علمى لاستحالة وجوده .
أنا لم أكن أريد وضع مصطلح جديد أو أن أزاحم أى أحد فى مصطلحاته . أنا فقط
أشرح فكرة .
الفارق بين أن كل الكون يخلو من أدلة وجود إله إذن هو غير موجود ، وبين أن
تثبت قطعيا استحالة وجوده بناء على تجربة علمية إيجابية قاطعة وملزمة .
لعله فارق صغير وغير واضح جدا ، لكن كل هؤلاء الموصوفون بضد‑الألوهية
الإيجابية فى مدخل الويكيبيديا ،
هم سلبيون فى نظرى وفى نظر كتاب الرب فى نظرية النسبية .
…
موش عارف ليه الموضوع ده فكرنى فجأة بكورس رياضيات كامل فى الكلية كان ممتع جدا
اسمه Mathematical Induction ( انظر هنا ) .
بدل ما تثبت المعادلة بالطرق الجبرية المباشرة ثتبنها على خطوتين .
مرة عند نقطة بداية ( صفر أو واحد مثلا ) ، ثم مرة عند ن+1 فيكون
صحيحا عند كل الأعداد الطبيعية .
اللا‑ألوهيين يثبتون عدم وجود إله باستبعاده من حقول الحياة والفيزياء
والكون منطقة منطقة ،
بينما لو هناك حل مباشر سوف يريحنا من كل هذا المجهود لو أمكننا العثور عليه .
كما أنه سيكون إثباتا قاطعا بينما الطريقة الأولى قد يشكك البعض فى كونها
قاطعة .
على الأقل عن طريق أسلوب المتدينين الغبى المعتاد الذى قد نسميه الهدف
المتحرك .
يقول لك مستحيل تخلق مواد عضوية من مواد غير عضوية .
تخلق لهم الميثان فى برطمان يقول لك بس مستحيل تخلق حمض أمينى .
تخلق لهم حمض أمينى يقول لك عاوزين دى إن إيه طويل عريض .
تخلق لهم دى إن إيه يقول لك عاوزين خلية .
تخلق لهم خلية يقول لك عاوزين صرصار .
تخلق لهم صرصار يقول لك عاوزين إنسان .
بينما مين قال أن هدف دين أمنا أساسا نخلق إنسان زبالة ؟ !
وطبعا أضرب المثل بالاستقراء الرياضياتى مجازا ، مجرد خاطر خطر بقوة
ببالى .
لأنه طبعا فى الرياضيات هو إثبات قاطع ، فقط ما ذكرنى به فكرة إثبات الشىء
على مراحل ، أو بالتقسيط لو تحب تسميها .
…
ويختم تونى النقاش برأى وجيه حقا :
بمناسبة الرياضيات كنت دايما بأطلع فيه الأول فاكر أنى جبت ٢٥ من ٢٥
فى التفاضل والتكامل .
هه هه ، فكرتنى بأيام جميلة لغة الرياضيات لغة جميلة جدا ،
كنت دايما أقول لو كان إله كان كلمنا بهذة اللغة افضل من اللت والعجن .
…
(Non-Official Group)
مدخل تذكارى حر :
31 أغسطس 2011 :
دكتور دوكينز
(Note: Downsized image; for full
scale, click here)
أشكر تحية وتشجيع صديقى آكو لموقع إيڤرى
سكريين ،
بهذا الڤيديو الجميل
لإحدى مناظرات دكتور ريتشارد دوكينز قبل بضعة شهور ،
وذات الشعبية الكاسحة على موقع يوتيوب ، وأقصد النسخة المترجمة
للعربية ،
وكذا الشكر جزيل لكلماته
الرقيقة عن ريادة الموقع الذى ذكرنا بسنوات الموقع الخوالى الأولى .
…
فى الواقع أنت ذكرتنى بشىء آخر أبعد .
لن تصدق أن هذه المحاضرة حرفيا تقريبا بعنوانها هذا أقيمت أكثر من مرة فى مدرج
بقسم الهندسة الميكانية بتاعنا فى جامعة أسيوط سنة 1974 ونحوها ،
وكانت كل مرة بين أستاذين عادة من كلية علوم ومن عندنا بالتبادل .
طبعا أخوك كان مخلص الموضوع ده بدرى بدرى من أيام المدرسة ،
لكنك بهذه المناظرة صفعتنى فجأة بلأية درجة الدنيا اتغيرت وبأجواء التعليم الحالى
… إلخ .
عامة أنا ذكرت فى سهم كيوپيد قصة الدكتور أبو بكر الصعيدى فارس هذه المناظرات
الأشهر والأشرس ، ولقبته بأول من أحل دمه فى الإسلام ،
وبها بالفعل إشارة لموضوع المناظرات هذا ربما بتفصيل أكبر مما أذكره الآن .
…
فقرتان اقتباسا عن كتاب الرب
فى نظرية النسبية :
- ها أنذا أتيتك بدليل علمى تجريبى
قاطع وغير قابل للدحض يثبت عدم وجود خالق على أى نحو أمكن أو سيمكن للبشر التفكير
فيه ؛
فقط من الجائز أن تكون هناك كينونة خارج‑كونية لا نعرف من صفاتها إلا :
1- أنها أضخم حجما بمراحل من كوننا ،
2- أنها بالحتم غير صاحبة وجود أو أثر أو
قدرة على الاتصال إلى ما داخل الكون ، لأن ببساطة تامة ‑طبقا لنظرية
النسبية كما قلت‑ فارق الأحجام يمنعه !
… يا صديقى ، مع احترامى الكامل لأينستاين : عبارة ’ الرب لا
يلعب النرد مع الكون ‘ صحيحة ، لكن ليس معناها عدم وجود نرد ، إنما
عدم وجود رب !
…
- هل أفهم من كده أنك عاوز تقول إنك
أول من أتى بدليل إثبات لعدم وجود الإله ،
بينما كل التاريخ قبلك مجرد الدفع بكونها فرضية من بتوع علم المنطق لا تقوم عليها
أدلة كافية .
كل العلمانيين قبلك حاولوا إقصاء أو تنحية dismiss الإله من الطبيعة قطعة قطعة ، حاولوا النفى negative من موقف المدافع ،
أما أنت فتأتى بالدليل الهجومى الثبوتى affirmative الإيجابى positive على خلو الكون من إله ؟ !
…
وفكرتنا بالذى مضى يا آكو ، لكن ليس كله نوستالچيا جميلة كما قد تتصور .
ناس كتير من قرائى القدامى لا تحبنى أتكلم فى السياسة اليومية وأعود للكتابة فى
مثل هذه الأشياء الضخمة .
لن تصدق أيضا أن لدى نفس الشعور تجاه دكتور دوكينز .
أصبحت أشفق عليه وأراه مهدرا حين وجدته قد وجه معظم حياته لمحاربة الخرافة
الدينية ،
وهى موضوع تافه جدا بالنسبة لشخص هو صاحب نظرية الچيين الأنانى .
التى لا تقل فى ثوريتها البيولوچية والفلسفية عن نظرية داروين أو تأويلات سپينسر
لها .
بتعبيرى هى قلبت الأرنب فجعلت الفروة للداخل والأمعاء للخارج ،
أصبح الچيين هو الكائن الواعى العاقل وما نحن إلا مطايا بلهاء له .
…
شىء آخر محزن بخصوص المناظرة دى بالذات ، هى أن الراجل إللى قدامه مسكين
وغلبان خالص ، وما كان يصح لدكتور دوكينز مناظرته .
الحد الأدنى مناقشة المؤمنين بإله صانع أو الفلاسفة ، وليس تلك الحثالة
المؤمنة بإله أديان التوحيد كلى الهراء بتاع الثواب والعقاب والحياة الآخرة .
ساعتها سيكون الحوار منصبا على هل هذا الكون دقيق فعلا ولو بعشر ما لدى دقة صانعى
الساعات السويسرية ، وهو ما افتقدته تماما هذه المناظرة .
وزى ما أنت شايف أنا بره الموضوع ده تماما لأنى حسمته من عقود بطريقة مختلفة أراها
أشد جذرية بكثير
‑علمية وليست فلسفية ، أن لو ثمة صانع للكون فهو لن يعرف عنا
شيئا .
موضوع ربما تماس معه دكتور دوكينز فى أعلى لحظات المناظرة ‑وإن فلسفيا فقط‑
حين قال إن الواضح أن مسيرة التطور تسير من البسيط للمستعقد ،
وبدلا من حل المشكلة فإننا نخلق مشكلة أكبر بأن نبحث عن شىء هائل الاستعقاد وجد
سابقا على الكون ، أو حتى نتصور وجوده ( هذه الأخيرة من
عندى ) ،
لأن حجته رائعة بالفعل وكان ممكنا مدها على استقامتها لو كان الحوار مع شخص آخر
غير ذاك الأبلة المهوس بفكرة الخطية والغفران والملكوت ،
الذى لا يجيد سوى التنقل كالجرذ المذعور بسرعة البرق ما بين الموضوعات .
…
اقتباس أخر ‑من سهم كيوپيد‑ ذكرنى به الجزء الأخير من المناظرة :
عندنا حفريات بشرية عمرها 6 مليون سنة ،
أيام كان الإنسان يشبه الشيمپانزى ،
قصدك أيام كان يشبه الرب إللى خلقه على صورته ومثاله ،
أو تقول لى إننا الجيل الوحيد فى التاريخ الذى زاد فيه عمر الإنسان من ستة آلاف
إلى ستة ملايين سنة ،
عشناهم يزيدوا مليون مليون من الحفرية لوسى فى الستينيات لغاية النهارده .
ولا ها تقول عمر الكون أصبح على سبيل الدقة ستة ملايين سنة وستة أيام ،
ولو الله خلق الكون فى أربعتاشر بليون سنة موش فى ستة أيام لا يصبح اسمه إله فى
هذه الحالة ؟
ولا ها تقول الواحد فيهم كان بيعيش 900 سنة أو أكتر ويخلف عند سن 500 ،
وهم أرباب السل والرمد والطاعون والمجاعات والطوفانات وعصر لم يزيد فيه متوسط
أعمار الناس عن ربع ما هو الآن ،
ولو قرأت كتب التراث بعد استبعاد الكلام عن القتل والجنس ، لوجدت نصف الكلام
المتبقى عن الطعام ،
يعنى باختصار لو اتحسب تاريخ نسل آدم بالظبط موش ها يكمل 1000 سنة ؟ ها تقول
كده ولا لأ ؟ !
…
19 سپتمبر 2011 :
تحديث بمناسبة قصة
طويلة للنيو يورك تايمز عن دكتور دوكينز :
شاب فى السبعين يرى أنه ينتمى للفلسفة أكثر منه للبيولوچيا .
صنع إنجازا رهيبا بكتاب الچيين الأنانى ثم استغرقته محاربة الدين ،
يميل قليلا لليسار وهو شىء غريب لعالم تطور ، أى أساس الأشياء عنده
الصراع ، والبقاء للأصلح .
لكن إجمالا لا يمكن القول إلا أنه غير رؤية الإنسان لنفسه ،
مرة جديدة كبيرة ستدوم للأبد ويصعب بالفعل أن تنساها الإنسانية !
…
(Non-Official Group)
مدخل تذكارى حر :
25 يناير 2012 :
ويفتح عيون الأعمى !
… العلم ، موش إللى بالى بالك !
Human
stem cell therapy works in blind patients in first trial!
…
(Non-Official Group)
| FIRST | PREVIOUS | PART
III | NEXT | LATEST |